سيميائية الشخصية في رواية الكافية والوشام لمحمد مفلاح

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 24

351-333:‫الصفحة‬ )2023 ‫ ( جوان‬3 :‫ عدد‬9 :‫املجلد‬ (Djoussour El-maaréfa) ‫جسور املعرفة‬

‫سيميائية الشخصية في رواية الكافية والوشام ملحمد مفالح‬


Semiotics of the character in the novel Al-Kafiah and Al-Washam by Muhammad
Muflah

‫ كريمة رقاب‬3
reggab.karima@univ-ghardaia.dz ،‫ الجزائر‬،‫جامعة غرداية‬
‫ عبد السالم بقاق‬2
a.begag84@univ-chlef.dz ،‫ الجزائر‬،‫ الشلف‬- ‫جامعة حسيبة بن بوعلي‬

2023/00/10‫ تاريخ النشر‬2023/03/29 ‫ تاريخ القبو‬2022/02/01 ‫تاريخ االراا‬

:‫ملخص‬
‫ فتحولت جهود فالدميري بروب‬،‫ظل االهتمام مبكون الشخصية يف العمل السردي يشد اهتمام الدارسني يف جمال السيميائيات‬
‫ وأخلريداس جوليان غرمياس‬Étienne Souriau ‫ إتيان سوريو‬:‫ إىل منطلق رئيس لبعضهم أمثال‬Vladimir Propp
‫ واليت‬Phillipe Hammon ‫ واستمر هذا االهتمام إىل أن ظهرت جهود فليب هامون‬،Algirdas Julien Greimas
‫ «سيميائية الشخصية‬:‫عدها النقاد دراسة رائدة يف سيميائيات الشخصية وانطالقا من هذا الطرح هتدف هذه الدراسة املوسومة ب ـ ـ‬
‫يف رواية الكافية والوشام حملمد مفالح» إىل الكشف عن آليات تشكل الشخصية الروائية سيميائيا من خالل جهود فليب هامون‬
.)‫ وغرمياس (وصف الشخصية‬،)‫(دال ومدلول الشخصية‬
‫ مفالح‬،‫ روائية‬،‫ شخصية‬،‫ سيميائية‬:‫الكلمات المفتاحية‬
Abstract:
The attentiveness in the identity constituent in the narrative work continued to exert influence
on the curiosity of scholars in the domain of semiotics, so the endeavours of Vladimir Propp
shift into a main starting point for some of them, such as: Étienne Souriau and Algirdas Julien
Greimas, and this interest carried on until the efforts of Phillipe Hammon surfaced which
critics considered a pioneering study in personal semiotics, and based on this proposition, this
study, titled: “Personal semiotics in the novel Al-Kafiya and Al-Washam by Muhammad
Muflah” intents to reveal the mechanisms that form the fictional personality semiotically
through the efforts of Philip Hamon (D and the meaning of personality), and Grimas
(description personality).
Keywords: Semiotics, character, fictional , Muflah.

:‫ مقدمة‬.1
‫ فتحولت‬،‫ظل االهتمام مبكون الشخصية يف العمل السردي يشد اهتمام الدارسني يف جمال السيميائيات‬
Étienne ‫ إتيان سوريو‬:‫ إىل منطلق رئيس لبعضهم أمثال‬Vladimir Propp ‫جهود فالدميري بروب‬
‫ واستمر هذا االهتمام إىل أن ظهرت‬، Algirdas Julien Greimas ‫ وأخلريداس جوليان غرمياس‬Souriau

‫املؤلف املرسل‬
133
‫كريمة رقاب‬ ‫سيميائية الشخصية في رواية الكافية والوشام ملحمد مفالح‬

‫جهود فليب هامون ‪ Phillipe Hammon‬واليت عدها النقاد دراسة رائدة يف سيميائيات الشخصية وانطالقا‬
‫من هذا الطرح هتدف هذه الدراسة املوسومة بـ ـ‪« :‬سيميائة الشخصية يف رواية الكافية والوشام حملمد مفالح» إىل‬
‫الكشف عن آليات تشكل الشخصية الروائية سيميائيا من خالل جهود فليب هامون (دال ومدلول الشخصية)‪،‬‬
‫وغرمياس (وصف الشخصية)‪ ،‬وحماولة اإلجابة عن إشكالية رئيسة وهي‪ :‬كيف تشكلت الشخصية الروائية داخل‬
‫هذا املنجز السردي سيميائيا من منظور فليب هامون وغرمياس؟‬
‫وقد اختارت الدراسة املنهج السيميائي مع بعض آليات املنهج البنيوي ألهنا األنسب للدراسة‪.‬‬
‫‪ 2‬اإلطار المعرفي‪:‬‬
‫‪ . 1.2‬موجز عن الشخصية في النقد السيميائي‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫من خالل التمييز‬ ‫استطاعت جهود فالدميري بروب ‪ Vladimir Propp‬املرتبطة بوظائف الشخصية‬
‫بني مستويني للتحليل مها األفعال والوظائف أن جتذب اهتمام الدارسني يف حقل السيميائيات أمثال إتيان سوريو‬
‫‪ )2(Étienne Souriau‬وغرمياس الذي آمن كثريا جبهود بروب يف مورفولوجيا اخلرافة ألهنا ضمت مبادئه اليت‬
‫تبناها مثل املسح الشامل للمادة املدروسة وعدم اخلروج عن النموذج املوضوع للمدونة أثناء التحليل‪ ،‬وكذا جهود‬
‫سوريو يف دراسته للوظائف الدراماتيكية يف املسرح(‪ )3‬مع إحداث تعديالت حىت خيرج خبطاطة أكثر دقة وأبعد يف‬
‫االختزال والتجريد(‪ ،)4‬سعيا منه «لقطع املمارسة التقليدية وإعطاء األولوية يف التعامل مع النصوص إىل التفكري‬
‫العلمي»(‪ )5‬وظلت سيميائية الشخصية تشد اهتمام الدارسني إىل أن ظهرت أعمال فيليب هامون واليت اعتربها‬
‫النقاد دراسة مميزة‪ ،‬ورغم ارتباطه جبهود سابقيه أمثال غرمياس إال أنه تعامل مع الشخصية من منطلق العالمة‬
‫اللسانية‪ ،‬فاعتربها «مورفيما فارغا‪ ،‬أي‪ :‬بياضا دالليا ال حتيل إال على نفسها‪ ،‬إهنا ليست معطى قبليا وكليا‪ ،‬فهي‬
‫حتتاج إىل بناء تقوم بإجنازه الذات املستهلكة للنص زمن فعل القراءة‪ ،‬هذا املورفيم الفارغ يظهر من خالل دال ال‬
‫متواصل وحتيل على مدلول ال متواصل‪ ،‬فكما أن املعىن ليس معطى ال يف بداية النص وال يف هنايته وإمنا يتم‬
‫اإلمساك به من خالل النص»(‪ ،)6‬وهنا يتبني لنا تأثر فيليب هامون مبقولة روالن بارث اليت ذهب فيها إىل أن‬
‫الشخصية الروائية هي نتاج عمل تأليفي مشرتك بني القارئ واملبدع(‪.)7‬‬
‫وقد قسم هامون هذه العالمة اللسانية إىل ثالث عالمات ميكن لسيميائية الشخصية أن تعتمده يف تقسيم‬
‫الشخصيات إىل ثالث فئات هي‪( :‬املرجعية‪ ،‬اإلشارية‪ ،‬التكرارية)(‪.)8‬‬
‫وألن جهود فيليب هامون وغرمياس السيميائية أكثر دقة وختصصا لدراسة الشخصية السردية سنختار‬
‫جهودمها حىت جنمع يف دراستها بني لسانيات اجلملة ولسانيات اخلطاب‪.‬‬
‫ويقدم فيليب هامون وغرمياس حماور خمتلفة ملقاربة الشخصية سيميائيا إال أنين سأختار دال ومدلول‬
‫الشخصية عند فيليب هامون وحمور وصف الشخصية عند غرمياس انطالقا من النموذج العاملي يف رواية الكافية‬
‫والوشام حملمد مفالح‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫الصفحة‪351-333:‬‬ ‫املجلد‪ 9 :‬عدد‪ ( 3 :‬جوان ‪)2023‬‬ ‫جسور املعرفة )‪(Djoussour El-maaréfa‬‬

‫قبل التطرق إىل تلك احملاور أود أن أشري إىل أن عامل رواية الكافية والوشام مليء بالشخصيات‪ ،‬األمر‬
‫الذي سيصعب يف هذا الفضاء الورقي احملدد دراستها‪ ،‬وعليه فسنختار الشخصيات الرئيسة والثانوية املهمة اليت‬
‫سامهت يف بناء األحداث‪ ،‬واستطاعت أن تقيم مع بقية الشخصيات شبكة من العالقات‪ ،‬ولتحديد هذه‬
‫الشخصيات استعنا بتصنيف فيليب هامون انطالقا من الصفة التمييزية والتوزيع التمييزي‪ ،‬وحماور صفات‬
‫الشخصية(‪ )9‬فوجدنا أن شخصية فتيحة الوشام وأمحد معاليش وامحيدة الرفاف تتقارب وأحيانا تتساوى يف جمموع‬
‫العالمات اإلجيابية مما يدل على أهنا شخصيات رئيسة انبىن عليها السرد‪ ،‬أما شخصية حممد الراشدي ومقداد‬
‫السويدي ومرمي السموري فهي شخصيات ثانوية حققت عالمات إجيابية أقل من اجملموعة األوىل وكان هلا دور‬
‫مهم يف دفع عجلة األحداث إىل األمام وعليه فسيكون تعاملنا يف هذه الدراسة مع هذه الشخصيات اليت‬
‫حصلت عالمات إجيابية كبرية أو متوسطة‪.‬‬
‫‪ 2.2‬ايميائية الشخصية في رواية الكافية والوشام‬
‫‪ -1-2-2‬دا الشخصية في رواية الكافية والوشام‬
‫يقدم فيليب هامون مفهوما لدال الشخصية بأنه جمموعة متناثرة من اإلشارات اليت ميكن أن نطلق عليها‬
‫مِسَت ه وهذه األخرية ختتلف من كاتب إىل آخر ويتضمن دال الشخصية االسم واللقب والكنية والذي سيصبح‬
‫مرجعا لتحديد مدلوهلا‪ ،‬لذلك جند الكثري من الكتاب يتعاملون مع اسم الشخصية بأسلوب قصدي ال اعتباطي‬
‫وهو ما جيعل املتلقي حيتك بالشخصية ألول مرة من خالل اِسها الذي من شأنه أن يعطي حملة عن هويتها وطريقة‬
‫تشكلها‪ ،‬وحممد مفالح من الروائيني الذين خيتارون األِساء بعناية بطريقة سلسة تكون واضحة أحيانا وخفية‬
‫أحيانا‪.‬‬
‫فتيحة الوشام‪ :‬اسم علم مركب من شقني فتيحة اسم علم‪ ،‬والوشام صفة جاءت على صيغة‬ ‫‪-1‬‬
‫املبالغة بطريقة قصدية‪ ،‬وحيمل هذا االسم دالالت إجيابية ارتبطت مبسار الشخصية‪ ،‬مثل‪ :‬فتح طريق العمل واحلياة‬
‫الكرمية حلميدة الرفاف ومرمي السموري بطريقة مبالغ فيها متاما مثل صيغة املبالغة (فعَّال)‪ ،‬كما حيمل دالالت‬
‫سلبية ارتبطت أيضا مبسار هذه الشخصية مثل‪ :‬فتح الباب حلميدة الرفاف للتخلص من زوجها يف البيت‬
‫وامل صنع‪ ،‬أما كلمة الوشام فهو اختيار قصدي أيضا من الكاتب حيث جعل هذه الشخصية مثل الوشم(‪ )10‬يف‬
‫قلوب الرجال ويف ذاكرة زوجها بعد أن كانت السبب يف طرده من العمل والفيال‪.‬‬
‫‪ -2‬احميدة الرفاف‪ :‬يتشكل هذا االسم من شقني امحيدة وهو اسم علم والرفاف وهو لقب جاء أيضا‬
‫على صيغة املبالغة اليت ارتبطت يف الرواية بالشخصيات الديناميكية كثرية الوظائف‪ ،‬وقد انعكست داللة االسم‬
‫مع هذه الشخصية انعكاسا كبريا‪ ،‬واملتمعن يف هذا االسم جيده ذا محوالت اجتماعية مرتبطة بالبيئة يف ظاهره وذا‬
‫محوالت داللية مرتبطة بوظيفة هذه الشخصية يف باطنه‪ ،‬فاسم امحيدة يتكون من مخسة أصوات جتمع بني اللني‬
‫واالستقرار واالنغالق واجلمع والتماسك والقوة والضعف وكلها صفات امتازت هبا هذه الشخصية اليت عاشت‬

‫‪135‬‬
‫كريمة رقاب‬ ‫سيميائية الشخصية في رواية الكافية والوشام ملحمد مفالح‬

‫االنغالق والضعف يف املاضي السردي‪ ،‬والقوة والتماسك يف احلاضر السردي‪ ،‬فيحمل يف مدلوله صفة االضطراب‬
‫واحلركة والوشاية وهو ما تطابق أيضا مع هذه الشخصية اليت عانت هذه األحوال النفسية يف كل مسار السرد‬
‫عاطفيا ومهنيا واجتماعيا وأسريا ‪ ...‬كما حتمل داللة اللمعان والتأللؤ وهو ما عاشته هذه الشخصية يف زمن‬
‫سردي معني‪.‬‬
‫‪ -3‬أحمد معاليش‪ :‬يتكون هذا االسم من أمحد اسم علم‪ ،‬ولقب معاليش‪ ،‬وعند قراءة هذا املركب‬
‫االِسي جنده خاليا يف مستواه السطحي‪ ،‬مملوءً يف مستواه العميق من حيث الداللة‪ ،‬انطالقا من حروفه اليت حتمل‬
‫معىن اإلفراد الرتؤس‪ ،‬والربوز‪ ،‬واحلركية‪ ،‬واملرونة‪ ،‬واالستقاللية(‪ ،)11‬وهي كلها صفات تتطابق مع هذه الشخصية‬
‫فأمحد معاليش كان مديرا ملؤسسة الكافية وشخصية بارزة يف احلزب الواحد واملدنية‪ ،‬وذو مكانة مرموقة‪ ،‬وهو‬
‫عقيم (فرد) أما لقبه معاليش فهو اآلخر حيمل داللته من جذره اللغوي‪ ،‬فجذر معاليش (ع ل ش) وهو الذئب‪،‬‬
‫وقد تطابقت هذه الكلمة مع شخصية هذا املدير الفاسد‪ ،‬لقد كان ذئبا مع خصومه األقوياء أمحد الرفاف‪،‬‬
‫وفتيحة الوشام‪ ،‬ومقداد السويدي‪ ،‬ومع املستضعفني‪ :‬مرمي السموري اليت هنش شرفها يوما ألهنا يتيمة ووحيدة‪.‬‬
‫‪ -4‬مقداد السويدي‪ :‬ملفوظ مركب من اسم علم ولقب‪ ،‬فأما مقداد فهو دال جاء على صيغة املبالغة‬
‫من الفعل َّ‬
‫قد أي قطع‪ ،‬وقد تطابق مع داللة هذه الشخصية‪ ،‬فقد كان عنيفا يف أفعال القطع ومبالغا فيها داخل‬
‫السرد‪ ،‬حيث قطع الطريق أمام أمحد معاليش وكل خصوم مؤسسة الكافية لإلطاحة هبا بكل حزم وحيادية‪ ،‬كما‬
‫قطع الطريق أمام املتحرش بفتيحة الوشام‪ ،‬وقطع طريق الشيطان يف اخلصومة اليت كانت بينه وبني أمحد معاليش‪،‬‬
‫أما لقب السويدي فيبدو هو اآلخر مطابق لداللة الشخصية فحروفه (س و ي د) حتمل معاين السعة والبسط‬
‫واالستقرار وهي صفات ميزت مقداد السويدي فقد كان صبورا حليما ميتص كل املشاكل والضغوطات عن قوة‬
‫وليس عن ضعف‪ ،‬يقول السارد‪« :‬صحيح أن الضربة كانت قوية لكن مقداد حتملها بصرب كبري ودافع عن نفسه‬
‫بقوة»(‪.)12‬‬
‫‪ -5‬مريم السموري‪ :‬يتألف من اسم مرمي له مرجعيته االجتماعية والدينية‪ ،‬ولقب السموري‪ ،‬وقد تطابق‬
‫دال هذه الشخصية مع مدلوهلا‪ ،‬فهو يعين السيدة وحبر اآلالم واألشجان‪ ،‬وهو ما عاشته الشخصية داخل هذا‬
‫امللفوظ السردي حيث عانت اآلالم واألحزان منذ طفولتها‪ ،‬عاشت يتيمة إىل غاية شباهبا (معاناهتا مع زوجها‬
‫واغتصاهبا من طرف أمحد معاليش)‪ ،‬ويف األخري أصبحت هي السيدة األوىل لفيال النوارة أما لقب السموري فهو‬
‫مركب من مخسة أصوات حتمل معاين السعة واالنغالق والتجذر و‪ ،...‬وهو ما تطابق مع هذه الشخصية حيث‬
‫كانت منغلقة على مهومها ونفسها ومحلها وفضيحتها (االغتصاب) قلقة على مستقبلها ومستقبل ابنها الذي ختلى‬
‫عنه والده امحيدة الرفاف وقد حققت بقاءها يف الفيال كزوجة رغم أميتها وفقرها وذمامتها وسذاجتها‪ ،‬بقاء سعت‬
‫إليه فتيحة صاحبة اجلمال والفتنة ومل تستطع‪ ،‬وامحيدة الرفاف صاحب الدهاء واملكانة املرموقة مل حيققه‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫الصفحة‪351-333:‬‬ ‫املجلد‪ 9 :‬عدد‪ ( 3 :‬جوان ‪)2023‬‬ ‫جسور املعرفة )‪(Djoussour El-maaréfa‬‬

‫‪ -0‬محمد الراشدي‪ :‬ملفوظ مركب من اسم علم حممد‪ ،‬والراشدي لقب جاء يف صيغة اسم فاعل لفعل‬
‫رشد مبعىن اهتدى وأصاب وجه األمر فهو رشيد وراشد(‪ ،)13‬وهو دال يتطابق مع مدلوله‪ ،‬فمحمد الراشدي‬
‫أصاب عند ما اختار طريق اخلصخصة وعندما وضع خطة لتحطيم أمحد معاليش وعندما أوصل امحيدة الرفاف‬
‫إىل رتبة مدير يف مؤسسة الكافية‪ ،‬وأصاب أيضا عندما وضع خطة حمكمة لإلطاحة به(‪.)14‬‬
‫وهبذا يكون الكاتب قد أسهم بدال الشخصية يف تركيز مدلوهلا والتعبري عن هويتها بتدقيقه يف اختيار األِساء‪،‬‬
‫فاالسم عادة ما يعلن عن اخلواص اليت تنسب إليه(‪.)15‬‬
‫‪ -2-2-2‬مدلو الشخصية في رواية الكافية والوشام‪:‬‬
‫خي تلف الكتاب يف تقدمي شخصياهتم السردية فمنهم من يقدمها لنا بأدق التفاصيل‪ ،‬ومنهم من خيفي أي‬
‫وصف مظهري‪ ،‬وهناك من يقدمها لنا بشكل مباشر‪ ،‬ومنهم من يقدمها بشكل غري مباشر(‪ )16‬وغريها من‬
‫األشكال اليت تساعد على «تشكيل صورة الشخصية ومن مث تقدميها متبلورة للمتلقي»(‪.)17‬‬
‫ونظرا للصعوبات اليت قد تعرتض الدارسني يف تصنيف الشخصية دالليا فقد اقرتح فيليب هامون مقياسني‬
‫أساسيني يساعدان على ذلك‪.‬‬
‫‪ -1‬المقياس الكمي‪ :‬وينظر فيه إىل كمية املعلومات املتواترة واملعطاة صراحة حول الشخصية‪.‬‬
‫‪ -2‬المقياس النوعي‪ :‬وحيدد مصدر تلك املعلومة حول الشخصية هل تقدمها الشخصية نفسها بطريقة‬
‫مباشرة أو بطريقة غري مباشرة عن طريق التعليقات اليت تسوقها الشخصيات األخرى واملؤلف‪ ،‬أو‬
‫فيها إذا كان األمر يتعلق مبعلومات ضمنية ميكن أن نستخلصها من سلوك الشخصية‬
‫وأفعاهلا(‪.)18‬‬
‫أوال‪ :‬المقياس الكمي‪ :‬قدم حممد مفالح كمية وفرية من املعلومات الصرحية حول بعض الشخصيات الرئيسة وقد‬
‫وزعها على كامل صفحات الرواية‪ ،‬وميكن حصرها كاآليت‪:‬‬
‫أ‪ -‬فتيحة الوشام‪ :‬قدم معلومات هامة وكافية حول هذه الشخصية انطالقا من شكلها اخلارجي‪،‬‬
‫عمرها‪ ،‬مظهرها‪ ،‬مستواها الدراسي‪ ،‬إىل مظهرها الداخلي بكثري من التفصيل‪ ،‬وهي معلومات استطاعت أن متنح‬
‫املتلقي صورة متكاملة عن هذه الشخصية وبالتايل يستطيع أن يفسر سلوكاهتا‪ ،‬صحيح أنه مل يقدمها دفعة واحدة‬
‫كالقص الكالسيكي‪ ،‬إمنا قدمها عن طريق التدرج فجاءت أكثر وضوحا من الشخصيات األخرى مستعينا بتقنية‬
‫االسرتجاع اخلارجي وتقنية التلخيص لتزويد املتلقي بكمية هائلة من املعلومات حوهلا من أمثلة ذلك‪« :‬حدثته يوما‬
‫وقالت له بأهنا شريفة ‪ ...‬وهل احلب جرمية؟ أجل لقد أحبت وبعنف كل العامل مل يكن األزرق الزموري الزوج‬
‫الذي حتلم به‪ ،‬اكتشفت أهنا رمت بنفسها يف سجن غريب األطوار ‪ ...‬طلقها غري نادم‪ ،‬أما زواجها الثالث‬
‫باملهندس سعيد اهلواري فلم يدوم طويال‪ ،‬وكانت السياسة سببا يف فراقهما اهلادئ ‪ ...‬مث ظهر أمحد معاليش راغبا‬

‫‪137‬‬
‫كريمة رقاب‬ ‫سيميائية الشخصية في رواية الكافية والوشام ملحمد مفالح‬

‫يف الزواج منها ‪ ...‬إهنا ال تريد أن تتذكر زوجها األول عيسى العنوين تاجر اخلضر وهي تكره ذكر ذلك‬
‫السادي»(‪.)19‬‬
‫ب‪ -‬أحمد معاليش‪ :‬بالرغم من أن أمحد معاليش من الشخصيات الرئيسة داخل الرواية إال أن الكاتب‬
‫تقصد بعض الغموض يف هذه الشخصية مكتفيا بعمره‪ ،‬ومرضه‪ ،‬ومعاقرته اخلمر‪ ،‬وبعض حمطات حياته املهنية‪،‬‬
‫ألن وظيفة هذه الشخصية ترتبط حباضر السرد‪ ،‬أما ماضيها فيؤدي وظيفة تفسريية فقط‪ ،‬ورغم أن السارد قد منح‬
‫هذه الشخصية اِسا وعمرا ووضعا اجتماعيا ومسارا مهنيا مليئا بالعثرات والنجاحات(‪ )20‬إال أنه بقي حيافظ على‬
‫مساحة معينة بينه وبني املتلقي العتبارات أخالقية وسياسية‪ ،‬مركزا على عامله الداخلي أكثر لطبيعة الرواية اليت جاء‬
‫إيقاعها سريعا يف األحداث واألزمنة‪.‬‬
‫ت‪ -‬احميدة الرفاف‪ :‬قدم لنا الكاتب معلومات هائلة حول هذه الشخصية وزعها على حمورين‪:‬‬
‫نفسي‪ :‬حيث كان شديد التوتر واحلقد واالنتقام‪ ،‬وهو حمور ساعد كثريا على تقدمي‬ ‫‪)1‬‬
‫وظيفة هذه الشخصية بنائيا وتفسرييا‪.‬‬
‫مادي‪ :‬مثل شكله اخلارجي (طويل القامة‪ ،‬حنيف‪ ،‬شعره جمعد‪ ،‬ومستواه الدراسي‬ ‫‪)2‬‬
‫واملهين واالجتماعي املتواضع)(‪ )21‬بتقنييت االسرتجاع اخلارجي والتلخيص‪.‬‬
‫ث‪ -‬مريم السموري‪ :‬قدم لنا الكاتب معلومات واضحة حول هذه الشخصية الثانوية مركزا على مظهرها‬
‫اخلارجي بشيء من الوضوح (لباسها‪ ،‬مالحمها) وعمرها ومستواها الدراسي ووظيفتها (خادمة)‪.‬‬
‫أما باقي الشخصيات فقد تعمد الكاتب عرضها بشكل مقتضب من ناحية الوضوح مركزا على وظيفتها‬
‫داخل السرد‪ ،‬كشخصية مقداد السويدي‪ ،‬وحممد الراشدي‪.‬‬
‫وبعد أن تناولنا املقياس الكمي نستقدم جدوال تفصيليا لتواجد املعلومات حول تلك الشخصيات يف‬
‫الرواية‪.‬‬
‫تطبيق القياس الكمي‬

‫‪138‬‬
‫الصفحة‪351-333:‬‬ ‫املجلد‪ 9 :‬عدد‪ ( 3 :‬جوان ‪)2023‬‬ ‫جسور املعرفة )‪(Djoussour El-maaréfa‬‬

‫الجدو ‪ :1‬جدو تفصيلي لتواجد المعلومات حو الشخصيات في الرواية‬

‫وسنتناول رِسًا بيانيًا يوضح الشخصيات اليت توفرت على كم هائل من املعلومات الواضحة والصرحية‬
‫املتواترة‪.‬‬
‫‪139‬‬
‫كريمة رقاب‬ ‫سيميائية الشخصية في رواية الكافية والوشام ملحمد مفالح‬

‫الشكل ‪ :1‬رام بياني يوضح الشخصيات التي توفرت على كم هائل من المعلومات‬
‫الواضحة والصريحة المتواترة‬

‫ونالحظ انطالقا من الرسم البياين وكذا جدول القياسي الكمي أن شخصيات‪ :‬فتيحة الوشام‪ ،‬وأمحد‬
‫معاليش‪ ،‬وامحيدة الرفاف‪ ،‬قد كان هلا احلظ األوفر يف تقدمي املعلومات عنها‪.‬‬
‫ولعل يف العنوان‪« :‬الكافية والوشام» وشاية واضحة لدرجة حضور هذه الشخصيات‪ ،‬باعتباره عتبة‬
‫نصية‪ ،‬وعالمة دالة(‪ ،)22‬فالوشام هو لقب فتيحة‪ ،‬والكافية هي مؤسسة صناعية تداول على ترؤسها كل من‬
‫امحيدة الرفاف وأمحد معاليش‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المقياس النوعي‪ :‬بعد عرضنا املقياس الكمي الذي ال ميكنه أن يلم بكل جوانب الشخصية ننتقل‬
‫إىل دراسة املقياس النوعي جبوانب أخرى أكثر دقة‪ ،‬وبإمكاهنا أن تساهم يف الكشف عن طريقة تشكل تلك‬
‫الشخصيات سيميائيا‪ « ،‬فاالعتماد على املعلومات الكمية وحدها ال يؤدي إىل رؤية متكاملة للشخصية من مجيع‬
‫جوانبها وإمنا خيربنا عن بعضها وحيجب بعضها اآلخر هلذا سيأيت املقياس النوعي ليدقق يف مصدر املعلومات‬
‫املقدمة عن الشخصيات والطريقة املختارة لعرضها يف السرد»(‪ )23‬ويعتمد هذا القياس على مبدأين أساسني مها‪:‬‬
‫التدرج والتحو ‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫الصفحة‪351-333:‬‬ ‫املجلد‪ 9 :‬عدد‪ ( 3 :‬جوان ‪)2023‬‬ ‫جسور املعرفة )‪(Djoussour El-maaréfa‬‬

‫‪ -1‬التدرج‪ :‬هو االنتقال من العام إىل اخلاص‪ ،‬أي‪ :‬االنتقال من مظهر الشخصية إىل صفتها االجتماعية‬
‫ووظيفتها الروائية‪.‬‬
‫‪ -2‬التحو ‪ :‬هو التغيري الذي يطرأ على الشخصية يف خواتيم الرواية انطالقا من املقياس الكمي الذي‬
‫قدم معلومات توضيحية سابقة عنها(‪.)24‬‬
‫‪ -1‬فتيحة الوشام‪ :‬مجع الكاتب يف تقدمي هذه الشخصية بني‪:‬‬
‫‪ -1-1‬التقديم المباشر للشخصية‪ :‬وذلك عن طريق االعرتافات الظاهرية والباطنية وبضمري املتكلم‬
‫فتقدم نفسها على أهنا‪:‬‬
‫أ‪» -‬أنا شريفة وماضي نظيف‪ ،‬ال حيق لك سب والديت احملرتمة «(‪.)25‬‬
‫ب‪« -‬أنا مل أتغري مازلت كما كنت يف حي القرابة العزيز علي كنت ساذجة لقد أخطأت حني قبلت‬
‫الزواج برجل خمرف»(‪.)26‬‬
‫إهنما اعرتافان ظاهران قدما لنا حاضر فتيحة الوشام املتسم بالثراء‪ ،‬والصراع مع زوجها‪ ،‬وماضيها املتسم‬
‫بالفقر‪ ،‬والذي كان سببا يف قبوهلا برجل أكرب منها سنا‪.‬‬
‫‪ -2-1‬التقديم غير المباشر‪ :‬وذلك عن طريق التقدمي الغريي واخلارجي من خالل السارد العليم قد‬
‫جاءت مرتاكمة املعلومات إال أن حممد مفالح استطاع أن يقدمها لنا بشكل تدرجيي من ناحية الوصف الداخلي‬
‫واخلارجي‪.‬‬
‫الوصف الخارجي‪ :‬وفيه ركز الكاتب على معظم مالحمها كما لو أنك تراها ماثلة‬ ‫‪-1-2-1‬‬
‫أمامك‪ ،‬يقول السارد‪:‬‬
‫أ‪« -‬عمرها مخس وعشرون سنة»(‪.)27‬‬
‫ب‪» -‬رغم مهوم احلياة والتجارب القاسية مازالت فاتنة ومرغوبة»(‪.)28‬‬
‫ت‪» -‬مل يكن سي املهدي راضيا على ابنته‪ ،‬منذ مراهقتها مهتمة بزينتها وإظهار مفاتنها املثرية»(‪.)29‬‬
‫ث‪» -‬شرر الغضب يتطاير من عينيها املكحلتني»(‪.)30‬‬
‫ج‪» -‬جبينها العريض»(‪.)31‬‬
‫ح‪» -‬رأسها الصغري»(‪.)32‬‬
‫خ‪» -‬شعرها طويل مصبوغ بلون احلناء»(‪.)33‬‬
‫د‪» -‬عيناها سوداوين»(‪.)34‬‬
‫ذ‪» -‬مررت بيمناها على شفتيها الرقيقتني»(‪.)35‬‬
‫ر‪» -‬فمن تكون املرأة البيضاء الذي حذرته منها؟ بال ريب إهنا فتيحة»(‪.)36‬‬
‫ز‪» -‬وهو حياول أن يداعب خصلة متمردة من شعرها الغزير»(‪.)37‬‬

‫‪141‬‬
‫كريمة رقاب‬ ‫سيميائية الشخصية في رواية الكافية والوشام ملحمد مفالح‬

‫س‪» -‬صدرها الناهد»(‪.)38‬‬


‫ش‪» -‬كانت رائعة يف فستاهنا األخضر الذي حرك فيها ذكريات املاضي‪ ،‬مل ينس أبدا فتيحة الوشام تلك‬
‫الفاتنة الرهيبة اليت كانت بلباسها األخضر تثري يف شباب احلي العواطف امللتهبة والغرائز احملمومة‬
‫مازالت شهية كما كانت»(‪.)39‬‬
‫لقد جاء هذا الوصف املقرتن بتقدمي شخصية فتيحة الوشام تدرجييا يف السرد وعرب صفحات خمتلفة لكنه‬
‫وصف جامع ألدق تفاصيل شكلها أدى وظيفة بنائية متمثلة يف تشكيل هذه الشخصية خارجيا‪ ،‬ووظيفة مجالية‬
‫متمثلة يف وصف مجالياهتا اخلارجية اليت بعثت اإلحساس باجلمال لدى املتلقي وشخصيات هذا العمل السردي‪،‬‬
‫ووظيفة تفسريية حيث فسرت لنا أسباب تعلق الشباب خاصة والرجال عامة يف هذه الشخصية وأسباب غرورها‬
‫وأخطائها‪.‬‬
‫ي نتقل الكاتب تدرجييا أيضا مع هذه الشخصية جامعا بني العام واخلاص‪ ،‬ورابطا عالقة واضحة بني‬
‫العضوي واالجتماعي‪ ،‬أي بني البنية الشكلية هلذه الشخصية وصفاهتا االجتماعية اليت ساعدت كثريا يف فهم‬
‫الدور أو الوظيفة(‪ ،)40‬اليت هنضت هبا شخصية فتيحة من خالل مبدأ التحول ولعل شخصية فتيحة من‬
‫الشخصيات اليت مسها التحول نفسيا وإيديولوجيا واجتماعيا وهو ماأثر كثريا يف بنائها داخليا وخارجيا‪.‬‬
‫الوصف الداخلي‪ :‬ركز حممد مفالح كثريا على الوصف الداخلي للشخصيات لطبيعة‬ ‫‪-2-2-1‬‬
‫الرواية املعتمدة على التسارع يف األحداث األمر الذي انعكس بالوترية نفسها على الشخصيات الرئيسة وفتيحة‬
‫من أكثر الشخصيات توترا وقلقا منذ بداية السرد بسبب مشاكلها قبل الزواج وبعده‪ ،‬وبسبب فكرة القتل اليت‬
‫راودهتا مع امحيدة الرفاف لقد عاشت هذه الشخصية بركانا من اخلوف الندم والرتدد واالستعجال يف تنفيذ‬
‫املخطط قدمه لنا السارد بالتدرج عرب فصول الرواية وقد خلصت هذه الشخصية يف األخري إىل االستقرار النفسي‬
‫حمدثة تغريا يف سلوكها النفسي واإليديولوجي وقد تعدى هذا التغري أيضا إىل تغري على الصعيد االجتماعي بعد أن‬
‫رجعت إىل دائرة الفقر مع والدهتا‪ ،‬لقد عايشت هذه الشخصية كل مراحل التحول من امرأة فقرية إىل ثرية مث‬
‫فقرية‪ ،‬ومن التوازن النفسي والعاطفي إىل اهلدوء واالستقرار وهكذا‪ ،‬وهبذا يكون الكاتب قدم لنا كل تفاصيل هذه‬
‫الشخصية داخليا وخارجيا بكل وضوح‪.‬‬
‫‪ -2‬أحمد معاليش‪ :‬يقدم لنا الكاتب هذه الشخصية بصيغة‪:‬‬
‫‪ -1-2‬التقديم المباشر‪ :‬وذلك عن طريق ضمري املتكلم من خالل االعرتافات معلنا ومقدما نفسه‬
‫على أنه رجل قوي ال ختيفه التهديدات(‪ ،)41‬مدركا أنه كان مغرورا وضعيفا‪ ،‬وقد أصبح هو اخلاسر بني كل‬
‫الشخصيات‪ ،‬وذلك ألنه خسر الوظيفة واملكانة االجتماعية‪ ،‬وأسرته ‪...‬‬

‫‪142‬‬
‫الصفحة‪351-333:‬‬ ‫املجلد‪ 9 :‬عدد‪ ( 3 :‬جوان ‪)2023‬‬ ‫جسور املعرفة )‪(Djoussour El-maaréfa‬‬

‫‪ -2-2‬التقديم غير المباشر‪ :‬وقدمه لنا السارد العليم كثريا وبضمري الغائب‪ ،‬حيث وصفه بعربيد مخر‪،‬‬
‫وشيخ يعاين مرض القلب‪ ،‬وعقيم‪ ،‬ومتزوج‪ ،‬ومغتصب‪ ،‬وماجن يشاهد األفالم اإلباحية‪ ،‬يعتمد الكاتب يف هذا‬
‫التقدمي لتحديد وصف للشخصية على مبدأ التدرج داخليا وخارجيا‪.‬‬
‫الوصف الخارجي‪ :‬لديه مستوى دراسي متواضع‪ ،‬متحصل على شهادة‬ ‫‪-1-2-2‬‬
‫الليسانس(‪ ،)42‬مكتنز الوجه(‪ ،)43‬جتاوز اخلمسني(‪.)44‬‬
‫الوصف الداخلي‪ :‬يعيش حالة من اخلوف والقلق بسبب فقدان مكانته يف الكافية‪،‬‬ ‫‪-2-2-2‬‬
‫وعدم فهمه للمرحلة السياسية القادمة‪.‬‬
‫ونالحظ أن هذه املعلومات املقدمة حول هذه الشخصية خارجيا قليلة مقارنة بشخصييت امحيدة الرفاف‬
‫وفتيحة الوشام‪ ،‬ألن الكاتب ركز على اجلانب الداخلي هلا خاصة يف نرجسيته وتلذذه بتعذيب فتيحة‪ ،‬وساديته‬
‫باغتصاب مرمي السموري‪ ،‬وممارسته الظلم على مقداد السويدي‪ ،‬باإلضافة إىل حالة اهللع والقلق والتوتر‬
‫واالضطراب والذعر بعد مكائد محيدة وختلي الوصاية عنه‪ ،‬دون أن ننسى حالة التيهان واحلرية اليت انتابته بعد‬
‫االنفتاح السياسي وانتشار األحزاب‪ ،‬وانفتاح السوق‪ ،‬فتحول إىل حامل لكل الشخصيات املسؤولة يف تلك‬
‫الفرتة‪.‬‬
‫وتعد شخصية أمحد معاليش من الشخصيات اليت عاشت حتوال جذريا يف الرواية اجتماعيا ونفسيا‬
‫وإيديولوجيا حيث انبنت شخصيته عرب مرحلتني زمانيتني‪:‬‬
‫األولى‪ :‬عندما كان مديرا للكافية‪ ،‬وهنا قدمه السارد على أنه‪ :‬أناين‪ ،‬طماع‪ ،‬متكرب‪ ،‬طموح‪ ،‬قوي‪ ،‬يكره‬
‫اإلجناب رغم عقمه‪ ،‬متمسك بكرسي الكافية‪ ،‬حيقد على العامل النقايب مقداد السويدي‪ ،‬ظامل‪ ،‬خملص للحزب‬
‫الواحد واالشرتاكية‪.‬‬
‫األخرى‪ :‬عندما أصبح مطرودا من منصبه فتحول إىل رجل متسامح(‪ ،)45‬قنوع‪ ،‬يرغب بشدة يف إجناب‬
‫األطفال‪ ،‬معرتف بأخطائه‪ ،‬متواضع يف رزقه (أصبح بائع ألبسة)‪.‬‬
‫‪ -2‬احميدة الرفاف‪ :‬يقدم لنا الكاتب هذه الشخصية عن طريق‪:‬‬
‫‪ -1-2‬التقديم المباشر‪ :‬انطالقا من ضمري املتكلم واالعرتافات اخلارجية لكنها صيغة قليلة جدا يف‬
‫هذه الرواية يقول عن نفسه‪« :‬مل مير على تعييين إال ثالثة أيام ‪ ...‬أنا ال ميكنين أن أليب مطالبكم»(‪ ،)46‬هنا‬
‫إفصاح من الشخصية على أهنا أصبحت تشغل منصبا لكنها غري قادرة على تلبية املطالب فهي إذن عاجزة‬
‫وليست يف مكاهنا املناسب‪.‬‬
‫‪ -2-2‬التقديم غير المباشر‪ :‬وقد جاء عن طريق التقدمي الغريي واخلارجي من خالل السارد العليم‬
‫بشكل أكرب وبصيغة الغائب حيث قدم لنا هذه الشخصية بالتدرج من العام إىل اخلاص من خالل‪:‬‬
‫الوصف الخارجي‪ :‬وفيه ركز السارد على مظهر امحيدة الرفاف يقول‪:‬‬ ‫‪-1-2-2‬‬

‫‪143‬‬
‫كريمة رقاب‬ ‫سيميائية الشخصية في رواية الكافية والوشام ملحمد مفالح‬

‫أ‪« -‬رأت امحيدة الرفاف بقامته املديدة ‪ ...‬أصبح حنيال»(‪.)47‬‬


‫ب‪« -‬طأطأ رأسه ذا الشعر اجملعد»(‪.)48‬‬
‫ت‪« -‬ابتسامة باهتة على شفتيه الغليظتني»(‪.)49‬‬
‫ث‪« -‬عينيه العسليتني»(‪.)50‬‬
‫ج‪« -‬مرر امحيدة سبابته على شاربه الغزير»(‪.)51‬‬
‫تقدم لنا هذه املقاطع السردية وصفا هلذه الشخصية من حيث الشكل اخلارجي‪ ،‬فامحيدة‪ :‬حنيل‪ ،‬طويل‬
‫القامة‪ ،‬غليظ الشفتني‪ ،‬جمعد الشعر‪ ،‬عسلي العينني‪ ،‬وقد تطابق شكله (حنيل) مع وضعه االجتماعي (الفقر)‬
‫عكس أمحد معاليش الذي كان مكتنز الوجه(الرفاهية)‪.‬‬
‫يواصل السارد وصفه‪ ،‬وينتقل عرب مبدأ التدرج لوصف هذه الشخصية خارجيا من خالل‪ :‬مشوارها‬
‫وظيفة تفسريية ألنه جيعلنا نفهم‬
‫ً‬ ‫الدراسي الذي مل يتعد الثانية ابتدائي‪ ،‬وهو وصف أضاف إىل الوظيفة البنائية‬
‫سلوكه داخل السرد‪.‬‬
‫الوصف الداخلي‪ :‬وفيه ركز السارد على عامل امحيدة املليء باحلزن والبؤس ألنه مل ينل‬ ‫‪-2-2-2‬‬
‫حب فتيحة ويعيش الفقر واحلرمان يف ماضيه‪ ،‬أما حاضره فمليء باألحقاد اجتاه فتيحة الوشام وزوجته اليت‬
‫اكتشف عدم عذريتها يوم الزفاف‪ ،‬وأمحد معاليش الذي يراه منافسا له يف احلياة‪ ،‬فقد أخذ منه فتيحة رغم كرب‬
‫سنه وسوء أخالقه‪ ،‬وأخذ منه شرف زوجته ومؤسسة الكافية‪.‬‬
‫وتواصل حالة الغليان النفسي عند هذه الشخصية إىل أن تصل إىل مرحلة اخلوف من العمال أو إضراهبم‬
‫وفقدان الوظيفة‪.‬‬
‫ينتقل السارد لوصف هذه الشخصية كما سبق وأن ذكرنا من خالل‪:‬‬
‫أ‪ -‬مبدأ التدرج‪ :‬فيقدم حالته االجتماعية قبل وبعد لقائه بفتيحة‪ ،‬مث ينتقل إىل وصف طريقة زواجه من‬
‫مرمي السموري‪ .‬وعن طريق‪:‬‬
‫ب‪ -‬مبدأ التحو ‪ :‬يواصل تقدمي هذه الشخصية حىت يكتمل بناؤها للمتلقي‪ ،‬ودالليا فيصوره لنا يف‬
‫املاضي رجال شهما ال يرضى الذل‪ ،‬حمبا ومطيعا لفتيحة‪ ،‬يتمىن منها نظرة واحدة‪ ،‬ويف احلاضر أين حتول وأصبح‬
‫رجال خمادعا‪ ،‬قويا‪ ،‬ظاملا‪ ،‬براغماتيا حىت حيافظ على مكاسبه اليت كان سببها فتيحة الوشام‪.‬‬
‫أما بقية الشخصيات سواء أكانت هامشية أم ثانوية مثل مقداد السويدي وحممد الراشدي ومرمي السموري‬
‫فقد التزمت الثبات والندرة يف تقدمي املعلومات عنها‪.‬‬
‫ويف األخري خنلص إىل أن حممد مفالح قد اهتم مببدأي التدرج والتحول على صعيد الشخصيات الرئيسة‬
‫أكثر منها لدى الشخصيات الثانوية‪ ،‬ألن السرد قائم عليها‪ ،‬باإلضافة إىل دخوهلا يف شبكة عالقات‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫الصفحة‪351-333:‬‬ ‫املجلد‪ 9 :‬عدد‪ ( 3 :‬جوان ‪)2023‬‬ ‫جسور املعرفة )‪(Djoussour El-maaréfa‬‬

‫قد كان لتغري احلياة االجتماعية والسياسية واالقتصادية يف تلك املدينة أثر ِبني يف حتول تلك الشخصيات‪،‬‬
‫وإذا كانت شخصية فتيحة الوشام وأمحد معاليش قد عرفت استقرارا نفسيا وحتوال اجتماعيا وإيديولوجيا مع هناية‬
‫السرد فإن شخصية امحيدة الرفاف قد ازدادت اضطرابا وخوفا وحقدا‪ ،‬وهذا راجع إىل طبيعته النفسية الناقمة واليت‬
‫صقلتها ظروف طفولته (اليتم) وظروف شبابه (البطالة) وظروف الزواج (االرتباط بفتاة مغتصبة) وشخصية امحيدة‬
‫هي مناخ مناسب لتفريغ تلك الصفات‪.‬‬
‫ويرجع حتول تلك الشخصيات إىل األحداث املختلفة اليت عجت هبا الرواية واليت ولدت عالقات جديدة‬
‫بني الشخصيات‪ ،‬وهذا إن دل على شيء فإمنا يدل على أن الشخصية الروائية عند حممد مفالح ليست مستقلة‬
‫بذاهتا إمنا ملتحمة التحاما شديدا باحلدث والزمن واملكان وعليه يتبادر إىل ذهننا معرفة الطريقة اليت استعملها‬
‫حممد مفالح لرسم تلك العالقات بني تلك الشخصيات انطالقا من أدوارها واحلوافز املختلفة اليت سامهت يف‬
‫ذلك(‪ )52‬من خالل مستوى وصف الشخصية الروائية وفق جهود غرمياس‪.‬‬
‫‪ 2‬مستوى وصف الشخصيات‬
‫‪ 1.3‬اإلطار المعرفي‪:‬‬
‫انطالقا من دراسيت لدال ومدلول الشخصية سأحاول الوقوف عند األدوار العاملية اليت تقف وراء أفعال‬
‫الشخصية باعتبارها عامالً يتحدد انطالقا من عالقاته مع العوامل األخرى وسأنطلق من فصول الرواية اليت ضمت‬
‫ذواتا سعت إىل حتقيق رغبات معينة نتج عنها عالقات اتصال وانفصال وصراع مع عوامل أخرى‪ ،‬وسأختار‬
‫النموذج العاملي لغرمياس‪.‬‬
‫‪ 2.3‬النموذج العاملي‪:‬‬
‫استثمر أ‪.‬ج غرمياس يف جهود فالدمري بروب حول «حتديد هوية الشخصية يف احلكي بشكل عام من‬
‫خالل جمموع أفعاهلا دون صرف النظر عن العالقة اليت بينها وبني جمموع الشخصيات األخرى اليت حيتوي عليها‬
‫النص»(‪.)53‬‬
‫فانطلق من ميدان الوظائف إىل ميدان العوامل الذي حدده بستة عوامل رآها تنظم العوامل واألفكار والقيم‬
‫عامة(‪ ،)54‬وهي املرسل واملرسل إليه‪ ،‬املوضوع والذات‪ ،‬واملساعد واملعارض‪ ،‬وجتمع هذه العوامل(‪ )55‬يف ثالث‬
‫عالقات هي الرغبة‪ ،‬والصراع‪ ،‬والتواصل(‪ ،)56‬وكما هو معروف أن البىن العاملية يف األعمال الروائية تستوجب‬
‫الدقة والرتكيز؛ لذلك سأقتصر على البىن العاملية العامة وذلك بالرتكيز على الذوات الرئيسية وبشكل خمتصر يف‬
‫الرواية‪ ،‬ذلك أهنا ذوات تقيم شبكة عالقات متعددة‪.‬‬
‫تضم رواية الكافية والوشام عشرة فصول سأحاول من خالهلا توضيح طريقة متفصل العوامل وانتظامها يف‬
‫الرتسيمة العاملية اليت تلعب فيها الشخصيات وظيفة الذات(‪.)57‬‬

‫‪145‬‬
‫كريمة رقاب‬ ‫سيميائية الشخصية في رواية الكافية والوشام ملحمد مفالح‬

‫الفصل األو ‪:‬‬

‫متثل فتيحة ‪ /‬عامل الذات الذي يرغب ويسعى لتحقيق رغبته وهي قتل زوجها أمحد معاليش (عامل‬
‫املوضوع) « وهذه الرغبة ذاتية حتدث السعي فيندمج العامل املرسل يف عامل الذات ويتحرك السعي إىل حتقيق‬
‫(‪)58‬‬
‫بارزا يف هذه‬
‫حمورا ً‬
‫العامل املوضوع نفسه فيندمج العامل املرسل إليه يف العامل املوضوع» ‪ .‬وهبذا تكون فتيحة ً‬
‫الرواية‪.‬‬
‫تتحرك فتيحة إىل حتقيق رغبتها بدافع احلقد واالنتقام والكره لزوجها أمحد معاليش ألنه حيتقرها ويهينها‪،‬‬
‫وكذلك بدافع الطمع واخلوف من الطالق وسوء املعاملة(‪ ،)59‬وقد كان يف هذا الدافع جمال خصب لتغيري حياة‬
‫فتيحة اليت ستكون هي املستفيدة من مقتل زوجها لكنه دافع يفتقر إىل مساعد‪ ،‬وبعد البحث عنه (من طرف‬
‫الذات) جتده يف امحيدة الذي استعملت معه أسلوب االستدراج واإلغراء يف طرح موضوع القتل‪ ،‬وبعد القراءة‬
‫العميقة للعامل املساعد جنده‪ -1 :‬يتعدى امحيدة إىل الفوضى اليت اجتاحت البالد(‪ -2 ،)60‬فال أحد سينشغل‬
‫مبقتل معاليش‪ ،‬بل منشغل باألحزاب‪ -3 ،‬وزواج امحيدة من اخلادمة الذي سيسهل عليه مهمة الدخول واخلروج‬
‫إىل الفيال مىت شاء(‪ -4 ،)61‬وكذلك غياب أي رقيب يف مسكن أمحد معاليش‪ ،‬إهنا فعال عوامل مساعدة تؤدي‬
‫إىل إجناز املوضوع بنجاح(‪ ،)62‬لكن رغم ذلك يتوقف حتقيق ذلك املوضوع بسبب العامل املعارض والذي متثل يف‬
‫غياب محيدة ونقضه الوعد الذي أعطاه لعامل الذات‪ /‬فتيحة وهو عامل قوي استطاع أن يشتت قوة وأفكار‬
‫وخطط عامل الذات‪ /‬فتيحة اليت دخلت يف صراع قوي مع عامل املساعد‪ /‬محيدة‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪146‬‬
‫الصفحة‪351-333:‬‬ ‫املجلد‪ 9 :‬عدد‪ ( 3 :‬جوان ‪)2023‬‬ ‫جسور املعرفة )‪(Djoussour El-maaréfa‬‬

‫يسعى عامل الذات‪ /‬امحيدة الرفاف لتحقيق عامل املوضوع‪ /‬طرد أمحد معاليش من مؤسسة الكافية مث‬
‫(‪)64‬‬ ‫(‪)63‬‬
‫يوما‪ ،‬وأمحد معاليش الذي‬
‫ً‬ ‫أهانته‬ ‫اليت‬ ‫فتيحة‬ ‫من‬ ‫االنتقام‬ ‫يف‬ ‫الرغبة‬
‫و‬ ‫احلسد‬ ‫و‬ ‫احلقد‬
‫و‬ ‫الكره‬ ‫بدافع‬ ‫سجنه‬
‫يوما حبجة مستواه الدراسي اهلش‪ ،‬واستوىل(‪ )66‬على قطعة أرض وحمل‬ ‫ً‬
‫(‪)65‬‬
‫تزوج حبيبته فتيحة ورفض توظيفه‬
‫جتاري‪ ،‬وفيال وشقق(‪ ،)67‬باإلضافة إىل الدافع اجلوهري وهو الفقر الذي ولد يف نفس محيدة تلك الدوافع‪ .‬ومل‬
‫يكن عامل الذات‪ /‬محيدة هو املستفيد الوحيد يف هذا املوضوع‪ ،‬بل حىت حممد الراشدي الذي يتمىن أن يطرد‬
‫أمحد معاليش حىت يسري أمور شركته ومصاحله اخلاصة كالصفقات املشبوهة ‪ ...‬واحلمالت االنتخابية)‪.‬‬
‫يبحث عامل الذات‪ /‬محيدة عن عوامل مساعدة‪ ،‬فيجدها يف دخوله الفيال(‪ ،)68‬ويف سرقة األوراق‬
‫منها(‪ ،)69‬ويف انشغال الناس وعلى رأسهم الضحية أمحد معاليش – يف متغريات الساحة السياسية ‪ -‬باإلضافة إىل‬
‫حممد الراشدي الذي كان يوجه محيدة(‪ )70‬ويساعده يف رسم اخلطة(‪ ،)71‬وهي عوامل قوية توصل عامل الذات‪/‬‬
‫محيدة إىل املوضوع ال حمالة‪ ،‬ورغم حصول عامل الذات‪ /‬محيدة على عوامل مساعدة إال أنه يظهر عامل معارض‬
‫وهو زوجته مرمي السموري اليت ترفض وتعارض عامل الذات‪ /‬محيدة يف سعيها ذلك ألنه يف نظرها أمحد معاليش‬
‫قوي وصاحب كل شيء(‪.)72‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪147‬‬
‫كريمة رقاب‬ ‫سيميائية الشخصية في رواية الكافية والوشام ملحمد مفالح‬

‫بعد أن تكتشف فتيحة خطة محيدة يسعى عامل الذات‪ /‬فتيحة إىل حتقيق عامل املوضوع‪ /‬الرغبة يف‬
‫القضاء على محيدة الرفاف بدافع االنتقام منه وكذا اخلوف من أن يشي به عند زوجها فيطلقها‪ ،‬والندم على فعلته‬
‫اليت كانت سرتمي به إىل الشارع(‪ )73‬وتستفيد هي وزوجها من هذا املوضوع‪ ،‬باإلضافة إىل مرمي السموري اليت‬
‫وعدها عامل الذات‪ /‬فتيحة من أنه سيمنحها الشقة ويقف إىل جانبها وهي يتيمة وفقرية(‪.)74‬‬
‫يبدأ عامل الذات ‪ /‬فتيحة بالبحث عن عوامل مساعدة فيجدها يف الكذب على امحيدة عند زوجها‬
‫بادعائه حماولة التهجم عليه‪ ،‬ويف االعتماد على مرمي بإدالئها بشهادة الزور(‪ )75‬بأنه قد حصل ذلك فعال‪،‬‬
‫جدا وهو قوة ونفوذ زوجها الذي سيسحق امحيدة الرفاف(‪ )76‬وبعد إعداد تلك اخلطة‬
‫باإلضافة إىل عامل قوي ً‬
‫يصطدم عامل الذات بعامل معارض وهو غياب أمحد معاليش مدة طويلة‪ ،‬حيث مل يتمكن من ربح الوقت(‪.)77‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ويضم ترسيمتني‪:‬‬
‫الترايمة األو ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪148‬‬
‫الصفحة‪351-333:‬‬ ‫املجلد‪ 9 :‬عدد‪ ( 3 :‬جوان ‪)2023‬‬ ‫جسور املعرفة )‪(Djoussour El-maaréfa‬‬

‫يسعى عامل الذات‪ /‬أمحد معاليش إىل معرفة وفهم ما جيري يف البالد اليت دخلت مرحلة جديدة‪ ،‬بدافع‬
‫حتديد اجتاهه بعد االنفتاح السياسي‪ ،‬فيقف مع اجلبهة الغالبة حىت يستفيد من الصالحيات نفسها ويبقى يف‬
‫منصبه‪ ،‬فيدخل يف رحلة حبث عن عامل مساعد لكنه ال جيد من يساعده على فهم املرحلة‪ ،‬إىل أن جيد عامالً‬
‫مساعدا قويًا يضمن له حتقيق الفائدة وهو أيديولوجية احلياد‪ ،‬وكذا احلذر من كل شيء‪ ،‬وقد كان يف جهله بطبيعة‬
‫ً‬
‫املرحلة وكذا خماطرها عامل معارض مهم يف عدم حتقيق موضوعه(‪.)78‬‬
‫الترايمة الثانية عن طريق االاترجاع‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫يسعى عامل الذات‪ /‬أمحد معاليش لتحقيق رغبته وهي القضاء على مقداد السويدي ألنه خيشى على‬
‫منصبه من هذا النقايب العنيد‪ ،‬النزيه‪ ،‬فيلجأ العامل املساعد‪ /‬محيدة الرفاف لرسم خطة تطيح مبقداد‪ ،‬فيمكنه من‬
‫ذلك مقابل ترقية يف الكافية ويستعينان مبجموعة من التهم الباطلة ضده‪ ،‬إال أهنما يصطدمان بعوامل معارضة قوية‬
‫متثلت يف حتركات مقداد السويدي إلثبات براءته والتفاف العمال واالحتاد احمللي للنقابة حوله(‪.)79‬‬
‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫‪149‬‬
‫كريمة رقاب‬ ‫سيميائية الشخصية في رواية الكافية والوشام ملحمد مفالح‬

‫يسعى عامل الذات‪ /‬امحيدة لتحقيق موضوعه وهو طرد أمحد معاليش من منصب مدير الكافية بدافع‬
‫االنتقام‪ ،‬وكذا احلصول على منصب مدير الكافية‪ ،‬فيستفيد هو وجمموعة من العمال الناقمني وحممد الراشدي من‬
‫ذلك‪ ،‬يسعى عامل الذات‪ /‬امحيدة لتحقيق موضوعها إىل احلصول على عوامل مساعدة‪ ،‬فيجدها يف العمال‬
‫يوما وحممد الراشدي‪ ،‬باإلضافة إىل عاملني‬
‫سندا قويًا ألمحد معاليش ً‬
‫الناقمني والرجال األقوياء الذين كانوا ً‬
‫أساسيني مها‪ :‬التحريض على اإلضراب جللب التحقيق‪ ،‬وكذا وسائل اإلعالم اليت نشرت ذلك اخلرب الذي وصل‬
‫إىل جلان التحقيق‪ ،‬ونقابة االحتاد العام للعمال اجلزائريني‪ ،‬ورغم كل هذه العوامل املساعدة إال أن عامل الذات‪/‬‬
‫امحيدة يدخل يف صراع مع عامل معارض‪ /‬مقداد السويدي الذي ورغم خصوماته مع أمحد معاليش يرفض‬
‫الوقوف إىل جانب محيدة الرفاف‪.‬‬
‫الفصل السادس‬

‫يسعى عامل الذات‪ /‬أمحد معاليش إىل حتقيق رغبته يف احلفاظ على منصبه مدير الكافية بدافع اخلوف من‬
‫الطرد‪ ،‬ومن املستقبل الغامض‪ ،‬فيستعني بالسفر إىل العاصمة ملقابلة املسؤولني يف وزارة الصناعة لتحقيق عامل‬
‫املوضوع‪ /‬احلفاظ على منصب مدير الكافية‪ ،‬لكنه يصطدم بعاملني معارضني مها‪ :‬عدم استقباله من طرف‬
‫املسؤولني يف الوزارة واملركزية وكذا إرسال جلان حتقيق إىل الكافية(‪.)80‬‬
‫الفصل السابع‪:‬‬

‫‪150‬‬
‫الصفحة‪351-333:‬‬ ‫املجلد‪ 9 :‬عدد‪ ( 3 :‬جوان ‪)2023‬‬ ‫جسور املعرفة )‪(Djoussour El-maaréfa‬‬

‫يسعى عامل الذات‪ /‬فتيحة الوشام إىل حتقيق رغبة البحث عن العمل بدافع إثبات الذات‪ ،‬فتتسلح بعامل‬
‫مساعد قوي وهو اإلرادة‪ ،‬إال أهنا تصطدم بعامل معارض وهو الوساطة اليت ال ميتلكها‪ ،‬باإلضافة إىل مستواه‬
‫الدراسي الضعيف ومها عامالن معارضان قويان‪.‬‬
‫الفصل الثامن‬

‫يسعى عامل الذات‪ /‬جلان التحقيق إىل طرد عامل املوضوع‪ /‬أمحد معاليش بدافع القضاء على الفساد‪،‬‬
‫وقد كان يف هذا السعي فائدة حلميدة الرفاف وكذا حممد الراشدي‪ ،‬وقد استعان عامل الذات بعدة عوامل‬
‫مساعدة لتحقيق موضوعه وهي محيدة الرفاف والتقارير املكتوبة‪ ،‬باإلضافة إىل اجلرائد اليت كانت تكتب عن‬
‫جتاوزات أمحد معاليش‪ ،‬وكذا الفوضى يف املؤسسة‪ ،‬لكن مقداد السويدي وأمحد معاليش يقفان ضد قرارات عامل‬
‫الذات‪ /‬جلان التحقيق بصفتهما عامالن معارضان فريفضان ذلك املوضوع‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫كريمة رقاب‬ ‫سيميائية الشخصية في رواية الكافية والوشام ملحمد مفالح‬

‫الفصل التااع‪:‬‬

‫يسعى عامل الذات‪ /‬امحيدة الرفاف إىل حتقيق رغبته يف تعيينه رِسيا يف منصب مدير الكافية حىت‬
‫يستفيد من امتيازات يف املنصب مثل أمحد معاليش‪ ،‬وقد جاءت تلك الرغبة بدافع اخلوف من عودة أمحد‬
‫معاليش‪ ،‬باإلضافة إىل التكليف املؤقت الذي منح له والذي جيعله حمل فصل يف أية حلظة‪ ،‬وعليه يسعى عامل‬
‫الذات‪ /‬محيدة إىل البحث عن عامل مساعد‪ ،‬فيحصل على الئحة مساندة من طرف بعض العمال لكنه يصطدم‬
‫بعوامل معارضة قوية وهم مقداد السويدي وحممد الراشدي والعمال‪ ،‬باإلضافة إىل اإلضراب الذي وصل إىل‬
‫اجلرائد وكذا االحتاد العام للعمال اجلزائريني(‪.)81‬‬
‫الفصل العاشر‪:‬‬

‫يسعى عامل الذات‪ /‬حممد الراشدي لتحقيق رغبة الزواج من فتيحة الوشام بدافع االنتقام من أمحد معاليش‪ ،‬وقد‬
‫اعتمد على عامل مساعد قوي هو املال والنفوذ‪ ،‬لكن عامل الذات‪ /‬حممد الراشدي تفشل يف حتقيق ذلك بسبب‬
‫العوامل املعيقة واملتمثلة يف تبين فتيحة أيديولوجية التحرر ونضجها وكذلك عملها اجلديد الذي سيغنيها عن الزواج‬
‫أخريا وضعية حممد الراشدي االجتماعية فهو زوج له أبناء(‪.)82‬‬
‫الفاشل‪ ،‬و ً‬

‫‪152‬‬
‫الصفحة‪351-333:‬‬ ‫املجلد‪ 9 :‬عدد‪ ( 3 :‬جوان ‪)2023‬‬ ‫جسور املعرفة )‪(Djoussour El-maaréfa‬‬

‫خاتمة‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ -‬ارتباط الشخصية السردية يف النقد احلديث بالوظائف اليت تعتمد على فعل الشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬ارتبط مفهوم الشخصية عند فيليب هامون بالعالمة اللسانية‪ ،‬وعند غرمياس بالنموذج العاملي‪.‬‬
‫‪ -‬استطاع دال الشخصية يف رواية الكافية والوشام أن يساهم يف تركيز مدلوهلا‪ ،‬والتعبري عن هويتها بسبب‬
‫االختيار القصدي لألِساء‪.‬‬
‫‪ -‬قدم حممد مفالح معلومات وفرية وصرحية حول بعض الشخصيات الرئيسة سامهت يف رِسها وتشكيلها‬
‫بصورة واضحة لدى املتلقي‪.‬‬
‫‪ -‬تعمد الكاتب عرض بعض الشخصيات خاصة (الثانوية) بشكل مقتضب لرتكيزه على وظيفتها أكثر من‬
‫بنائها‪.‬‬
‫‪ -‬بدأ مدلول الشخصيات الرئيسة والثانوية يف الرواية فارغا مث بدأ يف االمتالء عن طريق مبدأ التدرج‬
‫والتحول الذي الزم صفحات الرواية‪ ،‬وكذا الرتكيز على الوصف الداخلي واخلارجي للشخصيات‪.‬‬
‫‪ -‬سامهت البيئة االجتماعية واالقتصادية والقارية والسياسية يف تشكيل الشخصية الروائية يف الرواية من‬
‫خالل مبدأ التحول والتدرج‪.‬‬
‫‪ -‬تعددت العوامل يف الرواية بني ما هو مادي وما هو معنوي‪ ،‬وقد خضعت لعدة حوافز سامهت يف ربط‬
‫ونسج العالقات بني هذه العوامل‪ ،‬ومن مث املسامهة يف شكل النص السردي‪.‬‬
‫‪ -‬استطاع النموذج العاملي أن يتغلغل يف البنية العميقة ملستوى وصف الشخصية يف هذه الرواية‪.‬‬
‫‪ -5‬الهوامش‪:‬‬

‫(‪ )1‬استخلص بروب إحدى وثالثني وظيفة استطاع اختزاهلا يف سبع دوائر هي دائرة املعتدي‪ ،‬والفعل الواهب‪ ،‬والفعل املساعد‪ ،‬وفعل األمرية‪ ،‬والفعل‬
‫املوكل‪ ،‬وفعل البطل‪ ،‬وفعل البطل املزيف‪.‬‬
‫(‪ )2‬كل وظيفة ترتبط بكم هائل من األفعال املختلفة والعكس‪ ،‬فالفعل ذاته ميكن ظهوره يف وظائف متعددة‪ .‬ينظر‪ :‬شقرون نادية‪ ،‬مباحث يف‬
‫السيميائيات السردية دار األمل للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬تيزي وزو ‪ -‬اجلزائر‪ ،‬د‪.‬ط‪2002 ،‬م‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫(‪ )3‬حدد سوريو ستة وظائف درامية هي‪ :‬البطل املضاد‪ ،‬البطل‪ ،‬املوضوع‪ ،‬املرسل‪ ،‬املرسل إليه‪ ،‬املساعد‪.‬‬
‫(‪ )4‬اجلبوري حممد فليح‪ ،‬االجتاه السيميائي يف نقد السرد العريب احلديث‪ ،‬دار األمان‪ ،‬الرباط‪ ،‬م‪ ،2013‬ط ‪ ،1‬ص ‪.01 - 00‬‬
‫(‪ )5‬نادية شقرون‪ ،‬مباحث يف السيميائيات السردية‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫(‪ )6‬هامون فيليب‪ ،‬سيميائية الشخصية الروائية‪ ،‬ترمجة‪ :‬سعيد بنكراد‪ ،‬دار الكالم‪ ،‬الرباط‪ ،‬املغرب‪ ،‬د‪.‬ط‪1990 ،‬م‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬اجلبوري حممد فليح‪ ،‬االجتاه السيميائي يف نقد السرد العريب احلديث‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫(‪ )8‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.92 – 90‬‬
‫(‪ )9‬صحيح أن حماور صفات الشخصية اجلنس األصل اجلغرايف األيديولوجيا الثروة هي معايري مساعدة لدراسة جانب من مدلول الشخصية إال أننا‬
‫استعنا هبا يف هذا اجلزء لتحديد الشخصيات الرئيسة فهي مناسبة‪.‬‬
‫(‪ )10‬يرتك الوشم يف جلد اإلنسان عالمته‪ ،‬فهو مثل العالمة يصعب إزالته‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫كريمة رقاب‬ ‫سيميائية الشخصية في رواية الكافية والوشام ملحمد مفالح‬

‫(‪ )11‬ينظر‪ :‬داللة حروف (أ ح م د) عباس حسن‪ ،‬خصائص احلروف العربية ومعانيها‪ ،‬منشورات احتاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق – سوريا‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫‪1992‬م‪ ،‬ص ‪.00 ،01 ،00 ،94 ،93‬‬
‫(‪ )12‬مفالح حممد‪ ،‬رواية الكافية والوشام‪ ،‬دار هومة‪ ،‬منشورات احتاد الكتاب اجلزائريني‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط ‪2002 ،1‬م‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫(‪ )13‬الزبيدي حمب الدين حممد مرتضى أبو الفيض‪ ،‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬تح‪ :‬عبد العزيز مطر‪ ،‬مراجعة‪ :‬عبد الستار أمحد فراج‪ ،‬مطبعة‬
‫حكومة الكويت‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط ‪1414 ،2‬ه – ‪1994‬م‪[ ،95/2 ،‬ر ش د]‪.‬‬
‫(‪ )14‬ينظر‪ :‬مفالح حممد‪ ،‬الكافية والوشام‪ ،‬ص ‪.122 ،33‬‬
‫(‪ )15‬اجلبوري حممد فليح‪ ،‬االجتاه السيميائي يف نقد السرد العريب احلديث‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫(‪ )16‬ينظر‪ :‬حبراوي حسن‪ ،‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬املركز الثقايف العريب‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬ط‪1990 ،1‬م‪ ،‬ص ‪.223‬‬
‫(‪ )17‬مرشد أمحد‪ ،‬البنية والداللة يف روايات إبراهيم نصر اهلل‪ ،‬املؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬ط‪2005 ،1‬م‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫(‪ )18‬ينظر‪ :‬حبراوي حسن‪ ،‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬ص ‪.224‬‬
‫(‪ )19‬مفالح حممد‪ ،‬رواية الكافية والوشام‪ ،‬ص ‪.13 - 12 – 11‬‬
‫(‪ )20‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.22 - 25‬‬
‫(‪ )21‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.51 - 50‬‬
‫(‪ )22‬ينظر‪ :‬عبد املالك أشهبون‪ ،‬عتبات الكتابة يف الرواية العربية‪ ،‬دار رؤية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة – مصر‪ ،‬ط ‪2010 ،1‬م‪ ،‬ص ‪ 34‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ِ )23‬سر روحي الفيصل‪ ،‬الرواية العربية البناء والرؤيا مقاربة نقدية‪ ،‬منشورات احتاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق – سوريا‪ ،‬د‪.‬ط‪2003 ،‬م‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫(‪ )24‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫(‪ )25‬حممد مفالح‪ ،‬رواية الكافية والوشام‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫(‪ )26‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫(‪ )27‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫(‪ )28‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫(‪ )29‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫(‪ )30‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫(‪ )31‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫(‪ )32‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫(‪ )33‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫(‪ )34‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫(‪ )35‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫(‪ )36‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫(‪ )37‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫(‪ )38‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫(‪ )39‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫)‪ (40‬حسن حبراوي‪ ،‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬ص‪.230‬‬
‫(‪ )41‬حممد مفالح‪ ،‬رواية الكافية والوشام‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫(‪ )42‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫(‪ )43‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫(‪ )44‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫(‪ )45‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪154‬‬
‫الصفحة‪351-333:‬‬ ‫املجلد‪ 9 :‬عدد‪ ( 3 :‬جوان ‪)2023‬‬ ‫جسور املعرفة )‪(Djoussour El-maaréfa‬‬

‫(‪ )46‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫(‪ )47‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫(‪ )48‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫(‪ )49‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫(‪ )50‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫(‪ )51‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫(‪ )52‬ينظر‪ :‬ميىن العيد‪ ،‬تقنيات السرد الروائي يف ضوء املنهج البنيوي‪ ،‬دار الفارايب‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪1999 ،2‬م‪ ،‬ص ‪.00 - 04‬‬
‫)‪ (53‬حلميداين محيد‪ ،‬بنية النصر السردي من منظور النقد األديب‪ ،‬ط‪ ،1‬املركز الثقايف العريب للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،1999 ،‬ص ‪.52‬‬
‫)‪ (54‬حول تنتيري ‪ ،testeniere‬مصطلح الوظيفة إىل عامل معرفا إياه بالقائم بالفعل أو متلقيه بعي ًدا عن أي حتديد آخر‪ .‬انظر‪ :‬بوطاجني سعيد‪،‬‬
‫االشتغال العاملي دراسة سيميائية غ ًدا يوم جديد البن هدوقة‪ ،‬منشورات االختالف‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط‪ ،2000 ،1‬ص ‪.14‬‬
‫)‪ (55‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫)‪ (56‬انظر‪ :‬جوزيف كورتيس‪ ،‬مدخل إىل السيميائية السردية واخلطابية‪ ،‬تر‪ ،‬مجال حضري‪ ،‬منشورات دار االختالف‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط‪ ،2000 ،1‬ص‬
‫‪ 101‬وما بعدها‪.‬‬
‫)‪ (57‬سعيد بوطاجني‪ ،‬النموذج العاملي‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫)‪ (58‬زراقط عبد اجمليد‪ ،‬يف بناء الرواية اللبنانية‪ ،‬منشورات اجلامعة اللبنانية‪ ،‬لبنان‪.129/1 ،1999 ،‬‬
‫)‪ (59‬انظر‪ :‬مفالح حممد‪ ،‬الكافية والوشام‪ ،‬ص ‪10 ،9 ،2 ،4‬ـ‬
‫)‪ (60‬انظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.15 ،04‬‬
‫)‪ (61‬انظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫)‪ (62‬انظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫)‪ (63‬انظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.40 ،33‬‬
‫)‪ (64‬انظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫)‪ (65‬انظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫)‪ (66‬انظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫)‪ (67‬انظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫)‪ (68‬انظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫)‪ (69‬انظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫)‪ (70‬انظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫)‪ (71‬انظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.45 ،44 ،33‬‬
‫)‪ (72‬انظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫)‪ (73‬انظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.59 ، 52‬‬
‫)‪ (74‬انظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.00 ،59 ،50‬‬
‫)‪ (75‬انظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫)‪ (76‬انظر‪ :‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.59 ،53‬‬
‫)‪ (77‬انظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫)‪ (78‬انظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.59 ،52‬‬
‫)‪ (79‬انظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.00 ،09 ،02‬‬
‫)‪ (80‬انظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.20 ،25 ،24‬‬

‫‪155‬‬
‫كريمة رقاب‬ ‫سيميائية الشخصية في رواية الكافية والوشام ملحمد مفالح‬

‫)‪ (81‬انظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.125 ،124 ،123‬‬


‫)‪ (82‬انظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.132 - 131‬‬
‫‪ .6‬قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ -1‬حبراوي حسن‪ ،‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬املركز الثقايف العريب‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬ط‪1990 ،1‬م‪.‬‬
‫غدا يوم جديد البن هدوقة‪ ،‬منشورات االختالف‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط‪،1‬‬‫‪ -2‬بوطاجني سعيد‪ ،‬االشتغال العاملي دراسة سيميائية ً‬
‫‪2000‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬اجلبوري حممد فليح‪ ،‬االجتاه السيميائي يف نقد السرد العريب احلديث‪ ،‬دار األمان‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط ‪2013 ،1‬م ‪.‬‬
‫‪ -4‬جوزيف كورتيس‪ ،‬مدخل إىل السيميائية السردية واخلطابية‪ ،‬تر‪ ،‬مجال حضري‪ ،‬منشورات دار االختالف‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2000‬م‪.‬‬
‫‪ -5‬الزبيدي حمب الدين حممد مرتضى أبو الفيض‪ ،‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬تح‪ :‬عبد العزيز مطر‪ ،‬مراجعة‪ :‬عبد الستار‬
‫أمحد فراج‪ ،‬مطبعة حكومة الكويت‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط ‪1414 ،2‬ه – ‪1994‬م ‪.‬‬
‫‪ -0‬زراقط عبد اجمليد‪ ،‬يف بناء الرواية اللبنانية‪ ،‬منشورات اجلامعة اللبنانية‪ ،‬لبنان‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ِ -0‬سر روحي الفيصل‪ ،‬الرواية العربية البناء والرؤيا مقاربة نقدية‪ ،‬منشورات احتاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق – سوريا‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫‪2003‬م ‪.‬‬
‫‪ -2‬شقرون نادية‪ ،‬مباحث يف السيميائيات السردية دار األمل للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬تيزي وزو ‪ -‬اجلزائر‪ ،‬د‪.‬ط‪2002 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ -9‬عباس حسن‪ ،‬خصائص احلروف العربية ومعانيها‪ ،‬منشورات احتاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق – سوريا‪ ،‬د‪.‬ط‪1992 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ -10‬عبد املالك أشهبون‪ ،‬عتبات الكتابة يف الرواية العربية‪ ،‬دار رؤية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة – مصر‪ ،‬ط ‪2010 ،1‬م ‪.‬‬
‫‪ -11‬حلميداين محيد‪ ،‬بنية النصر السردي من منظور النقد األديب‪ ،‬ط‪ ،1‬املركز الثقايف العريب للطباعة والنشر والتوزيع‪.1999 ،‬‬
‫‪ -12‬مرشد أمحد‪ ،‬البنية والداللة يف روايات إبراهيم نصر اهلل‪ ،‬املؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2005‬م ‪.‬‬
‫‪ -13‬مفالح حممد‪ ،‬رواية الكافية والوشام‪ ،‬دار هومة‪ ،‬منشورات احتاد الكتاب اجلزائريني‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط ‪2002 ،1‬م ‪.‬‬
‫‪ -14‬هامون فيليب‪ ،‬سيميائية الشخصية الروائية‪ ،‬ترمجة‪ :‬سعيد بنكراد‪ ،‬دار الكالم‪ ،‬الرباط‪ ،‬املغرب‪ ،‬د‪.‬ط‪1990 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ -15‬ميىن العيد‪ ،‬تقنيات السرد الروائي يف ضوء املنهج البنيوي‪ ،‬دار الفارايب‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪1999 ،2‬م‪.‬‬

‫‪156‬‬

You might also like