Professional Documents
Culture Documents
نظريات الاتصال
نظريات الاتصال
جامعة البصرة
كلية التربية للعلوم األنسانية
قسم العلوم التربوية والنفسية
مناهج وطرائق تدريس عامة
نظريات االتصال
اعداد
احمد فرحان ريس
اشراف
أ.د امجد عبدالرزاق حبيب
أوًال :نظرية التعلم :
على ال رغم من أن نظري ة التعلم من نظري ات علم النفس إال أن له ا اتص ال وثي ق بنظري ات
االتص ال ،ف إن ك ل نظري ة في علم النفس التعليمي تعطي أهمي ة كب يرة لعملي ة التراب ط أو الت داعي
باعتبارها مبدأ أساسي لالتصال الفعال.
وإ ن العالق ة بين المث ير واالس تجابة في نظري ة التعلم يمكن النظ ر إليه ا باعتباره ا ت وفر لن ا المن اخ
األساسي لكل من عمليتي التعلم واالتصال لذلك توجد هناك عدة أشكال لنظرية المثيرات واالس تجابات،
منها االرتباط الشرطي الوسائلي؛ حيث يتعلم الحيوان عن طريق االرتباط الشرطي لعمل شئ ما لكي
يحص ل على مكاف أة ،وأيض ًا يوج د التعلم التم يزي أو التفاض لي؛ حيث يمكن أن ت برز عملي ة االش تراط
القدرة على االستجابة بدرجات متفاوتة الشروط أو حاالت مثيرة خاصة.
ويعتبر االتصال من هذا المنظور العملية التي تربط األفراد بعضهم البعض وبالبيئة التي يعيشون
فيها ،أي أن األحداث يمكن أن تحدث .بسبب التغيرات التي توجد في نسق العالقات بين أثنين أو أكثر
من الق ائمين باالتص ال أو األه داف والموض وعات االتص الية ،أو ق د ت ؤدي ه ذه األفع ال االتص الية إلى
مثل هذه التغيرات في نسق العالقات أو أهداف وموضوعات اتصالهم.
ومن هنا فإن االتصال سواء أكان إرساًال أم استقباًال ،الذي ينشأ في موقف توتر فإن تفسير هذا
االتص ال يتح دد على أس اس وظيفت ه س واء ك انت الوظيف ة الفعلي ة أو المتوقع ة في خفض ه ذا الت وتر،
وهكذا يتضح لنا أن االتصال له أسبابه ،كما إن له آثاره أو تأثيراته ،فعملية االتصال على هذا النحو
تعتبر أساس عملية رد فعل حتى أن األفعال االتصالية التي تبدو بشكل واضح أنها تعبيرية يمكن النظر
إليها أيضًا على أنها ردود أفعال.
كما تستند هذه النظرية على أساس إن كافة المسائل أو الموضوعات الغامضة أو المشكوك فيها
يمكن خفض درج ة الغم وض فيه ا ،وذل ك بتحويله ا إلى سلس لة من األس ئلة تش كل القي اس الكمي
الضروري الذي يمكن استخدامه في تحليل عملية االتصال.
ونظري ة المعلوم ات على ه ذا األس اس ليس ت نموذج ًا أو نظري ة للس لوك االتص الي ولكن ه ذه
النظرية لها تأثير فعال في صياغة المسائل أو المشاكل وصياغة النماذج لدراسة عمليات االتصال.
وتقوم هذه النظري ة أساس ًا في أن العالق ة بين المرس ل والمس تقبل هي أساس ًا عالق ة وسائلية ولذلك
فإنها تقدم إجابة على العالقة أي أنها تتسق مع ما تنطوي عليه نظرية التعلم ،برغم اختالفها عن ،هذه
بعضها البعض.
تف رض ه ذه النظري ة بأن ه عن دما يك ون هن اك ت وازن (تواف ق) ف إن المش اركين في عملي ة االتص ال
سوف يقاومون التغيير ،وعندما ال يكون هناك توازن أو تطابق ،فإن المحاوالت سوف تبذل من أجل
استعادة هذا التوازن.
وفي هذا الصدد قد أقترح نيوكمب Newcombنموذجًا من معوقات التناسق أو التناغم وقد أستند
ه ذا النم وذج على نفس المب دأ ال ذي يف ترض ب أن اإلتص ال يعت بر المنهج األساس ي من أج ل من نط اق
الموافق ة واالنس جام والتن اغم ،كم ا إن الت وتر الن اتج من ع دم التناس ق وع دم التن اغم ه و ال ذي يجع ل
األفع ال االتص الية متص فة بالفاعلي ة المس تمرة ،وفي موق ع آخ ر ي رى ني وكمب” أن االتص ال يعت بر
استجابة مكتسبة (متعلمة) لمواجهة هذا التوتر .وعلى ضوء هذا الرأي فإن االتصال يأتي في أعقاب
اختالل الت وازن في النس ق ويتج ه االتص ال نح و إع ادة حال ة الت وازن ه ذه ،ويس تمر ذل ك إلى أن يتلقى
معلومات جديدة تعكر صفوه ،األمر الذي يؤدي إلى اختالل التوازن مرة أخرى مما يستوجب االتصال
أعادة حالة التوازن وهكذا.
ونظ رًا ألن االتص ال يعت بر الطري ق الرئيس ي ال ذي من خالل ه تتم المحافظ ة على الت وازن في ه ذا
الس ياق أو في البيئ ة ،ف إن النظري ة تف رض أو تض ع ع ددا من الش روط ال تي تتص ل بال دافع الخ اص
بإرس ال وباس تقبال الرس ائل ،وك ذلك النم ط ال ذي يش كل الس لوك واالتص ال ،وبطريق ة مماثل ة ف إن ه ذه
النظري ة تتنب أ ب أن الن اس س وف يجتنب ون المعلوم ات ال تي من المحتم ل أن تزي د من حال ة التن افر وعدم
التناغم وعدم االنسجام ،لذلك فالناس سوف يدركون ويفسرون المعلومات التي يتلقونها بطريقة انتقائية
أو اختيارية وفقًا للبنية القائمة آلرائهم.
ترك ز ه ذه النظري ة على س لوك الف رد في بحث ه عن المعلوم ات من مص ادر االتص ال المختلف ة،
والتعرف على العوامل التي تؤثر في هذا السلوك .وبالتالي فإن هذه النظرية تستهدف متلقي االتصال
بدًال من القائم باالتصال أو الرسالة .وأيضًا تسعى هذه النظرية إلى اختيار فرضية مؤداها أن التعرض
االنتقائي لألفراد يجعلهم يختارون المعلومات التي تؤيد اتجاهاتهم الراهنة.
ولقد الحظ “ تبتون” أن هناك عوامل عديدة يمكن أن تؤثر على اختيار الفرد أو الشخص للرسائل
االتصالية التي يتعرض إليها ،ومن هذه العوامل إمكانية توظيف المعلومات لخدمة أهداف محددة ،أو
إشباع حاجات أساسية في موضوع معين
ول ذلك يف ترض نم وذج “التم اس المعلوم ات” وج ود ح وافز أو منبه ات ت ؤدي إلى س عي الف رد
للحصول على معلومات لمواجهة مشكلة ما ،أو مقارنتها بما لديه من قيم ومعارف سابقة بهدف القدرة
على التعامل مع المواقف الجديدة.
وهناك عوامل أخرى ترتبط بالمواقف التي تؤثر على بحث الفرد عن المعلومات مثل قيود الوقت
ومحدوديته ،ومدى توافر معلومات سابقة عن الموضوع.
ويش تمل النم وذج أيض ًا على تحدي د أن واع مص ادر المعلوم ات الرس مية مث ل :الكتب والخ براء،
والمصادر غير الرسمية مثل :األقران والجماعات .كما يشتمل النموذج أيض ًا على تحديد النقطة التي
يكتفي عندها الفرد في التماس المعلومات فيقرر إغالق دائرة سعيه للحصول عليها بعد أن يشعر أنه
جمع معلومات كافية تساعده في اتخاذ القرار المناسب.
خامسًا :نظرية النسق االجتماعي
تق دم ه ذه النظري ة منظ ورًا اجتماعي ًا لألفع ال االتص الية ال تي تك ون أك ثر قرب ًا للتفس يرات
الس يكولوجية منه ا إلى اآللي ة ال تي ق دمت من قب ل .ويعت بر ت الكوت بارس ونز Talcott Parsonsمن
أنص ار نظري ة النس ق االجتم اعي األساس ية وعلى ال رغم إن ه لم يكن يتن اول االتص ال الت ام من خالل
أعمال ه ،إال أن ه يمكنن ا أن نس تخلص من خالل أعمال ه وخصوص ًا النس ق االجتم اعي” منظ ورًا متناس قًا
لعملية االتصال حيث أن “بارسونز” كان ينظر إلى الفعل االجتماعي عمومًا على أنه يتميز بوجود دافع
له إلنجاز بعض األهداف.
وق د يتمث ل ه ذا اله دف في الوص ول إلى حال ة من الرض ا أو تجنب الحرم ان ،وأن م ا ل دي الف رد
من اهتمام ات ودواف ع توج ه س لوكه وأفعال ه ،وأن من وراء ك ل فع ل أو س لوك إنس اني أس باب ودواف ع
واهتمامات التخاذ هدف معين للفرد نفسه وهذا يعني أن يكون النظر إلى الفرد على أنه ليس حرًا في
أفعاله وسلوكه وفق ًا ألهوائه ورغباته؛ بل يكون الشخص مقيدًا في أفعاله وسلوكه بواسطة ثقافته التي
يتعلمها خالل تفاعله من األعضاء اآلخرين في مجتمعه أو جماعته.
فالفاعل في نظر بارسونز قد يتخذ لنفسه موقف ًا متطرف ًا يتمثل في انتظار التطورات ،وال يحاول
أن يب ذل أي مجه ودات من أن يعم ل ش ئ تج اه ه ذه التط ورات ،وق د يتخ ذ موق ف آخ ر وه و محاول ة
السيطرة على الموقف بحيث يصبح متوافقًا مع رغباته ومصالحه.
ولع ل من المناس ب اإلش ارة إلى الص لة أو العالق ة ال تي أقامه ا “بارس ونز” بين وس ائل االتص ال،
والض بط االجتم اعي حيث أوض ح أن النس ق الرم زي للمع اني ،يعت بر عنص ر من عناص ر النظ ام ال ذي
يفرض كما هو على الموقف الواقعي ،وحتى في حالة االتصال البسيط أو البدائي فإنه لن يكون سهًال
بدون توفر درجة التوافق مع قواعد النسق الرمزي .