Professional Documents
Culture Documents
المنظمات الإقليمية و الدولية
المنظمات الإقليمية و الدولية
المنظمات الإقليمية و الدولية
محاضرات في مقياس:
المنظمات الدولية واإلقليمية
0
المقرر الدراسي لمقياس :المنظمات الدولية واإلقليمية
تمهيد:
-المحرر األول :المنظمات الدولية اإلطار المعرفي
-30تعريف المنظمات الدولية وعناصرها.
-30نشأة وتطور المنظمات الدولية.
-الخاتمة.
-قائمة المراجع.
1
تمهيد:
إن المتأمل لواقع التنظيم الدولي والعالقات الدولية يلحظ أن المنظمات الدولية واإلقليمية
أضحت تشكل أحد أهم وسيلة من وسائل العمل الدولي وآلية من آليات التنظيم الدولي الحديث،
حيث تزايد اعتماد الدول التي كانت تشكل الفاعل الوحيد في العالقات الدولية في ظل القانون
الدولي القديم ،على المنظمات الدولية لتقسم التعاون فيما بينها في شتى مجاالت الحياة الدولية.
-وقبل التطرق إلى اإلطار المفاهيمي والتاريخي للمنظمات الدولية واإلقليمية وتحديدها
تحديد دقيق ،وجب علينا الوقوف عند بعض المفاهيم المتقاربة للمصطلح والتي لها عالقة
مباشرة بها ،كالتنظيم الدولي والنظام الدولي.
-التنظيم الدولي الذي يعتبر اإلطار الذي تتشكل بداخله الجماعات الدولية والذي يشمل
كل مظاهر العالقات الدولية ،كالعالقات الدبلوماسية والقنصلية وابرام المعاهدات وعقد
المؤتمرات وغير ذلك من األنظمة القانونية األخرى.
-أرسى التنظيم الدولي فكرة التنظيمات الدولية والذي ينطوي على عدد من الدول
المستقلة ،ففكرة التنظيم الدولي هي فكرة راودت رجال السياسة والقانون منذ القدم حيث قام نوع
من التنظيم بين المدن اليونانية ،غير أن التنظيم الدولي بمفهومه الحديث لم يتبناه إال في بداية
القرن 00حيث بدأت تتكون في أوروبا كيانات سياسية تحولت إلى دول ذات مصالح متضاربة
األمر الذي أدى إلى ظهور منازعات بينها ،فأطلقت الدعوات لقيام سلم دائم في أوربا وعقدت
( )1جمال عبد الناصر مانع ،التنظيم الدولي النظرية العامة والمنظمات العالمية واإلقليمية المتخصصة ،الجزائر :دار العلوم
للنشر والتوزيع ،ص .11
2
عدة مؤتمرات بهدف وضع حد لنزاعاتها والحفاظ على مصالحها المشتركة .وقد أدت هذه
المؤتمرات تدريجيا وبعد فترة طويلة إلى إنشاء منظمات دولية(.)0
تطور التنظيم الدولي تحت تأثير الحاجة الماسة إلى تحقيق السالم بين الدول ،فكانت
أول منظمة دولية عالمية سنة ( 0101عصبة األمم) ،وبعد فشلها أنشأت منظمة أخرى 0100
منظمة األمم المتحدة.
وعليه فإن التنظيم الدولي القائم اآلن هو ثمرة واختزال للعديد من السنوات وهو ال يزال
ينمو ويتطور وأرسى فكرة المنظمات الدولية والتي هي األخرى ولدت من أحشاء المؤتمرات
الدولية.
-صادق أبو هيف " :تلك المؤسسة المختلفة التي تنشأ مجموعة من الدول على وجه الدوام
بشأن شيء من الشؤون الدولية العامة المشتركة "(.)0
-يقصد بالتنظيم الدولي وجود مجموعة من الدول كفيلة بأن تفصح بصورة دائمة عن إرادة
ذاتية متميزة عن إرادة الدول األعضاء.
ومما سبق من تعاريف نجد أن ظاهرة التنظيم الدولي تقوم على أساس العامل اإلرادي
للدول ورغبة المجموعة الدولية في أن تقيم بينها تعاون وترابط في ظل إطار أكثر مسؤولية،
( )1محمد ،المجذوب ،التنظيم الدولي ( النظرية والمنظمات العالمية واإلقليمية والمتخصصة ،بيروت :منشورات الحلبي
الحقوقية ،2002 ،ص .21
( )2عضبان مبروك ،المدخل للعالقات الدولية ،الجزائر :دار العلوم ،2002ص .122
( )3عام مصباح ،معجم مفاهيم العلوم السياسية والعالقات الدولية .الجزائر :المكتبة الجزائرية بدواو ،2002 ،ص .11
( )4جمال عبد الناصر مانع ،مرجع سابق ،ص .222
3
فالتنظيم الدولي تبرره وجود حاجة جماعية تحس بها حكومة الدول المعنية والتي تتمثل في
توافر مصلحة عامة تتعدى اإلطار القانوني لكل دولة ويحتم وجود تضامن بين الدول(.)0
كذلك يجب التمييز بين المنظمات الدولية ومصطلح " النظم الدولية " والتي تعني
مجموعة القواعد القانونية المنظمة لموضوع رئيسي معين أو المرتبط بإطار موضوعي محدد
مثل :نظم التمثيل الدبلوماسي في القانون الدولي العام ،أو هي كافة التنظيمات والتقاليد والقواعد
األساسية التي تميز الجماعة الدولية وتقوم الجماعة الدولية بإتباعها في تنظيم ما تسنه من
عالقات وروابط ومن ثم تشمل المنظمات الدولية والمؤتمرات والعالقات الدبلوماسية(.)0
( )1مهداوي عبد القادر ،محاضرات قانون المنظمات الدولية ،لطلبة السنة IIقانون عام ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة
قاصدي مرباح ،ورقلة ،الجزائر ،2012 -2014ص .3
( )2عامر مصباح ،مرجع سابق ،ص .11
( )3جمال عبد الناصر مانع ،مرجع سابق ،ص .25
4
المحور األول:
2
المحور األول :المنظمات الدولية اإلطار المعرفي
-0تعريف المنظمات الدولية وخصائصها
أ -تعريف المنظمات الدوليةInternational organisations :
يعود مصطلح المنظمات الدولية إلى معاهدة فرساي 0101م والتي تضمنت أول مرة
هذا المصطلح للتعبير عن هيئة ما بين الحكومات.
كما استخدم مصطلح المنظمات الدولية ألول مرة في ميثاق عصبة األمم ودستور
منظمة العدل الدولية وتضمنه النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية(.)0
-المنظمة الدولية :هي هيئة تتفق مجموعة من الدول على إنشاءها للقيام بتحقيق
أغراض مشتركة فيما بينهم(.)0
-عرفها المنظر الفرنسي ،Daniel Collard :على أنها جهاز تعاون بين الدول أو
شركة سيدة ،تتابع أهداف ذات فائدة مشتركة عن طريق هيئات مستقلة(.)0
-هي هيئة دائمة ذات إرادة ذاتية مستقلة ،تتفق الدول على إقامتها لممارسة
اختصاصات معينة ينظمها الميثاق المبني لها(.)0
-هي هيئة تتفق مجموعة من الدول على إنشائها للقيام بمجموعة من األعمال ذات
اختصاصا ذاتيا مستقالً يتكفل ميثاق الهيئة ببيانه
ً األهمية المشتركة وتمنحها الدول األعضاء
وتحديد أغراضه ومبادئه الرئيسية.
-تعريف الدكتور أبو هيف :تلك المؤسسات المختلفة التي تنشئها مجموعة من الدول
على وجه الدوام لالضطالع بشأن من الشؤون الدولية المشتركة(.)0
1
-هي هيئة دولية دائمة تتمتع باإلرادة الذاتية والشخصية القانونية الدولية ،تتفق مجموعة
من الدول على إنشائها كوسيلة من وسائل التعاون االختياري بينها في مجال أو مجاالت معينة
يحددها االتفاق المبني للمنظمة(.)0
أوال -عنصر الدوام (االستمرارية) :وهو عنصر ضروري لوجود أي منظمة دولية وهذا ما
يميزها عن المؤتمر الدولي ألن هذا األخير ينعقد لغرض معين ثم ينقضي فهو غرضي مؤقت.
والحكمة من عنصر الدوام مرده إلى طبيعة المصالح المشتركة التي ترعاها المنظمة
فهي مصالح مشتركة(.)0
وأن عنصر الدوام أو االستم اررية يقضي بأن تتمكن المنظمة الدولية بوصفها كيانا
قانونيا مستقالً من أن تباشر االختصاصات المنوطة بها بصفة مستمرة دائمة كما يقضي
عنصر الدوام أن تتمتع المنظمة بقدر من التنظيم يتمثل في وجود عدد من األجهزة التي تتولى
مباشرة اختصاصات المنظمة وأن تكون بعض هذه األجهزة أو إحداها في حالة تمكنه من
االنعقاد في أية لحظة(.)0
كذلك المقصود بعنصر الدوام أنها ليست بالضرورة وجودها لألبد بل تكون مستقلة عن
األعضاء المنشئ لها .وهذا االستقالل يسمح لها بممارسة نشاطها وتحقيق أهدافها وفي نفس
الوقت ال يعني أن أجهزتها تعمل في آن واحد .كما يمكن أن يط أر عليها ما يؤدي إلى حلها
وهناك توارث للمنظمات الدولية كذلك هناك منظمات تنشئ لفترة معينة وكل هذا يرد النص
عليه في وثيقة المنظمة المنشئ لها(.)0
2
ثانيا :اإلرادة الذاتية :يخضع قيام المنظمة الدولية إلرادة الدول والتي يتم التعبير عنها في
االتفاق المنشئ للمنظمة وتظهر هذه اإلرادة عن طريق االعتراف لها باالختصاصات واألعمال
كما أنها ال تنتسب ألية دولة من الدول األعضاء إ ًذا اإلرادة الذاتية هي أن المنظمة ذات إرادة
مستقلة عن إرادة الدول المشتركة فيها وتتجلى في أهليتها القانونية في إصدار الق اررات التي
تعبر فيها عن مواقفها إزاء ما يسند لها من أمور محددة في ميثاقها التأسيسي.
-ضف إلى ذلك فإن اإلرادة الذاتية للمنظمة على صلة بالشخصية الدولية باعتبار هذه
()0
بوصفها وحدة قانونية مستقلة عن إرادات األخيرة وسيلة الكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات
أعضائها.
وهذا كذلك ما يميز المنظمة الدولية عن المؤتمر الدولي الذي ال يتمتع بعنصر اإلرادة
الذاتية وال يتمتع بإرادة مستقلة عن إرادة الدول المشاركة فيه(.)0
أهلية المنظمة الدولية للتقاضي وبالتالي تكون المنظمة مدعية أو مدعى عليها.
أهلية المنظمة إلبرام االتفاقيات الدولية والمشاركة في إنشاء قواعد القانون الدولي عن
طريق العرف أو من خالل ما تصدره من ق اررات ذات طابع شرعي.
للمنظمة حق التعاقد مع من تحتاج إليهم من العاملين(.)0
( )1عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر ،قانون المجتمع الدولي العام ،الجزائر ،ديوان المطبوعات الجامعية ،2003 ،ص .112
( )2جمال عبد الناصر مانع ،مرجع سابق ،ص .21
( )3المرجع نفسه ،ص .21
5
ثالثا -الصفة الدولية :والمقصود هنا هو أن يتم تأسيس المنظمة الدولية من قبل كيانات
تتبع بوصف الدولة كاملة السيادة وتقوم كل حكومة دولة باختيار من يمثلها في المنظمة.
وبهذا الوصف نقول عنها منظمة دولية حكومية والتي يخرج عن هذا الوصف المنظمات
الدولية غير الحكومية والتي يتم تأسيسها باتفاق األفراد أو الهيئات أو الجماعات الخاصة
كمنظمة العفو الدولية والهالل األحمر الدولي(.)0
ويستثنى من شرط قصر العضوية في المنظمات الدولية الحكومة على الدول المستقلة
ذات السيادة ما تسمح به بعض المنظمات الدولية المتخصصة كاليونسكو ومنظمة الصحة
العالمية حيث يتم قبول عضوية بعض األقاليم التي تتوفر على الصفة الدولية كحركات
التحرير ،إال أن عضويتها تبقى عضوية غير كاملة(.)0
رابعا – األهداف المشتركة :تقوم المنظمة الدولية على تحقيق فائدة مشتركة للدول األعضاء
فيها ،وتكون هذه الفائدة إما سياسية أو أمنية أو اقتصادية أو ثقافية ،وتحديد هذه األهداف يتم
عادة في المواثيق المنشأة لها ،حيث أن المنظمة ليست غاية في حد ذاتها بل وسيلة لتحقيق
األهداف(.)0
-إنحصار دور المنظمة الدولية في التنفيذ وعدم انتقاصها لسيادة الدول األعضاء ،إذ أن مبدأ
سيادة الدول يمثل الدعامة والعمود الفقري للقانون الدولي العام ،ويعود له الفضل في تنظيم
العالقات القانونية القائمة بيم المنظمات الدولية واألعضاء بها .تلك العالقة ال تتمحض عن
خضوع تلك الدول للمنظمات الدولية التي أنشأتها أن على العكس من ذلك فإن تلك العالقات
تتمحض عن ظهور تلك المنظمات الدولية باعتبارها أداة للتنسيق لألهداف المشتركة وقد أكد
ميثاق منظمة األمم المتحدة على غلبة مفهوم سيادة الدول في المنظمات الدولية ،وهي قاعدة
أصلية في القانون الدولي العام.
( )1محمد محمود ربيع وإسماعيل صبري مقلد وآخرون ،مرجع سابق ،ص .1005
( )2المرجع نفسه.
( )3عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر ،قانون المجتمع الدولي العام ،مرجع سابق ،ص .112
2
وتطورها
ّ -9نشأة المنظمات الدولية
ترجع االنطالقة األولى لظهور المنظمات الدولية إلى فكرة المؤتمرات الدولية حيث أنها
ليست سوى امتداد لهذه المؤتمرات بعد إعطائها عنصر الدوام وتحصلها على اإلرادة الذاتية
والمستقلة عن الدول.
وعليه فإن البوادر األولى لوالدة المنظمة الدولية كانت بداية القرن 01في ميدان النقل
والمواصالت الدولية بعد مؤتمر فينا 0100م الذي طرح فكرة اإلدارة المشتركة لألنهار من قبل
الدول المعنية وتم تشكيل لجنة مركزية للمالحة في نهر الراين.
كما تم في سنة 0100انعقاد مؤتمر باريس إلنشاء نظام مماثل لنهر الدانوب ،ثم
جاءت االتحادات اإلدارية كشكل آخر من أشكال للتعاون الدولي(.)0
10
البابوية ،وأقامت نظام السفارات الدائمة بين الدول واألخذ بفكرة التوازن الدولي كعامل للمحافظة
على السلم في أوروبا(.)0
وبظهور فكرة الدولة القومية ونظ ار لالختالفات التي كانت بين الشعوب في المصالح
بدأت الصراعات تظهر ،األمر الذي أدى إلى ضرورة عقد اجتماعات ومؤتمرات دولية خالل
القرن 01ذات أهداف عسكرية وسياسية بغية تحقيق األمن والسلم .ومن أهم هذه المؤتمرات
نذكر:
ولضمان تحقيق هذه السياسة التي أفرزها مؤتمر فينا ،اتفقت كل من إنجلت ار وروسيا –
بروسيا – النمسا ،على إنشاء حلف يشبه الحلف المقدس (مؤتمر فينا األول) ،ويسمى بالوفاق
األوروبي في 03نوفمبر 0100وانظمت إليه فرنسا .ويهدف إلى تحسين األمن األوروبي
ووحدة المصالح األوروبية والحفاظ على سالمة أوروبا وحل النزاعات بالطرق السلمية.
وفعال كان لهذا الحلف دو ار كبي ار في تنظيم العالقات األوروبية ومنع من نشوب الحروب
في القارة األوربية منذ عقده إلى غاية الحرب العالمية األولى(.)0
( )1أحمد اسكندري ومحمد ناصر بوعز هللا ،القانون الدولي العام المدخل والمعاهدات الدولية ،القاهرة :مطبعة اإلسكندرية،
،1222ص .40
( )2جمال عبد الناصر مانع ،مرجع سابق ،ص .21
11
تضمن تصريح مونرو عدد من النقاط أهمها :حق الدول األمريكية في االستقالل وعدم السماح
ألية دولة أوروبية بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول األمريكية أو احتالل جزء منها(.)0
-6نظام الهاي:
يمثل نظام الهاي خطوة إيجابية وتقدم ملحوظا عن المؤتمر األوروبي حيث أسهم في
حل المشكالت الدولية واتجه إلى تدوين الفروع الرئيسية للقانون الدولي وانمائها وصياغة قواعد
التسوية السلمية للنزاعات.
-عقد مؤتمر الهاي األول 0110وآخر في 0131وقد إتسما بطابع العالمية حيث
حضرت 00دولة في المؤتمر األول 0110وغلب عليه الطابع األوروبي ،أما الثاني فقد
شاركت فيه 00دولة من بينها :جمهوريات غالبية دول أمريكا الالتينية.
خالل هذا المؤتمر توصل المجتمع الدولي ألول مرة إلى إرساء أول جمعية عامة ،كما أنشأت
بموجبه محكمة العدل الدولية(.)0
لهذه االتحادات اختصاصات ضيقة مقارنة بالمؤتمر األوربي ونظام الهاي السابق الذكر.
استمرت عجلة تطور المنظمات الدولية في القرن 03بسرعة وهذا نتيجة لعدد من األسباب
نذكر:
12
-توفر اإلرادة السياسية لتنظيم المجتمع الدولي وليس فقط المجتمع األوربي.
بعد ما شهده العالم من ويالت إثر الحرب العالمية األولى ( )0101 -0100دعت
الدول إلى ضرورة قيام منظمة دولية تهدف إلى تشجيع وتعاون بين الدول والحد من التسلح
وتحقيق األمن والسلم الدوليين لجميع الدول ومنع استخدام القوة في حل المشاكل والمنازعات.
-اجتمعت لجنة تضمن كل من (إنجلت ار -أمريكا) وهي لجنة عرفت باسم " هيرست
ميالر " وتم وضع مشروع عصبة األمم الذي تم إق ارره من قبل الدول المشاركة في مؤتمر
فرساي 0101ووضع موضع التنفيذ سنة .)0(0103
كما شهدت هذه الفترة ظهور العديد من المنظمات السياسية واإلقليمية تهدف على حل
المشاكل التي تنشأ بين أعضائها وتحقيق المصالح المشتركة.
-إال أنه وبالرغم من كون عصبة األمم ساهمت في حل العديد من المشاكل والنزاعات
الدولية إال أنها فشلت في حل أهم مشكلتين وهما :العدوان الياباني على إقليم منشوريا .0100
والعدوان اإليطالي على الحبشة 0100م.
وعليه فشلت في تحقيق أهم مبدأ من مبادئها أال وهو تحقيق السلم واألمن الدوليين،
فكانت الحرب العالمية الثانية ،0101فكانت نهاية العصبة(.)0
-المرحلة الثالثة :مرحلة إنشاء منظمة األمم المتحدة بعد الخراب الذي خلفته الحرب
العالمية الثاني ة والمآسي التي طالت البشرية جمعاء ،فكر المجتمع الدولي من جديد في إنشاء
13
هيئة دولية أخرى ،تعمل على تحقيق السلم واألمن الدوليين ،فكانت منظمة األمم المتحدة
0100م ،وقد عقدت العديد من االجتماعات التمهيدية إلنشائها واقرار ميثاقها.
ضف إلى المنظمة الدولية فقد شهدت هذه المرحلة ازدياد مطرد للمنظمات الدولية
تمارس العديد من االختصاصات الدولية العامة وكان لها األثر البالغ في ديناميكية العالقات
الدولية وارساء مبادئ القانون الدولي العام.
وهكذا أضحت المنظمات الدولية ظاهرة هامة وأساسية تغطي كافة أوجه النشاط البشري
في المجاالت االقتصادية واالجتماعية واألمنية والثقافية ...إلخ.
14
-13الشخصية القانونية للمنظمات الدولية:
من المتفق عليه في فقه القانون الدولي التقليدي أن وصف الشخصية القانونية الدولية ال
يثبت إال للدول إال أن هذا المفهوم بدأ يهتز بظهور المنظمات الدولية وتكاثرها.
إن الشخصية القانونية للمنظمة الدولية تتمثل في الصالحيات الكتساب الحقوق وتحمل
اإللتزامات والقيام بالتصرفات القانونية واللجوء إلى الجهاز القضائي في ظل كل نظام
قانوني(.)0
إن الشخصية القانونية للمنظمة تظهر في حدود اإلختصاصات التي يتضمنها ميثاقها ،األمر
الذي يترتب عليه خضوع المنظمات الدولية لكل من قواعد قانون المنظمات من ناحية وقواعد
القانون الدولي من ناحية أخرى(.)0
-القدرة على ممارسة الحقوق وتحمل اإللتزامات وفقا ألحكام القانون الدولي.
-القدرة على التعبير عن إرادة ذاتية في ميدان العالقات الدولية ،بعدما كان مقتصر
فقط على الدول ذات السيادة في فقه القانون الدولي التقليدي.
جاء التأكيد على الشخصية القانونية للمنظمة الدولية في المادة 030من ميثاق منظمة
األمم المتحدة والتي تقر " :تتمتع الهيئة في بالد كل عضو من أعضائها باألهلية القانونية التي
يتطلبها قيامها بأعباء ووظائفها ،وتحقيق مقاصدها ".
كما إعترف القضاء الدولي صراحة بتمتع المنظمة الدولية بالشخصية القانونية ،إذ جاء
الرأي االستشاري لمحكمة العدل الدولية الخاص بتعويض األضرار التي أصابت موظفي األمم
المتحدة في فلسطين 0101م ،والصادر 0101والذي اعترفت فيه بالشخصية القانونية لألمم
المتحدة(.)0
12
أمر ضرورًيا لتحقيق أهدافها واكتساب
-وتعد مسألة االعتراف بالشخصية القانونية ًا
الحقوق وتحمل المسؤوليات وممارسة وظائفها.
وأصبح االعتراف بالشخصية القانونية في حدود االختصاصات التي تتمتع بها كل
منظمة وفقًا لميثاقها المنشئ .وكل منظمة حسب أهدافها وهنا نجد الفرق بين المنظمة والدول،
عاما .في حين يكون
حيث أن الدول تتمتع بالشخصية القانونية ويكون نطاق هذه الشخصية ً
نطاق الشخصية القانونية للمنظمة محدود لكون اختصاصها محدود وميثاق المنظمة هو الذي
ينشئ شخصيتها الدولية الوظيفية في المجال الدولي(.)0
-0أن تكون مزودة بأجهزة الالزمة لتحقيق األغراض والوظائف ،وأن يكون لها إرادة ذاتية
مستقلة عن إرادة الدول األعضاء وأن يكون للمنظمة بعض الصالحيات الدولية كإبرام
المعاهدات وتحملها المسؤولية الدولية.
-0إمكانية إنشاء قواعد قانونية مع غيرها من الوحدات المماثلة أو إقامة عالقات معها(.)0
11
-0حق التمتع بالحصانات واالمتيازات في مواجهة الدول األعضاء ودول المقر من أجل
أداء مهامها(.)0
-منظمات إقليمية:
وهي المنظمات التي يقتصر عضويتها على عدد محدد من الدول أو التي يكون نطاق
اختصاصها محدد برقعة جغرافية معينة كمنظمة االتحاد اإلفريقي أو على أساس قومي كجامعة
الدول العربية .أو على أ ساس أمني كحلف شمال األطلسي وحلف وارسو ،أو ديني كمنظمة
المؤتمر اإلسالمي .وسواء كانت المنظمة عالمية أم إقليمية فهناك شروط لقبول عضوية الدولة
تنص عليها المواثيق المنشأة للمنظمات .فال نجد في مواثيق المنظمات العالمية شروط تتصل
اسيا في المنظمات اإلقليمية.
أمر أس ً
بصفة العضو في حين نجد ذلك ًا
فمثالً :تشترط منظمة األمم المتحدة أن تكون الدولة محبة للسالم ،فضالً عن موافقة
مجلس األمن والجمعية العامة على قبول عضويتها .أما في منظمة االتحاد اإلفريقي فيشترط أن
يكون طالب االنضمام دولة من القارة اإلفريقية(.)0
12
ب -حسب معيار االختصاص:
عامة
-تنقسم المنظمات الدولية حسب طبيعة األنشطة التي تمارسها إلى منظمات ّ
متخصصة.
ّ ومنظمات
كما يمكن أن يكون هذا النوع منظمة إقليمية كمنظمة اإلتحاد اإلفريقي وجامعة الدول
العربية حيث تغطي أنشطتها كافة أوجه النشاط االجتماعي.
* منظمات متخصصة :وهي التي يقتصر اختصاصها على قطاع واحد من قطاعات الحياة
الدولية وقد تكون عالمية أو إقليمية فهناك من يهتم بالنقل والمواصالت ،كمنظمة الطيران
المدني ،أو اقتصادية كالصندوق النقد الدولي أو صحي كمنظمة الصحة العالمية(.)0
* منظمات تتمتع بصالحيات فعلية واسعة ،فمثالً :ق اررات مجلس األمن الدولي هي ق اررات
قوية ألنها تتمتع بسلطات قوية اتجاه أعضائها وتنفيذ ق ارراتها في أقاليم الدول األعضاء ويلزم
األفراد في حالة تهديد السلم واألمن الدوليين.
* منظمات ال تملك صالحيات إال صالحية تحقيق قدر من التعاون والتنسيق بين الدول في
مجاالت اختصاصها ،كإصدار التوصيات واالقتراحات ويتوقف تنفيذ هذه التوصيات على
رغبات الدول األعضاء وق ارراتها غير ملزمة(.)0
15
د -حسب معيار نوعية أعضائها:
* منظمات حكومية :والتي تضم في عضويتها الدول ذات السيادة (عصبة األمم ،األمم
المتحدة).
* منظمات غير حكومية :ينص تأسيسها من قبل األفراد والجماعات ،فأعضائها ليسوا دول
ذات سيادة وقد يتم إنشاءها بغرض الدفاع عن المصالح الخاصة .وقد تحصل بعض المنظمات
منها على الصفة االستشارية لدى المنظمات الحكومية كمنظمة العفو الدولية ،أطباء بال حدود،
الهالل األحمر(.)0
( )1جعفر عبد السالم ،المنظمات الدولية .دراسة فقهية وتأصيلية للنظرية العامة للتنظيم الدولي ،ط ،1القاهرة :دار النهضة
العربية ،1222ص .12
12
-11دور المنظمات الدولية وأهميتها:
-غيرت المنظمات الدولية من طابع العالقات الدولية ومظهرها وبرزت شبكة جديدة
من العالقات الدولية.
كبير في تنمية التعاون الدولي وتحسين األمن الجماعي وذلك بتحريم اللجوء
دور ًا
-لها ًا
إلى استخدام القوة.
-تعمل على مواجهة المشاكل والتحديات الجديدة التي تواجه المجتمع الدولي كالتخلف
االقتصادي ومكافحة تلوث البيئة واالتجار بالبشر.
-تعتبر وسيلة لتطوير القانون الدولي والعمل التشريعي الذي تقوم به هذه المنظمات
يدل على مدى أهميتها في إقامة نظام قانوني جديد.
-ظهر مجتمع مؤسساتي دولي إلى جانب المجتمع الترابطي الدولي بين الدول.
-هي أداة تكامل دولي إذ بسبب عجز الدولة القومية في حل مشاكلها ومواجهتها ،كان
البد من القيام بتحوالت عميقة في الصالحيات وفي مجاالت معينة وتحويلها من
الدول واعطائها إلى المنظمات الدولية.
20
المحور الثاني:
21
المحور الثاني :منظمة األمم المتحدة
-10تعريف ونشأة منظمة األمم المتحدة:
بعد الحرب العالمية الثانية أدرك المجتمع الدولي الحاجة الماسة إلى إنشاء منظمة دولية
قادرة على حل المشاكل الدولي ة بعد فشل منظمة عصبة األمم في أداء مهامها والخراب الذي
مس البشرية جمعاء .األمر الذي جعل الدول تجتمع في منظمة عالمية أخرى لتدارك ما حصل
لها ،فكانت والدة منظمة األمم المتحدة التي قامت على أنقاض إخفاق عصبة األمم لتعمل على
حفظ السلم واألمن الدوليين.
وتعتبر منظمة األمم المتحدة وعصبة األمم الهيئتان اللتين ضمتا تدريجيا أغلبية دول
العالم على عكس محاوالت التنظيم الدولي األخرى التي اقتصرت عضويتها على مجموعة من
الدول أو إقليم معين.
هي عبارة عن برلمان دولي من خالل الجمعية العامة للمنظمة التي تمثل شعوب العالم،
وفي نفس الوقت هي ليست بالحكومة العالمية التي تضع القوانين بل أنها توفر سبل المساعدة
على حل النزاعات الدولية وصياغة السياسات المتعلقة بالمسائل التي تمس البشرية (.)2
( )1سهيل ،حسن الفتالوي ،أهداف األمم المتحدة ومبادئها ،األردن :دار الحامد للنشر والتوزيع ،2011 ،ص.24 :
( )2موحد ،جوزية ،األمم المتحدة ومبادئها :موقع إلكترونيwww.mardas.3.com.2015.
22
-6ميثاق األطلسي:
يعتبر ميثاق األطلس بمثابة أول التصريحات المنادية بإقامة منظمة عالمية ،حيث التقى
فيه كل من روزفلت وتشرشل (أوت )1241على متن أحد البواخر في المحيط األطلسي لدراسة
شؤون احتماالت الحرب وقد أظهر التصريح الصادر منهما تقارب وجهات النظر من الطرف
()1
ووقع األمريكي والبريطاني وتم االتفاق على القضاء على النازية العدو األول ثم الشيوعية
عليه سنة 1242من جانب الواليات المتحدة األمريكية ،وبريطانيا ،واالتحاد السوفياتي ،والصين
باإلضافة إلى 22دولة أخرى كما انضمت فرنسا له يوم 24سبتمبر .1242واعتبر أول ميثاق
إستعمل فيه بصفة رسمية تعبير األمم المتحدة وعبر عن آمالهما في عالم يتحرر فيه البشر من
الخوف والحاجة والعمل على نزع السالح والتعاون اإلقتصادي( .)2ضف إلى تضمنه عدد من
المبادئ التي صيغت بطريقة يراد بها كسب الرأي العام والتأييد الدولي لقضية الحلفاء .ضف
إلى أن كون مبادئه جاءت موجهة في األساس ضد االتحاد السوفياتي(.)3
-2عدم رغبتهما في إجراء تغيرات إقليمية ال تكون متفقة مع أماني الشعوب المعبر عنها
بحرية.
يعتبر ميثاق األطلس أول وثيقة دولية تضمن جملة من المبادئ تفترض وجود تنظيم
دولي فهو البداية إلقامة التنظيم الدولي الجديد.
( )1بن عنتر عبد النور ،األمم المتحدة في نصف قرن دراسة في تطور التنظيم الدولي منذ .6891الكويت :عالم المعرفة
،1222ص.10 :
( )2عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر ،مرجع سابق ،ص120 :
( )3بن عنتر عبد النور ،مرجع سابق ،ص.14:
( )4عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر ،مرجع سابق ،ص.120 :
23
-2تصريح واشنطن:
تعود تسمية إلى المدينة التي عقد فيها االجتماع وسمي كذلك بتصريح األمم المتحدة
لتضمنه وألول مرة إسم األمم المتحدة وعقد هذا الخير في جانفي 1242ووقعت عليه 21دولة.
كما جاء تأكيدا لمبادئ األطلسي ضف إلى العمل على توحيد الجهود لهزم العدو(.)1
اشتقت تسمية األمم المتحدة من هذا التصريح وباقتراح من روزفلت كإشارة إلى القوى
المتحالفة ضد دول المحور(.)2
-3اجتماع موسكو:
اغبا في السالم وفي عقد اجتماع
قبيل هذا االجتماع ،إتجه هتلر إلى االتحاد السوفياتي ر ً
مع السوفيت ،الهدف من وراءه تأمين الحدود الشرقية لدولة ألمانيا ويأمن جانب السوفيات الذين
كانوا يخشون الدول الغربية وفعالً فوجئ العالم بتوقيع ميثاق إتحاد عدم اعتداء بين روسيا
وألمانيا ،إال أن هذا االتفاق سرعان ما انهار وكان من نتيجته أن التقت المصالح األوربية
السوفياتية مرة أخرى في أكتوبر 1243م(.)3
24
-9مؤتمر طهران :6893
في ديسمبر 1243اجتمع رئيس الواليات المتحدة األمريكية (روزفلت) ورئيس االتحاد
السوفياتي (ستالين) ورئيس الوزراء البريطاني (تشرشل) وأسفر هذ االجتماع عن تصريح صدر
في ديسمبر 1243تضمن االلتزام بإقامة نظاما للسالم الدولي ترضاه أغلبية شعوب العالم
يجنب األجيال المقبلة ويالت الحروب(.)1
جمع هذا المؤتمر كل من ممثلوا الصين ،بريطانيا ،اإلتحاد السوفياتي ،والواليات المتحدة
األمريكية والهدف من وراء هذه االجتماعات هو وضع خطة لتشكيل منظمة لحفظ السلم واألمن
الدوليين وقد توصلت الدول األربعة لوضع مشروع توافقي بالرغم اختالفهما في بعض المسائل
المهمة(.)2
ويمكن القول أن المشروع المقدم بخصوص إنشاء منظمة دولية جديدة تشكلت
خصائصه بتأثير المخطط األمريكي وقيادته خاصة وزير الخارجية األمريكي " كورل هل "
مهندس ومخطط المنظمة الدولية الجديدة ،ويمكن إرجاع أسبقية الو.م.أ في األخذ بزمام
المشروع إلى مركزها المتفرد في ميزان القوة العسكرية واالقتصادية والى المكانة الدولية التي
أحرزها الرئيس األمريكي روزفلت إبان الحرب .كما عكست المداوالت السرية في دومبارتون
أساسا
ً أوكس مدى التفاعل بين السياسات القومية والمصالح الخاصة ووجهات التي شكلها
يجا من
لالعتبارات المتعلقة بتاريخ الحرب .ولقد كان موقف الواليا المتحدة األمريكية يمثل مز ً
األفكار الخاصة بمصالحها القومية والمفاهيم الخاصة بالتنظيم الدولي المرتقب.
ولما كانت المقترحات التي قامت في دورمبارتون أوكس هو ثمرة التعاون بين الواليات
أساسا فإن ذلك أدى إلى تعارض وجهات النظر األمريكية السوفياتية في الكثير
ً المتحدة وانجلت ار
من الموضوعات وهو ما توقعه " كوول هل " نفسه وبرر ذلك في كون تعارض المصالح
( )1عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر ،مرجع سابق ،ص.123 :
( )2جمال عبد الناصر مانع ،مرجع سابق ،ص.121 :
22
ومستعدا
ً جاهز
ًا دائما
أمر مقبول وضروري للوصول إلى المطروحة ،لذلك كان ً
ووجهات النظر ًا
بالمقترحات التوفيقية التي ترضي األطراف.
من مظاهر اإلختالف في وجهات النظر في مؤتمر دومبارتون أوكس ،االختالف حول
حق الفيتو حيث أن االتحاد السوفياتي أمر على توسيع نطاق حق االعتراض (الفيتو) ،ضف
إلى الخالف الذي كان حول مسألة التصويت في مجلس األمن ،كما جاء االختالف أيضا في
وجهات النظر حول مسألة إنشاء محكمة العدل الدولية ومسألة إدارة األقاليم الباقية وكذا مسألة
القوات الع سكرية التي توضع تحت تصرف مجلس األمن وتم االتفاق بين تشرشل وستالين في
اجتماع يالطا وقدموا حلول وسطية وتم األخذ بوجهة نظر السوفيت ،حيث يكون استخدام حق
الفيتو مطلقا بشرط اجتماع الدول الخمسة الكبرى عند التصويت داخل مجلس األمن وعليه
وضع قيد على الحرية المطلقة التي نادى بها ستالين.
أما فيما يخص مسألة األقاليم الباقية (المستعمرات) فقد كانت لبريطانيا وجهة نظر
رئيسية للدفاع عن نظام االنتداب واستمرار ارتباط المستعمرات البريطانية ببريطانيا ،وقد أبدت
الواليات المتحدة األمريكية هذا الرأي فهي الوريث الشرعي لإلمبراطورية البريطانية في حالة
ضعفها وهو ما حدث بالفعل ،األمر الذي أدى إلى أن أصبح نظام االنتداب منقوالً عن عصبة
األمم وخرج نظام الوصاية إلى الوجود ،كما تم االتفاق على قيام المنظمات اإلقليمية وأطلق
رسميا اسم األمم المتحدة على المنظمة وحددت هياكلها(.)1
ً
-1مؤتمر يالطا (:)6891
اجتمع كل من روزفلت وتشرشل وستالين سنة 1242بمدينة يالطا على البحر األسود
باالتحاد السوفياتي سابقًا لبحث سبل إنتهاء الحرب ومن أهم الموضوعات التي اتفق عليها
الحلفاء في المؤتمر تحمل مسؤولية وعبئ التنظيم الدولي الجديد واألخذ بوجهة نظر االتحاد
السوفياتي فيما يخص حق الفيتو ،ودعوة جمعية األمم المتحدة لصياغة ميثاق المنظمة(.)2
( )1بن عنتر عبد النور ،مرجع سابق ،ص ص.21 -20 :
( )2عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر ،مرجع سابق ،ص.123 :
21
-7مؤتمر سان فرانسيسكو ( 21أفريل :)6891
قياديا في إرساء مبادئ
دور ًلقد لعبت الدول الكبرى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية ًا
ميثاق األمم المتحدة فقد اجتمع مندبون لـ 20 :دولة في سان فرانسيسكو الفتتاح مؤتمر األمم
المتحدة إلنشاء المنظمة العالمية وتم افتتاح المؤتمر في 22أفريل 1242أي بعد 13يوم من
وفاة روزفلت وقبل 12يوم من هزيمة ألمانيا(.)1
اشتمل جدول األعمال مناقشة مقترحات مؤتمر دومبارتون أوكس ،بشأن إقامة منظمة
األمم المتحدة ،وما تضمنه أيضا مقترحات مؤتمر يالطا.
ويعتبر هذا المؤتمر كانعكاس إلرادة الدول الكبرى في صياغة بنود الميثاق وتحديد
األهداف وشروط الدول التي توجه إليها الدعوة ،وعليه وأمام هذا الوضع وجدت الدول الصغرى
نفسها تابعة لما قررته الدول الكبرى ،وسيطرة الدول الكبرى على الق اررات واألحداث الدولية لما
()2
ولحد الساعة. بعد الحرب العالمية الثانية
إن الدول الكبار كانوا يعتقدون أن في سعيهم ضمان السلم واألمن الدوليين إذا استمروا
في التعاون كما كانوا إبان الحرب العالمية الثانية ،وأصروا على أن يخولهم الميثاق سلطة
االعتراض على ق اررات مجلس األمن " حق الفيتو ".
كما قامت الدول الصغرى بمعارضة هذا الحق ،إال أن محاوالتها بأت بالفشل ولم تنجح
إال أنها تحث في تدعيم أهمية فروع األمم المتحدة األخرى كالجمعية العامة والمجلس
االقتصادي واالجتماعي(.)3
انتهى المؤتمر بإقرار المشروع النهائي لميثاق األمم المتحدة باإلجماع وتم التوقيع عليه
من طرف كل الدول الحاضرة ،يحتوي على 111مادة موزعة على 12فصالً ()4ولم يدخل حيز
التنفيذ إال في 24أكتوبر 1242بتصديق الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس األمن مع
كافة الدول األعضاء وتتابع انضمام دول العالم إلى عضوية منظمة األمم المتحدة.
22
أنشأ مقر األمم المتحدة في الواليات المتحدة األمريكية بنيويورك في 14ديسمبر 1241
قبلت الجمعية العامة للمنظمة مبلغ 5,8مليون دوالر أمريكي كهدية من األمريكي " جون
روكفلر " لشراء 2هكتارات من األرض بمدينة نيويورك وفي 1242كما وافقت الجمعية العامة
على تصميم بناء المقر الرئيسي للمنظمة 1245ووافق الكونغرس األمريكي على منح 12
مليون دوالر أمريكي كقرض بدون فوائد إلنشائها وتم أنجاز المبنى .)1(1222
-الجمعية العامة
-مجلس األمن
-مجلس الوصاية
-األمانة العامة.
ضف إلى عدة وكاالت متخصصة تابعة لها لتولي مسائل معينة بالمواصالت -التربية
– األغذية -الزراعة -الصحة – العمل ...إلخ.
تعتبر الجمعية العامة الهيئة الرئيسية لألم المتحدة ،والهيئة الوحيدة التي تمثل فيها جميع
الدول األعضاء وعلى نحو متساوي أي لكل دولة صوت واحد ،كما يمكن إعتبارها بمثابة
إلحاحا .وتتخذ الق اررات
ً البرلمان الدولي ،الذي يجتمع للنظر في أشد المسائل والمشاكل الدولية
في المسائل الهامة كصون السلم واألمن الدوليين أو قبول أعضاء جدد ...إلخ سوف نتطرق
إليها في اختصاصات الجمعية التي كفلها لها ميثاق المنظمة.
( )1عمر إسماعيل سعد هللا وأحمد بن ناصر ،مرجع سابق ،ص.124 :
25
تجتمع الجمعية العامة مرة واحدة كل سنة في دورة اعتيادية في شهر سبتمبر من كل
سنة وتدم مدة هذه الدورة من 3إلى 4أشهر .كما يمكنها أن تعقد اجتماعات استثنائية خالل
بناءا على طلب مجلس األمن أو أغلبية الدول األعضاء(.)1
24ساعة ً
هذه الدورات االستثنائية تقدم إلى األمين العام لألمم المتحدة ،هذا من أجل أخذ إجراءات
االنعقاد.
تتخذ الجمعية العامة في مناقشاتها للقضايا عدة توصيات بخصوص أي نزاع أو موقف
يكون محل نظر من مجلس األمن ،ألن هذا اآلخر هو صاحب اتخاذ القرار في كل األمور
الخاصة بحفظ السلم واألمن الدوليين ،وعليه فإن الجمعية العامة ال تملك سلطة إتخاذ القرار(.)2
تتكون الجمعية العامة من الرئيس ونوابه والمكتب واللجان التي تنقسم إلى لجان رئيسية
استنادا للمادة 22من الميثاق والمادتين 21و 111من النظام ً ولجان مؤقتة يتم إنشائها
الداخلي ،كلجنة جنوب غرب إفريقيا ،ووكالة األمم المتحدة إلغاثة وتشغيل الالجئين الفلسطينيين
في الشرق األدنى.
-اللجنة القانونية.
ومقرر(.)3
ًا ونائبا
ئيسا ًتتخذ لكل لجنة ر ً
22
كما أنشأت الجمعية العامة لجنتين لمباشرة بعض المسائل اإلج ارئية هما :لجنة فحص
وثائق االعتماد واللجنة العامة التي تتولى بحث مشروع جدول األعمال قبل تقديمه.
ضف إلى هذه اللجان وكما أشرنا سابقًا هناك لجان مؤقتة تسمى بلجان أغراض خاصة
وهي تشكل لتعمل خالل الفترات التي ال تكون فيها الجمعية العامة في حالة انعقاد.
-كما تتقاسم مع مجلس األمن في إختيار األمين العام واختيار قضاة محكمة العدل
الدولية والفصل في طلبات العضوية الجديدة وتوقيع العقوبات على الدول األعضاء(.)1
-كما حدد نظام التصويت في الجمعية العامة في المادة 5من الميثاق :حيث يكون
لكل عضو في األمم المتحدة صوت واحد في الجمعية ويتم التصويت بصورة عادية برفع
األيدي والبد من توفر أغلبية ثلثي األعضاء الحاضرين المشتركين في التصويت إذا تعلق األمر
بمسائل كحفظ السلم واألمن الدوليين وانتخاب أعضاء مجلس األمن غير دائمين وانتخاب
أعضاء مجلس الوصاية ،وقبول أعضاء جدد في األمم المتحدة(.)2
وهذا النظام المعتمد في التصويت باألغلبية يعد إلى حد ما الواجهة الديمقراطية التي
تسلكوه الجمعية وأال تستطيع إرغام أي دولة على اتخاذ أي إجراء ولكن توصياتها هي داللة
هامة على الرأي العام العالمي وتمثل السلطة المعنوية لمجتمع األمم المتحدة(.)3
-تناقش أية مسألة تكون لها صلة بحفظ السلم واألمن الدوليين ،كما لها الحق في
تحرض السلم واألمن الدوليين للخطر
استرعاء نظر مجلس األمن إلى األحوال التي يمكنها أن ّ
وتقدم توصياتها بشأنها إال أنه هناك عدة قيود على هذا االختصاص حيث تنص المادة
( )1/12من الميثاق التي تمنع الجمعية العامة من تقديم اية توصية متعلقة بحال المن والسلم
الدوليين التي تكون معروضة على المجلس.
30
كما تنص المادة ( )2/11من الميثاق ،التي تمنع الجمعية العامة من القيام بأي عمل
متعلق بالمحافظة على السلم واألمن الدولي كما حددت المادة ( )13بعض الوظائف األقرب
إلى األخالقية للجمعية العامة ،حيث أنها خولت بتقديم توصيات ودراسات بشأن إنماء التعاون
الدولي في الميدان السياسي وتشجيع التقدم المطرد للقانون الدولي وتدوينه.
تنص المادة 14من الميثاق على أن الجمعية العامة توصي باتخاذ التدابير لتسوية اي
موقف تسوية سلمية متى رأت أن هذا الموقف هو يضر الرفاهية العامة أو يعكر صفو
العالقات الودية بين األمم ،كما أتاح الميثاق للجمعية اتخاذ التدابير السلمية وذلك لمواجهة
المواقف التي تمس األمن والسلم الدوليين ،وتقوم الجمعية بالبحث والمنافسة وتقديم التوصيات
معروضا على مجلس األمن إال إذا
ً بشأنها ،لكنها ال تقوم بأي عمل بشأن هذا النزاع إذا كان
طلب منها هذا األخير التدخل.
-كما تشرف على المجلس اإلقتصادي واالجتماعي ومجلس الوصاية وتشرف على
أعمال األمين العام وموظفي األمم المتحدة وتشرف على الوكاالت المتخصصة التابعة لألمم
المتحدة.
عضوا في
ً سنويا 15
ً -تنتخب أعضاء مجلس األمن الغير دائمين ،10وتنتخب
التجديد لثلثي األعضاء المجلس االقتصادي واالجتماعي.
وتقوم بانتخاب مجلس الوصاية وقضاة محكمة العدل الدولية باالشتراك مع مجلس
األمن .وتعيين األمين العام لألمم المتحدة بتوصية من مجلس األمن.
كما ترشح األعضاء الجدد في األمم المتحدة وقبولهم الذي يتم بأغلبية ثلثي األعضاء
بناءا على توصية مجلس األمن.
الحاضرين المشتركين في التصويت ً
-يحق للجمعية إصدار أو إجراء وقائي أو جبري ضد أية دولة بمعرفة مجلس األمن،
إذا أخلت بالميثاق حيث تستطيع الجمعية إصدار قرار لوقف ممارسة الدولة لحقوق وامتيازاته
استنادا إلى توصية مجلس األمن (المادة .)2
ً العضوية
31
-كما يمكن للجمعية إصدار قرار بأغلبية ثلثي األعضاء الحاضرين المشاركين في
التصويت وذلك عند تأخر إحدى الدول األعضاء في سداد التزاماتها المالية للمنظمة الدولية،
وبمقتضى هذا القرار يجوز حرمان العضو من التصويت في الجمعية العامة( ،المادة .)2
إال أنه ما هو موجود في الممارسة وأرض الواقع أن كل من المادة ،2و 1و 2وال مرة
طبقت على الواليات المتحدة األمريكية واسرائيل التي ظلتا تنتهك الميثاق ألكثر من مرة.
-يقوم بمناقشة الميزانية وتحدد نصب كل دولة عضو فيها وتناقش أيضا ميزانيات
الوكاالت المتخصصة.
-منحت المادة 105من الميثاق حق تعديل الميثاق بموافقة ثلثي أعضائها شريطة
موافقة األعضاء الدائمين في مجلس األمن.
-اتخذت الجمعية العامة 121قرار ألول مرة في تاريخها يتضمن حق تقرير المصير
خاصا بمنح االستقالل للبلدات والشعوب الواقعة تحت سيطرة االستعمار وكان
ً إعالنا
ً وتبنت
لهذا القرار الدور المهم في تصفية االستعمار.
لق د حرص واضعو ميثاق األمم المتحدة منذ البداية على تقييد دورها وحصر سلطاتها
وتهميش دورها في القضايا المهمة فضالً عن عدم إلزامية توصياتها وذلك لصالح مجلس األمن
الذي إستأثر بكافة الصالحيات المهمة األمر الذي انعكس على أداء الجمعية العامة الذي يتسم
بعدم الفاعلية في ظل هيمنة مجلس األمن(.)1
( )1فتيحة ،ليتيم ،نحو إصالح منظمة األمم المتحدة لحفظ السلم واألمن الدوليين ،بيروت :مركز دراسات الوحدة العربية
،2011ص.142 :
32
ويجوز دعوة انعقاد مجلس األمن في أي وقت(.)1
-تتطلب ق اررات المجلس تسعة أصوات إيجابية ،وال يمكن اتخاذ أي قرار إذا أدلى أحد
األعضاء الدائمين بصوت سلبي أو مارس حق الفيتو.
سلبا
لكن االمتناع عن التصويت أو التغيب عن الحضور الجلسة ال يشكالن تصويتا ً
على مشروع القرار وال يمتنعان عن نفاذه .لكل دولة عضو في المجلس صوت واحد غير أن
الدولة التي تكون طرف في النزاع ليس لها حق التصويت باستعمال حق الفيتو(.)3
وحسب نصوص ميثاق األمم المتحدة ،فإن كل األعضاء فيها ملزمة تنفيذ ق اررات مجلس
األمن(.)4
يعقد المجلس اجتماعات بصفة دورية بنيويورك وال تزيد الفترة بين آية جلسة على 14
يوما ،كما يمكن أن يعقد جلساته في أي وقت بدعوة فيه الرئيس لالجتماع ،كما يمكن أن يعقد
جلسات خارج مقر األمم المتحدة إذا رأى أن ذلك يسهل له مهمة .كما يمكن لألمين العام
األممي أن يشارك في اجتماعاته وينبهه ألية مسألة يرى أنها تهدد السلم واألمن الدوليين.
( )1عمر رحال ،الدور السياسي لألمم المتحدة في ظل النظام العالمي الجديد ،القاهرة :مركز حقوق اإلنسان والمشاركة
الديمقراطية ،2002ص.25 :
( )2جمال عبد الناصر مانع ،مرجع سابق ،ص.204 :
( )3غضبان ،مبروك ،مرجع سابق ،ص.125 :
( )4فتيحة ليتيم ،مرجع سابق ،ص.112 :
33
ويجوز ميثاق األمم المتحدة لمجلس األمن أن ينشئ لجان فرعية وهذا حسب ما يراه
ضرورًيا كأداء وظائفه وهي لجان إما أن تكون دائمة أو غير دائمة.
اللجان الدائمة :لجنة الخبراء – لجنة أركان الحرب ،لجنة قبول أعضاء جدد ،ولجنة نزع
السالح ،لجنة اإلجراءات الجماعية.
اللجان المؤقتة :هي لجان تقتصر مهامها على المجال الذي أنشئت من أجله وتنتهي
بانتهاء هذا المجال كلجنة األمم المتحدة الخاصة بكشمير(.)1
لكل دولة أن تنبه مجلس األمن إلى أي نزاع أو موقف يهدد السلم العالمي (المادة .)32 -
لكل من الجمعية العامة واألمين العام األممي أن ينبها مجلس الدولي (مادة 11و.)22 -
تقديم التصويت بقبول األعضاء الجدد في األمم المتحدة إلى الجمعية العامة. -
34
مشاركة الجمعية العامة في انتخاب قضاة محكمة العدل الدولية. -
مشاركة الجمعية العامة في تحديد الشروط التي يجب توافرها النضمام دولة ليست -
عضو في األمم المتحدة إلى النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية.
طلب استفادة محكمة العدل الدولية في أية مسألة قانونية(.)1 -
عندما ينظر مجلس األمن في حالة تنطوي على تعرض للسلم الدولي للخطر ،فإنه
يستكشف أوال سبل التسوية السلمية ويقترح مبادئ للتسوية أو أن يضطلع بمهمة الوساطة وفي
حالة وجود قتال يحاول المجلس إلى التوصل لوقف إطالق النار ،ويجوز له أن يوفد بعثة لحفظ
السالم لمساعدة األطراف في الحفاظ على الهدنة وللفصل بين القوات المشاركة وهذا فعالً ما
فعله في القضية الكشميرية 1245والقضية الصحراوية .1221
كما أنه يستطيع اتخاذ تدابير إلنقاذ ق ارراته وفرض جزاءات اقتصادية ،ووقف االتصاالت
كليا أو جز ًئيا وقطع العالقات الدبلوماسية( ،)2وفرض حضر توريد األسلحة
والمواصالت وقفًا ً
وحتى العمل العسكري الجماعي لضمان تنفيذ ق ارراته.
-واذا قرر مجلس األمن إدراج مسألة معينة في جدول أعماله فإنها تبقى مقيدة في
جدول األعمال حتى يفصل فيها ،أو يقرر شطبها ،وال يؤدي سحبها من طرف الدولة التي
تقدمت بها إلى شطبها من جدول األعمال إال إذا رأى المجلس االستمرار في نظرها(.)3
-كما أن ق اررات مجلس األمن تعتبر إلزامية ،وال يمكن للدول من الناحية القانونية
االعتراض عليها أو الطعن فيها ،حتى من طرف الجمعية العامة ال يجوز أن تنظر أو تطعن
في ق اررات مجلس األمن أو النظر في مدى شرعيتها ودستورها(.)4
32
تجدر اإلشارة إلى أن العضوية الدائمة في مجلس األمن مغلفة ومقتصرة على الدول
عددا من الدول المهزومة في
الكبرى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية ،على الرغم من أن ً
دور أكبر بكثير من الدول المنتصرة آنذاك خاصة في النظام
هذه الحرب أصبحت تمارس ًا
االقتصادي العالمي كألمانيا ،اليابان اللتان أصبحتا تشكالن قطبين اقتصاديين عمالقين في
العالم.
األمر الذي يجعل المجلس بتركيبته وتشكيلته الحالة ال يقوم على أي أساس من
الديمقراطية واحتكار العضوية من طرف الدول الخمسة الكبار وأصبح يمثل بالفعل حكومة إقلية
بعد الحرب الباردة تمارس وظائفها بطريقة إن صح القول دكتاتورية وتتمتع بصالحيات مطلقة
في ظل غياب أية رقابة سياسية أو اقتصادية ،خاصة بامتالك هذه الدول حق الفيتو ،الذي
أصبح كسالح سياسي في يد هذه الدول ووسيلة لخدمة وحماية مصالحها الخاصة.
-بوصفه الجهاز الذي يتولى أخذ زمام المبادرة ودراسة وتقديم المقترحات لعالج عدد
هائل من المشكالت المتعلقة بالتنمية -التجارة -التصنع – الثروات الطبيعية – العلوم
والتكنولوجيا -حقوق اإلنسان ووضع المرأة ،السكان ،الخدمات االجتماعية ،مكافحة اإلرهاب
...إلخ.
-هو حلقة الوصل والمنسق بين نشاط األمم المتحدة من ناحية وأنشطة الوكاالت
الدولية المتخصصة من ناحية أخرى وعددها حوالي 14منظمة عالمية والتي تشكل منظومة
األمم المتحدة.
-أداة تطوير وتنسيق ما يمكن تسميته بأنشطة المجتمع المدني العالمي والتي تقوم بها
المنظمات الدولية الغير الحكومية(.)1
31
-يقوم المجلس االقتصادي واالجتماعي تحت السلطة الشاملة للجمعية العامة بتنسيق
دور
األعمال االقتصادية واالجتماعية لألمم المتحدة وأسرتها من منظمات الدولية ،وهو يؤدي ًا
هاما في تعزيز التعاون الدولي ألغراض التنمية بوصفه المنتدى الرئيسي لمناقشة القضايا
ً
اإلقتصادية واالجتماعية الدولية ووضع التوصيات الخاصة بالسياسة العامة ،فهو همزة وصل
بينه وبين األمم المتحدة والمجتمع المدني(.)1
وحسب ميثاق األمم المتحدة 1242يتكون المجلس من 15عضوا ،وأثر تعديل 1213
عضوا ودخل حيز
ً زاد أعضاءه إلى 22عضوا .وبعد تعديل 1221زاد عدد أعضاءه 24
النفاذ .1223-2 -24وقد اعتمد على توزيع المقاعد المعيار الجغرافي:
لجانا
ال باالستناد إلى المادة 15من الميثاق وتضم ً
وللمجلس عدد من اللجان أنشأتها فع ً
اقتصادية إقليمية ولجان فنية متخصصة ولجان فرعية دائمة منها ما يمثل لجان إجرائية ومنها
ما يمثل لجان موضوعة لجنة المعونة الفنية ولجنة التنمية الصناعية ولجنة اإلسكان والبناء
ولجنة التنمية الصناعية ولجنة عدم التمييز وحماية األقليات(.)3
( )1هاني ،العزو ،المنظمات الدولية ،محاضرات شاملة ،سوريا :مكتبة مشكاة بسلك للتوفق ،2001ص30 :
( )2جمال عبد الناصر مانع ،مرجع سابق ،ص.211 :
( )3عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر ،مرجع سابق ،ص.112 :
32
-ويتبع المجلس االقتصادي واالجتماعي هيئات تخصص بقطاع معين يتعلق بمجالي
التعاون االقتصادي واالجتماعي بين الدول األعضاء منها على سبيل المثال برنامج األمم
المتحدة للتنمية وجامعة األمم المتحدة ....إلخ (.)1
-3يعد م شروعات اتفاقيات لتعرض على الجمعية العامة بخصوص المسائل التي تدخل
في اختصاصه(.)2
-4الدعوة إلى عقد مؤتمرات دولية لدراسة المسائل التي تدخل في دائرة اختصاصه.
-2مد مجلس األمن بما يلزم من معلومات عن األمور التي تدخل في مجال اختصاصه
ومعاونته متى طلب ذلك(.)3
-5يقوم تنفيذ توصيات الجمعية العامة المنوطة بالوظائف التي تدخل في اختصاصه.
-2يضع الترتيبات الالزمة للتشاور مع المنظمات الغير الحكومية ومن ذلك المنظمة
الدولية للصليب األحمر ،واالتحاد البرلماني الدولي(.)4
35
بناءا
ينعقد المجلس في دورتين عاديتين كل عام ويجوز دعوته لالنعقاد إلى دورة طارئة ً
على طلب أغلبية الدول األعضاء فيه ،كما يجوز انعقاده في دورة غير عادية بناء على طلب
مجلس الوصاية أو وكالة دولية متخصصة أو دولة عضو في األمم المتحدة شريطة موافقة
رئيس المجلس اإلقتصادي واالجتماعي بنوابه الثالث(.)1
كما أن لرئيس المجلس دعوة المجلس لالنعقاد شريطة اقتراحها بموافقة كافة نوابه.
ئيسا له و 3نواب للرئيس ويختص رئيس ينتخب المجلس في أول كل دورة من دوراته ر ً
المجلس بافتتاح الجلسات وادارتها وانهاءها واعالن الق اررات المتخذة واإلشراف على تنفيذها(.)2
وقد حددت المادة 12من ميثاق األمم المتحدة نظام التصويت ،أنه يكون لكل عضو
من أعضائه صوت واحد وعدم مشاركة مندوبي الوكاالت المتخصصة في التصويت(.)3
إن اهتمام الميثاق بهذا الجهاز ترتب عليه نتيجة وهي أن جميع الدول األعضاء في
األمم المتحدة أصبحت بالضرورة أـعضاء في النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية في الوقت
نفسه سمح الميثاق للدول الغير أعضاء في األمم المتحدة بأن تنظم للنظام األساسي
للمحكمة(.)4
-يوجد مقر المحكمة بالهاي هولندا ،حيث نصت المادة ( )2من النظام األساسي
لمحكمة العدل الدولية في الفقرة ( )1على أن " يكون مقر المحكمة في الهاي وتتألف محكمة
العدل الدولية من 12قاضيا 3 ،يتم انتخابهم لمدة 2سنوات ويجوز إعادة انتخابهم لعهدة ثانية.
( )1عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر ،مرجع سابق ،ص.120 :
( )2هاني العزو ،مرجع سابق ،ص.31 :
( )3جمال عبد الناصر مانع ،مرجع سابق ،ص.213 :
( )4حسن نافعة ،مرجع سابق ،ص.105 :
32
ووفقا للمادة ( )23تعتبر جميع الدول ذات العضوية في األمم المتحدة أطرافا في النظام
األساسي لمحكمة العدل الدولية ويحق لها التقاضي أمام محكمة العدل الدولية غير أن المحكمة
تكون مفتوحة أيضا أمام الدول التي ال تحمل العضوية في األمم المتحدة حسب المادة 23
عضوا في األمم المتحدة أن تنظم إلى النظام األساسي لمحكمة
ً الفقرة ( :)2يجوز لدولة ليست
بناءا على توصية مجلس األمن(.)1
العدل الدولية بشروط تحددها الجمعية العامة لكل حالة ً
-إن أعضاء محكمة العدل الدولية ليسوا ممثلين ألحد وال يخضعون ألي سلطة ،وانما
هم قضاة يختارون ألشخاصهم ولكفاءتهم المهنية كخبراء قانونيين ،على مستوى رفيع وتشترك
كل من الجمعية العامة ومجلس األمن في إخبار األعضاء من قائمة يعدها األمين العام لألمم
المتحدة(.)2
مع مراعاة التمثيل الجغرافي للدول األعضاء في األمم المتحدة ،كما يتمتع قضاة محكمة
العدل الدولية بالمزايا واإلعفاءات السياسية التي تضمن استقاللهم وحيادهم ونزاهتهم في أداء
بناءا على طلب أحد األطراف في
وظائفهم وللمحكمة تعيين ما تشاء من المساعدين والخبراء ً
النزاع(.)3
تعمل على فض النزاعات بين الدول أو كجهاز إفتائي يصدر أراء استشارية تعبر عن
رأي القانون حول أي مسألة أخالقية ،وال تلزم اآلراء االستشارية الصادرة عن محكمة العدل
الدولية الجهة أو الجهات التي طلبتها ومع ذلك فإن لهذه اآلراء قيمة كبرى من حيث أنها تعبر
عن التفسير القانوني الرسمي أو األكثر حجة ،ويعكس وجهة نظر القضاء حول الموضوع أو
40
المسألة المطلوب شرحها وتفسريها قد أعانت هذه اآلراء االستشارية القانون الدولي كثي ار أو
ساعدت في الوقت نفسه على تفسير وتطوير السلطات واختصاصات األجهزة السياسية لألمم
المتحدة نفسها(.)1
-اختصاص استشاري :إذ تستطيع الدول المثول أمام محكمة العدل الدولية لطلب
رأيها االستشاري.
ومن أمثلة التدخالت التي قدمت فيها المحكمة رأيها االستشاري فيما يخص القضايا المعروضة
عليها القضية الصحراوية موضوع دراستنا في 1222واعتراف المحكمة بالحق الثابت للشعب
الصحراوي في تقرير مصيره.
كما ذكرنا يتألف المجلس حسب المادة 51من الميثاق من األعضاء الذين يتولون إدارة
أقاليم مشمولة بالوصاية – األعضاء المذكورين باالسم في المادة 23الذين ال يتولون إدارة إقليم
مشمولة بالوصاية.
41
-العدد الذي يلزم من األعضاء اآلخرين لكفالة أن يكون جملة أعضاء مجلس الوصاية
فريقين متساويين أحدهما األعضاء الذين يقومون بإدارة األقاليم المشمولة بالوصاية واآلخر
األعضاء الذين خلوا من تلك اإلدارة.
وتنتخب الجمعية العامة هؤالء األعضاء لمدة 3سنوات( .)1وتتمتع الدول الكبرى الدائمة
العضوية بمجلس األمن بمقعد دائم في مجلس الوصاية وتأتي ذلك إما باعتبارها دولة تتولى
إدارة األقاليم الخاصة لنظام الوصاية طبقا للمادة 1/51أو اعتبارهما األعضاء الدائمة في
مجلس األمن طبقا للمادة / 1/51ب أيضا وللمالحظة أن عدد أعضاء هذا المجلس في
تناقص مستمر منذ سنوات نظ ار الستقالل عدد كبير من األقاليم التي تأسست خاصة لنظام
()2
كما يتوفر المجلس على عدد من اللجان. الوصاية
يمثل كل دولة مندوب واحد ،يعين من طرف دوليته ولكل دولة صوت واحد دون تميز،
وتتخذ الق اررات بأغلبية األصوات(.)3
-يناقش التقارير السنوية التي تقدمها إليه السلطة الوصية عن األحوال السياسية
واالقتصادية والمتعلقة في المناطق الخاصة لوصايتها ،واتخاذ توصياته بشأنها واحالتها إلى
الجمعية العامة أو إلى المجلس األمن(.)4
-قبول وفحص الشكاوي التي ترد إليه عن أوضاع األقاليم بالتشاور مع السلطة القائمة
باإلدارة.
-تنظيم زيارات دورية لهذه األقاليم في أوقات يتفق عليها مع السلطة القائمة باإلدارة.
42
-وضع وتصميم استبيان لتوضح مدى تقدم سكان كل إقليم مشمول بالوصاية في الشؤون
السي اسية واالقتصادية واالجتماعية والتعليمية وتقوم السلطة الوصية باإلجابة عن األسئلة في
تقريرها السنوي الذي ترسله إليه.
لإلشارة أنه بحلول سنة 1224كانت كل األقاليم المشمولة بالوصاية قد حصلت على
الحكم الذاتي أو االستقالل إما كدولة منفصلة أو بالنظام إلى بلدان مستقلة مجاورة.
يعتبر األمين الع ام رأس هرم جهاز األمانة العامة فهو الرئيس األعلى لموظفي األمم
المتحدة كافة وهو أبرز صانعي السالم في العالم حسب توجهات الجمعية العامة ومجلس األمن
واألجهزة األخرى.
عين أول أمين عام لألمم المتحدة السيد :تريحفي لي Trygvelieالنرويجي الجنسية
( )1223 -1241ولإلشارة أنه لم يضع ملفًا للقضية الصحراوية خالل فترته(.)3
-لألمين العام وظائف حددت له حسب نصوص ميثاق األمم المتحدة وهي وظائف
سياسية وادارية فحسب (المادة )21من الميثاق التي تنص على أن األمين العام هو رئيس
الجهاز اإلداري للمنظمة ومن هنا تأتي مسؤوليته عن المهام اإلدارية والتنفيذية لألمم المتحدة،
43
ويشمل ذلك خدمة األجهزة المختلفة للمنظمة فضال عن اعتباره نقطة تجمع للمعلومات في
األمم المتحدة ومؤدي لتلك الصالحيات مسؤولية األمن العام عن المشاركة في التحضير
لق اررات أجهزة األمم المتحدة األخرى والعمل على تنفيذها بمساعدة الدول األعضاء.
وتضيف المادة 25أن األمين العام يقوم بكل المهام الموكلة إليه من قبل مجلس األمن
أو الجمعية العامة ،أو المجلس االقتصادي واالجتماعي أو مجلس الوصاية ،األمر الذي يضعه
أحيانا في مواجهة الدول.
كما تم المادة 22لتعزيز هذا التوجه السياسي على أن لألمين العام أن ينبه مجلس
األمن إلى أي مسألة تهدد حفظ السلم واألمن الدوليين.
كما عززت المادة 100من الميثاق دوره وأكدت الصيغة الدولية لألمين العام وعلى
استقالليته الكامل على أية حكومة أو سلطة خارجية مما تؤكد على التزامه بالحياد والموضوعية
في معالجة األزمات الدولية.
-يلتزم األمين العام في عمله بمبادئ الميثاق وحدها التي تحدد له في النهاية ما هو
حق وما هو باطل ،بمنأى عن أية مؤثرات أخرى(.)1
إنشاء قوات الطوارئ الدولية والتوسط في المشاكل الدولية خاصة المتعلقة بالسلم والتعاقد
مع مختلف المنظمات باسم منظمة األمم المتحدة واإلشراف على إجراءات الوساطة والمصالحة
ويمارس الدبلوماسية الهادية الوقائية للمساعدة في حل المنازعات قبل تصعدها (.)2
-كما يعد األمين العام مشروع ميزانية األمم المتحدة التي تقره الجمعية العامة.
ير سنويا بأعمال هيئة األمم المتحدة يقدمه إلى الجمعية العامة ضف إلى
-يعد تقر ًا
مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة ومجلس األمن والمجلس اإلقتصادي واالجتماعي
ومجلس الوصاية(.)3
-إدراج موضوعات في جدول أعمال في بداية كل دورة للجمعية العامة(.)4
-وتلقي طلبات االنضمام إلى عضوية األمم المتحدة.
44
-متابعة تنفيذ الق اررات واألعمال القانونية الصادرة عن مشروع المنظمة.
إن مهام األمين العام في ألمم المتحدة هي من أصعب المهام وأدقها ،إذ تعكس العالقة
دائما أن يكون أداة لتنفيذ سياستها لخدمة
بين الدول العظمى واألمم المتحدة والتي يراد بها ً
مصالحها وعليه فشخصية األمين العام تخضع لمالبسات الوضع الدولي ولهذا البد من إعادة
النظر في ميثاق األمم المتحدة بخصوص هذا المنصب الحساس وادخال إصالحات تخدم
المنظمة.
ولعل العائق الذي يحد من صالحيات األمين العام المشار إليها سابقا يتمثل في
األساس في نظام صنع القرار ذاته في األمم المتحدة والذي يتم بالتصويت داخل أجهزة صنع
احدا منها ،بل يأتي دوره لمساعدة في تنفيذ تلك الق اررات(.)2
القرار واألمين العام ليس و ً
42
-3مبادئ وأهداف منظمة األمم المتحدة:
ألية منظمة أهداف تعطي لها أهمية كبيرة لتحقيق عدة أغراض ،حيث تبين أسباب وجود
المنظمة كما تحدد الوسائل الكفيلة بتحقيق األهداف المرجوة ،باإلضافة إلى ذلك تساعد على تقييم
نشاط المنظمة ومدى نجاحها أو فشلها .كما يساعد على تفسير نصوص الميثاق في حال االختالف
حول مضمونها.
وتمثل األهداف التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها أحد أسس التقسيم المنظمات الدولية إلى
منظمات عامة وأخرى متخصصة فتحقيق األهداف يسمح للمنظمة باستم اررية وعدم االنحراف عن
أسباب وجودها(.)1
وردت أهداف منظمة األمم المتحدة في ديباجة الميثاق فقد بينت الديباجة أن األمم المتحدة
تهدف إنقاذ األجيال المقبلة من ويالت الحرب وكفالة حقوق اإلنسان وتحقيق العدالة في العالقات
الدولية واحترام االلتزامات الناتجة من المعاهدات وغيرها من المصادر القانونية الدولية والعمل على
الرقي االجتماعي ورفع مستوى الحياة وتحقيق هذه األهداف يستلزم التسامح والتعايش في سالم وحسن
()2
في غير المصلحة الجوار والمحافظة على السلم واألمن الدوليين وعدم استخدام القوة المسلحة
المشتركة وأن تقوم المنظمة على ترقية النواحي االجتماعية واالقتصادية للشعوب جميعا.
حددت المادة األولى من ميثاق منظمة األمم المتحدة المقاصد واألهداف على النحو التالي:
نفهم من هذا أن المنظمة تعمل على اتخاذ التدابير المشتركة الفعالة لمنع األسباب التي تهدد
السلم وازالتها ،أي أنه على المنظمة أن ال تنتظر اندالع المنازعات وتحولها إلى صراعات مسلحة
لكي تتدخل بل يتوجب عليها أن تقوم باتخاذ التدابير الوقائية إزالة أسباب التي تؤدي إلى التوتر
( )1مولود بن عربي ،مستقبل منظمة األمم المتحدة في ظل العولمة ،لبنان :منشورات الحلبي الحقوقية ،ط ،2005 ،1ص.22 :
( )2عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر ،مرجع سابق ،ص.124 :
( )3هشام محمود األقداحي ،مرجع سابق ،ص.25 :
41
واالحتقان الدولي وتشير هذه المادة إلى ثالث أنواع من التدابير التي على األمم المتحدة اتخاذها
لحفظ السلم واألمن الدوليين :تدابير وقائية إلزالة أسباب النزاع والحيلولة دون اندالع المنازعات أصالً
وتدابير لمساعدة أطراف النزاع للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاع وفقا لمبادئ العدل والقانون الدولي
وتدابير قمعية لمواجهة حاالت العدوان وتهديد للسلم أو اإلخالل به(.)1
يؤكد هذا النص أن األمم المتحدة منظمة عامة وليست منظمة سياسية أو أمنية متخصصة
حيث تشجع من خالل أجهزتها المختلفة التعاون الدولي وتعمل على حل المسائل ذات البعد
االقتصادي واالجتماعي ..إلخ وهذا ما هو مؤكد في المادتين 22و 21من الميثاق أي تحقيق التعاون
الدولي في مختلف المجاالت هو هدف المنظمة(.)4
مرجعا لتنسيق جهود األمم المتحدة وتوجيهها لخدمة هذه الغايات المشتركة:
ً -أن تكون الهيئة
ورد هذا الهدف في الفقرة 4من المادة 1من الميثاق والغاية منه هو تفعيل الدور الذي تقوم به
األمم المتحدة في تنظيم العالقات الدولية والمساعدة على إدراك األهداف األخرى التي نص عليها
الميثاق(.)2
42
-مبادئ منظمة األمم المتحدة:
المبادئ هي تلك الوسائل التي تتبعها المنظمة لتحقيق أهدافها أو الوسائل التي تلجأ إليها لنقل
األهداف إلى واقع حقيقي.
قامت منظمة األمم المتحدة على عدد من المبادئ تمثل الركيزة األساسية لتحقيق أهدافها
وباألخص الهدف األسمى أال وهو تحقيق السلم واألمن الدوليين(.)1
تحتوي المادة 2من الميثاق على 2مبادئ تسعى من خاللها األمم المتحدة لتحقيق مقاصدها
المذكورة في المادة 1وللمالحظة أن المادة 2من الميثاق ليست المادة الوحيدة التي تعالج مبادئ
األمم المتحدة ،كما أن هذه المبادئ في أغلبها وسائل وطرق لتحقيق غايات المنظمة كما سبق ذكره
وهي تشبه أهداف المنظمة إلى حد بعيد في صياغتها العامة(.)2
كما أنه في المادة 1/2من الميثاق يوحي بأن المنظمة األمم المتحدة من المنظمات الدولية
التقليدية التي ال تؤثر على سيادة الدول األعضاء ويؤدي ذلك أن المنظمة ال تصدر ق اررات ملزمة
للدول األعضاء من الناحية القانونية إال في حاالت تهديد السلم واألمن الدوليين.
ولكن إذا أدركنا أن الميثاق يحرم استعمال القوة فيما عدا حالة الدفاع الشرعي وشروط يحددها
وفرض إلتزامها بحل المنازعات بالطرق السلمية واعترافه بحقوق اإلنسان فإن ذلك يحمل عن االعتراف
بأن السيادة بمعناها التقليدي في القانون الدولي ال تتماشى مع األفكار األساسية لميثاق األمم
المتحدة(.)3
45
-مبدأ المساواة في السيادة بين الدول فيما يخص المساواة القانونية في الحقوق والواجبات
كالمساواة في التصويت فكل دولة صوت واحد في كافة فروع الهيئة وأجهزتها السيادية(.)1
وعليه فإن كل الدول سواء كانت صغيرة أو كبيرة قوية أو ضعيفة ،متساوية مبدئيا ونظرًيا في
هيئة األمم المتحدة وهذا ما هو مخالف( )2ما تطرقنا إليه في البداية.
-حظر استعمال القوة أو التهديد بها في العالقات الدولية ،حيث أنه إذا حدث تهديد للسلم أو
خرقه أو دفع عدوان يستطيع مجلس األمن اتخاذ التدابير الكفيلة بمواجهة مثل هذا الموقف بما
فيها استخدام القوة العسكرية كما صرح ميثاق األمم المتحدة لألعضاء بجواز استخدام القوة
للدفاع الشرعي عن النفس وفي حالة تعرضهم للعدوان المسلح فردي أو جماعات(.)3
تفصل جميع الدول األعضاء المنازعات القادمة بينها بالوسائل السلمية وبشكل ال يجعل السلم
واألمن الدولي عرضة للخطر(.)4
-تقوم الدول بتنفيذ االلتزامات التي أخذتها على نفسها بحكم الميثاق بحسن نية ،وحسن النية
يقتضي منها تطبيق اإللتزامات الناشئة عن أحكام القانون الدولي ،مهما كان مصدرها ،بصورة
تتفق مع روح هذه االلتزامات ولكن مع شكلها فقط(.)2
إن كل دولة من الدول األعضاء تقدم ما في وسعها من عون إلى األمم المتحدة في أي عمل
تتخذه وفق الميثاق وهذا بتوفر اإلمكانيات والموارد الالزمة ووضعها تحت تصرف األمم المتحدة.
كذلك ضرورة االمتناع عن مساعدة الدول الخارجة عن الشرعية الدولية التي اتخذ مجلس
األمن إجراء ضدها(.)1
42
-مبدأ اعتبار المبادئ المتقدمة مبادئ للدول الغير أعضاء:
تعمل الهيئة على تسيير الدول الغير أعضاء في المنظمة على هذه المبادئ الخمسة السابقة
الذكر بقدر ما تقتضيه الضرورة لحفظ السلم واألمن الدوليين.
ليس في ميثاق األمم المتحدة ما يسوغ لها التدخل في الشؤون التي تكون في الصميم الداخلي
للدول على أن يخل هذا المبدأ بتطبيق تدابير القمع التي تتخذ في حاالت تهديد السالم واإلخالل به
ووقوع العدوان الواردة في الفصل 2من الميثاق(.)1
اعتبر ميثاق األمم المتحدة احترام هذا الحق من قبيل المبادئ التي تقوم عليها المنتظم الدولي
تقنينا لالتجاهات الديمقراطية التي أخذت تتسلل إلى المجتمع
كما أن النص عليه في الميثاق يعد ً
الدولي منذ أن أعلن -ولسون – في 1215أن كافة المشاكل اإلقليمية يجب حلها وفقا إلرادة سكان
أنصار بصورة متزايدة حتى جاء ميثاق األمم المتحدة ونص عليه
ًا كل إقليم ثم أخذ هذا المبدأ يكتسب
عموما سوف نتطرق إلى هذا المبدأ بالتفصيل في
ً واعتباره أحد المبادئ وتم التأكيد عليه 1210
المبحث الثاني للفصل األول من هذه الدراسة.
20
-49ميثاق منظمة األمم المتحدة:
يعتبر الميثاق من قبيل المعاهدات الدولية الجماعية ،وهو بمثابة القوة الدستورية في
القانون الدولي وبالنسبة للدول األعضاء في المنظمة ،وبالنسبة أيضا لتأثير مواثيق المنظمات
الدولية.
وتبدو الصيغة الدستورية ألحكام الميثاق في أنه يسري على الدول غير األعضاء في
األمم المتحدة في بعض الحاالت التي أشار إليها صراحة ،فهذه الدول يجب عليها أن تخدم
مبادئ األمم المتحدة ،كلما كان ذلك ضرورًيا للمحافظة على السلم واألمن الدوليين .فميثاق
األمم المتحدة هو وثيقة أساسه ذات قيمة قانونية تحكم العالقات الدولية(.)1
يحتوي الميثاق على العديد من القواعد والمبادئ تمثل الجذور األساسية والمثالية التي
يأمل المجتمع الدولي تحقيقها مثل حماية حقوق اإلنسان وتحقيق العدالة بين الشعوب وحق
الشعوب في تقرير مصيرها والمساواة في السيادة وغريها من القواعد والمبادئ.
كما أن ميثاق األمم المتحدة لم يكن ناتج فقط عن نتائج الحرب والمفاوضات بين الوفد
األمريكي والروسي واالنجليزي وال هو نتاج التجارب التاريخية فقط وانما هو كل هذه العوامل
مجتمعة(.)2
يتكون ميثاق األمم المتحدة من ديباجة قصيرة و 111مادة موزعة على 12فصالً
تعد جزًءا ال
باإلضافة إلى النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية والذي يتكون من 20مادةُ ،
يتج أز من الم يثاق ،وتفصل هذه المواد في توضيح الغرض من إنشاء منظمة األمم المتحدة
ومقاصدها ومبادئها التي تقوم عليها.
يعتبر ميثاق األمم المتحدة من أعلى مراتب المعاهدات الدولية وأكثر قواعد القانون
سموا ومكانة وأن أي سلوك أو فعل دولي يناقض صراحة أو يشكل خرقًا لميثاق األمم الدولي ً
منافيا للقانون الدولي والشرعية الدولية وخروجا عليها(.)3
المتحدة يصح بالضرورة سلو ًكا ً
21
-يرى الكثيرون أن ميثاق منظمة األمم المتحدة وثيقة لم يسبق لها مثيل ،فلم يعرف من
قبل عمل قانوني متعلق بمبادئ القانون الدولي على هذا القدر من الشمول والعمومة ،فقد
است طاع أن يضمن بوجه عام لمحك الزمن ولم تقم حتى اآلن حالة واحدة أدت فيها ثغرة قائمة
في الميثاق إلى إعاقة حل مسألة دولية مختلف عليها وان حدث ذلك فمرده إلى اختالف
سياسات الدول الكبرى ونزاعاتها(.)1
لكن الذهاب إلى اعتبار ميثاق المنظمة على قدر كبير من الدقة والشمول ليس سوى
رأي قابل للنقاش فبالرغم من كون ديباجته جاءت شاملة وعامة وتحمل الكثير من اآلمال
والطموحات التي ترجو فيها الحكومات باسم شعوبها تحقيقها وتجسيدها .فإن نشاط المنظمة
كأداة لتحقيق تلك الغايات السامية يصطدم بالواقع الدولي(.)2
وهنا البد لنا ذكر أن كل المشرعات التي وضعت لصياغة ميثاق األمم المتحدة وضعت
في ظروف غير عادية ،فقد وضعت والحرب العالمية الثانية ال تزال قائمة إذ اتسمت كل
المقترحات بسمة هذه الظروف وأحكامها جاءت صورة للوضع الدولي القائم آنذاك ،كما أن
المقترحات وضعت بتأثير التخطيط األمريكي ،أي بمبادرة أمريكية(.)3
إن ميثاق األمم المتحدة حددته اإلرادة المنفردة للدول الكبرى في مؤتمر سان فرانسيسكو
ومؤتمر يالطا وهو ما هي عليه اآلن وهذا من خالل األماكن الدائمة في مجلس األمن وحق
الفيتو(.)4
هذا الحق الذي في كثير من القضايا وقف مجلس األمن عاجز عن إتخاذ أي قرار في
مواجهة بعض المشاكل كالقضية الكورية مثال في عام ،1220إثر التغيب المستمر لالتحاد
السوفياتي السابق عن جلسات المجلس ولملئ الفراغ الموجود في الميثاق حول هذه المنظمة تم
اللجوء إلى القرار المعروف باسم " االتحاد من أجل السالم " وبالتالي إشراك الجمعية العامة في
إقرار األمن والسلم في العالم.
22
-باإلضافة إلى ما سبق فإن ميثاق األمم المتحدة قد عدل مرتين أو مرة في 1213
عمليا
ً بزيادة عدد أعضاء مجلس األمن وأعضاء المجلس االقتصادي واالجتماعي وبدء
بالتطبيق هذا التعديل 1212وقضى هذا التعديل بزيادة عدد أعضاء مجلس األمن من 11إلى
12عضوا وزيادة عدد أعضاء المجلس االقتصادي واالجتماعي من 15إلى 22عضوا.
أما المرة الثانية التي عدل فيها الميثاق فقد كان بعد صدور قرار الجمعية العامة
1221/12/20ودخل حيز التنفيذ في 1223/02/24وقضى بزيادة عدد أعضاء المجلس
االقتصادي واالجتماعي من 22عضوا إلى 24عضوا.
وهذه التعديالت أتت كاستجابة منطقية النحسار االستعمار في بداية الستينيات من
القرن العشرين(.)1
تسبق فصول الميثاق ديباجة كلمة تُ َع ُبر عن الروح التي توجه الهيئة .وكان لجان
كريستيان سمطس ،وهو من جنوب إفريقيا ،شرف صياغة الديباجة ،وتنص الديباجة الكاملة
على ما يلي:
" نحن شعوب األمم المتحدة ،قد آلينا على أنفسنا أن ُننقذ األجيال القادمة من ويالت
الحرب التي جلبت على اإلنسانية مرتين ،في خالل جيل واحد ،أحزًانا يعجز عنها الوصف،
وأن ُنؤكد من جديد إيماننا بحقوق اإلنسان األساسية ،وبكرامة الفرد وقيمته ،وبما للرجال والنساء
واألمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية .وأن ُنوفر المناخ المالئم الذي يمكن في ظله تحقيق
العدالة واالحترام لاللتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي .وأن
قدما ونرفع مستوى المعيشة تحت ظل حرية أرحب.
بالرقي االجتماعي ً
ندفع ُّ
معا في سالم وحسن جوار. وفي سبيل هذه الغايات اعتزمنا أن نأخذ بالتسامح ونعيش ً
نوحد قوتنا للمحافظة على السالم واألمن الدوليين .وأن نضمن ،بقبولنا لمبادئ ووضعنا
وأن ّ
لوسائل ،عدم استعمال القوة المسلحة إال في سبيل المصلحة المشتركة .وأن ُنوظف طرقًا دولية
لدفع عجلة التقدم االقتصادي واالجتماعي لجميع الشعوب .قد قررنا توحيد جهودنا لتحقيق هذه
األهداف.
23
ولهذا فقد ارتضت مختلف حكوماتنا ،عبر مندوبين اجتمعوا في سان فرانسيسكو ،وأبرزوا
وثائق تفويض كامل مستوفية للشروط ،ميثاق األمم المتحدة هذا ،وأنشأت بموجبه هيئة دولية
()1
تسمى األمم المتحدة ".
ويحتاج اقتراح التعديل كما في الجمعية العامة ،إلى ثلثي أصوات المؤتمر العام ،إال أن
التعديل المقترح ال يكون سارًيا إال بعد موافقة ثلثي أعضاء األمم المتحدة ،بما في ذلك
األعضاء الدائمون في مجلس األمن .وقد تم تعديل الميثاق عام 1212م لزيادة عدد أعضاء
عضوا ،وتم ذلك دون الدعوة إلى مؤتمر عام.
ً مجلس األمن من 11إلى 12
وقد دعا الميثاق في الدورة السنوية العاشرة للجمعية العامة إلى وضع الترتيبات الالزمة
لعقد مؤتمر عام إذا لم يكن قد عقد من قبل .وفي عام 1222ك ،نظرت الجمعية في هذه
وكونت لجنة للتخطيط ،وكانت اللجنة تجتمع ،من وقت آلخر ،وترفع تقاريرها للجمعيةالمسألة ّ
العامة ،إال أن الجمعية لم تتخذ إجراءات أخرى(.)2
24
-41تقييم أداء منظمة األمم المتحدة:
األمم المتحدة هذا التنظيم الدولي الذي أفرزته التطورات التنظيمية للقرن 12وناتج
الحرب العالمية الثانية والوضع السياسي الناشئ عنها ،ضف إلى الجو األيديولوجي السائد
آنذاك .هذا التنظيم الذي لم يشكل خالل تلك الفترة أي أهمية بالنسبة للدول الكبرى بحكم أنها
منتصرة ومسيطرة على األمور في أوقات الحروب بل على العكس وضع بعض القيود على
سياستها.
وأن تصريحات الدول الكبرى إلنشاء هذه المنظمة العالمية بغرض تحقيق أهداف للبشرية
جمعاء كان نوع من مخاطبة وجدان الشعوب التي عانت من الحروب في عملية تهدف منها
لترتيب وتهيئة القوة الالزمة لتأمين مصالحها وتوحيدها إزاء النازية.
عموما كما ذكرنا سالفا قامت هذه المنظمة على مبادئ وأهداف ساعية منها لتحقيق
ً
المساواة والعدل وحق الشعوب في تقرير مصريها ...إلخ من األهداف التي ضمنها ميثاقها.
وخالل طول فترة قيامها مرت هذه المنظمة بالعديد من المشاكل والمنازعات التي هددت بالفعل
السلم واألمن الدوليين ضف العديد إلى من التحديات والمشاكل المستحدثة والمستجدة على
المستوى الدولي.
وعليه سوف نقف عند هذه النقطة بالذات والمتمثلة في طول مدة قيامها هل استطاعت
أن تنجح في مهامها وتحقق أهدافها التي جاءت من أجلها وخاصة فيما يخص تصفية
االستعمار.
ولهذا سوف نقف عند أهم محطات نجاحات هذه المنظمة وكيف استطاعت التصدي
مرور
ًا للعديد من المشاكل وفي نفس الوقت سجلت العديد من اإلخفاقات التي تحسب عليها،
بأهم المحطات التاريخية التي أثرت على عملها سواء باإليجاب أو بالسلب ،كمرحلة الحرب
الباردة وما بعد الحرب الباردة إلى يومنا هذا.
-شهدت منظمة األمم المتحدة منذ إنشاءها أي منذ 1242إلى سنة ،1220العديد من
المشاكل ومن بينها ما يقارب 100نزاع في مواقع مختلفة من العالم ففي هذه الفترة بالذات اي
22
فترة الحرب الباردة يمكننا القول أن منظمة األمم المتحدة لم تقم بدورها األصلي الذي جاءت من
أجله وهو حفظ السلم واألمن الدوليين والسبب من وراء ذلك يمكن إرجاعه إلى التنافس الذي
كان سائدا بين المعسكرين (اشتراكي – رأسمالي) حيث جعلت فترة الحرب الباردة من المنظمة
أداة في يد الدولتين العمالقتين (الواليات المتحدة األمريكية -االتحاد السوفياتي) .األمر الذي
همش دورها وأفقدها فاعليتها ،ففي عز األزمات استبعدت عن عملها وعطلت وحدت فاعليتها،
بسبب االستخدام المكثف لحق الفيتو حيث استعمل 222مرة داخل مجس األمن في تلك الفترة،
فالحرب الباردة فعالً وبتوازناتها المختلفة كان لها الدور األساسي والسلبي على صعيد أخذ
منظمة األمم المتحدة بزمام األمور ولم تتدخل في أي نزاع أو حرب إال بموافقة الدول الكبرى
وخاصة الوم.أ واالتحاد السوفياتي .فالعالقة التي كانت سائدة بين المعسكرين الشرقي والغربي
خالل تلك الفترة ألقت بضاللها على فاعلية المنظمة واقتصر عملها وتدخلها في األزمات
الدولية في حدود أحد الطرق اآلتية:
-حيث أنه إذا كانت األزمة أو النزاع قد اندلع في أحد مناطق النفوذ ألي من
المعسكرين سيكون دور وفاعلية منظمة األمم المتحدة معطال ويكون حل هذه األزمات من
خالل إحدى هذه الدول الكبرى.
جدا أن
-أما إذا كان أحد أطراف النزاع أمريكا أو االتحاد السوفياتي فإن من الصعب ً
تجد المنظمة أي دور لها أو حتى تقديم اقتراحات أو نقاش لألزمة وأوضح دليل على ذلك هو
تدخل الو.م.أ في الفيتنام وتدخل االتحاد السوفياتي في أفغانستان.
-أما إذا كانت األزمة خارج حدود نفوذ أي من الدولتين هنا تجد منظمة األمم المتحدة
وتسترجع دورها حيث سجلت عدد من التدخالت العسكرية في بعض القضايا العالمية كالقضية
الكورية 1220والكنغو .)1(1210
ما يمكن قوله أن منظمة األمم المتحدة إبان الحرب الباردة لم تنجح إال في تسوية % 9
من النزاعات التي كانت مطروحة عليها وأن األمر الوحيد الذي كفل وحفظ السلم هو التوازن
العسكري بالدرجة األولى وهذا إن دل يدل على فشل المنظمة في هذه الفترة في حفظ وصيانة
األمن الجماعي وفي تأمين حقوق األقليات القومية وحقوق الشعوب المستعمرة األمر الذي
( )1رشيد مجيد ،األمم المتحدة في ظل التحوالت الراهنة في النظام الدولي ،القاهرة :مركز البحوث والدراسات السياسية،
،1222ص.103 :
21
أفقدها نوع من المصداقية وزاد الشك بموضوعيتها .والدليل على ذلك هو نشوب العديد من
الحروب والنزاعات في مختلف بقاع المعمورة(.)1
ومع نهاية الحرب الباردة وانهيار االتحاد السوفياتي انتهت مرحلة االستقطابات الدولي
التي عانت منها منظمة األمم المتحدة ،ودخلت هذه األخيرة في مرحلة جديدة بكل أبعادها ،إال
أن المالحظ والمعهود وما فرطه التاريخ تقر أن إنشاء الهيئات الدولية والمواثيق الدولية لطالما
أنشأت بع د صراعات أو حروب أو بعد تغير في خارطة العالقات الدولية ،إال أن هذا لم يحدث
مع المنظمة العالمية وبقيت على حالها بصيغتها القديمة دون إحداث أي تغيير جوهري في
هياكلها أو ميثاقها يتماشى والنظام الدولي الجديد.
إال أنه ما فرض على النظام الدولي الجديد من خالل هيمنة الو.م.أ كان له األثر البارز
على عمل منظمة األمم المتحدة خالل هذه الفترة ،حيث أصبحت مظلة وأداة للسياسة األمريكية
بامتياز لتحقيق مصالحها باسم الشرعية الدولية وحماية األمن والسلم الدولية ،فالمهندس األول
للمنظمة أسترجع مقاليد التحكم في هذه األخيرة ،حيث أن الو.م.أ كانت السباقة واألولى التي
عملت على إرساء مبادئ المنظمة وميثاقها لهذا نقول أي ميثاق منظمة األمم المتحدة ذو
صبغة أمريكية وال يزال كذلك.
وأضحت المنظمة تفعل في قضية معينة وبصورة فعالة وغير مسبوقة في حين همشت
وغيبت عن قضايا أخرى بحكم تحكم السياسة األمريكية في دواليب فاعليتها ،واألكثر من ذلك،
نجد في بعض المرات أن الدور األمريكي يقدم على دور المنظمة في بعض األزمات والقضايا،
وأوضح دليل على ذلك هو تدخل الو.م.أ في البوسنة 1222ووصلت مع أطراف النزاع إلى
إتفاق دانيون للسالم وكذا اتفاق إسترومونت 1222الخاص بإيراندا.
ضف إلى ذلك شن الو.م.أ لحرب على العراق دون تفويض من منظمة األمم المتحدة
والتاريخ شاهد على ذلك .وهذا ما يدل على هشاشة المنظمة وضعفها أمام الدول الكبرى
(مجلس األمن الدائمين) وخاصة الو.م.أ التي سخرتها ووضعت ثقلها وراءها في العديد من
المناسبات واستصدرت العديد من الق اررات خدمة لسياستها وغطاءا ألفعالها باسم الشرعية
الدولية ،فالو.م .أ قادت الدعوة إلى إنشاء األمم المتحدة لتتمكن من خاللها باالنغماس في حضن
22
السياسة الدولية كما ركزت الواليا المتحدة األمريكية جل اهتمامها على مجلس المن واطاره في
النظام الدولي(.)1
منظمة األمم المتحدة وفي مختلف األزمات العالمية لم يكن بمقدورها اتخاذ قرار يتنافى
والرؤى والمصالح األمريكية ما دام بإمكان األخيرة شهر حق الفيتو األمر الذي سهل لها من
استخدام المنظمة كغطاء قانوني ودولي لتحقيق استراتيجيتها ومصالح الدول الكبرى(.)2
من كل ما سبق يمكننا القول أن منظمة األمم المتحدة أضحت أداة في يد الدول الكبرى
لتطبق إستراتيجيتها وضمان مصالحها خاصة الو.م.أ ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا
أضحت على هذه الحالة ؟ .ولهذا نقول أنه من بين األسباب الرئيسية التي جعلت الو.م.أ
تتحكم في المنظمة هو مساهمتها المالية الكبرى حيث بلغ نصيب الو.م.أ في الميزانية اإلدارية
السنوية 22 %ونصيبها في عمليات حفظ السالم % 28وتصل ديون المنظمة على الو.م.أ
إلى ما يفوق 2مليار دوالر ،األمر الذي جعل هذه األخيرة خاضعة وتوظف لخدمة مصالح
25
الدول الكبرى خاصة الو.م.أ إبان الحرب الباردة أو بعدها ،وخاصة لما نتكلم عن انتهاك هذه
الدول لمبادئ القانون الدولي ولجميع المواثيق الدولية وأهمها ميثاق األمم المتحدة(.)1
ال تزال المنظمة تعاني من هذه األزمة في ظل الوضع الدولي الجديد وأضحت مظلة
تمرر من خاللها الدول الكبرى سياستها على المستوى الدولي كلما دعت الحاجة واعطاء لها
دور وتفعيلها في النزاعات الدولية كلما تطلب مصالح الدول الكبرى ذلك ولم يكن ذلك مجردا
من فرض الوسائل واألساليب التي تراها الو.م.أ وحلفاءها مناسبة لتحقيق مصالحها ،ولكن
باستخدام وسائل جديدة قديمة ضد الدول التي تحاول الخروج عن إرادة أمريكا وحلفاءها ،ومنها
الوسائل الدبلوماسية واالحتواء والتدخل باسم األغراض اإلنسانية والحصار االقتصادي ...إلخ
كما أصبحت تعطي دور للمنظمة عير حكومية كمنظمة حقوق اإلنسان ،أطباء بال حدود،
منظمة العفو ...إلخ.
فالنظام الدولي الحالي عزز من دور الو.م.أ وعظمته في السياسة الدولية وفي األمم
المتحدة وزاد من تدخالتها في الشؤون الداخلية للدول النامية من خالل آليات جديدة للتدخل
باسم األمم المتحدة كالرقابة على االنتخابات العامة أو تقديم الدعم المالي والعسكري ،السياسي
والدبلوماسي لحركات المعارضة(.)2
-كما أنها استطاعت حصر االستعمار وتراجعه حيث شهدت العديد من الدول
استقاللها وخاصة بعد إعالن 1412لسنة 1210وحق الشعوب في تقرير مصيرها .أنظر
ملحق رقم (.)1
22
كبير في ميثاق منظمة األمم المتحدة حيث شغلت
حيز ًا
فمسألة تصفية االستعمار احتلت ًا
3فصول بأكملها ،الفصل 11والمتضمن التصريح الخاص باألقاليم التي ال تتمتع بالحكم
الذاتي.
والفصل 13الذي يحتوي على النصوص المتعلقة بسلطات وصالحيات مجلس الوصاية الذي
يبلغ عدد مواد هذه الفصول 12مادة من إجمالي مواد الميثاق البالغ عددها 111مادة (.)1
هذا الحجم من المواد لقضية تصفية االستعمار مكن األمم المتحدة من أن تحكم العزلة
والحصار على الدول االستعمارية التي رفضت التعاون معها واتخذت كل التدابير لمساعدة
حركات التحرر في العالم وقبول بعض الحركات الكفاح المسلح كمراقبين لديها ومنحهم الصفة
التمثيلية واالعتراف الدولي(.)2
فمسألة أو الظاهرة االستعمارية ليست بالظاهرة الحديثة حيث عرفت من زمن بعيد ،إذ
أنها قديمة قدم اإلنسانية وزمن االستعمار الشرس بدأ مع االكتشافات الكبرى من طرف الدول
األوروبية وتطور النظام الرأسمالي المبني على المنافسة الحرة الذي أدى إلى تمركز اإلنتاج
ونمو قوة االحتكارات واحال ل رأس المال الدور الحاسم بلد الرأسمالي الصناعي ،األمر الذي
أدى إلى تطور اإلمبريالية وعليه تمكنت 1دول أوروبية أن تكون إمبراطوريات استعمارية
عظيمة (إسبانيا – برتغال – بريطانيا -فرنسا – هولندا – بلجيكا) ،وعملت هذه الدول على
نهب واستغالل الموارد األولية واليد العاملة الرخيصة للبلدان الواقعة تحت سيطرتها .كما
استعملت كل الوسائل القمعية واالستبدادية لتوسع إمبراطورياتها االستعمارية غير أن إرادة
الشعوب في تحرير أراضيها جعل من المستعمر يفكر في وسائل أخرى للمحافظة على وجوده
في مستعمراته والحفاظ على مصالحه وذلك باستعمال طرق مختلفة كنظام الحماية أو االنتداب
الذي قرن مع عصبة األمم ونظام الوصاية لألقاليم الغير متمتعة بالحكم الذاتي المقرون بميثاق
منظمة األمم المتحدة(.)3
10
وبرجوعنا إلى ميثاق منظمة األمم المتحدة فيما يخص المسألة االستعمارية ،يالحظ أن
المنظمة لم تأخذ موقفًا ثورًيا منها في البداية ،حيث أنها لم تلغي نظام الوصاية والمجلس الذي
أنشئ وأوكل إليه إدارة هذا النظام واإلشراف عليه سوى أنه تطور محدود النطاق لنظام االنتداب
الذي كان سائد إبان وجود عصبة األمم.
إن ميثاق منظمة األمم المتحدة حرص على ترجيح كفة المصالح االستعمارية على كفة
حق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها ،المقرون باالستقالل ،إال أنه ال يمكن إخفاء كون
جدا إلى األمام بالمقارنة مع ما كان إبان عصبة
منظمة األمم المتحدة اتخذت خطوة متقدمة ً
األمم( )1من زاويتين:
-األولى :أن الميثاق ميز بين المستعمرات التي يتعين أن تخضع لنظام الوصاية مثلما
فعل عهد عصبة األمم بالنسبة لنظام االنتداب واعتبر أن جميع األقاليم التي تخضع لهذا النظام
مرشحه خالل فترة زمنية معينة للحصول على استقاللها الكامل أو الحكم الذاتي على األقل.
-ثانيا :أنه وبمجرد إدراج اإلعالن الخاص باألقاليم التي ال تتمتع بالحكم الذاتي ،ضم
نصوص الميثاق أضفى عليه قديمة مبادئ القانون الدولي العام في أعلى مراتبها ،وبالتالي منح
وضعا
ً كافة المستعمرات األخرى التي كانت واقعة تحت سيطرة الدول المنتصرة في الحرب،
دوليا ألول مرة.
قانونيا ً
ً
وعليه فإن الميثاق شغل من خالل مواده اللبنة األولى لبناء ضخم فتح أفقًا جديدة أمام
كبيرا ،خاصة وأن الميثاق
تطور ً
ًا إمكانية تطوير دور األمم المتحدة تجاه المسألة االستعمارية
أشار وفي مواقع أخرى إلى حق الشعوب في تقرير مصيرها(.)2
من جهة أخرى وكنتيجة للضغط الدولي والدفع الذي ولد حركات التحرر على الساحة
الدولية في ظل التنافس الرهيب بين القوتين العظمتين على مناطق النفوذ وبمبادرة االتحاد
السوفياتي الذي قدم مشروع قرار للجمعية العامة لتصفية االستعمار ..تصفية كاملة ونهائية في
11
سنة 1210والتي تعتبر هذه السنة بمثابة النضال ضد االستعمار وخاصة في إفريقيا حيث
استغلت 12دولة إفريقية وقبلت عضويتها في منظمة األمم المتحدة(.)1
هذا المشروع 1214الذي تبنته الجمعية العامة بأغلبية ساحقة الصادر في 14ديسمبر
1210في صورة " إعالن خاص بمنح االستقالل للبلدان والشعوب المستعمرة " ،الذي أقر على
أن إخضاع الشعوب للحكم والسيطرة األجنبية هو إنكار لحقوق اإلنسان األساسية وينضوي على
خرق الميثاق ويعوق تنمية العالقات الودية بين الشعوب مما يشكل تهديم للسلم واألمن
الدوليين( .)2وأن القضاء على االستعمار هو حق من حقوق الشعوب وحث هذا القرار على
اتخاذ إجراءات فورية في األقاليم التي لم تحصل على استقاللها لنقل جميع السلطات إلى
تمكينا لهم للحصول على
ً شعوب هذه األقاليم التي لم تحصل على استقاللها دون شرط
االستقالل الكامل وحرية تقرير المصير(.)3
وبهدف تحقيق ما جاء في هذا اإلعالن 1214أنشأت الجمعية العامة لألمم المتحدة
22نوفمبر 1211لجنة خاصة مكلفة بدراسة الوضع فيما يتعلق بتطبيق إعالن منح الشعوب
والدول المستعمرة استقاللها وهذا بقصد إعطاء فاعلية أكثر لإلعالن والعمل على تصفية
االستعمار من الدول الواقعة تحته وأن حق تقرير المصير يعني شيء واحد وهو االستقالل التام
من االستعمار(.)4
وبالفعل استطاعت هذه اللجنة وبفضل مجهوداتها وبالتنسيق مع األمين العام األممي
ومجلس الوصاية والوكاالت المتخصصة وحركات التحرر من تمكين العديد من الشعوب من
تقرير مصيرها واالستقالل.
-ضف إلى ما سبق إدراجه من نجاحات لمنظمة األمم المتحدة فقد استطاعت على مر
السنين من تقديم المساعدة وقامت بدور رئيسي في فك فتيل األزمات الدولية وحل النزاعات
التي طال أمدها .كما اضطلعت بعمليات معقدة شملت صنع السالم وحفظه وتقديم المساعدات
اإلنسانية وعملت على منع نشوب النزاعات واضطلعت وبصورة متزايدة في حاالت ما بعد
الصراع باتخاذ اإلجراءات المناسبة لمعالجة األسباب الجذرية للحرب ووضع األسس الالزمة
( )1إسماعيل معراف ڤالية ،األمم المتحدة ومبدأ تقرير المصير ،دراسة حالة الصحراء الغربية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير
في العلوم السياسية والعالقات الدولية ،جامعة الجزائر ،1224ص.132 :
( )2نفس المرجع السابق ،ص.141 :
( )3بن عامر تونسي ،مرجع سابق ،ص.22 :
( )4طبي عناني ،عبد العزيز ،مدخل إلى اآلليات األممية لترقية وحماية حقوق اإلنسان ،الجزائر :دار القصبة للنشر ،2003ص.14 :
12
إلقرار السالم الدائم ومن بين أبرز الجهود في هذا المجال نذكر ،ساعدت األمم المتحدة في نزع
فتيل أزمة الصواريخ الكوبية 1212وأزمة الشرق األوسط 2312كما رعت نهاية الحرب
اإليرانية -العراقية 1255ضف إلى أدائها للدور المهم في إنهاء الحرب األهلية في السلفادور
– كلوما – وموزنبيق .واحتواء العديد من النزاعات في العالم.
-كذلك عملت وتعمل األمم المتحدة على صنع السالم من خالل مساعدة األطراف
المتنازعة إلى الوصول إلتفاق عن طريق الوسائل الدبلوماسية ولمجلس األمن أن يوصي فيها
ببذله جهود لصون وصنع السالم ،لتفادي النزاع واقرار السالم.
كما أن لألمين العام الدور البارز والهام في صنع السالم العالمي وببذل كل مجهوداته
ومساعيه الحميدة على سبيل الوساطة والدبلوماسية الهادفة والعمل على حل النزاع قبل تفاقمه.
ضف إلى اضطالع المنظمة بهذه المسائل من أجل صون السلم العالمي التي نجحت
في العديد من القضايا فهي أيضا تتطلع بمهمة بناء ودعم الحكم الراشد والقانون وحقوق
اإلنسان.
وبإنشاء األمم المتحدة ،إن مجلس األمن لعمليات األمم المتحدة لحفظ السالم الذي يكون
نطاقها ووالياتها في إطار الجهود الرامية لصون السلم واألمن الدوليين والتي تنضوي في
معظمها كل مهام عسكرية ،كمراقبة وفق إطالق النار ،ألكبر دليل على نجاحاتها في إدارة
بعض األزمات الدولية التي تهدد السم واألمن .فهذه العمليات لحفظ السالم قد تدوم شهور أو
سنوات وهذا حسب وضع كل نزاع ومثال على ذلك إنشاء األمم المتحدة لعملية حفظ السالم
عند خط وقف إطالق النار بين الهند وباكستان في كشمير .1242واألمثلة كثيرة عن هذه
العمليات والمجهودات في مختلف أماكن العالم(.)1
فنشاط منظمة األمم المتحدة في حل النزاعات العالمية كثيفًا وتبذل مجهودات فعالة
نهائيا فمثال كما سبق واإلشارة إليه
وقوية في هذا المجال حتى وان لم تحل بعض القضايا حال ً
أنها لم تحل مشكلة كشمير ،إال أنها أوقفت الحرب وخففت من حدة التوتر الذي كان من
( )1وحيد عبد المجيد " ،في انتظار تنظيم دولي جديد أزمة األمم المتحدة في مرحلة تقاعدها " ،مجلة :السياسة الدولية ،عدد
،2011 ،201ص.102 :
13
المحتمل أن يحدث كما أنها لم تستطيع إيجاد حالً لمشكلة الالجئين الفلسطينيين ولكنها رعت
هؤالء الالجئين واستطاعت أن توقف القتال بين إسرائيل وجيرانها العرب(.)1
ونفس الشيء يمكن قوله على القضية الصحراوية التي لم تجد لها حالً بالرغم من
سعيا منها إليجاد حل سلمي بين طرفي النزاع.
مجهوداتها المتواصلة لحد الساعةً ،
* إخفاقات منظمة األمم المتحدة:
بالرغم من نجاحات منظمة األمم المتحدة التي استطاعت تحقيقها منذ إنشائها 1242إال
أن هذا ال يجعلنا أن نقول أنها استطاعت أن تحقق كل ما جاءت من أجله وسجلت إخفاقات
بالجملة في العديد من القضايا من أهمها:
-إخفاقها في إخماد الحرب الباردة بل وفي الكثير من األحيان انغمست بطريقة مباشرة
أو غير مباشرة من تلك الحرب ولم تقم بلعب الدور المميز لها ،في الموضوعات التي تحتاج
تعاون بين الدول والسيما الكبرى منها(.)2
-كذلك لم تنجح في تنظيم التنمية االقتصادية وتنسيق التجارة الدولية وايجاد تسوية
عادلة للصراع الطبقي الدولي بين الشمال والجنوب(.)3
ال شافيا
-إخفائها في إيجاد حل للتحديات الدولية المعاصرة التي لم تستطع إيجاد ح ً
بالتنسيق مع مختلف الفاعلين الجدد على المستوى الدولي.
-هذا اإلخفاق الذي يحسب عليها ويحد من فاعليتها ويؤكد هشاشتها لم يكن من فراغ،
بل هناك العديد من األسباب التي قيدت وكبلت دورها المنوط بها .ومن بين هذه األسباب
نذكر:
14
-1من أهم األسباب التي عملت على تعطيل أو عدم فاعلية منظمة األمم المتحدة هو
جدا من األجهزة الثانوية والفرعية وكذلك
ضخامة هيكلها التنظيمي بسبب إنشاء عدد كبير ً
تضخم الجهاز اإلداري لألمانة العامة حيث أنشأت األمم المتحدة أجهزة وفروع ثانوية تقوم
بأعمال منافسة ومشابهة لعمل وكاالت دولية أخرى مما ترتب عليه قدر كبير من االزدواجية
وتضارب االختصاصات وتبديد الموارد وغياب التنسيق الفعلي.
-2كذلك عدم وجود آليات تخول لمنظمة األمم المتحدة لالستفادة من إمكانيات
المنظمات اإلقليمية والعديد من المجاالت التي تنشط فيها وهذا لكون هذه المنظمات أدرى واقدر
على فهم المشكالت التي تدور في محيطها ونطاقها الجغرافي كاالتحاد اإلفريقي – اإلنماء
األوروبي – جامعة الدول العربية ...إلخ.
-3ضف إلى إعفاء المنظمة في تنسيق عالقاتها بالمنظمات الدولية غير الحكومية
والشركات المتعددة الجنسيات وغيرها من الهيئات أو المجموعات العالمية التي أخذت تقوم بدور
فعال ومؤثر على الساحة الدولية وخاصة في عصر العولمة.
-4جمود المراكز الدائمة في مجلس األمن الدولي وجعلها غير قابلة للزيادة وهذا إن دل
يدل على التقصير في حق الدول الصغرى التي تتكون منها األغلبية الساحقة من أعضاء األمم
المتحدة ،وبما أن هؤالء األعضاء قد زاد عددهم فمن المنطقي أن يزداد عدد أعضاء مجلس
األمن الذي وبصورته الحالية ال يعكس إرادة األمم المتحدة المكونة من أكثر من 124دولة
واستئثار 2دول فقط على مجلس األمن(.)1
-2عدم منح الجمعية العامة الصالحيات الكاملة لتصبح مركز ثقل وقوة ،فق ارراتها عبارة
عن توصيات ويفترض أن تضطلع الجمعية العامة بالمسؤولية الدولية وتكون ق ارراتها ملزمة
باعتبارها البرلمان العالمي الذي يجتمع فيه الدول األعضاء للمنظمة العالمية.
-1عدم منح محكمة العدل الدولية صالحيات أوسع لكي تكون ق ارراتها إلزامية ال
اختيارية ولكي تتمكن كل منطقة دولية خارج منظمة األمم المتحدة من استشارها دون الرجوع
والحصول على ترخيص من الجمعية العامة.
12
-2تواجه منظمة األمم المتحدة أزمات مالية مستمرة بسبب تماطل بعض الدول من دفع
مستحقاتها ،باإلضافة إلى أن هناك 10دول أعضاء فقط تمول أكثر من % 90من إجمالي
نفقات األمم المتحدة األمر الذي جعل هذه الدول تمارس ضغوطا على األمم المتحدة عن طريق
االمتناع عن دفع حصصها أو تأخر سدادها.
-باإلضافة إلى ما سبق نجد أن االعتبارات السياسية التي تتحكم في عملية التعيين
بالنسبة للوظائف السامية والعليا في المنظمة أو حتى اختيار المبعوثين الدبلوماسيين ،فهذه
()1
اإلطارات العليا االعتبارات السياسية التي فرضت من طرف الدول الكبرى في عملية اختيار
بالمنظمة كان لها جانب مهم في تراجع فاعلية المنظمة.
-المحاوالت الدائمة والمستمرة من طرف الو.م.أ والدول الكبرى إلضعاف دور المنظمة
وتهميش دورها ،جعلها تخدم مصالحها وهذا ما أكده الممثل السابق للو.م.أ في األمم المتحدة
جون بولتون بقوله " :ال توجد أمم متحدة وانما يوجد مجتمع دولي تقوده الو.م.أ ".
11
-1مشاريع إصالح منظمة األمم المتحدة:
هذه األسباب التي سبق ذكرها والتي ساهمت في تعطيل وتهميش دور منظمة األمم
المتحدة وأفقدتها فاعليتها ،فرضت مصطلح اإلصالح والذي يعني ضرورة فرضية الواقع
السترجاع هذه المنظمة لدورها األساسي الذي جاءت من أجله.
إن مفهوم اإلصالح في إطار منظمة األمم المتحدة هو عملية تحويل أو إلغاء ما هو
قائم من تصورات وأفكار وهياكل ومؤسسات واجراءات وقد يتضمن إقامة مؤسسات جديدة.
فاإلصالح يقصد به إن المنظمة بحاجة إلعادة النظر في هياكلها حتى تتمكن من أداء
الدور الذي يطلبه منها المجتمع الدولي بشكل أفضل وبأكثر فاعلية يتالءم ويتماشى مع
التطورات الحاصلة على مستوى النظام الدولي الراهن ،فاإلصالح أصبح أكثر من حتمية
تفرض نفسها في ظل عالم متغير بشكل غير مسبوق.
حيث أنه وبعد مرور أكثر من 1عقود على وجودها أضحت هذه المنظمة تعيش أزمات
على المستوى السياسي والهيكلي والمالي واإلداري شكلت في معظمها جملة من األسباب
والمبررات الموضوعية التي تحتم اإلصالح من أجل تعزيزها والنهوض بدورها وزيادة فاعليتها
والرجوع إلى أسسها ومبادئها األصلية التي جاءت من أجلها(.)1
فالعالم يشهد تحوالت وتطورات على كل المستويات األمر الذي يستوجب إعادة النظر
في هذه المنظمة لموجهة الظروف الجديدة والقضايا الراهنة التي فرضت نفسها على الساحة
الدولية(.)2
-تعالت العديد من األصوات المنادية بضرورة اإلصالح حتى تصبح تتماشى مع
الوضع الدولي الجديد بالفعل قد تعددت أسباب اإلصالح وقد ذكرنا سابقا بعض من السباب
التي كان وراء إخفاق المنظمة في العديد من القضايا ،إال أنه هناك أسباب أخرى تحتم على
المنظمة اإلصالح ومن بين هذه األسباب نذكر:
12
-ظهور قوى جديدة كاليابان – أوروبا -الصين – الهند كدول تتطلع إلى القيام بدور
رئيسي وسياسي على الساحة الدولية.
ضف إلى ذلك بروز فاعلين جدد حيث أنه لم تبقى الدولة هي الفاعل الوحيد في
العالقات الدولية ،كالمنظمات اإلقليمية وحركات التحرر ...إلخ.
من هذا المنطلق وجب واستلزم األمر مراجعة هذه المنظمة الستيعاب وتشجيع كل
الفاعلين لالنضمام واالندماج في نظامها(.)1
-بروز قضايا دولية جديدة كاإلرهاب الدولي والصراعات اإلثنية والتلوث البيئي-
العولمة – الجريمة المنظمة – الالجئين – الهجرة غير الشرعية – التغيرات المناخية ...إلخ.
كقضايا دولية جديدة أضحت بالفعل تهدد السلم واألمن الدوليين وال يمكن مواجهتها
باستخدام القوة المسلحة األمر الذي انعكس على تغير األولويات في القضايا العالمية التي يهتم
بها المجتمع الدولي واألمم المتحدة على وجه الخصوص ،إذ هي مشاكل ذات طابع عالمي
ومعالجتها يتطلب مقاربات عالمية مشتركة والعمل الجماعي.
هذه القضايا الجديدة التي تأثر على العالم وعلى األمم المتحدة سواء بالنسبة لحفظ السلم
واألمن الدوليين أو على مستوى أدائها ودورها اإلقتصادي الذي تراجع لصالح منظمات أخرى
مبرر لضرورة اإلصالح(.)2
هو ما يشكل بالفعل ًا
-األزمة المالية واإلدارية في المنظمة وتحكم الدول الكبرى فيها من خالل مهامها
أضحت كسالح تضغط به على المنظمة.
-كذلك كما سبق وأن ذكرنا الخلل الهيكلي للمنظمة واحتكار مجلس األمن من طرف
الدول الكبرى واستحواذه على عدد من االختصاصات والصالحيات كالمحافظة على السلم
واألمن الدوليين من دون أن يكون للجمعية العامة أي حق في مشاركة مجلس األمن أو التعاون
معه ،هذا األمر هو الذي زاد من ضعف الجمعية أمام هيمنة مجلس األمن في العديد من
القضايا .فمجلس األمن وبصورته الحالية ال يالزم موازين القوة الجديدة في النظام الدولي
15
الراهن ،فالدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية ال تزال هي المتحكمة بالوضع الدولي ووفق
إستراتيجيتها .لذا فإنه من الضروري إعادة النظر في تشكيلة مجلس األمن وصالحياته(.)1
تعددت وتعالت أصوات المجتمع الدولي كما ذكرنا من أجل إصالح منظمة ألمم المتحدة
سواء من داخل المنظمة نفسها أو من خارجها ،قد تكون صعبة التطبيق من الناحية القانونية
الدقيقة ،إال أنها لو طبقت ووافق عليها مجموع الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس األمن
فسيتيح الفرصة إلحداث تغيير حقيقي في المنظمة وتسترجع دورها األصلي وبما يتماشى
وتطلعات المجتمع الدولي ككل.
فاإلصالح الهيكلي يعد أحد أهم الجوانب الجوهرية في عملية اإلصالح الذي يكون على
مستوى الجهاز التنفيذي (مجلس األمن) والجهاز العام للجمعية العامة دون إغفال بقية األجهزة.
أوالً -فيما يخص إصالح مجلس األمن الذي يعد قضية جوهرية خاصة فيما يتعلق
بالعضوية وأسلوب العمل وحق الفيتو ونظام العضوية واتخاذ الق اررات .هذه القضايا أو المطالب
بإصالح مجلس األمن هي مطالب ليست وليدة الساعة بل مطالب قديمة قدم األمم المتحدة
نفسها وخاصة فيما يخص مسألة توسيع عضوية األعضاء الغير دائمين ،حيث تم تعديل ميثاق
األمم المتحدة 1213للسماح بزيادة مقاعد األعضاء الغير دائمين من 1إلى 10مقاعد.
إال أن هذا ال يفي بالغرض بالنظر إلى عدد الدول األعضاء في المنظمة األمر الذي
كبير بين نسبة األعضاء في مجلس األمن ونسبة األعضاء في الجمعية العامة.
ال ًاشكل خال ً
-في سنة 1223شكلت الجمعية العامة مجموعة عمل خاصة لمعالجة هذا المشكل
واقترحت عضوية جديدة شبه دائمة تمنح لبعض الدول ذات الوزن اإلقليمي كالهند ،نيجريا،
ب ارزيل ،مصر ،لكن فكرة إدخال أعضاء جدد شبه دائمين تم انتقادها ورفضها خاصة من طرف
أعضاء مجلس األمن الدائمين العضوية.
12
-في 1222وضعت لجنة كارلمون تقريرها حول إصالح المنظمة وأسست هذه اللجنة
الدولية مبادرة ويلي براندن وبرئاسة مساعدة السويدي أنعفا ركارسون والقانوني " شريدان رامبال
واقترحت أصالح لمجلس األمن يكون على مرحلتين:
مقعدا.
-1زيادة خمسة مقاعد دائمين جديدة .وزيادة عدد مقاعد غير دائمين إلى ً 12
-2يمنع استخدام حق الفيتو في المجلس.
حكيما في تقريرها:
ً -وفي 2004اقترحت لجنة تتكون من 11
-1إضافة 5أعضاء شبه دائمين منتخبين لمدة 4سنوات قابلة للتجديد إضافة إلى
عضو واحد غير دائم.
-2إضافة 1أعضاء دائمين جدد ليس لهم الحق في حق الفيتو و 3أعضاء غير
دائمين.
نوعا ما مقترحات كوفي أنان الذي اقترح أن
هذه المقترحات من طرف اللجنة عكست ً
ودبلوماسيا يجب أن تشارك في عمل مجلس
ً ماليا وعسكرًيا
الدول التي تساهم في المنظمة ً
األمن.
وبرجوعنا إلى كوفي آنان فمنذ 1222التزم هذا األخير بإجراء إصالحات طموحة
وواقعية اهتمت بالوضع الداخلي لإلدارة والتنسيق بين مختلف أجهزة المنظمة وعمليات حفظ
السالم(.)1
وخص باإل صالحات الجمعية العامة ومجلس األمن والمجلس االقتصادي واالجتماعي
ولجنة حقوق اإلنسان .ضف إلى اقتراحه إنشاء صندوق ائتمان حدد رأس ماله ببليون دوالر
يحصل عليه من خالل تبرعات الدول األعضاء ودعا إلى أن تعاد تشكيل مجلس الوصاية
ليصبح هو المنتدى الذي تمارس الدول األعضاء من خالله وصايتها الجماعية على سالمة
البيئة العالمية والمجتمع المدني ويعالج مختلف القضايا ذات االهتمام المشترك .كما وفق على
دمج مكتب المفوض السامي لحقوق اإلنسان ومركز حقوق اإلنسان في كيان واحد ليكون
المفوض السامي الجديد قاعدة صلبة ينطلق منها لقيادة المنظمة في مهمتها الخاصة بحقوق
20
اإلنسان كما استطاع ووفق في إنشاء لجنة دعم السالم الدائم لمساعدة البلدان المنتقلة من حالة
حرب إلى حالة سالم.
باإلضافة إلى هذا فقد اقترح إجراء تعديالت على ميثاق المم المتحدة كما شكل لجان
عليا التي أصدرت تقري ار تناول قضية توسيع مجلس األمن ضمن قضايا أخرى ولم تصل هذه
اللجنة إلى تصور مشترك لهذه المسألة الشائكة خاصة فيما يخص زيادة عدد المقاعد
وتوزيعها(.)1
-وفي 2001جاء تقرير كوفي أنان الذي حمل عنوان االستثمار في األمم المتحدة
لتصبح أقوى على الصعيد العالمي وهدف من خالل هذا التقرير تقديم مخطط لإلصالح
اإلداري الشامل الذي يمس كل من األفراد والقيادة وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت .إال أن
هذا كله لقي العديد من االنتقادات سواء من داخل المنظمة أو خارجها بحكم أن هذه
اإلصالحات المقترحة ما هي إال اقتراحات وفق الرؤى األمريكية لزيادة هيمنتها على المنظمة
واضعافها(.)2
-ومن بين االقتراحات الرسمية أيضا نذكر مقترح بطرس بطرس غالي الذي ركز
جهوده على األمانة العامة بتبسيط هياكلها وتحديد مسؤولياتها واخضاعها للمسائلة ،لكي تقدم
خدمة أفضل للدول األعضاء وأعلن عن أولى التغيرات الراهنة التي تنظم عمل األمم المتحدة
فأنشأ في هذا اإلطار إدارة للشؤون السياسية ضمن 1من اإلدارات السابقة مثل :شؤون مجلس
أساسا قضية تصفية االستعمار ومراكز مناهضة
ً األمن ،والمسائل السياسية الخاصة التي تعالج
الفصل العنصري وشؤون الجمعية العامة ونزع السالح والبحوث ،ثم قام بإلغاء 15وظيفة رفيعة
المستوى لتوفر نحو 4ماليين دوالر من النفقات.
إال أن كل هذه اإلجراءات لم تلقى الترحيب من قبل الدول التي كان مواطنيها يشغلون تلك
المناصب.
كما اقترح العديد من النقاط لزيادة فاعلية األمم المتحدة في أداء مهامها ك ـ:
21
-إقرار جميع الدول األعضاء بالوالية العامة للمحكمة الدولية وفقا للمادة 31من نظامها
األساسي دون أي تحفظ وفي موعد أقصاه عام .)1(2000
-اتخاذ تدابير دولية لتحسن الظروف التي أسهمت في إثارة النزاع أو الصراع وذلك
بالتنسيق أفضل بين الوكاالت.
-تشجيع الدول على التعاون في سبيل تطبيق ق اررات مجلس األمن في حال فرض
عقوبات إقتصادية على دولة ما.
-كما دعا إلى إنشاء صندوق إحتياطي من التبرعات لحفظ السالم بمبلغ 20مليون
دوالر(.)2
أيضا من بين اإلص الحات المقترحة هو أن يتحول مجلس األمن الدولي إلى مجلس
مقعدا وأن تشغل الدول الدائمة العضوية نصف
تنفيذي لألمم المتحدة وتوسع عضويته إلى ً 30
مقاعد هذا المجلس ،يتم تحديدها على أساس مجموعة من المعايير تأخذ بعين االعتبار مجمل
عناصر القوة الشاملة من اقتصادي واجتماعي وعسكرية وجغرافية ....إلخ.
أما النصف اآلخر فتشغله الدول الغير دائمة العضوية ليتم انتخابها دورًيا من جانب
الجمعية العامة وعلى أن تتخذ الق اررات في هذا المجلس على أساس نظام التصويت الترجيحي
مع إلغاء حق الفيتو لضمان عدم سيطرة أي مجموعة إقليمية أو سياسية على مجلس األمن.
ضف إلى ضرورة تقيد صالحيات مجلس األمن برقابة سياسية من الجمعية العامة،
ورقابة قانونية من محكمة العدل الدولية حتى تكون ق ارراته شرعية غير تعسفية(.)3
-كذلك هناك مطالب إصالح للجمعية العامة إضافة إلى ما سبق وأوردناه داعية إلى
ضرورة تفعيل دورها وتوسع صالحياتها أمام هيمنة مجلس األمن باعتبارها المرآة العاكسة
التجاهات وأماني الشعوب المختلفة الموجودة في العالم.
22
إن ميثاق األمم المتحدة قيد بالفعل دور الجمعية العامة وجعل من ق ارراتها مجرد
توصيات فقد ال يؤخذ بها لذا البد من إجراء تعديالت على نصوص ميثاق منظمة األمم
المتحدة حتى تكون ق ارراتها ذات أثر قانوني كما هو الحل بالنسبة لق اررات مجلس األمن(.)1
وهذا التعديل الخاص بالميثاق يكون من طرف الجمعية العامة وبمبادرة منها بصفتها
الممثل لكل الدول األعضاء حتى يفعل دورها التشريعي مع وضع ضوابط لتجنب التصادم بين
مجلس األمن والجمعية العامة واصالح العالقات الموجودة بينهما(.)2
وعقد مؤتمر دولي تحضره جميع الدول العالم من أجل إجراء تعديالت جديدة على عمل
المنظمة وميثاقها بما يضمن استقالليتها وفاعليتها ويتماشى والتطورات الدولية المتالحقة(.)4
وفي ظل ما سبق لنا ذكره تفرض علينا بعض سيناريوهات مستقبل األمم المتحدة:
أ -سيناريو التهميش :حيث أنه يتحدد أداء وفاعلية منظمة األمم المتحدة ووكاالتها
المتخصصة ،بمدى الدعم والمساندة األمريكية لها ،أي بمعنى آخر إذ لم تعكس منظمة األمم
المتحدة ووكاالتها المتخصصة أهداف ومصالح الو.م.أ بوصفها القطب األوحد في العالم فإن
هذه األخيرة سوف تستمر في التصرف وبطريقة إنفرادية دون اللجوء إليها وتهميشها ،وبالنتيجة
فإن صلة األمم المتحدة بالمجتمع الدولي بوصفها المؤسسة المعبرة عنه سوف تنقطع ومن تم
يتوقع أن ينحصر دورها في بعض الحاالت المحدودة مثل اإلغاثة اإلنسانية .هذا التهميش الذي
يحدث لها ليكون لصالح المنظمة والتجمعات اإلقليمية كاالتحاد األوروبي مثالً.
23
فعليه وحسب المدرسة الليبرالية أن األمم المتحدة هي اإلطار األنسب لمعالجة مثل هذه
التحديات بفاعلية وبما يعكس أماني وتطلعات المجتمع الدولي(.)1
والذي بمقتضاه ت سعى األمم المتحدة إلى تعميق صلتها بالمجتمع الدولي بصفتها مؤسسة
والرمز المعبر عن آماله ومشكالته وفي سبيل المثال يالحظ أن األمم المتحدة بدأت تتحرك
على أصعدة متعددة في آن واحد .نجدها بدأت تخطو خطوات بعيدة نحو إيجاد شراكة مع
المنظمات غير الحكومية وتكثيف التعاون معها.
-محاولة تجنب الصدام مع الو.م.أ والتعاون معها ،وليس إلى حد التوافق مع سياستها.
-دعم جهود المنظمات اإلقليمية والتعاون معها في مجال حفظ السلم واألمن الدوليين
وغيرها من القضايا اإلقتصادية واالجتماعية.
-حشد الجهود لترجمة مبادرات اإلصالح وخاصة فيما يخص مسألة إصالح مجلس
ال وجعل النظام الدولي أكثر ديمقراطية(.)2
األمن وتوبع عضوية ليصبح أكثر تمثي ً
24
المحور الثالث:
المنظمات الدولية اإلقليمية
22
المحور الثالث :المنظمات الدولية اإلقليمية
إلى جانب المنظمات الدولية العالمية ،يوجد في المجتمع الدولي منظمات إقليمية.
وكان ظهور هذه المنظمات سابق لظهور المنظمات الدولية ،حيث عرفتها المدن
اليونانية كما عرفتها أوربا في بداية العصور الوسطى .وأنشأت أول منظمة إقليمية بين دول
القارة األمريكية في مؤتمر واشنطن 1552م .وسمي باتحاد القارة األمريكية وكان الغرض منه
مواجهة خطر التاج البريطاني بعد أن أعلنت استقاللها عنه.
ومع بداية القرن العشرين ،إتجهت معظم دول العالم إلى إقامة وانشاء منظمات إقليمية
وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية ،بغرض توحيد جهودها ومجابهة المخاطر وحل مشاكلها
ومنازعاتها بالطرق السلمية باعتبارها أنجح وسيلة.
هي منظمات يتم إنشائها بموجب معاهدة دولية بين مجموعة من الدول المتقاربة جغرافيا
وتجمعها عوامل التضامن االجتماعي المختلط بالتاريخ المشترك والحضارة المشتركة واللغة
والدين والعادات والتقاليد المشتركة وتهدف إلى تحقيق أهداف تخدم المصالح المشتركة بين هذه
الدول(.)2
( )1عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر ،مرجع سابق ،ص .143
( )2جمال عبد الناصر مانع ،مرجع سابق ،ص .232
21
-2خصائص وأهداف المنظمات اإلقليمية:
أ -خصائص المنظمات اإلقليمية:
-العضوية للدول :عضوية الدول ،وهناك أعضاء منتسبة ال تتوفر فيها صفة الدولة كدولة
فلسطين التي قبلت عضويتها في جامعة الدول العربية.
-الترابط بين الدول :وجود تجاور بين الدول التي تقطن منطقة جغرافية معينة ووجود عوامل
مشتركة معينة تربط بين الدول المتجاورة ،كعامل القومية أو الثقافة أو العرف.
-إتفاق منشئ :إتفاقية دولية تؤدي إلى إنشائها وتمثل دستورها وهو ما يميزها عن المنظمات
الخاصة غير الحكومية ويميزها عن باقي أجهزة األمم المتحدة الفرعية(.)1
-أهداف موحدة :أن تكون أهداف ومبادئ المنظمة منسجمة مع مبادئ وأهداف األمم المتحدة
وأن تعمل بالتعاون مع هذه األخيرة للمحافظة على السلم واألمن الدوليين .وهذا ما نص عليه
في المادة 2/22وتشمل روابط التشاور المتبادل والعمل المشترك بين األمانات وتبادل
المعلومات والوثائق والتعاون مع مجلس األمن في األمور المتعلقة بحفظ األمن والسلم الدوليين
وبحق الحضور ومراقبة وتدريب الموظفين(.)2
-تنسيق التعاون بين الدول األعضاء في مختلف المجاالت ومساعدتها على الدفاع
عن مصالحها وسيادتها وتحسين التفاهم واألمن بينها.
( )1عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر ،مرجع سابق ،ص .114
( )2جمال عبد الناصر مانع ،مرجع سابق ،ص .232
22
-3منظمة حلف شمال األطلسي :NATO
-6تعريف منظمة حلف شمال األطلسي:
هي منظمة أمنية عسكرية دولية تأسست عام 1242م بناءا على معاهدة شمال األطلسي،
ردا على
وهي عبارة عن نظام دفاعي جماعي ،تتفق فيه الدول األعضاء على الدفاع المتبادل ً
أي هجوم أو تهديد خارجي(.)1
هي منظمة دولية إقليمية ذات طابع دفاعي عسكري ،تهدف إلى التعاون والتصدي ألي
هجوم موجه ضد أي عضو منها سواء في أوربا أو شمال أمريكا ،فالرد على أي عدوان يكون
بصورة جماعية .وكذلك التنسيق فيما بينها في مجاالت تتعدى القضايا العسكرية االستراتيجية
كالمشاكل السياسية واالقتصادية واالجتماعية(.)2
فسياسة االحالف كانت أبرز ما يميز مشهد العالقات الدولية في تلك المرحلة وأبرز
أدواتها فكانت نشأة حلف شمال األطلسي الذي تأسس في ظروف سياسية عالمية متميزة.
تعود فكرة انشاء الحلف األطلسي قبل أن تتبناها حكومات الدول إلى الصحفي
األمريكي " :كالرنس ستريت " إذ يعد من األوائل الذين نادوا بإنشاء منظمة أطلسية كما خلص
إلى الحكم بفشل عصبة األمم ودعى إلى إنشاء هيئة دولية جديدة عمادها الشعوب وليس
الحكومات كما كان الحال بالنسبة للو.م.أ منذ .1552
25
ونشر كتابه سنة 1232م " االتحاد في الحال " وأكد على أن سبب وجود الدكتاتوريات
فإن هذا التعديل غير ممكن " لذا وجب إقامة اتحاد بين الديمقراطيات .
كما نشر والتر ليبمان كتاب " :السياسة الخارجية األمريكية " .وأوضح فيه العالقة
الوثيقة التي تربط الشعوب الواقعة حول المحيط األطلسي السيما إنجلت ار والو.م.أ فهما محور
تلك الكتلة .وانتقد بشدة سياسة الو.م.أ الخارجية واعتبرها غير واضحة ودعى إلى تقوية
العالقات األوروبية األطلسية من خالل إقامة اتحاد بين دول البحر األطلسي ضد أي تهديد.
1245 -م عرض رئيس الو.م.أ هاري ترومان على الشعوب الحرة المساعدة في
دفاعها عن نفسها ضد أي عدوان أو تهديد يكون مصدره أقليات مسلحة وكان يقصد هنا
األحزاب الشيوعية داخل الدول الحرة أو حكومات أجنبية وهي الدول الشيوعية.
12 -مارس 1245عقد اتفاق بروكسل وهو عبارة عن اتفاق دفاع متبادل ضد أي
تهديد ،وضم االتفاق كل من :فرنسا – بلجيكا – لوكسمبورغ – هولندا -إنجلت ار -الو.م.أ(.)1
وتم التوقيع على ميثاق حلف شمال األطلسي ،والذي قام في األساس من أجل مواجهة
الكتلة الشرقية بزعامة االتحاد السوفياتي .كما أخذت دول الحلف كافة االستعدادات السياسية
والعسكرية لمواجهة أي هجوم سوفياتي على غرب أوربا(.)2
-تأسس حلف األطلسي في إطار المادة 21من ميثاق منظمة األمم المتحدة التي تمنح
الدول الحق في الدفاع عن نفسها ،منفردة أو بالتعاون مع دول أخرى وذلك نتيجة لعجز األمم
المتحدة عن إرساء قواعد بناء لنظام أمني جماعي دولي ،وذلك على ضوء االنقسام
األيديولوجي بين القوى الكبرى بعد الحرب العالمية الثانية(.)4
22
ج -مبادئ حلف شمال األطلسي:
-عدم تعارض مبادئه وأهدافه مع أهداف ومبادئ منظمة األمم المتحدة وهذا حسب
المادة 1و 2و 2و 12من ميثاق حلف شمال األطلسي.
-حماية الحريات والتراث والحضارة المشتركة لشعوبها والقائمة على مبادئ الديمقراطية
والحرية الفردية وحكم القانون.
-فض النزاعات بالطرق السلمية حسب المادة 1من الميثاق وعدم اللجوء إلى التهديد
أو استخدام القوة في عالقتها الدولية.
-مبدأ األمن الجماعي بين الدول األعضاء والدفاع الجماعي وأن أي هجوم مسلح
ضد أي دولة في أوربا أو أمريكا الشمالية هو هجوم عليها جميعا.
-2حماية حرية وأمن أعضائه بالوسائل السياسية والعسكرية وفقا لمبادئ منظمة األمم
المتحدة وتوحيد جهودها من أجل الدفاع الجماعي والحفاظ على السلم واالمن والردع
والدفاع ،ضد أي تهديد بالعدوان على أراضي أي دولة عضو في الحلف.
-4تدعيم القيم المشتركة بين أعضائه وهي الديمقراطية – احترام حقوق االنسان – سيادة
القانون.
50
–2العمل على إقامة سلم دائم في أوربا مع المؤسسات االوربية مثل االتحاد األوربي
ومؤتمر االمن والتعاون في أوربا لتحقيق االمن واالستقرار األورو أطلسي(.)1
تتمركز قيادة الحلف في بروكسل بينما تنتشر مؤسساته المختلفة وقواعده العسكرية
لتغطي كل أوروبا الغربية وغيرها من المناطق.
كما يتكون الحلف على العديد من اللجان لذلك فإن هيكله التنظيمي يتسم بكبر الحجم ،نظ ار
لحجم المسؤوليات واالهداف المنصوص عليها في معاهدة االنشاء(.)2
وصالحية تشكيل الجان المساعدة له ويتكون من ممثلين دائمين للدول األعضاء بدرجة
سفير ويدعم كل ممثل بهيئة موظفين سياسيين وعسكريين أو بوفد إلى حلف شمال األطلسي،
ويختلف حجم هذا الوفد من دولة إلى أخرى ويجتمع الممثلون الدائمون مرة كل أسبوع على
األقل برآسة األمين العام للحلف أو نائبه.
كما يعقد اجتماعاته على مستوى وزراء الخارجية الذين يجتمعون مرتين كل سنة على
األقل ،وكذا اجتماعات مع الرؤساء والملوك ،وهي اجتماعات غير دورية ،تعقد للضرورة ،حيث
بناءا على طلب
استنادا إلى تقارير اللجان الفرعية ً
ً تناقش جميع أوجه نشاطات المنظمة
المجلس.
51
أهم الجان (قسم الشؤون السياسية -المديرية السياسية( -)1المديرية االقتصادية).
ج -لجنة نواب المجلس :لها نفس اختصاصات المجلس تتمثل مهامها في وضع السياسة
ال عامة والخاصة للحلف دون انتظار اجتماع المجلس في باريس ،وهي الهيئة األساسية العاملة
والمستديمة لحلف وفي الدورة السادسة للحلف أضيفت لها اختصاصات لتسهيل العمل وتنسيق
أعمال الجنة الدائمة ،تبادل اآلراء في المسائل السياسية التي تخص الدول األعضاء ،القيام
بأعمال مكتب االستعالمات والدعاية لتعريف شعوب الدول األعضاء بمقاصد الحلف(.)2
ئيسا لمجلس
-األمين العام للحلف :ويعين من قبل الدول األعضاء كأمين عام للحلف ور ً
شمال األطلسي ولجنة التخطيط الدفاعي ومجموعة التخطيط النووي واللجان الرئيسية األخرى.
كما أنه الناطق الرسمي باسم الحلف سواء في العالقات الخارجية أو في االتصاالت بين
الدول األعضاء وله صالحيات :اقتراح مواد للمناقشة والتي يجب إتخاذ ق اررات بشأنها.
.... -قوة المهام العالي ة المستوى باإلضافة إلى إشرافه على مكتب المعلومات
والصحافة ،ومكتب أمن حلف شمال األطلسي(.)3
52
-2الجهاز التنفيذي للحلف:
في 1242م لم تكن الدول المؤسسة للحلف تملك القدرات التي تمكنها من تشكيل مقاومة
حقيقية في وجه أي عدوان ،وللتغلب على هذه المشكلة أي ضعف القد ارت العسكرية ،بدأوا بناء
الهيكل العسكري وتم تشكيل خمس هيئات عسكرية.
أ -اللجنة العسكرية :وهي أعلى سلطة عسكرية في الحلف ،تخضع للسلطة السياسية
المدنية المتمثلة في مجلس حلف شمال األطلسي ولجنة التخطيط الدفاعي ومجموعة
التخطيط النووي ،ذلك في األمور المتعلقة بكل لجنة وتتكون من رؤساء أركان حرب
الدول األعضاء ويعقد اجتماعاتها على ثالث مستويات :مستوى رؤساء األركان إذ
يجتمعون مرتين في السنة على األقل ومستوى المندوبين الدائمين عن رؤساء األركان
ويعقد اجتماعهم كل أسبوع .وتضم رؤساء أركان من الو.م.أ وبريطانيا ،وفرنسا.
ب -اللجنة الدائمة واللجنة العسكرية مسؤولتان عن القيادة الثالثية للحلف ومقرها واشنطن
كما أن رأستها دورية حسب الترتيب األبجدي للغة اإلنجليزية وهي مسؤولة عن:
-تقديم التوصيات المتعلقة باإلجراءات التي تعتبر ضرورية للدفاع المشترك عن
منظمة حلف شمال األطلسي.
-تقديم توجيهات متعلقة باألمور العسكرية إلى كبار قادة الحلف(.)1
ج -هيئة األركان العسكرية الدولية:
بعد إنسحاب فرنسا من الهيكل الدفاعي للحلف 1211م قام المجلس بحل الجنة الدائمة
وهيئة التخطيط الدولية ونقلت مهامها إلى اللجنة العسكرية .وفي 1212تم تشكيل هيئة األركان
العسكرية الدولية بمهام أال وهي:
ح -تحضر الخطط والدراسات وتقديم توصيات عن السياسة التي يجب األخذ بها في
المسائل العسكرية التي تحال إلى مجلس شمال األطلسي أو اللجنة العسكرية.
53
وتضم عدد من األقسام :قسم االستطالع -قسم التخطيط والسياسة – قسم العمليات-
الشؤون اإلدارية والموارد – منظومات االتصال والمعلومات – قسم التسليح والتوحيد القياسي(.)1
كشفت بيئة ما بعد الحرب الباردة عن بروز تهديدات لألمن األوربي /األطلسي ،والتي
هي خارج المنطقة التقليدية المحددة لنشاطه ،كان البد من تعديل مهام الحلف بما يتواءم مع
المناخ الدولي الجديد ،خاصة بعد وقوع العديد من األزمات والحروب األهلية والصراع على
تهديدا لالستقرار في
ً السلطة في بلدان شرق ووسط أوربا وأقاليم أخرى من العالم ،والتي اعتبرت
القارة األوربية وللو.م.أ بشكل غير مباشر.
اضحا التحول فيعقد اجتماع لمجلس شمال األطلسي بإسكتلندا 1220حيث بدا و ً
مهمة الحلف من مواجهة تهديد مباشر من حلف وارسو ،إلى تحقيق األمن واالستقرار في القارة
غير مضمون التحالف من كونه أداة للدفاع الجماعي إلى منظمة مشتركة األوربية ،وهو ما ّ
تبحث عن توفير الحماية في مواجهة تهديدات غير محددة.
إتجه الحلف إلى استبدال مهمة مواجهة التهديد المباشر من حلف وارسو إلى مهمة دعم
وتعظيم األمن واالستقرار في القارة األوربية وأدى هذا التحول إلى تغيير حتمي في مهام
المنظمة بهدف توفير الحماية في مواجهة أشكال مختلفة من التهديدات غير المحددة( .)2فإلى
جانب استمرار المهمة التقليدية للحلف (الدفاع الجماعي) برزت مهمة رئيسية هي الحفاظ على
السالم ومواجهة االضطرابات في كافة أنحاء القارة األوروبية ،وحولها أيضا ،ويشمل ذلك(:)3
54
-1دعم عمليات التحول السياسي واالقتصادي في دول المعسكر الشرقي سابق ،الحتواء
التهديدات التي يمكن أن تظهر في هذه المنطقة ،وهي العملية التي وصلت قمتها فيما
بعد بضم عدد من دول شرق ووسط أوربا للحلف.
-2البحث عن صيغة االتفاق مع عدد من دول جنوب المتوسط لتوفر غطاء قانونيا دوليا
وتسهيالت للعمل السريع في مواجهة ما تراه دول الحلف تهديدا ألمنها الوطني من هذا
االتجاه ،وهو ما أدى إلى ظهور فكرة " الشراكة " بين الحلف وعدد من دول جنوب
المتوسط.
حددت الدول األعضاء بالحلف ،االتجاهات المحتمل تفجر الصراعات فيها ،مما يؤثر
على أمن دول الحلف في عدة اتجاهات ،هي(:)1
أ -االتجاه الشرقي :منطقة عدم استقرار بين ألمانيا وروسيا ،في شرق ووسط أوربا.
ج -المحور الجنوبي :مناطق شمال أفريقيا وجنوب شرق البحر المتوسط ،وجنوب غرب
آسيا ،وتحدد ت التهديدات التي قد تؤثر على استقرار القارة األوروبية ،بالصراعات العرقية،
والحروب اإلقليمية واألهلية ،إضافة إلى العديد من أنماط المخاطر غير العسكرية المتصلة
باآلثار الممتدة للعنف الداخلي ،والهجرة غير الشرعية ،وما إلى ذلك وهو ما يخرج بالحلف
عن نطاقه التقليدي المحدد في اتفاقية إنشاؤه.
ومن تلك النظرة كانت المشكالت الخاصة باألسس االستراتيجية الدفاعية لتوسيع الحلف.
فقد كانت الوظيفة السياسية للحلف ،هي احتواء الخطر السوفياتي على أروبا ،وهو ما كان يمثل
اضحا ،ألمن القارة ،يتم التعامل معه من خالل "
مباشر وو ً
ًا مصدر تهديد عسكري خارجي،
هيكل عسكري " ،يستند على استراتيجية دفاعية ،مرتكزة على " الردع النووي " ،في إطار
القطبية الثنائية األمريكية -السوفيتية .وأدى تفكك االتحاد السوفياتي ،إلى اإلطاحة بالمفاهيم
والضوابط والمؤسسات ،التي حكمت األوضاع األمنية ،طوال فترة ما بعد الحرب العالمية
الثانية ،بصورة جعلت من الصعب ارتكاز عملية إعادة التواؤم ،على أسس دفاعية .فلم يعد ردع
( )1مجموعة باحثين ،حلف الشمال األطلسي ،آفاق وتطورات ،ط ،1الكويت ،2001ص .53
52
متصور لبناء األمن والدفاع األوروبي ،وحتى إذا كانت روسيا
ًا أساسا
ً عدوان محتمل ،يمثل
كامنا ،فإن هذا
تهديدا ً
ً االتحادية ،نتيجة األزمات الداخلية التي تعاني منها ،يمكن أن تشكل
التهديد ال يرقى للمستوى ،الذي يبرر نفقات هذا الحلف الضخم .كما أ ،هذا التهديد ليس
مباشرا ،حيث من الممكن أن يمس الدول المجاورة لروسيا ،وليس هيكل النظام الدفاعي
األوروبي (الناتو).
اختفى المفهوم التقليدي للتهديد ،ببروز توجهات " التعايش األمني " ،وتقلص األهمية
التقليدية الدفاعية للحلف .لكن األهم هو أن المهام الجديدة للحلف ،استندت على مفاهيم جديدة،
مبهمة ،مثل " المخاطر " و" التحديات " و" عدم االستقرار " ،وارتبطت بصراعات قومية
واقليمية " منخفضة الشدة " وكذلك مشكالت غير عسكرية ،حلت محل مفهوم التهديد ،وفقدت
المفاهيم المحددة لألمن والدفاع مضامينها ،وأصبح هيكل الحلف العسكري ربما غير مالئم
للتعامل معها.
مقدر أن
محصور في الهجمات من اتجاه واحد ،كان ًا
ًا -2من وجهة أخرى ،لم يعد التهديد
تكون من االتحاد السوفياتي والكتلة الشرقية ،بل أصبحت الهجمات ذات اتجاهات
توقعا.
محتملة متعددة يصعب التنبؤ بأيهما األكثر ً
محصور في عمل عسكري تقليدي ،أو نووي ،بل أصبح ذو أوجه
ًا -3كذلك لم يعد التهديد
مختلفة يصعب تقييمها.
( )1محمد أسامة عبد العزيز " ،االستراتيجية الجديدة لحلف الناتو " ،مجلة السياسة الدولية ،العدد ،141أكتوبر ،2001ص
.202
51
-4لم يعد من الممكن حدوث خطر مباغت ،فقد أتاحت مساحة الدول التي خرجت من دائرة
االتحاد السوفياتي ،والتقنية المتقدمة في أجهزة الحصول على المعلومات ،مدة زمنية
متسعة لإلنذار ،بالنسبة للحلف.
-2لم تعد المخاطر قاصرة بالعدوان على أراضي دول الحلف ،بل من الممكن أن تكون
نتيجة أوضاع داخلية متدهورة ،اقتصاديا أو اجتماعيا أو سياسيا ،أو صراع عرقي أو
نزاع حدود ،وهو ما كثر بعد انهيار الكتلة الشرقية في وسط وشرق أوربا ،ويمكن أن
تهدد استقرار أوربا بتطورات غير متوقعة ،أو بتدخل خارجي ،قد يكون طرفًا فيه أحد
أعضاء الحلف.
-1ما زالت روسيا االتحادية ،تمثل نفس الخطر الذي كان يمثله االتحاد السوفياتي ،فهي
ونوويا.
ً تقليديا
ً األكبر قوة في أوربا،
-2حساسية الموقف في الشرق األوسط عامة ،وجنوب البحر المتوسط خاصة .واستقرار
بي الخليجاألمن في تلك المناطق ،أمر ضروري ألمن أوربا .على ضوء تجربة حر ّ
األولى والثانية ،والحروب العربية اإلسرائيلية األخيرة ،بسبب انتشار األسلحة ذات التقنية
المتقدمة في المنطقة ،خاصة أسلحة الدمار الشامل ،والصواريخ الباليستية ،التي يزداد
يوما بعد يوم ،وأصبحت قادرة على الوصول إلى بعض دول
مداها وقدراتها ودقتهاً ،
الحلف.
-5يجب أن يوضع في االعتبار أن أمن دول الحلف سوف يتأثر ،نتيجة مواجهتهم ألي
اعتداء (طبقًا للمادتين الخامسة والسادسة من معاهدة واشنطن) ،نتيجة استخدام أسلحة
واجراءات ذات مجال واسع ،مثل أسلحة الدمار الشامل ،وحظر تصدير الموارد األولية
الحيوية ،وعمليات اإلرهاب والتخريب.
-2
وضع من إعالن روما ،أن العقيدة العسكرية الجديدة لحلف ،ترتكز على مبادئ أربعة(:)1
52
المحافظة على وحدة األمن لألعضاء ،وزيادة مسؤولية األعضاء األوروبيين في
الدفاع عن أنفسهم.
استمرار الهيكل العسكري الموحد للحلف ،واعادة بناءه ،ليعتمد أكثر على تعدد
الجنسيات ،وتكون قواته أكثر مرونة وخفة حركة ،حتى يمكن المشاركة في المهام
الخاصة ،التي أبرزتها المتغيرات الجديدة (حفظ السالم ،توفير الراحة ،تنفيذ ق اررات
األمم المتحدة ومجلس االمن بالقوة).
استمرار االعتماد على كال القوتين التقليدية والنووية ،على أن يخفضا ألدنى حد
ممكن ،دون المساس بفاعليتها ،لذلك يزداد االعتماد على القوات االحتياطية ،مع
تقليل حاالت التأهب.
أدى هذا التصور ،للمبادئ الرئيسية المكونة للعقيدة العسكرية الجديدة ،إلى التسليم
بانتهاء خطر هجوم واسع من الشرق ،كما شاع دفء البيئة األمنية الجديدة في أوروبا ،والتي
تحقق االستقرار والرفاهية في شمال األطلسي ،وصالحيتها كمناخ مالئم لتطوير العالقات
الدولية ،التي تقوم على السالم .ونتيجة لذلك أقرت دول حلف األطلسي ،إنشاء مجلس تعاون
شمال األطلسي تحقيقًا لمبدأ التعاون مع دول حلف وارسو السابق ،وقد انبثق عن تلك الخطوة
فكرة الشراكة من أجل السالم ،ومنها أمكن انضمام بعض دول حلف وارسو السابق ،إلى حلف
شمال األطلسي.
55
كأعداء .وبحث في اجتماع وزراء خارجية دول الحلف بكوبنهاجن ( 2-1جوان ،)1221قضايا
تطوير العالقات مع دول الشرق(.)1
وعندما اجتمع رؤساء دول وحكومات أعضاء الحلف بروما ( 5-2نوفمبر )1221
عرضوا إقامة روابط رسمية ،مع دول شرق أوربا ،التي كانت أعضاء في حلف وارسو سابقًا.
واقترحوا إقامة مجلس تعاون يضم في عضويته 22دولة هي كل الدول األعضاء في حلف
الناتو ( 11دولة) ،إضافة إلى الدول التي كانت أعضاء في حلف وارسو ( 1دول) ،ودول
مسمى " مجلس تعاون شمال األطلسي " .وأتفق علىّ جمهوريات البلطيق الثالث ،تحت
استمرار إجراء اجتماعات واتصاالت دورية مع مجلس شمال األطلسي ،واللجنة العسكرية
للحلف ،ولجان أخرى في الحلف ،حيث هدفت دول الحلف من ذلك خلق شبكة من العالقات،
تمكنها من دعم جهود التحول في الشرق ،وحفظ األمن واالستقرار في أوربا ،عبر العمل تحت
مظلة مؤتمر األمن والتعاون األوروبي.
52
د -تحويل اإلنتاج العسكري لألغراض المدنية.
كانت المناسبة تضيف قوة ضاغطة أثناء عمل مجلس الحلف ،فهي قمة احتفالية لمرور
عاما على انشاء الحلف يومي 5و 2جويلية 1222بمدريد .لذلك كان البد التوصل خمسون ً
مجددا ،على المبادئ العامة
ً إلى صيغة تتفق مع كل وجهات النظر ،لذلك أكد البيان الختامي،
المتفق عليها ،لمواصلة المهمة الرئيسية للحلف " الدفاع الجماعي " عن الدول األعضاء،
وتقوية عالقات الشراكة مع روسيا االتحادية وأوكرانيا ،واالستمرار في الحوار مع دول الشرق
األوسط ،ودفع الجهود لمواجهة مخلفات الحرب الباردة ،من انتشار أسلحة الدمار الشامل،
ووسائل ايصالها .أما القضايا محل الخالف ،فقد صيغت في عبارات عامة ،غير محددة.
أوضحت صياغة البيان الختامي لدورة االنعقاد الخمسين ،اتجاهات الحلف الجديدة ،فقد
كانت التعديالت في المفهوم االستراتيجي ،تتماشى مع المنظور األمريكي ،أكثر من مواءمتها
للمنظور األوروبي ،والذي كانت فرنسا وألمانيا تتمسكان به ،وقد أوضح التعديل المدخل على
المفهوم االستراتيجي ،المهام المستقبلية للحلف كذلك ،وفي فقرة واحدة ،جاء المعنى كله،
ووضحت مالمح التغيير لمفهوم االستراتيجي للحلف.
أما الفقرة فقد جاء فيها " :يتعرض أمن الحلف لمخاطر عسكرية وغير عسكرية كثيرة
وغالبا ما يصعب توقعها .وتتضمن هذه المخاطر ،عدم ً التنوع ،تأتي من اتجاهات عديدة،
االستقرار واحتمال نشوء أزمات إقليمية قابلة للتطور السريع في المناطق المحيطة بدول الحلف.
20
ويمكن أن تواجه المصالح األمنية للحلفاء مخاطر ذات طابع أكثر عمومية ،تنجم عن اإلرهاب
والتخريب والجريمة المنظمة وانقطاع وصول الموارد الحيوية "(.)1
-1اعتبار صيغة " المصالح األمنية " هي أساس عمل الحلف ،بدالً من صيغة " أمن الدول
األعضاء " ،ويعني ذلك ،تغلب وجهة النظر األمريكية أوال ،كما أن تفكك االتحاد
وسعي روسيا االتحادية ودول أوربا الشرقية لالندماج مع
ّ السوفياتي وانتهاء حلف وارسو،
أوربا الغربية ،ينهي فكرة تهديد األمن ،ويصبح تعبير المصالح األمنية ،بعموميته ،أصلح
للتعبير عن جوهر وظيفة الدفاع المطلوبة في البيئة الجديدة ،فهو يستوعب المتغيرات
التي تستجد ،حسب رؤية صاحب القرار ،ويكون التأثير على المصالح األمنية للدول
األعضاء هو أساس الدفاع.
-2يحدد المفهوم الجديد ،التهديدات الجديدة ،للمصالح األمنية ،لدول الحلف في:
د -نشوء أزمات إقليمية قابلة للتطور السريع في المناطق المحيطة بدول الحلف.
-3يبدأ الحلف مرحلة جديدة في تاريخه ،يكون له فيها المبادرة بشن الهجوم ،ضد الطرف
(أو األطراف) الذي ترى القيادة السياسية للحلف خطورته على مصالح دول الحلف.
21
-المفهوم االستراتيجي الثاني (:)6()2464
انطالقا من إدراك أعضاء حلف الناتو الستمرار التهديدات التي تواجه مصالح أعضائه
خارج أراضيه ،فقد جاء إصدار ذلك المفهوم أكثر وضوحا وتحديدا عن سابقه بشأن التدخل
األطلسي في األزمات ،حيث تضمن ما يلي:
-يمتلك الحلف مقدرات سياسية وعسكرية نادرة يمكنها التعامل مع األزمات ،سواء قبل
أو أثناء أو بعد نشوئها.
-البيئة األمنية لم تعد أراضي الناتو ،إذ إن الصراعات واالضطرابات التي تشهدها
الدول الواقعة خارج حدود الناتو قد تلقي بضاللها على أمن دول الناتو ذاتها ،يقع
ضمن هذا اإلطار قضية أمن الطاقة ،حيث إن الجزء األكبر من االستهالك العالمي
من إمدادات الطاقة يمر عبر أراضي مختلف بلدان العالم ،وبالتالي فإن تلك
اإلمدادات قد تكون عرضة للمخاطر والهجمات واالنقطاع.
-إن األزمات والصراعات التي تدور خارج أراضي الناتو قد تهدد مصالحه بشكل
مباشر ،وبالتالي يتعين على الناتو التدخل حيثما أمكنه وحينما اقتضت الحاجة ذلك
للحيلولة دون اندالع األزمات أو إدارتها ،حال وقوعها ،ثم إعادة االستقرار إلى
المنطقة بعد انتهائها ،والمساعدة في إعادة إعمار المنطقة.
وانطالقا من هذين المفهومين ،فقد جاء تدخل الحلف انطالقا من االعتبارات اإلنسانية
في كل من كوسوفا 1222وأفغانستان في عام ،2003حيث كانت أفغانستان أول عملية
عسكرية للحلف خارج منطقة عمله التقليدية في أوربا.
وكان الهدف منها المساعدة على ضمان األمن ،وعقد االنتخابات العامة ،وتحسين
قدرات القوات المسلحة وقوات األمن األفغانية ،وذلك من خالل قوات النـ ـ ــاتو المع ـ ـ ـ ــروفة باسـ ـ ــم
" إيساف " .إال أنه بعد مرور أكثر من ثمانية أعوام ،لم يستطع الحلف إنجاز تلك المهمة ،وهو
ما عكسته الخسائر البشرية الهائلة لقوات الحلف مع استمرار مقاومة حركة طالبان.
( )1أشرف محمد كشك ،حلف الناتو :من الشراكة الجديدة إلى التدخل في األزمات العربية .مجلة السياسة الدولية.
http ;//www.siyassa.org.eg/NewsContent/3/14/1502/.
22
-9منظمة االتحاد اإلفريقي:
تعريف االتحاد اإلفريقي:
هو تنظيم إقليمي حكومي على مستوى القارة اإلفريقية يهدف إلى دعم وتقوية التعاون
والتالحم اإلفريقي في المجاالت السياسية واالجتماعية واالقتصادية ودعم السلم واألمن في القارة
اإلفريقية.
كما تنص أحكام العضوية فيها على شروط أن العضوية منحصرة فقط على الدول اإلفريقية
المستقلة ذات السيادة(.)1
-ومع بداية األلفية الثانية ونظ ار للتطورات السريعة سواء على المستوى الدولي أو
اإلقليمي والظروف السياسية واالقتصادية واالجتماعية ،نادى قادة إفريقيا إلى ضرورة تأسيس
اتحاد إفريقي بدالً من المنظمة الوحدة اإلفريقية ،يتماشى ويواكب كل التطورات اإلقليمية والدولية
وما أفرزته العولمة على الصعيد الدولي.
-في الدورة 32لمؤتمر رؤساء الدول والحكومات 1222م المنعقد بالجزائر ،صدر قرار
قبول دعوة القائد السابق الليبي معمر القذافي الستضافة دولته لمؤتمر قمة استثنائي في سبتمبر
،1222بقصد تفعيل المنظمة لتواكب التطورات السياسية واالقتصادية في ظل العولمة 2 -5
سبتمبر ،1222تم انعقاد القمة الرابعة لمؤتمر رؤساء الدول والحكومات األعضاء بالمنظمة
الوحدة اإلفريقية وصدر عنها إعالن " سرت " الذي نص على إنشاء منظمة االتحاد اإلفريقي.
23
قامت األمانة العامة للمنظمة بإعداد مشروع نص القانون التأسيسي لالتحاد اإلفريقي
الذي تمت دراسة بجانب بروتوكول إنشاء برلمان عموم إفريقيا على مستوى الخبراء والقانونيين
البرلمانيين المجتمعين بأديسا بابا في أفريل ،2000وتم بطرابلس في ماي 2000بدراسة على
مستوى المؤتمر الوزراء:
-القمة االستثنائية بسرت الليبية 2001أعلن رؤساء القارة اإلفريقية على قيام االتحاد
رسميا في 02مارس .2001
ً اإلفريقي
حمل القانون التأسيسي لالتحاد اإلفريقي في دباجيته 33مادة تتناول أهداف ومبادئ
االتحاد وأجهزته ومقره والمالحظ أن القانون التأسيسي لالتحاد كرر نفس األهداف والمبادئ
الواردة في ميث اق منظمة الوحدة االفريقية عدا عدد من المبادئ واألهداف التي أسفرت على
الصعيد العالمي ومبادئ أضحت من قبل الممارسات الدولية.
-التعجيل بتنمية القارة عن طريق تعزيز البحث في كافة المجاالت وخاصة في مجال
العلم والتكنولوجيا.
-تعزيز التعاون في جميع ميادين النشاط البشري لرفع مستوى معينة الشعوب
االفريقية.
-
24
مبادئ االتحاد االفريقي:
-مبادئ خاصة بالسالم واالمن والدفاع :حق االتحاد في التدخل في شؤون دولة ما في حالة
اإلبادة الجماعية والجرائم ضد اإلنسانية وجرائم الحرب وحق طلب التدخل إلعادة السالم واألمن
والتعايش السلمي ووضع سياسة دفاعية مشتركة للقارة اإلفريقية.
-مشاركة الشعوب اإلفريقية في أنشطة االتحاد اإلفريقي واحترام مبادئ الديمقراطية وحقوق
اإلنسان وسيادة القانون والحكم الراشد.
-يراقب تطبيق البيانات والق اررات بشأن االتحاد ويؤمن احترامها من طرف كل الدول
األعضاء.
22
ب -المجلس التنفيذي:
يتكون من وزراء خارجية دول االتحاد أو أي سلطة تعينها حكومات هذه الدول.
له اختصاصات:
-التنسيق واتخاذ الق اررات بشأن السياسات ذات االهتمام المشترك بالنسبة للدول
األعضاء في االتحاد في جميع المجاالت.
-مسؤول أمام المؤتمر وله الحق في تفويض جزء من هذه االختصاصات إلى الجان
الفتية المتخصصة(.)1
-إذ هو مؤسسة ذات سلطة إستشارية يقدم توصيات فيما يتعلق بتعزيز المؤسسات،
والثقافة الديمقراطية وتقوية الحكم الراشد وسيادة القانون واحترام حقوق االنسان(.)2
هـ -اللجنة :وهي عبارة عن أمانة لالتحاد وتتألف من رئيس ونائب أو أكثر من نائب للرئيس
وأعضاء وعاملين ويتولى المؤتمر األعلى لالتحاد بتحديد هيكل اللجنة ومهامها.
و -لجنة الممثلين الدائمين ،تتكون من ممثلين دائمين لدى االتحاد وتقوم بالتحضير ألعمال
بناءا على تعليماته ولها الحق في تشكيل لجان فرعية مساعدة(.)3
المجلس التنفيذي وتعمل ً
21
ل -المجلس االقتصادي واالجتماعي والثقافي:
هو هيئة استشارية مكونة من مختلف المجموعات المهنية واالجتماعية للدول األعضاء
في االتحاد والمؤتمر ،هو الذي يحدد مهامها وسلطاتها.
م -المؤسسات المالية :كالمصرف المركزي اإلفريقي – صندوق النقد االفريقي – المصرف
االفريقي لالستثمار.
-1لجنة البيئة
وكل لجنة مطالبة حسب اختصاصها بتحضير مشاريع وبرامج لالتحاد وتحليلها على
المجلس التنفيذي .وتضمن التنسيق بين المشاريع وبرامج االتحاد.
المبادرة برفع التقارير والتوصيات بشأن تطبيق القانون التأسيسي لالتحاد االفريقي سواء من
تلقاء نفسها أو بطلب المجلس التنفيذي(.)1
عضوا يتم انتخابهم على أساس الحقوق المتساوية 10 ،منهم يتم انتخابهم
ً يتكون من 12
لمدة سنتين و 2يتم انتخابهم لفترة 3سنوات.
22
يهدف المجلس إلى:
-تعزيز السالم واألمن في إفريقيا من أجل ضمان وحماية وحفظ حياة وممتلكات
ورفاهية الشعوب االفريقية.
-ترقب ومنع النزاعات وفي حاالت وقوع النزاعات يكون مسؤولية المجلس هي تولي
مهام أحالل السالم.
-تعزيز وتنفيذ األنشطة المتعلقة بإحالل السالم واعادة التعمير في فترة ما بعد
النزاعات.
-حق االتحاد في التدخل في اية دولة عضو في حاالت جرائم الحرب ،اإلبادة
الجماعية ،الجرائم ضد اإلنسانية.
-حق أي دولة عضو طلب التدخل من االتحاد بغية استعادة السلم واألمن.
( )1المادة 02من بروتوكول انشاء مجلس السلم واالمن التابع لالتحاد األفريقي.
25
أهداف مجلس السلم واألمن اإلفريقي:
-تعزيز السالم واألمن في أفريقيا.
يتعاون مجلس األمن اإلفريقي مع األمم المتحدة والمنظمات الدولية األخرى ،ويعمل على
نحو وثيق مع مجلس األمن التابع لمنظمة األمم المتحدة كما يتعاون مع وكاالت األمم المتحدة
ذات الصلة بتعزيز السلم واألمن واالستقرار في أفريقيا .كما يسعى إلى إقامة عالقة تعاون مع
اللجنة اإلفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب في كافة المجاالت ذات الصلة بأهدافه
وصالحياته(.)2
( )1المادة :4من بروتوكول إنشاء مجلس السلم واألمن التابع لالتحاد اإلفريقي.
( )2المادة 2.2 /11من بروتوكول المعاهدة المؤسسة للجماعات االقتصادية اإلفريقية الخاص بالبرلمان اإلفريقي.
22
الخاتمة:
غير
مهما في المجتمع الدولي حيث ّ دور ً
أصبحت المنظمات الدولية تلعب ًا
ظهورها من طابع ومظهر العالقات الدولية وكذلك المجتمع الدولي .ولم تعد الدول
هي الفاعل الوحيد في المجتمع الدولي حيث أصبح هناك ما يسمى بالمجتمع
المؤسساتي الدولي المعاصر.
استطاعت المنظمات الدولية من حل العديد من المشاكل التي تواجه المجتمع
الدولي ،األمر الذي شجع على إنشاء المزيد منها ،في شتى الميادين ووفقًا لألهداف
والغاية التي تصبو إليها .حيث أصبحت تكتسي اليوم أهمية بالغة باعتبارها مظهر
جديد للتنظيم الدولي.
100
المـــــــــراجــــــــــع:
-0األقداحي هشام محمود :األمم المتحدة واستراتيجيات القوى الكبرى .اإلسكندرية :مؤسسة
شهاب الجامعة.0303 ،
-3الحيالي نزار إسماعيل ،دور حلف شمال األطلسي بعد إنتهاء الحرب الباردة .اإلمارات
العربية المتحدة :مركز اإلمارات للبحوث والدراسات اإلستراتيجية .2003
-4الغزو هاني ،المنظمات الدولية .سوريا :مكتبة مشكاة بسلك للتوفيق.2001 ،
-0الفتالوي سهيل حسين ،أهداف األمم المتحدة ومبادئها .األردن :دار الحامد للنشر
والتوزيع.0300 ،
-1النبراوي فتيحة ومحمد نصر مهنا ،قضايا العالم اإلسالمي ومشكالته السياسية بين
الماضي والحاضر .مصر :منشأة المعارف.0110 ،
-5برابار فليب وجليلي محمد رضا ،ترجمة حمدان حنان فوزي ،العالقات الدولية ،بيروت :دار
ومكتبة الهالل.2002 ،
-1بن عربي ،مولود :مستقبل منظمة األمم المتحدة في ظل العولمة .لبنان :منشورات الحلبي
الحقوقية ،ط .0331 ،0
-03بن عنتر عبد النور :األمم المتحدة في نصف قرن دراسة في تطور التنظيم الدولي منذ
. 6891
-11جعفر عبد السالم ،المنظمات الدولية :دراسة فقهية وتأصيلية للنظرية العامة للتنظيم
الدولي ،ط ،1القاهرة :دار النهضة العربية.1222 ،
101
-12خشيم مصطفى عبد اهلل ،موسوعة علم العالقات الدولية ،ليبيا :الدار الجماهيرية للنشر
والتوزيع واالعالن .2003
-13ربيع محمد محمود ومقلد إسماعيل صبري وآخرون :موسوعة العلوم السياسية ،الكويت،
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي .1224
-00رحال ،عمر :الدور السياسي لألمم المتحدة في ظل النظام العالمي الجديد .مركز حقوق
اإلنسان والمشاركة الديمقراطية ،ط .0331 ،0
-00رشيد مجيد ،األمم المتحدة في ظل التحوالت الراهنة في النظام الدولي .القاهرة :مركز
البحوث والدراسات السياسية.0111 ،
-00سعد اهلل عمر ،وبن ناصر أحمد ،قانون المجتمع الدولي العام ،الجزائر :ديوان
المطبوعات الجامعية.0330 ،
-12شلبي إبراهيم أحمد ،مبادئ القانون الدولي العام .القاهرة :الدار الجامعية.1251 ،
-01عبو عبد اهلل علي ،المنظمات الدولية األحكام وأهم المنظمات العالمية واإلقليمية
المتخصصة .ط ،1عمان :دار قنديل للتوزيع.2011 ،
-01عصماني لمين ،اإلصالح السياسي مجلس األمن األمم المتحدة األبعاد السياسية
والتنظيمية في الفترة ما بين ( .)9100 -0220األردن :دار ابن بطوطة للنشر والتوزيع،
.0300
-00ليتيم فتيحة :نحو إصالح منظمة األمم المتحدة لحفظ السلم واالمن الدوليين .بيروت:
مركز دراسات الوحدة العربية.0300 ،
-23مصباح عامر ،معجم مفاهيم العلوم السياسية والعالقات الدولية ،الجزائر :المكتبة
الجزائرية بدواو.2002 ،
102
-00مانع جمال عبد الناصر ،التنظيم الدولي (النظرية العامة والمنظمات العالمية واإلقليمية
المتخصصة) ،الجزائر :دار العلوم للنشر والتوزيع0330. ،
-9مذكرات تخرج:
-0آمين الشيخ مبارك الذهبية ،عمليات حفظ السالم األممية ،دراسات حالة بعثة المينيروسو
في الصحراء الغربية.
مذكرة لنيل شهادة ماجستير في العلوم السياسية والعالقات الدولية .جامعة بن خدة بن
يوسف ،الجزائر :قسم العلوم السياسية واإلعالم.0331 -0330 ،
-2شيبي لخميسي ،األمن الدولي والعالقة بين منظمة حلف شمال األطلسي والدول الغربية
– فترة ما بعد الحرب الباردة.2449 -6886 -
مذكرة ماجستير في العلوم السياسية والعالقات الدولية .جامعة الدول العربية ،المنظمة
العربية للتربية والثقافة والعلوم .معهد البحوث والدراسات العربية ،قسم الدراسات السياسية،
القاهرة.2002 ،
-3معراف قالية إسماعيل ،األمم المتحدة ومبدأ تقرير المصير ،دراسة حالة الصحراء الغربية.
مذكرة لنيل شهادة ماجستير في العلوم السياسية والعالقات الدولية .جامعة الجزائر.0110
-3مطبوعات:
-مهداوي عبد القادر ،محاضرات قانون المنظمة الدولية ،لطلبة سنة الثانية قانون عام ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،الجزائر .2012 -2014
-9مــــــجــــالت:
-0باسل محسن مهنا " ،الرؤية األمريكية لألمم المتحدة بعد عام ،" 0330مجلة دراسات
دولية ،عدد .00
103
-0عبد العزيز محمد أسامة " ،اإلستراتيجية الجديدة لحلف الناتو " ،مجلة السياسة الدولية،
العدد .0330 ،000
-0وحيد عبد المجيد " ،في انتظار تنظيم دولي جديد أزمة األمم المتحدة في مرحلة تقاعدها "،
مجلة السياسة الدولية ،عدد .2011 ،201
-1المواقع اإللكترونية:
-أشرف محمد كشك :حلف الناتو من الشراكة الجديدة إلى التدخل في األزمات العربية .مجلة
السياسة الدولية.
http://www.siyassa.org.eg/Naiscontent3/14/2015.
http://www.nato.into-welcome/index.ar-html.
http://www.moqatel.com/openshare/Behath/Monzmat3/Nato/index.html
.
104