Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

103 - 131 :‫) ص ص‬0203( 20 :‫ العدد‬/ 31 :‫الـمجلد‬ ‫دفاتر السياسة والقانون‬

2020 -3102 ‫معوقات واليات تحسين الخدمة العامة بالجزائر في الفترة‬


Obstacles and mechanisms for improving the public service in Alegria
during the period 2013-2020.
*
‫د زيدان سعيد‬/‫ط‬
saidzidan258@gmail.com ،‫ الجزائر‬،20 ‫جامعة وهران‬
‫ المجتمع والسلطة‬،‫مخبرالقانون‬
‫البروفيسور بن طرمول عبد العزيز‬
bentermoulabdelazize@gmail.com،‫ الجزائر‬،‫جامعة وهران‬

0200 / 21 /01 :‫ تاريخ النشر‬ 0200/ 20/20 :‫تاريخ القبول‬  0202 / 22 /02 :‫تاريخ اإلرسال‬
:‫ملخص‬
‫ وسعت الجزائر جاهدة لتحسين‬،‫يعتبر تحسين نظام الخدمة العامة من بين أصعب الميادين على الحكومات‬
،‫ معتمدة إستراتيجية تتمثل في رصد مجموعة من اآلليات‬.‫ لتجسيد مبدأ تقريب اإلدارة من المواطن‬،‫الخدمة العامة‬
‫ والتطبيقات االلكترونية والرقمنة‬،‫لعل أهمها التركيز على المتغيرات التكنولوجية كوسائل اإلعالم واالتصال‬
‫ مع التركيز على تحسين أداء العامل البشري وذلك في محاولة لمحاكاة نظم الخدمة‬.‫وعصرنة المرافق العمومية‬
‫ وتمكنت‬،‫ وقد نجحت الجزائر إلى حد كبير في تطبيقها لهذه اآلليات خاصة في البلديات‬.‫العامة في الدول المتقدمة‬
‫ لكن يبقى وجود العديد‬.‫من القضاء على العديد من العراقيل البيروقراطية وتسهيل على المواطن استخراج الوثائق‬
‫من النقائص كاألخطاء في سجالت الحالة المدنية والضعف في التحكم في تكنولوجيا االتصال من طرف الموظف‬
‫ كلها معطيات قامت بالحد من تحقيق نتائج ايجابية وأثرت سلبا على‬.‫واألزمة المالية والسياسية ووباء كورونا‬
.‫عمليات تهيئة وعصرنة المرفق العام وضعف تكوين العامل البشري‬
‫ االلكترونية‬،‫ العصرنة‬،‫ الخدمة العامة‬،‫االصالح‬،‫ الجزائر‬:‫الكلمات المفتاحية‬
Abstract:
Improving public service among the most difficult fields in the countries and efforts
have been made to strive to improve pubblic service,to embody the the principale for
bringing the admiministration closer to citizen.it relies on a strategy that includes monitoring
a set of mechanisms,perhaps the most important of which is focusing on variables
techenological variable such as media communication,electronic applications,digitization and
modernisation of public facilities with a focus on improving the performance of the human
factor in an attempt to emulate public service systems in developed contries.
Algeria has largely succeeded in its application to these mechanisme ,especially in the
municipalities, is to eliminate many bureaucratic obstacles and facilitate the citizen to extract
documents and use international standards in the form and content of documents, but the
présence of many deficuencies such as mistakes in civil status records and a weak use of
techenology from the employee and the financial crisis that affected the preparation and
modernization processes municipalities and weaking the formation of the human factor are all
data that have limited results and affected that improvement of public service in algeria

‫د زيدان سعيد‬/‫*ط‬
313
‫ط‪.‬د‪/‬زيدان سعيد ‪ /‬ب ‪ :‬بن طرمول عبد العزيز ‪/‬معوقات واليات تحسين الخدمة العامة بالجزائر في الفترة‬
‫‪0220-0202‬‬

‫‪Keywords: Alegria , reformation , the public service, the modernisation , electronic,‬‬

‫مقدمة‬

‫يعتبر نظام الخدمة العمومية من بين المؤشرات التي يتم الحكم من خاللها على مدى تقدم الدولة‪ ،‬فمتى كان‬
‫فعاال ويرقى إلى تطلعات المواطن اتسمت الدولة بالقوة والعكس صحيح متى كان أداء نظام الخدمة العامة ضعيفا‬
‫امتازت الدولة بالهشاشة‪ ،‬لذا عكفت الكثير من دول العالم مؤخرا إلى القيام بإصالحات على مستوى جهاز الخدمة‬
‫العمومية ذلك ألن هذا الجهاز على عالقة متالزمة مع التطور االجتماعي‪ ،‬إذ أن المجتمعات البشرية تتطور‬
‫بسرعة في حين أن النظم اإلدارية بطيئة التطور الرتباطها بالطابع المعياري القانوني‪ .‬تهدف هذه الورقة إلى‬
‫عرض أهم المعوقات واآلليات التي من شانها تحسين نظام الخدمة العامة بالجزائر في الفترة مابين‪0202‬‬
‫و‪ 0202‬وذلك في ظل األزمة االقتصادية والسياسية التي تمر بها ‪.‬‬
‫ومن خالل ما تقدم نطرح اإلشكالية التالية‪ :‬إلى أي مدى نجحت الدولة الجزائرية في تحسين نظام الخدمة ّالعامة‬
‫؟ وتتفرع عن اإلشكالية مجموعة من التساؤالت الفرعية وهي‪:‬‬
‫‪ ‬فيما تكمن أهداف الخدمة العامة في إطار إستراتيجية الحكومة الجزائرية؟‬
‫‪ ‬ما هي أهم العوائق التي تعترض نجاح إستراتيجية إصالح نظام الخدمة العامة؟‬
‫‪ ‬ما هي اآلليات التي يمكن انتهاجها لتجاوز هذه العوائق ؟‬
‫إن دراسة أي موضوع يحتاج إلى االعتماد على مجموعة من االقترابات والمناهج وذلك سعيا للتقرب أكثر‬
‫من الموضوع محل الدراسة‪ ،‬ولعل من أبرز االقترابات التي تم اعتمادها اقتراب اإلدارة باألهداف‪ ،‬االقتراب‬
‫النظمي لدفيد ايستون‪ ،‬وكذا االقتراب االتصالي لكارل دوتش‪ ،‬إضافة إلى المدخل القانوني ومنهج دراسة الحالة‪.‬‬
‫اوال‪ :‬أهداف و معوقات إصالح الخدمة العامة‬
‫يعتبر تحسين نظام الخدمة العمومية من أصعب الميادين التي تواجه الحكومات الرتباطه بالمواطن‪ ،‬فهذا‬
‫األخير تتعدد حاجاته االجتماعية وتتطور باستمرار في حين المنظومة اإلدارية بطيئة التطور لطبيعتها البيروقراطية‬
‫وبنيتها التنظيمية‪ ،‬ما جعلها تفرز معوقات األمر الذي دفع بالدول ومن بينها الجزائر إلى رسم استراتيجة لتحسين‬
‫نظام الخدمة وتجاوز المعوقات‪.‬‬
‫‪ .0‬أهداف الخدمة العامة‬
‫تتمتل االهداف المتعاف عليها للخدمة العامة حسب الفقه القانوني واالداري في‪:‬‬
‫‪ ‬تلبية الحاجات العامة للمواطنين وتقريب اإلدارة من المواطن من خالل إعالمه بجميع التدابير والتنظيمات‬
‫اإلدارية واستقباله أحسن استقبال‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق المصلحة العامة عن طريق احترام مبدأ استمرارية المرفق العام‪.‬‬
‫‪ ‬مبدأ مساواة الجميع أمام المرفق العام ‪.‬‬
‫‪ ‬قابلية تغيير وتعديل المرفق والتحسين الدائم لنوعية الخدمة العمومية‪(.‬ظريفي نادية‪ ،0200 ،‬ص‪) .22‬‬
‫إذا كانت هذه األهداف المتعارف عليها للخدمة العامة وإن كانت تبدو بسيطة في الظاهر‪ ،‬فإن تحقيقها يرتبط‬
‫باإلدارة‪ ،‬فما يمكن مالحظته في الجزائر في الواقع أن جميع هذه األهداف أصبح يشوبها نوع من الثقل والعيوب‬
‫البيروقراطية بالمقارنة مع التطور السريع للمجتمعات وانعكاسات العولمة‪ ،‬ما استوجب تسطير إستراتيجية للقضاء‬
‫على العراقيل التي تقف أمام تحقيق هذه األهداف‪ ،‬وقد اهتمت مؤخرا الجزائر بإصالح نظام الخدمة العامة‪ ،‬فقامت‬
‫بإنشاء وزارة منتدبة لدى الوزارة األولى مكلفة بإصالح الخدمة العمومية‪ ،‬سطرت هذه األخيرة مجموعة من‬
‫األهداف توافقت مع ما تعارف عليه الفقه القانوني وتمثلت أهدافها في تحسين استقبال المواطنين وتخفيف اإلجراءات‬

‫‪314‬‬
‫ط‪.‬د‪/‬زيدان سعيد ‪ /‬ب ‪ :‬بن طرمول عبد العزيز‪ /‬معوقات واليات تحسين الخدمة العامة بالجزائر في الفترة‬
‫‪0220-0202‬‬

‫اإلدارية وت بسيطها والعمل على التكفل الفعلي بشكاوي المواطنين وذلك من خالل بعث ثقافة جديدة داخل هياكل‬
‫الدولة وفروعها اإلدارية من خالل المساواة أمام القانون والحياد واالستمرارية والشفافية والفعالية واخلقة العمل‬
‫العمومي‪( .‬التعليمة رقم ‪ 022‬المؤرخة بتاريخ‪ ،)0202/22/00‬ومن هنا سيرتبط تحقيق كل هدف من هذه‬
‫األهداف بعائق من العوائق و التي تتمثل في ‪.‬‬
‫‪ .3‬عوائق تحسين الخدمة العامة بالجزائر‬
‫‪ 0.3‬عائق عدم القدرة على تلبية حاجات المواطنين‬
‫من أجل تلبية الحاجات العامة للمواطنين وتكريس اإلدارة في خدمة المواطن يجب معالجة‪( :‬ظريفي‬
‫‪،‬ص‪.‬ص‪)02،02‬‬
‫مشكل تباين التوزيع السكاني "الكثافة السكانية" في الجزائر بين الشمال والجنوب وشساعة المساحة وطبيعة‬ ‫‪‬‬
‫التقسيم اإلداري* إذ أصبح من الصعب على نظام الخدمة العمومية القائم الوصول إلى تلبية جميع حاجات‬
‫المواطنين االجتماعية خاصة في جانب الصحة – التعليم – السكن ومختلف المعامالت اإلدارية‪ ،‬وهنا يمكن القول‬
‫إن جهاز الخدمة العامة أصبح عاجز على تغطية جميع شرائح المجتمع ‪.‬‬
‫نوع الخدمة المقدمة ال يتالءم مع المقاييس المعمول بها في مختلف دول العالم‪ ،‬فعندما نقوم بمقارنة بسيطة للخدمة‬ ‫‪‬‬
‫العامة المقدمة في اإلدارات العامة في جميع القطاعات في الجزائر نجده ال يرقى مع تطلعات المواطن‪ ،‬إذ نجد أن‬
‫هذه اإلدارات تعتمد برامج وتقنيات تقليدية بالمقارنة ما تعتمده بعض الدول من تقنيات تكنولوجية عالية‪.‬‬
‫إذا عالجنا األمر داخل إقليم الدولة نجد تباين كبير بين تلبية حاجات المواطن فمثال في الجنوب الجزائري نجد أن‬ ‫‪‬‬
‫الوصول إلى اقرب مستشفى قد يستغرق وقتا أطول بعكس المراكز االستشفائية في الشمال تجد في كل بلدية مركز‬
‫استشفائي جواري‪ ،‬وهذا يطرح مشكل من حيث وجود البنى والهياكل العامة‪ ،‬هذا اذا نظرنا من منظور وجود‬
‫المرفق العام وليس نوعية الخدمة المقدمة‪.‬‬
‫حتى مع جود األبنية واإلدارات في الشمال تبقى نوعية الخدمة المقدمة من المؤسسات العامة بعيدة عن المقاييس‬ ‫‪‬‬
‫العالمية المعمول بها خاصة كفاءة العامل البشري وتطور األجهزة والعتاد‬
‫العوائق التي سبقت تفتح المجال أمام األمراض البيروقراطية كالرشوة والمحسوبية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يمكن قياس هذا العائق على جميع القطاعات العامة وفي كل اإلدارات ومن هنا نستنتج أن الهدف األول‬
‫ورغم بساطته تتحكم فيه العديد من المتغيرات وهي‪:‬‬
‫‪ ‬التقسيم اإلداري للدولة‪.‬‬
‫‪ ‬التوزيع السكاني فقلة السكان في الجنوب يؤذي إلى قلة البنى والمرافق العامة وكثافتهم في الشمال تؤثر‬
‫على نوعية الخدمة المقدمة‪.‬‬
‫وهو ما يفتح المجال أمام األمراض البيروقراطية وهذا ما نلمسه في استطالعات الرأي التي دائما ما تظهر‬
‫عدم رضا اغلب المواطنين على الخدمة المقدمة في المؤسسات العمومية ‪ ،‬فمثال في المؤسسة العمومية للصحة‬
‫الجوارية بدائرة بوتليليس والية هران تم رصد استطالع حول الخدمة المقدمة من المؤسسة االستشفائية خاصة في‬
‫مصلحة التحاليل‪ ،‬فكانت نتائج االستطالع أن ‪ 21%‬من من يقوم بالتحاليل كبار السن وينتظرون لساعات حتى يتم‬
‫الكشف عنهم والنتائج تظهر بعد يومين وسوء للتنظيم وفوضى في االستقبال‪ .‬في حين علل الموظفين ذلك بنقص‬
‫اإلمكانيات البشرية والتقنية وانهم يقومون باكثر من ‪ 022‬تحليل خالل ثالت ساعات اي من التاسعة صباحا حتى‬
‫منتف النهار‪( .‬استطالع الرأي مع مرضى وموظفين بالمؤسسة االستشفائية للصحة الجوارية ببلدية بوتليليس والية‬
‫وهران)‪ ،‬ما يمكن استنتاجه من خالل ما تقدم أن كل مشكل من هذه المشاكل ينتج عنه مشكل أخر‪ ،‬وال يمكن بأي‬
‫حال من األحوال اعتبار المساحة وال الكثافة مشكل فمثال في مقاطعة كأالسكا "تابعة للواليات المتحدة األمريكية"‬

‫‪315‬‬
‫ط‪.‬د‪/‬زيدان سعيد ‪ /‬ب ‪ :‬بن طرمول عبد العزيز ‪/‬معوقات واليات تحسين الخدمة العامة بالجزائر في الفترة‬
‫‪0220-0202‬‬

‫أبعد ما تكون عن المرافق العمومية إال أن ذلك لم يمنع الدولة توفر مستلزمات الحياة الكريمة من طائرات‬
‫ومروحيات في الجانب الصحي تتدخل بسرعة وفي بعض األحيان يتنقل الطاقم الطبي بجميع تجهيزاته وأدويته‬
‫ونفس الشيء في جمع القطاعات وهذا لتحقيق حاجات المواطنين‪.‬‬
‫‪ 3.3‬العائق المتعلق بطابع االستمرارية والصالح العام ‪:‬‬
‫إن الكثير من المرافق العمومية مؤخرا في الجزائر تعاني من شلل لعدة أسباب ما أدى إلى تعطل الهدف المرجو‬ ‫‪‬‬
‫من نظام الخدمة العامة أال وهو مبدأ االستمرارية وتحقيق الصالح العام‪ ،‬إن شلل بعض المرافق العمومية عن‬
‫القيام بواجبها اتجاه المواطنين بسبب ضعف التسيير أو نقص المؤهالت المادية والبشرية يطرح مشكل عصرنة‬
‫هذه المرافق‪ ،‬فكان لزاما القيام بإصالحات على مستوى جها ز الخدمة العامة من أجل ضمان سيرورة الخدمة‪ ،‬وكذا‬
‫تحسين المرافق بإنشاء مرافق جديدة عصرية تكفل تحقيق الصالح العام‪ ،‬فمثال المراكز الشبانية الموجودة في كل‬
‫البلديات تعاني من شلل كبير بسبب ضعف المسيرين وعدم امتالك الكفاءة لجدب شريحة الشباب من خالل تنظيم‬
‫نشاطات سواء رياضية أو ثقافية أو فكرية تجذب اهتمام الشباب وتنمي مهاراتهم‪ ،‬خاصة وأن الدول حاليا تركز‬
‫اهتمامها على تنمية رأس المال البشري وتعول عليه فيما يسمى "باالقتصاد المعرفي" (العنزي‪ ،0202،‬ص‪.)02‬‬
‫سيرورة الخدمة يشمل المصالح اإلدارية فمصطلح السيرورة في الدول النامية يتجه مباشرة إلى مختلف اإلدارات‬ ‫‪‬‬
‫العمومية التي تقدم خدمة تتعلق بالوثائق الشخصية للمواطن كمصلحة الخدمة المدنية بالبلديات أو مختلف المديريات‬
‫التي تعتمد اإلدارة الورقية التي تم تج اوزها في الدول المقدمة‪ ،‬فكل مواطن يملك رقم سري يستطيع من خالله‬
‫الولوج إلى ملفه الشخصي المدني واستخراج أي وثيقة حالة مدنية خاصة به‪.‬‬
‫فمصطلح السيرورة واالستمرارية يطرح في المرافق العامة التي تضمن رفاهية المواطن وتنفس عنه وتخلق محيط‬ ‫‪‬‬
‫أو جو يشعره بالراحة النفسية "كالمسابح العامة والحدائق العامة ودور الشباب والمسارح والمكتبات العامة" وليس‬
‫المرافق التي تضمن الحقوق العامة للمواطن "كالبلدية والوالية والمحاكم ومراكز األمن‪..‬الخ" ( تيليوين ‪.)0202 ،‬‬
‫سيرورة واستمرار المرفق متعلق أيضا بسير المصالح اإلدارية‪ ،‬ويتعلق األمر هنا باحترام الموظف العام لساعات‬ ‫‪‬‬
‫العمل وأوقات الدوام‪ ،‬وهذا األمر يتعلق بالرئيس أو مدير المؤسسة فكثيرا ما تكون شكاوي المواطنين حين تقربهم‬
‫من المؤسسات العامة لطلب خدمة ما تتعلق بعدم وجود الموظف المكلف‪ ،‬فمن خالل استطالع رأي مع بعض‬
‫المواطنين حول احترام الموظف لس اعات الدوام كانت اغلب إجابات المواطنين بأن الموظف يصل إلى منصبه‬
‫متأخرا بساعة عن وقته المحدد ويخرج من منصبه قبل الدوام بساعة‪ ،‬وأجريت مقابالت مع موظفين وموظفات‬
‫بالبلدية كانت إجاباتهم أن على البلدية توفير النقل مع مراجعة شبكات األجور والعالوات والتكوين وتوفير جميع‬
‫اإلمكانيات التقنية‪ ،‬ففي بعض المؤسسات اإلمكانيات المكتبية غير متوفرة حتى يتمكنوا من احترام التوقيت وتحسين‬
‫األداء الوظيفي (مقابلة مع موظفين بلدية عين الكرمة والية وهران‪ ،‬يوم‪ ،)0202/22/22‬وقد خلصنا إلى أنه‬
‫لضمان سيرورة المرفق العام يجب تحسين وإصالح الوظيفة العامة والمرافق العامة‪ ،‬واالهتمام بالعامل البشري‬
‫هذا من جهة لضمان حقوق الموظف‪ ،‬ومن جهة أخرى إيجاد األساليب والميكانزمات لفرض الرقابة على الموظف‬
‫ووضع قوانين صارمة تحد من تصرفاته الالمسؤولة أتناء ممارسة وظيفته ضد المواطن وإرسال لجان تفتيشية‬
‫دورية من السل طات الوصية على المؤسسات العامة لضمان سيرورة المرفق العام(الهوش‪،0222،‬ص‪..)20‬‬
‫‪ 2.3‬العائق المتعلق بمبدأ مساواة الجميع أمام المرفق العام والخدمة العامة‪:‬‬
‫هذه الجزئية طرحت كثيرا وغالبا ما كانت الشاغل األول للمواطن إذ في جميع االستبيانات للمواطن العادي‬
‫تجد ه يشتكي من عدم مساواة الجميع أمام المرفق العام لذلك تعتبر المساواة بين المواطنين من أهم النقاط التي ركز‬
‫عليها إصالح الخدمة العامة فقد جاء في المادة ‪ 22‬من المرسوم ‪ 020/22‬إن على اإلدارة أن تقوم بممارسة‬

‫‪316‬‬
‫ط‪.‬د‪/‬زيدان سعيد ‪ /‬ب ‪ :‬بن طرمول عبد العزيز‪ /‬معوقات واليات تحسين الخدمة العامة بالجزائر في الفترة‬
‫‪0220-0202‬‬

‫مهامها في كنف احترام حقوق المواطنين احتراما دقيقا(المرسوم رقم‪ 020 /22‬المؤرخ في ‪)0222/22/20‬‬
‫وهنا يدخل‪:‬‬
‫استبداد اإلدارة وسوء استغالل الوظيفة والمحسوبية والرشوة ومختلف أشكال التعسف التي يستعملها في الغالب‬ ‫‪‬‬
‫اإلداري أو الموظف بسبب قصور المنظومة اإلدارية وعدم تفعيلها لآللية الرقابية والقانونية (سعيدان‪ 0220،‬ص‬
‫ص‪ ،)21،22‬وهنا يكون غالبا استبداد اإلدارة ناتج عن جهل الموظف بالوظيفة أو المهام الموكلة إليه‪.‬‬
‫يطرح مشكل التكوين والتوظيف على أساس الكفاءة والتخصص وتقسيم العمل‪ ،‬إضافة الجانب التنظيمي والهيكلي‬
‫لإلدارة مع غياب القيادة وما تنطوي عليه من عمليات التنظيم والتخطيط والتنسيق والتوجيه (عبد الحفيظ شريط‪،‬‬
‫العدد ‪ ،20،0220‬ص‪ ،)20‬وهذا اإلصالح يرتبط في األساس أو يتعلق بإصالح الوظيفة العامة فيكون عن جهل‬
‫الموظف أو عن فساد إداري من الموظف‪ ،‬وهنا تفقد حقوق المواطن في الحصول على الخدمة العامة أو تساوي‬
‫جميع المواطنين‪ ،‬فيحصل البعض على خدمة جيدة والبعض على خدمة سيئة ("نوزاد ‪ ،‬العدد ‪،0220 ،22‬‬
‫ص‪ ،) 22‬والبعض يهمش وال يحصل على شيء وقطاع الصحة يعاني من هذا المرض فنرى في بعض التقارير‬
‫أن حتى حجز سرير أو مكان لمريض في مشفى عام يتطلب رشوة أو وساطة وحتى نوع الخدمة المقدمة للمرضى‬
‫تخضع العتبارات شخصية (محمد عبد الفﻀﻴﻞ‪ ،‬العدد ‪ ،0220 ،222‬ص‪ ،)002‬إن العائق الثالث مرتبط بالهدف‬
‫الثالث للخدمة العمومية وهو مبدأ مساواة الجميع أمام المرفق العام وهذا دافع أساسي إلصالح نظام الخدمة‬
‫العمومية‪ ،‬فنجد أن أكثر ما يوجه المواطن انتقاده لإلدارة بعدم المساواة أمام المرفق العمومي من خالل تعسف‬
‫اإلدارة وسوء استغالل المنصب أو إساﺀة اسﺘعﻤال الﻮﻇﻴفة العامة للﻜـﺴﺐ الخاص‪ ،‬وهذا ما يسمى بالفساد اإلداري‬
‫أو أمراض األجهزة البيروقراطية التي تسخر فيها المنظومة اإلدارية كتلة من األحكام المعيارية والتنظيمية ضد‬
‫المواطن والتي توجه لتعطيل حصوله على حقوقه‪ ،‬وهذه أهم نقطة تسعى مختلف أنظمة الخدمة العامة إلى القضاء‬
‫عليها لضمان مساواة المواطنين أمام المرفق (إرسالية وزارة الداخلية والجماعات المحلية رقم ‪ 020‬المؤرخ في‬
‫‪.)0200/02/02‬‬
‫‪ 2.3‬عائق المتعلق بضعف اإلمكانيات والمالية التقنية‬
‫أ‪ .‬من الناحية المالية‬
‫تعرضت الجزائر أواخر ‪ 0201‬إلى أزمة مالية بسبب انخفاض أسعار البترول وتراجعت معها المداخيل الجبائية‬ ‫‪‬‬
‫(مجلة إضاءات الصادرة عن المجلس الشعبي الوالئي لوهران‪ ،‬العدد ‪ ،0201، 00‬ص‪)02‬أصبح ذلك يشكل‬
‫عائق أمام تمويل مختلف اإلدارات والمرافق العمومية وتهيئتها بما يتوافق والتطور التكنولوجي وتوفير اإلمكانيات‬
‫لضمان خدمة عامة في المستوى فمثال شهدت المؤسسات العمومية خاصة الجماعات المحلية تطورا كبيرا خاصة‬
‫مصلحة الحالة المدنية إذ أصدر الوزير األول وكذا وزير الداخلية ترسانة من التعليمات من أجل تحسين الخدمة‬
‫العامة بالبلدية (تعليمة وزراية رقم ‪ 0222‬المؤرخة في ‪.)0202/00/02‬‬
‫*‬
‫ثم إلحاق العديد من الوثائق بالبلدية على غرار جواز السفر وبطاقة الهوية ورخصة السياقة البيومترية (القرار‬ ‫‪‬‬
‫الوزاري المؤرخ في ‪ 01‬ماي‪ ،) 0200‬وكذا السجل الوطني األوتوماتيكي لشهادات الميالد والحياة والزواج وشهادة‬
‫الميالد األصلية "خ‪( "00‬برقية رسمية رقم‪ 1122‬بخصوص إصدار مستخرج عقد الميالد ‪ )EC12S‬وهذه‬
‫العملية احتاجت تموين ‪ 0010‬بلدية من دون احتساب الملحقات اإلدارية بأجهزة متطورة وأجهزة إعالم وشبكات‬
‫اتصال ورفع البصمات وأجهزة تصوير كلفت الخزينة العمومية مبالغ كبيرة (التعليمة الوزارية رقم ‪0022‬‬
‫المؤرخة في ‪22‬سبتمبر ‪.)0202‬‬
‫عصرنة المصالح اإلدارية بترميمها وإعادة االعتبار لها من خالل إنشاء قاعات الستقبال المواطنين وإرسال لجان‬ ‫‪‬‬
‫تفتيشية للهياكل المحلية (التعليمة الوزارية رقم ‪ 022‬المؤرخة في ‪ )0202/20/20‬وتدعيم مختلف المصالح‬

‫‪317‬‬
‫ط‪.‬د‪/‬زيدان سعيد ‪ /‬ب ‪ :‬بن طرمول عبد العزيز ‪/‬معوقات واليات تحسين الخدمة العامة بالجزائر في الفترة‬
‫‪0220-0202‬‬

‫اإلدارية بالعامل البشري مت توجب فتح مناصب مالية كلفت الخزينة العمومية أموال كبيرة (التعليمة رقم ‪2122‬‬
‫المؤرخة في ‪.)0200/22/22‬‬
‫زيادة رواتب أعوان الذين يعملون في الشبابيك بالبلدية ب ‪ %02‬لرفع من األداء الوظيفي (القرار الوزاري المشترك‬ ‫‪‬‬
‫المؤرخ في ‪ )0202/00/02‬وعقد الملتقيات وجلسات العمل لتوجيه الموظفين والزيارات التفتيشية والرقابية‬
‫للمصالح الوالئية خاصة مديرية التنظيم والشؤون العامة (التعليمة رقم ‪ 022‬المؤرخة في ‪ )0202/20/20‬كل‬
‫ذلك تطلب أموال كبيرة أعاق توفيرها تجديد الهياكل اإلدارية وعصرنة باقي مصالح البلدية إذ مست العملية فقط‬
‫مصلح ة الحالة المدنية‪ ،‬فكيف إذا مست جميع القطاعات المعنية بالخدمة العامة ستكون التكاليف ضخمة‪ ،‬لذا فقد‬
‫أثرت األزمة المالية من وتيرة تطوير جهاز الخدمة العامة (تعليمة الوزير األول عبد المالك سالل رقم ‪002‬‬
‫المؤرخة بتاريخ ‪ )0201/22/02‬ونفس الشيء بالنسبة لباقي القطاعات كالعدالة واألمن هذا من جهة الجانب‬
‫المالي‪.‬‬
‫ب‪ .‬من الناحية التقنية‪:‬‬
‫ضعف مستوى التقنين المشرفين على أجهزة اإلعالم اآللي ونقص كفاءتهم ومعرفتهم بهذه التكنولوجيا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نقص التغطية بشبكة األلياف البصرية التي هي أساس نقل بيانات المواطنين وكثيرا ما تتعرض النقطاع يشل‬ ‫‪‬‬
‫المصالح اإلدارية نهائيا “بحكم وجود قاعدة البيانات على مستوى الوالية أو الوزارة”‪.‬‬
‫ضعف نظم الحماية و سرية المعلومات الشخصية للمواطن وآليات حماية البيانات التي الزالت قيد تطوير تطبيقات‬ ‫‪‬‬
‫الحماية‪.‬‬
‫رغم أن األهداف التي تم طرحها في البداية تبدو بسيطة وسهلة‪ ،‬إال أن عوائق تطبيقها على الواقع كثيرة‬
‫ومعقدة وتحتاج إلى حلول وآليات للقضاء عليها‪ ،‬إن انصهار هذه العوائق ينتج عنه خلل في الجهاز البيروقراطي‬
‫الذي تعتمد عليه ا لجزائر كآلية لتسيير المنظومة اإلدارية بصفة عامة و الخدمة العامة بصفة خاصة‪ ،‬ولعل أخطر‬
‫مرض يتطور وينمو نتيجة وجود العوائق السابقة ما يسمى بالفساد اإلداري‪ ،‬ورغم ذلك فإن هذه المعوقات نجدها‬
‫في أي منظومة إدارية ولكن بأشكال متفاوتة‪ ،‬ومما تقدم يمكن القول أن هذه العراقيل أدت بالجزائر إلى البحث‬
‫عن آليات إلصالح نظام الخدمة العامة‪.‬‬
‫‪ .2‬آليات إصالح الخدمة العمومية بالجزائر‬
‫سعت الجزائر إلى تطبيق إستراتجية إلصالح الخدمة العامة‪ ،‬وذلك من خالل تطبيق جملة من اآلليات مثلت‬
‫رهان الجزائر لتطبيق إستراتجيتها في إصالح الخدمة العامة وتجاوز العوائق و تكمن اآلليات في التركيز على‬
‫الجوانب المرتبطة بهذه العوائق وتحسينها تدريجيا ومن ثم القضاء عليها والوصول إلى أهداف الخدمة العامة‪،‬‬
‫ولعل أبرز هذه اآلليات ما يلي‪:‬‬
‫‪ 0.2‬اآللية القانونية‪:‬‬
‫العامة في‬ ‫والتي تعتبر الوعاء الذي من خالله يتم التقيد بآلية عمل تنظم جميع األطر الخاصة بالخدمة‬
‫المؤسسات العمومية من خالل سن اإلجراءات التنظيمية أو تعديلها بما يتوافق مع تطور المجتمع ومتطلبات المواطن‬
‫التي تتغير بسرعة‪ ،‬فمؤخرا تم تركيز إهتمام الدولة على الجانب المعلوماتي الذي تمثل في رقمنة جميع المصالح‬
‫اإلدارية‪ ،‬وهذا طرح تحديا خاصة مع عدم وجود نصوص تنظيمية تؤطر أو تحكم هذا المجال فصدر كم كبير من‬
‫التعليمات والمناشير الوزارية لتنظيم العملية‪ ،‬وحتى تشمل العملية جميع الهيئات العامة تقوم كل وزارة ب‪:‬‬
‫بإصدار تعليمات من أجل القيام برقمنة جميع مصالحها لتقريب اإلدارة مع المواطن‪ ،‬وتأطيرها بما يتالءم مع‬ ‫‪‬‬
‫التطور التكنولوجي وهو ما قامت به وزارة الداخلية والجماعات المحلية من خالل رقمنة "مصلحة الحالة المدنية‪،‬‬

‫‪318‬‬
‫ط‪.‬د‪/‬زيدان سعيد ‪ /‬ب ‪ :‬بن طرمول عبد العزيز‪ /‬معوقات واليات تحسين الخدمة العامة بالجزائر في الفترة‬
‫‪0220-0202‬‬

‫بطاقة التعريف البيومترية‪ ،‬جواز السفر البيومتري ‪،‬البطاقة الرمادية البيومترية"(التعليمة الوزارية رقم ‪،0022‬‬
‫مرجع سابق)‪.‬‬
‫القيام بتسهيالت مثل التخفيف من العوائق البيروقراطية بتقليل الوثائق في الملفات اإلدارية‪ ،‬ويعتبر عمل كبير ألنه‬ ‫‪‬‬
‫شمل ‪ 0010‬بلدية إضافة إلى الملحقات اإلدارية للبلديات‪.‬‬
‫ركزت الدولة لتنفيذ إستراتيجيتها اإلصالحية على تطبيق ما جاء في المرسوم رقم ‪ 020/22‬المؤرخ في‬ ‫‪‬‬
‫‪ 0222/22/20‬الخاص بتقريب اإلدارة من الم واطن الذي يمثل اإلطار التنظيمي المنظم للعالقة بين المواطن‬
‫واإلدارة حيث تنص المادة ‪ 22‬منه على "واجب اإلدارة دوما على تكييف مهامها وهياكلها مع احتياجات المواطن"‬
‫(المرسوم رقم ‪ ، 020/22‬مرجع سابق)‪ ،‬كما يجب أن تضع تحت تصرف المواطن خدمة جيدة وينص في القسم‬
‫الرابع المادة ‪ 00‬من التعليمة ‪ 0122‬رقم المؤرخة في ‪ 0200/21/01‬على "حرص اإلدارة على تحسين خدمتها‬
‫باستمرار وتحسين صورتها العامة باعتبارها تعبيرا عن السلطة العامة وأن تسهر على تبسيط إجراءاتها وطرقها‬
‫ودوائر تنظيم عملها وعلى تخفيف ذلك" (التعليمة ‪ 0122‬رقم المؤرخة في ‪.)0200/21/01‬‬
‫إ صدار تعليمة تتعلق باستشارة المواطن من أجل تسيير أفضل وضبط حاجات المواطن (التعليمة الوزارية رقم‬ ‫‪‬‬
‫‪ 22‬بتاريخ ‪ 22‬مارس‪.)0202‬‬
‫إصدار التعليمة الخاصة بإنشاء هيئة لدى الوزارة األولى تكلف بتحسين وإصالح الخدمة العامة (التعليمة رقم ‪022‬‬ ‫‪‬‬
‫بتاريخ‪.)0202/22/00‬‬
‫إصدار التعليمة المتعلقة بإصالح الخدمة العمومية ومكملة للتعليمة السابقة رقم ‪ 022‬التي تنص على تأكيد الحكومة‬ ‫‪‬‬
‫على الشروع في إصالح معمق للخدمة العمومية واستعادة الثقة بين المواطن والدولة وتعزيزها(التعليمة‪ 200‬في‬
‫‪ 02‬أكتوبر ‪.)0202‬‬
‫إصدار التعليمة المتعلقة بتخفيف الملفات اإلدارية في اإلدارات وتحسين الخدمات الصادرة عن اإلدارة المحلية‬ ‫‪‬‬
‫(التعليمة رقم ‪ 0122‬المؤرخة في ‪.)0200/21/01‬‬
‫صدور المتعلق بملف طلب بطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر‪ ،‬حيث قام المرسوم بتحديد شروط الحصول على‬ ‫‪‬‬
‫جواز السفر البيومتري وتخفيف الوثائق(القرار الوزاري المؤرخ في ‪.)0200/21/01‬‬
‫صدور مراسلة من وزارة الداخلية حول إعادة االعتبار للخدمة العمومية وتسهيل اإلجراءات اإلدارية(مراسلة‬ ‫‪‬‬
‫وزارة الداخلية تحث رقم ‪ 020‬المؤرخة في ‪.)0200 /02/02‬‬
‫ما يمكن ان نستنتجه من خالل عرض بعض التعليمات والمناشير أن الجانب التنظيمي القانوني للخدمة العامة‬
‫كان يعاني من قصور وفراغ ما يفتح المجال أمام تعسف اإلدارة‪ ،‬لذلك يعتبر إصدار هذه التعليمات المنظمة للخدمة‬
‫كإطار لحماية المواطن والموظف ويحدد طريقة تقديم الخدمة ويضبط إطارها القانوني‪ ،‬لكن األهم من كل ذلك هو‬
‫تطبيق هذه التعليمات والتي تحتاج إلى هيئات رقابية ولجان تفتيشية لإلدارات للوقوف على مدى احترام هذه‬
‫التعليمات‪ ،‬وأيضا تحتاج الى إصدار مالحق ومراسالت لإلدارات تشرح وتوضح لإلدارات هذه التعليمات وتعلم‬
‫المواطن بها ‪.‬‬
‫‪ 3.2‬آلية التركيز على الجانب التكنولوجي‪:‬‬
‫وهي اآللية المحورية التي تركز عليها مختلف الدول والحكومات وتراهن عليها حاليا ومستقبال‪ ،‬حيث أصبحت‬
‫جل االستراتيجيات والمخططات التنموية تقريبا في جميع مجاالت الخدمة العامة تستعمل اإلدارة االلكترونية كقاعدة‬
‫لإلصالح والتحديث اإلداري لتطبيق خططها اإلصالحية لما توفره من سرعة وجهد وشفافية ودقة االنجاز‪ ،‬فقد‬
‫أصبح واضحا توجيه اإلصالحات اإلدارية مستقبال ونظام الخدمة العمومية إلى التركيز على هذا الجانب وتطويره‬
‫في خدمة المواطن والمرفق العام ألنها‪( :‬الخمايسة‪،0202،‬ص‪)02‬‬

‫‪319‬‬
‫ط‪.‬د‪/‬زيدان سعيد ‪ /‬ب ‪ :‬بن طرمول عبد العزيز ‪/‬معوقات واليات تحسين الخدمة العامة بالجزائر في الفترة‬
‫‪0220-0202‬‬

‫آلية تقلص األدوار وتسرع الخدمة والتي تشكل منصة إلكترونية تتجمع فيها جميع البيانات والمعطيات ثم توجه‬ ‫‪‬‬
‫للمواطن على شكل خدمات في إطار المساواة والشفافية‪.‬‬
‫استعمال اإلدارة االلكترونية يرتبط باالدارة الفعلﻴة الﻄﺒﻴعﻴة التي هي ﻤﺼﺪر للﻤعلﻮمات والﺨﺪمات‪ ،‬فالهﺪف‬ ‫‪‬‬
‫االستراتيجي لالدارة اإللكترونية يﺘﻤﺜﻞ في دعﻢ وتﺒﺴﻴﻂ الﺨﺪمات اإلدارية لﻜﻞ األﻃﺮاف الﻤعﻨﻴة بالدوائر الﺤﻜﻮمية‬
‫و المواطنين والمؤسسات‪.‬‬
‫استخدام تكنولوجيات الﻤعلﻮمات واالتﺼاالت يﺴاعﺪ في ربﻂ األﻃﺮاف الﺜالثة معًا وتﺪعﻴﻢ األنﺸﻄة والعﻤلﻴات‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أي أنه في اإلدارة اإللكترونية تﺴانﺪ الﻮسائﻞ اإلإلكترونية وتساهم في تدعيم األعﻤال التي تقدم لألطراف الثالثة‪،‬‬
‫فمثال بالنسبة للجماعات المحلية ‪(:‬تعليمة ‪،022‬مرجع سابق)‬
‫لقد تم استعمال اإلدارة االلكترونية في إعداد سجل وطني للحالة المدنية به كل من شهادات الميالد وعقود الزواج‬ ‫‪‬‬
‫وعقود الوفاة على مستوى ‪ 02‬والية‪ ،‬بحيث هذا سيسهل على المواطن استخراج وثائق الحالة المدنية من أي والية‬
‫دون االنتقال إلى البلدية مكان الوالدة‪ ،‬كما تم رقمنة العديد من الوثائق لتجنب التزوير كشهادة اإلقامة من خالل‬
‫وضع برنامج حاسوبي وطني يوضح مكان إقامة الشخص حتى وإن قام بالشطب فإن البرنامج ينقل تلقائيا‬
‫المعلومات‪.‬‬
‫كما ثم تكلف البلديات باستخراج بطاقات التعريف البيومترية وجواز السفر البيومتري والبطاقات الرمادية للسيارات‬ ‫‪‬‬
‫ورخص السياقة إلى البلديات وخضوعها للمقاييس الدولية (المنشور الوزاري رقم ‪ 22‬المؤرخ في ‪20‬جوان‬
‫‪ ،) 0202‬أصبحت مختلف التسجيالت تتم عن طريق المواقع االلكترونية كالتسجيل للحج أو إعادة بطاقة الناخب‬
‫أو التسجيل للخدمة العسكرية‪ ،‬كما تم استحداث برنامج بالنسبة لميزانية البلدية والتكوين عن بعد للمستخدمين‬
‫بواسطة التواصل مع برنامج معلوماتي تكويني يجمع أكثر من بلدية عبر الروابط االلكترونية (مراسلة رقم‬
‫‪ 0202/222‬بتاريخ ‪.)0202/22/20‬‬
‫ما ي مكن مالحظته أنه عند القيام نقوم بتقييم اآللية االلكترونية عامة نجد أن العالم ككل في جانب الخدمة العامة‬
‫ال يستعمل إال نسبة قليلة من هذه التكنولوجيا قد تعادل ‪ 02‬بالمئة بالمقارنة مع باقي القطاعات التي شهدت ثورات‬
‫الكترونية بما فيها مجال الخدمة العمومية‪ ،‬وذلك ربما العتبارات منها حماية وأمان بيانات المواطن‪ ،‬إال أن رهان‬
‫دول العالم مستقبال سيكون على تكنولوجيا تحديث أطر الخدمة العمومية‪ .‬وإال انفصلت المجتمعات عن حكوماتها‬
‫بسبب التطور التكنولوجي ألن البحث في جميع العلوم مستقبال سيركز على الجانب االتصالي‪ ،‬أما بالنسبة للجزائر‬
‫أنها لم تصل حتى إلى تطبيق ‪ 0‬بالمائة مما حققته دول العالم في هذا المجال‪ ،‬حيث تحتاج إلى مقومات وإمكانيات‬
‫مادية تتمثل في العتاد اإلعالم اآللي المتطور الذي كل يوم تخترع أجهزة الكترونية وبرامج حاسوب وتطبيقات‬
‫تستعمل في اإلدارات تسهل على الموظف القيام بوظائفه في تقديم الخدمة للمواطن واختصار الجهد والوقت‪.‬‬
‫‪ 2.2‬آلية تهيئة المرافق العمومية وعصرنتها‪:‬‬
‫يقصد بهذه اآللية‪:‬‬
‫‪ ‬وجود المرفق العام الذي يقدم الخدمة‪.‬‬
‫‪ ‬تهيئته بطريقة عصرية توحي بأنه مؤسسة عامة ‪.‬‬
‫‪ ‬وجود أعوان حماية بهندام موحد وأجهزة اتصال متطورة وكاميرات مراقبة لحماية المرفق والموظف‬
‫والمواطن داخل المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬وجود مكتب للتوجيه واإلعالم‪.‬‬
‫‪ ‬وجود قاعة لالستقبال الئقة ومريحة تتوفر على أجهزة متطورة‪.‬‬
‫‪ ‬خضوع هذه األبنية لقواعد الحماية كممرات النجاة في حالة حدوث كوارث‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫ط‪.‬د‪/‬زيدان سعيد ‪ /‬ب ‪ :‬بن طرمول عبد العزيز‪ /‬معوقات واليات تحسين الخدمة العامة بالجزائر في الفترة‬
‫‪0220-0202‬‬

‫‪ ‬وجود ممرات وحتى شبابيك خدمة خاصة لذوي االحتياجات الخاصة‪.‬‬


‫‪ ‬وجود لوحات الكترونية اشهارية إلعالم المواطن بالخدمات التي تقدمها المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬وجود مطبوعات ومطويات تقدم للمواطن تعرفه بكل جديد في اإلدارة من قوانين وخدمات‪.‬‬
‫‪ ‬إلصاق اإلعالنات بالنسبة للخدمات المتعلقة بتواريخ وفترات محددة إلعالم المواطن خاصة فترات‬
‫التسجيالت‪.‬‬
‫‪ ‬تزويد المرافق بطرق حديثة للتسيير خاصة فيما يتعلق بأخذ المواطن لدوره في الخدمة وهي جزئية مهمة‬
‫حتى ال يكون هناك اعتبارات شخصية وتكريس مبدأ تساوي األفراد أمام المرفق العام‪.‬‬
‫نستنتج أن آلية عصرنة المرفق العام تكمن في الجزئيات المذكورة أعاله‪ ،‬فتعتبر األبنية والهياكل العمومية‬
‫مرآة عاكسة لمدى تطور نظام الخدمة العامة في أي بلد (عبد الحميد‪،0222،‬ص‪ )22‬حيث أن مختلف الدول‬
‫المتقدمة لها أبنية وهياكل إدارية تخضع لمقاييس العصرنة (التعليمة الوزارية رقم ‪ ،0022‬مرجع سابق) فمثال‬
‫بالنسبة للجزائر كلما اتجهنا نحو الواليات الجنوبية أو األرياف تقل المرافق العمومية بمختلف الخدمات التي تقدمها‬
‫وحتى طبيعة الخدمات التي تقدمها‪ ،‬فنجد نقص كبير في هذه المرافق سواء تعلق بالتعليم أو الصحة وحتى الملحقات‬
‫اإلدارية نجدها غير مهيأة أو غير مزودة بآليات تسيير متطورة أو غير الئقة أو ال تستعمل للغرض الذي أنشأت‬
‫ألجله‪ ،‬فمثال في البلديات ذات الطابع الريفي ال توجد ملحقات إدارية تسهل على المواطنين استخراج وثائق الحالة‬
‫المدنية‪ ،‬فيضطرون إلى التنقل إلى مقر البلدية من أجل استخراج وثائقهم‪ ،‬وإن وجدت هذه الملحقات في األرياف‬
‫فتجدها غير صالحة الستقبال المواطنين بعدم توفرها على عتاد أو موارد بشرية لتسييرها هذا بالنسبة لعدم التهيئة‬
‫(مقابلة مع ب‪.‬ه‪ ،‬مندوب ببلدية عين الكرمة بتاريخ ‪ ،) 0202 /22/01‬وفي بعض األحيان تكون موجودة ومهيأة‬
‫ولكن ال تقدم الخدمة نظرا لعدم عصرنتها وربطها بشبكة االنترنيت ما يتعذر االتصال بالسجل األوتوماتيكي الوطني‬
‫للحالة المدنية ويقتصر عملها على توجيه المواطن فقط (برقية وزارة الداخلية والجماعات المحلية رقم ‪02122‬‬
‫المؤرخة في ‪.)0202/02/20‬‬
‫لقد سعت الجزائر من أجل تحسين الخدمة العامة وإعادة االعتبار لمختلف المرافق العمومية خاصة الهياكل‬
‫اإلدارية من خالل تهيئتها بجميع الوسائل التقنية والبشرية لضمان استمراريتها وحصر العراقيل والصعوبات التي‬
‫تعترضها في عملية إعادة التأهيل وتقديم االقتراحات والتوصيات الكفيلة بإعادة تأهيلها ومرافقة المصالح اإلدارية‬
‫والمحلية في تنفيذ مخططاتها الخاصة والتقييم الدوري لنشاطات المصالح المحلية في جميع أنحاء الدولة (القرار‬
‫الوالئي رقم ‪ 222‬المؤرخ في ‪ ،)0202/02/22‬ولكن في ثالث سنوات األخيرة قلصت الجزائر من مصاريفها‬
‫على المرافق العمومية بسبب األزمة المالية خاصة وأن هذه المرافق غير منتجة لإليرادات ويتطلب إعادة تأهيلها‬
‫مبالغ ضخمة لدا تقلصت عمليات التهيئة (مراسلة الوزير األول عبد المالك سالل رقم ‪ 220‬بتاريخ‬
‫‪.)0202/00/02‬‬
‫إن آلية تهيئة وعصرنة المرفق العمومي في تحسين الخدمة العامة يتم استعمالها كأسلوب محاكاة لما حققته من‬
‫نجاح في المؤسسات ذات الطابع الخاص التي تم تحديثها باستخدام نظريات في علم المناجمت حيث لجأت الهيئات‬
‫العامة إلى محاكاته خاصة في جانب عصرنة المرافق العمومية والنتائج االيجابية التي حققها في جذب الزبائن‬
‫وجودة ا لخدمة في مجال التسيير العمومي‪ ،‬لذا ال بد من تفعيل هذه اآللية لجذب المواطن وتحقيق خدمة ذات جودة‬
‫عالية‪.‬‬
‫‪ 2.3‬آلية التركيز على الجانب البشري‪:‬‬
‫لقد تركت هذه اآللية في األخير ألهميتها ألنها اآللية الوحيدة التي تستطيع تفعيل جميع اآلليات السابقة‬
‫القانونية وا لتكنولوجية وآلية عصرنة المرفق العمومي‪ ،‬فال يمكن الحديث عن قوانين من دون وجود موظف‬

‫‪321‬‬
‫ط‪.‬د‪/‬زيدان سعيد ‪ /‬ب ‪ :‬بن طرمول عبد العزيز ‪/‬معوقات واليات تحسين الخدمة العامة بالجزائر في الفترة‬
‫‪0220-0202‬‬

‫يحترم هذه القوانين ويبلغها للمواطن في شكل حقوق أو واجبات‪ ،‬وال يمكن تجسيد اآللية االلكترونية من دون‬
‫وجود عامل بشري مطلع على هذه التكنولوجيا ويحسن استعمالها وتطويرها وتفعيلها‪ ،‬وال يمكن كذلك الحديث‬
‫عن آلية عصرنه المرفق العام دون وجود موظف يسهر على تطوير هذا المرفق وضمان سيرورته والحفاظ‬
‫عليه وااللتزام بقوانينه فكل اآلليات السابقة يتحكم بها الموظف‪ ،‬ولضمان خدمة عامة في مستوى التطلعات‬
‫يجب‪( :‬األمر رقم ‪ 22/ 22‬المؤرخ في ‪01‬جوان ‪)0222‬‬
‫‪ ‬تكوين الموظف أحسن تكوين بتجديد معارفه ومعلوماته وتحسين المستوى او مايسمى بالرسكلة من خالل‬
‫إنشاء مراكز للتكوين‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين أجور الموظفين وتحفيزهم كزيادة األجور والعالوات للحد من الرشوة والبيروقراطية‪.‬‬
‫‪ ‬وضع نظام حديث شفاف لتقييم الموظف ورفع األداء الوظيفي‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل اآلليات الرقابية الموجودة للحد من تعسف الموظف وسوء استعماله للوظيفة‪.‬‬
‫‪ ‬التوظيف على أساس الكفاءة والتخصص لضمان الفعالية والمردودية (الطماوي‪ ،0222 ،‬ص‪)20‬‬
‫ومكافحة المحسوبية والوساطة‪.‬‬
‫‪ ‬توفير للموظف جو مالئم للعمل حتى يستطيع تقديم الخدمة في أحسن وضع‪.‬‬
‫‪ ‬خلق لجان داخل المؤسسات تساعد الموظف في حل مشاكله االجتماعية وضمان الرعاية الصحية‪.‬‬
‫‪ ‬حمايته من تعسف المدير وإرغامه على مخالفة القانون وحمايته خاصة فيما يتعلق بحق التبليغ عن‬
‫الفساد‪.‬‬
‫رغم أن هذه النقاط كلها موجودة في القانون المنظم للوظيفة العامة رقم ‪( 22/22‬األمر رقم ‪22/ 22‬‬
‫المؤرخ في ‪01‬جوان ‪ ،) 0222‬إال أن تطبيقها غير موجود نتيجة جهل الموظف بها بالدرجة األولى ونتيجة‬
‫ضعف إمكانيات جل اإلدارات في تطبيقها‪ ،‬لذا غالبا ما ينحرف الموظف إلى الفساد وسوء استعمال الوظيفة وهذا‬
‫ناتج عن ضعف اآلليات الرقابية أو وجود فساد كبير في جميع بنى ومؤسسات الدولة يتطلب إصالحه إعادة‬
‫هيكلة أو ما يسمى باإلصالح اإلداري الشامل (رشيد‪ ،0220 ،‬ص‪ )21‬وهذا ما تحتاجه الجزائر حاليا‪ ،‬فنظام‬
‫الخدمة العمومية وعلى أهميته ال يمثل إال رافد من روافد المنظومة اإلدارية يؤثر ويتأثر بها وإصالحها ال‬
‫يتطلب فقط وجود هذه اآلليات للقضاء على العوائق‪ ،‬وإنما يحتاج إلى الجهة التي تعمل على تطبيقها وتجسيدها‬
‫في الواقع وتكون النتائج بقدر تطبيق هذه اآلليات‪.‬فكلما كان الجهاز اإلداري يعمل بكفاءة عالية ومرونة مع‬
‫التطورات االجتماعية وحاجات المواطن انعكس ذلك ايجابا على نجاح استراتجيات إصالح نظام الخدمة‬
‫العامة‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫مما ال شك فيه ان إستراتيجية إصالح نظام الخدمة العامة بالجزائر مؤخرا قضت على الكثير من‬
‫العوائق وحققت بعض األهداف من خالل تطبيق اآلليات المسطرة فكانت النتائج كالتالي‬
‫‪ ‬إن الخدمة العامة من أكثر المجاالت صعوبة في التطور على الدول لما تحتاجه من إمكانيات تقنية مادية وبشرية‬
‫وقانونية‪ ،‬وذلك نظرا ألن المجتمعات تتطور بسرعة في حين أن المنظومة اإلدارية تخضع ألحكام معيارية‬
‫وبيروقراطية تحد من قابليتها على التكيف مع التحول الكبير ‪.‬‬
‫‪ ‬إن الجزائر لم تصل إلى مستوى تحسين أو جودة الخدمة العامة وإنما مازالت تبحث عن طرق للتخفيف من العوائق‬
‫واألعباء البيروقراطية‪.‬‬
‫‪ ‬إن العوائق التي ثم ذكرها هي عوائق موجودة في جميع النظم اإلدارية باختالف بيئاتها ولكن بتفاوت ولكنها طفت‬
‫وطغت على اإلدارة الجزائرية نظرا لقصور اآلليات التي تم ذكرها‪.‬‬

‫‪322‬‬
‫ط‪.‬د‪/‬زيدان سعيد ‪ /‬ب ‪ :‬بن طرمول عبد العزيز‪ /‬معوقات واليات تحسين الخدمة العامة بالجزائر في الفترة‬
‫‪0220-0202‬‬

‫ما قامت به ال بلديات خاصة استعمال الرقمنة في استخراج جميع وثائق الحالة المدنية يدخل في إطار اإلصالحات‬ ‫‪‬‬
‫وقد قطعت خطوة كبيرة في ذلك‪.‬‬
‫إن المنظومة اإلدارية تعاني من قصور كبير‪ ،‬انعكس سلبا على نوعية الخدمة العمومية هذا النظام الذي يعد أحد‬ ‫‪‬‬
‫روافد النظام اإلداري العام الذي أبان انه يحتاج إلى إصالح شامل وإعادة الهيكلة‪.‬‬
‫إن نظام الخدمة العامة يستوجب االستثمار في العامل البشري أو اإلداري الناجح الذي يستطيع اإلبداع وإيجاد‬ ‫‪‬‬
‫الحلول وهذا يجرنا إلى إصالح الوظيفة العامة وإيجاد ميكانزمات وآليات وفقا لمقولة الرجل المناسب في المكان‬
‫المناسب‬
‫إصالح الخدمة العامة يحتاج إلى منظومة إدارية قوية والمنظومة اإلدارية القوية تحتاج إلى تنفيذ استراتيجيات‬ ‫‪‬‬
‫تخطيط دقيقة‪ ،‬واستراتيجيات التخطيط تحتاج إلى سلطة سياسية لرسم هذه الخطط والسلطة السياسية تحتاج إلى‬
‫إرادة سياسية هذه األخيرة غير موجودة حاليا‪.‬‬
‫األزمة اقتصادية أترث بشكل كبير على تجسيد آليات تحسين الخدمة العامة خاصة عصرنة المرفق العام‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إصالح نظام الخدمة العامة بالجزائر أصبح أمرا مستعجال‪ ،‬ألن هذا المجال أصبح على عالقة بموضوع األمن‬ ‫‪‬‬
‫المجتمعي الذي تبحث عنه جميع الدول وجميع األنظمة السياسية لبسط االستقرار الذي يمثل أهم عامل في التنمية‬
‫المستدامة‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫الكتب‪:‬‬
‫‪ ‬الخمايسة صدام ‪)0202(،‬الحكومة االلكترونية الطريق نحو اإلصالح اإلداري‪،‬ط‪،20‬االردن‪:‬عالم الكتب الحديث‬
‫للنشر والتوزيع‬
‫‪ ‬رشيد احمد ‪)0220(،‬اإلصالح اإلداري إعادة التفكير‪،‬د‪.‬ط‪،‬مصر‪:‬دار النهضة العربية‪.‬‬
‫‪ ‬سعيدان علي ‪)0220(،‬بيروقراطية اإلدارة الجزائرية‪،‬د‪.‬ط‪،‬الجزائر‪:‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‬
‫‪ ‬الطماوي سليمان ‪ )0222(،‬مبادئ القانون اإلداري الكتاب الثاني نظرية المرفق العام وعمال اإلدارة‪ ،‬طبعة‬
‫العاشرة‪ ،‬مصر‪ :‬دار الفكر العربي‬
‫‪ ‬ظريفي نادية‪ ، )0200(،‬تسيير المرفق العام والتحوالت الجديدة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬الجزائر‪ :‬دار بلقيس‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الحميد محمد فاروق ‪ )0202(،‬نظرية المرفق العام في القانون الجزائري بين المفهومين التقليدي‬
‫واالشتراكي‪،‬د‪.‬ط‪،‬الجزائر‪:‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪.‬‬
‫‪ ‬الهوش أبو بكر محمد ‪،)0222(،‬الحكومة االلكترونية الواقع واألفاق‪،‬د‪.‬ط‪،‬مصر‪:‬مجموعة النيل العريش‪.‬‬
‫المراسيم القانونية‪:‬‬
‫‪ ‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬المرسوم رقم ‪، 020/22‬المؤرخ في‪ 0222/22/20‬المتعلق بتنظيم‬
‫العالقات بين اإلدارة والمواطن الصادر في الجريدة الرسمية رقم‪.0202‬‬
‫‪ ‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬األمر ‪ 22/22‬المؤرخ في ‪ 0222/22/01‬المتضمن القانون األساسي‬
‫للوظيفة العامة الصادر في الجريدة الرسمية رقم ‪.02‬‬
‫التعليمات الوزارية‪:‬‬
‫التعليمات الصادرة عن الوزارة األولى‬
‫‪ ‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬التعليمة الوزارية رقم ‪ ،022‬المؤرخة في ‪، 0202/22/00‬المتعلقة‬
‫بإصالح الخدمة العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬التعليمة الوزارية رقم ‪ ،02222‬المؤرخة في ‪ ،0202/00/02‬المتعلقة‬
‫باستحداث وإصالح ترسانة قانونية لربط اإلدارة بالمواطن وتجسيدا لمبدأ شرعية والحماية للمواطن‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫ط‪.‬د‪/‬زيدان سعيد ‪ /‬ب ‪ :‬بن طرمول عبد العزيز ‪/‬معوقات واليات تحسين الخدمة العامة بالجزائر في الفترة‬
‫‪0220-0202‬‬

‫‪ ‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬التعليمة الوزارية رقم ‪ ،2122‬المؤرخة في ‪ ،0200/22/22‬المتعلقة‬


‫باإلدماج المهني لحاملي الشهادات في البلديات‪02222‬منصب‪.‬‬
‫‪ ‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬التعليمة الوزارية‪ ،‬رقم ‪ 002‬المؤرخة بتاريخ ‪،0201/22/02‬الخاصة‬
‫بتعزيز التوازنات الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫‪ ‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬التعليمة الوزارية رقم‪،22‬المؤرخةفي‪، 0202/22/02‬المتعلقة‬
‫باستشارة المواطن‬
‫‪ ‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬التعليمة رقم ‪، 200‬المؤرخة في ‪ ،0202/02/02‬المتعلقة بإصالح‬
‫الخدمة العمومية‪.‬‬
‫التعليمات الصادرة عن وزارة الداخلية والجماعات المحلية‬
‫‪ ‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬التعليمة الوزارية ‪ ،0022‬المؤرخة في ‪ ،0202/22/22‬المتعلقة‬
‫ببرنامج عمل إعادة تأهيل المرافق العمومية اإلدارية المحلية التابعة للقطاع‪.‬‬
‫‪ ‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬التعليمة الوزارية رقم ‪،022‬المؤرخة في ‪،0202/20/20‬المتعلقة‬
‫بتفتيش الهياكل المحلية‪،‬‬
‫‪ ‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬التعليمة الوزارية رقم ‪ ،0122‬المؤرخة في ‪ ،0200/21/01‬المتعلقة‬
‫بتخفيف الملفات اإلدارية و اإلجراءات وتحسين الخدمات الصادرة عن اإلدارة المحلية‪.‬‬
‫‪ ‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬التعليمة الوزارية رقم ‪،02122‬المؤرخة في ‪،0202/02/02‬المتعلقة‬
‫باستقبال لمواطنين والتكفل و بتظلماتهم وانشغاالتهم‪.‬‬
‫المراسالت والبرقيات‪:‬‬
‫‪ ‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬إرسال رقم ‪، 020‬المؤرخ في ‪،0200/02/02‬المتضمن كلمة وزير‬
‫الداخلية والجماعات المحلية حول إعادة االعتبار للخدمة العمومية‪.‬‬
‫و تسهيل اإلجراءات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬برقية رسمية ‪ ،1122‬الصادرة عن وزارة الداخلية والجماعات‬
‫المحلية‪ ،‬المؤرخة في ‪ 0202/00/02‬المتعلقة باستخراج عقد الميالد‪ EC12S‬على ورق عادي‪.‬‬
‫‪ ‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬مراسلة رقم ‪ ،0202/222‬المؤرخة في ‪ 0202/22/20‬عن مديرية‬
‫اإلدارة المحلية لوالية وهران المتعلقة بالنظام ألمعلوماتي الشامل والمندمج لتسيير الموارد البشرية وربط مكاتب‬
‫المستخدمين‪.‬‬
‫‪ ‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬برقية رقم ‪ 02122‬المؤرخة في ‪،0202/02/02‬الصادرة عن وزارة‬
‫الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬المتعلقة بإعادة تأهيل المرافق العمومية اإلدارية المحلية التابعة للقطاع‪.‬‬
‫المناشير الوزارية ووثائق رسمية مختلفة‬
‫‪ ‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬المنشور الوزاري المشترك رقم ‪ ،22‬المؤرخ في‬
‫‪،0202/22/20‬المتعلق بوضع حيز لتداول رخصة السياقة من النوع البيومتري االلكتروني‪.‬‬
‫‪ ‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬القرار الوزاري رقم‪ 22‬المؤرخ في ‪ ،0200/21/01‬المتعلق بملف‬
‫طلب بطاقة التعريف الوطني وجواز السفر البيومتري‪.‬‬
‫‪ ‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 0202/00/02‬المحدد لتوزيع‬
‫المناصب الشغل المتخصصة عون الشباك للحالة المدنية ومفوض الحالة المدنية‪.‬‬
‫‪ ‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬القرار الوالئي رقم ‪، 222‬المؤرخ في ‪ ،0202/02/22‬المتضمن إنشاء‬
‫اللجن ة الوالئية المكلفة بإعادة تأهيل المرافق العمومية اإلدارية المحلية التابعة للقطاع‪.‬‬
‫المقاالت‪:‬‬

‫‪324‬‬
‫ط‪.‬د‪/‬زيدان سعيد ‪ /‬ب ‪ :‬بن طرمول عبد العزيز‪ /‬معوقات واليات تحسين الخدمة العامة بالجزائر في الفترة‬
‫‪0220-0202‬‬

‫‪ ‬شريط عبد الحفيظ ‪،)0220(،‬القادة كعنصر فعال في تحريك آلية اإلدارة وتدقيق األهداف‪ ،‬مجلة الملتقى الوطني‬
‫األول حول هيكلة اإلدارة وفعالية وظيفتها في المجتمع –نظرة مستقبلية‪ ،‬العدد رقم‪ ، 20‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الفﻀﻴﻞ محمد ‪)0220( ،‬ـ‪،‬مفهوم الفساد ومعاييره ‪ ،‬مجلة المستقبل العربي ‪ ،‬العدد ‪ ،222‬بيروت‪ :‬مركز‬
‫دراسات الوحدة العربية‬
‫‪ ‬نوادز عبد الرحمن‪،)0220(،‬الفساد اإلداري والتنمية التحدي واالستجابة‪ ،‬مجلة اإلداري‪،‬العدد ‪.22‬‬
‫‪ ‬مجلة اضاءات ‪،)0201(،‬الصادرة عن المجلس الشعبي ألوالئي لوالية وهران العدد‪،00‬الجزائر‪.‬‬
‫المداخالت‬
‫‪ ‬العنزي علي بن ضميان ‪)0202(،‬مدى توافق االستثمار في وسائل التواصل االجتماعي مع معايير اقتصاد‬
‫المعرفة‪،‬المنتدى اإلعالمي السنوي السابع للجمعية السعودية لإلعالم واالتصال ‪،‬جامعة الملك سعود قسم‬
‫اإلعالم‪،‬السعودية‪.‬‬
‫المحاضرات‬
‫‪ ‬تليوين عبد القادر‪)0202(،‬أستاذ مكون بالمركز الوطني لتكوين مستخدمي الجماعات المحلية‪،‬مقياس تسيير المرفق‬
‫العمومي‪.‬‬
‫المقابالت‪:‬‬
‫‪ ‬استطالع رأي مع مرضى وموظفين بالمؤسسة االستشفائية للصحة الجوارية ببلدية بوتليليس والية وهران‬
‫يوم ‪ 0202/22/20‬على الساعة ‪22:22‬صباحا‪..‬‬
‫يوم‬ ‫‪ ‬مقابلة مع موظفين بلدية عين الكرمة والية وهران‪ ،‬حول ظروف العمل والخدمة العامة‬
‫‪0202/22/22‬على الساعة س‪02:22‬ا‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪325‬‬

You might also like