Professional Documents
Culture Documents
.doc
.doc
تعريف الَّص ْر ُف ،وُيقال له :التصريُف هو لغًة :التغييُر ،ومنه {تصريُف الرياِح }؛ أى تغييرها.
واصطالًح ا بالمعنى الَع َم لّى :تحويُل اَألصِل الواحِد إلى أمثلٍة مختلفٍة ِ ،لمعاٍن مقصودة ،ال تحُص ل إال
بها ،كاسَم ْى الفاعِل والمفعوِل ،واسِم التفضيِل ،والتثنيِة والجمِع ،إلى غير ذلك.
وبالمعنى الِع ْلِم ّى :علٌم بأصول ُيْع َر ف بها أحواُل أبنيِة الكلمِة ،التى ليست بإعراٍب وال بناٍء .واألبنيُة:
جمُع بناٍء ،وهى هيئُة الكلمِة الملحوظِة ،من حركٍة وسكوٍن :وعدِد حروٍف ،وترتيٍب .
والكلمُة :لفٌظ مفرٌد ،وضعه الواضُع ليدَّل على معنًى ،بحيث متى ُذ كر ذلك اللفظُ ،فهَم منه ذلك المعنى
الموضوع هو له.
وموضوُع ه :األلفاُظ العربيُة من حيُث تلك األحواِل ،كالصَّحة واإلعالِل ،واألصالِة والزيادِة ،ونحِو ها.
ويختُّص باألسماِء المتمكنِة ،واألفعاِل المتصّر فة.
وما ورد من تثنية بعض األسماء الموصولة وأسماء اإلشارة ،وجمعها وتصغيرها ،فُص وِر ّى ال
حقيقّى .
وواضُعهُ :م عاذ بن ُم ْس ِلم الَهَّر اء ،بتشديد الراء ،وقيل سيدنا علّى رضي اهلل عنه .
ومسائُله :قضاياُه التى ُتذَك ر فيه صريحا أو ِض مًنا ،نحو :كُّل واو أو ياء تحَّر كت وانفتح ما قبلها قلبت
ألًفا ،ونحو :إذا اجتمعت الواو والياء وُس بقت إحداهما بالسكون ،قلبت الواو ياء ،وأدغمت فى الياء،
وهكذا.
وثمرتهَ :ص ْو ُن اللساِن عن الخطِأ فى المفرداِت ،ومراعاُة قانوِن اللغِة فى الكتابِة .
واستمداُد ه :من كالِم اهلل تعالى ،وكالم رسوله صلى اهلل عليه وسلم ،وكالِم العرِب .
وحكُم الشارِع فيه :الوجوُب الِك فائّى .
-1لما كان أكثُر كلماِت اللغة العربية ُثالثًيا ،اعتبر علماُء الصرِف أَّن أصوَل الكلماِت ثالثُة أحرف،
وقابلوها عند الوزن بالفاء والعين والالم ،مصَّو رة بصورِة الموزون ،فيقولون فى وزن َقَم ر َم َثًال:
َفَع ل ،بالتحريك ،وفى ِح ْم لِ :فْع ل بسكر الفاء وسكون العين ،وفى َك ُر َم َ :فُع َل ،بفتح الفاء وضم العين،
َو هُلَّم َج َّر ا ،وُيَس ُّم ون الحرف األَّو ل فاء الكلمة ،والثانى عين الكلمة ،والثالث الم الكلمة.
-2فإذا زادت الكلمة عن ثالثة أحرف:
فإن كانت زيادُتها ناشئة من أصل َو ْض ِع الكلمة على أربعة أحرف أو خمسة ،زدَت فى الميزان الًم ا َأو
المين على أحرف "ف ع ل" ،فتقول فى وزن َدْح َر َج مثًالَ :فْع َلَل ،وفى وزن َج ْح َم ِر ش َفْع َلِلل.
وإ ن كانت ناشئة من تكرير حرف من أصول الكلمة َك َّر ْر َت ما يقابله فى الميزان ،فتقول فى وزن قَّد م
َم ثًال ،بتشديد العين :فَّع َل ،وفى وزن َج ْلَبَب َ :فْع َلَل ،ويقال لهُ :م ضَّعُف العين أو الالم.
وإ ن كانت الزيادة ناشئة من زيادة حرف أو أكثر من حروف "سألتمونيها" التى هى حروف الزيادة،
قابلَت األصول باألصول ،وَع َّبْر َت عن الزائد بلفظه ،فتقول فى وزن قائم ،مَثًال :فاِع ل ،وفى وزن
تقَّد مَ :تَفَّع َل ،وفى وزن استخرج :استْفَع ل ،وفى وزن مجتهدُ :م ْفَتِع ل ،وهكذا.
وفيما إذا كان الزائد مبدال من تاء االفتعالُ ،يْن َطُق بها نظًر ا إلى األصل ،فيقال مثال فى وزن
اضطراب :افتعل ،ال افطعل ،وقد أجازه الرضّى .
-3وإ ن حصل حذف فى الموزون ُح ِذ ف ما يقابله فى الميزان ،فتقول فى وزن ُقْل مثًالُ :فْل :وفى
وزن قاٍض :فاٍع ،وفى وزن ِع َد ةِ :ع َلة.
-4وإ ن َح َص ل قلٌب فى الموزون ،حصل أيضا فى الميزان ،فيقال مثًال فى وزن جاهَ :ع َفل ،بتقديم
العين على الفاء.
والناقص :ما اعتّلت المه ،نحو غزا ورمى .وُس ِّم َى بذلك لنقصانه ،بحذف آخره فى بعض
التصاريف ،كَغَز ْت َو َر َم ت .ويسمى أيًض ا ذا األربعة؛ ألنه عند إسناده لتاء الفاعل يصير معها على
أربعة أحرف ،نحو َغَز ْر ُت َو َر َم ْيُت .
واللفيف قسمان:
َم ْفروق :وهو ما اعتلت فاؤه والمه ،نحو وفى ووقى .وُس ِّم ى بذلك لكون الحرف الصحيح فارًقا بين
حرَفْى العلة.
وَم ْقرون :وهو ما اعتلت عيُنه والُم ه ،نحو َطَو ى َو َر َو ى .وُس ِّم ى بذلك القتران حرَفى العلة بعضهما
ببعض.
وهذه التقاسيم التى جرت فى الفعل ،تجرى أيضا فى االسم ،نحو ْش مس ،ووجهَ ،و ُيْم ن ،وَقْو ل ،وسيف،
ودلو ،وَظْب ىَ ،و َو ْح ىَ ،و َج ّو َ ،و َح ّى َ ،و أْم ر ،وبئر ،ونبأَ ،و َج ّد ،وبلبل.
بفتح العين فى الماضى وضمها فى المضارعَ ،ك َنَص َر َيْن ُص ر ،وَقَع َد َيْقُعُد َو َأَخ َذ َيْأُخ ُذ َ ،و َبَر َأ َيْب ُر ؤ ،وقال
يُقولَ ،و َغَز َيْغُز و ،وَم َّر َيُم ُّر .
الباب الثانىَ :فَع ل َيْفِع ل
بفتح العين فى الماضى وكسرها فى المضارع ،كَض َر َب َيْض ِر بَ ،و َج َلَس َيْج ِلُس َ ،و َو َع َد يعد ،وباع
يبيع ،ورَم ى يرِم ى ،وَو قى يِق ىَ ،و َطَو ى يْطِو ى ،وفَّر يِف ُّر ،وأتى يأتى ،وجاء يجئ ،وأَبر النخل يأِبره،
َو َهَنأ َيْهِنئَ ،و َأَو ى َيأِو ىَ ،و َو َأى َيئ ،بمعنى وعد.
الباب الثالثَ :فَع ل َيْفَع ل
بالفتح فيهما ،كفتح يفَتح ،وذَهب يذَهبَ ،و سَعى يسَع ىَ ،و َو َض ع يَض عَ ،و يَفع َيْي َفُعَ ،و َو َهل َيْو َهلَ ،و َأَلَه
يأَلهَ ،و سَأل َيسألَ ،و َقَر أ َيْقَر أ.
وكل ما كانت عينه مفتوحة فى الماضى والمضارع ،فهو َح ْلقى العين أو الالم وليس كل ما كان حلقًيا
كان مفتوًح ا فيهما .وحروف الحلق ستة :الهمزة والهاء والحاء والخاء والعين والغين.
وما جاء من هذا الباب بدون حرف َح ْلقّى فشاّذ ،كَأَبى يْأَبىَ ،و هَلَك يْهَلك ،فى إحدى لغتيه ،أو ِم ن
تداخل اللغات ،كرَك ن يْر َك نَ ،و َقَلى يْق َلى :غير فصيحَ .و َبقى يبَقى :لغة ِّطيئ ،واألصل كسر العين فى
الماضى ،ولكنهم قلبوه فتحة تخفيًفا ،وهذا قياس عندهم.
الباب الرابعَ :فِع ل َيْفَع ل
بكسر العين فى الماضى ،وفتحها فى المضارع ،كفِر َح يفَر ح ،وعِلم َيعَلمَ ،و َو ِج ل يْو َج لَ ،و َيِبَس َيْيَبس،
وخاف َيخاف ،وهاب َيهاب ،وَغ ِيد َيْغ َيدَ ،و َع ِو ر َيْع َو ر ،وَر ِض َى يرضَى َ ،و َقِو َى َيْقَو ىَ ،و َو ِج َى يْو َج ى،
َو َع َّض َيَعّض وأِم َن يأَم نَ ،و َس ِئَم َيْس أم ،وَص ِد ئ َيْص دأ.
ويأتى من هذا الباب األفعال الداّلة على الفرح وتوابعه ،واالمتالء َو الُخ ْلّو ،واأللوان والعيوب ،والخلق
الظاهرة ،التى تذكر لتحلية اإلنسان فى الَغَز ل :كفِر ح وطِر َب ،وَبِط ر َو َأِش رَ ،و َغ ِض ب َو حِز ن ،وكشبع
َو َر ِو َى َو سِك ر ،وكعِط ش وظِم ئ ،وَص ِد َى َو َهِيم ،وكَح ِم ر وَِس وَد ،وَك عِو َر َو َع ِم َش وَج ِه َر ،وكَغ ِيَد َو َهِيَف
َو َلِم َى .
الباب الخامسَ :فُع ل َيْفُع ُل
بضم العين فيهما ،كَش ُر َف َيْش ُر ُف وَح ُسَن َيْح ُسُن ،وَو ُس َم َيْو ُس ُم َ ،و يُم َن َيْي ُم ُن ،وَأُس َل َيْأُس ُل ،وَلُؤ َم َي ْلُؤ ُم ،
وَج ُر َؤ َيْج ُر ُؤ ،وَس ُر َو َيْس ُر و.
ولم يرد من هذا الباب يائَّى العين إال لفظة َهُيَؤ :صار ذا هيئة .وال يائَّى الالم وهو متصرف إال َنُهَو ،
من الُّنْهية بمعنى العقل ،وال ُم َض َّعًفا إال قليًال ،كَش ُر ْر ت ُم َثَّلَث الراء ،وَلُبْب ت ،بضم العين وكسرها،
والمضارع َتَلُّب بفتح العين ال غير.
وهذا الباب لألوصاف الِخ ْلقية ،وهى التى لها ُم ْك ث.
ولك أن تحِّو ل كل فعل ثالثّى إلى هذا الباب ،للداللة على أن معناه صار كالغريزة فى صاحبه .وربما
استعملت أفعال هذا الباب للتعُّجب ،فتنسلخ عن الحَد ث.
الباب السادسَ :فِع ل َيْفِع ل
بالكسر فيها ،كحِس ب يحِس ب ،وِنعم ينِع م .وهو قليل فى الصحيح ،كثير فى المعتّل ،كما سيأتى:
تنبيهات
األول :كل أفعال هذه األبواب تكون متعدية ،والزمة ،إال أفعال الباب الخامس ،فال تكون إال الزمة.
وأما "َر ُحَبْتك الداُر " فعلى التوسع ،واألصل َر ُحَبْت بك الداُر ،واألبواب الثالثة األولى تسمى دعائم
األبواب ،وهى فى الكثرة على ذلك الترتيب.
الثانى :أن َفَع ل المفتوح العين ،إن كان أَّو له همزة أو واًو ا ،فالغالب أنه من باب ضرب ،كأَس ر ،يأِس ر
وأَتى ،يأِتى ووعد يِع د ،ووَز ن يِز ن .ومن غير الغالب :أَخ ذ وأكل وَو َه ل.
وإ ن كان ُم ضاعفًا فالغالب أنه من باب نصر ،إن كان متعّد يا ،كَم ّد ه َيُم ُّد ه ،وصّد ه يُص ُّد ه.
ومن باب ضرب ،إن كان الزما ،كَخ َّف يِخ ُّف ،وشّذ يِش ُّذ ،بالذال المعجمة.
الثالث :مما تقدم من األمثلة تعلم:
-1أن المضاَع ف :يجئ من ثالثة أبواب :من باب َنَص ر ،وَض َر ب ،وَفِر َح ،نحو سَّر ه يسُّر ه ،وفَّر
يِف ُّر ،وعَّض ُه يَعُّض ه.
-2ومهموز الفاء :يجئ من خمسة أبواب :من باب نصر ،وضرب ،وفتح ،وفِر ح ،وَش ُر ف ،نحو:
أخذ يأُخ ذ ،وأَس َر يأِس ر ،وَأَهب يأَهُب ،وأِم َن يَأَم ن ،وأُس ل يأُس ل.
-3ومهموز العين :يجئ من أربعة أبواب :من باب ضرب ،وفتح ،وفرح ،وَش ُر ف ،نحو :وأى َيئى،
وسأل يسأل ،وسِئَم يسأم ،وَلُؤ م َي ْلُؤ م.
-4ومهموز الالم :يجئ من خمسة أبواب :من باب نصر ،وضرب ،وفتح ،وفرح ،وَش ُر ف ،نحو:
َبَر َأ يبُر ؤ ،وَهَنأ يهنئ ،وقَر أ يقَر أ ،وصدئ َيْص َد أ ،وجُر ؤ ويجُر ؤ.
-5والمثال يجئ من خمسة أبواب :من باب ضرب ،وفتح ،وفرح ،وَش ُر ف ،وحِس ب ،نحو :وَع د يِع د،
وَو ِه ل َيْو َهلَ ،و َو ِج ل َيْو َج لَ ،و َو ُس م يوُس مَ ،و َو ِر ث يِر ث .وقد ورد من باب نصر لفظة واحدة فى لغة
عامرية وهى َو َج َد َيُج د .قال جرير:
*لو ِش ْئ ِت قد َنَقَع الفؤاُد بَش ْر َبٍة * َتَدُع الحَو اِئَم ال َيِج ْد َن َغ ِليال*
ُر ِو َى بضم الجيم وكسرها .يقول لمحبوبته :لو شئت قد َر ِو ى الفؤاُد بشرية من ريقك ،تترك الحَو اِئَم ،
أى الِع طاش ،ال َيِج دن حرارة العطش.
-6واألجوف :يجئ من ثالثة أبواب :من باب َنَص ر ،وضرب ،وفِر ح ،نحو :قال يقول :وباع يبيع،
وخاف يخافَ ،و َغ ِيد َيْغ َيد ،وَع ِو َر َيعَو ر ،إال أن شرطه أن يكون فى الباب األول واوّيا ،وفى الثانى
يائًيا ،وفى الثالث مطلًقا ،وجاء طال يطول فقط من باب شُر ف.
-7والناقص :يجئ من خمسة أبواب :من باب نصر ،وضرب ،وفتح ،وفرح ،وشرف .نحو :دعا،
ورمى ،وسَعى ،ورضَى ،وسُر َو .ويشترط فى الناقص من الباب األول والثانى ،ما اشترط فى
األجوف منهما.
-8واللفيف المفروق :يجئ من ثالثة أبواب :من باب ضرب ،وفرح ،وحسب .نحوَ :و َفى يِف ى،
ووِج َى َيْو َج ى ،ووِلَى َي ِلى.
ِو ِو
-9واللفيف المقرون :يجئ من بابى ضرب ،وفرح .نحو :رَو ى يْر ى ،وق َى يْقَو ى ،ولم يرد يائّى
العين والالم إال فى كلمتين من باب فرح ،هما َع ِيَى َ ،و َح ِيَى .
الرابع :الفعل األجوف ،إن كان باأللف فى الماضى ،وبالواو فى المضارع ،فهو من باب نصر ،كقال
يقول ،ما عدا طال يطول ،فِإنه من باب شُر ف .وإ ن كان باأللف فى الماضى وبالياء فى المضارع،
فهو من باب ضرب كباع يبيع .وإ ن كان باأللف أو بالياء أو بالواو فيهما ،فهو من باب فرح ،كخاف
يخاف ،وَغ يد َيْغ َيد ،وعور َيعَو ر.
والناقص إن كان باأللف فى الماضى وبالواو فى المضارع ،فهو من باب نصر ،كدعا يدعو.
وإ ن كان باأللف فى الماضى وبالياء فى المضارع ،فهو من باب ضرب ،كرمى يرمى.
وإ ن كان باأللف فيهما ،فهو من باب فتح ،كسَعى يسَع ى.
وإ ن كان بالواو فيهما ،فهو من باب َش ُر ف كَس ُر َو ويسُر و.
وإ ن كان بالياء فيهما ،فهو من باب حِس ب ،كولِى يِلى.
وإ ن كان بالياء فى الماضى وباَأللف فى المضارع ،فهو من باب فرح ،كرِض َى يرَض ى.
الخامس :لم يرد فى اللغة ما يجب كسر عينه فى الماضى والمضارع إال ثالََثة َع َش َر فعًال ،وهى :وِثَق
به ،ووِج د عليه؛ أى حِز ن ،ووِر ث المال ،ووِر ع عن الشبهات ،ووِر ك؛ أى اضطجع ،ووِر م الُج رح،
وَو ِر َى المخ؛ أى اكتنز ،وَو ِع ق عليه؛ أى َع ِج ل ،وَو ِف ق أمَر ه؛ أى صادفه موافًقا ،ووِق ه له؛ أى سمع،
ووِك م؛ أى اغتَّم ،ووِلَى األمَر ،وَو ِم َق ؛ أى أحّب .
ووَر د أحد عشر فعالُ ،تْك َس ر عينها فى الماضى ،ويجوز الكسر والفتح فى المضارع ،وهى َبِئس،
بالباء الموحدة ،وحِس بَ ،و َو ِبق؛ أى هلكَ ،و َو ِح مِت الُحْب َلى ،ووِح َر صدُر ُهَ ،و َو ِغ ر؛ َأى اغتاظ فيهما،
ووِلَغ الكلب ،ووِله ،ووِه َل اضطرب فيهما ،وَيِئَس منه ،ويِبَس الغصن.
السادس :كون الثالثى على وزن معين من اَألوزان الستة المتقدمة سماعّى ،فال يعتمد فى معرفتها
على قاعدة ،غير أنه يمكن تقريبه بمراعاة هذه الضوابط ،ويجب فيه مراعاة صورة الماضى
والمضارع مًع ا ،لمخالفة صورة المضارع للماضى الواحد كما رأيت ،وفى غيره تراعى صورة
الماضى فقط؛ ألن لكل ماض مضارًع ا ال تختلف صورته فيه.
السابع :ما ُبِنى من األفعال مطلًقا للداللة على الغلبة فى المفاخرة ،فقياس مضارعة ضُّم عيُنه،
َك َس اَبَقِنى زيدٌفسبقُته ،فأنا أسبُقُه ،ما لم يكن َو اِو َّى الفاء ،أو يائّى العين أو الالم ،فقياس مضارعه كسر
عينه ،كواثبته َفَو َثْب ُته ،فأنا أِثبه ،وبايعته فِبعته ،فأنا أبيعه ،وراميته فرَم ْي ته ،فأنا أرِم يه.
أوزان الرباعِّى المجَّر د وملحقاته
للرباعّى المجَّر د وزن واحد ،وهو فعلل ،كدحرج يدحرجَ ،و َد ْر َبخ يدربخ .ومنه أفعال نحتتها العرب
من مركبات ،فتحفظ وال يقاس عليها ،كبسَم َل :إذا قال :بسم اهلل ،وحوقل إذا قال :ال حول وال قوة ِإال
باهلل ،وَطْلَبق إذا قال :أطال اهلل بقاءك ،وَد ْمَع َز إذا قال :أدام اهلل عزك ،وَجْع َفل إذا قال :جعلنى اهلل
فداءك.
وملحقاته سبعة:
األولَ :فْع َلَل ،كجلَبَبه؛ أى ألبسه الجلباب.
الثانى :فْو عل ،كجوربه؛ أى ألبسه الَج ْو رب.
الثالث :فْع َو ل ،كْهَو ك فى ِم شيته؛ أى أسرع.
الرابعَ :فْي َع لَ ،ك َبْي طَر ؛ أى أصلح الدواب.
الخامس :فْعَي َل ،كَش ْر َيَف الزرَع .قطع ِش ريافه.
السادس :فْع َلىَ ،ك َس ْلَقى :إذا استلقى على ظهره.
السابع :فعَن َل ،كقلنسه :ألبسه القلنسوة.
واإللحاق :أن تزيد فى البناء زيادة ،لتلحقه بآخَر أكثر منه ،فيتصرف تصرفه.
أوزان الثالثِّى المزيد فيه
الفعل الثالثّى المزيد فيه ثالثة أقسام؛ ما زيد فيه حرف واحد ،وما زيد فيه حرفان ،وما زيد فيه ثالثة
أحرف .فغاية ما يبلغ الفعل بالزيادة ستة ،بخالف االسم ،فإنه يبلغ بالزيادة سبعة؛ ِلثقل الفعل ،وِخ فة
االسم ،كما سيأتى.
والفرق بن وْز َنِى احرنجَم واقعنَس س ،أن اقعنَسَس إحدى الميه زائدة لإللحاق ،بخالف احرنجم ،فإنهما
فيه أصليتان.
( التقسيم الرابع للفعل :بحسب الجمود والتصرف ):
ينقسم الفعل إلى جامد ومتصرف:
فالجامد :ما الزم صورًة واحدة ،وهو إما أن يكون مالزًم ا للمضّى كليس من أخوات كان ،وكرب من
فعال المقاربة ،وَع َس ى َو َح َر َى واخلولق من أفعال الرجاء ،وأنشأ وطِف ق ،وأخذ وجعل وَع ِلق ،من
أفعال الشروع ،وِنْع َم وَح َّبَذ ا فى المدح ،وبئس وساء فى الذم ،وخال وعدا وحاشا فى االستثناء ،على
خالف فى بعضها ،وإ ما أن يكون مالزًم ا لألمرية ،كهْب وتعَّلْم ،وال ثالث لهما.
والمتصرف :ماال ُيالزم ُص ورًة واحدة ،وهو إما أن يكون تاَّم التصرف ،وهو يأتى منه الماضى
والمضارع واألمر ،كنصر ودحَر ج ،أو ناقصه وهو ما يأتى منه الماضى والمضارع فقط ،كزال
يَز ال ،وبِر َح يْب َر ُح ،وَفِتئ َيْفتأ ،وانفك ينفُّك ،وكاد يكاد ،وأوشك ُيوِش ك.
فصل فى تصريف األفعال بعضها من بعض
كيفية تصريف المضارع من الماضى :أن ُيزاد فى أوله أحد أحرف المضارعة ،مضموًم ا فى
الُّر باعّى كُيدحرج ،مفتوًح ا فى غيره كيكتب وينطلق ويستغفر.
ثم إن كان الماضى ثالثيًاُ ،س ّك َنْت فاؤه ،وحِّر كت عينه بضمة أو فتحة أو كسرة ،حسبما يقتضيه نُّص
اللغة ،كينُص ر ويفَتح ويضِر ب ،كما تقدم ،وإ ن كان غير ثالثّى ،بقى على حاله إن كان مبدوًء ا زائدة،
كيتشارك ويتعلم ويتدحرج ،وإ ال ُك سر ما قبل آخره ،كُيَع ِّظم ويقاِتل ،وحذفت الهمزة الزائدة فى أوله إن
كانت كُيْك ِر م وَيْس َتخرج.
وكيفية تصريف األمر من المضارع :أن ُيحَذ ف حرف المضارعةَ ،ك َع َّظم وتشاَر ْك وَتَع َّلْم ،فإن كان
ِف ِل
أول الباقى ساكًنا ِز يَد فى أوله همزة ،كانُص ر وفَتْح واضِر ْب َ ،و أكرْم وانط ْق َو استغ ْر
ينقسم الفعل إلى متعٍّد ،ويسمى ُم تجاِو ًز ا ،وإ لى الزم ويسمى قاِص ًر ا .فالمتعدى عند اإلطالق :ما
ُيجاوز الفاعل إلى المفعول به بنفسه ،نحو حفظ محمد الدرس .وعالمته أن تتصل به هاء تعود على
غير المصدر ،نحو زيد ضربه عمرو ،وأن يصاغ منه اسم مفعول تاّم ؛ أى غير مقترن بحرف َج ّر أو
ظرف ،نحو :مضروب.
وهو على ثالثة أقسام:
ما يتعدى إلى مفعول واحد :وهو كثير ،نحو :حفظ محمد الدرس ،وفهم المسألة.
وما يتعدى ِإلى مفعولينِ :إما أن يكون أصلهما المبتدأ والخبر ،وهو ظّن وأخواتها ،وإ َم ا ال ،وهو
أعطى وأخواتها.
وما يتعدى إلى ثالثة مفاعيل :وهو باب أعلم وأرى.
والالزم :ما لم يجاوز الفاعل ِإلى المفعول به ،كقعد محمد ،وخرج على.
وأسباب تعدى الفعل الالزم أصالًة ثمانيٌة:
األول :الهمزة كأكرم زيٌد عمرا.
الثانى :التضعيف كفَّر حت زيدا.
الثالث :زيادة ألف المفاعلة ،نحو :جالس زيد العلماء ،وقد تقدمت.
الرابع :زيادة حرف الجّر ،نحو :ذهبت ِبَع لٍّى .
الخامس :زيادة الهمزة والسين والتاء ،نحو :استخرج زيد المال.
السادس :الَّتْض مين النحوى ،وهو أن ُتْش َر ب كلمٌة الزمة معنى كلمة متعدية ،لتتعدى تعديتها ،نحو {َو َال
َتْع ِز ُم وا ُع ْقَدَة الِّنكاِح َح َّتى َيْب ُلَغ الِك َتاُب َأَج َلُه} ُض ِّم ن تعزموا معنى تْن ُو وا ،فُعِّد َى تعديته.
السابع :حذف حرف الجّر توسًع ا ،كقوله:
*ُتمُّر وَن الِّد ياَر ولم َتُعوجوا * كالُم كم َع لَّى ِإَذ ْن َح َر اُم *
ِذ ِم َّال ِّط
وي رد حذفه مع أَّن َو أْن ،نحو قوله تعالىَ{ :ش ِه َد اُهلل َأَّنُه َال إَله إ ُهو}َ{ ،أَو َع ِج ْب ُتْم َأْن َج اءُك ْم ْك ٌر ْن
َر ِّبُك ْم }.
الثامن :تحويل الالزم إلى باب َنَص َر لقصد المغالبة ،نحو :قاَع دته فقعدته فأنا أقُعُد ه ،كما تقدم.
والحق أن تعدية الفعل سماعية ،فما ُس مَعْت تعديته بحرف ال يجوز تعديته بغيره ،وما لم تسمع تعديته
ال يجوز أن ُيَع َّد ى بهذه األسباب .وبعضهم جعل زيادة الهمزة فى الثالثى الالزم لقصد تعديته قياًس ا
مطرًد ا ،كما تقدم.
وأسباب لزوم الفعل المتعِّد ى أصالًة خمسٌة:
األول :الّتضمين ،وهو أن ُتْش َر َب كلمٌة متعدية معنى كلمة الزمة ،لتصير مثلها ،كقوله تعالىَ{ :فْلَيْح َذ ِر
اَّلِذ يَن ُيَخ اِلُفوَن َعْن َأْم ِر ِه } ُض ِّم ن يخالف معنى َيْخ ُر ج ،فصار الزًم ا مثله.
الثانى :تحويل الفعل المتعدى إلى َفُع ل بضم العين ،لقصد التعجب والمبالغة ،نحوَ :ض ُر َب زيٌد ؛ أى ما
أْض َر ْب ه!
الثالث :صيرورته مطاوًع ا ،ككسْر ُته فانكسر ،كما تقدم.
الرابع :ضعف العامل بتأخيره ،كقوله تعالىِ{ :إْن ُك ْن ُتْم لِلُّر ؤَيا َتْعُبروَن }.
الخامس :الضرورة ،كقوله:
*َتَب َلْت ُفَؤ اَد َك فى الَم َناِم َخ ِر يَدٌة * َتْس ِق ى اَّلضجيَع ِبَباِر ٍد َبَّساِم *
أى َتْس ِق يِه ريًقا بارًد ا.
( التقسيم السادس للفعل :من حيث بناؤه للفاعل أو المفعول ):
ينقسم الفعل إلى مبنّى للفاعل ،وُيسَّم ى معلوًم ا ،وهو ما ُذ كَر معه فاعله ،نحو :حِف ظ محمد الدرس.
وإ لى مبنّى للمفعول ،ويسمى مجهوًال ،وهو ما ُح ذَف فاعله وأنيب عنه غيره ،نحوُ :ح ِف ظ الدرس .وفى
هذه الحالة يجب أن تغَّير صورة الفعل عن أصلها ،فإن كان ماضًيا غير مبدوء بهمزة وصٍل وال تاء
زائدة ،وليست عينه ألفاُ ،ض َّم أوُله وُك سَر ما قبل آخره ولو تقديًر ا ،نحوُ :ض ِر ب علّى ،وُر َّد المبيع.
فإن كان مبدوًء ا بتاء زائدةُ ،ض َّم الثانى مع األوَّل ،نحوُ :تُع ِّلَم الحساب ،وتُقوِتَل مع زيد .وإ ن كان
مبدوًء ا بهمزة وصل ُض َّم الثالث مع األول نحو :انُطلق بزيد ،واْس ُتخرج المعدن .وإ ن كانت عينه ألفا
قلبت ياء ،وُك سر أوله ،بإخالص الكسر ،أو إشمامه الضم ،كما فى قال وباع واختار وانقاد ،تقولِ :بيع
الثوب ،وقيل القول ،واْخ ِتيَر هذا ،واْن ِق يد له .وبعضهم ُيْب قى الضم ،ويقلب األلف واًو ا ،كما فى قوله:
*َلْيَت ،وهل ينفُع شيًئا َلْيُت * ،ليَت َش َبابًا ُبوَع فاشتَر ْيُت *
وقوله:
*ُح وَك ْت َع َلى ِنيَر ْي ِن ِإْذ ُتَح اُك * َتْخ َتِبُط الَّش ْو َك وال ُتَش اُك *
ُر ِو يا بإخالص الكسر ،وبه مع إشمام الضم ،وبالضم الخالص :وُتْن سب اللغة األخيرة لبنى َفْقعٍس
َو ُدَبْي ر ،واَّد عى بعضهم امتناعها فى انفعل وافتعل .هذا إذا َأِم َن اللبس .فِإن لم يؤَم نُ ،ك ِس ر أول
األجوف الواوّى ،إن كان مضارعه على يُفعل بضم العين ،كقول العبدِ :س مت؛ أى سامنى المشترى،
وال تضَّم ه إليهامه أنه فاعل الَّس ْو م ،مع أن فاعله غيره ،وُض ّم أول األجوف اليائّى ،وكذا الواوّى ،إن
كان مضارعه على يفَع ل ،بفتح العين ،نحوُ :بعُت :أى باعنى سيدى ،وال ُيْك َس ُر ،إليهامه أنه فاعل
البيع ،مع أن فاعله غيره ،وكذا ُخ ْفُت بضم الخاء؛ أى أخافنى الغير.
وأوجب الجمهور ضَّم فاء الثالثّى المضعف ،نحوُ :ش َّد َو ُم َّد ،والكوفيون أجازوا الكسر ،وهى لغة بنى
َض َّبة ،وقد ُقِر َئ {هِذِه ِبَض اَع ُتَنا ِر َّد ت إلينا} {ولو ِر ُّد وا َلَع ادوا ِلَم ا ُنُهوا َع ْن ُه} بالكسر فيهما ،وذلك بنقل
حركة الَع ين إلى الفاء ،بعد توهم سْلب حركتها ،وجَّو ز ابن مالك واإلشماَم فى المضعف أيًض ا حيث
قال:
*(َو َم ا ِلَباَع َقد ُيَر ى ِلَنْح ِو َحّب )*
وإ ن كان مضارًع ا ُض َّم أوله ،وفتح ما قبل آخره ولو تقديًر ا ،نحوُ :يْض َر ُب َع ِلّى ،وُيَر ّد المبيع.
فإن كان ما قبل آخر المضارع مًّد ا ،كَيقول ويبيعُ ،قلب ألفا ،كُيقال ،وُيباع.
وال ُيْب نى الفعل الالزم للمجهول إال مع الظرف أو المصدر المتصرفين المختصين أو المجرور الذى
لم يلزم الجاُّر له طريقة واحدة ،نحوِ :س يَر يوُم الُج ْم عةَ ،و ُو ِق َف أمام األمير ،وُج لس جلوٌس حسن،
وُفِر ح بقدوم محمد ،بخالف الالزم حالة واحدة ،نحو :عنَد ،وِإَذ ا ،وُس ْبَح اَن ،وَم َع اَذ .
تنبيه :ورد فى اللغة عدة أفعال على صورة المبنّى للمجهول ،منهاُ :ع ِنَى فالن بحاجتك؛ أى اهتّم .
َو ُز ِه علينا؛ أى تكَّبَر َ .و ُفِلَج :أصابه الفاِلج ،وُح َّم :استحَّر بدنه من الُح َّم ى .وُس َّل :أصابه الُّسل .وُج َّن
َى
ِش ِم
عقله :استتر .وُغ ّم الِه الل :احتجب .وُغ َّم الخبُر :استعجم .وُأغ ى عليهُ :غ َى ،والخبر :استعجم.
وُش ِد َهَ :د ِه َش وتحّير .وامُتِق ع أو انُتِق ع َلوُنُه :تغّير.
وهذه األفعال ال تنفك عن صورة المبنّى للمجهول ،ما دامت الزمة ،والوصف منها على مفعول ،كما
ُيفهم من عباراتهم ،وكأنهم الحظوا فيها وفى نظائرها أن تنطبق صورة الفعل على الوصف ،فأَتوا به
على ُفِع ل بالضم ،وجعلوا المرفوع بعده فاعال.
ووردت أيضًا َع ّد ة أفعال مبنية للمفعول فى االستعمال الفصيح ،وللفاعل نادًر ا أو شذوًذ ا ،وهذه
مرفوعها يكون بحسب البنية ،فمن ذلك بِه َت الخصُم وَبُهت ،كفرح وَك ُر مَ ،و ُهِز َل وَهَز َلُه المرض.
وُنِخ َى وَنَخ اه ،من الَّنخوةَ ،و ُز ِك َم َو َز َك َم ُه اهللَ ،و ُو ِع َك َو َو َع َك هَ ،و ُطَّل َد ُم ه َو طَّلهَ ،و ُر ِه َص ت الدابة
َو َر هَص ها الَح َج ر ،وُنِتجت الناقة وَنتَج ها أهُلها.
( التقسيم السابع للفعل :من حيث كونه مؤكدا أو غير مؤكد ):
-2ويكون قريًبا من الواجب إذا كان شرًطا إلِن المؤَّك َد ة بما الزائدة ،نحوِ { :إَّم ا َتَخ اَفَّن ِم ْن َقْو ٍم
َو
ِخ َياَنًة}َ{ ،فِإَّم ا َنْذ َهَبَّن ِبَك }َ{ ،فإَّم ا َتَر ِيَّن ِم َن اْلَبَش ِر أَح دًا َفُقوِلى إّنى َنَذ ْر ُت ِللَّر ْح مِن َص ْو مًا}.
َو ِم ن َتْر ك توكيده قوله:
*يا َص اِح ِإَّم ا َتِج ْد ِنى غيَر ذى ِج َد ٍة * فَم ا الَّتَخ ِّلى َع ِن الخّالِن ِم ْن ِش َيِم ى*
وهو قليل فى النثر ،وقيل يختص بالضرورة.
-3ويكون كثيًر ا إذا وقع بعد أداة طلب :أْم ٍر َ ،أْو َنْهىَ ،أْو ُد َع اٍء ،أو َع ْر ٍض ،أو تمٍّن ،أو استفهام،
نحوَ :لَيقومن زيد ،وقوله تعالى:
{َو َال َتْح َس َبَّن اَهلل َغ اِفًال َع َّم ا َيْع َم ُل الَّظاِلُم وَن } ،وقول ِخ ْر ِنق بنت َهَّفان:
*ال َيْب َع َد ن قومى اَّلِذ يَن ُهُم * ُس ُّم الُعداِة وآَفُة الُج ُز ِر *
وقول الشاعر:
*هَّال تُم ِّنْن بَو ْع ٍد غْي َر ُم ْخ ِلَفٍة * كما عِه ْدُتِك فى أَّياِم ِذ ى َس َلِم *
وقوله:
*َفَلْي َتِك َيْو َم الُم ْلَتَقى تَر ِينَّنى * ِلَك ْى ْتعَلِم ى أِّنى اْمُر ٌؤ ِبَك َه اِئُم *
وقوله:
*أَفَبْع َد ِك ْنَدَة َتْم َد َح َّن َقِبيَال*
-4ويكون قليال إذا كان بعد ال النافية ،أو ما الزائدة ،التى لم ُتْس بق بإِن الشرطية ،كقوله تعالى:
{َو اَّتُقوا ِف ْتَنًة َال ُتِص يَبَّن اَّلِذ يَن َظَلُم وا ِم ْن ُك م َخ اَّص ًة} .وإ نما ُأِّك د مع النافى ،ألنه يشبه أداة النهى صورًة،
وقوله:
*إذا ماَت منُهْم سِّيٌد َس َر َق اْبُنُه * َو ِم ْن ِع َض ٍة ما َيْن ُبَتَّن َش ِك يُر ها*
وكقول حاتم:
*قليًال به ما َيْح َم َد َّنَك َو اِر ٌث * َإذا َناَل مما كْنَت َتْج َمُع َم ْغ َنما*
وما زائدة فى الجميع ،وَش َم ل الواقعة بعد "ُر ّب " كقول َج ِذ يمَة األبرش:
*ُر َّبَم ا أْو َفْيُت فى َع َلٍم * تْر َفَع ْن ثْو بى َش ماالُت *
وبعضهم منعها بعدها ،لمضَّى الفعل بعد ُر َّب معًنى ،وخَّصه بعُض هم بالضرورة.
-5ويكون أقل إذا كان بعد "َلم" وبعد أداة جزاء غير "إَّم ا" ،شرطًا كان المؤكد أو جزاء ،كقوله فى
وصف َج َب ل:
*َيْح َس ُبُه اْلَج اهل ما َلم َيْع َلما * شيخًا َع َلى ُك ْر ِس ِّيِه ُم َع َّم ما*
أى يعلمن،
وكقوله:
*َم ْن َتْثَقَفْن منهم فلْي س بآئٍب * أبدا وَقْتُل بنى ُقَتْيَبَة َش افى*
وقوله:
*وَمْهَم ا َتَش ْأ منه فزارُة تْم َنَع ا"*
أى تمنَع ْن .
-6ويكون ممتنًع ا إذا انتفْت شروُط الواجب ،ولم يكن مما سبق ،بأن كان فى جواب قسم منفّى ،ولو
ِهلل
كان النافى مقدًر ا ،نحو" :تاهلل ال يذهُب الُعْر ف بين اهلل والناس" ،ونحو قوله تعالىَ{ :تا َتْفَتأ َتْذ ُك ُر
ُيوُس ف} أى ال تفتأ .أو كان حاًال :كقراءة ابن كثير{ :ألْقِس ُم ِبَيْو ِم اْلِق َياَم ِة } .وقول الشاعر:
*يميًنا ألبِغ ُض كَّل امِر ٍئ * يزخرُف قوًال وال يْفَع ُل *
أو كان مفصوال من الالم ،نحوَ{ :و َلِئن ُم ُّتْم أْو ُقِتْلُتْم إلِلى اِهلل ُتْح َش ُر وَن } ،ونحوَ{ :و َلَس ْو َف ُيْع ِط يَك َر ُّبَك
َفَتْر َض ى}.
ُح ْك ُم آِخ ِر الفعل المؤَّك د بنون التوكيد
إذا لحقت النون بالفعل -1 :فإن كان مسنًد ا إلى اسم ظاهر ،أو إلى ضمير الواحد المذكرُ ،فِتَح آخره
لمباشرة النون له ،ولم يحذف منه شئ ،سواء كان صحيًح ا أو معتًال ،نحو "َلَيْن ُص َر َّن زيدَ ،و َلَيقِض َيَّن ،
َو َلَيْغُز َو َّن َ ،و َلَيْسَع َيَّن " برِّد الم الفعل إلى أصلها.
-2وإ ن كان مسنًد ا إلى ضمير االثنين ،لم ُيْح َذ ْف أيًض ا من الفعل شئ ،وُح ِذ فت نون الرفع فقط ،لتوالى
األمثال ،وُك ِس َر ت نون التوكيد ،تشبيًها لها بنون الرفع ،نحو َلَتْن ُص َر اِّن يا زيدانَ ،و َلَتقِض ياِّن ،
وَلتغُز َو اِّن َ ،و َلَتْسَع ياِّن .
-3وإ ن كان مسنًد ا إلى واو الجمع ،فإن كان صحيًح ا حذفت نون الرفع لتوالى األمثال ،وواو الجمع
اللتقاء الساكنين ،نحوَ :لَتنُص رَّن يا قوم.
وإ ن كان ناقًص ا وكانت عين الفعل مضمومة أو مكسورة ،حذفت أيًض ا الم الفعل زيادة على ما تقدم،
نحوَ :لَتْغُز ّن َو َلَتقُض َّن يا قوم ،بضم ما قبل النون فى األمثلة الثالثة ،للداللة على المحذوف ،فإن كانت
العين مفتوحةُ ،ح ذفت الم الفعل فقط ،وبقى فتح ما قبلها ،وحِّر كت واو الجمع بالضمة ،نحوَ :لَتْخ َش ُو َّن
َو َلَتْسَعُو َّن .
وسيأتى الكالم على ذلك فى الحذف اللتقاء الساكنين ،إن شاء اهلل تعالى.
-4وإ ن كان مسنًد ا إلى ياء المخاطبة ،حذفت الياء والنون ،نحو :لَتْن ُص ِر ّن يا دعُد ،ولَتْغ ِز ّن ولَتْر ِم َّن ،
بكسر ما قبل النون ،إال إذا كان الفعل ناقًص ا ،وكانت عينه مفتوحة ،فتبقى ياء المخاطبة محركة
بالكسر ،مع فتح ما قبلها ،نحو :لَتْسَع ِيَّن ولَتْخ َش ِيَّن يا َد عُد .
-5وإ ن كان مسنًد ا إلى نون اإلناث ،زيدت ألف بينها وبين نون التوكيد ،وكسرت نون التوكيد،
لوقوعها بعد األلف ،نحو :لَتنُصْر ناِّن يا نسوة ولَتْسَع ْيَناِّن ،ولَتْغُز وَناِّن ،وَلتْر ِم يَناِّن .
واألمر مثل المضارع فى جميع ذلك ،نحو :اضرَبّن يا زيد ،واغُز َو َّن واْر ِم َيَّن واْسَع َيّن .ونحو:
اْض ِر باِّن يا زيداِن واغِز واِّن وارِم ياِّن واسِع ياِّن .ونحو :اضُر بَّن يا زيدون واْغُز ّن واقُضّن ،ونحو:
اْخ َش ُو َّن واْسَعُو ّن ...إلخ.
* وتختص النون الخفيفة بأحكام أربعة:
األول :أنها ال تقع بعد األلف الفارقة بينها وبين نون اإلناث؛ اللتقاء الساكنين على غير َح ِّد ه ،فال تقول
اْخ َش ْي ناْن .
الثانى :أنها ال تقع بعد ألف االثنين ،فال تقول :ال تْض ِر باْن يا زيدان ،لما تقدم.
ونقل الفارسّى عن يونس إجازته فيهما ،ونَّظَر له بقراءة نافع{ :وَم حياْى } ،بسكون الياء بعد األلف.
الثالث :أنها ُتحذف إذا وليها ساكن ،كقول األضبط بن ُقربع الَّس ْع ِد ِّى :
*َفِص ْل ِح باَل الَبعيِد ِإْن َو َص َل اْلَح ْب َل * وأقِص الَقِر يَب ِإْن َقَطَع ْه*
*وال ُتِه يَن الفقيَر َع َّلَك َأْن * َتْر َك َع َيْو ًم ا والَّد ْه ُر قد َر َفَع ه*
أى ال تهيَنَّن
الرابع :أنها ُتْع َطى فى الوقف حكم التنوين ،فِإن وقعت بعد فتحة قلبت ألًفا ،نحو{ :لنْس َفًع ا} ،و{ليُك وًنا}،
ونحو:
*وِإ ّياَك َو المْي َتاِت ال َتْقَر َبَّنَها * وال تعُبِد الَّش ْي طاَن واهلل فاْعُبَد ا*
وإ ن وقعت بعد ضمة أو كسرة ُح ِذ فت ،وُر َّد ما حذف فى الوصل ألجلها .تقول فى الوصل اضُر بَّن يا
قوم ،واضِر بَّن يا هند ،واألصل :اْض ِر ُبون واْض ِر ِبيْن ،فإذا وقفَت عليها حذفت النون ،لشبهها بالتنوين،
فترجع الواو والياء؛ لزوال الساكنين ،فتقول :اضربوا ،واضربى.
ينقسم االسم إلى مجَّر د ومزيد ،والمجرد إلى ُثالثّى ،وُر باعّى ،وخماسّى .
( -)1فأوزان الثالثّى المتفق عليها عْش رة:
َ -1فْع ل :بفتح فسكون ،كَسْهم وَسْهل.
بفتحتين :كَقَم ر وَبَطل. َ -2فَع ل:
بفتح فكسر ،كَك ِتف ،وَح ِذ ر. َ -3فِع ل:
بفتح فضم ،كَع ُض د َو يُقظ. َفُع ل: -4
بكسر فسكون ،كِح ْم ل وِنْك س. ِف ْع ل: -5
بكسر ففتحَ ،ك ِع َنب وِز يَم :أى متفرق. ِف َع ل: -6
بكسرتين :كِإِبل وِبِلز أى ضخمة ،وهذا الوزن قليل ،حتى اَّد عى سيبويه أنه لم يرد منه إال ِفِع ل: -7
ِإبل.
ُ -8فْع ل :بضم فسكون ،كُقْف ل وُح ْلو.
ُ -9فَع ل :بضم ففتح ،كُص َر د وُح َطم.
ُ -10فُع ل :بضمتين ،كُعُنق ،وناقة ُس ُر ح :أى سريعة.
وكانت القسمة العقلية تقتضى اثنى عشر وزًناَ ،ألن حركات الفاء ثالثة وهى الفتح والضم والكسر،
ويجرى ذلك فى العين أيًض ا ،ويزيد السكون ،والثالثة فى األربعة باثنى عشرةَ .يِق ُّل "ُفِع ل" بضم
فكسر ،كُد ِئل :اسم لدوْي بة ،أو اسم َقبيلة؛ ألن هذا الوزن ُقِص د تخصيصه بالفعل المبنى للمجهول.
وأما "ِفُع ل" بكسر فضم ،فغير موجود ،وذلك لعسر االنتقال من كسر إلى ضم .وُيجاب عن قراءة
بعضهمَ{ :و الَّس َم اِء َذ اِت الِح ُبك} بكسر فضم ،بأنه ِم ن تداخل اللغتين فى جزأِى الكلمة ،إذ يقال ُحُبك
بضمتين ،وِح ِبك بكسرتين ،فالكسر فى الفاء من الثانية ،والضم فى العين من األولى .وقيل ُك ِس َر ت
الحاء إتباًع ا لكسرة تاء "ذات".
ثم إن بعض هذه األوزان قد ُيخَّفف ،فنحو َك ِتف ،يخفف بإسكان العين فقط أو به مع كسر الفاء .وإ ذا
كان ثانيه حرف حلقُ ،خ ِّفف أيًض ا مع هذين بكسرتين فيكون فيه أرَبُع لغات كفخذ .ومثل االسم فى
ذلك الفعل كَش ِه د ،ونحو َعُض د وِإ ِبل وُعُنق ،يخَّفف بِإسكان العين.
( -)2وأوزان االسم الرباعى المجّر د المتفق عليها خمسة:
َ -1فْع َلل :بفتح أوله وثالثه وسكون ثانيه ،كَج عفر.
َ -2و ِف ْع ِلل :بكسرهما وسكون ثانيه كِز ْب ِر ج للزينة.
وبالجملة فأوزان المزيد فيه تبلغ ثالث مئة وثمانية ،على ما نقله سيبويه ،وزاد بعضهم عليها نحو
الثمانين ،مع ضعف فى بعضها
( التقسيم الثانى لالسم :من حيث الجمود واالشتقاق )
ينقسم االسم إلى جامد ومشتق.
فالجامد :ما لم يؤخذ من غيره ،ودَّل َع َلى َح َد ث ،أو معنى من غير مالحظة صفة ،كأسماء األجناس
المحسوسة ،مثل رُج ل وشَج ر وبَقر .وأسماء األجناس المعنوية ،كنْص ر وَفْهم وقيام وقعود وَض ْو ء
وُنور وَز مان.
والمشتق :ما أِخ َذ من غيره ،ودل على ذات ،مع مالحظة صفة ،كعاِلم وظريف .ومن أسماء األجناس
المعنوية المصدرية يكون االشتقاق ،كَفِه م من الفهم ،ونصَر من النصر.
وندر االشتقاق من أسماء األجناس المحسوسة ،كأورقت األشجار ،وأسبعت األرض :من الَو َر ق
والَّس ُبع ،وكعْقَر ْبُت الُّص ْد غ ،وَفْلَفَلت الطعام ،وَنْر َج ْس َت الدواء :من الَعْقرب ،والَّنرِج س ،والُفْلُفل ،أى
جعلت شعر الصدغ كالعقرب ،وجعلت الفلفل فى الطعام ،والنرجس فى الدواء.
واالشتقاق :أخذ كلمة من أخرى ،مع تناسب بينهما فى المعنى وتغيير فى اللفظ .وينقسم إلى ثالثة
أقسام :صغير ،وهو ما اتحدت الكلمتان فيه حروًفا وترتيًبا ،كعلم من العلم ،وفهم من الفهم .وكبير:
وهو ما اتحدتا فيه حروًفا ال ترتيًبا ،كجبذ من الَج ْذ ب .وأكبر :وهو ما اتحدتا فيه فى أكثر الحروف،
مع تناسب فى الباقى كَنَع َق من الَّنْهق ،لتناسب العين فى المخرج.
وأهم اَألقسام عند الصرفّى هو الصغير.
وأصل المشتقات عند البصريين :المصدر ،لكونه بسيًطا ،أى َيُد ل على الَح َد ث فقط ،بخالف الفعل،
فإنه َيُد ُّل َع َلى الحدث والزمن .وعند الكوفيين :األصل الفعل ،ألن المصدر يجئ بعده فى التصريف،
والذى عليه جميع الَّص ْر فيين األّو ل.
وُيشتق من المصدر عشرة أشياء :الماضى ،والمضارع ،واألمر( ،وقد تقدمت) واسم الفاعل ،واسم
المفعول ،والصفة المشبهة ،واسم التفضيل ،واسما الزمان والمكان ،واسم اآللة.
ويلحق بها شيئان :المنسوُب والمصغر .وكل يحتاج إلى البيان.
الَم ْص َد ر
قد علمَت أن أبنية الفعل ُثالثية ،وُر باعية ،وُخ ماسية ،وُس داسية؛ ولكل بناء منها مصدر.
مصادر الثالثّى
[القياسى]
قد تقدم أن للماضى الثالثِّى ثالثَة أوزانَ :فَع َل بفتح العين ،ويكون متعِّد ًيا كضربه ،والزًم ا كقعد،
َو َفِع َل :بكسر العين ،ويكون متعدًيا أيًض ا كَفِه م الدرس ،والزًم ا كرِض َى َ ،و َفُع َل :بضم العين ،وال يكون
إال الزًم ا.
- 2 ، 1فأما َفَع ل بالفتحَ ،و َفِع ل بالكسر المتعِّد يان ،فقياس مصدرهماَ :فْع ل ،بفتح فسكون ،كَض َر ب
َض ْر باَ ،و َر َّد َر ًّد اَ ،و َفِه َم َفْهًم اَ ،و َأِم َن أْم نا إال إن دل األول على ِح رفة ،فقياسه ِف عالة بكسر أَّو له،
كالِخ ياطة والِح ياكة.
-3وأما َفِع ل بكسر العين القاصر ،فمصد ه القياس َ :ف ل بفتحتين ،كفِر ح َف حا َج ِو َج وىَ ،ش َّل
َو َر َو َى ّى َع ُر
َش َلال؛ إال إن دل على ِح رفة أو ِو الية .فقياسهِ :ف عالة ،بكسر الفاء ،كَو ِلَى عليهم ِو الية .أو دَّل على
لون ،فقياسهُ :فْع لة ،بضم فسكون َك َح ِو ى ُح َّو ةَ ،و َح ِم ر ُح ْم رة ،أو كان عالًج ا ووصُفه على فاعل،
فقياسه ،الُفُعول ،بضم الفاء ،كأِز ف الوقت أُز وًفا ،وقدم من السفر ُقُد وًم ا ،وصِع د فى الُّس َّلم والَّد َر ج
ُصُعوًد ا.
-4وأما فَع َل بالفتح الالزم فقياس مصدرهُ :فعول ،بضم الفاء ،كقعَد قعوًد ا ،وجلس جلوًس ا ،ونهض
نهوًض ا ،ما لم تعتّل عينه ،وإ ال فيكون على َفْع ل بفتح فسكون َك َس ْي ر ،أو ُفَع ال كقيام ،أو فعالة كنياحة.
وما لم يدَّل على امتناٍع ،وإ ال فقياس مصدره ِفعال بالكسر ،كأَبى إباًء ،وَنَفر ِنفاًر ا ،وَج َم َح ِج ماًح ا ،وأبق
إباًقا.
أو على تقُّلب :فقياس مصدره :فَع الن ،بفتحات ،كجال َج َو َالناَ ،و َغ َلى َغ َلياًنا .أو على داء :فقياسه
ُفعال بالضم َك َم َش ى بطُنه ُم َش اء .أو على سير فقياسهَ :فِع يل ،كرَح َل رحيًال ،وَذ َم ل َذ ِم يال .أو على
صوت فقياسه :الُفعال بالضم ،والَفعيل ،كَص َر َخ ُص راًخ اَ ،و عَو ى الكلب ُع واء ،وَص َهل الفرس َص هيًال،
َو َنَهَق الحمار َنِه يًقا ،وَز أر األسد َز ئًيرا.
أو على حرفة أو ِو الية :فقياس مصدره ِف عالة بالكسر ،كَتَج ر ِتجارةَ ،و عَر ف على القوم ِع َر اقة :إذا
تكلم عليهم ،وسَفر بينهم ِس فارة :إذا أصلح.
-5وأما َفُع ل بضم العين فقياس مصدره :فعولة ،كصُعب الشئ ُص عوبة ،وعُذ ب الماء عذوبة ،وفعالة
بالفتح ،كبُلغ َبالغة ،وَفُص َح َفَص احة ،وَص ُر ح صَر احة.
[السماعى]
وما جاء مخالًفا لما تقَّد م فليس بقياسى ،وإ نما هو سماعّى ُ ،يحفظ وال ُيقاس عليه.
فمن األولَ :طَلَب َطَلًبا ،وَنَبَت َنَباًتا ،وكَتَب ِك تاًبا ،وَح َر س ِح راسًة ،وَح َس ب ُحْس بانا ،وشكر شْك را،
َو ذكر ِذ ْك را ،وَك َتَم ِك ْتمانا ،وَك ِذ َب َك ِذ با ،وَغ َلب َغ َلبةَ ،و َح مى ِح مايةَ ،و َغ َفَر ُغ ْفرانا ،وَع َص ى ِع صيانا،
وَقَض ى َقَض اءَ ،و َهَد ى ِه َد ايةَ ،و َر أى ُر ؤية.
ومن الثانىَ :لِع َب لِع با ،وَنِض ج ُنْض َج ا ،وكَر ِه َك َر اِه يةَ ،و َس ِم ن ِس مَناَ ،و َقوَى ُقَّو ةَ ،و َقِبل َقُبوالَ ،و َر ِح م
َر ْح َم ة.
ومن الثالثَ :ك ُر م كَر ما ،وَع ُظَم ِع ظَم اَ ،و َم ُج د َم ْج داَ ،و َح ُسَن ُحْس ناَ ،و َح ُلَم ِح ْلماَ ،و َج ُم ل َج ماال.
مصادر غير الثالثى
لكل فعل غير ثالثّى مصدٌر قياسّى :
-1فمصدر فَّعل بتشديد العين :التفعيل ،كطَّهر تطهيًر ا ،ويَّسر تيسيًر ا .هذا إذا كان الفعل صحيح
الالم .وأما إذا كان معتَّلها فيكون على وزن تْفِع لة بحذف ياء التفعيل ،وتعويضها بتاء فى اآلخر،
كزكّى تزِك ية ،ورَّبى تربية .وندر مجئ الصحيح على تفعلة ،كجَّر ب تجربة ،وذَّك ر تذِك رة ،وبَّص ر
تبِص َر ة وفَّك ر تفكرة ،وَك ّم ل تكِم لة ،وفَّر ق َتْفِر قة ،وكَّر م َتْك ِر مة .وقد يعامل مهموز الالم معاملة معتلها
فى المصدرَ ،ك َبَّر َأ تبرئةَ ،و َج َّز َأ تجزئة ،والقياس تبريًئا وتجزيًئا.
وزعم أبو زيد أن وُر ود "تْفِع يل" فى كالم العرب مهموًز ا أكثر من "َتْفِع لة" فيه ،وظاهر عبارة سيبويه
يفيد االقتصار على ما ُس مع ،حيث لم يرد منه إال َنّبأ تنبيًئا.
-2ومصدر أْفَع َل :اإلفعال كأكرم إكراًم ا ،وأحسن إحساًنا ،هذا إذا كان صحيح العين ،أما إذا كان
معتّلها ،فتنقل حركتها إلى الفاء ،وتقلب ألفا لتحركها بحسب األصل ،وانفتاح ما قبلها بحسب اآلن ،ثم
تحذف اَأللف الثانية اللتقاء الساكنين ،كما سيأتى ،وتعّو ض عنها التاء كأقام إقاَم ة ،وأناب إنابة ،وقد
تحذف التاء إذا كان مضاًفا ،على ما اختاره ابن مالك ،نحو {وإ قام الصالة} .وبعضهم يحذفها مطلًقا.
وقد يجئ على فعال ،بفتح الفاء ،كأنبت َنباًتا ،وأعطى َع طاء ،وُيَس مونه حينئذ اسم مصدر.
-3وقياس مصدر ما أوله همزُة َو ْص ٍل قياسية كانطلق واقتدر ،واصطفى واستغفر ،أن ُيْك َس ر ثالث
حرف منه ،ويزاد قبل آخره ألف ،فيصير مصدًر ا ،كانطالق واقتدار ،واصطفاء واستغفار ،فَخ َر ج
نحو اَّطاير واَّطَّير ،فمصدرهما الَّتفاُع ل الَّتفُّعل ،لعدم قياسية الهمزة .وإ ن كان اْس َتْفَع َل معتَّل العين ُع ِم ل
فى مصدره ما ُع ِم ل فى مصدر "أْفَع َل " معتل العين ،كاستقام استقامة ،واستعاذ استعاذة.
-4وقياس مصدر ما ُبِد َئ بتاء زائدة :أن يضم رابعه ،نحو َتَدْح َر َج َتَدْح ُر جاَ ،و َتَش ْي طَن َتَش ْي ُطنا،
َو َتَج ْو َر َب َتَج ْو رُبا ،لكن إذا كانت الالم ياًء ُك ِس ر الحرف المضموم ،ليناسب الياء ،كتواَنى تواِنًيا،
وتغاَلى تغاِلًيا.
-5وقياس مصدر َفْع َلل وما ألحق بهَ :فْع َلَلة ،كَد حرج َدْح رجة َو َز ْلَز ل َز ْلَز لة ،ووْس َو س وسوسة،
وبيَطر بيَطرة ،وِفْع الل بكسر الفاء ،إن كان مضاعًفا ،نحو َز ْلَز ل ِز لزاال ،ووسوس ِو سواًس ا؛ وهو فى
غير المضعف َس ماعّى كَسْر َهَف ِس ْر هافا ،وإ ن ُفِتَح أول مصدر المضاعف ،فالكثير أن ُيراد به اسم
الفاعل نحو قوله تعالىِ{ :م ْن َش ِّر الَو ْس َو اِس } أى المَو ْس ِو س.
-6وقياس مصدر فاَع َل :الِف عال بالكسر والُم َفاعلة ،كقاتل قتاًال وُم قاتلة ،وخاصم ِخ صاًم ا وُم خاصمة.
وما كانت فاؤه ياء من هذا الوزن يمتنع فيه الِف عال ،كياَس َر ُم ياسرة ،وياَم َن ُم يامنة .هذا هو القياس.
وما جاء على غير ما ذكر فشاّذ نحو َك َّذ ا ِك ّذ ابا ،والقياس تكذيبًا.
وكقوله:
*باَت ُيَنِّز ى َد ْلَو ُه َتْن ِز َّيا * كما ُتَنِّز ى َش ْهَلٌة َص ِبَّيا*
والقياسَ :تْن زية .وقولهمَ :تَح َّم ل ِتِح َّم اال بكسر التاء والحاء وتشديد الميم ،والقياس َتَح ُّم ال .وتراَم ى
القوم ِر ِّم ّيا ،بكسر الراء والميم مشددة ،وتشديد الياء ،وآخره مقصور .والقياس :تَر اِم يا .وَح ْو قل
الرجل ِح يَقاًال :ضعف عن الجماع ،والقياس َح ْو َقلة ،واقشعّر جلده ُقَش ْع ِر يَر ة ،بضم ففتح فسكون :أى
أخذته الِّر عدة ،والقياس اْقشعراًر ا.
فائدة -كُّل ما جاء على زنة تفعال فهو بفتح التاء ،إال ِتْب يان ،وِتْلقاء ،والِّتنضال ،من المناضلة ،وقيل
هو اسم ،والمصدر بالفتح.
تنبيهات
األول :يصاغ للداللة على الَم رة من الفعل الثالثة مصدر على وزن "َفْع لَة" بفتح فسكون ،كجلس
جْلَس ة ،وأكل أْكَلة .وإ ذا كان بناء مصدره األصلى بالتاء ،فُيَد ّل على المرة بالوصفَ ،ك َر ِح م َر ْح مة
واحدة.
وُيصاغ منه للداللة على الهيئة مصدر على وزن "ِفْع َلة" بكسر فسكون ،كجلس ِج ْلسة ،وفى الحديث:
"إذا قتلتم فأحسنوا الِق ْتلة" .وإ ذا كانت التاء فى مصدره األصلى ُد َّل على الهيئة بالوصف ،كَنَش َد الضاَّلة
ِنْش دة عظيمة.
والمرة من غير الثالثى ،بزيادة التاء على مصدره كانطالقة ،وإ ن كانت التاء فى مصدره ُد َّل عليها
بالوصف ،كإقامة واحدة .وال ُيْب نى من غير الثالثى مصدر للهيئة ،وشذ ِخ ْم رة وِنْقبة وِع َّم ة ،من
اختمرت المرأة ،وانتقبت ،وتعَّم م الرجل.
الثانى :عندهم مصدر يقال له "المصدر الميمى" ،لكونه مبدوًء بميم زائدة.
ويصاغ من الثالثى على وزن َم ْفَع ل ،بفتح الميم والعين وسكون الفاء ،نحوَ :م ْن َص ر وَم ْض َر ب ،ما لم
يكن مثاًال صحيح الالم ،تحذف فاؤه فى المضارع كَو َع د ،فإنه يكون على زنة َم ْفِع ل ،بكسر العين،
كموِع د وموِض ع .وشّذ من األول :المرِج ع والَم ِص ير ،والمعِر فة ،والمقِد رة ،والقياس فيها الَفْتح .وقد
وردت الثالثة األولى بالكسر ،واألخير مثّلًثا ،فالشذوذ فى حالتى الكسر والضم.
ومن غير الثالثى :يكون على زنة اسم المفعول ،كُم ْك َر م ،وُم َع َّظم ،وُم قام.
الثالث :يصاغ من اللفظ مصدر ،يقال له المصدر الصناعى ،وهو أن ُيزاد على اللفظة يا مشددة ،وتاء
التأنيث ،كالحرية ،والوطنية ،واإلنسانية ،والهَم ِج ية ،والَم َد نية.
اسم الفاعل:
هو ما اْش ُتَّق من مصدر المبنى للفاعل ،لمن وقع منه الفعل ،أو تعلق به.
وهو من الثالثى على وزن فاِع ل غالًبا ،نحو ناصر ،وضارب ،وقابل ،وماّد ،وواق ،وطاٍو ،وقائل،
وبائع .فإن كان فعله أجوف ُم َع َّال قلبت ألفه همزة ،كما سيأتى فى اإلعالل.
ومن غير الثالثى على ِز َنة مضارعه ،بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة ،وَك سر ما قبل اآلخر،
كُم َد حِر ج َو ُم ْن طِلق َو ُم ستخِر ج ،وقد شّذ من ذلك ثالثة ألفاظ ،وهى :أْس َهب فهو ُم ْس َهب ،وأحَص َن فهو
ُم ْح َص ن ،وألفج بمعنى أفلس فهو مْلَفج ،بفتح ما قبل اآلخر فيها .وقد جاء من أفعل على فاِع ل ،نحو
أعشب المكان فهو عاِش ب ،وأوَر س فهو وارس ،وأيفع الغالم فهو يافع ،وال يقال فيها ُم ْفِع ل.
صيغ المبالغة:
وقد ُتَح َّو ل صيغة "فاعل" للداللة على الكثرة والمبالغة فى الَح َد ث ،إلى أوزان خمسة مشهورة ،وتسمى
ِص يغ المبالغة ،وهىَ :فَّعال :بتشديد العين ،كأّك ال وشَّر اب .وِم فعال :كِم نحارَ .و َفُعول :كَغُفور.
َو َفِع يل :كسميع .وَفِع ل :بفتح الفاء وكسر العين كحِذ ر.
وقد ُس ِم عت ألفاظ للمبالغة غير تلك الخمسة ،منها ِفِّعيل :بكسر الفاء وتشديد العين مكسورة كِس ِّك ير.
وِم ْفِع يل :بكسر فسكون كِم ْع طيرَ ،و ُفَع َلة :بضم ففتح ،كُهَم َز ة وُلَم زة .وفاُع ول :كفاروق .وُفعال بضم
الفاء وتخفيف العين أو تشديدها ،كُطّو ال وُك بار ،بالتشديد أو التخفيف ،وبهما قرئ قوله تعالى:
{َو َم َك ُر وا َم كرًا ُك َّبارا}.
وقد يأتى "فاعل" مراًد ا به اسم المفعول قليًال ،كقوله تعالى{ :فى ِع يَش ٍة َر اِض َيٍة } أى َمْر ضية ،وكقول
الشاعر:
*دِع المكارَم ال ترحْل لبْغ يتها * واقعد فإنك أنت الطاعُم الكاسى*
أى المطعوم المكسّى .كما أنه قد يأتى ُم راًد ا به النسب ،كما سيأتى.
وقد يأتى فعيل مراًد ا به فاِع ل ،كقدير بمعنى قادر .وكذا َفُعول بفتح الفاء ،كغفور بمعنى غافر.
اسم المفعول
وهو ما اْش ُتق من مصدر المبنى للمجهول ،لمن وقع عليه الفعل.
وهو من الثالثى على زنة "َم ْفُعول" كمنصور ،وموعود ،وَم ُقولَ ،و َم ِبيعَ ،و َمْر ِم ّى َ ،و َمْو ِقِّى َ ،و َم ْطِو ّى .
أصل ما عدا األولين َم ْقُو ْو لَ ،و َم ْبُيوع ،وَمْر ُم وى ،وَمْو قوّى َ ،و َم ْطُو وى ،كما سيأتى فى باب اإلعالل.
وقد يكون على وزن َفعيل كَقتيل وجريح ،وقد يجئ مفعول مراًد ا به المصدر ،كقولهم :ليس لفالن
َم ْع ُقول ،وما عنده َم علوم :أى َع ْق ل َو عِلم.
وأما من غير الثالثّى ،فيكون كاسم فاعله ،لكن بفتح ما قبل اآلِخ ر ،نحو ُم ْك َر مَ ،و ُم َع َّظمَ ،و ُم ْس َتعان به.
وأما نحو ُم ْخ تار َو ُم ْع َتّد وُم ْن َص ّب َو ُم َح اّب َو ُم َتَح اّب ،فصالح السَم ى الفاعل والمفعول ،بحسب التقدير.
وال يصاغ اسم المفعول من الالزم إال مع الظرف أو الجار والمجرور أو المصدر ،بالشروط المتقدمة
فى المبنّى للمجهول.
الصفة المَش َّبهُة باسم الفاعل
هى لفظ َم ُص وغ من مصدر الالزم ،للداللة على الُّثبوت.
ويغلب بناؤها من الزم باب فرح ،ومن باب شُر ف ،ومن غير الغالب ،نحو :سّيد وَم ِّيت :من ساد
يسود ومات يموتَ ،و شْي خ :من شاخ يشيخ.
وأوزانها الغالبة فيها اثنا عشر وزًنا:
اثنان مختصان بباب َفِر ح ،وهما:
" -1أْفَع ل" الذى مؤنثه "فْع الء" .كأحمَر وحمراء.
-2و"َفْع الن" الذى مؤنثه "َفْع لَى " ،كعطشان وعطشى.
وأربعة مختصة بباب َش ُر ف ،وهى:
َ" -1فَع ل" بفتحتين ،كحَس ن وَبَطل.
" -2وُفُع ل" بضمتين كُجُنب ،وهو قليل.
-3و"ُفَع ال" بالضم ،كُش جاع وُفرات.
-4و"َفَع ال" بالفتح والتخفيف ،كرجل َج َبان ،وامرأة َح َص ان ،وهى العفيفة.
وستة مشتركة بين البابين:
" -1فْع ل" بفتح فسكون ،كَس ْب ٍط وَض ْخ م .األول :من َس ِبط بالكسر والثانى :من َض ُخ م بالضم.
-2و"ِف ْع ل" بكسر فسكون :كِص ْفر وِم ْلح ،األول :من َص ِف ر بالكسر ،والثانى :من َم ُلح بالضم.
-3و"ُفْع ل" بضم فسكون ،كُح ّر وُص ْلب .األَّو ل :من َح ّر ،أصله َح ِر بالكسر ،والثانى من َص ُلب
بالضم.
-4و"َفِع ل" بفتح فكسر ،كَفِر ح وَن ِج س .األول :من فِر ح بالكسر ،والثانى :من َنُج س بالضم.
-5و"فاِع ل" :كصاحب وطاهر .األول :من َص ِح ب بالكسر ،والثانى :من طهُر بالضم.
-6و"َفِع يل" كبخيل وكريم .األول :من َبِخ ل بالكسر ،والثانى :من َك ُر م بالضم .وربما اشترك "فاِع ل"
و "َفِع يل" فى بناء واحد ،كماجد ومجيد ،ونابه ونبيه.
وقد جاءت على غير ذلك ،كَشُك س بفتح فضم ،لسِّيئ الخُلق.
ويطِّر د قياُس ها من غير الثالثى على زنة اسم الفاعل إذ أريد به الثبوت كمعتِد ل القامة ،ومنَطِلق
ِج ِع
اللسان ،كما أنها قد ُتَح َّو ل فى الثالثى إلى زنة "فا ل" إذا أريد بها التجُّد د والحدوث :نحو زيد شا ٌع
أمِس ،وشاِر ف غًد ا ،وحاِس ن وجهُه ،الستعمال األغذية الجيدة والنظافة مثًال.
تنبيهان:
األول :بالتأمل فى الصفات الواردة من باب فِر حُ ،يعَلْم أن لها ثالثة أحوال باعتبار نسبتها لموصوفها:
فمنها ما يحُص ل وُيْس رع زواله ،كالفَر ح والطَر ب .ومنها ما هو موضوع على البقاء والُّثبوت ،وهو
دائر بين األلوان ،والعُيوب ،والِح َلى ،كاْلُح مرة ،والُّسمرة ،واْلُح مق ،والَع َم ى ،والَغ َيد ،والَهَيف .ومنها
ما هو فى أمور تحصل وتزول ،لكنها بطيئة الزوال ،كالِّر ى والَع َطش ،والجوع والِّش َبع.
الثانى :قد ظهر لك مما تقدم أن "فِع يال" يأتى مصدًر ا ،وبمعنى فاِع ل ،وبمعنى مفعول ،وصفة مشبهة.
ويأتى أيًض ا بمعنى ُم فاِع ل ،بضم الميم وكسر العين ،كجليس وَس مير ،بمعنى ُم جالس وُم سامر ،وبمعنى
ُم ْفَع ل بضم الميم وفتح العين ،كَح كيم بمعنى ُم ْح كم ،وبمعنى ُم ْفِع ل ،بضم الميم وكسر العين ،كبديع
بمعنى ُم ْب ِد ع ،فإذا كان فعيل بمعنى فاِع ل أو ُم فاِع ل ،أو صفة مشبهة ،لحقته تاء التأنيث فى المؤنث،
نحو َر حيمة ،وشريفة ،وجليسة ،ونديمة ،وإ ن كان بمعنى مفعول ،استوى فيه المذكر والمؤنث إن تبع
موصوفه :كرجل َج ِر يح وامرأة جريح ،وربما دخلته الهاء مع التبعية للموصوف ،نحو صفة ذميمة،
وَخ ْص لة حميدة.
وسيأتى ذلك فى باب التأنيث إن شاء اهلل تعالى.
اسم التفضيل
-1هو االسم الَم ُص وغ من المصدر للداللة على أن شيئين اشتركا فى صفة ،وزاد أحدهما على اآلخر
فى تلك الصفة.
-2وقياسه :أن يأتى على "أْفَع ل" كزيد أكرم من عمرو ،وهو أعظم منه .وخرج عن ذلك ثالثة ألفاظ،
أَتْت بغير همزة ،وهى َخ ْي ٌر ،وَش ٌر ،وَحّب ،نحو خيٌر منه ،وشٌّر منه ،وقوُله:
*(وَح ُّب َش ْى ٍء إلى اإلنسان ما ُم ِنَع ا)*
وحذفت همزتين لكثرة االستعمال ،وقد ورد استعمالُهَّن بالهمزة على األصل كقوله:
*(بالُل خيُر الَّناِس وابُن األْخ َيِر )*
وكقراءة بعضهمَ{ :سَيْع َلُم وَن َغ دًا َم ِن اْلَك َّذ اُب األَش ُّر } بفتح الهمزة والشين ،وتشديد الراء ،وكقوله صلى
اهلل عليه وسلم" :أحُّب األعمال إلى اهلل َأْد َو ُم ها وإ ن َقَّل " .وقيل :حذفها ضرورة فى األخير ،وفى
األولين؛ ألنهما ال فعل لهما ،ففيهما شذوذان على ما سيأتى:
-3وله ثمانية شروط:
ِش ِف
األول :أن يكون له ْع ل ،وشذ مما ال فعل له :كهو َأْقَم ُن بكذا؛ أى أحق به ،وأَلُّص من ظاظَ ،بَنْو ه مْن
قولهم :هو ِلص أى سارق.
الثانى :أن يكون الفعل ثالثًيا ،وشذ :هذا الكالم أْخ َص ُر من غيره ،مِن "اْخ ُتِص ر" المبنى للمجهول ،ففيه
شذوذ آخر كما سيأتى ،وُس مع "هو أعطاهم للدراهم ،وأوالهم للمعروف ،وهذا المكان أقفر من غيره"
وبعضهم جَّو ز بناَءه من أفعل مطلًقا ،وبعضهم جوزه إن كانت الهمزة لغير النقل.
الثالث :أن يكون الفعل متصرًفا ،فخرج نحوَ :ع َس ى َو َلْي َس ،فليس له أفعل تفضيل.
الرابع :أن يكون َح َد ُثُه قابًال للتفاوت :فخرج نحو :مات وَفِنى ،فليس له أفعل تفضيل.
الخامس :أن يكون تاًّم ا ،فخرجت األفعال الناقصة؛ َألنها ال تدل على الحدث.
السادس :أّال يكون َم نفًّيا ،ولو كان النفى الزًم ا .نحو" :ما عاج زيد بالدواء" أى ما انتفع به ،لئال يلتبس
المنفّى بالمثبت.
والسابع :أّال يكون الوصف منه على أْفَع ل الذى مؤنثه َفْع الء ،بأن يكون داًّال على لون ،أو عيب ،أو
ِح ْلية؛ ألن الصيغة مشغولة بالوصف عن التفضيل .وأهل الكوفة يصوغونه من األفعال التى الوصف
منها َع َلى أْفَع ل مطلًقا ،وعليه َد َر َج المتّنبى يخاطب الشيب ،قال:
*أْب َع د َبِع ْد َت بياًض ا ال بياَض َلُه * ألنت أسوُد َعْي ِنى ِم َن الُّظَلِم *
وقال الَر ِض ّى فى شرح الكافية :ينبغى المنع فى العيوب واأللوان الظاهرة ،بخالف الباطنة ،فقد ُيصاغ
من مصدِر ها ،نحو فالن أْب َلُه من فالن ،وَأْر َعُن وأْح َم ُق منه.
والثامن :أّال يكون مبنًيا للمجهول ولو صورًة ،لئال يلتبس باآلتى من المبنى للفاعل ،وُس مع شذوًذ ا هو
"أْز َهى ِم ْن ِد يك" ،و"أْش َغ ُل ِم ْن َذ اِت الِّنْح َيْي ن" وكالٌم أْخ َص ُر من غيرهِ ،م ن ُز ِه َى بمعنى تكبر ،وُش ِغ ل،
واْخ ُتِص َر ،بالبناء للمجهول فيهن ،وقيل ،إن األول قد ورد فيه َز َه ا َيْز هو ،فِإذْن ال ُش ُذ وَذ فيه.
-4والسم التفضيل باعتبار اللفظ ثالث حاالت:
ِم
األولى :أن يكون مجَّر ًد ا من أل واِإل ضافة ،وحينئذ يجب أن يكون مفرًد ا ُم ذكًر ا ،وأن ُيْؤ َتى بعده ِب ْن
ِإ ِإ ِب ِم
جاّر ًة للمفَّضل عليه ،نحو قوله تعالىَ{ :لُيوُس ف َو أُخ وُه أَح ُّب لَى أ يَنا َّنا} ،وقولهُ{ :قْل ْن َك اَن آباُؤ ُك ْم
ِك ِش
َو َأْبَناُؤ ُك ْم َو ِإ ْخ َو اُنُك م َو أْز َو اُج ُك م َو َع يَر ُتُك ْم َو أْم َو اٌل اْقَتَر فُتموَه ا َو ِتَج اَر ٌة َتْخ َش ْو َن َك َس اَد َها َو َم َس ا ُن
َتْر َض ْو َنَها َأَح َّب ِإَلْي ُك ْم ِم َن اِهلل َو َر ُس وِلِه }.
وقد ُتحَذ ف ِم ْن َو َم ْدُخ وُلها نحوَ{ :و اآلخَر ُة َخ ْي ٌر َو أْب َقى} وقد جاء الحذف واإلثبات فىَ{ :أَنا أْكَثُر ِم ْن َك
َم اًال َو أَع ُّز َنَفرًا}.
الثانية :أن يكون فيه أْل ،فيجب أن يكون مطابًقا لموصوفهَ ،و َأَّال ُيْؤ َتى معه ِبِم ن ،نحو محمد األفضُل ،
وفاطمة الُفْض لى ،والزيدان األفضالن ،والزيدون األفضلون ،والِه ْن دات الُفْض َليات ،أو الُفَّض ُل .
وأما اإلتيان معه بمن مع اقترانه بأل فى قول األعشى:
*َو َلْس ُت باألْكَثِر ِم ْن ُهْم َح ًص ى * وِإنما العّز ُة للكاثر*
فُخ ِّر ج على زيادة "أل" أو أَّن "ِم ْن " متعلقة بأكثر نكرة محذوفةُ ،م ْبَد ًال من أكثر الموجودة.
الثالثة :أن يكون مضافًا.
فإن كانت إضافته لنكرة ،الُتزم فيه اإلفراد والتذكير ،كما ُي ْلزمان المجَّر د ،الستوائهما فى التنكير،
ولزمت المطابقُة فى المضاف إليه ،نحو الزيدان أفضل رجلين ،والزيدون أفضُل ِر جال ،وفاطمة
أفضل امرأة .وأما قوله تعالىَ{ :و َال َتُك وُنوا أَّو َل َك اِف ٍر ِبِه } فعلى تقدير موصوف محذوف؛ أى أول
فريق.
ِّل ٍة ِب ِل
وإ ن كانت إضافته لمعرفة ،جازت المطابقُة وعدُم ها ،كقوله تعالىَ{ :و َك ذ َك َج َع ْلَنا فى ُك َقْر َي أَك ا َر
ُم ْج ِر ِم يَها} ،وقولهَ{ :و َلَتِج َد َّنُهم أْح َر َص الَّناِس َع َلى َح َياٍة } بالمطابقة فى األول ،وعدمها فى الثانى.
-5وله باعتبار المعنى ثالث حاالت أيضًا:
األولى :ما تقدم شرحه ،وهو الداللة على أن شيئين اشتركا فى صفة ،وزاد أحدهما على اآلخر فيها.
الثانية :أن ُيراَد به أن شيًئا زاد فى صفة نفسه ،على شئ آخر فى صفته فال يكون بينهما وصف
مشترك ،كقولهم :العسُل أْح َلى من الَخ ّل ،والصيُف أحُّر من الشتاء .والمعنى :أن العسل زائد فى
حالوته على الَخ ّل فى ُح موضته ،والصيف زائد فى حره ،على الشتاء فى برده.
الثالثة :أن يراد به ثبوت الوصف لمحّله ،من غير نظر إلى تفضيل ،كقولهم" :الناقُص واألَش ُّج أعدال
بنى َمْر وان"؛ أى هما العادالن ،وال عدَل فى غيرهما ،وفى هذه الحالة تجب المطابقة وعلى هذا ُيَخ َّر ج
قوُل أبى ُنَو اس:
*كأّن ُص ْغ َر ى وُك ْب َر ى من َفقاِق عها * َح صْب اُء ُد ٍّر َع َلى أْر ٍض من الَّذ َهَب *
أى صغيرة وكبيرة ،وهذا كقول الَع ُر وضَي ين :فاصلة ُص ْغ رى وفاصلة ُك ْب َر ى .وبذلك يندفع القول بلحن
أبى نواس فى هذا البيت ،اللهَّم إال إذا ُع ِلم أن مراده التفضيل ،فيقال إذ ذاك بلحنه؛ ألنه كان َي ْلزمه
اإلفراد والتذكير ،لعدم التعريف ،واإلضافة إلى معرفة.
[التعجب]
تنبيهان:
األولِ :م ْثُل اسِم التفضيل فى شروطه ِفعُل التعجب ،الذى هو انفعال النفس عند شعورها بما خفى
سببه.
وله صيغتان :ما أْفَع له ،وأفِع ْل به ،نحو ما أحَسَن الصدَق ! وأحِس ْن به! وهاتان الصيغتان هما المبّو ب
لهما فى ُك ُتب العربية ،وإ ن كانت صيُغه كثيرة ،من ذلك قوله تعالىَ{ :ك ْيَف َتْك ُفُر وَن ِباِهلل وُك ْن ُتْم َأْم َو اتًا
َّيا وال ِّيتًا"! وقولهمِ :هلل ِهلل
َم َفأْح َياُك ْم }! وقوله عليه الصالة والسالمُ" :س ْبَح اَن ا ! ِإَّن الُم ْؤ ِم َن َال َيْن َج ُس َح
دُّر ُه فارسا!.
وقوله* :يا جاَر َتا ما أْن ِت جاَر ْه!*
وأصل أحِس ْن بزيد! أحَسَن زيٌد ؛ أى صار ذا ُحْس ن ،ثم أريد التعجب من حسنهَ ،فُح ِّو َل إلى صورة
صيغة األمر ،وزيدت الباء فى الفاعل ،لتحسين اللفظ.
وأما ما أْفَع َله! فإن "ما" :نكرة تامةَ ،و أْفعَل :فعل ماض ،بدليل لحاق نون الوقاية فى نحو :ما أحوجنى
إلى عفو اهلل.
الثانى :إذا أردت التفضيل أو التعجب مما لم يستوف الشروط ،فأت بصيغة مستوفية لها ،واجعل
المصدر غير المستوفى تمييزًا السم التفضيل ،ومعموًال لفعل التعجب ،نحو فالن أشُّد استخراجا
للفوائد ،وما أشَّد استخراجهَ ،و َأْش ِد ْد باستخراجه.
ومن هذا ُيْع َلْم أن صيغة الزمان والمكان والمصدر الميمّى واحدة فى غير الثالثّى ،وكذا فى بعض
أوزان الثالثى ،والتمييز بينهما بالقرائن ،فإن لم توجد قرينة ،فهو صالح للزمان ،والمكان ،والمصدر.
-3وكثيرًا ما ُيصاغ من االسم الجامد اسم مكان على وزن "َم ْفَع لة" ،بفتح فسكون ففتح ،للداللة على
كثرة ذلك الشئ فى ذلك المكان ،كمأَس َد ةَ ،و َم ْسَبعة ،وَم ْب َطَخ ة ،وَم ْقَثأة :من األسد ،والسُبع ،والبِّطيخ،
والِق ّثاء.
-4وقد ُس ِم عت ألفاظ بالكسر وقياسها الفتح ،كالمسِج د :للمكان الذى ُبنى للعبادة وإ ن لم ُيْسَج د فيه،
والَم ْطِلع ،والَم ْس ِك ن ،والَم ْن ِس ك ،والَم ْن ِبت ،والَمْر ِف ق ،والَم ْس ِق ط ،والَم ْفِر ق ،والَم ْح ِش ر ،والَم ْج ِز ر،
والَم ِظ َّنة ،والَم ْش ِر قَ ،و الَم ْغ ِر ب .وسمع الفتح فى بعضها ،قالواَ :م ْس َك نَ ،و َم ْن َس كَ ،و َم ْفَر قَ ،و َم ْطَلع .وقد
جاء من المفتوح العين :الَم ْج ِم ع بالكسر.
قالوا :الفتح فى كِّلها جائز وإ ن لم ُيْس مع.
قال أستاذنا المرحوم الشيخ حسين المْر َص ِف ّى فى [الوسيلة] :هذا إذا لم يكن اسم المكان مضبوًطا ،وإ ال
صح الفتح ،كقولك اسُج ْد َم ْسَج د زيد َتُعْد عليَك بَر َك ُته ،بفتح الجيم؛ أى فى الموضع الذى سَج د فيه.
وقال سيبويه :وأما موضع السجود فالمسَج د ،بالفتح ال غير( .ا هـ) .فكأنه أوجب الفتح فيه.
اسم اآللة
-1هو اسم َم ُص وٌغ من مصدر ثالثّى ِ ،لما وقع الفعل بواسطته.
-2وله ثالثة أوزانِ :م ْفعال ،وِم ْفعل ،وِم ْفَع لة ،بكسر الميم فيها ،نحو ِم فتاح ،وِم نشار ،وِم قراض،
وِم ْح َلبَ ،و ِم ْب َر دَ ،و ِم ْش َر طَ ،و ِم ْك َنسةَ ،و ِم ْقَر عةَ ،و ِم ْص َفاة ،وقيل :إن الَو ْز ن األخير فرع ما قبله.
وقد خرج عن القياس ألفاظ ،منها ُم ْسُعطَ ،و ُم ْنُخ لَ ،و ُم ْن ُص لَ ،و ُم ُدّق َ ،و ُم ْد ُهنَ ،و ُم ْك ُح َلةَ ،و ُم ْح ُر َض ة،
بضم الميم والعين فى الجميع.
وقد أتى جامًد ا على أوزان َش َّتى ،ال ضابط لها ،كالفأس ،والَقُد وم ،والِّسكين َو َهُلَّم َج َّر ا.
-1ينقسم االسم إلى مذكر ومؤنث :فالمذكر كرجل ،وكتاب ،وكرسّى .والمؤنث نوعان :حقيقّى ،وهو
ما دَّل على ذات ِح ِّر ،كفاطمة وهند .ومجازّى ،وهو ما ليس كذلك ،كأُذ ن ،ونار ،وشمس .وُيستدل
على تأنيثه :بضمير المؤنث أو إشارته ،أو لحوق تاء التأنيث فى الفعل ،نحو :هذه الشمس رأيتها
طلعْت ،أو ظهور التاء فى تصغيره كأَذ ينة ،أو حذفها من اسم عدده كثالث آبار.
-2وينقسم المؤنث إلى:
لفظّى :وهو ما ُو ِض ع لمذَّك ر وفيه عالمة من عالمات التأنيث ،كطلحة وَز كرَّياء والُك ُفَّر ى.
وإ لى َم ْع َنِو ّى ،وهو ما كان علما لمؤنث وليس فيه عالمةَ ،ك مْر يم وهند وزينب.
وإ لى لفظّى ومعنوّى :وهو ما كان علمًا لمؤنث وفيه عالمة ،كفاطمَة ،وَس ْلَم ى ،وعاُش وراءُ ،م َس َّم ى به
مؤنث.
-3ولكون المذكر هو األصل ،لم ُيْح تج فيه إلى عالمة ،بخالف المؤنث ،فله عالمتان.
األولى :التاء .وتكون ساكنة فى الفعل ،نحو قامت هند ،ومتحركة فيه ،نحو هى تقوم ،وفى االسم،
نحو صائمة وظريفة.
العالمة الثانية :األلف .وهى قسمان :مفردة ،وهى المقصورة ،كُحْب َلى َو ُبْش َر ى ،وغير مفردة ،وهى
التى قبلها ألف ،فتقلب هى همزة ،كحمراء َو َع ذراء.
( التقسيم الرابع لالسم :من حيث كونه منقوصا ،أو مقصورا ،أو ممدودا ،او صحيحا ):
والحرف ،كَد َع ا وإ لى ،وبالمعَر ب :المبنّى ،كأنا وهذا وبما آخره ألٌف :المنقوُص ،وبالزِم ه :األسماُء
الخمسة فى حالة النصب ،والمثنى فى حالة الرفع.
والممدود :هو "االسم المعرب الذى آِخ ُر ُه همزٌة تلى ألًفا زائدة" َك صحراء وحمراء.
والصحيح :ما عدا ذلك ،كرجل وكتاب.
-2وكل من المقصور والممدود :قياسّى ،وهو موضع نظر الصرفّى ،وسماعّى ،وهو موضع نظر
الُّلَغِو ّى ،الذى َيْس رُد ألفاظ العرب ،ويضع معانيها بِإزائها.
فالمقصور القياسّى :هو كل اسم معتّل الالم ،له نظيٌر من الصحيح ،ملَتَز ٌم فتُح ما قبل آخره.
وذلك كمصدر الفعل المعتّل الالم ،الذى على وزن فِع َل ،بفتح فكسر ،كالَج َو ى والَهَو ى والَع َم ى ،فإنه
نظيُر الَفَر ِح واألَش ِر والَّطَر ب .وكِف َع ل بكسر ففتح ،فى جمع ِفْع لة ،بكسر فسكون .وُفَع ل ،بضم ففتح،
فى جمع ُفْع لة ،بضم فسكون ،نحو ِف ْر ية وِف ًر ى ،وِم ْر َية وِم ًر ى ،وُم ْد َية وُم ًد ى ،وُز ْبَية وُز ًبى؛ فإن
نظيرهما ِق َر ب بالكسر ،وُقَر ب بالضم ،فى جمع ِق ْر بة بالكسر وُقْر َبة بالضم.
وكذا كل اسم مفعوٍل معتل الالم ،زائد على الثالثة ،كُم ْع طًى وُم ْس َتْد ًع ى فإن نظيره ُم ْك َر م ومستْخ َر ج.
وكذا أفعل صيغة تفضيل كاألْقَص ى ،أو لغيره كاألعمى ،ونظيرهما من الصحيح األبعُد واألعمش.
وكذا ما كان جمعا لُفْع َلى أنثى أفعل ،كالُّد نيا والُّد نا .ونظيره األْخ َر ى واألَخ ر .وكذا ما كان من أسماء
األجناس داًال على الجمعية بالتجرد من التاء ،على وزن َفَع ل بفتحتين ،وعلى الوحدة بالتاء ،كَح صاة
وحًص ى ،ونظيره َم ْد َر ة وَم َد ر.
وكذا الَم ْفَع ل مدلوًال به على مصدر أو زمان أو مكان ،نحو َم ْلًهى وَم ْسًع ى ،ونظيُر ه َم ْذ َهب وَم ْس َر ح.
والممدود القياسّى :كل اسم معتل الالم له نظير من الصحيح اآلِخ رُ ،م ْلَتَز ٌم فيه زيادة ألف قبل آخره.
وذلك كمصدر ما أَّو ُلُه همزة وصل ،نحو اْر َع َو ى اْر ِع واء ،وابتَغى اْب ِتغاء ،واستقصى استقصاء ،فإن
نظيرها من الصحيح :احمَّر احمراًر ا ،واقتدر اقتداًر ا ،واستخرج استخراًج ا.
وكذا مْص َد ُر كِّل فعل معتِّل الالم يوازن أْفَع َل ،كأْع َطى إعطاًء ،وأمَلى إمالء فإن نظيره من الصحيح
أكرم إكراًم ا ،وأحسن إحساًنا.
وكذا كل ما كان مفرًد ا ألْفِع لة ،كِك ساء وأْك ِس ية ،وِر داء وأردية ،فإن نظيره من الصحيح حماٌر وأْح ِم رة،
وسالٌح وأسِلَح ة.
وكذا كل مصدر لَفَع ل بفتحتين داًال على صوت أو داء ،كالُّر غاء :لصوت البعيرَ ،و الُّثغاء :لصوت
الشاة ،فِإن نظيره الُّص راخ ،وكالُم شاء ،فإن نظيره الُّز كام.
والسماعّى منهما ما فقد ذلك النظير.
فمن المقصور سماًع ا :الفَتى :واحد الِف ْتيان ،واْلِح جا؛ أى العقل ،والَّسنا؛ أى الَّضوء ،والَّثَر ى؛ أى
التراب.
ومن الممدود سماعا الَّثراء بالفتح :لكثرة المال ،واْلِح ذاء بالكسر :للنعل ،والُفتاء بالضم :لحداثة السّن ،
والَّسناء بفتح السين :للشرف.
وقد أجمعوا على جواز قصر الممدود للضرورة ،كقوله:
*ال بَّد من َص ْن َع ا وِإ ن طاَل الَّس َفْر *
واختلفوا فى مّد المقصور؛ فمنعه البصريون ،وأجازه الكوفيون ،وُح جتهم قول الشاعر:
*َس ُيْغ ِنينى اَّلِذ ى َأْغ َناَك َع ِّنى * فال فْقٌر َيُد وُم َو ال ِغ َناُء*
( التقسيم الخامس لالسم من حيث كونه مفردا ،أو مثنى ،أو مجموعا ):
[الممدود] :وإ ذا كان ممدوًد ا ،فيجب إبقاء همزته إن كانت أصلية ،كقَّر اءان وُو َّض اَءان ،فى تثنية قَّر اء
وُو َّض اء ،األول الناسك ،والثانى وضئ الوجه .ويجب قلبهما واوا ،إن كانت للتأنيث ،كحمراوان
وصحراوان ،فى حمراء وصحراء ،وإ ذا كانت همزته لإللحاق ،كِع ْلباء ترَّجح القلب على التصحيح
-3والجمع ينقسم إلى ثالثة أقسام :مذَّك ر سالم ،ومؤنٍث سالم ،وجمع تكسير.
فجمع المذكر السالم :هو لفظ دل على أكثر ِم ن اثنين ،بزيادة واو ونون ،أو ياء ونون ،كالزيدون
والصالحون ،والزيدين والصالحين.
[المنقوص] :وإ ذا كان منقوًص ا حذفت ياؤه ،وُض َّم ما قبل الواو ،وكسر ما قبل الياء ،فتقول :القاُض ون
والداُع ون ،أو القاِض ين والداِع ين ،أصلهما القاِض يون والداِع ُيون والقاِض ييَن والداِع يين .وسيأتى سبب
الحذف فى اْلتقاء الساكنين.
[المقصور] :وإ ن كان االسم مقصوًر ا حذفت ألفه ،وأبقيت الفتحة للداللة عليها ،نحو{ :وأنتُم األْع َلْو َن }
{َو إ َّنُهْم ِع ْنَدَنا َلِم َن الُم ْص َطَفْيَن } ،أصلهما :األْع َلُو ْو َن والُم ْص َطَفِو ين.
[الممدود] :وحكم الممدود فى الجمع ،حكمه فى التثنية ،فتقول فى ُو َّض اءُ :و َّض اُءون ،وفى َح ْم راَء َع لًم ا
لمذكرَ :ح ْم راُو ون ،ويجوز الوجهان فى نحوِ :ع ْلباء وِك ساء َع َلمين لمذكر
وجمع المؤنث السالم :ما دل على أكثر ِم ن اثنين ،بزيادة ألف وتاء على مفرده ،كفاطمات وزينبات.
كيفية جمع االسم جمع مؤنث سالما
إذا كان المفرد بال تاء ،كزينب وَمْر َيم ،زدَت عليه األلف والتاء ،بدون عمل سواها ،فتقولَ :ز ينبات
وَمْر َيمات.
وإ ذا كان مقصوًر ا :عومل معاملته فى التثنية ،فتقولَ :فَتَيات ،وُحْب َليات ،وُم ْص َطَفيات ،ومَتَيات :فى
فتًى ،وُحْب َلى ،ومصطَفى ،وَم َتى "مسَّم ى بها ُم ؤنث" ،وتقولَ :ع َص وات ،وإ َذ اَو ات ،وإ َلَو ات ،فى عصا
وإ ذا وإ لى "مسَّم ى بها ُم وَّنث".
وكذا إن كان ممدوًد ا أو منقوًص ا ،فتقولَ :ص ْح َر اوات َو ُقَّر اءات ،وِع ْلَباَو ات ،أو علباءات ،وكساءات أو
كساوات .وتقول فى قاض "مسمى به مؤنٌث " :قاضيات.
وإ ذا كان المفرد مختوًم ا بالتاء زائدة كانت كفاطمة وخديجة ،أو عوًض ا من أصل ،كأْخ ت وبْن ت وِع دة،
ُح ِذ فت منه فى الجمع ،فتقول :فاطمات ،وخديجات ،وَبنات ،وأَخ َو ات ،وِع َد ات.
ومتى كان المفرد اسًم ا ثالثًيا ،سالم العين ساكنها ،مؤنًثا ،سواٌء ختم بتاء أو ال ،جاز فى عين جمعه
المؤنث الفتُح ،والتسكيُن ،وإ تباع العين للفاء ،إال إن كانت الفاء مفتوحة ،فيتعين اإلتباع ،وأما قول
بعض الُعْذ ريين:
*َو ُح ِّمْلُت َز ْفَر اِت الُّض َح ى فَأَطْقُتَها * َو َم ا ِلى ِبَز ْفَر اِت اْلَع ِش ِّى َيَد اِن *
بتسكين فاء َز فرات :فضرورة.
أو كانت الُم مضموِم الفاء ياًء كُد ْم ية ،أو الُم مكسورها واًو ا َك ِذ روة ،فيمتنع اإلتباع ،فنحو َدْع د َو َج ْفنة
بفتح فائهما ،يتعين فيه الفتح فى الجمع ،ونحو ُج ْم ل وُبْس رة بالضم ،وِه ند وِك ْس رة بالكسر ،يجوز فيه
الثالث ،ونحو ُد ْم ية بالضم ،وِذ ْر وة بالكسر ،يمتنع فيه اإلتباع ،وشذ ِج ِر وات ،بكسر الراء.
أما الصفة كضخمة ،أو الرباعّى كزينب ،أو معتل العين كُج ور ،أو مضعفها كجنة بتثليث الجيم ،أو
متحركها كشجرة فال تتغير فيها حالة العين فى الجمع.
جمع التكسير
هو ما دَّل على أكثر من اثنين بتغيير صورة مفرده ،تغييًر ا مقدًر ا كُفْلك ،بضم فسكون ،للمفرد
واْلجمع ،فزنته فى المفرد كزنة ُقْف ل ،وفى الجمع كزنة أْس د ،وكِه جان لنوع من اإلبل ،ففى المفرد
ككتاب ،وفى الجمع كِر جال .أو تغييًر ا ظاهًر ا ،إما بالشكل فقط ،كُأْس د بضم فسكون ،جمع أسَد
بفتحتين .وإ ما بالزيادة فقط ،كِص نوان ،فى جمع ِص نو بكسر فسكون فيهما .وإ ما بالنقص فقط ،كُتَخ م
فى جمع ُتَخ مة بضم ففتح فيهما .وإ ما بالشكل والزيادة كِر جال بالكسر ،فى جمع َر جل بفتح فضم .وإ ما
بالشكل والنقص َكُك تب بضمتين .فى جمع كتاب بالكسر .وإ ما بالثالثة ،كِغ لمان بكسر فسكون ،فى
جمع غالم بالضم.
أما التغير بالنقص والزيادة دون الشكل ،فتقضيه القسمة العقلية ،ولكن لم يوجد له مثال.
وهذا الجمع عاًّم فى العقالء وغيرهم ،ذكوًر ا كانوا أو إناًثا.
واْلجمعان قيل إنهما مختلفان مبدأ وغاية ،فالقلة :من ثالثة إلى عشرة ،والكثرة :من أحد عشر إلى ما
ال نهاية له .وقيل :إنهما متفقان مبدأ ال غاية ،فالقلة :من ثالثة إلى عشرة .والكثرة :من ثالثة إلى ما
ال نهاية له.
وإ نما تعتبر القلة فى نكرات اْلجموع ،أما معارفها بأل أو اإلضافة فصالحة للقلة والكثرة
جموع الِقَّلة
األول :أْفُع ل ،بفتح فسكون فضم :ويطَّر د فى:
-1كل اسم ثالثى صحيح الفاء والعين ولم يضاَع ف ،على وزن َفْع ل ،بفتح فسكون ،ككْلب وأْكُلب،
وَظْب ى وأْظٍب ،وَد ْلو وَأْد ٍل
وشذ :أْو ُج ه ،وأُك ّف ،وأْعُين ،وأْثُو ب ،وأْسُيف
-2وفى اسم رباعّى مؤّنث بال عالمة ،قبل آخره مّد ،كذراع وأذرع ،ويمين وأيمن ،وشذ أْفُع ٌل فى
مكاٍن ،وُغ راٍب ،وشهاٍب ،من المذكر.
الثانى :أْفَع ال ،بفتح فسكون .ويكون جمًع ا لكل ما لم َيطَّر د فيه أْفُع ٌل السابق ،كثوب وأثواب ،وسيف
وأسياف ،وِح ْم ل بكسر فسكون وأحمال ،وُص ْلب بضم فسكون وأصالب ،وباب وأبواب ،وسَبب
بفتحتين وأسباب ،وَك ِتف بفتح فكسر وأكتاف ،وَعُض د بفتح فضم وأعضاد ،وُجُنب بضمتين وأجناب،
وُر َطب بضم ففتح وأرطاب ،وإ ِبل بكسرتين وآبال ،وِض َلع بكسٍر ففتح وأضالع ،وشذ أفراخ كما شّذ
أحمال جمع َح ْم ل ،بفتح فسكون ،فى قوله تعالىَ{ :و أوالُت األْح َم اِل أَج ُلُهَّن أْن َيَض ْعَن َح ْم َلُهَّن }.
الثالث :أْفِع َلة ،بفتح فسكون فكسر.
ويطِّر د فى كل اسم مذكَّر ُر باعّى قبل آخره مّد ،كطعام وأطعمة ،ورغيف وأرغفة ،وعمود وأعمدة،
َو ُي ْلتَز م فى ِفَع اٍل ،بفتح أوله أو كسره ،مضَّعف الالم أو معتلهاَ ،ك َبَتاٍت وأِبَّتة ،وِز مام وَأِز َّم ة ،وِق باء
وأقبية ،وِك ساء وأِك سية ،وال ُيجمعان على غيره إال شذوًذ ا.
الرابعِ :ف ْع لة ،بكسر فسكون.
ولم يطِّر د فى شئ ،بل سمع فى ألفاظ ،منها ِش يخة جمع شيخ ،وِثْي رة جمع ثْو ر ،وِف تية جمع َفًتى،
وِص ْب ية جمع َص ِبّى َو َص ِبّية ،وِغ ْلمة جمع ُغ الم ،و ِثْن ية جمع ُثْن ِى بضم األول أو كسره ،وهو الثانى فى
السيادة.
جموع الكثرة
األولُ :فْع ل ،بضم فسكون:
وينقاس فى أْفَع َل وُم ؤّنِثه َفْع الء ِص فتين ،كُح ْم ر بضم فسكون ،فى جمع أحمر وحمراء.
وكما يكون جمًع ا ألْفَع ل الذى مؤنثه َفْع الء ،يكون جمًع ا أيًض ا ألفعل الذى ال مؤنث له أصًال ،كأْك َم ر
لعظيم الَك َمَر ة ،وآَد ر بالمد لعظيم الُخ صية ،وكذا لَفعالء الذى ال أفعل له َك َر ْتقاء.
الثانىُ :فُع ل ،بضمتين:
ويَّطرد فى وصف على َفُعول بمعنى فاعل ،كغفور وُغ ُفر ،وَص بور وُص ُبر .وفى كل اسم ُر باعّى قبل
آخره مّد ،صحيح اآلِخ ر ،مذكًر ا ،كان أو مؤنًثا ،كَقَذ ال بالفتح ،وجمع ِج َم اع مؤَّخ ر الرأس ،وُقُذ ل،
وِح مار َو ُح ُم ر ،وُك َر اع بالضم وُك ُر ع ،وقضيب وُقُض بَ ،و عمود وُع ُم د.
ويشترط فى مفرده أيًض ا أّال يكون مضَّعًفا َم ّد ته ألف.
ثم إن كانت عين هذا اْلجمع واًو ا وجب تسكيُنهاَ ،ك ُس ْو ر وُس ْو ك جمَعْى ِس وار وِس واك ،وإ ال جاز ضمها
وتسكينها ،نحو ُقُذ ل بضمتين ،وُقْذ ل بالسكون ،وُس ُيل بضمتين ،وِس ْي ل بكسر فسكون ،جمع َس يال :اسم
شجر له شوك ،لكن إن سكنت الياء وجب كسر ما قبلها ،نظير ِبْي ض فى جمع أبيض.
الثالثُ :فَع ل بضم ففتح:
ويطرد فى اسم على ُفْع لة بضم فسكون ،وفى ُفْع لى بضم فسكون أنثى أفعل ،كُغْر فة وُم ْد ية وُحّج ة.
وكُص ْغ َر ى ،وُك ْب َر ى ،فتقول فيهاُ :غ َر ف ،وُم ًد ى ،وُحَج ج ،وُص َغ ر وُك َبر .وشَّذ فى ُبْهمة بضم فسكون،
وصف للرجل الشجاعُ :بَهم ،كما شذ جمع ُر ْؤ يا بضم األَّو ل ،وَنْو بة وَقْر ية بفتح أَّو لهما ،وِلْح َية بكسره،
وُتَخ مة بضم ففتح ،على ُفَع ل ،للمصدرية فى األَّو ل ،وانتفاء ضم الفاء فى الثالثة بعده ،وفتح عين
األخير.
الرابعِ :فَع ل ،بكسر ففتح:
ويَّطرد فى اسٍم على ِفْع لة بكسر فسكون ،كِح َّجة وِح جج ،وِك ْس رة وِك َس ر ،وِف ْر ية ،وهى الكذب ،وِف ًر ى.
وُس ِم ع فى ِح لية وِلْح َية بكسر أَّو لهماُ :ح لًى َو ُلًح ى بضمه ،كما سمع فى ُفْع لة بضم فسكونِ :فَع ل بكسر
ففتح ،كُص ورة وِص َو ر.
الخامسُ :فَع َلة ،بضم ففتح:
ويَّطرد فى وصِف عاقٍل على وزن فاعل معتل الالم ،كقاٍض وقضاةَ ،و َر اٍم وُر ماة ،وغاز وُغَز اة.
السادسَ :فَع لة ،بفتحات:
ويَّطرد فى وصف مذكر عاقل صحيح الالم ككاتب وَك َتبة ،وساحر وَس َح رة ،وبائع وباعة ،وصائغ
وصاَغ ة ،وباٍّر وَبَر رة
األول والثانىَ :فْع ل وَفْع لة بفتح فسكون ،اسمين أو وصفين ،ليست عينهما وال فاؤهما ياء ،مثل كْلب
وكْلبة وِك الب ،وصْع ب وَص ْع بة وِص عاب ،وُتبدل واُو المفرد ياء فى الجمع ،كَثْو ب وِثياب ،وندر فيما
عينه أو فاؤه الياء منهما ،كضْي ف وِض ياف ،وَيْع ر وِيعار ،وهو الَج ْد ى ُيْر بط فى ُز ْب ية األسد.
الثالث والرابعَ :فَع ل وَفَع لة ،بفتحتين اسمين صحيحى الالم ،ليست عينهما والمهما من جنس ،نحو
َج َم ل وِج مال ،وَر َقبة وِر قاب.
الخامسِ :فْع ل ،بكسر فسكون اسًم ا كِق ْد ح َو ِق داح ،وِذ ْئ ب َو ِذ ئاب ،وِنْهى ،وهو الغدير ،وِنهاء.
السادسُ :فْع ل ،بضم فسكون اسًم ا غير واوِّى العين ،وال يائّى الالم ،كُر ْم ح وِر ماح وُج ٍّب وِج باب.
السابع والثامنَ :فعيل وَفعيلةَ ،و ْص فَى باب َك ُر م ،صحيحى الالم ،كظريف وظريفة َو ِظ راف .وتلزم
هذه الصغية فيما عينه واو من هذا النوع ،فال ُيْج مع على غيرها ،كطويل وطويلة وِط وال.
وشاعت أيًض ا فى كل وصف على َفْع الن بفتح فسكون للمذكر ،وَفْع َلى للمؤنث ،وُفعالن بضم فسكون
له وُفْع النة لها ،كَغْض بان وَغْض َبى وِغ ضاب ،وعْط شان وعْطَش ى وِع طاش ،وكُخ ْم صان وُخ ْم صانة
وِخ ماص.
الثانى عشرُ :فُعول ،وبضمتين:
ويَّطرد فى اسم على َفِع ل ،بفتح فكسر ،كَك ِبد وُك ُبودَ ،و َو ِع ل وُو ُع ول ،وَنِم ر وُنمور.
وفى َفْع ل اسما ثالثًيا ساكن العين ،مثلث الفاء ،نحو َك ْع ب وكُعوبَ ،و ُج ْن د َو ُجُنود ،وِض ْر س َو ُض ُر وس.
ويشترط أن ال تكون عين المفتوح أو المضموم واوًا كحوض وُح وت ،وال الم المضموم ياء كُم ْد ى.
وَش ّذ فى ُنْؤ ى :وهى الحفرة ُتجعل حول الخباء ،لوقايته من السيل ِنِئّى ،وال مضعفا كُخ ف .وُيحفظ فى
َفَع ل بفتحتين كأَس د وأسود ،وذَك َر وُذ كورَ ،و شَج ن ،وهو الحزن ،وُش جون.
الثالث عشرِ :فْع الن ،بكسر فسكون:
وَيَّطرد فى اسم على ُفعاٍل بالضم ،كُغراب وِغ ْر بان ،وُغ َالم وِغ لمان ،أو ُفَع ل بضم ففتح كُص َر د
وِص ْر دان .وبه ُيْس َتْغ َنى عن أفعال فى جمع هذا المفرد .أو ُفْع ل بضم الفاء أو فتحها واوّى العين
الساكنة ،كُح وت َو ِح يتان ،وُك وز َو ِك يزان وتاج َو ِتيجان ،ونار َو ِنيرانَ .و قّل فى نحوَ :غَز اِل ِغ زالن،
وفى خروف ِخ ْر فان ،وفى ِنْس وة ِنْس وان.
الرابع عشرُ :فْع الن بضم فسكون.
َو يكثر فى اسم على َفْع ل بفتح فسكون ،كَظْهر َو ظْهرانَ ،و َبْطن َو ُبْطنان ،أو على َفَع ل بفتحتين صحيح
العين َو ليست هى والمه من جنس واحد ،كذَك ر وُذْك رانَ ،و َح مل بالمهملة ،وهو ولد الضأن الصغير
وَح ْم الن ،أو على َفعيل كقضيب وُقْض بان ،وَغ ِد ير وُغْد ران .وَقَّل فى نحو :راكب ُر ْك بان ،وفى أْس ود
ُس وَد ان.
الخامس عشرُ :فَع الء ،بضم ففتح ممدوًد ا.
ّى ويَّطرد فى وصف مذكر عاقل ،على زنة فعيل بمعنى فاعل ،غير مضَّعف وال معتل الالم ،وال واو
العين ،نحو كِر يم وُك َر ماء ،وبخيل وُبخالء ،وظريف وُظَر فاء .وَش ّذ أسيٌر وأَس َر اء ،وَقِتيٌل ُو قَتالء؛
ألنهما بمعنى مفعول.
أو بمعنى ُم ْفِع ل ،بضم فسكون فكسر ،كسميع بمعنى ُم ْس ِم ع ،وأليم بمعنى ُم ْؤ لم ،تقول فيهماُ :س معاء
وأَلماء ،أو بمعنى ُم فاِع ل ،كُخ لطاء َو ُج َلساء ،فى َخ ِليط بمعنى ُم َخ اِلطَ ،و َج ِليس بمعنى مجاِلس :أو على
ِز نة فاعل داًال على معنى كالغريزة ،كصالح وُص َلحاء ،وجاِه ل وُج َهالء .وَش َّذ ُ :ش َج عاء فى ُش جاع،
وُج بناء فى َج َبان ،وُس َم حاء فى َسْم حَ ،و ُخ َلَفاء فى خليفة؛ ألنها ليست على َفِع يل وال فاعل.
السادس عشر :أْفِع الء ،بفتح فسكون فكسر:
وَيَّطرد فى ُم ْفرد سابقه األول ،وهو فعيل ،لِك ْن بشرط أن يكون معتَّل الالم أو مضعًفا ،كغنّى وأغنياء،
ونبّى وأنبياء ،وشديد وأِش ّد اء ،وعزيز وأِع ّز اء ،وهو الزم فيهما .وشذ فى َنِص يب أْن ِص باء ،وفى صديق
أْص دقاء ،وفى َه ِّين َأْه ِو ناء؛ ألنها ليست معتلة الالم وال مضعفة.
السابع عشرَ :فواِع ل:
ويَّطرد فى فاِع لٍة اسًم ا أو ِص فة ،كناصية ونواص ،وكاذبة وكواذب ،وفى اسم على َفْو َع ل ،بفتح
فسكون ففتح ،أْو َفْو َع لة بفتح األول والثالث وسكون ما بينهما .أو فاِع ل بفتح العين أو كسرها ،كَج ْو َه ر
وجواهر ،وَص ْو معة وصوامع ،وخاَتم وخواِتم ،وكاِه ل وكواهل .أو فاِع ل بكسر العين وصًفا لمؤنث،
كحائض وحوائض ،وحامل وحوامل؛ أو لمذكر غير عاقل كصاهٍل وصواهل ،وشاهٍق وشواهق.
وشذ فى فارٍس :فَو ارس ،وفى ناكٍس بمعنى خاضعَ :نَو اكس ،وفى هاِلٍك َ :هَو الك .ويطرد أيًض ا فى
فاِع الَء ،بكسر العين والمّد ،كقاِص عاَء َو َقواِص ع ،ونافقاَء وَنَو افق.
الثامن عشرَ :فَع ائل ،بالفتح وكسر ما بعد األلف:
ويطرد فى ُر باعٍّى مؤنث ،ثالثه َم َّد ة ،سواء كان تأنيثه بالتاء أو باأللف مطلقًا ،أو بالمعنى ،كسحابة
وسحائب ،ورسالة ورسائل ،وصحيفة وصحائف ،وُذ ؤابة وذوائب ،وَح لوبة وحالئب ،وِش مال بالكسر،
وَش مال بالفتح :ريح تهب من جهة القطب الشمالّى ،وَش مائلَ ،و عُج وز وَع جائز ،وسعيد علم امرأة
وسعائد ،وَح َبَائر ،وَج ُلوالء :قرية بفارس ،وَج الئل.
وُيْش َتَر ط فى ذى التاء من هذه األمثلة :االسميُة ،إَّال َفعيلة ،فيشترط فيها أال تكون بمعنى مفعولة ،وشذ
َذ بيحة وذبائح .وندر فى َو ِص يد :وهو اسم للبيت أو فنائهَ :و َص ائد ،وفى جُز ور :جزائر ،وفى سماء،
اسم للمطر :سمائى.
التاسع عشرَ :فَع اِلى ،بفتح أوله وثانيه وكسر رابعه.
العشرونَ :فَع اَلى ،بفتح أوله وثانيه ورابعه.
وهاتان الصيغتان تشتركان فى أشياء ،وينفرد كل منهما فى أشياء.
فتشتركان فى َفْع الء اسًم ا كَص ْح راء ،أو صفة ال مذكر لها كعذراء ،وفى ذى األلف المقصورة للتأنيث
كحبَلى ،أو اإللحاق ،كِذ ْفًر ى بكسر األول :اسم للعظم الشاخص خْلف أُذ ن الناقة ،وألفه لإللحاق بدرهم،
وَع ْلًقى بفتح األول :اسم لنبت ،فتقول فى جمعها صحاٍر وصحاَر ى ،وَع ذاٍر وَع َذ اَر ىَ ،و َح َباٍل َو َح َباَلى،
وَذ فاٍر َو َذ فاَر ى ،وَع الٍق وَع الَقى.
وتنفرد "الَفعاِلى" بكسر الالم فى أشياء :منها َفعالة بفتح فسكون ،كَمْو ماة :اسم للفالة الواسعة التى ال
نبات بها ،وِفْع الة بالكسر كِس ْع الة ،اسم ألخبث الِغ يالن ،وِف ْع ِلية بكسرتين بينهما سكون مخفف الياء
كِه ْب رية ،وهو ما يعلق بأصول الَّش َع ر كنخالة الدقيق ،أو ما يتطاير من َز َغ ب الُقْطن والريش؛ وَفْع ُلوة
بفتح فسكون فضم كَع رُقَو ة ،اسم للَخ شَبة المعتِر ضة فى فم الدلو ،وما حذف أّو ُل زائديه كحبنًطى :اسم
لعظيم البطن ،وَقَلْن ُس وة لما ُي ْلَبس على الرأس ،وُب َلْهِنَية ،بضم ففتح فسكون فكسر :اسم ِلِس َع ة العيش،
وُحَباَر ى بضم األول ،تقول فى جمعهاَ :مَو اٍم ،وَس نَع اٍل ،وَهَباٍر َ ،و َع َر اٍق َ ،و َح َباٍط َ ،و َقَالٍس َ ،و َبالٍه ،
َو َح باٍر .
وينفرد "الَفَع اَلى" بفتح الالم فى وصف على َفْع الن ،كعطشاَن وغْض بان ،أو على َفْع َلى بالفتح كعْطَش ى
َو َغْض َبى ،تقول فى الجمعَ :ع َطاَش ى َو َغ َض اَبى .والراجح فيهما ضم الفاء كُس كارى.
ويحفظ المفتوح الالم فى نحو َح ِبط بفتح فكسر َو َح َباَطى ،ويتيم وَيَتاَم ى َو أِّيم ،وهى الخالية من الزوج
وأَياَم ى ،وطاِه ر وَطَهاَر ى ،فى قول امرئ القيس:
*ثياُب بنى َع ْو ف َطهاَر ى نِق َّيٌة*
وفى شاٍة رئيٍس :إذا أصيب رأسها ،ورآَس ى .وُيحفظ المضموم فى نحو قديم وُقَد امى ،وأسير وأساَر ى.
الحادى والعشرونَ :فَع اِلّى ،بفتحتين وكسر الالم وتشديد الياء:
َّد َّد
ويطرد فى كل ثالثى ساكن العين ،زيد فى آخره ياء مش دة ،ليست متج دة للنسب ،كُك رسِّى وُبْخ تّى
َو ُقْم ِر ّى ،بالضم ،أو لنسب ُتُنوِس َى َك َمْهِر ّى ،تقول فى جمعها :كراِس ّى َ ،و َبخاِتّى ،وقَم اِر ّى َ ،و َمَهاِر ّى .
والفرق أن ياء النسب يدل اللفظ بعد حذفها على معنى بخالف ياء نحو كرسّى ،إذ يختل اللفظ بعد
سقوطه وال يكون له معنى ،وشّذ َقَباِط ّى فى ُِق بطّى ألن ياءه للنسب ،والِق بط :نصاَر ى مصر .وُيْح َفظ
فى إنسانَ ،و ظربان بفتح فكسر ،إذ قد سمع أناسُّى َو َظَر ابُّى ،وليسا جمًع ا إلنسٍّى َو ِظ ْر بّى بل أصلهما:
أناسيُن وضرابيُن ،قلبت النون فيهما ياء ،وأدغمت الياء فى الياءَ .و ُس ِم ع فى َع ْذ راء َو صْح راء تقول
فيهما :عَذ اِر ُّى َو َص َح اِر ّى .
الثانى والعشرونَ :فَع اِلُل :
ويطرد فى الُّر باِع ّى المجَّر د ومزيده ،وكذا فى اْلخماسّى المجّر د ومزيده ،فتقول فى جْع َفر وُبْر ُثن
َو زْب ِر ج :جعاِف رَ ،و َبَر اِثن ،وَز باِر ج .أما الخماسّى فإن لم يكن رابعه يشبه الزائدُ ،ح ِذ ف الخامس
كَس َفْر جل ،تقول فيهَ :س َفاِر ج ،وإ ن أشبه الزائد فى اللفظ أو المخَر ج فأنت بالخيار بين حذفه وحذف
الخامس ،فتقول فى نحو َخ َد ْر َنق بوزن سَفْر جل ،اسم للعنكبوت ،وفى فرزدق بوزنه أيًض اَ :خ َد اِر ُق أو
َخ َد اِر ُن ،وَفَر اِز ُق أو فرازُد ؛ إذ النون فى األول من حروف الزيادة ،والدال فى الثانى تشبه التاء فى
المخرج ،وتقول فى مزيد الُّر باِع ّى نحو ُم َدْح ِر جَ :د حاِر ج بحذف الزائد ،إال إذا كان ما قبل اآلخر ِلينا
فال ُيْح َذ ف ،ثم إن كان اللين ياًء صّح ،كقنديل وقناديل ،وإ ن كان ألفا أو واًو ا قلب ياء نحو ِس ْر داح،
وهى الناقة الشديدة ،وعصفور ،فتقول فيهما :سراديح وعصافير ،وفى مزيد الخماسى :يحذف
الخامس مع الزائد ،فتقول فى ِق ْر َطُبوس بكسر القاف :للناقة الشديدة ،وبالفتح :للداهيةَ ،و َقَبْع َثًر ى:
قراِط ب وقباِع ث.
الثالث والعشرونِ :ش ْب ه َفَع اِلل:
وهو ما ماثله َع َدًد ا وهيئة ،وإ ن خالفه ِز نة ،وذلك كمفاِع ل ،وفَو اِع ل ،وفياِع ل ،وأفاِع لة .ويطّر د فى
ْي ٍف ٍد
مزيد الثالثى غير ما تقدم ،وال ُيْح َذ ف الزائد إن كان واحًد ا ،كأفضَل وَم ْس ج َو َج ْو َه ٍر َو َص َر
َو َع ْلقى ،بل ُيحَذ ف ما زاد عليه ،سواء كان واحًد ا كما فى نحو منطلق ،أو اثنين كما فى نحو مستخرج،
وُيْؤ َثر بالبقاء ما له مِز َّية على اآلخر ،معنًى ولفظًا كالميم ،فيقالَ :م طاِلق َو َم خارج ،ال َنَطالق وَس َخ اِر ج
أو َتَخ اِر ج ،لفْض ل الميم ،بتصّد رها ،وداللتها على معنى يختص باألسماء؛ ألنها تدُّل على اسَم ْى الفاعل
والمفعول
التصغير
وهو لغة :التقليل ،واصطالحا :تغيير مخصوص يأتى بيانه ،وقد سبق أنه من الملحق بالمشتقات؛ ألنه
وصف فى المعنى.
وفوائده :تقليل ذات الشئ أو كميته ،نحو :كليب ودريهمات .وتحقير شأنه ،نحوُ :ر َج يل .وتقريب
زمانه أو مكانه ،نحوُ :قَبيل العصر ،وُبَع يد المغرب ،وُفَو يق الَفْر سخ ،وُتَح ْيَت الَبِر يد .أو تقريب َم نزلته
نحو ُص َد ِّيقى أو تعظيمه نحو قول أْو س بِن َح َج ر:
*َفَو ْيَق ُجَبْي ٍل شامِخ الَّر أس لم تُك ن * ِلتْب ُلَغ ُه حَّتى َتِك َّل َو َتْع َم َال*
وزاد بعضهم التمليح نحوُ :بَنية وُح بيب ،فى بنت وحبيب ،وكلها ترجع للتحقير والتقليل.
وشرط المصغر:
-1أن يكون اسًم ا ،فال يصغر الفعل وال الحرف ،وشذ قوله:
*يا ما أمْي ِلَح ِغ ْز الَنا َش َد َّن لَنا * ِم ن َهْؤ لَّياِء َبْيَن الَّضاِل والَّس َلِم *
-2وأَّال يكون متوغال فى شبه الحرف ،فال تصغر المْض َم رات وال الُم ْب هَم ات ،وال َم ْن وكْيَف
ونحوهما ،وتصغيرهم لبعض الموصوالت وأسماء اإلشارة شاّذ ،كما سيأتى.
-3وأن يكون خالًيا من صيغ التصغير وشبهها فال يصّغر نحو ُك َم يت َو ُش َع يب؛ ألنه على صيغته ،وال
نحو ُم َهْي ِم ن َو ُم َس ْي ِط ر؛ ألنهما على صيغة تشبهه.
-4وأن يكون قابال للتصغير ،فال تصغر األسماء المعظمة كأسماء اهلل تعالى وأنبيائه ومالئكته،
وعظيم وجسيم ،وال جمع الكثرة ،وال كّل وبعض ،وال أسماء الشهور واألسبوع على رأى سيبويه.
وأبنيته ثالثةُ :فَع يل ،وُفَع ْي ِع ل ،وُفَع ْي ِع يل ،كُفَلْي سَ ،و ُد َر ْي همَ ،و ُدَنْي ِنير ،وضع هذه األمثلة الخليل .وقال:
عليها ُبِنيت معاملة الناس.
والوزن بها اصطالح خاص بهذا الباب ،ألجل التقريب ،وليس على الميزان الصرفّى ،أال ترى أن
نحو أَح ْي ِم ر َو ُم َك ْي رم َو ُس َفيرج :وزنها الصرفى أَفْي ِع لَ ،و ُم َفْي علَ ،و ُفَع ْي ِلل ،وأما التصغير فهو ُفَع ْي عل فى
الجميع.
واألصل فى تلك األبنية "ُفَع ْي ل" وهو خاص بالثالثّى ،وال بد من ضم األّو ل ولو تقديًر ا ،وفتح ثانيه،
واجتالب ياء ثالثة ساكنة ،تسَّم ى ياء التصغير.
َو ُيْقَتصر فى الثالثى على تلك األعمال الثالثة وإ ن كان المصغر متجاوًز ا الثالثة احتيج إلى زيادة عمل
رابع ،وهو كسر ما بعد ياء التصغير ،وهو بناء "ُفَع ْي ِع ل" كجعيِف ر فى جعفر.
ثم إن كان بعد المكسور حرف ِلين قبل اآلِخ ر :فإن كان ياء بقى كقنديل ،فتقول فيه ُقَنْي دِيل ،وإ ّال قلب
إليها ،كمصيبيح وُع صيفير .فى مصباح وعصفور ،وهو بناء "ُفَع ْي ِع يل".
وُيَتَو َّصل إلى هذين البناءين بما ُتُو َّصل به إلى بناء َفعاِلل وَفعاليل فى التكثير من الحذف وجوًبا ،أو
تخييًر ا ،فتقول فى سفرَج ل وَفرزدق ،ومستخرج ،وألندد ،ويلندد ،وَح يزبونُ :س َفْي ِر ج ،وُفريِز د
َأوُفريِز ق ،وُم َخ ْي ِر ج ،وكما جاز فى التكسير تعويُض ياء قبل اآلِخ ر مما ُح ِذ ف ،يجوز هنا أيًض ا،
فتقولُ :س ِف يرج وسفيريج ،كما قلت فى التكسيرَ :س َفاِر ج وسَفاريج،
وما جاء فى بابى التصغير والتكسير مخالفًا لما سبق فّش اٌذ ،ويستثنى من كسر ما بعد ياء التصغير،
فيما تجاوز الثالثة :ما قبل عالمة التأنيث كشجرة وُحْب لى ،وما قبل الَم َّد ة الزائدة قبل ألف التأنيث
كحمراء ،وما قبل ألف أفعال ،كأجمال وأفراس ،وما قبل ألف َفْع الن الذى ال ُيجمع على فعالين،
ِل
كسكران وعثمان ،فيجب فى هذه المسائل بقاء ما بعد ياء التصغير على فتحه للخفة ،ولبقاء أ َفْى
التأنيث وما يشبههما فى منع الصرف ،وللمحافظة على الجمع ،فتقولُ :ش َج يرة وُحَبيلى ،وُح َم يراء،
وأجيمال ،وأفيراس ،وُس كيران ،وُع ثيمان
[تصغير الترخيم]
واعلم أن عندهم تصغيًر ا يسمى تصغير الترخيم ،وال وزن له إال ُفَع ْي ل َو ُفَع ْي ِع ل؛ ألنه عبارة عن
تصغير االسم بعد تجريده من الزائد.
فيصغر الثالثّى األصول على فَع ْي ل ،مجَّر ًد ا من التاء ،إن كان مسماه مذكًر ا ،كُح َم يد فى حامد ومحمود
ومحمد وأحمد وحَّم اد وحمدان وَح ُّم ودة ،وال التفات إلى اللبس ِثقًة بالقرائن ،وإ ال فبالتاء كُحَبيلة وسويدة
فى حبلى وسوداء ،إال الوصف المختص بالنساء كحائض وطالق ،فيقال فى تصغيرهماُ :حَيْي ض
وُطَلْي ق من غير تاء؛ لكونه فى األصل وصف مذكر ،أى شخص حائض أو طالق ،فإن صَّغرتهما
لغير ترخيم ،قلتُ :ح وِّيض بشّد الياء ،وُطويِلق ،بقلب ألفهما واًو ا ،ألنها ثانية زائدة.
وأما الرباعّى :فيصغر على ُفَع ْي ِع ل كُقَر ْي ِط س َو ُع صيفر فى ِق رطاس وُع صفور ،ويصغر إبراهيم
وإ سماعيل ترخيما على ُبَر ْي ه وُس َم ْي ع ،ولغير ترخيم على ُبَر ْي ِه يم وُس َم ْي ِع يل ،أو على أَبْي َر ه وأَس ْي َم ع ،على
الخالف فى أن الهمزة أو الميم والالم أْو لى بالحذف .وال يختص تصغير الترخيم باألعالم ،على
الصحيح.
الَّنَس ب
وسماه سيبويه :اإلضافة ،وابن الحاجب :الّنسبة بكسر النون وضمها ،ويحدث به ثالث تغييرات:
لفظّى ،ومعنوّى ،وُح ْك ِم ّى .
فاألول :زيادة ياء مشددة فى آخر االسم مكسور ما قبلها ،لتدل على نسبته ،إلى المجرد منها ،منقوًال
إعرابه إليها ،كمصرّى ،وشامّى وعراقّى .
والثانى :صيرورته اسًم ا للمنسوب.
والثالث :معاملته معاملة الصفة المشبهة فى رفعه الظاهر والمضمر باطراد ،كقولك :زيد قرشّى أبوه،
وأمه مصرّية.
ويحذف لتلك الياء ستة أشياء فى اآلِخ ر:
األول :الياء المشددة الواقعة بعد ثالثة أحرف ،سواء كانت زائدة ككرسّى أو للنسب كشافعّى ،كراهية
الثانى :تاء اجتماع أربع ياءات.
التأنيث ،تقول فى النسبة إلى مكة :مكّى ،وقول العامة :خليفِتّى فى خليفة ،وَخ ْلَو ِتّى فى َخ ْلوة َلْح ن،
والصواب َخ َلِف ّى وَخ ْلِو ّى .
الثالث :األلف خامسة فصاعًد ا مطلًقا ،أو رابعة متحرًك ا ثانى كلمتها :فاألولى ألف التأنيث كُح بارى:
لطائر ،أو اإللحاق :كَح َبْر كَى ُم ْلَح ق بسفرجل :للُقراد ،أو المنقلبة عن أصل كمصطفى من الصفوة،
تقول فى النسبة إليهاُ :حَباِر ّى َو َح َبْر ِك ّى ومصطفّى .والثانية :ألف التأنيث خاصًة كجَم َز ى :للحمار
السريع ،تقول فى النسبة إليه َج َم ِز ّى .
فإن سكن ثانى كلمتها جاز حذفها وقلبها واًو ا سواء كانت للتأنيث كُحْب لى ،أو لإللحاق كَع ْلًقى ،اسم
لنبت ،فإنه ملحق بجعفر ،أو منقلبة عن أصل َك مْلًهى من اللهو ،تقول فيهاُ :حْب ِلّى أو ُحْب َلِو ّى ،وَع ْلِق ّى أو
َع ْلَقِو ّى ،وَم ْلِه ّى أو َم ْلَهِو ّى .والقلب أحسن من الحذف ،ويجوز زيادة ألف بين الالم والواو نحو:
ُحْب الِو ّى .
الرابع :ياء المنقوص خامسة كالمعتدى ،أو سادسة كالمستْع ِلى ،تقول فيهما :المعتِد ُّى والمستعِلّى .أما
الرابعة كالقاضى فكألف نحو َم ْلًهى ،تقول :القاِض ّى والقاَض ِو ى ،والحذف أرجح .وأما الثالثة كالشجى
ِذ
والش ى فيجب قلبها واًو ا ،كألف نحو َفتى وَع ًص ى ،تقولَ :ش َج ِو ّى َو ّش َذ ِو ّى ،كما تقول َفَتِو ّى
وَع َص ِو ّى ،وال تقلب الياء واًو ا إال بعد قلبها ألًفا ،وُيَتوَص ل لذلك بفتح ما قبلها ،كما سبق فى َمْر ِم ّى .
وإ ذا نَس ْبَت إلى َفِع ل ،مكسور العين ،مثلث الفاء ،كَنِم ر وُد ِئل َو إ ِبل ،فَتْح َت عينه فى النسب ،تقول:
نمرّى ،وُد َؤ ِلّى َو إ َب لّى ،وقال بعضهم :يجوز فى نحو إبل إبقاء الكسرة إتباعًا.
الخامس والسادس :عالمتا التثنية وجمع تصحيح المذكر َع َلَم ْي ن إذا أعربا بالحروف ،تقولَ :ز ْي دّى
فى النسب إلى زيداِن وزيُد وَن .وأما من أجرى المثنى َع َلًم ا مجرى َس ْلمان فى المنع من الصرف
للعلمية وزيادة األلف والنون ،فيقولَ :ز ْيَد انى ،ومن أجرى المذكر مجرى ِغ ْس لين ،فى لزوم الياء
واإلعراب على النون منونة ،يقول فيهَ :ز ْي ِد يِنّى ،ومن جعله كهاروَن فى المنع من الصرف للعلمية
وشبه الُعجمة مع لزوم الواو ،أو كُعَر ُبون فى لزومها منوًنا ،أو كالماطروَن :اسم قرية بالشام فى
لزومها وتقدير اِإل عراب عليها ،وفتح النون للحكاية ،يقول فى الجميعَ :ز ْيُد وِنّى أما جمع المؤنث
السالم ،فنحو َتمرات جمًع ا ،ينسب إلى مفرده ساكن الميم ،وعلَم ا مفتوحها ،سواء ُح كى أو ُم نع ،وذلك
للفرق بين النسب إليه مفرًد ا وجمًع ا ،وأما نحو َض ْخ مات فألفه كألف ُحْب لى بجامع الوصفية .ويجب
الحذف فى ألف هذا الجمع خامسًة فصاعًد ا ،سواء كان من الجموع القياسية كمسلمات ،أو الشاذة
كُس رادقات ،تقول :فيها ُم ْس لِم ّى َو ُس راِد قّى .
ويجب حذف ستة أخرى متصلة باآلِخ ر:
أحدها :الياء المكسورة المدغم فيها مثلها ،فيقال فى نحو طِّيب َو َهِّينَ :طْي بّى وهينّى
ثانيها :ياء َفِع يلة بفتٍح فكسر ،صحيح العين غير مضِّعفها ،كحنيفة وحَنِف ّى ،وصحيفة وَص َح ّفى ،بحذف
التاء ثم الياء ،ثم قلب كسرة العين فتحة.،
أما معتل العين كطويلة ،أو مضَّعفها كجليلة ،فال تحذف ياؤهما ،تقول فيهماَ :طِو يلّى ،وَج ِليلّى .
ثالثها :ياء ُفَع ْي لة بضم الفاء ،وفتح العين ،غير مضعفتها ،كُج َهْي نة َو ُقَر ْي ظة ،تقول فى النسبة إليهما:
ُج َهِنّى َو ُقَر َظّى بحذف التاء ،ثم الياء ،وُعَيِنّى َو ُقَو ِم ّى ،فى ُعَيْي نة وُقَو يمة كذلك ،مع بقاء ضم الفاء؛ إذ ال
يترتب عليها إعالل العين.
رابعها :واو َفُعولة ،بفتح الفاء ،صحيحة العين ،غيَر مضعفتها ،كَش ُنوَءة؛ تقول فيه على مذهب سيبويه
والجمهورَ :ش َنِئّى ،بحذف التاء ،ثم الواو ،ثم قلب الضمة فتحة.
خامسها :يا َفِع يل ،بفتٍح فكسر ،يائّى الالم أو واويها ،كَغ ِنّى وَع ِلّى ،تحذف الياء األولى ،ثم تقلب الكسرة
فتحة ،ثم تقلب الياء الثانية ألًفا ،ثم تقلب األلف واًو ا ،فتقولَ :غَنِو ُّى َو َع َلِو ّى .
سادسها :ياء ُفَع يل ،بضم ففتح ،المعتّل الالم كُقَص ّى .تحذف الياء األولى ،ثم تقلب الثانية ألًفا ،ثم تقلب
األلف وا ا ،فتقولُ :ق ِو ،فإن صحت الم فِع يل وُف يل ،ك قيل و َقيل ،ولم يحذف منهما شئ ،وشَّذ
ُع َع َع َص ّى ًو
ِل ِش
فى َثقيف ،وُقَر يش ،وُهَذ يلَ :ثَقفّى ،وُقَر ّى ،وُهَذ ّى .
وحكم همزة الممدود هنا كحكمها فى التثنية ،فتسلم إن كانت أصال ،كُقَّر اِئّى فى ُقَّر اء ،ومنهم من يقلبها
واًو ا ،واألجود التصحيح .وتقلب واًو ا إن كانت للتأنيث كَح ْمَر اِو ّى وَص ْح َر اِو ّى ،فى حمراء وصحراء،
وشّذ قلبها نونا فى َص ْن عانّى وَبْهراِنُّى ،نسبة إلى َص ْن عاء اليمن َو َبْهَر اء اسم َقبيلة من ُقضاعة ،وبعض
العرب يقولَ :ص ْن عاِو ّى َو َبْهَر اوّى على األصل.
َو ُيْن َس ب إلى صدر الَع لَم المرَّك ب إسنادًّيا ،كَبَر ِق ّى ،وتأَّبِط ّى :فى َبَر َق نحره ،وتأَّبَط َش ًّر ا .أو َم ْز ِج يا
كَبْع ِلّى َو َم ْع ِد ّى فى بْع َلَبّك َو َم ْع ِد يَك ِر َب .وهذا هو القياس فيه مطلًقا ،سواء كان صحيح الصدر أو
معتله .وبعضهم يعامل المعتَّل معاملة المنقوص ،فيقول فى َم ْع ِد يكربَ :م ْع َد ِو ّى .وقيل ُيْن َس ُب إلى
عُج زه ،فتقولَ :بِّك ّى َو َك َر ِبّى .وقيل :إليهما ُم زاال تركيبهما ،فتقولَ :بْع ِلّى َبِّك ّى َ ،و َم ْع ِد ّى َك َر ِبّى ،وقيل:
ُيْن َس ُب إلى "َفْع َلٍل " ُم ْنَتَح َتا منهما ،تقول َبْع َلِبّى وَم ْع دِك ّى ،كما تقول :حْض َر ِم ّى فى َحْض َر َمْو ت.
ومثل اِإل سنادى أيًض ا اإلضافّى كامرئ القيس ،تقول فيه اْم ِر ئى أو َمَر ئّى ،والثانى أفصح عند سيبويه ،
وُيْس تثنى من المركب اإلضافّى ما كان ُك نية ،كأبى بكر وأم كلثوم ،أو معّر ًفا صدُر ه بعجزه ،كابن عمر
وابن الُّز بير ،فإنك َتْن ُس ب إلى َعُج زه ،فتقول :بْك ِر ّى وُك ْلُثوِم ّى َو ُع َم ِر ّى .
وألحق بهما ما ِخ يف فيه َلْب س ،كقولهم فى عبد َم نافَ :م َناِفّى ،وعبد األشهل :أْش َهِلّى ،دفًع ا لَّلبس.
وشّذ فيهَ" :فْع َلٌل " السابق ،كَتْي َم ِلّى وَع ْبَد ِر ّى ،وَمْر َقِس ّى ،وَعْب َقِس ّى ،وعْب َش ِم ّى :فى تيم الَّالت ،وعبد
الدار ،وامرئ القيس ابن جْح ر الِك ْن ِد ّى ،وعبد القيس ،وعبد َش ْم س
َو إ ذا ُنِس َب إلى ما ُح ِذ َفْت المه ،فإن ُج بر فى التثنية وجمِع التصحيح برّد ها ،كأٍب َو أٍخ َو ِع ضٍة َو َس َنٍة ،
تقول فيها :أَبَو اِن َو أَخ َو اِن وِع َض وات َو َس َنَو اِت ،أو ِع َض هات وَس َنهات ،وجب رُّد المحذوف فى النسب،
فتقول :أَبِو ّى وأَخ ِو ّى وِع َض ِو ّى وَس َنِو ّى ،أو ِع َض ِه ّى وَس َنِه ّى .وإ ن لم ُيجَبر فيهما جاز األمران فى
النسب ،نحو َغ ٍد َو َشَفٍٍة ،تقول فيهماَ :غ ِد ّى وَش ِف ّى ،أو َغَد ِو ّى وَشَفِو ى إال إن كانت عينه معتلة فيجب
َج ْب رهَ ،كَذ َو ِو ّى فى ِذ ى وَذ ات ،بمعنى صاحب وصاحبة ،وَش اِه ّى أو َش ْو ِه ِّى ،بسكون الواو فى شاة،
أصلهاَ :ش ْو هة .ويجوز األمران فى يٍد ودٍم عند من ال َيُر ّد الَم هما فى التثنية ،ووجب الرُّد عند من
يردها ،فتقول على األولَ :يِد ٌّى أو َيَد ِو ّى ،وَد ِم ّى أو دَم ِو ّى ،وعلى الثانىَ :يَد ِو ّى َو َد َم ِو ّى ال غير.
وإ ذا ُنِس ب إلى ما ُح ِذ فت المه ،وُع ِّو ض عنها تاء تأنيث ال تنقلب هاء فى الوقف ،حَذ فت تاؤه ،فتقول:
َبَنِو ّى وأَخ ِو ّى فى ِبْن ت َو أْخ ت
أو بتكرير الم كذلك ،نحو جْلَبَب وِج ْلباب ،أو بتكرير فاء وعين مع مباينة الالم لهما ،نحو َمْر َم ِر يس،
بفتح فسكون ففتح فكسر :للداهية ،وهو قليل .أو بتكرير عين والم مع مباينة الفاء ،نحو َص َم ْح َم ح
بوزن سَفْر َج ل :للشديد الغليظ .وأما مكرر الفاء وحدها كَقرَقف وُس ندس ،أو العين المفصولة بأصل،
كَح ْد رد بزنة جعفر اسم رجل ،أو العين والفاء فى ُر باعّى كِس ْم ِس م فأصلّى ،فلو تكرر فى الكلمة حرفان
وقبلهما حرف أصلٌى كَص َم ْح َم ٍح َو َس َم ْع َم ٍع :لصغير الرأسُ ،ح كم بزيادة الضعفين األخرين (لكون
الكلمة استوفت بما قبلهما أقَّل األصول).
ثانيهما :ما ال يكون بتكرير حرف أصلّى ،وهذا ال يكون إال من الحروف العشرة ،المجموعة فى
قولك" :سألتمونيها" .وقد جمعها ابن مالك فى بيت واحد أربع مَّر ات ،فقال:
*َهَناٌء َو َتْس ِليٌم َ ،تَال َيْو َم أْن ِس ِه * ِنَهاَيُة َم ْس ُئوٍل ،أَم اٌن َو َتْس ِه يُل *
وقد تكون الزيادة واحدة ،وثْن تين ،وثالثا ،وأربعا.
ومواضعها أربعة؛ ألنها إما قبل الفاء ،أو بين الفاء والعين ،أو بين العين والالم ،أو بعد الالم ،وال
يخلو إذا كانت متعددًة من أن تقع متفرقة أو مجتمعة.
فالواحدة قبل الفاء نحو :أصبع وأكرم.
وبين الفاء والعين ،نحو :كاهل ،وضارب.
وبين العين والالم نحوَ :غ زال.
وبعد الالم كُحْب َلى.
والزيادتان المتفّر قتان بينهما الفاء ،نحو :أجادل.
وبينهما العين :كعاقول.
وبينهما الالم :نحو ُقَص ْي َر ى؛ أى الضَلع القصيرة.
وبينهما الفاء والعين :نحو إعصار.
وبينهما العين والالم :نحوَ :خ ْيَز َلى ،وهى ِم شية فيها تثاقل.
وبينهما الفاء والعين والالم ،نحو :أْج َفَلى للدعوة العامة.
والمجتمعتان قبل الفاء :نحو :منطلق.
وبين الفاء والعين ،نحو :جواهر.
وبين العين والالم ،نحوُ :خ ّطاف.
وبعد الالم نحوِ :ع لباء.
والثالث المتفرقات ،نحو :تماثيل.
والمجتمعة قبل الفاء ،نحو :مستخرج.
وبين العين والالم ،نحوَ :س الليم.
وبعد الالم نحو :عنفوان.
اإلعالل واإلبدال
اإلعالل :هو تغيير حرف العلة للتخفيف ،بقلبه ،أو إسكانه ،أو حذفه ،فأنواعه ثالثة :القلب،
واإلسكان ،والحذف.
وأما اإلبدال :فهو َجْع ُل مطلق حرف مكان آخر .فخرج باِإطالق اإلعالل بالقلب؛ الختصاصه
بحروف العلة؛ فكل إعالل يقال له :إبدال وال عكس؛ إذ يجتمعان فى نحو :قال ورمى ،وينفرد اإلبدال
فى نحو اْص َطَبر واَّد كر .وخرج بالمكان العوض ،فقد يكون فى غير مكان المعوض منه .كتاَءى ِع َد ة
واستقامة ،وهمزتى ابن واسم .وقال األشمونى :قد ُيْطلق اإلبدال على ما يُعم القلب ،إال أن اإلبدال
إزالة ،والقلب إحالة ،واإلحالة ال تكون إال بين األشياء المتماثلة ،ومن َثَّم اختص بحروف العلة
والهمزة؛ ألنها تقاربها بكثرة التغيير.
واعلم أن الحروف التى تبدل من غيرها ثالثة أقسام:
-1ما ُيبدل إبداًال شائًع ا لإلدغام ،وهو جميع الحروف إال األلف.
-2وما يبدل إبداًال نادرًا ،وهو ستة أحرف :الحاء ،والخاء ،والعين المهملة ،والقاف ،والضاد ،والذال
المعجمتاِن ،كقولهم فى ُو ْك نة ،وهى بيت الَقَطا فى الجبلُ :و ْقنة ،وفى أْغ ّن :أَخ ّن ،وفى ُر َبعُ :ر بح،
وفى َخ َطرَ :غ َطر ،وفى َج ْلدَ :جْض د ،وفى تلعثَم :تَلْع َذ م.
وما ُيبدل إبداًال شائًع ا لغير إدغام ،وهو اثنان وعشرون حرًفا يجمعها قولك "لجد صرف شكس أمن
طى ثوب عزته" .والضرورّى منها فى التصريف تسعة أحرف ،يجمعها قولكَ" :ه َد ْأُت ُم وِط يا" .وما
عداها فإبداله غير ضرورّى فيه
الثالث :أن تقعا بعد ألف "َم َفاعل" وِش ِبهه ،وقد كانتا َم دتين زائدتين فى المفرد ،كعجوز وعجائز،
وصحيفة وصحائف ،بخالف نحو َقْس ور ،وهو األسد ،وقساِو ر؛ ألن الواو ليست بمدة ،وَم ِع يشة
ومعاِيش؛ ألن المدة فى المفرد أصلية ،وشّذ فى ُم صيبة مصائب ،وفى َم نارة منائر بالقلب ،مع أصالة
المدة فى المفرد ،وسَّهله َش َبه األصلِّى بالزائد.
وتشاركهما فى ذلك الحكم األْلُف ،كِر ساَلة ورسائل ،وقَالدة وقالئد.
الرابع :أن تقعا ثانيتى لينين بينهما ألف "مَفاِع ل" ،سواء كان الِّلينان ياءين ،كنيائف جمع نِّيف ،وهو
الزائد على الِع قد ،أو واوين ،كأوائل جمع أّو ل ،أو مختلفين ،كسيائد جمع سِّيد ،أصله سيود ،وأما قول
َج ْنَد ل بن الُم َثّنى الُّطَهِو ّى :
*وَك َّحل العينين ِبالَع َو اِو ِر *
من غير قلب؛ فألن أصله بالعواوير كطواويس ،وقد تقدم جواز حذف ياء "مفاعيل" ،ولذا ُص ِّح ح.
وتختص الواو بقلبها همزة إذا تصدرت قبل واٍو متحركة مطلًقا ،أو ساكنة متأصلِة الواوية ،نحو
أواصل وأواق ،جمَعْى واصلة وواقية.
ومنه قول ُمَهْلِه ل:
*َض َر َبْت َص ْد َر َها ِإلَّى وَقاَلْت * َيا َع ِد ًّيا لَقْد َو َقْتَك األَو اِقى*
ونحو األولى أثنى األّو ل ،وكذا جمعها :وهو اَألَو ُل .
بخالف نحو َهَو ِو ّى وَنَو ِو ّى ،فى النسبة إلى َهوّى َو َنوّى ،لعدم التصدرَ ،و ُو ْو ِفَى َو ُو ْو ِع َد مجهولين؛
لعدم تأصل الثانية.
وتبدل الهمزة من الواو جواًز ا فى موضعين:
أحدهما :إذا كانت مضمومة ضًم ا الزًم ا غير مشددة ،كُو جوه وأجُو ه ،وُو قوت وأقوت :فى جمع وجه
ووقت ،وأْد ُو ْر وأْد ُؤ ر ،وأْن ُو ر وأْن ُؤ ر :جمعى دار ونار ،وَقُئول وصئول :مبالغة فى قائل وصائل،
فخرجت ضمة اإلعراب ،نحو هذا دُلو ،وضمُة التقاء الساكنين ،نحو {َو َال َتْن َس ُو ا الَفْض َل َبْيَنُك م} ،وخرج
بـ "غير مشَّد دٍة " .نحو التعُّو ذ والتجُّو ل.
ثانيهما :إذا كانت مكسورة فى أول الكلمة ،كإشاح وإ فادة وإ سادة ،فى ِو شاح ،وِو فادة وِو سادة.
وتبدل الهمزة من الياء جواًز ا إذا كانت الياء بعد ألف ،وقبل ياء مشَّد دة ،كغائّى ورائّى :فى النسبة
لغاية وراية.
وجاءت الهمزة بدًال من الهاء فى ماء ،بدليل تصغيره على مويه ،وجمعه على أمواه.
(ب) فصل فى عكس ما تقدم
وهو قلب الهمزة ياء أو واًو ا ،وال يكون ذلك إال فى بابين:
أحدهما :باب الجمع الذى على زنة "مَفاِع ل" ،إذا وقعت الهمزة بعد ألف ،وكانت تلك الهمزة عارضة
فيه ،وكانت المه همزة أو واًو ا أو ياء .فخرج باشتراط عروض الهمزة المَر اِئى :فى جمع ِم ْر آة؛ فإن
الهمزة موجودة فى المفرد ،وباألخير سالمُة الالم ،فى نحو صحائف وعجائز ورسائل ،فال تغير
الهمزة فيما ُذ ِك ر .والذى استوفى الشروط يجب فيه عمالن :قلب كسر الهمزة فتحة ،ثم قلب الهمزة ياء
فى ثالثة مواضع ،وواًو ا فى موضع واحد .فالتى تقلب ياء يشترط فيها أن تكون الم الواحد همزة ،أو
ياء أصلية ،أو واًو ا منقلبة ياء ،والتى تقلب واًو ا يشترط فيها أن تكون الم الواحد واًو ا ظاهرة فى
اللفظ ،سالمة من القلب ياء.
فهذه أربعة مواضع تحتاج إلى أربعة أمثلة:
-1مثال ما المه همزة :خطايا جمع خطيئة ،أصلها َخ َطايئ ،بياء مكسورة هى ياء المفرد ،وهمزة
بعدها هى المه .ثم أبدلت الياء المسكورة همزة ،على حد ما تقدم فى صحائف ،فصار َخ َطائئ
بهمزتين ،ثم الهمزة الثانية ياء؛ ألن الهمزة المتطرفة إثر همزة تقلب ياء مطلًقا ،فبعد المكسورة أولى،
ثم قلبت كسرة الهمزة األولى فتحة للتخفيف ،كما فى المداَر ى والعذاَر ى ،ثم قلبت الياء ألًفا ،لتحركها
وانفتاح ما قبلها ،فصار َخ طاًءا بألفين بينهما همزة ،والهمزة تشبه األلف ،فاجتمع شبه ثالث ألفات،
وذلك مستكَر ه ،فأبدلت الهمزة ياء ،فصار خطايا ،بعد خمسة أعمال.
-2ومثال ما المه ياء أصلية :قضايا جمع قضية ،أصلها قضايى بياءين أبدلت الياء األولى همزة،
على ما تقدم فى نحو صحائف ،فصار قضاِئُى ،قلبت كسرة الهمزة فتحة ،ثم الياء ألفا ،فصار قضاًءا،
ثم قلبت الهمزة المتوسطة ياء ،لما تقّد م ،فصار قضايا ،بعد أربعة أعمال.
-3ومثال ما المه واٌو قلبت ياء فى المفردَ :م ِط َّية ،إذ أصلها َم ِط ْي َو ة من الَم طا ،وهو الظهر ،أو من
الَم ْطو وهو المّد ،اجتمعت الواو والياء وُس بقت إحداهما بالسكون ،فقلبت الواو ياء وأدغمتا ،كما فى
سِّيد ومِّيت ،وجمعها مطايا ،وأصلهاَ :م طاِيُو ،قلبت الواو ياء ،لتطُّر فها إثر كسرة ،فصار َم طاِيُى ،ثم
قلبت الياء األولى همزة كما تقّد م ،ثم أبدلت الكسرة فتحة ،فصار َم َطاَءُى ،ثم الياء ألفا ،ثم الهمزة
المتوسطة ياء ،فصار مطايا بعد خمسة أعمال.
-4ومثال ما المه واو ظاهرة سلمت فى المفردِ :ه َر اَو ة ،وهى العصا ،وجمعها َه َر اَو ى ،أصلها
َه َر اِئُو .وذلك أن ألف المفرد قلبت فى الجمع همزة ،كما فى رسالة ورسائل ،فصار هرائُو ،ثم أبدلت
الواو ياء ،لتطُّر فها إثر كسرة ،فصار َه َر ائُى ثم فتحت كسرة الهمزة ،فصار َه َر اَءُى ،ثم قلبت الياء
ألفا ،لتحركها وانفتاح ما قبلها ،فصار هراَءا ،بهمزة بين ألفين ،ثم قلبت الهمزة واًو ا ،ليتشاكل الجمع
مع المفرد ،فصار َه َر اَو ى بعد خمسة أعمال.
وشذ من هذا الباب قوله:
*"َح ّتى أِز يُر وا الَم َناِئيا"*
والقياس المنايا ،و "اللهم اْغ ِف ر لى َخ َطائئى" والقياس خطاياى ،وَه َد اَو ى جمع َه دية ،والقياس هدايا.
ثانيهما :باب الهمزتين الملتقيين فى كلمة واحدة ،والتى ُتَع ّل هى الثانية؛ ألن الثقل ال يحصل إال بها،
فال تخلو الهمزتان :إما أن تكون األولى متحركة والثانية ساكنة ،أو بالعكس ،أو تكونا متحركتين.
فإن كانت األولى متحركة والثانية ساكنة ،أبدلت الثانية من جنس حركة األولى ،نحو آمنت أوِم ُن
إيماًنا ،واألصل :أأَم ْن ت أْؤ ِم ن إئَم انا ،وشّذ قراءة بعضهم "إْئ الِفِه م" بتحقيق الهمزة الثانية.
وإ ن كانت األولى ساكنة والثانية متحركة ،وال تكونان إال فى موضع العين أو الالم ،فِإن كانتا فى
موضع العين ،أْد غمت األولى فى الثانية ،نحو َس آل مبالغة فى السؤال ،وآلل ورآس ،فى النسب لبائع
الُّلؤلؤ والُّر ءوس.
وإ ن كانتا فى موضع الالم ،أْب ِد لت الثانية ياء مطلًقا ،فتقول فى مثال "ِقَم ْطر" ِم ن قرأِ :ق َر أى ،وفى
مثالَ :س َفرَج ل منهَ :قَر أَيأ.
وإ ن كانتا متحركتين ،فإن كانتا فى الّطَر ف أو كانت الثانية مكسورة أبدلت ياء مطلًقا .وإ ن لم تكن
َطرًفا وكانت مضمومة :أبدلت واًو ا مطلقا ،وإ ن كانت مفتوحة ،فإن انفتح ما قبلها أو انضم أبدلت
واًو ا ،وإ ن انكسر أبدلت ياء.
ويجوز فى :نحو َر أس وُلْؤ م وِبْئ ر ،إبقاؤها وقلبها من جنس حركة ما قبلها وفى نحو :وضوء ومجئ،
يجوز إبقاؤها وقلبها من جنس ما قبلها مغ اإلدغام.
-2اإلعالل فى حروف العلة
(أ) قلب األلف والواو ياء
تقلب األلف ياء فى مسألتين:
األولى :أن ينكِس ر ما قبلها ،كما فى تكسير وتصغير نحو :مصباح ومفتاح ،تقول فيهما :مصابيح
ومفاتيحَ ،و ُم َص ْي بيح وُم َفيتيح.
الثانية :أن تقع تالية لياء التصغير ،كقولك فى غالمُ :غ َلِّيم.
وتقلب الواو ياء فى عشرة مواضع:
أحدها :أن تقع بعد كسرة فى الطرف ،كَر ِض َى َو َقِو َى َ ،و ُع ِف َى مبنًيا للمجهول .والغاِز ى والداِع ى؛ أو
قبل تاء التأنيث كَش ِج ية َو أْك ِس َية وغاِز ية وُع َر ْي ِق َية :تصغير َع ْر ُقَو ة؛ وشَّذ َس َو اِس َو ة :جمع سواء .أو قبل
األلف والنون الزائدتين ،كقولك فى مثال َقِط ران ،بفتح فكسر ،من الغزوَ :غ ِز يان.
ثانيهما :أن تقع عيًنا لمصدر فعٍل أِع َّلت فيه ،وقبلها كسرة ،وبعدها ألف كِص يام وقيام وانِق ياد واعِتياد،
فخرج نحو ِس وار وِس واك ،بكسر أولهما؛ النتفاء المصدريةَ ،و ِلواذ وِج وار؛ لعدم إعالل عين الفعل فى
ال َذ وجا ،وحال ِح ًال ،وعاد المريَض ِع َد ا ،لعدم األلف فيها ،وراح احًا لعدم الكسر ،وقَّل
َر َو َو َو َو َر َو
اإلعالل فيما َع ِد م األلف ،كقراءة بعضهمَ{ :ج َع َل اهلل الَك ْعَبَة البْيَت الَح َر اَم ِق يًم ا ِللَّناس} .وشّذ التصحيح
مع استيفاء الشروط فى قولهمَ :ناَر ت الِّظبية َتُنور ِنَو ارًا ،بكسر النون ،أى نفرت ،وشار الدابَة ِش واًر ا
بالكسر :راضها ،وال ثالث لهما.
ثالثها :أن تكون عيًنا لجمع صحيح الالم ،وقبلها كسرة ،وهى فى مفرده إما معتَّلة ،كدار وِد يار ،وِح يلة
وِح َي ل ،وِد يمة وِد َيم ،وِق يمة وِق َيم ،وشّذ ِح َو ج بالواو فى حاجة.
وإ ما شبيهة بالمَع َّلة ،وهى الساكنة ،بشرط أن يليها فى الجمع ألف ،كسوط وِس ياط ،وَح ْو ض وِح ياض،
وروض وِر ياض .فإن ُع ِد َم ت األلف صحت الواو ،نحو ُك وز وِك َو زة ،وشذ ِثيرة جمع َثْو ر .وكذا إن
تحركت فى مفرده ،كَطِو يل وطوال ،وشذ اإلعالل فى قول أَنْي ِف بن َز َّباَن الَّنْب َهاّنى الَّطائى:
*َتَبَّيْن ِلى أَّن الُقَم اَءَة ذَّلٌة * َو أَّن أِع َّز اء الِّر َج ال ِط َياُلها*
وتْس لم الواو أيضا إن أِع َّلت الُم المفرد ،كجمع َر َّيان وَج ّو ،فيقال فيهماِ :ر َو اء وِج َو اء ،بكسر الفاء
وتصحيح العين ،لئال يتوالى فى الجمع إعالالنَ :قْلُب العين ياء ،وقلُب الالم همزة.
رابعها :أن تقع َطَر فا ،ورابعة فصاعًد ا بعد فتح ،نحو أْع َطْيُت وزَّك ْيُت َ ،و ُم ْع َطيان وُم زَّك يان ،بصيغة
اسم الَم فعول ،حملوا الماضى المزيد على مضارعه ،واسم المفعول على اسم الفاعل.
خامسها :أن تقع متوسطة إثر َك ْس رة ،وهى ساكنة مفردة ،كميزان ،وِم يقات ،فخَر ج نحو ِص وان ،وهو
ِو عاء الشئ ،وِس َو ار ،لتحرك الواو فيها ،ونحو اْج ِلَّو اذ ،وهو إسراع اإلبل فى السير ،واْع ِلَّو اط وهو
التعلق بعنق البعير بقصد الركوب؛ ألن الواو فيهما مكررة ال مفردة.
سادسها :أن تكون الواو الًم ا ِلُفْع َلى "بضم فسكون" وصفا ،نحو الُّد نيا والُع ْليا .وقول الحجازيين
الُقْص َو ى شاذ قياًس ا ،فصيٌح استعماًالُ ،نِّبه به على أن األصل الواو ،كما :اْس َتْح َو َذ والَقَو د ،إذ القياس
اإلعالل ،ولكنه ُنِّبه به على األصل ،وبنو تميم يقولون :الُقْص َيا على القياس .فإن كانت "ُفْع َلى" اسًم ا لم
ُتَغ َّير كُح ْز َو ى :لموضع.
سابعها :أن تجتمع هى [أى :الواو] والياء فى كلمة ،والسابق منهما متأصل ذاتا وسكونا ،نحو سِّيد
وَم ِّيت ،وطَّى َو َلُّى َ ،م صَد َر ى طويت ولويت ،فخرج نحو يدعو ياسر ،ويرمى واقد ،لكون كل منهما
فى كلمة ،ونحو طويل وغيور ،لتحرك السابق ،ونحو ديوان ،إذ أصله ِد َّو ان "بشد الواو" وُبويع ،إذ
أصل الواو ألف فاَع َل ،ونحو َقْو َى "بفتح فسكون" فخفف َقِو َى "بالكسر" للتخفيف .وشّذ التصحيح مع
استيفاء الشروط َك َض ْي وٍن للِّس َّنور الذكر ،ويوم أْي َو ُم :حصلت فيه شَّد ة ،وَع َو ى الكلب َع ْو ية ،ورجاء بن
َح ْي َو ة.
ثامنها :أن تكون الواو الم "َم ْفُعول" الذى ماضيه على "َفِع ل" بكسر العين ،نحو َمْر ِض ّى وَم ْقِو ّى عليه،
فِإن كانت عيُن الفعل مفتوحة صحت الواو ،كمدعّو ومغزّو .وشذ اإلعالل فى قول عبِد يغوَث
الحارثّى من الجاهليين:
*وقد َع ِلَم ْت ِع ْر ِس ى ُم َلْي َكُة أننى * أَنا الَّلْي ُث َم ْع ِد ًيا َع َلَّى وعاِد يا*
تاسعها :أن تكون الم "ُفُعول" بضم الفاء جمعا ،كِعِص ّى َو ِد ِلّى َو ِقفّى ،ويقل فيه التصحيح؛ نحو أُبٍّو
وأُخ ٍّو :جمعى :أب وأخ ،وُنُج ّو :جمع َنجو ،وهو السحاب الذى َهراق ماءه ،وأما المفرد فاألكثر فيه
التصحيح ،كُع ُلّو وُع ُتّو ،ويقّل فيه اإلعالل ،نحو َع َتا الشيخ ِع ِتًّيا :إذا َك بر ،وقسا قلبه ِقِس ًّيا.
عاشرها :أن تكون عيًنا "لُفَّعل" بضم الفاء وتشديد العين ،جمًع ا صحيح الالم ،غير مفصولة منها،
كُص َّيَم وُز َّيم ،واألكثر تصحيحه ،كُص َّو م وُنَّو م .ويجب تصحيحه إن أعلت الالم ،لئال يتوالى إعالالن،
كُش َّو ى وُغ ّو ى؛ جمعى شاٍو وغاٍو ،أو فصلت من العين ،نحو ُص َّو ام وُنَّو ام ،وشذ قول ذى الُّر ّم ة:
*أَال َطرَقْتَنا َم َّيُة اْبَنُة ُم ْن ِذ ر * فما أَّر َق الُّنَّياَم إال َك الُم ها*
(ب) قلب األلف والياء واًو ا
-1وتقلب األلف واًو ا :إذا انضم ما قبلها كُبوِيع وُض وِر ب وُض َو ْي ِر ب.
-2وتقلب الياء واًو ا :إن كانت الياء ساكنة مفردة مضموًم ا ما قبلها فى غير جمع ،كُم وِق ٍن َو ُم وِس ر،
وَيُو ِق ُن َو ُيوِس ر .فخرج بساكنة نحوُ :هَيام ،وبمفردة نحوُ :حّيض جمع حائض ،وبـ "مضموًم ا ما قبلها":
ما إذا كان مفتوًح ا أو مكسوًر ا أو ساكنا ،وبغير جمع :ما إذا كانت فيه كبيض وِه يم ،جمعى أبيض
وبيضاء ،وأهيم وهيماء .ويجب فى هذه الحالة قلب الضَّم ة كسرة.
وكذا تقلب الياء واًو ا إذا انضم ما قبلها ،وكانت الم "َفُع َل " بفتح فضم كَنُهَو الرجل َو َقُض َو ،أو كان ما
هى فيه مختوًم ا بتاء بنيت الكلمة عليها ،كأن َتُص وغ من الرْم ى مثل مْقُد رة ،فإنك تقولَ :مْر ُمَو ة .أو
كانت هى الم اسم ختم بألف ونون مزيدتين ،كأن تصوغ من الْر مى أيًض ا مثل َس ُبَع ان ،بفتح فضم :اسم
موضع ،فإنك تقولَ :ر ُم وان.
وكذا تقلب واًو ا إن كانت الًم ا "لَفْع َلى ،بفتح الفاء" اسًم ا ال صفةَ ،ك َتْقَو ى َو َش ْر َو ى ،وهَو المثلَ ،و َفْتوى.
وشّذ التصحيح فى َسْع يا :لمكانَ ،و َر َّيا :للرائحة ،وكذا إن كانت الياء عيًنا "لُفْع َلى ،بضم الفاء" اسًم ا
كُطوبى ،أو صفة جارية مجرى األسماء ،وكانت مؤنث أفعل ،كُطوبى وُك وَس ى َو ُخ ْو َر ى ،مؤنثات:
أْطَيَب َو أْك َيَس َو أخْي َر ،فإن كانت "ُفْع َلى" صفة محضة ،وجب تصحيح الياء ،وقلب الضمة كسرة ،ولم
يسمع منه إال {ِق ْس َم ة ِض يَز ى} أى جائزة ،وِم ْش َية ِح ْي َك ى؛ أى يتحَّر ك فيها الَم ْن ِك بان .وقال بعضهم :إن
كانت "ُفْع َلى" وصفا :فإن سلمت الضمة قلبت الياء واًو ا ،وإ ن قلبت كسرة بقيت الياء ،فتقول :الُّطوَبى
َو الِّطيَبى ،والُّضوَقى والِّض يقى ،والكوَس ى والِك ْي َس ى.
(ج) قلب الواو والياء ألًفا
تقلب الواو والياء ألفا بعشرة شروط:
األول :أن يتحركا.
الثانى :أن تكون الحركة أصلية.
الثالث :أن يكون ما قبلها مفتوًح ا.
الرابع :أن تكون الفتحة متصلة فى كلمتيهما.
الخامس :أن يتحرك ما بعدهما إن كانتا عينين ،وأّال يقع بعدهما ألف وال ياء مشددة إن كانتا المين،
فخرج باألول القول والبيع لسكونهما ،وبالثانى َج َي ل وَتَو م "بفتح أولهما وثانيهما" مخففى َج ْي أل وَتوَء م
"بفتح فسكون ففتح فيهما" األول اسم للَّض ُبع ،والثانى للود يولد معه آخر .وبالثالث الِع َو ض والِح َي ل
والُّس َو ر" ،بالكسر فى األَّو َلْي ن والضم فى الثالث" ،وبالرابع ضرَب واَقد ،وكتَب َياسر ،وبالخامس َبَيان
وَطِو يل وَخ َو ْر َنق :اسم قصر بالعراق؛ لسكون ما بعدهماَ ،و َر َم َيا وَغَز َو ا َو َفَتيان وَع َص ران؛ لوجود
األلف ،وَع َلِو ّى وَفَتِو ّى ؛ لوجود ياء النسب المشَّد دة.
السادس" :أّال تكونا عيًنا ِلَفِع َل بكسر العين" الذى الوصف منه على أفعل ،كَهِيف فهو أْهَيف ،وَع ِو ر
فهو أْع َو ر .وأما إذا كان الوصف منه على غير أفعل ،فإنه ُيَع ّل ،كخاف وهاب.
السابع :أّال تكونا عيًنا لمصدر هذا الفعل ،كالَهيف وهو ُض مور البطن ،والَعَو ر ،وهو فقد إحدى
العينين.
الثامن :أّال تكون الواو عيًنا الفتعل الدال على التشارك فى الفعل ،كاْج َتوُر وا َو اْش َتَو روا ،بمعنى
تجاوروا وتشاوروا ،فإن لم يدل على التشارك وجب إعالله ،كاْخ َتان بمعنى خان ،واختار بمعنى خار.
وأما الياء فال يشترط فيها عدم الداللة على ذلك ،ولذلك أِع َّلْت فى استافوا :بمعنى تسايفوا؛ أى
تضاربوا بالسيوف ،لقربها من األلف فى المخرج.
التاسع :أّال تكون إحداهما متلَّو ة بحرف يستحق هذا اِإل عالن .فإن كانت كذلك َص َّح ِت األولى وأعّلت
الثانية ،نحو الَح َيا والهَو ى ،وربما عكسوا بتصحيح الثانية وإ عالل األولى ،كآية أصلها أَيَية كَقَص بة،
تحركت الياء وانفتح ما قبلها ،فقلبت ألًفا فصار آية .وإ لى ذلك أشار ابن مالك بقوله:
*َو ِإ ْن َلَح ْر َفْي ِن ذا اإلعَالُل اْس ُتِح ّْق * ُص ِّح ح أَّو ٌل َو َع ْك ٌس قد َيِح ّق *
العاشر :أّال تكونا عينين لما آخره زيادة مختصة باألسماء ،كاأللف والنون ،وألف التأنيث ،نحو
الَج َو الن والَهَيَم ان مصدرْى َج اَل وَهاَم ،والَّص َو َر ى اسم محل ،والَحَيَد ى :وصف للحمار الحائد عن
ظله.
*وشّذ اإلعالل فى :ماهان وداران ،واألصلَ :مَو هان َو َد وَر ان ،بفتحات فيهما.
النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف /أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثالث -فى
أحكام تعم االسم والفعل ) ضمن العنوان ( فصل :فى فاء االفتعال وتائه )
-1إذا كانت فاء االفتعال واًو ا أصلية ،أْب ِد لت تاء ،وأْد غمت فى تاء االفتعال ،وكذا ما َتَص َّر ف منه،
نحو اَّتَع د َو اَّتصل واَّتَس ر ،من الوعد والوصل والُيسر ،وإ ن كانت الياء أو الواو بدًال من همزة ،فال
يجوز إبدالها تاء ،وإ دغامها فى تاء االفتعال ،فى نحو إيَتَز ر؛ ألن الياء ليست أصلية ،ونحو أوتمن من
األمن؛ ألن الواو ليست أصلية .وشذ فى "افتعل" من األكل اَّتَكَل .
-2وإ ذا كانت فاؤه صاًد ا ،أو ضاًد ا ،أو طاء ،أو ظاء ،وتسمى أحرف اإلطباق ،وجب إبدال تائه طاء
فى جميع التصاريف ،فتقول فى "افتعل" من الصبر :اصطبر ،وال يجوز فى الفصيح اإلدغام ،ومن
الضرب :اضطرب ،بال إدغام أيضا ،وجاء قليال اَّصلح واَّضرب ،بقلب الثانى إلى األَّو ل ،ثم اإلدغام،
وتقول من الُّطهر "بالطاء المهملة" :اَّطَّهر ،وفى هذه الحالة يجب اِإل دغام الجتماع المثلين ،وسكون
أَّو لهما .ومن الظلم (بالمعجمة) اْظُطلم ،بمعجمة فُمْهَم لة .ويجوز لك فيه ثالثة أوجه :إظهار كل منهما
على األصل ،وإ بدال الظاء معجمة طاء مهملة مع اإلدغام ،فتقول :اَّطلم بالمهملة .وإ بدال الطاء
المهملة ظاء واإلدغام أيًض ا ،فتقول :اَّظلم .وقد ُر ِو ى قول ُز َهْي ر يمدح َه ِر َم بن ِس نان:
*ُهَو الَج َو اُد اَّلِذ ى ُيْع ِط يَك َناِئَلُه * عْفًو ا ،وُيْظَلُم أحَياًنا َفَيَّظِلُم *
َفَيَّطِلُم بتشديد المهملةَ ،و َيّظِلُم بتشديد المعجمة ،وَيْظَطِلم باإلظهار.
-3وإ ذا كانت فاؤه داًال ،أو ذاًال أو زاًيا ،أْب ِد لت تاؤه داًال ُم هملة ،فتقول فى "اْفَتعَل " من دان :اّد ان
باإلبدال واإلدغام ،لوجود المثلين وسكون أَّو لهما ،ومن َز َج ر اْز َد َج ر ،بال إدغام ،ومن ذكر اْذ دَك ر.
ولك فى هذا المثال ثالثة األوجه المتقدمة فى اظطلم ،فتقول اْذ دَك ر َو اَّد كر َو اَّذ كرَ .و ُقِر ئ شاذًا {فهل
من ُم َّد ِك ر} بالذال المعجمة واإلدغام.
وسمع إبدال تاء االفتعال صاًد ا مع اإلدغام ،وعليه قراءة {وُهْم َيِخ ِّص ُم ون} أى َيْخ َتِص ُم ون.
النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف /أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثالث -فى
أحكام تعم االسم والفعل ) ضمن العنوان ( فصل :فى إبدال الميم من الواو ،والنون )
ُ -1تْبَد ل الميم من الواو وجوًبا فى "فم" ،إذا لم يضف إلى ظاهر أو مضمر؛ ودليل ذلك تكسيره على
أفواه ،والتكسير َيُر ُّد األشياء إلى أصولها ،وربما َبِق َى اإلبدال مع اإلضافة ،كقوله صلى اهلل عليه وسلم:
"َلُخ ُلوف فم الصائِم أطيب عنَد اِهلل من ريِح المسك" وقول ُر ْؤ بة:
*ُيْص بُح ظمآَن وفى الَبْح ِر َفُم ه*
-2ومن النون ،بشرط سكونها ووقوعها قبل باء من كلمتها أو من غيرها ،نحو قوله تعالى{ :إذ
اْن َبَعَث أْشَقاَه ا} وقولهَ{ :م ن َبعَثَنا ِم ْن َمْر َقِد َنا}؟.
وأبدلت الميم من النون شذوًذ ا فى قول ُر ْؤ بة:
*يا َه اَل ذات المنِط ِق الَّتْم َتاِم * وكفك المخَّض ِب الَبَناِم *
أصله البنان.
وجاء العكس كقولهم :أْس َو ُد َقاِتٌن :أى قاتم ،بإبدال الميم نونا.
اإلعالل بالنقل
ُتْن َقُل حركة المعتل إلى الساكن الصحيح قبله ،مع بقاء المعتل إن جانس الحركة ،كيُقوُل وَيبيع ،أصلها
َيْقُو ل َك َيْن ُص ر ،وَيْب ِيع كيْض ِر ب ،وإ ال َقِلَب حرفًا يجانسها ،كَيخاف وُيخيف ،أصلهما َيْخ وف كيْع لم،
وُيْخ ِو ف كُيْك رم.
ويمتنع النقل إن كان الساكن معتًال ،كبايعَ ،و َع َّو ق ،وَبّيَن ،بالتشديد فيهما ،كما يمتنع أيًض ا إن كان فعَل
تعجب ،نحو ما أبَيَنه وأقَو مه ،أو كان مضَّعًفا ،نحو :اْبَيّض واْس َو ّد ،أو معتل الالم نحو :أْح َو ى
وأهوى.
وينحصر اإلعالل بالنقل فى أربعة مواضع:
األول :الفعل المعتل عيًنا كما ُم ِّثل.
الثانى :االسم المشبه للفعل المضارع وزًنا فقط ،بشرط أن يكون فيه زيادة يمتاز بها عن الفعل ،كالميم
فى َم ْفَع ل ،أو زيادة ال يمتاز بها ،فاألول كَم قام وَم عاش ،أصلهماَ :م ْقَو م َو َم ْعَيش على زنة َم ْذ هب،
فنقلوا وقلبوا .وأما َم ْد َيَن َو َمْر َيم فشاَّذ ان ،والقياسَ :م َد ان َو َمَر ام .وعند المبرد ال شذوذ؛ ألبه َيْش ترط
فى َم ْفَع ل أن يكون من األسماء المتصلة باألفعال .والثانى :كأن َتْب نى من البيع أو القول اسًم ا على زنة
"ِتْح ِلِئ " ،بكسرتين بينهما ساكن ،وآخره همزة :اسم للقشر الذى على األديم ،مما يلى منِبت الشعر،
فإنك تقولِ :تبِيع وِتِق يل ،بكسرتين متواليتين ،بعدهما ياء فيهما ،فإن أشبهه فى الوزن والزيادة نحو
أبيض وأسود ،خالفه فيهما نحو ِم ْخ َيط ،وجب التصحيح.
الثالث :المصدر الموازن لإلفعال واالستفعال ،نحو إقوام واستقوام .ويجب حذف إحدى األلفين بعد
القلب؛ اللتقاء الساكنين ،وهل المحذوف األولى أو الثانية؟ ِخ الف ،والصحيح أنها الثانية ،لقربها من
اآلِخ ر ،ويؤتى بالتاء عوًض ا عنها ،فيقال :إقامة ،استقامة ،وقد ُتْح َذ ف كأجاب إجاًبا ،وخصوًص ا عند
اإلضافة ،نحو{ :وإ قاِم الَّصالة} ،ويقتصر فيه على ما ُس ِم ع .وورد تصحيح إفعال واستفعال
وفروعهما ،نحو أعَو ل إعواال ،واستحوذ اسِتْح واذا ،وهو إذن سماعّى أيًض ا.
الرابع :صيغة "مْفُعول" كمُقول وَم ِبيع ،بحذف أحد المَّد ين فيهما ،مع قلب الضمة كسرة فى الثانى ،لئال
تنقلب الياء واًو ا ،فيلتبس الواوى باليائّى وبنو تميم تصحح اليائّى ،فيقولون َم ْب يوع وَم ْد يون وَم ْخ ُيوط،
وعليه قول العَّباس ابن ِم ْر داس الُس َلِم ّى :
*قد كان َقْو ُم َك َيْح ِس ُبوَنَك َس ِّيًد ا * َو ِإ َخ اُل أَّنك َس ِّيٌد َم ْغ ُيوُن *
وعلى ذلك لغة عامة المصريين ،فى قولهم :فالن َم ْد ُيون لفالن.
وربما َص َّحح بعض العرب شيًئا من ذوات الواو ،فقد ُس ِم ع :ثوب َم ْص ُو ون ،وفرس َم ْقُو ود ،وقول
َم ْقُو ول ،ورِم ْس ك َم ْد ُو وف؛ أى مبلول.
اإلعالل بالحذف
الحذف قسمان :قياسّى :وهو ما كان لعلة تصريفية سوى التخفيف؛ كاالستثقال والتقاء الساكنين.
غيُر قياسّى :وهو ما ليس لها ،ويقال له الحذف اعتباًطا.
فالقياسّى يدخل فى ثالث مسائل:
األولى :تتعلق بالحرف الزائد فى الفعل.
والثانية :تتعلق بفاء الفعل المثال ومصدره.
والثالثة :تتعلق بعين الفعل الثالثى ،الذى عينه والمه من جنس واحد ،عند إسناده لضمير الرفع
المتحرك.
المسألة األولى :إذا كان الماضى على وزن "أْفَع َل " فِإنه يجب حذف الهمزة من مضارعه ووْص َفْي ه ،ما
لم ُتبدل ،كراهة اجتماع الهمزتين فى المبدوء بهمزة المتكلم ،وُح ِم ل غيره عليه ،نحو أكَر َم وُيْك ِر م
وُنْك ِر م وُتْك ِر م وُم ْك ِر م وُم ْك َر م؛ وشّذ قوُله:
*"فإَّنُه أْه ٌل ِأل ْن ُيؤْك َر َم ا*
فلو أْب دلت همزة "أْفَع َل " هاًء َ ،ك هَر اَق فى أراق ،أو عيًنا كَع ْن َهَل اإلبَل :لغة فى أْن َهَلَها ،أى سقاها َنَهال ،لم
تحذف ،وتفتح الهاء والعين فى جميِع تصاريفهما.
وأما المسألُة الثانية :فقد تقدمت فى حكم المثال ،فارجع إليها إن شئت.
والمسألة الثالثة :متى كان الفعل الماضى ثالثًيا مكسور العين ،وكانت هى والمه من جنس واحد ،جاز
لك فيه عند إسناده للضمير المتحّر ك ثالثة أوجه؛ اإلتمام ،وحذف العين منقولة حركتها للفاء ،وغير
منقولة ،كَظِلْلت باإلتمام ،وِظ ْلُت بحذف الالم األولى ،ونقل حركتها لما قبلها ،وَظْلت ،محذوف الالم
بدون نقل ،فإن زاد على ثالثة تعين اإلتمام ،نحو أقررت ،وشّذ أَح ْس ُت فى أْح َسْس ُت ،كما يتعين اإلتمام
لو كان ثالثًيا مفتوح العين ،نحو َح َلْلُت ،وشذَ :هْم ُت فى َهَمْم ُت .
وأما إن كان الفعل المكسور العين مضارًع ا أو أمًر ا اتصل بنون نسوة .فيجوز فيه الوجان األّو الن
فقط ،نحو َيْقِر ْر َن َو َيِق ْر َن ،واْقِر ْر َن َو ِق ْر َن ،ألنه لما اجتمع مثالن وأّو لهما مكسور ،حُس ن الحذف
كالماضى ،قال تعالىَ{ :و ِق ْر َن في ُبُيوِتُك َّن } فِإن كان أوُل المثلين مفتوًح ا كما فى لغة قِر رت أَقُّر بالكسر
فى الماضى ،والفتح فى المضارع ،قّل النقل ،كقراءة نافع وعاصم {َو َقْر َن في ُبُيوِتُك َّن }.
وأما القسم الثانى من القياسّى ،وهو الحذف اللتقاء الساكنين ،فسيأتى له باب مستقل إن شاء اهلل.
وأما غير القياسّى فكحذف الياء من نحو يٍد ودٍم ،أصلهما َيَد ٌى َو َد َم ٌى ،والواو من نحو اسم وابن وَشَفة،
أصلهاِ :س ْمٌو َو َبَنٌو وَشَفٌو ،والهاء من نحو است ،أصله َس َتٌة ،والتاء من نحو اْس َطاع ،أصله استطاع فى
أحد وجهين.
اإلدغام
بسكون الدال وشّد ها .واألولى عبارة الُك وفيين ،والثانية عبارة البصريين ،وبها َع َّبر سيبويه .وهو
لغًة :اإلدخال.
واصطالًح ا :اإلتيان بحرفين ساكن فمتّح رك ،من َم ْخ رج واحد بال فصل بينهما ،بحيث يرتفع اللسان
وينحُّط بهما دفعة واحدة ،وهو باب واسع؛ لدخوله فى جميع الحروف ،ما عدا األلف اللينة ،ولوقوعه
فى المتماثلين والمتقاربين ،فى كلمة وفى كلمتين.
وينقسم إلى ممتنع ،وواجب ،وجائز.
-1فمن الممتنع ما إذا تحرك أوُل المثلين وسكن الثانى ،نحو َظِلْلت ،أو ُع ِك س وكان األول هاء سكت،
نحو {َم اِلَيْه * َه َلَك َع ِّني ُس ْلَطاِنَيْه}؛ ألن الوقف َم ْن ِو ّى ،وقد أدغمها وْر ش على ضعف ،أو كان َم ّد ة فى
اآلخر ،كيدعو واقد ،وُيْع طى ياسر ،لفوات الغرض المقصود وهو المد ،أو كان همزة مفصولة من فاء
الكلمة ،كلم يْق أ أحد .والحَّق أن اإلدغام هنا ردئ ،أو تحركا وفات اإلدغام غرض اإللحاق ،كَق َد ٍد
ْر َر
َو َج ْلَبَب ،أو ِخ ْيَف اللبس بزنة أخرى ،نحو ُد َر ر كما سيأتى:
-2ويجب إذا َس َك ن أوُل المثلين وتحَر ك الثانى ،ولم يكن األول مًّد ا وال همزة مفصولة من الفاء كما
تقدم ،نحو جّد وحّظ َو سآل وَر آس ،بزنة َفّعال ،وكذا إذا تحركا مًع ا بأحد عشر شرًطا.
أحدها :أن يكونا فى كلمة كمّد وَم ّل وَحّب ،أصلها َم َدَد بالفتح ،وَم ِلَل بالكسر ،وَح ُبب بالضم ،وأما إذا
كانا فى كلمتين ،فيكون اإلدغام جائزًا ،نحو{ :جعل َلكم}.
ثانيها :أال يتصَّد ر أحدهما كَدَد ن وهو اللهو.
ثالثها :أال يَّتصل بمدغم َك ُج َّس ٍس جمع جاّس .
رابعها :أّال يكونا فى وزن ُم ْلَح ق بغيره كَقرَد د :لجبل ،فإنه ملحق بجعفر ،وَج ْلَبَب فإنه ملحق بدحرَج ،
واقعنَسَس فإنه ملحق باحرنجم.
خامسها وسادسها وسابعها وثامنها :أّال يكونا فى اسم على وزن "َفَع ٍل " بفتحتين كَطَلل :وهى ما بقى
من آثار الديار ،أو "ُفُع ٍل " بضمتين كُذُلل جمع َذ لول :ضد الصْع ب ،أو "ِفَع ٍل " بكسر ففتح َك ِلَم م جمع
ِلَّم ة :وهى الشعر المجاوز شحمة األذن ،أو "ُفَع ل" بضم ففتح كُد َر ر جمع ُد رة :وهى اللؤلؤة .فإن
تصدر أو اتصل بمدغم ،أو كان الوزن ملحًقا ،أو كان فى اسم على زنةَ :فَع ل ،أو ِفَع ل ،أو ُفُع ل ،أو
ُفَع ل ،امتنع اإلدغام.
الشرط التاسع :أال تكون حركة إحداهما عاِر ضة ،كاْخ ُص ص أِبى واكْفِف الشر.
العاشر :أّال يكونا ياءين َالَز ما تحريك ثانيهما ،كحِيَى َو َع ِيَى .
الحادى عشر :أّال يكونا تاءين فى "افتعل" كاستتر ،واقتتل.
-3وفى الصور الثالث األخيرة يجوز اإلدغام والفك.
كما يجوز أيًض ا فى ثالٍث أَخ ر:
إحداها :أوَلى التاءين الزائدتين فى أول المضارع ،نحو َتَتَج ّلى وتتعلم .وإ ذا أدغمَت جئت بهمزة وصل
فى األول ،للتمكن من النطق ،خالًفا البن هشام فى توضيحه ،حيُث َر ّد على ابن مالك وابنه بعدم
وجود همزة وصل فى أول المضارع ولكنهما ُح َّجة فى اللغة العربية ،تقول فى إدغام نحو اْس َتتر
واقتتلَ :س ّتر وَقَّتل وُيَس ِّتر ِس ّتارا ،بنقل حركة التاء األولى للفاء ،وإ سقاط همزة الوصل ،وهو خماسّى ،
بخالف نحو َس ّتر بالتضعيف كفَّعل ،فمصدره التفعيل ،وتقول فى نحو َتَتَج َّلى ،وَتَتَع لم :اَّتَج لىَ ،و اَّتَع ّلم.
وإ ذا أرادت التخفيف فى االبتداء ،حَذْفَت إحدى التاءين وهى الثانية ،قال تعالىَ{ :نارًا َتَلَّظى}{ ،وَلَقْد
ُك ْنُتم َتَم ّنْو َن الَمْو َت }.
وقد ُتْح َذ ُف النون الثانية من المضارع أيًض ا ،وعليه قراءة عاصم {وَك ذاِلَك ُنِّجى الُم ْؤ ِم ِنين} أصله ُنَنِّجى
بفتح الثانى.
ِد ِم
ثانيتها وثالثتها :الفعل المضارع المجزوم بالسكون ،واألمر المبنّى عليه ،نحو {َم ْن َيْر َت د نُك ْم َعْن
ِد يِنه} ُيْقَر أ بالفك ،وهو لغة الحجازيين ،واإلدغام ،وهو لغة التيميين ،ونحو قوله تعالىَ{ :و اْغ ُضْض
ِم ن َص وِتَك } ،وقول َج رير يهجو الراعَى الُّنميرَّى الشاعر:
*َفُغّض الطْر َف إنَك ِم ْن ُنَم ْي ٍر * َفَال َك ْعًبا َب لْغ َت َو ال ِك َالَبا*
وقد تقّد م ذلك فى حكم المضّعف .والتزموا فك "أْفَع ل" فى التعجب ،نحو أْح ِبْب بزيد ،أْش ِد ْد ِبَبَياِض
َو
َو جه الُم تِق ينَ ،و إ دغاَم هُلَّم لثقلها بالتركيب ،ولذا التزموا فى آخرها الفتَح ،ولم يجيزوا فيها ما أجازوه
فى نحو ُر َّد َو ُش ّد ،من الضم لالتباع ،والكسر على أصل التخلص من التقاء الساكنين ،فهما ُم ستثنيان
من فعل األمر ،واستثناؤهما منه فى األول بحسب الصورة؛ ألنه فى الحقيقة ماض ،وفى الثانى على
لغة تميم؛ ألنه عندهم فعُل أْم ٍر غيُر متصِّر ف تلحقه الضمائر ،بخالف الحجازيين ،فإنه عندهم اسُم
ِفْع ِل أمر ال يلحقه شئ ،وبلغتهم جاء التنزيل .قال تعالىَ{ :ه ُلَّم إَلْيَنا}َ{ ،ه ُلَّم ُش َهَد اَءُك م}.
والجواز فيما عدا ذلك ،نحو إدغام النون المتحركة فى حرف من حروف "يرملون" .ونحو التاء والثاء
والدال والذال والطاء والظاء بعضها فى بعض ،أو فى الزاى والسين والصاد ،كأن تقول :سَك ت َّثاِبت
أو دارم أو ذاكر أو طالب أو ظافر أو زيد أو سالم أو صابر ،أو تقول :لبث َّتاجر أو دارم ...إلخ ،أو
تقول :حقد تاجر أو دارم.
التقاء الساكنين
-1إذا التقى ساكنان فى كلمة أو كلمتين ،وجب التخلص منهما :إما بحذف أولهما ،أو تحريكه ،ما لم
يكن على َح ِّد ه ،كما سيأتى:
فيجب إن كانا فى كلمة حذف األّو ل لفًظا وخًّطا إذا كان مدة ،سواء كان الثانى جزًءا من الكلمة أو
كالجزء منها ،نحو ُقْل وِبع خف ،ونحو :أنتم تغُز ون وتق ون ،وَلَت َّن ولَتْغُز َّن يا رجال .وأنِت
ْر ُم ُض َو
ًّط
ترِم ين وتْغ ِز يَن ،ولَتْر ِم َّن َو َلَتغ ن يا هند ،وُيحذف لفًظا ال خ ا إن كانا فى كلمتين؛ وكان األّو ل مدة
ِز
أيًض ا ،نحو يغزو الجيش ،ويرمى الرجل ،و "رْك َع َتا الَفْج ِر َخ ْي ٌر ِم َن الُّد ْن َيا َو َم ا ِف يَها" ،و {أِط يُعوا الَّله
َو أِط يُعوا الَّر ُس وَل َو أوِلي األْم ِر ِم ْن ُك ْم }.
ويجب تحريكه إن لم يكن مدة إال فى موضعين:
أحدهما :نون التوكيد الخفيفة ،فإنها ُتحذف إذا وليها ساكن كما تقدم.
ثانيهما :تنوين العَلم الموصوِف بابٍن مضاٍف إلى عَلم ،نحو :محمُد بن عبد اهلل والتحريك إّم ا بالكسر
على أصل التخلص من التقاء الساكنين ،وهو األكثر ،وإ ما بالضم وجوًبا عند بعضهم فى موضعين:
األول :أمر المَض َّعف المتصل به هاء الغائب ،ومضارُع ه المجزوم ،نحو ُر ُّد ُه ولم َيُر ُّد ه ،والكوفيون
يجيزون فيه الفتح والكسر أيًض ا ،كما تقدم فى اإلدغام.
الثانى :ميم جماعة الذكور المتصلة بالضمير المضموم ،نحو {ُك ِتَب َع َلْي ُك ُم الِّص َياُم } و {َلُهُم اْلُبْش َر ى}
ويترجح الضم على الكسر فى واو الجماعة المفتوح ما قبلها ،نحو :اْخ َش ُو ا اهللَ{ ،و ال َتْن َس ُو ا اْلَفْض َل
َبْيَنُك م} لخفة الضمة على الواو ،بخالف الكسرة.
ويجوز الضم والكسر على السواء :فى ميم الجماعة المتصلة بالضمير المكسور ،نحو ِبِه ُم اليوم،
وفيما ضُّم التالى لثانيهما أصلّى ،وإ ن كسر للمناسبة ،نحو :قالُت اْخ ُر ج ،وقالُت اغِز ى ،و{أُن اْقُتُلو?ْا
أْن ُفَس ُك م أُِو اْخ ُر ُج وا ِم ْن ِد َياِر ُك م}.
وأما الفتُح وجوًبا :وذلك فى تاء التأنيث إذا وليها ألف االثنين ،نحو قالتا ،وفى نون ِم ن الجارة إذا
دخلت على ما فيه أل ،نحو ِم َن اهلل ،وِم َن الكتاب ،بخالفها مع غير أل ،فالكسر أكثر ،نحو ِم َن اْب ِنك،
وفى أمر المضعف المضموم العين ،ومضارعه المجزوم مع ضمير الغائبة ،نحو ُر َّد ها ولم يُر ّد ها.
وأجاز الكوفيون فيه الضم والكسر أيًض ا ،كما تقدم فى اإلدغام.
ويترجح الفتح على الكسر فى نحو {ال?م? * الَّلُه} .ويجوز الفتح والكسر على السواء فى مضموم
العين من أمر المضعف ومضارعه سوى ما مر.
-2ويغتفر التقاء الساكنين فى ثالثة مواضع:
األول :إذا كان أول الساكنين حرف لين ،وثانيهما مدغما فى مثله ،وهما فى كلمة واحدة ،نحو {َو َال
الَّض اّلين} وماّد ة ،وداّبة ،وُخ َو يَّص ة .وُتُمْو َّد الحبل.
الثانى :ما ُقِص د سرده من الكلمات ،نحو ِج ْي ْم ِم ْي ْم ،قاْف َ ،و واْو ،وهكذا.
الثالث :ما ُو قف عليه من الكلمات ،نحو قاْل ،وزْي ْد ،وْثوْب ،وبْك ْر َ ،و عْمْر و ،إال أن ما قبل آخره حرف
صحيح ،يكون التقاء الساكنين فيه ظاهريا فقط ،وفى الحقيقة أن الصحيح محرك بكسرة مختلسة جًد ا.
وأما ما قبل آخره حرف لين ،فالتقاء الساكنين فيه حقيقّى ،إلمكانه وإ ن ثُقَل .وأخف اللين فى الوقف:
األلف ،ثم الواو والياء مّد ين ،ثم الَّلينان بال مّد ،كَثْو ب وَبْي ت.
اإلمالة
وتسمى الكسر ،والبطح ،واإلضجاع
هى لغًة :مصدر أَم ْلُت الشَئ إمالةَ :ع َد ْلت به إلى غير الجهة التى هو فيها .واصطالًح ا :أن تذهب
بالفتحة إلى جهة الياء ،إن كان بعدها ألف كالفتى ،وإ لى جهة الكسرة إن لم يكن ذلك ،كنعِم ة وبسِح ر.
وأصحابها :بنو تميم ،وأَس د ،وَقْي س ،وعامة نجد ،وال ُيميل الحجازيون إال قليًال.
ولها أسباب وموانع.
فأسبابها سبعة:
أحدها :كون األلف مبدلة من ياء متطرفة حقيقًة :كالَفتى ،واشَتَر ى؛ أو تقديًر ا :كفتاة؛ لتقدير انفصال
تاء التأنيث ،ال نحو باب؛ لعدم التطرف.
ثانيها :كون الياء تخُلفها فى بعض التصاريف ،كألف َم ْلًهىَ :و أْر َطىَ ،و ُحْب َلى َو َغَز ا َو َتَال َو َس َج ى،
لقولهم فى تثنيتها :مْلَهيانَ ،و أْر َطَيانَ ،و ُحْب َلَيان ،وفى بناء الباقى للمجهولُ :غ ِز َى َ ،و ُتِلَى َ ،و ُس ِج َى .
ِف ِف
ثالثها :كون األلف مبدلة من عين ْع ل يئول عند إسناده للتاء إلى لفظ ْلت بالكسر ،كباَع وكاَل وهاَب
وكاَد وماَت ،إذ تقولِ :بْع ُت ،وِك ْلُت ،وِه ْبُت ،وِك ْد ُت ِ ،و ِم ُّت ،على لغة من كسر الميم ،بخالف نحو:
طاَل .
رابعها :وقوع األلف قبل الياء ،كباَيْع ته وساَيْر ته.
خامسها :وقوعها بعد ياء متصلة أو منفصلة بحرف أو حرفين أحدهما الهاء ،نحو ِع يان وَش ْي بان،
ودخْلت بْي تها.
سادسها :وقوع األلف قبل كسرة مباشرة كساِلم ،أو بعدها منفصلًة منها بحرف كِك تاب ،أو بحرفين
كالهما متحِّر ك ،وثانيهما هاء ،وأولهما غير مضموم ،كيريد أن يضِر َبها ،دون :هو يضرُبها ،أو
أَّو الهما ساكن :كِش ْم الل ،أو بهذين وبالهاء :كدْر َهماك.
سابعها :إرادة التناسب بين كلمتين أميلت إحداهما لسبب متقِّد م ،كإمالة {َو الُّض َح ى} ،فى قراءة أبى
عمرو ،لمناسبةَ" :س َج ى" و "َقَلَى "؛ ألن ألف الُّض َح ى ال تمال ،إذ هى منقلبة عن واو.
الوقف
-1هو قطع النطق عند آخر الكلمة ،ويقابله االبتداء الذى هو عمل .فالوقف استراحة عن ذلك العمل.
ويتفّر ع عن قصد االستراحة فى الوقف ثالثة مقاصد :فيكون ،لتمام الغرض من الكالم ،ولتمام النظم
فى الشعر ،ولتمام السجع فى النثر.
وهو إما اختيارّى (بالياء المثناة من تحت) :أى ُقِص د لذاته ،أو اضطرارّى عند قطع الَّنَفس .أو
اختبارّى (بالموحدة) ،أى ُقِص د الختبار شخص هل يحسن الوقف على نحو ِبَم و "أال يا سجدوا" و {أم
ما اشتملت عليه أرحام األنثيين} أوال؟
وُيوَقف بعد غير الفتحة بحذف التنوين ،وإ سكان اآلخر ،كهذا زيْد ،ومررت بزيْد ،ومطلقا عند ربيعة.
وأما األزد فتقلبه واًو ا بعد الضم ،وياء بعد الكسر ،فيقولون :جاء زيُد و ،ومررت بزيِد ى .وإ ن وقف
على هاء الضمير حذفت صلته ،أى َم َّد ته ،بعد غير الفتح ،نحو به وله ،إال فى الضرورة كقول ُر ؤبة:
*َو َمْهَم ٍه ُم ْغ َبَّر ٍة أْر َج اُو ُه * كأَّن َلْو َن َأْر ِض ِه َس َم اُؤ ُه*
بخالف نحوِ :بَها ومْن ها ،فتبقى الصلة ،وقد تحذف على قلة ،كقوله" :وبالكرامة ذات أكرمكم اهلل َيْه".
أرادِ :بها ،فحذف األلف ،وسَّك ن الهاَء ،بعد نقل حركتها إلى ما قبلها.
َو ِإ ذا ُو قف على المنقوص ثبتت ياؤه إذا كان محذوف الفاء ،كما إذا َس ميت بمضارع نحوَ :و َفى :تقول:
هذا َيفى ،أو كان محذوف العين ،كما إذا سميت باسم الفاعل ِم ن :رأى ،فإنك تقول هذا ُم ِر ى؛ إذ لو
حذفت الالم منهما لكان ِإجحاًفا ،وكان إذا كان منصوًبا منَّو نا نحوَ{ :ر َّبَنا إَّنَنا َس ِم ْع َنا ُم َناِد يًا} ،أو غير
منّو ن مقروًنا بأل ،نحو {َك َّال إَذ ا َب َلَغِت الَّتَر اِقَى } فإن كان غير منصوب جاز اإلثبات والحذف ،ولكن
يترجح فى المنّو ن الحذف ،نحو هذا قاض ،ومررت بقاض ،وقرأ ابن كثيرَ{ :و َم ا َلُهْم ِم ْن دوِنِه ِم ن
ِب ِد ِض ِل
َو ا ى} وفى غير المنّو ن يترَّجح اإلثبات ،كهذا القا ى ،ومررت بالمنا ى ،وقرأ الجمهور{ :الَك يُر
الُم َتَع اُل }.
ويوقف على هاء التأنيث بالسكون ،نحو فاطمة ،وعلى غيرها من المتحرك بالسكون فقط ،أو مع
الَّر وم ،وهو إخفاء الصوت بالحركة ،واإلشارة إليها ولو فتحة ،بصوت خفّى ،ومنعه الَفَّر اُء فيها ،أو
اإلشمام ،وهو َض ُّم الَشَفتين ،واإلشارة بهما إلى الحركة بدون صوت ،ويختص بالمضموم ،وال ُيدركه
إال البصير؛ أو التضعيف ،نحو هذا خالّد ،وهو يضرّب ،بتشديد الحرف األخير ،وهى لغة َسْع دية.
وشرط الوقف بالتضعيف أّال يكون الموقوف عليه همزة كِر شاء ،وال ياء كالراعى ,وال واوًا كيغزو،
وال ألًفا كيخشى ،وال واقًع ا إثر سكون كزيد وبكر ،أو مع نقل حركة الحرف الموقوف عليه إلى ما
قبله ،كقراءة بعضهمَ{ :و َتَو اَص ْو ا ِبالَّص ْب ِر } ،بكسر الباء ،وسكون الراء ،بشرط أن يكون ما قبل اآلخر
ساكنا غير متعذر ،وال مستثقل تحريكه ،وأّال تكون الحركة فتحة ،وأال يؤَّد َى النقل إلى عدم النظير.
فخرج نحو جعفر ،لتحرك ما قبله ،ونحو إنسان ويشّد ،ألن األلف والمدغم ال يقبالن الحركة ،ويقوٌل
ويبيُع ،الستثقال الضمة إثر كسرة أو ضمة ،ونحو هذا ِع ْلم؛ ألنه ال يوجد ِفُع ل بكسر فضم فى العربية.
والشرطان األخيران مختصان بغير المهموز ،فيجوز النقل فى نحو {ُيْخ رُج الَخ َب ء} وِإ ن كانت
الحركة فتحة ،وفى نحو :هذه ِر ُد ْء ،وإ ن أدى إلى عدم النظير؛ ألنهم يغتفرون فى الهمزة ماال يغتفرون
فى غيرها.
ويوقف على ياء التأنيث بدون تغيير إن كانت فى حرفَ :ك ُثَّم ْت َو ُر َّبْت ،أو فى فعل :كقامت ،أو اسم
وقبلها ساكان صحيح :كأْخ ْت وِبْنْت .وجاز إبقاؤها على حالها وقلبها هاء ،إن كان قبلها حركة َكَثَمَر ْة
َو َش َج َر ْة ،أو ساكن معتّل ،كصالْة ومسلماْت ،ويترجح إبقاؤها فى الجمع وما سمى به منه ،تحقيًقا أو
تقديًر ا ،وفى اسمه كمسلمات َو أْذ ِر عاْت وهْي َهآْت ،فإنها فى التقدير جمع َهْي َهَيٍة كَقْلَقَلة ،سَّم ى بها الفعل،
ونحو أوالْت .ومن الوقف باإلبدال قولهم :كيف اإلخوُة واألخواْه ،وقولهمَ" :د ْفُن البناْه ،من المْك ُر ماْه"
وُقِر َئ {َهْي َهاْه} َهْي َهاْه .ومن الوقف بتركه وقف بعضهم بالتاء فى قوله تعالىِ{ :إَّن َش َج َر ْت } وقوِله:
*كاَنت ُنفوس القوِم عْنَد الَغ ْلَص َم ْت * وكادِت اْلُح َّر ُة أْن ُتْد عى أَم ت*
َو ُيوقف بهاء السكت َج واًز ا على الفعل المعّل المًا بحذف آخره ،نحو لم َيْغُز ْه ولم َتْر ِم ْه ،ولم َيْخ َش ْه.
وتجب الهاء إن بقى على حرف واحد ،نحو ِق ْه ،وِع ْه ،وقال بعضهم :وكذا إذا بقى على حرفين أحدهما
زائد ،نحو لم َيِق ْه ،ولم يِع ْه .وُر َّد بَلْم أْك ،وَم ْن َتْق ،بدون هاء عند إرادة الوقف .ويترجح الوقف بها
على ما االستفهامية المجرورة بالحرف ،نحو ِلَم ْهَ ،و َع َّم ْه .ويجب إن جَّر ْت باسم ،نحوَ :م ِج َئ َم ه.
وعلى كٍّل فيجب حذف ألفها فى الجر مطلًقا .وأما قوُل حسان رضى اهلل عنه:
*َع َلى ما قاَم َيْش ُتُم ِنى َلِئيٌم * كِخ ْن ِز يٍر تَمّر َغ فى ُتَر اِب *
بإثبات األلف ،فضرورة.
وقال الشاطبّى :حذف األلف ليس بالزم ،فيما جرت باسم ،فيجوز َم ِج ئِ :بَم ا ِج ْئ َت ؟ ولكن األجود
الحذف.
وكذا ُيوَقُف بها على كّل كلمة مبنية على حركة بناء الزًم ا ،وليست فعًال ماضيًا ،نحو ُهَو وِه َى وياء
المتكلم عند من فتحهن فى الوصل ،وكيَف ،وَثّم ،ولحاقها لهذا النوع جائز مستحسن .فال تلَح ق اسم
"ال" وال المنادِى المضموم ،وال ما ُقِط ع لفظه عن اإلضافة ،كقبُل وبعُد ؛ وال العدَد المرَّك َب كخمسَة
عشر ،لشبه حركاتها بحركات اإلعراب ،لُعروضها عند المقتضى ،وزوالها عند عدمه ،فيقال فى
الوقف على ُهَو ُ :هَو ْه ،قال حسان:
*إَذ ا َم ا َتَر ْع َر َع ِف يَنا اْلُغالُم * َفما إْن ُيَقاُل َلُه َم ْن ُهَو ْه*
ِه ِه ِه
وفى َى َ :يْه؛ ومنه قوله تعالىَ{ :و َم ا أْد َر اَك َم ا َيْه} وفى كيَف وُثَّم :كيَفه ،وثَّم ْه .وفى غالمَى
وكتابَى :غالمَيْه ،وكتابَيْه .قال تعالىَ{ :فأَّم ا َم ْن أوتَى ِك َتابُه ِبَيِم ِيِنه َفَيُقوُل هاُؤ ُم اْقَر ُءوا ِك َتاِبَيْه} .واهلل
أعلم.
وصلى اهلل على سيدنا محمد النبَّى األمّى وعلى آله وصحبه وسلم.
قال المؤلف رحمه اهلل:
وكان الفراغ من تبييضه يوم االثنين ،لعشر خلت من شّو ال عاَم أَح َد عَش َر بعد ثلثمائة وألٍف هجرية (
1311هـ) ،على صاحبها أفضل الصالة وأزكى التحية.