Professional Documents
Culture Documents
بيان فاتح ماي 2024
بيان فاتح ماي 2024
بيان فاتح ماي 2024
يحل العيد األممي للعمال هذه السنة ،والعالم يتابع فصول اإلبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني املجرم في حق الشعب الفلسطيني في غزة
العزة بدعم مكشوف من قوى االستكبار العاملي وبتواطؤ عربي مفضوح ،غير عابئ ال بالقوانين وال باملؤسسات الدولية وال بالضمير اإلنساني .أما على املستوى
املحلي ،فيحل عيد العمال هذه السنة ،واملغرب يقبع في ذيل الترتيب الدولي ملؤشر التنمية البشرية ،وجودة التعليم والخدمات الصحية ،ومؤشرات الشفافية
والديموقراطية ...وحجم املديونية فيه ال يزداد إال تضخما ،يفقدنا ما تبقى من قرارنا السيادي أمام توصيات املؤسسات املالية الدولية اآلمرة بتفويت
الخدمات االجتماعية الحيوية للقطاع الخاص ،والتقشف في النفقات العمومية ،ورفع الدعم عن املواد األساسية ،وتفكيك منظومة التوظيف العمومي
مقابل التعاقد واملناولة ،وضرب النقابة والحق في االضراب تحت مسمى "رفع التنافسية" ...وشراء السلم االجتماعي بدريهمات توزع مباشرة على البعض
استدامة للفقر وبمساطر انتقائية ومذلة .هذا ،في الوقت الذي ترزح فيه الشغيلة املغربية تحت ضغط التضخم واالرتفاع الصاروخي لألسعار أمام ضآلة
األجور ،واستهداف الحريات النقابية باملحاكمات االنتقامية والتوقيفات التعسفية ،فضال عن تفاقم ظروف التشغيل املذلة في القطاع الخاص ...يحدث كل
هذا في ظل انشغال الحكومة بالترويج ملشاريع وبرامج تكرس تخليها عن مسؤوليتها االجتماعية ،وتفويتها للقطاعات الحيوية للقطاع الخاص (املحروقات واملاء
والطاقة واملستشفيات الجامعية ومدارس تكوين املهندسين )...في تعارض فاضح مع شعارات الدولة االجتماعية .إن كل هذه التراجعات دفعت فئات عريضة
إلى أخذ املبادرة النضالية دفاعا عن حقوقها وكرامتها .األمر الذي أسهم في تصاعد حجم االحتقان ،واتساع املد النضالي القطاعي والفئوي ،اضطرت معه
الحكومة إلى اقتراح مقايضة تقض ي بإقرار زيادة متواضعة في األجور مقابل تحميل الشغيلة تكلفة تخريب صناديق التقاعد ،وقبول القانون التكبيلي لإلضراب.
إننا في القطاع النقابي لجماعة العدل واإلحسان ،إذ نستحضر حجم التحديات وثقل التضحيات املطلوبة ،نمد أيدينا بصدق لكافة شرفاء هذا البلد
الحبيب للعمل املشترك في إطار جبهة نقابية موحدة ،تكون نواة جبهة مجتمعية موسعة تجمع الجهود وتوحد الصفوف .ولن نمل من تجديد هذه الدعوة كل
مرة ،القتناعنا الراسخ بأنها املدخل األمثل لخوض معارك نضالية قوية تستجيب لتطلعات الطبقة العاملة في تحقيق مطالب العدل والكرامة والحرية ،وإرساء
تنمية عادلة ومستدامة تحقق الحماية واالرتقاء االجتماعيين للطبقات املسحوقة .في هذا السياق ،نعلن للراي العام ما يلي :
▪ تهنئتنا لعموم العمال واألجراء واملوظفين بحلول العيد األممي لهذه السنة ،منوهين بالجهود الكبيرة التي يبذلونها إسهاما في تحقيق التنمية املتمنعة
رغم ما يعانوه من قهر واستغالل وإقصاء اجتماعي ،ونخص بالتحية العالية املرأة العاملة املغربية؛
▪ تنديدنا بالتضييق على الحريات ،وبسياسة القمع املنتهجة ضد املعارضين السياسيين والصحفيين واملدونين ومناهض ي التطبيع ،والرامية إلى تكميم
األفواه ومصادرة الحق في التعبير والنضال السلمي؛ ومطالبتنا بإطالق سراح كافة معتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي واملدونين؛
▪ مطالبتنا بإلغاء كل اإلعفاءات التي تستهدف األطر في مختلف القطاعات على خلفية انتمائهم السياس ي ونشاطهم النقابي ،وبسحب كل التوقيفات
الظاملة الصادرة في حق األستاذات واألستاذة على خلفية حراكهم التعليمي املشروع؛
▪ رفضنا للمشروع التكبيلي لإلضراب الهادف إلى تكريس القمع والتضييق على الحق في ممارسة اإلضراب ،ودعوتنا املنظمات النقابية إلى تحمل
مسؤولية الحفاظ على هذا املكتسب التاريخي للحركة النقابية املغربية؛
▪ استنكارنا تملص الدولة من مسؤوليتها في تدبير القطاعات االجتماعية وحل أزماتها (التعليم والصحة والتشغيل ،)...ورفضنا أي تفويت للمرافق
العمومية الحيوية للقطاع الخاص أو لهيئات غير حكومية؛
▪ مطالبتنا بتوفير شروط العمل الكريم لعموم العمال واألجراء واملوظفين عبر تجويد األنظمة األساسية ،وتحسين االتفاقات الجماعية لصالح
الشغيلة ،والرفع من الدخل ،وضمان وتجويد الحماية االجتماعية؛
▪ رفضنا اإلجراءات املقياسية التخريبية لصناديق التقاعد على حساب أرزاق املنخرطين ،ومطالبتنا بتحصين املكتسبات ،وإجراء إصالحات حقيقية
شاملة وعميقة وبمقاربة تشاركية ،مع تحديد املسؤوليات عن أسباب العجز وترتيب الجزاءات عوض تحميل مسؤولية اإلفالس للمنخرطين؛
▪ دعوتنا إلى فتح حوارات جادة ومثمرة مع كل القطاعات املحتجة التي تعرف احتقانا ،من أساتذة وطلبة كليات الطب وموظفي الجماعات الترابية
ومهندسين ومتصرفين وتقنيين ومساعدين إداريين وموظفي العدل والعدول ومستخدمي املكتب الوطني للماء والكهرباء ...؛
▪ دعوتنا الحكومة إلى اعتماد منظومة قانونية منصفة وعادلة للعمال واألجراء في القطاع الخاص تقطع مع عصور االستغالل والقمع واإلذالل؛
▪ تنديدنا باإلبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني املجرم مند ستة أشهر في حق الشعب الفلسطيني املرابط في قطاع غزة ،واستنكارنا للتواطؤ
الدولي والعربي ،ومطالبتنا املسؤولين في بلدنا إلى وقف كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني املحتل.