Professional Documents
Culture Documents
تشجير - المنهاج من ميراث النّبوّة
تشجير - المنهاج من ميراث النّبوّة
تشجير - المنهاج من ميراث النّبوّة
30 2
29 3
28 4
5
27
6
26
7
25 المنهـــاج من
8
24 ميراثتتالنبـّو ة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 9
23
للشيخ أحمد السيد 10
22
11
21
20 12
19 13
18 17 14
16 15
5
باب في مرجعية الوحي
وشموليته ومركزية
التسليم لله ورسوله
التعظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجعية :ما يرجع إليه اإلنسان
للشّيخ أحمد الَّس ّيد
التسليم
أمور مطلوبة من المسلم ُتجاه مرجعية الوحي: ومرجعية الوحي :ما يرجع إليه
التحكيم اإلنسان من كتاب هللا وسنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التقديم أعظم ثمرة من التمّس ك بالوحي: رسوله ﷺ ليهتدي بما فيها.
الهداية (َو َج َع ْل َن ا َل ُه ُن وًرا َيْم ِش ي ِبِه ِف ي الَّن اِس ) • بيان أن الوحي مرجعية لإلنسان المؤمن
االستغناء في الباب:
واالستبشار • وصف المرجعية بالشمولية
• الدعوة إلى التسليم لله ورسوله
• بيان مركزية التسليم في الشريعة
تعظيم الصحابة للقرآن وحساسيتهم "َل َّم ا َنَز َلْت عَل ى َرسوِل ِهللا في تتمة اآلية مقابلة بين الهوى والعلم،
5
ﷺِّ﴿ :لَّل ِه َم ا ِف ی ٱلَّس َم ٰـَو 'ِت
في التعامل مع اآليات الذي ُق صد به :الوحي وهذا من أعظم ما
يقّو ي االستمساك بالوحي {َل ئِن ٱَّتَبْع َت
َو َم ا ِف ی ٱۡلَأ ۡرِۗض "...﴾...
في قوله ﷺ« :أُتِريُد وَن أْن َتُق ولوا كما َأ هَو ۤاَء ُه م َبعَد َم ا َج ۤاَء َك ِم َن ٱلِع ْل ِم َم ا َلَك
قاَل أْه ُل الِك تاَبْي ِن ِم ن َق ْب ِل ُك ْم َس ِم ْع نا ِم َن ٱلَّل ِه ِم ن َو ِلࣲّی َو َل ا َو اࣲق }
وَع َص ْي نا؟» داللة على أّن من أخطر صور
التشّبه بأهل الكتاب :عدم االنقياد ﴿َو َم ْن َل ْم َيْح ُك ْم ِبَم َأ َز دليل على مطلب التعظيم والتحكيم
والتسليم لمرجعية الوحي. ْلَك ا ن َلَن 5
الَّل ُه َف ُأْو َل ِئ َك ُه ُم ا اِف ُرو ﴾ فيها أن تحكيم الوحي قضية فاصلة
قد ُيشّرع هللا تبارك وتعالى بعض وليس أمًرا مستحًبا أو مهّم شا
األحكام الختبار التسليم ،أو يذكر من من أعظم ما ُتبتلى به األمة اإلسالمية:
الِح َك م في بعض األحكام أن فيها أن ُيحال بينها وبين الحكم بكتاب
اختباًرا للتسليم ،كما في قوله تعالى: هللا وسنة رسوله ﷺ
{َو َم ا َج َع ْل َن ا اْل ِق ْب َلَة اَّلِتي ُك ْن َت َع َل ْي َه ا ِإَّلا
ِلَن ْع َل َم َم ْن َي َّت ِب ُع الَّرُس وَل ِم َّم ْن َي ْنَق ِلُب ﴿َف ال َو َرِّبَك ال ُيْؤ ِم ُن وَن
َع َل ى َع ِق َبْي ِه َو ِإْن َك اَن ْت َلَك ِب يَر ًة ِإَّلا َع َل ى َح َّت ى ُيَح ِّك ُم وَك ِف يَم ا َش َج َر 6 هذه أوضح آية في كتاب هللا تعالى
اَّلِذ يَن َه َد ى الَّل ُه } َبْي َن ُه ْم ُثَّم َال َي ِج ُد وْا ِف ي في قضية «التسليم» لمرجعية
َأ نُف ِس ِه ْم َح َرًج ا ِّم َّم ا َق َض ْي َت الوحي ،وخاصة للسنة النبوية.
َو ُيَس ِّل ُم وْا َت ْس ِليًم ا﴾
1
«باٌب ي َتَلِّقي الُق رآن َع َلى ْن ها
ِج، الُّنُبَّو ِ،ف َو َتْق ي َم ْق َص الَع َمِم
َو َتَدُّب هِة واالْسِد ِمْه َدا ِد
واالْس ْغ ِلَنا ِبِه
وَتْحِر ي َو ِتَياَد اِء يَم ا ِت َ ،ع َلِءىِبِه
الَّشِه يَف » ي َذِك َكِم ِه َنِز الَمِةَق اِإل ِن ِب
"َلَق ْد ِع ْش َن ا ُبْر َه ًة ِم ْن ِر ِة ِص ِد ِغ ِر ِل ِم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استقراء جميع ما ورد تحت موضوع َد ْه ِرَن اَ ،و َأ َح ُد َن ا ُيْؤ َت ى اْل ِإ يَم اَن 1 للشّيخ أحمد الَّس ّيد
معّين في الكتاب والسنة هو
َق ْب َل اْلُق ْر آِن َ ،و َتْن ِزُل الُّس وَر ُة
َع َل ى ُم َح َّم ٍد ﷺ َف َنَت َع َّل ُم
التعامل األكمل مع الموضوعات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
َح َل اَل َه ا َو َح َراَم َه ا"... اإلصالح في جذر تلقي القرآن
استسهال التعامل مع القرآن -كما
حال الكثيرين -لم يكن في زمن النبي
ﷺ ،بل كان ُيقرأ بقلب معِّظ م مؤمن الموازنة بين حفظ القرآن وتدبره للعمل به
﴿ِإَّن َم ا ٱۡلُم ۡؤ ِم ُن وَن ٱَّلِذ یَن ِإَذ ا ُذ ِك َر ٱلَّل ُه َو ِج َل ۡت دليل على أن «زيادة اإليمان» من
"ُك َّن ا َم َع الَّن بّي ﷺ َو َن ْح ُن 2
2 ُق ُل وُبُه ۡم َو ِإَذ ا ُتِل َی ۡت َع َل ۡی ِه ۡم َء اَیٰـُت ُه ۥ َز اَد ۡتُه ۡم
أعظم ما تحققه سور القرآن
ِإیَم ٰـࣰنا َو َع َل ٰى َرِّبِه ۡم َیَت َو َّك ُل وَن ﴾
هذا األثر يؤّك د ما سبق ذكره من قول هللا
ِف ْت َياٌن َح َز اِو َر ٌة َف َت َع َّل ْم َن ا
تعالىِ﴿ :إَّن َم ا ٱۡلُم ۡؤ ِم ُن وَن ٱَّلِذ یَن ِإَذ ا ُذ ِك َر ٱلَّل ُه التلقي الصحيح للقرآن والتعامل معه على
اْل ِإ يَم اَن َق ْب َل َأ ْن َنَت َع َّل َم
َو ِج َل ۡت ُق ُل وُبُه ۡم َو ِإَذ ا ُتِل َی ۡت َع َل ۡی ِه ۡم َء اَیٰـُت ُه ۥ
﴿َو ِإَذ ا َم ۤا ُأنِزَل ۡت ُس وَر ࣱة َف ِم ۡنُه م َّم ن َیُق وُل
مقياس الوحي يؤدي إلى زيادة اإليمان
الُق ْر آَن ثَّم َت َع َّل ْم َن ا الُق ْر آَن
َز اَد ۡتُه ۡم ِإیَم ٰـࣰنا َو َع َل ٰى َرِّبِه ۡم َیَت َو َّك ُل وَن ﴾ ،وقوله 3 َأ ُّیُك ۡم َز اَد ۡتُه َه ٰـِذ ِه ۤۦ ِإیَم ٰـࣰنۚا َف َأ َّم ا ٱَّلِذ یَن َء اَم ُن و۟ا
سبحانهَ﴿ :و ِإَذ ا َم ۤا ُأنِزَل ۡت ُس وَر ࣱة َف ِم ۡنُه م َّم ن
َف اْز َد ْد َن ا ِبه إيماًن ا" إذا كان تلقي القرآن في حالته الغالبة ال
َف َز اَد ۡتُه ۡم ِإیَم ٰـࣰنا َو ُه ۡم َیۡس َت ۡب ِش ُروَن ﴾ يؤدي إلى زيادة اإليمان؛ فإن هذا دليل على
َیُق وُل َأ ُّیُك ۡم َز اَد ۡتُه َه ٰـِذ ِه ۤۦ ِإیَم ٰـࣰنۚا َف َأ َّم ا ٱَّلِذ یَن نقص وإشكال في طبيعة التلّق ي
َء اَم ُن و۟ا َف َز اَد ۡتُه ۡم ِإیَم ٰـࣰنا َو ُه ۡم َیۡس َت ۡب ِش ُروَن ﴾،
فالنبي ﷺ كان ُيشرف على قضية تلقي
﴿َو َلَق ۡد َیَّس ۡرَن ا ٱۡلُق ۡرَء اَن ِللِّذ ۡك ِر َف َه ۡل ِم ن ُّم َّد ِك ࣲر﴾ 4
القرآن المحّق قة لزيادة اإليمان تلقي القرآن الذي يقود إلى «التذكر» هو تلٍق
يوافق مقاصد القرآن التي نزل ألجلها
ارتباط المذكورين الدائم بالقرآن إلى "جاَء ناٌس إلى النبِّي ﷺ، 4 ﴿َأ َل ۡم َیۡأِن ِلَّل ِذ یَن َء اَم ُن ۤو ۟ا َأ ن َت ۡخَش َع
درجة أن يكون ُع نصًرا من عناصر َف قالوا :أِن اْبَع ْث َم َع َن ا 6 ُق ُل وُبُه ۡم ِلِذ ۡك ِر ٱلَّل ِه َو َم ا َنَز َل ِم َن ٱۡلَح ِّق َو َل ا
َیُك وُن و۟ا َك اَّلِذ یَن ُأوُتو۟ا ٱۡلِك َت ٰـَب ِم ن َق ۡبُل
من أهم صور زيادة اإليمان :خشوع القلب،
ُه وّيتهم ،فُلِّق بوا بــــ :القراء ِرجاًل ا ُيَع ِّل ُم ونا الُق ْر آَن
َف َط اَل َع َل ۡی ِه ُم ٱۡلَأ َم ُد َف َق َس ۡت ُق ُل وُبُه ۖۡم
وهو مما ينبغي أن يتحقق من قراءة القرآن
والُّس َّنَة َ ،ف َبَع َث إليِه م
وفيه أن إحياء مجالس تدبر القرآن
َس ْب ِع يَن َرُج ًل ا ِم َن األْن َص اِر، َو َك ِثیࣱر ِّم ۡنُه ۡم َف ٰـِس ُق وَن ﴾
واالستهداء به وتعّل مه من أعظم ما
يكون من التصحيح في تلقي القرآن ُيقاُل لهْم :الُق ّراُء "...
﴿ِإَّن ِف ی َه ٰـَذ ا َل َب َل ٰـࣰغ ا ِّلَق ۡو ٍم َع ٰـِب ِد یَن ﴾
بيان لمقصد حصول الكفاية واالستغناء ،ففي
7 القرآن ما يكفي اإلنسان لبيان المنهج الصحيح
"َح َّد َثَن ا َم ْن َك اَن ُيْق ِرُئَن ا ِم ْن
5
أنموذج بّين في الّت لّق ي ينبغي َأ ْص َح اِب الَّن ِبِّي ﷺ َأ َّن ُه ْم
َك اُن وا َي ْق َت ِرُئوَن ِم ْن َرُس وِل
﴿ِإَّن َه ٰـَذ ا ٱۡلُق ۡرَء اَن َیۡه ِد ی ِلَّل ِتی ِه َی َأۡق َو ُم ﴾ 8
إعادة تفعليه وتحقيقه ذكر لمقصد «االهتداء به»
الَّل ِه ﷺ َع ْش َر آَياٍت "...
والمعنى المركزي في النص: إدراك الجن للغاية التي ينبغي أن ُتحقق من القرآن
تعّل م العلم والعمل، "َك اَن الَّرُج ُل ِم َّن ا ِإَذ ا َت َع َّل َم 6 9 ﴿َف َق اُلۤو ۟ا ِإَّن ا َس ِم ۡع َن ا ُق ۡرَء اًن ا َع َج ࣰبا
َع ْش َر آَياٍت َل ْم ُيَج اِو ْز ُه َّن ١ َیۡه ِد ۤی ِإَل ى ٱلُّر ۡش ِد َف ٔـاَم َّن ا ِبِه ﴾
إدراك أن القرآن جاء للهداية يجعل
وليس الوقوف على عدد اآليات.
َح َّت ى َيْع ِرَف َم َع اِنَيُه َّن المتلقي للقرآن يتلقاه بعين المستهدي
َو اْل َع َم َل ِبِه َّن "
ۧـ ُك ُن ۟ا
ن َتو و َر َّبٰـِن ِّیُكَن ُت ِبَمَتا ن ۡم َن 10
ُك ُت ﴿َو ٰـِك َل ذكرت الغاية وهي :الربانية ،والوسيلة إليها :تعّل م القرآن
"َم َك َث َع َل ى ُس وَرِة الَب َق َرِة ُتَع ِّل ُم وَن ٱۡلِك ٰـَب َو ِبَم ا ن ۡم ۡدُرُس و ﴾ وتعليمه ،إذ الوصول إلى الربانية يكون من خالل ذلك
الشأن ليس في كثرة التالوة ،وإنما في كيفية 7
َثَم اِنَي ِس نيَن ؛ َي َت َع َّل ُم َه ا"
تلقي القرآن ،ومعرفة الغايات من خالله.
﴿َف َل ا ُتِط ِع ٱۡلَك ٰـِف ِریَن َو َج ٰـِه ۡدُه م ِبِه ۦ ِج َه اࣰدا َك ِب یࣰرا﴾ 11 ذكر «مدافعة الباطل من خالله» كمقصد ،وهذا مما ينبغي
أخرج اإلمام مالك هذا النص بعد ذكر أن يستحضره المصلح ،فينظر إلى الواقع بهاتين العينين:
الخوارج في حديثَ« :ي ْق َرؤوَن الُق ْر آَن َ ،و َل ا ُيَج اوُز
َح َن اِج َرُه ْم » ،وفي هذا مقارنة بين الحالين «وعين لدائرة الفساد «عين لدائرة الحق وبنائه وحملته»،
والمشكالت ،وحملة كأساس بغض النظر عّم ا هو
الباطل ،ومضامينه» موجود من الباطل والمشكالت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صنف يمتثل ألوامر الشريعة،
ويعّظ مها تعظيًم ا قلبًيا خاًّص ا
هذا الباب مّت صل بالباب السابق
صنف يمتثل لألوامر وال يكون في قلبه أصناف الناس في (مرجعية الوحي) من جهة تعظيمها
من التعظيم الخاص لها ما يكفي التعامل مع الشريعة:
مجاالت تعظيم الوحي: كونه من عند هللا تعالى
صنف ال يمتثل (تعظيم هللا عّز جّل )
الشريعة وال ُيعّظ مها
التعظيم المجمل لما جاء
به الوحي (الكتاب والسنة)
التعظيم التفصيلي
من أعظم صور تعظيم الحدود أن ال "َأ َتْش َف ُع ِف ي َح ٍّد ِم ْن ُح ُد وِد لما عّظ مته الشريعة
ُتَع ّط َل بسبب األنساب ،أو االعتبارات ِهللا؟"
1
الشخصية أو االجتماعية
«الُق ّراء» هنا :العلماء العّباد "َو الّل ِه َم ا َج اوَز َه ا ُع َم ُر ِح يَن شعائر زمانية؛ كشهر رمضان،
ويقوي هذا المعنى الذي ذكره ابُن حجر ما َتَل اَه ا َع َل يِه َ ،و َك اَن َو َّق اًف ا 3 وعشر ذي الحجة ،ويوم النحر
ورد في الصحيح عن أنس في الذين قتلوا ِع ْن َد ِك َت اِب الّل ِه "
في بئر معونةُ« :ك ّن ا ُن َس ِّم يِه ُم الُق ّر اَء ،
﴿َف ۡلَیۡحَذ ِر ٱَّلِذ یَن ُیَخ اِلُف وَن َع ۡن
َيْح ِط ُبوَن بالَّن هاِر وُيَص ُّل وَن بالَّل ْي ِل » فّس ر العلماء «الفتنة» في اآلية
بأنها الشرك ،وهذا ال يلزم منه أن
من أبرز صور تعظيم الوحي :أن 3 َأ ۡم ِرِه ۤۦ َأ ن ُتِص یَبُه ۡم ِف ۡت َنٌة َأ ۡو تكون المخالفة بعينها كفًرا ،لكّن
ُيوقف المؤمُن نفَس ه عن ُم رادها ُیِص یَبُه ۡم َع َذ اٌب َأ ِلیٌم ﴾ عقوبة مخالفة األمر النبوي قد
الذي تسعى إليه بنّص من الوحي، تكون بزيغ قلب الُم خالف
وذلك من عالمات اإليمان
5
3
«َباُب َض ب األْف َه ا َع لى
يَ ،و َتْص يِم الَن ّي ْع يا الَوْح ِط
الَّنَظ ِحَ ،وِحَأَّن ِبْن ِمﷺ لمِرَق ايي
ِم
الحِّق الَّضال ِ :رَرَّد َأْس َبا ِس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان النبي ﷺ يعيش في سبيل رسالته صابًرا
محتسًبا منشرح الصدر رغم ضيق ذات اليد "...أال َت ْر َض ى أْن َتُك وَن
َلَن ا اآلِخ َر ُة وَل ُه ُم الُّد ْن يا؟" 1
كان ﷺ تمر به أنواع من الهموم ،والهُّم
في هذا الحديث كان من الناحية االجتماعية
5
4
َباٌب ي أّن الِّديَن َع لى
َم َرا َب ِفُم َتَف ا َت ي اْل َأْم
والَّنْه ي واِوْلَخٍةَبِفَ ،و َأَّن ِر ِت
ال ْق َه ي الِّديِر َتَبٌع
إْدِفَرا ِفَه َذ اْل َمِنَرا
ِت ِه ِل ِك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِب
قوله ﷺ« :أعظم» فيه أن اآليات
للشّيخ أحمد الَّس ّيد
القرآنية متفاوتة من حيث العظمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بفقهه وعلمه وبما رّباه النبي ﷺ عليه أن "َيا َأ َبا الُم ْن ِذ ِرَ ،أ َت ْد ِري َأ ُّي
آية الكرسي أعظم آيات القرآن آَيٍة ِم ْن ِك َت اِب ِهللا 1
َم َع َك أْع َظ ُم ؟" ... من َأ ولى ما ُيفّس ر به «الدين» أنه:
فيه داللة على أن النبي ﷺ قد رّبى
أصحابه على التفاوت فيما جاء به
(اإلسالم ،واإليمان ،واإلحسان)،
الدين ،وما كان من أبّي رضي هللا عنه [ انظر حديث جبريل المشهور ]
﴿َو َت َّم ۡت َك ِلَم ُت
ال يكون إّل ا إذا تربى على أن موضوع أخبار
َرِّبَك ِص ۡد ࣰق ا َو َع ۡد ۚاࣰل﴾
«العلم بالله» أشرف الموضوعات يحتوي الِّد ين -جملة -على شيئين:
أوامر
ما جاء في دين هللا ليس على مرتبة
فيه داللة على تفاوت سور القرآن من ُأ
"َ...ل َع ِّل َم َّن َك ُس وَر ًة ِه َي 2 واحدة من حيث الفضل واألهمية
حيث العظمة؛ فأعظمها الفاتحة َأ ْع َظ ُم الُّس َو ِر ِف ي الُق ْر آِن "...
من الُم الحظ في سيرة النبي ﷺ استعمال ومن أهم ما يدخل في الفقه في
األساليب الالفتة لالنتباه عند الحديث عن الدين :إدراك هذا والعمل على ضوئه
القضايا المركزية ،وهذا درس للمصلحين
فيه إثبات للتفاضل بين األعمال جملة ،وكذا "َ...أ ُّي الَع َم ِل َأ ْف َض ُل ؟"... 3
تفضيل درجة معّينة من األعمال؛ التفاضل بين األعمال المركزية نفسها
ٰۤـ
﴿ٱَّلِذ یَن َیۡجَت ِنُبوَن َك َب ِٕى َر ٱۡلِإ ۡثِم
كتفضيل أركان اإلسالم على ما دونها
فالتفاضل على قسمين: فيها أن المنهيات على مراتب،
َو ٱۡلَف َوٰ ِح َش ِإَّلا ٱلَّل َم َۚم ﴾
تفاضل بين األعمال المركزية 1 فمنها الكبائر ومنها اللمم
والمحكمات الكبرى نفسها يكُث ر في أسئلة الصحابة -رضي هللا عنهم-
السؤال عن أفضل األعمال ،وهذه نتيجة
التربية النبوية على تفاوت األعمال امتداح من ُيعّظ م هذه
الكبائر رهبًة فيجتنبها
وإذا كانت أسئلة المترّبين في هذا
أن يكون هللا تعالى لم يهدهم الفلك؛ فهي عالمة ُح سن الثمرة التي
غرسها الُم صلح ،أما إذا كانت من جنس
الرسالة التي تركها الداعية األسئلة المكروهة؛ فهذا فيه إشكال،
أو المصلح في نفوسهم وترجع أسبابه إلى أحد أمرين: ﴿ِإَّن ٱلَّل َه َل ا َیۡغ ِف ُر َأ ن كّل ذنب دون الشرك داخل تحت
2 ُیۡش َرَك ِبِه ۦ َو َیۡغ ِف ُر َم ا المشيئة ،وإن لم يتب صاحبه
ُۚء
ُد وَن َذٰ ِلَك ِلَم ن َیَش ۤا ﴾
كثيًرا ما يستعمل النبي ﷺ األساليب فيه إثباُت أمور مركزية من الدين تفُض ل "ُبِن َي اإلْس الُم َع َل ى َخ ْم ٍس ":
التقريبية فيما فيه أعداد ،وهذا مما
4 داللة اآلية على الباب بيان أن هناك شرًك ا ،وهناك ما دونه،
عن غيرها؛ ألن اإلسالم قد ُبني عليها ،واختيار
يعين على الضبط ،ومن جملة االقتداء هذه األركان الخمسة وإعطاؤها هذه الصفة تظهر من وجهين: فالمنهيات ليست على مرتبة واحدة
به :االقتداء المتعّل ق بالبيان إنما ُع رف بسنة النبي ﷺ مما يدل على أهمية
المقصود بالبيان هنا :القدرة على السنة في إدراك هذه القضايا التغليظ الشديد في الشرك ال
التعبير عن المعاني التي في النفس
وإيصالها بوضوح إلى نفس المتلّق ي
يقتصر في الداللة على مراتب
المنهيات ،وإنما يدل كذلك على وجود
أحكام مغّل ظة متعلقة بهذا التفاوت
من أصرح األحاديث في إثبات التفاوت والتفاضل
بين ما شرعه هللا ،فإن من العبادات عباداٍت "...وما َيزاُل َع ْب ِد ي َي َتَق َّرُب
﴿ ن َت َت ِنُبو۟ا َك َب ۤا َر َم ا ُتۡنَه َن
ِإَل َّي بالَّن َو اِف ِل َح ّت ى ُأِح َّبُه "... 5
ِإَع ۡنُه ۡجُنَك ِّف َع نُك ۡمِٕى َس َٔـاِتُك ۡمۡو ﴾ 3
توصل إليه بما ال توصل إليه العبادة األخرى
فيها إثبات أن المنهيات
ال ينبغي أن تؤّد ى الفرائض إبراًء للذمة ِّی ۡر فيها ما هو من الكبائر،
فحسب ،وإنما ال بد أن ينظر إليها على
أّن ها أعلى ما ُيتقّرب به إلى هللا تعالى
وفيها ما هو دون ذلك
أداء تبرأ به الذمة ،وتسقط
به المطالبة فقط
أداء الفرائض يكون على وجهين: من األقوال المشهورة في
أداء تبرأ به الذمة ويكون
من أعظم ما ُيقّربه إلى رّبه اآلية :أّن من يجتنب الكبائر
تبارك وتعالى ليست هذه السبع الوحيدة التي ينبغى اجتنابها، تكّف ر عنه الصغائر» فصار
"اْج َت ِنُبوا الَّس ْب َع الُم وِبَق اِت " 6
لكن عندما يؤَّك د النهي عنها تكون من أولى ما من الفقه في الدين ،ومما
ُيجَت نب (وهذا دليل على عنوان الباب)
ينبغي أن يحرص عليه
المؤمن :اجتناب الكبائر
فيه تفاوت المحّرمات المغَّل ظة فيما بينها "ِإَّن ِم ْن َأ ْك َب ِر اْلَك َباِئِر أْن
َي ْل َع َن الَّرُج ُل واِلَد ْيه"...
7
من صور الخلل :إقامة الخطاب الدعوي على
تعظيم بعض المحرمات التي لم ُتعّظ م في
الشريعة على حساب التي ُع ّظ مت
العمل وتعظيم شرائع الدين
على ضوء هذا التفاوت
إقامة الخطاب اإلصالحي بناء
الُم طالب به المؤمن بعد إدراك ما جاء فيه: "إَّن َك َس َت ْأ تي َق ْو ًم ا أْه َل
ِك َت اٍب َ ،ف ِإ َذ ا ِج ْئ َت ُه ْم ، 8
على التفاوت في الرتب الدينية إعادة مركزة المركزيات وترتيب
األولويات لدى المتلّق ين ُتزيل الكثير َف اْد ُع ُه ْم إلى أْن َي ْش َه ُد وا
من الحواجز والمفاهيم الخاطئة أْن ال إَل َه إَّلا الَّل ُه "...
من أولى أولويات الخطاب في هذا
الزمن :تعظيم هللا والعلم به ،وربط
الناس باآلخرة ،وفتح القلوب لتتلقى
حقائق األمر والنهي بتسليم
5
5
باٌب ي َأَه ّية الَّتْز ي
ِك
ــــــــــــــــو ِة الُق ُل َو َأْع َم ِفــــــــا ِم
َمِلاَ ،وأّن َع َلْي َم ا
ِب وَف ْض
ــــــــَداَر الَف ــــــــَلا ِه َم ِلِه
ِح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للشّيخ أحمد الَّس ّيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اإليمان بأن الذي يزّك ي النفوس ويطّه رها "...الَّل ُه َّم آِت َنْف ِس ي
وينّم يها ويحّل يها هو هللا رب العالمين َتْق َو اَه اَ ،و َزِّك َه ا َأ ْن َت َخ ْي ُر َم ْن 1
َزَّك اَه اَ ،أ ْن َت َو ِلُّيَه ا َو َم ْو َل اَه ا"
الدعاء بالتزكية من أهم وسائل تحصيلها بالتخّل ص من أمراض
«التخلية» القلوب وأدواء النفوس
داللة على مركزية التزكية ،ويظهر للتزكية معلمان أساسيان:
ذلك من حرصه ﷺ على الدعاء بها «التحلية» بالتزّو د من األعمال القلبية،
المحافظة على الدعاء بالتزكية، التي تقود إلى أعمال
وله بالنبي ﷺ أسوة في ذلك الجوارح؛ فتتحقق التزكية
ُج ِع َلْت التزكية هي المبتدأ "َ...ف َت َع َّل ْم َن ا اإليَم اَن قْب َل
والمنتهى في مدرسة النبي ﷺ أْن َنَت َع ّل َم الُق ْر آَن ُثَّم َت َع َّل ْم َن ا 2
﴿َج َّن ٰـُت َع ۡد ࣲن َت ۡج ی ِم ن داللة على مركزية التزكية وأنها
الُق ْر آَن َف اْز َد ْد َن ا ِبِه إيماًن ا" ٰـِلِدِریَن ِف یَه ۚا 2 َت ۡحِتَه ا ٱۡلَأ ۡنَه ٰـُر َخ
َت ُع ّل ُم القرآن في مدرسته ﷺ محكوم بإطار:
من أعظم ما ُيتقّرب به إلى هللا،
َو َذٰ ِلَك َج َزۤاُء َم ْن َتَزَّك ٰى ﴾ هللا تعالى جعل عمل
أّن ني إنما أتعّل مه ليزاداد إيماني وأهتدي به
«التزكية» سبًبا لدخول الجنة
وهذا ما يجب أن ُينّم ى التنمية "وَل ِك ْن َي ْنُظ ُر ِإَل ى ُق ُل وِبُك ْم ": "الَّتْق َو ى َه اُه َن ا"... 3
األساسية في نفس اإلنسان ،وإذا تّم النظر إلى ما فيه من إخالص ﴿َو َل ۡو َل ا َف ۡض ُل ٱلَّل ِه َع َل ۡی ُك ۡم الذي يملك إعطاء اإلنسان
ذلك؛ فالنتيجة المباشرة :سرعة لله تعالى وصدق محبته، "َ...و َل ِك ْن َي ْنُظ ُر ِإَل ى 3 َو َر ۡحَم ُت ُه ۥ َم ا َزَك ٰى ِم ْنُك م التزكيَة هو هللا تعالى
االستجابة في األعمال الظاهرة. والخشية منه، ُق ُل وِبُك ْم َو َأ ْع َم اِلُك ْم " 4 ِّم ۡن َأ َح ٍد َأ َبࣰدا َو َل ٰـِك َّن ٱلَّل َه
ُیَزِّك ی َم ن َیَش ۤاُۗء ﴾
تندرج اآلية تحت عنوان
داللة على مركزية عمل القلب «وسائل التزكية»
•التربية على األعمال القلبية وأعمال الجوارح في الدين ،والتربية على هذا َي الَق ْل ُب " "َ...أ َل ا َو ِه 5
المعنى تربية صحيحة موافقة
•التركيز على األعمال الظاهرة والمهم
لمنهاج النبوة .أما الُم ترّبي
منها دون التركيز على األعمال القلبية ﴿ُه َو ٱَّلِذ ی َبَع َث ِف ی
ٱۡلُأِّم ِّیۧـَن َرُس وࣰلا ِّم ۡنُه ۡم َیۡت ُل و۟ا 4
على األعمال الظاهرة دون
•التركيز على مستحبات األعمال التركيز على األعمال الباطنة اآليتان تندرجان تحت
الظاهرة ،وإهمال الواجب منها، فلم ُيرَّب على الخير التام. َع َل ۡی ِه ۡم َء اَیٰـِتِه ۦ َو ُیَزِّك یِه ۡم ﴾ عنوان «مركزية التزكية»
وإهمال األعمال القلبية كذلك مقامات الناس في ذلك:
﴿َك َم ۤا َأ ۡرَس ۡلَن ا ِف یُك ۡم
هللا تعالى جعل «التزكية»
•التركيز على األعمال الباطنة دون الظاهرة 5 َرُس وࣰلا ِّم نُك ۡم َیۡت ُل و۟ا من وظائف النبي ﷺ التي
َع َل ۡی ُك ۡم َء اَیٰـِت َن ا َو ُیَزِّك یُك ۡم ﴾
ُبعث من أجلها
وبالتالي :فإن من أعظم تحذير من وسيلة ُتقّس ي القلب ،وقد َ:م ا َك اَن َبْي َن إْس َل اِم َن ا َو بْي َن
أسباب رقة القلب ولينه وقع بها أهل الكتاب ،وهي :طول األمد َأ ْن َع اَت َب َن ا الَّل ُه "... 6
دوام االّتصال بالوحي بين اإلنسان وبين مرجعية الوحي
داللة على أثر صالح القلب وتذّك ر اآلخرة على "إَّن ما َنَز َل أَّو َل َم ا َنَز َل ِم ْن ُه ".. 7
استعداد النفس لالستجابة لألمر والنهي
5
6
َباُب َش َر ال ْل
ِف ِ،ع َوِمَذ ِّم الَّنا َو َف ْض
َم ْن ِفلْمِع َيْع َم ْلِلِهَع ْل م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ِه
ِب
الحديث يندرج تحت عنوان "َم ْن ُيِرِد ُهللا ِبِه َخ يًرا
1 للشّيخ أحمد الَّس ّيد
«شرف العلم وفضله» ُيَف ِّق ْه ُه في الِّد يِن "
أشار بعض العلماء إلى أّن مفهوم هذا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحديث مقصود كذلك ،وهو :من لم ُيرد
ُهللا به خيًرا؛ ال ُيفّق هه في الدين!
الُم راد بـ«الفقه» هنا :الفقه العام في الدين •شرف العلم وفضله
يشير الباب إلى ثالث قضايا:
كلمة «الدين» تشمل أصوله وفروعه، •بيان أهمية أن يكون العلم نافًع ا
ومجموع حقائقه ،وحديث جبريل
المشهور فيه كشف عن داللة الدين •العلم إنما ُيراد للعمل ،فمن لم
يعمل بما علم فهو مذموم
مقامات الفقه في الدين:
﴿َو ُق ل َّر ِّب ِزۡدِنی ِع ۡلࣰم ا﴾ هللا تعالى أمر نبيه ﷺ باالزدياد
في أدنى درجات الفقه
1
مقام الفقه في الدين من العلم ،وفي هذا بيان فضله
المتعّل ق بالجانب النظري
العلم المقصود في اآلية هو
وهو راجع إلى قضية فهم مراتب
العلم ومحكماته ،والقدرة على حّل «الوحي» ،ويبين ذلك سياقها،
مشكالته ،واستنباط حقائقه قال هللا تعالىَ﴿ :ف َت َع ٰـَل ى ٱلَّل ُه
ٱۡلَم ِل ُك ٱۡلَح ُّق َو َل ا َت ۡع َج ۡل ِبٱۡلُق ۡرَء اِن
مقام الفقه في الدين ِم ن َق ۡبِل َأ ن ُیۡقَض ٰۤى ِإَل ۡی َك َو ۡحُیُه ۖۥ
المتعّل ق بالجانب النظري
َو ُق ل َّر ِّب ِزۡدِنی ِع ۡلࣰم ا﴾
إضافة إلى إجراء العمل على وفق ذلك
الفقه ،فعمله فيه فقه ،وذلك باختيار
األولويات ،والعمل المناسب ،وطريقة من أهم وسائل تحصيل العلم :الدعاء
األداء ،وطريقة الدعوة إلى هللا
5
7
َباٌب ي َم ْر َك َّي اْل َع َم َ ،وأَنه
اْل َم ْق ِفُص وُد ِزَن ِةاْل ْل ِ،لوَتْر َي
على الَع ِبَم ِة ، الَن ِّي ﷺ َأْص ِمَح ابهِع ِم
َّياُه ْم َع ال ي ِل ِبو ْبَع ا
الُس َؤِقا ِل ِإوالَق اِدِه ِإَو َك ْث َر ِن
ِة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــِل
ِل
للشّيخ أحمد الَّس ّيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما جاء في الدين من آيات وأحاديث؛ فإن "َم ا َن َه يُتُك ُم َع ْن ُه َف اْج َت ِنُبوُه ، ما في الباب من آيات
المقصود منها :أن ُتمتثل ،فهو دين عمل َو َم ا أَم ْر ُتُك ْم ِبِه َف اْف َع ُل وا
1
وأحاديث فيه إثبات لتربية
ِلما لم ينزل فيه شيء األوامر والمنهيات في الشرع كثيرة،
ِم ْن ُه َم ا اْس َت َط ْع ُت ْم "..
النبي ﷺ أصحاَبه على العمل
وكثير منهما محكم ليس محًل ا للخالف،
المسائل الخالفية والذّم الشديد يقع على الذي ال يتمّس ك مرافقة النبي ﷺ بحد ذاتها
بهذه المحكمات فينتقل ألحد أمرين: ترّبي اإلنسان على العمل؛ ألن
االعتبار باألمم السابقة من التفقه سيرته كانت عملية ،فالدين
في الدين ،وما جاء به الوحي عنهم ليس دروًس ا نظرية فحسب
فيه تحذير من تكرار أعمال معينة،
وليس ذكًرا لقصص غابرة َم ن يلتزم سيرة النبي ﷺ قراءة
الولع بالقضايا النظرية التي ال يتعّل ق ودراسة وتكراًرا؛ سيناله قبس
بها عمل من أسباب الهالك من النور الذي نال أصحاَبه
بمصاحبتهم المباشرة له.
5
8
َباٌب في ْد ال ي
َوأَّن الَع َم َلِصالَم ْق
ِق ُبوِنَل ِ،ة ُه َو
َوْج ُه الّل ما اْب ُت َي
َتَع اَلىِغَوَواِبَفِهَق الُّسَّنَةِه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للشّيخ أحمد الَّس ّيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ِإَّن َم ا اَأل ْع َم اُل ِبالِّن يِة ، أن يكون صالًح ا
اّتفق بعض العلماء أن هذا
وإَّن َم ا ِال ْم ِرٍئ َم ا َن َو ى"...
1 (ُق ۡل َّن َم ۤا َأَن۠ا َب َش ࣱر ِّم ۡثُلُك ۡم
الحديث ُثلث اإلسالم ُیوَح ٰۤىِإ ِإَل َأَّنَم ۤا ِإَل ٰـُه ُك ۡم ِإَل ٰـࣱه 1 صفتان تجتمعان في العمل الصالح
ࣱۖد َّی
َوٰ ِح َف َم ن َك اَن َیۡرُج و۟ا ِلَق ۤاَء
الذي يستعّد به المؤمن للقاء ربه: أن يكون خالًص ا
َرِّبِه ۦ َف ۡلَی ۡع َم ۡل َع َم ࣰلا َص ٰـِل ࣰحا
فيه إثبات ألهمية «النية» ،فالعمل الشاق
َو َل ا ُیۡش ِرۡك ِبِع َباَد ِة َرِّبِه ۤۦ َأ َح َۢد ا)
ال يشفع لصاحبه إذا لم يبتِغ به وجه هللا العمل الصالح منبثق من الوحي
5
9
َباُب َأَه ِّمي اْس ْح َض ا
اْلَغ اَي ِ ،ةَواْل َح َذِت ْن ِر
الَّش يَف الَغ اَيا ِر ِم ُم َز اَح َم ِة
الَم َط ا ِتالَّد يَئ ِر ِة ِة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــِة
ِن ِلِب ِب
للشّيخ أحمد الَّس ّيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"َم ْن قاَت َل ِلَتُك وَن َك ِلَم ُة
1
من أهم الغايات عند ِهللا ِه َي الُع ْل ياَ ،ف ُه َو
المؤمن :إعالء كلمة هللا ِف ي َس بيِل ِهللا"
إذا كان الجهاد ال ُيكتب فيه األجر "َأ َر َأ يَت َرُج ًل ا َغ َز ا َي ْل َت ِم ُس
إال بإخالص النية؛ فمن باب أولى اَأل ْج َر والِّذ ْك َر ،ما َل ُه ؟ 2
ما دونه في الجهد من األعمال فقاَل َرُس وُل ِهللا ﷺ:
«ال َش يَء َل ُه »" ضعف استحضار الغايات
الشريفة ُيسّه ل على المفسدات
التسلل إلى دين اإلنسان
فتفسده دون أن يشعر
فيهما :من الناس من ُيشارك في مثل "َتَك َّف َل الّل ُه ِلَم ْن َج اَه َد
هذه األعمال وال تكون نّيته خالصة ِف ي َس ِب يِله ال ُيْخ ِرُج ُه 3
من قاتل ولم يكن بذله في هللا؛ ِم ْن َبْي ِتِه إّل ا"...
لن يحقق الثواب المذكور
"َم َث ُل الُم َج اِه ِد ِف ي َس ِب يِل
4
(َو ِم َن ٱلَّن اِس َم ن َیۡش ِری
فيه أن الجهاد إذا كان في سبيل الّل ِه -وُهللا أْع َل ُم بَم ن
1 الغاية العالية (ابتغاء وجه هللا)
َنۡف َس ُه ٱۡبِت َغ ۤاَء َم ۡرَض اِت ٱلَّل ِۚه)
هللا؛ فإنه من أفضل األعمال التي ُيجاِه ُد في َس بيِلِه َ ،-ك َم َث ِل تهّو ن على المؤمن مشّق ة العمل
ُيتقّرب بها إلى هللا جل جالله الّص اِئِم القاِئِم "...
الغاية التي يصرف اإلنسان
عملها إليها فيتحقق اإلخالص
هي ابتغاء مرضاة هللا
فيه أسلوب المثل ،الذي ينبغي على الدعاة أن
يسلكوه وذلك بالحرص على أمرين:
5
10
َباٌب في َتَح ُّمل الَف ْر
َم ْس ؤو َّيَة الَّتْك ي ِد
تَج اَه َنْفِل ه وَغِلي ِف
ِس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــِرِه
للشّيخ أحمد الَّس ّيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"اْش َت ُروا أْنُف َس ُك ْم ،ال ُأْغ ِني
إذا كان صاحب الشفاعة العظمى 1
لن يغني عن أقربائه من هللا شيًئ ا، َع ْنُك ْم ِم َن ِهللا شيًئ ا"...
فشفاعته هي بإذن هللا
5
11
فيه فضل «األمر بالمعروف والنهي عن "َم َث ُل الَق اِئِم َع لى ُح ُد وِد ِهللا
َو الَو اِق ِع فيهاَ :ك َم َث ِل َق ْو ٍم
1
المنكر» ،وأهمية عدم ترك المجتمع
يسير إلى الفساد واإلعراض عن الدين اْس َت َه ُم وا َع لى َس ِف يَن ٍة "...، َباٌب ي اْل َم ْس ؤو َّي
الَع اَّمِف ُتَج اَه اْل ْس ِلَلاِة
تعددت وجوه بيان فضل «األمر بالمعروف والنهي يِإَن ِم َوالُم ْس ِة
عن المنكر» ،دل ذلك على عظمه في الدين ِلِم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«األمر بالمعروف والنهي عن المنكر» ُيتطّل ب ألمرين: للشّيخ أحمد الَّس ّيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا الباب من صميم العقيدة ،فهو داخل
َأ نَج ۡی َن ا ٱَّلِذ یَن َیۡنَه ۡو َن َع ِن ٱلُّس ۤو ِء ﴾ في «الوالء والبراء» ،وكثير مّم ن يزّه د فيه
يحصره في الشّق الثاني وهو« :البراء»،
لنجاة المجتمع ككّل من عذاب هللا
ناسًيا «الوالء للمؤمنين» الذي تدخل فيه
نصرُة المؤمنين ،ومواالتهم.
"َم ْن َر َأ ى ِم ْنُك ْم ُم ْنَك ًرا من التلبيس :تهميُش هذا الباب،
حث على تغيير المنكر ،وهذا من أوجه أهمية هذا األمر َف ْل ُي َغ ِّيْر ُه بَيِد ِه ،فإْن َل ْم
2
ورمي الداعين إليه بألفاظ من نحو:
يتكّل م ﷺ عن تعامل المؤمن مع المنكر، َيْس َت ِط ْع َف ِب ِلَس اِنِه ،فإْن َل ْم
«الحركية» ،و«السياسة»
َيْس َت ِط ْع َف ِب َق ْل ِب ِه َ ،و َذ لَك
وهذا فتح لباب فقه «األمر والنهي»
أْض َع ُف اٍإل يَم اِن " من اإلشكاالت المترتبة على تهميش
طريقان الكتساب فقه «األمر والنهي»: هذا الباب :أن يكون بعض الناس
صحيح العقيدة من الناحية النظرية،
طريق مباشر طريق عام شمولي لكنه منتكس من جهة «الوالء»،
وله بابان: (غير مباشر) وبعض الناس ُيعّظ م من شأن
.1تتبع شروح األحاديث المعتني بقضايا المسلمين وإن كانت
المتعلقة بـ«األمر بالمعروف
والنهي عن المنكر» وأهّم ه :التفّق ه بهدي األنبياء عقيدته ليست صحيحة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والمرسلين في الدعوة
.2في الكتب المتخصصة وأبواب
الكتب المفردة في الموضوع
(َو َم ا َلُك ۡم َل ا ُتَق ٰـِت ُل وَن ِف ی إحدى الغايات التي ينبغي أن ينظر إليها
َس ِب یِل ٱلَّل ِه َو ٱۡلُم ۡس َت ۡض َع ِف یَن
"...وإِّن ي سمعُت َرُس وَل 1
3 المؤمن أثناء عمله :النظر
ِهللا ﷺ َي ُق وُل ِ« :إّن الَّن اَس
خطورة ترك الفساد والمنكر والظلم بال
نكير ،فهو من أسباب العقاب العام
ِإَذ ا َر َأ وا الَّظ اِلَم َف َل ْم َي ْأ ُخ ُذ وا ِم َن ٱلِّرَج اِل َو ٱلِّن َس ۤاِء َو ٱۡلِو ۡلَدٰ ِن للمستضعفين ،فمن اهتم ألمرهم
«الظلم» من أولى ما يدخل تحت اسم «المنكر» ،فال َع لى يَد يِه َأ وَش َك أن ٱَّلِذ یَن َیُق وُلوَن َرَّبَنۤا َأ ۡخِرۡجَن ا ِم ۡن فهو مهتم بما حّض هللا -تعالى -عليه
ينحصر المنكر في االنحالل األخالقي والفسق والبدع َيُع َّم ُه ُم ُهللا بعقاِبِه " َه ٰـِذ ِه ٱۡلَق ۡرَیِة ٱلَّظ اِلِم َأ ۡه ُل َه ا) في كتابه (واآلية تؤسس هذا المعنى)
إذا كان هناك نص يحصل بسبب فهمه (والمستضعفين) :وفي سبيل
َل ْب ٌس في قضية دينّية؛ ينبغي أن ٌيفّك هذا
المستضعفين ،أو وعن المستضعفين
االلتباس (كما فعل أبو بكر -رضي هللا عنه)-
غايات العمل الواحد متفاوتة ،ومن
غايات الجهاد :استنقاذ
مما يؤّرق الصالحين ويجعل جنوبهم تتجافى عن "اْس َت ْي َق َظ النبُّي ﷺ ِم َن
4 المستضعفين ،وهو أعظم أجًرا من
المضاجع :كثرة الخبث ،وليس في الحديث نفي عن الَّن وِم ُم ْح َم ًّرا َو ْج ُه ُه ؛ َي ُق وُل :
الجهاد الذي هو الطمع في الكَّف ار
دفع الصالحين للهالك إذا ُو جدوا ،لكنه نفى أن يكون «َل ا ِإَل َه إَّلا ُهللاَ ،و ْي ٌل ِلْل َع َر ِب
وجود الصالحين دفًع ا للهالك في جميع األحوال، ِم ْن َش ٍّر َق ِد اْق َت َر َب "...
5
12
َباٌب ي َم ْر َك َّي اّتَبا
َه ْد ي اِفْل َأْن َيا ِ،ز َوِةَأَه ِّميِع
ْل ُم ْص ِب ِءي َباَد ِتِه
ِل َوَدْع ِلَوِح ِفَوَص ِعْب ِتِه
ِرِه ِتِه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للشّيخ أحمد الَّس ّيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
االعتناء بما جاء عن األنبياء -عليهم السالم-
من أهم ما ينبغي أن يعتني به المصلحون
"َك َأ ِّن ي أْنُظ ُر إَل ى النبِّي ﷺ
فيه أّن ه ﷺ كان يستحضر هدي األنبياء 1
َيْح ِك ي َن ِب ًّيا ِم َن األْن ِب ياِء ...
في حياته التفصيلية ،ثم يتصّبر بذلك
الَّل ُه َّم اْغ ِف ْر ِلَق ْو ِم ي؛
فإّن ُه ْم ال َيْع َل ُم وَن "
ࣰّل
(َو ُك ا َّنُق ُّص ُنَثَع َل ۡی َك ِم ۡن ۢنَبَۚكۤاِء 1 النبّي ﷺ رسول كما كانت الرسل من
َم ن يرْد أن يسير على هدي النبي َأ
ٱلُّرُس ِل َم ا ِّبُت ِبِه ۦ ُف َؤ اَد
ﷺ ،في نصرة الدين ،فعليه أن
قبله ،أصيب بما ُأصيبوا به ،ففي اقتدائه
َو َج ۤاَء َك ِف ی َه ٰـِذ ِه ٱۡلَح ُّق
يتصّبر باستحضاره الدائم لهدي
بهم ومعرفة أخبارهم ما ُيثّبت فؤاده
َو َم ۡو ِع َظ ࣱة َو ِذ ۡك َر ٰى ِلۡلُم ۡؤ ِم ِنیَن )
األنبياء .استحضارا تطبيقيا ال
نظريا في أوقات الشدائد
الخطاب في اآلية ليس خاًص ا بالنبي ﷺ
وإنما من يسير على طريقه في الدعوة،
فإنه يناله من أعداء الحق ما ينال األنبياء
ميدان آخر استحضر به ﷺ وقت الشدة
"َ...يْر َح ُم َهللا ُم وسى ،قْد
ُأوِذ َي بَأ ْك َث َر ِم ن هذا َف َص َبَر"
2
(َف ٱۡص ِبۡر َك َم ا َص َبَر ُأ۟و ُلو۟ا
ما كان عليه إخوانه من األنبياء قبله
بّين هللا سبحانه لرسوله ﷺ أن الصبر
ٱۡلَع ۡزِم ِم َن ٱلُّرُس ِل َو َل ا
2
ُأوذي ﷺ إذ اُّتِه م بأمانته ،وهذا المطلوب منه ليس بدايًة في سنة هللا
َت ۡس َت ۡع ِج ل َّلُه ۚۡم َك َأ َّن ُه ۡم َیۡو َم تعالى بالنسبة للمرسلين واألنبياء
َیَر ۡو َن َم ا ُیوَع ُد وَن َل ۡم َیۡلَب ُث ۤو ۟ا ِإَّلا
قد يكون من أشد االبتالءات،
ࣱۚغ
َس اَع ࣰة ِّم ن َّن َه اِۭۚر َب َل ٰـ َف َه ۡل
ألن التشكيك باألمانة من أكثر
ما يؤلم ذوي األمانة ،وتصّبر ﷺ فيها خطاب وإيناس لَم ن سار على
بتذكر أخيه موسى كما ورد ُیۡه َلُك ِإَّلا ٱۡلَق ۡو ُم ٱۡلَف ٰـِس ُق وَن ) طريقه ﷺ بأن يصبر كما صبر أولو العزم
5
13
ا ْص َلا َباُب َف ْض
تعالى،
ِهللا ِح ى ِإلوالَّدْع َو إَل ِل
َوأَه َّي ِةاْل َأْم الَم ْع ُرو
َوالَّنِة ي َع ِر ِب الُم ْنَك ِف
ِم
ِر ِن ِه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للشّيخ أحمد الَّس ّيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشعور بالمسؤولية هذا الباب له ارتباط بباب
«تحمل الفرد مسؤولية
الرغبة بالعمل من خالل ذكر فضائله، التكليف تجاه نفسه وغيره»
أو ترهيب من خالل التحذير من تركه ألّن الذي يحرم النفس أمران:
(َو َم ۡن َأ ۡحَس ُن َق ۡو ࣰلا
ِّم َّم ن َد َع ۤا ِإَل ى ٱلَّل ِه
معرفة فضائل اإلصالح 1 الدعوة إلى هللا من مقامات
القدوة واإلمامة في الدين
َو َع ِم َل َص ٰـِل ࣰحا َو َق اَل
والدعوة من جملة المثّبتات
ِإَّن ِنی ِم َن ٱۡلُم ۡس ِلِم یَن ) الدعوة إلى هللا ال تختص بدعوة غير
المسلمين ،وإّن ما فيها :الحّث على
الخير ،الّز جر عن الّش ر ...إلخ
"َل ُأْع ِط َي َّن َه ِذ ه الّراَي َة َرُج ًل ا (َف َل َّم ا َن ُس و۟ا َم ا ُذ ِّك ُرو۟ا ِبِه ۤۦ
نَج ۡی َن ا ٱَّلِذ یَن َیۡنَه ۡو َن َع ِن
الدعوة إلى هللا تعالى تجارة َي ْف َت ُح الّل ُه على َيَد ْيِه ُ ،يِح ُّب 4 7 َأ
رابحة ،وحسنات جارية َهللا وَرسوَل ُه ،وُيِح ُّبُه ُهللا ٱلُّس ۤو ِء َو َأ َخ ۡذَن ا ٱَّلِذ یَن
وَرسوُلُه "... َظ َل ُم و۟ا ِبَع َذ اِۭب َب ِٔـیِۭس ِبَم ا
َك اُن و۟ا َیۡف ُس ُق وَن ) األمر بالمعروف والنهي عن
(َف َل ۡو َل ا َك اَن ِم َن ٱۡلُق ُروِن ِم ن
المنكر :سبب للنجاة من العذاب
َق ۡب ِل ُك ۡم ۟و ُلو۟ا َبِق َّیࣲة َیۡنَه ۡو َن َع ِن
8 ُأ
ٱۡلَف َس اِد ِف ی ٱۡلَأ ۡرِض ِإَّلا َق ِلیࣰلا
َّت ۗۡم
ِّم َّم ۡن نَج ۡی ا ِم ۡنُه َو ٱ َبَع
َن َأ
ٱَّلِذ یَن َظ َل ُم و۟ا َم ۤا ُأۡتِرُف و۟ا ِف یِه
َو َك اُن و۟ا ُم ۡجِرِم یَن )
5
14
َباٌب ي َف ا
الُم ْص ِف يِصَن َوَمِتا
َينَب ي َأْنِلِحَيُك وَن َع َلي (َیٰۤـَأ ُّیَه ا ٱَّلِذ یَن َء اَم ُن و۟ا
الَعِغ ا ُلوَن ْل ْس َلا ِه َم ن َیۡرَتَّد ِم نُك ۡم َع ن ِد یِنِه ۦ 1 الشأن في تطّل ب الصفات المذكورة التي
َف َس ۡو َف َیۡأِتی ٱلَّل ُه ِبَق ۡو ࣲم
ِم ِل ِإ ِم إن اسُت قيم عليها جاء من هللا المدد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ُیِح ُّبُه ۡم َو ُیِح ُّبوَن ُه ۤۥ َأ ِذ َّلٍة
َع َل ى ٱۡلُم ۡؤ ِم ِنیَن َأ ِع َّز ٍة
للشّيخ أحمد الَّس ّيد إعداد المصلح ال يكون بمجّرد
اإلعداد الظاهري ،فأّو ل الصفات
َع َل ى ٱۡلَك ٰـِف ِریَن ُیَج ٰـِه ُد وَن (المحبة لله) هي عمل باطني
ِف ی َس ِب یِل ٱلَّل ِه َو َل ا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
َیَخ اُف وَن َل ۡو َم َة َل ۤإِى ࣲۚم ) موجب هذا الّت نوع (بين اللين والشدة):
يأتي هذا الباب بعد الحديث اعتبار محّبة هللا كمنظار وحَك م
في الباب السابق عن قدموا محّبة هللا فهانت أنفسهم،
فضل الدعوة إلى هللا فتحقق« :الجهاد في سبيل»،
و«عدم خوفهم في هللا لومة الئم»
إذا كانت (محّبة العبد لّٰله) تعزله عن
العمل لدين هللا فهذا مقياس على
وجود إشكال في هذه المحّبة
"َ...ف َيُد وُر كما َيُد وُر الِح ماُر (ِإَّن ٱلَّل َه ٱۡص َط َف ٰى ُه
«العمل بالعلم» من أبرز الصفات 5 َع َل ۡی ُك ۡم َو َز اَد ُه ۥ َب ۡس َط ࣰة تشير إلى صفتّي «القَّو ة» و«العلم»
4
ِف ی ٱۡلِع ۡلِم َو ٱۡلِج ۡس ِۖم )
التي ينبغي أن يكون عليها الُم صِلح بَرحاُه ...قالُ :ك ْن ُت آُم ُر ُك ْم
بالَم عروِف وال آِتيِه ،
ِذ ْك ُر الدار اآلخرة أّرق الصالحين وَأ ْن هاُك ْم َع ِن الُم ْنَك ِر وآِتيِه " (َو َك َأ ِّین ِّم ن َّن ِبࣲّی َق ٰـَت َل َم َع ُه ۥ
ِرِّبُّیوَن َك ِثیࣱر َف َم ا َو َه ُن و۟ا ِلَم ۤا 6
تنبيه :هذه اآليات جاءت في سياق
والخوف من العذاب من أهّم ما
الحديث عن غزوة ُأحد ،وما حصل
ُيحّرك األنام ،ويردعهم عن اآلثام َأ َص اَبُه ۡم ِف ی َس ی ٱلَّل ِه
ِب ِل َتَك ُن ۗ۟ا
َو َم ا َض ُع ُف و۟ا َو َم ا ٱۡس ا و
من إشاعة وتشتت وفرار
اشترك األنبياء في أن قّد ر هللا عليهم "ما َبَع َث ُهللا َن ِب ًّيا َو ٱلَّل ُه ُیِح ُّب ٱلَّص ٰـِبِریَن ) استجالب قصص الثابتين عند
5 األزمات مما ُيعين على الثبات
رعاية الغنم ،ألن فيها تدريًبا على معاٍن إّل ا َرعى الَغ َن َم "
ُيحتاج إليها في سياسة الناس الصفات المذكورة من الثبات
والصمود والصبر ينبغي تطبيقها
أهمية الدربة والتجربة
للمصلحين في طريقهم ۡنُه َأ ࣰة
(َو َج َع ا ِم ۡم ِٕى َّم ۡلَن
َیۡه ُد وَن ِبَأۡم ِرَن ا َل َّم ا َص َبُروۖ۟ا 7 وصول المؤمن إلى حالة اإلمامة
َو َك اُن و۟ا ِبَٔـاَیٰـِت َن ا ُیوِق ُن وَن )
في الدين ال يمكن إال بالصبر
(َو َل ٰـِك ن ُك وُن و۟ا َر َّبٰـِن ِّیۧـَن ِبَم ا من أدّل اآليات على «صناعة
ُك نُت ۡم ُتَع ِّل ُم وَن ٱۡلِك َت ٰـَب
8
المصلحين» ،وأنها منهج لألنبياء
َو ِبَم ا ُك نُت ۡم َت ۡدُرُس وَن ) والخطاب موّج ه فيها للمؤمنين
«الربانية» فيها تجاوز لثبات الشخص
في نفسه؛ ألن الربانية هنا مأخوذة
من «الَّرَّبان» وهو الذي يقود
5 11 (َق اَل ٱَّلِذ یَن َیُظ ُّن وَن َأ َّن ُه م
ُّم َل ٰـُق و۟ا ٱلَّل ِه َك م ِّم ن ِف َئ ࣲة
َۢة
َق ِلیَل ٍة َغ َل َبۡت ِف َئࣰة َك ِثیَر ِبِإ ۡذ ِن
ٱلَّلِۗه َو ٱلَّل ُه َم َع ٱلَّص ٰـِبِریَن )
15
َباٌب ي َأَه َّي الَوْع ي
الُم ْجِة يَن ، ِم َس ِفي
َوالَح َذِل ْن َأْعِرِمَدا ِب ِب
َن ِء
اْل ْس َلا َو ِر ي ْم َ ،والَّت ُّبُه ِم َك
ِدِهَنا يَن ِإ ْن ِمَم ْك الُم
ِف ِق ِر ِم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للشّيخ أحمد الَّس ّيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باب أساس في بناء المصلح
تنّبه النبي ﷺ لخصائص الناس ٱۡلُح ۡس َن ٰۖى َو ٱلَّل ُه َیۡش َه ُد ِإَّن ُه ۡم
كان المؤمنون يرّبون من هللا تعالى على
والقبائل واالعتبارات الُع رفية ثّم اليقظة والوعي في زمن النبي ﷺ
َلَك ٰـِذ ُبوَن ﴾
اّتخاذ األساليب التي ُتناسبها
تحقيًق ا للمصلحة الشرعية ال عجب من تأخر اإلصالح اليوم ،ولدى
(قصة الحديبية) كثير من الصالحين والمصلحين غفلٌة
كبيرة في جانب األعداء وكيدهم
5
16
َباُب ال َناَي الَّشَبا
وي اْل ْل ِب َو َتْق يِع َذ ِة ِب
ْن ُه ْم ِ،دَو ِمَتْف ي َأْدِعَوا ْم
ِم
ِم ي الَع َم ِع ِلْل ْس َلاِرِه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــِم
ِل ِل ِإ ِف
النبّي ﷺ كان محاًط ا بكل الفئات "َف َت َع َّل ْم َن ا اْل ِإ يَم اَن َق ْب َل 1
العمرية ،وكان الفتية (الذين قاربوا َأ ْن َنَت َع َّل َم الُق ْر آَن "... للشّيخ أحمد الَّس ّيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كــمثال :استشهاد ُع مير بن أبي وقاص
-رضي هللا عنه -في بدر عن عمر 16عاما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عائشة -رضي هللا عنها -هي حاملة "ِنْع َم الِّن ساُء ِنساُء
األْن َص اِر َل ْم َي ُك ْن 2 هذا الباب آٍت في سياق الكتاب،
لواء العلم بالنسبة لجانب النساء وهو :العناية بالشاب المسلم
في زمن النبّي ﷺ وبعده
َيْم َن ُع ُه َّن الَح َياُء أْن
َي َتَف َّق ْه َن في الِّد يِن " المسترشد ،وليس المقصود منه
بيان مكانة المرأة في اإلسالم
«الحياء» صفة أساسّية في المرأة ،لكّن ه
ال ينبغي أن يمنعها من التفّق ه في الِّد ين يبرز الباب أن المرأة والرجل،
كالهما يشتركان في تحمل
السؤال هو الصورة األساسّية المسؤولية المتعلقة بالدين وإن
للتفّق ه في الحديث المذكور اختلفا باألدوار التفصيلية
التنّبه واليقظة ألفعاله ﷺ
"ما َأ ْش َك ل َع َل يَن ا َ -أ ْص َح اَب
كان من عائشة -رضي هللا عنها -أفعال رسوِل ِهللا ﷺ -حديٌث 3
السؤال واالستفسار تزيد في تحصيل العلم من النبيﷺ َق ُّط َف َس َأ ْلَن ا َع اِئَش َة إَّلا
كان ُع ْم ُر سيدتنا -رضي هللا عنها- وَج ْد َن ا ِع ْن َد َه ا ِم ْن ُه ِع ْل ًم ا"
في حدود الثامنة عشر لما ُتوّف ي
ﷺ وهذا يدّل على: (َو ٱۡلُم ۡؤ ِم ُن وَن َو ٱۡلُم ۡؤ ِم َن ٰـُت
ذكائها ونباهة ذهنها
َبۡع ُض ُه ۡم َأ ۡو ِلَی ۤاُء َبۡع ࣲۚض َیۡأُم ُروَن
1 تؤسس اآلية األواصر بين المؤمنين
ِبٱۡلَم ۡع ُروِف َو َیۡنَه ۡو َن َع ِن ٱۡلُم نَك ِر
ال ينبغي االستهانة بالفتيات
عائشة -رضي هللا عنها -من أبرز والمؤمنات ،عكس األصوات الداعية
الالتي في هذا السن
المكثرين من رواية الحديث ،وقد روى َو ُیِق یُم وَن ٱلَّص َل ٰو َة َو ُیۡؤُتوَن للصراع بين الجنسين اليوم
عنها النساء ،والّرجال وهم صنفان: ٱلَّزَك ٰو َة َو ُیِط یُع وَن ٱلَّل َه
ٰۤـ
َو َرُس وَل ُه ۚۤۥ ُأ۟و َل ِٕى َك َس َیۡرَح ُم ُه ُم النصرة للغير تزيد باعتبار اإليمان
ٱلَّل ُۗه ِإَّن ٱلَّل َه َع ِزیٌز َح ِك یࣱم ﴾
قرابتها ومحارمها
ال باعتبار جنس المنصور
وأبرزهم :عروة بن الزبير، الفروق الجسدّية لم تمنع المرأة من "َق الْت ُ :ك ّن ا َنْغ ُز و َم َع
والقاسم بن محمد بن أبي بكر المشاركة في الجهاد رغم تفريق الَّن بِّي ﷺ َف َن ْس ِق ي 4
من أدوار المرأة :األمر بالمعروف
الّش ريعة في الحكم بينهما اْلَق ْو َم َ ،و َنْخ ِد ُم ُه ْم "...
والنهي عن المنكر (مع استحضار
من غير قرابتها ومحارمها الخصائص والحدود)
ال يصح أن ُتلغي المرأة دورها في النصرة، "َق اَلْت َ :غ َز وُت َم َع َرُس وِل
الّل ِه ﷺ َس ْب َع َغ َز َو اٍت ، 5
أبرزهم :أبو سلمة بن عبد الرحمن بن
إذ زادت القضايا والحاجة للتوعية
عوف ،واألسود بن يزيد ،وعلقمة بن
قيس ،ومسروق بن األجدع أْخ ُلُف ُه ْم في ِرَح اِلِه ْم "..،
عمل الّص حابّيات دلل على وجود أحكام
خاصة بالمرأة ،فتشارك بما يمكنها
(َو َض َر َب ٱلَّل ُه َم َثࣰلا ِّلَّل ِذ یَن
َء اَم ُن و۟ا ٱۡم َر َأ َت ِف ۡرَع ۡو َن ِإۡذ
2 قد تكون المرأة قدوة
ومثال للمؤمنين ،فال ينبغي
نصرة أسماء -رضي هللا عنها-
"َ...ف ِب َذ ِلَك ُس ِّم َيْت َق اَل ۡت َرِّب ٱۡبِن ِلی ِع نَد َك
َب ۡی ࣰتا ِف ی ٱۡلَج َّن ِة )
ذاَت الِّن َط اِق " 6 أن تحتقَر نفَس ها
لإلسالم أضاف معّر ًف ا لُه ويتها
الّش خصّية «ذات النطاقين»
5
18
َباٌب ي الَّثَبا َع َلى
والَح َذ االْس ِف َق اَم ِت
ِر َنِت االْن ِةَك ا
"الَّل ُه َّم إِّن ي أُع وُذ بِع َّز ِتَك َ ،ل ا ِت ِس ِم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إعادة تعريف أهمية الثبات 1
والخوف من الّض الل إَل َه إّل ا أْن َت ،أْن ُتِض َّل ِني" للشّيخ أحمد الَّس ّيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واالستحضار الدائم للّث بات
«َيا ِع َباَد الّل ِه َف اْث ُب ُت وا» "...يا ِع باَد ِهللا فاْث ُب ُت وا" 1 (َرَّبَن ا َل ا ُتِزۡغ ُق ُل وَب َن ا هذا من دعاء الراسخين في
َبۡع َد ِإۡذ َه َد ۡیَتَن ا)
3
شعار أمام كل الفتن العلم ،الذين أقلقهم الثبات
زاد الحاجة للحديث عن الثبات:
الَّت عّل ق بالقرآن يعصم من االنتكاس
فتن الشهوات غير المسبوقة
إدراك أن القلب ليس بيد المرء "الَّل ُه َّم ُم َص ِّر َف الُق ُل وِب فتن الشبهات متعددة المصادر
َص ِّر ْف ُق ُل وَبنا على طاَع ِت َك " 4
يجعله يتواضع [األنفال]24 :
فتن المصاعب ضد المتمّس ك
الّد عاء من أهم وسائل الثبات النوازع التي من داخل النفس
5
19
َباٌب ي الَح ِّث َع َلى
ي الِّدي االْع ِفَدا
"إّن الِّد يَن ُيْس ٌر ،وَلْن ُيشاَّد َوالَّتي ِت ي ِل يِف ،والَّتْحِن ي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلوب :اإلصابة في العبادة ،وإّل ا فمقاربتها
فقه أبو برزة -رضي هللا عنه -الهدي "...وَش ِه ْد ُت َت ْي ِس يَرُه "...
الشمولي الميّس ر بما شهَد ه 7
موازنة أبي برزة -رضي هللا عنه -قد
تدخل في كل عقل ،إال المغالين
منهج دعوي إصالحي "َيِّس ُروا وال ُتَع ِّس ُروا، 8
روح الدعوة المطلوبة :التيسير وَب ِّش ُروا ،وال ُتَنِّف ُروا"
5 الحديث شاهد على كونه ﷺ مرّبًيا "ُ...ك نُت أُص وُم الَّد ْه َر
وَأ ْق َر ُأ الُق ْر آَن ُك َّل َل ْي َل ٍة "...
11
مما ُيعين على أن يكون العالم مربًيا:
استحضار معنى الوراثة النبوّية
فيه استحسان للمداومة على الفعل وإن قّل
20
َباٌب ي َم ْر َك َّي ُح ْس
الُخ ُل ِفَ ،وال ِّر ِزَواِة ْح َس اِن
ِن ِقي َح َيا ِب الُم ِإل
ْس
ِلِم ِة ِف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للشّيخ أحمد الَّس ّيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الباب في بيان المركزية
وليس الفضل فقط
"الِب ُّر ُح ْس ُن الُخ ُل ِق ،
1
«البّر» في مقابل «اإلثم»، واإلْث ُم ما حاَك في هذا ليس موضوعا تكميليا،
وتعريف البّر بُح سن الخلق َص ْد ِرَك ،وَك ِرْه َت أْن إنما أساسٌي ُيقَص د لذاته
َيَّط ِلَع عليه الّن اُس "
ۡأ
(ِإَّن ٱلَّل َه َی ُم ُر ِبٱۡلَع ۡد ِل
"ما شيٌء أثقَل في ميزاِن 3 1
َو ٱۡلِإ ۡحَس ٰـِن َو ِإیَتۤإِى ِذ ی
المؤمِن يوَم القيامِة ِم ن
ُخ ُل ٍق حسٍن ،وإّن َهللا صيغة األمر في اآلية تعظيمّية
ٱۡلُق ۡرَب ٰى َو َیۡنَه ٰى َع ِن
َل ُيبِغ ُض الَف اِح َش الَبِذ يَء " ۡل ۡلَف َش ۤا ۡل
ٱ ۡح ِء َو ٱ ُم نَك ِر َو ٱ َب ۡغ ِۚی
لم تتكرر كثيرا في القرآن
َیِع ُظ ُك ۡم َل َع َّلُك ۡم َتَذ َّك ُروَن )
"الُم ْس ِلُم َم ْن َس ِلَم
الّس المة من الِّل سان واليد باب أخالقي، الُم ْس ِلُم وَن ِم ْن ِلَس اِنِه
4
واإلخالل به إخالل بأمر عظيم في اإلسالم َو َيِد ِه ،والُم هاِج ُر َم ن (َّلۡی َس ٱۡلِب َّر َأ ن ُتَو ُّل و۟ا
ُو ُج وَه ُك ۡم ِق َب َل ٱۡلَم ۡش ِرِق
2 ذكر لجوامع الّد ين ،ومنها
َه َج َر ما َن هى ُهللا عْن ُه "
َو ٱۡلَم ۡغ ِرِب َو َل ٰـِك َّن ٱۡلِب َّر َم ۡن
ما هو من حسن الخلق
5
21
َباٌب ي َم َف ا ي ال َداَي
ِه َياِة َوالَب ِف يَر ِ ،ت ِح
وَدَوا اْح
الُم ْس ِص َلِةى ال ِم
َداَي ِت
الَّرَّباِج َّي
ِن ِة ِه ِة ِلِم ِإ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للشّيخ أحمد الَّس ّيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أهمية مطلب الهداية ،إذ الموَص ى "ُق ْل :الَّل ُه َّم اْه ِد ِني باب مهم في أّو ل الطريق،
1
له هنا ذو باع في اإلسالم َو َس ّد دني ،واْذ ُك ْر بالُه َد ى وأواسطه وآخره
ِه داَي َت َك الَّط ِريَق ،والَّس داِد ،
الّد عاء بالهداية من أعظم َس داَد الَّس ْه ِم " من الفوارق بين ذوي
أسباب تحصيلها الدرجات العليا وَم ن دونهم:
إدراك مركزية هذا الباب
4
ِم َن الَح ِّق بإذِنك ،إّن َك ( ۡل ِإ ٱل َه ُیِض ُّل َم
َّن َّل ُق
الهداية إلى اإليمان
ن ) 2
ــــ
َت ْه ِد ي مْن َتَش اُء إلى َیَش ۤاُء َو َیۡه ِد ۤی ِإَل ۡی ِه َم ۡن َأ َن اَب اإلنابة من مفاتيح الهداية
الهداية من طرق الذنوب ــــ ِص َراٍط ُم ْس َت ِق يٍم "
(ٱلَّل ُه َیۡجَت ِب ۤی ِإَل ۡی ِه َم ن َیَش ۤاُء
إلى طريق االستقامة (اإلقبال والرجوع إلى هللا)
"َك ان إذا قام إلى الصالة 3
الهداية بالّث بات على اإليمان والطاعة ــــ قال :وَّج ْه ُت وْج هي ِلَّل ِذ ي 5 َو َیۡه ِد ۤی ِإَل ۡی ِه َم ن ُیِنیُب )
َف َط َر الَّس َم واِت واألْر َض
الهداية في األمور الملتبسة َح ِنيًف ا...واْه ِد ِني َأل ْح َس ِن (َو ٱَّلِذ یَن َج ٰـَه ُد و۟ا ِف یَن ا
ــــ
4 َلَن ۡه ِد َیَّن ُه ۡم ُس ُب َل َنۚا َو ِإَّن
األْخ الِق ال َيْه ِد ي المجاهدة في هللا ولله
ٱلَّل َه َل َم َع ٱۡلُم ۡحِس ِنیَن ﴾
الهداية إلى باب األخالق والُّس لوك ــــ َأل ْح َس ِنها إّل ا أْن َت "... من مفاتيح الهداية
الهداية إلى طرق اإلصالح والنفع ــــ أّن ه اّتخذ ُج ّن ة ووقاية مّم ا ُيجاهد
الهداية اإللهية
5
22
"الَّن ِبّي ﷺ َبَع َث ُم َع اًذ ا َو َأ َبا
1
الوصية بمثابة منهاج لكل ُم وَس ى إَل ى الَيَم ن ،وَق اَل :
العاملين في اإلصالح «َيِّس َرا َو ال ُتَع ِّس َراَ ،و َب ِّش َرا َو َل ا
ُتَنِّف َراَ ،و َت َط اَو َع ا َو ال َتْخ َت ِل َف ا»" َباٌب ي َأَه ِّمَي الُص ْح َب
الَص ا َحِف َو َف ْض ِة الُح ِّب ِة ي
الّلِل ِ ،ةَو ُخ ُط وَرِل الَّتَف ُّر ِف
فيه إقامة لقضية الوالء والتناصر تحت "إّن الُم ْؤ ِم َن ِلْل ُم ْؤ ِم ِن والَّتَنِهاُز َواْخ َلاِة الَك ِقَم
كالُب ْن ياِن َي ُش ُّد َبْع ُض ُه 2 ِل ِة ِت ِف ِع
اسم «اإليمان» ،فكّل من كان داخًل ا تحت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
َبْع ًض ا" َو َش َّبَك َبيَن
مسمى اإليمان= يدخل تحت هذا الحديث للشّيخ أحمد الَّس ّيد
أَص اِبِع ِه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الحديث قاعدة كبرى، "الُم ْس ِلُم َأ ُخ و الُم ْس ِلِم َل ا
3
ثم لوازم األخّو ة َي ْظ ِلُم ُه ،وال ُيْس ِلُم ُه ،
َو َم ْن كاَن في حاَج ِة أِخ يِه
«ُيسلمه» :ال ُيسلم أخاه لعدّو ه كاَن ُهللا في حاَج ِتِه "...
صيًد ا سهًل ا ،بل يدافع عنه
الجزاء من جنس العمل
النص يدل على ِع َظ م الباب في الّد ين تعُظ م الحاجة إلى هذا
الباب عند كل المسلمين
ٰۤـَأ
"َو َج َبْت َم َح َّبِتي ِلْل ُم َت َح اِّبيَن
ُن ۟ا
َت(َی ُّیَهُكا ٱ ِذ یَن َء اَم َفو َم نَف 3
ِف َّي َ ،و اْل ُم َت َج اِلِس يَن ِف َّي ، 7 َّل
َو اْل ُم َتَز اِو ِريَن ِف َّي ، َیۡر َّد ِم ن ۡم َع ن ِد یِنِه ۦ َس ۡو
َیۡأِتی ٱلَّل ُه ِبَق ۡو ࣲم ُیِح ُّبُه ۡم
العناية في هذا الباب
َو اْل ُم َت َباِذ ِليَن ِف َّي " ناقصة اليوم ،وهي أهم
َو ُیِح ُّبوَن ُه ۤۥ َأ ِذ َّلٍة َع َل ى ٱۡلُم ۡؤ ِم ِنیَن الواجبات اإلصالحّية
"إّن َهللا َي ُق وُل َيوَم َأ ِع َّز ٍة َع َل ى ٱۡلَك ٰـِف ِریَن )
اْل ِق َياَم ِة َ :أ يَن الُم َت َح اُّبوَن 8
َّل ِۚه
ِبَج َل اِلي ،اليوَم ُأِظ ُّل ُه ْم في
َّرُسَأ وُلَّد ۤاٱل َع َل ى 4 (ُّم َح َّم ࣱد
ِظ ِّل ي َيوَم ال ِظ َّل إّل ا ِظ ِّل ي" َو ٱَّلِذ یَن َم َع ُه ۤۥ ِش ُء
من فضل األخّو ة والمحّبة في الّل ه :أن
"...بأّن َهللا قْد أَح َّبَك ٱۡلُك َّف اِر ُرَح َم ۤاُء َب ۡی َن ُه ۖۡم )
يظّل ُهللا العبَد في ظّل ه يوم ال ظّل إّل ا 9
كما أْح َبْب َت ُه ِف يِه "
ظّل ه ،فهو سبب لمحّبة هللا للعبد،
ومن أسباب حالوة اإليمان "َثَل اٌث َم ْن ُك َّن ِف يِه
َو َج َد َح َل اَو َة اْل ِإ يَم اِن ...: 10
وَأ ْن ُيِح َّب الَم ْر َء ال
ُيِح ُّبُه إّل ا ِلَّل ِه "
"ال َت ْر ِج ُع وا َبْع ِد ي
نعم هو كفر دون كفر ،لكن لوال خطورة هذا ُك ّف اًراَ ،ي ْض ِرُب َبْع ُض ُك ْم 11
الباب َل َم ا ُو صف الُم خالف له بهذا الوصف ِرقاَب َبْع ٍض "
5
23
َباٌب ي الَح َذ َن
يجمع األحاديث حرصه ﷺ على أّم ته "وَت ِج يُء ِف ْت َنٌة فُيَر ِّق ُق ى َع َلى اْل َت ِ ،فَوَم ا ُيْخ َشِر ِم
وتنبيهه إياهم مبّك ًرا ألنواع من الفتن
1 الَّصا يَن ْن ْتَن ِف ِن
َبْع ُض ها َبْع ًض ا" َوالَّتَناُفِم ِف ِة الُّدْنَيا ِلِح
يَه ا
ِس ِف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من تلك الفتن ما وقع في زمن "وَل ِك ْن أَخ شى عَل ْي ُك م
الصحابة/بعدهم /اآلن أْن ُتْب َس َط َع َل ْي ُك ُم الُّد ْن يا 2 للشّيخ أحمد الَّس ّيد
كما ُبِس َط ْت على َم ن
األحاديث تلفت إلى: كاَن َق ْب َلُك ْم "..،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"وَل ِك ِّن ي َأ ْخ َش ى َع َل ْي ُك ُم
خطورة أمر الفتن 3
الُّد ْن يا أْن َت ناَف ُس وا ِف يها"
اهتمامه ﷺ بشأن األّم ة
"َتَتَن اَف ُس وَن ُ ،ثَّم
َتَت َح اَس ُد وَن ُ ،ثَّم َتَت داَبُروَن ،
4
الَّس ْي ر ال بّد أن يصحَبه
تنّبه إلى العوائق ُثَّم َتَت باَغ ُض وَن "
"إّن أْك َث َر ما َأ َخ اُف عَل ْي ُك م
الّث بات ال يكون إال بإدراك ما ُيْخ ِرُج ُهللا َلُك ْم ِم ْن 5
وقوع الفتن واالستعداد الفتن ال تختّص بأهل الفساد
َبَركاِت األْر ِض "
قد ُيصَبر على الّش دائد
ما ال ُيصَبر على الِنَع م
ُة
الهرج :اختالط األحوال بالفتن والقتل "الِع َباَد ِف ي الَه ْر ِج 10
َك ِه ْج َرٍة ِإَل َي "
سبب ِع َظ م األجر :أنها ليست
أوقات عبادة لعامة الناس
5
24
َباٌب ي َف ْه َأْس َبا
يَن ،
ِب َض ْع ِف الُم ِمْس
َواْخ َلا ِف َأْح َوا ْمِلِم َو ْخ َبا
َك ِر ِلِه َذ ِإ ِتالَن ِلّي ﷺ َع ْن
ِل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِب
للشّيخ أحمد الَّس ّيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باب مهم للمصلح
"َو َل ِك َّنُك ْم ُغ َث اٌء 1
الحديث عجيب في بيان حال األمة اليوم َك ُغ َث اِء الَّس يِل " كمال رحمته ﷺ إذ بّين ألّم ته خير ما
يعلمه لهم ،وشّر ما يعلمه لهم
جمع الحديث بين أمرين:
المشكلة الخارجية
5
25
َباٌب ي الُّسَن اْل َل َّي
ِّمَّي ُم َواَفِنَق َهِإا ِه يِة َو َأَه ِف
اْل ْص َلاِة َو َق اَم ِت ِف
الِّدي
الَّنا ِةَوَدْع َو ِن ْم َو ِإَياَس ِح ِإ
ِتِه ِس ِة ِس (ُس َّنَة ٱلَّل ِه ِف ی ٱَّلِذ یَن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َخ َل ۡو ۟ا ِم ن َق ۡبُۖل َو َل ن َتِج َد 1 اآلية تتحدث عن المنافقين،
وفيها أن هللا سيسّل ط نبّيه ﷺ
ِلُس َّن ِة ٱلَّل ِه َت ۡب ِد یࣰلا﴾
للشّيخ أحمد الَّس ّيد
عليهم إذا لم ينتهوا عن األذى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اختلف المفِّس رون في عدم
تحٌّق ق ما ورد في اآلية على:
أَّن هم رجعوا إلى كتمانهم
وانتهوا ،وهذا أرجح من الثاني،
وقاله قتادة -رحمه هللا-
أّن إخالف الوعيد جائز من
اشتركت اآليات الثالث األولى باب الكرم اإلٰل هّي
في الحديث عن سّن ة هللا في
اختلف المفسرون في تفسير:
﴿ٱَّلِذ یَن َخ َل ۡو ۟ا ِم ن َق ۡب ُۖل ﴾ على:
إهالك المكّذ بين
(َف َل ۡم َأَیُك ۡأَینَف ُع ُه ۡم ِإیَم ٰـُن ُه ۡم 3 إهالك الّظ المين نوعان:
َل َّم ا َر ۡو ۟ا َب َس َنۖا ُس َّن َت ٱلَّل ِه
في الّن ّص ذكر لسّن تين: "َ...و َك َذ ِلَك الُّرُس ُل ُتْب َتَل ىُ ،ثَّم
َتُك وُن َل ُه ُم اْل َع اِق َب ُة " 2
ُس ّن ة االبتالء ٱَّلِتی َق ۡد َخ َل ۡت ِف ی ِع َباِد ِه ۖۦ .1إهالك بخرق العادة في الُّس نن
َو َخ ِس َر ُه َن اِلَك ٱۡلَك ٰـِف ُروَن ) الكونَّية (ال تقبل التوبة إذا نزل)
ُس ّن ة الّن صر للمؤمنين
.2إهالك الظالمين
بتسليط المؤمنين عليهم
(تقبل التوبة إذا نزل)
ُس ّن ة االبتالء ماضية على "...وِهللا َل ُيِتَّم َّن هذا األْم َر،
حّت ى َيِس يَر الّراِك ُب ِم ن
3
المؤمنين في هذه اُأل َّم ة وقبَل ها (َق ۡد َخ َل ۡت ِم ن َق ۡب ِل ُك ۡم
ُس َن ࣱن َف ِس یُرو۟ا ِف ی
َص ْن عاَء إلى َح ْض َرَم ْو َت ،ال 4
الّت عّرف على أخبار الماضين تعاقب األمم وأّن هناك سنن
يعين على التصُّبر
َيخاُف إّل ا َهللا ،أِو الِّذ ْئ َب ٱۡلَأ ۡرِض َف ٱنُظ ُرو۟ا َك ۡی َف إٰل هَّية في عقاب الكلمة وتمكين
َك اَن َع ٰـِق َب ُة ٱۡلُم َك ِّذ ِبیَن )
على َغ َن ِم ِه "...
المؤمنين ،والمؤمن الكّيس من
العجيب أن الّت بشير جاء في ذروة ينظر في الُّس نن ويعتبر وال يقتصر
اشتداد األزمة على المسلمين على حدود المعرفة الّت اريخَّية
26
َباٌب ي ُح ْس
الَع ا َبِف َوالّتْم ِني
َبْع ِة الَّبَلا ِك ِن ِق
ِء ِد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للشّيخ أحمد الَّس ّيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أوليائه وحَم َل ة الِّد ين
(َح َّت ٰۤى ِإَذ ۟اا َأٱۡس َت ۡی َٔـَس ٱلُّرُس ۟اُل 1
َو َظ ُّن ۤو َّن ُه ۡم َق ۡد ُك ِذ ُبو
ذكرت في سورة يوسف ،التي هي
َج ۤاَء ُه ۡم َن ۡص ُر َن ا)
"...وِم ّن ا َم ن أْي َن َع ْت له من أهِّم نماذج الَّت مكين بعد االبتالء
فيه إثبات تغّير حالهم بعد البالء 3
َثَم َر ُتُه َ ،ف هو َيْه ِد ُبها"...
ُتؤِّس س لُس ّن ة إٰل هَّية ،وهي:
عمق ابتالء الّص الحين
5
27
َباٌب ي الُم َبِّشَرا
الَتْم يِف َوَص َلا َأْحِتَوا
الُم ْس ِك يِنَن ي آ ِح الَّزَم اِل ِب
"َ...يْم َلُؤ َه ا ِق ْس ًط ا َوال َت ِن َدا ِخ ِر َبْع َدِلِمالَش ِف
َو َع ْد ًل اَ ،ك َم ا ُم ِل َئ ْت
1 ِئِد ِف
من أسباب إنكار هذا الباب: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ِن
الّت عامل الخاطئ معه ُظ ْل ًم ا َو ُع ْد َو اًن ا" للشّيخ أحمد الَّس ّيد
نصوص الّس نة في المهدّي :
"َل ا َتْذ َه ُب الُّد ْن َيا َح َّت ى
2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
َيْم ِل َك الَع َر َب َرُج ٌل ِم ن
نصوص صريحة َأ ْه ِل ِبيِتي ُيَو اطُئ
نصوص عاّم ة حملها اسُم ُه اْس ِم ي"
العلماء على هذا الباب
الحديث من المبّش رات إذ مآل "ال َتُق وُم الّس اَع ُة حّت ى
ُيَق اِتَل الُم ْس ِلُم وَن 4
هذا االقتتال :انتصار المسلمين
الَيُه وَد "... (َو َع َد ٱلَّل ُه ٱَّلِذ یَن َء اَم ُن و۟ا
1 ِم نُك ۡم َو َع ِم ُل و۟ا
قد يسبق االنتصار تسلًط ا ،إذ ليس
اآلية عاّم ة في وعد
في الحديث أّن ه الجولة األولى
ٱلَّص ٰـِلَح ٰـِت َل َیۡس َت ۡخِل َف َّن ُه ۡم المؤمنين حّت ى القيامة
ِف ی ٱۡلَأ ۡرِض َك َم ا
ٱۡس َتۡخَل َف ٱَّلِذ یَن ِم ن
البشرى مشروطة باإليمان
فيه بشرى علّو وَغ َل بة كلمة اإلسالم "َ...م ِد يَنُة ِه َر ْق َل ُتفَت ُح أَّو ًل ا" 5 والعمل الصالح
َق ۡب ِلِه ۡم َو َل ُیَم ِّك َن َّن َل ُه ۡم
ِد ی ُه ُم ٱَّلِذ ی ٱۡر ٰى
َتَض َن
"ُ...ثَّم َتُك وُن ِخ َل اَف ٌة َع َل ى َل ُه ۡم َو َل ُیَبِّد َلَّن ُه م ِّم ۢن َبۡع ِد
الّن صوص في تنزيلها قابلة لالجتهاد،
ِم نَه اِج ُن بَّو ٍة "
6 َخ ۡو ِف ِه ۡم َأ ۡم ࣰنۚا َیۡع ُبُد وَن ِنی
بشرط أن يكون من أهل العلم
َل ا ُیۡش ِرُك وَن ِبی َش ۡی ـًئ ا
َو َم ن َك َف َر َبۡع َد َذٰ ِلَك
ٰۤـ
َف ُأ۟و َل ِٕى َك ُه ُم
"َل ا َتَز اُل َط اِئَف ٌة ِم ْن ُأَّم ِتي
من األحاديث المثبتة لنزول
ُيَق اِتُل وَن على الَح ِّق ظاِه ِريَن 7 ٱۡلَف ٰـِس ُق وَن )
عيسى -عليه الّس الم-
إلى َيوِم الِق ياَم ِة "...
سينزل -عليه الّس الم -على طائفة
"واَّلِذ ي َنْف ِس ي بَيِد ِه ، (َو َك اَن َح ًّق ا َع َل ۡی َن ا
من هذه األمة عاملة لدين هللا
َن ۡص ُر ٱۡلُم ۡؤ ِم ِنیَن )
َل ُيوِش َك َّن أْن َي ْن ِزَل ِف يُك ُم 8 2 هللا ينصر أولياءه إذا أّد وا واجبهم
ينزل فيحكم بشريعة ُم حَّم د
ابُن َم ْر َيَم َح َك ًم ا َع ْد ًل ا"...
ُبِّش ر الّن بُّي ﷺ بالّت مكين،
ﷺ ،ال بشريعة جديدة
اليهود سيكونون مع الَّد َّج ال فُيقتلون لكّن ه لم ينتظره مَّت كًئ ا
معه ،وأّم ا الّن صارى فسيؤمنون به
من المبِّش رات النبوَّية التي تحَّق ق "ِ...ع ًّز ا ُيِع ُّز ُهللا ِبِه اْل ِإ ْس َل اَم ، 9
كثير ِم َّم ا فيه في الّت اريخ والواقع َو ُذ ًّل ا ُيِذ ُّل ُهللا ِبِه اْلُك ْف َر"
5
28
َباٌب ي َأَّن اْل ْس َلاَم
الَو يُد ُه َو ِفالِّديُن ِإ
الَم ْق ُبوُل ْن َد ِحالّل ،
َو َأّنُه َش ْر ُطِع الّنَج اِه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــِة
للشّيخ أحمد الَّس ّيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اختير الباب مقاومًة لمحاولة
تغييب كون اإلسالم الِّد ين الوحي سبيل تحقيق غاية الخلق
الوحيد المقبول عند هللا
ُيطلق «اإلسالم» على معنيين:
َن(َم ا اَن ِإۡبَر ٰ َلِه یُم َكَیُه وِد ࣰّیا َوࣰف َل ا 3
اإلخالص لّٰله تعالى َك اليوم هناك من يجِّد د دعوة
ۡص َراِنࣰّیا َو ٰـِك ن اَن َح ِنی ا
مندثرة بشعار «اإلبراهيمّية»
بيان خيرّية هذه اُأل َّم ة .وما في
الحديث من أبواب الّرجاء ُّم ۡس ِل ࣰم ا َو َم ا َك اَن ِم َن ٱۡلُم ۡش ِرِك یَن ) ركائز الّد عوة «اإلبراهيمّية» نوعان:
5
29
َباُب َس ي الُم ؤ
َلى الّل َتِرَع اَلى ِمَبيِنَن
ِإ الَخ و ِه والَّرَج ا
عدم اليأس من العاصي "ِإّن الَّرُج َل َل َيْع َم ُل 1 ِف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــِء
بَع َم ِل أْه ِل الّن اِر"...
لحظة الختام تقلق الصالحين للشّيخ أحمد الَّس ّيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"َل و َيْع َل ُم الُم ؤِم ُن َم ا
ِع ْن َد الّل ِه ِم َن الُع ُق وَبِة ؛ 2
َم ا َط ِم َع ِبَج َّن ِتِه أَح ٌد ،
دخول الجنة والنار قد يكون ولو َيْع َل ُم الَك اِف ُر َم ا
ِلَم ا ال يلقي اإلنسان له باًل ا ِع ْن َد ِهللا ِم َن الَّرْح َم ِة ؛
ما َق َن َط ِم ن َج َّن ِتِه أَح ٌد "
إن أرجى ما يلقى به المؤمُن "َم ْن َم اَت ُيْش ِرُك ِبالّل ِه 6
رّبه :أن يلقاه بقلب موّح د َش يًئ ا َد َخ َل الّن اَر"
االرتقاء في األعمال القلبية
يقطع أواصر الشرك
5
30
َباٌب ي الَّشو
َلى َرُسِف و الّل ِقﷺ
ِإ َوالَح يِل َليِه
ِن ِن ِإ ِه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للشّيخ أحمد الَّس ّيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ِم ن أَش ِّد ُأَّم تي لي ُح ًّباَ ،ن اٌس الّد ين ليس معرفة فحسب،
يزداد المحّب شوًق ا بهذا 1
َيكوُن وَن َبْع ِد يَ ،يَو ُّد أَح ُد ُه ْم وإَّن ما أساسه المحّبة
الحديث؛ ألّن ه يتحّد ث عنه لو َرآِني بَأ ْه ِلِه وماِلِه "
قد يختلف المسلمون إّل ا على محَّبِته ﷺ
من البواعث على محبة الّن بّي ﷺ: عنوان الباب ليس
بدًع ا من القول
الخير الحاصل لُأل َّم ة بسببه ﷺ
ُح ُّب المؤمن للّن بّي ﷺ "...حّت ى أُك وَن أَح َّب 3
مقّد م على محّبة الّن فس إَل ْي َك ِم ن َنْف ِس َك "...
5
31
َباُب الَّشو َلى الّل
ُس ْبَح اَنُهِقَو َتِإَع اَلى ِه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للشّيخ أحمد الَّس ّيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"َم ْن َأ َح َّب ِلَق اَء الّل ِه َأ َح َّب
(َم ن َك اَن َیۡرُج و۟ا ِلَق ۤاَء ٱلَّل ِه
من أعظم ما ُيعّز ي أهل المِّيت 1
الّل ُه ِلَق اَء ُه ،وَم ن َك ِرَه ِلقاَء 1 ذكر بعض العلماء أّن فيها ما
إذا كان من أهل االستقامة ِهللا َك ِرَه ُهللا ِلقاَء ُه " َف ِإ َّن َأ َج َل ٱلَّل ِه َل َٔـاࣲۚت ﴾ يدّل على الّش وق إلى هللا تعالى
َأ
من الفالح للمؤمن أن يحفظه ويدعَو به "َ...و ْس أُلَك لَّذ َة الَّن ظِر
ِإَل ى وْج ِه َك والَّش وَق 2
من يلزم أدعيته ﷺ فقد لزم شيًئ ا مبارًك ا إلى َلَق اِئَك "...
مطلب المؤمن في اآلخرة ال "َ...ف ما ُأْع ُط وا شيًئ ا أَح َّب 3
ينحصر في التمّت ع الحّس ي إليِه م ِم َن الَّنَظ ِر إليه"
5
32
5