‫مجلة أشبال األمة بشار‬ ‫‪10‬‬

‫ا لوطني‬ ‫ا لتا ر يخ‬ ‫ذ ا كرة‬ ‫من‬

‫مظا هرا ت ‪ 1 7‬أ كتوبر ‪1 9 6 1‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ومرد‬ ‫إن اليوم الوطني للهجرة الذي ُيصادف ‪ 17‬أكتوبر من كل سنة هو حدث تاريخي ُيخلد كل عام‪،‬‬
‫ذلك ملا قدمته الجالية الجزائرية املهاجرة في فرنسا من دعم للثورة في أحلك مراحلها بالرغم من‬
‫بعدها عن الوطن األم‪ ،‬من خالل املظاهرات السلمية بباريس وضواحيها رغم الحظر املفروض‬
‫آنذاك على املسلمين الجزائريين‪ ،‬طبقا لتعليمات قياديي فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا‪،‬‬
‫الذين أقاموا دليال قاطعا على إمكانية نقل الثورة داخل التراب الفرن�سي‪ ،‬وتشتيت طاقة السلطات‬
‫الفرنسية بهدف تخفيف الضغط على الشعب الجزائري الذي كان يعاني من حرب تدميرية‪.‬‬

‫جراء الضرب بالع�صي على الرؤوس ‪ ،‬كما كانت أزقة املدينة مليئة بجثث‬ ‫أسباب تنظيم املظاهرات‪:‬‬
‫املتظاهرين‪ ،‬إذ ّ‬
‫تم رمي الكثيرمنهم في نهرالسين مكبلين اليدين والرجلين في نهر‬ ‫ّ‬
‫عين الجنرال شارل ديغول‪ ،‬موريس بابون رئيسا على محافظة شرطة‬

‫السين أمام مرأى بابون شخصيا‪ ،‬الذي أمربردم جميع الذين قتلوا في مقبرة‬
‫ّ‬
‫املقدر عددهم بـ ‪ 003‬شهيد ناهيك عن آالف الجرحى‪.‬‬ ‫“الشاز”‬
‫ردود األفعال‪:‬‬
‫أمام هذا املشهد ّ‬
‫املروع الذي كان شوارع باريس ونهر السين مسرحا له‪،‬‬
‫أشارت املصادر اإلعالمية الفرنسية آنذاك إلى سقوط قتيلين وعدد من‬
‫باريس‪ ،‬وهو على ّبينة من كفاءة هذا الرجل على تطهير باريس من تنظيمات‬
‫ّ‬
‫جبهة التحرير الوطني املوزعة عبر كامل التراب الفرن�سي‪ُ .‬عرف موريس‬
‫بابون بعنصريته وبارتكابه ملمارسات نازية‪ .‬تعود األسباب املباشرة لهذه‬
‫املظاهرات إلى ما شهدته العاصمة باريس من أعمال قمع رهيبة ضد‬
‫ّ‬
‫الجزائريين تمثلت خاصة في التفتيش املباغت‪ ،‬واالعتقال التعسفي‪ ،‬والقهر‬

‫الجرحى فقط‪ ،‬إلى غاية ظهور تقرير رسمي نشرته صحيفة باريس أشار إلى‬ ‫واإلذالل‪ ،‬حيث تمركز قسم كبير من قوات األمن الفرنسية في األماكن التي‬

‫سقوط حوالي ‪ 03‬قتيال‪ .‬أما الصحافة الفرنسية املستقلة والحرة التي‬ ‫يتواجد بها الجزائريون وصبت جام غضبها وانتقامها عليهم‪ ،‬بل أنها أقامت‬

‫تناولت األحداث‪ ،‬لم تنقل الحدث بموضوعية وصدق ولم تشر إلى عمليات‬ ‫لهم مركزا ال يقل فظاعة عن تلك التي أقامتها النازية‪.‬‬

‫التعذيب والقتل العشوائي‪ ،‬وأهملت أيضا شهادات الذين عايشوا الحدث‪.‬‬ ‫سيراملظاهرات ور ّد الفعل الفرن�سي الوح�شي‪:‬‬
‫واستنادا ملا أوردته جريدة ‪ senredom spmet sel‬التي صادرتها مصالح‬ ‫في ليلة ‪ 71‬أكتوبر ‪ 1691‬املصادف ليوم الثالثاء وفي جو ممطر استجابت‬

‫الرقابة الفرنسية فور نشرها في عددها الصادر في أول نوفمبر ‪ 1691‬حيث‬ ‫الجالية الجزائرية بفرنسا لنداء فيدرالية جبهة التحرير الوطني‪ ،‬وخرج أكثر‬

‫كتبت مقاال تناولت فيه مقارنة أحداث ‪ 71‬أكتوبر ‪ 1691‬بعمليات اعتقال‬ ‫من ‪ 03‬ألف متظاهر إلى الشوارع الرئيسية ملدينة باريس في هدوء ّ‬
‫مرددين‬
‫ّ‬
‫اليهود في عهد حكومة في�شي‪ .‬ورغم تستر السلطات االستعمارية عن هذه‬ ‫شعار “ال للتمييزالعنصري”‪“ ،‬نعم لرفع حظرالتجول”‪“ ،‬تحيا جبهة التحرير‬
‫ّ‬ ‫الجرائم ‪ ،‬فإن مظاهرات ‪ 71‬أكتوبر ‪ّ 1691‬‬
‫عززت النضال وأكدت مدى‬ ‫الوطني”‪“ ،‬الجزائر جزائرية” وغيرها من الشعارات الوطنية‪ .‬وقد وجدت‬

‫تالحم الشعب مع ثورته داخليا وخارجيا‪ ،‬كما شارك املهاجرون في فضح‬ ‫اإلدارة الفرنسية ضالتها في استغالل هذا الحدث ضد املهاجرين الجزائريين‬

‫السياسة االستعمارية بالجزائر عن طريق وسائل اإلعالم الدولية‪ ،‬كما‬ ‫الذين لم يحترموا قرار الحظر‪ ،‬وجابهت الشرطة الفرنسية املقدر عددها بـ‬

‫أكسبت هذه األحداث القضية الجزائرية أنصارا كثيرين لدعم الثورة‬ ‫‪ 0007‬شرطي وثالث وحدات و حاميتين من الفرقة الجمهورية لألمن ‪ ،‬جموع‬

‫سياسيا وإعالميا وماديا والدفاع عن املساجين وفضح ممارسات املستعمر‬ ‫املتظاهرين بأعمال وحشية‪ ،‬وبأبشع أنواع وسائل القمع من قنابل مسيلة‬

‫الفرن�سي‪ ،‬وهو ما ساهم بالتعجيل في مفاوضات إيفيان الثانية التي وضعت‬ ‫للدموع والضرب بالهراوات وإطالق النارللدموع والضرب بالهراوات و إطالق‬

‫حال نهائيا للقضية الجزائرية‪.‬‬ ‫النار العشوائي دون تمييز‪ ،‬وتركت الكثير منهم في برك من الدماء من‬

‫أ‬
‫إصدار ‪ 20‬ديسمر ‪2018‬‬ ‫العدد‪01 :‬‬ ‫مج ةل مدرسة أشبال المة بشار‬