المنظمات الإقليمية و الدولية

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 105

‫كلية العلوم السياسية والعالقات الدولية‬

‫قسم العالقات الدولية‬

‫محاضرات في مقياس‪:‬‬
‫المنظمات الدولية واإلقليمية‬

‫مطبوعة مقدمة في مقياس المنظمات الدولية واإلقليمية‬


‫لطلبة السنة الثانية – جذع مشترك –‬

‫كلية العلوم السياسية والعالقات الدولية‬


‫جامعة الجزائر ‪30‬‬

‫أستاذة المقياس‪ :‬د‪ .‬عربي عودة فلة‬

‫السنة الجامعية‪9191 /9102 :‬‬

‫‪0‬‬
‫المقرر الدراسي لمقياس‪ :‬المنظمات الدولية واإلقليمية‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫‪ -‬المحرر األول‪ :‬المنظمات الدولية اإلطار المعرفي‬
‫‪ -30‬تعريف المنظمات الدولية وعناصرها‪.‬‬
‫‪ -30‬نشأة وتطور المنظمات الدولية‪.‬‬

‫‪ -30‬الشخصية القانونية للمنظمات الدولية‪.‬‬

‫‪ -30‬تصنيف المنظمات الدولية‪.‬‬

‫‪ -30‬دور المنظمات الدولية وأهميتها‪.‬‬

‫‪ -‬المحور الثاني‪ :‬منظمة األمم المتحدة‬


‫‪ -30‬تعريف ونشأة منظمة األمم المتحدة‪.‬‬
‫‪ -30‬أجهزة منظمة األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪ -30‬مبادئ وأهداف منظمة األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪ -30‬ميثاق منظمة األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪ -30‬تقييم أداء منظمة األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪ -30‬مشاريع إصالح منظمة األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪ -‬المحور الثالث‪ :‬المنظمات الدولية االقليمية‬


‫‪ -30‬تعريف المنظمات الدولية اإلقليمية‪.‬‬
‫‪ -30‬خصائص وأهداف المنظمات اإلقليمية‪.‬‬

‫‪ -30‬منظمة حلف شمال األطلسي‪.‬‬

‫‪ -30‬منظمة االتحاد اإلفريقي‪.‬‬

‫‪ -‬الخاتمة‪.‬‬
‫‪ -‬قائمة المراجع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫إن المتأمل لواقع التنظيم الدولي والعالقات الدولية يلحظ أن المنظمات الدولية واإلقليمية‬
‫أضحت تشكل أحد أهم وسيلة من وسائل العمل الدولي وآلية من آليات التنظيم الدولي الحديث‪،‬‬
‫حيث تزايد اعتماد الدول التي كانت تشكل الفاعل الوحيد في العالقات الدولية في ظل القانون‬
‫الدولي القديم‪ ،‬على المنظمات الدولية لتقسم التعاون فيما بينها في شتى مجاالت الحياة الدولية‪.‬‬

‫‪ -‬وقبل التطرق إلى اإلطار المفاهيمي والتاريخي للمنظمات الدولية واإلقليمية وتحديدها‬
‫تحديد دقيق‪ ،‬وجب علينا الوقوف عند بعض المفاهيم المتقاربة للمصطلح والتي لها عالقة‬
‫مباشرة بها‪ ،‬كالتنظيم الدولي والنظام الدولي‪.‬‬

‫‪ -‬التنظيم الدولي الذي يعتبر اإلطار الذي تتشكل بداخله الجماعات الدولية والذي يشمل‬
‫كل مظاهر العالقات الدولية‪ ،‬كالعالقات الدبلوماسية والقنصلية وابرام المعاهدات وعقد‬
‫المؤتمرات وغير ذلك من األنظمة القانونية األخرى‪.‬‬

‫وكذلك لكون العديد من الفقهاء في القانون الدولي يعتبرون أن المنظمات الدولية‬


‫والتنظيم الدولي هم مترادفان على أساس الترابط الدائم بين قانون التنظيم الدولي وقانون‬
‫المنظمات الدولية‪ ،‬في حين يرى جانب آخر من الفقهاء أن المنظمات الدولية مستقلة عن‬
‫التنظيم الدولي على أساس أن التنظيم الدولي سابق للوجود عن المنظمات الدولية‪ ،‬حيث عرف‬
‫التنظيم الدولي أشكال متعاقبة من التكتالت واألحالف واالتحادات والمنظمات الدولية ما هي إال‬
‫نمط من أنماط التنظيم الدولي(‪.)0‬‬

‫‪ -‬أرسى التنظيم الدولي فكرة التنظيمات الدولية والذي ينطوي على عدد من الدول‬
‫المستقلة‪ ،‬ففكرة التنظيم الدولي هي فكرة راودت رجال السياسة والقانون منذ القدم حيث قام نوع‬
‫من التنظيم بين المدن اليونانية‪ ،‬غير أن التنظيم الدولي بمفهومه الحديث لم يتبناه إال في بداية‬
‫القرن ‪ 00‬حيث بدأت تتكون في أوروبا كيانات سياسية تحولت إلى دول ذات مصالح متضاربة‬
‫األمر الذي أدى إلى ظهور منازعات بينها‪ ،‬فأطلقت الدعوات لقيام سلم دائم في أوربا وعقدت‬

‫(‪ )1‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬التنظيم الدولي النظرية العامة والمنظمات العالمية واإلقليمية المتخصصة‪ ،‬الجزائر‪ :‬دار العلوم‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪2‬‬
‫عدة مؤتمرات بهدف وضع حد لنزاعاتها والحفاظ على مصالحها المشتركة‪ .‬وقد أدت هذه‬
‫المؤتمرات تدريجيا وبعد فترة طويلة إلى إنشاء منظمات دولية(‪.)0‬‬

‫تطور التنظيم الدولي تحت تأثير الحاجة الماسة إلى تحقيق السالم بين الدول‪ ،‬فكانت‬
‫أول منظمة دولية عالمية سنة ‪( 0101‬عصبة األمم)‪ ،‬وبعد فشلها أنشأت منظمة أخرى ‪0100‬‬
‫منظمة األمم المتحدة‪.‬‬

‫وعليه فإن التنظيم الدولي القائم اآلن هو ثمرة واختزال للعديد من السنوات وهو ال يزال‬
‫ينمو ويتطور وأرسى فكرة المنظمات الدولية والتي هي األخرى ولدت من أحشاء المؤتمرات‬
‫الدولية‪.‬‬

‫كما أن فكرة التنظيم الدولي ترجع إلى فكرة المؤتمرات الدولية(‪.)0‬‬

‫تعريف التنظيم الدولي‪:‬‬


‫عرف " هوفمان " التنظيم الدولي على أنه‪ " :‬كل أشكال التعاون بين الدول التي تهدف‬
‫إلى أن يسيطر فيها القانون الدولي عن طريق ذلك التجمع‪ ،‬نظاما معينا تخلقه اإلرادة ويستعمل‬
‫في محيط يكون فيه الدول هي األشخاص القانونية كاملة األهلية "‪.‬‬

‫‪ -‬صادق أبو هيف‪ " :‬تلك المؤسسة المختلفة التي تنشأ مجموعة من الدول على وجه الدوام‬
‫بشأن شيء من الشؤون الدولية العامة المشتركة "(‪.)0‬‬

‫‪ -‬يقصد بالتنظيم الدولي وجود مجموعة من الدول كفيلة بأن تفصح بصورة دائمة عن إرادة‬
‫ذاتية متميزة عن إرادة الدول األعضاء‪.‬‬

‫هو الغاية التي تسعى إليها المنظمات الدولية في مجموعها(‪.)0‬‬

‫ومما سبق من تعاريف نجد أن ظاهرة التنظيم الدولي تقوم على أساس العامل اإلرادي‬
‫للدول ورغبة المجموعة الدولية في أن تقيم بينها تعاون وترابط في ظل إطار أكثر مسؤولية‪،‬‬

‫(‪ )1‬محمد‪ ،‬المجذوب‪ ،‬التنظيم الدولي ( النظرية والمنظمات العالمية واإلقليمية والمتخصصة‪ ،‬بيروت‪ :‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،2002 ،‬ص ‪.21‬‬
‫(‪ )2‬عضبان مبروك‪ ،‬المدخل للعالقات الدولية‪ ،‬الجزائر‪ :‬دار العلوم ‪ ،2002‬ص ‪.122‬‬
‫(‪ )3‬عام مصباح‪ ،‬معجم مفاهيم العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ .‬الجزائر‪ :‬المكتبة الجزائرية بدواو‪ ،2002 ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )4‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪3‬‬
‫فالتنظيم الدولي تبرره وجود حاجة جماعية تحس بها حكومة الدول المعنية والتي تتمثل في‬
‫توافر مصلحة عامة تتعدى اإلطار القانوني لكل دولة ويحتم وجود تضامن بين الدول(‪.)0‬‬

‫* مصادر التنظيم الدولي‪:‬‬


‫‪ -‬المعاهدات المنشأة للمنظمات الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬أحكام المحاكم الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬اللوائح والتشريعات الصادرة عن أجهزة المنظمات الدولية‪.‬‬
‫* وظائف التنظيم الدولي‪:‬‬
‫‪ -‬تحقيق األمن والسلم الدوليين من خالل منع استخدام القوة في عالقات دولية‪.‬‬
‫‪ -‬تسوية المنازعات الدولية بالطرق السلمية‪.‬‬
‫‪ -‬الدفاع عن أمن وسالمة الدول‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق الرخاء والرفاهية لصالح الشعوب من خالل تحقيق التعاون االقتصادي‬
‫واالجتماعي والثقافي وانشاء منظمات دولية متخصصة ومنظمات اقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬وضع قوانين ونظم دولية كقانون العالقات الدبلوماسية ‪ 0100‬ومعاهدة عدم إنتشار‬
‫األسلحة النووية ‪.0101‬‬
‫‪ -‬تحقيق االستقالل لألقاليم والشعوب المستعمرة(‪.)0‬‬

‫كذلك يجب التمييز بين المنظمات الدولية ومصطلح " النظم الدولية " والتي تعني‬
‫مجموعة القواعد القانونية المنظمة لموضوع رئيسي معين أو المرتبط بإطار موضوعي محدد‬
‫مثل‪ :‬نظم التمثيل الدبلوماسي في القانون الدولي العام‪ ،‬أو هي كافة التنظيمات والتقاليد والقواعد‬
‫األساسية التي تميز الجماعة الدولية وتقوم الجماعة الدولية بإتباعها في تنظيم ما تسنه من‬
‫عالقات وروابط ومن ثم تشمل المنظمات الدولية والمؤتمرات والعالقات الدبلوماسية(‪.)0‬‬

‫(‪ )1‬مهداوي عبد القادر‪ ،‬محاضرات قانون المنظمات الدولية‪ ،‬لطلبة السنة ‪ II‬قانون عام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر ‪ ،2012 -2014‬ص ‪.3‬‬
‫(‪ )2‬عامر مصباح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )3‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪4‬‬
‫المحور األول‪:‬‬

‫المنظمات الدولية اإلطار المعرفي‬

‫‪2‬‬
‫المحور األول‪ :‬المنظمات الدولية اإلطار المعرفي‬
‫‪ -0‬تعريف المنظمات الدولية وخصائصها‬
‫أ‪ -‬تعريف المنظمات الدولية‪International organisations :‬‬
‫يعود مصطلح المنظمات الدولية إلى معاهدة فرساي ‪0101‬م والتي تضمنت أول مرة‬
‫هذا المصطلح للتعبير عن هيئة ما بين الحكومات‪.‬‬

‫كما استخدم مصطلح المنظمات الدولية ألول مرة في ميثاق عصبة األمم ودستور‬
‫منظمة العدل الدولية وتضمنه النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية(‪.)0‬‬

‫‪ -‬المنظمة الدولية‪ :‬هي هيئة تتفق مجموعة من الدول على إنشاءها للقيام بتحقيق‬
‫أغراض مشتركة فيما بينهم(‪.)0‬‬

‫‪ -‬عرفها المنظر الفرنسي‪ ،Daniel Collard :‬على أنها جهاز تعاون بين الدول أو‬
‫شركة سيدة‪ ،‬تتابع أهداف ذات فائدة مشتركة عن طريق هيئات مستقلة(‪.)0‬‬

‫‪ -‬هي هيئة دائمة ذات إرادة ذاتية مستقلة‪ ،‬تتفق الدول على إقامتها لممارسة‬
‫اختصاصات معينة ينظمها الميثاق المبني لها(‪.)0‬‬

‫‪ -‬هي هيئة تتفق مجموعة من الدول على إنشائها للقيام بمجموعة من األعمال ذات‬
‫اختصاصا ذاتيا مستقالً يتكفل ميثاق الهيئة ببيانه‬
‫ً‬ ‫األهمية المشتركة وتمنحها الدول األعضاء‬
‫وتحديد أغراضه ومبادئه الرئيسية‪.‬‬

‫‪ -‬تعريف الدكتور أبو هيف‪ :‬تلك المؤسسات المختلفة التي تنشئها مجموعة من الدول‬
‫على وجه الدوام لالضطالع بشأن من الشؤون الدولية المشتركة(‪.)0‬‬

‫(‪ )1‬مهداوي عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.4‬‬


‫(‪ )2‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫(‪ )3‬محمد مجدان‪ ،‬تحليل العالقات الدولية (دراسة في المفاهيم األساسية والمدارس الكبرى)‪ ،‬الجزائر‪ :‬دار المواهب ‪ ،2002‬ص ‪.12‬‬
‫(‪ )4‬إبراهيم أحمد شلبي‪ ،‬مبادئ القانون الدولي العام‪ ،‬القاهرة‪ :‬الدار الجامعية‪ ،1251 ،‬ص ‪.242‬‬
‫(‪ )2‬مبروك غضبان‪ ،‬المدخل للعالقات الدولية‪ ،‬الجزائر‪ :‬دار العلوم‪ ،2002 ،‬ص ‪.144‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬هي هيئة دولية دائمة تتمتع باإلرادة الذاتية والشخصية القانونية الدولية‪ ،‬تتفق مجموعة‬
‫من الدول على إنشائها كوسيلة من وسائل التعاون االختياري بينها في مجال أو مجاالت معينة‬
‫يحددها االتفاق المبني للمنظمة(‪.)0‬‬

‫ب‪ -‬عناصر المنظمات الدولية‪:‬‬


‫من خالل ما سبق من تعاريف للمنظمة الدولية نجد أن معظم التعاريف ركزوا على‬
‫ثالث عناصر أو أربعة البد من وجودها في أي منظمة دولية أال وهي‪:‬‬

‫أوال‪ -‬عنصر الدوام (االستمرارية)‪ :‬وهو عنصر ضروري لوجود أي منظمة دولية وهذا ما‬
‫يميزها عن المؤتمر الدولي ألن هذا األخير ينعقد لغرض معين ثم ينقضي فهو غرضي مؤقت‪.‬‬

‫والحكمة من عنصر الدوام مرده إلى طبيعة المصالح المشتركة التي ترعاها المنظمة‬
‫فهي مصالح مشتركة(‪.)0‬‬

‫وأن عنصر الدوام أو االستم اررية يقضي بأن تتمكن المنظمة الدولية بوصفها كيانا‬
‫قانونيا مستقالً من أن تباشر االختصاصات المنوطة بها بصفة مستمرة دائمة كما يقضي‬
‫عنصر الدوام أن تتمتع المنظمة بقدر من التنظيم يتمثل في وجود عدد من األجهزة التي تتولى‬
‫مباشرة اختصاصات المنظمة وأن تكون بعض هذه األجهزة أو إحداها في حالة تمكنه من‬
‫االنعقاد في أية لحظة(‪.)0‬‬

‫كذلك المقصود بعنصر الدوام أنها ليست بالضرورة وجودها لألبد بل تكون مستقلة عن‬
‫األعضاء المنشئ لها‪ .‬وهذا االستقالل يسمح لها بممارسة نشاطها وتحقيق أهدافها وفي نفس‬
‫الوقت ال يعني أن أجهزتها تعمل في آن واحد‪ .‬كما يمكن أن يط أر عليها ما يؤدي إلى حلها‬
‫وهناك توارث للمنظمات الدولية كذلك هناك منظمات تنشئ لفترة معينة وكل هذا يرد النص‬
‫عليه في وثيقة المنظمة المنشئ لها(‪.)0‬‬

‫(‪ )1‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬


‫(‪ )2‬جمال عبد الناصر مانع‪... ،‬ص ‪.14‬‬
‫(‪ )3‬محمود محمود ربيع وإسماعيل صبري مقلد وآخرون‪ ،‬موسوعة العلوم السياسية‪ ،‬الكويت‪ :‬مؤسسة الكويت للتقدم العلمي‪،‬‬
‫‪ ،1224‬ص ‪.105‬‬
‫(‪ )4‬مهداوي عبد القادر‪ ،‬محاضرات قانون المنظمات الدولية لطلبة سنة الثانية قانون عام‪ ،‬كلية الحقوق والعالقات السياسية‪،‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 -2014 ،‬ص ‪.4‬‬

‫‪2‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلرادة الذاتية‪ :‬يخضع قيام المنظمة الدولية إلرادة الدول والتي يتم التعبير عنها في‬
‫االتفاق المنشئ للمنظمة وتظهر هذه اإلرادة عن طريق االعتراف لها باالختصاصات واألعمال‬
‫كما أنها ال تنتسب ألية دولة من الدول األعضاء إ ًذا اإلرادة الذاتية هي أن المنظمة ذات إرادة‬
‫مستقلة عن إرادة الدول المشتركة فيها وتتجلى في أهليتها القانونية في إصدار الق اررات التي‬
‫تعبر فيها عن مواقفها إزاء ما يسند لها من أمور محددة في ميثاقها التأسيسي‪.‬‬

‫‪ -‬ضف إلى ذلك فإن اإلرادة الذاتية للمنظمة على صلة بالشخصية الدولية باعتبار هذه‬
‫(‪)0‬‬
‫بوصفها وحدة قانونية مستقلة عن إرادات‬ ‫األخيرة وسيلة الكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات‬
‫أعضائها‪.‬‬

‫وهذا كذلك ما يميز المنظمة الدولية عن المؤتمر الدولي الذي ال يتمتع بعنصر اإلرادة‬
‫الذاتية وال يتمتع بإرادة مستقلة عن إرادة الدول المشاركة فيه(‪.)0‬‬

‫ويترتب عن عنصر اإلرادة الذاتية للمنظمة الدولية عدد من النتائج‪:‬‬

‫‪ ‬تتحمل المنظمة المسؤولية من أعمالها القانونية المشروعة وغير المشروعة وفقا‬


‫ألحكام القانون الدولي‪.‬‬
‫‪ ‬تنسب األعمال القانونية الصادرة عن المنظمة لها وليس إلى الدول األعضاء‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن للمنظمة أن تصدر ق ارراتها باألغلبية وليس باإلجماع‪.‬‬

‫نوعا من االستقالل اتجاه أعضائها‪ ،‬استقالالً يجعل‬


‫‪ ‬اإلرادة الذاتية للمنظمة تحقق ً‬
‫متميز‪.‬‬
‫ًا‬ ‫كيانا‬
‫قانونيا ً‬
‫ً‬ ‫منها فعالً‬
‫‪ ‬تتمتع المنظمة بذمة مالية مستقلة عن الذمة المالية للدول األعضاء فيها‪.‬‬

‫‪ ‬أهلية المنظمة الدولية للتقاضي وبالتالي تكون المنظمة مدعية أو مدعى عليها‪.‬‬

‫‪ ‬أهلية المنظمة إلبرام االتفاقيات الدولية والمشاركة في إنشاء قواعد القانون الدولي عن‬
‫طريق العرف أو من خالل ما تصدره من ق اررات ذات طابع شرعي‪.‬‬
‫‪ ‬للمنظمة حق التعاقد مع من تحتاج إليهم من العاملين(‪.)0‬‬

‫(‪ )1‬عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر‪ ،‬قانون المجتمع الدولي العام‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،2003 ،‬ص ‪.112‬‬
‫(‪ )2‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫(‪ )3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪5‬‬
‫ثالثا‪ -‬الصفة الدولية‪ :‬والمقصود هنا هو أن يتم تأسيس المنظمة الدولية من قبل كيانات‬
‫تتبع بوصف الدولة كاملة السيادة وتقوم كل حكومة دولة باختيار من يمثلها في المنظمة‪.‬‬

‫وبهذا الوصف نقول عنها منظمة دولية حكومية والتي يخرج عن هذا الوصف المنظمات‬
‫الدولية غير الحكومية والتي يتم تأسيسها باتفاق األفراد أو الهيئات أو الجماعات الخاصة‬
‫كمنظمة العفو الدولية والهالل األحمر الدولي(‪.)0‬‬

‫ويستثنى من شرط قصر العضوية في المنظمات الدولية الحكومة على الدول المستقلة‬
‫ذات السيادة ما تسمح به بعض المنظمات الدولية المتخصصة كاليونسكو ومنظمة الصحة‬
‫العالمية حيث يتم قبول عضوية بعض األقاليم التي تتوفر على الصفة الدولية كحركات‬
‫التحرير‪ ،‬إال أن عضويتها تبقى عضوية غير كاملة(‪.)0‬‬

‫رابعا – األهداف المشتركة‪ :‬تقوم المنظمة الدولية على تحقيق فائدة مشتركة للدول األعضاء‬
‫فيها‪ ،‬وتكون هذه الفائدة إما سياسية أو أمنية أو اقتصادية أو ثقافية‪ ،‬وتحديد هذه األهداف يتم‬
‫عادة في المواثيق المنشأة لها‪ ،‬حيث أن المنظمة ليست غاية في حد ذاتها بل وسيلة لتحقيق‬
‫األهداف(‪.)0‬‬

‫‪ -‬إنحصار دور المنظمة الدولية في التنفيذ وعدم انتقاصها لسيادة الدول األعضاء‪ ،‬إذ أن مبدأ‬
‫سيادة الدول يمثل الدعامة والعمود الفقري للقانون الدولي العام‪ ،‬ويعود له الفضل في تنظيم‬
‫العالقات القانونية القائمة بيم المنظمات الدولية واألعضاء بها‪ .‬تلك العالقة ال تتمحض عن‬
‫خضوع تلك الدول للمنظمات الدولية التي أنشأتها أن على العكس من ذلك فإن تلك العالقات‬
‫تتمحض عن ظهور تلك المنظمات الدولية باعتبارها أداة للتنسيق لألهداف المشتركة وقد أكد‬
‫ميثاق منظمة األمم المتحدة على غلبة مفهوم سيادة الدول في المنظمات الدولية‪ ،‬وهي قاعدة‬
‫أصلية في القانون الدولي العام‪.‬‬

‫(‪ )1‬محمد محمود ربيع وإسماعيل صبري مقلد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1005‬‬
‫(‪ )2‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫(‪ )3‬عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر‪ ،‬قانون المجتمع الدولي العام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪2‬‬
‫وتطورها‬
‫ّ‬ ‫‪ -9‬نشأة المنظمات الدولية‬
‫ترجع االنطالقة األولى لظهور المنظمات الدولية إلى فكرة المؤتمرات الدولية حيث أنها‬
‫ليست سوى امتداد لهذه المؤتمرات بعد إعطائها عنصر الدوام وتحصلها على اإلرادة الذاتية‬
‫والمستقلة عن الدول‪.‬‬

‫وعليه فإن البوادر األولى لوالدة المنظمة الدولية كانت بداية القرن ‪ 01‬في ميدان النقل‬
‫والمواصالت الدولية بعد مؤتمر فينا ‪0100‬م الذي طرح فكرة اإلدارة المشتركة لألنهار من قبل‬
‫الدول المعنية وتم تشكيل لجنة مركزية للمالحة في نهر الراين‪.‬‬

‫كما تم في سنة ‪ 0100‬انعقاد مؤتمر باريس إلنشاء نظام مماثل لنهر الدانوب‪ ،‬ثم‬
‫جاءت االتحادات اإلدارية كشكل آخر من أشكال للتعاون الدولي(‪.)0‬‬

‫عموما فقد مرت ظاهرة المنظمات الدولية بمراحل أساسية وهي‪:‬‬


‫ً‬
‫‪ -‬المرحلة األولى‪ :‬مرحلة ما قبل إنشاء عصبة األمم‬
‫شهدت هذه المرحلة انعقاد العديد من المؤتمرات الدولية كما أنشأت االتحادات الدولية‬
‫والمعاهدات‪.‬‬

‫‪ -0‬معاهدة وستفاليا ‪: 0461‬‬


‫كان لتعسف سلطة الكنيسة الكاثوليكية في روما واستخدام سلطاتها الدينية سبب أدى إلى‬
‫ظهور حركة تطالب باإلصالح الديني في أوروبا المسيحية‪ ،‬األمر الذي أدى إلى انقسام دول‬
‫أوبا إلى فريقين‪ ،‬فريق داعم للكنيسة وسلطاتها وفريق يطالب باالستقالل عن هذه السلطة‪،‬‬
‫فكانت حرب ‪ 03‬سنة ‪ 0001 -0001‬انتهت بإبرام معاهدة الصلح سمت بمعاهدة وسقاليا‬
‫(‪ )0001/03/00‬التي وضعت األسس الجديدة للقانون الدولي الحديث‪ ،‬واستحدثت ألول مرة‬
‫هيئات الجماعة الدولية لالجتماع والتشاور وحل مشاكلها‪ ،‬على أساس المصلحة المشتركة‪ .‬كما‬
‫أقرت المعاهدة مبدأ المساواة بين الدول المسيحية (كاثوليكية‪ -‬بروتستنتية) ونزعت السيادة‬

‫(‪ )1‬مبروك غضبان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.142‬‬

‫‪10‬‬
‫البابوية‪ ،‬وأقامت نظام السفارات الدائمة بين الدول واألخذ بفكرة التوازن الدولي كعامل للمحافظة‬
‫على السلم في أوروبا(‪.)0‬‬

‫وبظهور فكرة الدولة القومية ونظ ار لالختالفات التي كانت بين الشعوب في المصالح‬
‫بدأت الصراعات تظهر‪ ،‬األمر الذي أدى إلى ضرورة عقد اجتماعات ومؤتمرات دولية خالل‬
‫القرن ‪ 01‬ذات أهداف عسكرية وسياسية بغية تحقيق األمن والسلم‪ .‬ومن أهم هذه المؤتمرات‬
‫نذكر‪:‬‬

‫‪ -9‬مؤتمر فينا ‪( 0101‬الحلف المقدس)‪:‬‬


‫يعتبر مؤتمر فينا اللبنة األولى التي سبقت ظهور المنظمات الدولية بمعناها الحديث‪،‬‬
‫حيث كان يهدف إلى إيجاد السبل الكفيلة إليجاد سالم في كامل أوروبا والعالم ومواجهة قوى‬
‫نابليون وتوسعه‪ .‬عقد المؤتمر من طرف كل من روسيا‪ -‬النمسا‪ -‬بروسيا كما أكد خالله على‬
‫ضمان استمرار الحكم االستعماري والوقوف ضد كل ثورات مكافحة لالستعمار‪.‬‬

‫ولضمان تحقيق هذه السياسة التي أفرزها مؤتمر فينا‪ ،‬اتفقت كل من إنجلت ار وروسيا –‬
‫بروسيا – النمسا‪ ،‬على إنشاء حلف يشبه الحلف المقدس (مؤتمر فينا األول)‪ ،‬ويسمى بالوفاق‬
‫األوروبي في ‪ 03‬نوفمبر ‪ 0100‬وانظمت إليه فرنسا‪ .‬ويهدف إلى تحسين األمن األوروبي‬
‫ووحدة المصالح األوروبية والحفاظ على سالمة أوروبا وحل النزاعات بالطرق السلمية‪.‬‬

‫وفعال كان لهذا الحلف دو ار كبي ار في تنظيم العالقات األوروبية ومنع من نشوب الحروب‬
‫في القارة األوربية منذ عقده إلى غاية الحرب العالمية األولى(‪.)0‬‬

‫‪ -3‬إتحاد الدول األمريكية‪:‬‬


‫كنتيجة للتقارب بين الدول األمريكية ونضالها ضد االستعمار األوروبي‪ ،‬ظهرت تكتالت‬
‫أمريكية تدعوا إلى إتحاد دول قارتي أمريكا‪ ،‬وخاصة بعد تصريح الرئيس األمريكي مونرو‬
‫(‪ )0100‬الذي كان له األثر البالغ في السياسة الدولية وتطور العالقات بين أوروبا وأمريكا‬

‫(‪ )1‬أحمد اسكندري ومحمد ناصر بوعز هللا‪ ،‬القانون الدولي العام المدخل والمعاهدات الدولية‪ ،‬القاهرة‪ :‬مطبعة اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،1222‬ص ‪.40‬‬
‫(‪ )2‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪11‬‬
‫تضمن تصريح مونرو عدد من النقاط أهمها‪ :‬حق الدول األمريكية في االستقالل وعدم السماح‬
‫ألية دولة أوروبية بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول األمريكية أو احتالل جزء منها(‪.)0‬‬

‫‪ -6‬نظام الهاي‪:‬‬
‫يمثل نظام الهاي خطوة إيجابية وتقدم ملحوظا عن المؤتمر األوروبي حيث أسهم في‬
‫حل المشكالت الدولية واتجه إلى تدوين الفروع الرئيسية للقانون الدولي وانمائها وصياغة قواعد‬
‫التسوية السلمية للنزاعات‪.‬‬

‫‪ -‬عقد مؤتمر الهاي األول ‪ 0110‬وآخر في ‪ 0131‬وقد إتسما بطابع العالمية حيث‬
‫حضرت ‪ 00‬دولة في المؤتمر األول ‪ 0110‬وغلب عليه الطابع األوروبي‪ ،‬أما الثاني فقد‬
‫شاركت فيه ‪ 00‬دولة من بينها‪ :‬جمهوريات غالبية دول أمريكا الالتينية‪.‬‬

‫خالل هذا المؤتمر توصل المجتمع الدولي ألول مرة إلى إرساء أول جمعية عامة‪ ،‬كما أنشأت‬
‫بموجبه محكمة العدل الدولية(‪.)0‬‬

‫‪ -1‬االتحادات الدولية‪ :‬ظهرت العديد من االتحادات الدولية ساهمت في تشكيل وظهور‬


‫المنظمات الدولية‪ ،‬اهتمت بالمشكالت الغير سياسية وكانت من نتاج واقع حياة واحتياجاتها‬
‫ونذكر‪:‬‬

‫‪ -‬االتحاد التلغرافي ‪ 0100‬م‪.‬‬

‫‪ -‬االتحاد البريد العالمي ‪0110‬م‪.‬‬

‫‪ -‬االتحاد السكك الحديد ‪0113‬م‪.‬‬

‫‪ -‬المكتب الدولي للصحة العالمية ‪0130‬م(‪.)0‬‬

‫لهذه االتحادات اختصاصات ضيقة مقارنة بالمؤتمر األوربي ونظام الهاي السابق الذكر‪.‬‬

‫استمرت عجلة تطور المنظمات الدولية في القرن ‪ 03‬بسرعة وهذا نتيجة لعدد من األسباب‬
‫نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬ضرورة التعاون التقني بين الدول األوربية‪.‬‬

‫(‪ )1‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫(‪ )2‬عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫(‪ )3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬توفر اإلرادة السياسية لتنظيم المجتمع الدولي وليس فقط المجتمع األوربي‪.‬‬

‫‪ -‬نجاح تجربة المؤتمرات واالتحادات ونضجها‪.‬‬

‫‪ -‬التطور التكنولوجي الذي يعتمد على التعاون والتنظيم الدقيق‪.‬‬


‫‪ -‬زيادة الوعي الفردي والقوى بأهمية المنظمات خاصة بعد ظهور عصبة األمم(‪.)0‬‬
‫‪ -‬المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة إنشاء عصبة األمم‬
‫تعتبر عصبة األمم أولى منظمة سياسية ذات طابع عالمي تتمتع بالشخصية الدولية‬
‫وهي البذرة األولى للمنظمات العالمية المعروفة اليوم‪.‬‬

‫بعد ما شهده العالم من ويالت إثر الحرب العالمية األولى (‪ )0101 -0100‬دعت‬
‫الدول إلى ضرورة قيام منظمة دولية تهدف إلى تشجيع وتعاون بين الدول والحد من التسلح‬
‫وتحقيق األمن والسلم الدوليين لجميع الدول ومنع استخدام القوة في حل المشاكل والمنازعات‪.‬‬

‫‪ -‬اجتمعت لجنة تضمن كل من (إنجلت ار‪ -‬أمريكا) وهي لجنة عرفت باسم " هيرست‬
‫ميالر " وتم وضع مشروع عصبة األمم الذي تم إق ارره من قبل الدول المشاركة في مؤتمر‬
‫فرساي ‪ 0101‬ووضع موضع التنفيذ سنة ‪.)0(0103‬‬

‫كما شهدت هذه الفترة ظهور العديد من المنظمات السياسية واإلقليمية تهدف على حل‬
‫المشاكل التي تنشأ بين أعضائها وتحقيق المصالح المشتركة‪.‬‬

‫‪ -‬إال أنه وبالرغم من كون عصبة األمم ساهمت في حل العديد من المشاكل والنزاعات‬
‫الدولية إال أنها فشلت في حل أهم مشكلتين وهما‪ :‬العدوان الياباني على إقليم منشوريا ‪.0100‬‬
‫والعدوان اإليطالي على الحبشة ‪0100‬م‪.‬‬

‫وعليه فشلت في تحقيق أهم مبدأ من مبادئها أال وهو تحقيق السلم واألمن الدوليين‪،‬‬
‫فكانت الحرب العالمية الثانية ‪ ،0101‬فكانت نهاية العصبة(‪.)0‬‬

‫‪ -‬المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة إنشاء منظمة األمم المتحدة بعد الخراب الذي خلفته الحرب‬
‫العالمية الثاني ة والمآسي التي طالت البشرية جمعاء‪ ،‬فكر المجتمع الدولي من جديد في إنشاء‬

‫(‪ )1‬مبروك غضبان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.142‬‬


‫(‪ )2‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫(‪ )3‬محسن مجدان‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.140‬‬

‫‪13‬‬
‫هيئة دولية أخرى‪ ،‬تعمل على تحقيق السلم واألمن الدوليين‪ ،‬فكانت منظمة األمم المتحدة‬
‫‪0100‬م‪ ،‬وقد عقدت العديد من االجتماعات التمهيدية إلنشائها واقرار ميثاقها‪.‬‬

‫ضف إلى المنظمة الدولية فقد شهدت هذه المرحلة ازدياد مطرد للمنظمات الدولية‬
‫تمارس العديد من االختصاصات الدولية العامة وكان لها األثر البالغ في ديناميكية العالقات‬
‫الدولية وارساء مبادئ القانون الدولي العام‪.‬‬

‫وهكذا أضحت المنظمات الدولية ظاهرة هامة وأساسية تغطي كافة أوجه النشاط البشري‬
‫في المجاالت االقتصادية واالجتماعية واألمنية والثقافية ‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -13‬الشخصية القانونية للمنظمات الدولية‪:‬‬
‫من المتفق عليه في فقه القانون الدولي التقليدي أن وصف الشخصية القانونية الدولية ال‬
‫يثبت إال للدول إال أن هذا المفهوم بدأ يهتز بظهور المنظمات الدولية وتكاثرها‪.‬‬

‫إن الشخصية القانونية للمنظمة الدولية تتمثل في الصالحيات الكتساب الحقوق وتحمل‬
‫اإللتزامات والقيام بالتصرفات القانونية واللجوء إلى الجهاز القضائي في ظل كل نظام‬
‫قانوني(‪.)0‬‬

‫إن الشخصية القانونية للمنظمة تظهر في حدود اإلختصاصات التي يتضمنها ميثاقها‪ ،‬األمر‬
‫الذي يترتب عليه خضوع المنظمات الدولية لكل من قواعد قانون المنظمات من ناحية وقواعد‬
‫القانون الدولي من ناحية أخرى(‪.)0‬‬

‫ولثبوت الشخصية القانونية للمنظمة الدولية البد من توفر‪:‬‬

‫‪ -‬القدرة على ممارسة الحقوق وتحمل اإللتزامات وفقا ألحكام القانون الدولي‪.‬‬

‫‪ -‬القدرة على التعبير عن إرادة ذاتية في ميدان العالقات الدولية‪ ،‬بعدما كان مقتصر‬
‫فقط على الدول ذات السيادة في فقه القانون الدولي التقليدي‪.‬‬

‫جاء التأكيد على الشخصية القانونية للمنظمة الدولية في المادة ‪ 030‬من ميثاق منظمة‬
‫األمم المتحدة والتي تقر‪ " :‬تتمتع الهيئة في بالد كل عضو من أعضائها باألهلية القانونية التي‬
‫يتطلبها قيامها بأعباء ووظائفها‪ ،‬وتحقيق مقاصدها "‪.‬‬

‫كما إعترف القضاء الدولي صراحة بتمتع المنظمة الدولية بالشخصية القانونية‪ ،‬إذ جاء‬
‫الرأي االستشاري لمحكمة العدل الدولية الخاص بتعويض األضرار التي أصابت موظفي األمم‬
‫المتحدة في فلسطين ‪0101‬م‪ ،‬والصادر ‪ 0101‬والذي اعترفت فيه بالشخصية القانونية لألمم‬
‫المتحدة(‪.)0‬‬

‫(‪ )1‬مبروك غضبان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬


‫(‪ )2‬إبراهيم أحمد شلبي‪ ،‬مبادئ القانون الدولي العام‪ ،‬جامعة القاهرة‪ :‬الدار الجامعية‪ ،6891 ،‬ص ‪.2442‬‬
‫(‪ )3‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪12‬‬
‫أمر ضرورًيا لتحقيق أهدافها واكتساب‬
‫‪ -‬وتعد مسألة االعتراف بالشخصية القانونية ًا‬
‫الحقوق وتحمل المسؤوليات وممارسة وظائفها‪.‬‬

‫وأصبح االعتراف بالشخصية القانونية في حدود االختصاصات التي تتمتع بها كل‬
‫منظمة وفقًا لميثاقها المنشئ‪ .‬وكل منظمة حسب أهدافها وهنا نجد الفرق بين المنظمة والدول‪،‬‬
‫عاما‪ .‬في حين يكون‬
‫حيث أن الدول تتمتع بالشخصية القانونية ويكون نطاق هذه الشخصية ً‬
‫نطاق الشخصية القانونية للمنظمة محدود لكون اختصاصها محدود وميثاق المنظمة هو الذي‬
‫ينشئ شخصيتها الدولية الوظيفية في المجال الدولي(‪.)0‬‬

‫‪ -‬معايير إستنباط الشخصية القانونية للمنظمات الدولية‪:‬‬


‫‪ -0‬استطالع نصوص ميثاق المنظمة الدولية‪ ،‬أي وجود نص صريح يمنح الشخصية‬
‫القانونية للمنظمة‪.‬‬

‫‪ -0‬أن تكون مزودة بأجهزة الالزمة لتحقيق األغراض والوظائف‪ ،‬وأن يكون لها إرادة ذاتية‬
‫مستقلة عن إرادة الدول األعضاء وأن يكون للمنظمة بعض الصالحيات الدولية كإبرام‬
‫المعاهدات وتحملها المسؤولية الدولية‪.‬‬

‫‪ -0‬إمكانية إنشاء قواعد قانونية مع غيرها من الوحدات المماثلة أو إقامة عالقات معها(‪.)0‬‬

‫‪ -‬نتائج االعتراف بالشخصية القانونية للمنظمة الدولية‪:‬‬


‫‪ -0‬حق إبرام إتفاقيات دولية في الحدود الالزمة لتحقيق أهدافها‪.‬‬

‫‪ -0‬اإلسهام في تكوين ووضع قواعد عرفية دولية‪.‬‬

‫‪ -0‬حق تحريك دعوى المسؤولية الدولية لتوفير الحماية الوظيفية‪.‬‬

‫‪ -0‬حق التقاضي أمام محاكم التحكم الدولي‪.‬‬

‫‪ -0‬تمتع ممثلي الدول األعضاء في المنطقة ببعض االمتيازات الخاصة‪.‬‬

‫(‪ )1‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫(‪ )2‬مبروك غضبان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -0‬حق التمتع بالحصانات واالمتيازات في مواجهة الدول األعضاء ودول المقر من أجل‬
‫أداء مهامها(‪.)0‬‬

‫‪ -16‬تصنيف المنظمات الدولية‪:‬‬


‫تعددت وتنوعت المنظمات الدولية وازداد عددها‪ ،‬مع اتساع مجال نشاطها‪ ،‬لهذا يوجد العديد‬
‫من التصنيفات بحسب المعيار الذي يأخذ به‪.‬‬

‫أ‪ -‬حسب نطاق العضوية‪:‬‬


‫‪ -‬منظمات عالمية‪ :‬وهي التي تكون فيها العضوية مفتوحة لكل دول العالم الراغبة في‬
‫االنضمام إليها متى توافرت فيها شروط االنضمام المنصوص عليها في ميثاق المنظمة‬
‫كمنظمة األمم المتحدة وكذلك المنظمات المتخصصة ذات الطابع العالمي‪ ،‬كمنظمة اليونسكو‬
‫ومنظمة الصحة العالمية(‪.)0‬‬

‫وقد يفرض الوضع القانوني لدولة ما عدم االنضمام للمنظمة الدولية‪.‬‬

‫‪ -‬منظمات إقليمية‪:‬‬

‫وهي المنظمات التي يقتصر عضويتها على عدد محدد من الدول أو التي يكون نطاق‬
‫اختصاصها محدد برقعة جغرافية معينة كمنظمة االتحاد اإلفريقي أو على أساس قومي كجامعة‬
‫الدول العربية‪ .‬أو على أ ساس أمني كحلف شمال األطلسي وحلف وارسو‪ ،‬أو ديني كمنظمة‬
‫المؤتمر اإلسالمي‪ .‬وسواء كانت المنظمة عالمية أم إقليمية فهناك شروط لقبول عضوية الدولة‬
‫تنص عليها المواثيق المنشأة للمنظمات‪ .‬فال نجد في مواثيق المنظمات العالمية شروط تتصل‬
‫اسيا في المنظمات اإلقليمية‪.‬‬
‫أمر أس ً‬
‫بصفة العضو في حين نجد ذلك ًا‬

‫فمثالً‪ :‬تشترط منظمة األمم المتحدة أن تكون الدولة محبة للسالم‪ ،‬فضالً عن موافقة‬
‫مجلس األمن والجمعية العامة على قبول عضويتها‪ .‬أما في منظمة االتحاد اإلفريقي فيشترط أن‬
‫يكون طالب االنضمام دولة من القارة اإلفريقية(‪.)0‬‬

‫(‪ )1‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.100‬‬


‫(‪ )2‬محمد محمود ربيع وإسماعيل صبري مقلد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫(‪ )3‬عبد هللا علي عبو‪ ،‬المنظمات الدولية‪ :‬األحكام وأهم المنظمات العالمية واإلقليمية المتخصصة‪ ،‬ط ‪ ،1‬عمان‪ :‬دار قنديل‬
‫للتوزيع‪ ،2011 ،‬ص ‪.32‬‬

‫‪12‬‬
‫ب‪ -‬حسب معيار االختصاص‪:‬‬
‫عامة‬
‫‪ -‬تنقسم المنظمات الدولية حسب طبيعة األنشطة التي تمارسها إلى منظمات ّ‬
‫متخصصة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ومنظمات‬

‫العامة‪ :‬هي التي يشمل اختصاصها مظاهر متعددة في العالقات الدولية‬


‫ّ‬ ‫* المنظمات‬
‫كمنظمة األمم المتّحدة حيث التي تسعى إلى المحافظة على السلم واألمن الدوليين وتدعم‬
‫التعاون السياسي واالقتصادي واالجتماعي والثقافي‪.‬‬

‫كما يمكن أن يكون هذا النوع منظمة إقليمية كمنظمة اإلتحاد اإلفريقي وجامعة الدول‬
‫العربية حيث تغطي أنشطتها كافة أوجه النشاط االجتماعي‪.‬‬

‫* منظمات متخصصة‪ :‬وهي التي يقتصر اختصاصها على قطاع واحد من قطاعات الحياة‬
‫الدولية وقد تكون عالمية أو إقليمية فهناك من يهتم بالنقل والمواصالت‪ ،‬كمنظمة الطيران‬
‫المدني‪ ،‬أو اقتصادية كالصندوق النقد الدولي أو صحي كمنظمة الصحة العالمية(‪.)0‬‬

‫ج‪ -‬حسب معيار الصالحيات (السلطات)‪:‬‬


‫تتمتع المنظمة الدولية بموجب الميثاق المنشئ لها على مجموعة من الصالحيات‪.‬‬

‫* منظمات تتمتع بصالحيات فعلية واسعة‪ ،‬فمثالً‪ :‬ق اررات مجلس األمن الدولي هي ق اررات‬
‫قوية ألنها تتمتع بسلطات قوية اتجاه أعضائها وتنفيذ ق ارراتها في أقاليم الدول األعضاء ويلزم‬
‫األفراد في حالة تهديد السلم واألمن الدوليين‪.‬‬

‫* منظمات ال تملك صالحيات إال صالحية تحقيق قدر من التعاون والتنسيق بين الدول في‬
‫مجاالت اختصاصها‪ ،‬كإصدار التوصيات واالقتراحات ويتوقف تنفيذ هذه التوصيات على‬
‫رغبات الدول األعضاء وق ارراتها غير ملزمة(‪.)0‬‬

‫(‪ )1‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫(‪ )2‬فليب برابار ومحمد رضا جلبلى‪ ،‬ترجمة حنان فوزي حمدان‪ ،‬العالقات الدولية‪ ،‬بيروت‪ :‬دار ومكتبة الهالل‪ ،2002 ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪15‬‬
‫د‪ -‬حسب معيار نوعية أعضائها‪:‬‬
‫* منظمات حكومية‪ :‬والتي تضم في عضويتها الدول ذات السيادة (عصبة األمم‪ ،‬األمم‬
‫المتحدة)‪.‬‬

‫* منظمات غير حكومية‪ :‬ينص تأسيسها من قبل األفراد والجماعات‪ ،‬فأعضائها ليسوا دول‬
‫ذات سيادة وقد يتم إنشاءها بغرض الدفاع عن المصالح الخاصة‪ .‬وقد تحصل بعض المنظمات‬
‫منها على الصفة االستشارية لدى المنظمات الحكومية كمنظمة العفو الدولية‪ ،‬أطباء بال حدود‪،‬‬
‫الهالل األحمر(‪.)0‬‬

‫(‪ )1‬جعفر عبد السالم‪ ،‬المنظمات الدولية‪ .‬دراسة فقهية وتأصيلية للنظرية العامة للتنظيم الدولي‪ ،‬ط ‪ ،1‬القاهرة‪ :‬دار النهضة‬
‫العربية ‪ ،1222‬ص ‪.12‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -11‬دور المنظمات الدولية وأهميتها‪:‬‬
‫‪ -‬غيرت المنظمات الدولية من طابع العالقات الدولية ومظهرها وبرزت شبكة جديدة‬
‫من العالقات الدولية‪.‬‬

‫كبير في تنمية التعاون الدولي وتحسين األمن الجماعي وذلك بتحريم اللجوء‬
‫دور ًا‬
‫‪ -‬لها ًا‬
‫إلى استخدام القوة‪.‬‬

‫‪ -‬ساهمت في القضاء على ظاهرة االستعمار‪.‬‬

‫إطار للتفاوض والمناقشة بين مختلف الدول وتقريب وجهات‬


‫‪ -‬تعد المنظمات الدولية ًا‬
‫وحل المسائل السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬تعمل على مواجهة المشاكل والتحديات الجديدة التي تواجه المجتمع الدولي كالتخلف‬
‫االقتصادي ومكافحة تلوث البيئة واالتجار بالبشر‪.‬‬

‫‪ -‬تعتبر وسيلة لتطوير القانون الدولي والعمل التشريعي الذي تقوم به هذه المنظمات‬
‫يدل على مدى أهميتها في إقامة نظام قانوني جديد‪.‬‬

‫‪ -‬ظهر مجتمع مؤسساتي دولي إلى جانب المجتمع الترابطي الدولي بين الدول‪.‬‬

‫‪ -‬ظهور المنظمات الدولية فقد الدول نوع من االحتكار في العالقات الدولية(‪.)0‬‬

‫‪ -‬هي أداة تكامل دولي إذ بسبب عجز الدولة القومية في حل مشاكلها ومواجهتها‪ ،‬كان‬
‫البد من القيام بتحوالت عميقة في الصالحيات وفي مجاالت معينة وتحويلها من‬
‫الدول واعطائها إلى المنظمات الدولية‪.‬‬

‫‪ -‬أصبحت المنظمات الدولية أداة من أدوات التكامل السياسي الدولي(‪.)0‬‬

‫(‪ )1‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫(‪ )2‬محمد مجدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.132‬‬

‫‪20‬‬
‫المحور الثاني‪:‬‬

‫منظمة األمم المتحدة‬

‫‪21‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬منظمة األمم المتحدة‬
‫‪ -10‬تعريف ونشأة منظمة األمم المتحدة‪:‬‬
‫بعد الحرب العالمية الثانية أدرك المجتمع الدولي الحاجة الماسة إلى إنشاء منظمة دولية‬
‫قادرة على حل المشاكل الدولي ة بعد فشل منظمة عصبة األمم في أداء مهامها والخراب الذي‬
‫مس البشرية جمعاء‪ .‬األمر الذي جعل الدول تجتمع في منظمة عالمية أخرى لتدارك ما حصل‬
‫لها‪ ،‬فكانت والدة منظمة األمم المتحدة التي قامت على أنقاض إخفاق عصبة األمم لتعمل على‬
‫حفظ السلم واألمن الدوليين‪.‬‬

‫وتعتبر منظمة األمم المتحدة وعصبة األمم الهيئتان اللتين ضمتا تدريجيا أغلبية دول‬
‫العالم على عكس محاوالت التنظيم الدولي األخرى التي اقتصرت عضويتها على مجموعة من‬
‫الدول أو إقليم معين‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعريف منظمة األمم المتحدة‪:‬‬


‫هي منظمة عالمية تأسست ‪ 1242‬بهدف أساسي أال وهو تحقيق السلم واألمن الدوليين‬
‫تضمن عضويتها جميع الدول المستقلة وتعتبر مركز لحل المشاكل التي تواجه البشرية كما‬
‫يشترك في هذا الجهد أزيد من ‪ 30‬منظمة منتسبة لها(‪.)1‬‬

‫هي عبارة عن برلمان دولي من خالل الجمعية العامة للمنظمة التي تمثل شعوب العالم‪،‬‬
‫وفي نفس الوقت هي ليست بالحكومة العالمية التي تضع القوانين بل أنها توفر سبل المساعدة‬
‫على حل النزاعات الدولية وصياغة السياسات المتعلقة بالمسائل التي تمس البشرية (‪.)2‬‬

‫ب‪ -‬نشأة منظمة األمم المتحدة‪:‬‬


‫إ ن قيام منظمة األمم المتحدة هو محصلة توافق عام بين الدول المتحالفة وخاصة الدول‬
‫الكبرى منها‪ ،‬وقد برز هذا التوافق من خالل مشاورات رسمية واجتماعات سنوات ومهدت لقيام‬
‫المنظمة األممية‪ ،‬ووضعت األسس الالزمة الجديدة التي تعمل لخدمة البشرية‪.‬‬

‫(‪ )1‬سهيل‪ ،‬حسن الفتالوي‪ ،‬أهداف األمم المتحدة ومبادئها‪ ،‬األردن‪ :‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،2011 ،‬ص‪.24 :‬‬
‫(‪ )2‬موحد‪ ،‬جوزية‪ ،‬األمم المتحدة ومبادئها‪ :‬موقع إلكتروني‪www.mardas.3.com.2015.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -6‬ميثاق األطلسي‪:‬‬
‫يعتبر ميثاق األطلس بمثابة أول التصريحات المنادية بإقامة منظمة عالمية‪ ،‬حيث التقى‬
‫فيه كل من روزفلت وتشرشل (أوت ‪ )1241‬على متن أحد البواخر في المحيط األطلسي لدراسة‬
‫شؤون احتماالت الحرب وقد أظهر التصريح الصادر منهما تقارب وجهات النظر من الطرف‬
‫(‪)1‬‬
‫ووقع‬ ‫األمريكي والبريطاني وتم االتفاق على القضاء على النازية العدو األول ثم الشيوعية‬
‫عليه سنة ‪ 1242‬من جانب الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وبريطانيا‪ ،‬واالتحاد السوفياتي‪ ،‬والصين‬
‫باإلضافة إلى ‪ 22‬دولة أخرى كما انضمت فرنسا له يوم ‪ 24‬سبتمبر ‪ .1242‬واعتبر أول ميثاق‬
‫إستعمل فيه بصفة رسمية تعبير األمم المتحدة وعبر عن آمالهما في عالم يتحرر فيه البشر من‬
‫الخوف والحاجة والعمل على نزع السالح والتعاون اإلقتصادي(‪ .)2‬ضف إلى تضمنه عدد من‬
‫المبادئ التي صيغت بطريقة يراد بها كسب الرأي العام والتأييد الدولي لقضية الحلفاء‪ .‬ضف‬
‫إلى أن كون مبادئه جاءت موجهة في األساس ضد االتحاد السوفياتي(‪.)3‬‬

‫مبادئ ميثاق األطلسي‪:‬‬


‫‪ -1‬عدم رغبة الدولتين (الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا) في أي توسع إقليمي أو غير‬
‫إقليمي‪.‬‬

‫‪ -2‬عدم رغبتهما في إجراء تغيرات إقليمية ال تكون متفقة مع أماني الشعوب المعبر عنها‬
‫بحرية‪.‬‬

‫‪ -3‬احترام حق كل شعب في اختيار شكل الحكومة التي يرغب العيش في ظلها‪.‬‬

‫‪ -4‬المساواة في الحصول على الموارد األولية في العالم والمعامالت التجارية الضرورية‬


‫لالزدهار اإلقتصادي إلى جانب عدد من النقاط تعمل كلها مجتمعة لبناء تعاون بين‬
‫الدول واقامة السالم واألمن وضمان حقوق األفراد من أجل العيش في حرية(‪.)4‬‬

‫يعتبر ميثاق األطلس أول وثيقة دولية تضمن جملة من المبادئ تفترض وجود تنظيم‬
‫دولي فهو البداية إلقامة التنظيم الدولي الجديد‪.‬‬

‫(‪ )1‬بن عنتر عبد النور‪ ،‬األمم المتحدة في نصف قرن دراسة في تطور التنظيم الدولي منذ ‪ .6891‬الكويت‪ :‬عالم المعرفة‬
‫‪ ،1222‬ص‪.10 :‬‬
‫(‪ )2‬عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪120 :‬‬
‫(‪ )3‬بن عنتر عبد النور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.14:‬‬
‫(‪ )4‬عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.120 :‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -2‬تصريح واشنطن‪:‬‬
‫تعود تسمية إلى المدينة التي عقد فيها االجتماع وسمي كذلك بتصريح األمم المتحدة‬
‫لتضمنه وألول مرة إسم األمم المتحدة وعقد هذا الخير في جانفي ‪ 1242‬ووقعت عليه ‪ 21‬دولة‪.‬‬
‫كما جاء تأكيدا لمبادئ األطلسي ضف إلى العمل على توحيد الجهود لهزم العدو(‪.)1‬‬

‫اشتقت تسمية األمم المتحدة من هذا التصريح وباقتراح من روزفلت كإشارة إلى القوى‬
‫المتحالفة ضد دول المحور(‪.)2‬‬

‫‪ -3‬اجتماع موسكو‪:‬‬
‫اغبا في السالم وفي عقد اجتماع‬
‫قبيل هذا االجتماع‪ ،‬إتجه هتلر إلى االتحاد السوفياتي ر ً‬
‫مع السوفيت‪ ،‬الهدف من وراءه تأمين الحدود الشرقية لدولة ألمانيا ويأمن جانب السوفيات الذين‬
‫كانوا يخشون الدول الغربية وفعالً فوجئ العالم بتوقيع ميثاق إتحاد عدم اعتداء بين روسيا‬
‫وألمانيا‪ ،‬إال أن هذا االتفاق سرعان ما انهار وكان من نتيجته أن التقت المصالح األوربية‬
‫السوفياتية مرة أخرى في أكتوبر ‪1243‬م(‪.)3‬‬

‫عقد اجتماع موسكو في ‪ 2‬أكتوبر ‪ ،1243‬ضم ممثلي كل من الواليات المتحدة‬


‫أألمريكية – بريطانيا‪ -‬إتحاد السوفياتي – الصين‪ ،‬وألول مرة للمحافظة على السلم واألمن في‬
‫نطاق منظمة دولية والتزمت هذه الدول مجتمعة على أن تستمر متحدة بعد الحرب العالمية‬
‫الثانية للمحافظة على السلم‪ .‬ضف إلى تضمن اإلعالن بعض المبادئ الهامة الخاصة ببعض‬
‫الدول األوربية ومحاكمة مجرمي الحرب ولهذا السبب اشتهر هذا اإلعالن بإعالن موسكو لألمن‬
‫الجماعي(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.121 :‬‬


‫(‪ )2‬بن عنتر عبد النور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫(‪ )3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.11 :‬‬
‫(‪ )4‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.122 :‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -9‬مؤتمر طهران ‪:6893‬‬
‫في ديسمبر ‪ 1243‬اجتمع رئيس الواليات المتحدة األمريكية (روزفلت) ورئيس االتحاد‬
‫السوفياتي (ستالين) ورئيس الوزراء البريطاني (تشرشل) وأسفر هذ االجتماع عن تصريح صدر‬
‫في ديسمبر ‪ 1243‬تضمن االلتزام بإقامة نظاما للسالم الدولي ترضاه أغلبية شعوب العالم‬
‫يجنب األجيال المقبلة ويالت الحروب(‪.)1‬‬

‫‪ -1‬مؤتمر دومبارتون أوكس (أكتوبر ‪:)6899‬‬


‫انعقد هذا المؤتمر في مدينة دومبارتون أوكس بواشنطن في الواليات المتحدة األمريكية‬
‫في ‪ 2‬من أكتوبر ‪ 1244‬حيث اجتمعت فيه جميع الدول الكبرى باستثناء فرنسا التي كانت‬
‫سيادتها تعاني من آثار الحرب العالمية الثانية‪..‬‬

‫جمع هذا المؤتمر كل من ممثلوا الصين‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬اإلتحاد السوفياتي‪ ،‬والواليات المتحدة‬
‫األمريكية والهدف من وراء هذه االجتماعات هو وضع خطة لتشكيل منظمة لحفظ السلم واألمن‬
‫الدوليين وقد توصلت الدول األربعة لوضع مشروع توافقي بالرغم اختالفهما في بعض المسائل‬
‫المهمة(‪.)2‬‬

‫ويمكن القول أن المشروع المقدم بخصوص إنشاء منظمة دولية جديدة تشكلت‬
‫خصائصه بتأثير المخطط األمريكي وقيادته خاصة وزير الخارجية األمريكي " كورل هل "‬
‫مهندس ومخطط المنظمة الدولية الجديدة‪ ،‬ويمكن إرجاع أسبقية الو‪.‬م‪.‬أ في األخذ بزمام‬
‫المشروع إلى مركزها المتفرد في ميزان القوة العسكرية واالقتصادية والى المكانة الدولية التي‬
‫أحرزها الرئيس األمريكي روزفلت إبان الحرب‪ .‬كما عكست المداوالت السرية في دومبارتون‬
‫أساسا‬
‫ً‬ ‫أوكس مدى التفاعل بين السياسات القومية والمصالح الخاصة ووجهات التي شكلها‬
‫يجا من‬
‫لالعتبارات المتعلقة بتاريخ الحرب‪ .‬ولقد كان موقف الواليا المتحدة األمريكية يمثل مز ً‬
‫األفكار الخاصة بمصالحها القومية والمفاهيم الخاصة بالتنظيم الدولي المرتقب‪.‬‬

‫ولما كانت المقترحات التي قامت في دورمبارتون أوكس هو ثمرة التعاون بين الواليات‬
‫أساسا فإن ذلك أدى إلى تعارض وجهات النظر األمريكية السوفياتية في الكثير‬
‫ً‬ ‫المتحدة وانجلت ار‬
‫من الموضوعات وهو ما توقعه " كوول هل " نفسه وبرر ذلك في كون تعارض المصالح‬

‫(‪ )1‬عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.123 :‬‬
‫(‪ )2‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121 :‬‬

‫‪22‬‬
‫ومستعدا‬
‫ً‬ ‫جاهز‬
‫ًا‬ ‫دائما‬
‫أمر مقبول وضروري للوصول إلى المطروحة‪ ،‬لذلك كان ً‬
‫ووجهات النظر ًا‬
‫بالمقترحات التوفيقية التي ترضي األطراف‪.‬‬

‫من مظاهر اإلختالف في وجهات النظر في مؤتمر دومبارتون أوكس‪ ،‬االختالف حول‬
‫حق الفيتو حيث أن االتحاد السوفياتي أمر على توسيع نطاق حق االعتراض (الفيتو)‪ ،‬ضف‬
‫إلى الخالف الذي كان حول مسألة التصويت في مجلس األمن‪ ،‬كما جاء االختالف أيضا في‬
‫وجهات النظر حول مسألة إنشاء محكمة العدل الدولية ومسألة إدارة األقاليم الباقية وكذا مسألة‬
‫القوات الع سكرية التي توضع تحت تصرف مجلس األمن وتم االتفاق بين تشرشل وستالين في‬
‫اجتماع يالطا وقدموا حلول وسطية وتم األخذ بوجهة نظر السوفيت‪ ،‬حيث يكون استخدام حق‬
‫الفيتو مطلقا بشرط اجتماع الدول الخمسة الكبرى عند التصويت داخل مجلس األمن وعليه‬
‫وضع قيد على الحرية المطلقة التي نادى بها ستالين‪.‬‬

‫أما فيما يخص مسألة األقاليم الباقية (المستعمرات) فقد كانت لبريطانيا وجهة نظر‬
‫رئيسية للدفاع عن نظام االنتداب واستمرار ارتباط المستعمرات البريطانية ببريطانيا‪ ،‬وقد أبدت‬
‫الواليات المتحدة األمريكية هذا الرأي فهي الوريث الشرعي لإلمبراطورية البريطانية في حالة‬
‫ضعفها وهو ما حدث بالفعل‪ ،‬األمر الذي أدى إلى أن أصبح نظام االنتداب منقوالً عن عصبة‬
‫األمم وخرج نظام الوصاية إلى الوجود‪ ،‬كما تم االتفاق على قيام المنظمات اإلقليمية وأطلق‬
‫رسميا اسم األمم المتحدة على المنظمة وحددت هياكلها(‪.)1‬‬
‫ً‬
‫‪ -1‬مؤتمر يالطا (‪:)6891‬‬
‫اجتمع كل من روزفلت وتشرشل وستالين سنة ‪ 1242‬بمدينة يالطا على البحر األسود‬
‫باالتحاد السوفياتي سابقًا لبحث سبل إنتهاء الحرب ومن أهم الموضوعات التي اتفق عليها‬
‫الحلفاء في المؤتمر تحمل مسؤولية وعبئ التنظيم الدولي الجديد واألخذ بوجهة نظر االتحاد‬
‫السوفياتي فيما يخص حق الفيتو‪ ،‬ودعوة جمعية األمم المتحدة لصياغة ميثاق المنظمة(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬بن عنتر عبد النور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.21 -20 :‬‬
‫(‪ )2‬عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.123 :‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -7‬مؤتمر سان فرانسيسكو (‪ 21‬أفريل ‪:)6891‬‬
‫قياديا في إرساء مبادئ‬
‫دور ً‬‫لقد لعبت الدول الكبرى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية ًا‬
‫ميثاق األمم المتحدة فقد اجتمع مندبون لـ‪ 20 :‬دولة في سان فرانسيسكو الفتتاح مؤتمر األمم‬
‫المتحدة إلنشاء المنظمة العالمية وتم افتتاح المؤتمر في ‪ 22‬أفريل ‪ 1242‬أي بعد ‪ 13‬يوم من‬
‫وفاة روزفلت وقبل ‪ 12‬يوم من هزيمة ألمانيا(‪.)1‬‬

‫اشتمل جدول األعمال مناقشة مقترحات مؤتمر دومبارتون أوكس‪ ،‬بشأن إقامة منظمة‬
‫األمم المتحدة‪ ،‬وما تضمنه أيضا مقترحات مؤتمر يالطا‪.‬‬

‫ويعتبر هذا المؤتمر كانعكاس إلرادة الدول الكبرى في صياغة بنود الميثاق وتحديد‬
‫األهداف وشروط الدول التي توجه إليها الدعوة‪ ،‬وعليه وأمام هذا الوضع وجدت الدول الصغرى‬
‫نفسها تابعة لما قررته الدول الكبرى‪ ،‬وسيطرة الدول الكبرى على الق اررات واألحداث الدولية لما‬
‫(‪)2‬‬
‫ولحد الساعة‪.‬‬ ‫بعد الحرب العالمية الثانية‬

‫إن الدول الكبار كانوا يعتقدون أن في سعيهم ضمان السلم واألمن الدوليين إذا استمروا‬
‫في التعاون كما كانوا إبان الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وأصروا على أن يخولهم الميثاق سلطة‬
‫االعتراض على ق اررات مجلس األمن " حق الفيتو "‪.‬‬

‫كما قامت الدول الصغرى بمعارضة هذا الحق‪ ،‬إال أن محاوالتها بأت بالفشل ولم تنجح‬
‫إال أنها تحث في تدعيم أهمية فروع األمم المتحدة األخرى كالجمعية العامة والمجلس‬
‫االقتصادي واالجتماعي(‪.)3‬‬

‫انتهى المؤتمر بإقرار المشروع النهائي لميثاق األمم المتحدة باإلجماع وتم التوقيع عليه‬
‫من طرف كل الدول الحاضرة‪ ،‬يحتوي على ‪ 111‬مادة موزعة على ‪ 12‬فصالً (‪)4‬ولم يدخل حيز‬
‫التنفيذ إال في ‪ 24‬أكتوبر ‪ 1242‬بتصديق الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس األمن مع‬
‫كافة الدول األعضاء وتتابع انضمام دول العالم إلى عضوية منظمة األمم المتحدة‪.‬‬

‫(‪ )1‬حمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.111 :‬‬


‫(‪ )2‬هشام محمود األقداحي‪ ،‬األمم المتحدة واستراتيجيات القوى الكبرى‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مؤسسة شهاب الجامعية‪ ،2010 ،‬ص‪.21 :‬‬
‫(‪ )3‬عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.124 :‬‬
‫(‪ )4‬هشام محمود األقداحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21 :‬‬

‫‪22‬‬
‫أنشأ مقر األمم المتحدة في الواليات المتحدة األمريكية بنيويورك في ‪ 14‬ديسمبر ‪1241‬‬
‫قبلت الجمعية العامة للمنظمة مبلغ ‪ 5,8‬مليون دوالر أمريكي كهدية من األمريكي " جون‬
‫روكفلر " لشراء ‪ 2‬هكتارات من األرض بمدينة نيويورك وفي ‪ 1242‬كما وافقت الجمعية العامة‬
‫على تصميم بناء المقر الرئيسي للمنظمة ‪ 1245‬ووافق الكونغرس األمريكي على منح ‪12‬‬
‫مليون دوالر أمريكي كقرض بدون فوائد إلنشائها وتم أنجاز المبنى ‪.)1(1222‬‬

‫‪ -2‬أجهزة منظمة األمم المتحدة‪:‬‬


‫لألمم المتحدة ‪ 1‬أجهزة رئيسية‪:‬‬

‫‪ -‬الجمعية العامة‬

‫‪ -‬مجلس األمن‬

‫‪ -‬المجلس االقتصادي واالجتماعي‬

‫‪ -‬محكمة العدل الدولية‬

‫‪ -‬مجلس الوصاية‬

‫‪ -‬األمانة العامة‪.‬‬

‫ضف إلى عدة وكاالت متخصصة تابعة لها لتولي مسائل معينة بالمواصالت‪ -‬التربية‬
‫– األغذية‪ -‬الزراعة‪ -‬الصحة – العمل ‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫أ‪ -‬الجمعية العامة‪:‬‬

‫تعتبر الجمعية العامة الهيئة الرئيسية لألم المتحدة‪ ،‬والهيئة الوحيدة التي تمثل فيها جميع‬
‫الدول األعضاء وعلى نحو متساوي أي لكل دولة صوت واحد‪ ،‬كما يمكن إعتبارها بمثابة‬
‫إلحاحا‪ .‬وتتخذ الق اررات‬
‫ً‬ ‫البرلمان الدولي‪ ،‬الذي يجتمع للنظر في أشد المسائل والمشاكل الدولية‬
‫في المسائل الهامة كصون السلم واألمن الدوليين أو قبول أعضاء جدد ‪ ...‬إلخ سوف نتطرق‬
‫إليها في اختصاصات الجمعية التي كفلها لها ميثاق المنظمة‪.‬‬

‫(‪ )1‬عمر إسماعيل سعد هللا وأحمد بن ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.124 :‬‬

‫‪25‬‬
‫تجتمع الجمعية العامة مرة واحدة كل سنة في دورة اعتيادية في شهر سبتمبر من كل‬
‫سنة وتدم مدة هذه الدورة من ‪ 3‬إلى ‪ 4‬أشهر‪ .‬كما يمكنها أن تعقد اجتماعات استثنائية خالل‬
‫بناءا على طلب مجلس األمن أو أغلبية الدول األعضاء(‪.)1‬‬
‫‪ 24‬ساعة ً‬
‫هذه الدورات االستثنائية تقدم إلى األمين العام لألمم المتحدة‪ ،‬هذا من أجل أخذ إجراءات‬
‫االنعقاد‪.‬‬

‫تتخذ الجمعية العامة في مناقشاتها للقضايا عدة توصيات بخصوص أي نزاع أو موقف‬
‫يكون محل نظر من مجلس األمن‪ ،‬ألن هذا اآلخر هو صاحب اتخاذ القرار في كل األمور‬
‫الخاصة بحفظ السلم واألمن الدوليين‪ ،‬وعليه فإن الجمعية العامة ال تملك سلطة إتخاذ القرار(‪.)2‬‬

‫تتكون الجمعية العامة من الرئيس ونوابه والمكتب واللجان التي تنقسم إلى لجان رئيسية‬
‫استنادا للمادة ‪ 22‬من الميثاق والمادتين ‪ 21‬و‪ 111‬من النظام‬ ‫ً‬ ‫ولجان مؤقتة يتم إنشائها‬
‫الداخلي‪ ،‬كلجنة جنوب غرب إفريقيا‪ ،‬ووكالة األمم المتحدة إلغاثة وتشغيل الالجئين الفلسطينيين‬
‫في الشرق األدنى‪.‬‬

‫تضم اللجان الرئيسية ‪ 2‬لجان نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬لجنة الشؤون السياسية واألمن‪.‬‬


‫‪ -‬اللجنة السياسية الخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬اللجنة االقتصادية والمالية‪.‬‬
‫‪ -‬لجنة الشؤون االجتماعية والثقافية واإلنسانية‪.‬‬
‫‪ -‬لجنة الوصاية بما فيذلك األقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي (اللجنة ‪.)4‬‬
‫‪ -‬لجنة اإلدارة والميزانية (لجنة ‪.)2‬‬

‫‪ -‬اللجنة القانونية‪.‬‬

‫ومقرر(‪.)3‬‬
‫ًا‬ ‫ونائبا‬
‫ئيسا ً‬‫تتخذ لكل لجنة ر ً‬

‫(‪ )1‬بن عنتر عبد النور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.24 :‬‬


‫(‪ )2‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.125 :‬‬
‫(‪ )3‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.200 :‬‬

‫‪22‬‬
‫كما أنشأت الجمعية العامة لجنتين لمباشرة بعض المسائل اإلج ارئية هما‪ :‬لجنة فحص‬
‫وثائق االعتماد واللجنة العامة التي تتولى بحث مشروع جدول األعمال قبل تقديمه‪.‬‬

‫ضف إلى هذه اللجان وكما أشرنا سابقًا هناك لجان مؤقتة تسمى بلجان أغراض خاصة‬
‫وهي تشكل لتعمل خالل الفترات التي ال تكون فيها الجمعية العامة في حالة انعقاد‪.‬‬

‫اختصاصات الجمعية العامة‪:‬‬


‫باعتبارها الجهاز الرئيسي العام للمنظمة والذي يضم جميع الدول األعضاء تختص‬
‫الجمعية العامة من حيث المبدأ بكل الموضوعات التي تتدخل في اختصاص األمم المتحدة‪،‬‬
‫ومن جملة االختصاصات نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬كما تتقاسم مع مجلس األمن في إختيار األمين العام واختيار قضاة محكمة العدل‬
‫الدولية والفصل في طلبات العضوية الجديدة وتوقيع العقوبات على الدول األعضاء(‪.)1‬‬

‫‪ -‬كما حدد نظام التصويت في الجمعية العامة في المادة ‪ 5‬من الميثاق‪ :‬حيث يكون‬
‫لكل عضو في األمم المتحدة صوت واحد في الجمعية ويتم التصويت بصورة عادية برفع‬
‫األيدي والبد من توفر أغلبية ثلثي األعضاء الحاضرين المشتركين في التصويت إذا تعلق األمر‬
‫بمسائل كحفظ السلم واألمن الدوليين وانتخاب أعضاء مجلس األمن غير دائمين وانتخاب‬
‫أعضاء مجلس الوصاية‪ ،‬وقبول أعضاء جدد في األمم المتحدة(‪.)2‬‬

‫وهذا النظام المعتمد في التصويت باألغلبية يعد إلى حد ما الواجهة الديمقراطية التي‬
‫تسلكوه الجمعية وأال تستطيع إرغام أي دولة على اتخاذ أي إجراء ولكن توصياتها هي داللة‬
‫هامة على الرأي العام العالمي وتمثل السلطة المعنوية لمجتمع األمم المتحدة(‪.)3‬‬

‫‪ -‬تناقش أية مسألة تكون لها صلة بحفظ السلم واألمن الدوليين‪ ،‬كما لها الحق في‬
‫تحرض السلم واألمن الدوليين للخطر‬
‫استرعاء نظر مجلس األمن إلى األحوال التي يمكنها أن ّ‬
‫وتقدم توصياتها بشأنها إال أنه هناك عدة قيود على هذا االختصاص حيث تنص المادة‬
‫(‪ )1/12‬من الميثاق التي تمنع الجمعية العامة من تقديم اية توصية متعلقة بحال المن والسلم‬
‫الدوليين التي تكون معروضة على المجلس‪.‬‬

‫(‪ )1‬بن عنتر عبد النور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21 :‬‬


‫(‪ )2‬عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.102 :‬‬
‫(‪ )3‬هشام محمود األقداحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121 :‬‬

‫‪30‬‬
‫كما تنص المادة (‪ )2/11‬من الميثاق‪ ،‬التي تمنع الجمعية العامة من القيام بأي عمل‬
‫متعلق بالمحافظة على السلم واألمن الدولي كما حددت المادة (‪ )13‬بعض الوظائف األقرب‬
‫إلى األخالقية للجمعية العامة‪ ،‬حيث أنها خولت بتقديم توصيات ودراسات بشأن إنماء التعاون‬
‫الدولي في الميدان السياسي وتشجيع التقدم المطرد للقانون الدولي وتدوينه‪.‬‬

‫‪ -‬إنماء التعاون الدولي في الميادين اإلقتصادية واالجتماعية والثقافية والعلمية والصحة‬


‫واإلغاثة على تحقيق حقوق اإلنسان والحريات األساسية للناس كافة ال يميز بينهم في الجنس‬
‫أو اللغة أو الدين وال فرق بين الرجال والنساء‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 14‬من الميثاق على أن الجمعية العامة توصي باتخاذ التدابير لتسوية اي‬
‫موقف تسوية سلمية متى رأت أن هذا الموقف هو يضر الرفاهية العامة أو يعكر صفو‬
‫العالقات الودية بين األمم‪ ،‬كما أتاح الميثاق للجمعية اتخاذ التدابير السلمية وذلك لمواجهة‬
‫المواقف التي تمس األمن والسلم الدوليين‪ ،‬وتقوم الجمعية بالبحث والمنافسة وتقديم التوصيات‬
‫معروضا على مجلس األمن إال إذا‬
‫ً‬ ‫بشأنها‪ ،‬لكنها ال تقوم بأي عمل بشأن هذا النزاع إذا كان‬
‫طلب منها هذا األخير التدخل‪.‬‬

‫‪ -‬كما تشرف على المجلس اإلقتصادي واالجتماعي ومجلس الوصاية وتشرف على‬
‫أعمال األمين العام وموظفي األمم المتحدة وتشرف على الوكاالت المتخصصة التابعة لألمم‬
‫المتحدة‪.‬‬
‫عضوا في‬
‫ً‬ ‫سنويا ‪15‬‬
‫ً‬ ‫‪ -‬تنتخب أعضاء مجلس األمن الغير دائمين ‪ ،10‬وتنتخب‬
‫التجديد لثلثي األعضاء المجلس االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫وتقوم بانتخاب مجلس الوصاية وقضاة محكمة العدل الدولية باالشتراك مع مجلس‬
‫األمن‪ .‬وتعيين األمين العام لألمم المتحدة بتوصية من مجلس األمن‪.‬‬

‫كما ترشح األعضاء الجدد في األمم المتحدة وقبولهم الذي يتم بأغلبية ثلثي األعضاء‬
‫بناءا على توصية مجلس األمن‪.‬‬
‫الحاضرين المشتركين في التصويت ً‬
‫‪ -‬يحق للجمعية إصدار أو إجراء وقائي أو جبري ضد أية دولة بمعرفة مجلس األمن‪،‬‬
‫إذا أخلت بالميثاق حيث تستطيع الجمعية إصدار قرار لوقف ممارسة الدولة لحقوق وامتيازاته‬
‫استنادا إلى توصية مجلس األمن (المادة ‪.)2‬‬
‫ً‬ ‫العضوية‬

‫‪31‬‬
‫‪ -‬كما يمكن للجمعية إصدار قرار بأغلبية ثلثي األعضاء الحاضرين المشاركين في‬
‫التصويت وذلك عند تأخر إحدى الدول األعضاء في سداد التزاماتها المالية للمنظمة الدولية‪،‬‬
‫وبمقتضى هذا القرار يجوز حرمان العضو من التصويت في الجمعية العامة‪( ،‬المادة ‪.)2‬‬

‫إال أنه ما هو موجود في الممارسة وأرض الواقع أن كل من المادة ‪ ،2‬و‪ 1‬و‪ 2‬وال مرة‬
‫طبقت على الواليات المتحدة األمريكية واسرائيل التي ظلتا تنتهك الميثاق ألكثر من مرة‪.‬‬

‫‪ -‬يقوم بمناقشة الميزانية وتحدد نصب كل دولة عضو فيها وتناقش أيضا ميزانيات‬
‫الوكاالت المتخصصة‪.‬‬
‫‪ -‬منحت المادة ‪ 105‬من الميثاق حق تعديل الميثاق بموافقة ثلثي أعضائها شريطة‬
‫موافقة األعضاء الدائمين في مجلس األمن‪.‬‬
‫‪ -‬اتخذت الجمعية العامة ‪ 121‬قرار ألول مرة في تاريخها يتضمن حق تقرير المصير‬
‫خاصا بمنح االستقالل للبلدات والشعوب الواقعة تحت سيطرة االستعمار وكان‬
‫ً‬ ‫إعالنا‬
‫ً‬ ‫وتبنت‬
‫لهذا القرار الدور المهم في تصفية االستعمار‪.‬‬

‫لق د حرص واضعو ميثاق األمم المتحدة منذ البداية على تقييد دورها وحصر سلطاتها‬
‫وتهميش دورها في القضايا المهمة فضالً عن عدم إلزامية توصياتها وذلك لصالح مجلس األمن‬
‫الذي إستأثر بكافة الصالحيات المهمة األمر الذي انعكس على أداء الجمعية العامة الذي يتسم‬
‫بعدم الفاعلية في ظل هيمنة مجلس األمن(‪.)1‬‬

‫ب‪ -‬مجلس األمن‪:‬‬


‫يمثل مجلس األمن الجهاز التنفيذي في المنظمة وأهم جهاز من أجهزة هذه األخيرة‪،‬‬
‫الذي ترجع إليه مسؤولية حفظ السلم واألمن الدوليين ويعمل بنيابة أعضاء األمم المتحدة حسب‬
‫ميثاق األمم المتحدة‪.‬‬

‫(‪ )1‬فتيحة‪ ،‬ليتيم‪ ،‬نحو إصالح منظمة األمم المتحدة لحفظ السلم واألمن الدوليين‪ ،‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‬
‫‪ ،2011‬ص‪.142 :‬‬

‫‪32‬‬
‫ويجوز دعوة انعقاد مجلس األمن في أي وقت(‪.)1‬‬

‫عضوا غير أنه أصبح يضم ‪12‬‬


‫ً‬ ‫‪ -‬حتى عام ‪ 1212‬كان مجلس األمن يتكون من ‪11‬‬
‫عضوا طبقا للمادة ‪ 23‬من الميثاق المعدلة بموجب قرار الجمعية العامة الصادر‬
‫‪ .1213/12/12‬ويتكون من ‪ 2‬أعضاء دائمين هم‪ :‬تايوان ممثلة للصين حتى سنة (‪،)1221‬‬
‫فرنسا‪ ،‬إتحاد الجمهوريات االشتراكية السوفياتية المتحدة‪ ،‬مملكة بريطانيا العظمى‪ ،‬الواليات‬
‫المتحدة األمريكية‪ .‬و‪ 10‬أعضاء غير دائمين تنتخبهم الجمعية العامة مع مراعاة مساهمة‬
‫أعضاء األمم المتحدة في حفظ السلم واألمن الدولي وفي مقاصد الهيئة األخرى ومراعاة التوزيع‬
‫الجغرافي العادل‪ .‬لمدة سنتين بموجب قرار بأغلبية الثلثي وال يجوز انتخاب العضو الذي انتهت‬
‫واليته بصورة مباشرة(‪.)2‬‬

‫‪ -2‬مقاعد إمريكا الالتينية ‪ 1‬مقعد ألروبا الشرقية‬ ‫‪ -2‬مقاعد إلفريقيا‬

‫و‪ 2‬مقعد ألوروبا الغربية والدول األخرى‪.‬‬

‫‪ -‬تتطلب ق اررات المجلس تسعة أصوات إيجابية‪ ،‬وال يمكن اتخاذ أي قرار إذا أدلى أحد‬
‫األعضاء الدائمين بصوت سلبي أو مارس حق الفيتو‪.‬‬

‫سلبا‬
‫لكن االمتناع عن التصويت أو التغيب عن الحضور الجلسة ال يشكالن تصويتا ً‬
‫على مشروع القرار وال يمتنعان عن نفاذه‪ .‬لكل دولة عضو في المجلس صوت واحد غير أن‬
‫الدولة التي تكون طرف في النزاع ليس لها حق التصويت باستعمال حق الفيتو(‪.)3‬‬

‫وحسب نصوص ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬فإن كل األعضاء فيها ملزمة تنفيذ ق اررات مجلس‬
‫األمن(‪.)4‬‬

‫يعقد المجلس اجتماعات بصفة دورية بنيويورك وال تزيد الفترة بين آية جلسة على ‪14‬‬
‫يوما‪ ،‬كما يمكن أن يعقد جلساته في أي وقت بدعوة فيه الرئيس لالجتماع‪ ،‬كما يمكن أن يعقد‬
‫جلسات خارج مقر األمم المتحدة إذا رأى أن ذلك يسهل له مهمة‪ .‬كما يمكن لألمين العام‬
‫األممي أن يشارك في اجتماعاته وينبهه ألية مسألة يرى أنها تهدد السلم واألمن الدوليين‪.‬‬

‫(‪ )1‬عمر رحال‪ ،‬الدور السياسي لألمم المتحدة في ظل النظام العالمي الجديد‪ ،‬القاهرة‪ :‬مركز حقوق اإلنسان والمشاركة‬
‫الديمقراطية ‪ ،2002‬ص‪.25 :‬‬
‫(‪ )2‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.204 :‬‬
‫(‪ )3‬غضبان‪ ،‬مبروك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.125 :‬‬
‫(‪ )4‬فتيحة ليتيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.112 :‬‬

‫‪33‬‬
‫ويجوز ميثاق األمم المتحدة لمجلس األمن أن ينشئ لجان فرعية وهذا حسب ما يراه‬
‫ضرورًيا كأداء وظائفه وهي لجان إما أن تكون دائمة أو غير دائمة‪.‬‬

‫اللجان الدائمة‪ :‬لجنة الخبراء – لجنة أركان الحرب‪ ،‬لجنة قبول أعضاء جدد‪ ،‬ولجنة نزع‬
‫السالح‪ ،‬لجنة اإلجراءات الجماعية‪.‬‬

‫اللجان المؤقتة‪ :‬هي لجان تقتصر مهامها على المجال الذي أنشئت من أجله وتنتهي‬
‫بانتهاء هذا المجال كلجنة األمم المتحدة الخاصة بكشمير(‪.)1‬‬

‫صالحيات المجلس األمن‪:‬‬


‫للمجلس عدد من االختصاصات حسب الفصل ‪ 1‬و‪ 2‬من ميثاق األمم المتحدة وفي‬
‫مقدمتها حفظ األمن والسلم الدوليين‪ ،‬وأخذ التدابير الالزمة للحفاظ على السلم واألمن الدوليين‪،‬‬
‫وهذا أهم اختصاص مسند إلى مجلس األمن بموجب المادة ‪ 24‬من الميثاق ففي حالة فشل‬
‫أطراف النزاع في حل النزاع القائم بينهما‪ ،‬وتحقق مجلس األمن من إمكانية تهديد هذا النزاع‬
‫للسلم واألمن أو وقوع عمل من أعمال العدوان يقوم المجلس في حالة عرض النزاع عليه‬
‫(المادة ‪ ،32‬باتخاذ التدابير الالزمة لحفظ السلم واألمن الدوليين(‪.)2‬‬

‫له سلطة التدخل المباشر طبقا للمادة ‪ 34‬من الميثاق‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫لكل دولة أن تنبه مجلس األمن إلى أي نزاع أو موقف يهدد السلم العالمي (المادة ‪.)32‬‬ ‫‪-‬‬

‫لكل من الجمعية العامة واألمين العام األممي أن ينبها مجلس الدولي (مادة ‪ 11‬و‪.)22‬‬ ‫‪-‬‬

‫تقديم التصويت بقبول األعضاء الجدد في األمم المتحدة إلى الجمعية العامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫توصية الجمعية العامة بوقف أي عضو في المنظمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫توصية الجمعية العامة بفصل أي عضو يستمر في انتهاك مبادئ الميثاق من عضوية‬ ‫‪-‬‬
‫المنظمة‪.‬‬
‫رد حقوق العضوية ومزاياها إلى العضو المحقوق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مساعدة لجنة أركان الحرب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقديم توصية إلى الجمعية العامة بشأن إختيار األمين العام األممي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫(‪ )1‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.120 :‬‬


‫(‪ )2‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.202 :‬‬

‫‪34‬‬
‫مشاركة الجمعية العامة في انتخاب قضاة محكمة العدل الدولية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مشاركة الجمعية العامة في تحديد الشروط التي يجب توافرها النضمام دولة ليست‬ ‫‪-‬‬
‫عضو في األمم المتحدة إلى النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية‪.‬‬
‫طلب استفادة محكمة العدل الدولية في أية مسألة قانونية(‪.)1‬‬ ‫‪-‬‬

‫عندما ينظر مجلس األمن في حالة تنطوي على تعرض للسلم الدولي للخطر‪ ،‬فإنه‬
‫يستكشف أوال سبل التسوية السلمية ويقترح مبادئ للتسوية أو أن يضطلع بمهمة الوساطة وفي‬
‫حالة وجود قتال يحاول المجلس إلى التوصل لوقف إطالق النار‪ ،‬ويجوز له أن يوفد بعثة لحفظ‬
‫السالم لمساعدة األطراف في الحفاظ على الهدنة وللفصل بين القوات المشاركة وهذا فعالً ما‬
‫فعله في القضية الكشميرية ‪ 1245‬والقضية الصحراوية ‪.1221‬‬

‫كما أنه يستطيع اتخاذ تدابير إلنقاذ ق ارراته وفرض جزاءات اقتصادية‪ ،‬ووقف االتصاالت‬
‫كليا أو جز ًئيا وقطع العالقات الدبلوماسية(‪ ،)2‬وفرض حضر توريد األسلحة‬
‫والمواصالت وقفًا ً‬
‫وحتى العمل العسكري الجماعي لضمان تنفيذ ق ارراته‪.‬‬

‫‪ -‬واذا قرر مجلس األمن إدراج مسألة معينة في جدول أعماله فإنها تبقى مقيدة في‬
‫جدول األعمال حتى يفصل فيها‪ ،‬أو يقرر شطبها‪ ،‬وال يؤدي سحبها من طرف الدولة التي‬
‫تقدمت بها إلى شطبها من جدول األعمال إال إذا رأى المجلس االستمرار في نظرها(‪.)3‬‬

‫‪ -‬كما أن ق اررات مجلس األمن تعتبر إلزامية‪ ،‬وال يمكن للدول من الناحية القانونية‬
‫االعتراض عليها أو الطعن فيها‪ ،‬حتى من طرف الجمعية العامة ال يجوز أن تنظر أو تطعن‬
‫في ق اررات مجلس األمن أو النظر في مدى شرعيتها ودستورها(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.201 :‬‬


‫(‪ )2‬بن عنتر عبد النور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.102 :‬‬
‫(‪ )3‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.210 :‬‬
‫(‪ )4‬فتيحة ليتيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.132 :‬‬

‫‪32‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن العضوية الدائمة في مجلس األمن مغلفة ومقتصرة على الدول‬
‫عددا من الدول المهزومة في‬
‫الكبرى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية‪ ،‬على الرغم من أن ً‬
‫دور أكبر بكثير من الدول المنتصرة آنذاك خاصة في النظام‬
‫هذه الحرب أصبحت تمارس ًا‬
‫االقتصادي العالمي كألمانيا‪ ،‬اليابان اللتان أصبحتا تشكالن قطبين اقتصاديين عمالقين في‬
‫العالم‪.‬‬

‫األمر الذي يجعل المجلس بتركيبته وتشكيلته الحالة ال يقوم على أي أساس من‬
‫الديمقراطية واحتكار العضوية من طرف الدول الخمسة الكبار وأصبح يمثل بالفعل حكومة إقلية‬
‫بعد الحرب الباردة تمارس وظائفها بطريقة إن صح القول دكتاتورية وتتمتع بصالحيات مطلقة‬
‫في ظل غياب أية رقابة سياسية أو اقتصادية‪ ،‬خاصة بامتالك هذه الدول حق الفيتو‪ ،‬الذي‬
‫أصبح كسالح سياسي في يد هذه الدول ووسيلة لخدمة وحماية مصالحها الخاصة‪.‬‬

‫ج‪ -‬المجلس االقتصادي واالجتماعي‪:‬‬


‫هو الجهاز المفوض من الجمعية العامة للقيام بعدد ضخم من األنشطة والتي تدور حول‬
‫عدة محاور أساسه‪:‬‬

‫‪ -‬بوصفه الجهاز الذي يتولى أخذ زمام المبادرة ودراسة وتقديم المقترحات لعالج عدد‬
‫هائل من المشكالت المتعلقة بالتنمية‪ -‬التجارة ‪ -‬التصنع – الثروات الطبيعية – العلوم‬
‫والتكنولوجيا‪ -‬حقوق اإلنسان ووضع المرأة‪ ،‬السكان‪ ،‬الخدمات االجتماعية‪ ،‬مكافحة اإلرهاب‬
‫‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ -‬هو حلقة الوصل والمنسق بين نشاط األمم المتحدة من ناحية وأنشطة الوكاالت‬
‫الدولية المتخصصة من ناحية أخرى وعددها حوالي ‪ 14‬منظمة عالمية والتي تشكل منظومة‬
‫األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪ -‬أداة تطوير وتنسيق ما يمكن تسميته بأنشطة المجتمع المدني العالمي والتي تقوم بها‬
‫المنظمات الدولية الغير الحكومية(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬بن عنتر عبد النور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.103 :‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -‬يقوم المجلس االقتصادي واالجتماعي تحت السلطة الشاملة للجمعية العامة بتنسيق‬
‫دور‬
‫األعمال االقتصادية واالجتماعية لألمم المتحدة وأسرتها من منظمات الدولية‪ ،‬وهو يؤدي ًا‬
‫هاما في تعزيز التعاون الدولي ألغراض التنمية بوصفه المنتدى الرئيسي لمناقشة القضايا‬
‫ً‬
‫اإلقتصادية واالجتماعية الدولية ووضع التوصيات الخاصة بالسياسة العامة‪ ،‬فهو همزة وصل‬
‫بينه وبين األمم المتحدة والمجتمع المدني(‪.)1‬‬

‫وحسب ميثاق األمم المتحدة ‪ 1242‬يتكون المجلس من ‪ 15‬عضوا‪ ،‬وأثر تعديل ‪1213‬‬
‫عضوا ودخل حيز‬
‫ً‬ ‫زاد أعضاءه إلى ‪ 22‬عضوا‪ .‬وبعد تعديل ‪ 1221‬زاد عدد أعضاءه ‪24‬‬
‫النفاذ ‪ .1223-2 -24‬وقد اعتمد على توزيع المقاعد المعيار الجغرافي‪:‬‬

‫‪ 14 -‬مقعدا للدول اإلفريقية‬

‫‪ 11 -‬مقعدا للدول اآلسيوية‪.‬‬

‫‪ 10 -‬مقاعد لدول أمريكا الالتينية‪.‬‬

‫‪ 01 -‬مقاعد لدول أوربا الشرقية‪.‬‬

‫‪ 13 -‬مقعدا لدول أوربا الغربية‪.‬‬

‫سنويا عن طريق االنتخاب ‪ 15‬عضوا‪.‬‬


‫على أن يتم تجديد لثلثي أعضاء المجلس ً‬
‫لكل دولة عضو مندوب واحد ويتم انتخابه لمدة ‪ 3‬سنوات وال يجوز انتخاب العضو‬
‫الذي انتهت واليته(‪.)2‬‬

‫لجانا‬
‫ال باالستناد إلى المادة ‪ 15‬من الميثاق وتضم ً‬
‫وللمجلس عدد من اللجان أنشأتها فع ً‬
‫اقتصادية إقليمية ولجان فنية متخصصة ولجان فرعية دائمة منها ما يمثل لجان إجرائية ومنها‬
‫ما يمثل لجان موضوعة لجنة المعونة الفنية ولجنة التنمية الصناعية ولجنة اإلسكان والبناء‬
‫ولجنة التنمية الصناعية ولجنة عدم التمييز وحماية األقليات(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬هاني‪ ،‬العزو‪ ،‬المنظمات الدولية‪ ،‬محاضرات شاملة‪ ،‬سوريا‪ :‬مكتبة مشكاة بسلك للتوفق ‪ ،2001‬ص‪30 :‬‬
‫(‪ )2‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.211 :‬‬
‫(‪ )3‬عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.112 :‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ -‬ويتبع المجلس االقتصادي واالجتماعي هيئات تخصص بقطاع معين يتعلق بمجالي‬
‫التعاون االقتصادي واالجتماعي بين الدول األعضاء منها على سبيل المثال برنامج األمم‬
‫المتحدة للتنمية وجامعة األمم المتحدة ‪....‬إلخ (‪.)1‬‬

‫إختصاصات المجلس االقتصادي واالجتماعي‪:‬‬


‫يهدف المجلس إلى تحسين مقاصد األمم المتحدة في التعاون االقتصادي واالجتماعي‬
‫تحت إشراف الجمعية العامة التي تملك االختصاص العام في هذا الصدد بناء على نص المادة‬
‫‪ 22‬من الميثاق وتتمثل اختصاصات المجلس حسب المادة ‪ 12‬من الميثاق كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬القيام بدراسات ووضع التقارير عن المسائل الدولية في أمور االقتصادية واالجتماعية‬


‫والثقافة والتعليم والصحة وما يتصل بها وتقديم توصيات إلى الجمعية العامة‪.‬‬

‫‪ -2‬العمل على نشر احترام حقوق اإلنسان والحريات األساسية ومراعاتها‪.‬‬

‫‪ -3‬يعد م شروعات اتفاقيات لتعرض على الجمعية العامة بخصوص المسائل التي تدخل‬
‫في اختصاصه(‪.)2‬‬

‫‪ -4‬الدعوة إلى عقد مؤتمرات دولية لدراسة المسائل التي تدخل في دائرة اختصاصه‪.‬‬

‫‪ -2‬ينسق بين وحداته المتخصصة‪.‬‬

‫‪ -1‬يتخذ الخطوات الالزمة للحصول بانتظام على تقارير من الوكاالت المتخصصة‪.‬‬

‫‪ -2‬مد مجلس األمن بما يلزم من معلومات عن األمور التي تدخل في مجال اختصاصه‬
‫ومعاونته متى طلب ذلك(‪.)3‬‬

‫‪ -5‬يقوم تنفيذ توصيات الجمعية العامة المنوطة بالوظائف التي تدخل في اختصاصه‪.‬‬

‫‪ -2‬يضع الترتيبات الالزمة للتشاور مع المنظمات الغير الحكومية ومن ذلك المنظمة‬
‫الدولية للصليب األحمر‪ ،‬واالتحاد البرلماني الدولي(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.213 :‬‬


‫(‪ )2‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.211 :‬‬
‫(‪ )3‬عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.120 :‬‬
‫(‪ )4‬حسن نافعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.103 :‬‬

‫‪35‬‬
‫بناءا‬
‫ينعقد المجلس في دورتين عاديتين كل عام ويجوز دعوته لالنعقاد إلى دورة طارئة ً‬
‫على طلب أغلبية الدول األعضاء فيه‪ ،‬كما يجوز انعقاده في دورة غير عادية بناء على طلب‬
‫مجلس الوصاية أو وكالة دولية متخصصة أو دولة عضو في األمم المتحدة شريطة موافقة‬
‫رئيس المجلس اإلقتصادي واالجتماعي بنوابه الثالث(‪.)1‬‬

‫كما أن لرئيس المجلس دعوة المجلس لالنعقاد شريطة اقتراحها بموافقة كافة نوابه‪.‬‬

‫ئيسا له و‪ 3‬نواب للرئيس ويختص رئيس‬ ‫ينتخب المجلس في أول كل دورة من دوراته ر ً‬
‫المجلس بافتتاح الجلسات وادارتها وانهاءها واعالن الق اررات المتخذة واإلشراف على تنفيذها(‪.)2‬‬

‫وقد حددت المادة ‪ 12‬من ميثاق األمم المتحدة نظام التصويت‪ ،‬أنه يكون لكل عضو‬
‫من أعضائه صوت واحد وعدم مشاركة مندوبي الوكاالت المتخصصة في التصويت(‪.)3‬‬

‫د‪ -‬محكمة العدل الدولية‪:‬‬


‫هي الجهاز القضائي الرئيسي لألمم المتحدة وتمثل امتداد للمحاوالت الرامية إلى إقامة‬
‫سلطة قضائية دائمة في مجال العالقات الدولية للفصل في المنازعات بين الدول‪ ،‬وتمارس‬
‫صالحياتها بموجب نظامها األساسي الذي يعتبر جزًءا ال يتج أز من ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬وهو‬
‫مبني على نظام األساسي للمحكمة الدائمة للعدل الدولي تأسست سنة ‪.1241‬‬

‫إن اهتمام الميثاق بهذا الجهاز ترتب عليه نتيجة وهي أن جميع الدول األعضاء في‬
‫األمم المتحدة أصبحت بالضرورة أـعضاء في النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية في الوقت‬
‫نفسه سمح الميثاق للدول الغير أعضاء في األمم المتحدة بأن تنظم للنظام األساسي‬
‫للمحكمة(‪.)4‬‬

‫‪ -‬يوجد مقر المحكمة بالهاي هولندا‪ ،‬حيث نصت المادة (‪ )2‬من النظام األساسي‬
‫لمحكمة العدل الدولية في الفقرة (‪ )1‬على أن " يكون مقر المحكمة في الهاي وتتألف محكمة‬
‫العدل الدولية من ‪ 12‬قاضيا‪ 3 ،‬يتم انتخابهم لمدة ‪ 2‬سنوات ويجوز إعادة انتخابهم لعهدة ثانية‪.‬‬

‫(‪ )1‬عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.120 :‬‬
‫(‪ )2‬هاني العزو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31 :‬‬
‫(‪ )3‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.213 :‬‬
‫(‪ )4‬حسن نافعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.105 :‬‬

‫‪32‬‬
‫ووفقا للمادة (‪ )23‬تعتبر جميع الدول ذات العضوية في األمم المتحدة أطرافا في النظام‬
‫األساسي لمحكمة العدل الدولية ويحق لها التقاضي أمام محكمة العدل الدولية غير أن المحكمة‬
‫تكون مفتوحة أيضا أمام الدول التي ال تحمل العضوية في األمم المتحدة حسب المادة ‪23‬‬
‫عضوا في األمم المتحدة أن تنظم إلى النظام األساسي لمحكمة‬
‫ً‬ ‫الفقرة (‪ :)2‬يجوز لدولة ليست‬
‫بناءا على توصية مجلس األمن(‪.)1‬‬
‫العدل الدولية بشروط تحددها الجمعية العامة لكل حالة ً‬
‫‪ -‬إن أعضاء محكمة العدل الدولية ليسوا ممثلين ألحد وال يخضعون ألي سلطة‪ ،‬وانما‬
‫هم قضاة يختارون ألشخاصهم ولكفاءتهم المهنية كخبراء قانونيين‪ ،‬على مستوى رفيع وتشترك‬
‫كل من الجمعية العامة ومجلس األمن في إخبار األعضاء من قائمة يعدها األمين العام لألمم‬
‫المتحدة(‪.)2‬‬

‫مع مراعاة التمثيل الجغرافي للدول األعضاء في األمم المتحدة‪ ،‬كما يتمتع قضاة محكمة‬
‫العدل الدولية بالمزايا واإلعفاءات السياسية التي تضمن استقاللهم وحيادهم ونزاهتهم في أداء‬
‫بناءا على طلب أحد األطراف في‬
‫وظائفهم وللمحكمة تعيين ما تشاء من المساعدين والخبراء ً‬
‫النزاع(‪.)3‬‬

‫اختصاصات محكمة العدل الدولية‪:‬‬


‫‪ -‬تختص محكمة العدل الدولية بفصل الخالفات القانونية الدولية‪ ،‬على أساس القانون‬
‫الدولي وتساهم بمهمتها هذه في نشاط األمم المتحدة كما حدده ميثاقها‪ ،‬بحل النزاعات الدولية‬
‫بالوسائل السلمية وفقا لمبادئ العدالة والقانون الدولي(‪.)4‬‬

‫تعمل على فض النزاعات بين الدول أو كجهاز إفتائي يصدر أراء استشارية تعبر عن‬
‫رأي القانون حول أي مسألة أخالقية‪ ،‬وال تلزم اآلراء االستشارية الصادرة عن محكمة العدل‬
‫الدولية الجهة أو الجهات التي طلبتها ومع ذلك فإن لهذه اآلراء قيمة كبرى من حيث أنها تعبر‬
‫عن التفسير القانوني الرسمي أو األكثر حجة‪ ،‬ويعكس وجهة نظر القضاء حول الموضوع أو‬

‫(‪ )1‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.220 :‬‬


‫(‪ )2‬الذهبية أمين الشيخ مبارك‪ ،‬عمليات حفظ السالم األممي‪ ،‬دراسة حالة بعثة المينوروسو في الصحراء الغربية‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة ماجستير في العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة بن خدة بن يوسف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬قسم العلوم السياسية واإلعالم‪،‬‬
‫‪ ،2001‬ص‪.31 :‬‬
‫(‪ )3‬حسن نافعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.105 :‬‬
‫(‪ )4‬هاني العزو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.41 :‬‬

‫‪40‬‬
‫المسألة المطلوب شرحها وتفسريها قد أعانت هذه اآلراء االستشارية القانون الدولي كثي ار أو‬
‫ساعدت في الوقت نفسه على تفسير وتطوير السلطات واختصاصات األجهزة السياسية لألمم‬
‫المتحدة نفسها(‪.)1‬‬

‫وعليه فإن إختصاصات المحكمة تنحصر في‪:‬‬

‫‪ -‬اختصاص استشاري‪ :‬إذ تستطيع الدول المثول أمام محكمة العدل الدولية لطلب‬
‫رأيها االستشاري‪.‬‬

‫‪ -‬فك النزاعات بين منظمين دوليين أو أكثر‪.‬‬

‫‪ -‬فك النزاعات بين وكالة دولية موطنيها‪.‬‬

‫‪ -‬فك النزاعات بين دولة أو أكثر أعضاء في منظمة دولية واحدة(‪.)2‬‬

‫ومن أمثلة التدخالت التي قدمت فيها المحكمة رأيها االستشاري فيما يخص القضايا المعروضة‬
‫عليها القضية الصحراوية موضوع دراستنا في ‪ 1222‬واعتراف المحكمة بالحق الثابت للشعب‬
‫الصحراوي في تقرير مصيره‪.‬‬

‫و‪ -‬مجلس الوصاية‪:‬‬


‫سائدا في زمن عصبة األمم‬‫ظهر نظام الوصاية على أنقاض نظام االنتداب الذي كان ً‬
‫وتطبيق هذا النظام يكون على اإلقليم التي ال تتمتع بالحكم الذاتي حتى تنال استقاللها لتوفير‬
‫إقليما مشموالً بالوصاية يقوم بإدارتها ‪ 2‬دول أعضاء ولضمان اتخاذ‬
‫االشراف الدولي على ‪ً 11‬‬
‫الخطوات الالزمة األعداد هذه األقاليم للحكم الذاتي أو االستقالل(‪.)3‬‬

‫كما ذكرنا يتألف المجلس حسب المادة ‪ 51‬من الميثاق من األعضاء الذين يتولون إدارة‬
‫أقاليم مشمولة بالوصاية – األعضاء المذكورين باالسم في المادة ‪ 23‬الذين ال يتولون إدارة إقليم‬
‫مشمولة بالوصاية‪.‬‬

‫(‪ )1‬حسن نافعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.111 :‬‬


‫(‪ )2‬هاني العزو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.43 :‬‬
‫(‪ )3‬حسن نافعة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.101 :‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ -‬العدد الذي يلزم من األعضاء اآلخرين لكفالة أن يكون جملة أعضاء مجلس الوصاية‬
‫فريقين متساويين أحدهما األعضاء الذين يقومون بإدارة األقاليم المشمولة بالوصاية واآلخر‬
‫األعضاء الذين خلوا من تلك اإلدارة‪.‬‬

‫وتنتخب الجمعية العامة هؤالء األعضاء لمدة ‪ 3‬سنوات(‪ .)1‬وتتمتع الدول الكبرى الدائمة‬
‫العضوية بمجلس األمن بمقعد دائم في مجلس الوصاية وتأتي ذلك إما باعتبارها دولة تتولى‬
‫إدارة األقاليم الخاصة لنظام الوصاية طبقا للمادة ‪ 1/51‬أو اعتبارهما األعضاء الدائمة في‬
‫مجلس األمن طبقا للمادة ‪ / 1/51‬ب أيضا وللمالحظة أن عدد أعضاء هذا المجلس في‬
‫تناقص مستمر منذ سنوات نظ ار الستقالل عدد كبير من األقاليم التي تأسست خاصة لنظام‬
‫(‪)2‬‬
‫كما يتوفر المجلس على عدد من اللجان‪.‬‬ ‫الوصاية‬

‫يمثل كل دولة مندوب واحد‪ ،‬يعين من طرف دوليته ولكل دولة صوت واحد دون تميز‪،‬‬
‫وتتخذ الق اررات بأغلبية األصوات(‪.)3‬‬

‫اختصاصات مجلس الوصاية‪:‬‬


‫يمارس المجلس وظائف تحت إشراف الجمعية العامة بالنسبة للمناطق غير اإلستراتيجية‬
‫وتحت إشراف مجلس األمن بالنسبة للمناطق اإلستراتيجية ويستطيع االستعانة بالمجلس‬
‫االجتماعي واالقتصادي والوكاالت الدولية المختصة للنهوض بمهامه‪.‬‬

‫‪ -‬يناقش التقارير السنوية التي تقدمها إليه السلطة الوصية عن األحوال السياسية‬
‫واالقتصادية والمتعلقة في المناطق الخاصة لوصايتها‪ ،‬واتخاذ توصياته بشأنها واحالتها إلى‬
‫الجمعية العامة أو إلى المجلس األمن(‪.)4‬‬

‫‪ -‬قبول وفحص الشكاوي التي ترد إليه عن أوضاع األقاليم بالتشاور مع السلطة القائمة‬
‫باإلدارة‪.‬‬

‫‪ -‬تنظيم زيارات دورية لهذه األقاليم في أوقات يتفق عليها مع السلطة القائمة باإلدارة‪.‬‬

‫(‪ )1‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2012 :‬‬


‫(‪ )2‬عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.122 :‬‬
‫(‪ )3‬حسن نافعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.102 :‬‬
‫(‪ )4‬هاني العزو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.4 :‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ -‬وضع وتصميم استبيان لتوضح مدى تقدم سكان كل إقليم مشمول بالوصاية في الشؤون‬
‫السي اسية واالقتصادية واالجتماعية والتعليمية وتقوم السلطة الوصية باإلجابة عن األسئلة في‬
‫تقريرها السنوي الذي ترسله إليه‪.‬‬

‫‪ -‬االستعانة بالمجلس اإلقتصادي واالجتماعي وبالوكاالت المتخصصة كما كان ذلك‬


‫ضرورًيا لحسن اضطالعه بالمهام السابقة(‪.)1‬‬

‫لإلشارة أنه بحلول سنة ‪ 1224‬كانت كل األقاليم المشمولة بالوصاية قد حصلت على‬
‫الحكم الذاتي أو االستقالل إما كدولة منفصلة أو بالنظام إلى بلدان مستقلة مجاورة‪.‬‬

‫ن‪ -‬األمانة العامة لمنظمة األمم المتحدة‪:‬‬


‫ئيسيا من أجهزة منظمة األمم المتحدة‪ ،‬وهو الجهاز الفني‬ ‫جهاز ر ً‬
‫ًا‬ ‫تمثل األمانة العامة‬
‫الذي يق وم بتولي األعمال اإلدارية بالنسبة لجميع فروع األمم المتحدة وأجهزتها الرئيسية والفرعية‬
‫باستناد من الميثاق‪ ،‬وحسب المادة ‪ 22‬من الميثاق التي تنص على كون األمين العام هو‬
‫الموظف اإلداري األكبر في الهيئة يعين باألغلبية البسيطة لألعضاء الحاضرين والمشاركين في‬
‫بناءا على توصية مجلس األمن والتي تصدر بموافقة أعضاء‬ ‫التصويت في الجمعية العامة‪ً ،‬‬
‫من بينهم األعضاء الخمسة الدائمون ولذلك لمدة ‪ 2‬سنوات لكل عهدة مع إمكانية انتـ ـ ـ ـ ــخابه‬
‫لمـ ـ ـ ــدة ث ـ ـ ـ ــانية‪ .‬كـ ـ ـ ــما يم ـ ـ ــكن تمديد فترة العهدة(‪.)2‬‬

‫يعتبر األمين الع ام رأس هرم جهاز األمانة العامة فهو الرئيس األعلى لموظفي األمم‬
‫المتحدة كافة وهو أبرز صانعي السالم في العالم حسب توجهات الجمعية العامة ومجلس األمن‬
‫واألجهزة األخرى‪.‬‬

‫عين أول أمين عام لألمم المتحدة السيد‪ :‬تريحفي لي ‪ Trygvelie‬النرويجي الجنسية‬
‫(‪ )1223 -1241‬ولإلشارة أنه لم يضع ملفًا للقضية الصحراوية خالل فترته(‪.)3‬‬

‫‪ -‬لألمين العام وظائف حددت له حسب نصوص ميثاق األمم المتحدة وهي وظائف‬
‫سياسية وادارية فحسب (المادة ‪ )21‬من الميثاق التي تنص على أن األمين العام هو رئيس‬
‫الجهاز اإلداري للمنظمة ومن هنا تأتي مسؤوليته عن المهام اإلدارية والتنفيذية لألمم المتحدة‪،‬‬

‫(‪ )1‬حسن نافعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.101 :‬‬


‫(‪ )2‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.212 :‬‬
‫(‪ )3‬حسن نافعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.113 :‬‬

‫‪43‬‬
‫ويشمل ذلك خدمة األجهزة المختلفة للمنظمة فضال عن اعتباره نقطة تجمع للمعلومات في‬
‫األمم المتحدة ومؤدي لتلك الصالحيات مسؤولية األمن العام عن المشاركة في التحضير‬
‫لق اررات أجهزة األمم المتحدة األخرى والعمل على تنفيذها بمساعدة الدول األعضاء‪.‬‬

‫وتضيف المادة ‪ 25‬أن األمين العام يقوم بكل المهام الموكلة إليه من قبل مجلس األمن‬
‫أو الجمعية العامة‪ ،‬أو المجلس االقتصادي واالجتماعي أو مجلس الوصاية‪ ،‬األمر الذي يضعه‬
‫أحيانا في مواجهة الدول‪.‬‬

‫كما تم المادة ‪ 22‬لتعزيز هذا التوجه السياسي على أن لألمين العام أن ينبه مجلس‬
‫األمن إلى أي مسألة تهدد حفظ السلم واألمن الدوليين‪.‬‬

‫كما عززت المادة ‪ 100‬من الميثاق دوره وأكدت الصيغة الدولية لألمين العام وعلى‬
‫استقالليته الكامل على أية حكومة أو سلطة خارجية مما تؤكد على التزامه بالحياد والموضوعية‬
‫في معالجة األزمات الدولية‪.‬‬

‫‪ -‬يلتزم األمين العام في عمله بمبادئ الميثاق وحدها التي تحدد له في النهاية ما هو‬
‫حق وما هو باطل‪ ،‬بمنأى عن أية مؤثرات أخرى(‪.)1‬‬

‫إنشاء قوات الطوارئ الدولية والتوسط في المشاكل الدولية خاصة المتعلقة بالسلم والتعاقد‬
‫مع مختلف المنظمات باسم منظمة األمم المتحدة واإلشراف على إجراءات الوساطة والمصالحة‬
‫ويمارس الدبلوماسية الهادية الوقائية للمساعدة في حل المنازعات قبل تصعدها (‪.)2‬‬

‫‪ -‬كما يعد األمين العام مشروع ميزانية األمم المتحدة التي تقره الجمعية العامة‪.‬‬
‫ير سنويا بأعمال هيئة األمم المتحدة يقدمه إلى الجمعية العامة ضف إلى‬
‫‪ -‬يعد تقر ًا‬
‫مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة ومجلس األمن والمجلس اإلقتصادي واالجتماعي‬
‫ومجلس الوصاية(‪.)3‬‬
‫‪ -‬إدراج موضوعات في جدول أعمال في بداية كل دورة للجمعية العامة(‪.)4‬‬
‫‪ -‬وتلقي طلبات االنضمام إلى عضوية األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪ -‬تسجيل ونشر المعاهدات التي تبرمها األمم المتحدة والمنظمات الدولية‪.‬‬

‫(‪ )1‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.212 :‬‬


‫(‪ )2‬الذهبية أمين الشيخ مبارك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21 :‬‬
‫(‪ )3‬هاني العزو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪41 :‬‬
‫(‪ )4‬هشام محمود األقداحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35 :‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ -‬متابعة تنفيذ الق اررات واألعمال القانونية الصادرة عن مشروع المنظمة‪.‬‬

‫‪ -‬المبادرة تلقائيا بالتدابير المتعلقة بالمحافظة على السلم واألمن الدوليين(‪.)1‬‬

‫إن مهام األمين العام في ألمم المتحدة هي من أصعب المهام وأدقها‪ ،‬إذ تعكس العالقة‬
‫دائما أن يكون أداة لتنفيذ سياستها لخدمة‬
‫بين الدول العظمى واألمم المتحدة والتي يراد بها ً‬
‫مصالحها وعليه فشخصية األمين العام تخضع لمالبسات الوضع الدولي ولهذا البد من إعادة‬
‫النظر في ميثاق األمم المتحدة بخصوص هذا المنصب الحساس وادخال إصالحات تخدم‬
‫المنظمة‪.‬‬

‫ولعل العائق الذي يحد من صالحيات األمين العام المشار إليها سابقا يتمثل في‬
‫األساس في نظام صنع القرار ذاته في األمم المتحدة والذي يتم بالتصويت داخل أجهزة صنع‬
‫احدا منها‪ ،‬بل يأتي دوره لمساعدة في تنفيذ تلك الق اررات(‪.)2‬‬
‫القرار واألمين العام ليس و ً‬

‫(‪ )1‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.212 :‬‬


‫(‪ )2‬الذهبية أمين الشيخ مبارك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22 :‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ -3‬مبادئ وأهداف منظمة األمم المتحدة‪:‬‬
‫ألية منظمة أهداف تعطي لها أهمية كبيرة لتحقيق عدة أغراض‪ ،‬حيث تبين أسباب وجود‬
‫المنظمة كما تحدد الوسائل الكفيلة بتحقيق األهداف المرجوة‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك تساعد على تقييم‬
‫نشاط المنظمة ومدى نجاحها أو فشلها‪ .‬كما يساعد على تفسير نصوص الميثاق في حال االختالف‬
‫حول مضمونها‪.‬‬

‫وتمثل األهداف التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها أحد أسس التقسيم المنظمات الدولية إلى‬
‫منظمات عامة وأخرى متخصصة فتحقيق األهداف يسمح للمنظمة باستم اررية وعدم االنحراف عن‬
‫أسباب وجودها(‪.)1‬‬

‫وردت أهداف منظمة األمم المتحدة في ديباجة الميثاق فقد بينت الديباجة أن األمم المتحدة‬
‫تهدف إنقاذ األجيال المقبلة من ويالت الحرب وكفالة حقوق اإلنسان وتحقيق العدالة في العالقات‬
‫الدولية واحترام االلتزامات الناتجة من المعاهدات وغيرها من المصادر القانونية الدولية والعمل على‬
‫الرقي االجتماعي ورفع مستوى الحياة وتحقيق هذه األهداف يستلزم التسامح والتعايش في سالم وحسن‬
‫(‪)2‬‬
‫في غير المصلحة‬ ‫الجوار والمحافظة على السلم واألمن الدوليين وعدم استخدام القوة المسلحة‬
‫المشتركة وأن تقوم المنظمة على ترقية النواحي االجتماعية واالقتصادية للشعوب جميعا‪.‬‬

‫حددت المادة األولى من ميثاق منظمة األمم المتحدة المقاصد واألهداف على النحو التالي‪:‬‬

‫حفظ السلم واألمن الدوليين‪:‬‬


‫تصدر هذا الهدف األسمى ديباجة الميثاق في مادته األولى‪ ،‬فالديباجة تقر أن شعوب األمم‬
‫المتحدة قد آلت على نفسها أن تنقذ األجيال القادمة من ويالت الحروب وكل ما من شأنه أن يهدد‬
‫السلم وا ألمن الدوليين وحل النزاعات بالطرق السلمية وفقا لمبادئ العدل والقانون الدولي وتحريم‬
‫استخدام القوة في حل المنازعات(‪.)3‬‬

‫نفهم من هذا أن المنظمة تعمل على اتخاذ التدابير المشتركة الفعالة لمنع األسباب التي تهدد‬
‫السلم وازالتها‪ ،‬أي أنه على المنظمة أن ال تنتظر اندالع المنازعات وتحولها إلى صراعات مسلحة‬
‫لكي تتدخل بل يتوجب عليها أن تقوم باتخاذ التدابير الوقائية إزالة أسباب التي تؤدي إلى التوتر‬

‫(‪ )1‬مولود بن عربي‪ ،‬مستقبل منظمة األمم المتحدة في ظل العولمة‪ ،‬لبنان‪ :‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬ط‪ ،2005 ،1‬ص‪.22 :‬‬
‫(‪ )2‬عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.124 :‬‬
‫(‪ )3‬هشام محمود األقداحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25 :‬‬

‫‪41‬‬
‫واالحتقان الدولي وتشير هذه المادة إلى ثالث أنواع من التدابير التي على األمم المتحدة اتخاذها‬
‫لحفظ السلم واألمن الدوليين‪ :‬تدابير وقائية إلزالة أسباب النزاع والحيلولة دون اندالع المنازعات أصالً‬
‫وتدابير لمساعدة أطراف النزاع للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاع وفقا لمبادئ العدل والقانون الدولي‬
‫وتدابير قمعية لمواجهة حاالت العدوان وتهديد للسلم أو اإلخالل به(‪.)1‬‬

‫تنمية العالقات الودية بين األمم‪:‬‬


‫والذي حددته الفقرة ‪ 2‬من المادة األولى وهو الهدف الثاني الذي يتعين على األمم المتحدة أن‬
‫تحققه حيث نصت على صالحياتها في اتخاذ التدابير الالزمة إلنماء العالقات الودية بين األمم على‬
‫أساس مبدأ المساواة في الحقوق بين الشعوب وحقها في تقرير المصير واتخاذ التدابير األخرى‬
‫المالئمة لتعزيز السلم في العالم(‪.)2‬‬

‫تحقيق التعاون الدولي في الشؤون االجتماعية واالقتصادية والثقافة واإلنسانية‪:‬‬


‫وهذا ما نصت عليه الفقرة ‪ 3‬من المادة األولى وهو قيام األمم المتحدة بتحقيق التعاون الدولي‬
‫لحل المشكالت ذات الصبغة االقتصادية واالجتماعية والثقافة واإلنسانية وعلى تعزيز احترام حقوق‬
‫جميعا بدون سب األصل أو الجنس أو اللغة أو الدين(‪.)3‬‬
‫ً‬ ‫اإلنسان والحريات اإلنسانية للناس‬

‫يؤكد هذا النص أن األمم المتحدة منظمة عامة وليست منظمة سياسية أو أمنية متخصصة‬
‫حيث تشجع من خالل أجهزتها المختلفة التعاون الدولي وتعمل على حل المسائل ذات البعد‬
‫االقتصادي واالجتماعي ‪..‬إلخ وهذا ما هو مؤكد في المادتين ‪ 22‬و‪ 21‬من الميثاق أي تحقيق التعاون‬
‫الدولي في مختلف المجاالت هو هدف المنظمة(‪.)4‬‬

‫مرجعا لتنسيق جهود األمم المتحدة وتوجيهها لخدمة هذه الغايات المشتركة‪:‬‬
‫ً‬ ‫‪ -‬أن تكون الهيئة‬

‫ورد هذا الهدف في الفقرة ‪ 4‬من المادة ‪ 1‬من الميثاق والغاية منه هو تفعيل الدور الذي تقوم به‬
‫األمم المتحدة في تنظيم العالقات الدولية والمساعدة على إدراك األهداف األخرى التي نص عليها‬
‫الميثاق(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.151 :‬‬


‫(‪ )2‬حسين الفتالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10 :‬‬
‫(‪ )3‬مولود بن عربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30 :‬‬
‫(‪ )4‬هاني العزو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12 :‬‬
‫(‪ )2‬مولود بن عربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31 :‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ -‬مبادئ منظمة األمم المتحدة‪:‬‬
‫المبادئ هي تلك الوسائل التي تتبعها المنظمة لتحقيق أهدافها أو الوسائل التي تلجأ إليها لنقل‬
‫األهداف إلى واقع حقيقي‪.‬‬

‫قامت منظمة األمم المتحدة على عدد من المبادئ تمثل الركيزة األساسية لتحقيق أهدافها‬
‫وباألخص الهدف األسمى أال وهو تحقيق السلم واألمن الدوليين(‪.)1‬‬

‫تحتوي المادة ‪ 2‬من الميثاق على ‪ 2‬مبادئ تسعى من خاللها األمم المتحدة لتحقيق مقاصدها‬
‫المذكورة في المادة ‪ 1‬وللمالحظة أن المادة ‪ 2‬من الميثاق ليست المادة الوحيدة التي تعالج مبادئ‬
‫األمم المتحدة‪ ،‬كما أن هذه المبادئ في أغلبها وسائل وطرق لتحقيق غايات المنظمة كما سبق ذكره‬
‫وهي تشبه أهداف المنظمة إلى حد بعيد في صياغتها العامة(‪.)2‬‬

‫مبدأ المساواة السيادية بين الدول‪:‬‬


‫أشار الميثاق إلى المساواة في السيادة بين الدول األعضاء إال أنه نالحظ أن الميثاق قد‬
‫تناقض في نصوصه في هذا المجال ألنه فرق بين الحقوق المقررة للدول الكبرى وغيرها من حيث‬
‫منح الدول الدائمة العضوية في مجلس األمن حق االعتراض‪ ،‬كذلك فيما يخص تعديل وتنقيح‬
‫الميثاق‪.‬‬

‫كما أنه في المادة ‪ 1/2‬من الميثاق يوحي بأن المنظمة األمم المتحدة من المنظمات الدولية‬
‫التقليدية التي ال تؤثر على سيادة الدول األعضاء ويؤدي ذلك أن المنظمة ال تصدر ق اررات ملزمة‬
‫للدول األعضاء من الناحية القانونية إال في حاالت تهديد السلم واألمن الدوليين‪.‬‬

‫ولكن إذا أدركنا أن الميثاق يحرم استعمال القوة فيما عدا حالة الدفاع الشرعي وشروط يحددها‬
‫وفرض إلتزامها بحل المنازعات بالطرق السلمية واعترافه بحقوق اإلنسان فإن ذلك يحمل عن االعتراف‬
‫بأن السيادة بمعناها التقليدي في القانون الدولي ال تتماشى مع األفكار األساسية لميثاق األمم‬
‫المتحدة(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬هشام محمود األقداحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30 :‬‬


‫(‪ )2‬مولود بن عربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31 :‬‬
‫(‪ )3‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.153 :‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ -‬مبدأ المساواة في السيادة بين الدول فيما يخص المساواة القانونية في الحقوق والواجبات‬
‫كالمساواة في التصويت فكل دولة صوت واحد في كافة فروع الهيئة وأجهزتها السيادية(‪.)1‬‬

‫وعليه فإن كل الدول سواء كانت صغيرة أو كبيرة قوية أو ضعيفة‪ ،‬متساوية مبدئيا ونظرًيا في‬
‫هيئة األمم المتحدة وهذا ما هو مخالف(‪ )2‬ما تطرقنا إليه في البداية‪.‬‬

‫‪ -‬حظر استعمال القوة أو التهديد بها في العالقات الدولية‪ ،‬حيث أنه إذا حدث تهديد للسلم أو‬
‫خرقه أو دفع عدوان يستطيع مجلس األمن اتخاذ التدابير الكفيلة بمواجهة مثل هذا الموقف بما‬
‫فيها استخدام القوة العسكرية كما صرح ميثاق األمم المتحدة لألعضاء بجواز استخدام القوة‬
‫للدفاع الشرعي عن النفس وفي حالة تعرضهم للعدوان المسلح فردي أو جماعات(‪.)3‬‬

‫كما أقترن هذا المبدأ بمبدأ األمن الجماعي‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ حل النزاعات بالطرق السلمية‪:‬‬

‫تفصل جميع الدول األعضاء المنازعات القادمة بينها بالوسائل السلمية وبشكل ال يجعل السلم‬
‫واألمن الدولي عرضة للخطر(‪.)4‬‬

‫‪ -‬مبدأ حسن نية الدول في تنفيذ التزامات الميثاق‪:‬‬

‫‪ -‬تقوم الدول بتنفيذ االلتزامات التي أخذتها على نفسها بحكم الميثاق بحسن نية‪ ،‬وحسن النية‬
‫يقتضي منها تطبيق اإللتزامات الناشئة عن أحكام القانون الدولي‪ ،‬مهما كان مصدرها‪ ،‬بصورة‬
‫تتفق مع روح هذه االلتزامات ولكن مع شكلها فقط(‪.)2‬‬

‫‪ -‬مبدأ تقديم العون إلى األمم المتحدة‪:‬‬

‫إن كل دولة من الدول األعضاء تقدم ما في وسعها من عون إلى األمم المتحدة في أي عمل‬
‫تتخذه وفق الميثاق وهذا بتوفر اإلمكانيات والموارد الالزمة ووضعها تحت تصرف األمم المتحدة‪.‬‬

‫كذلك ضرورة االمتناع عن مساعدة الدول الخارجة عن الشرعية الدولية التي اتخذ مجلس‬
‫األمن إجراء ضدها(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬حسن نافعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.50 :‬‬


‫(‪ )2‬هاني للعزو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20 :‬‬
‫(‪ )3‬حسن نافعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52 :‬‬
‫(‪ )4‬عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.122 :‬‬
‫(‪ )2‬هاني العزو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21 :‬‬
‫(‪ )1‬حسن نافعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52 :‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ -‬مبدأ اعتبار المبادئ المتقدمة مبادئ للدول الغير أعضاء‪:‬‬

‫تعمل الهيئة على تسيير الدول الغير أعضاء في المنظمة على هذه المبادئ الخمسة السابقة‬
‫الذكر بقدر ما تقتضيه الضرورة لحفظ السلم واألمن الدوليين‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ احترام الهيئة لالختصاص الداخلي للدول األعضاء‪:‬‬

‫ليس في ميثاق األمم المتحدة ما يسوغ لها التدخل في الشؤون التي تكون في الصميم الداخلي‬
‫للدول على أن يخل هذا المبدأ بتطبيق تدابير القمع التي تتخذ في حاالت تهديد السالم واإلخالل به‬
‫ووقوع العدوان الواردة في الفصل ‪ 2‬من الميثاق(‪.)1‬‬

‫‪ -‬مبدأ حق تقرير المصير للشعوب‪:‬‬

‫اعتبر ميثاق األمم المتحدة احترام هذا الحق من قبيل المبادئ التي تقوم عليها المنتظم الدولي‬
‫تقنينا لالتجاهات الديمقراطية التي أخذت تتسلل إلى المجتمع‬
‫كما أن النص عليه في الميثاق يعد ً‬
‫الدولي منذ أن أعلن ‪ -‬ولسون – في ‪ 1215‬أن كافة المشاكل اإلقليمية يجب حلها وفقا إلرادة سكان‬
‫أنصار بصورة متزايدة حتى جاء ميثاق األمم المتحدة ونص عليه‬
‫ًا‬ ‫كل إقليم ثم أخذ هذا المبدأ يكتسب‬
‫عموما سوف نتطرق إلى هذا المبدأ بالتفصيل في‬
‫ً‬ ‫واعتباره أحد المبادئ وتم التأكيد عليه ‪1210‬‬
‫المبحث الثاني للفصل األول من هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪ -‬نزع أسلحة الدمار الشامل‪.‬‬

‫(‪ )1‬هاني العزو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21 :‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -49‬ميثاق منظمة األمم المتحدة‪:‬‬
‫يعتبر الميثاق من قبيل المعاهدات الدولية الجماعية‪ ،‬وهو بمثابة القوة الدستورية في‬
‫القانون الدولي وبالنسبة للدول األعضاء في المنظمة‪ ،‬وبالنسبة أيضا لتأثير مواثيق المنظمات‬
‫الدولية‪.‬‬

‫وتبدو الصيغة الدستورية ألحكام الميثاق في أنه يسري على الدول غير األعضاء في‬
‫األمم المتحدة في بعض الحاالت التي أشار إليها صراحة‪ ،‬فهذه الدول يجب عليها أن تخدم‬
‫مبادئ األمم المتحدة‪ ،‬كلما كان ذلك ضرورًيا للمحافظة على السلم واألمن الدوليين‪ .‬فميثاق‬
‫األمم المتحدة هو وثيقة أساسه ذات قيمة قانونية تحكم العالقات الدولية(‪.)1‬‬

‫يحتوي الميثاق على العديد من القواعد والمبادئ تمثل الجذور األساسية والمثالية التي‬
‫يأمل المجتمع الدولي تحقيقها مثل حماية حقوق اإلنسان وتحقيق العدالة بين الشعوب وحق‬
‫الشعوب في تقرير مصيرها والمساواة في السيادة وغريها من القواعد والمبادئ‪.‬‬

‫كما أن ميثاق األمم المتحدة لم يكن ناتج فقط عن نتائج الحرب والمفاوضات بين الوفد‬
‫األمريكي والروسي واالنجليزي وال هو نتاج التجارب التاريخية فقط وانما هو كل هذه العوامل‬
‫مجتمعة(‪.)2‬‬

‫يتكون ميثاق األمم المتحدة من ديباجة قصيرة و‪ 111‬مادة موزعة على ‪ 12‬فصالً‬
‫تعد جزًءا ال‬
‫باإلضافة إلى النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية والذي يتكون من ‪ 20‬مادة‪ُ ،‬‬
‫يتج أز من الم يثاق‪ ،‬وتفصل هذه المواد في توضيح الغرض من إنشاء منظمة األمم المتحدة‬
‫ومقاصدها ومبادئها التي تقوم عليها‪.‬‬

‫يعتبر ميثاق األمم المتحدة من أعلى مراتب المعاهدات الدولية وأكثر قواعد القانون‬
‫سموا ومكانة وأن أي سلوك أو فعل دولي يناقض صراحة أو يشكل خرقًا لميثاق األمم‬ ‫الدولي ً‬
‫منافيا للقانون الدولي والشرعية الدولية وخروجا عليها(‪.)3‬‬
‫المتحدة يصح بالضرورة سلو ًكا ً‬

‫(‪ )1‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121 :‬‬


‫(‪ )2‬مبروك عضبان‪ ،‬مدخل للعالقات الدولية‪ ،‬الجزائر‪ :‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،2002 ،‬ص‪.123 :‬‬
‫(‪ )3‬حسن نافعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22 :‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -‬يرى الكثيرون أن ميثاق منظمة األمم المتحدة وثيقة لم يسبق لها مثيل‪ ،‬فلم يعرف من‬
‫قبل عمل قانوني متعلق بمبادئ القانون الدولي على هذا القدر من الشمول والعمومة‪ ،‬فقد‬
‫است طاع أن يضمن بوجه عام لمحك الزمن ولم تقم حتى اآلن حالة واحدة أدت فيها ثغرة قائمة‬
‫في الميثاق إلى إعاقة حل مسألة دولية مختلف عليها وان حدث ذلك فمرده إلى اختالف‬
‫سياسات الدول الكبرى ونزاعاتها(‪.)1‬‬

‫لكن الذهاب إلى اعتبار ميثاق المنظمة على قدر كبير من الدقة والشمول ليس سوى‬
‫رأي قابل للنقاش فبالرغم من كون ديباجته جاءت شاملة وعامة وتحمل الكثير من اآلمال‬
‫والطموحات التي ترجو فيها الحكومات باسم شعوبها تحقيقها وتجسيدها‪ .‬فإن نشاط المنظمة‬
‫كأداة لتحقيق تلك الغايات السامية يصطدم بالواقع الدولي(‪.)2‬‬

‫وهنا البد لنا ذكر أن كل المشرعات التي وضعت لصياغة ميثاق األمم المتحدة وضعت‬
‫في ظروف غير عادية‪ ،‬فقد وضعت والحرب العالمية الثانية ال تزال قائمة إذ اتسمت كل‬
‫المقترحات بسمة هذه الظروف وأحكامها جاءت صورة للوضع الدولي القائم آنذاك‪ ،‬كما أن‬
‫المقترحات وضعت بتأثير التخطيط األمريكي‪ ،‬أي بمبادرة أمريكية(‪.)3‬‬

‫إن ميثاق األمم المتحدة حددته اإلرادة المنفردة للدول الكبرى في مؤتمر سان فرانسيسكو‬
‫ومؤتمر يالطا وهو ما هي عليه اآلن وهذا من خالل األماكن الدائمة في مجلس األمن وحق‬
‫الفيتو(‪.)4‬‬

‫هذا الحق الذي في كثير من القضايا وقف مجلس األمن عاجز عن إتخاذ أي قرار في‬
‫مواجهة بعض المشاكل كالقضية الكورية مثال في عام ‪ ،1220‬إثر التغيب المستمر لالتحاد‬
‫السوفياتي السابق عن جلسات المجلس ولملئ الفراغ الموجود في الميثاق حول هذه المنظمة تم‬
‫اللجوء إلى القرار المعروف باسم " االتحاد من أجل السالم " وبالتالي إشراك الجمعية العامة في‬
‫إقرار األمن والسلم في العالم‪.‬‬

‫(‪ )1‬ميلود عربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22 :‬‬


‫(‪ )2‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.25 :‬‬
‫(‪ )3‬عمر اسماعيل سعد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22 :‬‬
‫(‪ )4‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.10 :‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -‬باإلضافة إلى ما سبق فإن ميثاق األمم المتحدة قد عدل مرتين أو مرة في ‪1213‬‬
‫عمليا‬
‫ً‬ ‫بزيادة عدد أعضاء مجلس األمن وأعضاء المجلس االقتصادي واالجتماعي وبدء‬
‫بالتطبيق هذا التعديل ‪ 1212‬وقضى هذا التعديل بزيادة عدد أعضاء مجلس األمن من ‪ 11‬إلى‬
‫‪ 12‬عضوا وزيادة عدد أعضاء المجلس االقتصادي واالجتماعي من ‪ 15‬إلى ‪ 22‬عضوا‪.‬‬

‫أما المرة الثانية التي عدل فيها الميثاق فقد كان بعد صدور قرار الجمعية العامة‬
‫‪ 1221/12/20‬ودخل حيز التنفيذ في ‪ 1223/02/24‬وقضى بزيادة عدد أعضاء المجلس‬
‫االقتصادي واالجتماعي من ‪ 22‬عضوا إلى ‪ 24‬عضوا‪.‬‬

‫وهذه التعديالت أتت كاستجابة منطقية النحسار االستعمار في بداية الستينيات من‬
‫القرن العشرين(‪.)1‬‬

‫تسبق فصول الميثاق ديباجة كلمة تُ َع ُبر عن الروح التي توجه الهيئة‪ .‬وكان لجان‬
‫كريستيان سمطس‪ ،‬وهو من جنوب إفريقيا‪ ،‬شرف صياغة الديباجة‪ ،‬وتنص الديباجة الكاملة‬
‫على ما يلي‪:‬‬

‫" نحن شعوب األمم المتحدة‪ ،‬قد آلينا على أنفسنا أن ُننقذ األجيال القادمة من ويالت‬
‫الحرب التي جلبت على اإلنسانية مرتين‪ ،‬في خالل جيل واحد‪ ،‬أحزًانا يعجز عنها الوصف‪،‬‬
‫وأن ُنؤكد من جديد إيماننا بحقوق اإلنسان األساسية‪ ،‬وبكرامة الفرد وقيمته‪ ،‬وبما للرجال والنساء‬
‫واألمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية‪ .‬وأن ُنوفر المناخ المالئم الذي يمكن في ظله تحقيق‬
‫العدالة واالحترام لاللتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي‪ .‬وأن‬
‫قدما ونرفع مستوى المعيشة تحت ظل حرية أرحب‪.‬‬
‫بالرقي االجتماعي ً‬
‫ندفع ُّ‬
‫معا في سالم وحسن جوار‪.‬‬ ‫وفي سبيل هذه الغايات اعتزمنا أن نأخذ بالتسامح ونعيش ً‬
‫نوحد قوتنا للمحافظة على السالم واألمن الدوليين‪ .‬وأن نضمن‪ ،‬بقبولنا لمبادئ ووضعنا‬
‫وأن ّ‬
‫لوسائل‪ ،‬عدم استعمال القوة المسلحة إال في سبيل المصلحة المشتركة‪ .‬وأن ُنوظف طرقًا دولية‬
‫لدفع عجلة التقدم االقتصادي واالجتماعي لجميع الشعوب‪ .‬قد قررنا توحيد جهودنا لتحقيق هذه‬
‫األهداف‪.‬‬

‫(‪ )1‬ميلود بن عربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25 :‬‬

‫‪23‬‬
‫ولهذا فقد ارتضت مختلف حكوماتنا‪ ،‬عبر مندوبين اجتمعوا في سان فرانسيسكو‪ ،‬وأبرزوا‬
‫وثائق تفويض كامل مستوفية للشروط‪ ،‬ميثاق األمم المتحدة هذا‪ ،‬وأنشأت بموجبه هيئة دولية‬
‫(‪)1‬‬
‫تسمى األمم المتحدة "‪.‬‬

‫تعديل ميثاق منظمة األمم المتحدة‪:‬‬


‫اشتمل الميثاق على أحكام لتعديله‪ ،‬ويمكن اقتراح التعديل بطريقتين؛ يجوز للجمعية‬
‫العامة اقتراحه‪ ،‬إذا وافق عليه ثلثا أعضائها‪ ،‬كما يجوز لثلثي أعضاء الجمعية العامة باإلضافة‬
‫إلى تسعة أعضاء من مجلس األمن‪ ،‬الدعوة إلى مؤتمر عام لمناقشة إجراء تعديالت في‬
‫الميثاق‪.‬‬

‫ويحتاج اقتراح التعديل كما في الجمعية العامة‪ ،‬إلى ثلثي أصوات المؤتمر العام‪ ،‬إال أن‬
‫التعديل المقترح ال يكون سارًيا إال بعد موافقة ثلثي أعضاء األمم المتحدة‪ ،‬بما في ذلك‬
‫األعضاء الدائمون في مجلس األمن‪ .‬وقد تم تعديل الميثاق عام ‪1212‬م لزيادة عدد أعضاء‬
‫عضوا‪ ،‬وتم ذلك دون الدعوة إلى مؤتمر عام‪.‬‬
‫ً‬ ‫مجلس األمن من ‪ 11‬إلى ‪12‬‬

‫وقد دعا الميثاق في الدورة السنوية العاشرة للجمعية العامة إلى وضع الترتيبات الالزمة‬
‫لعقد مؤتمر عام إذا لم يكن قد عقد من قبل‪ .‬وفي عام ‪1222‬ك‪ ،‬نظرت الجمعية في هذه‬
‫وكونت لجنة للتخطيط‪ ،‬وكانت اللجنة تجتمع‪ ،‬من وقت آلخر‪ ،‬وترفع تقاريرها للجمعية‬‫المسألة ّ‬
‫العامة‪ ،‬إال أن الجمعية لم تتخذ إجراءات أخرى(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬هاني العزو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.54 :‬‬


‫(‪ )2‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.122 :‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -41‬تقييم أداء منظمة األمم المتحدة‪:‬‬
‫األمم المتحدة هذا التنظيم الدولي الذي أفرزته التطورات التنظيمية للقرن ‪ 12‬وناتج‬
‫الحرب العالمية الثانية والوضع السياسي الناشئ عنها‪ ،‬ضف إلى الجو األيديولوجي السائد‬
‫آنذاك‪ .‬هذا التنظيم الذي لم يشكل خالل تلك الفترة أي أهمية بالنسبة للدول الكبرى بحكم أنها‬
‫منتصرة ومسيطرة على األمور في أوقات الحروب بل على العكس وضع بعض القيود على‬
‫سياستها‪.‬‬

‫وأن تصريحات الدول الكبرى إلنشاء هذه المنظمة العالمية بغرض تحقيق أهداف للبشرية‬
‫جمعاء كان نوع من مخاطبة وجدان الشعوب التي عانت من الحروب في عملية تهدف منها‬
‫لترتيب وتهيئة القوة الالزمة لتأمين مصالحها وتوحيدها إزاء النازية‪.‬‬

‫عموما كما ذكرنا سالفا قامت هذه المنظمة على مبادئ وأهداف ساعية منها لتحقيق‬
‫ً‬
‫المساواة والعدل وحق الشعوب في تقرير مصريها ‪...‬إلخ من األهداف التي ضمنها ميثاقها‪.‬‬

‫وخالل طول فترة قيامها مرت هذه المنظمة بالعديد من المشاكل والمنازعات التي هددت بالفعل‬
‫السلم واألمن الدوليين ضف العديد إلى من التحديات والمشاكل المستحدثة والمستجدة على‬
‫المستوى الدولي‪.‬‬

‫وعليه سوف نقف عند هذه النقطة بالذات والمتمثلة في طول مدة قيامها هل استطاعت‬
‫أن تنجح في مهامها وتحقق أهدافها التي جاءت من أجلها وخاصة فيما يخص تصفية‬
‫االستعمار‪.‬‬

‫ولهذا سوف نقف عند أهم محطات نجاحات هذه المنظمة وكيف استطاعت التصدي‬
‫مرور‬
‫ًا‬ ‫للعديد من المشاكل وفي نفس الوقت سجلت العديد من اإلخفاقات التي تحسب عليها‪،‬‬
‫بأهم المحطات التاريخية التي أثرت على عملها سواء باإليجاب أو بالسلب‪ ،‬كمرحلة الحرب‬
‫الباردة وما بعد الحرب الباردة إلى يومنا هذا‪.‬‬

‫‪ -‬شهدت منظمة األمم المتحدة منذ إنشاءها أي منذ ‪ 1242‬إلى سنة ‪ ،1220‬العديد من‬
‫المشاكل ومن بينها ما يقارب ‪ 100‬نزاع في مواقع مختلفة من العالم ففي هذه الفترة بالذات اي‬

‫‪22‬‬
‫فترة الحرب الباردة يمكننا القول أن منظمة األمم المتحدة لم تقم بدورها األصلي الذي جاءت من‬
‫أجله وهو حفظ السلم واألمن الدوليين والسبب من وراء ذلك يمكن إرجاعه إلى التنافس الذي‬
‫كان سائدا بين المعسكرين (اشتراكي – رأسمالي) حيث جعلت فترة الحرب الباردة من المنظمة‬
‫أداة في يد الدولتين العمالقتين (الواليات المتحدة األمريكية ‪ -‬االتحاد السوفياتي)‪ .‬األمر الذي‬
‫همش دورها وأفقدها فاعليتها‪ ،‬ففي عز األزمات استبعدت عن عملها وعطلت وحدت فاعليتها‪،‬‬
‫بسبب االستخدام المكثف لحق الفيتو حيث استعمل ‪ 222‬مرة داخل مجس األمن في تلك الفترة‪،‬‬
‫فالحرب الباردة فعالً وبتوازناتها المختلفة كان لها الدور األساسي والسلبي على صعيد أخذ‬
‫منظمة األمم المتحدة بزمام األمور ولم تتدخل في أي نزاع أو حرب إال بموافقة الدول الكبرى‬
‫وخاصة الوم‪.‬أ واالتحاد السوفياتي‪ .‬فالعالقة التي كانت سائدة بين المعسكرين الشرقي والغربي‬
‫خالل تلك الفترة ألقت بضاللها على فاعلية المنظمة واقتصر عملها وتدخلها في األزمات‬
‫الدولية في حدود أحد الطرق اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬حيث أنه إذا كانت األزمة أو النزاع قد اندلع في أحد مناطق النفوذ ألي من‬
‫المعسكرين سيكون دور وفاعلية منظمة األمم المتحدة معطال ويكون حل هذه األزمات من‬
‫خالل إحدى هذه الدول الكبرى‪.‬‬

‫جدا أن‬
‫‪ -‬أما إذا كان أحد أطراف النزاع أمريكا أو االتحاد السوفياتي فإن من الصعب ً‬
‫تجد المنظمة أي دور لها أو حتى تقديم اقتراحات أو نقاش لألزمة وأوضح دليل على ذلك هو‬
‫تدخل الو‪.‬م‪.‬أ في الفيتنام وتدخل االتحاد السوفياتي في أفغانستان‪.‬‬

‫‪ -‬أما إذا كانت األزمة خارج حدود نفوذ أي من الدولتين هنا تجد منظمة األمم المتحدة‬
‫وتسترجع دورها حيث سجلت عدد من التدخالت العسكرية في بعض القضايا العالمية كالقضية‬
‫الكورية ‪ 1220‬والكنغو ‪.)1(1210‬‬

‫ما يمكن قوله أن منظمة األمم المتحدة إبان الحرب الباردة لم تنجح إال في تسوية ‪% 9‬‬
‫من النزاعات التي كانت مطروحة عليها وأن األمر الوحيد الذي كفل وحفظ السلم هو التوازن‬
‫العسكري بالدرجة األولى وهذا إن دل يدل على فشل المنظمة في هذه الفترة في حفظ وصيانة‬
‫األمن الجماعي وفي تأمين حقوق األقليات القومية وحقوق الشعوب المستعمرة األمر الذي‬

‫(‪ )1‬رشيد مجيد‪ ،‬األمم المتحدة في ظل التحوالت الراهنة في النظام الدولي‪ ،‬القاهرة‪ :‬مركز البحوث والدراسات السياسية‪،‬‬
‫‪ ،1222‬ص‪.103 :‬‬

‫‪21‬‬
‫أفقدها نوع من المصداقية وزاد الشك بموضوعيتها‪ .‬والدليل على ذلك هو نشوب العديد من‬
‫الحروب والنزاعات في مختلف بقاع المعمورة(‪.)1‬‬

‫ومع نهاية الحرب الباردة وانهيار االتحاد السوفياتي انتهت مرحلة االستقطابات الدولي‬
‫التي عانت منها منظمة األمم المتحدة‪ ،‬ودخلت هذه األخيرة في مرحلة جديدة بكل أبعادها‪ ،‬إال‬
‫أن المالحظ والمعهود وما فرطه التاريخ تقر أن إنشاء الهيئات الدولية والمواثيق الدولية لطالما‬
‫أنشأت بع د صراعات أو حروب أو بعد تغير في خارطة العالقات الدولية‪ ،‬إال أن هذا لم يحدث‬
‫مع المنظمة العالمية وبقيت على حالها بصيغتها القديمة دون إحداث أي تغيير جوهري في‬
‫هياكلها أو ميثاقها يتماشى والنظام الدولي الجديد‪.‬‬

‫إال أنه ما فرض على النظام الدولي الجديد من خالل هيمنة الو‪.‬م‪.‬أ كان له األثر البارز‬
‫على عمل منظمة األمم المتحدة خالل هذه الفترة‪ ،‬حيث أصبحت مظلة وأداة للسياسة األمريكية‬
‫بامتياز لتحقيق مصالحها باسم الشرعية الدولية وحماية األمن والسلم الدولية‪ ،‬فالمهندس األول‬
‫للمنظمة أسترجع مقاليد التحكم في هذه األخيرة‪ ،‬حيث أن الو‪.‬م‪.‬أ كانت السباقة واألولى التي‬
‫عملت على إرساء مبادئ المنظمة وميثاقها لهذا نقول أي ميثاق منظمة األمم المتحدة ذو‬
‫صبغة أمريكية وال يزال كذلك‪.‬‬

‫وأضحت المنظمة تفعل في قضية معينة وبصورة فعالة وغير مسبوقة في حين همشت‬
‫وغيبت عن قضايا أخرى بحكم تحكم السياسة األمريكية في دواليب فاعليتها‪ ،‬واألكثر من ذلك‪،‬‬
‫نجد في بعض المرات أن الدور األمريكي يقدم على دور المنظمة في بعض األزمات والقضايا‪،‬‬
‫وأوضح دليل على ذلك هو تدخل الو‪.‬م‪.‬أ في البوسنة ‪ 1222‬ووصلت مع أطراف النزاع إلى‬
‫إتفاق دانيون للسالم وكذا اتفاق إسترومونت ‪ 1222‬الخاص بإيراندا‪.‬‬

‫ضف إلى ذلك شن الو‪.‬م‪.‬أ لحرب على العراق دون تفويض من منظمة األمم المتحدة‬
‫والتاريخ شاهد على ذلك‪ .‬وهذا ما يدل على هشاشة المنظمة وضعفها أمام الدول الكبرى‬
‫(مجلس األمن الدائمين) وخاصة الو‪.‬م‪.‬أ التي سخرتها ووضعت ثقلها وراءها في العديد من‬
‫المناسبات واستصدرت العديد من الق اررات خدمة لسياستها وغطاءا ألفعالها باسم الشرعية‬
‫الدولية‪ ،‬فالو‪.‬م‪ .‬أ قادت الدعوة إلى إنشاء األمم المتحدة لتتمكن من خاللها باالنغماس في حضن‬

‫(‪ )1‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.104 :‬‬

‫‪22‬‬
‫السياسة الدولية كما ركزت الواليا المتحدة األمريكية جل اهتمامها على مجلس المن واطاره في‬
‫النظام الدولي(‪.)1‬‬

‫منظمة األمم المتحدة وفي مختلف األزمات العالمية لم يكن بمقدورها اتخاذ قرار يتنافى‬
‫والرؤى والمصالح األمريكية ما دام بإمكان األخيرة شهر حق الفيتو األمر الذي سهل لها من‬
‫استخدام المنظمة كغطاء قانوني ودولي لتحقيق استراتيجيتها ومصالح الدول الكبرى(‪.)2‬‬

‫مبرر للتدخل في أي نزاع يحدث في العالم‬


‫ضف إلى ذلك كون الو‪.‬م‪.‬أ أوجدت لنفسها ًا‬
‫باستغاللها لمفاهيم الشرعية الدولية‪ ،‬وخرجت وبصورة ساخرة عن أحكام القانون الدولي وميثاق‬
‫منظمة األمم المتحدة‪ ،‬وهذا ما حدث لما أصدر مجلس األمن عدد من الق اررات بشأن القضية‬
‫األفغانية وال عراق واتضح من وراء هذه الق اررات أن منظمة األمم المتحدة تشرع الحتالل أرض‬
‫الغير باإلضافة إلى تدخلها في شؤون الدول األعضاء مخالفة ألحكام ‪ 2/2‬من ميثاق األمم‬
‫المتحدة‪ .‬وأكبر دليل على ذلك هو تدخل األمم المتحدة ومجلس األمن بعد ضغوط أمريكي‬
‫وفرنسي بشأن إحالة بعض المسؤولين السودانيين إلى محكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب‬
‫جرائم حرب أثناء الصراع المسلح الذي كان قائم بين الحكومة المركزية ومتمردي دارفور مع‬
‫كليا خضوع اي من رعاياها‬
‫العلم أن الو‪.‬م‪.‬أ ال تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية وترفض ً‬
‫ألحكامها(‪.)3‬‬

‫من كل ما سبق يمكننا القول أن منظمة األمم المتحدة أضحت أداة في يد الدول الكبرى‬
‫لتطبق إستراتيجيتها وضمان مصالحها خاصة الو‪.‬م‪.‬أ ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا‬
‫أضحت على هذه الحالة ؟‪ .‬ولهذا نقول أنه من بين األسباب الرئيسية التي جعلت الو‪.‬م‪.‬أ‬
‫تتحكم في المنظمة هو مساهمتها المالية الكبرى حيث بلغ نصيب الو‪.‬م‪.‬أ في الميزانية اإلدارية‬
‫السنوية ‪ 22 %‬ونصيبها في عمليات حفظ السالم ‪ % 28‬وتصل ديون المنظمة على الو‪.‬م‪.‬أ‬
‫إلى ما يفوق ‪ 2‬مليار دوالر‪ ،‬األمر الذي جعل هذه األخيرة خاضعة وتوظف لخدمة مصالح‬

‫(‪ )1‬عمر رحال‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.45 -22 :‬‬


‫(‪ )2‬ميلود بن عربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.145 :‬‬
‫(‪ )3‬فتيحة النبراوي ومحمد نصر مهنا‪ ،‬قضايا العالم اإلسالمي ومشكالته السياسية بين الماضي والحاضر‪ ،‬مصر‪ :‬منشأة‬
‫المعارف ‪ ،1253‬ص‪.411 :‬‬

‫‪25‬‬
‫الدول الكبرى خاصة الو‪.‬م‪.‬أ إبان الحرب الباردة أو بعدها‪ ،‬وخاصة لما نتكلم عن انتهاك هذه‬
‫الدول لمبادئ القانون الدولي ولجميع المواثيق الدولية وأهمها ميثاق األمم المتحدة(‪.)1‬‬

‫ال تزال المنظمة تعاني من هذه األزمة في ظل الوضع الدولي الجديد وأضحت مظلة‬
‫تمرر من خاللها الدول الكبرى سياستها على المستوى الدولي كلما دعت الحاجة واعطاء لها‬
‫دور وتفعيلها في النزاعات الدولية كلما تطلب مصالح الدول الكبرى ذلك ولم يكن ذلك مجردا‬
‫من فرض الوسائل واألساليب التي تراها الو‪.‬م‪.‬أ وحلفاءها مناسبة لتحقيق مصالحها‪ ،‬ولكن‬
‫باستخدام وسائل جديدة قديمة ضد الدول التي تحاول الخروج عن إرادة أمريكا وحلفاءها‪ ،‬ومنها‬
‫الوسائل الدبلوماسية واالحتواء والتدخل باسم األغراض اإلنسانية والحصار االقتصادي ‪...‬إلخ‬
‫كما أصبحت تعطي دور للمنظمة عير حكومية كمنظمة حقوق اإلنسان‪ ،‬أطباء بال حدود‪،‬‬
‫منظمة العفو ‪...‬إلخ‪.‬‬

‫فالنظام الدولي الحالي عزز من دور الو‪.‬م‪.‬أ وعظمته في السياسة الدولية وفي األمم‬
‫المتحدة وزاد من تدخالتها في الشؤون الداخلية للدول النامية من خالل آليات جديدة للتدخل‬
‫باسم األمم المتحدة كالرقابة على االنتخابات العامة أو تقديم الدعم المالي والعسكري‪ ،‬السياسي‬
‫والدبلوماسي لحركات المعارضة(‪.)2‬‬

‫* نجاحات منظمة األمم المتحدة‪:‬‬


‫إال أن األمر ال يخلو من كون منظمة األمم المتحدة فعالً استطاعت أن تحقق العديد‬
‫من النجاحات التي تحسب لها‪ ،‬ومن أهم نجاحاتها‪ ،‬يمكننا القول أنها استطاعت أن تحافظ على‬
‫تماسكها كمنظمة عالمية تزال قائمة لحد الساعة‪.‬‬

‫‪ -‬كما أنها استطاعت حصر االستعمار وتراجعه حيث شهدت العديد من الدول‬
‫استقاللها وخاصة بعد إعالن ‪ 1412‬لسنة ‪ 1210‬وحق الشعوب في تقرير مصيرها‪ .‬أنظر‬
‫ملحق رقم (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬عمر رحال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45 :‬‬


‫(‪ )2‬عصماني لمين‪ ،‬اإلصالح السياسي مجلس األمن األمم المتحدة األبعاد السياسية والتنظيمية في الفترة (‪،)2466 -6886‬‬
‫األردن‪ :‬دار ابن بطوطة للنشر والتوزيع ‪ ،2011‬ص‪.104 :‬‬

‫‪22‬‬
‫كبير في ميثاق منظمة األمم المتحدة حيث شغلت‬
‫حيز ًا‬
‫فمسألة تصفية االستعمار احتلت ًا‬
‫‪ 3‬فصول بأكملها‪ ،‬الفصل ‪ 11‬والمتضمن التصريح الخاص باألقاليم التي ال تتمتع بالحكم‬
‫الذاتي‪.‬‬

‫والفصل ‪ 12‬الذي يحتوي على النصوص المتعلقة بنظام الوصاية‪.‬‬

‫والفصل ‪ 13‬الذي يحتوي على النصوص المتعلقة بسلطات وصالحيات مجلس الوصاية الذي‬
‫يبلغ عدد مواد هذه الفصول ‪ 12‬مادة من إجمالي مواد الميثاق البالغ عددها ‪ 111‬مادة (‪.)1‬‬

‫هذا الحجم من المواد لقضية تصفية االستعمار مكن األمم المتحدة من أن تحكم العزلة‬
‫والحصار على الدول االستعمارية التي رفضت التعاون معها واتخذت كل التدابير لمساعدة‬
‫حركات التحرر في العالم وقبول بعض الحركات الكفاح المسلح كمراقبين لديها ومنحهم الصفة‬
‫التمثيلية واالعتراف الدولي(‪.)2‬‬

‫فمسألة أو الظاهرة االستعمارية ليست بالظاهرة الحديثة حيث عرفت من زمن بعيد‪ ،‬إذ‬
‫أنها قديمة قدم اإلنسانية وزمن االستعمار الشرس بدأ مع االكتشافات الكبرى من طرف الدول‬
‫األوروبية وتطور النظام الرأسمالي المبني على المنافسة الحرة الذي أدى إلى تمركز اإلنتاج‬
‫ونمو قوة االحتكارات واحال ل رأس المال الدور الحاسم بلد الرأسمالي الصناعي‪ ،‬األمر الذي‬
‫أدى إلى تطور اإلمبريالية وعليه تمكنت ‪ 1‬دول أوروبية أن تكون إمبراطوريات استعمارية‬
‫عظيمة (إسبانيا – برتغال – بريطانيا‪ -‬فرنسا – هولندا – بلجيكا)‪ ،‬وعملت هذه الدول على‬
‫نهب واستغالل الموارد األولية واليد العاملة الرخيصة للبلدان الواقعة تحت سيطرتها‪ .‬كما‬
‫استعملت كل الوسائل القمعية واالستبدادية لتوسع إمبراطورياتها االستعمارية غير أن إرادة‬
‫الشعوب في تحرير أراضيها جعل من المستعمر يفكر في وسائل أخرى للمحافظة على وجوده‬
‫في مستعمراته والحفاظ على مصالحه وذلك باستعمال طرق مختلفة كنظام الحماية أو االنتداب‬
‫الذي قرن مع عصبة األمم ونظام الوصاية لألقاليم الغير متمتعة بالحكم الذاتي المقرون بميثاق‬
‫منظمة األمم المتحدة(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬ميلود بن عربي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.32 :‬‬


‫(‪ )2‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.35 :‬‬
‫(‪ )3‬بن عامر تونسي‪ ،‬تقرير المصير وقضية الصحراء الغربية‪ ،‬الجزائر‪ :‬المؤسسة الجزائرية للطباعة‪ ،1252 ،‬ص‪.41 -40 :‬‬

‫‪10‬‬
‫وبرجوعنا إلى ميثاق منظمة األمم المتحدة فيما يخص المسألة االستعمارية‪ ،‬يالحظ أن‬
‫المنظمة لم تأخذ موقفًا ثورًيا منها في البداية‪ ،‬حيث أنها لم تلغي نظام الوصاية والمجلس الذي‬
‫أنشئ وأوكل إليه إدارة هذا النظام واإلشراف عليه سوى أنه تطور محدود النطاق لنظام االنتداب‬
‫الذي كان سائد إبان وجود عصبة األمم‪.‬‬
‫إن ميثاق منظمة األمم المتحدة حرص على ترجيح كفة المصالح االستعمارية على كفة‬
‫حق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها‪ ،‬المقرون باالستقالل‪ ،‬إال أنه ال يمكن إخفاء كون‬
‫جدا إلى األمام بالمقارنة مع ما كان إبان عصبة‬
‫منظمة األمم المتحدة اتخذت خطوة متقدمة ً‬
‫األمم(‪ )1‬من زاويتين‪:‬‬
‫‪ -‬األولى‪ :‬أن الميثاق ميز بين المستعمرات التي يتعين أن تخضع لنظام الوصاية مثلما‬
‫فعل عهد عصبة األمم بالنسبة لنظام االنتداب واعتبر أن جميع األقاليم التي تخضع لهذا النظام‬
‫مرشحه خالل فترة زمنية معينة للحصول على استقاللها الكامل أو الحكم الذاتي على األقل‪.‬‬

‫‪ -‬ثانيا‪ :‬أنه وبمجرد إدراج اإلعالن الخاص باألقاليم التي ال تتمتع بالحكم الذاتي‪ ،‬ضم‬
‫نصوص الميثاق أضفى عليه قديمة مبادئ القانون الدولي العام في أعلى مراتبها‪ ،‬وبالتالي منح‬
‫وضعا‬
‫ً‬ ‫كافة المستعمرات األخرى التي كانت واقعة تحت سيطرة الدول المنتصرة في الحرب‪،‬‬
‫دوليا ألول مرة‪.‬‬
‫قانونيا ً‬
‫ً‬

‫وعليه فإن الميثاق شغل من خالل مواده اللبنة األولى لبناء ضخم فتح أفقًا جديدة أمام‬
‫كبيرا‪ ،‬خاصة وأن الميثاق‬
‫تطور ً‬
‫ًا‬ ‫إمكانية تطوير دور األمم المتحدة تجاه المسألة االستعمارية‬
‫أشار وفي مواقع أخرى إلى حق الشعوب في تقرير مصيرها(‪.)2‬‬

‫من جهة أخرى وكنتيجة للضغط الدولي والدفع الذي ولد حركات التحرر على الساحة‬
‫الدولية في ظل التنافس الرهيب بين القوتين العظمتين على مناطق النفوذ وبمبادرة االتحاد‬
‫السوفياتي الذي قدم مشروع قرار للجمعية العامة لتصفية االستعمار ‪ ..‬تصفية كاملة ونهائية في‬

‫(‪ )1‬حسن نافعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121 :‬‬


‫(‪ )2‬حسن نافعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121 :‬‬

‫‪11‬‬
‫سنة ‪ 1210‬والتي تعتبر هذه السنة بمثابة النضال ضد االستعمار وخاصة في إفريقيا حيث‬
‫استغلت ‪ 12‬دولة إفريقية وقبلت عضويتها في منظمة األمم المتحدة(‪.)1‬‬

‫هذا المشروع ‪ 1214‬الذي تبنته الجمعية العامة بأغلبية ساحقة الصادر في ‪ 14‬ديسمبر‬
‫‪ 1210‬في صورة " إعالن خاص بمنح االستقالل للبلدان والشعوب المستعمرة "‪ ،‬الذي أقر على‬
‫أن إخضاع الشعوب للحكم والسيطرة األجنبية هو إنكار لحقوق اإلنسان األساسية وينضوي على‬
‫خرق الميثاق ويعوق تنمية العالقات الودية بين الشعوب مما يشكل تهديم للسلم واألمن‬
‫الدوليين(‪ .)2‬وأن القضاء على االستعمار هو حق من حقوق الشعوب وحث هذا القرار على‬
‫اتخاذ إجراءات فورية في األقاليم التي لم تحصل على استقاللها لنقل جميع السلطات إلى‬
‫تمكينا لهم للحصول على‬
‫ً‬ ‫شعوب هذه األقاليم التي لم تحصل على استقاللها دون شرط‬
‫االستقالل الكامل وحرية تقرير المصير(‪.)3‬‬

‫وبهدف تحقيق ما جاء في هذا اإلعالن ‪ 1214‬أنشأت الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫‪ 22‬نوفمبر ‪ 1211‬لجنة خاصة مكلفة بدراسة الوضع فيما يتعلق بتطبيق إعالن منح الشعوب‬
‫والدول المستعمرة استقاللها وهذا بقصد إعطاء فاعلية أكثر لإلعالن والعمل على تصفية‬
‫االستعمار من الدول الواقعة تحته وأن حق تقرير المصير يعني شيء واحد وهو االستقالل التام‬
‫من االستعمار(‪.)4‬‬

‫وبالفعل استطاعت هذه اللجنة وبفضل مجهوداتها وبالتنسيق مع األمين العام األممي‬
‫ومجلس الوصاية والوكاالت المتخصصة وحركات التحرر من تمكين العديد من الشعوب من‬
‫تقرير مصيرها واالستقالل‪.‬‬

‫‪ -‬ضف إلى ما سبق إدراجه من نجاحات لمنظمة األمم المتحدة فقد استطاعت على مر‬
‫السنين من تقديم المساعدة وقامت بدور رئيسي في فك فتيل األزمات الدولية وحل النزاعات‬
‫التي طال أمدها‪ .‬كما اضطلعت بعمليات معقدة شملت صنع السالم وحفظه وتقديم المساعدات‬
‫اإلنسانية وعملت على منع نشوب النزاعات واضطلعت وبصورة متزايدة في حاالت ما بعد‬
‫الصراع باتخاذ اإلجراءات المناسبة لمعالجة األسباب الجذرية للحرب ووضع األسس الالزمة‬

‫(‪ )1‬إسماعيل معراف ڤالية‪ ،‬األمم المتحدة ومبدأ تقرير المصير‪ ،‬دراسة حالة الصحراء الغربية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1224‬ص‪.132 :‬‬
‫(‪ )2‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.141 :‬‬
‫(‪ )3‬بن عامر تونسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22 :‬‬
‫(‪ )4‬طبي عناني‪ ،‬عبد العزيز‪ ،‬مدخل إلى اآلليات األممية لترقية وحماية حقوق اإلنسان‪ ،‬الجزائر‪ :‬دار القصبة للنشر ‪ ،2003‬ص‪.14 :‬‬

‫‪12‬‬
‫إلقرار السالم الدائم ومن بين أبرز الجهود في هذا المجال نذكر‪ ،‬ساعدت األمم المتحدة في نزع‬
‫فتيل أزمة الصواريخ الكوبية ‪ 1212‬وأزمة الشرق األوسط ‪ 2312‬كما رعت نهاية الحرب‬
‫اإليرانية‪ -‬العراقية ‪ 1255‬ضف إلى أدائها للدور المهم في إنهاء الحرب األهلية في السلفادور‬
‫– كلوما – وموزنبيق‪ .‬واحتواء العديد من النزاعات في العالم‪.‬‬
‫‪ -‬كذلك عملت وتعمل األمم المتحدة على صنع السالم من خالل مساعدة األطراف‬
‫المتنازعة إلى الوصول إلتفاق عن طريق الوسائل الدبلوماسية ولمجلس األمن أن يوصي فيها‬
‫ببذله جهود لصون وصنع السالم‪ ،‬لتفادي النزاع واقرار السالم‪.‬‬
‫كما أن لألمين العام الدور البارز والهام في صنع السالم العالمي وببذل كل مجهوداته‬
‫ومساعيه الحميدة على سبيل الوساطة والدبلوماسية الهادفة والعمل على حل النزاع قبل تفاقمه‪.‬‬
‫ضف إلى اضطالع المنظمة بهذه المسائل من أجل صون السلم العالمي التي نجحت‬
‫في العديد من القضايا فهي أيضا تتطلع بمهمة بناء ودعم الحكم الراشد والقانون وحقوق‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫وبإنشاء األمم المتحدة‪ ،‬إن مجلس األمن لعمليات األمم المتحدة لحفظ السالم الذي يكون‬
‫نطاقها ووالياتها في إطار الجهود الرامية لصون السلم واألمن الدوليين والتي تنضوي في‬
‫معظمها كل مهام عسكرية‪ ،‬كمراقبة وفق إطالق النار‪ ،‬ألكبر دليل على نجاحاتها في إدارة‬
‫بعض األزمات الدولية التي تهدد السم واألمن‪ .‬فهذه العمليات لحفظ السالم قد تدوم شهور أو‬
‫سنوات وهذا حسب وضع كل نزاع ومثال على ذلك إنشاء األمم المتحدة لعملية حفظ السالم‬
‫عند خط وقف إطالق النار بين الهند وباكستان في كشمير ‪ .1242‬واألمثلة كثيرة عن هذه‬
‫العمليات والمجهودات في مختلف أماكن العالم(‪.)1‬‬

‫فنشاط منظمة األمم المتحدة في حل النزاعات العالمية كثيفًا وتبذل مجهودات فعالة‬
‫نهائيا فمثال كما سبق واإلشارة إليه‬
‫وقوية في هذا المجال حتى وان لم تحل بعض القضايا حال ً‬
‫أنها لم تحل مشكلة كشمير‪ ،‬إال أنها أوقفت الحرب وخففت من حدة التوتر الذي كان من‬

‫(‪ )1‬وحيد عبد المجيد‪ " ،‬في انتظار تنظيم دولي جديد أزمة األمم المتحدة في مرحلة تقاعدها "‪ ،‬مجلة‪ :‬السياسة الدولية‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،2011 ،201‬ص‪.102 :‬‬

‫‪13‬‬
‫المحتمل أن يحدث كما أنها لم تستطيع إيجاد حالً لمشكلة الالجئين الفلسطينيين ولكنها رعت‬
‫هؤالء الالجئين واستطاعت أن توقف القتال بين إسرائيل وجيرانها العرب(‪.)1‬‬

‫ونفس الشيء يمكن قوله على القضية الصحراوية التي لم تجد لها حالً بالرغم من‬
‫سعيا منها إليجاد حل سلمي بين طرفي النزاع‪.‬‬
‫مجهوداتها المتواصلة لحد الساعة‪ً ،‬‬
‫* إخفاقات منظمة األمم المتحدة‪:‬‬
‫بالرغم من نجاحات منظمة األمم المتحدة التي استطاعت تحقيقها منذ إنشائها ‪ 1242‬إال‬
‫أن هذا ال يجعلنا أن نقول أنها استطاعت أن تحقق كل ما جاءت من أجله وسجلت إخفاقات‬
‫بالجملة في العديد من القضايا من أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬إخفاقها في إخماد الحرب الباردة بل وفي الكثير من األحيان انغمست بطريقة مباشرة‬
‫أو غير مباشرة من تلك الحرب ولم تقم بلعب الدور المميز لها‪ ،‬في الموضوعات التي تحتاج‬
‫تعاون بين الدول والسيما الكبرى منها(‪.)2‬‬

‫‪ -‬فشلها وعجزها في إيجاد حل وتسوية المعضالت الكبرى وقضايا تصفية االستعمار‬


‫ومنها القضية الفلسطينية والقضية الكشميرية والقضية الصحراوية بالرغم من أن كون حلها‬
‫بسيط من منطلق مبادئها التي قامت عليها وتفعيل الشرعية الدولية وتطبيقها‪.‬‬

‫‪ -‬كذلك لم تنجح في تنظيم التنمية االقتصادية وتنسيق التجارة الدولية وايجاد تسوية‬
‫عادلة للصراع الطبقي الدولي بين الشمال والجنوب(‪.)3‬‬

‫ال شافيا‬
‫‪ -‬إخفائها في إيجاد حل للتحديات الدولية المعاصرة التي لم تستطع إيجاد ح ً‬
‫بالتنسيق مع مختلف الفاعلين الجدد على المستوى الدولي‪.‬‬

‫‪ -‬هذا اإلخفاق الذي يحسب عليها ويحد من فاعليتها ويؤكد هشاشتها لم يكن من فراغ‪،‬‬
‫بل هناك العديد من األسباب التي قيدت وكبلت دورها المنوط بها‪ .‬ومن بين هذه األسباب‬
‫نذكر‪:‬‬

‫(‪ )1‬ميلود بن عربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.32 :‬‬


‫(‪ )2‬عمر رحال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.24 :‬‬
‫(‪ )3‬ميلود بن عربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.142‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -1‬من أهم األسباب التي عملت على تعطيل أو عدم فاعلية منظمة األمم المتحدة هو‬
‫جدا من األجهزة الثانوية والفرعية وكذلك‬
‫ضخامة هيكلها التنظيمي بسبب إنشاء عدد كبير ً‬
‫تضخم الجهاز اإلداري لألمانة العامة حيث أنشأت األمم المتحدة أجهزة وفروع ثانوية تقوم‬
‫بأعمال منافسة ومشابهة لعمل وكاالت دولية أخرى مما ترتب عليه قدر كبير من االزدواجية‬
‫وتضارب االختصاصات وتبديد الموارد وغياب التنسيق الفعلي‪.‬‬

‫‪ -2‬كذلك عدم وجود آليات تخول لمنظمة األمم المتحدة لالستفادة من إمكانيات‬
‫المنظمات اإلقليمية والعديد من المجاالت التي تنشط فيها وهذا لكون هذه المنظمات أدرى واقدر‬
‫على فهم المشكالت التي تدور في محيطها ونطاقها الجغرافي كاالتحاد اإلفريقي – اإلنماء‬
‫األوروبي – جامعة الدول العربية ‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ -3‬ضف إلى إعفاء المنظمة في تنسيق عالقاتها بالمنظمات الدولية غير الحكومية‬
‫والشركات المتعددة الجنسيات وغيرها من الهيئات أو المجموعات العالمية التي أخذت تقوم بدور‬
‫فعال ومؤثر على الساحة الدولية وخاصة في عصر العولمة‪.‬‬

‫‪ -4‬جمود المراكز الدائمة في مجلس األمن الدولي وجعلها غير قابلة للزيادة وهذا إن دل‬
‫يدل على التقصير في حق الدول الصغرى التي تتكون منها األغلبية الساحقة من أعضاء األمم‬
‫المتحدة‪ ،‬وبما أن هؤالء األعضاء قد زاد عددهم فمن المنطقي أن يزداد عدد أعضاء مجلس‬
‫األمن الذي وبصورته الحالية ال يعكس إرادة األمم المتحدة المكونة من أكثر من ‪ 124‬دولة‬
‫واستئثار ‪ 2‬دول فقط على مجلس األمن(‪.)1‬‬

‫‪ -2‬عدم منح الجمعية العامة الصالحيات الكاملة لتصبح مركز ثقل وقوة‪ ،‬فق ارراتها عبارة‬
‫عن توصيات ويفترض أن تضطلع الجمعية العامة بالمسؤولية الدولية وتكون ق ارراتها ملزمة‬
‫باعتبارها البرلمان العالمي الذي يجتمع فيه الدول األعضاء للمنظمة العالمية‪.‬‬

‫‪ -1‬عدم منح محكمة العدل الدولية صالحيات أوسع لكي تكون ق ارراتها إلزامية ال‬
‫اختيارية ولكي تتمكن كل منطقة دولية خارج منظمة األمم المتحدة من استشارها دون الرجوع‬
‫والحصول على ترخيص من الجمعية العامة‪.‬‬

‫(‪ )1‬عصماني لمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121 :‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -2‬تواجه منظمة األمم المتحدة أزمات مالية مستمرة بسبب تماطل بعض الدول من دفع‬
‫مستحقاتها‪ ،‬باإلضافة إلى أن هناك ‪ 10‬دول أعضاء فقط تمول أكثر من ‪ % 90‬من إجمالي‬
‫نفقات األمم المتحدة األمر الذي جعل هذه الدول تمارس ضغوطا على األمم المتحدة عن طريق‬
‫االمتناع عن دفع حصصها أو تأخر سدادها‪.‬‬

‫‪ -‬باإلضافة إلى ما سبق نجد أن االعتبارات السياسية التي تتحكم في عملية التعيين‬
‫بالنسبة للوظائف السامية والعليا في المنظمة أو حتى اختيار المبعوثين الدبلوماسيين‪ ،‬فهذه‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلطارات العليا‬ ‫االعتبارات السياسية التي فرضت من طرف الدول الكبرى في عملية اختيار‬
‫بالمنظمة كان لها جانب مهم في تراجع فاعلية المنظمة‪.‬‬

‫‪ -‬المحاوالت الدائمة والمستمرة من طرف الو‪.‬م‪.‬أ والدول الكبرى إلضعاف دور المنظمة‬
‫وتهميش دورها‪ ،‬جعلها تخدم مصالحها وهذا ما أكده الممثل السابق للو‪.‬م‪.‬أ في األمم المتحدة‬
‫جون بولتون بقوله‪ " :‬ال توجد أمم متحدة وانما يوجد مجتمع دولي تقوده الو‪.‬م‪.‬أ "‪.‬‬

‫كما أن أحداث ‪ 11‬سبتمبر ‪ 2001‬وتأثيراتها وضعت الواليات المتحدة األمريكية مجلس‬


‫األمن أمام أحد الخيارين‪ :‬إما إقرار الخطوط العامة لسياستها‪ ،‬أو تجاوز وجوده وبذلك نصبت‬
‫نفسها بكل المعاني فوق هذا المجلس وفي نفس الوقت تقوم بعملية هدم منهجي لألسس التي‬
‫قامت عليها منظمة األمم المتحدة وأصبحت البيئة الدولية تعزز من استخدام الو‪.‬م‪.‬أ للقوة‬
‫العسكرية وقللت من إمكانات االحتكام إلى قواعد وأسس الشرعية الدولية(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬ميلود بن عربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121 :‬‬


‫(‪ )2‬فتيحة النبراوي‪ ،‬ومهنا نصر محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13 :‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -1‬مشاريع إصالح منظمة األمم المتحدة‪:‬‬
‫هذه األسباب التي سبق ذكرها والتي ساهمت في تعطيل وتهميش دور منظمة األمم‬
‫المتحدة وأفقدتها فاعليتها‪ ،‬فرضت مصطلح اإلصالح والذي يعني ضرورة فرضية الواقع‬
‫السترجاع هذه المنظمة لدورها األساسي الذي جاءت من أجله‪.‬‬

‫إن مفهوم اإلصالح في إطار منظمة األمم المتحدة هو عملية تحويل أو إلغاء ما هو‬
‫قائم من تصورات وأفكار وهياكل ومؤسسات واجراءات وقد يتضمن إقامة مؤسسات جديدة‪.‬‬

‫فاإلصالح يقصد به إن المنظمة بحاجة إلعادة النظر في هياكلها حتى تتمكن من أداء‬
‫الدور الذي يطلبه منها المجتمع الدولي بشكل أفضل وبأكثر فاعلية يتالءم ويتماشى مع‬
‫التطورات الحاصلة على مستوى النظام الدولي الراهن‪ ،‬فاإلصالح أصبح أكثر من حتمية‬
‫تفرض نفسها في ظل عالم متغير بشكل غير مسبوق‪.‬‬

‫حيث أنه وبعد مرور أكثر من ‪ 1‬عقود على وجودها أضحت هذه المنظمة تعيش أزمات‬
‫على المستوى السياسي والهيكلي والمالي واإلداري شكلت في معظمها جملة من األسباب‬
‫والمبررات الموضوعية التي تحتم اإلصالح من أجل تعزيزها والنهوض بدورها وزيادة فاعليتها‬
‫والرجوع إلى أسسها ومبادئها األصلية التي جاءت من أجلها(‪.)1‬‬

‫فالعالم يشهد تحوالت وتطورات على كل المستويات األمر الذي يستوجب إعادة النظر‬
‫في هذه المنظمة لموجهة الظروف الجديدة والقضايا الراهنة التي فرضت نفسها على الساحة‬
‫الدولية(‪.)2‬‬

‫‪ -‬تعالت العديد من األصوات المنادية بضرورة اإلصالح حتى تصبح تتماشى مع‬
‫الوضع الدولي الجديد بالفعل قد تعددت أسباب اإلصالح وقد ذكرنا سابقا بعض من السباب‬
‫التي كان وراء إخفاق المنظمة في العديد من القضايا‪ ،‬إال أنه هناك أسباب أخرى تحتم على‬
‫المنظمة اإلصالح ومن بين هذه األسباب نذكر‪:‬‬

‫(‪ )1‬عمر رحال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.122 :‬‬


‫(‪ )2‬سعد‪ ،‬سلوم‪ " ،‬خارطة طريق إصالح األمم المتحدة بعد ستين عا ًما على تأسيس المنظمة العالمية لحفظ السلم واألمن‬
‫الدوليين "‪ ،‬مجلة‪ :‬الحوار المتمدن‪ ،‬العدد ‪ ،2002 ،1343‬ص‪.52 :‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬ظهور قوى جديدة كاليابان – أوروبا‪ -‬الصين – الهند كدول تتطلع إلى القيام بدور‬
‫رئيسي وسياسي على الساحة الدولية‪.‬‬

‫ضف إلى ذلك بروز فاعلين جدد حيث أنه لم تبقى الدولة هي الفاعل الوحيد في‬
‫العالقات الدولية‪ ،‬كالمنظمات اإلقليمية وحركات التحرر ‪...‬إلخ‪.‬‬

‫من هذا المنطلق وجب واستلزم األمر مراجعة هذه المنظمة الستيعاب وتشجيع كل‬
‫الفاعلين لالنضمام واالندماج في نظامها(‪.)1‬‬

‫‪ -‬بروز قضايا دولية جديدة كاإلرهاب الدولي والصراعات اإلثنية والتلوث البيئي‪-‬‬
‫العولمة – الجريمة المنظمة – الالجئين – الهجرة غير الشرعية – التغيرات المناخية ‪...‬إلخ‪.‬‬

‫كقضايا دولية جديدة أضحت بالفعل تهدد السلم واألمن الدوليين وال يمكن مواجهتها‬
‫باستخدام القوة المسلحة األمر الذي انعكس على تغير األولويات في القضايا العالمية التي يهتم‬
‫بها المجتمع الدولي واألمم المتحدة على وجه الخصوص‪ ،‬إذ هي مشاكل ذات طابع عالمي‬
‫ومعالجتها يتطلب مقاربات عالمية مشتركة والعمل الجماعي‪.‬‬

‫هذه القضايا الجديدة التي تأثر على العالم وعلى األمم المتحدة سواء بالنسبة لحفظ السلم‬
‫واألمن الدوليين أو على مستوى أدائها ودورها اإلقتصادي الذي تراجع لصالح منظمات أخرى‬
‫مبرر لضرورة اإلصالح(‪.)2‬‬
‫هو ما يشكل بالفعل ًا‬

‫‪ -‬األزمة المالية واإلدارية في المنظمة وتحكم الدول الكبرى فيها من خالل مهامها‬
‫أضحت كسالح تضغط به على المنظمة‪.‬‬

‫‪ -‬كذلك كما سبق وأن ذكرنا الخلل الهيكلي للمنظمة واحتكار مجلس األمن من طرف‬
‫الدول الكبرى واستحواذه على عدد من االختصاصات والصالحيات كالمحافظة على السلم‬
‫واألمن الدوليين من دون أن يكون للجمعية العامة أي حق في مشاركة مجلس األمن أو التعاون‬
‫معه‪ ،‬هذا األمر هو الذي زاد من ضعف الجمعية أمام هيمنة مجلس األمن في العديد من‬
‫القضايا‪ .‬فمجلس األمن وبصورته الحالية ال يالزم موازين القوة الجديدة في النظام الدولي‬

‫(‪ )1‬فتيحة ليتيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.14 :‬‬


‫(‪ )2‬سعد سلوم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12 :‬‬

‫‪15‬‬
‫الراهن‪ ،‬فالدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية ال تزال هي المتحكمة بالوضع الدولي ووفق‬
‫إستراتيجيتها‪ .‬لذا فإنه من الضروري إعادة النظر في تشكيلة مجلس األمن وصالحياته(‪.)1‬‬

‫تعددت وتعالت أصوات المجتمع الدولي كما ذكرنا من أجل إصالح منظمة ألمم المتحدة‬
‫سواء من داخل المنظمة نفسها أو من خارجها‪ ،‬قد تكون صعبة التطبيق من الناحية القانونية‬
‫الدقيقة‪ ،‬إال أنها لو طبقت ووافق عليها مجموع الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس األمن‬
‫فسيتيح الفرصة إلحداث تغيير حقيقي في المنظمة وتسترجع دورها األصلي وبما يتماشى‬
‫وتطلعات المجتمع الدولي ككل‪.‬‬

‫من بين مقترحات اإلصالح نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬إصالح على المستوى الهيكلي للمنظمة‪:‬‬

‫فاإلصالح الهيكلي يعد أحد أهم الجوانب الجوهرية في عملية اإلصالح الذي يكون على‬
‫مستوى الجهاز التنفيذي (مجلس األمن) والجهاز العام للجمعية العامة دون إغفال بقية األجهزة‪.‬‬

‫أوالً‪ -‬فيما يخص إصالح مجلس األمن الذي يعد قضية جوهرية خاصة فيما يتعلق‬
‫بالعضوية وأسلوب العمل وحق الفيتو ونظام العضوية واتخاذ الق اررات‪ .‬هذه القضايا أو المطالب‬
‫بإصالح مجلس األمن هي مطالب ليست وليدة الساعة بل مطالب قديمة قدم األمم المتحدة‬
‫نفسها وخاصة فيما يخص مسألة توسيع عضوية األعضاء الغير دائمين‪ ،‬حيث تم تعديل ميثاق‬
‫األمم المتحدة ‪ 1213‬للسماح بزيادة مقاعد األعضاء الغير دائمين من ‪ 1‬إلى ‪ 10‬مقاعد‪.‬‬

‫إال أن هذا ال يفي بالغرض بالنظر إلى عدد الدول األعضاء في المنظمة األمر الذي‬
‫كبير بين نسبة األعضاء في مجلس األمن ونسبة األعضاء في الجمعية العامة‪.‬‬
‫ال ًا‬‫شكل خال ً‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 1223‬شكلت الجمعية العامة مجموعة عمل خاصة لمعالجة هذا المشكل‬
‫واقترحت عضوية جديدة شبه دائمة تمنح لبعض الدول ذات الوزن اإلقليمي كالهند‪ ،‬نيجريا‪،‬‬
‫ب ارزيل‪ ،‬مصر‪ ،‬لكن فكرة إدخال أعضاء جدد شبه دائمين تم انتقادها ورفضها خاصة من طرف‬
‫أعضاء مجلس األمن الدائمين العضوية‪.‬‬

‫(‪ )1‬فتيحة ليتيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12 :‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬في ‪ 1222‬وضعت لجنة كارلمون تقريرها حول إصالح المنظمة وأسست هذه اللجنة‬
‫الدولية مبادرة ويلي براندن وبرئاسة مساعدة السويدي أنعفا ركارسون والقانوني " شريدان رامبال‬
‫واقترحت أصالح لمجلس األمن يكون على مرحلتين‪:‬‬

‫مقعدا‪.‬‬
‫‪ -1‬زيادة خمسة مقاعد دائمين جديدة‪ .‬وزيادة عدد مقاعد غير دائمين إلى ‪ً 12‬‬
‫‪ -2‬يمنع استخدام حق الفيتو في المجلس‪.‬‬

‫حكيما في تقريرها‪:‬‬
‫ً‬ ‫‪ -‬وفي ‪ 2004‬اقترحت لجنة تتكون من ‪11‬‬

‫‪ -1‬إضافة ‪ 5‬أعضاء شبه دائمين منتخبين لمدة ‪ 4‬سنوات قابلة للتجديد إضافة إلى‬
‫عضو واحد غير دائم‪.‬‬
‫‪ -2‬إضافة ‪ 1‬أعضاء دائمين جدد ليس لهم الحق في حق الفيتو و‪ 3‬أعضاء غير‬
‫دائمين‪.‬‬
‫نوعا ما مقترحات كوفي أنان الذي اقترح أن‬
‫هذه المقترحات من طرف اللجنة عكست ً‬
‫ودبلوماسيا يجب أن تشارك في عمل مجلس‬
‫ً‬ ‫ماليا وعسكرًيا‬
‫الدول التي تساهم في المنظمة ً‬
‫األمن‪.‬‬

‫وبرجوعنا إلى كوفي آنان فمنذ ‪ 1222‬التزم هذا األخير بإجراء إصالحات طموحة‬
‫وواقعية اهتمت بالوضع الداخلي لإلدارة والتنسيق بين مختلف أجهزة المنظمة وعمليات حفظ‬
‫السالم(‪.)1‬‬

‫وخص باإل صالحات الجمعية العامة ومجلس األمن والمجلس االقتصادي واالجتماعي‬
‫ولجنة حقوق اإلنسان‪ .‬ضف إلى اقتراحه إنشاء صندوق ائتمان حدد رأس ماله ببليون دوالر‬
‫يحصل عليه من خالل تبرعات الدول األعضاء ودعا إلى أن تعاد تشكيل مجلس الوصاية‬
‫ليصبح هو المنتدى الذي تمارس الدول األعضاء من خالله وصايتها الجماعية على سالمة‬
‫البيئة العالمية والمجتمع المدني ويعالج مختلف القضايا ذات االهتمام المشترك‪ .‬كما وفق على‬
‫دمج مكتب المفوض السامي لحقوق اإلنسان ومركز حقوق اإلنسان في كيان واحد ليكون‬
‫المفوض السامي الجديد قاعدة صلبة ينطلق منها لقيادة المنظمة في مهمتها الخاصة بحقوق‬

‫(‪ )1‬بن عنتر‪ ،‬عبد النور‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.14 :‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلنسان كما استطاع ووفق في إنشاء لجنة دعم السالم الدائم لمساعدة البلدان المنتقلة من حالة‬
‫حرب إلى حالة سالم‪.‬‬

‫باإلضافة إلى هذا فقد اقترح إجراء تعديالت على ميثاق المم المتحدة كما شكل لجان‬
‫عليا التي أصدرت تقري ار تناول قضية توسيع مجلس األمن ضمن قضايا أخرى ولم تصل هذه‬
‫اللجنة إلى تصور مشترك لهذه المسألة الشائكة خاصة فيما يخص زيادة عدد المقاعد‬
‫وتوزيعها(‪.)1‬‬

‫‪ -‬وفي ‪ 2001‬جاء تقرير كوفي أنان الذي حمل عنوان االستثمار في األمم المتحدة‬
‫لتصبح أقوى على الصعيد العالمي وهدف من خالل هذا التقرير تقديم مخطط لإلصالح‬
‫اإلداري الشامل الذي يمس كل من األفراد والقيادة وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ .‬إال أن‬
‫هذا كله لقي العديد من االنتقادات سواء من داخل المنظمة أو خارجها بحكم أن هذه‬
‫اإلصالحات المقترحة ما هي إال اقتراحات وفق الرؤى األمريكية لزيادة هيمنتها على المنظمة‬
‫واضعافها(‪.)2‬‬

‫‪ -‬ومن بين االقتراحات الرسمية أيضا نذكر مقترح بطرس بطرس غالي الذي ركز‬
‫جهوده على األمانة العامة بتبسيط هياكلها وتحديد مسؤولياتها واخضاعها للمسائلة‪ ،‬لكي تقدم‬
‫خدمة أفضل للدول األعضاء وأعلن عن أولى التغيرات الراهنة التي تنظم عمل األمم المتحدة‬
‫فأنشأ في هذا اإلطار إدارة للشؤون السياسية ضمن ‪ 1‬من اإلدارات السابقة مثل‪ :‬شؤون مجلس‬
‫أساسا قضية تصفية االستعمار ومراكز مناهضة‬
‫ً‬ ‫األمن‪ ،‬والمسائل السياسية الخاصة التي تعالج‬
‫الفصل العنصري وشؤون الجمعية العامة ونزع السالح والبحوث‪ ،‬ثم قام بإلغاء ‪ 15‬وظيفة رفيعة‬
‫المستوى لتوفر نحو ‪ 4‬ماليين دوالر من النفقات‪.‬‬
‫إال أن كل هذه اإلجراءات لم تلقى الترحيب من قبل الدول التي كان مواطنيها يشغلون تلك‬
‫المناصب‪.‬‬
‫كما اقترح العديد من النقاط لزيادة فاعلية األمم المتحدة في أداء مهامها ك ـ‪:‬‬

‫(‪ )1‬ميلود بن عربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121 -112 :‬‬


‫(‪ )2‬فتيحة ليتيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.250 :‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -‬إقرار جميع الدول األعضاء بالوالية العامة للمحكمة الدولية وفقا للمادة ‪ 31‬من نظامها‬
‫األساسي دون أي تحفظ وفي موعد أقصاه عام ‪.)1(2000‬‬

‫‪ -‬اتخاذ تدابير دولية لتحسن الظروف التي أسهمت في إثارة النزاع أو الصراع وذلك‬
‫بالتنسيق أفضل بين الوكاالت‪.‬‬

‫‪ -‬تشجيع الدول على التعاون في سبيل تطبيق ق اررات مجلس األمن في حال فرض‬
‫عقوبات إقتصادية على دولة ما‪.‬‬

‫‪ -‬إدخال المادة ‪ 43‬حيز التنفيذ ودعم لجنة األركان العسكرية‪.‬‬

‫تسليحا من قوات حفظ السالم الحالية ومدربه‪.‬‬


‫ً‬ ‫‪ -‬استخدام وحدات لتجسيد السلم أثقل‬

‫‪ -‬كما دعا إلى إنشاء صندوق إحتياطي من التبرعات لحفظ السالم بمبلغ ‪ 20‬مليون‬
‫دوالر(‪.)2‬‬

‫أيضا من بين اإلص الحات المقترحة هو أن يتحول مجلس األمن الدولي إلى مجلس‬
‫مقعدا وأن تشغل الدول الدائمة العضوية نصف‬
‫تنفيذي لألمم المتحدة وتوسع عضويته إلى ‪ً 30‬‬
‫مقاعد هذا المجلس‪ ،‬يتم تحديدها على أساس مجموعة من المعايير تأخذ بعين االعتبار مجمل‬
‫عناصر القوة الشاملة من اقتصادي واجتماعي وعسكرية وجغرافية ‪....‬إلخ‪.‬‬

‫أما النصف اآلخر فتشغله الدول الغير دائمة العضوية ليتم انتخابها دورًيا من جانب‬
‫الجمعية العامة وعلى أن تتخذ الق اررات في هذا المجلس على أساس نظام التصويت الترجيحي‬
‫مع إلغاء حق الفيتو لضمان عدم سيطرة أي مجموعة إقليمية أو سياسية على مجلس األمن‪.‬‬

‫ضف إلى ضرورة تقيد صالحيات مجلس األمن برقابة سياسية من الجمعية العامة‪،‬‬
‫ورقابة قانونية من محكمة العدل الدولية حتى تكون ق ارراته شرعية غير تعسفية(‪.)3‬‬

‫‪ -‬كذلك هناك مطالب إصالح للجمعية العامة إضافة إلى ما سبق وأوردناه داعية إلى‬
‫ضرورة تفعيل دورها وتوسع صالحياتها أمام هيمنة مجلس األمن باعتبارها المرآة العاكسة‬
‫التجاهات وأماني الشعوب المختلفة الموجودة في العالم‪.‬‬

‫(‪ )1‬عصماني لمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.134 :‬‬


‫(‪ )2‬ميلود بن عربي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.113 :‬‬
‫(‪ )3‬باسل محسن مهنا‪ ،‬الرؤية األمريكية لألمم المتحدة بعد عام ‪ ،2446‬مجلة‪ :‬دراسات دولية‪ ،‬عدد ‪ ،41‬ص‪.141 :‬‬

‫‪22‬‬
‫إن ميثاق األمم المتحدة قيد بالفعل دور الجمعية العامة وجعل من ق ارراتها مجرد‬
‫توصيات فقد ال يؤخذ بها لذا البد من إجراء تعديالت على نصوص ميثاق منظمة األمم‬
‫المتحدة حتى تكون ق ارراتها ذات أثر قانوني كما هو الحل بالنسبة لق اررات مجلس األمن(‪.)1‬‬
‫وهذا التعديل الخاص بالميثاق يكون من طرف الجمعية العامة وبمبادرة منها بصفتها‬
‫الممثل لكل الدول األعضاء حتى يفعل دورها التشريعي مع وضع ضوابط لتجنب التصادم بين‬
‫مجلس األمن والجمعية العامة واصالح العالقات الموجودة بينهما(‪.)2‬‬

‫‪ -‬إلغاء مجلس الوصاية من الهيئات العاملة في األمم المتحدة باعتباره من مخلفات‬


‫الماضي كونه يرمز إلى حقبة تاريخية سيئة مرت بها العالقات الدولية واستحداث هيئة في‬
‫مكانة تقوى العالقات بين الشعوب وتعزيز مبدأ التسامح والتعاون(‪.)3‬‬

‫وعقد مؤتمر دولي تحضره جميع الدول العالم من أجل إجراء تعديالت جديدة على عمل‬
‫المنظمة وميثاقها بما يضمن استقالليتها وفاعليتها ويتماشى والتطورات الدولية المتالحقة(‪.)4‬‬

‫وفي ظل ما سبق لنا ذكره تفرض علينا بعض سيناريوهات مستقبل األمم المتحدة‪:‬‬

‫أ‪ -‬سيناريو التهميش‪ :‬حيث أنه يتحدد أداء وفاعلية منظمة األمم المتحدة ووكاالتها‬
‫المتخصصة‪ ،‬بمدى الدعم والمساندة األمريكية لها‪ ،‬أي بمعنى آخر إذ لم تعكس منظمة األمم‬
‫المتحدة ووكاالتها المتخصصة أهداف ومصالح الو‪.‬م‪.‬أ بوصفها القطب األوحد في العالم فإن‬
‫هذه األخيرة سوف تستمر في التصرف وبطريقة إنفرادية دون اللجوء إليها وتهميشها‪ ،‬وبالنتيجة‬
‫فإن صلة األمم المتحدة بالمجتمع الدولي بوصفها المؤسسة المعبرة عنه سوف تنقطع ومن تم‬
‫يتوقع أن ينحصر دورها في بعض الحاالت المحدودة مثل اإلغاثة اإلنسانية‪ .‬هذا التهميش الذي‬
‫يحدث لها ليكون لصالح المنظمة والتجمعات اإلقليمية كاالتحاد األوروبي مثالً‪.‬‬

‫ب‪ -‬سيناريو الفاعلية‪:‬‬

‫ال في النظام الدولي‬


‫وبمقتضاه فإن األمم المتحدة والمنظمات الدولية بصفتها فاعالً مستق ً‬
‫دور أكثر أهمية من ذي قبل خالل المرحلة التي تطبق فيها فعالً اإلصالحات‬ ‫سوف تمارس ًا‬
‫فالتحديات الدولية الراهنة التي ال يمكن ألية دولة مواجهتها منفردة كاإلرهاب الدولي ‪ ...‬إلخ‪،‬‬

‫(‪ )1‬رشيد مجيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121 :‬‬


‫(‪ )2‬فتيحة ليتيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.24 :‬‬
‫(‪ )3‬عمر رحال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25 :‬‬
‫(‪ )4‬باسل محسن مهنا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.141 :‬‬

‫‪23‬‬
‫فعليه وحسب المدرسة الليبرالية أن األمم المتحدة هي اإلطار األنسب لمعالجة مثل هذه‬
‫التحديات بفاعلية وبما يعكس أماني وتطلعات المجتمع الدولي(‪.)1‬‬

‫‪ -‬سيناريو الدوائر المتعددة‪:‬‬

‫والذي بمقتضاه ت سعى األمم المتحدة إلى تعميق صلتها بالمجتمع الدولي بصفتها مؤسسة‬
‫والرمز المعبر عن آماله ومشكالته وفي سبيل المثال يالحظ أن األمم المتحدة بدأت تتحرك‬
‫على أصعدة متعددة في آن واحد‪ .‬نجدها بدأت تخطو خطوات بعيدة نحو إيجاد شراكة مع‬
‫المنظمات غير الحكومية وتكثيف التعاون معها‪.‬‬

‫‪ -‬محاولة تجنب الصدام مع الو‪.‬م‪.‬أ والتعاون معها‪ ،‬وليس إلى حد التوافق مع سياستها‪.‬‬

‫‪ -‬دعم جهود المنظمات اإلقليمية والتعاون معها في مجال حفظ السلم واألمن الدوليين‬
‫وغيرها من القضايا اإلقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬حشد الجهود لترجمة مبادرات اإلصالح وخاصة فيما يخص مسألة إصالح مجلس‬
‫ال وجعل النظام الدولي أكثر ديمقراطية(‪.)2‬‬
‫األمن وتوبع عضوية ليصبح أكثر تمثي ً‬

‫(‪ )1‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.144 -143 :‬‬


‫(‪ )2‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.144 :‬‬

‫‪24‬‬
‫المحور الثالث‪:‬‬
‫المنظمات الدولية اإلقليمية‬

‫‪22‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬المنظمات الدولية اإلقليمية‬
‫إلى جانب المنظمات الدولية العالمية‪ ،‬يوجد في المجتمع الدولي منظمات إقليمية‪.‬‬

‫وكان ظهور هذه المنظمات سابق لظهور المنظمات الدولية‪ ،‬حيث عرفتها المدن‬
‫اليونانية كما عرفتها أوربا في بداية العصور الوسطى‪ .‬وأنشأت أول منظمة إقليمية بين دول‬
‫القارة األمريكية في مؤتمر واشنطن ‪1552‬م‪ .‬وسمي باتحاد القارة األمريكية وكان الغرض منه‬
‫مواجهة خطر التاج البريطاني بعد أن أعلنت استقاللها عنه‪.‬‬

‫ومع بداية القرن العشرين‪ ،‬إتجهت معظم دول العالم إلى إقامة وانشاء منظمات إقليمية‬
‫وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬بغرض توحيد جهودها ومجابهة المخاطر وحل مشاكلها‬
‫ومنازعاتها بالطرق السلمية باعتبارها أنجح وسيلة‪.‬‬

‫جديدا من مظاهر العالقات الدولية‪.‬‬


‫مظهر ً‬
‫ًا‬ ‫وعليه أضحى التنظيم اإلقليمي‬

‫‪ -6‬تعريف المنظمات اإلقليمية‪:‬‬


‫عرفها القانون الدولي‪ :‬على أنها تجمعات إقليمية تضمنت الدول المتجاورة المتضامنة‬
‫التي تعمل من أجل حفظ السلم واألمن الدوليين ودعم التعاون في المجاالت االقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية(‪.)1‬‬

‫هي منظمات يتم إنشائها بموجب معاهدة دولية بين مجموعة من الدول المتقاربة جغرافيا‬
‫وتجمعها عوامل التضامن االجتماعي المختلط بالتاريخ المشترك والحضارة المشتركة واللغة‬
‫والدين والعادات والتقاليد المشتركة وتهدف إلى تحقيق أهداف تخدم المصالح المشتركة بين هذه‬
‫الدول(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫(‪ )2‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.232‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -2‬خصائص وأهداف المنظمات اإلقليمية‪:‬‬
‫أ‪ -‬خصائص المنظمات اإلقليمية‪:‬‬
‫‪ -‬العضوية للدول‪ :‬عضوية الدول‪ ،‬وهناك أعضاء منتسبة ال تتوفر فيها صفة الدولة كدولة‬
‫فلسطين التي قبلت عضويتها في جامعة الدول العربية‪.‬‬

‫‪ -‬الترابط بين الدول‪ :‬وجود تجاور بين الدول التي تقطن منطقة جغرافية معينة ووجود عوامل‬
‫مشتركة معينة تربط بين الدول المتجاورة‪ ،‬كعامل القومية أو الثقافة أو العرف‪.‬‬

‫‪ -‬إتفاق منشئ‪ :‬إتفاقية دولية تؤدي إلى إنشائها وتمثل دستورها وهو ما يميزها عن المنظمات‬
‫الخاصة غير الحكومية ويميزها عن باقي أجهزة األمم المتحدة الفرعية(‪.)1‬‬

‫‪ -‬أهداف موحدة‪ :‬أن تكون أهداف ومبادئ المنظمة منسجمة مع مبادئ وأهداف األمم المتحدة‬
‫وأن تعمل بالتعاون مع هذه األخيرة للمحافظة على السلم واألمن الدوليين‪ .‬وهذا ما نص عليه‬
‫في المادة ‪ 2/22‬وتشمل روابط التشاور المتبادل والعمل المشترك بين األمانات وتبادل‬
‫المعلومات والوثائق والتعاون مع مجلس األمن في األمور المتعلقة بحفظ األمن والسلم الدوليين‬
‫وبحق الحضور ومراقبة وتدريب الموظفين(‪.)2‬‬

‫ب‪ -‬أهداف المنظمات اإلقليمية‪:‬‬


‫‪ -‬توثيق الروابط والصالت بين الدول المتجاورة جغرافيا أو بين الدول المتجانسة‬
‫حضاريا أو ثقافيا أو اقتصاديا‪.‬‬

‫‪ -‬تنسيق التعاون بين الدول األعضاء في مختلف المجاالت ومساعدتها على الدفاع‬
‫عن مصالحها وسيادتها وتحسين التفاهم واألمن بينها‪.‬‬

‫‪ -‬تنمية العالقات االقتصادية والثقافية بين الدول المتجاورة‪.‬‬

‫(‪ )1‬عمر سعد هللا وأحمد بن ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫(‪ )2‬جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.232‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -3‬منظمة حلف شمال األطلسي ‪:NATO‬‬
‫‪ -6‬تعريف منظمة حلف شمال األطلسي‪:‬‬
‫هي منظمة أمنية عسكرية دولية تأسست عام ‪1242‬م بناءا على معاهدة شمال األطلسي‪،‬‬
‫ردا على‬
‫وهي عبارة عن نظام دفاعي جماعي‪ ،‬تتفق فيه الدول األعضاء على الدفاع المتبادل ً‬
‫أي هجوم أو تهديد خارجي(‪.)1‬‬

‫هي منظمة دولية إقليمية ذات طابع دفاعي عسكري‪ ،‬تهدف إلى التعاون والتصدي ألي‬
‫هجوم موجه ضد أي عضو منها سواء في أوربا أو شمال أمريكا‪ ،‬فالرد على أي عدوان يكون‬
‫بصورة جماعية‪ .‬وكذلك التنسيق فيما بينها في مجاالت تتعدى القضايا العسكرية االستراتيجية‬
‫كالمشاكل السياسية واالقتصادية واالجتماعية(‪.)2‬‬

‫‪ -2‬نشأة حلف شمال األطلسي‪:‬‬


‫بانتهاء الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة بين المعسكر االشتراكي بقيادة‬
‫االتحاد السوفياتي والمعسكر الرأسمالي بقيادة الواليات المتحدة االمريكية‪ ،‬برزت فكرة التكتالت‬
‫والتكتالت المضادة حيث هدف كل طرف إلى استقطاب دول إلى جانبه‪ .‬فاالتحاد السوفياتي‬
‫عمل على استقطاب دول أوربا الشرقية وباقي الدول في أوربا الغربية عمل التخالف الغربي‬
‫على استقطابها‪ ،‬بما فيها قوات المحور السابق (الدول المنهزمة في الحرب)‪.‬‬

‫فسياسة االحالف كانت أبرز ما يميز مشهد العالقات الدولية في تلك المرحلة وأبرز‬
‫أدواتها فكانت نشأة حلف شمال األطلسي الذي تأسس في ظروف سياسية عالمية متميزة‪.‬‬

‫تعود فكرة انشاء الحلف األطلسي قبل أن تتبناها حكومات الدول إلى الصحفي‬
‫األمريكي‪ " :‬كالرنس ستريت " إذ يعد من األوائل الذين نادوا بإنشاء منظمة أطلسية كما خلص‬
‫إلى الحكم بفشل عصبة األمم ودعى إلى إنشاء هيئة دولية جديدة عمادها الشعوب وليس‬
‫الحكومات كما كان الحال بالنسبة للو‪.‬م‪.‬أ منذ ‪.1552‬‬

‫(‪ )1‬مصطفى عبد هللا خشيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.242‬‬


‫(‪ )2‬لخميسي شيي‪ ،‬األمن الدولي والعالقة بين منظمة حلف شمال األطلسي والدول العربية فترة ما بعد الحرب الباردة (‪-1221‬‬
‫‪ ،)2005‬رسالة ماجستير في العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ ،‬القاهرة‪ :‬معهد البحوث والدراسات‬
‫العربية‪ ،‬قسم الدراسات السياسية‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪25‬‬
‫ونشر كتابه سنة ‪1232‬م " االتحاد في الحال " وأكد على أن سبب وجود الدكتاتوريات‬
‫فإن هذا التعديل غير ممكن " لذا وجب إقامة اتحاد بين الديمقراطيات ‪.‬‬

‫كما نشر والتر ليبمان كتاب‪ " :‬السياسة الخارجية األمريكية "‪ .‬وأوضح فيه العالقة‬
‫الوثيقة التي تربط الشعوب الواقعة حول المحيط األطلسي السيما إنجلت ار والو‪.‬م‪.‬أ فهما محور‬
‫تلك الكتلة‪ .‬وانتقد بشدة سياسة الو‪.‬م‪.‬أ الخارجية واعتبرها غير واضحة ودعى إلى تقوية‬
‫العالقات األوروبية األطلسية من خالل إقامة اتحاد بين دول البحر األطلسي ضد أي تهديد‪.‬‬

‫‪ 1245 -‬م عرض رئيس الو‪.‬م‪.‬أ هاري ترومان على الشعوب الحرة المساعدة في‬
‫دفاعها عن نفسها ضد أي عدوان أو تهديد يكون مصدره أقليات مسلحة وكان يقصد هنا‬
‫األحزاب الشيوعية داخل الدول الحرة أو حكومات أجنبية وهي الدول الشيوعية‪.‬‬

‫‪ 12 -‬مارس ‪ 1245‬عقد اتفاق بروكسل وهو عبارة عن اتفاق دفاع متبادل ضد أي‬
‫تهديد‪ ،‬وضم االتفاق كل من‪ :‬فرنسا – بلجيكا – لوكسمبورغ – هولندا‪ -‬إنجلت ار‪ -‬الو‪.‬م‪.‬أ(‪.)1‬‬

‫وتم التوقيع على ميثاق حلف شمال األطلسي‪ ،‬والذي قام في األساس من أجل مواجهة‬
‫الكتلة الشرقية بزعامة االتحاد السوفياتي‪ .‬كما أخذت دول الحلف كافة االستعدادات السياسية‬
‫والعسكرية لمواجهة أي هجوم سوفياتي على غرب أوربا(‪.)2‬‬

‫‪ -‬وقعت ‪ 12‬دولة على اتفاقية حلف شمال األطلسي في ‪ 4‬أفريل ‪ 1242‬بواشنطن‬


‫وأصبح ساري المفعول اعتبا ار من ‪ 24‬أوت ‪ .1242‬باإلضافة إلى الدول المصادقة عليه‬
‫إنضمت تدريجيا ‪ 4‬دول أخرى إلى الدول المؤسسة ليرتفع العدد إلى ‪ 11‬عضوا (اليونان‪-‬‬
‫تركيا‪ ،1222 -‬أمانيا‪ ،1222 -‬واسبانيا ‪.)3()1252‬‬

‫‪ -‬تأسس حلف األطلسي في إطار المادة ‪ 21‬من ميثاق منظمة األمم المتحدة التي تمنح‬
‫الدول الحق في الدفاع عن نفسها‪ ،‬منفردة أو بالتعاون مع دول أخرى وذلك نتيجة لعجز األمم‬
‫المتحدة عن إرساء قواعد بناء لنظام أمني جماعي دولي‪ ،‬وذلك على ضوء االنقسام‬
‫األيديولوجي بين القوى الكبرى بعد الحرب العالمية الثانية(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬لخميسي شبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫(‪ )2‬مصطفى عبد هللا خشيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.224‬‬
‫(‪ )3‬موقع حلف شمال األطلسي ‪htt//www.nato.nt/nato‬‬
‫(‪ )4‬مصطفى عبد هللا خسام‪ ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪22‬‬
‫ج‪ -‬مبادئ حلف شمال األطلسي‪:‬‬
‫‪ -‬عدم تعارض مبادئه وأهدافه مع أهداف ومبادئ منظمة األمم المتحدة وهذا حسب‬
‫المادة ‪ 1‬و‪ 2‬و‪ 2‬و‪ 12‬من ميثاق حلف شمال األطلسي‪.‬‬

‫‪ -‬حماية الحريات والتراث والحضارة المشتركة لشعوبها والقائمة على مبادئ الديمقراطية‬
‫والحرية الفردية وحكم القانون‪.‬‬

‫‪ -‬فض النزاعات بالطرق السلمية حسب المادة ‪ 1‬من الميثاق وعدم اللجوء إلى التهديد‬
‫أو استخدام القوة في عالقتها الدولية‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ األمن الجماعي بين الدول األعضاء والدفاع الجماعي وأن أي هجوم مسلح‬
‫ضد أي دولة في أوربا أو أمريكا الشمالية هو هجوم عليها جميعا‪.‬‬

‫‪ -‬عدم الدخول في اتفاقيات تتعارض مع المعاهدة المنشأة للحلف‪.‬‬

‫‪ -‬التشاور والتعاون فيما يخص قضايا األمن(‪.)1‬‬

‫* أهداف حلف شمال األطلسي‪:‬‬


‫‪ -1‬إن الهدف األساسي لنشوء الحلف هو هدف أمني يغلب عليه الطابع العسكري‬
‫ومضمونه ردع الخطر الشيوعي واحتوائه في أوروبا وأمريكا الشمالية والمناطق الواقعة في‬
‫شمال األطلسي‪ ،‬إضافة إلى تركيا واليونان‪ ،‬إال أن معاهدة واشنطن وبيانات وتقارير الحلف‬
‫الالحقة لنشوءه لم تحدد الجهة التي يتأثر منها الخصم قد يكون االتحاد السوفياتي أو‬
‫حلفاؤها في وسط وشرق أوروبا أو من الصين والقوى الشيوعية األخرى في العالم‪.‬‬

‫‪ -2‬حماية حرية وأمن أعضائه بالوسائل السياسية والعسكرية وفقا لمبادئ منظمة األمم‬
‫المتحدة وتوحيد جهودها من أجل الدفاع الجماعي والحفاظ على السلم واالمن والردع‬
‫والدفاع‪ ،‬ضد أي تهديد بالعدوان على أراضي أي دولة عضو في الحلف‪.‬‬

‫‪ -3‬العمل على توثيق وتنمية العالقات الدولية السلمية‪.‬‬

‫‪ -4‬تدعيم القيم المشتركة بين أعضائه وهي الديمقراطية – احترام حقوق االنسان – سيادة‬
‫القانون‪.‬‬

‫(‪ )1‬لخميسي شين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ –2‬العمل على إقامة سلم دائم في أوربا مع المؤسسات االوربية مثل االتحاد األوربي‬
‫ومؤتمر االمن والتعاون في أوربا لتحقيق االمن واالستقرار األورو أطلسي(‪.)1‬‬

‫د‪ -‬أجهزة حلف شمال األطلسي‪:‬‬


‫تتكون منظمة حلف شمال األطلسي من بنية مؤسساتية مركبة تعمل بشكل متكامل‬
‫وهي‪ :‬الجهاز العام اإلداري والجهاز التنفيذي العسكري‪.‬‬

‫تتمركز قيادة الحلف في بروكسل بينما تنتشر مؤسساته المختلفة وقواعده العسكرية‬
‫لتغطي كل أوروبا الغربية وغيرها من المناطق‪.‬‬

‫كما يتكون الحلف على العديد من اللجان لذلك فإن هيكله التنظيمي يتسم بكبر الحجم‪ ،‬نظ ار‬
‫لحجم المسؤوليات واالهداف المنصوص عليها في معاهدة االنشاء(‪.)2‬‬

‫‪ -6‬الجهاز العام اإلداري‪:‬‬


‫أ‪ -‬مجلس شمال األطلسي‪ :‬وهو أعلى سلطة في حلف شمال األطلسي والتي تم النص على‬
‫إنشاءها في المادة ‪ 4‬من الميثاق‪ ،‬وله صالحيات متعددة منها‪ :‬يختص في تطوير وتنفيذ‬
‫سياسات الحلف الرئيسية في المجاالت العسكرية والسياسية واالقتصادية‪.‬‬

‫وصالحية تشكيل الجان المساعدة له ويتكون من ممثلين دائمين للدول األعضاء بدرجة‬
‫سفير ويدعم كل ممثل بهيئة موظفين سياسيين وعسكريين أو بوفد إلى حلف شمال األطلسي‪،‬‬
‫ويختلف حجم هذا الوفد من دولة إلى أخرى ويجتمع الممثلون الدائمون مرة كل أسبوع على‬
‫األقل برآسة األمين العام للحلف أو نائبه‪.‬‬

‫كما يعقد اجتماعاته على مستوى وزراء الخارجية الذين يجتمعون مرتين كل سنة على‬
‫األقل‪ ،‬وكذا اجتماعات مع الرؤساء والملوك‪ ،‬وهي اجتماعات غير دورية‪ ،‬تعقد للضرورة‪ ،‬حيث‬
‫بناءا على طلب‬
‫استنادا إلى تقارير اللجان الفرعية ً‬
‫ً‬ ‫تناقش جميع أوجه نشاطات المنظمة‬
‫المجلس‪.‬‬

‫(‪ )1‬موقع حلف شمال األطلسي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬مصطفى عبد هللا خشيمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.422‬‬

‫‪51‬‬
‫أهم الجان (قسم الشؤون السياسية‪ -‬المديرية السياسية(‪ -)1‬المديرية االقتصادية)‪.‬‬

‫ب‪ -‬قسم التخطيط والسياسة الدفاعية‪:‬‬

‫والذي يضم مديرية تخطيط القوة ومديرية التخطيط النووي‪.‬‬

‫ج‪ -‬لجنة نواب المجلس‪ :‬لها نفس اختصاصات المجلس تتمثل مهامها في وضع السياسة‬
‫ال عامة والخاصة للحلف دون انتظار اجتماع المجلس في باريس‪ ،‬وهي الهيئة األساسية العاملة‬
‫والمستديمة لحلف وفي الدورة السادسة للحلف أضيفت لها اختصاصات لتسهيل العمل وتنسيق‬
‫أعمال الجنة الدائمة‪ ،‬تبادل اآلراء في المسائل السياسية التي تخص الدول األعضاء‪ ،‬القيام‬
‫بأعمال مكتب االستعالمات والدعاية لتعريف شعوب الدول األعضاء بمقاصد الحلف(‪.)2‬‬

‫د‪ -‬األمانة العامة‪:‬‬

‫ئيسا لمجلس‬
‫‪ -‬األمين العام للحلف‪ :‬ويعين من قبل الدول األعضاء كأمين عام للحلف ور ً‬
‫شمال األطلسي ولجنة التخطيط الدفاعي ومجموعة التخطيط النووي واللجان الرئيسية األخرى‪.‬‬

‫كما أنه الناطق الرسمي باسم الحلف سواء في العالقات الخارجية أو في االتصاالت بين‬
‫الدول األعضاء وله صالحيات‪ :‬اقتراح مواد للمناقشة والتي يجب إتخاذ ق اررات بشأنها‪.‬‬

‫‪ -‬استخدام المساعي الحميدة في حالة الخالف بين الدول األعضاء‪.‬‬

‫‪ -‬توجيه الموظفين الدوليين‪.‬‬

‫‪ .... -‬قوة المهام العالي ة المستوى باإلضافة إلى إشرافه على مكتب المعلومات‬
‫والصحافة‪ ،‬ومكتب أمن حلف شمال األطلسي(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬لخميسي شيني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫(‪ )2‬موقع حلف شمال األطلسي‪htt/www.nato ،‬‬
‫(‪ )3‬لخميسي شني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -2‬الجهاز التنفيذي للحلف‪:‬‬
‫في ‪ 1242‬م لم تكن الدول المؤسسة للحلف تملك القدرات التي تمكنها من تشكيل مقاومة‬
‫حقيقية في وجه أي عدوان‪ ،‬وللتغلب على هذه المشكلة أي ضعف القد ارت العسكرية‪ ،‬بدأوا بناء‬
‫الهيكل العسكري وتم تشكيل خمس هيئات عسكرية‪.‬‬

‫أ‪ -‬اللجنة العسكرية‪ :‬وهي أعلى سلطة عسكرية في الحلف‪ ،‬تخضع للسلطة السياسية‬
‫المدنية المتمثلة في مجلس حلف شمال األطلسي ولجنة التخطيط الدفاعي ومجموعة‬
‫التخطيط النووي‪ ،‬ذلك في األمور المتعلقة بكل لجنة وتتكون من رؤساء أركان حرب‬
‫الدول األعضاء ويعقد اجتماعاتها على ثالث مستويات‪ :‬مستوى رؤساء األركان إذ‬
‫يجتمعون مرتين في السنة على األقل ومستوى المندوبين الدائمين عن رؤساء األركان‬
‫ويعقد اجتماعهم كل أسبوع‪ .‬وتضم رؤساء أركان من الو‪.‬م‪.‬أ وبريطانيا‪ ،‬وفرنسا‪.‬‬

‫ب‪ -‬اللجنة الدائمة واللجنة العسكرية مسؤولتان عن القيادة الثالثية للحلف ومقرها واشنطن‬
‫كما أن رأستها دورية حسب الترتيب األبجدي للغة اإلنجليزية وهي مسؤولة عن‪:‬‬

‫‪ -‬تقديم التوصيات المتعلقة باإلجراءات التي تعتبر ضرورية للدفاع المشترك عن‬
‫منظمة حلف شمال األطلسي‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم توجيهات متعلقة باألمور العسكرية إلى كبار قادة الحلف(‪.)1‬‬
‫ج‪ -‬هيئة األركان العسكرية الدولية‪:‬‬
‫بعد إنسحاب فرنسا من الهيكل الدفاعي للحلف ‪1211‬م قام المجلس بحل الجنة الدائمة‬
‫وهيئة التخطيط الدولية ونقلت مهامها إلى اللجنة العسكرية‪ .‬وفي ‪ 1212‬تم تشكيل هيئة األركان‬
‫العسكرية الدولية بمهام أال وهي‪:‬‬

‫ج‪ -‬أنها أداة تنفيذية للجنة العسكرية‪.‬‬

‫ح‪ -‬تحضر الخطط والدراسات وتقديم توصيات عن السياسة التي يجب األخذ بها في‬
‫المسائل العسكرية التي تحال إلى مجلس شمال األطلسي أو اللجنة العسكرية‪.‬‬

‫خ‪ -‬ضمان تنفيذ سياسات وق اررات اللجنة المركزية‪.‬‬

‫(‪ )1‬مصطفى عبد هللا خشني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.422‬‬

‫‪53‬‬
‫وتضم عدد من األقسام‪ :‬قسم االستطالع‪ -‬قسم التخطيط والسياسة – قسم العمليات‪-‬‬
‫الشؤون اإلدارية والموارد – منظومات االتصال والمعلومات – قسم التسليح والتوحيد القياسي(‪.)1‬‬

‫* التجديد الشامل للحلف بعد نهاية الحرب الباردة‪:‬‬


‫أدت التحوالت التي شهدها النظام الدولي بعد نهاية الحرب الباردة إلى ت ارجع مهمة "‬
‫الدفاع الجماعي " للناتو ضد عدو أو أعداء محددين مسبقًا‪ ،‬في إطار مواجهة التهديدات التي‬
‫أفرزتها البيئة الجديدة لما بعد الحرب الباردة‪ .‬ورغم أن مهمة الدفاع الجماعي بقيت المهمة‬
‫الرئيسية للحلف‪ ،‬وفق المادة الخامسة من اتفاقية واشنطن‪.‬‬

‫كشفت بيئة ما بعد الحرب الباردة عن بروز تهديدات لألمن األوربي‪ /‬األطلسي‪ ،‬والتي‬
‫هي خارج المنطقة التقليدية المحددة لنشاطه‪ ،‬كان البد من تعديل مهام الحلف بما يتواءم مع‬
‫المناخ الدولي الجديد‪ ،‬خاصة بعد وقوع العديد من األزمات والحروب األهلية والصراع على‬
‫تهديدا لالستقرار في‬
‫ً‬ ‫السلطة في بلدان شرق ووسط أوربا وأقاليم أخرى من العالم‪ ،‬والتي اعتبرت‬
‫القارة األوربية وللو‪.‬م‪.‬أ بشكل غير مباشر‪.‬‬

‫اضحا التحول في‬‫عقد اجتماع لمجلس شمال األطلسي بإسكتلندا ‪ 1220‬حيث بدا و ً‬
‫مهمة الحلف من مواجهة تهديد مباشر من حلف وارسو‪ ،‬إلى تحقيق األمن واالستقرار في القارة‬
‫غير مضمون التحالف من كونه أداة للدفاع الجماعي إلى منظمة مشتركة‬ ‫األوربية‪ ،‬وهو ما ّ‬
‫تبحث عن توفير الحماية في مواجهة تهديدات غير محددة‪.‬‬

‫إتجه الحلف إلى استبدال مهمة مواجهة التهديد المباشر من حلف وارسو إلى مهمة دعم‬
‫وتعظيم األمن واالستقرار في القارة األوربية وأدى هذا التحول إلى تغيير حتمي في مهام‬
‫المنظمة بهدف توفير الحماية في مواجهة أشكال مختلفة من التهديدات غير المحددة(‪ .)2‬فإلى‬
‫جانب استمرار المهمة التقليدية للحلف (الدفاع الجماعي) برزت مهمة رئيسية هي الحفاظ على‬
‫السالم ومواجهة االضطرابات في كافة أنحاء القارة األوروبية‪ ،‬وحولها أيضا‪ ،‬ويشمل ذلك(‪:)3‬‬

‫(‪ )1‬لخميسي شيني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫(‪ )2‬نزار إسماعيل الحيالي‪ ،‬دور حلف الشمال األطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة‪ .‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬مركز اإلمارات‬
‫للبحوث والدراسات االستراتيجية‪ ،2003 ،‬ص ‪.22‬‬
‫(‪ )3‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.102‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ -1‬دعم عمليات التحول السياسي واالقتصادي في دول المعسكر الشرقي سابق‪ ،‬الحتواء‬
‫التهديدات التي يمكن أن تظهر في هذه المنطقة‪ ،‬وهي العملية التي وصلت قمتها فيما‬
‫بعد بضم عدد من دول شرق ووسط أوربا للحلف‪.‬‬

‫‪ -2‬البحث عن صيغة االتفاق مع عدد من دول جنوب المتوسط لتوفر غطاء قانونيا دوليا‬
‫وتسهيالت للعمل السريع في مواجهة ما تراه دول الحلف تهديدا ألمنها الوطني من هذا‬
‫االتجاه‪ ،‬وهو ما أدى إلى ظهور فكرة " الشراكة " بين الحلف وعدد من دول جنوب‬
‫المتوسط‪.‬‬

‫حددت الدول األعضاء بالحلف‪ ،‬االتجاهات المحتمل تفجر الصراعات فيها‪ ،‬مما يؤثر‬
‫على أمن دول الحلف في عدة اتجاهات‪ ،‬هي(‪:)1‬‬

‫أ‪ -‬االتجاه الشرقي‪ :‬منطقة عدم استقرار بين ألمانيا وروسيا‪ ،‬في شرق ووسط أوربا‪.‬‬

‫ب‪ -‬الجنوب الشرقي‪ :‬منطقة القوقاز ووسط آسيا‪.‬‬

‫ج‪ -‬المحور الجنوبي‪ :‬مناطق شمال أفريقيا وجنوب شرق البحر المتوسط‪ ،‬وجنوب غرب‬
‫آسيا‪ ،‬وتحدد ت التهديدات التي قد تؤثر على استقرار القارة األوروبية‪ ،‬بالصراعات العرقية‪،‬‬
‫والحروب اإلقليمية واألهلية‪ ،‬إضافة إلى العديد من أنماط المخاطر غير العسكرية المتصلة‬
‫باآلثار الممتدة للعنف الداخلي‪ ،‬والهجرة غير الشرعية‪ ،‬وما إلى ذلك وهو ما يخرج بالحلف‬
‫عن نطاقه التقليدي المحدد في اتفاقية إنشاؤه‪.‬‬

‫ومن تلك النظرة كانت المشكالت الخاصة باألسس االستراتيجية الدفاعية لتوسيع الحلف‪.‬‬
‫فقد كانت الوظيفة السياسية للحلف‪ ،‬هي احتواء الخطر السوفياتي على أروبا‪ ،‬وهو ما كان يمثل‬
‫اضحا‪ ،‬ألمن القارة‪ ،‬يتم التعامل معه من خالل "‬
‫مباشر وو ً‬
‫ًا‬ ‫مصدر تهديد عسكري خارجي‪،‬‬
‫هيكل عسكري "‪ ،‬يستند على استراتيجية دفاعية‪ ،‬مرتكزة على " الردع النووي "‪ ،‬في إطار‬
‫القطبية الثنائية األمريكية‪ -‬السوفيتية‪ .‬وأدى تفكك االتحاد السوفياتي‪ ،‬إلى اإلطاحة بالمفاهيم‬
‫والضوابط والمؤسسات‪ ،‬التي حكمت األوضاع األمنية‪ ،‬طوال فترة ما بعد الحرب العالمية‬
‫الثانية‪ ،‬بصورة جعلت من الصعب ارتكاز عملية إعادة التواؤم‪ ،‬على أسس دفاعية‪ .‬فلم يعد ردع‬

‫(‪ )1‬مجموعة باحثين‪ ،‬حلف الشمال األطلسي‪ ،‬آفاق وتطورات‪ ،‬ط‪ ،1‬الكويت ‪ ،2001‬ص ‪.53‬‬

‫‪52‬‬
‫متصور لبناء األمن والدفاع األوروبي‪ ،‬وحتى إذا كانت روسيا‬
‫ًا‬ ‫أساسا‬
‫ً‬ ‫عدوان محتمل‪ ،‬يمثل‬
‫كامنا‪ ،‬فإن هذا‬
‫تهديدا ً‬
‫ً‬ ‫االتحادية‪ ،‬نتيجة األزمات الداخلية التي تعاني منها‪ ،‬يمكن أن تشكل‬
‫التهديد ال يرقى للمستوى‪ ،‬الذي يبرر نفقات هذا الحلف الضخم‪ .‬كما أ‪ ،‬هذا التهديد ليس‬
‫مباشرا‪ ،‬حيث من الممكن أن يمس الدول المجاورة لروسيا‪ ،‬وليس هيكل النظام الدفاعي‬
‫األوروبي (الناتو)‪.‬‬

‫اختفى المفهوم التقليدي للتهديد‪ ،‬ببروز توجهات " التعايش األمني "‪ ،‬وتقلص األهمية‬
‫التقليدية الدفاعية للحلف‪ .‬لكن األهم هو أن المهام الجديدة للحلف‪ ،‬استندت على مفاهيم جديدة‪،‬‬
‫مبهمة‪ ،‬مثل " المخاطر " و" التحديات " و" عدم االستقرار "‪ ،‬وارتبطت بصراعات قومية‬
‫واقليمية " منخفضة الشدة " وكذلك مشكالت غير عسكرية‪ ،‬حلت محل مفهوم التهديد‪ ،‬وفقدت‬
‫المفاهيم المحددة لألمن والدفاع مضامينها‪ ،‬وأصبح هيكل الحلف العسكري ربما غير مالئم‬
‫للتعامل معها‪.‬‬

‫‪ -‬إعالن روما ‪( 6886‬االستراتيجية الجديدة لحلف)‬


‫أصدر قادة الحلف إعالن روما في ‪ 2‬و‪ 5‬نوفمبر ‪ 1221‬حول السالم والتعاون‪ ،‬وكانت‬
‫المجموعة العسكرية قد أنهت أعمالها فيما كلفت به‪ ،‬وأكدت في تقريرها على اختالف " طبيعة‬
‫التحديات والمخاطر األمنية " التي على الحلف أن يواجهها في المستقبل‪ ،‬عما كانت عليه في‬
‫الماضي‪ .‬وحددت اآلتي(‪:)1‬‬

‫قائما‪ ،‬وهو ما يخفف من قوة التهديدات‬


‫‪ -1‬لم يعد التهديد بهجوم شامل على كافة الجبهات ً‬
‫المستقبلية‪ ،‬ولم تعد تلك النقطة مثار تركيز في استراتيجية الحلف‪.‬‬

‫مقدر أن‬
‫محصور في الهجمات من اتجاه واحد‪ ،‬كان ًا‬
‫ًا‬ ‫‪ -2‬من وجهة أخرى‪ ،‬لم يعد التهديد‬
‫تكون من االتحاد السوفياتي والكتلة الشرقية‪ ،‬بل أصبحت الهجمات ذات اتجاهات‬
‫توقعا‪.‬‬
‫محتملة متعددة يصعب التنبؤ بأيهما األكثر ً‬
‫محصور في عمل عسكري تقليدي‪ ،‬أو نووي‪ ،‬بل أصبح ذو أوجه‬
‫ًا‬ ‫‪ -3‬كذلك لم يعد التهديد‬
‫مختلفة يصعب تقييمها‪.‬‬

‫(‪ )1‬محمد أسامة عبد العزيز‪ " ،‬االستراتيجية الجديدة لحلف الناتو "‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪ ،141‬أكتوبر ‪ ،2001‬ص‬
‫‪.202‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ -4‬لم يعد من الممكن حدوث خطر مباغت‪ ،‬فقد أتاحت مساحة الدول التي خرجت من دائرة‬
‫االتحاد السوفياتي‪ ،‬والتقنية المتقدمة في أجهزة الحصول على المعلومات‪ ،‬مدة زمنية‬
‫متسعة لإلنذار‪ ،‬بالنسبة للحلف‪.‬‬

‫‪ -2‬لم تعد المخاطر قاصرة بالعدوان على أراضي دول الحلف‪ ،‬بل من الممكن أن تكون‬
‫نتيجة أوضاع داخلية متدهورة‪ ،‬اقتصاديا أو اجتماعيا أو سياسيا‪ ،‬أو صراع عرقي أو‬
‫نزاع حدود‪ ،‬وهو ما كثر بعد انهيار الكتلة الشرقية في وسط وشرق أوربا‪ ،‬ويمكن أن‬
‫تهدد استقرار أوربا بتطورات غير متوقعة‪ ،‬أو بتدخل خارجي‪ ،‬قد يكون طرفًا فيه أحد‬
‫أعضاء الحلف‪.‬‬

‫‪ -1‬ما زالت روسيا االتحادية‪ ،‬تمثل نفس الخطر الذي كان يمثله االتحاد السوفياتي‪ ،‬فهي‬
‫ونوويا‪.‬‬
‫ً‬ ‫تقليديا‬
‫ً‬ ‫األكبر قوة في أوربا‪،‬‬

‫‪ -2‬حساسية الموقف في الشرق األوسط عامة‪ ،‬وجنوب البحر المتوسط خاصة‪ .‬واستقرار‬
‫بي الخليج‬‫األمن في تلك المناطق‪ ،‬أمر ضروري ألمن أوربا‪ .‬على ضوء تجربة حر ّ‬
‫األولى والثانية‪ ،‬والحروب العربية اإلسرائيلية األخيرة‪ ،‬بسبب انتشار األسلحة ذات التقنية‬
‫المتقدمة في المنطقة‪ ،‬خاصة أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬والصواريخ الباليستية‪ ،‬التي يزداد‬
‫يوما بعد يوم‪ ،‬وأصبحت قادرة على الوصول إلى بعض دول‬
‫مداها وقدراتها ودقتها‪ً ،‬‬
‫الحلف‪.‬‬

‫‪ -5‬يجب أن يوضع في االعتبار أن أمن دول الحلف سوف يتأثر‪ ،‬نتيجة مواجهتهم ألي‬
‫اعتداء (طبقًا للمادتين الخامسة والسادسة من معاهدة واشنطن)‪ ،‬نتيجة استخدام أسلحة‬
‫واجراءات ذات مجال واسع‪ ،‬مثل أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬وحظر تصدير الموارد األولية‬
‫الحيوية‪ ،‬وعمليات اإلرهاب والتخريب‪.‬‬
‫‪-2‬‬
‫وضع من إعالن روما‪ ،‬أن العقيدة العسكرية الجديدة لحلف‪ ،‬ترتكز على مبادئ أربعة(‪:)1‬‬

‫‪ ‬االستمرار في مهمة " الدفاع الجماعي "‪.‬‬

‫(‪ )1‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.210‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ ‬المحافظة على وحدة األمن لألعضاء‪ ،‬وزيادة مسؤولية األعضاء األوروبيين في‬
‫الدفاع عن أنفسهم‪.‬‬

‫‪ ‬استمرار الهيكل العسكري الموحد للحلف‪ ،‬واعادة بناءه‪ ،‬ليعتمد أكثر على تعدد‬
‫الجنسيات‪ ،‬وتكون قواته أكثر مرونة وخفة حركة‪ ،‬حتى يمكن المشاركة في المهام‬
‫الخاصة‪ ،‬التي أبرزتها المتغيرات الجديدة (حفظ السالم‪ ،‬توفير الراحة‪ ،‬تنفيذ ق اررات‬
‫األمم المتحدة ومجلس االمن بالقوة)‪.‬‬

‫‪ ‬استمرار االعتماد على كال القوتين التقليدية والنووية‪ ،‬على أن يخفضا ألدنى حد‬
‫ممكن‪ ،‬دون المساس بفاعليتها‪ ،‬لذلك يزداد االعتماد على القوات االحتياطية‪ ،‬مع‬
‫تقليل حاالت التأهب‪.‬‬

‫أدى هذا التصور‪ ،‬للمبادئ الرئيسية المكونة للعقيدة العسكرية الجديدة‪ ،‬إلى التسليم‬
‫بانتهاء خطر هجوم واسع من الشرق‪ ،‬كما شاع دفء البيئة األمنية الجديدة في أوروبا‪ ،‬والتي‬
‫تحقق االستقرار والرفاهية في شمال األطلسي‪ ،‬وصالحيتها كمناخ مالئم لتطوير العالقات‬
‫الدولية‪ ،‬التي تقوم على السالم‪ .‬ونتيجة لذلك أقرت دول حلف األطلسي‪ ،‬إنشاء مجلس تعاون‬
‫شمال األطلسي تحقيقًا لمبدأ التعاون مع دول حلف وارسو السابق‪ ،‬وقد انبثق عن تلك الخطوة‬
‫فكرة الشراكة من أجل السالم‪ ،‬ومنها أمكن انضمام بعض دول حلف وارسو السابق‪ ،‬إلى حلف‬
‫شمال األطلسي‪.‬‬

‫‪ -‬مجلس تعاون شمال األطلسي‪:‬‬


‫جاء انشاء مجلس تعاون شمال األطلسي في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ،1221‬كخطوة إليجاد عالقة‬
‫رسمية بين الحلف ودول شرق ووسط أوروبا‪ ،‬وبدا التوجه خالل قمة لندن في ‪ 1‬يوليو عام‬
‫‪ 1220‬بدعوة حكومات االتحاد السوفياتي وتشيكوسلوفاكيا‪ ،‬والمجر وبولندا وبلغاريا ورومانيا‪،‬‬
‫إلقامة عالقات دبلوماسية منتظمة مع الحلف‪ .‬وفي باريس‪ ،‬في ‪ 12‬نوفمبر من نفس العام‪ ،‬وقع‬
‫إعالنا مشترًكا‪ ،‬أكد على أنهم لم يعودوا يعتبرون بعضهم البعض‬
‫ً‬ ‫الحلفاء مع هذه الدول‬

‫‪55‬‬
‫كأعداء‪ .‬وبحث في اجتماع وزراء خارجية دول الحلف بكوبنهاجن (‪ 2-1‬جوان ‪ ،)1221‬قضايا‬
‫تطوير العالقات مع دول الشرق(‪.)1‬‬

‫وعندما اجتمع رؤساء دول وحكومات أعضاء الحلف بروما (‪ 5-2‬نوفمبر ‪)1221‬‬
‫عرضوا إقامة روابط رسمية‪ ،‬مع دول شرق أوربا‪ ،‬التي كانت أعضاء في حلف وارسو سابقًا‪.‬‬
‫واقترحوا إقامة مجلس تعاون يضم في عضويته ‪ 22‬دولة هي كل الدول األعضاء في حلف‬
‫الناتو (‪ 11‬دولة)‪ ،‬إضافة إلى الدول التي كانت أعضاء في حلف وارسو (‪ 1‬دول)‪ ،‬ودول‬
‫مسمى " مجلس تعاون شمال األطلسي "‪ .‬وأتفق على‬‫ّ‬ ‫جمهوريات البلطيق الثالث‪ ،‬تحت‬
‫استمرار إجراء اجتماعات واتصاالت دورية مع مجلس شمال األطلسي‪ ،‬واللجنة العسكرية‬
‫للحلف‪ ،‬ولجان أخرى في الحلف‪ ،‬حيث هدفت دول الحلف من ذلك خلق شبكة من العالقات‪،‬‬
‫تمكنها من دعم جهود التحول في الشرق‪ ،‬وحفظ األمن واالستقرار في أوربا‪ ،‬عبر العمل تحت‬
‫مظلة مؤتمر األمن والتعاون األوروبي‪.‬‬

‫‪North Atlantic Cooperation‬‬ ‫كانت صيغة مجلس تعاون شمال األطلسي‬


‫‪ NACC Concil‬هي الصيغة التي جرى استحداثها لتجري تحت مظلتها هذه االتصاالت‪،‬‬
‫وقد عقد المجلس اجتماعه التأسيسي في ‪ 20‬ديسمبر عام ‪ 1221‬بمشاركة ‪ 22‬دولة‪ .‬بعد تفكك‬
‫االتحاد السوفياتي‪ ،‬توسعت عضوية المجلس لتشمل‪ 5 :‬دول من االتحاد السوفياتي السابق‪.‬‬
‫وكذلك انضمت جورجيا وألبانيا في اجتماع ‪ 2‬يوني ‪ 1222 1222‬بأوسلو‪ ،‬وشاركت فنلندا‬
‫سنويا دورًيا‪ ،‬واجتماعات أخرى كلما‬
‫ً‬ ‫بصفة مراقب‪ .‬كما اتفق على أن يعقد المجلس اجتماعا‬
‫دعت الحاجة‪ ،‬وقد تركز نشاط المجلس‪ ،‬في القضايا السياسية واألمنية‪ ،‬التي رأت دول الحلف‬
‫أنها ضرورية لحفظ األمن واالستقرار في أوربا‪ ،‬ودعم عمليات التحول في دول شرق ووسط‬
‫أوروبا‪ ،‬والتي شملت(‪:)2‬‬

‫أ‪ -‬هياكل القوة والقيادة‪.‬‬

‫ب‪ -‬المفاهيم الديمقراطية للعالقات المدنية والعسكرية‪.‬‬

‫ج‪ -‬التنسيق المدني‪ /‬العسكري إلدارة النقل الجوي‪.‬‬

‫(‪ )1‬موقع منظمة حلف الشمال األطلسي‪http://www.nato.into/nato_wolcom/index-ar.html. 10/02/2019.‬‬


‫(‪ )2‬نفس المرجع السابق‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫د‪ -‬تحويل اإلنتاج العسكري لألغراض المدنية‪.‬‬

‫هـ‪ -‬المشاركة في مهام حفظ السالم‪.‬‬

‫‪ -‬المفهوم االستراتيجي الجديد للحلف (قمة مدريد جويلية ‪)6887‬‬


‫رغم اتفاق دول الحلف على شكل وقوة واتجاه التهديدات‪ ،‬والتي وصفت بالعمومية في‬
‫كل ما يتعلق بها‪ ،‬وصعوبة التنبؤ بها‪ ،‬فان االتفاق على المفهوم االستراتيجي الجديد كان‬
‫صعبا‪ ،‬بحيث فشل الحلف في االتفاق على مفهوم استراتيجي موحد‪ ،‬إذ كان هناك رؤيتان‬
‫مختلفتان‪ ،‬األولى أوروبية تسعى إلى حلول ذات صبغة أوروبية جماعية‪ ،‬في إطار الدفاع‬
‫الجماعي‪ ،‬والثانية أمريكية تسعى إلى االنفراد بالحل‪ ،‬فهي صاحبة القرار لتحريك آلة الحرب‪،‬‬
‫واستخدام القوة العسكرية‪ .‬كان المفهوم األوروبي يركز على " أمن األعضاء "‪ ،‬بينما كان‬
‫المفهوم األمريكي يركز على " المصالح األمنية "‪.‬‬

‫كانت المناسبة تضيف قوة ضاغطة أثناء عمل مجلس الحلف‪ ،‬فهي قمة احتفالية لمرور‬
‫عاما على انشاء الحلف يومي ‪ 5‬و‪ 2‬جويلية ‪ 1222‬بمدريد‪ .‬لذلك كان البد التوصل‬ ‫خمسون ً‬
‫مجددا‪ ،‬على المبادئ العامة‬
‫ً‬ ‫إلى صيغة تتفق مع كل وجهات النظر‪ ،‬لذلك أكد البيان الختامي‪،‬‬
‫المتفق عليها‪ ،‬لمواصلة المهمة الرئيسية للحلف " الدفاع الجماعي " عن الدول األعضاء‪،‬‬
‫وتقوية عالقات الشراكة مع روسيا االتحادية وأوكرانيا‪ ،‬واالستمرار في الحوار مع دول الشرق‬
‫األوسط‪ ،‬ودفع الجهود لمواجهة مخلفات الحرب الباردة‪ ،‬من انتشار أسلحة الدمار الشامل‪،‬‬
‫ووسائل ايصالها‪ .‬أما القضايا محل الخالف‪ ،‬فقد صيغت في عبارات عامة‪ ،‬غير محددة‪.‬‬

‫أوضحت صياغة البيان الختامي لدورة االنعقاد الخمسين‪ ،‬اتجاهات الحلف الجديدة‪ ،‬فقد‬
‫كانت التعديالت في المفهوم االستراتيجي‪ ،‬تتماشى مع المنظور األمريكي‪ ،‬أكثر من مواءمتها‬
‫للمنظور األوروبي‪ ،‬والذي كانت فرنسا وألمانيا تتمسكان به‪ ،‬وقد أوضح التعديل المدخل على‬
‫المفهوم االستراتيجي‪ ،‬المهام المستقبلية للحلف كذلك‪ ،‬وفي فقرة واحدة‪ ،‬جاء المعنى كله‪،‬‬
‫ووضحت مالمح التغيير لمفهوم االستراتيجي للحلف‪.‬‬

‫أما الفقرة فقد جاء فيها‪ " :‬يتعرض أمن الحلف لمخاطر عسكرية وغير عسكرية كثيرة‬
‫وغالبا ما يصعب توقعها‪ .‬وتتضمن هذه المخاطر‪ ،‬عدم‬ ‫ً‬ ‫التنوع‪ ،‬تأتي من اتجاهات عديدة‪،‬‬
‫االستقرار واحتمال نشوء أزمات إقليمية قابلة للتطور السريع في المناطق المحيطة بدول الحلف‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ويمكن أن تواجه المصالح األمنية للحلفاء مخاطر ذات طابع أكثر عمومية‪ ،‬تنجم عن اإلرهاب‬
‫والتخريب والجريمة المنظمة وانقطاع وصول الموارد الحيوية "(‪.)1‬‬

‫أما التغيير فكان في المفهوم التالي(‪:)2‬‬

‫‪ -1‬اعتبار صيغة " المصالح األمنية " هي أساس عمل الحلف‪ ،‬بدالً من صيغة " أمن الدول‬
‫األعضاء "‪ ،‬ويعني ذلك‪ ،‬تغلب وجهة النظر األمريكية أوال‪ ،‬كما أن تفكك االتحاد‬
‫وسعي روسيا االتحادية ودول أوربا الشرقية لالندماج مع‬
‫ّ‬ ‫السوفياتي وانتهاء حلف وارسو‪،‬‬
‫أوربا الغربية‪ ،‬ينهي فكرة تهديد األمن‪ ،‬ويصبح تعبير المصالح األمنية‪ ،‬بعموميته‪ ،‬أصلح‬
‫للتعبير عن جوهر وظيفة الدفاع المطلوبة في البيئة الجديدة‪ ،‬فهو يستوعب المتغيرات‬
‫التي تستجد‪ ،‬حسب رؤية صاحب القرار‪ ،‬ويكون التأثير على المصالح األمنية للدول‬
‫األعضاء هو أساس الدفاع‪.‬‬

‫‪ -2‬يحدد المفهوم الجديد‪ ،‬التهديدات الجديدة‪ ،‬للمصالح األمنية‪ ،‬لدول الحلف في‪:‬‬

‫أ‪ -‬انتشار أسلحة الدمار الشامل‪.‬‬

‫ب‪ -‬اإلرهاب الدولي‪.‬‬

‫ج‪ -‬انقطاع وصول الموارد الحيوية‪.‬‬

‫د‪ -‬نشوء أزمات إقليمية قابلة للتطور السريع في المناطق المحيطة بدول الحلف‪.‬‬

‫ر‪ -‬انتهاك حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫ال ضد أراضي أي دولة‬


‫التهديد باستخدام القوة المسلحة أو قيام دولة ما باستخدامها فع ً‬
‫أخرى‪.‬‬

‫‪ -3‬يبدأ الحلف مرحلة جديدة في تاريخه‪ ،‬يكون له فيها المبادرة بشن الهجوم‪ ،‬ضد الطرف‬
‫(أو األطراف) الذي ترى القيادة السياسية للحلف خطورته على مصالح دول الحلف‪.‬‬

‫(‪ )1‬موسوعة المقاتل‪ ،‬منظمة حلف الشمال األطلسي (الناتو)‪.‬‬


‫‪http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Monzmat3/NATO/sec07.doc._cvt.htm.‬‬
‫(‪ )2‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -‬المفهوم االستراتيجي الثاني (‪:)6()2464‬‬
‫انطالقا من إدراك أعضاء حلف الناتو الستمرار التهديدات التي تواجه مصالح أعضائه‬
‫خارج أراضيه‪ ،‬فقد جاء إصدار ذلك المفهوم أكثر وضوحا وتحديدا عن سابقه بشأن التدخل‬
‫األطلسي في األزمات‪ ،‬حيث تضمن ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬يمتلك الحلف مقدرات سياسية وعسكرية نادرة يمكنها التعامل مع األزمات‪ ،‬سواء قبل‬
‫أو أثناء أو بعد نشوئها‪.‬‬

‫‪ -‬البيئة األمنية لم تعد أراضي الناتو‪ ،‬إذ إن الصراعات واالضطرابات التي تشهدها‬
‫الدول الواقعة خارج حدود الناتو قد تلقي بضاللها على أمن دول الناتو ذاتها‪ ،‬يقع‬
‫ضمن هذا اإلطار قضية أمن الطاقة‪ ،‬حيث إن الجزء األكبر من االستهالك العالمي‬
‫من إمدادات الطاقة يمر عبر أراضي مختلف بلدان العالم‪ ،‬وبالتالي فإن تلك‬
‫اإلمدادات قد تكون عرضة للمخاطر والهجمات واالنقطاع‪.‬‬

‫‪ -‬إن األزمات والصراعات التي تدور خارج أراضي الناتو قد تهدد مصالحه بشكل‬
‫مباشر‪ ،‬وبالتالي يتعين على الناتو التدخل حيثما أمكنه وحينما اقتضت الحاجة ذلك‬
‫للحيلولة دون اندالع األزمات أو إدارتها‪ ،‬حال وقوعها‪ ،‬ثم إعادة االستقرار إلى‬
‫المنطقة بعد انتهائها‪ ،‬والمساعدة في إعادة إعمار المنطقة‪.‬‬

‫وانطالقا من هذين المفهومين‪ ،‬فقد جاء تدخل الحلف انطالقا من االعتبارات اإلنسانية‬
‫في كل من كوسوفا ‪ 1222‬وأفغانستان في عام ‪ ،2003‬حيث كانت أفغانستان أول عملية‬
‫عسكرية للحلف خارج منطقة عمله التقليدية في أوربا‪.‬‬

‫وكان الهدف منها المساعدة على ضمان األمن‪ ،‬وعقد االنتخابات العامة‪ ،‬وتحسين‬
‫قدرات القوات المسلحة وقوات األمن األفغانية‪ ،‬وذلك من خالل قوات النـ ـ ــاتو المع ـ ـ ـ ــروفة باسـ ـ ــم‬
‫" إيساف "‪ .‬إال أنه بعد مرور أكثر من ثمانية أعوام‪ ،‬لم يستطع الحلف إنجاز تلك المهمة‪ ،‬وهو‬
‫ما عكسته الخسائر البشرية الهائلة لقوات الحلف مع استمرار مقاومة حركة طالبان‪.‬‬

‫(‪ )1‬أشرف محمد كشك‪ ،‬حلف الناتو‪ :‬من الشراكة الجديدة إلى التدخل في األزمات العربية‪ .‬مجلة السياسة الدولية‪.‬‬
‫‪http ;//www.siyassa.org.eg/NewsContent/3/14/1502/.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -9‬منظمة االتحاد اإلفريقي‪:‬‬
‫تعريف االتحاد اإلفريقي‪:‬‬
‫هو تنظيم إقليمي حكومي على مستوى القارة اإلفريقية يهدف إلى دعم وتقوية التعاون‬
‫والتالحم اإلفريقي في المجاالت السياسية واالجتماعية واالقتصادية ودعم السلم واألمن في القارة‬
‫اإلفريقية‪.‬‬

‫‪ -‬نشأة منظمة االتحاد اإلفريقي‪:‬‬


‫‪ -‬تأسس االتحاد االفريقي من رحم منظمة الوحدة اإلفريقية والتي تعتبر أهم تنظيم‬
‫إفريقي‪ ،‬برزت إلى الوجود ‪ 1211‬م‪ ،‬بهدف حياة أفضل للشعوب اإلفريقية وحماية سيادة الدول‬
‫األعضاء واستقاللها وسالمة أراضيها وتخليص القارة اإلفريقية من سائر صور االستعمار‪.‬‬
‫وتشجيع التعاون الدولي في ظل احترام ميثاق منظمة األمم المتحدة واإلعالن العالمي لحقوق‬
‫اإلنسان‪.‬‬

‫كما تنص أحكام العضوية فيها على شروط أن العضوية منحصرة فقط على الدول اإلفريقية‬
‫المستقلة ذات السيادة(‪.)1‬‬

‫‪ -‬ومع بداية األلفية الثانية ونظ ار للتطورات السريعة سواء على المستوى الدولي أو‬
‫اإلقليمي والظروف السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬نادى قادة إفريقيا إلى ضرورة تأسيس‬
‫اتحاد إفريقي بدالً من المنظمة الوحدة اإلفريقية‪ ،‬يتماشى ويواكب كل التطورات اإلقليمية والدولية‬
‫وما أفرزته العولمة على الصعيد الدولي‪.‬‬

‫‪ -‬في الدورة ‪ 32‬لمؤتمر رؤساء الدول والحكومات ‪1222‬م المنعقد بالجزائر‪ ،‬صدر قرار‬
‫قبول دعوة القائد السابق الليبي معمر القذافي الستضافة دولته لمؤتمر قمة استثنائي في سبتمبر‬
‫‪ ،1222‬بقصد تفعيل المنظمة لتواكب التطورات السياسية واالقتصادية في ظل العولمة ‪2 -5‬‬
‫سبتمبر ‪ ،1222‬تم انعقاد القمة الرابعة لمؤتمر رؤساء الدول والحكومات األعضاء بالمنظمة‬
‫الوحدة اإلفريقية وصدر عنها إعالن " سرت " الذي نص على إنشاء منظمة االتحاد اإلفريقي‪.‬‬

‫(‪ )1‬مصطفى عبد هللا حسني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.311‬‬

‫‪23‬‬
‫قامت األمانة العامة للمنظمة بإعداد مشروع نص القانون التأسيسي لالتحاد اإلفريقي‬
‫الذي تمت دراسة بجانب بروتوكول إنشاء برلمان عموم إفريقيا على مستوى الخبراء والقانونيين‬
‫البرلمانيين المجتمعين بأديسا بابا في أفريل ‪ ،2000‬وتم بطرابلس في ماي ‪ 2000‬بدراسة على‬
‫مستوى المؤتمر الوزراء‪:‬‬

‫‪ -‬جويلية ‪ 2000‬قدم المشروع التأسيسي لالتحاد اإلفريقي‪ ،‬في الدورة ‪ 31‬لمؤتمر‬


‫رسميا‪.‬‬
‫ً‬ ‫رؤساء الدول والحكومات األعضاء بالمنظمة‪ ،‬وتم اعتماده‬

‫‪ -‬القمة االستثنائية بسرت الليبية ‪ 2001‬أعلن رؤساء القارة اإلفريقية على قيام االتحاد‬
‫رسميا في ‪ 02‬مارس ‪.2001‬‬
‫ً‬ ‫اإلفريقي‬

‫حمل القانون التأسيسي لالتحاد اإلفريقي في دباجيته ‪ 33‬مادة تتناول أهداف ومبادئ‬
‫االتحاد وأجهزته ومقره والمالحظ أن القانون التأسيسي لالتحاد كرر نفس األهداف والمبادئ‬
‫الواردة في ميث اق منظمة الوحدة االفريقية عدا عدد من المبادئ واألهداف التي أسفرت على‬
‫الصعيد العالمي ومبادئ أضحت من قبل الممارسات الدولية‪.‬‬

‫أهداف منظمة االتحاد اإلفريقي‪:‬‬


‫‪ -‬تهيئة الظروف الالزمة التي تمكن القارة من لعب دورها المناسب في االقتصاد‬
‫العالمي والمحافل الدولية‪.‬‬

‫‪ -‬تعزيز التنمية المتقدمة على المستويات االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫‪ -‬تنسيق ومواءمة السياسات بين المجموعات اإلقليمية القائمة والمستقبلية من أجل‬


‫تحقيق أهداف االتحاد‪.‬‬

‫‪ -‬التعجيل بتنمية القارة عن طريق تعزيز البحث في كافة المجاالت وخاصة في مجال‬
‫العلم والتكنولوجيا‪.‬‬

‫‪ -‬العمل على استقرار افريقيا والدفاع عنها‪.‬‬

‫‪ -‬تعزيز التعاون في جميع ميادين النشاط البشري لرفع مستوى معينة الشعوب‬
‫االفريقية‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫‪24‬‬
‫مبادئ االتحاد االفريقي‪:‬‬
‫‪ -‬مبادئ خاصة بالسالم واالمن والدفاع‪ :‬حق االتحاد في التدخل في شؤون دولة ما في حالة‬
‫اإلبادة الجماعية والجرائم ضد اإلنسانية وجرائم الحرب وحق طلب التدخل إلعادة السالم واألمن‬
‫والتعايش السلمي ووضع سياسة دفاعية مشتركة للقارة اإلفريقية‪.‬‬

‫‪ -‬مشاركة الشعوب اإلفريقية في أنشطة االتحاد اإلفريقي واحترام مبادئ الديمقراطية وحقوق‬
‫اإلنسان وسيادة القانون والحكم الراشد‪.‬‬

‫‪ -‬المساواة بين الجنسين والعدالة االجتماعية لضمان تنمية اقتصادية متوازنة‪.‬‬

‫‪ -‬تعزيز المؤسسات الديمقراطية وحقوق اإلنسان وادانة اإلرهاب‪.‬‬

‫‪ -‬إدانة التغيرات الغير دستورية للحكومات (‪.)1‬‬

‫أجهزة االتحاد اإلفريقي‪:‬‬


‫أ‪ -‬مؤتمر االتحاد‪ :‬يتألف من رؤساء الدول والحكومات أو ممثليهم المعتمدين وهو الجهاز‬
‫األعلى ورئاسته تدوم سنة واحدة من طرف رئيس الدولة أو الحكومة المنتجة‪.‬‬

‫له عدد من االختصاصات‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد البيانات المشتركة بما فيها السياسات االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -‬ينظر في طلبات العضوية‪.‬‬

‫‪ -‬إقامة أي جهاز لالتحاد‪.‬‬

‫‪ -‬يراقب تطبيق البيانات والق اررات بشأن االتحاد ويؤمن احترامها من طرف كل الدول‬
‫األعضاء‪.‬‬

‫‪ -‬المصادقة على الميزانية‪.‬‬

‫‪ -‬تقديم توجيهات للمجلس التنفيذي إلدارة النزاعات والحروب‪.‬‬

‫‪ -‬يعين وينهي مهام قضاة محكمة العدل اإلفريقية‪.‬‬

‫(‪ )1‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.310‬‬

‫‪22‬‬
‫ب‪ -‬المجلس التنفيذي‪:‬‬

‫يتكون من وزراء خارجية دول االتحاد أو أي سلطة تعينها حكومات هذه الدول‪.‬‬

‫له اختصاصات‪:‬‬

‫‪ -‬التنسيق واتخاذ الق اررات بشأن السياسات ذات االهتمام المشترك بالنسبة للدول‬
‫األعضاء في االتحاد في جميع المجاالت‪.‬‬

‫‪ -‬مسؤول أمام المؤتمر وله الحق في تفويض جزء من هذه االختصاصات إلى الجان‬
‫الفتية المتخصصة(‪.)1‬‬

‫ج‪ -‬برلمان عموم إفريقيا‪:‬‬


‫حسب المادة ‪ 2‬من معاهدة إنشاء االتحاد اإلفريقي‪ ،‬تم إنشاء برلمان عموم إفريقيا وهذا‬
‫لضمان مشاركة كاملة للشعوب اإلفريقية في تنمية وتكامل القارة اقتصاديا‪.‬‬

‫‪ -‬إذ هو مؤسسة ذات سلطة إستشارية يقدم توصيات فيما يتعلق بتعزيز المؤسسات‪،‬‬
‫والثقافة الديمقراطية وتقوية الحكم الراشد وسيادة القانون واحترام حقوق االنسان(‪.)2‬‬

‫د‪ -‬محكمة العدل اإلفريقية‪:‬‬


‫بنص المادة ‪ 15‬من القانون التأسيس لالتحاد إنشات محكمة العدل االفريقية ولها‬
‫اختصاص تسوية المنازعات التي تنشأ بين الدول األعضاء والنظر في نزاعات حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫هـ‪ -‬اللجنة‪ :‬وهي عبارة عن أمانة لالتحاد وتتألف من رئيس ونائب أو أكثر من نائب للرئيس‬
‫وأعضاء وعاملين ويتولى المؤتمر األعلى لالتحاد بتحديد هيكل اللجنة ومهامها‪.‬‬

‫و‪ -‬لجنة الممثلين الدائمين‪ ،‬تتكون من ممثلين دائمين لدى االتحاد وتقوم بالتحضير ألعمال‬
‫بناءا على تعليماته ولها الحق في تشكيل لجان فرعية مساعدة(‪.)3‬‬
‫المجلس التنفيذي وتعمل ً‬

‫(‪ )1‬مادة ‪ 01-02‬من القانون التأسيس لالتحاد‪.‬‬


‫(‪ )2‬مادة ‪ 13‬من القانون التأسيسي لالتحاد‪ .‬المستشار القانوني لمنظمة الوحدة اإلفريقية‪.‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 2/21‬من القانون التأسيسي لالتحاد‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ل‪ -‬المجلس االقتصادي واالجتماعي والثقافي‪:‬‬

‫هو هيئة استشارية مكونة من مختلف المجموعات المهنية واالجتماعية للدول األعضاء‬
‫في االتحاد والمؤتمر‪ ،‬هو الذي يحدد مهامها وسلطاتها‪.‬‬

‫م‪ -‬المؤسسات المالية‪ :‬كالمصرف المركزي اإلفريقي – صندوق النقد االفريقي – المصرف‬
‫االفريقي لالستثمار‪.‬‬

‫ن‪ -‬الجان المتخصصة‪ :‬عبارة عن ‪ 2‬لجان‪:‬‬

‫‪ -1‬لجنة التجارة والجمارك ومسائل الهجرة‪.‬‬

‫‪ -2‬لجنة االقتصاد الريفي والمسائل الزراعية‪.‬‬

‫‪ -3‬لجنة الشؤون النقدية والمالية‪.‬‬

‫‪ -4‬لجنة النقل والمواصالت والسياحة‪.‬‬

‫‪ -2‬لجنة الصناعة والعلم والتكنولوجيا والطاقة والموارد الطبيعية‪.‬‬

‫‪ -1‬لجنة البيئة‬

‫‪ -2‬لجنة الصحة والعمل والشؤون االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -5‬لجنة التعليم والثقافة والموارد البشرية‪.‬‬

‫وكل لجنة مطالبة حسب اختصاصها بتحضير مشاريع وبرامج لالتحاد وتحليلها على‬
‫المجلس التنفيذي‪ .‬وتضمن التنسيق بين المشاريع وبرامج االتحاد‪.‬‬

‫المبادرة برفع التقارير والتوصيات بشأن تطبيق القانون التأسيسي لالتحاد االفريقي سواء من‬
‫تلقاء نفسها أو بطلب المجلس التنفيذي(‪.)1‬‬

‫هـ‪ -‬مجلس السلم واألمن‪:‬‬


‫هو جهاز دائم لصنع الق اررات بشأن منع النزاعات وادارتها وتسويتها داخل االتحاد‪.‬‬

‫عضوا يتم انتخابهم على أساس الحقوق المتساوية‪ 10 ،‬منهم يتم انتخابهم‬
‫ً‬ ‫يتكون من ‪12‬‬
‫لمدة سنتين و‪ 2‬يتم انتخابهم لفترة ‪ 3‬سنوات‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 12‬من القانون التأسيسي لالتحاد االفريقي‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫يهدف المجلس إلى‪:‬‬

‫‪ -‬تعزيز السالم واألمن في إفريقيا من أجل ضمان وحماية وحفظ حياة وممتلكات‬
‫ورفاهية الشعوب االفريقية‪.‬‬

‫‪ -‬ترقب ومنع النزاعات وفي حاالت وقوع النزاعات يكون مسؤولية المجلس هي تولي‬
‫مهام أحالل السالم‪.‬‬

‫‪ -‬تعزيز وتنفيذ األنشطة المتعلقة بإحالل السالم واعادة التعمير في فترة ما بعد‬
‫النزاعات‪.‬‬

‫‪ -‬وضع سياسات دفاع مشترك لالتحاد االفريقي‪.‬‬

‫‪ -‬مكافحة اإلرهاب الدولي‪.‬‬

‫‪ -‬تشجيع الممارسات الديمقراطية والحكم الراشد وحماية حقوق االنسان وسيادة‬


‫القانون(‪.)1‬‬

‫مبادئ مجلس السلم واألمن اإلفريقي‪:‬‬


‫‪ -‬التسوية السلمية للنزاعات والخالفات‪.‬‬

‫‪ -‬االستجابة المبكرة الحتواء وضع األزمات للحيلولة دون تفاقمها‪.‬‬

‫‪ -‬احترام سيادة القانون والحقوق والحريات األساسية لإلنسان‪.‬‬

‫‪ -‬احترام سيادة ووحدة أراضي الدول األعضاء‪.‬‬

‫‪ -‬عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول األعضاء‪.‬‬

‫‪ -‬المساواة بين الدول األعضاء‪.‬‬

‫‪ -‬احترام الحدود الموروثة عن االستعمار‪.‬‬

‫‪ -‬حق االتحاد في التدخل في اية دولة عضو في حاالت جرائم الحرب‪ ،‬اإلبادة‬
‫الجماعية‪ ،‬الجرائم ضد اإلنسانية‪.‬‬

‫‪ -‬حق أي دولة عضو طلب التدخل من االتحاد بغية استعادة السلم واألمن‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 02‬من بروتوكول انشاء مجلس السلم واالمن التابع لالتحاد األفريقي‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫أهداف مجلس السلم واألمن اإلفريقي‪:‬‬
‫‪ -‬تعزيز السالم واألمن في أفريقيا‪.‬‬

‫‪ -‬الدبلوماسية الوقائية واالنذار المبكر‪.‬‬

‫‪ -‬وضع السالم ودعمه واعادة تعمير الدول بعد المنازعات(‪.)1‬‬

‫يتعاون مجلس األمن اإلفريقي مع األمم المتحدة والمنظمات الدولية األخرى‪ ،‬ويعمل على‬
‫نحو وثيق مع مجلس األمن التابع لمنظمة األمم المتحدة كما يتعاون مع وكاالت األمم المتحدة‬
‫ذات الصلة بتعزيز السلم واألمن واالستقرار في أفريقيا‪ .‬كما يسعى إلى إقامة عالقة تعاون مع‬
‫اللجنة اإلفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب في كافة المجاالت ذات الصلة بأهدافه‬
‫وصالحياته(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ :4‬من بروتوكول إنشاء مجلس السلم واألمن التابع لالتحاد اإلفريقي‪.‬‬
‫(‪ )2‬المادة ‪ 2.2 /11‬من بروتوكول المعاهدة المؤسسة للجماعات االقتصادية اإلفريقية الخاص بالبرلمان اإلفريقي‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫غير‬
‫مهما في المجتمع الدولي حيث ّ‬ ‫دور ً‬
‫أصبحت المنظمات الدولية تلعب ًا‬
‫ظهورها من طابع ومظهر العالقات الدولية وكذلك المجتمع الدولي‪ .‬ولم تعد الدول‬
‫هي الفاعل الوحيد في المجتمع الدولي حيث أصبح هناك ما يسمى بالمجتمع‬
‫المؤسساتي الدولي المعاصر‪.‬‬
‫استطاعت المنظمات الدولية من حل العديد من المشاكل التي تواجه المجتمع‬
‫الدولي‪ ،‬األمر الذي شجع على إنشاء المزيد منها‪ ،‬في شتى الميادين ووفقًا لألهداف‬
‫والغاية التي تصبو إليها‪ .‬حيث أصبحت تكتسي اليوم أهمية بالغة باعتبارها مظهر‬
‫جديد للتنظيم الدولي‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫المـــــــــراجــــــــــع‪:‬‬

‫‪ -6‬الكتب باللغة العربية‪:‬‬


‫‪ -0‬اسكندري أحمد وبوعزالة محمد ناصر‪ :‬القانون الدولي العام المدخل والمعاهدات الدولية‪،‬‬
‫القاهرة‪ :‬مطبعة اإلسكندرية ‪.1222‬‬

‫‪ -0‬األقداحي هشام محمود‪ :‬األمم المتحدة واستراتيجيات القوى الكبرى‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬مؤسسة‬
‫شهاب الجامعة‪.0303 ،‬‬

‫‪ -3‬الحيالي نزار إسماعيل‪ ،‬دور حلف شمال األطلسي بعد إنتهاء الحرب الباردة‪ .‬اإلمارات‬
‫العربية المتحدة‪ :‬مركز اإلمارات للبحوث والدراسات اإلستراتيجية ‪.2003‬‬

‫‪ -4‬الغزو هاني‪ ،‬المنظمات الدولية‪ .‬سوريا‪ :‬مكتبة مشكاة بسلك للتوفيق‪.2001 ،‬‬

‫‪ -0‬الفتالوي سهيل حسين‪ ،‬أهداف األمم المتحدة ومبادئها‪ .‬األردن‪ :‬دار الحامد للنشر‬
‫والتوزيع‪.0300 ،‬‬

‫‪ -1‬المجذوب محمد‪ ،‬التنظيم الدولي (النظرية والمنظمات العالمية واإلقليمية والمتخصصة)‪.‬‬


‫بيروت‪ :‬منشورات الحلبي الحقوقية‪.2002 ،‬‬

‫‪ -1‬النبراوي فتيحة ومحمد نصر مهنا‪ ،‬قضايا العالم اإلسالمي ومشكالته السياسية بين‬
‫الماضي والحاضر‪ .‬مصر‪ :‬منشأة المعارف‪.0110 ،‬‬

‫‪ -5‬برابار فليب وجليلي محمد رضا‪ ،‬ترجمة حمدان حنان فوزي‪ ،‬العالقات الدولية‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬
‫ومكتبة الهالل‪.2002 ،‬‬

‫‪ -1‬بن عربي‪ ،‬مولود‪ :‬مستقبل منظمة األمم المتحدة في ظل العولمة‪ .‬لبنان‪ :‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬ط ‪.0331 ،0‬‬

‫‪ -03‬بن عنتر عبد النور‪ :‬األمم المتحدة في نصف قرن دراسة في تطور التنظيم الدولي منذ‬
‫‪. 6891‬‬

‫‪ -11‬جعفر عبد السالم‪ ،‬المنظمات الدولية‪ :‬دراسة فقهية وتأصيلية للنظرية العامة للتنظيم‬
‫الدولي‪ ،‬ط ‪ ،1‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪.1222 ،‬‬

‫‪101‬‬
‫‪ -12‬خشيم مصطفى عبد اهلل‪ ،‬موسوعة علم العالقات الدولية‪ ،‬ليبيا‪ :‬الدار الجماهيرية للنشر‬
‫والتوزيع واالعالن ‪.2003‬‬

‫‪ -13‬ربيع محمد محمود ومقلد إسماعيل صبري وآخرون‪ :‬موسوعة العلوم السياسية‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ‪.1224‬‬

‫‪ -00‬رحال‪ ،‬عمر‪ :‬الدور السياسي لألمم المتحدة في ظل النظام العالمي الجديد‪ .‬مركز حقوق‬
‫اإلنسان والمشاركة الديمقراطية‪ ،‬ط ‪.0331 ،0‬‬

‫‪ -00‬رشيد مجيد‪ ،‬األمم المتحدة في ظل التحوالت الراهنة في النظام الدولي‪ .‬القاهرة‪ :‬مركز‬
‫البحوث والدراسات السياسية‪.0111 ،‬‬

‫‪ -00‬سعد اهلل عمر‪ ،‬وبن ناصر أحمد‪ ،‬قانون المجتمع الدولي العام‪ ،‬الجزائر‪ :‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪.0330 ،‬‬

‫‪ -12‬شلبي إبراهيم أحمد‪ ،‬مبادئ القانون الدولي العام‪ .‬القاهرة‪ :‬الدار الجامعية‪.1251 ،‬‬

‫‪ -01‬عبو عبد اهلل علي‪ ،‬المنظمات الدولية األحكام وأهم المنظمات العالمية واإلقليمية‬
‫المتخصصة‪ .‬ط ‪ ،1‬عمان‪ :‬دار قنديل للتوزيع‪.2011 ،‬‬

‫‪ -01‬عصماني لمين‪ ،‬اإلصالح السياسي مجلس األمن األمم المتحدة األبعاد السياسية‬
‫والتنظيمية في الفترة ما بين (‪ .)9100 -0220‬األردن‪ :‬دار ابن بطوطة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪.0300‬‬

‫‪ -03‬غضبان مبروك‪ ،‬المدخل للعالقات الدولية‪ ،‬الجزائر‪ :‬دار العلوم‪.0331 ،‬‬

‫‪ -00‬ليتيم فتيحة‪ :‬نحو إصالح منظمة األمم المتحدة لحفظ السلم واالمن الدوليين‪ .‬بيروت‪:‬‬
‫مركز دراسات الوحدة العربية‪.0300 ،‬‬

‫‪ -22‬مجدان محمد‪ ،‬تحليل العالقات الدولية‪( ،‬دراسة في المفاهيم األساسية والمدارس‬


‫الكبرى)‪ .‬الجزائر‪ :‬دار المواهب ‪.2002‬‬

‫‪ -23‬مصباح عامر‪ ،‬معجم مفاهيم العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬الجزائر‪ :‬المكتبة‬
‫الجزائرية بدواو‪.2002 ،‬‬

‫‪102‬‬
‫‪ -00‬مانع جمال عبد الناصر‪ ،‬التنظيم الدولي (النظرية العامة والمنظمات العالمية واإلقليمية‬
‫المتخصصة)‪ ،‬الجزائر‪ :‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪0330. ،‬‬

‫‪ -9‬مذكرات تخرج‪:‬‬
‫‪ -0‬آمين الشيخ مبارك الذهبية‪ ،‬عمليات حفظ السالم األممية‪ ،‬دراسات حالة بعثة المينيروسو‬
‫في الصحراء الغربية‪.‬‬

‫مذكرة لنيل شهادة ماجستير في العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ .‬جامعة بن خدة بن‬
‫يوسف‪ ،‬الجزائر‪ :‬قسم العلوم السياسية واإلعالم‪.0331 -0330 ،‬‬

‫‪ -2‬شيبي لخميسي ‪ ،‬األمن الدولي والعالقة بين منظمة حلف شمال األطلسي والدول الغربية‬
‫– فترة ما بعد الحرب الباردة‪.2449 -6886 -‬‬

‫مذكرة ماجستير في العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ .‬جامعة الدول العربية‪ ،‬المنظمة‬
‫العربية للتربية والثقافة والعلوم‪ .‬معهد البحوث والدراسات العربية‪ ،‬قسم الدراسات السياسية‪،‬‬
‫القاهرة‪.2002 ،‬‬

‫‪ -3‬معراف قالية إسماعيل‪ ،‬األمم المتحدة ومبدأ تقرير المصير‪ ،‬دراسة حالة الصحراء الغربية‪.‬‬

‫مذكرة لنيل شهادة ماجستير في العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ .‬جامعة الجزائر‪.0110‬‬

‫‪ -3‬مطبوعات‪:‬‬
‫‪ -‬مهداوي عبد القادر‪ ،‬محاضرات قانون المنظمة الدولية‪ ،‬لطلبة سنة الثانية قانون عام‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر ‪.2012 -2014‬‬

‫‪ -9‬مــــــجــــالت‪:‬‬
‫‪ -0‬باسل محسن مهنا‪ " ،‬الرؤية األمريكية لألمم المتحدة بعد عام ‪ ،" 0330‬مجلة دراسات‬
‫دولية‪ ،‬عدد ‪.00‬‬

‫عاما على تأسيس المنظمة‬


‫‪ -2‬سعد سلوم‪ " ،‬خارطة طريق إصالح األمم المتحدة بعد ستين ً‬
‫العالمية لحفظ األمن والسلم الدوليين "‪ ،‬مجلة الحوار المتمدن‪ ،‬العدد ‪.0331 ،0000‬‬

‫‪103‬‬
‫‪ -0‬عبد العزيز محمد أسامة‪ " ،‬اإلستراتيجية الجديدة لحلف الناتو "‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪،‬‬
‫العدد ‪.0330 ،000‬‬

‫‪ -0‬وحيد عبد المجيد‪ " ،‬في انتظار تنظيم دولي جديد أزمة األمم المتحدة في مرحلة تقاعدها "‪،‬‬
‫مجلة السياسة الدولية‪ ،‬عدد ‪.2011 ،201‬‬

‫‪ -1‬المواقع اإللكترونية‪:‬‬
‫‪ -‬أشرف محمد كشك‪ :‬حلف الناتو من الشراكة الجديدة إلى التدخل في األزمات العربية‪ .‬مجلة‬
‫السياسة الدولية‪.‬‬

‫‪http://www.siyassa.org.eg/Naiscontent3/14/2015.‬‬

‫‪ -‬موحد جوازيه‪ " ،‬األمم المتحدة وهياكلها "‪www.mardas.3.com.2015 .‬‬

‫‪ -‬موقع منظمة حلف شمال األطلسي‪:‬‬

‫‪http://www.nato.into-welcome/index.ar-html.‬‬

‫‪ -‬موسوعة المقاتل‪ :‬منظمة حلف الشمال األطلسي (الناتو)‬

‫‪http://www.moqatel.com/openshare/Behath/Monzmat3/Nato/index.html‬‬
‫‪.‬‬

‫‪104‬‬

You might also like