Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 58

‫اقليم كوردستان ‪ -‬العراق‬

‫جملـس القضاء‬

‫التدخل التمييزي يف القرارات اجلزائية‬


‫حبث تقدم به‬
‫القاضي‬
‫صدقي سليم خان نعمان‬
‫قاضي حمكمة حتقيق دهوك‬

‫كجـزء مـن متطلبات الـرتقـية الـى الصنف االول مـن صنـوف القضـاة‬

‫بإشراف‬
‫القاضي‬
‫جاسم حممد مصطفى‬
‫رئيس حمكمة جنايات دهوك الثانية‬

‫‪2722‬ك‬ ‫‪2022‬م‬ ‫‪ 1443‬هـ‬


‫‪‬‬
‫‪}...‬‬ ‫{‪...‬‬
‫صدق هللا العظيم‬
‫سورة البقرة اآلية‬
‫‪286‬‬
‫شكر وتقدير‬

‫أتقدم جبزيل الشكر واألمتنان اىل القاضي االستاذ (جاسم حممد مصطفى) رئيس حمكمة جنايات‬
‫دهوك الثانية لتفضله باالشراف على هذا البحث وملا ابداه من مالحظات وتوجيهات قيّمة يف اعداد هذا‬
‫البحث داعياً له بالنجاح واملوفقية‪.‬‬

‫الباحث‬
‫املقدمة‬
‫(‪)1‬‬
‫موضوع التدخل‬ ‫لقد اورد قانون أصول احملاكمات اجلزائية العراقي رقم (‪ )23‬لسنة ‪1971‬‬
‫التمييزي ضمن موضوع التمييز يف الباب الثاني من الكتاب الرابع بشكل مقتضب وملا كان املشرع العراقي قد‬
‫حدد طرق الطعن يف األحكام اجلزائية باالعرتاض على احلكم الغيابي والتمييزي وتصحيح القرار التمييزي ثم‬
‫إعادة احملاكمة فانه مل يتطرق صراحة إىل (طلب التدخل التمييزي) كطريق مستقل بل آورده ضمن الطعن‬
‫التمييزي يف املادة (‪ )264‬من القانون أعاله الذي خول حمكمة التمييز سلطة التدخل يف القرارات واألحكام‬
‫اجلزائية وقد ترتب على ذلك إجياد طريقة للطعن خيول فيها أطراف الدعوى اجلزائية طلب التدخل التمييزي يف‬
‫القرار املطعون فيه وهذا ما استقر عليه القضاء اجلزائي العراقي حيث اعطى املشرع سلطة قانونية حملكمة‬
‫التمييز وكذلك احملاكم اجلزائية ذات الصفة التمييزية وهذه السلطة متمثلة بالتدخل متييزاً يف القرارات‬
‫اجلزائية‪ .‬والغاية من اقرار املشرع للتدخل التمييزي هو رغبته يف ان تصدر االحكام القضائية بشكل صحيح‬
‫وبالتالي تاليف االخطاء اليت تشوب االحكام والقرارات الصادرة من احملاكم اجلزائية والوصول اىل احقاق احلق‬
‫وحتقيق العدالة‪.‬‬
‫وان سبب اختيارنا هلذا املوضوع "التدخل التمييزي يف القرارات اجلزائية" هو قلة ما كُتب عنه مما‬
‫دفعنا للبحث فيه‪ .‬وقد نصت املادة (‪ )264‬االصولية على انه (أ‪ -‬اضافة اىل االحكام املتقدمة جيوز حملكمة‬
‫التمييز ان تطلب اية دعوى جزائية لتدقيق ما صدر فيها من احكام وقرارات وتدابري واوامر من تلقاء نفسها او‬
‫بناء على طلب االدعاء العام او اي ذي عالقة ويكون هلا يف هذه احلالة السلطات التمييزية املنصوص عليها يف‬
‫هذا الفصل‪ ،‬غري انه ليس هلا ان تقرر اعادة اوراق الدعوى الدانة املتهم او تشديد عقوبته اال اذا طلبتها خالل‬
‫ثالثني يوما من تاريخ صدور القرار او احلكم‪ .‬ب‪ -‬حملكمة التمييز سلطة التدخل متييزا مبوجب الفقرة ا اذا‬
‫قررت رد الطعن مبوجب الفقرة ‪ 1‬من املادة (‪ .)258‬ج‪ -‬ال جيوز حملكمة التمييز ان متارس سلطتها مبوجب‬
‫هذه املادة يف الدعاوى اليت سبق ان نظرتها متييزا عدا ما نص عليه يف الفقرة ب‪).‬‬
‫والسؤال الذي يثار هنا إذا كان طلب التدخل التمييزي هو طريقة للطعن شانه شأن طرق الطعن‬
‫األخرى كالتمييز وإعادة احملاكمة او تصحيح القرار التمييزي فما هو األساس الذي نشأ عنه هذا الطعن؟ نص‬
‫القانون أم اجتهاد القضاء؟ إن فكرة البحث واخلوض يف تفصيالته جاءت من خالل ما هو منظور يف الدعاوى‬
‫أمام احملاكم اجلزائية‪.‬‬
‫وال خيفى على اجلميع بان القاضي عندما ينظر إىل أي واقعة معروضة أمامه يطبق عليها النصوص‬
‫القانونية اليت يعتقد أنها تتالءم من حيث حتقيق العدالة يف تطبيقها مع تلك الوقائع‪ ،‬لذا فانه ويف بعض‬
‫األحيان قد خيطأ يف فهمه ملغزى النص على قاعدة قانونية معينة او يف تفسريه هلا مما يؤدي إىل اإلضرار‬
‫مبصلحة اجملتمع من خالل اخلطأ يف تطبيق القانون الذي ميثل القاعدة الرئيسية للحفاظ على كيانه ووجوده ‪،‬‬
‫ألن القاضي يف اغلب قراراته وأحكامه ان مل يكن يف كلها ال يهدف إىل اإلساءة إىل القانون او تطبيقه بشكل غري‬

‫(‪ )1‬نشر القانون يف جريدة الوقائع العراقية بالعدد ‪ 2004‬يف ‪.1971/5/31‬‬


‫‪1‬‬
‫صحيح بل ان ما يرتكبه من أخطاء قانونية يرجع سببها إىل أخطاء غري مقصودة يف فهمه لنص القانون‬
‫وتفسريه‪.‬‬
‫لكن تطبيق العدالة ال تكون بشكلها الصحيح حتى وان كانت تلك األخطاء غري مقصودة هلذا كان من‬
‫الواجب أن تكون هناك هيئة قضائية عليا وظيفتها األساسية مراقبة مدى مطابقة االحكام اليت تصدرها هذه‬
‫احملاكم مع نص القانون وتفسريه وقد جتلت هذه الوظيفة من خالل ممارسة هذه اهليئة رقابتها على األحكام‬
‫والقرارات الفضائية تلقائيا من دون قصرها على احلاالت اليت يطلب فيها ذوي العالقة بالدعوى ذلك‪ ،‬خاصة‬
‫وأنهم يف بعض األحيان قد ميتنعون عن تقديم هذا الطلب‪.‬‬
‫ولقد أجازت معظم التشريعات اإلجرائية حملكمة التمييز ممارسة هذه السلطة ‪ ،‬وان اختلفت يف‬
‫تسميتها‪ ،‬ويف مدى ممارستها‪ ،‬واألشخاص الذين حيق هلم ذلك‪ ،‬إال أنها قد اتفقت على هدف رئيسي وهو الغاية‬
‫من منحها هذه السلطة أال وهي احلفاظ على املشروعية القانونية ‪ ،‬وألهمية هذه السلطة اليت منحها القانون‬
‫حملكمة التمييز بصفتها األصلية وحملاكم اجلنايات بصفتها التمييزية و اليت متثل أهم سلطاتها اليت ميكن من‬
‫خالهلا ممارسة دورها ‪.‬‬
‫وقد ارتأينا دراسة البحث عرب املنهج التالي‪:‬‬
‫الفصل االول‪ :‬مفهوم التدخل التمييزي حيث تناولنا فيه ماهية التدخل التمييزي يف املبحث االول منه‬
‫وخصصنا املبحث الثاني ألوجه الشبه واالختالف بني التدخل التمييزي وطرق الطعن األخرى‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام التدخل التمييزي وذلك من خالل مبحثني‪ ،‬يف املبحث االول تطرقنا اىل ما جيوز التدخل‬
‫فيه متييزا ويف املبحث الثاني اىل شروط التدخل التمييزي‪.‬‬
‫ثم ختمنا البحث خبامتة عرضنا فيه ما توصلنا اليه من استنتاجات وبينا فيها مقرتحاتنا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‬
‫مفهوم التدخل التمييزي‬
‫إن حمكمة التمييز ليست درجة من درجات التقاضي وامنا تنحصر وظيفتها يف الرقابة على االحكام‬
‫والقرارات الصادرة من احملاكم اجلزائية للتأكد من أنها بنت احكامها وقراراتها على الوجه الصحيح واملوافق‬
‫للقانون‪ ،‬ويف سبيل متكينها من القيام بهذا الواجب أقر املشرع التمييز الوجوبي وذلك بالزام حمكمة اجلنايات‬
‫يف حال أن تصدر حكماً وجاهياً باإلعدام او السجن املؤبد بأن ترسل اضبارة الدعوى اىل حمكمة التمييز خالل‬
‫عشرة ايام من تاريخ صدور احلكم بغية النظر فيه متييزا ‪ ،‬وكذلك ميكن هلا ان متارس وظيفتها يف الرقابة على‬
‫االحكام من خالل التمييز االختياري الذي يقدم من قبل االدعاء العام واطراف الدعوى اجلزائية ‪ ،‬وقد ال تصل‬
‫حمكمة التمييز اىل تأكيد وظيفتها هذه اذا نسى او اهمل او اعرض من هلم احلق يف التمييز عن استعماله‪،‬‬
‫وخشية انطواء االحكام والقرارات الصادرة من احملاكم اجلزائية يف جرائم اجلنايات واجلنح ويف قرارات‬
‫وإجراءات حماكم التحقيق على ما يتعارض واحكام القانون لذلك جيب اجياد وسيلة بواسطتها حتقق حمكمة‬
‫التمييز وظيفتها يف الرقابة ‪ ،‬حتقيقاً لذلك جند أن املادة(‪ )٢٦٤‬من قانون أصول احملاكمات اجلزائية أجازت‬
‫حملكمة التمييز أن تطلب ايه دعوى جزائية لتدقيق ما صدر فيها من احكام وقرارات وتدابري واوامر من تلقاء‬
‫نفسها او بناء على طلب االدعاء العام أو اي ذي صفة يف الدعوى ويكون حملكمة التمييز السلطات التمييزية‬
‫املقررة قانوناً يف حالة نظرها للدعوى متييزاً‪ ،‬غري أنه ال جيوز حملكمة التمييز أن تقرر إعادة اوراق الدعوى‬
‫إلدانة املتهم او تشديد عقوبته اال اذا طلبتها خالل ثالثني يوماً من تاريخ صدور احلكم او القرار‪ ،‬يف هذه احلالة‬
‫هلا أن تطلب من حمكمة املوضوع إدانة املتهم الذي برئته او تشديد عقوبته‪.‬‬
‫يتضح من ذلك أهمية اعطاء حمكمة التمييز هذه السلطة مبوجب املادة (‪ )٢٦٤‬اصولية وكذلك‬
‫حملكمة اجلنايات بصفتها التمييزية مبوجب املادة (‪ )٢٦٥‬اصولية‪ ،‬وحمكمة االستئناف بصفتها التمييزية‬
‫مبوجب القرار رقم (‪ )104‬لسنة ‪ ١٩٨٨‬لضمان حسن تطبيق القانون واكتشاف وتصحيح االخطاء القانونية‬
‫اليت قد تصيب االحكام وتوحيد املبادئ(‪ ،)1‬عليه سنتناول يف هذا الفصل ماهية التدخل التمييزي يف املبحث‬
‫االول منه وخنصص املبحث الثاني ألوجه الشبه واالختالف بني التدخل التمييزي وطرق الطعن األخرى وذلك‬
‫وفق ًا ملا يأتي ‪:‬‬

‫(‪ )1‬ختام فليح حسن ‪ ،‬التدخل التمييزي يف الدعوى اجلزائية ‪ ،‬رسالة ماجستري ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬كلية القانون ‪، 2019 ،‬‬
‫ص‪.7‬‬
‫‪3‬‬
‫املبحث األول‬
‫ماهية التدخل التمييزي‬
‫لبيان ماهية التدخل التمييزي البد أن نقسم هذا املبحث اىل ثالثة مطاليب يتناول املطلب األول‬
‫تعريف التدخل التمييزي و يتناول املطلب الثاني الطبيعة القانونية للتدخل التمييزي و يتناول املطلب الثالث‬
‫أنواع التدخل التمييزي ‪.‬‬
‫املطلب األول‬
‫تعريف التدخل التمييزي‬
‫مل يرد يف قانون أصول احملاكمات اجلزائية العراقية رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 1971‬تعريف قانوني دقيق‬
‫ملوضوع التدخل التمييزي وإمنا ورد كمفهوم يعمل به وفق منطوق املواد (‪ 264‬و ‪ )265‬من القانون‬
‫املذكور ‪ ،‬وان القوانني االجرائية اليت اخذت بالتدخل التمييزي أياً كانت التسمية اليت مسته بها مل تضع‬
‫املقصود منه يف شكل تعريف وإمنا اكتفت بذكر حاالته وشروطه و األشخاص الذين هلم احلق يف ممارسته‬
‫تاركة بذلك األمر للفقهاء و الشراح(‪ ، )1‬ومن اجل االحاطة بالتعريف الدقيق للتدخل التمييزي البد من تعريفه‬
‫من اجلانب اللغوي والفقهي وهذا سيكون الفرع االول أما الفرع الثاني فسنتعرض لتعريف التدخل التمييزي من‬
‫الناحية القانونية‪:‬‬
‫الفرع األول‬
‫تعريف التدخل التمييزي من الناحية اللغوية و الفقهية‬
‫التدخل يف اللغة ‪ :‬هو تكلف الدخول ‪ ،‬يقال ‪ :‬دخل دخوال و مدخال ضد خرج و دخل به ‪ ،‬أدخله‬
‫ودخله ‪ ،‬جعله يدخل وداخله يف أموره ‪ ،‬عارضه و تدخل مثل دخل ‪ ،‬أدخل نفسه فيها أي تكلف الدخول‬
‫فيها(‪.)2‬‬
‫أما التمييز ‪ :‬فهو من امتاز ومتايز القوم تفرقوا‪ ،‬ويقال (التمييز) قوة احلكم الفاصل وكذلك تأتي‬
‫مبعنى العزل‪ ،‬الفرز و التفضيل مثل عزلته وفرزته متييزا فائماز واستماز الشي‪ ،‬امتاز وتباعد منه(‪ .)3‬وقد ورد‬
‫ذكر لفظ التمييز يف القرآن الكريم بهذا املعنى ومن ذلك قوله تعاىل (وامتازوا اليوم أيها اجملرمون)(‪ ،)4‬وقوله‬
‫(ليميز اهلل اخلبيث من الطيب وجيعل اخلبيث بعضه على بعض فريكمه مجيعا فيجعله يف جهنم اولئك هم‬
‫اخلاسرون)(‪.)5‬‬

‫‪،‬‬ ‫(‪ )1‬ذكرى حممد الياسني ‪ ،‬التدخل التمييزي يف الدعوى اجلزائية ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬املوسوعة الصغرية ‪ ،‬بغداد ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫ص‬
‫‪.‬‬ ‫‪،‬ص‬ ‫(‪ )2‬االب لويس معلوف يسوعي ‪ ،‬املنجد يف اللغة ‪ ،‬دار املشرق ‪ ،‬بريوت ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪،‬ص‬ ‫(‪ )3‬جممع اللغة العربية ‪ ،‬املعجم الوسيط ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )4‬سورة يس ‪ ،‬اآلية‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )5‬سورة األنفال ‪ ،‬اآلية‬
‫‪4‬‬
‫تناول اغلب الفقهاء والشراح التدخل التمييزي تعريفا‪ ،‬فقد عرفه جانب منهم بأنه (طلب حمكمة‬
‫التمييز للدعوى اجلزائية لتدقيق األحكام اجلزائية والقرارات وإجراءات حماكم التحقيق من تلقاء نفسها او بناء‬
‫على طلب االدعاء العام أو أي ذي صفة بالدعوى ويكون حملكمة التمييز يف هذه احلالة السلطات التمييزية‬
‫(‪)1‬‬
‫ويالحظ من هذا التعريف أنه اعترب التدخل التمييزي طلبا‬ ‫املقررة قانونا ملمارسة وظيفتها يف الرقابة)‬
‫للدعوى اجلزائية من قبل حمكمة التمييز من تلقاء نفسها لغرض التحقق من صحة القرار الصادر فيها وعدم‬
‫خمالفتها للقانون‪ ،‬من هنا جعل من التدخل التمييزي سلطة لتأكيد الوظيفة الرقابية حملكمة التمييز أكثر من‬
‫كونه طريقا لتصحيح االخطاء(‪.)2‬‬
‫وعرَّف آخرون التدخل التمييزي بأنه (طريق استثنائي يهدف اىل تصحيح االخطاء املخالفة للقانون‬
‫اليت انتابت اجراء حصل يف الدعوى او حكما او قرارا صدر فيها‪ ،‬وهو يتناول مجيع االعمال الفضائية ومل‬
‫يقيد القانون هذا الطعن بشروط شكلية معينة او مبيعاد معني)(‪ )3‬ويالحظ من هذا التعريف أنه اعترب التدخل‬
‫التمييزي يف الدعوى اجلزائية طريقا استثنائيا للطعن باحلكم او القرار من أجل تصحيح االخطاء القانونية اليت‬
‫شابته‪ ،‬وال ميكن االخذ بهذا التعريف إذ أن املشرع قد حدد طرق الطعن باألحكام اجلزائية على سبيل احلصر‬
‫يف القانون وال ميكن خلق طريق جديد للطعن مل ينص عليه القانون(‪. )4‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫تعريف التدخل التمييزي من الناحية القانونية‬
‫مل يضع قانون أصول احملاكمات اجلزائية العراقي النافذ تـعريفا قانونياً للتدخل التمييزي إال أنه بني‬
‫حالته وشروطه واحملاكم املختصة مبمارسته كما حدد األشـخاص و اجلهات اليت جيوز هلا طلبه وقد أفرز‬
‫لذلك املادتني (‪ )٢٦٤‬و(‪ )٢٦٥‬من قانون أصول احملاكمات اجلزائية يف تسمية التدخل التمييزي ‪ ،‬وقد‬
‫تباينت يف حتديد املقصود منه ‪ ،‬فبالنسبة لتسميته يالحظ أنها مل تتفق على تسمية معينة له وإمنا اختلفت‬
‫يف تسميته وأن أغلب القوانني اإلجرائية العربية قد أخذت احدى هاتني التسميتني أو كالهمـا مـن القانون‬
‫الفرنسي ‪ ،‬فمنـهـا مـن أطلـق عليـه تسمية النقض بـأمر خطي واالخرى مسته الطعن ملصلحة القانون يف حني‬
‫أخذ قسم منها بنهج املشرع الفرنسي وأخذ بالتسـميتني معاً ‪.‬‬
‫أمـا قـانـون أصـول احملاكمات اجلزائية العراقي النافذ فقد أطلـق على السلطة التمييزية ( التدخل‬
‫متييزاً ) وذلك يف املادة (‪ )٢٦٤‬الفقرة (ب) وهي تسمية مقاربة ملا اصطلح عليه قانون أصول احملاكمات‬

‫‪،‬‬ ‫(‪ )1‬د‪.‬فخري عبدالرزاق احلديثي ‪ ،‬شرح قانون أصول احملاكمات اجلزائية ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،‬بدون اسم املطبعة ‪،‬‬
‫ص‬
‫(‪ )2‬تنكزار شوكت صادق ‪ ،‬التدخل التمييزي يف الدعوى اجلزائية ‪ ،‬حبث مقدم اىل املعهد القضائي يف أقليم كوردستان ‪،‬‬
‫‪،‬ص ‪.‬‬
‫(‪ )3‬ذكرى حممد ياسني ‪ ،‬التدخل التمييزي يف الدعوى اجلزائية ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬رسالة ماجستري مقدمة اىل كلية القانون‪/‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪،‬ص‬ ‫جامعة بابل ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )4‬تنكزار شوكت صادق ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪5‬‬
‫اجلزائية البغدادي يف املادة (‪ )٢٣٥‬منه و يبدو أن التسمية اليت اصطلح عليها املشرع العراقي هي التسمية‬
‫األدق وذلك ألن سلطة حمكمة التمييز الرقابية ليست قاصرة على حتقيق مصلحة القانون فقط باالضافة اىل أن‬
‫غاية هذه احملكمة الرقابية ال جتعلها مرتبطة بتقديم أمر خطي من عدمه واملالحظ أن هذه القوانني عندما‬
‫تناولت سلطة التدخل التمييزي مل تتناوله على شكل تعريف إجرائي حمدد وإمنا حددت ماهيته من خالل‬
‫حتديد حاالته و الشروط اليت ميكن ممارستها فيها و االثار املرتتبة عليها(‪.)1‬‬
‫والتدخل التمييزي من وجهة نظرنا هو سلطة قانونية استثنائية اقرها املشرع حملكمة التمييز‬
‫واحملاكم اليت هلا صفة متييزية من اجل ممارسة الرقابة على االحكام والقرارات التى تصدرها احملاكم االدنى‬
‫منها درجة ومتارس هذه السلطةبشكل تلقائي او بناء على طلب ملعاجلة االخطاء القانونية حتى ولو كان ذلك‬
‫خارج املدة القانونية احملددة لطرق الطعن املقررة قانونا‪.‬‬

‫املطلب الثاني‬
‫الطبيعة القانونية للتدخل التمييزي‬
‫من اجل التعرف على الطبيعة القانونية للتدخل التمييزي فيما اذا كان جمرد سلطة رقابية اهلدف‬
‫منها مالحظة أعمال احملاكم والتأكد من عدم خمالفتها للقانون أو أنه يتعدى ذلك ويكون نوعا من أنواع الطعن‬
‫التمييزي ال بد من التطرق إىل أساسه وأسباب األخذ به فاحملاكم ختالف يف ما تصدره من أحكام وقرارات‬
‫نصوص القانون وقواعده وبذلك تكون هذه القرارات او االحكام خمالفة للقاعدة الشرعية أو املشروعة لذلك‬
‫فقد أكدت اغلب القوانني اإلجرائية إن مل تكن كلها على مبدأ الرقابة على مشروعية من خالل ما منحته ضمن‬
‫نصوصها من سلطة للمـحاكم يف ممارسة نوع من الرقابة على اإلحكام والقرارات اليت تصدر من احملاكم‬
‫األخرى واالدنى درجة منها ومالحظة مدى شرعيتها وتطابقها مع املبادئ القانونية وحسن تطبيقها هلا ‪ ،‬ولكن‬
‫ومن مالحظة ما ميتاز به التدخل التمييزي من مميزات وخصائص ميكن القول انه يتعدى إطار السلطة‬
‫الرقابية اجملردة ليعترب نوعاً من أنواع التمييز فالتدخل التمييزي وان كان سلطة منحها القانون حملكمة‬
‫التمييز بغية مراقبة إعمال احملاكم إال أنها سلطة ال ختتلف عن السـلطة املمنوحة هلا يف حالة نظر الدعاوى‬
‫املطعون فيها وجوبياً أو اختيارياً فكلتا احلالتني تهدف فيها حمكمة التمييز إىل إصالح األخطاء القانونية اليت‬
‫قد تقع فيها حمكمة املوضوع باإلضافة اىل ان املشرع قد منح حمكمة التمييز عند تدخلها متييزاً يف إي قرار‬
‫أو حكم كافة السلطات املقررة هلا عند نظرها يف إي حكم أو قرار متييزي(‪. )2‬‬
‫ان حمكمة التمييز و احملاكم اجلزائية ذات الصفة التمييزية نافذة شرعيتها بالتدخل التمييزي من‬
‫خالل املواد القانونية اليت أوردها املشرع العراقي يف قانون اصول احملاكمات اجلزائية املرقم (‪ )٢٣‬لسنة‬
‫‪ 1971‬املعدل فقد نصت املادة (‪ )٢٦٤‬الفقرة (أ) منه (إضافة االحكام املتقدمة جيوز حملكمة التمييز إن‬

‫(‪ )1‬القاضي عدنان زيدان حسون العكيلي ‪ ،‬التدخل التمييزي يف الدعوى اجلزائية أمام اجلهات الثالث ‪ ،‬مطبعة صباح ‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪،‬ص‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ذكرى حممد الياسني ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪6‬‬
‫تطلب أية دعوى جزائية لتدقيق ما صدر فيها من أحكام وقرارات وتدابري وأوامر من تلقاء نفسها أو بناء على‬
‫طلب االدعاء العام أو إي ذي عالقة وتكون هلا يف هذه احلالة السلطات التمييزية املنصوص عليها يف هذا‬
‫الفصل غري انه ليس هلا ان تقرر إعادة أوراق الدعوى إلدانة املتهم أو تشديد عقوبته إال إذا طلبتها خالل‬
‫ثالثني يوما من تأريخ صدور احلكم(‪.)1‬‬
‫وان هذا النص يشري إىل سلطة حمكمة التمييز االحتادية يف تدقيق اإلحكام والقرارات والتدابري واألوامر‬
‫الصادرة من احملاكم األدنى درجة ويف أية مرحلة تكون عليها الدعوى اجلزائية وهلا بعد تدقيق اإلحكام‬
‫والقرارات والتدابري الصادرة فيها إن متارس سلطاتها املقررة قانونا وإذا تبني حملكمة التمييز إن الطعن يف‬
‫حكم أو قرار صادر من احملكمة اجلزائية مل يقدم يف مدته القانونية فتقرر رده شكالً وحسب ما جاء بنص‬
‫املادة (‪ )٢٥٨‬من قانون اصول احملاكمات اجلزائية فتستطيع حمكمة التمييز واستنادا إلحكام املادة‬
‫(‪ )٢٦٤‬الفقرة (ب) من قانون اصول احملاكمات اجلزائية التدخل متييزاً باحلكم أو القرار أو التدبري إذا ما بين‬
‫على خمالفة القانون ونرى إن ما ورد بالفقرتني ( ب ‪ ،‬ج) من املادة (‪ )٢٦٤‬من قانون اصول احملاكمات‬
‫اجلزائية قد اقتصر على حالة جواز التدخل التمييزي يف حالة رد الطعن التمييزي شكالً عند عدم تقدميه يف‬
‫مدته القانونية وان القانون قد منع حمكمة التمييز أن متارس سلطتها بالتدخل حسب إحكام املادة (‪)٢٦٤‬‬
‫الفقرة (ج) من قانون اصول احملاكمات اجلزائية يف القضايا اليت سبق هلا أن نظرتها بطريق التمييز الوجوبي‬
‫أو اجلوازي إي أن االستثناء يرد فقط على القضايا اليت نظرتها حمكمة التمييز وقررت رد االعرتاض فيها‬
‫شكالً ملرور املدة فقط ‪ .‬وقد جاءت الفقرات (ب) و (ج) و (د) من املادة (‪ )٢٦٥‬من قانون اصول احملاكمات‬
‫اجلزائية ومبوجبها فصلت هذه الفقرات كيفية ممارسة حمكمة اجلنايات لسلطتها يف التدخل متييزاً يف القرارات‬
‫واالحكام والتدابري الصادرة من حمكمة اجلنح يف دعاوى املخالفات ويف القرارات الصادرة من قاضي التحقيق يف‬
‫حال انتهاء املدد القانونية املقررة للطعن التمييزي فيها(‪. )2‬‬
‫وهذا ينطبق ايضاً على اختصاص حماكم االستئناف بصفتها التمييزية بالتدخل التمييزي يف‬
‫االحكام والقرارات اليت تصدرها حماكم اجلنح وحماكم االحداث يف دعاوى اجلنح ضمن منطقتها حيث انيطت‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬كما تتمتع حماكم االحداث بصفتها التمييزية بسلطة التدخل‬ ‫بها الصالحيات املقررة حملكمة التمييز‬
‫التمييزي بالقرارات الصادرة من قاضي حتقيق االحداث(‪.)4‬‬

‫‪.‬‬ ‫لسنة‬ ‫‪/‬أ) من قانون أصول احملاكمات اجلزائية املعدل رقم‬ ‫(‪ )1‬نص املادة (‬
‫(‪ )2‬د‪.‬سليم حربة و الدكتور عبداألمري العكيلي ‪ ،‬اصول احملاكمات اجلزائية ‪ (.‬الدعوى املدنية االدعاء العام التحري‬
‫‪.‬‬ ‫‪،‬ص‬ ‫‪-‬‬ ‫والتحقيق‪ ،‬االحالة على احملكمة املختصة ‪ ،‬اجلزء الثاني ‪ ،‬بغداد ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪/ /‬‬ ‫يف‬ ‫(‪ )3‬قرار جملس قيادة الثورة (املنحل) املرقم‬
‫املعدل على أنه‪( :‬تنعقد حمكمة االحداث برئاسة قاضي‬ ‫لسنة‬ ‫من قانون رعاية االحداث رقم‬ ‫(‪ )4‬نصت املادة‬
‫من الصنف الثالث يف األقل و عضوين احدهما من القانونيني واالخر من املختصني بالعلوم ذات الصلة بشؤون االحداث‬
‫وهلما خربة ال تقل عن مخس سنوات و تنظر يف اجلنايات و تفصل بصفة متييزية بقرارات قاضي التحقيق وفق احكام هذا‬
‫القانون )‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫املطلب الثالث‬
‫أنواع التدخل التمييزي‬
‫يف سبيل متكني حمكمة التمييز من ممارسة وظيفتها يف الرقابة على احملاكم اجلزائية ‪ ،‬أجاز هلا‬
‫املشرع سلطة التدخل متييزاً مبوجب الفقرة (ب) من املادة (‪ )264‬من قانون اصول احملاكمات اجلزائية(‪، )1‬‬
‫أن تتدخل يف أي قرار أو حكم صادر من احملكمة اجلزائية أو حمكمة التحقيق يف اي دعوى ويف أي مرحلة من‬
‫مراحلها وذلك بأن تطلب أوراقها ولو مل يقدم الطعن يف القرار أو أن يكون تدخلها بناء على طلب االدعاء العام‬
‫أو أي ذي عالقة دون التقييد مبدة الطعن ويكون هلا يف هذه احلالة الصالحية التمييزية كافة(‪ )2‬يف حالة وجود‬
‫خطأ قانوني يستوجب التدخل‪.‬‬
‫يتضح مما سبق إن التدخل التمييزي يكون إما بشكل تلقائي أو بناء على طلب أطراف الدعوى أو‬
‫اإلدعاء العام ‪ ،‬ويستوجب التدخل يف احلالتني وجود خطأ قانوني يربر ذلك ‪ ،‬ونوضح ذلك يف فرعني فرعني ‪:‬‬

‫الفرع األول‬
‫التدخل التمييزي التلقائي‬
‫متتلك حمكمة التمييز سلطة التدخل التمييزي التلقائي وكذلك احملاكم ذات الصفة التمييزية يف‬
‫االحكام و القرارات و التدابري الصادرة من احملاكم اجلزائية وذلك لتصحيح اخلطأ القانوني سواء يف تطبيق أو‬
‫تأويل القانون املوضوعي أو إلكمال النقص يف اإلجراءات املتخذة من السلطات القضائية ألن النقص و‬
‫القصور يف االجراءات و التحقيق يؤدي اىل صدور قرار بشكل خمالف للقانون ‪ ،‬و يعرف التدخل التمييزي‬
‫التلقائي بـأنه (تدخل حمكمة التمييز و احملاكم ذات الصفة التمييزية بشكل تلقائي بدون أي طلب يقدم إليها‬
‫يف االحكام و القرارات اجلزائية وذلك اذا ما وصل اىل علمها وجود اخطاء قانونية تقتضي نقضها و تصحيح ما‬
‫شابها)(‪ ، )3‬ويعرف أيضاً بأنه ( صالحية حمكمة التمييز يف طلب اي دعوى جزائية لتدقيق ما صدر فيها من‬
‫احكام و قرارات و تدابري من تلقاء نفسها من دون التقيد مبدة زمنية معينة وهلا يف هذه احلالة نفس صالحيتها‬
‫التمييزية اال انه ليس هلا اعادة اوراق الدعوى إلدانة املتهم او تشديد عقوبته اال اذا طلبتها خالل ثالثني يوماً‬
‫من تاريخ صدور القرار او احلكم)(‪ ،)4‬وبذلك قضت حمكمة جنايات دهوك الثانية بصفتها التمييزية بتاريخ‬

‫(‪ )1‬د‪.‬فخري عبدالرزاق احلديثي ‪ ،‬شرح قانون اصول احملاكمات اجلزائية ‪ ،‬طبعة جديدة ‪ ،‬املكتبة القانونية ‪ ،‬بغداد ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪،‬ص‬
‫‪.‬‬ ‫‪،‬ص‬ ‫(‪ )2‬القاضي مجال حممد مصطفى ‪ ،‬شرح قانون اصول احملاكمات اجلزائية ‪ ،‬مطبعة الزمان ‪ ،‬بغداد ‪،‬‬
‫(‪ )3‬علي جبار صاحل احلسناوي ‪ ،‬حمكمة التمييز ودورها يف الرقابة على االحكام اجلزائية ‪ ،‬اطروحة دكتوراه مقدمة اىل كلية‬
‫‪.‬‬ ‫‪،‬ص‬ ‫القانون‪ /‬جامعة بغداد ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )4‬ذكرى حممد الياسني ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪8‬‬
‫‪ 2021/6/10‬حتت العدد ‪/302‬ت‪ (2021/‬قررت حمكمة حتقيق ئاكرى مبوجب قرارها املرقم‬
‫‪/348‬إحالة‪ 2020/‬يف ‪ 2020/12/1‬إحالة املتهم (م ر ع) مكفالً اىل هذه احملكمة إلجراء حماكمته بدعوى‬
‫غري موجزة عن التهمة املسندة اليه وفق أحكام املادة ‪ 281‬من قانون العقوبات بداللة املواد (‪، 48 ، 47‬‬
‫‪ )49‬من قانون العقوبات وارسلت اوراق القضية اىل هذه احملكمة مبوجب كتاب دائرة االدعاء العام ‪........‬‬
‫والحظت احملكمة أن هناك اسباباً تستوجب التدخل التمييزي يف قرار االحالة أعاله عليه وضعت الدعوى قيد‬
‫التدقيق و املداولة ‪.‬‬
‫القرار ‪ :‬بعد التدقيق و املداولة تبني أن قرار االحالة املرقم ‪ .........‬غري صحيح و خمالف للقانون حيث مت‬
‫احالة املتهم (م ر ع) اىل هذه احملكمة عن ثالث تهم بناء على اعرتافه املتضمن قيامه بصرف مبلغ نقدي‬
‫مزور قدره ‪ ........‬على عدد من أصحاب احملالت التجارية ‪ ............‬ومت إحالته عن عدد أخر من‬
‫االضابري اجلزائية عن نفس املوضوع مبوجب نفس اإلعرتاف حسب قرار قاضي التحقيق املؤرخ‬
‫‪ 2020/10/18‬وقد ضبط حبوزته مبلغ ‪.......‬ومل يتم ضبط املبالغ املصروفة على احملالت ‪ .‬عليه كان‬
‫على قاضي التحقيق يف هذه احلالة توحيد هذه الدعوى مع الدعاوى االخرى اخلاصة باملتهم حول نفس‬
‫املوضوع و إحالته بدعوى واحدة بإعتباره مشروع إجرامي واحد وهو جرمية ترويج العملة املزورة إستناداً‬
‫ألحكام املادة (‪ )281‬من قانون العقوبات بداللة املواد (‪ )49 ، 48 ، 47‬منه وإعتبار املبلغ املضبوط‬
‫أعاله و تقرير األدلة اجلنائية اخلاص بها ادلة تعزز اعرتاف املتهم عليه قررت احملكمة التدخل التمييزي يف‬
‫قرار اإلحالة أعاله و نقضه وإعادة األوراق اىل حمكمة حتقيق ئاكرى إلتباع ذلك وصدر القرار باالتفاق إستناداً‬
‫ألحكام املادتني (‪ 264‬و ‪ )265‬من قانون اصول احملاكمات اجلزائية رقم (‪ )23‬املعدل(‪.)1‬‬
‫إذا أصدرت احملكمة قراراً أو حكماً فيه خطأ قانوني وكان خمالف للقانون ومل يتم الطعن فيه و‬
‫مضت املدة القانونية وأكتسب القرار الدرجة القطعية فلها احلق جبلب اوراق الدعوى وتدقيقها متييزاً فإن‬
‫وجدت بأن كان صحيحاً وموافقاً للقانون تقرر إعادتها وعدم التدخل فيه متييزاً وإن وجدت بأن القرار أو‬
‫احلكم كان خمالفا للقانون فتقرر التدخل متييزاً فيه و نقضه وإن نظر فيه بعد فوات مدته القانونية(‪.)2‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫التدخل التمييزي بناء على طلب‬
‫نص قانون اصول احملاكمات اجلزائية على حق اطراف الدعوى بالطعن يف االحكام‪ ،‬وميثل حق الطعن‬
‫واحدة من اهم الضمانات ألطراف الدعوى اجلزائية لتدقيق االحكام والرقابة عليها من قبل جهة اعلى من اجلهة‬
‫اليت اصدرته‪ ،‬وقد قيد املشرع استعمال هذا احلق مبدة معينة يكون ألطراف الدعوى خالهلا الطعن يف االحكام‬
‫والقرارات والتدابري الصادرة حبقهم امام اجلهة املختصة‪ ،‬ولكن يف بعض االحيان متر هذه املدة وال يتم الطعن‬
‫باألحكام وال يصل اىل علم حمكمة التمييز واحملاكم ذات الصفة التمييزية وجود اخطاء قانونية‪ ،‬يف مثل هذه‬

‫(غري منشور)‪.‬‬ ‫‪/ /‬‬ ‫) يف‬ ‫‪/‬ت‪/‬‬ ‫(‪ )1‬قرار حمكمة جنايات دهوك الثانية بصفتها التمييزية املرقم (‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )2‬مجال حممد مصطفى ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪9‬‬
‫احلالة جيوز ألطراف الدعوى اجلزائية وكذلك االدعاء العام بوصفه ممثالً عن املصلحة العامة ومسؤول عن‬
‫مراقبة املشروعية طلب التدخل التمييزي يف احلكم او القرار وفق املادة (‪ )٢٦٤‬اصولية اذا ما تبني هلم وجود‬
‫خطأ قانوني يف الدعوى اجلزائية ومل يعد بإمكانهم الطعن بها لفوات املدة القانونية احملددة‪ ،‬بناء على ذلك فأن‬
‫طلب التدخل التمييزي اما يكون بناء على طلب من االدعاء العام او طلب من اطراف الدعوى اجلزائية(‪ )1‬وعليه‬
‫فان الذين حيق هلم تقديم طلب التدخل التمييزي هم ‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬االدعاء العام‬


‫بيّن قانون االدعاء العام رقم (‪ )159‬لسنة ‪ 1979‬املعدل ويف املادة (‪ )9‬منه مهام االدعاء العام يف‬
‫طور احملاكمة و الطعن يف األحكام و اليت جاءت فيها (أوال – على االدعاء العام احلضور يف جلسات احملاكم‬
‫اجلزائية – عدا حمكمة التمييز – وله حق مناقشة الشهود وتوجيه االسئلة وطلب ندب اخلرباء واالنتقال‬
‫ملعاينة حمل احلادث وأستجواب املتهم‪ ،‬وتقديم طلباته باالدانة أو االفراج‪ ،‬أو عدم املسؤولية أو الرباءة أو‬
‫فرض التدابري‪ ،‬وغري ذلك من الطلبات املنصوص عليها يف القانون‪.‬‬
‫ثانيا – ال تنعقد جلسات احملاكم اجلزائية املذكورة يف الفقرة (أوال) من هذه املادة‪ ،‬اال حبضور عضو االدعاء‬
‫العام املعني أو املنسب للرتافع أمامها‪.‬‬
‫ثالثا – لالدعاء العام احلضور أمام أية حمكمة جزائية عند أنعقادها بصفة متييزية‪ ،‬عدا حمكمة التمييز ‪،‬‬
‫البداء رأيه يف االحكام والقرارات والتدابري املنظورة من قبلها) (‪.)2‬‬
‫وكما جاء يف املادة االوىل ‪ /‬رابعا من القانون نفسه مهمة ( مراقبة تنفيذ القرارات واألحكام و العقوبات‬
‫وفقاً للقانون) ‪.‬‬
‫يتبني لنا بأن القانون قد أعطى مهمة اإلشراف و الرقابة على مايصدر من احملاكم اجلزائية من أحكام‬
‫وقرارات لالدعاء العام ومالحظة مدى مطابقتها للقانون وله احلق إذا ما الحظ وجود خمالفة قانونية وكانت مدة‬
‫الطعن قد انتهت أن يطلب التدخل التمييزي ‪ ،‬سواء تبني لالدعاء العام بأن احلكم اليتفق مع القانون من‬
‫الناحية املوضوعية او من ناحية الشكل له أن يطلب من حمكمة التمييز بتصحيح اخلطأ الواقع(‪.)3‬‬
‫وذلك الن الصالحية املخولة لالدعاء العام امام احملاكم اجلزائية يف إطار مراقبة املشروعية ال تتقيد‬
‫مبوضوع معني سوى هدفه من الطعن هو حتقيق املصلحة العامة وقد منحت أغلب القوانني االجرائية هذا احلق‬
‫لالدعاء العام وذلك ألنه اجلهة األوىل اليت متثل مصلحة اجملتمع و املصلحة هي الشرط االول يف تقديم الطلب ‪،‬‬
‫ألن املصلحة مناط كل نقض سواء من االدعاء العام او االطراف االخرى يف الدعوى اجلزائية وهو شرط متوافر‬
‫و مفروض يف الطعن املقدم من االدعاء العام حيث يفرتض يف كل تصرفات هذه اهليئة انها ترمي اىل حتقيق‬

‫‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ختام فليح حسن ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬


‫املعدل النافذ يف أقليم كوردستان ‪.‬‬ ‫لسنة‬ ‫(‪ )2‬قانون االدعاء العام رقم‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )3‬تنكزار شوكت صادق ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪10‬‬
‫الصاحل العام ‪ ،‬واملصلحة العامة تقتضي بناء االحكام و القرارات على اجراءات صحيحة و موافقة للقانون يف‬
‫كل مرحلة من مراحل الدعوى اجلزائية(‪.)1‬‬
‫ومن التطبيقات القضائية للتدخل التمييزي بناءاً على طلب االدعاء العام قرار حمكمة متييز أقليم‬
‫كوردستان املرقم ‪/633‬اهليئة اجلزائية االوىل‪ 2020/‬الصادر يف ‪:2020/11/10‬‬
‫طالب التدخل التمييزي ‪ :‬عضو االدعاء العام‬
‫املطلوب التدخل التمييزي ضده ‪ :‬قرار حمكمة جنايات السليمانية‪ 1/‬بصفتها التمييزية بالعدد‬
‫‪/18‬ت‪.‬ج‪ 2020/‬يف ‪. 2019/1/29‬‬
‫أصدرت حمكمة حتقيق السليمانية اخلامسة بتاريخ ‪ 2019/11/12‬ويف القضية املرقمة‬
‫‪ 2019/811‬قرارها برد الطلب وغلق االوراق إستنادا للقانون رقم (‪ )4‬سنة ‪ 2017‬ولعدم قناعة املميز‬
‫بالقرار املذكور بادر اىل الطعن فيه مشفوعة مبطالعة عضو االدعاء العام رقم ‪/14‬ت‪.‬ج‪ 2019 /‬يف‬
‫‪ 13/11/2019‬طلب فيها تصديق القرار لألسباب املبينة فيها ثم أصدرت حمكمة جنايات السليمانية‪1/‬‬
‫قرارها املؤرخ ‪ 2020/1/29‬بالعدد ‪/18‬ت‪.‬ج‪ 2020/‬بغلق التحقيق إستنادا لقانون العفو العام رقم (‪)4‬‬
‫لسنة ‪ 2017‬وإعادة االضبارة اىل حمكمتها لألسباب املبينة فيها‪ .‬ولعدم قناعة طالب التدخل التمييزي عضو‬
‫االدعاء العام بالقرار املذكور بادر اىل طلب التدخل التمييزي فيه لدى هذه احملكمة بطلبه املؤرخ‬
‫‪ 2020/2/13‬وطلب فيه التدخل يف القرار ونقضه لألسباب املبينة فيها‪ .‬ولدى ورودها وضعت قيد التدقيق‬
‫واملداولة‪:‬‬
‫القرار‪ :‬لدى التدقيق واملداولة وجد أن طلب التدخل التمييزي ينصب على قرار حمكمة جنايات‬
‫السليمانية بصفتها التمييزية بالعدد ‪/18‬ت‪.‬ج‪ 2020/‬يف ‪ 2020/1/29‬حيث أن القرارات اليت تصدرها‬
‫حماكم اجلنايات بتلك الصفة تعترب باتة إستنادا ألحكام املادة ‪/265‬د من قانون اصول احملاكمات اجلزائية‬
‫إال أنه وجد أن القرار املذكور مبين على خطأ يف تطبيق القانون وذلك لعدم مشول املتهم بقانون العفو العام‬
‫رقم ‪ 4‬لسنة ‪ 2017‬ألن قانون اجلوازات النافذ يعترب من القوانني اإلحتادية ذات صفة سيادية ونفاذ قانون‬
‫العفو املشار اليه اعاله ينحصر على احلدود اإلدارية إلقليم كوردستان وغري نافذ يف بقية احملافظات التابعة‬
‫جلمهورية العراق لذا ليس هلا سلطة يف مراقبة مشروعية القرارات لذا تقرر التدخل التمييزي يف القرار املذكور‬
‫ونقضه وتصديق قرار قاضي حتقيق السليمانية بالعدد ‪ 2019/811‬يف ‪ 2020/1/29‬وصدر القرار باإلتفاق‬
‫يف ‪.)2020/11/10‬‬

‫ثانياً‪ :‬املتهم‬
‫مل جتز معظم القوانني االجرائية ألي من ذوي العالقة بالدعوى الطلب من حمكمة التمييز التدخل‬
‫متييزاً يف أي قرار أو دعوى وقصرت حق تقديم هذا الطلب على االدعاء العام اما تلقائياً او بطلب من وزير‬

‫‪.‬‬ ‫(‪ )1‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‬


‫‪11‬‬
‫العدل ‪ .‬يف حني ان املشرع العراقي قد أجاز لذوي العالقة انفسهم ان يقدمـوا هـذا الطلب مباشرة حملكمة‬
‫التمييز من دون احلاجة اىل تقدميه بواسطة االدعاء العام(‪. )1‬‬
‫واول من ميثل ذوي العالقة املتهم او من صـدر احلكـم ضـده " احملكوم عليـه " حيـث حيـق للمتهم‬
‫او احملكوم عليه ان يقدم طلباً حملكمة التمييز يطلب فيه منها التدخل متييزاً يف القرار او احلكـم الصادر‬
‫ضـده‪ .‬ويشمل صلـب التدخـل هـذا الدعويني اجلزائية واملدنيـة معـاً مـا مل يقصـره علـى أحدهما على‬
‫اعتبار انهما قد أقيمتا ضده واحلكم الصادر فيهـمـا قـد جـاء ضـده ايضاً ‪ .‬وله ان يطلب التدخل يف فقرة‬
‫مـن فقرات القرار أو احلكم الصادر ضده دون البـاقي او يطلب التدخـل فيها كلها ويكون اثر هذا التدخل‬
‫مقتصراً عليه من دون ان ميتد اىل غريه من املتهمني او احملكوم عليهم ما مل تكن االسباب اليت ادت اىل‬
‫احلكم على اجلميع واحدة و كـانـت هـي مثـار الطعـن بـطـريـق التدخل التمييزي فهنا ميتد اثره على احملكوم‬
‫عليهم مجيعهم(‪ .)2‬ومن التطبيقات القضائية للتدخل التمييزي بناءاً على طلب املتهم القرار التمييزي الصادر‬
‫من حمكمة متييز أقليم كوردستان حتت العدد ‪/1532‬اهليئة اجلزائية الثانية‪ 2020/‬يف ‪: 2019/10/16‬‬
‫طالب التدخل التمييزي ‪ :‬املتهم (س‪.‬ع‪.‬ق) ‪.‬‬
‫املطلوب التدخل التمييزي ضده ‪ :‬قرار قاضي حتقيق شقالوة املؤرخ يف ‪. 2017/12/6‬‬
‫أصدر قاضي حتقيق شقالوة قراره يف ‪ 2017/12/6‬الفقرة ‪ 2‬منه و املتضمن مفاحتة مديرية‬
‫التسجيل العقاري يف شقالوة بشأن تصحيح السجالت العقارية موضوعة الدعوى و املتالعب بها على ضوء‬
‫سجالت األساس يف مديرية التسجيل العقاري العامة وطلب طالب التدخل التمييزي املتهم املفرج عنه (س‪ ،‬ع‪،‬‬
‫ق) التدخل متييزا بالقرار املذكور اعاله لألسباب الواردة يف طلبه املؤرخ يف ‪ 24/8/2019‬وبعد ورود إضبارة‬
‫الدعوى سجلت بالعدد ‪/1532‬اهليئة اجلزائية الثانية‪ 2019/‬ووضعت قيد التدقيق واملداولة‪- :‬‬
‫القرار‪ :‬لدى التدقيق واملداولة وجد أن طلب التدخل التمييزي ينصب على الفقرة‪ 2/‬من قرار قاضي‬
‫حتقيق شقالوة املؤرخ يف ‪ 2017/12/6‬واملتضمن تصحيح سجالت التسجيل العقاري للقطعة موضوعة‬
‫الدعوى على ضوء سجالت األساس يف مديرية التسجيل العقاري العامة ‪ ،‬وحيث ان قرارات قاضي التحقيق‬
‫يكون الطعن فيها امام حمكمة اجلنايات بصفتها التمييزية إستناداً ألحكام املادة ‪ 1/265‬من قانون اصول‬
‫احملاكمات اجلزائية رقم ‪ 23‬لسنة ‪ 1971‬املعدل‪ ،‬بني ان القرار املطلوب التدخل فيه متييزا ال قيمة قانونية‬
‫له‪ ،‬ألن ليس من اختصاص قاضي التحقيق اصدار القرارات بتصحيح سجالت التسجيل العقاري الن املادة‬
‫(‪ )53‬من القانون املشار اليه اعاله ‪ ،‬حددت اختصاصه باجراء التحقيق االبتدائي كما بينت املادة (‪)130‬‬
‫من قانون االصول السالف الذكر ما يصدره من قرارات وليس من بينها البت بالقضايا املوضوعة املتحصلة‬
‫باجلرمية اليت جيرى التحقيق فيها‪ ،‬لذا بات القرار املطلوب التدخل فيه حيتوى على خطأ قانوني يستوجب‬
‫التدخل فيه متييزا عليه وإستنادا للصالحية املخولة هلذه احملكمة واملنصوص عليها يف املادة ‪1/264‬من‬
‫قانون اصول احملاكمات اجلزائية قرر التدخل يف الفقرة‪ 2/‬من قرار قاضي حتقيق شقالوة املشار اليه اعاله‬

‫‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ذكرى حممد الياسني ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬


‫‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ذكرى حممد الياسني‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‬
‫‪12‬‬
‫ونقضه واعادة الدعوى اىل حمكمتها التباع ما تقدم واشعار مديرية التسجيل العقاري املختصة بذلك وصدر‬
‫القرار باألتفاق يف ‪.)2019/10/16‬‬

‫ثالثاً‪ :‬املشتكي‬
‫جيوز للمشتكي ان يقدم طلبه للتدخل التمييزي على اعتبار انه ذو عالقة بالدعوى ولكن يقتصر حقه‬
‫يف الطعن بالتدخل على الدعوى اجلزائية او املدنية فقط وذلك تبعاً للحق الذي طالب به من الشكوى‪ ،‬وحقه هذا‬
‫يكون مرتبطاً باآلتي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬ان تكون له صفة يف الدعوى اجلزائية ‪ :‬مبعنى انه مل يتنازل عن حقه يف الدعوى اجلزائية ‪.‬‬
‫‪ -2‬ان يكون متضرراً من احلكم الصادر وذلك يف حالة ما اذا مل حتكم له احملكمة بكل طلباته ‪.‬‬
‫وبهذا الصدد قضت حمكمة متييز اقليم كوردستان يف قرارها بالعدد ‪/1942‬اهليئة اجلزائية‬
‫الثانية‪ 2019/‬يف ‪: 2019/12/11‬‬
‫طالبة التدخل التمييزي‪ :‬املشتكية (ف‪ .‬ك‪ .‬أ)‪.‬‬
‫املطلوب التدخل التمييزي ضده ‪ :‬قرار حمكمة جنايات السليمانية بصفتها التمييزية بالعدد‬
‫‪/1205‬ت‪.‬ج‪ 2019/‬يف ‪2019/9/15‬‬
‫أصدرت حمكمة حتقيق السليمانية‪ 1/‬قرارها املرقم ‪/15‬إحالة‪ 2018/‬واملؤرخ ‪2018/5/20‬‬
‫بإحالة املتهمان (ت‪ ،‬ع و ج‪ ،‬ط‪ ،‬ص) على حمكمة جنايات السليمانية ألجراء حماكمتهما وفق املادة (‪/298‬‬
‫‪ )289‬من قانون العقوبات واملشفوعة مبطالعة عضو االدعاء العام املرقمة ‪/78‬هـ‪ 2018/‬يف ‪2018/7/2‬‬
‫ثم أصدرت حمكمة جنايات السليمانية‪ 1/‬بصفتها التمييزية قرارها املؤرخ ‪ 2019/9/15‬وبعدد‬
‫‪/1205‬ت‪.‬ج‪ 2019/‬بغلق التحقيق إستنادا اىل املادة ‪/130‬ب من قانون اصول احملاكمات اجلزائية ورفع‬
‫احلجز على امللك املرقم ‪ ،501/1‬ولدى ورودها سجلت ووضعت قيد التدقيق واملداولة‪:‬‬
‫القرار‪ :‬لدى التدقيق واملداولة وجد أن طلب التدخل التمييزي ينصب على قرار حمكمة جنايات السليمانية‬
‫املرقم ‪/1205‬ت‪ 2019/‬يف ‪ 2019/9/15‬واملتضمن غلق الدعوى إستنادا ألحكام املادة (‪/130‬ب) من‬
‫قانون اصول احملاكمات اجلزائية رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 1971‬ورفع احلجز الواقع على امللك موضوع الدعوى‪،‬‬
‫وحيث ان القرارات اليت تصدرها حمكمة اجلنايات بتلك الصفة تكون باتة عمال بأحكام البند‪/‬د من املادة‬
‫‪ 265‬من القانون السالف الذكر‪ ،‬وحيث ان هناك ما يستوجب التدخل متييزا يف القرار املذكور‪ ،‬حيث ان‬
‫حمكمة اجلنايات اخطأت يف تطبيق القانون تطبيقا صحيحاً اذ انها مل تلتفت اىل ان قرار أحاله املتهمني (ت‪ ،‬ع‬
‫و ج‪ ،‬ط‪ ،‬ص) اىل احملكمة ألجراء حماكمتهما وفق احكام املادة (‪ )289 /298‬من قانون العقوبات قد جاء‬
‫صحيحا وموافقا للشطر االول من البند‪/‬ب من املادة (‪ )130‬من قانون اصول احملاكمات اجلزائية وذلك كون‬
‫االدلة املتحصلة يف الدعوى واملتمثلة بالتقرير الصادر من مكتب حتقيق االدلة اجلنائية يف السليمانية رقم‬
‫‪ 164/2015‬يف ‪ ،2015/7/2‬فضالً عن ذلك فان القرار املطلوب التدخل فيه متييزا يتناقض مع القرار‬
‫الصادر من نفس احملكمة املرقم ‪/353‬ت‪ 2014/‬يف ‪ 2014/4/14‬وحيث ان ذلك خيل بصحة القرار‬
‫املطلوب التدخل فيه متييزا عليه قرر التدخل فيه ونقضه ونقض قرار قاضي التحقيق املؤرخ ‪2019/9/17‬‬

‫‪13‬‬
‫الصادر اتباعاً للقرار املطلوب التدخل فيه وإعادة الدعوى اىل حمكمتها إلرساهلا اىل قاضي التحقيق املختص‬
‫بغية اصدار قرار احالة جديد إلجراء حماكمة املتهمني وفق االصول وصدر القرار باألكثرية استناداً ألحكام‬
‫املادة ‪/264‬ب من قانون اصول احملاكمات اجلزائية وإعادة إضبارة الدعوى اىل حمكمتها وصدر القرار يف‬
‫‪. 2019/12/11‬‬

‫رابعاً‪ :‬املدعي املدني و املسؤول مدنياً‬


‫اعترب القانون العراقي املدعى املدني و املسؤول مدنياً من ذوي العالقة بالدعوى اجلزائية وذلك على‬
‫قدر ارتباطهم بالدعوى املدنية ‪ ،‬وأجاز هلم على هذا االساس ان يطلبوا من حمكمة التمييز التدخل متييزاً يف‬
‫القرار او احلكم الصادر ضدهم ضمن حدود الدعوى املدنية(‪.)1‬‬
‫املبحث الثاني‬
‫أوجه الشبه و االختالف بني التدخل التمييزي و طرق الطعن األخرى‬

‫تعرف طرق الطعن بأنها (رخصة مقررة ألطراف الدعوى الستظهار عيوب احلكم الصادر فيها لدى القضاء‬
‫املختص بإلغائه او تعديله على الوجه الذي يزيل عنه عيوبه وتستعمل هذه يف صورة طرق معينة حددها‬
‫القانون) ‪ ،‬وتعرف كذلك بأنه ( الوسائل اليت مبقتضاها يتمكن النزاع من التظلم من حكم اضر مبصاحلهم‬
‫بغية الوصول إىل نتيجة افضل) ‪ ،‬حيث يستهدف الطعن تصحيح االخطاء املؤثرة يف صحة وسالمة احلكم ‪،‬‬
‫ومتثل احدى الضمانات املهمة للمتهم يف مرحلة احملاكمة اذ قد يصدر احلكم غيابيا ضد املتهم أو يصيبه ما‬
‫يقتضي الغائه من االخطاء وال وسيلة للمتهم اال الطعن فيه(‪. )2‬‬
‫وتقسم طرق الطعن باألحكام اجلزائية اىل طرق طعن عادية وهي اليت تهدف إىل إعادة نظر الدعوى‬
‫والفصل فيها من جديد وال يشرتط القانون يف تلك الطرق اسباب معينة فهي جائزة لكل الدعوى ألسباب‬
‫موضوعية او قانونية‪ ،‬أي أن القانون يسمح بها للمحكوم عليه دون أن يعلق ثبوت خطأ معني يف احلكم ‪،‬‬
‫فالغاية من ممارسة هذه الطرق هي طرح النزاع على ذات احملكمة اليت اصدرت احلكم املطعون فيه وتتمثل‬
‫طرق الطعن العادية يف التشريع العراقي باالعرتاض على احلكم الغيابي املواد (‪ )٢٤٨-٢٤٣‬اصولية ‪ ،‬وطرق‬
‫الطعن غري العادية اليت تفرتض وقوع احلكم يف نوع معني من اخلطأ يتعلق بتطبيق القانون أو تقدير الوقائع‬
‫وقد حددت املواد (‪ )٢٧٠-٢٦٦-٢٤٩‬من قانون اصول احملاكمات اجلزائية اسباب حمددة للطعن بهذه‬
‫الطرق ‪ ،‬وطرق الطعن غري العادي تشرتك يف انها تهدف اىل تصحيح ما شاب احلكم من خطأ وعرض الدعوى‬
‫على حمكمة عليا واحدة هي حمكمة التمييز باستثناء اعادة احملاكمة والذي يكون امام ذات احملكمة اليت‬
‫أصدرت احلكم ‪ ،‬اال انها ختتلف يف اهلدف منها حيث يتمثل اهلدف من التمييز بتصحيح االخطاء القانونية اليت‬
‫تقع فيها حمكمة املوضوع ومراقبة شرعية االجراءات املتخذة يف الدعوى ‪ ،‬بينما يتمثل اهلدف من إعادة‬
‫احملاكمة بتصحيح االخطاء املوضوعية اليت تصيب االحكام اجلزائية الصادرة يف اجلنايات واجلنح ‪ ،‬أما‬

‫‪/‬أ اصول احملاكمات اجلزائية العراقي ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬انظر املادة‬


‫‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ختام فليح حسن‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪14‬‬
‫تصحيح القرا التمييزي فأنه يهدف اىل تصحيح االخطاء القانونية اليت قد تقع فيها حمكمة التمييز‪ ،‬ويتميز‬
‫طريق اعادة احملاكمة عن بقية طرق الطعن غري العادية أنه ال جيوز اللجوء اليه اال اذا كان احلكم املطعون فيه‬
‫قد حاز حجية الشي املقضي به درجة البتات ‪ ،‬وقد نص املشرع العراقي على الطعن بطريق التمييز يف املواد‬
‫(‪ 2٦٥-٢٤٩‬اصولية وتناولت املواد (‪ )٢٦٩-266‬الطعن بطريق تصحيح القرار التمييزي اما اعادة‬
‫احملاكمة فتناولته املواد ‪ ، )1()٢٧٩ -270‬وعلى هذا سيتم تقسيم هذا املبحث اىل مطلبني وفق ما يأتي ‪:‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬أوجه الشبه و االختالف بني التدخل التمييزي و طرق الطعن العادية‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬أوجه الشبه و االختالف بني التدخل التمييزي و طرق الطعن غري العادية‬

‫املطلب األول‬
‫أوجه الشبه و االختالف بني التدخل التمييزي و طرق الطعن العادية‬
‫طرق الطعن العادية هي رخصة أتاحها القانون لكل خصم يف الدعوى ايا كان نوعها‪ ،‬وألي سبب من‬
‫االسباب املوضوعية أو القانونية‪ ،‬دون ان يعلق ذلك على توافر خطا او سبب معني‪ ،‬ومتتاز طرق الطعن‬
‫العادية بأنها تعيد النظر يف الدعوى من جديد امام نفس احملكمة اليت اصدرت احلكم‪ .‬ويالحظ بان املشرع‬
‫العراقي مل ياخذ سوى باالعرتاض على احلكم الغيابي كطريق عادي من طرق الطعن وذلك يف املواد (من ‪243‬‬
‫اىل ‪ )248‬من قانون اصول احملاكمات اجلزائية ‪.‬‬
‫ويعرف االعرتاض على احلكم الغيابي بأنه (طريق من طرق الطعن العادية يف االحكام اليت‬
‫تصدر يف غياب أحد اخلصوم واليت نص القانون على جواز الطعن فيها باالعرتاض واليت يركن اليها احملكوم‬
‫عليه ي الدعوى اجلزائية غيابيا للوصول اىل ابطال احلكم او تعديله) ‪ .‬ويعرف كذلك بأنه (طريق من طرق‬
‫الطعن العادية يسلكه احملكوم عليه للتظلم من حكم غيابي صدر حبقه بهدف اعادة طرح الدعوى امام ذات‬
‫احملكمة اليت اصدرته) (‪.)2‬‬
‫مما يتبني بأن االعرتاض على احلكم الغيابي هو طريق خول احملكوم عليه غيابيا للطعن يف احلكم‬
‫الغيابي الصادر ضده امام نفس احملكمة اليت أصدرت احلكم ‪ .‬واحلكمة يف اباحة العودة اىل نفس احملكمة اليت‬
‫اصدرت احلكم ترجع اىل ان احملكوم عليه مل يبد امامها اقواله ودفاعه‪ ،‬لذلك كان من العدل ان خيول املشرع‬
‫هذا احلق للمحكوم عليه غيابيا(‪. )3‬‬
‫واالعرتاض على احلكم الغيابي يشرتك مع التدخل التمييزي يف بعض اخلصائص والصفات كما جاء‬
‫ذلك يف قانون اصول احملاكمات اجلزائية اال إنهما خيتلفان باعتبار لكل منهما طريقا خاصا ومستقال حبد ذاته‬

‫‪.‬‬ ‫(‪ )1‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص‬


‫‪.‬‬ ‫(‪ )2‬تنكزار شوكت صادق‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )3‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص‬
‫‪15‬‬
‫عند الطعن يف االحكام اجلزائية‪ ،‬ولذلك نوضح أوجه الشبه واالختالف بني االعرتاض على احلكم الغيابي‬
‫والتدخل التمييزي كما يلي ‪:‬‬

‫اوال‪ :‬اوجه الشبه‪:‬‬


‫من الصعب القول بان هنالك وجه شبه بني التدخل التمييزي واالعرتاض على احلكم الغيابي فاالول‬
‫ميثل سلطة حملكمة التمييز للتدخل باألحكام من تلقاء نفسها او بناء على طلب‪ ،‬اما الثانية فيمثل طريق طعن‬
‫عادي ومع ذلك فان هناك أوجه شبه جتمع بينهما‪:‬‬
‫‪ .‬من حيث الغاية‪ :‬ان الغاية من هذين الطريقني للطعن هو محاية احلكم مما يكون قد شابه من اخطاء‪،‬‬
‫فاالعرتاض على احلكم الغيابي يهدف اىل اتاحه الفرصة للمحكوم عليه إلبداء أقواله ودفاعه امام نفس احملكمة‬
‫اليت اصدرت احلكم‪ ،‬اما التدخل التمييزي فانه يهدف اىل محاية التطبيق السليم للقانون وان تكون االحكام‬
‫اجلزائية مطابقة الحكامه اي بالنتيجة ان كالهما يهدف اىل محاية االحكام الصادرة من احملاكم اجلزائية‪.‬‬

‫‪ .‬من حيث القواعد العامة‪ :‬ان القواعد العامة املتعلقة بطرق الطعن ينطبق على كالهما‪ ،‬ومنها أن ال يضار‬
‫الطاعن بطعنه مامل يكن احلكم خمالف للقانون‪ ،‬وان طعن املتهم يشمل الدعاوى املدنية واجلزائية ‪ ،‬واما‬
‫املسؤول املدني واملدعي املدني فان طعنه ال يشمل اال الدعوى املدنية(‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬اوجه االختالف‪:‬‬


‫ان التدخل التمييزي واالعرتاض على احلكم الغيابي كالهما طريق للطعن يف االحكام اال انهما خيتلفان‬
‫كون األول طريق طعن غري عادي‪ ،‬اما االعرتاض على احلكم الغيابي طريق طعن عادي وذلك حسب ما نظمه‬
‫املشرع لذا ستبيني اهم االختالفات بينهم يف األوجه اآلتية‪:‬‬
‫‪ .‬من حيث اجلهة الذي يقدم اليها‪ :‬يكون االعرتاض على احلكم الغيابي امام نفس احملكمة اليت اصدرت‬
‫احلكم يف غيابه‪ ،‬بينما التدخل التمييزي يكون دائما امام حمكمة اعلى من احملكمة اليت اصدرت احلكم‪.‬‬
‫‪ .‬من حيث االحكام اليت جيوز التدخل فيها واالعرتاض عليها‪ :‬يكون التدخل التمييزي يف األحكام‬
‫الوجاهية اليت صدرت من احملاكم اجلزائية وكذلك يف القرارات والتدابري اليت مضت مدة الطعن عليها مع وجود‬
‫اخطاء قانونية فيها لذلك البد من التدخل يف مثل هذه االحكام لتكون بشكلها الصحيح واملوافق للقانون‪ ،‬اما‬
‫االعرتاض على احلكم الغيابي فال يكون اال يف االحكام اليت صدرت يف غياب املتهم وسبب االعرتاض بهذا‬
‫الطريق ان عدم االستماع لدفاع املتهم حيمل احتمالية ان يكون احلكم غري صحيح ‪.‬‬
‫‪ .‬من حيث مدة الطعن‪ :‬أن مدة االعرتاض على احلكم الغيابي حمددة قانونا‪ ،‬واذا ما انتهت هذه املدة من‬
‫دون ان يتم االعرتاض خالهلا على احلكم الغيابي الصادر حبق احملكوم عليه فانه يصبح مبثابة احلكم‬
‫الوجاهي الذي الجيوز الطعن فيه بطريق االعرتاض مرة اخرى"‪ ،‬وان كان جائزا الطعن فيه بطرق الطعن‬

‫‪.‬‬ ‫(‪ )1‬تنكزار شوكت صادق‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬


‫‪16‬‬
‫االخرى‪ .‬وهو خيتلف عن التدخل التمييزي الذي مل يرد عليه اي حتديد زمين‪ ،‬يوجب على الذين حيق هلم طلب‬
‫التدخل التمييزي ان يطلبوا ذلك خالل هذه املدة حيث انه ميكن أن يتم يف اي وقت متى ما توافرت اي من‬
‫االسباب اليت توجب ذلك(‪. )1‬‬
‫‪ .‬من حيث كيفية تقديم الطعن‪ :‬بني املشرع العراقي على الكيفية اليت يتم االعرتاض فيها على احلكم‬
‫الغيابي وذلك بعريضة يقدمها احملكوم عليه مباشرة اىل احملكمة اليت اصدرت احلكم أو اىل اي مركز شرطة‪،‬‬
‫أما اذا كان احملكوم عليه قد سلم نفسة او ألقي القبض عليه فيمكن ان يتم االعرتاض مبحضر ينظم يف‬
‫احملكمة او يف مركز الشرطة بعد سؤال احملكوم عليه عما اذا كان يرغب يف االعرتاض على احلكم الصادر حبقه‬
‫فإن ابدى رغبته يف االعرتاض على احلكم تدون أسباب اعرتاضه يف احملضر وإذا مل يرغب فيثبت ذلك يف‬
‫احملضر أيضا وذلك مبوجب احكام املادة (‪/243‬ب) اصولية ‪ ،‬يف حني مل حيدد املشرع شكل معني يتم فيه‬
‫طلب التدخل التمييزي فيه سواء كان بعريضة او بشكل شفوی او بتحديد بيانات يلزم ان يشتمل عليها طلب‬
‫التدخل التمييزي اال ان ما جرى عليه العمل ومن خالل االطالع على القرارات القضائية فان املعمول به هو أن‬
‫تقديم طلب التدخل التمييزي يكون بشكل حتريري يتضمن اسم طالب التدخل التمييزي واحلكم او القرار‬
‫(‪.)2‬‬
‫املطلوب التدخل التمييزي ضده واسباب تقديم هذا الطلب الذي يتمثل باخلطا القانوني املطلوب تصحيحه‬
‫‪ .5‬من حيث صالحيات احملكمة عند النظر يف الطعن‪ :‬يف االحكام الغيابية عندما تنظرها احملكمة جمددا فلها‬
‫ان تصدر حكمها بتأييد احلكم او تعديله أو الغائه على ان ال حتكم باشد مما قضي به احلكم ‪.‬اما يف التدخل‬
‫التمييزي فلمحكمة التمييز وكذلك احملاكم ذات الصفة التمييزية كافة الصالحيات املنصوص عليها يف املادة‬
‫(‪ )259‬من قانون اصول احملاكمات اجلزائية اذا ما كان تدخلها خالل ثالثني يوما من تاريخ صدور احلكم اما‬
‫بعد مرور هذه املدة فليس هلا إدانة املتهم الغيابي او تشديد عقوبته(‪. )3‬‬
‫‪ .6‬من حيث وسيلة تقديم الطعن‪ :‬يكون االعرتاض على احلكم الغيابي بناء على طلب اي ال ميكن أن يتم مامل‬
‫يبني املعرتض رغبته يف االعرتاض وذلك بتقديم عريضة االعرتاض او بيان هذه الرغبة عند تنظيم احملضر يف‬
‫احملكمة او مركز الشرطة الذي يسلم احملكوم عليه نفسه اليه او عندما يلقي القبض عليه ويسلم اىل اي‬
‫منهما"‪ ،‬وهذا االمر على خالف التدخل التمييزي الذي قد يتم بدون ان يبدي أي من ذوي العالقة او االدعاء‬
‫العام رغبته يف ذلك حيث ان احملكمة ميكنها ومن تلقاء نفسها ان تتدخل متييزا وبالتالي فأنه قد ال يكون‬
‫هناك حاجة لتقديم طلب للتدخل يف احلكم او القرار(‪.)4‬‬

‫املطلب الثاني‬
‫أوجه الشبه و االختالف بني التدخل التمييزي و طرق الطعن غري العادية‬

‫‪.‬‬ ‫–‬ ‫(‪ )1‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص‬


‫‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ختام فليح حسن ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪.‬‬ ‫–‬ ‫(‪ )3‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص‬
‫(‪ )4‬سعيد حسب اهلل عبداهلل ‪ ،‬شرح قانون اصول احملاكمات اجلزائية ‪ ،‬الطبعة االوىل ‪ ،‬دار احلكمة للطباعة و النشر ‪ ،‬موصل‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪،‬ص‬
‫‪17‬‬
‫طرق الطعن غري العادية هي الطرق غري اجلائزة اال للخصم الذي يعينه القانون ويف االحوال اليت‬
‫حيددها بناءً على االسباب اليت يرمسها ‪ ،‬ومن أهم ما متتاز به هذه الطرق انها التسلك ما مل يستنفذ اطراف‬
‫الدعوى الطرق العادية اليت رمسها القانون للطعن باحلكم ‪ ،‬باالضافة اىل انها المتارس اال يف حاالت معينة‬
‫حددها القانون وال يتأثر تنفيذ احلكم بها حيث أنه ينفذ و أن طعن فيه بأي من طرق الطعن غري العادية(‪. )1‬‬
‫وتتمثل طرق الطعن غري العادية بالتمييز و تصحيح القرار التمييزي و إعادة احملاكمة ‪ ،‬وعليه‬
‫سنتناول هذا املطلب يف أربعة فروع وفق ما يأتي ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬أوجه الشبه و االختالف بني التدخل التمييزي و التمييز‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أوجه الشبه و االختالف بني التدخل التمييزي و تصحيح القرار التمييزي‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬أوجه الشبه و االختالف بني التدخل التمييزي و إعادة احملاكمة‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬أوجه الشبه و االختالف بني التدخل التمييزي و الطعن ملصلحة القانون‬

‫الفرع األول‬
‫أوجه الشبه واالختالف بني التدخل التمييزي و التمييز‬
‫التمييز طريق غري عادي للطعن يف االحكام اجلزائية يقتضي عرضها على حمكمة عليا واحدة هي‬
‫حمكمة التمييز ملراجعتها من ناحية صحة اجراءات نظر الدعوى وقانونية النتائج اليت انتهت اليها‪ ،‬فالتمييز‬
‫من امتداد للخصومة ‪ ،‬بل ان مهمة احملكمة فيه تقتصر على القضاء يف صحة االحكام والتأكد من ت على‬
‫اجراءات قانونية صحيحة وصدرت طبقا للقانون ‪ ،‬أي أن حمكمة التمييز ال تعيد النظر يف ضوع وال تشكل يف‬
‫الوقائع‪ ،‬فهي ليست درجة من درجات التقاضي العادية ‪ ،‬بل ان اوراق الدعوى فقط اليت تعرض على حمكمة‬
‫أخرى أعلى درجة من تلك اليت اصدرت احلكم لكي تتوىل تدقيق ما صدر فيها من قرارات واحكام وما اختذ‬
‫من اجراءات منذ حلظة حتريك الدعوى اجلزائية وحلني اصدار احلكم‪ .‬فإذا ت حمكمة التمييز أن احلكم أو القرار‬
‫املطعون فيه يتفق واحكام القانون قضت برد الطعن واال قضت ي احلكم واعادة الدعوى اىل احملكمة اليت‬
‫أصدرتها‪ ،‬لذلك وجب أن يتاح للخصوم طريق معني لالعرتاض على ما قد يكون اصاب االحكام و القرارات من‬
‫االخطاء القانونية ومراقبة احملاكم األدنى درجة من حمكمة التمييز(‪.)2‬‬
‫والتدخل التمييزي وان كان ميكن اعتباره نوعا من انواع التمييز اال انه مع هذا خيتص عنه ببعض‬
‫املميزات و اخلصائص اليت متيزه عنه ومن أجل بيان هذه املميزات البد من تناول اوجه الشبه بني التدخل‬
‫التمييزي و التمييز ومن ثم التطرق ألوجه االختالف وذلك يف الفقرتني االتيتني ‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬اوجه الشبه‪-:‬‬


‫التدخل التمييزي باعتباره نوعا من انواع التمييز يتماثل معه يف اخلصائص االتية ‪-:‬‬

‫‪.‬‬ ‫–‬ ‫(‪ )1‬ذكرى حممد الياسني ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬


‫‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ختام فليح حسني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‬
‫‪18‬‬
‫‪ -1‬ان كالً من التدخل التمييزي و التمييز بنوعيه الوجوبي و االختياري هما طريقان غري عاديني للطعن‬
‫باحلكم وبالتالي فان نظرهما و البت فيهما يكون من حمكمة أعلى من احملكمة اليت أصدرت احلكم وهي‬
‫حمكمة التمييز ‪.‬‬
‫‪ -2‬ان كالً منهما يعترب سلطة من سلطات حمكمة التمييز اليت منحها القانون هلا بغية ضمان رقابتها على‬
‫االحكام وبهذا يكون حملكمة التمييز الصالحيات كافة اليت خوهلا القانون إياها عند ممارستها ألي من هاتني‬
‫السلطتني ‪.‬‬
‫‪ -3‬الطعن بالتمييز قد يكون بطلب مقدم من اخلصوم او يكون تلقائياً وذلك تبعاً لنوع التمييز ‪ .‬وكذا االمر‬
‫بالنسبة للتدخل التمييزي الذي ميكن ان يكون تلقائياً متارسه حمكمة التمييز من دون تقديم طلب اليها بذلك‬
‫وقد يكون بناءً على تقديم طلب من قبل أي ذوي العالقة(‪. )1‬‬

‫ثانياً‪ :‬اوجه االختالف ‪-:‬‬


‫اما أوجه االختالف ما بني التدخل التمييزي و التمييز فتتمثل مبا يأتي ‪:‬‬

‫‪ -‬كيفية الطعن بطريق التمييز وطلب التدخل التمييزي‬


‫بينت املادة (‪/252‬أ) من قانون أصول احملاكمات اجلزائية أن حصول الطعن بالتمييز يكون‬
‫بعريضة تقدم من املميز او من ينوب عنه قانوناً و بينت الفقرة (ج) من املادة ذاتها ما جيب ان تشتمل عليه‬
‫عريضة الطعن و اجلهة اليت يقدم هلا الطعن واملدة الالزم تقديم الطعن خالهلا ‪ ،‬وعلى العكس من ذلك مل يبني‬
‫املشرع يف املادة (‪ ) 264‬من قانون اصول احملاكمات اجلزائية مدة معينة ميكن تقديم طلب التدخل التمييزي‬
‫خالهلا وال شك لية معينة لتقديم الطلب أو بيانات جيب أن يشتمل عليها وأن ما جرى عليه العمل وكما بينا انفاً‬
‫ان تقديم طلب التدخل التمييزي يكون بشكل بتحريري و يتضمن الطلب اسم طالب التدخل التمييزي و احلكم‬
‫او القرار املطلوب التدخل فيه واسباب تقديم هذا الطلب و املتمثلة باخلطأ القانوني املوضوعي او االجرائي‬
‫املطلوب تصحيحه ‪.‬‬

‫‪ -‬انواع التمييز و التدخل التمييزي‬


‫نظم قانون اصول احملاكمات اجلزائية هذا املوضوع وبني ان هنالك نوعني من التمييز وهما التمييز‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬اما التدخل التمييزي فأنه اما إن يكون بناء على طلب من اطراف الدعوى‬ ‫الوجوبي و التمييز اجلوازي‬
‫اجلزائية او من قبل االدعاء العام اوبشكل تلقائي من احملكمة وال الزام على حمكمة التمييز بقبول طلب‬

‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪ )1‬ذكرى حممد الياسني ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬


‫) من قانون اصول احملاكمات اجلزائية احكام التمييز اجلوازي و الوجوبي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪ )2‬بينت املواد (‬
‫‪19‬‬
‫التدخل التمييزي بل خيضع لسلطتها التقديرية على عكس احلال يف الطعن التمييزي اذا ما توفرت شروطه‬
‫الشكلية و املوضوعية فانه جيب على احملكمة النظر فيه(‪. )1‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫أوجه الشبه و االختالف بني التدخل التمييزي و تصحيح القرار التمييزي‬
‫يعد تصحيح القرار التمييزي من طرق الطعن غري العادية‪ ،‬اورده املشرع من أجل تصحيح االخطاء‬
‫اليت تقع فيها حمكمة التمييز وهي بصدد التصدي لتدقيق أوراق الدعوى متييزا ‪ .‬فبعد هذا التدقيق يظهر ان‬
‫هذه احملكمة قد خالفت القانون يف قرارها الصادر بنتيجة التمييز‪ ،‬لذا اجاز قانون اصول احملاكمات اجلزائية‬
‫الطعن لديها بغية تصحيح قرارها التمييزي ‪ .‬ان تنظيم هذا الطريق حبد ذاته يعترب تواضعاً من املشرع‬
‫واعرتافا منه بان القضاء مهما علت مرتبته وارتفع شانه يبقى رغم ذلك القرارات اليت تصدر عنه صادرة عن‬
‫بشر ومعرضة للخطأ الن الكمال هلل وحده(‪ ، )2‬والذي بررت يف مذكرته االيضاحية سبب األخذ به بقوهلا (‪....‬‬
‫اقتضت الضرورة األخذ به فما دام القانون اجاز تصحيح يف القرارات التمييزية الصادرة يف الدعاوى املدنية‬
‫مهما ضؤلت قيمتها فمن باب اوىل ان يقبل هذا التصحيح يف القرارات اجلزائية وهي ذات أثر كبري نسبيا على‬
‫احملكوم عليه خاصة وبقية ذوي العالقة ال يدانية أثر األحكام املدنية)(‪. )3‬‬
‫ويتميز التدخل التمييزي عن تصحيح القرار التمييزي بعدة نقاط ويتشابه معه يف اخرى لذا سنبني‬
‫اوجه الشبه واالختالف ما بني االثنني كاآلتي ‪:‬‬

‫اوالً‪ :‬اوجه الشبه ‪-:‬‬


‫بأستثناء أهم وجه شبه بني التدخل التمييزي وتصحيح القرار التمييزي األ وهو أن كال منهما طريق‬
‫استثنائي من طرق الطعن باألحكام فأنه ميكن اعتبار مايأتي مما ميتاز به كال الطريقني ‪:‬‬
‫‪ - ۱‬تصحيح القرار التمييزي هو طريق طعن الغاية من النـص عـليـه أصـالح االخطاء القانونية اليت تكتنف‬
‫القرار او احلكم الذي تصدره حمكمة التمييز ‪ .‬وهي الغاية ذاتها اليت تستهدف من التدخـل التمييزي وان كان‬
‫مقصوراً على احملاكم االدنى منها درجة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الطعن بطريق تصحيح القرار التمييزي ميكن ان يكـون مـن قبـل االدعـاء العـام أو أي مـن ذوي العالقة‬
‫بالدعوى اجلزائية فهم ذات االشخاص الذين اجاز هلم القانون تقديم طلب حملكمة التمييز بغية التدخل يف‬
‫القرار او احلكم متييزاً(‪. )4‬‬

‫‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ختام فليح حسني‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‬


‫‪،‬‬ ‫(‪ )2‬د‪.‬وعدي سليمان مزوري ‪ ،‬شرح قانون اصول احملاكمات اجلزائية ‪ ،‬الطبعة االوىل ‪ ،‬مطبعة هاوار ‪ ،‬دهوك ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫ص‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )3‬سعيد حسب اهلل عبداهلل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )4‬ذكرى حممد الياسني‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‬
‫‪20‬‬
‫ثانياَ‪ :‬أوجه االختالف ‪-:‬‬
‫أما من حيث أوجه االختالف ما بني التدخل التمييزي و الطعن بطريق تصحيح القرار التمييزي يكون‬
‫كالتالي ‪:‬‬
‫‪ -1‬ان تصحيح القرار التمييزي يكون على القرارات اليت تصدرها حمكمة التمييز حصراً يف حني ان التدخل‬
‫التمييزي يكون يف القرارات الصادرة من حماكم التحقيق و اجلنح و اجلنايات بإستثناء قرارات حمكمة التمييز‪.‬‬
‫‪ -2‬يف تصحيح القرار التمييزي حدد القانون كيفية الطعن به وذلك بتقديم طلب اىل حمكمة التمييز مباشرة او‬
‫بواسطة احملكمة اليت اصدرت القرار او احلكم املراد تصحيحه او اىل ادارة السجن او املؤسسة اذا كان طالبه‬
‫مسجوناً أو حمجوزاً اما يف التدخل التمييزي فيقدم الطلب اىل حمكمة التمييز او احملكمة اليت هلا صفة‬
‫متييزية‪.‬‬
‫‪ -3‬من حيث املدة فطلب التصحيح حمدد مبدة معينة لتقدميه وهي ثالثني يوم تبدأ من تاريخ تبليغ احملكوم‬
‫عليه او تاريخ ورود الدعوى من حمكمة التمييز اىل حمكمة املوضوع يف االحوال االخرى بينما مل حيدد القانون‬
‫يف التدخل التمييزي مدة ميكن ان يطلب فيها التدخل من حمكمة التمييز او احملاكم اليت هلا صفة متييزية(‪. )1‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫أوجه الشبه و االختالف بني التدخل التمييزي و إعادة احملاكمة‬
‫إعادة احملاكمة هو طريق طعن غري عادي من طرق الطعن باالحكام اجلزائية الباتة بعقوبة او تدبري يف‬
‫جناية او جنحة نظمه املشرع خالفاً ملبدأ حجية الشيء املقضي به(‪ ،)2‬محاية ملصلحة جديرة باحلماية وهي‬
‫مصلحة املتهم الربيء يف حاالت حددها على سبيل احلصر قضي فيها بإدانة املتهم و اكتسب احلكم الصادر‬
‫فيها درجة البتات غري انه ظهر فيما بعد ان االساس الذي بين عليه هذا احلكم غري سليم من الناحية الواقعية‬
‫مما جيعل من مسألة التشبث به بداعي احرتام حجية االحكام ظلما و إجحافاحبق الضمري اإلنساني و‬
‫العدالة(‪ .)3‬و علة إعادة احملكمة هي إصالح اخلطأ القضائي املتعلق بالواقع ‪ ،‬حيث يتعلق اخلطأ بتطبيق‬
‫القانون فطريق الطعن املعمول به هو الطعن متييزاً ‪ ،‬ومن جانب اخر الجيوز الركون اىل طريق إعادة احملاكمة‬
‫مامل يكن اخلطأ داخال يف إحدى حاالت نص القانون الواردة على سبيل احلصر ‪ ،‬ويقتصر طريق إعادة‬
‫احملاكمة على أحكام اإلدانة ‪ ،‬أما احكام الرباءة وعدم املسؤولية فال جيوز الطعن بطلب اعادة احملاكمة وذلك‬

‫‪.‬‬ ‫(‪ )1‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص‬


‫(‪ )2‬املقصود حبجيه الشيء املقضى به (او احلكم املقضي به) ان احلكم القضائى يكون له حجة على ما فصل فيه من‬
‫احلقوق فاألحكام الصادرة من حمكمة اول درجة هلا حجيتها ولكنها حجية مؤقتة تقف مبجرد الطعن به باإلستئناف وتظل‬
‫احلجية‪.‬‬ ‫موقوفة إىل أن يقضى فى اإلستئناف فإذا تأيد احلكم عادت اليه حجيته وإذا قضى بإلغاء احلكم زالت عنه تلك‬
‫‪ ،‬الطبعة االوىل ‪ ،‬دار السنهوري‪،‬‬ ‫لسنة‬ ‫(‪ )3‬قيس لطيف التميمي ‪ ،‬شرح قانون اصول احملاكمات اجلزائية رقم‬
‫‪.‬‬ ‫‪،‬ص‬
‫‪21‬‬
‫بصرف النظر عن اخلطأ الواقعي الذي يعيبها ‪ ،‬وإلعادة احملاكمة طابع احتياطي ال يصح االلتجاء اليه إال يف‬
‫حالة تسد مجيع طرق الطعن القانونية الصالح عيب احلكم ‪ ،‬لذلك اقتصر نطاقه على االحكام الباتة(‪. )1‬‬
‫وإعادة احملاكمة بوصفه طريق غري عادي للطعن فهو يشرتك مع التدخل التمييزي يف أوجه و خيتلف‬
‫عنه يف اخرى و نبني ذلك فيما يأتي ‪:‬‬
‫اوالً‪ :‬اوجه الشبه‪-:‬‬
‫أهم وجه شبه بني التدخل التمييزي وإعادة احملاكمة هو ان كالهما يعد طريقاً غري عادي من طرق‬
‫الطعن باالحكام وال جيوز رفعهما اال يف حاالت واسباب حمددة وميكن اعتبار ما يأتي ما ميتاز به كال الطرفني‪:‬‬
‫‪ -1‬أن كالً من إعادة احملاكمة و التدخل التمييزي طريقان استثنائيان من طرق الطعن باالحكام والجيوز‬
‫رفعهما اال يف حاالت واسباب حمددة‪.‬‬
‫‪ -2‬مل حيدد القانون مدة حمددة للطعن بطريق إعادة احملاكمة كما هو احلال بالنسبة للتدخل التمييزي ‪.‬‬
‫‪ -3‬ان طلب إعادة احملاكمة يقدم اىل حمكمة التمييز وهي حمكمة أعلى من احملكمة اليت أصدرت احلكم‬
‫وكذلك االمر يف طلب التدخل التمييزي الذي يقدم اىل حمكمة التمييز او اية حمكمة هلا صفة متييزية ‪ ،‬أي انه‬
‫يقدم اىل حمكمة اعلى من احملكمة اليت أصدرت احلكم ايضاً‪.‬‬
‫‪ -4‬اليرتتب على سلوك أي من هذين الطريقني وقف تنفيذ احلكم املطعون فيه مامل يكن صادراً بعقوبة‬
‫باالعدام(‪. )2‬‬

‫ثانياً‪ :‬أوجه االختالف ‪-:‬‬


‫اعادة احملاكمة وان كان يتفق مع التدخل التمييزي يف بعض األوجه املشرتكة بينهما وذلك لكونهما‬
‫طريقني استثنائيني من طرق الطعن اال انهما خيتلفان عن بعضهما يف عدة أمور من حيث اجلهة اليت ترفعه‬
‫واجلهة اليت يقدم اليها واجلهة اليت تنظره وعلى النحو االتي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬اعادة احملاكمة الميكن ان يتم اال اذا رفع طلب من قبل احملكوم عليه او زوجته او احد أقاربه يف حالة‬
‫وفاته اىل االدعاء العام الذي يرفعه بدوره اىل حمكمة التمييز ‪ ،‬يف حني ان طلب التدخل التمييزي ميكن ان‬
‫يكون تلقائياً ويف حالة ما اذا كان بناءَ على طلب فان حق تقدميه غري مقصور على احملكوم عليه فقط بل‬
‫يشمل اطراف الدعوى اجلزائية كلهم مبا فيهم االدعاء العام الذي يعترب من اجلهات اليت خوهلا القانون حق‬
‫تقديم هذا الطلب ‪.‬‬
‫‪ -2‬ان حمكمة التمييز عندما يرفع اليها طلب اعادة احملاكمة تبت فيه اما بالرفض او القبول ويف هذه احلالة‬
‫االخرية حتيل القضية اىل احملكمة اليت اصدرت احلكم بغية نظره والبت فيه ‪ .‬اما التدخل التمييزي فان‬
‫حمكمة التمييز او احملكمة اليت هلا صفة متييزية هي احملكمة اليت يقدم اليها الطلب وهي ايضاً اليت تبت‬
‫فيه‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫(‪ )1‬د‪ .‬فخري عبدالرزاق صليب احلديثي ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ذكرى حممد الياسني‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪22‬‬
‫‪ -3‬ان طلب اعادة احملاكمة اليكون اال يف االحكام الباتة و الصادرة باالدانة يف حني ان التدخل التمييزي ميكن‬
‫ان يكون يف االحكام الباتة وغري الباتة واليشرتط فيها ان تكون صادرة باالدانة بل ميكن ان يكون التدخل‬
‫حتى يف االحكام الصادرة بالرباءة ‪.‬‬
‫‪ -4‬ان اعادة احملاكمة التكون اال يف دعاوي اجلنايات و اجلنح على خالف التدخل التمييزي الذي ميكن ان‬
‫يكون يف دعاوي اجلنايات و اجلنح و حتى املخالفات(‪. )1‬‬

‫الفرع الرابع‬
‫أوجه الشبه و االختالف بني التدخل التمييزي و الطعن ملصلحة القانون‬
‫أن اخلطأ القضائي يف االحكام امر متوقع و اخلصوم ال جيربون على استعمال حقهم يف الطعن فقد ال‬
‫ميس اخلطأ مبصلحة اي منهم ‪ ،‬وقد ميس بها ومع ذلك ال يلجأ صاحب احلق اىل الطعن لسبب او ألخر‪ ،‬ومن‬
‫اجل تدارك اخلطأ القانوني الذي قد يقع يف االحكام كان ال بد من وجود نظام قانون لتصحيح هذا اخلطأ‪،‬‬
‫ويتمثل هذا النظام بالطعن يف احلكم ملصلحة القانون ‪ ،‬فاهلدف من وجود ‪ -‬النظام هو رغبة املشرع بأن‬
‫تكون االحكام القضائية بشكلها الصحيح وعدم االبقاء على االخطاء فيها وال سيما أن مثل هذه االحكام اذا‬
‫مل تنقض قد تصبح مرجعاً اجتهادياً ‪ ،‬وهذا النظام وأن كان يتناقض مع القاعدة املتعلقة حبجية االحكام‬
‫والقرارات الباتة والنهائية ‪ ،‬اال أن اخلروج عن هذه القاعدة يربره الغرض الذي كان من وراء االخذ به وهو‬
‫ضمان الوصول اىل احقاق احلق وعدم ضياعه بسبب التمسك ببعض الشكليات اليت حتول دون ذلك ‪ ،‬إذ أن‬
‫حتقيق العدالة اهم من الشكل واخلطأ فيه(‪. )2‬‬
‫وبعد ما بيناه عن الطعن ملصلحة القانون نبني فيما يأتي اهم اوجه الشبه و االختالف بينه وبني‬
‫التدخل التمييزي على النحو االتي ‪:‬‬
‫اوالً‪ :‬اوجه الشبه‪-:‬‬
‫‪ -1‬الطعن ملصلحة القانون ال يكون اال يف القرارات و االحكام الصادرة من احملاكم فقط والجيوز ان يكون يف‬
‫القرارات اليت تصدر من غري احملاكم كاللجان مثالً ‪ ،‬وهو األمر نفسه يف التدخل التمييزي الذي يقتصر على‬
‫أحكام احملاكم و قراراتها فقط ‪.‬‬
‫‪ -2‬ان حمكمة التمييز هي اجلهة املختصة اليت اناط قانون االدعاء العام امـر النظر يف الطعن ملصلحة القانون‬
‫بها ألهمية مثل هذه الطعون وعليه فالجيوز ان يرفع هذا الطعن اىل حمكمة اخرى غري حمكمة التمييز حتى لو‬
‫كانت هلا صفة متييزية ‪ -‬كمحكمة االستئناف بصفتها التمييزية ‪ -‬طاملا أن التحديد قد ورد حصرا وال جمال‬
‫لألجتهاد يف مورد النص ‪ .‬وكذا احلال يف اجلهة اليت تنظر طلب التمييزي وتبت فيه وهي حمكمة اعلى من‬
‫احملكمة اليت أصدرت احلكم وهي التمييز‪ .‬وان كان القانون قد أجاز تقديم الطلب لغري حمكمة التمييز‬

‫‪.‬‬ ‫–‬ ‫(‪ )1‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص‬


‫‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ختام فليح حسن‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪23‬‬
‫كمحكمة االستئناف بصفنهـا التمييزية وحمكمة اجلنايات بصفتها التمييزية وذلك تبعاً للجهة املختصة بنظر‬
‫الطعن التمييزي(‪.)1‬‬
‫‪ -3‬تعتمد احملكمة عند أصدارها القرار النهائي يف أية قضية أسساً رمسهـا القـانون وأوجـب مراعاتها‬
‫وتطبيقها عند أجراء احملاكمة وحتى صدور القرار وتطبيق النـص القانوني يف الدعوى حبيث تكون احليثيات‬
‫او االسباب واضحة ومنسجمة متاماً مع النص القانوني املطبق واي جتاوز لالصول القانونية او انتهاك للقانون‬
‫يعد خرقاً للقانون يف ذلك القرار الذي تصدره احملكمـة كـأن تصـدر قـراراً خمالفاً لنص قانوني صريح او‬
‫للنظام العام او غري ذلك وعندئذ فـأن أي خرق او خمالفة للقانون يفتح الباب امام رئيس االدعاء العام للطعن‬
‫بهذا القرار ملصلحة القانون بغيـة رفع اخلرق عنـه وتصحيحه وهو السبب ذاته الذي من أجله يتم التدخل‬
‫متييزاً من قبل حمكمة التمييز سواء أكان تدخلها تلقائياً أم بناء على طلب يقدم اليها ‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬اوجه االختالف‪-:‬‬
‫‪ –۱‬اهم اختالف بني الطعن ملصلحة القانون والتدخل التمييزي هوان االول ال ميكن ان يكون يف القرارات او‬
‫االحكام اليت تصدرها احملاكم اجلزائية ويشمل ما عدا ذلك يف حني ان التدخل التمييزي يكون فقط يف احكام‬
‫وقرارات احملاكم اجلزائية وقد جاء يف قرار حملكمة التمييز بأنه ال يقبل الطعن ملصلحة القانون يف االحكام‬
‫الصادرة من احملاكم اجلزائية(‪. )2‬‬
‫‪ –۲‬ان الطعن ملصلحة القانون ال ميكن ان يكون تلقائيا اي ليس حملكمة التمييز ان تثريه من تلقاء نفسها‬
‫وال جيوز تقدميه اال من رئيس االدعاء العام يف حني اجاز القانون طلب التدخل التمييزي املقدم من االدعاء‬
‫العام دون التقيد برئيسه ويشمل كذلك من كل شخص له عالقة بالدعوى كما اجاز القانون للمحكمة اجلزائية‬
‫اليت هلا صفة متييزية التدخل متييزاً من تلقاء نفسها ‪.‬‬
‫‪ –3‬القرارات واالحكام اليت ميكن الطعن فيها ملصلحة القانون هي فقط اليت من شأنها االضرار مبصلحة‬
‫الدولة او امواهلا او خمالفة للنظام العام وبالتالي فأن مل يكن القرار او احلكم يرتب هذا االثر فال جيوز الطعن‬
‫فيه ملصلحة القانون بينما مل يقيد القانون التدخل التمييزي على قرارات او احكام معينة من حيث آثارها ‪.‬‬
‫‪ –4‬ان الطعن ملصلحة القانون هو طعن استثنائي ال ميارس مادامت مدة الطعن باالحكام غري منتهية يف حني‬
‫ان التدخل التمييزي ميكن ان يكون حتى يف القرارات و االحكام غري املكتسبة للدرجة القطعية اذ ان القانون‬
‫مل يشرتط يف القرارات و االحكام اليت يتدخل فيها متييزاً ان تكون مكتسبة الدرجة القطعية‪.‬‬
‫‪ –5‬الطعن ملصلحة القانون جيب ان يقدم خالل مدة مخس سنوات على تأريخ اكتساب احلكم او القرار درجة‬
‫البتات ومعنى هذا ان مرور هذه املدة يكون مانعاً من طعن رئيس االدعاء العام ملصلحة القانون يف حني مل‬
‫يشرتط القانون يف طلب التدخل التمييزي تقدميه ضمن مدة معينة ‪.‬‬

‫‪-‬‬ ‫(‪ )1‬ذكرى حممد الياسني‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬


‫(‪ )2‬حبث منشور على موقع جملس القضاء االحتادي يف العراق بدون اسم الباحث وبدون عنوان البحث متاح على املوقع‬
‫االلكرتوني‪:‬‬
‫‪https://www.google.com/url?sa=t&source=web&rct=j&url=https://www.hjc.iq/upload/pdf/‬‬
‫‪maher.pdf&ved=2ahUKEwi2o_twsD4AhVrSPEDHWtzARMQFnoECAoQAQ&usg=AOv‬‬
‫‪Vaw3PVe3H_G4MtLv1oudRbw_j.‬‬
‫‪24‬‬
‫ومن التطبيقات القضائية للطعن ملصلحة القانون القرار التمييزي الصادر من حمكمة متييز أقليم‬
‫كوردستان بالعدد ‪ /1‬طعن ملصلحة القانون ‪ 2007 /‬يف ‪. 2007/1/30‬‬
‫طالبة الطعن ملصلحة القانون ‪ /‬نائبة رئيس االدعاء العام‬
‫أصدرت حمكمة بدءاة السليمانية الثانية قرارها يف الدعوى البدائية املرقمة ‪/3337‬ب‪ 2005/‬يف‬
‫‪ 2008/8/27‬قابالً لالستئناف و التمييز يقضي بالزام املدعى عليه وزير الزراعة و الري إضافة لوظيفته‬
‫بدفع مبلغ أربعمائة وثالثة و عشرون مليون ومائة و ستون الف دينار عراقي عن اجور االستشارات و االعمال‬
‫اهلندسية ال ذي قدمها املدعى (ع‪.‬ط‪.‬ف) ولعدم قناعة نائبة رئيس االدعاء العام (ن‪.‬ن‪.‬ع) باحلكم املذكور‬
‫طلبت من رئاسة االدعاء العام قبول الطعن ورفعه اىل حمكمة متييز اقليم كوردستان لالسباب الواردة يف‬
‫عريضتها التمييزية املقدمة بتاريخ ‪ 2006/10/9‬طعنت نائبة رئيس االدعاء العام يف السليمانية بطلبها‬
‫املرقم ‪/9‬طعن لصملحة القانون ‪ 2006/‬يف ‪ 2006/11/15‬طالبة نقض احلكم البدائي املذكور ‪. ..........‬‬
‫القرار‪ :‬لدى التدقيق و املداولة تبني أن الطعن اعاله غري مستوف لشروطه القانونية الن املادة ‪ 30‬من قانون‬
‫االدعاء العام رقم ‪159‬لسنة ‪ 1979‬املعدل مبوجب القانون رقم ‪ 5‬لسنة ‪ 1987‬قد أناطت الطعن ملصلحة‬
‫القانون لرئيس االدعاء العام حصراً بينما مت تقديم الطعن املذكور من قبل نائبة رئيس االعاء العام لذا قرر رد‬
‫الطعن شكالً و صدر القرار باالتفاق يف ‪. )1(2007/1/30‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫أحكام التدخل التمييزي‬
‫من اجل االحاطة مبوضوع سلطة حمكمة التمييز يف التدخل التمييزي اليت منحها القانون هلا حيث من‬
‫املعروف أنها سلطة مضافة إىل سلطتها األخرى اليت نص عليها القانون وذلك بهدف ضمان استمرار الرقابة‬
‫على قرارات وأحكام احملاكم يف حال عدم الطعن فيها من أطراف الدعوى او مرور املدة الزمنية احملددة لذلك‪،‬‬
‫وهذا يتفق مع وظيفة حمكمة التمييز اليت متثل جهة عليا للرقابة على احكام احملاكم االدنى‪ .‬لذا يقتضي االمر‬
‫بيان ماهي االحكام والقرارات اليت ميكن طلب التدخل التمييزي فيها وهل ميكن طلب ذلك يف كل االحكام‬
‫والقرارات‪ ،‬أم بالقرارات النهائية او الباتة فقط‪ ،‬وبيان ما إذا كانت االحكام والقرارات اليت ميكن التدخل فيها‬
‫بشكل تلقائي ختتلف عن تلك اليت يتم التدخل فيها بناء على طلب االدعاء العام واطراف الدعوى اجلزائية‪،‬‬
‫وحتديد ما ميكن الرقابة عليه من قبلها وفيما إذا كان من اجلائز التدخل فيه متييزا‪.‬‬
‫إذ أنه من املعلوم أن حمكمة التمييز هي جهة رقابية عليا وظيفتها مراقبة تطبيق القانون بشكل‬
‫صحيح والعمل على توحيد تطبيقه من أجل حتقيق االستقرار الالزم لألحكام اجلزائية‪ .‬وأن حتقيق ذلك يتطلب‬
‫اعمال رقابة على كافة اجزاء احلكم من أجل ضمان التطبيق الصحيح للقانون‪ ،‬إذ تنصب االخطاء على مسائل‬
‫تتعلق بتطبيق القانون وهو ما ميثل حمل للتدخل التمييزي فاهلدف الذي من اجله منحت حمكمة التمييز هذه‬
‫الصالحية هو من أجل ضمان حسن تطبيق القانون وتصحيح االخطاء القانونية‪.‬‬

‫(‪ )1‬القرار (غري منشور)‪.‬‬


‫‪25‬‬
‫لكن على الرغم من هذا اهلدف فأن بعض القوانني االجرائية قد قيدت من سلطة حمكمة التمييز حبيث‬
‫انها ال تستطيع ان متارس هذه السلطة على مجيع احملاكم وعلى كل القرارات واالحكام اليت تصدرها‪ ،‬ومن‬
‫ناحية أخرى فأن هذه القوانني قد اختلفت يف مدى امكانية السماح ألطراف العالقة بالدعوى يف الطلب من‬
‫حمكمة التمييز يف ممارستها هلذه السلطة ويف قصرها على حمكمة التمييز حصرا‪ ،‬حيث ان بعضا منها قد‬
‫أجاز لذوي العالقة الطلب من حمكمة التمييز تدقيق ما صدر من أحكام او قرارات يف أية دعوى لغرض التأكد‬
‫من مطابقتها للقانون ومل جتعله مقصورا على التدخل التمييزي ومن جهة اخرى فأن قسما منها قد منح هذه‬
‫السلطة الرقابية لغري حمكمة التمييز (استثناء) وذلك لغرض ختفيف العبء عن كاهل حمكمة التمييز‪ .‬سنتناول‬
‫احكام التدخل التمييزي من خالل مبحثني وكاالتي‪:‬‬
‫املبحث االول‪ :‬ما جيوز التدخل فيه متييزا ‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬شروط التدخل التمييزي ‪.‬‬

‫املبحث االول‬
‫ما جيوز التدخل فيه متييزاً‬
‫ان سلطة التدخل التمييزي اليت منحها القانون حملكمة التمييز و احملاكم ذات الصفة التمييزية هي‬
‫من أجل ضمان استقرار االحكام وأن تكون بشكل صحيح و موافق للقواعد القانونية اليت وضعها املشرع اال‬
‫ان بعض القوانني قد حددت االحكام اليت جيوز التدخل فيها باالحكام اليت جيوز الطعن فيها بطريق التمييز‬
‫يف حني وسعت قوانني اخرى من نطاق االحكام اليت جيوز التدخل فيها ومشلت احكام و قرارات اخرى بطريق‬
‫التدخل التمييزي‪ ،‬وبعضها اجازت التدخل بشكل تلقائي فقط ومل جتز ألطراف الدعوى اجلزائية و االدعاء‬
‫العام طلب التدخل التمييزي يف حني بعض القوانني االخرى أجازت التدخل التمييزي يف االحكام سواء كان‬
‫يشكل تلقائي او بناء على طلب من اطراف الدعوى اجلزائية او من االدعاء العام‪ ،‬ونوضح ذلك يف مطلبني‬
‫كاآلتي ‪:‬‬
‫املطلب االول ‪ :‬االحكام اليت جيوز التدخل فيها تلقائياً ‪.‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬االحكام اليت جيوز التدخل فيها بناء على طلب ‪.‬‬

‫املطلب االول‬
‫االحكام اليت جيوز التدخل فيها تلقائي ًا‬
‫يعرف احلكم اجلزائي بانه ( قرار تصدره احملكمة يف خصومة مطروحة عليها طبقاً للقانون فصالً يف‬
‫موضوعها أو يف مسالة يتعني حسمها قبل الفصل يف املوضوع )(‪ ،)1‬إذا فاحلكم الذي يصدر يف الدعوى‬

‫‪،‬‬ ‫(‪ )1‬د‪ .‬حممود جنيب حسين‪ ،‬شرح قانون االجراءات اجلنائية‪ ،‬ط ‪ ،‬مطبعة جامعة القاهرة والكتاب اجلامعي‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫ص‬
‫‪26‬‬
‫اجلزائية هو فصل يف موضوع جرمية مطروحة على القضاء بأعمال حكم القانون على ما انتهت اليه احملكمة‬
‫من صحة اسناد الفعل اىل املتهم‪ ،‬أو من انتفاء الدليل املقنع على صدق ذلك االسناد ‪.‬‬
‫ويعد احلكم الصادر يف الدعوى عنواناً للحقيقة ودليل على صحة ما قضى به ‪ ،‬ومع ذلك حيتمل أن‬
‫يالبسه اخلطأ لذلك وضع املشرع طرق الطعن يف االحكام للتأكد من صحتها وتصحيح االخطاء اليت تصيب‬
‫االحكام اجلزائية‪ ،‬وكما بينا سابقاً أن هذه الطرق حمددة مبدة زمنية جيب تقديم طلب الطعن خالهلا وإذا ما‬
‫مرت هذه املدة ومل يتم الطعن فيها جيوز يف هذه احلالة حملكمة التمييز واحملاكم ذات الصفة التمييزية أن‬
‫تطلب الدعوى لتدقيق ما صدر فيها من احكام وقرارات وتدابري‪ ،‬وأن املشرع العراقي حسب نص م (‪)٢٦٤‬‬
‫اصولية اجاز التدخل يف أي دعوى جزائية‪ ،‬وتطبيقاً لذلك قضت حمكمة التمييز بأنه ( حملكمة التمييز التدخل‬
‫متييزاً يف احلكم اذا وجدت فيه خطأ قانونياً ولو ارسلت اليها الدعوى دون ان تكون خاضعة للتمييز ودون ان‬
‫مييزها ذوو العالقة او االدعاء العام )(‪ ،)1‬وبناء على ذلك فهو مل يقيده بأحكام او قرارات معينة او يف مرحلة‬
‫معينة من الدعوى اجلزائية ‪.‬‬
‫بل جيوز حملكمة التمييز و احملاكم ذات الصفة التمييزية التدخل يف اي حكم او قرار ويف اي مرحلة‬
‫كان عليها احلكم او القرار لتدقيقه حتى لو مل يطعن فيه اخلصوم وانقضت مدة الطعن(‪ ،)2‬ويرى بعضهم أن‬
‫ذلك يتفق مع ماهية التدخل التمييزي والغاية اليت منحت حمكمة التمييز هذه الصالحية من اجلها اليت تتمثل‬
‫بالرقابة على االحكام اجلزائية لتصحيح ما شابها من خطأ ‪ ،‬فمن غري املالئم بعد أن يتم منح حمكمة التمييز‬
‫هذه الصالحية يتم قصرها على أحكام معينة ‪ ،‬وأن غاية التدخل التمييزي تتوافر يف كافة االحكام من أجل‬
‫أن تكون بالشكل الصحيح واملوافق للقانون(‪. )3‬‬
‫لذا فإن املشرع اجاز التدخل وكما اوضحنا سابقاً يف االحكام سواء كانت نهائية او باتة ‪ ،‬وان املشرع‬
‫العراقي مل مييز بني احلكم النهائي و البات حيث ساوى بينهم م(‪ )2/16‬من قانون العقوبات العراقي رقم‬
‫(‪ )111‬لسنة ‪ 1969‬فاحلكم النهائي او البات حسب نص الفقرة الثانية من املادة (‪ )16‬من قانون العقوبات‬
‫كل حكم اكتسب الدرجة القطعية بأن استنفذ مجيع طرق الطعن القانونية او انقضت املواعيد املقررة للطعن‬
‫فيه وعلى حسب هذا التعريف فان االحكام اليت جيوز التدخل فيها متييزاً هي االحكام اليت مل تستنفذ أوجه‬
‫الطعن بعد وخاصة بطريق التمييز حيث أن من شروط التدخل التمييزي هو عدم نظر الدعوى مسبقاً من‬
‫حمكمة التمييز ‪.‬‬
‫ان املشرع العراقي اورد استثناء على قاعدة عدم جواز الطعن يف القرارات االعدادية و االدارية اذ اجاز‬
‫الطعن بالتمييز بقرارات القبض و التوقيف واطالق السراح بكفالة او بدونها ‪ ،‬فهذه القرارات غري فاصلة يف‬
‫الدعوى ومع ذلك اجاز املشرع الطعن فيها بالتمييز بشكل منفرد باعتبار أن هذه القرارات ذات اهمية كونها‬

‫‪ ،‬جمموعة االحكام العدلية ‪ ،‬العدد الثاني‬ ‫‪/ /‬‬ ‫يف‬ ‫‪/‬جنايات اوىل‪/‬‬ ‫(‪ )1‬قرار حمكمة التمييز يف العراق املرقم‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬السنة العاشرة ‪ ،‬ص‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ختام فليح حسن‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )3‬القاضي مجال حممد مصطفى‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪27‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وعليه جيوز طلب التدخل التمييزي فيها بشكل منفرد او تتدخل فيها حمكمة‬ ‫متس احلريات الشخصية‬
‫التمييز تلقائياً متى ما الحظت احملكمة وجود اخطاء قانونية فيها تستلزم ذلك التدخل والقرارات غري الفاصلة‬
‫يف الدعوى تكون وقتية او حتضريية او متهيدية او قرارات قطعية فاصلة يف مسائل فرعية وهي مجيعها سابقة‬
‫على الفصل يف النزاع ‪ ،‬ويقصد بالقرارات الوقتية هي القرارات اليت تصدر مغطاة بسقف زمين معني او لفرتة‬
‫قابلة للتغيري ال متس موضوع الدعوى بأية حال ومنها قرارات التوقيف والقاء القبض وهي قرارات تصدر من‬
‫حماكم التحقيق واجلزاء ‪ ،‬اما القرارات التحضريية اليت تتخذها احملكمة للوصول اىل مجع األدلة او التثبت منها‬
‫دون أن تكشف عن رأي احملكمة يف حسم الدعوى ‪ ،‬والقرارات التحضريي ال تلتزم احملكمة بتنفيذه فلها أن‬
‫تعدل عنه بعد أن أصدرته كالقرار باالنتقال اىل حمل الواقعة ملعاينته ‪ ،‬والقرارات التمهيدية هي اليت تتم عن‬
‫ابداء احملكمة لرأيها يف حسم الدعوى وحيمل على االعتقاد انها سوف تفصل فيه على حنو معني مثاهلا‬
‫القرارات بالتصريح للمتهم بإثبات سبب من اسباب االباحة(‪. )2‬‬
‫ومن التطبيقات القضائية بهذا الشان ما قضت حمكمة جنايات دهوك الثانية بصفتها التمييزية‬
‫بتاريخ ‪ 2021/3/1‬حتت العدد ‪/119‬ت‪ 2021/‬املتضمن ((قررت حمكمة حتقيق سيميل مبوجب قرارها‬
‫املرقم ‪/655‬احال‪ 2020/‬يف ‪ 2020/11/5‬احالة املتهم (ج‪.‬ج‪.‬ب) مكفال على هذه احملكمة ألجراء‬
‫حماكمته بدعوى غري موجزة عن التهمة املسندة اليه وفق احكام املادة ‪ 2/421‬من قانون العقوبات وارسلت‬
‫اوراق القضية اىل هذه احملكمة مبوجب كتاب دائرة االدعاء العام يف دهوك بالعدد ‪ 2020/706‬يف‬
‫‪ 2020/11/26‬ولدى ورودها سجلت يف سجالت هذه احملكمة حتت العدد ‪/38‬ج‪ 2021/‬وعني هلا موعدا‬
‫للمحاكمة وفيه الحظت احملكمة ان هناك أسبابا تستوجب التدخل التمييزي يف قرار االحالة اعاله عليه وضعت‬
‫الدعوى قيد التدقيق واملداولة‪.‬‬
‫القرار‪ :‬بعد التدقيق واملداولة وجد ان قرار االحالة الصادر يف الفضية يستوجب التدخل التمييزي‪ ،‬اذ وجد بانه‬
‫رغم تبلغ املتهم وكفيله جبلسة احملاكمة يف يوم ‪ 2021/1/31‬وعلمهما مبوعد احملاكمة فلم حيضرا رغم‬
‫تأجيل موعد احملاكمة واصدار امر القبض حبقه وورود –تاب مركز شرطة براييت بالعدد ‪ 666‬يف‬
‫‪ 2021/2/11‬ومرفقه (اشعار خمتار حملة نيوار) املتضمن تعذر القبض على املتهم كونه سافر اىل دولة‬
‫سوريا مما يتعذر امتام اجراءات حماكمته‪ .‬عليه قررت احملكمة التدخل متييزا بقرار االحالة ونقضه واعادة‬
‫االوراق اىل حمكمة حتقيق سيميل إلصدار امر القبض حبقه وفق املادة (‪ )1/412‬عقوبات وتعميمه واحالته‬
‫موقوفاً على هذه احملكمة ويف حالة تعذر ذلك حجز امواله و احالته غيابياً بعد إجراء املقتضى القانوني بذلك‬
‫‪ .‬وصدر القرار باالتفاق استناداً للمادتني (‪ 264‬و ‪ )265‬من قانون اصول احملاكمات اجلزائية يف‬
‫‪. )3(2021/3/1‬‬

‫‪ /‬ج) االصولية‪.‬‬ ‫(‪ )1‬املادة (‬


‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪ )2‬ختام فليح حسن‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‬
‫(‪ )3‬القرار (غري منشور)‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫اما القرارات القطعية غري الفاصلة يف الدعوى هي القرارات اليت حتسم جزء ينهي صلة احملكمة‬
‫باختصاصها يف نظر الدعوى كالقرار الصادر يف الدفع بعدم االختصاص او بعدم قبول او بانقضاء الدعوى ‪،‬‬
‫مجيع انواع هذه االحكام والقرارات منع املشرع العراقي الطعن فيها على انفراد ‪ ،‬ومل يبني فيما إذا كان من‬
‫املمكن التدخل فيها اال أن العمل القضائي جرى على عدم التدخل يف مثل هذه القرارات غري الفاصلة يف‬
‫الدعوى على انفراد استناداً اىل املادة (‪ )249‬من قانون اصول احملاكمات اجلزائية(‪.)1‬‬

‫املطلب الثاني‬
‫االحكام اليت جيوز التدخل فيها بناء على طلب‬
‫يف بعض األحيان قد ال تتمكن حمكمة التمييز من ممارسة سلطتها الرقابية التلقائية لذا فقد أجازت‬
‫اغلب القوانني ان يقدم اليها طلب بغية إمكانية ممارستها هلذه السلطة ‪ ،‬ومما يالحظ على هذه القوانني انها‬
‫اختلفت يف مدى حتديدها مما جيوز التدخل فيه متييزاً من اعمال القضاء تبعاً لطلب التدخل التمييزي فيما اذا‬
‫كان االدعاء العام او ذوي العالقة ‪.‬‬
‫حيث ميكن لالدعاء العام يف حالة فوات املدة القانونية املقررة للطعن متييزاً يف القرارات إذا كانت‬
‫تنطوي على أخطاء قانونية تستوجب التدخل التمييزي فقد أجاز املشرع لالدعاء العام تقديم طلب التدخل‬
‫التمييزاً الستدراك حاالت عدم تقديم الطعون التمييزية يف االحكام(‪. )2‬‬
‫وان املشرع العراقي اجاز تقديم الطلب من أطراف الدعوى اجلزائية الذين حددتهم املادة (‪ )264‬من‬
‫قانون اصول احملاكمات اجلزائية فإذا ما الحظ أطراف الدعوى اجلزائية وجود خطأ قانوني يف احلكم او القرار‬
‫جيوز هلم الطلب من حمكمة التمييز و احملاكم ذات الصفة التمييزية وحسب االختصاص التدخل فيه لتصحيح‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ .‬و تطبيقاً لذلك قضت حمكمة متييز أقليم كوردستان يف قرار هلا‬ ‫ماشبه من أخطاء قانونية وقعت فيه‬
‫بالعدد ‪/873‬اهليئة اجلزائية االوىل‪ 2020/‬يف ‪ 2020/11/11‬اآلتي ‪:‬‬
‫طالب التدخل التمييزي‪ :‬املشتكي (ب‪ ،‬هـ‪ ،‬ع) ‪.‬‬
‫املطلوب التدخل التمييزي‪ :‬قرار حمكمة جنايات السليمانية ‪ 3/‬بصفتها التمييزية بالعدد ‪/594‬ب‪.‬ت‪2020/‬‬
‫يف ‪. 2020/8/16‬‬
‫اصدرت حمكمة حتقيق السليمانية‪ /‬االوىل بتاريخ ‪ 2019/10/22‬قرارها بوضع اشارة عدم التصرف‬
‫على شركة كرونيك لالستثمار العقاري احملدودة‪ .‬ثم قدم املتهم املميز طلبا اىل احملكمة املذكورة برفع اشارة‬
‫عدم التصرف وبتاريخ ‪ 2020/7/13‬اصدرت حمكمة حتقيق السليمانية‪ /‬االوىل قرارها برد طلب املتهم يف‬
‫القضية املرقمة ‪ 2019/1032‬التابعة اىل مركز شرطة (سه را) ولعدم قناعة املتهم (أ‪ ،‬ع‪ ،‬ف) بالقرار‬
‫املذكور بادر اىل الطعن فيه بالالئحة التمييزية املؤرخة ‪ 2020/7/19‬واملشفوعة مبطالعة عضو االدعاء العام‬

‫‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ختام فليح حسن‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬


‫(‪ )2‬القاضي وسام أمني محد ‪ ،‬ركن العدالة ‪ ،‬دراسة مقارنة يف قانون االدعاء العام ‪ ،‬العدد االول ‪ ،‬الناشر صباح صادق جعفر‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪،‬ص‬ ‫بغداد ‪،‬‬
‫) من قانون اصول احملاكمات اجلزائية ‪.‬‬ ‫(‪ )3‬املادة (‬
‫‪29‬‬
‫املرقم ‪ 70‬يف ‪ 2020/7/29‬طالب فيها بتصديق القرار ثم اصدرت حمكمة جنايات السليمانية الثالثة‬
‫بصفتها التمييزية بتاريخ ‪ 2020/8/16‬وبالعدد ‪/594‬ب‪.‬ت‪ 2020/‬قرارها بنقض القرار واعادة االوراق اىل‬
‫حمكمة التحقيق ولعدم قناعة طالب التدخل التمبيزي‪/‬املشتكي (ب‪.‬هـ‪.‬ع) بالقرار املذكور بادر اىل التدخل فيه‬
‫متييزا بواسطة وكيله احملامي (ع‪.‬هـ‪.‬ح) بالطلب املؤرخ ‪ 25/8/2020‬طلب فيها التدخل يف القرار ونقضه‬
‫لألسباب املبينة فيها ولدى ورودها وضعت قيد التدقيق واملداولة‪:‬‬
‫القرار‪ :‬لدى التدقيق واملداولة وجد أن طلب التدخل التمييزي ينصب على قرار حمكمة جنايات السليمانية‬
‫بالعدد ‪/594‬ب‪.‬ت‪ 2020/‬يف ‪ 2020/8/16‬بنقض قرار حمكمة حتقيق السليمانية اخلاص برفض طلب‬
‫املتهم يف رفع اشارة احلجز وعدم التصرف على شركة كرونيك لالستثمار العقاري‪ /‬احملدودة وحيث ان قرار‬
‫حمكمة اجلنايات بصفتها التمييزية تعترب من القرارات الباتة عمال باحكام املادة (‪/265‬د) من قانون اصول‬
‫احملاكمات اجلزائية لكن وجد ان القرار املطلوب التدخل التمييزي فيه مبين على خطأ يف تطبيق القانون ذلك‬
‫ان قرار قاضي التحقيق املطعون فيه متييزا من القرارات االعدادية اليت ال يقبل الطعن فيه متييزا على االنفراد‬
‫استنادا ألحكام املادة ‪/249‬ج من قانون اصول احملاكمات اجلزائية فضال عن عدم وجود اية اخطاء يف قرار‬
‫قاضي التحقيق برفض رفع اشارة عدم التصرف على الشركة املشار اليه اعاله لذا تقرر التدخل يف قرار‬
‫(‪)1‬‬
‫حمكمة جنايات ونقضه وتصديق قرار قاضي حتقيق السليمانية وصدر القرار باألكثرية يف ‪2020/11/11‬‬
‫‪.‬‬

‫املبحث الثاني‬
‫شروط التدخل التمييزي‬
‫إن قاضي املوضوع حيكم يف الدعوى اجلزائية املطروحة امامه من خالل قناعته اليت تكونت لديه‬
‫ومن اطمئنانه لدليل معني بناء على النصوص واملبادئ القانونية اليت نص عليها قانون اصول احملاكمات‬
‫اجلزائية‪ ،‬وان تقدير االدلة اليت توصل القاضي من خالهلا اىل تكوين قناعته واحلكم على حنو معني خيضع‬
‫لتقديره وحده‪ ،‬لكن جيب عليه بيان كيفية التوصل اىل هذه القناعة‪ ،‬فالقاضي مطالب ببيان اسباب حكمه‪،‬‬
‫وتراقب حمكمة التمييز االحكام والقرارات الصادرة عن حمكمة املوضوع لتدقيقها ومالحظة مدى مراعاة‬
‫القواعد القانونية اليت تشكل ضمانات حلماية حقوق االفراد‪ ،‬وكذلك لتكون االحكام صادرة بشكل صحيح‬
‫وموافق للقانون وحتقيق العدالة‪.‬‬

‫(‪ )1‬القرار (غري منشور)‪.‬‬


‫‪30‬‬
‫تكون رقابة حمكمة التمييز من خالل طرق الطعن اليت حددها القانون وكذلك الصالحيات املمنوحة‬
‫هلا‪ ،‬وان اتباع هذه الطرق يستلزم توافر شروط معينة تتعلق بكل طريق من طرق الطعن اليت حددها القانون‬
‫والزام توافرها عند الطعن باألحكام‪ ،‬وكذلك احلال يف التدخل التمييزي الذي ميثل صالحية حملكمة التمييز‬
‫واحملاكم ذات الصفة التمييزية للتدخل يف االحكام لتدقيقها فقد حددت املادة (‪ )249‬اصولية شروط التدخل‬
‫التمييزي‪ ،‬فيما يتعلق باملدة الزمنية وكذلك شرط عدم نظر الدعوى موضوعيا من حمكمة التمييز‪ ،‬ولكن مل‬
‫تنص صراحة على شرط اخلطأ القانوني وامنا نصت على أنه حملكمة التمييز ان تطلب آية دعوى لتدقيق ما‬
‫صدر فيها من احكام وقرارات وتدابري‪ ،‬وان تدقيق حمكمة التمييز هو ملالحظة مدى مراعاة احملاكم االدنى‬
‫للقواعد القانونية وتطبيقا بشكل صحيح ملعرفة االخطاء القانونية وهذا يعين أن يكون اخلطأ القانوني هو‬
‫الشرط الثالث الالزم توافره للتدخل متييزا يف الدعوى‪ ،‬وبناء على ما تقدم سنخصص هذا املبحث لبيان‬
‫شروط التدخل التمييزي بثالث مطاليب وعلى النحو اآلتي‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬اخلطأ القانوني‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬املدة الزمنية‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬عدم نظر الدعوى موضوعيا من حمكمة التمييز‪.‬‬

‫املطلب األول‬
‫اخلطأ القانوني‬
‫إن املشرع العراقي مل ينص على شرط اخلطأ القانوني بشكل صريح إلمكان التدخل يف احلكم وامنا‬
‫ذكره بشكل ضمين الن تدخل احملكمة لتدقيق االحكام يكون من أجل مالحظة االخطاء القانونية وتصحيحها‬
‫وعلى ذلك يكون وجود اخلطأ القانوني شرط الزم لتدخلها يف االحكام والقرارات ويف حالة عدم وجود خطأ‬
‫قانوني تقرر احملكمة رد طلب التدخل التمييزي لعدم وجود مربر له"‪ .‬كما ان املشرع العراقي مل يذكر ماهية‬
‫االخطاء القانونية اليت ميكن التدخل من خالهلا يف القرار او احلكم متييزا إلصالحها بشكل حمدد أو على سبيل‬
‫احلصر‪ ،‬كما فعلت بقية التشريعات االجرائية العربية اال انه ميكن اعتبار ما حدده يف املادة (‪ )1/249‬من‬
‫قانون أصول احملاكمات اجلزائية من االخطاء القانونية إذا ما توافر يف احلكم اجلزائي يكون مربر لتدخل‬
‫حمكمة التمييز‪.‬‬
‫إن الرقابة القضائية تكون على صحة تطبيق حمكمة املوضوع للقانون‪ ،‬وكذلك على صحة اجراءات‬
‫احملاكمة للتحقق من قانونيتها"‪ ،‬وهذه الغاية من الرقابة تتحقق سواء بالطعن يف احلكم او التدخل فيه‪ ،‬وعلى‬
‫ذلك يكون اخلطأ قانوني سواء يف القانون املوضوعي أو القانون الشكلي خطأ مربر لتدخل حمكمة التمييز‪.‬‬
‫فكما متلك حمكمة التمييز تصحيح اخلطأ القانوني يف تطبيق نصوص قانون العقوبات‪ ،‬فهي متلك‬
‫أيضا تصحيح اخلطأ القانوني يف احكام قانون أصول احملاكمات اجلزائية وأن خمالفة القانون أو اخلطأ يف‬
‫تطبيقه او تأويله هي صور ثالثة حلالة واحدة هي اخلطأ القانوني وبناء على ذلك جيوز حملكمة التمييز‬
‫التدخل يف االحكام والقرارات اذا ما بنيت على خمالفة القانون او خطأ يف تطبيقه او تأويله حيث متثل صور‬

‫‪31‬‬
‫اخلطأ القانوني ‪ ،‬الذي جيوز الطعن متييزا يف احلكم أو القرار يف حال توافر احدها‪ ،‬وكذلك تربر التدخل‬
‫التمييزي يف احلكم أو القرار اذا ما توافرت وبناء على ما تقدم نقسم هذا املطلب اىل ثالثة فروع كاالتي‪:‬‬
‫الفرع االول‪ :‬خمالفة القانون‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اخلطأ يف تطبيق القانون او يف تأويله‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬اخلطأ اجلوهري يف االجراءات االصولية أو يف تقدير االدلة او تقدير العقوبة وكان اخلطأ مؤثرا يف‬
‫احلكم‪.‬‬

‫الفرع االول‬
‫خمالفة القانون‬
‫يقبل التمييز إذا كان احلكم املطعون فيه مبني ًا على خطأ يف تطبيق القانون‪ ،‬أو على خطأ يف‬
‫تأويله‪ .‬واخلطأ يف تطبيق القانون أو يف تأويله ال خيرج عن كونه خمالفة للقانون‪ ،‬ويراد بالقانون هنا هو قانون‬
‫العقوبات‪ ،‬فكل خمالفة ألحكام هذا القانون تصلح وجها للطعن بطريق التمييز‪ ،‬من هذا القبيل أن تقضي‬
‫حمكمة املوضوع بعقوبة عن فعل ال يعد جرمية‪ ،‬أو يعد جرمية ولكن ال يعاقب مرتكبها لسبب من أسباب‬
‫انقضاء الدعوى اجلزائية‪ ،‬أو لوجود عذر معفي من العقاب وغري ذلك من األمثلة ‪ .‬وقد ختطئ احملكمة يف‬
‫تطبيق قانون العقوبات على الواقعة كما أثبتت فيه أن فيما يتعلق بوصف التهمة وإن بتوقيع العقوبة املقررة‬
‫هلا‪ ،‬ومن أمثلة اخلطأ يف وصف التهمة أن تعترب احملكمة اجلرمية سرقة على حني أنها خيانة أمانة أو العكس‪،‬‬
‫أو ختطئ يف فهم املراد بالقصد اجلنائي فتعترب الواقعة قتالً بإهمال على حني أنها ضرب أفضى إىل موت‪ ،‬وقد‬
‫توصف التهمة يف احلكم بوصفها الصحيح ولكن احملكمة ختطئ يف تطبيق العقوبة‪ ،‬كأن تقضي بالرباءة عن‬
‫فعل يعاقب عليه القانون ‪ ،‬أو تنزل بالعقوبة عن احلد األدنى املقرر للجرمية‪ ،‬هذا ا القبيل أن تأخذ احملكمة‬
‫املتهم بالرأفة وتنزل بالعقوبة عن احلد األدنى الذي تقرره املادة ‪ 131‬من قانون العقوبات ‪ ،‬ومن صور اخلطأ‬
‫يف تطبيق العقوبة‪ ،‬أن توقع احملكمة عقوبة مل ينص عليها للجرمية ‪ ،‬أو تتجاوز احلد األقصى للعقوبة املقررة‬
‫أو توقع عقوبتني عن جرميتني مرتبطتني ارتباطاً ال يقبل التجزئة خمالفة يف ذلك حكم املادة ‪ 142‬من قانون‬
‫العقوبات ‪ .‬على أنه ال يعترب من أوجه الطعن اخلطأ الذي يكون مرجعه السهو‪ ،‬كأن تذكر احملكمة يف حكمها‬
‫أن الواقعة حصلت مع سبق اإلصرار أو الرتصد‪ ،‬على غري احلقيقة ‪ ،‬متى كانت العقوبة اليت أوقعتها ال يصح‬
‫معها القول بأنها قد أدانت املتهم على هذا االساس(‪. )1‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫اخلطأ يف تطبيق القانون او يف تأويله‬
‫تعين حالة اخلطأ يف تطبيق القانون ان احملكمة اخطأت يف تطبيق النص الواجب التطبيق على احلالة‬
‫املعروضة‪ ،‬فاحملكمة طبقت نصا غري النص الذي تراه حمكمة التمييز‪ ،‬مبعنى أن األمر هنا اختالف يف‬

‫‪-‬‬ ‫(‪ )1‬الدكتور فخري عبدالرزاق صليب احلديثي‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪32‬‬
‫وجهات النظر بني احملكمتني يف اختيار أي النصوص اليت تكون اكثر انطباقا على الوقائع املكونة للدعوى ‪.‬‬
‫فاذا تطابقت وجهة نظر الطاعن مع وجهة نظر حمكمة التمييز حول ذلك كان هذا االمر مدعاة لقبول طعنه‬
‫ونقض احلكم على اساس ذلك‪ .‬اما اخلطأ يف تأويل القانون فيعين ان حمكمة املوضوع اخطأت يف تفسري‬
‫النص الذي طبقته على الواقعة‪ ،‬مما يعين ان احملكمة قد اصابت يف اختيار النص ولكن اعطته تفسريا مغايرا‬
‫ملا تراه حمكمة التمييز‪ .‬ونعتقد ان هذه املسألة تتعلق فقط باحلاالت اليت يكون النص القانوني غامضا مما‬
‫يفتح جمال التأويل والتفسري‪ ،‬فالنص الواضح ال جيوز تفسريه على غري معناه خشية اخلروج عن ارادة‬
‫املشرع ‪ ،‬كما انه ال مساغ لالجتهاد يف مورد النص(‪. )1‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫اخلطأ اجلوهري يف االجراءات االصولية أو يف تقدير االدلة او تقدير العقوبة وكان اخلطأ مؤثرا يف احلكم‬

‫هذا السبب بدوره يتضمن ثالثة حاالت تصلح كل منها على حدة الن تكون سببا لقبول الطعن‬
‫التمييزي‪ ،‬ومجيعها شائعة الوقوع يف اجملال العملي‪ .‬األول هو اخلطأ يف االجراءات االصولية مبعنى ان احملكمة‬
‫خالفت بعض االجراءات اليت نظمها املشرع يف قانون اصول احملاكمات اجلزائية من اجل حسن تنظيم العدالة‬
‫اجلنائية عن طريق حسن تنظيم سري اخلصومة اجلزائية‪ .‬وهذه االجراءات اما تتعلق باملصلحة العامة او‬
‫مبصلحة املتهم‪ ،‬فمخالفة أي منها يشكل خطأ جوهريا يف اجراء اصولي يبغي فيه املشرع حتقيق العدالة‬
‫اجلنائية مما يستلزم على احملكمة مراعاتها واال ترتب على ذلك بطالن اجراءاتها ‪ .‬ومن االمثلة على ذلك‬
‫االجراءات املتعلقة بتنظيم حق الدفاع واجراءات احملاكمة كجعلها سرية دون مربر لذلك او النطق باحلكم يف‬
‫جلسة علنية وغري ذلك من االجراءات االخرى ‪ .‬وباملقابل هنالك اجراءات اخرى غري جوهرية ال يشكل خمالفتها‬
‫سببا للطعن التمييزي كما هو احلال بالنسبة للقواعد اخلاصة باالختصاص املكاني لقاضي التحقيق او حمكمة‬
‫املوضوع وفقا للمادة (‪ )53‬االصولية‪ ،‬اذ ان املذكرة االيضاحية لقانون اصول احملاكمات اجلزائية قضت يف‬
‫معرض تعليقها على هذه املادة انها تضم اجراءات ليست جوهرية وال يرتتب على خمالفتها أي بطالن‬
‫لإلجراءات‪ .‬كما ان النص الذي يقضي بان جيري االستجواب خال اربع وعشرين ساعة هو اآلخر ليس جوهريا‬
‫الن املشرع يبغي من تنظيمه لفت نظر قاضي التحقيق او احملكمة اىل ضرورة االسراع اىل القيام بهذا االجراء‬
‫بأسرع وقت ممكن من اجل حتديد مركز املتهم‪ ،‬لذلك فان االستجواب الذي حيصل بعد مرور هذه املدة ال‬
‫ينهض سببا جييز لقبول الطعن التمييزي ‪ .‬اما اخلطا يف تقدير االدلة فهو خطأ يف وزن االدلة املوجبة إلصدار‬
‫احلكم‪ ،‬اذ ان حمكمة التمييز ترى يف األدلة املتحصلة يف الدعوى غري ما رأتها حمكمة املوضوع عندما قضت‬
‫حبكمها على أساس ذلك‪ .‬كأن تقضي حمكمة املوضوع بإدانة املتهم على اساس شهادات الشهود يف حني‬
‫ترى حمكمة التمييز ان هذه الشهادات تشوبها الشكوك والغموض وال ترقى اىل ادلة مقنعة مما يبنى معها‬
‫احلكم على اساس اجلزم واليقني‪ .‬لذلك يكون هذا السبب جماال رحبا إلعمال رقابة حمكمة التمييز على قاعدة‬
‫حرية احملكمة يف تكوين قناعتها ألنها ليست باحلرية املطلقة كما سبق القول‪ .‬واخريا فان اخلطأ يف تقدير‬

‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪ )1‬د‪ .‬وعدي سليمان املزوري ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪33‬‬
‫العقوبة ينهض سببا للطعن التمييزي عندما ترى حمكمة التمييز ان ظروف اجلرمية ومالبساتها ال تستدعي‬
‫اصدار هذه العقوبة بل عقوبة اشد او اخف حسب االحوال وليس كما ذهبت اىل ذلك حمكمة املوضوع‪ .‬عليه‬
‫فان اخلطأ يف تقدير العقوبة يظهر عند عدم وجود تناسب بني العقوبة اليت قضت بها حمكمة املوضوع‬
‫وظروف القضية ومالبساتها‪ .‬والبد من االشارة اىل اخلطأ الذي اوردناه يف هذه الفقرة حباالته الثالثة ال يعتد به‬
‫القانون ما مل يكن مؤثرا يف احلكم‪ .‬مبعنى انه حتى لو كانت احملكمة قد اخطأت يف االجراءات االصولية او يف‬
‫تقدير االدلة او العقوبة اال ان هذا اخلطأ مل يؤثر على النتيجة اذ جاءت العقوبة مالئمة ملا تراه حمكمة التمييز‪،‬‬
‫فانه ال يكون سببا لقبول الطعن التمييزي‪ ،‬فطاملا ان الغاية النهائية من احملاكمة كانت صحيحة عن طريق‬
‫صحة احلكم فال مساغ لنقضه جملرد اخلطأ يف االجراءات او يف تقدير االدلة او العقوبة‪ .‬يضاف اىل ذلك ايضا ما‬
‫أورده املشرع من عدم االعتداد باخلطأ يف االجراءات اذا مل يكن ضارا بدفاع املتهم‪ ،‬أي مع ان احملكمة قد‬
‫اخطأت جوهريا يف بعض االجراءات االصولية اال ان ذلك مل يؤثر على دفاع املتهم بل جاء وفق مقتضيات‬
‫القانون ‪ ،‬لذا فانه ال ينهض هذا اخلطأ سبباً للطعن التمييزي و بالتالي نقض احلكم(‪. )1‬‬

‫املطلب الثاني‬
‫املدة الزمنية‬

‫إن املشرع العراقي عندما منح حمكمة التمييز سلطتها الرقابية فيما يتعلق بالتدخل التمييزي قيد من‬
‫السلطة بأن يكون تدخل حمكمة التمييز يف الدعوى اجلزائية خالل ثالثني يوما وهذا ما نصت عليه‬
‫م(‪ )٢٦٤/١‬اصولية‪ ،‬اما بعد مرور هذه املدة فانه قيد سلطتها اذ ال جيوز حملكمة التمييز اعادة االوراق‬
‫حملكمتها بغية ادانة املتهم الذي كانت قد براته او تشديد عقوبته فيما اذا رأت حمكمة التمييز انها جاءت‬
‫خفيفة غري متناسبة مع الفعل الصادر من املتهم ‪ ،‬وأن حمكمة التمييز واحملاكم ذات الصفة التمييزية حال‬
‫تدخلها التمييزي يف االحكام والقرارات خالل مدة الثالثني يوماً فأنه جيوز هلا اعادة االوراق للمحكمة الي‬
‫اصدرتها بغية االدانة او تشديد العقوبة باإلضافة للسلطات التمييزية كافة اليت تكون للمحكمة يف هذه احلالة ‪،‬‬
‫ويرى بعضهم أن السبب بعدم جواز اعادة االوراق بغية التشديد او االدانة يف حالة التدخل بعد الثالثني يوم هو‬
‫أن اخلصوم يف الدعوى اجلزائية ارتضوا احلكم السابق بالرباءة او بالعقوبة ومل حيركوا ساكنا خالل الثالثني‬
‫يوماً اي املدة احملددة للتمييز االختياري ‪ ،‬ومل يطعنوا فيه فمرور مدة االعرتاض وعدم اعرتاض اطراف‬
‫الدعوى اجلزائية يف حاليت االدانة والعقوبة يؤدي اىل وجود حق مكتسب فيهما للمحكوم عليه يف الرباءة او‬
‫العقوبة اليت جاءت خفيفة وأن انطوى احلكم على اخلطأ القانوني الذي ال جيوز تصحيحه اال باإلدانة أو تشديد‬
‫العقوبة ‪.‬‬
‫اما إذا كان باإلمكان تصحيح اخلطأ القانوني دون ادانة او تشديد العقوبة فال يوجد ما مينع ذلك‬
‫حسب ما جاء يف م (‪ )٢٦٤‬اصولية‪ ،‬اليت اجازت تدخل حمكمة التمييز يف االحكام و القرارات خالل ثالثني‬
‫يوماً او بعد مرور هذه املدة مع مراعاة السلطات املمنوحة للمحكمة يف كل حالة من هذه احلاالت‪ ،‬ففي حالة‬

‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪ )1‬د‪ .‬وعدي سليمان املزوري‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪34‬‬
‫التدخل خالل الثالثني يوم يكون للمحكمة كما أوضحنا كافة السلطات التمييزية سواء كانت ملصلحة املتهم‪،‬‬
‫أو يف غري مصلحته وهذا ما يتحقق يف حالة االدانة وتشديد العقوبة اما بعد مرور هذه املدة فأن تدخل حمكمة‬
‫التمييز واحملاكم ذات الصفة التمييزية يكون مقيد بقيد اساسي بأن يكون تدخلها ملصلحة املتهم وهذا ما‬
‫مييز موقف املشرع العراقي عن موقف القوانني االجرائية األخرى اليت نصت على التدخل التمييزي وقيدته ‪:‬‬
‫يكون ملصلحة املتهم دائماً وأن يكون خالل مدة الطعن إذ يكون تدخلها عندما يتم الطعن باألحكام وتالحظ‬
‫وجود احد االسباب اليت حددتها للتدخل‪ ،‬فيها ويالحظ أن موقف املشرع العراقي هو االقرب ملاهية التدخل‬
‫التمييزي حيث أن الغاية االساسية اليت من اجلها منحت احملكمة هذه السلطة هي من أجل تصحيح االخطاء‬
‫القانونية اليت تصيب االحكام ومل يتم الطعن فيها او يتم الطعن ألسباب أخرى وتالحظ احملكمة وجود مثل‬
‫هذه االخطاء اليت تقتضي تصحيحها‪ ،‬فقد اخلطأ يستدعي اختاذ اجراء يف غري مصلحة املتهم‪ ،‬لذلك ينبغي ان‬
‫يتم حتديد مدة زمنية معينة حملكمة التمييز لتدقيق االحكام وتكون هلا فيها كافة السلطات التمييزية مع‬
‫مالحظة معقولية هذه املدة حتى يبقى املتهم ملدة غري حمددة مهدداً بالتدخل التمييزي الذي يكون يف غري‬
‫مصلحته ‪ ،‬اما بعد مرور هذا املدة يبقى هلا تصحيح االخطاء القانونية وكافة السلطات التمييزية مع مراعاة ان‬
‫تكون يف مصلحة املتهم وهذا ما يتفق مع سلطة التدخل التمييزي(‪. )1‬‬

‫املطلب الثالث‬
‫عدم نظر الدعوى موضوعياً من حمكمة التمييز‬

‫إن تدخل حمكمة التمييز يف الدعوى اجلزائية يكون يف حال ان الحظت وجود اخطاء قانونية تستدعي‬
‫التدخل لتصحيحها يف حال نظر الدعوى ‪ ،‬ويف هذه احلالة يكون تدخلها بشكل تلقائي او يف حال وصول علم‬
‫اليها بذلك عن طريق طلب يقدم اليها من اطراف الدعوى اجلزائية او االدعاء العام وهذه متثل حالة تدخلها بناء‬
‫على طلب ‪ ،‬ويشرتط لتدخل حمكمة التمييز يف احلالتني عدم نظرها للدعوى اجلزائية من الناحية املوضوعية‬
‫مسبقاً ‪ ،‬وهذا ما نصت عليه املادة (‪/264‬ج) من قانون اصول احملاكمات اجلزائية بأنه (الجيوز حملكمة‬
‫التمييز ان متارس سلطتها مبوجب هذه املادة يف الدعاوى اليت سبق ان نظرتها عدا ما نص عليه يف الفقرة ب)‬
‫وتطبيقا لذلك قضت حمكمة التمييز بـ ((ان القرارات اليت جيوز طلب التدخل متييزا فيها طبقا للمادة (‪)264‬‬
‫من قانون اصول احملاكمات اجلزائية هي اليت مل يسبق حملكمة التمييز رؤيتها طبقا لذات املادة وال جيوز‬
‫طلب التدخل متييزا يف قرارات حمكمة التمييز))(‪ .)2‬وحيث ان نظر حمكمة التمييز يف الدعوى اجلزائية سواء‬
‫كان بطريق التمييز االختياري او الوجوبي وتدقيقها يف الدعوى من الناحية املوضوعية مينع حمكمة التمييز‬
‫من التدخل يف الدعوى جمددا لسبق تدقيقها هلا وهذا يتعارض مع ما نصت املادة (‪/264‬ج) اصولية‪،‬‬
‫باستثناء ما نصت عليه املادة (‪/258‬ب) من املادة ذاتها اليت اجازت حملكمة التمييز التدخل التمييزي يف‬

‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪ )1‬ختام فليح حسن ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬


‫‪ ،‬جملة القضاء جملة تصدرها‬ ‫‪/ /‬‬ ‫يف‬ ‫‪/‬موسوعة ثانية‪/‬‬ ‫(‪ )2‬قرار حمكمة التمييز يف العراق املرقم‬
‫‪.‬‬ ‫‪،‬ص‬ ‫نقابة احملامني ‪ ،‬العدد االول و الثاني ‪،‬‬
‫‪35‬‬
‫االحكام والقرارات اذا كانت قد قررت رد الطعن مبوجب الفقرة االوىل املادة (‪ )258‬اصولية‪ ،‬إذ بينت هذه‬
‫الفقرة سلطة حمكمة التمييز برد الطعن يف احلكم او القرار الصادر من احملكمة اجلزائية اذا مل يقدم يف مدته‬
‫القانونية فتقرر رده شكالً ‪ ،‬معنى ان املشرع اعترب حمكمة التمييز يف هذه احلالة مل تدقق الدعوى من الناحية‬
‫املوضوعية(‪ .)1‬فقد أجاز القانون حملكمة التمييز بغية ممارستها لوظيفة الرقابة على احملاكم اجلزائية ان‬
‫تتدخل متييزا حتى يف االعرتاض الذي قدم اليها استعماال حلق الطعن متييزا والذي كانت نفس حمكمة التمييز‬
‫قد ردته لتقدميه بعد املدة القانونية املشرتطة حلق الطعن التمييزي ‪ ،‬وقد نص املشرع على هذا احلق يف‬
‫التدخل بصورة صرحية يف الفقرة (ب) من املادة (‪ )264‬السالفة الذكر ‪ .‬تطبيقا لذلك قضت حمكمة جنايات‬
‫الرصافة بصفتها التمييزية بأنه (لدى التدقيق واملداولة وجد ان القرار املميز صدر بتاريخ ‪ 2011/4/4‬وان‬
‫الالئحة التمييزية دفع الرسم عنها بتاريخ ‪ 2011/10/18‬فيكون الطعن التمييزي مقدم خارج املدة القانونية‬
‫عليه قررت اهليئة رد الطعن التمييزي من الناحية الشكلية اال انه لوحظ من خالل التدقيق ما يستوجب‬
‫التدخل التمييزي بقرار قاضي التحقيق املؤرخ يف ‪ 2011/4/4‬حيث ان الفعل ينطبق واحكام املادة (‪)211‬‬
‫من قانون العقوبات والذي يتعلق باحلق العام وليس باحلق الشخصي وبالتالي فأن الفعل غري مشمول بأحكام‬
‫املادة (‪ )8/3‬من قانون اصول احملاكمات اجلزائية عليه قررت اهليئة التدخل متييزا بقرار قاضي التحقيق‬
‫ونقضه واعادة اوراق الدعوى اىل حمكمتها الستكمال االجراءات التحقيقية)(‪.)2‬‬

‫املبحث الثالث‬
‫اجلهات املختصة بالتدخل التمييزي و آثاره‬

‫بني قانون اصول احملاكمات اجلزائية العراقي اجلهات املختصة بالتدخل التمييزي يف املادة (‪)265‬‬
‫منه وكذلك قرار جملس قيادة الثورة املنحل رقم (‪ )104‬لسنة ‪1988‬كما بني فيما اذا كان من اجلائز‬
‫حملكمة التمييز أن متارس حقها على احملاكم األخرى ذات الصفة التمييزية‪ ،‬حيث ان القانون منح حمكمة‬

‫‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ذكرى حممد الياسني ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬


‫نقال عن تنكزار شوكت صادق ‪ ،‬املصدر‬ ‫‪/‬ت‪/‬‬ ‫(‪ )2‬قرار حمكمة جنايات الرصافة بصفتها التمييزية املرقم‬
‫‪.‬‬ ‫السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪36‬‬
‫اجلنايات بصفتها التمييزية وحمكمة االستئناف بصفتها التمييزية نفس صالحيات حمكمة التمييز يف حال‬
‫التدخل التمييزي ‪ ،‬فهل جيوز حملكمة التمييز حق التدخل يف مثل هذه القرارات اذا ما طلب منها التدخل فيها‬
‫او الحظت يستوجب ذلك التدخل ‪ ،‬هذا ما سنتناوله يف املطلب االول من هذا املبحث ‪ ،‬ومن املعروف ان كل‬
‫طعن باألحكام والقرارات امام حمكمة التمييز يرتتب عليه اصدار قرار من احملكمة ويكون لكل قرار تصدره‬
‫حمكمة التمييز آثار ترتتب عليه وتؤثر يف االحكام والقرارات اليت يتم التدخل فيها ‪ ،‬وقد يكون هلـا آثار على‬
‫اطراف الدعوى اجلزائية ومصاحلهم اليت قررها هلم احلكم الذي تدخلت فيه حمكمة التمييز بناء على ذلك‬
‫سيتم ختصيص املطلب الثاني من هذا املبحث لبيان اآلثار املرتتبة على التدخل التمييزي سواء االحكام‬
‫والقرارات او على اطراف الدعوى وعلى ذلك سيتم تقسيم هذا املبحث اىل مطلبني‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬اجلهات املختصة بالتدخل التمييزي‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أثار التدخل التمييزي يف الدعوى اجلزائية‪.‬‬

‫املطلب األول‬
‫اجلهات املختصة بالتدخل التمييزي‬
‫بعد ان بيننا ماهية التدخل التمييزي وحتديد طبيعة اخلطأ القانوني الذي يربر التدخل يف االحكام‬
‫والقرارات وحتديد شروطه‪ ،‬فمن الضروري بيان اجلهات املختصة بنظر التدخل التمييزي ان حمكمة التمييز‬
‫هي اهليئة القضائية العليا اليت هلا ان حتافظ على شرعية القرارات واالحكام خالل سلطتها الرقابية اليت منحها‬
‫القانون ولكن لكي متارس حمكمة التمييز وظيفتها بالشكل الصحيح فقد اعطى القانون حماكم أخرى نفس‬
‫صفة متييزية هلذه السلطة وذلك بغية رفع الثقل عن كاهل حمكمة التمي امكانية ممارسة رقابتها على احملاكم‬
‫كافة بشكل منتظم خاصة يف احلاالت اليت تصل اىل علمها وجود أخطاء قانونية تستوجب اصالحها وخاصة‬
‫يف احلاالت اليت ال يقدم اليها طلب ي سواء عن طريق التمييز االختياري او التدخل التمييزي وهذه احملاكم‬
‫هي حمكمة متييز اقليم كورستان ختتص بالتدخل متييزا باألحكام والقرارات الصادرة يف الدعوى اجلزائية‬
‫استنادا ألحكام املادة (‪ )264‬من قانون اصول احملاكمات اجلزائية ‪ ،‬وحدد املشرع سلطة حمكمة‬
‫االستئناف بصفتها التمييزية على االحكام و القرارات اليت تصدرها حماكم اجلنح وحماكم االحداث يف دعاوي‬
‫اجلنح ذلك استناداً ملا جاء يف قرار جملس قيادة الثورة املنحل رقم (‪ )104‬لسنة ‪ ، 1988‬وختتص حمكمة‬
‫اجلنايات بصفتها التمييزية بالتدخل متييزاً يف االحكام و القرارات اليت يصدرها قاضي التحقيق و حماكم‬
‫اجلنح يف دعاوي املخالفات وهذا ما بينته املادة (‪ )265‬من قانون اصول احملاكمات اجلزائية اليت حددت‬
‫اختصاص حمكمة اجلنايات بالتدخل متييزاً يف هذه االحكام و القرارات ‪ ،‬وكذلك حمكمة االحداث بصفتها‬
‫التمييزية التدخل يف قرارات قاضي حتقيق االحداث ‪ ،‬عليه نتناول يف هذا املطلب اجلهات املختصة بالتدخل‬
‫التمييزي وفقاً لالأتي ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬حمكمة التمييز ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬حمكمة االستئناف بصفتها التمييزية ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬حمكمة اجلنايات بصفتها التمييزية ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬حمكمة األحداث بصفتها التمييزية ‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫حمكمة التمييز‬
‫إن املقصود مبحكمة التمييز مبعناها الواسع ‪ ،‬هي اهليئة القضائية العليا اليت حيتكم لديها يف مجيع‬
‫األحكام و القرارات املخالفة للقانون ‪ ،‬بغية توحيد االجتهادات يف املواضيع املتماثلة وأنه ال جيوز أن تنظر‬
‫هذه احملكمة يف أساس القضية ‪ .‬و تنحصر وظيفة حمكمة التمييز كذلك يف مراقبة األحكام النهائية الصادرة‬
‫من هذه احملاكم للتأكد من أنها بنيت على إجراءات قانونية صحيحة وصدرت طبقاً للقانون فهي التعيد النظر‬
‫يف املوضوع وال تتدخل يف الوقائع إن كانت ثابتة أو غري ثابتة(‪.)1‬‬
‫ورقابة حمكمة التمييز تشمل كل الدعاوى اجلزائية ويف مراحلها كافة وهي غري مقيدة بالدعاوي اليت‬
‫فيها حكم او قرار نهائي او اليت تصدر من حماكم اجلنايات فقط على اعتبار انها اهليئة القضائية العليا الليت‬
‫تعلو على كافة انواع احملاكم من دون حتديد ‪ ،‬و اهلدف من انشائها هو مراقبة اعمال احملاكم كافة من دون‬
‫قصرها على نوع من انواع احملاكم دون نوع اخر‪ ،‬وعليه فيجوز هلا ان تتدخل يف مجيع االحكام و القرارات‬
‫الصادرة من حماكم التحقيق و اجلنح باالضافة اىل حقها يف التدخل يف قرارات و احكام حماكم اجلنايات على‬
‫اعتبار انها هلا والية عامة على هذه احملاكم و بالتالي فالجيوز قانوناً ان متتنع هذه احملاكم من ارسال‬
‫الدعاوى اليت تطلبها حمكمة التمييز للنظر فيها لغرض التأكد من مشروعيتها حبجة ان اختصاص النظر‬
‫متييزا يف قراراتها هو حملاكم اخرى هلا ذات الصفة التمييزية وبالتالي وجوب كون التدخل التمييزي يتم‬
‫حصراً من قبل تلك احملاكم وذلك لتعارض طبيعة عمل حمكمة التمييز يف الرقابة القضائية على احملاكم‬
‫كافة(‪.)2‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫حمكمة االستئناف بصفتها التمييزية‬

‫من املشرع العراقي مبوجب القرار رقم (‪ )١٠٤‬لسنة ‪ ١٩٨٨‬على سلطة حمكمة االستئناف بصفتها‬
‫مريية بالنظر يف االحكام والقرارات الصادرة من حماكم اجلنح وحماكم االحداث يف دعاوى اجلنح وقتها وللمحكمة‬
‫يف هذه احلالة كافة صالحيات حمكمة التمييز اليت بينتها م(‪ )٢٥٩‬اصولية ومتثل حمكمة االستئناف اهليئة‬

‫‪.‬‬ ‫(‪ )1‬د‪.‬سليم إبراهيم حربة – االستاذ عبداألمري العكيلي ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪ )2‬ذكرى حممد حسني الياسني‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪38‬‬
‫القضائية العليا حملاكم حمافظة واحدة او اكثر ‪ ،‬تتألف من رئيس وعدد كاف من النواب للرئيس والقضاة‬
‫وتتعقد حمكمة االستئناف وهيئاتها ومن بينها اهليئة اجلزائية برئاسة رئيسها او احد نوابه وعضوية نائبني من‬
‫نوابه او احدهم وقاضي حمكمة االستئناف او عضوية قاضيني من قضاتها ويتم تسمية رئيس واعضاء حمكمة‬
‫االستئناف وهيئاتها ببيان يصدره رئيس جملس القضاء االعلى بناء على اقرتاح من رئيس حمكمة االستئناف‬
‫‪ ،‬وان املشرع العراقي قد الغي االستئناف كطريق من طرق الطعن العادية يف االحكام ‪ ،‬وبعضهم اآلخر اخذ‬
‫باالستئناف يف احكام معينة دون غريها ‪ ،‬وأن اهم ما مييز طريق الطعن باالستئناف عن الطعن متييزاً‬
‫باألحكام هو أن حمكمة االستئناف تعد حمكمة موضوع من حيث نظرها يف الواقعة عند الطعن فيها فيما‬
‫يتعلق بثبوتها او عدم ثبوتها ومدى كفاية االدلة القائمة يف اوراق الدعوى ‪.‬‬
‫إن املشرع العراقي قد حدد صالحية حمكمة االستئناف يف القضايا اجلزائية‪ ،‬إذ مل يكن حملكمة‬
‫االستئناف اية صالحية يف القضايا اجلزائية قبل صدور قرار جملس قيادة الثورة املنحل رقم (‪ )١٠٤‬لسنة‬
‫‪ ۱۹۸۸‬ومبوجبه حلت حمكمة االستئناف بصفتها التمييزية حمل حمكمة التمييز االحتادية يف الطعون الواقعة‬
‫على جرائم اجلنح سواء كان احلكم او القرار صادر من حمكمة جنح أو من حمكمة احداث يف دعاوى اجلنح ‪،‬‬
‫وبناء على القرار املذكور تشكلت يف كل حمكمة استئناف هيئة جزائية ختتص بهذه الطعون‪ ،‬وتطبيقا لذلك‬
‫فأن حمكمة التمييز االحتادية ترسل كل طلبات الطعن املتعلقة بدعاوى اجلنح اىل حمكمة االستئناف للنظر‬
‫فيها حسب االختصاص‪ ،‬وجاء يف قرار حملكمة التمييز االحتادية بأنه ( لدى التدقيق واملداولة وجد ان الطعن‬
‫التمييزي ينصب على القرار الصادر من حمكمة جنح البياع وحيث ان قرار جملس قيادة الثورة املنحل املرقم‬
‫‪ 104‬لسنة ‪ ١٩٨٨‬منح حماكم االستئناف بصفتها التمييزية الصالحيات املمنوحة حملكمة التمييز عند‬
‫النظر بالطعون الواقعة على قرارات حماكم اجلنح‪ ،‬لذا تكون حمكمة استئناف بغداد الكرخ بصفتها التمييزية‬
‫هي املختصة بنظر الطعون فقرر احالة الئحة الطعن مع اضبارة الدعوى اليها للنظر فيها حسب االختصاص‬
‫‪ . )...‬وقد حدد القرار رقم (‪ )104‬لسنة ‪ ١٩٨٨‬اختصاص حمكمة االستئناف بصفتها التمييزية يف الفقرة‬
‫الوىل منه‪ ،‬وبينت الفقرة الثانية أن حملكمة االستئناف ذات صالحيات حمكمة التمييز يف حالة نظرها االحكام‬
‫والقرارات(‪ ،)3‬ومما يالحظ أن القانون العراقي منح صفة متييزية حملكمة االستئناف وحماكم جنايات عكس‬
‫القوانني االجرائية املقارنة اليت مل متنح للمحاكم االخرى صفة متييزية وجعلت سلطة التدخل التمييزي قاصرة‬
‫على حمكمة التمييز فقط(‪.)1‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫حمكمة اجلنايات بصفتها التمييزية‬
‫منح املشرع العراقي حمكمة اجلنايات اختصاصات متييزية باإلضافة اىل اختصاصها االصلي بنظر‬
‫القضايا اجلزائيـة فـي املـادة ( ‪ )٢٦٥‬مـن قـانون اصـول احملاكمات اجلزائية ‪ ،‬حيث ختتص حمكمة‬
‫اجلنايات بصفتها االصلية بالنظر يف دعاوى اجلنايات ويف دعاوى اجلرائم االخرى اليت ينص عليها القانون‪ ،‬واذا‬

‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪ )1‬ختام فليح حسن‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬


‫‪39‬‬
‫تبني حملكمة اجلنايات ان الدعوى احملالة عليهـا مـن حمكمـة اجلـنـح داخلـة فـي اختصاص حمكمة اجلنح ‪ ،‬او‬
‫ان الدعوى احملالة عليها من قبل قاضي التحقيق تدخل يف اختصاصها ‪ ،‬فانه جيوز حملكمة اجلنايات يف كل‬
‫من احلالتني نظر الدعوى على الرغم من انها ليست حمكمة اجلنح من اختصاصها او ان تقرر اعادتها اىل‬
‫حمكمة اجلنح ‪ .‬اما اختصاص حمكمة اجلنايات بصفتها التمييزية فكما اسلفنا قد بينتها املادة ( ‪ )٢٦٥‬من‬
‫قانون اصول احملاكمات اجلزائية وبينت الفقرة (أ) من املادة املذكورة اختصاصها بالنظر بالطعون التمييزية‬
‫املقدمـة مـن ذوي العالقـة فـي االحكام والقرارات والتدابري الصادرة من حمكمـة اجلـنـح فـي دعـاوى‬
‫املخالفات ويف القرارات الصادرة من قاضي التحقيق خالل ثالثني يوما تبدأ من اليـوم التالي لتـاريخ صدور‬
‫االحكام والقرارات ‪ ،‬ويف هذا السياق قضت حمكمة جنايات الرصافة بصفتها التمييزية بأنه ((لدى التدقيق‬
‫واملداولة وجد ان الطعن التمييزي مقدم ضمن املدة القانونية قرر قبوله شكال ولدى عطف النظر على القرار‬
‫املميز وجد انه غري صحيح وخمالف للقانون حيث ان مناقشة االدلة من اختصاص حمكمة املوضوع وان قرار‬
‫رفض الشكوى وغلق التحقيق نهائيا استناداً للمادة (‪/130‬أ) االصولية سابق ألوانه حيث كان على قاضي‬
‫التحقيق تدوين اقوال املتهم ومعرفة دفوعه قبل اصدار قرار الغاء امر القبض حبقه ‪ ،‬عليه قرر نقض القرار‬
‫املميز وصدر القرار باالتفاق استناداً ألحكام املادة (‪ )٢٦٥‬االصولية يف ‪ .)1(2018/12/17‬وبينت املادة‬
‫(‪ )٢٦٥‬الفقرة (ب) من قانون اصول احملاكمات اجلزائية(‪ )2‬اختصاص حمكمة اجلنايات بالتدخل التمييزي اذ‬
‫جيوز حملكمة اجلنايات جلب اية دعوى مما ذكر يف الفقرة ( أ ) من ذات املادة او اي حمضر حتقيق يف جرمية‬
‫وهلا تدقيق االحكام والقرارات الصادرة منه وفق ما نصت عليه املادة (‪ )٢٦٤‬من قانون اصول احملاكمات‬
‫اجلزائية ‪ ،‬ومل تبني هذه املادة امكانية تقديم طلب بالتدخل التمييزي من اطراف الدعوى اجلزائية او من قبل‬
‫االدعاء العام ‪ ،‬اال ان ذلك ال مينع اطراف الدعوى او االدعاء العام من تقديم طلب التدخل بالتمييزي خاصة وان‬
‫قانون اصـول احملاكمات اجلزائية بني انطباق ذات احكام املادة (‪ )٢٦٤‬من ذات القانون على حمكمة‬
‫اجلنايات يف حالة التدخل التمييزي ‪ ،‬وعليه جيوز تدخل حمكمة اجلنايات يف االحكام والقرارات سواء بشكل‬
‫تلقائي او بناء على طلب ‪ .‬وبناء على ما تقدم فانه اذا ما مت تقديم طعن بالقرارات واالحكام اليت تكون من‬
‫اختصاص حمكمة اجلنايات اىل حمكمة التمييز االحتادية فان حمكمة التمييز حتيل اوراق الدعوى اىل حمكمة‬
‫اجلنايات للنظر فيها حسب االختصاص ‪ ،‬ويف هذا السياق قضت حمكمة التمييز االحتادية بأنه ((لدى التدقيق‬
‫واملداولة وجد ان الطعن انصب على قرار قاضي التحقيق وحيث ان الطعن بقرارات قاضي التحقيق يكـون امام‬
‫حمكمة اجلنايات املختصة استناداً ألحكـام املـادة ( ‪ )٢٦٥‬من قانون اصـول احملاكمات اجلزائية بصفتها‬
‫التمييزية عليه قرر احالة الطعن مع االوراق التحقيقية على حمكمة اجلنايات املختصة للنظر يف الطعن))‪.‬‬
‫وتأسيسا على ما تقدم فان حملكمة اجلنايات حق التدخل التمييزي يف االحكام والقرارات متى ما‬
‫الحظت وجود خطأ قانوني يستوجب التدخل لتصحيحه ‪ ،‬وتطبيقا لذلك قضت حمكمة جنايات القادسية‬
‫االحتادية بصفتها التمييزية بأنه ((لدى التدقيق واملداولة وجد ان قرار االحالة الصادر من حمكمة حتقيق‬

‫‪.‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫يف‬ ‫‪/‬ج‪/‬‬ ‫(‪ )1‬قرار حمكمة جنايات الرصافة بصفتها التمييزية ذي العدد‬
‫‪/‬ب من قانون اصول احملاكمات اجلزائية ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬نص املادة‬
‫‪40‬‬
‫الديوانية ذي العدد ‪/٥٢٣‬احالـة ‪ ٢٠١٨/‬يف ‪ 2018/12/23‬غري صحيح وخمالف ألحكام القانون لصدوره‬
‫قبل استكمال التحقيق االبتدائي يف الدعوى بإجراء الكشف املوقعي على القطعة موضوع الدعوى صحبة‬
‫مساح خمتص وتنظيم مرتسم اصولي يتضمن رقم العقار وموقعه ومساحته خصوصاً وان املشتكي قـد بـني‬
‫بأقواله املدونة يف مرحلة التحقيق االبتدائية قيامه ببناء دار سكن على ارض العرصة اليت اشرتاها كما يتوجب‬
‫التوسع يف حتقيقات احملكمة وتدوين اقوال اطراف الدعوى بشكل مفصل حيث ان اقواهلم جاءت موجزة وبدون‬
‫مناقشتهم خبصوص ما ورد من خالل جمريات التحقيق كما مل تدون أقوال االشخاص الذين وردت امساؤهم يف‬
‫استمارة صورة السجل العقاري للعقار املرقم (‪ )27‬مقاطعة (‪ )2‬البو صاحل واليت تبني من اقوال املمثل‬
‫القانوني ملديرية التسجيل العقاري كونها عرصة وسؤاهلم عن االختام والتواقيع العائدة هلم وحتديد مركزهم‬
‫القانوني يف الدعوى يف ضوء نتائج التحقيق ومالحظة ان املشتكي ويف اقواله املدونة بتاريخ ‪2017/3/14‬‬
‫قد طلب الشكوى ضد عدة اشخاص بضمنهم املتهم (ص‪.‬ج‪.‬ي ) ولـم يـتم التحقق من ذلك ومدى عالقتهم‬
‫مبوضوع الشكوى واالفعال الصادرة منهم مع وجوب ربط صحيفة سوابق املتهم لالطـالع على سريته وسوابقه‬
‫وسـؤال الشــاهد (م ‪ .‬س ‪ .‬ع ) عن تفاصيل تنظيم عقد البيع من قبل طريف الدعوى وهل مت ابراز سند العقار‬
‫املباع وسبب اخلطأ يف رقم العقار وهل ميلك املتهم احلق يف بيع السهام املباعة ام ال ‪ ،‬ومل تتناسب االجراءات‬
‫التحقيقية مع موضوع الشكوى واهمية اجلرمية مع ربط النسخة االصلية من عقد البيع مع اضبارة الدعوى‬
‫وحيث ان ما تقدم قد اخل بصحة قرار االحالة لذا قررت احملكمة التدخل متييزا فيه ونقضه واعادة اضبارة‬
‫الدعوى اىل حمكمتها التباع ما تقدم وصدر القرار باالتفاق استناداً ألحكام املواد (‪ )٢٦٤‬و (‪ )٢٦٥‬من‬
‫قانون أصول احملاكمات يف ‪.)1(2019/2/6‬‬
‫وقد يكون تدخل حمكمة اجلنايات ملالحظتهـا وجـود نواقص جوهرية يف االجراءات التحقيقية املؤثرة‬
‫يف الدعوى ‪ ،‬وتطبيقاً لذلك قضت حمكمة جنايات كربالء بصفتها التمييزية بأنه لدى التدقيق واملداولة وجد ما‬
‫يستوجب التدخل التمييزي بقرار االحالة ونقضه حيث الحظت احملكمة من خالل اقوال املتهم ان الشاهد كان‬
‫حاضراً مسرح اجلرمية وقد قررت حمكمة التحقيق تدوين ملحق ألقوال املتهم لبيان اسم الشاهد ألهمية ذلك يف‬
‫استكمال االجراءات التحقيقية اال ان حمكمة التحقيق مل تتخذ ذلك مما اخل بصحة قرار االحالة عليه قررت‬
‫نقضه واعادة االوراق التحقيقية اىل حمكمتها التباع ما تقدم(‪. )2‬‬
‫وعليه فان القرارات الصادرة من حمكمة اجلنايات بصفتها التمييزية باتة اي انها ال تقبل الطعن امام‬
‫حمكمة التمييز االحتادية وتطبيقا لذلك قضت حمكمة التمييز بـان " القرار الصادر من حمكمة اجلنايات‬
‫بصفتها التمييزية ال يقبل الطعن به امام حمكمة التمييز ومع ذلك فان حمكمة التمييز االحتادية تستخدم‬
‫سلطتها يف الرقابة على هذه القرارات من خالل التدخل متييزا وهلذا قضت حمكمة التمييز االحتادية بأنه" لدى‬
‫التدقيق واملداولة وجد ان القرار املطلوب التدخل بـه متييزاً واملرقم ‪/1153‬ت‪ 2018/‬واملـؤرخ يف‬
‫‪ 2018/10/28‬واخلاص بطالبـة التـدخل املشتكية ( س ‪ .‬ع ) الصادر من قبل حمكمة جنايات النجف‬

‫‪.‬‬ ‫يف ‪/ /‬‬ ‫‪/‬تدخل متييزي‪/‬‬ ‫(‪ )1‬قرار حمكمة جنايات القادسية االحتادية بصفتها التمييزية ذي العدد‬
‫‪.‬‬ ‫يف ‪/ /‬‬ ‫‪/‬اهليأة اجلزائية‪/‬‬ ‫(‪ )2‬قرار حمكمة التمييز االحتادية ذي العدد‬
‫‪41‬‬
‫بصفتها التمييزية بات مبقتضى احـكـام املادة (‪ /٢٦٥‬د) من قانون اصول احملاكمات اجلزائية وخللو القرار‬
‫من اي خطـا قـانوني للتدخل به متييزا حسب صالحية حمكمة التمييز املنصوص عليها يف املادة (‪)٢٦٤‬‬
‫من قانون اصول احملاكمات اجلزائية لذا قرر رد طلب التدخل متييزا بالقرار املذكور وصدر القرار باالتفاق يف‬
‫‪.2019/2/6‬‬
‫اي ان حمكمة التمييز تستعمل سلطتها يف التدخل على االحكام والقرارات الصادرة من حمكمة‬
‫اجلنايات بصفتها التمييزية متى ما وجدت مربراً للتدخل ‪ ،‬حيث قضت حمكمة التمييز االحتـادية بأنه ‪ ":‬لدى‬
‫التدقيق واملداولة وجد ان قاضي حمكمة حتقيق الكـوت وبتاريخ ‪ 2016/12/25‬قرر االفراج عن املتهم (ح ‪.‬‬
‫ر‪ .‬س) وغلق الدعوى حبقه مؤقتاً استناداً ألحكام املادة (‪ /١٣٠‬ب) من قانون اصـول احملاكمات اجلزائية‬
‫لعدم كفاية االدلة ضده وقد صدقت حمكمة جنايات واسط بصفتها التمييزية القرار املذكور مبوجب قرارها‬
‫املرقم ‪/58‬ت‪ ٢٠١٧/‬يف ‪ 2017/1/25‬ولدى التأمل يف القرارات املذكورة وجد انها بنيت على خطأ يف‬
‫تطبيق القانون وسابقة ألوانها ذلك ان احلادث هو جرمية قتل اجملنى عليه (ف‪.‬ع ‪.‬م ) فكان على حمكمة‬
‫التحقيق التوسع يف حتقيقاتها وتدوين ملحق ألقوال املتهم والسؤال منه حول طبيعة التعامل الذي ذكره بينه‬
‫وبني اجملنى عليه واثبات ذلك التعامل ببينات قانونية معتربة وتدوين ملحق ألقوال املدعية باحلق الشخصي‬
‫زوجة اجملنى عليه لبيان تفاصيل احلادث وكيفية وقوعه وكل ما شأنه الوصول اىل احلقيقة وحيث ان ما تقدم‬
‫اخل بصحة القرارات قُرر التدخل متييزا بالقرارين اعاله ونقضهما واعادة االضبارة اىل حمكمتها التباع ما تقدم‬
‫استناداً ألحكام املادة (‪ )٢٦٤‬من قانون اصول احملاكمات اجلزائية وصدر القرار باالتفاق يف‬
‫‪.)1(2017/3/19‬‬
‫ويف قرار آخر للهيأة اجلزائية األوىل حملكمة متييز اقلیم –ردستان العراق قضت بأنه ‪ " :‬لدى‬
‫التدقيق واملداولة تبني ان طالب التدخل قد طلب من هذه احملكمة التدخل يف قرار حمكمة جنايات اربيل‬
‫بصفتها التمييزية بالرقم (‪/2017‬ت‪ )2007/‬يف ‪ ،2007/7/1‬وحيث ان املادة ( ‪ ) ٢٦٥‬من قانون اصول‬
‫احملاكمات اجلزائية قد اعطت صفة البتات اىل تلك القرارات ‪ ،‬كما ان هذه احملكمة مل جتد خطا قانونيـا‬
‫يستوجب التدخل ‪ ،‬لذا تقرر رد طلب التدخل املقـدم مـن قبـل املتهم ( ح ‪ .‬ي ‪ .‬س ) ووكليـه احملامي حممد‬
‫فؤاد فائق ‪ ،‬وصدر القرار باالتفاق يف ‪.)2(2007/9/23‬‬
‫ويالحظ ان حمكمة متييز اقليم كردستان العراق قد تبنت اجتاه حمكمة التمييز االحتادية يف تدخلها‬
‫التمييزي يف القرارات الصادرة من حمكمة اجلنايات بصفتها التمييزية متى ما وجدت فيها خطا قانونياً‬
‫يستوجب التدخل على الرغم من اتصاف قرارات حمكمة اجلنايات بصفتها التمييزية بالبتات‬

‫املطلب الثاني‬

‫‪.‬‬ ‫‪/ /‬‬ ‫‪/‬اهليأة اجلزائية يف‬ ‫(‪ )1‬قرار حمكمة االمييز االحتادية ذي العدد‬
‫‪ ،‬جملة التشريع و‬ ‫‪/ /‬‬ ‫يف‬ ‫اهليأة اجلزائية االوىل‪/‬‬ ‫(‪ )2‬قرار حمكمة متييز اقليم كوردستان ذي العدد‬
‫‪.‬‬ ‫القضاء ‪ ،‬السنة االوىل ‪ ،‬العدد الثالث ‪،‬‬
‫‪42‬‬
‫آثار التدخل التمييزي‬
‫يكون تدخل حمكمة التمييز و احملاكم ذات الصفة التمييزية يف االحكام و القرارات من اجل ضمان‬
‫التطبيق السليم للقانون وتوحيد تفسريه من قبل احملاكم االدنى وهذا ميثل الغاية اليت دفعت املشرع اىل‬
‫النص على سلطة التدخل التمييزي فمهما بلغت دقة االجراءات املتخذة يف مراحل الدعوى املختلفة قد يصيب‬
‫االحكام بعض االخطاء القانونية وان مرور مدة الطعن دون ان يتم الطعن فيها جيعل هلذه االحكام حجية حيث‬
‫ال جيوز الطعن فيها رغم وجود اخلطأ القانوني ‪ ،‬واستدراكاً من املشرع ملثل هذه احلالة فقد منح حق طلب‬
‫التدخل التمييزي ألطراف الدعوى وكذلك لإلدعاء العام ‪ ،‬او أن يتم ذلك بشكل تلقائي من قبل حمكمة التمييز‬
‫و احملاكم ذات الصفة التمييزية متى ما وصل اىل علمها وجود مثل هذا اخلطأ وقد مت إيضاح ذلك مسبقاً ‪ ،‬وان‬
‫تدخل حمكمة التمييز و احملاكم ذات الصفة التمييزية بشكل تلقائي او بناء على طلب يرتتب عليه آثار سواء‬
‫كانت تلك االثار على االحكام و القرارت اجلزائية اليت مت التدخل فيها او على اطراف الدعوى اجلزائية ‪ ،‬وهذا ما‬
‫سيتم بيانه على النحو االتي ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬آثار التدخل التمييزي على مضمون القرارات اجلزائية و تنفيذها‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬آثار التدخل التمييزي على ذوي العالقة بالقرارات اجلزائية‬

‫الفرع األول‬
‫آثار التدخل التمييزي على مضمون القرارات اجلزائية و تنفيذها‬

‫تتدخل حمكمة التمييز يف االحكام و القرارات اجلزائية الصادرة من حمكمة املوضوع ‪ ،‬القرارات‬
‫الصادرة من قاضي التحقيق فيما يتعلق بتدخل حمكمة اجلنايات بصفتها التمييزية بشكل تلقائي او بناء على‬
‫طلب ‪ ،‬ويف كلتا احلالتيني يكون تدخل احملكمة من أجل تصحيح االخطاء القانونية سواء كانت تلك االخطاء‬
‫اليت انصبت على تطبيق القانون املوضوعي او الشكلي ففي احلالتني متثل خطأ قانوني يربر تدخل احملكمة‬
‫من اجل تصحيحه ‪ ،‬ومن أجل ضمان ممارسة احملكمة هلذه الصالحية بشكل صحيح على االحكام البد ان‬
‫يكون هلا من السلطات ما يكفي لتصحيحها وقد بينت املادة ‪ 264‬من قانون اصول احملاكمات اجلزائية ان‬
‫حملكمة التمييز يف حالة تدخلها يف الدعوى اجلزائية كافة السلطات التمييزية املنصوص عليها يف املادة ‪259‬‬
‫من نفس القانون ‪ ،‬وكذلك احلال بالنسبة للمحاكم ذات الصفة التمييزية ان تكون هلا ذات صالحيات حمكمة‬
‫التمييز يف حال تدخلها يف االحكام والقرارات ‪ ،‬اذ بينت املادة ‪/265‬د من قانون اصول احملاكمات اجلزائية‬
‫على انه يكون حملكمة اجلنايات يف احلاالت اليت بينتها الفقرات السابقة من هذه املادة وهي حالة الطعن أمامها‬
‫وكذلك حال تدخلها يف االحكام و القرارات بصفتها التمييزية السلطات املقررة حملكمة التمييز مبا يتالءم مع‬
‫هذه االحكام و القرارات و تكون قراراتها يف ذلك باتة ‪ ،‬وكذلك اوضح قرار جملس قيادة الثورة املنحل رقم‬
‫(‪ )104‬لسنة ‪ 1988‬يف الفقرة الثانية منه على أن تكون حملكم االستئناف بصفتها التمييزية عند النظر يف‬
‫األحكام و القرارات املذكورة يف الفقرة االوىل من هذا القرار الصالحيات املقررة حملكمة التمييز مبوجب قانون‬
‫اصول احملاكمات اجلزائية وكذلك منحت املادة (‪ )54‬من قانون رعاية االحداث املرقم (‪ )76‬لسنة ‪1983‬‬

‫‪43‬‬
‫النافذ حملكمة االحداث السلطات التمييزية املنصوص عليها يف املادة (‪ )259‬من قانون اصول احملاكمات‬
‫اجلزائية ‪ .‬وعليه جيوز حملكمة التمييز يف حالة تدخلها يف احلكم او القرار الصادر من حمكمة املوضوع أن‬
‫تصدر قرارها فيه بأي وجه من الوجوه اليت بينتها املادة (‪ )259‬من قانون اصول احملاكمات اجلزائية ما‬
‫يتفق مع اخلطأ املتحقق يف احلكم أو القرار اجلزائي و كيفية تصحيحه ‪ ،‬اذ ميكن حملكمة التمييز ان تصدر‬
‫قرارها بتصديق احلكم باالدانة و العقوبات االصلية و الفرعية و اية فقرة حكمية اخرى اذا ما تبني حملكمة‬
‫التمييز عدم وجود خطأ قانوني يف احلكم او القرار يقتضي هذا التدخل فتقرر احملكمة رد طلب التدخل‬
‫التمييزي اذا مل يوجد خطأ قانوني يقتضي هذا التدخل ‪ ،‬و قد يكون حكمها بتصديق حكم الرباءة او الصلح‬
‫او عدم املسؤولية او قرار باالفراج او أي حكم أخر يف الدعوى املادة (‪/259‬أ‪ ، )2/‬وحملكمة التمييز ان تقرر‬
‫يف حال تدخلها متييزا يف احلكم او القرار تصديق حكم اإلدانة مع ختفيف العقوبة اذا ما كانت اجراءات احملكمة‬
‫صحيحة وموافقة للقانون وطبقت القانون بشكل صحيح اال ان احملكمة ترى أن مقدار العقوبة ال يتناسب مع‬
‫الفعل (‪ ،)259/1/3‬وكذلك أن تقرر تصديق حكم اإلدانة مع إعادة االوراق إلعادة النظر مرة واحدة يف العقوبة‬
‫بغية تشديدها حسب املادة (‪/259‬أ‪ )4/‬االصولية‪ ،‬وكذلك جيوز للمحكمة أن تقرر إعادة األوراق اىل احملكمة‬
‫مرة واحدة إلعادة النظر يف احلكم بالرباءة بغية إدانة املتهم حسب املادة (‪/259‬أ‪ )5/‬االصولية(‪.)1‬‬
‫واجلدير بالذكر أنه يف كلتا احلالتني املنصوص عليهما يف الفقرة الرابعة واخلامسة من املادة (‪)259‬‬
‫من قانون اصول احملاكمات اجلزائية ان يكون تدخل حمكمة التمييز يف احلكم او القرار سواء كان التدخل‬
‫بشكل تلقائي او بناء على طلب خالل املدة احملددة للطعن اي خالل ثالثني يوما من تاريخ صدور القرار او‬
‫احلكم او من تاريخ اعتبارها مبنزلة احلكم الوجاهي اذا كان احلكم غيابيا وسند ذلك اوضحته املادة (‪)264‬‬
‫من قانون اصول احملاكمات اجلزائية إذ نصت على أنه (ليس للمحكمة أن تقرر اعادة أوراق الدعوى إلدانة‬
‫املتهم او تشديد عقوبته اال اذا طلبتها خالل ثالثني يوما من تاريخ صدور احلكم أو القرار)‪ ،‬مبعنى أنه جيوز‬
‫للمحكمة ان تتدخل بعد مرور هذه املدة وتصدر قرارها على احد الوجوه املقررة يف املادة (‪ )259‬أصولية‬
‫باستثناء ما كان ضد مصلحة املتهم من ادانة او تشديد للعقوبة‪ ،‬والسبب يف ذلك يعود اىل ان اخلصوم كانوا‬
‫قد قبلوا بنتيجة احلكم او القرار اجلزائي الصادر يف الدعوى ومل حيركوا ساكنا خالل مدة الطعن‪ ،‬وأن ما يربر‬
‫تدخل حمكمة التمييز بعد مرور مدة الطعن هو مصلحة القانون وتصحيح اخلطأ القانوني يف احلكم او القرار ‪.‬‬
‫وكذلك للمحكمة أن تقرر نقض احلكم الصادر باإلدانة والعقوبات االصلية والفرعية وأية فقرة حكمية اخرى‬
‫وبراءة املتهم او الغاء التهمة واإلفراج عنه واخالء سبيله وفق ما جاء يف املادة (‪/259‬أ‪ )6/‬من قانون اصول‬
‫احملاكمات اجلزائية ومثل هذه السلطة جيوز حملكمة التمييز واحملاكم ذات الصفة التمييزية ان تقررها خالل‬
‫مدة الطعن او بعدها فهي تكون ملصلحة املتهم وال ضري يف مثل هذا القرار اذا ما كان تصحيح اخلطأ القانوني‬
‫يكون نقض احلكم الصادر باإلدانة والعقوبة وبراءة املتهم‪ ،‬او قد تالحظ احملكمة خطأ قانوني سواء يف‬
‫االجراءات القانونية املتخذة او يف تطبيق قانون العقوبات مما يقتضي اعادة اجراء احملاكمة جمددا كال او‬
‫جزءا ففي هذه احلالة تقرر احملكمة نقض احلكم او القرار الصادر باإلدانة والعقوبة واعادة االوراق اىل احملكمة‬

‫‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ختام فليح حسن ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬


‫‪44‬‬
‫إلجراء احملاكمة جمددا‪ ،‬وللمحكمة ان تقرر نقض احلكم الصادر بالرباءة او الصلح او عدم املسؤولية او القرار‬
‫باالفراج أو حكم صادر يف الدعوى واعادة االوراق إلجراء احملاكمة أو التحقيق القضائي جمددا اذا ما بنيت اي‬
‫من القرارات السابقة على خطأ قانوني استلزم تدخل احملكمة ‪.‬‬
‫ويالحظ ان املادة (‪ )264‬اصولية نصت على ان للمحكمة يف حالة التدخل السلطات التمييزية‬
‫املنصوص عليها يف الفصل اخلاص بالتمييز‪ ،‬مبعنى ان يكون حملكمة التمييز واحملاكم ذات الصفة التمييزية‬
‫الصالحيات االخرى اليت نص عليها هذا الفصل ومنها ما نصت عليه املادة (‪ )260‬من قانون اصول‬
‫احملاكمات اجلزائية بشان سلطة حمكمة التمييز بتبديل الوصف القانوني للجرمية اليت صدر احلكم فيها‬
‫باإلدانة ‪ ،‬فقد نص قانون اصول احملاكمات اجلزائية على سلطة حمكمة التمييز بتبديل الوصف القانوني‪،‬‬
‫وذلك عند نظرها يف االحكام والقرارات اليت يطعن بها بطريق التمييز‪ ،‬وان هذه السلطة تكون للمحكمة يف حالة‬
‫التدخل التمييزي اذا ما كان خالل مدة الطعن أو حتى تدخلها بعد مرور مدة الطعن مادام يف مصلحة املتهم‪،‬‬
‫وتستخدم احملكمة هذه السلطة متى ما الحظت ان ما حكمت به حمكمة املوضوع على املتهم خيتلف عن‬
‫الوصف القانوني احملدد للجرمية ويف هذه احلالة تقرر حمكمة التمييز ابدال الوصف القانوني غري الصحيح‬
‫للواقعة بوصف صحيح تصدره احملكمة بنفسها"‪ ،‬وتبعا لذلك جيوز حملكمة التمييز تصديق قرار العقوبة أو‬
‫ختفيفه ‪.‬‬
‫وجيب يف مجيع احلاالت املذكورة انفا ذكر ان تبني احملكمة قرارها الذي استندت اليه يف اصدار احلكم‬
‫على وجه معني وتوضيح اخلطأ القانوني الذي دفع اىل تدخل احملكمة يف احلكم ونقضه وهذا ما نصت عليه‬
‫املادة (‪/259‬ب) من قانون اصول احملاكمات اجلزائية بأن (تبني حمكمة التمييز يف قرارها األسباب اليت‬
‫استندت اليها يف اصداره) وان ذلك ينطبق على التدخل متييزا يف االحكام والقرارات اذ جيب على حمكمة‬
‫التمييز واحملاكم ذات الصفة التمييزية يف حال تدخلها يف احكام وقرارات احملاكم األدنى ان تبني وجه اخلطأ‬
‫القانوني املطلوب تصحيحه من قبلها يف حال نقض القرار وإعادة اوراق الدعوى اليها‪ ،‬إن كل ما مت ذكره من‬
‫السلطات اليت بينتها املادة (‪ )259‬اصولية جيوز حملكمة التمييز او حمكمة االستئناف بصفتها التمييزية او‬
‫حمكمة االحداث بصفتها التمييزية او حمكمة اجلنايات بصفتها التمييزية ان تصدر قرارها من نقض احلكم او‬
‫القرار ان كان هناك ما يستلزم ذلك او ان تقرر رد طلب التدخل التمييزي اذا ما تبني هلا بعد تدقيق احلكم او‬
‫القرار بعدم وجود خطأ قانوني يستلزم هذا التدخل ويف كل من احلالتني يكون ملثل هذه القرارات اثره على‬
‫االحكام‪ ،‬والقرارات الصادرة من حماكم املوضوع سواء بالنقض وإعادة االوراق للمحكمة املختصة او ان‬
‫تصحح احملكمة بنفسها اخلطأ القانوني(‪. )1‬‬
‫أما من حيث آثار التدخل التمييزي على تنفيذ االحكام و القرارات مل تبني املادة ‪ 264‬من قانون‬
‫اصول احملاكمات اجلزائية اثر التدخل التمييزي على تنفيذ االحكام و القرارات اذا ما كان التدخل فيها يؤدي‬
‫اىل ايقاف تنفيذ احلكم او القرار املتدخل فيها من قبل احملكمة سواء كان هذا التدخل بشكل تلقائي او بناء‬
‫على طلب او ليس له اثر عليها من حيث التنفيذ حيث يستمر تنفيذ األحكام على الرغم من طلب التدخل‬

‫‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ختام فليح حسن ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬


‫‪45‬‬
‫التمييزي فيها وعليه ميكن الرجوع اىل املبدأ العام الذي قرره املشرع بشأن اثر الطعن بالتمييز على تنفيذ‬
‫االحكام والقرارات الذي بينته املادة (‪ )256‬االصولية حيث نصت على أنه (ال يرتتب على الطعن متييزا يف‬
‫األحكام والقرارات وقف تنفيذها اال اذا نص القانون على خالف ذلك) ‪ .‬اذاً يتضح من خالل هذه املادة ان‬
‫الطعن بطريق التمييز ال يرتتب عليه وقف تنفيذ االحكام‪ ،‬ويرى جانبا من الشراح أن ذلك يعود للطابع غري‬
‫العادي للطعن بالتمييز الذي يقتصر على الطعن باجلانب القانوني يف احلكم دون تقدير الوقائع اليت فصل‬
‫فيها‪ ،‬وكذلك حرص املشرع على عدم تعطيل القوة التنفيذية للحكم خالل مدة الطعن ووقت النظر فيه الذي قد‬
‫يطول‪ ،‬وبناء على موقف املشرع العراقي من ان الطعن بالتمييز ال يرتتب عليه وقف تنفيذ االحكام اال يف‬
‫احلاالت اليت ينص فيها القانون على خالف ذلك‪ ،‬فانه من باب وىل أن ال يتم وقف تنفيذ االحكام يف حالة‬
‫التدخل التمييزي اليت متثل سلطة حملكمة التمييز واحملاكم ذات الصفة التمييزية وليس طريقا من طرق الطعن‬
‫لذلك ال يوقف تنفيذ االحكام يف حالة التدخل متييزا فيها اليت يكون من أجل تصحيح االخطاء القانونية وتؤكد‬
‫ذلك احكام احملاكم وما استقر عليه القضاء حني النظر يف طلب التدخل التمييزي او تدخلها بشكل تلقائي هذا‬
‫يف حالة اذا ما كان تدخل احملكمة متييزا بعد صدور احلكم أو القرار بشكل نهائي من احملكمة ومرت املدة‬
‫احملددة للطعن ومل يتم الطعن فيها فان تدخل متييزا يف مثل هذه االحكام والقرارات ال يوقف تنفيذها‪ ،‬ويف‬
‫بعض االحيان قد يكون التدخل التمييزي حمكمة اجلنايات بصفتها التمييزية يف القرارات الصادرة من قاضي‬
‫التحقيق ففي هذه احلالة ال يوجد تاثري للتدخل التمييزي على تنفيذها اذ هي مل تصدر بعد بشكل نهائي من‬
‫احملكمة املختصة وبالتالي مل يدخل حيز التنفيذ بعد‪ ،‬لذلك فال اثر للتدخل التمييزي على تنفيذها يف هذه‬
‫احلالة‪ ،‬وامنا يكون لغرض تصحيح خطأ قانوني او اختاذ اجراء معني من قبل قاضي التحقيق‪ ،‬وان كانت يف‬
‫بعض االحيان قد يؤدي الطعن طلب التدخل التمييزي اىل تأخري حسم الدعوى اجلزائية وتكون وسيلة لذوي‬
‫العالقة بطلب التدخل التمييزي التالي عرقلة االجراءات يف الدعوى واملماطلة فيها(‪.)1‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫آثار التدخل التمييزي على ذوي العالقة بالقرارات اجلزائية‬
‫خيتلف اثر التدخل التمييزي على اطراف الدعوى اجلزائية بني ما اذا كان بشكل تلقائي أو بناء على‬
‫طلب من حيث مشوله ألطراف الدعوى‪ ،‬ففي حالة تدخل احملكمة تلقائيا يف االحكام والقرارات اجلزائية فأن‬
‫اثر هذا التدخل يشمل مجيع اطراف الدعوى اجلزائية‪ ،‬ذلك ان اهلدف من وراء التدخل التمييزي يتمثل‬
‫بتصحيح اخلطأ القانوني واحلفاظ على املصلحة العامة اليت حتقق من خالل الرقابة على تطبيق احملاكم االدنى‬
‫للقانون بشكل صحيح وموافق للقانون والعمل على توحيد تطبيقه وان حتقق مصلحة القانون يستتبعه و‬

‫‪.‬‬ ‫(‪ )1‬تنكزار شوكت صادق‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬


‫‪46‬‬
‫بشكل تلقائي حتقيق املصاحل اخلاصة لألفراد يف الدعوى اجلزائية اذا التدخل التمييزي التلقائي يف االحكام‬
‫والقرارات ال يقتصر اثره على طرف دون اآلخر بل يشمل مجيع اطراف الدعوى مبا حيققه من تطبيق القانون‬
‫بشكل صحيح وتصحح اخلطأ القانوني وصدور احلكم او القرار بشكل موافق للقانون‪ .‬اما اذا كان التدخل‬
‫التمييزي بناء على طلب من ذوي العالقة يف الدعوى اجلزائية فأن احملكمة تنظر يف طلب التدخل وفقا لوجه‬
‫اخلطأ القانوني املطلوب تصحيحه يف احلكم او القرار ويقتصر اثره على من طلب تصحيحه من دون املساس‬
‫باحلقوق اليت رتبها احلكم لبقية اطراف الدعوى مع مالحظة ان تقديم هذا الطلب بعد مرور املدة القانونية‬
‫للطعن جيب مراعاة عدم االضرار مبصلحة املتهم‪ ،‬فطلب التدخل التمييزي املقدم من قبل احد اطراف الدعوى‬
‫اجلزائية يقتصر اثرة على مقدمه سواء كان املتهم او املشتكي او املدعى املدني او املسؤول مدنيا وال ميتد‬
‫اىل غريه من اطراف الدعوى اجلزائية‪ .‬اما يف حالة تقديم طلب التدخل التمييزي من االدعاء العام فان أثره ال‬
‫خيتلف عن أثر التدخل التمييزي التلقائي حيث أن االدعاء العام ميثل مصلحة اجملتمع ويهدف اىل احلفاظ على‬
‫حسن تطبيق القانون وميكن لالدعاء العام تقديم طلب التدخل التمييزي إذا ما الحظ وجود خطأ قانوني‬
‫يستلزم التدخل فيه وان غايته االساسية من تقديم مثل هذا الطلب تتمثل بتحقيق مصلحة القانون وان ذلك‬
‫كما اوضحنا سابقا حيقق مصاحل االفراد يف الدعوى ‪ .‬اذ نصت املادة (‪/9‬اوال) من قانون االدعاء العام على‬
‫وجوب حضور عضو االدعاء العام عند اجراء التحقيق يف جناية او جنحة كما جيوز له يف هذه حالة ابداء‬
‫مالحظاته وطلباته القانونية وحقه يف تقديم الطعون والطلبات اىل حمكمة اجلنايات واالستئناف بصفتها‬
‫التمييزية أو حمكمة التمييز حسب االختصاص(‪ ،)1‬ويف حالة وجود خرق القانون جيب ان يتوىل اإلدعاء العام‬
‫اختاذ اإلجراءات القانونية الكفيلة بتصحيحه من خالل تقديم طلب التدخل التمييزي وهذا ما مت بيانه يف الفصل‬
‫األول‪ ،‬أما الي تلك الطلب على اطراف الدعوى اجلزائية فهو ال يقتصر على احدهم بل يشمل مجيع أطراف‬
‫الدعى اجلزائية مادام مقدما من االدعاء العام‪ ،‬حيث بينت املادة (‪/251‬ب) من قانون اصول احملاكمات‬
‫اجلزائية بأنه اذا كان الطعن مقدما من االدعاء العام جاز نقض احلكم بالنسبة جلميع احملكوم عليهم‪ ،‬هذه‬
‫القاعدة اليت نص عليها القانون يف حالة الطعن متييزا باألحكام من االدعاء العام ال يوجد ما مينع من تطبيقها‬
‫يف حالة تقديم طلب التدخل التمييزي يف األحكام والقرارات الصادرة من احملاكم من قبله‪ ،‬بل أن ذلك مفروض‬
‫فيما حيث ان حتقق مصلحة القانون وتصحيح االخطاء القانونية اليت تشوب االحكام اجلزائية حيقق مصلحة‬
‫مجيع اطراف الدعوى اجلزائية(‪.)2‬‬
‫ان أهم ما مييز التدخل التمييزي أنه يشرتط فيه أن يكون ملصلحة املتهم واال ليس للمحكمة أن‬
‫تدخل يف احلكم او القرار اجلزائي وان كان وجه اخلطأ فيه ظاهرا"‪ ،‬اذ بينت املادة (‪ )264‬أصولية أثر‬
‫التدخل التمييزي على مصلحة املتهم وهلا تفضيل يف ذلك وكما ذكرنا مسبقا ان املشرع العراقي مل يقصر‬
‫التدخل التمييزي بشكل تلقائي وعند الطعن باألحكام فحسب بل اجاز ذلك سواء كان تلقائيا عن طريق الطعن‬
‫باحلكم او القرار‪ ،‬او بعد انتهاء مدة الطعن عند وصول اخبار اليها بوجود خطأ قانوني يقتضي التدخل‬

‫‪.‬‬ ‫(‪ )1‬تنكزار شوكت صادق‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬


‫‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ختام فليح حمسن‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪47‬‬
‫التصحيحه او بناء على طلب من االدعاء العام أو ذوي العالقة بالدعوى اجلزائية حيث أن التدخل يف األحكام‬
‫اجلزائية يكون اما خالل مدة الطعن احملددة يف القانون وهي ثالثني يوما أو بعد مرور هذه املدة‪ ،‬فان تدخل‬
‫حمكمة التمييز أو احملاكم ذات الصفة التمييزية خالل مدة الطعن ليس عليها اية قيد فيما يتعلق مبصلحة‬
‫املتهم اذ جيوز هلا أن تصدر حكمها على أي وجه سواء ملصلحة املتهم أو لغري مصلحته‪ ،‬فيجوز ان تنظر‬
‫احلكم وتطلب تشديده او اعادة النظر يف الدعوى إلدانة املتهم الذي قررت حمكمة املوضوع ترباته‪ ،‬كما جيوز‬
‫ان يكون قرارها ملصلحة املتهم اذ يكون للمحكمة كافة السلطات التمييزية يف هذه احلالة‪ ،‬أما بعد فوات املدة‬
‫القانونية للطعن فأن املادة (‪ )264‬من قانون اصول احملاكمات اجلزائية قد قيّدت من سلطة احملكمة يف هذه‬
‫احلالة اذ ال جيوز للمحكمة أن تقرر اعادة أوراق الدعوى إلدانة املتهم أو تشديد علوان اذا طلبتها بعد ثالثني‬
‫يوما من تاريخ صدور احلكم أو القرار(‪.)1‬‬

‫اخلامتة‬
‫بعد اكمال موضوع البحث (التدخل التمييزي يف القرارات التمييزية) توصلنا اىل جمموعة من‬
‫االستنتاجات واملقرتحات وذلك على النحو التالي ‪:‬‬

‫اوال‪ :‬االستنتاجات‬
‫‪ .1‬لضمان فعالية التجريم واحرتام دور القانون اجلنائي يف الردع‪ ،‬فأن تصحيح االخطاء اليت تشوب احلكم‬
‫اجلزائي حتتل أهمية كبرية فالبد من وجود سلطة حملكمة التمييز باإلضافة اىل طرق الطعن اليت حددها‬
‫القانون لكي يضمن املشرع من خالهلا صحة االحكام اجلزائية وبالتالي فعالية القانون اجلنائي‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫(‪ )1‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‬


‫‪48‬‬
‫‪ .2‬ليس هنالك من اتفاق على الطبيعة القانونية للتدخل التمييزي فهنالك اكثر من اجتاه بهذا الصدد‪ ،‬االجتاه‬
‫األول‪ :‬يرى ان التدخل التمييزي ميثل طريق طعن استثنائي باألحكام اجلزائية وهذا اجتاه املشرع‬
‫املصري‪ ،‬واالجتاه الثاني‪ :‬اعترب أن التدخل التمييزي حق حملكمة النقض تستخدمه متى ما وجدت‬
‫اخلطأ القانوني املربر له وهذا اجتاه املشرع اجلزائري‪ ،‬اما املشرع العراقي فلم تبني النصوص القانونية‬
‫اليت تناولت موضوع التدخل التمييزي الطبيعة القانونية له اال أنه ومن خالل االطالع على القرارات‬
‫الصادرة من حمكمة التمييز بهذا اخلصوص نرى أن التدخل التمييزي يف قانون أصول احملاكمات‬
‫اجلزائية العراقي يكون أقرب لكونه سلطة حملكمة التمييز واحملاكم ذات الصفة التمييزية تستخدمها‬
‫للحفاظ على مشروعية االحكام اجلزائية وضمان التطبيق الصحيح للقانون‪.‬‬
‫‪ .3‬ان أهم ما مييز التدخل التمييزي يف الدعوى اجلزائية حصوله بشكل تلقائي من احملكمة املختصة إذا ما‬
‫الحظت من خالل اطالعها على الدعوى او وصول العلم اليها بوجود خطأ قانوني يستوجب التدخل‬
‫لتصحيحه فأنها تتدخل تلقائيا لتصحيح اخلطأ على الوجه الصحيح واملوافق للقانون‪.‬‬
‫‪ .4‬تبني لنا أن التدخل التمييزي له ذاتية خاصة متيزه عن طرق الطعن اليت حددها القانون‪ ،‬وكذلك عن‬
‫الطعن ملصلحة القانون الذي نص عليه قانون االدعاء العام رقم (‪ )159‬لسنة ‪ 1979‬املعدل فالتدخل‬
‫التمييزي ليس طريقا من طرق الطعن لالختالف بني االثنني يف جوانب عديدة لعل أهمها تتمثل بأن‬
‫القانون حدد طرق الطعن باألحكام على سبيل احلصر وأن اتباع هذه الطرق يكون بشكلية خاصة وخالل‬
‫مدة زمنية معينة وحدد القانون شروط لكل طريق من طرق الطعن ختتلف عن تلك الشروط احملددة‬
‫للتدخل التمييزي‪.‬‬
‫‪ .5‬أن احلكم اجلزائي يتكون من الواقعة موضوع الدعوى اجلزائية والنص الذي ينطبق على هذه الواقعة‬
‫والنتيجة اليت تكون حاصل تطبيق القانون على واقعة الدعوى‪ ،‬ومما ال شك فيه أن ال رقابة حملكمة‬
‫التمييز على اجلانب الواقعي للدعوى من حيث مدى ثبوتها من عدمه وبالتالي فأن هذا اجلانب من احلكم‬
‫اجلزائي ال ميكن طلب التدخل التمييزي فيه‪ ،‬وال ميكن حملكمة التمييز واحملاكم ذات الصفة التمييزية‬
‫التدخل فيه بشكل تلقائي‪.‬‬
‫‪ .6‬أن الغاية من التدخل التمييزي يف الدعوى اجلزائية تتمثل يف تصحيح اخلطأ القانوني الذي شاب االحكام‬
‫والقرارات اجلزائية اال أن خطأ حمكمة املوضوع قد يتعلق باجلوانب الواقعية يف الدعوى اجلزائية فال جيوز‬
‫تدخل حمكمة التمييز يف واقع الدعوى اجلزائية ألنها حمكمة قانون وليس حمكمة موضوع‪ ،‬باستثناء ما‬
‫تعلق منها بتسبيب االحكام اجلزائية اذ متثل االسباب اجلانب الواقعي يف احلكم اجلزائي فإذا أصاب احلكم‬
‫خطأ يف تسبيب احلكم اجلزائي يكون حملكمة التمييز التدخل فيه وتصحيحه مبا يتفق واحكام القانون ‪.‬‬
‫‪ .7‬اتضح لنا من خالل الدراسة أن االحكام والقرارات اليت جيوز التدخل فيها بشكل تلقائي مل تنص عليها‬
‫صراحة املادة (‪ )264‬اصولية اال أنها نصت على أنه حملكمة التمييز أن جتلب أي دعوة جزائية ويف آية‬
‫مرحلة كانت عليها لتدقيق ما صدر فيها من احكام وقرارات‪ ،‬وأن ما يتفق مع غاية التدخل التمييزي أن‬
‫يكون التدخل يف كافة القرارات الصادرة يف الدعوى باستثناء ما ال جيوز الطعن فيه على انفراد من‬

‫‪49‬‬
‫القرارات االعدادية واالدارية والقرارات غري الفاصلة يف الدعوى اذ ميكن التدخل فيها ضمن احلكم الفاصل يف‬
‫الدعوى متى ما الحظت احملكمة خطأ قانوني فيها يقتضي التدخل التمييزي لتصحيحه‪.‬‬
‫‪ .8‬ان التدخل التمييزي يكون بناء على طلب أطراف الدعوى اجلزائية او االدعاء العام ويشرتط يف احلكم او‬
‫القرار املطلوب التدخل فيه أن يكون وجاهياً فاصالً يف الدعوى واال كان التدخل يف االحكام الغيابية غري‬
‫ذي جدوى‪ ،‬وهذا ما أكدته حمكمة التمييز ما دام أن احملاكمة تعاد جمددا يف أحد قراراتها‪.‬‬
‫‪ .9‬لكي تتمكن حمكمة التمييز واحملاكم ذات الصفة التمييزية من التدخل يف الدعوى اجلزائية يلزم توافر‬
‫شروط لذلك التدخل وأن أول واهم هذه الشروط يتمثل بوجود خطأ قانوني يربر تدخل حمكمة التمييز‬
‫لتصحيحه بنفسها أو أن تنقض احلكم وحتيله اىل حمكمته املختصة إلصداره بالشكل الصحيح واملوافق‬
‫للقانون‪.‬‬
‫مل تبني املادة (‪ )264‬اصولية اسباباً للتدخل التمييزي ونرى أن االسباب اليت بينتها املادة‬ ‫‪.10‬‬
‫(‪ )249‬أصولية اسبابا تتسع للخطا القانوني سواء كان يف القانون املوضوعي او االجرائي فإذا ما شاب‬
‫احلكم او القرار خطأ يكون للمحكمة التدخل لتصحيحه‪ ،‬فأن خمالفة القانون املوضوعي او اخلطا يف‬
‫تطبيقه او تأويله او خمالفة قواعد االختصاص واخلطأ يف االجراءات متثل اسباب للتدخل التمييزي يف‬
‫الدعوى اجلزائية سواء بشكل تلقائي او بناء على طلب من االدعاء العام أو ذوي العالقة بالدعوى‪.‬‬
‫تكون القرارات الصادرة من حمكمة االستئناف وحمكمة اجلنايات بصفتها التمييزية غري قابلة الطعن‬ ‫‪.11‬‬
‫فيها امام حمكمة التمييز‪ ،‬وال جيوز تدخل حمكمة التمييز فيها‪ ،‬اال ان الواقع العملي كان على عكس ذلك‬
‫فيما يتعلق بتدخل حمكمة التمييز بقرارات احملاكم ذات الصفة التمييزية‪ ،‬اما قرارات حمكمة اجلنايات‬
‫بصفتها التمييزية فأنها تتدخل فيها متى ما وجدت ما يربر ذلك‪ ،‬ونرى أن ذلك ال يتفق مع اعطائها صفة‬
‫متييزية وأن القانون قد نص على أن تكون ألحكامها صفة البتات بالتالي فأنه ال جيوز التدخل فيها من‬
‫قبل حمكمة التمييز لضمان االستقرار الالزم لألحكام واحرتام حكم القانون‪.‬‬
‫من خالل هذه الدراسة يف مدى امكانية الطعن بالقرار الذي تصدره حمكمة املوضوع نتيجة للتدخل‬ ‫‪.12‬‬
‫التمييزي‪ ،‬تبني أن التدخل التمييزي تكون الغاية منه تصحيح اخلطأ القانوني او اعادته اىل حمكمته او‬
‫بنقض احلكم وإصداره على الوجه الصحيح واملوافق للقانون‪ ،‬ويكون هلا يف حالة التدخل السلطات‬
‫التمييزية املنصوص عليه يف املادة (‪ )259‬اصولية‪ ،‬وهذا ما جيعل من التدخل التمييزي حيقق هدف‬
‫الطعن باحلكم بالتالي فال ميكن خلق طريق آخر للطعن باألحكام خاصة اذا ما كان التدخل بعد مرور‬
‫املدة القانونية احملددة للطعن‪ ،‬وكذلك احلال فيما يتعلق مبدى جواز طلب تصحيح القرار الصادر من‬
‫حمكمة االستئناف او حمكمة اجلنايات بصفتها التمييزية فقد بينت املادة (‪ )266‬من قانون اصول‬
‫احملاكمات اجلزائية أن تصحيح القرار التمييزي يكون بقرارات حمكمة التمييز وبالتالي ال ميكن طلب‬
‫تصحيح القرارات الصادرة من احملاكم االخرى وان كانت هلا صفة متييزية‪.‬‬
‫أن التدخل التمييزي سواء كان خالل مدة الطعن او بعد مرور هذه املدة فأن املشرع العراقي مل يبني‬ ‫‪.13‬‬
‫أثره على تنفيذ احلكم اجلزائي‪ ،‬واألصل العام الذي نص عليه املشرع يف املادة (‪ )282‬اصولية فيما‬
‫يتعلق بتنفيذ االحكام الوجاهية فور صدورها او اعتبارها مبنزلة احلكم الوجاهي وأن الطعن بها ال يوقف‬

‫‪50‬‬
‫تنفيذها‪ ،‬بالتالي فان هذا النص ينطبق على التدخل التمييزي الذي ميثل سلطة حملكمة التمييز واحملاكم‬
‫ذات الصفة التمييزية وبالتالي ال يوقف تنفيذ احلكم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬املقرتحات‪:‬‬
‫بالنظر ألهمية هذا املوضوع (التدخل التمييزي يف القرارات اجلزائية) وتعلقه بضمان التطبيق‬
‫الصحيح للقانون وضمان سالمة احلكم اجلزائي وتأكيد وظيفة حمكمة التمييز يف الرقابة‪ ،‬سوف يتم سرد بعض‬
‫املقرتحات اليت ميكن ان يأخذها املشرع الكوردستاني بنظر االعتبار كخطوة حنو االرتقاء مبوضوع التدخل‬
‫التمييزي يف الدعوى اجلزائية يف قانون أصول احملاكمات اجلزائية‪.‬‬
‫‪ .1‬لضمان حتقيق الغاية املرجوة من النص على التدخل التمييزي البد من وجود نصوص قانونية أكثر‬
‫تفصيالً يف بيان موضوع التدخل يف جوانبه القانونية املختلفة‪.‬‬
‫‪ .2‬من األفضل أن حيدث تعديل لنص املادة (‪ )264‬أصولية اىل "على أن التدخل التمييزي يف القرارات‬
‫اجلزائية هو سلطة حملكمة التمييز واحملاكم ذات الصفة التمييزية إلزالة اخللط بينه وبني االوضاع‬
‫القانونية االخرى‪ ،‬فالتدخل التمييزي ليس طريقا من طرق الطعن"‪.‬‬
‫‪ .3‬نقرتح أن يتم النص بفقرة مستقلة على اسباب حمددة للتدخل التمييزي تتفق وخصوصية هذه السلطة‬
‫لتحديد االسباب اليت جيوز ألطراف الدعوى طلب التدخل التمييزي ‪.‬‬
‫‪ .4‬ان حتدد فرتة معينة للتدخل التمييزي باألحكام اجلزائية مبدة أقصاها ثالث سنوات وال جيوز التدخل يف‬
‫االحكام بعد مرور هذه املدة سواء كان بشكل تلقائي او بناء على طلب لضمان االستقرار املطلوب‬
‫لألحكام وحتى ال يبقى أطراف الدعوى عرضه للتدخل يف احلكم الصادر بالدعوى اجلزائية‪.‬‬
‫‪ .5‬وجوب وجود نص على عدم جواز طلب التدخل التمييزي ألكثر من مرة لضمان عدم اختاذ هذا االجراء‬
‫وسيلة لتأخري حسم الدعوى واطالة االجراءات فيها‪ ،‬ويبتعد عن الغاية االساسية اليت من أجلها نص‬
‫املشرع عليها املتمثلة بتصحيح االخطاء القانونية وضمان التطبيق الصحيح له‪.‬‬
‫‪ .6‬ضرورة ايراد نص يف القانون يتضمن أن سلطة حمكمة التمييز بالتدخل التمييزي يف االحكام والقرارات‬
‫تكون يف احكام حماكم املوضوع والرقابة على قرارات واحكام احملاكم ذات الصفة التمييزية فهذا يتفق‬
‫وصفة البتات اليت منحها القانون ألحكامها وضمان االستقرار الالزم لألحكام‪ ،‬وعدم خلق حال توافرها‬
‫وكذلك حملكمة التمييز واحملاكم ذات الصفة التمييزية اذ ما الحظتها يف االحكام والقرارات اجلزائية‪.‬‬
‫‪ .7‬أن يكون هناك نص على سلطة احملكمة يف التدخل التمييزي التلقائي بكافة االحكام والقرارات سواء‬
‫االعدادية واالدارية والقرارات غري الفاصلة يف الدعوى حيث أن ذلك ينسجم وطبيعة هذه السلطة وخاصة إذا‬
‫ما وصل علم للمحكمة بوجود خطأ قانوني يف هذه اإلجراءات طرق جديدة للرقابة مل ينص عليها القانون‪.‬‬
‫‪ .8‬ان ينص املشرع بشكل صريح على أن التدخل متييزا يف االحكام والقرارات ال يوقف تنفيذها وال يوقف‬
‫السري يف الدعوى يف حال التدخل يف القرارات الصادرة من قاضي التحقيق‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫املصادر‬
‫‪ .‬تنكزار شوكت صادق ‪ ،‬التدخل التمييزي يف الدعوى اجلزائية ‪ ،‬حبث مقدم اىل املعهد القضائي يف اقليم‬
‫‪.‬‬ ‫كوردستان‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ .‬مجال حممد مصطفى ‪ ،‬شرح قانون اصول احملاكمات اجلزائية ‪ ،‬مطبعة الزمان ‪ ،‬بغداد ‪،‬‬
‫‪ .‬ختام فليح حسن ‪ ،‬التدخل التمييزي يف الدعوى اجلزائية ‪ ،‬رسالة ماجستري ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬كلية القانون‪،‬‬
‫‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ .‬ذكرى حممد الياسني ‪ ،‬التدخل التمييزي يف الدعوى اجلزائية ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬املوسوعة الصغرية ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫بغداد‪،‬‬
‫‪ .‬سعيد حسب اهلل عبداهلل ‪ ،‬شرح قانون اصول احملاكمات اجلزائية ‪ ،‬الطبعة االوىل ‪ ،‬دار احلكمة للطباعة و‬
‫‪.‬‬ ‫النشر‪ ،‬موصل ‪،‬‬
‫‪ .‬د‪ .‬سليم حربة والدكتور عبداألمري العكيلي ‪ ،‬اصول احملاكمات اجلزائية ‪،‬الدعوى املدنية االدعاء العام‬
‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫التحري و التحقيق ‪ ،‬االحالة على احملكمة ‪ ،‬اجلزء الثاني ‪ ،‬بغداد ‪،‬‬
‫‪ .‬القاضي عدنان زيدان حسون العكيلي ‪ ،‬التدخل التمييزي يف الدعوى اجلزائية أمام اجلهات الثالث ‪ ،‬مطبعة‬
‫‪.‬‬ ‫صباح ‪ ،‬بغداد ‪،‬‬
‫‪ .‬علي جبار صاحل احلسناوي ‪ ،‬حمكمة ودورها يف الرقابة على االحكام اجلزائية ‪ ،‬اطروحة دكتوراه ‪ ،‬كلية‬
‫‪.‬‬ ‫القانون‪ ،‬جامعة بغداد ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ .‬د‪ .‬فخري عبدالرزاق احلديثي ‪ ،‬شرح قانون اصول احملاكمات اجلزائية ‪ ،‬الطبعة االوىل ‪،‬‬
‫‪ ،‬الطبعة االوىل ‪،‬‬ ‫لسنة‬ ‫‪ .‬قيس لطيف التميمي ‪ ،‬شرح قانون اصول احملاكمات اجلزائية رقم‬
‫‪.‬‬ ‫دار السنهوري ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ .‬االب لويس معلوف يسوعي ‪ ،‬املنجد يف اللغة ‪ ،‬دار املشرق ‪ ،‬بريوت ‪،‬‬
‫‪ .‬د‪ .‬حممود جنيب حسين‪ ،‬شرح قانون االجراءات اجلنائية‪ ،‬ط ‪ ،‬مطبعة جامعة القاهرة والكتاب‬
‫‪.‬‬ ‫اجلامعي‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ .‬جممع اللغة العربية ‪ ،‬جممع الوسيط ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية ‪،‬‬
‫‪ .‬القاضي وسام أمني محد ‪ ،‬ركن العدالة ‪ ،‬دراسة مقارنة يف قانون االدعاء العام ‪ ،‬العدد االول ‪ ،‬الناشر‬
‫‪.‬‬ ‫صباح صادق جعفر ‪ ،‬بغداد ‪،‬‬
‫‪ .‬د‪ .‬وعدي سليمان مزوري ‪ ،‬شرح قانون اصول احملاكمات اجلزائية ‪ ،‬طبعة االوىل ‪ ،‬مطبعة هاوار ‪ ،‬دهوك‬
‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬

‫‪53‬‬
‫قائمة المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪2-1‬‬ ‫المقدمة‬

‫‪24-3‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬مفهوم التدخل التمييزي‬

‫‪16-4‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية التدخل التمييزي‬

‫‪4‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف التدخل التمييزي‬

‫‪4‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف التدخل التمييزي من الناحية اللغوية و الفقهية‬

‫‪5‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف التدخل التمييزي من الناحية القانونية‬

‫‪6‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية للتدخل التمييزي‬

‫‪8‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع التدخل التمييزي‬

‫‪8‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التدخل التمييزي التلقائي‬

‫‪9‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التدخل التمييزي بناء على طلب‬

‫‪30-14‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أوجه الشبه و االختالف بين التدخل التمييزي و طرق الطعن األخرى‬

‫‪15‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أوجه الشبه و االختالف بين التدخل التمييزي و طرق الطعن العادية‬

‫‪17‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أوجه الشبه و االختالف بين التدخل التمييزي و طرق الطعن غير‬
‫العادية‬

‫‪18‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬أوجه الشبه و االختالف بين التدخل التمييزي و التمييز‬

‫‪19‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬أوجه الشبه و االختالف بين التدخل التمييزي و تصحيح القرار التمييزي‬

‫‪21‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬أوجه الشبه و االختالف بين التدخل التمييزي و إعادة المحاكمة‬

‫‪22‬‬ ‫الفرع الرابع ‪ :‬أوجه الشبه و االختالف بين التدخل التمييزي و الطعن لمصلحة القانون‬

‫‪58-25‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام التدخل التمييزي‬

‫‪29-25‬‬ ‫المبحث االول‪ :‬ما يجوز التدخل فيه تمييزا‬

‫‪26‬‬ ‫المطلب االول‪ :‬االحكام التي يجوز التدخل فيها تلقائيا‬

‫‪28‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬االحكام التي يجوز التدخل فيها بناء على طلب‬

‫‪35-30‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬شروط التدخل التمييزي‬

‫‪30‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الخطأ القانوني‬


‫‪31‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬مخالفة القانون‬

‫‪32‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الخطأ في تطبيق القانون او في تأويله‬

‫‪32‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الخطأ الجوهري في االجراءات االصولية أو في تقدير االدلة او تقدير‬
‫العقوبة وكان الخطأ مؤثرا في الحكم‬

‫‪33‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬المدة الزمنية‬

‫‪34‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬عدم نظر الدعوى موضوعيا من محكمة التمييز‬

‫‪47-36‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬الجهات المختصة بالتدخل التمييزي و آثاره‬

‫‪36‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الجهات المختصة بالتدخل التمييزي‬

‫‪37‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬محكمة التمييز ‪.‬‬

‫‪38‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬محكمة االستئناف بصفتها التمييزية‬

‫‪39‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬محكمة الجنايات بصفتها التمييزية‬

‫‪42‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬آثار التدخل التمييزي‬

‫‪42‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬آثار التدخل التمييزي على مضمون القرارات الجزائية و تنفيذها‬

‫‪46‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬آثار التدخل التمييزي على ذوي العالقة بالقرارات الجزائية‬

‫‪51-48‬‬ ‫الخاتمة‬

‫‪52‬‬ ‫المصادر‬

You might also like