Professional Documents
Culture Documents
100822064213
100822064213
جملـس القضاء
كجـزء مـن متطلبات الـرتقـية الـى الصنف االول مـن صنـوف القضـاة
بإشراف
القاضي
جاسم حممد مصطفى
رئيس حمكمة جنايات دهوك الثانية
أتقدم جبزيل الشكر واألمتنان اىل القاضي االستاذ (جاسم حممد مصطفى) رئيس حمكمة جنايات
دهوك الثانية لتفضله باالشراف على هذا البحث وملا ابداه من مالحظات وتوجيهات قيّمة يف اعداد هذا
البحث داعياً له بالنجاح واملوفقية.
الباحث
املقدمة
()1
موضوع التدخل لقد اورد قانون أصول احملاكمات اجلزائية العراقي رقم ( )23لسنة 1971
التمييزي ضمن موضوع التمييز يف الباب الثاني من الكتاب الرابع بشكل مقتضب وملا كان املشرع العراقي قد
حدد طرق الطعن يف األحكام اجلزائية باالعرتاض على احلكم الغيابي والتمييزي وتصحيح القرار التمييزي ثم
إعادة احملاكمة فانه مل يتطرق صراحة إىل (طلب التدخل التمييزي) كطريق مستقل بل آورده ضمن الطعن
التمييزي يف املادة ( )264من القانون أعاله الذي خول حمكمة التمييز سلطة التدخل يف القرارات واألحكام
اجلزائية وقد ترتب على ذلك إجياد طريقة للطعن خيول فيها أطراف الدعوى اجلزائية طلب التدخل التمييزي يف
القرار املطعون فيه وهذا ما استقر عليه القضاء اجلزائي العراقي حيث اعطى املشرع سلطة قانونية حملكمة
التمييز وكذلك احملاكم اجلزائية ذات الصفة التمييزية وهذه السلطة متمثلة بالتدخل متييزاً يف القرارات
اجلزائية .والغاية من اقرار املشرع للتدخل التمييزي هو رغبته يف ان تصدر االحكام القضائية بشكل صحيح
وبالتالي تاليف االخطاء اليت تشوب االحكام والقرارات الصادرة من احملاكم اجلزائية والوصول اىل احقاق احلق
وحتقيق العدالة.
وان سبب اختيارنا هلذا املوضوع "التدخل التمييزي يف القرارات اجلزائية" هو قلة ما كُتب عنه مما
دفعنا للبحث فيه .وقد نصت املادة ( )264االصولية على انه (أ -اضافة اىل االحكام املتقدمة جيوز حملكمة
التمييز ان تطلب اية دعوى جزائية لتدقيق ما صدر فيها من احكام وقرارات وتدابري واوامر من تلقاء نفسها او
بناء على طلب االدعاء العام او اي ذي عالقة ويكون هلا يف هذه احلالة السلطات التمييزية املنصوص عليها يف
هذا الفصل ،غري انه ليس هلا ان تقرر اعادة اوراق الدعوى الدانة املتهم او تشديد عقوبته اال اذا طلبتها خالل
ثالثني يوما من تاريخ صدور القرار او احلكم .ب -حملكمة التمييز سلطة التدخل متييزا مبوجب الفقرة ا اذا
قررت رد الطعن مبوجب الفقرة 1من املادة ( .)258ج -ال جيوز حملكمة التمييز ان متارس سلطتها مبوجب
هذه املادة يف الدعاوى اليت سبق ان نظرتها متييزا عدا ما نص عليه يف الفقرة ب).
والسؤال الذي يثار هنا إذا كان طلب التدخل التمييزي هو طريقة للطعن شانه شأن طرق الطعن
األخرى كالتمييز وإعادة احملاكمة او تصحيح القرار التمييزي فما هو األساس الذي نشأ عنه هذا الطعن؟ نص
القانون أم اجتهاد القضاء؟ إن فكرة البحث واخلوض يف تفصيالته جاءت من خالل ما هو منظور يف الدعاوى
أمام احملاكم اجلزائية.
وال خيفى على اجلميع بان القاضي عندما ينظر إىل أي واقعة معروضة أمامه يطبق عليها النصوص
القانونية اليت يعتقد أنها تتالءم من حيث حتقيق العدالة يف تطبيقها مع تلك الوقائع ،لذا فانه ويف بعض
األحيان قد خيطأ يف فهمه ملغزى النص على قاعدة قانونية معينة او يف تفسريه هلا مما يؤدي إىل اإلضرار
مبصلحة اجملتمع من خالل اخلطأ يف تطبيق القانون الذي ميثل القاعدة الرئيسية للحفاظ على كيانه ووجوده ،
ألن القاضي يف اغلب قراراته وأحكامه ان مل يكن يف كلها ال يهدف إىل اإلساءة إىل القانون او تطبيقه بشكل غري
2
الفصل األول
مفهوم التدخل التمييزي
إن حمكمة التمييز ليست درجة من درجات التقاضي وامنا تنحصر وظيفتها يف الرقابة على االحكام
والقرارات الصادرة من احملاكم اجلزائية للتأكد من أنها بنت احكامها وقراراتها على الوجه الصحيح واملوافق
للقانون ،ويف سبيل متكينها من القيام بهذا الواجب أقر املشرع التمييز الوجوبي وذلك بالزام حمكمة اجلنايات
يف حال أن تصدر حكماً وجاهياً باإلعدام او السجن املؤبد بأن ترسل اضبارة الدعوى اىل حمكمة التمييز خالل
عشرة ايام من تاريخ صدور احلكم بغية النظر فيه متييزا ،وكذلك ميكن هلا ان متارس وظيفتها يف الرقابة على
االحكام من خالل التمييز االختياري الذي يقدم من قبل االدعاء العام واطراف الدعوى اجلزائية ،وقد ال تصل
حمكمة التمييز اىل تأكيد وظيفتها هذه اذا نسى او اهمل او اعرض من هلم احلق يف التمييز عن استعماله،
وخشية انطواء االحكام والقرارات الصادرة من احملاكم اجلزائية يف جرائم اجلنايات واجلنح ويف قرارات
وإجراءات حماكم التحقيق على ما يتعارض واحكام القانون لذلك جيب اجياد وسيلة بواسطتها حتقق حمكمة
التمييز وظيفتها يف الرقابة ،حتقيقاً لذلك جند أن املادة( )٢٦٤من قانون أصول احملاكمات اجلزائية أجازت
حملكمة التمييز أن تطلب ايه دعوى جزائية لتدقيق ما صدر فيها من احكام وقرارات وتدابري واوامر من تلقاء
نفسها او بناء على طلب االدعاء العام أو اي ذي صفة يف الدعوى ويكون حملكمة التمييز السلطات التمييزية
املقررة قانوناً يف حالة نظرها للدعوى متييزاً ،غري أنه ال جيوز حملكمة التمييز أن تقرر إعادة اوراق الدعوى
إلدانة املتهم او تشديد عقوبته اال اذا طلبتها خالل ثالثني يوماً من تاريخ صدور احلكم او القرار ،يف هذه احلالة
هلا أن تطلب من حمكمة املوضوع إدانة املتهم الذي برئته او تشديد عقوبته.
يتضح من ذلك أهمية اعطاء حمكمة التمييز هذه السلطة مبوجب املادة ( )٢٦٤اصولية وكذلك
حملكمة اجلنايات بصفتها التمييزية مبوجب املادة ( )٢٦٥اصولية ،وحمكمة االستئناف بصفتها التمييزية
مبوجب القرار رقم ( )104لسنة ١٩٨٨لضمان حسن تطبيق القانون واكتشاف وتصحيح االخطاء القانونية
اليت قد تصيب االحكام وتوحيد املبادئ( ،)1عليه سنتناول يف هذا الفصل ماهية التدخل التمييزي يف املبحث
االول منه وخنصص املبحث الثاني ألوجه الشبه واالختالف بني التدخل التمييزي وطرق الطعن األخرى وذلك
وفق ًا ملا يأتي :
( )1ختام فليح حسن ،التدخل التمييزي يف الدعوى اجلزائية ،رسالة ماجستري ،جامعة بغداد ،كلية القانون ، 2019 ،
ص.7
3
املبحث األول
ماهية التدخل التمييزي
لبيان ماهية التدخل التمييزي البد أن نقسم هذا املبحث اىل ثالثة مطاليب يتناول املطلب األول
تعريف التدخل التمييزي و يتناول املطلب الثاني الطبيعة القانونية للتدخل التمييزي و يتناول املطلب الثالث
أنواع التدخل التمييزي .
املطلب األول
تعريف التدخل التمييزي
مل يرد يف قانون أصول احملاكمات اجلزائية العراقية رقم ( )23لسنة 1971تعريف قانوني دقيق
ملوضوع التدخل التمييزي وإمنا ورد كمفهوم يعمل به وفق منطوق املواد ( 264و )265من القانون
املذكور ،وان القوانني االجرائية اليت اخذت بالتدخل التمييزي أياً كانت التسمية اليت مسته بها مل تضع
املقصود منه يف شكل تعريف وإمنا اكتفت بذكر حاالته وشروطه و األشخاص الذين هلم احلق يف ممارسته
تاركة بذلك األمر للفقهاء و الشراح( ، )1ومن اجل االحاطة بالتعريف الدقيق للتدخل التمييزي البد من تعريفه
من اجلانب اللغوي والفقهي وهذا سيكون الفرع االول أما الفرع الثاني فسنتعرض لتعريف التدخل التمييزي من
الناحية القانونية:
الفرع األول
تعريف التدخل التمييزي من الناحية اللغوية و الفقهية
التدخل يف اللغة :هو تكلف الدخول ،يقال :دخل دخوال و مدخال ضد خرج و دخل به ،أدخله
ودخله ،جعله يدخل وداخله يف أموره ،عارضه و تدخل مثل دخل ،أدخل نفسه فيها أي تكلف الدخول
فيها(.)2
أما التمييز :فهو من امتاز ومتايز القوم تفرقوا ،ويقال (التمييز) قوة احلكم الفاصل وكذلك تأتي
مبعنى العزل ،الفرز و التفضيل مثل عزلته وفرزته متييزا فائماز واستماز الشي ،امتاز وتباعد منه( .)3وقد ورد
ذكر لفظ التمييز يف القرآن الكريم بهذا املعنى ومن ذلك قوله تعاىل (وامتازوا اليوم أيها اجملرمون)( ،)4وقوله
(ليميز اهلل اخلبيث من الطيب وجيعل اخلبيث بعضه على بعض فريكمه مجيعا فيجعله يف جهنم اولئك هم
اخلاسرون)(.)5
، ( )1ذكرى حممد الياسني ،التدخل التمييزي يف الدعوى اجلزائية ،دراسة مقارنة ،املوسوعة الصغرية ،بغداد ،
. ص
. ،ص ( )2االب لويس معلوف يسوعي ،املنجد يف اللغة ،دار املشرق ،بريوت ،
. ،ص ( )3جممع اللغة العربية ،املعجم الوسيط ،الطبعة الرابعة ،مكتبة الشروق الدولية ،
. ( )4سورة يس ،اآلية
. ( )5سورة األنفال ،اآلية
4
تناول اغلب الفقهاء والشراح التدخل التمييزي تعريفا ،فقد عرفه جانب منهم بأنه (طلب حمكمة
التمييز للدعوى اجلزائية لتدقيق األحكام اجلزائية والقرارات وإجراءات حماكم التحقيق من تلقاء نفسها او بناء
على طلب االدعاء العام أو أي ذي صفة بالدعوى ويكون حملكمة التمييز يف هذه احلالة السلطات التمييزية
()1
ويالحظ من هذا التعريف أنه اعترب التدخل التمييزي طلبا املقررة قانونا ملمارسة وظيفتها يف الرقابة)
للدعوى اجلزائية من قبل حمكمة التمييز من تلقاء نفسها لغرض التحقق من صحة القرار الصادر فيها وعدم
خمالفتها للقانون ،من هنا جعل من التدخل التمييزي سلطة لتأكيد الوظيفة الرقابية حملكمة التمييز أكثر من
كونه طريقا لتصحيح االخطاء(.)2
وعرَّف آخرون التدخل التمييزي بأنه (طريق استثنائي يهدف اىل تصحيح االخطاء املخالفة للقانون
اليت انتابت اجراء حصل يف الدعوى او حكما او قرارا صدر فيها ،وهو يتناول مجيع االعمال الفضائية ومل
يقيد القانون هذا الطعن بشروط شكلية معينة او مبيعاد معني)( )3ويالحظ من هذا التعريف أنه اعترب التدخل
التمييزي يف الدعوى اجلزائية طريقا استثنائيا للطعن باحلكم او القرار من أجل تصحيح االخطاء القانونية اليت
شابته ،وال ميكن االخذ بهذا التعريف إذ أن املشرع قد حدد طرق الطعن باألحكام اجلزائية على سبيل احلصر
يف القانون وال ميكن خلق طريق جديد للطعن مل ينص عليه القانون(. )4
الفرع الثاني
تعريف التدخل التمييزي من الناحية القانونية
مل يضع قانون أصول احملاكمات اجلزائية العراقي النافذ تـعريفا قانونياً للتدخل التمييزي إال أنه بني
حالته وشروطه واحملاكم املختصة مبمارسته كما حدد األشـخاص و اجلهات اليت جيوز هلا طلبه وقد أفرز
لذلك املادتني ( )٢٦٤و( )٢٦٥من قانون أصول احملاكمات اجلزائية يف تسمية التدخل التمييزي ،وقد
تباينت يف حتديد املقصود منه ،فبالنسبة لتسميته يالحظ أنها مل تتفق على تسمية معينة له وإمنا اختلفت
يف تسميته وأن أغلب القوانني اإلجرائية العربية قد أخذت احدى هاتني التسميتني أو كالهمـا مـن القانون
الفرنسي ،فمنـهـا مـن أطلـق عليـه تسمية النقض بـأمر خطي واالخرى مسته الطعن ملصلحة القانون يف حني
أخذ قسم منها بنهج املشرع الفرنسي وأخذ بالتسـميتني معاً .
أمـا قـانـون أصـول احملاكمات اجلزائية العراقي النافذ فقد أطلـق على السلطة التمييزية ( التدخل
متييزاً ) وذلك يف املادة ( )٢٦٤الفقرة (ب) وهي تسمية مقاربة ملا اصطلح عليه قانون أصول احملاكمات
، ( )1د.فخري عبدالرزاق احلديثي ،شرح قانون أصول احملاكمات اجلزائية ،الطبعة األوىل ،بدون اسم املطبعة ،
ص
( )2تنكزار شوكت صادق ،التدخل التمييزي يف الدعوى اجلزائية ،حبث مقدم اىل املعهد القضائي يف أقليم كوردستان ،
،ص .
( )3ذكرى حممد ياسني ،التدخل التمييزي يف الدعوى اجلزائية ،دراسة مقارنة ،رسالة ماجستري مقدمة اىل كلية القانون/
. ،ص جامعة بابل ،
. ( )4تنكزار شوكت صادق ،املصدر السابق ،ص
5
اجلزائية البغدادي يف املادة ( )٢٣٥منه و يبدو أن التسمية اليت اصطلح عليها املشرع العراقي هي التسمية
األدق وذلك ألن سلطة حمكمة التمييز الرقابية ليست قاصرة على حتقيق مصلحة القانون فقط باالضافة اىل أن
غاية هذه احملكمة الرقابية ال جتعلها مرتبطة بتقديم أمر خطي من عدمه واملالحظ أن هذه القوانني عندما
تناولت سلطة التدخل التمييزي مل تتناوله على شكل تعريف إجرائي حمدد وإمنا حددت ماهيته من خالل
حتديد حاالته و الشروط اليت ميكن ممارستها فيها و االثار املرتتبة عليها(.)1
والتدخل التمييزي من وجهة نظرنا هو سلطة قانونية استثنائية اقرها املشرع حملكمة التمييز
واحملاكم اليت هلا صفة متييزية من اجل ممارسة الرقابة على االحكام والقرارات التى تصدرها احملاكم االدنى
منها درجة ومتارس هذه السلطةبشكل تلقائي او بناء على طلب ملعاجلة االخطاء القانونية حتى ولو كان ذلك
خارج املدة القانونية احملددة لطرق الطعن املقررة قانونا.
املطلب الثاني
الطبيعة القانونية للتدخل التمييزي
من اجل التعرف على الطبيعة القانونية للتدخل التمييزي فيما اذا كان جمرد سلطة رقابية اهلدف
منها مالحظة أعمال احملاكم والتأكد من عدم خمالفتها للقانون أو أنه يتعدى ذلك ويكون نوعا من أنواع الطعن
التمييزي ال بد من التطرق إىل أساسه وأسباب األخذ به فاحملاكم ختالف يف ما تصدره من أحكام وقرارات
نصوص القانون وقواعده وبذلك تكون هذه القرارات او االحكام خمالفة للقاعدة الشرعية أو املشروعة لذلك
فقد أكدت اغلب القوانني اإلجرائية إن مل تكن كلها على مبدأ الرقابة على مشروعية من خالل ما منحته ضمن
نصوصها من سلطة للمـحاكم يف ممارسة نوع من الرقابة على اإلحكام والقرارات اليت تصدر من احملاكم
األخرى واالدنى درجة منها ومالحظة مدى شرعيتها وتطابقها مع املبادئ القانونية وحسن تطبيقها هلا ،ولكن
ومن مالحظة ما ميتاز به التدخل التمييزي من مميزات وخصائص ميكن القول انه يتعدى إطار السلطة
الرقابية اجملردة ليعترب نوعاً من أنواع التمييز فالتدخل التمييزي وان كان سلطة منحها القانون حملكمة
التمييز بغية مراقبة إعمال احملاكم إال أنها سلطة ال ختتلف عن السـلطة املمنوحة هلا يف حالة نظر الدعاوى
املطعون فيها وجوبياً أو اختيارياً فكلتا احلالتني تهدف فيها حمكمة التمييز إىل إصالح األخطاء القانونية اليت
قد تقع فيها حمكمة املوضوع باإلضافة اىل ان املشرع قد منح حمكمة التمييز عند تدخلها متييزاً يف إي قرار
أو حكم كافة السلطات املقررة هلا عند نظرها يف إي حكم أو قرار متييزي(. )2
ان حمكمة التمييز و احملاكم اجلزائية ذات الصفة التمييزية نافذة شرعيتها بالتدخل التمييزي من
خالل املواد القانونية اليت أوردها املشرع العراقي يف قانون اصول احملاكمات اجلزائية املرقم ( )٢٣لسنة
1971املعدل فقد نصت املادة ( )٢٦٤الفقرة (أ) منه (إضافة االحكام املتقدمة جيوز حملكمة التمييز إن
( )1القاضي عدنان زيدان حسون العكيلي ،التدخل التمييزي يف الدعوى اجلزائية أمام اجلهات الثالث ،مطبعة صباح ،بغداد،
. ،ص
. ( )2ذكرى حممد الياسني ،املصدر السابق ،ص
6
تطلب أية دعوى جزائية لتدقيق ما صدر فيها من أحكام وقرارات وتدابري وأوامر من تلقاء نفسها أو بناء على
طلب االدعاء العام أو إي ذي عالقة وتكون هلا يف هذه احلالة السلطات التمييزية املنصوص عليها يف هذا
الفصل غري انه ليس هلا ان تقرر إعادة أوراق الدعوى إلدانة املتهم أو تشديد عقوبته إال إذا طلبتها خالل
ثالثني يوما من تأريخ صدور احلكم(.)1
وان هذا النص يشري إىل سلطة حمكمة التمييز االحتادية يف تدقيق اإلحكام والقرارات والتدابري واألوامر
الصادرة من احملاكم األدنى درجة ويف أية مرحلة تكون عليها الدعوى اجلزائية وهلا بعد تدقيق اإلحكام
والقرارات والتدابري الصادرة فيها إن متارس سلطاتها املقررة قانونا وإذا تبني حملكمة التمييز إن الطعن يف
حكم أو قرار صادر من احملكمة اجلزائية مل يقدم يف مدته القانونية فتقرر رده شكالً وحسب ما جاء بنص
املادة ( )٢٥٨من قانون اصول احملاكمات اجلزائية فتستطيع حمكمة التمييز واستنادا إلحكام املادة
( )٢٦٤الفقرة (ب) من قانون اصول احملاكمات اجلزائية التدخل متييزاً باحلكم أو القرار أو التدبري إذا ما بين
على خمالفة القانون ونرى إن ما ورد بالفقرتني ( ب ،ج) من املادة ( )٢٦٤من قانون اصول احملاكمات
اجلزائية قد اقتصر على حالة جواز التدخل التمييزي يف حالة رد الطعن التمييزي شكالً عند عدم تقدميه يف
مدته القانونية وان القانون قد منع حمكمة التمييز أن متارس سلطتها بالتدخل حسب إحكام املادة ()٢٦٤
الفقرة (ج) من قانون اصول احملاكمات اجلزائية يف القضايا اليت سبق هلا أن نظرتها بطريق التمييز الوجوبي
أو اجلوازي إي أن االستثناء يرد فقط على القضايا اليت نظرتها حمكمة التمييز وقررت رد االعرتاض فيها
شكالً ملرور املدة فقط .وقد جاءت الفقرات (ب) و (ج) و (د) من املادة ( )٢٦٥من قانون اصول احملاكمات
اجلزائية ومبوجبها فصلت هذه الفقرات كيفية ممارسة حمكمة اجلنايات لسلطتها يف التدخل متييزاً يف القرارات
واالحكام والتدابري الصادرة من حمكمة اجلنح يف دعاوى املخالفات ويف القرارات الصادرة من قاضي التحقيق يف
حال انتهاء املدد القانونية املقررة للطعن التمييزي فيها(. )2
وهذا ينطبق ايضاً على اختصاص حماكم االستئناف بصفتها التمييزية بالتدخل التمييزي يف
االحكام والقرارات اليت تصدرها حماكم اجلنح وحماكم االحداث يف دعاوى اجلنح ضمن منطقتها حيث انيطت
()3
،كما تتمتع حماكم االحداث بصفتها التمييزية بسلطة التدخل بها الصالحيات املقررة حملكمة التمييز
التمييزي بالقرارات الصادرة من قاضي حتقيق االحداث(.)4
. لسنة /أ) من قانون أصول احملاكمات اجلزائية املعدل رقم ( )1نص املادة (
( )2د.سليم حربة و الدكتور عبداألمري العكيلي ،اصول احملاكمات اجلزائية (.الدعوى املدنية االدعاء العام التحري
. ،ص - والتحقيق ،االحالة على احملكمة املختصة ،اجلزء الثاني ،بغداد ،
. / / يف ( )3قرار جملس قيادة الثورة (املنحل) املرقم
املعدل على أنه( :تنعقد حمكمة االحداث برئاسة قاضي لسنة من قانون رعاية االحداث رقم ( )4نصت املادة
من الصنف الثالث يف األقل و عضوين احدهما من القانونيني واالخر من املختصني بالعلوم ذات الصلة بشؤون االحداث
وهلما خربة ال تقل عن مخس سنوات و تنظر يف اجلنايات و تفصل بصفة متييزية بقرارات قاضي التحقيق وفق احكام هذا
القانون ).
7
املطلب الثالث
أنواع التدخل التمييزي
يف سبيل متكني حمكمة التمييز من ممارسة وظيفتها يف الرقابة على احملاكم اجلزائية ،أجاز هلا
املشرع سلطة التدخل متييزاً مبوجب الفقرة (ب) من املادة ( )264من قانون اصول احملاكمات اجلزائية(، )1
أن تتدخل يف أي قرار أو حكم صادر من احملكمة اجلزائية أو حمكمة التحقيق يف اي دعوى ويف أي مرحلة من
مراحلها وذلك بأن تطلب أوراقها ولو مل يقدم الطعن يف القرار أو أن يكون تدخلها بناء على طلب االدعاء العام
أو أي ذي عالقة دون التقييد مبدة الطعن ويكون هلا يف هذه احلالة الصالحية التمييزية كافة( )2يف حالة وجود
خطأ قانوني يستوجب التدخل.
يتضح مما سبق إن التدخل التمييزي يكون إما بشكل تلقائي أو بناء على طلب أطراف الدعوى أو
اإلدعاء العام ،ويستوجب التدخل يف احلالتني وجود خطأ قانوني يربر ذلك ،ونوضح ذلك يف فرعني فرعني :
الفرع األول
التدخل التمييزي التلقائي
متتلك حمكمة التمييز سلطة التدخل التمييزي التلقائي وكذلك احملاكم ذات الصفة التمييزية يف
االحكام و القرارات و التدابري الصادرة من احملاكم اجلزائية وذلك لتصحيح اخلطأ القانوني سواء يف تطبيق أو
تأويل القانون املوضوعي أو إلكمال النقص يف اإلجراءات املتخذة من السلطات القضائية ألن النقص و
القصور يف االجراءات و التحقيق يؤدي اىل صدور قرار بشكل خمالف للقانون ،و يعرف التدخل التمييزي
التلقائي بـأنه (تدخل حمكمة التمييز و احملاكم ذات الصفة التمييزية بشكل تلقائي بدون أي طلب يقدم إليها
يف االحكام و القرارات اجلزائية وذلك اذا ما وصل اىل علمها وجود اخطاء قانونية تقتضي نقضها و تصحيح ما
شابها)( ، )3ويعرف أيضاً بأنه ( صالحية حمكمة التمييز يف طلب اي دعوى جزائية لتدقيق ما صدر فيها من
احكام و قرارات و تدابري من تلقاء نفسها من دون التقيد مبدة زمنية معينة وهلا يف هذه احلالة نفس صالحيتها
التمييزية اال انه ليس هلا اعادة اوراق الدعوى إلدانة املتهم او تشديد عقوبته اال اذا طلبتها خالل ثالثني يوماً
من تاريخ صدور القرار او احلكم)( ،)4وبذلك قضت حمكمة جنايات دهوك الثانية بصفتها التمييزية بتاريخ
( )1د.فخري عبدالرزاق احلديثي ،شرح قانون اصول احملاكمات اجلزائية ،طبعة جديدة ،املكتبة القانونية ،بغداد ،
. ،ص
. ،ص ( )2القاضي مجال حممد مصطفى ،شرح قانون اصول احملاكمات اجلزائية ،مطبعة الزمان ،بغداد ،
( )3علي جبار صاحل احلسناوي ،حمكمة التمييز ودورها يف الرقابة على االحكام اجلزائية ،اطروحة دكتوراه مقدمة اىل كلية
. ،ص القانون /جامعة بغداد ،
. ( )4ذكرى حممد الياسني ،املصدر السابق ،ص
8
2021/6/10حتت العدد /302ت (2021/قررت حمكمة حتقيق ئاكرى مبوجب قرارها املرقم
/348إحالة 2020/يف 2020/12/1إحالة املتهم (م ر ع) مكفالً اىل هذه احملكمة إلجراء حماكمته بدعوى
غري موجزة عن التهمة املسندة اليه وفق أحكام املادة 281من قانون العقوبات بداللة املواد (، 48 ، 47
)49من قانون العقوبات وارسلت اوراق القضية اىل هذه احملكمة مبوجب كتاب دائرة االدعاء العام ........
والحظت احملكمة أن هناك اسباباً تستوجب التدخل التمييزي يف قرار االحالة أعاله عليه وضعت الدعوى قيد
التدقيق و املداولة .
القرار :بعد التدقيق و املداولة تبني أن قرار االحالة املرقم .........غري صحيح و خمالف للقانون حيث مت
احالة املتهم (م ر ع) اىل هذه احملكمة عن ثالث تهم بناء على اعرتافه املتضمن قيامه بصرف مبلغ نقدي
مزور قدره ........على عدد من أصحاب احملالت التجارية ............ومت إحالته عن عدد أخر من
االضابري اجلزائية عن نفس املوضوع مبوجب نفس اإلعرتاف حسب قرار قاضي التحقيق املؤرخ
2020/10/18وقد ضبط حبوزته مبلغ .......ومل يتم ضبط املبالغ املصروفة على احملالت .عليه كان
على قاضي التحقيق يف هذه احلالة توحيد هذه الدعوى مع الدعاوى االخرى اخلاصة باملتهم حول نفس
املوضوع و إحالته بدعوى واحدة بإعتباره مشروع إجرامي واحد وهو جرمية ترويج العملة املزورة إستناداً
ألحكام املادة ( )281من قانون العقوبات بداللة املواد ( )49 ، 48 ، 47منه وإعتبار املبلغ املضبوط
أعاله و تقرير األدلة اجلنائية اخلاص بها ادلة تعزز اعرتاف املتهم عليه قررت احملكمة التدخل التمييزي يف
قرار اإلحالة أعاله و نقضه وإعادة األوراق اىل حمكمة حتقيق ئاكرى إلتباع ذلك وصدر القرار باالتفاق إستناداً
ألحكام املادتني ( 264و )265من قانون اصول احملاكمات اجلزائية رقم ( )23املعدل(.)1
إذا أصدرت احملكمة قراراً أو حكماً فيه خطأ قانوني وكان خمالف للقانون ومل يتم الطعن فيه و
مضت املدة القانونية وأكتسب القرار الدرجة القطعية فلها احلق جبلب اوراق الدعوى وتدقيقها متييزاً فإن
وجدت بأن كان صحيحاً وموافقاً للقانون تقرر إعادتها وعدم التدخل فيه متييزاً وإن وجدت بأن القرار أو
احلكم كان خمالفا للقانون فتقرر التدخل متييزاً فيه و نقضه وإن نظر فيه بعد فوات مدته القانونية(.)2
الفرع الثاني
التدخل التمييزي بناء على طلب
نص قانون اصول احملاكمات اجلزائية على حق اطراف الدعوى بالطعن يف االحكام ،وميثل حق الطعن
واحدة من اهم الضمانات ألطراف الدعوى اجلزائية لتدقيق االحكام والرقابة عليها من قبل جهة اعلى من اجلهة
اليت اصدرته ،وقد قيد املشرع استعمال هذا احلق مبدة معينة يكون ألطراف الدعوى خالهلا الطعن يف االحكام
والقرارات والتدابري الصادرة حبقهم امام اجلهة املختصة ،ولكن يف بعض االحيان متر هذه املدة وال يتم الطعن
باألحكام وال يصل اىل علم حمكمة التمييز واحملاكم ذات الصفة التمييزية وجود اخطاء قانونية ،يف مثل هذه
(غري منشور). / / ) يف /ت/ ( )1قرار حمكمة جنايات دهوك الثانية بصفتها التمييزية املرقم (
. ( )2مجال حممد مصطفى ،املصدر السابق ،ص
9
احلالة جيوز ألطراف الدعوى اجلزائية وكذلك االدعاء العام بوصفه ممثالً عن املصلحة العامة ومسؤول عن
مراقبة املشروعية طلب التدخل التمييزي يف احلكم او القرار وفق املادة ( )٢٦٤اصولية اذا ما تبني هلم وجود
خطأ قانوني يف الدعوى اجلزائية ومل يعد بإمكانهم الطعن بها لفوات املدة القانونية احملددة ،بناء على ذلك فأن
طلب التدخل التمييزي اما يكون بناء على طلب من االدعاء العام او طلب من اطراف الدعوى اجلزائية( )1وعليه
فان الذين حيق هلم تقديم طلب التدخل التمييزي هم :
ثانياً :املتهم
مل جتز معظم القوانني االجرائية ألي من ذوي العالقة بالدعوى الطلب من حمكمة التمييز التدخل
متييزاً يف أي قرار أو دعوى وقصرت حق تقديم هذا الطلب على االدعاء العام اما تلقائياً او بطلب من وزير
ثالثاً :املشتكي
جيوز للمشتكي ان يقدم طلبه للتدخل التمييزي على اعتبار انه ذو عالقة بالدعوى ولكن يقتصر حقه
يف الطعن بالتدخل على الدعوى اجلزائية او املدنية فقط وذلك تبعاً للحق الذي طالب به من الشكوى ،وحقه هذا
يكون مرتبطاً باآلتي -:
-1ان تكون له صفة يف الدعوى اجلزائية :مبعنى انه مل يتنازل عن حقه يف الدعوى اجلزائية .
-2ان يكون متضرراً من احلكم الصادر وذلك يف حالة ما اذا مل حتكم له احملكمة بكل طلباته .
وبهذا الصدد قضت حمكمة متييز اقليم كوردستان يف قرارها بالعدد /1942اهليئة اجلزائية
الثانية 2019/يف : 2019/12/11
طالبة التدخل التمييزي :املشتكية (ف .ك .أ).
املطلوب التدخل التمييزي ضده :قرار حمكمة جنايات السليمانية بصفتها التمييزية بالعدد
/1205ت.ج 2019/يف 2019/9/15
أصدرت حمكمة حتقيق السليمانية 1/قرارها املرقم /15إحالة 2018/واملؤرخ 2018/5/20
بإحالة املتهمان (ت ،ع و ج ،ط ،ص) على حمكمة جنايات السليمانية ألجراء حماكمتهما وفق املادة (/298
)289من قانون العقوبات واملشفوعة مبطالعة عضو االدعاء العام املرقمة /78هـ 2018/يف 2018/7/2
ثم أصدرت حمكمة جنايات السليمانية 1/بصفتها التمييزية قرارها املؤرخ 2019/9/15وبعدد
/1205ت.ج 2019/بغلق التحقيق إستنادا اىل املادة /130ب من قانون اصول احملاكمات اجلزائية ورفع
احلجز على امللك املرقم ،501/1ولدى ورودها سجلت ووضعت قيد التدقيق واملداولة:
القرار :لدى التدقيق واملداولة وجد أن طلب التدخل التمييزي ينصب على قرار حمكمة جنايات السليمانية
املرقم /1205ت 2019/يف 2019/9/15واملتضمن غلق الدعوى إستنادا ألحكام املادة (/130ب) من
قانون اصول احملاكمات اجلزائية رقم ( )23لسنة 1971ورفع احلجز الواقع على امللك موضوع الدعوى،
وحيث ان القرارات اليت تصدرها حمكمة اجلنايات بتلك الصفة تكون باتة عمال بأحكام البند/د من املادة
265من القانون السالف الذكر ،وحيث ان هناك ما يستوجب التدخل متييزا يف القرار املذكور ،حيث ان
حمكمة اجلنايات اخطأت يف تطبيق القانون تطبيقا صحيحاً اذ انها مل تلتفت اىل ان قرار أحاله املتهمني (ت ،ع
و ج ،ط ،ص) اىل احملكمة ألجراء حماكمتهما وفق احكام املادة ( )289 /298من قانون العقوبات قد جاء
صحيحا وموافقا للشطر االول من البند/ب من املادة ( )130من قانون اصول احملاكمات اجلزائية وذلك كون
االدلة املتحصلة يف الدعوى واملتمثلة بالتقرير الصادر من مكتب حتقيق االدلة اجلنائية يف السليمانية رقم
164/2015يف ،2015/7/2فضالً عن ذلك فان القرار املطلوب التدخل فيه متييزا يتناقض مع القرار
الصادر من نفس احملكمة املرقم /353ت 2014/يف 2014/4/14وحيث ان ذلك خيل بصحة القرار
املطلوب التدخل فيه متييزا عليه قرر التدخل فيه ونقضه ونقض قرار قاضي التحقيق املؤرخ 2019/9/17
13
الصادر اتباعاً للقرار املطلوب التدخل فيه وإعادة الدعوى اىل حمكمتها إلرساهلا اىل قاضي التحقيق املختص
بغية اصدار قرار احالة جديد إلجراء حماكمة املتهمني وفق االصول وصدر القرار باألكثرية استناداً ألحكام
املادة /264ب من قانون اصول احملاكمات اجلزائية وإعادة إضبارة الدعوى اىل حمكمتها وصدر القرار يف
. 2019/12/11
تعرف طرق الطعن بأنها (رخصة مقررة ألطراف الدعوى الستظهار عيوب احلكم الصادر فيها لدى القضاء
املختص بإلغائه او تعديله على الوجه الذي يزيل عنه عيوبه وتستعمل هذه يف صورة طرق معينة حددها
القانون) ،وتعرف كذلك بأنه ( الوسائل اليت مبقتضاها يتمكن النزاع من التظلم من حكم اضر مبصاحلهم
بغية الوصول إىل نتيجة افضل) ،حيث يستهدف الطعن تصحيح االخطاء املؤثرة يف صحة وسالمة احلكم ،
ومتثل احدى الضمانات املهمة للمتهم يف مرحلة احملاكمة اذ قد يصدر احلكم غيابيا ضد املتهم أو يصيبه ما
يقتضي الغائه من االخطاء وال وسيلة للمتهم اال الطعن فيه(. )2
وتقسم طرق الطعن باألحكام اجلزائية اىل طرق طعن عادية وهي اليت تهدف إىل إعادة نظر الدعوى
والفصل فيها من جديد وال يشرتط القانون يف تلك الطرق اسباب معينة فهي جائزة لكل الدعوى ألسباب
موضوعية او قانونية ،أي أن القانون يسمح بها للمحكوم عليه دون أن يعلق ثبوت خطأ معني يف احلكم ،
فالغاية من ممارسة هذه الطرق هي طرح النزاع على ذات احملكمة اليت اصدرت احلكم املطعون فيه وتتمثل
طرق الطعن العادية يف التشريع العراقي باالعرتاض على احلكم الغيابي املواد ( )٢٤٨-٢٤٣اصولية ،وطرق
الطعن غري العادية اليت تفرتض وقوع احلكم يف نوع معني من اخلطأ يتعلق بتطبيق القانون أو تقدير الوقائع
وقد حددت املواد ( )٢٧٠-٢٦٦-٢٤٩من قانون اصول احملاكمات اجلزائية اسباب حمددة للطعن بهذه
الطرق ،وطرق الطعن غري العادي تشرتك يف انها تهدف اىل تصحيح ما شاب احلكم من خطأ وعرض الدعوى
على حمكمة عليا واحدة هي حمكمة التمييز باستثناء اعادة احملاكمة والذي يكون امام ذات احملكمة اليت
أصدرت احلكم ،اال انها ختتلف يف اهلدف منها حيث يتمثل اهلدف من التمييز بتصحيح االخطاء القانونية اليت
تقع فيها حمكمة املوضوع ومراقبة شرعية االجراءات املتخذة يف الدعوى ،بينما يتمثل اهلدف من إعادة
احملاكمة بتصحيح االخطاء املوضوعية اليت تصيب االحكام اجلزائية الصادرة يف اجلنايات واجلنح ،أما
املطلب األول
أوجه الشبه و االختالف بني التدخل التمييزي و طرق الطعن العادية
طرق الطعن العادية هي رخصة أتاحها القانون لكل خصم يف الدعوى ايا كان نوعها ،وألي سبب من
االسباب املوضوعية أو القانونية ،دون ان يعلق ذلك على توافر خطا او سبب معني ،ومتتاز طرق الطعن
العادية بأنها تعيد النظر يف الدعوى من جديد امام نفس احملكمة اليت اصدرت احلكم .ويالحظ بان املشرع
العراقي مل ياخذ سوى باالعرتاض على احلكم الغيابي كطريق عادي من طرق الطعن وذلك يف املواد (من 243
اىل )248من قانون اصول احملاكمات اجلزائية .
ويعرف االعرتاض على احلكم الغيابي بأنه (طريق من طرق الطعن العادية يف االحكام اليت
تصدر يف غياب أحد اخلصوم واليت نص القانون على جواز الطعن فيها باالعرتاض واليت يركن اليها احملكوم
عليه ي الدعوى اجلزائية غيابيا للوصول اىل ابطال احلكم او تعديله) .ويعرف كذلك بأنه (طريق من طرق
الطعن العادية يسلكه احملكوم عليه للتظلم من حكم غيابي صدر حبقه بهدف اعادة طرح الدعوى امام ذات
احملكمة اليت اصدرته) (.)2
مما يتبني بأن االعرتاض على احلكم الغيابي هو طريق خول احملكوم عليه غيابيا للطعن يف احلكم
الغيابي الصادر ضده امام نفس احملكمة اليت أصدرت احلكم .واحلكمة يف اباحة العودة اىل نفس احملكمة اليت
اصدرت احلكم ترجع اىل ان احملكوم عليه مل يبد امامها اقواله ودفاعه ،لذلك كان من العدل ان خيول املشرع
هذا احلق للمحكوم عليه غيابيا(. )3
واالعرتاض على احلكم الغيابي يشرتك مع التدخل التمييزي يف بعض اخلصائص والصفات كما جاء
ذلك يف قانون اصول احملاكمات اجلزائية اال إنهما خيتلفان باعتبار لكل منهما طريقا خاصا ومستقال حبد ذاته
.من حيث القواعد العامة :ان القواعد العامة املتعلقة بطرق الطعن ينطبق على كالهما ،ومنها أن ال يضار
الطاعن بطعنه مامل يكن احلكم خمالف للقانون ،وان طعن املتهم يشمل الدعاوى املدنية واجلزائية ،واما
املسؤول املدني واملدعي املدني فان طعنه ال يشمل اال الدعوى املدنية(.)1
املطلب الثاني
أوجه الشبه و االختالف بني التدخل التمييزي و طرق الطعن غري العادية
الفرع األول
أوجه الشبه واالختالف بني التدخل التمييزي و التمييز
التمييز طريق غري عادي للطعن يف االحكام اجلزائية يقتضي عرضها على حمكمة عليا واحدة هي
حمكمة التمييز ملراجعتها من ناحية صحة اجراءات نظر الدعوى وقانونية النتائج اليت انتهت اليها ،فالتمييز
من امتداد للخصومة ،بل ان مهمة احملكمة فيه تقتصر على القضاء يف صحة االحكام والتأكد من ت على
اجراءات قانونية صحيحة وصدرت طبقا للقانون ،أي أن حمكمة التمييز ال تعيد النظر يف ضوع وال تشكل يف
الوقائع ،فهي ليست درجة من درجات التقاضي العادية ،بل ان اوراق الدعوى فقط اليت تعرض على حمكمة
أخرى أعلى درجة من تلك اليت اصدرت احلكم لكي تتوىل تدقيق ما صدر فيها من قرارات واحكام وما اختذ
من اجراءات منذ حلظة حتريك الدعوى اجلزائية وحلني اصدار احلكم .فإذا ت حمكمة التمييز أن احلكم أو القرار
املطعون فيه يتفق واحكام القانون قضت برد الطعن واال قضت ي احلكم واعادة الدعوى اىل احملكمة اليت
أصدرتها ،لذلك وجب أن يتاح للخصوم طريق معني لالعرتاض على ما قد يكون اصاب االحكام و القرارات من
االخطاء القانونية ومراقبة احملاكم األدنى درجة من حمكمة التمييز(.)2
والتدخل التمييزي وان كان ميكن اعتباره نوعا من انواع التمييز اال انه مع هذا خيتص عنه ببعض
املميزات و اخلصائص اليت متيزه عنه ومن أجل بيان هذه املميزات البد من تناول اوجه الشبه بني التدخل
التمييزي و التمييز ومن ثم التطرق ألوجه االختالف وذلك يف الفقرتني االتيتني :
الفرع الثاني
أوجه الشبه و االختالف بني التدخل التمييزي و تصحيح القرار التمييزي
يعد تصحيح القرار التمييزي من طرق الطعن غري العادية ،اورده املشرع من أجل تصحيح االخطاء
اليت تقع فيها حمكمة التمييز وهي بصدد التصدي لتدقيق أوراق الدعوى متييزا .فبعد هذا التدقيق يظهر ان
هذه احملكمة قد خالفت القانون يف قرارها الصادر بنتيجة التمييز ،لذا اجاز قانون اصول احملاكمات اجلزائية
الطعن لديها بغية تصحيح قرارها التمييزي .ان تنظيم هذا الطريق حبد ذاته يعترب تواضعاً من املشرع
واعرتافا منه بان القضاء مهما علت مرتبته وارتفع شانه يبقى رغم ذلك القرارات اليت تصدر عنه صادرة عن
بشر ومعرضة للخطأ الن الكمال هلل وحده( ، )2والذي بررت يف مذكرته االيضاحية سبب األخذ به بقوهلا (....
اقتضت الضرورة األخذ به فما دام القانون اجاز تصحيح يف القرارات التمييزية الصادرة يف الدعاوى املدنية
مهما ضؤلت قيمتها فمن باب اوىل ان يقبل هذا التصحيح يف القرارات اجلزائية وهي ذات أثر كبري نسبيا على
احملكوم عليه خاصة وبقية ذوي العالقة ال يدانية أثر األحكام املدنية)(. )3
ويتميز التدخل التمييزي عن تصحيح القرار التمييزي بعدة نقاط ويتشابه معه يف اخرى لذا سنبني
اوجه الشبه واالختالف ما بني االثنني كاآلتي :
الفرع الثالث
أوجه الشبه و االختالف بني التدخل التمييزي و إعادة احملاكمة
إعادة احملاكمة هو طريق طعن غري عادي من طرق الطعن باالحكام اجلزائية الباتة بعقوبة او تدبري يف
جناية او جنحة نظمه املشرع خالفاً ملبدأ حجية الشيء املقضي به( ،)2محاية ملصلحة جديرة باحلماية وهي
مصلحة املتهم الربيء يف حاالت حددها على سبيل احلصر قضي فيها بإدانة املتهم و اكتسب احلكم الصادر
فيها درجة البتات غري انه ظهر فيما بعد ان االساس الذي بين عليه هذا احلكم غري سليم من الناحية الواقعية
مما جيعل من مسألة التشبث به بداعي احرتام حجية االحكام ظلما و إجحافاحبق الضمري اإلنساني و
العدالة( .)3و علة إعادة احملكمة هي إصالح اخلطأ القضائي املتعلق بالواقع ،حيث يتعلق اخلطأ بتطبيق
القانون فطريق الطعن املعمول به هو الطعن متييزاً ،ومن جانب اخر الجيوز الركون اىل طريق إعادة احملاكمة
مامل يكن اخلطأ داخال يف إحدى حاالت نص القانون الواردة على سبيل احلصر ،ويقتصر طريق إعادة
احملاكمة على أحكام اإلدانة ،أما احكام الرباءة وعدم املسؤولية فال جيوز الطعن بطلب اعادة احملاكمة وذلك
. ( )1د .فخري عبدالرزاق صليب احلديثي ،املصدر السابق ،ص
. ( )2ذكرى حممد الياسني ،املصدر السابق ،ص
22
-3ان طلب اعادة احملاكمة اليكون اال يف االحكام الباتة و الصادرة باالدانة يف حني ان التدخل التمييزي ميكن
ان يكون يف االحكام الباتة وغري الباتة واليشرتط فيها ان تكون صادرة باالدانة بل ميكن ان يكون التدخل
حتى يف االحكام الصادرة بالرباءة .
-4ان اعادة احملاكمة التكون اال يف دعاوي اجلنايات و اجلنح على خالف التدخل التمييزي الذي ميكن ان
يكون يف دعاوي اجلنايات و اجلنح و حتى املخالفات(. )1
الفرع الرابع
أوجه الشبه و االختالف بني التدخل التمييزي و الطعن ملصلحة القانون
أن اخلطأ القضائي يف االحكام امر متوقع و اخلصوم ال جيربون على استعمال حقهم يف الطعن فقد ال
ميس اخلطأ مبصلحة اي منهم ،وقد ميس بها ومع ذلك ال يلجأ صاحب احلق اىل الطعن لسبب او ألخر ،ومن
اجل تدارك اخلطأ القانوني الذي قد يقع يف االحكام كان ال بد من وجود نظام قانون لتصحيح هذا اخلطأ،
ويتمثل هذا النظام بالطعن يف احلكم ملصلحة القانون ،فاهلدف من وجود -النظام هو رغبة املشرع بأن
تكون االحكام القضائية بشكلها الصحيح وعدم االبقاء على االخطاء فيها وال سيما أن مثل هذه االحكام اذا
مل تنقض قد تصبح مرجعاً اجتهادياً ،وهذا النظام وأن كان يتناقض مع القاعدة املتعلقة حبجية االحكام
والقرارات الباتة والنهائية ،اال أن اخلروج عن هذه القاعدة يربره الغرض الذي كان من وراء االخذ به وهو
ضمان الوصول اىل احقاق احلق وعدم ضياعه بسبب التمسك ببعض الشكليات اليت حتول دون ذلك ،إذ أن
حتقيق العدالة اهم من الشكل واخلطأ فيه(. )2
وبعد ما بيناه عن الطعن ملصلحة القانون نبني فيما يأتي اهم اوجه الشبه و االختالف بينه وبني
التدخل التمييزي على النحو االتي :
اوالً :اوجه الشبه-:
-1الطعن ملصلحة القانون ال يكون اال يف القرارات و االحكام الصادرة من احملاكم فقط والجيوز ان يكون يف
القرارات اليت تصدر من غري احملاكم كاللجان مثالً ،وهو األمر نفسه يف التدخل التمييزي الذي يقتصر على
أحكام احملاكم و قراراتها فقط .
-2ان حمكمة التمييز هي اجلهة املختصة اليت اناط قانون االدعاء العام امـر النظر يف الطعن ملصلحة القانون
بها ألهمية مثل هذه الطعون وعليه فالجيوز ان يرفع هذا الطعن اىل حمكمة اخرى غري حمكمة التمييز حتى لو
كانت هلا صفة متييزية -كمحكمة االستئناف بصفتها التمييزية -طاملا أن التحديد قد ورد حصرا وال جمال
لألجتهاد يف مورد النص .وكذا احلال يف اجلهة اليت تنظر طلب التمييزي وتبت فيه وهي حمكمة اعلى من
احملكمة اليت أصدرت احلكم وهي التمييز .وان كان القانون قد أجاز تقديم الطلب لغري حمكمة التمييز
الفصل الثاني
أحكام التدخل التمييزي
من اجل االحاطة مبوضوع سلطة حمكمة التمييز يف التدخل التمييزي اليت منحها القانون هلا حيث من
املعروف أنها سلطة مضافة إىل سلطتها األخرى اليت نص عليها القانون وذلك بهدف ضمان استمرار الرقابة
على قرارات وأحكام احملاكم يف حال عدم الطعن فيها من أطراف الدعوى او مرور املدة الزمنية احملددة لذلك،
وهذا يتفق مع وظيفة حمكمة التمييز اليت متثل جهة عليا للرقابة على احكام احملاكم االدنى .لذا يقتضي االمر
بيان ماهي االحكام والقرارات اليت ميكن طلب التدخل التمييزي فيها وهل ميكن طلب ذلك يف كل االحكام
والقرارات ،أم بالقرارات النهائية او الباتة فقط ،وبيان ما إذا كانت االحكام والقرارات اليت ميكن التدخل فيها
بشكل تلقائي ختتلف عن تلك اليت يتم التدخل فيها بناء على طلب االدعاء العام واطراف الدعوى اجلزائية،
وحتديد ما ميكن الرقابة عليه من قبلها وفيما إذا كان من اجلائز التدخل فيه متييزا.
إذ أنه من املعلوم أن حمكمة التمييز هي جهة رقابية عليا وظيفتها مراقبة تطبيق القانون بشكل
صحيح والعمل على توحيد تطبيقه من أجل حتقيق االستقرار الالزم لألحكام اجلزائية .وأن حتقيق ذلك يتطلب
اعمال رقابة على كافة اجزاء احلكم من أجل ضمان التطبيق الصحيح للقانون ،إذ تنصب االخطاء على مسائل
تتعلق بتطبيق القانون وهو ما ميثل حمل للتدخل التمييزي فاهلدف الذي من اجله منحت حمكمة التمييز هذه
الصالحية هو من أجل ضمان حسن تطبيق القانون وتصحيح االخطاء القانونية.
املبحث االول
ما جيوز التدخل فيه متييزاً
ان سلطة التدخل التمييزي اليت منحها القانون حملكمة التمييز و احملاكم ذات الصفة التمييزية هي
من أجل ضمان استقرار االحكام وأن تكون بشكل صحيح و موافق للقواعد القانونية اليت وضعها املشرع اال
ان بعض القوانني قد حددت االحكام اليت جيوز التدخل فيها باالحكام اليت جيوز الطعن فيها بطريق التمييز
يف حني وسعت قوانني اخرى من نطاق االحكام اليت جيوز التدخل فيها ومشلت احكام و قرارات اخرى بطريق
التدخل التمييزي ،وبعضها اجازت التدخل بشكل تلقائي فقط ومل جتز ألطراف الدعوى اجلزائية و االدعاء
العام طلب التدخل التمييزي يف حني بعض القوانني االخرى أجازت التدخل التمييزي يف االحكام سواء كان
يشكل تلقائي او بناء على طلب من اطراف الدعوى اجلزائية او من االدعاء العام ،ونوضح ذلك يف مطلبني
كاآلتي :
املطلب االول :االحكام اليت جيوز التدخل فيها تلقائياً .
املطلب الثاني :االحكام اليت جيوز التدخل فيها بناء على طلب .
املطلب االول
االحكام اليت جيوز التدخل فيها تلقائي ًا
يعرف احلكم اجلزائي بانه ( قرار تصدره احملكمة يف خصومة مطروحة عليها طبقاً للقانون فصالً يف
موضوعها أو يف مسالة يتعني حسمها قبل الفصل يف املوضوع )( ،)1إذا فاحلكم الذي يصدر يف الدعوى
، ( )1د .حممود جنيب حسين ،شرح قانون االجراءات اجلنائية ،ط ،مطبعة جامعة القاهرة والكتاب اجلامعي،
. ص
26
اجلزائية هو فصل يف موضوع جرمية مطروحة على القضاء بأعمال حكم القانون على ما انتهت اليه احملكمة
من صحة اسناد الفعل اىل املتهم ،أو من انتفاء الدليل املقنع على صدق ذلك االسناد .
ويعد احلكم الصادر يف الدعوى عنواناً للحقيقة ودليل على صحة ما قضى به ،ومع ذلك حيتمل أن
يالبسه اخلطأ لذلك وضع املشرع طرق الطعن يف االحكام للتأكد من صحتها وتصحيح االخطاء اليت تصيب
االحكام اجلزائية ،وكما بينا سابقاً أن هذه الطرق حمددة مبدة زمنية جيب تقديم طلب الطعن خالهلا وإذا ما
مرت هذه املدة ومل يتم الطعن فيها جيوز يف هذه احلالة حملكمة التمييز واحملاكم ذات الصفة التمييزية أن
تطلب الدعوى لتدقيق ما صدر فيها من احكام وقرارات وتدابري ،وأن املشرع العراقي حسب نص م ()٢٦٤
اصولية اجاز التدخل يف أي دعوى جزائية ،وتطبيقاً لذلك قضت حمكمة التمييز بأنه ( حملكمة التمييز التدخل
متييزاً يف احلكم اذا وجدت فيه خطأ قانونياً ولو ارسلت اليها الدعوى دون ان تكون خاضعة للتمييز ودون ان
مييزها ذوو العالقة او االدعاء العام )( ،)1وبناء على ذلك فهو مل يقيده بأحكام او قرارات معينة او يف مرحلة
معينة من الدعوى اجلزائية .
بل جيوز حملكمة التمييز و احملاكم ذات الصفة التمييزية التدخل يف اي حكم او قرار ويف اي مرحلة
كان عليها احلكم او القرار لتدقيقه حتى لو مل يطعن فيه اخلصوم وانقضت مدة الطعن( ،)2ويرى بعضهم أن
ذلك يتفق مع ماهية التدخل التمييزي والغاية اليت منحت حمكمة التمييز هذه الصالحية من اجلها اليت تتمثل
بالرقابة على االحكام اجلزائية لتصحيح ما شابها من خطأ ،فمن غري املالئم بعد أن يتم منح حمكمة التمييز
هذه الصالحية يتم قصرها على أحكام معينة ،وأن غاية التدخل التمييزي تتوافر يف كافة االحكام من أجل
أن تكون بالشكل الصحيح واملوافق للقانون(. )3
لذا فإن املشرع اجاز التدخل وكما اوضحنا سابقاً يف االحكام سواء كانت نهائية او باتة ،وان املشرع
العراقي مل مييز بني احلكم النهائي و البات حيث ساوى بينهم م( )2/16من قانون العقوبات العراقي رقم
( )111لسنة 1969فاحلكم النهائي او البات حسب نص الفقرة الثانية من املادة ( )16من قانون العقوبات
كل حكم اكتسب الدرجة القطعية بأن استنفذ مجيع طرق الطعن القانونية او انقضت املواعيد املقررة للطعن
فيه وعلى حسب هذا التعريف فان االحكام اليت جيوز التدخل فيها متييزاً هي االحكام اليت مل تستنفذ أوجه
الطعن بعد وخاصة بطريق التمييز حيث أن من شروط التدخل التمييزي هو عدم نظر الدعوى مسبقاً من
حمكمة التمييز .
ان املشرع العراقي اورد استثناء على قاعدة عدم جواز الطعن يف القرارات االعدادية و االدارية اذ اجاز
الطعن بالتمييز بقرارات القبض و التوقيف واطالق السراح بكفالة او بدونها ،فهذه القرارات غري فاصلة يف
الدعوى ومع ذلك اجاز املشرع الطعن فيها بالتمييز بشكل منفرد باعتبار أن هذه القرارات ذات اهمية كونها
،جمموعة االحكام العدلية ،العدد الثاني / / يف /جنايات اوىل/ ( )1قرار حمكمة التمييز يف العراق املرقم
. ،السنة العاشرة ،ص
. ( )2ختام فليح حسن ،املصدر السابق ،ص
. ( )3القاضي مجال حممد مصطفى ،املصدر السابق ،ص
27
()1
وعليه جيوز طلب التدخل التمييزي فيها بشكل منفرد او تتدخل فيها حمكمة متس احلريات الشخصية
التمييز تلقائياً متى ما الحظت احملكمة وجود اخطاء قانونية فيها تستلزم ذلك التدخل والقرارات غري الفاصلة
يف الدعوى تكون وقتية او حتضريية او متهيدية او قرارات قطعية فاصلة يف مسائل فرعية وهي مجيعها سابقة
على الفصل يف النزاع ،ويقصد بالقرارات الوقتية هي القرارات اليت تصدر مغطاة بسقف زمين معني او لفرتة
قابلة للتغيري ال متس موضوع الدعوى بأية حال ومنها قرارات التوقيف والقاء القبض وهي قرارات تصدر من
حماكم التحقيق واجلزاء ،اما القرارات التحضريية اليت تتخذها احملكمة للوصول اىل مجع األدلة او التثبت منها
دون أن تكشف عن رأي احملكمة يف حسم الدعوى ،والقرارات التحضريي ال تلتزم احملكمة بتنفيذه فلها أن
تعدل عنه بعد أن أصدرته كالقرار باالنتقال اىل حمل الواقعة ملعاينته ،والقرارات التمهيدية هي اليت تتم عن
ابداء احملكمة لرأيها يف حسم الدعوى وحيمل على االعتقاد انها سوف تفصل فيه على حنو معني مثاهلا
القرارات بالتصريح للمتهم بإثبات سبب من اسباب االباحة(. )2
ومن التطبيقات القضائية بهذا الشان ما قضت حمكمة جنايات دهوك الثانية بصفتها التمييزية
بتاريخ 2021/3/1حتت العدد /119ت 2021/املتضمن ((قررت حمكمة حتقيق سيميل مبوجب قرارها
املرقم /655احال 2020/يف 2020/11/5احالة املتهم (ج.ج.ب) مكفال على هذه احملكمة ألجراء
حماكمته بدعوى غري موجزة عن التهمة املسندة اليه وفق احكام املادة 2/421من قانون العقوبات وارسلت
اوراق القضية اىل هذه احملكمة مبوجب كتاب دائرة االدعاء العام يف دهوك بالعدد 2020/706يف
2020/11/26ولدى ورودها سجلت يف سجالت هذه احملكمة حتت العدد /38ج 2021/وعني هلا موعدا
للمحاكمة وفيه الحظت احملكمة ان هناك أسبابا تستوجب التدخل التمييزي يف قرار االحالة اعاله عليه وضعت
الدعوى قيد التدقيق واملداولة.
القرار :بعد التدقيق واملداولة وجد ان قرار االحالة الصادر يف الفضية يستوجب التدخل التمييزي ،اذ وجد بانه
رغم تبلغ املتهم وكفيله جبلسة احملاكمة يف يوم 2021/1/31وعلمهما مبوعد احملاكمة فلم حيضرا رغم
تأجيل موعد احملاكمة واصدار امر القبض حبقه وورود –تاب مركز شرطة براييت بالعدد 666يف
2021/2/11ومرفقه (اشعار خمتار حملة نيوار) املتضمن تعذر القبض على املتهم كونه سافر اىل دولة
سوريا مما يتعذر امتام اجراءات حماكمته .عليه قررت احملكمة التدخل متييزا بقرار االحالة ونقضه واعادة
االوراق اىل حمكمة حتقيق سيميل إلصدار امر القبض حبقه وفق املادة ( )1/412عقوبات وتعميمه واحالته
موقوفاً على هذه احملكمة ويف حالة تعذر ذلك حجز امواله و احالته غيابياً بعد إجراء املقتضى القانوني بذلك
.وصدر القرار باالتفاق استناداً للمادتني ( 264و )265من قانون اصول احملاكمات اجلزائية يف
. )3(2021/3/1
املطلب الثاني
االحكام اليت جيوز التدخل فيها بناء على طلب
يف بعض األحيان قد ال تتمكن حمكمة التمييز من ممارسة سلطتها الرقابية التلقائية لذا فقد أجازت
اغلب القوانني ان يقدم اليها طلب بغية إمكانية ممارستها هلذه السلطة ،ومما يالحظ على هذه القوانني انها
اختلفت يف مدى حتديدها مما جيوز التدخل فيه متييزاً من اعمال القضاء تبعاً لطلب التدخل التمييزي فيما اذا
كان االدعاء العام او ذوي العالقة .
حيث ميكن لالدعاء العام يف حالة فوات املدة القانونية املقررة للطعن متييزاً يف القرارات إذا كانت
تنطوي على أخطاء قانونية تستوجب التدخل التمييزي فقد أجاز املشرع لالدعاء العام تقديم طلب التدخل
التمييزاً الستدراك حاالت عدم تقديم الطعون التمييزية يف االحكام(. )2
وان املشرع العراقي اجاز تقديم الطلب من أطراف الدعوى اجلزائية الذين حددتهم املادة ( )264من
قانون اصول احملاكمات اجلزائية فإذا ما الحظ أطراف الدعوى اجلزائية وجود خطأ قانوني يف احلكم او القرار
جيوز هلم الطلب من حمكمة التمييز و احملاكم ذات الصفة التمييزية وحسب االختصاص التدخل فيه لتصحيح
()3
.و تطبيقاً لذلك قضت حمكمة متييز أقليم كوردستان يف قرار هلا ماشبه من أخطاء قانونية وقعت فيه
بالعدد /873اهليئة اجلزائية االوىل 2020/يف 2020/11/11اآلتي :
طالب التدخل التمييزي :املشتكي (ب ،هـ ،ع) .
املطلوب التدخل التمييزي :قرار حمكمة جنايات السليمانية 3/بصفتها التمييزية بالعدد /594ب.ت2020/
يف . 2020/8/16
اصدرت حمكمة حتقيق السليمانية /االوىل بتاريخ 2019/10/22قرارها بوضع اشارة عدم التصرف
على شركة كرونيك لالستثمار العقاري احملدودة .ثم قدم املتهم املميز طلبا اىل احملكمة املذكورة برفع اشارة
عدم التصرف وبتاريخ 2020/7/13اصدرت حمكمة حتقيق السليمانية /االوىل قرارها برد طلب املتهم يف
القضية املرقمة 2019/1032التابعة اىل مركز شرطة (سه را) ولعدم قناعة املتهم (أ ،ع ،ف) بالقرار
املذكور بادر اىل الطعن فيه بالالئحة التمييزية املؤرخة 2020/7/19واملشفوعة مبطالعة عضو االدعاء العام
املبحث الثاني
شروط التدخل التمييزي
إن قاضي املوضوع حيكم يف الدعوى اجلزائية املطروحة امامه من خالل قناعته اليت تكونت لديه
ومن اطمئنانه لدليل معني بناء على النصوص واملبادئ القانونية اليت نص عليها قانون اصول احملاكمات
اجلزائية ،وان تقدير االدلة اليت توصل القاضي من خالهلا اىل تكوين قناعته واحلكم على حنو معني خيضع
لتقديره وحده ،لكن جيب عليه بيان كيفية التوصل اىل هذه القناعة ،فالقاضي مطالب ببيان اسباب حكمه،
وتراقب حمكمة التمييز االحكام والقرارات الصادرة عن حمكمة املوضوع لتدقيقها ومالحظة مدى مراعاة
القواعد القانونية اليت تشكل ضمانات حلماية حقوق االفراد ،وكذلك لتكون االحكام صادرة بشكل صحيح
وموافق للقانون وحتقيق العدالة.
املطلب األول
اخلطأ القانوني
إن املشرع العراقي مل ينص على شرط اخلطأ القانوني بشكل صريح إلمكان التدخل يف احلكم وامنا
ذكره بشكل ضمين الن تدخل احملكمة لتدقيق االحكام يكون من أجل مالحظة االخطاء القانونية وتصحيحها
وعلى ذلك يكون وجود اخلطأ القانوني شرط الزم لتدخلها يف االحكام والقرارات ويف حالة عدم وجود خطأ
قانوني تقرر احملكمة رد طلب التدخل التمييزي لعدم وجود مربر له" .كما ان املشرع العراقي مل يذكر ماهية
االخطاء القانونية اليت ميكن التدخل من خالهلا يف القرار او احلكم متييزا إلصالحها بشكل حمدد أو على سبيل
احلصر ،كما فعلت بقية التشريعات االجرائية العربية اال انه ميكن اعتبار ما حدده يف املادة ( )1/249من
قانون أصول احملاكمات اجلزائية من االخطاء القانونية إذا ما توافر يف احلكم اجلزائي يكون مربر لتدخل
حمكمة التمييز.
إن الرقابة القضائية تكون على صحة تطبيق حمكمة املوضوع للقانون ،وكذلك على صحة اجراءات
احملاكمة للتحقق من قانونيتها" ،وهذه الغاية من الرقابة تتحقق سواء بالطعن يف احلكم او التدخل فيه ،وعلى
ذلك يكون اخلطأ قانوني سواء يف القانون املوضوعي أو القانون الشكلي خطأ مربر لتدخل حمكمة التمييز.
فكما متلك حمكمة التمييز تصحيح اخلطأ القانوني يف تطبيق نصوص قانون العقوبات ،فهي متلك
أيضا تصحيح اخلطأ القانوني يف احكام قانون أصول احملاكمات اجلزائية وأن خمالفة القانون أو اخلطأ يف
تطبيقه او تأويله هي صور ثالثة حلالة واحدة هي اخلطأ القانوني وبناء على ذلك جيوز حملكمة التمييز
التدخل يف االحكام والقرارات اذا ما بنيت على خمالفة القانون او خطأ يف تطبيقه او تأويله حيث متثل صور
31
اخلطأ القانوني ،الذي جيوز الطعن متييزا يف احلكم أو القرار يف حال توافر احدها ،وكذلك تربر التدخل
التمييزي يف احلكم أو القرار اذا ما توافرت وبناء على ما تقدم نقسم هذا املطلب اىل ثالثة فروع كاالتي:
الفرع االول :خمالفة القانون.
الفرع الثاني :اخلطأ يف تطبيق القانون او يف تأويله.
الفرع الثالث :اخلطأ اجلوهري يف االجراءات االصولية أو يف تقدير االدلة او تقدير العقوبة وكان اخلطأ مؤثرا يف
احلكم.
الفرع االول
خمالفة القانون
يقبل التمييز إذا كان احلكم املطعون فيه مبني ًا على خطأ يف تطبيق القانون ،أو على خطأ يف
تأويله .واخلطأ يف تطبيق القانون أو يف تأويله ال خيرج عن كونه خمالفة للقانون ،ويراد بالقانون هنا هو قانون
العقوبات ،فكل خمالفة ألحكام هذا القانون تصلح وجها للطعن بطريق التمييز ،من هذا القبيل أن تقضي
حمكمة املوضوع بعقوبة عن فعل ال يعد جرمية ،أو يعد جرمية ولكن ال يعاقب مرتكبها لسبب من أسباب
انقضاء الدعوى اجلزائية ،أو لوجود عذر معفي من العقاب وغري ذلك من األمثلة .وقد ختطئ احملكمة يف
تطبيق قانون العقوبات على الواقعة كما أثبتت فيه أن فيما يتعلق بوصف التهمة وإن بتوقيع العقوبة املقررة
هلا ،ومن أمثلة اخلطأ يف وصف التهمة أن تعترب احملكمة اجلرمية سرقة على حني أنها خيانة أمانة أو العكس،
أو ختطئ يف فهم املراد بالقصد اجلنائي فتعترب الواقعة قتالً بإهمال على حني أنها ضرب أفضى إىل موت ،وقد
توصف التهمة يف احلكم بوصفها الصحيح ولكن احملكمة ختطئ يف تطبيق العقوبة ،كأن تقضي بالرباءة عن
فعل يعاقب عليه القانون ،أو تنزل بالعقوبة عن احلد األدنى املقرر للجرمية ،هذا ا القبيل أن تأخذ احملكمة
املتهم بالرأفة وتنزل بالعقوبة عن احلد األدنى الذي تقرره املادة 131من قانون العقوبات ،ومن صور اخلطأ
يف تطبيق العقوبة ،أن توقع احملكمة عقوبة مل ينص عليها للجرمية ،أو تتجاوز احلد األقصى للعقوبة املقررة
أو توقع عقوبتني عن جرميتني مرتبطتني ارتباطاً ال يقبل التجزئة خمالفة يف ذلك حكم املادة 142من قانون
العقوبات .على أنه ال يعترب من أوجه الطعن اخلطأ الذي يكون مرجعه السهو ،كأن تذكر احملكمة يف حكمها
أن الواقعة حصلت مع سبق اإلصرار أو الرتصد ،على غري احلقيقة ،متى كانت العقوبة اليت أوقعتها ال يصح
معها القول بأنها قد أدانت املتهم على هذا االساس(. )1
الفرع الثاني
اخلطأ يف تطبيق القانون او يف تأويله
تعين حالة اخلطأ يف تطبيق القانون ان احملكمة اخطأت يف تطبيق النص الواجب التطبيق على احلالة
املعروضة ،فاحملكمة طبقت نصا غري النص الذي تراه حمكمة التمييز ،مبعنى أن األمر هنا اختالف يف
- ( )1الدكتور فخري عبدالرزاق صليب احلديثي ،املصدر السابق ،ص
32
وجهات النظر بني احملكمتني يف اختيار أي النصوص اليت تكون اكثر انطباقا على الوقائع املكونة للدعوى .
فاذا تطابقت وجهة نظر الطاعن مع وجهة نظر حمكمة التمييز حول ذلك كان هذا االمر مدعاة لقبول طعنه
ونقض احلكم على اساس ذلك .اما اخلطأ يف تأويل القانون فيعين ان حمكمة املوضوع اخطأت يف تفسري
النص الذي طبقته على الواقعة ،مما يعين ان احملكمة قد اصابت يف اختيار النص ولكن اعطته تفسريا مغايرا
ملا تراه حمكمة التمييز .ونعتقد ان هذه املسألة تتعلق فقط باحلاالت اليت يكون النص القانوني غامضا مما
يفتح جمال التأويل والتفسري ،فالنص الواضح ال جيوز تفسريه على غري معناه خشية اخلروج عن ارادة
املشرع ،كما انه ال مساغ لالجتهاد يف مورد النص(. )1
الفرع الثالث
اخلطأ اجلوهري يف االجراءات االصولية أو يف تقدير االدلة او تقدير العقوبة وكان اخلطأ مؤثرا يف احلكم
هذا السبب بدوره يتضمن ثالثة حاالت تصلح كل منها على حدة الن تكون سببا لقبول الطعن
التمييزي ،ومجيعها شائعة الوقوع يف اجملال العملي .األول هو اخلطأ يف االجراءات االصولية مبعنى ان احملكمة
خالفت بعض االجراءات اليت نظمها املشرع يف قانون اصول احملاكمات اجلزائية من اجل حسن تنظيم العدالة
اجلنائية عن طريق حسن تنظيم سري اخلصومة اجلزائية .وهذه االجراءات اما تتعلق باملصلحة العامة او
مبصلحة املتهم ،فمخالفة أي منها يشكل خطأ جوهريا يف اجراء اصولي يبغي فيه املشرع حتقيق العدالة
اجلنائية مما يستلزم على احملكمة مراعاتها واال ترتب على ذلك بطالن اجراءاتها .ومن االمثلة على ذلك
االجراءات املتعلقة بتنظيم حق الدفاع واجراءات احملاكمة كجعلها سرية دون مربر لذلك او النطق باحلكم يف
جلسة علنية وغري ذلك من االجراءات االخرى .وباملقابل هنالك اجراءات اخرى غري جوهرية ال يشكل خمالفتها
سببا للطعن التمييزي كما هو احلال بالنسبة للقواعد اخلاصة باالختصاص املكاني لقاضي التحقيق او حمكمة
املوضوع وفقا للمادة ( )53االصولية ،اذ ان املذكرة االيضاحية لقانون اصول احملاكمات اجلزائية قضت يف
معرض تعليقها على هذه املادة انها تضم اجراءات ليست جوهرية وال يرتتب على خمالفتها أي بطالن
لإلجراءات .كما ان النص الذي يقضي بان جيري االستجواب خال اربع وعشرين ساعة هو اآلخر ليس جوهريا
الن املشرع يبغي من تنظيمه لفت نظر قاضي التحقيق او احملكمة اىل ضرورة االسراع اىل القيام بهذا االجراء
بأسرع وقت ممكن من اجل حتديد مركز املتهم ،لذلك فان االستجواب الذي حيصل بعد مرور هذه املدة ال
ينهض سببا جييز لقبول الطعن التمييزي .اما اخلطا يف تقدير االدلة فهو خطأ يف وزن االدلة املوجبة إلصدار
احلكم ،اذ ان حمكمة التمييز ترى يف األدلة املتحصلة يف الدعوى غري ما رأتها حمكمة املوضوع عندما قضت
حبكمها على أساس ذلك .كأن تقضي حمكمة املوضوع بإدانة املتهم على اساس شهادات الشهود يف حني
ترى حمكمة التمييز ان هذه الشهادات تشوبها الشكوك والغموض وال ترقى اىل ادلة مقنعة مما يبنى معها
احلكم على اساس اجلزم واليقني .لذلك يكون هذا السبب جماال رحبا إلعمال رقابة حمكمة التمييز على قاعدة
حرية احملكمة يف تكوين قناعتها ألنها ليست باحلرية املطلقة كما سبق القول .واخريا فان اخلطأ يف تقدير
. - ( )1د .وعدي سليمان املزوري ،املصدر السابق ،ص
33
العقوبة ينهض سببا للطعن التمييزي عندما ترى حمكمة التمييز ان ظروف اجلرمية ومالبساتها ال تستدعي
اصدار هذه العقوبة بل عقوبة اشد او اخف حسب االحوال وليس كما ذهبت اىل ذلك حمكمة املوضوع .عليه
فان اخلطأ يف تقدير العقوبة يظهر عند عدم وجود تناسب بني العقوبة اليت قضت بها حمكمة املوضوع
وظروف القضية ومالبساتها .والبد من االشارة اىل اخلطأ الذي اوردناه يف هذه الفقرة حباالته الثالثة ال يعتد به
القانون ما مل يكن مؤثرا يف احلكم .مبعنى انه حتى لو كانت احملكمة قد اخطأت يف االجراءات االصولية او يف
تقدير االدلة او العقوبة اال ان هذا اخلطأ مل يؤثر على النتيجة اذ جاءت العقوبة مالئمة ملا تراه حمكمة التمييز،
فانه ال يكون سببا لقبول الطعن التمييزي ،فطاملا ان الغاية النهائية من احملاكمة كانت صحيحة عن طريق
صحة احلكم فال مساغ لنقضه جملرد اخلطأ يف االجراءات او يف تقدير االدلة او العقوبة .يضاف اىل ذلك ايضا ما
أورده املشرع من عدم االعتداد باخلطأ يف االجراءات اذا مل يكن ضارا بدفاع املتهم ،أي مع ان احملكمة قد
اخطأت جوهريا يف بعض االجراءات االصولية اال ان ذلك مل يؤثر على دفاع املتهم بل جاء وفق مقتضيات
القانون ،لذا فانه ال ينهض هذا اخلطأ سبباً للطعن التمييزي و بالتالي نقض احلكم(. )1
املطلب الثاني
املدة الزمنية
إن املشرع العراقي عندما منح حمكمة التمييز سلطتها الرقابية فيما يتعلق بالتدخل التمييزي قيد من
السلطة بأن يكون تدخل حمكمة التمييز يف الدعوى اجلزائية خالل ثالثني يوما وهذا ما نصت عليه
م( )٢٦٤/١اصولية ،اما بعد مرور هذه املدة فانه قيد سلطتها اذ ال جيوز حملكمة التمييز اعادة االوراق
حملكمتها بغية ادانة املتهم الذي كانت قد براته او تشديد عقوبته فيما اذا رأت حمكمة التمييز انها جاءت
خفيفة غري متناسبة مع الفعل الصادر من املتهم ،وأن حمكمة التمييز واحملاكم ذات الصفة التمييزية حال
تدخلها التمييزي يف االحكام والقرارات خالل مدة الثالثني يوماً فأنه جيوز هلا اعادة االوراق للمحكمة الي
اصدرتها بغية االدانة او تشديد العقوبة باإلضافة للسلطات التمييزية كافة اليت تكون للمحكمة يف هذه احلالة ،
ويرى بعضهم أن السبب بعدم جواز اعادة االوراق بغية التشديد او االدانة يف حالة التدخل بعد الثالثني يوم هو
أن اخلصوم يف الدعوى اجلزائية ارتضوا احلكم السابق بالرباءة او بالعقوبة ومل حيركوا ساكنا خالل الثالثني
يوماً اي املدة احملددة للتمييز االختياري ،ومل يطعنوا فيه فمرور مدة االعرتاض وعدم اعرتاض اطراف
الدعوى اجلزائية يف حاليت االدانة والعقوبة يؤدي اىل وجود حق مكتسب فيهما للمحكوم عليه يف الرباءة او
العقوبة اليت جاءت خفيفة وأن انطوى احلكم على اخلطأ القانوني الذي ال جيوز تصحيحه اال باإلدانة أو تشديد
العقوبة .
اما إذا كان باإلمكان تصحيح اخلطأ القانوني دون ادانة او تشديد العقوبة فال يوجد ما مينع ذلك
حسب ما جاء يف م ( )٢٦٤اصولية ،اليت اجازت تدخل حمكمة التمييز يف االحكام و القرارات خالل ثالثني
يوماً او بعد مرور هذه املدة مع مراعاة السلطات املمنوحة للمحكمة يف كل حالة من هذه احلاالت ،ففي حالة
. - ( )1د .وعدي سليمان املزوري ،املصدر السابق ،ص
34
التدخل خالل الثالثني يوم يكون للمحكمة كما أوضحنا كافة السلطات التمييزية سواء كانت ملصلحة املتهم،
أو يف غري مصلحته وهذا ما يتحقق يف حالة االدانة وتشديد العقوبة اما بعد مرور هذه املدة فأن تدخل حمكمة
التمييز واحملاكم ذات الصفة التمييزية يكون مقيد بقيد اساسي بأن يكون تدخلها ملصلحة املتهم وهذا ما
مييز موقف املشرع العراقي عن موقف القوانني االجرائية األخرى اليت نصت على التدخل التمييزي وقيدته :
يكون ملصلحة املتهم دائماً وأن يكون خالل مدة الطعن إذ يكون تدخلها عندما يتم الطعن باألحكام وتالحظ
وجود احد االسباب اليت حددتها للتدخل ،فيها ويالحظ أن موقف املشرع العراقي هو االقرب ملاهية التدخل
التمييزي حيث أن الغاية االساسية اليت من اجلها منحت احملكمة هذه السلطة هي من أجل تصحيح االخطاء
القانونية اليت تصيب االحكام ومل يتم الطعن فيها او يتم الطعن ألسباب أخرى وتالحظ احملكمة وجود مثل
هذه االخطاء اليت تقتضي تصحيحها ،فقد اخلطأ يستدعي اختاذ اجراء يف غري مصلحة املتهم ،لذلك ينبغي ان
يتم حتديد مدة زمنية معينة حملكمة التمييز لتدقيق االحكام وتكون هلا فيها كافة السلطات التمييزية مع
مالحظة معقولية هذه املدة حتى يبقى املتهم ملدة غري حمددة مهدداً بالتدخل التمييزي الذي يكون يف غري
مصلحته ،اما بعد مرور هذا املدة يبقى هلا تصحيح االخطاء القانونية وكافة السلطات التمييزية مع مراعاة ان
تكون يف مصلحة املتهم وهذا ما يتفق مع سلطة التدخل التمييزي(. )1
املطلب الثالث
عدم نظر الدعوى موضوعياً من حمكمة التمييز
إن تدخل حمكمة التمييز يف الدعوى اجلزائية يكون يف حال ان الحظت وجود اخطاء قانونية تستدعي
التدخل لتصحيحها يف حال نظر الدعوى ،ويف هذه احلالة يكون تدخلها بشكل تلقائي او يف حال وصول علم
اليها بذلك عن طريق طلب يقدم اليها من اطراف الدعوى اجلزائية او االدعاء العام وهذه متثل حالة تدخلها بناء
على طلب ،ويشرتط لتدخل حمكمة التمييز يف احلالتني عدم نظرها للدعوى اجلزائية من الناحية املوضوعية
مسبقاً ،وهذا ما نصت عليه املادة (/264ج) من قانون اصول احملاكمات اجلزائية بأنه (الجيوز حملكمة
التمييز ان متارس سلطتها مبوجب هذه املادة يف الدعاوى اليت سبق ان نظرتها عدا ما نص عليه يف الفقرة ب)
وتطبيقا لذلك قضت حمكمة التمييز بـ ((ان القرارات اليت جيوز طلب التدخل متييزا فيها طبقا للمادة ()264
من قانون اصول احملاكمات اجلزائية هي اليت مل يسبق حملكمة التمييز رؤيتها طبقا لذات املادة وال جيوز
طلب التدخل متييزا يف قرارات حمكمة التمييز))( .)2وحيث ان نظر حمكمة التمييز يف الدعوى اجلزائية سواء
كان بطريق التمييز االختياري او الوجوبي وتدقيقها يف الدعوى من الناحية املوضوعية مينع حمكمة التمييز
من التدخل يف الدعوى جمددا لسبق تدقيقها هلا وهذا يتعارض مع ما نصت املادة (/264ج) اصولية،
باستثناء ما نصت عليه املادة (/258ب) من املادة ذاتها اليت اجازت حملكمة التمييز التدخل التمييزي يف
املبحث الثالث
اجلهات املختصة بالتدخل التمييزي و آثاره
بني قانون اصول احملاكمات اجلزائية العراقي اجلهات املختصة بالتدخل التمييزي يف املادة ()265
منه وكذلك قرار جملس قيادة الثورة املنحل رقم ( )104لسنة 1988كما بني فيما اذا كان من اجلائز
حملكمة التمييز أن متارس حقها على احملاكم األخرى ذات الصفة التمييزية ،حيث ان القانون منح حمكمة
املطلب األول
اجلهات املختصة بالتدخل التمييزي
بعد ان بيننا ماهية التدخل التمييزي وحتديد طبيعة اخلطأ القانوني الذي يربر التدخل يف االحكام
والقرارات وحتديد شروطه ،فمن الضروري بيان اجلهات املختصة بنظر التدخل التمييزي ان حمكمة التمييز
هي اهليئة القضائية العليا اليت هلا ان حتافظ على شرعية القرارات واالحكام خالل سلطتها الرقابية اليت منحها
القانون ولكن لكي متارس حمكمة التمييز وظيفتها بالشكل الصحيح فقد اعطى القانون حماكم أخرى نفس
صفة متييزية هلذه السلطة وذلك بغية رفع الثقل عن كاهل حمكمة التمي امكانية ممارسة رقابتها على احملاكم
كافة بشكل منتظم خاصة يف احلاالت اليت تصل اىل علمها وجود أخطاء قانونية تستوجب اصالحها وخاصة
يف احلاالت اليت ال يقدم اليها طلب ي سواء عن طريق التمييز االختياري او التدخل التمييزي وهذه احملاكم
هي حمكمة متييز اقليم كورستان ختتص بالتدخل متييزا باألحكام والقرارات الصادرة يف الدعوى اجلزائية
استنادا ألحكام املادة ( )264من قانون اصول احملاكمات اجلزائية ،وحدد املشرع سلطة حمكمة
االستئناف بصفتها التمييزية على االحكام و القرارات اليت تصدرها حماكم اجلنح وحماكم االحداث يف دعاوي
اجلنح ذلك استناداً ملا جاء يف قرار جملس قيادة الثورة املنحل رقم ( )104لسنة ، 1988وختتص حمكمة
اجلنايات بصفتها التمييزية بالتدخل متييزاً يف االحكام و القرارات اليت يصدرها قاضي التحقيق و حماكم
اجلنح يف دعاوي املخالفات وهذا ما بينته املادة ( )265من قانون اصول احملاكمات اجلزائية اليت حددت
اختصاص حمكمة اجلنايات بالتدخل متييزاً يف هذه االحكام و القرارات ،وكذلك حمكمة االحداث بصفتها
التمييزية التدخل يف قرارات قاضي حتقيق االحداث ،عليه نتناول يف هذا املطلب اجلهات املختصة بالتدخل
التمييزي وفقاً لالأتي :
الفرع األول :حمكمة التمييز .
الفرع الثاني :حمكمة االستئناف بصفتها التمييزية .
الفرع الثالث :حمكمة اجلنايات بصفتها التمييزية .
37
الفرع الرابع :حمكمة األحداث بصفتها التمييزية .
الفرع األول
حمكمة التمييز
إن املقصود مبحكمة التمييز مبعناها الواسع ،هي اهليئة القضائية العليا اليت حيتكم لديها يف مجيع
األحكام و القرارات املخالفة للقانون ،بغية توحيد االجتهادات يف املواضيع املتماثلة وأنه ال جيوز أن تنظر
هذه احملكمة يف أساس القضية .و تنحصر وظيفة حمكمة التمييز كذلك يف مراقبة األحكام النهائية الصادرة
من هذه احملاكم للتأكد من أنها بنيت على إجراءات قانونية صحيحة وصدرت طبقاً للقانون فهي التعيد النظر
يف املوضوع وال تتدخل يف الوقائع إن كانت ثابتة أو غري ثابتة(.)1
ورقابة حمكمة التمييز تشمل كل الدعاوى اجلزائية ويف مراحلها كافة وهي غري مقيدة بالدعاوي اليت
فيها حكم او قرار نهائي او اليت تصدر من حماكم اجلنايات فقط على اعتبار انها اهليئة القضائية العليا الليت
تعلو على كافة انواع احملاكم من دون حتديد ،و اهلدف من انشائها هو مراقبة اعمال احملاكم كافة من دون
قصرها على نوع من انواع احملاكم دون نوع اخر ،وعليه فيجوز هلا ان تتدخل يف مجيع االحكام و القرارات
الصادرة من حماكم التحقيق و اجلنح باالضافة اىل حقها يف التدخل يف قرارات و احكام حماكم اجلنايات على
اعتبار انها هلا والية عامة على هذه احملاكم و بالتالي فالجيوز قانوناً ان متتنع هذه احملاكم من ارسال
الدعاوى اليت تطلبها حمكمة التمييز للنظر فيها لغرض التأكد من مشروعيتها حبجة ان اختصاص النظر
متييزا يف قراراتها هو حملاكم اخرى هلا ذات الصفة التمييزية وبالتالي وجوب كون التدخل التمييزي يتم
حصراً من قبل تلك احملاكم وذلك لتعارض طبيعة عمل حمكمة التمييز يف الرقابة القضائية على احملاكم
كافة(.)2
الفرع الثاني
حمكمة االستئناف بصفتها التمييزية
من املشرع العراقي مبوجب القرار رقم ( )١٠٤لسنة ١٩٨٨على سلطة حمكمة االستئناف بصفتها
مريية بالنظر يف االحكام والقرارات الصادرة من حماكم اجلنح وحماكم االحداث يف دعاوى اجلنح وقتها وللمحكمة
يف هذه احلالة كافة صالحيات حمكمة التمييز اليت بينتها م( )٢٥٩اصولية ومتثل حمكمة االستئناف اهليئة
. ( )1د.سليم إبراهيم حربة – االستاذ عبداألمري العكيلي ،املصدر السابق ،ص
. - ( )2ذكرى حممد حسني الياسني ،املصدر السابق ،ص
38
القضائية العليا حملاكم حمافظة واحدة او اكثر ،تتألف من رئيس وعدد كاف من النواب للرئيس والقضاة
وتتعقد حمكمة االستئناف وهيئاتها ومن بينها اهليئة اجلزائية برئاسة رئيسها او احد نوابه وعضوية نائبني من
نوابه او احدهم وقاضي حمكمة االستئناف او عضوية قاضيني من قضاتها ويتم تسمية رئيس واعضاء حمكمة
االستئناف وهيئاتها ببيان يصدره رئيس جملس القضاء االعلى بناء على اقرتاح من رئيس حمكمة االستئناف
،وان املشرع العراقي قد الغي االستئناف كطريق من طرق الطعن العادية يف االحكام ،وبعضهم اآلخر اخذ
باالستئناف يف احكام معينة دون غريها ،وأن اهم ما مييز طريق الطعن باالستئناف عن الطعن متييزاً
باألحكام هو أن حمكمة االستئناف تعد حمكمة موضوع من حيث نظرها يف الواقعة عند الطعن فيها فيما
يتعلق بثبوتها او عدم ثبوتها ومدى كفاية االدلة القائمة يف اوراق الدعوى .
إن املشرع العراقي قد حدد صالحية حمكمة االستئناف يف القضايا اجلزائية ،إذ مل يكن حملكمة
االستئناف اية صالحية يف القضايا اجلزائية قبل صدور قرار جملس قيادة الثورة املنحل رقم ( )١٠٤لسنة
۱۹۸۸ومبوجبه حلت حمكمة االستئناف بصفتها التمييزية حمل حمكمة التمييز االحتادية يف الطعون الواقعة
على جرائم اجلنح سواء كان احلكم او القرار صادر من حمكمة جنح أو من حمكمة احداث يف دعاوى اجلنح ،
وبناء على القرار املذكور تشكلت يف كل حمكمة استئناف هيئة جزائية ختتص بهذه الطعون ،وتطبيقا لذلك
فأن حمكمة التمييز االحتادية ترسل كل طلبات الطعن املتعلقة بدعاوى اجلنح اىل حمكمة االستئناف للنظر
فيها حسب االختصاص ،وجاء يف قرار حملكمة التمييز االحتادية بأنه ( لدى التدقيق واملداولة وجد ان الطعن
التمييزي ينصب على القرار الصادر من حمكمة جنح البياع وحيث ان قرار جملس قيادة الثورة املنحل املرقم
104لسنة ١٩٨٨منح حماكم االستئناف بصفتها التمييزية الصالحيات املمنوحة حملكمة التمييز عند
النظر بالطعون الواقعة على قرارات حماكم اجلنح ،لذا تكون حمكمة استئناف بغداد الكرخ بصفتها التمييزية
هي املختصة بنظر الطعون فقرر احالة الئحة الطعن مع اضبارة الدعوى اليها للنظر فيها حسب االختصاص
. )...وقد حدد القرار رقم ( )104لسنة ١٩٨٨اختصاص حمكمة االستئناف بصفتها التمييزية يف الفقرة
الوىل منه ،وبينت الفقرة الثانية أن حملكمة االستئناف ذات صالحيات حمكمة التمييز يف حالة نظرها االحكام
والقرارات( ،)3ومما يالحظ أن القانون العراقي منح صفة متييزية حملكمة االستئناف وحماكم جنايات عكس
القوانني االجرائية املقارنة اليت مل متنح للمحاكم االخرى صفة متييزية وجعلت سلطة التدخل التمييزي قاصرة
على حمكمة التمييز فقط(.)1
الفرع الثالث
حمكمة اجلنايات بصفتها التمييزية
منح املشرع العراقي حمكمة اجلنايات اختصاصات متييزية باإلضافة اىل اختصاصها االصلي بنظر
القضايا اجلزائيـة فـي املـادة ( )٢٦٥مـن قـانون اصـول احملاكمات اجلزائية ،حيث ختتص حمكمة
اجلنايات بصفتها االصلية بالنظر يف دعاوى اجلنايات ويف دعاوى اجلرائم االخرى اليت ينص عليها القانون ،واذا
. / / يف /ج/ ( )1قرار حمكمة جنايات الرصافة بصفتها التمييزية ذي العدد
/ب من قانون اصول احملاكمات اجلزائية . ( )2نص املادة
40
الديوانية ذي العدد /٥٢٣احالـة ٢٠١٨/يف 2018/12/23غري صحيح وخمالف ألحكام القانون لصدوره
قبل استكمال التحقيق االبتدائي يف الدعوى بإجراء الكشف املوقعي على القطعة موضوع الدعوى صحبة
مساح خمتص وتنظيم مرتسم اصولي يتضمن رقم العقار وموقعه ومساحته خصوصاً وان املشتكي قـد بـني
بأقواله املدونة يف مرحلة التحقيق االبتدائية قيامه ببناء دار سكن على ارض العرصة اليت اشرتاها كما يتوجب
التوسع يف حتقيقات احملكمة وتدوين اقوال اطراف الدعوى بشكل مفصل حيث ان اقواهلم جاءت موجزة وبدون
مناقشتهم خبصوص ما ورد من خالل جمريات التحقيق كما مل تدون أقوال االشخاص الذين وردت امساؤهم يف
استمارة صورة السجل العقاري للعقار املرقم ( )27مقاطعة ( )2البو صاحل واليت تبني من اقوال املمثل
القانوني ملديرية التسجيل العقاري كونها عرصة وسؤاهلم عن االختام والتواقيع العائدة هلم وحتديد مركزهم
القانوني يف الدعوى يف ضوء نتائج التحقيق ومالحظة ان املشتكي ويف اقواله املدونة بتاريخ 2017/3/14
قد طلب الشكوى ضد عدة اشخاص بضمنهم املتهم (ص.ج.ي ) ولـم يـتم التحقق من ذلك ومدى عالقتهم
مبوضوع الشكوى واالفعال الصادرة منهم مع وجوب ربط صحيفة سوابق املتهم لالطـالع على سريته وسوابقه
وسـؤال الشــاهد (م .س .ع ) عن تفاصيل تنظيم عقد البيع من قبل طريف الدعوى وهل مت ابراز سند العقار
املباع وسبب اخلطأ يف رقم العقار وهل ميلك املتهم احلق يف بيع السهام املباعة ام ال ،ومل تتناسب االجراءات
التحقيقية مع موضوع الشكوى واهمية اجلرمية مع ربط النسخة االصلية من عقد البيع مع اضبارة الدعوى
وحيث ان ما تقدم قد اخل بصحة قرار االحالة لذا قررت احملكمة التدخل متييزا فيه ونقضه واعادة اضبارة
الدعوى اىل حمكمتها التباع ما تقدم وصدر القرار باالتفاق استناداً ألحكام املواد ( )٢٦٤و ( )٢٦٥من
قانون أصول احملاكمات يف .)1(2019/2/6
وقد يكون تدخل حمكمة اجلنايات ملالحظتهـا وجـود نواقص جوهرية يف االجراءات التحقيقية املؤثرة
يف الدعوى ،وتطبيقاً لذلك قضت حمكمة جنايات كربالء بصفتها التمييزية بأنه لدى التدقيق واملداولة وجد ما
يستوجب التدخل التمييزي بقرار االحالة ونقضه حيث الحظت احملكمة من خالل اقوال املتهم ان الشاهد كان
حاضراً مسرح اجلرمية وقد قررت حمكمة التحقيق تدوين ملحق ألقوال املتهم لبيان اسم الشاهد ألهمية ذلك يف
استكمال االجراءات التحقيقية اال ان حمكمة التحقيق مل تتخذ ذلك مما اخل بصحة قرار االحالة عليه قررت
نقضه واعادة االوراق التحقيقية اىل حمكمتها التباع ما تقدم(. )2
وعليه فان القرارات الصادرة من حمكمة اجلنايات بصفتها التمييزية باتة اي انها ال تقبل الطعن امام
حمكمة التمييز االحتادية وتطبيقا لذلك قضت حمكمة التمييز بـان " القرار الصادر من حمكمة اجلنايات
بصفتها التمييزية ال يقبل الطعن به امام حمكمة التمييز ومع ذلك فان حمكمة التمييز االحتادية تستخدم
سلطتها يف الرقابة على هذه القرارات من خالل التدخل متييزا وهلذا قضت حمكمة التمييز االحتادية بأنه" لدى
التدقيق واملداولة وجد ان القرار املطلوب التدخل بـه متييزاً واملرقم /1153ت 2018/واملـؤرخ يف
2018/10/28واخلاص بطالبـة التـدخل املشتكية ( س .ع ) الصادر من قبل حمكمة جنايات النجف
. يف / / /تدخل متييزي/ ( )1قرار حمكمة جنايات القادسية االحتادية بصفتها التمييزية ذي العدد
. يف / / /اهليأة اجلزائية/ ( )2قرار حمكمة التمييز االحتادية ذي العدد
41
بصفتها التمييزية بات مبقتضى احـكـام املادة ( /٢٦٥د) من قانون اصول احملاكمات اجلزائية وخللو القرار
من اي خطـا قـانوني للتدخل به متييزا حسب صالحية حمكمة التمييز املنصوص عليها يف املادة ()٢٦٤
من قانون اصول احملاكمات اجلزائية لذا قرر رد طلب التدخل متييزا بالقرار املذكور وصدر القرار باالتفاق يف
.2019/2/6
اي ان حمكمة التمييز تستعمل سلطتها يف التدخل على االحكام والقرارات الصادرة من حمكمة
اجلنايات بصفتها التمييزية متى ما وجدت مربراً للتدخل ،حيث قضت حمكمة التمييز االحتـادية بأنه ":لدى
التدقيق واملداولة وجد ان قاضي حمكمة حتقيق الكـوت وبتاريخ 2016/12/25قرر االفراج عن املتهم (ح .
ر .س) وغلق الدعوى حبقه مؤقتاً استناداً ألحكام املادة ( /١٣٠ب) من قانون اصـول احملاكمات اجلزائية
لعدم كفاية االدلة ضده وقد صدقت حمكمة جنايات واسط بصفتها التمييزية القرار املذكور مبوجب قرارها
املرقم /58ت ٢٠١٧/يف 2017/1/25ولدى التأمل يف القرارات املذكورة وجد انها بنيت على خطأ يف
تطبيق القانون وسابقة ألوانها ذلك ان احلادث هو جرمية قتل اجملنى عليه (ف.ع .م ) فكان على حمكمة
التحقيق التوسع يف حتقيقاتها وتدوين ملحق ألقوال املتهم والسؤال منه حول طبيعة التعامل الذي ذكره بينه
وبني اجملنى عليه واثبات ذلك التعامل ببينات قانونية معتربة وتدوين ملحق ألقوال املدعية باحلق الشخصي
زوجة اجملنى عليه لبيان تفاصيل احلادث وكيفية وقوعه وكل ما شأنه الوصول اىل احلقيقة وحيث ان ما تقدم
اخل بصحة القرارات قُرر التدخل متييزا بالقرارين اعاله ونقضهما واعادة االضبارة اىل حمكمتها التباع ما تقدم
استناداً ألحكام املادة ( )٢٦٤من قانون اصول احملاكمات اجلزائية وصدر القرار باالتفاق يف
.)1(2017/3/19
ويف قرار آخر للهيأة اجلزائية األوىل حملكمة متييز اقلیم –ردستان العراق قضت بأنه " :لدى
التدقيق واملداولة تبني ان طالب التدخل قد طلب من هذه احملكمة التدخل يف قرار حمكمة جنايات اربيل
بصفتها التمييزية بالرقم (/2017ت )2007/يف ،2007/7/1وحيث ان املادة ( ) ٢٦٥من قانون اصول
احملاكمات اجلزائية قد اعطت صفة البتات اىل تلك القرارات ،كما ان هذه احملكمة مل جتد خطا قانونيـا
يستوجب التدخل ،لذا تقرر رد طلب التدخل املقـدم مـن قبـل املتهم ( ح .ي .س ) ووكليـه احملامي حممد
فؤاد فائق ،وصدر القرار باالتفاق يف .)2(2007/9/23
ويالحظ ان حمكمة متييز اقليم كردستان العراق قد تبنت اجتاه حمكمة التمييز االحتادية يف تدخلها
التمييزي يف القرارات الصادرة من حمكمة اجلنايات بصفتها التمييزية متى ما وجدت فيها خطا قانونياً
يستوجب التدخل على الرغم من اتصاف قرارات حمكمة اجلنايات بصفتها التمييزية بالبتات
املطلب الثاني
. / / /اهليأة اجلزائية يف ( )1قرار حمكمة االمييز االحتادية ذي العدد
،جملة التشريع و / / يف اهليأة اجلزائية االوىل/ ( )2قرار حمكمة متييز اقليم كوردستان ذي العدد
. القضاء ،السنة االوىل ،العدد الثالث ،
42
آثار التدخل التمييزي
يكون تدخل حمكمة التمييز و احملاكم ذات الصفة التمييزية يف االحكام و القرارات من اجل ضمان
التطبيق السليم للقانون وتوحيد تفسريه من قبل احملاكم االدنى وهذا ميثل الغاية اليت دفعت املشرع اىل
النص على سلطة التدخل التمييزي فمهما بلغت دقة االجراءات املتخذة يف مراحل الدعوى املختلفة قد يصيب
االحكام بعض االخطاء القانونية وان مرور مدة الطعن دون ان يتم الطعن فيها جيعل هلذه االحكام حجية حيث
ال جيوز الطعن فيها رغم وجود اخلطأ القانوني ،واستدراكاً من املشرع ملثل هذه احلالة فقد منح حق طلب
التدخل التمييزي ألطراف الدعوى وكذلك لإلدعاء العام ،او أن يتم ذلك بشكل تلقائي من قبل حمكمة التمييز
و احملاكم ذات الصفة التمييزية متى ما وصل اىل علمها وجود مثل هذا اخلطأ وقد مت إيضاح ذلك مسبقاً ،وان
تدخل حمكمة التمييز و احملاكم ذات الصفة التمييزية بشكل تلقائي او بناء على طلب يرتتب عليه آثار سواء
كانت تلك االثار على االحكام و القرارت اجلزائية اليت مت التدخل فيها او على اطراف الدعوى اجلزائية ،وهذا ما
سيتم بيانه على النحو االتي :
الفرع األول :آثار التدخل التمييزي على مضمون القرارات اجلزائية و تنفيذها
الفرع الثاني :آثار التدخل التمييزي على ذوي العالقة بالقرارات اجلزائية
الفرع األول
آثار التدخل التمييزي على مضمون القرارات اجلزائية و تنفيذها
تتدخل حمكمة التمييز يف االحكام و القرارات اجلزائية الصادرة من حمكمة املوضوع ،القرارات
الصادرة من قاضي التحقيق فيما يتعلق بتدخل حمكمة اجلنايات بصفتها التمييزية بشكل تلقائي او بناء على
طلب ،ويف كلتا احلالتيني يكون تدخل احملكمة من أجل تصحيح االخطاء القانونية سواء كانت تلك االخطاء
اليت انصبت على تطبيق القانون املوضوعي او الشكلي ففي احلالتني متثل خطأ قانوني يربر تدخل احملكمة
من اجل تصحيحه ،ومن أجل ضمان ممارسة احملكمة هلذه الصالحية بشكل صحيح على االحكام البد ان
يكون هلا من السلطات ما يكفي لتصحيحها وقد بينت املادة 264من قانون اصول احملاكمات اجلزائية ان
حملكمة التمييز يف حالة تدخلها يف الدعوى اجلزائية كافة السلطات التمييزية املنصوص عليها يف املادة 259
من نفس القانون ،وكذلك احلال بالنسبة للمحاكم ذات الصفة التمييزية ان تكون هلا ذات صالحيات حمكمة
التمييز يف حال تدخلها يف االحكام والقرارات ،اذ بينت املادة /265د من قانون اصول احملاكمات اجلزائية
على انه يكون حملكمة اجلنايات يف احلاالت اليت بينتها الفقرات السابقة من هذه املادة وهي حالة الطعن أمامها
وكذلك حال تدخلها يف االحكام و القرارات بصفتها التمييزية السلطات املقررة حملكمة التمييز مبا يتالءم مع
هذه االحكام و القرارات و تكون قراراتها يف ذلك باتة ،وكذلك اوضح قرار جملس قيادة الثورة املنحل رقم
( )104لسنة 1988يف الفقرة الثانية منه على أن تكون حملكم االستئناف بصفتها التمييزية عند النظر يف
األحكام و القرارات املذكورة يف الفقرة االوىل من هذا القرار الصالحيات املقررة حملكمة التمييز مبوجب قانون
اصول احملاكمات اجلزائية وكذلك منحت املادة ( )54من قانون رعاية االحداث املرقم ( )76لسنة 1983
43
النافذ حملكمة االحداث السلطات التمييزية املنصوص عليها يف املادة ( )259من قانون اصول احملاكمات
اجلزائية .وعليه جيوز حملكمة التمييز يف حالة تدخلها يف احلكم او القرار الصادر من حمكمة املوضوع أن
تصدر قرارها فيه بأي وجه من الوجوه اليت بينتها املادة ( )259من قانون اصول احملاكمات اجلزائية ما
يتفق مع اخلطأ املتحقق يف احلكم أو القرار اجلزائي و كيفية تصحيحه ،اذ ميكن حملكمة التمييز ان تصدر
قرارها بتصديق احلكم باالدانة و العقوبات االصلية و الفرعية و اية فقرة حكمية اخرى اذا ما تبني حملكمة
التمييز عدم وجود خطأ قانوني يف احلكم او القرار يقتضي هذا التدخل فتقرر احملكمة رد طلب التدخل
التمييزي اذا مل يوجد خطأ قانوني يقتضي هذا التدخل ،و قد يكون حكمها بتصديق حكم الرباءة او الصلح
او عدم املسؤولية او قرار باالفراج او أي حكم أخر يف الدعوى املادة (/259أ ، )2/وحملكمة التمييز ان تقرر
يف حال تدخلها متييزا يف احلكم او القرار تصديق حكم اإلدانة مع ختفيف العقوبة اذا ما كانت اجراءات احملكمة
صحيحة وموافقة للقانون وطبقت القانون بشكل صحيح اال ان احملكمة ترى أن مقدار العقوبة ال يتناسب مع
الفعل ( ،)259/1/3وكذلك أن تقرر تصديق حكم اإلدانة مع إعادة االوراق إلعادة النظر مرة واحدة يف العقوبة
بغية تشديدها حسب املادة (/259أ )4/االصولية ،وكذلك جيوز للمحكمة أن تقرر إعادة األوراق اىل احملكمة
مرة واحدة إلعادة النظر يف احلكم بالرباءة بغية إدانة املتهم حسب املادة (/259أ )5/االصولية(.)1
واجلدير بالذكر أنه يف كلتا احلالتني املنصوص عليهما يف الفقرة الرابعة واخلامسة من املادة ()259
من قانون اصول احملاكمات اجلزائية ان يكون تدخل حمكمة التمييز يف احلكم او القرار سواء كان التدخل
بشكل تلقائي او بناء على طلب خالل املدة احملددة للطعن اي خالل ثالثني يوما من تاريخ صدور القرار او
احلكم او من تاريخ اعتبارها مبنزلة احلكم الوجاهي اذا كان احلكم غيابيا وسند ذلك اوضحته املادة ()264
من قانون اصول احملاكمات اجلزائية إذ نصت على أنه (ليس للمحكمة أن تقرر اعادة أوراق الدعوى إلدانة
املتهم او تشديد عقوبته اال اذا طلبتها خالل ثالثني يوما من تاريخ صدور احلكم أو القرار) ،مبعنى أنه جيوز
للمحكمة ان تتدخل بعد مرور هذه املدة وتصدر قرارها على احد الوجوه املقررة يف املادة ( )259أصولية
باستثناء ما كان ضد مصلحة املتهم من ادانة او تشديد للعقوبة ،والسبب يف ذلك يعود اىل ان اخلصوم كانوا
قد قبلوا بنتيجة احلكم او القرار اجلزائي الصادر يف الدعوى ومل حيركوا ساكنا خالل مدة الطعن ،وأن ما يربر
تدخل حمكمة التمييز بعد مرور مدة الطعن هو مصلحة القانون وتصحيح اخلطأ القانوني يف احلكم او القرار .
وكذلك للمحكمة أن تقرر نقض احلكم الصادر باإلدانة والعقوبات االصلية والفرعية وأية فقرة حكمية اخرى
وبراءة املتهم او الغاء التهمة واإلفراج عنه واخالء سبيله وفق ما جاء يف املادة (/259أ )6/من قانون اصول
احملاكمات اجلزائية ومثل هذه السلطة جيوز حملكمة التمييز واحملاكم ذات الصفة التمييزية ان تقررها خالل
مدة الطعن او بعدها فهي تكون ملصلحة املتهم وال ضري يف مثل هذا القرار اذا ما كان تصحيح اخلطأ القانوني
يكون نقض احلكم الصادر باإلدانة والعقوبة وبراءة املتهم ،او قد تالحظ احملكمة خطأ قانوني سواء يف
االجراءات القانونية املتخذة او يف تطبيق قانون العقوبات مما يقتضي اعادة اجراء احملاكمة جمددا كال او
جزءا ففي هذه احلالة تقرر احملكمة نقض احلكم او القرار الصادر باإلدانة والعقوبة واعادة االوراق اىل احملكمة
الفرع الثاني
آثار التدخل التمييزي على ذوي العالقة بالقرارات اجلزائية
خيتلف اثر التدخل التمييزي على اطراف الدعوى اجلزائية بني ما اذا كان بشكل تلقائي أو بناء على
طلب من حيث مشوله ألطراف الدعوى ،ففي حالة تدخل احملكمة تلقائيا يف االحكام والقرارات اجلزائية فأن
اثر هذا التدخل يشمل مجيع اطراف الدعوى اجلزائية ،ذلك ان اهلدف من وراء التدخل التمييزي يتمثل
بتصحيح اخلطأ القانوني واحلفاظ على املصلحة العامة اليت حتقق من خالل الرقابة على تطبيق احملاكم االدنى
للقانون بشكل صحيح وموافق للقانون والعمل على توحيد تطبيقه وان حتقق مصلحة القانون يستتبعه و
اخلامتة
بعد اكمال موضوع البحث (التدخل التمييزي يف القرارات التمييزية) توصلنا اىل جمموعة من
االستنتاجات واملقرتحات وذلك على النحو التالي :
اوال :االستنتاجات
.1لضمان فعالية التجريم واحرتام دور القانون اجلنائي يف الردع ،فأن تصحيح االخطاء اليت تشوب احلكم
اجلزائي حتتل أهمية كبرية فالبد من وجود سلطة حملكمة التمييز باإلضافة اىل طرق الطعن اليت حددها
القانون لكي يضمن املشرع من خالهلا صحة االحكام اجلزائية وبالتالي فعالية القانون اجلنائي.
49
القرارات االعدادية واالدارية والقرارات غري الفاصلة يف الدعوى اذ ميكن التدخل فيها ضمن احلكم الفاصل يف
الدعوى متى ما الحظت احملكمة خطأ قانوني فيها يقتضي التدخل التمييزي لتصحيحه.
.8ان التدخل التمييزي يكون بناء على طلب أطراف الدعوى اجلزائية او االدعاء العام ويشرتط يف احلكم او
القرار املطلوب التدخل فيه أن يكون وجاهياً فاصالً يف الدعوى واال كان التدخل يف االحكام الغيابية غري
ذي جدوى ،وهذا ما أكدته حمكمة التمييز ما دام أن احملاكمة تعاد جمددا يف أحد قراراتها.
.9لكي تتمكن حمكمة التمييز واحملاكم ذات الصفة التمييزية من التدخل يف الدعوى اجلزائية يلزم توافر
شروط لذلك التدخل وأن أول واهم هذه الشروط يتمثل بوجود خطأ قانوني يربر تدخل حمكمة التمييز
لتصحيحه بنفسها أو أن تنقض احلكم وحتيله اىل حمكمته املختصة إلصداره بالشكل الصحيح واملوافق
للقانون.
مل تبني املادة ( )264اصولية اسباباً للتدخل التمييزي ونرى أن االسباب اليت بينتها املادة .10
( )249أصولية اسبابا تتسع للخطا القانوني سواء كان يف القانون املوضوعي او االجرائي فإذا ما شاب
احلكم او القرار خطأ يكون للمحكمة التدخل لتصحيحه ،فأن خمالفة القانون املوضوعي او اخلطا يف
تطبيقه او تأويله او خمالفة قواعد االختصاص واخلطأ يف االجراءات متثل اسباب للتدخل التمييزي يف
الدعوى اجلزائية سواء بشكل تلقائي او بناء على طلب من االدعاء العام أو ذوي العالقة بالدعوى.
تكون القرارات الصادرة من حمكمة االستئناف وحمكمة اجلنايات بصفتها التمييزية غري قابلة الطعن .11
فيها امام حمكمة التمييز ،وال جيوز تدخل حمكمة التمييز فيها ،اال ان الواقع العملي كان على عكس ذلك
فيما يتعلق بتدخل حمكمة التمييز بقرارات احملاكم ذات الصفة التمييزية ،اما قرارات حمكمة اجلنايات
بصفتها التمييزية فأنها تتدخل فيها متى ما وجدت ما يربر ذلك ،ونرى أن ذلك ال يتفق مع اعطائها صفة
متييزية وأن القانون قد نص على أن تكون ألحكامها صفة البتات بالتالي فأنه ال جيوز التدخل فيها من
قبل حمكمة التمييز لضمان االستقرار الالزم لألحكام واحرتام حكم القانون.
من خالل هذه الدراسة يف مدى امكانية الطعن بالقرار الذي تصدره حمكمة املوضوع نتيجة للتدخل .12
التمييزي ،تبني أن التدخل التمييزي تكون الغاية منه تصحيح اخلطأ القانوني او اعادته اىل حمكمته او
بنقض احلكم وإصداره على الوجه الصحيح واملوافق للقانون ،ويكون هلا يف حالة التدخل السلطات
التمييزية املنصوص عليه يف املادة ( )259اصولية ،وهذا ما جيعل من التدخل التمييزي حيقق هدف
الطعن باحلكم بالتالي فال ميكن خلق طريق آخر للطعن باألحكام خاصة اذا ما كان التدخل بعد مرور
املدة القانونية احملددة للطعن ،وكذلك احلال فيما يتعلق مبدى جواز طلب تصحيح القرار الصادر من
حمكمة االستئناف او حمكمة اجلنايات بصفتها التمييزية فقد بينت املادة ( )266من قانون اصول
احملاكمات اجلزائية أن تصحيح القرار التمييزي يكون بقرارات حمكمة التمييز وبالتالي ال ميكن طلب
تصحيح القرارات الصادرة من احملاكم االخرى وان كانت هلا صفة متييزية.
أن التدخل التمييزي سواء كان خالل مدة الطعن او بعد مرور هذه املدة فأن املشرع العراقي مل يبني .13
أثره على تنفيذ احلكم اجلزائي ،واألصل العام الذي نص عليه املشرع يف املادة ( )282اصولية فيما
يتعلق بتنفيذ االحكام الوجاهية فور صدورها او اعتبارها مبنزلة احلكم الوجاهي وأن الطعن بها ال يوقف
50
تنفيذها ،بالتالي فان هذا النص ينطبق على التدخل التمييزي الذي ميثل سلطة حملكمة التمييز واحملاكم
ذات الصفة التمييزية وبالتالي ال يوقف تنفيذ احلكم.
ثانيا :املقرتحات:
بالنظر ألهمية هذا املوضوع (التدخل التمييزي يف القرارات اجلزائية) وتعلقه بضمان التطبيق
الصحيح للقانون وضمان سالمة احلكم اجلزائي وتأكيد وظيفة حمكمة التمييز يف الرقابة ،سوف يتم سرد بعض
املقرتحات اليت ميكن ان يأخذها املشرع الكوردستاني بنظر االعتبار كخطوة حنو االرتقاء مبوضوع التدخل
التمييزي يف الدعوى اجلزائية يف قانون أصول احملاكمات اجلزائية.
.1لضمان حتقيق الغاية املرجوة من النص على التدخل التمييزي البد من وجود نصوص قانونية أكثر
تفصيالً يف بيان موضوع التدخل يف جوانبه القانونية املختلفة.
.2من األفضل أن حيدث تعديل لنص املادة ( )264أصولية اىل "على أن التدخل التمييزي يف القرارات
اجلزائية هو سلطة حملكمة التمييز واحملاكم ذات الصفة التمييزية إلزالة اخللط بينه وبني االوضاع
القانونية االخرى ،فالتدخل التمييزي ليس طريقا من طرق الطعن".
.3نقرتح أن يتم النص بفقرة مستقلة على اسباب حمددة للتدخل التمييزي تتفق وخصوصية هذه السلطة
لتحديد االسباب اليت جيوز ألطراف الدعوى طلب التدخل التمييزي .
.4ان حتدد فرتة معينة للتدخل التمييزي باألحكام اجلزائية مبدة أقصاها ثالث سنوات وال جيوز التدخل يف
االحكام بعد مرور هذه املدة سواء كان بشكل تلقائي او بناء على طلب لضمان االستقرار املطلوب
لألحكام وحتى ال يبقى أطراف الدعوى عرضه للتدخل يف احلكم الصادر بالدعوى اجلزائية.
.5وجوب وجود نص على عدم جواز طلب التدخل التمييزي ألكثر من مرة لضمان عدم اختاذ هذا االجراء
وسيلة لتأخري حسم الدعوى واطالة االجراءات فيها ،ويبتعد عن الغاية االساسية اليت من أجلها نص
املشرع عليها املتمثلة بتصحيح االخطاء القانونية وضمان التطبيق الصحيح له.
.6ضرورة ايراد نص يف القانون يتضمن أن سلطة حمكمة التمييز بالتدخل التمييزي يف االحكام والقرارات
تكون يف احكام حماكم املوضوع والرقابة على قرارات واحكام احملاكم ذات الصفة التمييزية فهذا يتفق
وصفة البتات اليت منحها القانون ألحكامها وضمان االستقرار الالزم لألحكام ،وعدم خلق حال توافرها
وكذلك حملكمة التمييز واحملاكم ذات الصفة التمييزية اذ ما الحظتها يف االحكام والقرارات اجلزائية.
.7أن يكون هناك نص على سلطة احملكمة يف التدخل التمييزي التلقائي بكافة االحكام والقرارات سواء
االعدادية واالدارية والقرارات غري الفاصلة يف الدعوى حيث أن ذلك ينسجم وطبيعة هذه السلطة وخاصة إذا
ما وصل علم للمحكمة بوجود خطأ قانوني يف هذه اإلجراءات طرق جديدة للرقابة مل ينص عليها القانون.
.8ان ينص املشرع بشكل صريح على أن التدخل متييزا يف االحكام والقرارات ال يوقف تنفيذها وال يوقف
السري يف الدعوى يف حال التدخل يف القرارات الصادرة من قاضي التحقيق.
51
املصادر
.تنكزار شوكت صادق ،التدخل التمييزي يف الدعوى اجلزائية ،حبث مقدم اىل املعهد القضائي يف اقليم
. كوردستان،
. .مجال حممد مصطفى ،شرح قانون اصول احملاكمات اجلزائية ،مطبعة الزمان ،بغداد ،
.ختام فليح حسن ،التدخل التمييزي يف الدعوى اجلزائية ،رسالة ماجستري ،جامعة بغداد ،كلية القانون،
.
52
.ذكرى حممد الياسني ،التدخل التمييزي يف الدعوى اجلزائية ،دراسة مقارنة ،املوسوعة الصغرية ،
. بغداد،
.سعيد حسب اهلل عبداهلل ،شرح قانون اصول احملاكمات اجلزائية ،الطبعة االوىل ،دار احلكمة للطباعة و
. النشر ،موصل ،
.د .سليم حربة والدكتور عبداألمري العكيلي ،اصول احملاكمات اجلزائية ،الدعوى املدنية االدعاء العام
. - التحري و التحقيق ،االحالة على احملكمة ،اجلزء الثاني ،بغداد ،
.القاضي عدنان زيدان حسون العكيلي ،التدخل التمييزي يف الدعوى اجلزائية أمام اجلهات الثالث ،مطبعة
. صباح ،بغداد ،
.علي جبار صاحل احلسناوي ،حمكمة ودورها يف الرقابة على االحكام اجلزائية ،اطروحة دكتوراه ،كلية
. القانون ،جامعة بغداد ،
. .د .فخري عبدالرزاق احلديثي ،شرح قانون اصول احملاكمات اجلزائية ،الطبعة االوىل ،
،الطبعة االوىل ، لسنة .قيس لطيف التميمي ،شرح قانون اصول احملاكمات اجلزائية رقم
. دار السنهوري ،
. .االب لويس معلوف يسوعي ،املنجد يف اللغة ،دار املشرق ،بريوت ،
.د .حممود جنيب حسين ،شرح قانون االجراءات اجلنائية ،ط ،مطبعة جامعة القاهرة والكتاب
. اجلامعي،
. .جممع اللغة العربية ،جممع الوسيط ،الطبعة الرابعة ،مكتبة الشروق الدولية ،
.القاضي وسام أمني محد ،ركن العدالة ،دراسة مقارنة يف قانون االدعاء العام ،العدد االول ،الناشر
. صباح صادق جعفر ،بغداد ،
.د .وعدي سليمان مزوري ،شرح قانون اصول احملاكمات اجلزائية ،طبعة االوىل ،مطبعة هاوار ،دهوك
. ،
53
قائمة المحتويات
الصفحة الموضوع
2-1 المقدمة
30-14 المبحث الثاني :أوجه الشبه و االختالف بين التدخل التمييزي و طرق الطعن األخرى
15 المطلب األول :أوجه الشبه و االختالف بين التدخل التمييزي و طرق الطعن العادية
17 المطلب الثاني :أوجه الشبه و االختالف بين التدخل التمييزي و طرق الطعن غير
العادية
18 الفرع األول :أوجه الشبه و االختالف بين التدخل التمييزي و التمييز
19 الفرع الثاني :أوجه الشبه و االختالف بين التدخل التمييزي و تصحيح القرار التمييزي
21 الفرع الثالث :أوجه الشبه و االختالف بين التدخل التمييزي و إعادة المحاكمة
22 الفرع الرابع :أوجه الشبه و االختالف بين التدخل التمييزي و الطعن لمصلحة القانون
28 المطلب الثاني :االحكام التي يجوز التدخل فيها بناء على طلب
32 الفرع الثالث :الخطأ الجوهري في االجراءات االصولية أو في تقدير االدلة او تقدير
العقوبة وكان الخطأ مؤثرا في الحكم
42 الفرع األول :آثار التدخل التمييزي على مضمون القرارات الجزائية و تنفيذها
46 الفرع الثاني :آثار التدخل التمييزي على ذوي العالقة بالقرارات الجزائية
51-48 الخاتمة
52 المصادر