تشجير - المنهاج من ميراث النّبوّة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 34

‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪30‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪5‬‬
‫‪27‬‬
‫‪6‬‬
‫‪26‬‬
‫‪7‬‬
‫‪25‬‬ ‫المنهـــاج من‬
‫‪8‬‬
‫‪24‬‬ ‫ميراثتتالنبـّو ة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪9‬‬
‫‪23‬‬
‫للشيخ أحمد السيد‬ ‫‪10‬‬
‫‪22‬‬
‫‪11‬‬
‫‪21‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪18 17‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪5‬‬
‫باب في مرجعية الوحي‬
‫وشموليته ومركزية‬
‫التسليم لله ورسوله‬
‫التعظيم‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المرجعية‪ :‬ما يرجع إليه اإلنسان‬
‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬
‫التسليم‬
‫أمور مطلوبة من المسلم ُتجاه مرجعية الوحي‪:‬‬ ‫ومرجعية الوحي‪ :‬ما يرجع إليه‬
‫التحكيم‬ ‫اإلنسان من كتاب هللا وسنة‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫التقديم‬ ‫أعظم ثمرة من التمّس ك بالوحي‪:‬‬ ‫رسوله ﷺ ليهتدي بما فيها‪.‬‬
‫الهداية (َو َج َع ْل َن ا َل ُه ُن وًرا َيْم ِش ي ِبِه ِف ي الَّن اِس )‬ ‫• بيان أن الوحي مرجعية لإلنسان المؤمن‬
‫االستغناء‬ ‫في الباب‪:‬‬
‫واالستبشار‬ ‫• وصف المرجعية بالشمولية‬
‫• الدعوة إلى التسليم لله ورسوله‬
‫• بيان مركزية التسليم في الشريعة‬

‫﴿َف ن َتَن ٰـَز ۡع ُت ۡم ِف ی َش ࣲء‬


‫َف ُرُّد ِإوُه َل ى ٱلَّل ِه َو ٱلَّرُس وۡی ﴾ ‪1‬‬ ‫دليل على مطلب التقديم والتحكيم‬
‫ِل‬ ‫ِإ‬
‫في تتمة اآلية‬
‫المراد بـ«الحبل»‪ :‬العهد‬ ‫"ِك َت اُب الّل ِه َع َّز وجّل ‪ُ ،‬ه َو‬ ‫﴿ِإن ُك نُت ۡم ُتۡؤ ِم ُن وَن ِبٱلَّل ِه َو ٱۡلَیۡو ِم ٱۡلاِخ ِر﴾‬
‫َح ْب ُل ِهللا‪َ ،‬م ِن اّتَبَع ُه كاَن‬ ‫‪1‬‬ ‫دليل على وجود إشكال في إيمان من‬
‫فيه دليل على أن من أعظم ثمرات‬ ‫َع لى الُه َد ى‪َ ،‬و َم ْن َت َركُه‬ ‫ال يعتبر بمرجعية الوحي عند التنازع‬
‫اعتبار مرجعية الوحي‪ :‬الهداية‬ ‫َك اَن على َض الَل ٍة "‬
‫فائدة جانبية‪:‬‬
‫أجمع العلماء على أّن المراد بـ«الرّد‬
‫"ال ُأْل ِف َي َّن َأ َح َد ُك ْم ُم َّت ِك ًئ ا َع لى‬
‫فيه إخبار بظهور منكري السنة‬ ‫َأ ِريَك ِتِه َي ْأ ِتيه َأ ْم ٌر ِم َّم ا َأ َم ْر ُت‬
‫‪2‬‬ ‫إلى هللا» الرّد إلى كتابه‪ ،‬والمراد بـ«الرّد‬
‫إلى الرسول» الرّد إلى شخصه في‬
‫وفي ذلك‪ :‬زيادة يقين المسلم بها‬ ‫ِبِه أْو َن هيُت عنه‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫حياته‪ ،‬وإلى سّن ته بعد وفاته ﷺ‬
‫تحذير من الفتن المستقبلية لُيسَت عد لها‬ ‫َل ا َأ ْد ِري‪َ ،‬م ا َو َج ْد نا في‬
‫كتاِب ِهللا اّتبعناُه "‬
‫﴿ َّن َه ٰـَذ ا ٱۡلُق ۡرَء اَن‬ ‫دليل على مطلب االستغناء‬
‫َیهِد ِإی ِلَّل ِتی ِه َأقَو ُم ﴾ ‪2‬‬
‫يشهد للحديث في القرآن‪:‬‬ ‫َی‬
‫﴿َّم ن ُیِط ِع ٱلَّرُس وَل َف َق ۡد َأ َط اَع ٱلَّل َه ﴾‬ ‫"َم ْن َأ َط اَع ِني َف قْد َأ َط اَع‬ ‫دليل على االستغناء التعظيم‬
‫َهللا‪َ ،‬و َم ْن َع َص اِني‬
‫‪3‬‬
‫فيه رد على منكري السنة‪ ،‬من‬ ‫فقْد َع صـــــى َهللا"‬
‫﴿َو ِإَّن ُه َل ِك َت اٌب َع ِزيٌز * َل ا‬ ‫دليل على مطلب التعظيم‬
‫إشارة واضحة إلى معنى التوحيد‬ ‫‪3‬‬ ‫ْأ‬
‫َي ِتيِه اْل َباِط ُل ِم ْن َبْي ِن‬ ‫يدخل تحت العزة‪:‬‬
‫َيَد ْيِه َو َل ا ِم ْن َخ ْل ِف ِه َتْن ِزيٌل‬ ‫«أنه ال يؤتى بمثله»‪ ،‬و«أنه في‬
‫دليل على االستغناء بالوحي‬ ‫"أَّم ا بعُد ؛ ِف إَّن َخ يَر‬ ‫ِم ْن َح ِك يٍم َح ِم يٍد﴾‬ ‫مكانة أعلى من التحريف والتبديل»‪،‬‬
‫الحديِث ِك تاُب ِهللا‪َ ،‬و خيَر‬ ‫‪4‬‬ ‫و«أن حججه َت غلب وال ُتغلب»‪.‬‬
‫فيه رد على منكري السنة‪ ،‬إذ جاءت بتعظيم‬ ‫الَه ْد ي َه ــــــــْد ُي ُم حّم ٍد‪،‬‬
‫القرآن وليس مفارقته كما يزعمون‬ ‫َو َش ُّر اُأل موِر ُم ْح َد ثاُتها‪،‬‬ ‫﴿َو َك َٰذ ِلَك َأ نَزْلَن اُه‬
‫َو كُّل ِبْد َع ٍة َض َل اَلٌة "‬ ‫‪4‬‬ ‫ُح ْك ًم ا فيها أوجه‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ُح ْك ًم ا َع َر ِبًيا﴾‬ ‫«الحكمة‪ /‬اإلحكام واإلتقان‪ /‬الحاكمية»‬

‫تعظيم الصحابة للقرآن وحساسيتهم‬ ‫"َل َّم ا َنَز َلْت عَل ى َرسوِل ِهللا‬ ‫في تتمة اآلية مقابلة بين الهوى والعلم‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫ﷺ‪ِّ﴿ :‬لَّل ِه َم ا ِف ی ٱلَّس َم ٰـَو '⁠ِت‬
‫في التعامل مع اآليات‬ ‫الذي ُق صد به‪ :‬الوحي وهذا من أعظم ما‬
‫يقّو ي االستمساك بالوحي {َل ئِن ٱَّتَبْع َت‬
‫َو َم ا ِف ی ٱۡلَأ ۡرِۗض ‪"...﴾...‬‬
‫في قوله ﷺ‪« :‬أُتِريُد وَن أْن َتُق ولوا كما‬ ‫َأ هَو ۤاَء ُه م َبعَد َم ا َج ۤاَء َك ِم َن ٱلِع ْل ِم َم ا َلَك‬
‫قاَل أْه ُل الِك تاَبْي ِن ِم ن َق ْب ِل ُك ْم َس ِم ْع نا‬ ‫ِم َن ٱلَّل ِه ِم ن َو ِلࣲّی َو َل ا َو اࣲق }‬
‫وَع َص ْي نا؟» داللة على أّن من أخطر صور‬
‫التشّبه بأهل الكتاب‪ :‬عدم االنقياد‬ ‫﴿َو َم ْن َل ْم َيْح ُك ْم ِبَم َأ َز‬ ‫دليل على مطلب التعظيم والتحكيم‬
‫والتسليم لمرجعية الوحي‪.‬‬ ‫ْلَك ا ن َلَن ‪5‬‬
‫الَّل ُه َف ُأْو َل ِئ َك ُه ُم ا اِف ُرو ﴾‬ ‫فيها أن تحكيم الوحي قضية فاصلة‬
‫قد ُيشّرع هللا تبارك وتعالى بعض‬ ‫وليس أمًرا مستحًبا أو مهّم شا‬
‫األحكام الختبار التسليم‪ ،‬أو يذكر من‬ ‫من أعظم ما ُتبتلى به األمة اإلسالمية‪:‬‬
‫الِح َك م في بعض األحكام أن فيها‬ ‫أن ُيحال بينها وبين الحكم بكتاب‬
‫اختباًرا للتسليم‪ ،‬كما في قوله تعالى‪:‬‬ ‫هللا وسنة رسوله ﷺ‬
‫{َو َم ا َج َع ْل َن ا اْل ِق ْب َلَة اَّلِتي ُك ْن َت َع َل ْي َه ا ِإَّلا‬
‫ِلَن ْع َل َم َم ْن َي َّت ِب ُع الَّرُس وَل ِم َّم ْن َي ْنَق ِلُب‬ ‫﴿َف ال َو َرِّبَك ال ُيْؤ ِم ُن وَن‬
‫َع َل ى َع ِق َبْي ِه َو ِإْن َك اَن ْت َلَك ِب يَر ًة ِإَّلا َع َل ى‬ ‫َح َّت ى ُيَح ِّك ُم وَك ِف يَم ا َش َج َر ‪6‬‬ ‫هذه أوضح آية في كتاب هللا تعالى‬
‫اَّلِذ يَن َه َد ى الَّل ُه }‬ ‫َبْي َن ُه ْم ُثَّم َال َي ِج ُد وْا ِف ي‬ ‫في قضية «التسليم» لمرجعية‬
‫َأ نُف ِس ِه ْم َح َرًج ا ِّم َّم ا َق َض ْي َت‬ ‫الوحي‪ ،‬وخاصة للسنة النبوية‪.‬‬
‫َو ُيَس ِّل ُم وْا َت ْس ِليًم ا﴾‬

‫﴿وما كاَن ِلُم ْؤ ِم ٍن وال‬


‫‪7‬‬ ‫ُم ْؤ ِم َن ٍة إذا َق ضى الَّل ُه‬ ‫تشمل كّل ما قضاه هللا و رسوله ﷺ‬

‫‪5‬‬ ‫وَرُس وُلُه أْم ًرا أْن َتُك وَن‬


‫َل ُه ُم الِخ َيَر ُة ِم ن أْم ِرِه ْم ﴾‬
‫فقوله‪« :‬أمًرا» يشمل كّل األمور‬

‫‪1‬‬
‫«باٌب ي َتَلِّقي الُق رآن َع َلى ْن ها‬
‫ِج‪،‬‬ ‫الُّنُبَّو ‪ِ،‬ف َو َتْق ي َم ْق َص الَع َمِم‬
‫َو َتَدُّب هِة واالْسِد ِمْه َدا ِد‬
‫واالْس ْغ ِلَنا ِبِه‬
‫وَتْحِر ي َو ِتَياَد اِء يَم ا ِت ‪َ ،‬ع َلِءىِبِه‬
‫الَّشِه يَف »‬ ‫ي َذِك َكِم ِه َنِز الَمِةَق اِإل ِن ِب‬
‫"َلَق ْد ِع ْش َن ا ُبْر َه ًة ِم ْن‬ ‫ِر ِة‬ ‫ِص ِد‬ ‫ِغ ِر ِل ِم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫استقراء جميع ما ورد تحت موضوع‬ ‫َد ْه ِرَن ا‪َ ،‬و َأ َح ُد َن ا ُيْؤ َت ى اْل ِإ يَم اَن‬ ‫‪1‬‬ ‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬
‫معّين في الكتاب والسنة هو‬
‫َق ْب َل اْلُق ْر آِن ‪َ ،‬و َتْن ِزُل الُّس وَر ُة‬
‫َع َل ى ُم َح َّم ٍد ﷺ َف َنَت َع َّل ُم‬
‫التعامل األكمل مع الموضوعات‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫َح َل اَل َه ا َو َح َراَم َه ا‪"...‬‬ ‫اإلصالح في جذر تلقي القرآن‬
‫استسهال التعامل مع القرآن ‪-‬كما‬
‫حال الكثيرين‪ -‬لم يكن في زمن النبي‬
‫ﷺ‪ ،‬بل كان ُيقرأ بقلب معِّظ م مؤمن‬ ‫الموازنة بين حفظ القرآن وتدبره للعمل به‬

‫من هنا نخرج بنتيجة عملية‪ ،‬وهي‪ :‬أن‬


‫الدروس المتعلقة باآلخرة‪ ،‬والتعرف على‬
‫هللا‪ ،‬وأعمال القلوب من أوائل ما ينبغي‬
‫أن يتلقاه الطالب في حلقات التحفيظ‬ ‫﴿ِك َت ٰـٌب َأ نَزۡلَن ٰـُه ِإَل ۡی َك ُم َبٰـَرࣱك ِّل َی َّد َّبُر ۤو ۟ا‬ ‫بيان مركزية المقصد االساسي وهو‪ :‬التدبر‬
‫َء اَیٰـِتِه ۦ َو ِلَی َتَذ َّك َر ُأ۟و ُلو۟ا ٱۡلَأۡلَبٰـِب ﴾‬
‫‪1‬‬
‫ترتبط بهذا األثر اآلية التي سبق ذكرها ‪َ﴿ :‬و َل ٰـِك ن‬ ‫التدبر هو طريق الوصول إلى مقصد الّت ذكر (االّتعاظ)‬
‫ُك وُن و۟ا َر َّبٰـِن ِّیۧـَن ِبَم ا ُك نُت ۡم ُتَع ِّل ُم وَن ٱۡلِك َت ٰـَب ‪﴾ ...‬‬

‫﴿ِإَّن َم ا ٱۡلُم ۡؤ ِم ُن وَن ٱَّلِذ یَن ِإَذ ا ُذ ِك َر ٱلَّل ُه َو ِج َل ۡت‬ ‫دليل على أن «زيادة اإليمان» من‬
‫"ُك َّن ا َم َع الَّن بّي ﷺ َو َن ْح ُن‬ ‫‪2‬‬
‫‪2‬‬ ‫ُق ُل وُبُه ۡم َو ِإَذ ا ُتِل َی ۡت َع َل ۡی ِه ۡم َء اَیٰـُت ُه ۥ َز اَد ۡتُه ۡم‬
‫أعظم ما تحققه سور القرآن‬
‫ِإیَم ٰـࣰنا َو َع َل ٰى َرِّبِه ۡم َیَت َو َّك ُل وَن ﴾‬
‫هذا األثر يؤّك د ما سبق ذكره من قول هللا‬
‫ِف ْت َياٌن َح َز اِو َر ٌة َف َت َع َّل ْم َن ا‬
‫تعالى‪ِ﴿ :‬إَّن َم ا ٱۡلُم ۡؤ ِم ُن وَن ٱَّلِذ یَن ِإَذ ا ُذ ِك َر ٱلَّل ُه‬ ‫التلقي الصحيح للقرآن والتعامل معه على‬
‫اْل ِإ يَم اَن َق ْب َل َأ ْن َنَت َع َّل َم‬
‫َو ِج َل ۡت ُق ُل وُبُه ۡم َو ِإَذ ا ُتِل َی ۡت َع َل ۡی ِه ۡم َء اَیٰـُت ُه ۥ‬
‫﴿َو ِإَذ ا َم ۤا ُأنِزَل ۡت ُس وَر ࣱة َف ِم ۡنُه م َّم ن َیُق وُل‬
‫مقياس الوحي يؤدي إلى زيادة اإليمان‬
‫الُق ْر آَن ثَّم َت َع َّل ْم َن ا الُق ْر آَن‬
‫َز اَد ۡتُه ۡم ِإیَم ٰـࣰنا َو َع َل ٰى َرِّبِه ۡم َیَت َو َّك ُل وَن ﴾‪ ،‬وقوله‬ ‫‪3‬‬ ‫َأ ُّیُك ۡم َز اَد ۡتُه َه ٰـِذ ِه ۤۦ ِإیَم ٰـࣰنۚا َف َأ َّم ا ٱَّلِذ یَن َء اَم ُن و۟ا‬
‫سبحانه‪َ﴿ :‬و ِإَذ ا َم ۤا ُأنِزَل ۡت ُس وَر ࣱة َف ِم ۡنُه م َّم ن‬
‫َف اْز َد ْد َن ا ِبه إيماًن ا"‬ ‫إذا كان تلقي القرآن في حالته الغالبة ال‬
‫َف َز اَد ۡتُه ۡم ِإیَم ٰـࣰنا َو ُه ۡم َیۡس َت ۡب ِش ُروَن ﴾‬ ‫يؤدي إلى زيادة اإليمان؛ فإن هذا دليل على‬
‫َیُق وُل َأ ُّیُك ۡم َز اَد ۡتُه َه ٰـِذ ِه ۤۦ ِإیَم ٰـࣰنۚا َف َأ َّم ا ٱَّلِذ یَن‬ ‫نقص وإشكال في طبيعة التلّق ي‬
‫َء اَم ُن و۟ا َف َز اَد ۡتُه ۡم ِإیَم ٰـࣰنا َو ُه ۡم َیۡس َت ۡب ِش ُروَن ﴾‪،‬‬
‫فالنبي ﷺ كان ُيشرف على قضية تلقي‬
‫﴿َو َلَق ۡد َیَّس ۡرَن ا ٱۡلُق ۡرَء اَن ِللِّذ ۡك ِر َف َه ۡل ِم ن ُّم َّد ِك ࣲر﴾ ‪4‬‬
‫القرآن المحّق قة لزيادة اإليمان‬ ‫تلقي القرآن الذي يقود إلى «التذكر» هو تلٍق‬
‫يوافق مقاصد القرآن التي نزل ألجلها‬

‫"َو َم ا اْج َت َم َع َق ْو ٌم في‬


‫َبْي ٍت ِم ن ُبُي وِت ِهللا‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫﴿ٱلَّل ُه َنَّز َل َأ ۡحَس َن ٱۡلَح ِد یِث ِك َت ٰـࣰبا ُّم َتَش ٰـِب ࣰه ا‬
‫َّم َث اِنَی َتۡقَش ِع ُّر ِم ۡنُه ُج ُل وُد ٱَّلِذ یَن َیۡخَش ۡو َن‬
‫تأكيد على قضية مدارسة القرآن‬ ‫‪5‬‬ ‫إذا أحدثت قراءة القرآن خشوعا في النفس‪،‬‬
‫وتالوته‪ ،‬فال ينبغي الوقوف عند شّق‬ ‫َي ْت ُل وَن ِك تاَب ِهللا‪،‬‬ ‫فهذا يدل على أنه يتلقاه تلّق ًيا يزداد به إيمانا‪،‬‬
‫التالوة‪ ،‬وإنما ُيشفع بشّق التدارس‬ ‫َرَّبُه ۡم ُثَّم َت ِلیُن ُج ُل وُد ُه ۡم َو ُق ُل وُبُه ۡم ِإَل ٰى ِذ ۡك ِر‬
‫ٱلَّلِۚه َذ 'ِلَك ُه َد ى ٱلَّل ِه َیۡه ِد ی ِه ۦ َم ن َیَش ۤاُۚء‬
‫وَي َت داَرُس وَن ُه بْي َن ُه ْم ‪ ،‬إّل ا‬ ‫وهذا نتيجة لزيادة اإليمان ومنه‪َ( :‬تۡقَش ِع ُّر‬
‫ِب‬ ‫ِم ۡنُه ُج ُل وُد ٱَّلِذ یَن َیۡخَش ۡو َن َرَّبُه ۡم )‬
‫َو َم ن ُیۡض ِل ِل ٱلَّل ُه َف َم ا َل ُه ۥ ِم ۡن َه اٍد﴾‬
‫َنَز َلْت عليهِم الَّس ِك يَنُة ‪"...‬‬

‫ارتباط المذكورين الدائم بالقرآن إلى‬ ‫"جاَء ناٌس إلى النبِّي ﷺ‪،‬‬ ‫‪4‬‬ ‫﴿َأ َل ۡم َیۡأِن ِلَّل ِذ یَن َء اَم ُن ۤو ۟ا َأ ن َت ۡخَش َع‬
‫درجة أن يكون ُع نصًرا من عناصر‬ ‫َف قالوا‪ :‬أِن اْبَع ْث َم َع َن ا‬ ‫‪6‬‬ ‫ُق ُل وُبُه ۡم ِلِذ ۡك ِر ٱلَّل ِه َو َم ا َنَز َل ِم َن ٱۡلَح ِّق َو َل ا‬
‫َیُك وُن و۟ا َك اَّلِذ یَن ُأوُتو۟ا ٱۡلِك َت ٰـَب ِم ن َق ۡبُل‬
‫من أهم صور زيادة اإليمان‪ :‬خشوع القلب‪،‬‬
‫ُه وّيتهم‪ ،‬فُلِّق بوا بــــ ‪ :‬القراء‬ ‫ِرجاًل ا ُيَع ِّل ُم ونا الُق ْر آَن‬
‫َف َط اَل َع َل ۡی ِه ُم ٱۡلَأ َم ُد َف َق َس ۡت ُق ُل وُبُه ۖۡم‬
‫وهو مما ينبغي أن يتحقق من قراءة القرآن‬
‫والُّس َّنَة ‪َ ،‬ف َبَع َث إليِه م‬
‫وفيه أن إحياء مجالس تدبر القرآن‬
‫َس ْب ِع يَن َرُج ًل ا ِم َن األْن َص اِر‪،‬‬ ‫َو َك ِثیࣱر ِّم ۡنُه ۡم َف ٰـِس ُق وَن ﴾‬
‫واالستهداء به وتعّل مه من أعظم ما‬
‫يكون من التصحيح في تلقي القرآن‬ ‫ُيقاُل لهْم ‪ :‬الُق ّراُء ‪"...‬‬
‫﴿ِإَّن ِف ی َه ٰـَذ ا َل َب َل ٰـࣰغ ا ِّلَق ۡو ٍم َع ٰـِب ِد یَن ﴾‬
‫بيان لمقصد حصول الكفاية واالستغناء‪ ،‬ففي‬
‫‪7‬‬ ‫القرآن ما يكفي اإلنسان لبيان المنهج الصحيح‬
‫"َح َّد َثَن ا َم ْن َك اَن ُيْق ِرُئَن ا ِم ْن‬
‫‪5‬‬
‫أنموذج بّين في الّت لّق ي ينبغي‬ ‫َأ ْص َح اِب الَّن ِبِّي ﷺ َأ َّن ُه ْم‬
‫َك اُن وا َي ْق َت ِرُئوَن ِم ْن َرُس وِل‬
‫﴿ِإَّن َه ٰـَذ ا ٱۡلُق ۡرَء اَن َیۡه ِد ی ِلَّل ِتی ِه َی َأۡق َو ُم ﴾ ‪8‬‬
‫إعادة تفعليه وتحقيقه‬ ‫ذكر لمقصد «االهتداء به»‬
‫الَّل ِه ﷺ َع ْش َر آَياٍت ‪"...‬‬
‫والمعنى المركزي في النص‪:‬‬ ‫إدراك الجن للغاية التي ينبغي أن ُتحقق من القرآن‬
‫تعّل م العلم والعمل‪،‬‬ ‫"َك اَن الَّرُج ُل ِم َّن ا ِإَذ ا َت َع َّل َم‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫﴿َف َق اُلۤو ۟ا ِإَّن ا َس ِم ۡع َن ا ُق ۡرَء اًن ا َع َج ࣰبا‬
‫َع ْش َر آَياٍت َل ْم ُيَج اِو ْز ُه َّن‬ ‫‪١‬۝ َیۡه ِد ۤی ِإَل ى ٱلُّر ۡش ِد َف ٔـاَم َّن ا ِبِه ﴾‬
‫إدراك أن القرآن جاء للهداية يجعل‬
‫وليس الوقوف على عدد اآليات‪.‬‬
‫َح َّت ى َيْع ِرَف َم َع اِنَيُه َّن‬ ‫المتلقي للقرآن يتلقاه بعين المستهدي‬
‫َو اْل َع َم َل ِبِه َّن "‬
‫ۧـ‬ ‫ُك ُن ۟ا‬
‫ن َتو و َر َّبٰـِن ِّیُكَن ُت ِبَمَتا ن ۡم َن ‪10‬‬
‫ُك ُت‬ ‫﴿َو ٰـِك‬ ‫َل‬ ‫ذكرت الغاية وهي‪ :‬الربانية‪ ،‬والوسيلة إليها‪ :‬تعّل م القرآن‬
‫"َم َك َث َع َل ى ُس وَرِة الَب َق َرِة‬ ‫ُتَع ِّل ُم وَن ٱۡلِك ٰـَب َو ِبَم ا ن ۡم ۡدُرُس و ﴾‬ ‫وتعليمه‪ ،‬إذ الوصول إلى الربانية يكون من خالل ذلك‬
‫الشأن ليس في كثرة التالوة‪ ،‬وإنما في كيفية‬ ‫‪7‬‬
‫َثَم اِنَي ِس نيَن ؛ َي َت َع َّل ُم َه ا"‬
‫تلقي القرآن‪ ،‬ومعرفة الغايات من خالله‪.‬‬
‫﴿َف َل ا ُتِط ِع ٱۡلَك ٰـِف ِریَن َو َج ٰـِه ۡدُه م ِبِه ۦ ِج َه اࣰدا َك ِب یࣰرا﴾ ‪11‬‬ ‫ذكر «مدافعة الباطل من خالله» كمقصد‪ ،‬وهذا مما ينبغي‬
‫أخرج اإلمام مالك هذا النص بعد ذكر‬ ‫أن يستحضره المصلح‪ ،‬فينظر إلى الواقع بهاتين العينين‪:‬‬
‫الخوارج في حديث‪َ« :‬ي ْق َرؤوَن الُق ْر آَن ‪َ ،‬و َل ا ُيَج اوُز‬
‫َح َن اِج َرُه ْم »‪ ،‬وفي هذا مقارنة بين الحالين‬ ‫«وعين لدائرة الفساد‬ ‫«عين لدائرة الحق وبنائه وحملته»‪،‬‬
‫والمشكالت‪ ،‬وحملة‬ ‫كأساس بغض النظر عّم ا هو‬
‫الباطل‪ ،‬ومضامينه»‬ ‫موجود من الباطل والمشكالت‪.‬‬

‫=اإلصالح باّتزان‪ ،‬فجولة لبناء الحق وجولة على الباطل ومحاربته‬


‫"َك اَن َرُج ٌل َي ْك ُت ُب َبيَن َيَد ي‬ ‫‪8‬‬
‫َرُس و الّل ِه ﷺ َق ْد َق َر َأ‬
‫﴿َیٰۤـَأ ُّیَه ا ٱلَّن اُس َق ۡد َج ۤاَء ۡتُك م َّم ۡو ِع َظ ࣱة‬
‫يتضمن أّن من أخذهما فقد أخذ‬
‫ِل‬
‫األداء‪ ،‬والعلم‪ ،‬والعمل الذي فيهما‪،‬‬ ‫ذكر لمقصد الشفاء (ووصفه بذلك ُيبّين‬
‫ِّم ن َّرِّب ُك ۡم َو ِش َف ۤاࣱء ِّل َم ا ِف ی ٱلُّص ُد وِر‬
‫الَب َق َر َة َو آَل ِع ْم َراَن ‪َ ،‬و كاَن‬ ‫‪12‬‬
‫وليس مجرد الحفظ؛ فصار األخذ‬ ‫أن من الصفات األساسية= كونه شفاء)‬
‫لهاتين السورتين له معنى عظيم جًد ا‬ ‫الَّرُج ُل ِإَذ ا َق َر َأ الَب َق َر َة َو آَل‬ ‫َو ُه ࣰدى َو َر ۡحَم ࣱة ِّلۡلُم ۡؤ ِم ِنیَن ﴾‬
‫ِع ْم َراَن ُيَع ُّد ِف يَن ا َع ِظ يًم ا"‬ ‫األصل في الشفاء المذكور‪ :‬المعنوي لما يكون‬
‫في الصدور من التساؤالت والشكوك‪ ،‬واالفتقار‬

‫‪5‬‬ ‫الفطري‪ ،‬ونحوه مما يقع في النفوس‪.‬‬

‫من أعظم ما ُيعين على تحقيق هذا المقصد‪ :‬أن‬


‫ُيقرأ القرآن بعيني المستهدي‪ ،‬فالهداية كلمة عامة‬
‫تندرج تحتها‪ :‬الهداية بشفاء التساؤالت والشكوك‬
‫‪2‬‬
‫باب تعظيم حدود هللا‬
‫والتحذير من مخالفة‬
‫أمره وأمر رسوله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫صنف يمتثل ألوامر الشريعة‪،‬‬
‫ويعّظ مها تعظيًم ا قلبًيا خاًّص ا‬
‫هذا الباب مّت صل بالباب السابق‬
‫صنف يمتثل لألوامر وال يكون في قلبه‬ ‫أصناف الناس في‬ ‫(مرجعية الوحي) من جهة تعظيمها‬
‫من التعظيم الخاص لها ما يكفي‬ ‫التعامل مع الشريعة‪:‬‬
‫مجاالت تعظيم الوحي‪:‬‬ ‫كونه من عند هللا تعالى‬
‫صنف ال يمتثل‬ ‫(تعظيم هللا عّز جّل )‬
‫الشريعة وال ُيعّظ مها‬
‫التعظيم المجمل لما جاء‬
‫به الوحي (الكتاب والسنة)‬

‫التعظيم التفصيلي‬
‫من أعظم صور تعظيم الحدود أن ال‬ ‫"َأ َتْش َف ُع ِف ي َح ٍّد ِم ْن ُح ُد وِد‬ ‫لما عّظ مته الشريعة‬
‫ُتَع ّط َل بسبب األنساب‪ ،‬أو االعتبارات‬ ‫ِهللا؟"‬
‫‪1‬‬
‫الشخصية أو االجتماعية‬

‫فيه دليل على أن من أعظم‬


‫أسباب الهالك‪ :‬تعطيل حدود‬ ‫من أظهر عالمات المؤمن أنه إذا‬
‫هللا العتبارات اجتماعية‬ ‫﴿ٱَّلِذ یَن ِإَذ ا ُذ ِك َر ٱلَّل ُه َو ِج َل ۡت‬ ‫ُذ ّك ر بالله تذّك ر‪ ،‬وإذا خِّو َف بالله خاف‬
‫‪1‬‬
‫ُق ُل وُبُه ۡم َو ِإَذ ا ُتِل َی ۡت َع َل ۡی ِه ۡم‬
‫أسلوبه ﷺ وصعوده المنبر يترك‬
‫َء اَیٰـُت ُه ۥ َز اَد ۡتُه ۡم ِإیَم ٰـࣰنا﴾‬
‫البوابة األساسية للوصول إلى‬ ‫تدبر كتاب هللا تعالى‬
‫في نفوس الصحابة أثًرا في‬ ‫درجة الوجل من هللا إذا ُذ كر؛ هي‪:‬‬
‫«العلم بالله» وله سبيالن‪:‬‬ ‫تدبر مخلوقاته‬
‫تعظيم الحدود‪ ،‬وهذا ينبغي أن‬
‫يكون في السياقات التربوية‬ ‫وَج ُل القلِب من هللا تعالى‬
‫يقتضي تعظيم حدوده (هنا‬
‫تظهر عالقة اآلية بالباب)‬
‫كان أبو بكر النموذج الجامع‬ ‫"قال أبو َب ْك ٍر الِّص ِّد يُق ‪-‬‬
‫‪2‬‬ ‫من أعظم ثمرات عالقة المؤمن‬
‫بين االمتثال والتعظيم‬ ‫رضي هللا عنه ‪َ« :-‬ف إِّن ي‬ ‫بالقرآن‪ :‬زيادة اإليمان‬
‫َأ ْخ َش ى ِإْن َت َر ْك ُت َش يًئ ا ِم ْن‬
‫يجب أن تضاّد وسائل التهوين‬
‫َأ ْم ِرِه َأ ْن َأ ِزيَغ "‬
‫﴿َذٰ ⁠ِلَۖك َو َم ن ُیَع ِّظ ۡم َش َع ٰۤـِٕى َر ‪2‬‬
‫من الشريعة بغرس تعظيم‬
‫شعائر هللا من قبل المرّبين‬ ‫تعظيم شعائر هللا نتيجة للتقوى‬
‫ٱلَّل ِه َف ِإ َّن َه ا ِم ن َتۡق َو ى ٱۡلُق ُل وِب ﴾‬ ‫الشعائر‪ ،‬عند المفسرين‪:‬‬
‫ُيعَرف مقام األمر والنهي في‬
‫الشريعة من خالل ما يحتّف به‬ ‫منهم من‬
‫منهم َم ن يعّم مها في‬
‫من القرائن الدالة على التعظيم‬ ‫الحّج وغيره من أعالم‬ ‫يحصرها في‬
‫كالوعيد الشديد أو األجر الكبير‬ ‫الدين الظاهرة‪:‬‬ ‫شعائر الحج‬

‫شعائر مكانية؛ كالمسجد الحرام‪،‬‬


‫والمسجد النبوي‪ ،‬والمسجد األقصى‬

‫«الُق ّراء» هنا‪ :‬العلماء العّباد‬ ‫"َو الّل ِه َم ا َج اوَز َه ا ُع َم ُر ِح يَن‬ ‫شعائر زمانية؛ كشهر رمضان‪،‬‬
‫ويقوي هذا المعنى الذي ذكره ابُن حجر ما‬ ‫َتَل اَه ا َع َل يِه ‪َ ،‬و َك اَن َو َّق اًف ا‬ ‫‪3‬‬ ‫وعشر ذي الحجة‪ ،‬ويوم النحر‬
‫ورد في الصحيح عن أنس في الذين قتلوا‬ ‫ِع ْن َد ِك َت اِب الّل ِه "‬
‫في بئر معونة‪ُ« :‬ك ّن ا ُن َس ِّم يِه ُم الُق ّر اَء ‪،‬‬
‫﴿َف ۡلَیۡحَذ ِر ٱَّلِذ یَن ُیَخ اِلُف وَن َع ۡن‬
‫َيْح ِط ُبوَن بالَّن هاِر وُيَص ُّل وَن بالَّل ْي ِل »‬ ‫فّس ر العلماء «الفتنة» في اآلية‬
‫بأنها الشرك‪ ،‬وهذا ال يلزم منه أن‬
‫من أبرز صور تعظيم الوحي‪ :‬أن‬ ‫‪3‬‬ ‫َأ ۡم ِرِه ۤۦ َأ ن ُتِص یَبُه ۡم ِف ۡت َنٌة َأ ۡو‬ ‫تكون المخالفة بعينها كفًرا‪ ،‬لكّن‬
‫ُيوقف المؤمُن نفَس ه عن ُم رادها‬ ‫ُیِص یَبُه ۡم َع َذ اٌب َأ ِلیٌم ﴾‬ ‫عقوبة مخالفة األمر النبوي قد‬
‫الذي تسعى إليه بنّص من الوحي‪،‬‬ ‫تكون بزيغ قلب الُم خالف‬
‫وذلك من عالمات اإليمان‬

‫‪5‬‬
‫‪3‬‬
‫«َباُب َض ب األْف َه ا َع لى‬
‫ي‪َ ،‬و َتْص يِم الَن ّي‬ ‫ْع يا الَوْح ِط‬
‫الَّنَظ ِح‪َ ،‬وِحَأَّن ِبْن‬ ‫ِمﷺ لمِرَق ايي‬
‫ِم‬
‫الحِّق‬ ‫الَّضال ‪ِ :‬رَرَّد‬ ‫َأْس َبا ِس‬

‫معاني بعض الكلمات‪:‬‬


‫قرًظ ا‪ :‬ورق شجر ُيدبغ به الجلُد‬ ‫َم َعِبايي َنَظ ِل َخ ا َئ ‪.‬‬
‫ٍة‬ ‫ِط‬ ‫ِر ٍر‬ ‫ِب‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫جلد‬ ‫أفيق‪:‬‬ ‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬

‫ابتدرت عيناي‪ :‬سالت عيناي بالدموع‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كان النبي ﷺ يعيش في سبيل رسالته صابًرا‬
‫محتسًبا منشرح الصدر رغم ضيق ذات اليد‬ ‫"‪...‬أال َت ْر َض ى أْن َتُك وَن‬
‫َلَن ا اآلِخ َر ُة وَل ُه ُم الُّد ْن يا؟"‬ ‫‪1‬‬
‫كان ﷺ تمر به أنواع من الهموم‪ ،‬والهُّم‬
‫في هذا الحديث كان من الناحية االجتماعية‬

‫فيه حرص الصحابة على الُق رب منه‬


‫ﷺ‪ ،‬وهذا مما ُف ّض لوا به‪ ،‬وهي من‬
‫األمور التي انقطع إمكان عملها‬
‫قال قوم نوح‪َ﴿ :‬ق اُلۤو ۟ا َأ ُنۡؤ ِم ُن‬
‫َلَك َو ٱَّتَبَع َك ٱۡلَأ ۡرَذ ُلوَن ﴾‬
‫مركزية الدار اآلخرة عند قوي اإليمان‬ ‫‪1‬‬
‫تجعله يستعلي على النقص الدنيوي‬

‫وقال قوم شعيب‪َ﴿ :‬و ِإَّن ا‬ ‫ما ِم ن ُأّم ة إّل ا ولديها‬


‫َلَن َر ٰى َك ِف یَن ا َض ِع یࣰف ۖا﴾‬
‫‪2‬‬ ‫•أنها كالبوابات‪ ،‬تدخل من‬
‫هذا الحديث يزيل كثيرا من اإلشكاالت؛‬ ‫"الُّد ْن َيا ِس ْج ُن الُم ْؤ ِم ِن ‪،‬‬ ‫معايير تكونت من خالل‬ ‫خاللها معلومات كثيرة أو ُترّد‬
‫فالدنيا ليست محًل ا للثواب‪ ،‬وجنة المؤمن‬ ‫‪2‬‬ ‫الثقافة‪ ،‬وهي من أخطر‬
‫َو َج َّنُة الَك اِف ِر"‬
‫في اآلخرة وطريقها محفوف بالمكاره‬ ‫وقالت بنو إسرائيل‪َ﴿ :‬ق اُلۤو ۟ا‬ ‫المعلومات الجزئية –في‬ ‫•أنها أداة تقييم‬
‫َّنٰى َیُكَأ وُن َل ُه ٱۡلُم ۡلُك َع َل ۡی َن ا ‪3‬‬
‫َأ‬ ‫الجملة‪ ،-‬وذلك ألمور منها‪:‬‬
‫َو َن ۡحُن َح ُّق ِبٱۡلُم ۡلِك ِم ۡنُه َو َل ۡم‬
‫ال ينبغي للمؤمن حين ُيبتلى أن يقول‪:‬‬
‫ُیۡؤَت َس َع ࣰة ِّم َن ٱۡلَم اِۚل ﴾‬ ‫كانت األمم السابقة ُتحاكم‬
‫لماذا وأنا طائع لله؟ المفترض أن يكون‬
‫التفكير بعكس ذلك؛ فإذا كنت طائًع ا‬ ‫األنبياء لمعاييرهم‪ ،‬ومما جاء‬
‫لله ال بد أن تأتيك اختبارات‪ ،‬واالستعداد‬ ‫وقال مشركو قريش‪:‬‬ ‫به األنبياُء ‪ :‬تصحيح المعايير‬
‫لها يكون بمثل هذا المعيار‬ ‫﴿َو َق اُلو۟ا َم اِل َه ٰـَذ ا ٱلَّرُس وِل ‪4‬‬
‫ۡأ‬
‫َی ُك ُل ٱلَّط َع اَم َو َیۡم ِش ی ِف ی‬ ‫تصحيح المعايير من أخطر‬
‫ٱۡلَأ ۡس َو اِق َل ۡو َل ۤا ُأنِزَل ِإَل ۡی ِه َم َلࣱك‬
‫الدنيا سجن قيوده حدود هللا‬ ‫•إصالح المعايير واُأل ُط ر‬
‫القضايا في طريق اإلصالح‪،‬‬
‫اإلنسان يستعد –نفسًيا– لمخالفة‬ ‫َف َی ُك وَن َم َع ُه ۥ َن ِذ یًرا﴾‪،‬‬ ‫والمصلح الواعي هو َم ن ُيرّك ز‬
‫•إصالح المعلومات الجزئية‬
‫الهوى‪ ،‬والصبر‪ ،‬وتلقي التكاليف الشرعية‬ ‫على إصالح المعايير؛فينبغي‬
‫وقال هللا تعالى‪:‬‬ ‫أن يجمع بين أمرين‪:‬‬
‫‪5‬‬ ‫﴿َو َل َع ۡب ࣱد ُّم ۡؤ ِم ٌن َخ ۡیࣱر ِّم ن‬
‫الشديد حًق ا من يستطيع التغلب‬ ‫"َل يَس الَّش ِد يُد ِبالُّص ْر َع ِة ‪،‬‬ ‫ۗۡم‬
‫ُّم ۡش ِرࣲك َو َل ۡو َأ ۡع َج َب ُك ﴾‬ ‫المصلح األقل وعًيا‬
‫على مشاعره الداخلية؛ بحيث ال‬ ‫ِإَّن َم ا الَّش ِد يُد اَّلِذ ي َيْم ِل ُك‬ ‫‪3‬‬
‫يتعامل مع أفراد القضايا‬
‫تغلبه‪ ،‬ومن أقواها‪ :‬شعور الغضب‬ ‫َنْف َس ُه ِع ْن َد الَغ َض ِب "‬ ‫وقال سبحانه‪َ﴿ :‬م ا ِع نَد ُك ۡم‬ ‫دون النظر إلى المعايير‬
‫‪6‬‬ ‫َینَف ُد َو َم ا ِع نَد ٱلَّل ِه َباࣲۗق ﴾‬
‫إثبات الشرف الكبير لمن يملك نفسه عند‬ ‫معايير أهل الباطل‬ ‫ألن هناك مصادر كبرى من الحق‬
‫تؤّثر على المعايير غائبة لديهم‬
‫وقال عز وجل‪ُ﴿ :‬ق ۡل‬
‫الغضب‪ ،‬فهذا جزء من مخالفة الهوى‬ ‫متشابهة‪ ،‬وإن اختلفت األزمنة‬
‫‪7‬‬ ‫َم ا ِع نَد ٱلَّل ِه َخ ۡیࣱر ِّم َن‬
‫َم ن يعش في هذه الحياة وقد‬ ‫"ما َت ُع ــــــــّد وَن‬ ‫ٱلَّل ۡه ِو َو ِم َن ٱلِّت َج ٰـَر ِۚة ﴾‬
‫اكتمل بنوه‪ ،‬ولم يصبهم شيء؛‬ ‫الَّر ُق وَب ِف يكْم ؟‪"...‬‬ ‫‪4‬‬
‫كأّن فيه نقًص ا من هذه الجهة‬
‫في الحديث تصحيح معياري‪،‬‬
‫وعكس للمدلول المتبادر إلى الذهن‬

‫«األمانة»‪ :‬الِّد ين بشكل عام‪ ،‬فقد ُينزع‬ ‫"‪...‬وما في َق ْل ِب ِه ِم ْث قاُل‬


‫من اإلنسان الدين‪ ،‬وقد يكون تدريجًيا‪.‬‬ ‫َح َّبِة َخ ْر َد ٍل ِم ن إيماٍن "‬ ‫‪5‬‬

‫سيأتي زمان ُيقال فيه للرجل‪ :‬ما أعقله!‬


‫ما أجلده! ونحو هذه العبارات‪ ،‬لكن عند‬
‫النظر للمعيار الحقيقي –وهو اإليمان‪-‬‬
‫لوجدت أنه ال يملك شيًئ ا منه‪.‬‬
‫ُف‬ ‫"ُر َّب َأ ْش‬
‫َع َث َم ْد وٍع‬ ‫‪6‬‬
‫قد يكون بين المؤمنين معايير‬ ‫ِباَأل ْبَو اِب ‪َ ،‬ل و أْق َس َم‬
‫خاطئة‪ ،‬أتت نتيجة للمؤثرات‬ ‫َأ‬
‫َع َل ى ِهللا َل َبَّرُه "‬
‫وهو أسلوب مهم ينبغي أن يّت خذه‬ ‫األسلوب النبوي الذي اسُت عمل في‬
‫"‪...‬هذا َخ ْي ٌر ِم ن ِم ْل ِء‬
‫حديث سهل؛ أسلوب متكرر من النبي ﷺ‬
‫المصلحون‪ ،‬ال سّيما إذا كان الشأن‬
‫يتعلق بأمر ُم عَّظ م أو تصحيح معياري‬
‫األْر ِض ِم ْث َل َه َذ ا"‬
‫‪7‬‬
‫كون اإلنسان ليس ُم صّد ًرا في مجالس‬
‫الناس ليس معياًرا عند هللا تعالى‬ ‫"تِع َس عبُد الِّد يناِر‪ ،‬وَع ْب ُد‬
‫الِّد ْر َه ِم ‪ ،‬وَع ْب ُد الَخ ِم يَص ِة "‬ ‫‪8‬‬

‫‪5‬‬
‫‪4‬‬
‫َباٌب ي أّن الِّديَن َع لى‬
‫َم َرا َب ِفُم َتَف ا َت ي اْل َأْم‬
‫والَّنْه ي واِوْلَخٍةَبِف‪َ ،‬و َأَّن ِر‬ ‫ِت‬
‫ال ْق َه ي الِّديِر َتَبٌع‬
‫إْدِفَرا ِفَه َذ اْل َمِنَرا‬
‫ِت‬ ‫ِه‬ ‫ِل ِك‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ِب‬
‫قوله ﷺ‪« :‬أعظم» فيه أن اآليات‬
‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬
‫القرآنية متفاوتة من حيث العظمة‬

‫موجب التهنئة ُأل ِبّي ‪ :‬أّن ه استطاع أن يدرك‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بفقهه وعلمه وبما رّباه النبي ﷺ عليه أن‬ ‫"َيا َأ َبا الُم ْن ِذ ِر‪َ ،‬أ َت ْد ِري َأ ُّي‬
‫آية الكرسي أعظم آيات القرآن‬ ‫آَيٍة ِم ْن ِك َت اِب ِهللا‬ ‫‪1‬‬
‫َم َع َك أْع َظ ُم ؟‪" ...‬‬ ‫من َأ ولى ما ُيفّس ر به «الدين» أنه‪:‬‬
‫فيه داللة على أن النبي ﷺ قد رّبى‬
‫أصحابه على التفاوت فيما جاء به‬
‫(اإلسالم‪ ،‬واإليمان‪ ،‬واإلحسان)‪،‬‬
‫الدين‪ ،‬وما كان من أبّي رضي هللا عنه‬ ‫[ انظر حديث جبريل المشهور ]‬
‫﴿َو َت َّم ۡت َك ِلَم ُت‬
‫ال يكون إّل ا إذا تربى على أن موضوع‬ ‫أخبار‬
‫َرِّبَك ِص ۡد ࣰق ا َو َع ۡد ۚاࣰل﴾‬
‫«العلم بالله» أشرف الموضوعات‬ ‫يحتوي الِّد ين ‪-‬جملة‪ -‬على شيئين‪:‬‬
‫أوامر‬
‫ما جاء في دين هللا ليس على مرتبة‬
‫فيه داللة على تفاوت سور القرآن من‬ ‫ُأ‬
‫"‪َ...‬ل َع ِّل َم َّن َك ُس وَر ًة ِه َي‬ ‫‪2‬‬ ‫واحدة من حيث الفضل واألهمية‬
‫حيث العظمة؛ فأعظمها الفاتحة‬ ‫َأ ْع َظ ُم الُّس َو ِر ِف ي الُق ْر آِن ‪"...‬‬

‫من الُم الحظ في سيرة النبي ﷺ استعمال‬ ‫ومن أهم ما يدخل في الفقه في‬
‫األساليب الالفتة لالنتباه عند الحديث عن‬ ‫الدين‪ :‬إدراك هذا والعمل على ضوئه‬
‫القضايا المركزية‪ ،‬وهذا درس للمصلحين‬

‫فيه إثبات للتفاضل بين األعمال جملة‪ ،‬وكذا‬ ‫"‪َ...‬أ ُّي الَع َم ِل َأ ْف َض ُل ؟‪"...‬‬ ‫‪3‬‬
‫تفضيل درجة معّينة من األعمال؛‬ ‫التفاضل بين األعمال المركزية نفسها‬
‫ٰۤـ‬
‫﴿ٱَّلِذ یَن َیۡجَت ِنُبوَن َك َب ِٕى َر ٱۡلِإ ۡثِم‬
‫كتفضيل أركان اإلسالم على ما دونها‬
‫فالتفاضل على قسمين‪:‬‬ ‫فيها أن المنهيات على مراتب‪،‬‬
‫َو ٱۡلَف َوٰ ⁠ِح َش ِإَّلا ٱلَّل َم َۚم ﴾‬
‫تفاضل بين األعمال المركزية‬ ‫‪1‬‬ ‫فمنها الكبائر ومنها اللمم‬
‫والمحكمات الكبرى نفسها‬ ‫يكُث ر في أسئلة الصحابة ‪-‬رضي هللا عنهم‪-‬‬
‫السؤال عن أفضل األعمال‪ ،‬وهذه نتيجة‬
‫التربية النبوية على تفاوت األعمال‬ ‫امتداح من ُيعّظ م هذه‬
‫الكبائر رهبًة فيجتنبها‬
‫وإذا كانت أسئلة المترّبين في هذا‬
‫أن يكون هللا تعالى لم يهدهم‬ ‫الفلك؛ فهي عالمة ُح سن الثمرة التي‬
‫غرسها الُم صلح‪ ،‬أما إذا كانت من جنس‬
‫الرسالة التي تركها الداعية‬ ‫األسئلة المكروهة؛ فهذا فيه إشكال‪،‬‬
‫أو المصلح في نفوسهم‬ ‫وترجع أسبابه إلى أحد أمرين‪:‬‬ ‫﴿ِإَّن ٱلَّل َه َل ا َیۡغ ِف ُر َأ ن‬ ‫كّل ذنب دون الشرك داخل تحت‬
‫‪2‬‬ ‫ُیۡش َرَك ِبِه ۦ َو َیۡغ ِف ُر َم ا‬ ‫المشيئة‪ ،‬وإن لم يتب صاحبه‬
‫ُۚء‬
‫ُد وَن َذٰ ⁠ِلَك ِلَم ن َیَش ۤا ﴾‬
‫كثيًرا ما يستعمل النبي ﷺ األساليب‬ ‫فيه إثباُت أمور مركزية من الدين تفُض ل‬ ‫"ُبِن َي اإلْس الُم َع َل ى َخ ْم ٍس ‪":‬‬
‫التقريبية فيما فيه أعداد‪ ،‬وهذا مما‬
‫‪4‬‬ ‫داللة اآلية على الباب‬ ‫بيان أن هناك شرًك ا‪ ،‬وهناك ما دونه‪،‬‬
‫عن غيرها؛ ألن اإلسالم قد ُبني عليها‪ ،‬واختيار‬
‫يعين على الضبط‪ ،‬ومن جملة االقتداء‬ ‫هذه األركان الخمسة وإعطاؤها هذه الصفة‬ ‫تظهر من وجهين‪:‬‬ ‫فالمنهيات ليست على مرتبة واحدة‬
‫به‪ :‬االقتداء المتعّل ق بالبيان‬ ‫إنما ُع رف بسنة النبي ﷺ مما يدل على أهمية‬
‫المقصود بالبيان هنا‪ :‬القدرة على‬ ‫السنة في إدراك هذه القضايا‬ ‫التغليظ الشديد في الشرك ال‬
‫التعبير عن المعاني التي في النفس‬
‫وإيصالها بوضوح إلى نفس المتلّق ي‬
‫يقتصر في الداللة على مراتب‬
‫المنهيات‪ ،‬وإنما يدل كذلك على وجود‬
‫أحكام مغّل ظة متعلقة بهذا التفاوت‬
‫من أصرح األحاديث في إثبات التفاوت والتفاضل‬
‫بين ما شرعه هللا‪ ،‬فإن من العبادات عباداٍت‬ ‫"‪...‬وما َيزاُل َع ْب ِد ي َي َتَق َّرُب‬
‫﴿ ن َت َت ِنُبو۟ا َك َب ۤا َر َم ا ُتۡنَه َن‬
‫ِإَل َّي بالَّن َو اِف ِل َح ّت ى ُأِح َّبُه ‪"...‬‬ ‫‪5‬‬
‫ِإَع ۡنُه ۡجُنَك ِّف َع نُك ۡمِٕى َس َٔـاِتُك ۡمۡو ﴾ ‪3‬‬
‫توصل إليه بما ال توصل إليه العبادة األخرى‬
‫فيها إثبات أن المنهيات‬
‫ال ينبغي أن تؤّد ى الفرائض إبراًء للذمة‬ ‫ِّی‬ ‫ۡر‬ ‫فيها ما هو من الكبائر‪،‬‬
‫فحسب‪ ،‬وإنما ال بد أن ينظر إليها على‬
‫أّن ها أعلى ما ُيتقّرب به إلى هللا تعالى‬
‫وفيها ما هو دون ذلك‬
‫أداء تبرأ به الذمة‪ ،‬وتسقط‬
‫به المطالبة فقط‬
‫أداء الفرائض يكون على وجهين‪:‬‬ ‫من األقوال المشهورة في‬
‫أداء تبرأ به الذمة ويكون‬
‫من أعظم ما ُيقّربه إلى رّبه‬ ‫اآلية‪ :‬أّن من يجتنب الكبائر‬
‫تبارك وتعالى‬ ‫ليست هذه السبع الوحيدة التي ينبغى اجتنابها‪،‬‬ ‫تكّف ر عنه الصغائر» فصار‬
‫"اْج َت ِنُبوا الَّس ْب َع الُم وِبَق اِت "‬ ‫‪6‬‬
‫لكن عندما يؤَّك د النهي عنها تكون من أولى ما‬ ‫من الفقه في الدين‪ ،‬ومما‬
‫ُيجَت نب (وهذا دليل على عنوان الباب)‬
‫ينبغي أن يحرص عليه‬
‫المؤمن‪ :‬اجتناب الكبائر‬
‫فيه تفاوت المحّرمات المغَّل ظة فيما بينها‬ ‫"ِإَّن ِم ْن َأ ْك َب ِر اْلَك َباِئِر أْن‬
‫َي ْل َع َن الَّرُج ُل واِلَد ْيه‪"...‬‬
‫‪7‬‬
‫من صور الخلل‪ :‬إقامة الخطاب الدعوي على‬
‫تعظيم بعض المحرمات التي لم ُتعّظ م في‬
‫الشريعة على حساب التي ُع ّظ مت‬
‫العمل وتعظيم شرائع الدين‬
‫على ضوء هذا التفاوت‬
‫إقامة الخطاب اإلصالحي بناء‬
‫الُم طالب به المؤمن بعد إدراك ما جاء فيه‪:‬‬ ‫"إَّن َك َس َت ْأ تي َق ْو ًم ا أْه َل‬
‫ِك َت اٍب ‪َ ،‬ف ِإ َذ ا ِج ْئ َت ُه ْم ‪،‬‬ ‫‪8‬‬
‫على التفاوت في الرتب الدينية‬ ‫إعادة مركزة المركزيات وترتيب‬
‫األولويات لدى المتلّق ين ُتزيل الكثير‬ ‫َف اْد ُع ُه ْم إلى أْن َي ْش َه ُد وا‬
‫من الحواجز والمفاهيم الخاطئة‬ ‫أْن ال إَل َه إَّلا الَّل ُه ‪"...‬‬
‫من أولى أولويات الخطاب في هذا‬
‫الزمن‪ :‬تعظيم هللا والعلم به‪ ،‬وربط‬
‫الناس باآلخرة‪ ،‬وفتح القلوب لتتلقى‬
‫حقائق األمر والنهي بتسليم‬

‫‪5‬‬
‫‪5‬‬
‫باٌب ي َأَه ّية الَّتْز ي‬
‫ِك‬
‫ــــــــــــــــو ِة‬ ‫الُق ُل‬ ‫َو َأْع َم ِفــــــــا ِم‬
‫َمِلا‪َ ،‬وأّن َع َلْي َم ا‬
‫ِب‬ ‫وَف ْض‬
‫ــــــــَداَر الَف ــــــــَلا ِه‬ ‫َم ِلِه‬
‫ِح‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اإليمان بأن الذي يزّك ي النفوس ويطّه رها‬ ‫"‪...‬الَّل ُه َّم آِت َنْف ِس ي‬
‫وينّم يها ويحّل يها هو هللا رب العالمين‬ ‫َتْق َو اَه ا‪َ ،‬و َزِّك َه ا َأ ْن َت َخ ْي ُر َم ْن‬ ‫‪1‬‬
‫َزَّك اَه ا‪َ ،‬أ ْن َت َو ِلُّيَه ا َو َم ْو َل اَه ا"‬
‫الدعاء بالتزكية من أهم وسائل تحصيلها‬ ‫بالتخّل ص من أمراض‬
‫«التخلية»‬ ‫القلوب وأدواء النفوس‬
‫داللة على مركزية التزكية‪ ،‬ويظهر‬ ‫للتزكية معلمان أساسيان‪:‬‬
‫ذلك من حرصه ﷺ على الدعاء بها‬ ‫«التحلية»‬ ‫بالتزّو د من األعمال القلبية‪،‬‬
‫المحافظة على الدعاء بالتزكية‪،‬‬ ‫التي تقود إلى أعمال‬
‫وله بالنبي ﷺ أسوة في ذلك‬ ‫الجوارح؛ فتتحقق التزكية‬

‫استعاذ النبي ﷺ في الدعاء من العجز‬


‫والكسل والجبن والبخل‪ ،‬فهي جزء من‬
‫األمراض الُم عيقة للتزكية‪ ،‬فعلى اإلنسان‬ ‫‪1‬‬ ‫﴿َق ۡد َأ ۡف َل َح َم ن َزَّك ٰى َه ا﴾‬ ‫عظمة ومركزية التزكية في‬
‫أن يتخّل ص منها حتى تكمل تزكية نفسه‬ ‫اإلسالم‪ ،‬فاآلية جواب ألحد عشر‬
‫قسًم ا (سورة الشمس)‬

‫ُج ِع َلْت التزكية هي المبتدأ‬ ‫"‪َ...‬ف َت َع َّل ْم َن ا اإليَم اَن قْب َل‬
‫والمنتهى في مدرسة النبي ﷺ‬ ‫أْن َنَت َع ّل َم الُق ْر آَن ُثَّم َت َع َّل ْم َن ا‬ ‫‪2‬‬
‫﴿َج َّن ٰـُت َع ۡد ࣲن َت ۡج ی ِم ن‬ ‫داللة على مركزية التزكية وأنها‬
‫الُق ْر آَن َف اْز َد ْد َن ا ِبِه إيماًن ا"‬ ‫ٰـِلِدِریَن ِف یَه ۚا ‪2‬‬ ‫َت ۡحِتَه ا ٱۡلَأ ۡنَه ٰـُر َخ‬
‫َت ُع ّل ُم القرآن في مدرسته ﷺ محكوم بإطار‪:‬‬
‫من أعظم ما ُيتقّرب به إلى هللا‪،‬‬
‫َو َذٰ ⁠ِلَك َج َزۤاُء َم ْن َتَزَّك ٰى ﴾‬ ‫هللا تعالى جعل عمل‬
‫أّن ني إنما أتعّل مه ليزاداد إيماني وأهتدي به‬
‫«التزكية» سبًبا لدخول الجنة‬

‫وهذا ما يجب أن ُينّم ى التنمية‬ ‫"وَل ِك ْن َي ْنُظ ُر ِإَل ى ُق ُل وِبُك ْم "‪:‬‬ ‫"الَّتْق َو ى َه اُه َن ا‪"...‬‬ ‫‪3‬‬
‫األساسية في نفس اإلنسان‪ ،‬وإذا تّم‬ ‫النظر إلى ما فيه من إخالص‬ ‫﴿َو َل ۡو َل ا َف ۡض ُل ٱلَّل ِه َع َل ۡی ُك ۡم‬ ‫الذي يملك إعطاء اإلنسان‬
‫ذلك؛ فالنتيجة المباشرة‪ :‬سرعة‬ ‫لله تعالى وصدق محبته‪،‬‬ ‫"‪َ...‬و َل ِك ْن َي ْنُظ ُر ِإَل ى‬ ‫‪3‬‬ ‫َو َر ۡحَم ُت ُه ۥ َم ا َزَك ٰى ِم ْنُك م‬ ‫التزكيَة هو هللا تعالى‬
‫االستجابة في األعمال الظاهرة‪.‬‬ ‫والخشية منه‪،‬‬ ‫ُق ُل وِبُك ْم َو َأ ْع َم اِلُك ْم "‬ ‫‪4‬‬ ‫ِّم ۡن َأ َح ٍد َأ َبࣰدا َو َل ٰـِك َّن ٱلَّل َه‬
‫ُیَزِّك ی َم ن َیَش ۤاُۗء ﴾‬
‫تندرج اآلية تحت عنوان‬
‫داللة على مركزية عمل القلب‬ ‫«وسائل التزكية»‬
‫•التربية على األعمال القلبية وأعمال الجوارح‬ ‫في الدين‪ ،‬والتربية على هذا‬ ‫َي الَق ْل ُب "‬ ‫"‪َ...‬أ َل ا َو ِه‬ ‫‪5‬‬
‫المعنى تربية صحيحة موافقة‬
‫•التركيز على األعمال الظاهرة والمهم‬
‫لمنهاج النبوة‪ .‬أما الُم ترّبي‬
‫منها دون التركيز على األعمال القلبية‬ ‫﴿ُه َو ٱَّلِذ ی َبَع َث ِف ی‬
‫ٱۡلُأِّم ِّیۧـَن َرُس وࣰلا ِّم ۡنُه ۡم َیۡت ُل و۟ا ‪4‬‬
‫على األعمال الظاهرة دون‬
‫•التركيز على مستحبات األعمال‬ ‫التركيز على األعمال الباطنة‬ ‫اآليتان تندرجان تحت‬
‫الظاهرة‪ ،‬وإهمال الواجب منها‪،‬‬ ‫فلم ُيرَّب على الخير التام‪.‬‬ ‫َع َل ۡی ِه ۡم َء اَیٰـِتِه ۦ َو ُیَزِّك یِه ۡم ﴾‬ ‫عنوان «مركزية التزكية»‬
‫وإهمال األعمال القلبية كذلك‬ ‫مقامات الناس في ذلك‪:‬‬
‫﴿َك َم ۤا َأ ۡرَس ۡلَن ا ِف یُك ۡم‬
‫هللا تعالى جعل «التزكية»‬
‫•التركيز على األعمال الباطنة دون الظاهرة‬ ‫‪5‬‬ ‫َرُس وࣰلا ِّم نُك ۡم َیۡت ُل و۟ا‬ ‫من وظائف النبي ﷺ التي‬
‫َع َل ۡی ُك ۡم َء اَیٰـِت َن ا َو ُیَزِّك یُك ۡم ﴾‬
‫ُبعث من أجلها‬

‫والصحيح منها‪ :‬التركيز على العمل‬


‫الباطن‪ ،‬واإلعالء من شأنه في النفوس‪،‬‬
‫والتربية على أّن األصل هو ما في القلب‬
‫فهو موضع نظر الرحمن جّل وعال‬

‫وبالتالي‪ :‬فإن من أعظم‬ ‫تحذير من وسيلة ُتقّس ي القلب‪ ،‬وقد‬ ‫‪َ:‬م ا َك اَن َبْي َن إْس َل اِم َن ا َو بْي َن‬
‫أسباب رقة القلب ولينه‬ ‫وقع بها أهل الكتاب‪ ،‬وهي‪ :‬طول األمد‬ ‫َأ ْن َع اَت َب َن ا الَّل ُه ‪"...‬‬ ‫‪6‬‬
‫دوام االّتصال بالوحي‬ ‫بين اإلنسان وبين مرجعية الوحي‬

‫داللة على أثر صالح القلب وتذّك ر اآلخرة على‬ ‫"إَّن ما َنَز َل أَّو َل َم ا َنَز َل ِم ْن ُه ‪"..‬‬ ‫‪7‬‬
‫استعداد النفس لالستجابة لألمر والنهي‬

‫فليحرص الداعية على زيادة إيمان الناس‬


‫ويقينهم واستحضارهم اآلخرة؛ فإنه مما‬
‫يعين على امتثال األوامر والنواهي‬

‫‪5‬‬
‫‪6‬‬
‫َباُب َش َر ال ْل‬
‫ِف ‪ِ،‬ع َوِمَذ ِّم‬ ‫الَّنا َو َف ْض‬
‫َم ْن ِفلْمِع َيْع َم ْلِلِهَع ْل م‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ِه‬
‫ِب‬
‫الحديث يندرج تحت عنوان‬ ‫"َم ْن ُيِرِد ُهللا ِبِه َخ يًرا‬
‫‪1‬‬ ‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬
‫«شرف العلم وفضله»‬ ‫ُيَف ِّق ْه ُه في الِّد يِن "‬
‫أشار بعض العلماء إلى أّن مفهوم هذا‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الحديث مقصود كذلك‪ ،‬وهو‪ :‬من لم ُيرد‬
‫ُهللا به خيًرا؛ ال ُيفّق هه في الدين!‬

‫الُم راد بـ«الفقه» هنا‪ :‬الفقه العام في الدين‬ ‫•شرف العلم وفضله‬
‫يشير الباب إلى ثالث قضايا‪:‬‬
‫كلمة «الدين» تشمل أصوله وفروعه‪،‬‬ ‫•بيان أهمية أن يكون العلم نافًع ا‬
‫ومجموع حقائقه‪ ،‬وحديث جبريل‬
‫المشهور فيه كشف عن داللة الدين‬ ‫•العلم إنما ُيراد للعمل‪ ،‬فمن لم‬
‫يعمل بما علم فهو مذموم‬
‫مقامات الفقه في الدين‪:‬‬

‫مقام حفظ العلم وتبليغه‬


‫وهو مقام شريف لكّن ه‬

‫﴿َو ُق ل َّر ِّب ِزۡدِنی ِع ۡلࣰم ا﴾‬ ‫هللا تعالى أمر نبيه ﷺ باالزدياد‬
‫في أدنى درجات الفقه‬
‫‪1‬‬
‫مقام الفقه في الدين‬ ‫من العلم‪ ،‬وفي هذا بيان فضله‬
‫المتعّل ق بالجانب النظري‬
‫العلم المقصود في اآلية هو‬
‫وهو راجع إلى قضية فهم مراتب‬
‫العلم ومحكماته‪ ،‬والقدرة على حّل‬ ‫«الوحي»‪ ،‬ويبين ذلك سياقها‪،‬‬
‫مشكالته‪ ،‬واستنباط حقائقه‬ ‫قال هللا تعالى‪َ﴿ :‬ف َت َع ٰـَل ى ٱلَّل ُه‬
‫ٱۡلَم ِل ُك ٱۡلَح ُّق َو َل ا َت ۡع َج ۡل ِبٱۡلُق ۡرَء اِن‬
‫مقام الفقه في الدين‬ ‫ِم ن َق ۡبِل َأ ن ُیۡقَض ٰۤى ِإَل ۡی َك َو ۡحُیُه ۖۥ‬
‫المتعّل ق بالجانب النظري‬
‫َو ُق ل َّر ِّب ِزۡدِنی ِع ۡلࣰم ا﴾‬
‫إضافة إلى إجراء العمل على وفق ذلك‬
‫الفقه‪ ،‬فعمله فيه فقه‪ ،‬وذلك باختيار‬
‫األولويات‪ ،‬والعمل المناسب‪ ،‬وطريقة‬ ‫من أهم وسائل تحصيل العلم‪ :‬الدعاء‬
‫األداء‪ ،‬وطريقة الدعوة إلى هللا‬

‫َت ی ٱَّلِذ یَن‬ ‫﴿ُق ۡل َه ۡل‬


‫َیۡسَن َلِوا َیۡع َل ُم وَۗن ﴾ ‪2‬‬
‫ذكر ُأناس من عباد هللا الصالحين‪،‬‬
‫َیۡع َل ُم وَن َو ٱَّلِذ ی‬ ‫عرفوا ما ينفعهم فأمضوا ليلهم‬
‫من الفقه في الدين‪ :‬أن ُيوّف ق اإلنسان للعمل‬ ‫"ِإَذ ا َم اَت اْل ِإ ْن َس اُن اْنَق َط َع‬ ‫في القيام بين يدي هللا تعالى‬
‫بعمل ُيجري عليه الحسنات بعد الموت‬ ‫َع ْن ُه َع َم ُل ُه ِإَّلا ِم ْن َثَل اَثٍة ‪"..:‬‬ ‫‪2‬‬
‫مركز ولّب العلم المذكور في‬
‫حّث على النفع بالعلم بتبليغه‪،‬‬ ‫اآلية هو العلم المتعّل ق‬
‫وتربية الطالب عليه‬ ‫باآلخرة ومعرفة هللا تعالى‬
‫من ثمرات العلم‪ :‬أن ينعكس‬
‫عليها صاحبه بالخشية من هللا‬
‫داللة على أّن من العلم ما ال ينفع‬ ‫"الَّل ُه َّم إِّن ي َأ ُع وُذ ِبَك‬ ‫تعالى‪ ،‬والحذر من اآلخرة‪ ،‬وأن يكون‬
‫ِم ْن ِع ْل ٍم ال َي ْنَف ُع ‪"...‬‬ ‫‪3‬‬ ‫له أثر عملي‪ ،‬ومنه‪ :‬قيام الليل‬
‫ليس الشأن في أن يكون عند‬
‫اإلنسان مطلق العلم‪ ،‬وإنما أن‬
‫يكون عنده من العلم ما ينفع‬ ‫﴿ِإَّن َم ا َیۡخَش ى ٱلَّل َه ِم ۡن‬
‫ٰۤـ ۗ۟ا‬ ‫العلم ُم وِص ل إلى الخشية من هللا‬
‫‪3‬‬ ‫ِع َباِد ِه ٱۡلُع َل َم ُؤ ﴾‬
‫العلم ُيثمر الخشية من هللا تعالى‪،‬‬
‫وهي من أعظم وأشرف ما يصل‬
‫كشف عن سؤال مهم‪« :‬ما عملَت فيها»؟‬ ‫"إَّن أَّو َل الّن اِس ُيْق َض ى‬ ‫إليه اإلنسان المؤمن؛ ألمرين‪:‬‬
‫َيوَم الِق َياَم ِة َع َل يِه َرُج ٌل‬
‫‪4‬‬
‫روح العمل هي «اإلخالص»‪ ،‬وفقدانها‬ ‫اْس ُتْش ِه َد ‪"...‬‬ ‫أن هللا تعالى جعلها‬
‫يجعل العمل غير مقبول‪ ،‬ونفهم فقه‬ ‫مرتبطة باسم العلماء‬
‫السلف الذين قالوا‪« :‬اإلخالص روح العمل»‬
‫أن هللا تعالى جعل اإلنذار‬
‫في النفس شهوات قد تتعاظم حتى‬ ‫واالعتبار ألهل الصفة‪ ،‬ومن‬
‫تصبح كالخيل الجامحة التي لم ُترّو ض‪،‬‬ ‫شواهد ذلك‪ :‬قوله تعالى‪:‬‬
‫فاإلنسان إن عّو د نفسه على اإلخالص لله‬ ‫﴿َس َی َّذ َّك ُر َم ن َیۡخَش ٰى ﴾‬
‫﴿ِإَّن َم ۤا َأ نَت ُم نِذ ُر َم ن َیۡخَش ٰى َه ا﴾‬
‫والمجاهدة‪ ،‬سيجد أن قدرته على قيادة‬ ‫﴿ِإَّن َم ا ُتنِذ ُر ٱَّلِذ یَن َیۡخَش ۡو َن َرَّبُه م ِبٱۡلَغ ۡیِب ﴾‬
‫نفسه وتوجيهها ليس باألمر الصعب‬
‫إذا هّذ ب اإلنسان نفسه يصل لمرحلة يصير‬
‫اإلخالص من أحب األعمال إليه‪ ،‬وسيصبح‬
‫ال يجد طمأنينته إذا لم يكن العمل لله‬
‫من أعظم ما ُيكرم به اإلنساُن في‬
‫اآلخرة‪« :‬إخالصه لله تعالى في الدنيا»‬

‫‪5‬‬
‫‪7‬‬
‫َباٌب ي َم ْر َك َّي اْل َع َم ‪َ ،‬وأَنه‬
‫اْل َم ْق ِفُص وُد ِزَن ِةاْل ْل ‪ِ،‬لوَتْر َي‬
‫على الَع ِبَم ِة ‪،‬‬ ‫الَن ِّي ﷺ َأْص ِمَح ابهِع ِم‬
‫َّياُه ْم َع ال ي ِل‬ ‫ِبو ْبَع ا‬
‫الُس َؤِقا ِل‬ ‫ِإوالَق اِدِه ِإَو َك ْث َر ِن‬
‫ِة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــِل‬
‫ِل‬
‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ما جاء في الدين من آيات وأحاديث؛ فإن‬ ‫"َم ا َن َه يُتُك ُم َع ْن ُه َف اْج َت ِنُبوُه ‪،‬‬ ‫ما في الباب من آيات‬
‫المقصود منها‪ :‬أن ُتمتثل‪ ،‬فهو دين عمل‬ ‫َو َم ا أَم ْر ُتُك ْم ِبِه َف اْف َع ُل وا‬
‫‪1‬‬
‫وأحاديث فيه إثبات لتربية‬
‫ِلما لم ينزل فيه شيء‬ ‫األوامر والمنهيات في الشرع كثيرة‪،‬‬
‫ِم ْن ُه َم ا اْس َت َط ْع ُت ْم ‪"..‬‬
‫النبي ﷺ أصحاَبه على العمل‬
‫وكثير منهما محكم ليس محًل ا للخالف‪،‬‬
‫المسائل الخالفية‬ ‫والذّم الشديد يقع على الذي ال يتمّس ك‬ ‫مرافقة النبي ﷺ بحد ذاتها‬
‫بهذه المحكمات فينتقل ألحد أمرين‪:‬‬ ‫ترّبي اإلنسان على العمل؛ ألن‬
‫االعتبار باألمم السابقة من التفقه‬ ‫سيرته كانت عملية‪ ،‬فالدين‬
‫في الدين‪ ،‬وما جاء به الوحي عنهم‬ ‫ليس دروًس ا نظرية فحسب‬
‫فيه تحذير من تكرار أعمال معينة‪،‬‬
‫وليس ذكًرا لقصص غابرة‬ ‫َم ن يلتزم سيرة النبي ﷺ قراءة‬
‫الولع بالقضايا النظرية التي ال يتعّل ق‬ ‫ودراسة وتكراًرا؛ سيناله قبس‬
‫بها عمل من أسباب الهالك‬ ‫من النور الذي نال أصحاَبه‬
‫بمصاحبتهم المباشرة له‪.‬‬

‫"ِإَّن الّل َه َك ِرَه َلُك ْم َثَل اًثا‪:‬‬ ‫‪2‬‬


‫كثيًرا ما يوصل «القيل والقال» إلى‬ ‫ِق يَل َو َق اَل ‪َ ،‬و ِإَض اَع َة‬
‫ما حّرم ُهللا من الغيبة والنميمة‬
‫الَم اِل ‪َ ،‬و َك ْث َر َة الُّس َؤ اِل "‬
‫قول النبي ﷺ ‪« :‬كثرة السؤال»‬
‫السؤال عن المال‬

‫كثرة األسئلة واالنشغال بها عن‬


‫حملها العلماء على أمرين‪:‬‬
‫(َیٰۤـَأ ُّیَه ا ٱَّلِذ یَن َء اَم ُن و۟ا‬ ‫تكّل ف البعض بالسؤال عما‬
‫َل ا َت ۡس َٔـُل و۟ا َع ۡن َأ ۡش َی ۤاَء‬
‫المحكمات الواردة في الشرع‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫لم ُيحّرم؛ فينزل الوحي‬
‫كما ورد في الحديث السابق‬
‫ِإن ُتۡب َد َلُك ۡم َت ُس ۡؤُك ۡم )‬ ‫بالتحريم بسبب هذا السؤال‬
‫"َك اَن أَح ُد نا ِإَذ ا َه اَج َر‬
‫‪3‬‬ ‫فيها َو ْز ُن السؤال قبل طرحه‬
‫صار الُع رف عند الصحابة ‪-‬بالتربية النبوية‪-‬‬ ‫َل ْم َيْس َأ ْل َرُس وَل‬
‫َم ن ال ينبغي له الدخول في المسألة‬
‫أن َم ن ُيهاجر ال يسأل‪ ،‬وإنما يعمل‬ ‫ِهللا ﷺ َع ْن َش يٍء "‬
‫فيه تفريق بين دوائر الصحابة‪ ،‬فهناك دائرتان‪:‬‬
‫َم ن ُأتيح له السؤال‪َ :‬م ن يأتي من‬
‫(ُق ۡل َم ۤا َأ ۡس َٔـُلُك ۡم َع َل ۡی ِه ِم ۡن‬
‫خارج المدينة؛ ألنه لم يسمع من‬ ‫ليس المقصود ُم طلق السؤال‪،‬‬ ‫في اآلية ذم لمن‬
‫النبي ﷺ أبًد ا‪ ،‬أو سمع القليل‬ ‫‪2‬‬
‫َأ ۡجࣲر َو َم ۤا َأ َن۠ا ِم َن ٱۡلُم َتَك ِّل ِف یَن )‬
‫فقد كان الصحابة يسألون إذا نزلت‬ ‫يتكلف بما ال يعلم‬
‫بهم نازلة‪ ،‬إنما المذموم‪ :‬أن يكون‬
‫األساس هو االنشغال بالسؤال‬
‫أخرج الشيخان في‬
‫«صحيحيهما» أن عبد هللا ابن‬
‫مسعود ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬قال‪:‬‬
‫فيه أّن المؤمن العاقل الموفق‬ ‫"َباِد ُروا ِباَأل ْع َم اِل ِف َتًن ا‬ ‫«َم ن َع ِلَم َف ْل َي ُق ْل ‪ ،‬وَم ن َل ْم َيْع َل ْم‬
‫يستغل أوقات الَّس َع ة بالعمل؛‬ ‫َك ِق َط ِع الَّل ْي ِل الُم ْظ ِلِم "‬ ‫‪4‬‬
‫تحّرزا ألوقات الّش دة والّت قلبات‬
‫َف ْل َي ُق ِل ُهللا أْع َل ُم ‪ ،‬فإّن ِم َن الِع ْل ِم‬
‫أْن َي ُق وَل ِلما ال َيْع َل ُم ‪ :‬ال أْع َل ُم ‪،‬‬
‫األعمال تقّل ‪-‬عادة‪ -‬أيام‬
‫الفتن؛ النشغال الناس بها‬ ‫"َباِد ُروا ِباألْع َم اِل ِس ًّت ا‪"...:‬‬ ‫‪5‬‬ ‫فإّن َهللا قاَل ِلَن ِب ِّيِه ﷺ‪ُ﴿ :‬ق ْل ما‬
‫وقايًة من الفتن‬ ‫أْس َأ ُلُك ْم عليه ِم ن أْج ٍر وما أنا ِم َن‬
‫لماذا الحث على العمل قبل مجيء الفتن؟‬ ‫الُم َتَك ِّل ِف يَن ﴾‬
‫استغالًل ا للممكن وأوقات الفراغ‬
‫في زماننا هذا من الفتن ما يصدق عليه‬
‫الوصف‪ُ :‬يصبح مؤمًن ا وُيمسي كافًرا‬
‫﴿َو َم ۤا ُأ یُد َأ ۡن ُأَخ اِلَف ُك‬
‫َم ۤا َأۡنَه ِر ُك ۡم َع ۡنُۚه ۡن ُأ ۡمیُدِإ َّلٰىا ‪3‬‬
‫َل‬
‫حياة األنبياء ‪-‬عليهم السالم‪-‬‬
‫ٱۡلِإ ۡص َل ٰـَح َم ا ٱۡس َت َط ۡع ُۚت ﴾‬
‫ِإ ِر ِإ‬ ‫ٰى‬
‫كلها عمل‪ ،‬فهم يعيشون بهذا‬
‫الموت‬ ‫قبل أن يربوا أصحابهم عليه‬
‫ُف سر قول النبي ﷺ ‪« :‬خاصة أحدكم»‪،‬‬ ‫وقال سبحانه عن‬
‫وقوله‪« :‬أمر العامة» بأحد تفسيرين‪:‬‬ ‫‪4‬‬ ‫موسى ‪-‬عليه السالم‪:-‬‬
‫﴿َو َأ َن۠ا َأ َّو ُل ٱۡلُم ۡؤ ِم ِنیَن ﴾‬
‫ما ُيشغل اإلنسان في حياته وشؤونه‬ ‫إذا لم يكن المصلحون أول‬
‫األعمال التي تعلق على مثل األسلوب‬
‫الناس عمًل ا؛ فهم مخالفون‬
‫المذكور في الحديث؛ فإن الحث عليها مؤَّك د‬ ‫َم ْن َك اَن ُيْؤ ِم ُن ِبالّل ِه‬ ‫‪6‬‬ ‫لمنهج األنبياء‬
‫وقال عن محمد ﷺ‪:‬‬
‫﴿َو َأ َن۠ا َأ َّو ُل ٱۡلُم ۡس ِلِم یَن ﴾‬
‫َو الَيوِم اآلِخ ِر َف ْل َي ُق ْل‬ ‫‪5‬‬
‫في الحديث حث للمؤمن بأثمن‬ ‫َخ يًرا أْو ِلَيْص ُم ْت "‬
‫ما يمتلكه‪ ،‬وهو اإليمان‪ ،‬فإن‬
‫كنت مؤمًن ا قل خيًرا أو اصمت!‬

‫‪5‬‬
‫‪8‬‬
‫َباٌب في ْد ال ي‬
‫َوأَّن الَع َم َلِصالَم ْق‬
‫ِق ُبوِنَل ‪ِ،‬ة ُه َو‬
‫َوْج ُه الّل‬ ‫ما اْب ُت َي‬
‫َتَع اَلىِغَوَواِبَفِهَق الُّسَّنَةِه‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫"ِإَّن َم ا اَأل ْع َم اُل ِبالِّن يِة ‪،‬‬ ‫أن يكون صالًح ا‬
‫اّتفق بعض العلماء أن هذا‬
‫وإَّن َم ا ِال ْم ِرٍئ َم ا َن َو ى‪"...‬‬
‫‪1‬‬ ‫(ُق ۡل َّن َم ۤا َأَن۠ا َب َش ࣱر ِّم ۡثُلُك ۡم‬
‫الحديث ُثلث اإلسالم‬ ‫ُیوَح ٰۤىِإ ِإَل َأَّنَم ۤا ِإَل ٰـُه ُك ۡم ِإَل ٰـࣱه ‪1‬‬ ‫صفتان تجتمعان في العمل الصالح‬
‫ࣱۖد َّی‬
‫َوٰ ⁠ِح َف َم ن َك اَن َیۡرُج و۟ا ِلَق ۤاَء‬
‫الذي يستعّد به المؤمن للقاء ربه‪:‬‬ ‫أن يكون خالًص ا‬
‫َرِّبِه ۦ َف ۡلَی ۡع َم ۡل َع َم ࣰلا َص ٰـِل ࣰحا‬
‫فيه إثبات ألهمية «النية»‪ ،‬فالعمل الشاق‬
‫َو َل ا ُیۡش ِرۡك ِبِع َباَد ِة َرِّبِه ۤۦ َأ َح َۢد ا)‬
‫ال يشفع لصاحبه إذا لم يبتِغ به وجه هللا‬ ‫العمل الصالح منبثق من الوحي‬

‫لم ُيذكر ثواب الهجرة‪ ،‬فحسب‬


‫المرء أن هجرته إلى هللا ورسوله‬

‫"أنا أْغ نى الُّش َركاِء َع ِن‬ ‫‪2‬‬


‫هذا الحديث من أهّم دوافع اإلخالص‬ ‫الِّش ْر ِك ‪َ ،‬م ن َع ِم َل‬ ‫"‪..‬إَّن ُه َل ْم َي ُق ْل َيْو ًم ا‪:‬‬ ‫اإلحسان إلى الناس من أفضل‬
‫َع َم ًل ا أْش َرَك ِف يِه َم ِع َي‬ ‫‪7‬‬ ‫َر ِّب اْغ ِف ْر ِلي َخ ِط يَئ ِتي‬ ‫األعمال في الشريعة‪ ،‬لكّن ه ليس‬
‫كلما كان اإلنسان بالله أعرف‪،‬‬ ‫َغ يِري‪َ ،‬ت َر ْك ُت ُه وِش ْر َك ُه "‬
‫َيوَم الِّد يِن "‬ ‫معتبرا إّل ا إذا ابُت غي به وجه هللا‬
‫كان في عمله أكمل إخالًص ا له‬

‫حرص النبي ﷺ على‬


‫"َو ِإَّن َك َلْن ُتْن ِف َق َنَف َق ًة‬ ‫نقل السنة وتبليغها‬
‫استحضار النية في األعمال‬ ‫‪3‬‬ ‫"ُأَح ِّد ُثُك ْم َح ِد يًث ا‬ ‫يدل هذا الحديث (فيما‬
‫َت ْب َت ِغ ي بها وْج َه ِهللا إّل ا‬
‫المتعلقة بالعادة فيه صعوبة‪ ،‬أما‬ ‫‪8‬‬ ‫َف اْح َف ُظ وُه َف َق اَل ‪ :‬إّن َم ا‬ ‫يتعلق بالسنة) على‪:‬‬
‫ُأِج ْر َت َع َل يَه ا‪ ،‬حّت ى ما‬ ‫الحّث على حفظ السنة‬
‫في األعمال الشاقة التي هي عبادة‬
‫َت ْج َع ُل في ِف ِّي اْم َر َأ ِتَك "‬ ‫الُّد ْن يا ِلَأ ْر َبَع ِة َنَف ٍر‪"...:‬‬
‫محضة فهو أسهل‬ ‫اإلنسان قد يبلغ بنّيته ما يبلغه أصحاب‬ ‫هذا الحث يتضمن عدالة الُم بِّل غ‪،‬‬
‫اإلمكانات في األعمال الصالحة‬ ‫وهم الصحابة ‪-‬رضي هللا عنهم‪-‬‬
‫التفاضل ليس بكثرة األعمال‬
‫فحسب‪ ،‬وإنما في النّيات‬ ‫أهمية العلم بالنسبة للعامل‪،‬‬
‫فهو مما ُيوَّج ُه به العمل ليكون‬
‫صحيحا مقبوال عند هللا‬

‫"َف ِإ َّن الّل َه َح َّرَم َع لى الَّن اِر‬ ‫‪4‬‬


‫مع كل الفضل لكلمة التوحيد؛ إال أنه ينبغي‬ ‫َم ْن َق اَل ‪َ :‬ل ا ِإَل َه إَّلا ُهللا‪"...،‬‬
‫أن ُيصحب القول بــ ‪( :‬اإلخالص‪ ،‬والصدق)‬ ‫"َم ْن َع ِم َل َع َم ًل ا َل يَس‬ ‫من أهم معايير العمل الصالح‪ :‬كونه‬
‫"أْس َع ُد الّن اِس بَش َف اَع تي‬
‫‪9‬‬ ‫َع َل يِه َأ ْم ُر َن ا َف ُه َو َرٌّد"‬ ‫موافًق ا لما كان عليه النبي ﷺ‬
‫‪5‬‬
‫توضح األحاديث أن العمل مهما شُرف‬ ‫َيوَم الِق ياَم ِة َم ْن َق اَل ‪ :‬ال‬
‫في ذاته؛ فإنه ُيرفع وُيحمل بصالح النية‬ ‫إَل َه إّل ا ُهللا‪ ،‬خاِلًص ا ِم ن‬ ‫الشريعة لم تأمر بفعل الخير‬
‫ِق َب ِل َنْف ِس ِه "‬ ‫فقط‪ ،‬وإنما بفعل الخير بحسب‬
‫ينبغي على اإلنسان المؤمن أن ُيدرك‬ ‫الميزان والصراط المستقيم‬
‫أن الشأن كّل الشأن هو على ما في القلب‪،‬‬ ‫"َم ا ِم ْن أَح ٍد َي ْش َه ُد أْن ال‬
‫وما في القلب ينبغي أن يجعله المؤمن‬ ‫إَل َه إّل ا ُهللا وأّن ُم َح َّم ًد ا‬
‫‪6‬‬
‫معياًرا لديه من حيث استقامته‬ ‫َرُس وُل ِهللا‪ِ ،‬ص ْد ًق ا ِم ْن َق ْل ِب ِه ‪،‬‬ ‫"ِإَّن َأ ْق َو اًم ا َخ ْل َف َن ا‬
‫إّل ا َح َّرَم ُه ُهللا َع َل ى الَّن اِر"‬ ‫‪10‬‬ ‫ِباْل َم ِد يَن ِة ‪َ ،‬م ا َس َلْك َن ا‬
‫ِش ْع ًبا َو ال واِد ًيا ِإَّلا َو ُه ْم‬
‫َم َع َن ا‪َ ،‬ح َبَس ُه ْم الُع ْذ ُر"‬ ‫في هذين الحديثين إثبات بأن النية‬
‫الصادقة تبلغ باإلنسان مبلًغ ا علًّيا‬
‫"َم ن َس أَل َهللا الَّش َه اَد َة‬
‫‪11‬‬
‫بِص ْد ٍق ‪َ ،‬ب َّلَغ ُه ُهللا‬
‫َم ناِزَل الُّش َه داِء ‪ ،‬وإْن‬
‫ماَت على ِف راِش ِه "‬

‫‪5‬‬
‫‪9‬‬
‫َباُب َأَه ِّمي اْس ْح َض ا‬
‫اْلَغ اَي ‪ِ ،‬ةَواْل َح َذِت ْن ِر‬
‫الَّش يَف‬ ‫الَغ اَيا ِر ِم‬ ‫ُم َز اَح َم ِة‬
‫الَم َط ا ِتالَّد يَئ ِر ِة‬ ‫ِة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــِة‬
‫ِن‬ ‫ِلِب‬ ‫ِب‬
‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫"َم ْن قاَت َل ِلَتُك وَن َك ِلَم ُة‬
‫‪1‬‬
‫من أهم الغايات عند‬ ‫ِهللا ِه َي الُع ْل يا‪َ ،‬ف ُه َو‬
‫المؤمن‪ :‬إعالء كلمة هللا‬ ‫ِف ي َس بيِل ِهللا"‬

‫إذا كان الجهاد ال ُيكتب فيه األجر‬ ‫"َأ َر َأ يَت َرُج ًل ا َغ َز ا َي ْل َت ِم ُس‬
‫إال بإخالص النية؛ فمن باب أولى‬ ‫اَأل ْج َر والِّذ ْك َر‪ ،‬ما َل ُه ؟‬ ‫‪2‬‬
‫ما دونه في الجهد من األعمال‬ ‫فقاَل َرُس وُل ِهللا ﷺ‪:‬‬
‫«ال َش يَء َل ُه »"‬ ‫ضعف استحضار الغايات‬
‫الشريفة ُيسّه ل على المفسدات‬
‫التسلل إلى دين اإلنسان‬
‫فتفسده دون أن يشعر‬
‫فيهما‪ :‬من الناس من ُيشارك في مثل‬ ‫"َتَك َّف َل الّل ُه ِلَم ْن َج اَه َد‬
‫هذه األعمال وال تكون نّيته خالصة‬ ‫ِف ي َس ِب يِله ال ُيْخ ِرُج ُه‬ ‫‪3‬‬
‫من قاتل ولم يكن بذله في هللا؛‬ ‫ِم ْن َبْي ِتِه إّل ا‪"...‬‬
‫لن يحقق الثواب المذكور‬
‫"َم َث ُل الُم َج اِه ِد ِف ي َس ِب يِل‬
‫‪4‬‬
‫(َو ِم َن ٱلَّن اِس َم ن َیۡش ِری‬
‫فيه أن الجهاد إذا كان في سبيل‬ ‫الّل ِه ‪ -‬وُهللا أْع َل ُم بَم ن‬
‫‪1‬‬ ‫الغاية العالية (ابتغاء وجه هللا)‬
‫َنۡف َس ُه ٱۡبِت َغ ۤاَء َم ۡرَض اِت ٱلَّل ِۚه)‬
‫هللا؛ فإنه من أفضل األعمال التي‬ ‫ُيجاِه ُد في َس بيِلِه ‪َ ،-‬ك َم َث ِل‬ ‫تهّو ن على المؤمن مشّق ة العمل‬
‫ُيتقّرب بها إلى هللا جل جالله‬ ‫الّص اِئِم القاِئِم ‪"...‬‬
‫الغاية التي يصرف اإلنسان‬
‫عملها إليها فيتحقق اإلخالص‬
‫هي ابتغاء مرضاة هللا‬
‫فيه أسلوب المثل‪ ،‬الذي ينبغي على الدعاة أن‬
‫يسلكوه وذلك بالحرص على أمرين‪:‬‬

‫تقريب أمثال الكتاب والسنة‬ ‫"َم ا ِذ ْئ َباِن َج اِئَع اِن ُأْر ِس َل ا‬


‫ِف ي َغ َن ٍم ‪ِ ،‬بَأ ْف َس َد َل َه ا ِم ْن‬ ‫‪5‬‬
‫إنشاء أمثال تناسب زمان‬ ‫ِح ْر ِص الَم ْر ِء َع َل ى الَم اِل‬
‫المخاطبين وأحوالهم‬ ‫والَّش َرِف ِلِد يِنِه "‬
‫(َف ٱَّلِذ یَن َه اَج ُرو۟ا َو ُأۡخِرُج و۟ا‬
‫الشاهد‪ِ﴿ :‬ف ی َس ِب یِلی﴾‪ ،‬أي‪:‬‬
‫صورة ذئبين جائعين تقابل الحرص‬ ‫‪2‬‬ ‫ِم ن ِد َیٰـِرِه ۡم َو ُأوُذ و۟ا ِف ی‬
‫على المال والشرف‪ ،‬بل هي أشد‬ ‫َس ِب یِلی َو َق ٰـَتُل و۟ا َو ُق ِت ُل و۟ا‬ ‫في سبيل طاعة هللا‪،‬‬
‫َل ُأَك ِّف َر َّن َع ۡنُه ۡم َس ِّیَٔـاِتِه ۡم ﴾‬
‫إفسادا لدين المرء منهما على‬ ‫وإقامة دينه‪ ،‬والثبات عليه‬
‫الغنم‪ ،‬وإذ ال يتنبه لها البعض‬

‫األمر راجع إلى (الحرص)‪ ،‬فجمع المال‬


‫وبعض صور الشرف ليست محرمة‬

‫إذا لم يصن المؤمن دينه؛ فقد يتسلل إليه ما‬


‫ُيْف ِس ُد ه‪ ،‬كصورة من جمع الغنم ولم يحرسه‬
‫أمام المؤمن في سيره إلى هللا ثالثة‬
‫أبواب ال بد أن ُيحافظ عليها‪:‬‬

‫باب في إنشاء الطاعة‬

‫باب في الثبات عليها‬

‫باب في حمايتها من الفساد‬

‫ينبغي للمؤمن أن ينتبه لألبواب‬


‫التي يدخل منها الفساُد‬

‫األصل في حرص المرء على الشرف‬


‫أنه مذموم‪ ،‬لكنه قد يكون ممتدًح ا إذا‬
‫كان وسيلة إلقامة الدين‬

‫‪5‬‬
‫‪10‬‬
‫َباٌب في َتَح ُّمل الَف ْر‬
‫َم ْس ؤو َّيَة الَّتْك ي ِد‬
‫تَج اَه َنْفِل ه وَغِلي ِف‬
‫ِس‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــِرِه‬
‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫"اْش َت ُروا أْنُف َس ُك ْم ‪ ،‬ال ُأْغ ِني‬
‫إذا كان صاحب الشفاعة العظمى‬ ‫‪1‬‬
‫لن يغني عن أقربائه من هللا شيًئ ا‪،‬‬ ‫َع ْنُك ْم ِم َن ِهللا شيًئ ا‪"...‬‬
‫فشفاعته هي بإذن هللا‬

‫داللة على أهمية نظر الفرد‬


‫للمسؤولية ُتجاه نفسه‬

‫األبواب الماضية‪ ،‬كانت تمهيدا‬


‫لالنطالقة التي مبتدؤها هذا الباب‬ ‫ُتجاه النفس وغيرها؛ كاألقارب واألبناء‬
‫"ُك ُّلْك ْم َراٍع ‪َ ،‬و ُك ُّلُك ْم‬
‫اإلنسان سيسأل عن ما اؤتمن عليه‬
‫َم ْس ُئ وٌل َع ْن َرِع َّيِتِه ‪"...‬‬
‫‪2‬‬
‫المسؤولية في هذا الكتاب قسمان‪:‬‬ ‫ُتجاه اإلسالم والمسلمين (الباب القادم)‬
‫تعظم المسؤولية وتزداد بقدر التكاليف‬
‫التفصيلية التي ُيكّل ف بها اإلنسان‬
‫ترتيب بابي المسؤولية المراد منه أن‪:‬‬
‫يدخل في المسؤوليات‪ :‬مسؤولية تبليغ‬ ‫العمل لإلسالم مسؤولية للشخص في ذاته‬
‫الدين للناس والدفاع عنه‪ ،‬وهي مسؤولية‬
‫عظيمة‪ ،‬وإذا عُظ مت ينفتح لإلنسان بابان‪:‬‬ ‫المسؤولية العامة لإلسالم ينبغي أّل ا‬
‫تصرفه عن مسؤوليته ُتجاه نفسه‬
‫باب إلى الجنة‬

‫باب إلى النار‬


‫(َف َق ٰـِتۡل ِف ی َس ِب یِل ٱلَّل ِه َل ا‬ ‫تجمع اآلية بابي المسؤولية (العامة‬
‫ُتَك َّلُف ِإَّلا َنۡف َس َۚك )‬
‫‪1‬‬
‫تجاه اإلسالم والمسلمين‪+‬‬
‫الشخصية ُتجاه الواجبات العامة)‬
‫"َغ ْي ُر الَّد ّج اِل أْخ َو ُف ِني‬
‫لعلو البيان النبوي كان الصحابة كأنهم يرون‬
‫عَل ْي ُك م‪ ،‬إْن َي ْخ ُرْج وَأ نا ِف يُك ْم ‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫كان النبي ﷺ يمتثل انطالقا‬
‫ما يتحّد ث عنه ﷺ من أمور الغيب (وهذا من‬ ‫من‪ :‬أّن ه مكّل ف وحده‬
‫فأنا َح ِج يُج ُه ُد وَنُك ْم ‪"...‬‬
‫البركات التي لحقت الصحابة ‪-‬رضي هللا عنهم‪)-‬‬
‫كان ﷺ يسير باعتبارين‪ :‬أنه‬
‫لّم ا رأى النبي ﷺ الفزع الذي عند‬
‫أصحابه خفف عنهم وأحدث لهم توازًن ا‬
‫عبد ُم كّل ف‪ ،‬وأنه نبي ُم َب ّل غ‬

‫مع ِع َظ م فتنة الدجال وتأثيرها إال أن‬


‫الرسول ﷺ قال فيها‪« :‬فامرؤ حجيج نفسه»‬
‫فما دونها من الشبهات والشهوات أولى‬
‫بأن يكون المرء فيها حجيج نفسه‬
‫(َو ُك ُّل ُه ۡم َء اِتیِه َیۡو َم‬
‫ٱۡلِق َی ٰـَم ِة َف ۡرًد ا)‬
‫‪2‬‬ ‫تؤكد اآليتان أهميَة االعتناء‬
‫بمسؤولية المرء تجاه نفسه‪،‬‬
‫"َم ا ِم ْنُك ْم ِم ن َأ َح ٍد ِإَّلا‬
‫(َو ٱَّتُق و۟ا َیۡوࣰم ا َّلا َت ۡجِزی‬
‫فالوحدة من أشق األمور على‬
‫داللة على ضرورة اتقاء ذاك الموقف الذي يقف‬ ‫‪4‬‬
‫َس ُي َك ِّل ُم ُه َرُّبُه ‪ ،‬ليَس بْي َن ُه‬ ‫ࣰٔـ‬
‫َنۡف ٌس َع ن َّنۡف ࣲس َش ۡی ا﴾‬
‫فيه الواحد منا ال يرى إال النار تلقاء وجهه‬ ‫‪3‬‬ ‫النفس‪ ،‬ال سّيما يوَم القيامة‬
‫وبْي َن ُه ُتْر ُج ماٌن ‪"...‬‬
‫فيه أهمية تحّم ل اإلنسان‬
‫المسؤولية تجاه نفسه‬

‫‪5‬‬
‫‪11‬‬
‫فيه فضل «األمر بالمعروف والنهي عن‬ ‫"َم َث ُل الَق اِئِم َع لى ُح ُد وِد ِهللا‬
‫َو الَو اِق ِع فيها‪َ :‬ك َم َث ِل َق ْو ٍم‬
‫‪1‬‬
‫المنكر»‪ ،‬وأهمية عدم ترك المجتمع‬
‫يسير إلى الفساد واإلعراض عن الدين‬ ‫اْس َت َه ُم وا َع لى َس ِف يَن ٍة ‪"...،‬‬ ‫َباٌب ي اْل َم ْس ؤو َّي‬
‫الَع اَّمِف ُتَج اَه اْل ْس ِلَلاِة‬
‫تعددت وجوه بيان فضل «األمر بالمعروف والنهي‬ ‫يِإَن ِم‬ ‫َوالُم ْس‬ ‫ِة‬
‫عن المنكر»‪ ،‬دل ذلك على عظمه في الدين‬ ‫ِلِم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫«األمر بالمعروف والنهي عن المنكر» ُيتطّل ب ألمرين‪:‬‬ ‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬

‫لنجاة اإلنسان بنفسه من عذاب‬


‫هللا تعالى‪َ﴿ ،‬ف َل َّم ا َن ُس و۟ا َم ا ُذ ِّك ُرو۟ا ِبِه ۤۦ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫هذا الباب من صميم العقيدة‪ ،‬فهو داخل‬
‫َأ نَج ۡی َن ا ٱَّلِذ یَن َیۡنَه ۡو َن َع ِن ٱلُّس ۤو ِء ﴾‬ ‫في «الوالء والبراء»‪ ،‬وكثير مّم ن يزّه د فيه‬
‫يحصره في الشّق الثاني وهو‪« :‬البراء»‪،‬‬
‫لنجاة المجتمع ككّل من عذاب هللا‬
‫ناسًيا «الوالء للمؤمنين» الذي تدخل فيه‬
‫نصرُة المؤمنين‪ ،‬ومواالتهم‪.‬‬
‫"َم ْن َر َأ ى ِم ْنُك ْم ُم ْنَك ًرا‬ ‫من التلبيس‪ :‬تهميُش هذا الباب‪،‬‬
‫حث على تغيير المنكر‪ ،‬وهذا من أوجه أهمية هذا األمر‬ ‫َف ْل ُي َغ ِّيْر ُه بَيِد ِه ‪ ،‬فإْن َل ْم‬
‫‪2‬‬
‫ورمي الداعين إليه بألفاظ من نحو‪:‬‬
‫يتكّل م ﷺ عن تعامل المؤمن مع المنكر‪،‬‬ ‫َيْس َت ِط ْع َف ِب ِلَس اِنِه ‪ ،‬فإْن َل ْم‬
‫«الحركية»‪ ،‬و«السياسة»‬
‫َيْس َت ِط ْع َف ِب َق ْل ِب ِه ‪َ ،‬و َذ لَك‬
‫وهذا فتح لباب فقه «األمر والنهي»‬
‫أْض َع ُف اٍإل يَم اِن "‬ ‫من اإلشكاالت المترتبة على تهميش‬
‫طريقان الكتساب فقه «األمر والنهي»‪:‬‬ ‫هذا الباب‪ :‬أن يكون بعض الناس‬
‫صحيح العقيدة من الناحية النظرية‪،‬‬
‫طريق مباشر‬ ‫طريق عام شمولي‬ ‫لكنه منتكس من جهة «الوالء»‪،‬‬
‫وله بابان‪:‬‬ ‫(غير مباشر)‬ ‫وبعض الناس ُيعّظ م من شأن‬
‫‪ .1‬تتبع شروح األحاديث‬ ‫المعتني بقضايا المسلمين وإن كانت‬
‫المتعلقة بـ«األمر بالمعروف‬
‫والنهي عن المنكر»‬ ‫وأهّم ه‪ :‬التفّق ه بهدي األنبياء‬ ‫عقيدته ليست صحيحة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫والمرسلين في الدعوة‬
‫‪ .2‬في الكتب المتخصصة وأبواب‬
‫الكتب المفردة في الموضوع‬

‫(َو َم ا َلُك ۡم َل ا ُتَق ٰـِت ُل وَن ِف ی‬ ‫إحدى الغايات التي ينبغي أن ينظر إليها‬
‫َس ِب یِل ٱلَّل ِه َو ٱۡلُم ۡس َت ۡض َع ِف یَن‬
‫"‪...‬وإِّن ي سمعُت َرُس وَل‬ ‫‪1‬‬
‫‪3‬‬ ‫المؤمن أثناء عمله‪ :‬النظر‬
‫ِهللا ﷺ َي ُق وُل ‪ِ« :‬إّن الَّن اَس‬
‫خطورة ترك الفساد والمنكر والظلم بال‬
‫نكير‪ ،‬فهو من أسباب العقاب العام‬
‫ِإَذ ا َر َأ وا الَّظ اِلَم َف َل ْم َي ْأ ُخ ُذ وا‬ ‫ِم َن ٱلِّرَج اِل َو ٱلِّن َس ۤاِء َو ٱۡلِو ۡلَدٰ ⁠ِن‬ ‫للمستضعفين‪ ،‬فمن اهتم ألمرهم‬
‫«الظلم» من أولى ما يدخل تحت اسم «المنكر»‪ ،‬فال‬ ‫َع لى يَد يِه َأ وَش َك أن‬ ‫ٱَّلِذ یَن َیُق وُلوَن َرَّبَنۤا َأ ۡخِرۡجَن ا ِم ۡن‬ ‫فهو مهتم بما حّض هللا ‪-‬تعالى‪ -‬عليه‬
‫ينحصر المنكر في االنحالل األخالقي والفسق والبدع‬ ‫َيُع َّم ُه ُم ُهللا بعقاِبِه "‬ ‫َه ٰـِذ ِه ٱۡلَق ۡرَیِة ٱلَّظ اِلِم َأ ۡه ُل َه ا)‬ ‫في كتابه (واآلية تؤسس هذا المعنى)‬
‫إذا كان هناك نص يحصل بسبب فهمه‬ ‫(والمستضعفين)‪ :‬وفي سبيل‬
‫َل ْب ٌس في قضية دينّية؛ ينبغي أن ٌيفّك هذا‬
‫المستضعفين‪ ،‬أو وعن المستضعفين‬
‫االلتباس (كما فعل أبو بكر ‪-‬رضي هللا عنه‪)-‬‬
‫غايات العمل الواحد متفاوتة‪ ،‬ومن‬
‫غايات الجهاد‪ :‬استنقاذ‬
‫مما يؤّرق الصالحين ويجعل جنوبهم تتجافى عن‬ ‫"اْس َت ْي َق َظ النبُّي ﷺ ِم َن‬
‫‪4‬‬ ‫المستضعفين‪ ،‬وهو أعظم أجًرا من‬
‫المضاجع‪ :‬كثرة الخبث‪ ،‬وليس في الحديث نفي عن‬ ‫الَّن وِم ُم ْح َم ًّرا َو ْج ُه ُه ؛ َي ُق وُل ‪:‬‬
‫الجهاد الذي هو الطمع في الكَّف ار‬
‫دفع الصالحين للهالك إذا ُو جدوا‪ ،‬لكنه نفى أن يكون‬ ‫«َل ا ِإَل َه إَّلا ُهللا‪َ ،‬و ْي ٌل ِلْل َع َر ِب‬
‫وجود الصالحين دفًع ا للهالك في جميع األحوال‪،‬‬ ‫ِم ْن َش ٍّر َق ِد اْق َت َر َب ‪"...‬‬

‫(َو ٱ َت نَص ُروُك ِف ی ٱلِّد ی‬


‫َف َعِإِنَل ُكۡسُم ٱلَّن ۡص ُر َّلۡما َع َل َق ِن ‪2‬‬
‫فإذا كان من سمة الحال والواقع أن الخبث قد كثر؛‬
‫فهنا يخشى اإلنساُن العذاب العاّم‬ ‫فيها حديث عّم ن آمن ولم ُيهاجر إلى النبي‬
‫ٰى ۡوِۭم‬ ‫ۡی‬
‫َب ۡی َنُك ۡم َو َب ۡی َن ُه م ِّم یَث ٰـࣱۗق ﴾‬
‫ِإ‬ ‫ﷺ‪ ،‬ومع ذلك لم يسقط عنهم عقد‬
‫العذاب العام ليس بالضرورة أن يكون «صيحة»‬
‫أو «خسًف ا»‪ ،‬فقد يكون بتسليط األعداء‬ ‫الوالية‪ ،‬وال عن المؤمنين واجب النصرة‬
‫لهم مع تقصيرهم‪ ،‬لكنه يكون بدرجة أدنى‬
‫ألجل ما أخل به المؤمنون الذين لم‬
‫مسؤولية الفرد في العمل لإلسالم‪ ،‬والتعاطف‬ ‫"َم َث ُل اْل ُم ْؤ ِم ِنيَن ِف ي‬ ‫يهاجروا‪ ،‬حصل استثناء في نصرتهم‬
‫َت واِّد ِه ْم ‪ ،‬وَت راُح ِم ِه ْم ‪،‬‬ ‫‪5‬‬
‫مع قضاياه‪ ،‬وموجب التعاطف‪ :‬األخّو ة اإليمانية‬ ‫إن طلبوها‪ ،‬إال على قوم بينهم وبين‬
‫وَت عاُط ِف ِه ْم َم َث ُل الَج َس ِد‬
‫التعاطف مع قضايا األمة ليس اختراًع ا حزبًيا‪،‬‬ ‫إذا اْش َتَك ى ِم ْن ُه ُع ْض ٌو‬ ‫المهاجرين واألنصار ميثاق‬
‫وإنما هدي نبوي مّت صل بالعقيدة‪ ،‬ويستحق‬ ‫َت َد اَع ى َل ُه َس اِئُر الَج َس ِد‬
‫اإلخالل به معالجًة كما غيره من أبواب العقيدة‬ ‫بالَّس َه ِر والُح َّم ى"‬ ‫(َك اُن و۟ا َل ا َیَتَن اَه ۡو َن‬
‫َع ن ُّم نَك ࣲر َف َع ُل وُۚه )‬
‫المحافظة على مبدأ «األخّو ة والوالء للمؤمنين»‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫ذكر «األمر بالمعروف والنهي عن‬
‫وعدم االستسالم للحروب التي تشّو ه هذه المفاهيم‬
‫(ُك نُت ۡم َخ ۡی َر ُأَّم ٍة ُأۡخِرَج ۡت‬
‫المنكر» كسمة من سمات األمة؛‬
‫ِللَّن اِس َت ۡأُم ُروَن ِبٱۡلَم ۡع ُروِف‬
‫‪4‬‬ ‫هذا يجعله في مرتبة شريفة‬
‫َو َت ۡنَه ۡو َن َع ِن ٱۡلُم نَك ِر)‬

‫‪5‬‬
‫‪12‬‬
‫َباٌب ي َم ْر َك َّي اّتَبا‬
‫َه ْد ي اِفْل َأْن َيا ‪ِ،‬ز َوِةَأَه ِّميِع‬
‫ْل ُم ْص ِب ِءي َباَد ِتِه‬
‫ِل َوَدْع ِلَوِح ِفَوَص ِعْب ِتِه‬
‫ِرِه‬ ‫ِتِه‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫االعتناء بما جاء عن األنبياء ‪-‬عليهم السالم‪-‬‬
‫من أهم ما ينبغي أن يعتني به المصلحون‬
‫"َك َأ ِّن ي أْنُظ ُر إَل ى النبِّي ﷺ‬
‫فيه أّن ه ﷺ كان يستحضر هدي األنبياء‬ ‫‪1‬‬
‫َيْح ِك ي َن ِب ًّيا ِم َن األْن ِب ياِء ‪...‬‬
‫في حياته التفصيلية‪ ،‬ثم يتصّبر بذلك‬
‫الَّل ُه َّم اْغ ِف ْر ِلَق ْو ِم ي؛‬
‫فإّن ُه ْم ال َيْع َل ُم وَن "‬
‫ࣰّل‬
‫(َو ُك ا َّنُق ُّص ُنَثَع َل ۡی َك ِم ۡن ۢنَبَۚكۤاِء ‪1‬‬ ‫النبّي ﷺ رسول كما كانت الرسل من‬
‫َم ن يرْد أن يسير على هدي النبي‬ ‫َأ‬
‫ٱلُّرُس ِل َم ا ِّبُت ِبِه ۦ ُف َؤ اَد‬
‫ﷺ‪ ،‬في نصرة الدين‪ ،‬فعليه أن‬
‫قبله‪ ،‬أصيب بما ُأصيبوا به‪ ،‬ففي اقتدائه‬
‫َو َج ۤاَء َك ِف ی َه ٰـِذ ِه ٱۡلَح ُّق‬
‫يتصّبر باستحضاره الدائم لهدي‬
‫بهم ومعرفة أخبارهم ما ُيثّبت فؤاده‬
‫َو َم ۡو ِع َظ ࣱة َو ِذ ۡك َر ٰى ِلۡلُم ۡؤ ِم ِنیَن )‬
‫األنبياء‪ .‬استحضارا تطبيقيا ال‬
‫نظريا في أوقات الشدائد‬
‫الخطاب في اآلية ليس خاًص ا بالنبي ﷺ‬
‫وإنما من يسير على طريقه في الدعوة‪،‬‬
‫فإنه يناله من أعداء الحق ما ينال األنبياء‬
‫ميدان آخر استحضر به ﷺ وقت الشدة‬
‫"‪َ...‬يْر َح ُم َهللا ُم وسى‪ ،‬قْد‬
‫ُأوِذ َي بَأ ْك َث َر ِم ن هذا َف َص َبَر"‬
‫‪2‬‬
‫(َف ٱۡص ِبۡر َك َم ا َص َبَر ُأ۟و ُلو۟ا‬
‫ما كان عليه إخوانه من األنبياء قبله‬
‫بّين هللا سبحانه لرسوله ﷺ أن الصبر‬
‫ٱۡلَع ۡزِم ِم َن ٱلُّرُس ِل َو َل ا‬
‫‪2‬‬
‫ُأوذي ﷺ إذ اُّتِه م بأمانته‪ ،‬وهذا‬ ‫المطلوب منه ليس بدايًة في سنة هللا‬
‫َت ۡس َت ۡع ِج ل َّلُه ۚۡم َك َأ َّن ُه ۡم َیۡو َم‬ ‫تعالى بالنسبة للمرسلين واألنبياء‬
‫َیَر ۡو َن َم ا ُیوَع ُد وَن َل ۡم َیۡلَب ُث ۤو ۟ا ِإَّلا‬
‫قد يكون من أشد االبتالءات‪،‬‬
‫ࣱۚغ‬
‫َس اَع ࣰة ِّم ن َّن َه اِۭۚر َب َل ٰـ َف َه ۡل‬
‫ألن التشكيك باألمانة من أكثر‬
‫ما يؤلم ذوي األمانة‪ ،‬وتصّبر ﷺ‬ ‫فيها خطاب وإيناس لَم ن سار على‬
‫بتذكر أخيه موسى كما ورد‬ ‫ُیۡه َلُك ِإَّلا ٱۡلَق ۡو ُم ٱۡلَف ٰـِس ُق وَن )‬ ‫طريقه ﷺ بأن يصبر كما صبر أولو العزم‬

‫(ُق ۡل َه ٰـِذ ِه ۦ َس ِب یِل َأ ۡدُع ۤو ۟ا‬


‫ۤی‬ ‫آية مهمة جًد ا في تتبع هدي األنبياء‬
‫َأ "َح ُّب الِّص َياِم إَل ى‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ِإَل ى ٱلَّل ِۚه َع َل َبِص یَرٍة َأ َن۠ا‬ ‫والمرسلين؛ ألن فيها ذكًرا التباع النبي ﷺ‬
‫الّل ِه ِص َياُم َد اوَد ‪"...‬‬ ‫ٰى‬
‫فيه أهمية هدي األنبياء في عبادتهم‪،‬‬ ‫َو َم ِن ٱَّتَبَع ِن ۖی َو ُس ۡب َح ٰـَن ٱلَّل ِه‬
‫ودعوته ﷺ الّتباعهم بذلك‬
‫َو َم ۤا َأ َن۠ا ِم َن ٱۡلُم ۡش ِرِك یَن )‬ ‫«الدعوة إلى هللا» هي المعلم‬
‫األساسي في السبيل الذي سار عليه‬
‫لو صام إنسان كل األيام باستثناء األعياد؛‬ ‫النبي ﷺ‪ ،‬والصفة الممّيزة للداعي في‬
‫فإنه يلقى هللا بصيام أكثر‪ ،‬وتعب أكثر‪،‬‬ ‫هذا السبيل‪ :‬أّن ه على بصيرة‬
‫وأجر أقل ممن يصوم صيام داود‬ ‫البصيرة‪ :‬الحّج ة والوضوح واليقين‬
‫الشأن ليس في التعب والكثرة‪،‬‬
‫ومما ُيخاِط ب هللا به أنبياءه‪ :‬ما ُيثّبت‬
‫وإنما في موافقة األحب إلى هللا‪،‬‬ ‫يقينهم ويقّو ي إيمانهم‪ ،‬ألنه ال‬
‫والذي ُيعلم عن طريق أنبيائه‬ ‫يستطيع المصلُح الصبر على‬
‫المصاب إذا لم يكن موقًن ا‪ ،‬على بّينة‬
‫في زمن النبي ﷺ كان التخّو ف من الزيادة‬ ‫من أمره‪ .‬من ذلك‪ :‬اآليات‪[ :‬األنعام‪:‬‬
‫من التعبد‪ ،‬وليس من القّل ة‪ ،‬وهذا يبين‬ ‫‪[ ،]75‬طه‪[ ،]23 :‬النجم‪]18 :‬‬
‫المقدار اإليماني الكبير الذي كان يتلقاه‬
‫الصحابة‪ ،‬منهم‪ :‬عبد هللا بن عمرو بن‬ ‫(ُأ َل ٰۤـ َك ٱَّلِذ یَن َه َد ى ٱلَّل ُۖه‬
‫العاص‪ .‬وفي الحديث وجهه ﷺ يريد منه‬ ‫۟و ِٕى‬
‫َف ِب ُه َد ٰى ُه ُم ٱۡقَت ِد ۗۡه ُق ل َّلۤا‬
‫‪4‬‬ ‫آية عظيمة جًد ا في بيان أهمية هدي‬
‫األنبياء‪ ،‬فقد ُأِم ر ﷺ باالقتداء بهديهم‬
‫َأ ۡس َٔـُلُك ۡم َع َل ۡی ِه َأ ۡجًر ۖا ِإۡن ُه َو ِإَّلا‬
‫أن يتعّبد َهللا بعبادة يسير عليها بعد‬

‫ِذ ۡك َر ٰى ِلۡلَع ٰـَل ِم یَن )‬


‫عقود كما يسير عليها اليوم‬
‫فيها داللة على أّن األنبياء ‪-‬وهم من هم‪-‬‬
‫من عظمة الدين وكماله أن‬ ‫إنما هداهم هللا‪ ،‬وهذا ُيبّين قيمة الهداية‬
‫النبي ﷺ كان يوجه أصحابه‬
‫لالستقامة من بداية الطريق‬ ‫آية مركزية في أهمية معرفة هدي األنبياء؛‬
‫ألن االقتداء يكون بعد معرفة هديهم‬
‫وّج ه النبُي ﷺ عبَد هللا باعتبار هدي داود‬
‫معيارا وأنموذجا‪ .‬من وسائل تعزيز هذه‬
‫القيمة‪ :‬العناية بالكتاب والسنة‬ ‫(ُق ۡل ِإَّنِنی َتَه َد ٰى ِنی َرِّبۤی ِإَل ٰى ‪5‬‬ ‫كان ﷺ يستحضر األنبياء في دعوته‪ ،‬وهذا‬
‫ِص َرٰ ⁠ࣲط ُّم ۡس ِق یࣲم ِد یࣰنا ِق َی ࣰم ا‬
‫ِّم َّلَة ِإۡبَرٰ ⁠ِه یَم َح ِنیࣰف ۚا َو َم ا َك اَن‬ ‫من أعظم ما ُيبّين قيمة استحضار هدي‬
‫األنبياء‪ ،‬وَم ن بعده ﷺ أولى باالستحضار‪.‬‬
‫ِم َن ٱۡلُم ۡش ِرِك یَن )‬ ‫كما ُأمر بأن يبين أنه على ملته‬

‫‪5‬‬
‫‪13‬‬
‫ا ْص َلا‬ ‫َباُب َف ْض‬
‫تعالى‪،‬‬
‫ِهللا ِح‬ ‫ى ِإل‬‫والَّدْع َو إَل ِل‬
‫َوأَه َّي ِةاْل َأْم الَم ْع ُرو‬
‫َوالَّنِة ي َع ِر ِب الُم ْنَك ِف‬
‫ِم‬
‫ِر‬ ‫ِن‬ ‫ِه‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الشعور بالمسؤولية‬ ‫هذا الباب له ارتباط بباب‬
‫«تحمل الفرد مسؤولية‬
‫الرغبة بالعمل من خالل ذكر فضائله‪،‬‬ ‫التكليف تجاه نفسه وغيره»‬
‫أو ترهيب من خالل التحذير من تركه‬ ‫ألّن الذي يحرم النفس أمران‪:‬‬
‫(َو َم ۡن َأ ۡحَس ُن َق ۡو ࣰلا‬
‫ِّم َّم ن َد َع ۤا ِإَل ى ٱلَّل ِه‬
‫معرفة فضائل اإلصالح‬ ‫‪1‬‬ ‫الدعوة إلى هللا من مقامات‬
‫القدوة واإلمامة في الدين‬
‫َو َع ِم َل َص ٰـِل ࣰحا َو َق اَل‬
‫والدعوة من جملة المثّبتات‬
‫ِإَّن ِنی ِم َن ٱۡلُم ۡس ِلِم یَن )‬ ‫الدعوة إلى هللا ال تختص بدعوة غير‬
‫المسلمين‪ ،‬وإّن ما فيها‪ :‬الحّث على‬
‫الخير‪ ،‬الّز جر عن الّش ر‪ ...‬إلخ‬

‫﴿َو َق اَل ِإَّن ِنی ِم َن ٱۡلُم ۡس ِلِم یَن ﴾ من صور‬


‫االعتزاز‪ ،‬والتي قد يكون اإلنسان فيها‬
‫قدوة بعمله‪ ،‬فهذه اآلية تبّين طرفي‬
‫االقتداء‪ :‬القولي والفعلي‬

‫"َم ْن َد َع ا إَل ى ُه ًد ى‪،‬‬ ‫ۡنُه َأ ࣰة‬


‫(َو َج َع ا ِم ۡم ِٕى َّم‬ ‫ۡلَن‬
‫َیۡه ُد وَن ِبَأۡم ِرَن ا َل َّم ا َص َبُروۖ۟ا ‪2‬‬
‫فيها بيان للطريق الموصل لإلمامة في‬
‫يفتحان للمسلم ُأُف ًق ا في كونه قدوة‬ ‫كاَن له ِم َن األْج ِر ِم ْث ُل‬ ‫‪1‬‬ ‫الدين‪ ،‬وهو‪ :‬الصبر واليقين (السعدي)‬
‫في الدين‪ ،‬ولو لم يكن واسع العلم‬ ‫ُأُج وِر َم ن َت ِب َع ُه ‪"...‬‬ ‫َو َك اُن و۟ا ِبَٔـاَیٰـِت َن ا ُیوِق ُن وَن )‬
‫بيان لدور األئمة‪ :‬هداية الخلق‪،‬‬
‫حث عظيم للدعوة إلى الخير؛‬ ‫"َم ْن َس َّن في اإلْس الِم‬ ‫والمرجعية التي يرجعون إليها‪ِ﴿ :‬بَأ ۡم ِرَن ا﴾‬
‫وتبيين ِع ظم األجر‬ ‫ُس َّنًة َح َس َنًة ‪َ ،‬ف َل ُه َأ ْج ُرَه ا‬ ‫‪2‬‬
‫َو َأ ْج ُر َم ْن َع ِم َل ِبَه ا َبْع َد ُه ‪"...‬‬
‫(َو ٱۡجَع ۡلَن ا ِلۡلُم َّت ِق یَن ِإَم اًم ا) ‪3‬‬ ‫الدعاء ببلوغ شيء‪ ،‬دعاء بما ال يتم‬
‫إال به‪ ،‬وسبق أنها ‪-‬درجة اإلمامة‪ -‬ال‬
‫"إّن َهللا ال َي ْق ِب ُض الِع ْل َم‬ ‫تتم إال بالصبر واليقين (السعدي)‬
‫قيمة العلماء من جهة كونهم صماَم‬
‫اْن ِتزاًع ا َي ْنَت ِزُع ُه ِم َن الِع باِد ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫أماٍن لُأل ّم ة‪ .‬ينبغي لصاحب هذه المنزلة‬
‫وَل ِك ْن َي ْق ِب ُض الِع ْل َم‬
‫أن يخاف أن يكون من‪َ :‬ف َض ُّل وا وَأ َض ُّل وا‬
‫بَق ْب ِض الُع َل ماِء ‪"...‬‬ ‫‪4‬‬ ‫(َو َل ٰـِك ن ُك وُن و۟ا َر َّبٰـِن ِّیۧـَن )‬
‫الناس من شأنهم اّتخاذ رؤوس‬ ‫كونوا سادة الناس‪ ،‬وقادتهم في أمر‬
‫(ُك نُت ۡم َخ ۡی َر ُأَّم ٍة ُأۡخِرَج ۡت‬
‫ِللَّن اِس َت ۡأُم ُروَن ِبٱۡلَم ۡع ُروِف‬
‫في الدين‪ ،‬سواء أكانوا رؤوسا‬ ‫‪5‬‬ ‫دينهم ودنياهم‪ ،‬رَّبانِّيين بتعليمكم‬
‫من أهل العلم أو الجهل‬ ‫إياهم كتاب هللا (الطبري)‬
‫َو َت ۡنَه ۡو َن َع ِن ٱۡلُم نَك ِر‬
‫َو ُتۡؤ ِم ُن وَن ِبٱلَّل ِۗه َو َل ۡو َء اَم َن‬
‫بيان لفتنة قد تحصل على األمة‬ ‫أّو ل صفة ذكرت تابعة لخيرية األّم ة‪:‬‬
‫َأ ۡهُل ٱۡلِك َت ٰـِب َلَك اَن َخ ۡیࣰرا‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وهي‪ :‬غياب العلم‪،‬‬ ‫األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‬
‫َّلُه ۚم ِّم ۡنُه ُم ٱۡلُم ۡؤ ِم ُن وَن‬
‫الذي ال يكون بنزع المعلومات‪،‬‬
‫َو َأ ۡك َث ُرُه ُم ٱۡلَف ٰـِس ُق وَن )‬
‫وإنما بقبض حملته‬
‫العالم ُيفتح له من باب‬
‫األجور أّن ه هاٍد ومهتٍد‬ ‫ۡأ‬
‫(َیٰـُب َن َّی َأ ِق ِم ٱلَّص َل ٰو َة َو ُم ۡر‬
‫الرؤوس الُج َّه ال ضالون‬ ‫ِبٱۡلَم ۡع ُروِف َو ٱۡنَه َع ِن ٱۡلُم نَك ِر ‪6‬‬
‫بأنفسهم‪ ،‬ولغيرهم‬ ‫َو ٱۡص ِبۡر َع َل ٰى َم ۤا َأ َص اَب َۖك ِإَّن‬
‫َذٰ ⁠ِلَك ِم ۡن َع ۡزِم ٱۡلُأُم وِر)‬

‫"َل ُأْع ِط َي َّن َه ِذ ه الّراَي َة َرُج ًل ا‬ ‫(َف َل َّم ا َن ُس و۟ا َم ا ُذ ِّك ُرو۟ا ِبِه ۤۦ‬
‫نَج ۡی َن ا ٱَّلِذ یَن َیۡنَه ۡو َن َع ِن‬
‫الدعوة إلى هللا تعالى تجارة‬ ‫َي ْف َت ُح الّل ُه على َيَد ْيِه ‪ُ ،‬يِح ُّب‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫َأ‬
‫رابحة‪ ،‬وحسنات جارية‬ ‫َهللا وَرسوَل ُه ‪ ،‬وُيِح ُّبُه ُهللا‬ ‫ٱلُّس ۤو ِء َو َأ َخ ۡذَن ا ٱَّلِذ یَن‬
‫وَرسوُلُه ‪"...‬‬ ‫َظ َل ُم و۟ا ِبَع َذ اِۭب َب ِٔـیِۭس ِبَم ا‬
‫َك اُن و۟ا َیۡف ُس ُق وَن )‬ ‫األمر بالمعروف والنهي عن‬
‫(َف َل ۡو َل ا َك اَن ِم َن ٱۡلُق ُروِن ِم ن‬
‫المنكر‪ :‬سبب للنجاة من العذاب‬
‫َق ۡب ِل ُك ۡم ۟و ُلو۟ا َبِق َّیࣲة َیۡنَه ۡو َن َع ِن‬
‫‪8‬‬ ‫ُأ‬
‫ٱۡلَف َس اِد ِف ی ٱۡلَأ ۡرِض ِإَّلا َق ِلیࣰلا‬
‫َّت‬ ‫ۗۡم‬
‫ِّم َّم ۡن نَج ۡی ا ِم ۡنُه َو ٱ َبَع‬
‫َن‬ ‫َأ‬
‫ٱَّلِذ یَن َظ َل ُم و۟ا َم ۤا ُأۡتِرُف و۟ا ِف یِه‬
‫َو َك اُن و۟ا ُم ۡجِرِم یَن )‬

‫‪5‬‬
‫‪14‬‬
‫َباٌب ي َف ا‬
‫الُم ْص ِف يِصَن َوَمِتا‬
‫َينَب ي َأْنِلِحَيُك وَن َع َلي‬ ‫(َیٰۤـَأ ُّیَه ا ٱَّلِذ یَن َء اَم ُن و۟ا‬
‫الَعِغ ا ُلوَن ْل ْس َلا ِه‬ ‫َم ن َیۡرَتَّد ِم نُك ۡم َع ن ِد یِنِه ۦ ‪1‬‬ ‫الشأن في تطّل ب الصفات المذكورة التي‬
‫َف َس ۡو َف َیۡأِتی ٱلَّل ُه ِبَق ۡو ࣲم‬
‫ِم‬ ‫ِل ِإ‬ ‫ِم‬ ‫إن اسُت قيم عليها جاء من هللا المدد‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ُیِح ُّبُه ۡم َو ُیِح ُّبوَن ُه ۤۥ َأ ِذ َّلٍة‬
‫َع َل ى ٱۡلُم ۡؤ ِم ِنیَن َأ ِع َّز ٍة‬
‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬ ‫إعداد المصلح ال يكون بمجّرد‬
‫اإلعداد الظاهري‪ ،‬فأّو ل الصفات‬
‫َع َل ى ٱۡلَك ٰـِف ِریَن ُیَج ٰـِه ُد وَن‬ ‫(المحبة لله) هي عمل باطني‬
‫ِف ی َس ِب یِل ٱلَّل ِه َو َل ا‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫َیَخ اُف وَن َل ۡو َم َة َل ۤإِى ࣲۚم )‬ ‫موجب هذا الّت نوع (بين اللين والشدة)‪:‬‬
‫يأتي هذا الباب بعد الحديث‬ ‫اعتبار محّبة هللا كمنظار وحَك م‬
‫في الباب السابق عن‬ ‫قدموا محّبة هللا فهانت أنفسهم‪،‬‬
‫فضل الدعوة إلى هللا‬ ‫فتحقق‪« :‬الجهاد في سبيل»‪،‬‬
‫و«عدم خوفهم في هللا لومة الئم»‬
‫إذا كانت (محّبة العبد لّٰله) تعزله عن‬
‫العمل لدين هللا فهذا مقياس على‬
‫وجود إشكال في هذه المحّبة‬

‫(ُّم َح َّم ࣱد َّرُس وُل ٱلَّلِۚه‬


‫َو ٱَّلِذ یَن َم َع ُه ۤۥ َأ ِش َّد ۤاُء‬
‫‪2‬‬ ‫«الّص الة» من أعظم شعارات‬
‫َع َل ى ٱۡلُك َّف اِر ُرَح َم ۤاُء َب ۡی َن ُه ۖۡم‬ ‫المحّبين‪ ،‬فكأن الّش عور الذي‬
‫يخرج من القلب في محبة هللا؛‬
‫َت َر ٰى ُه ۡم ُر َّك ࣰع ا ُس َّج ࣰدا‬
‫َیۡب َتُغ وَن َف ۡض ࣰلا ِّم َن ٱلَّل ِه‬
‫ال يحتويه – عملًيا – إّل ا السجود‬
‫صفة ُترّش ح وترّج ح بعض المصلحين‬ ‫"‪َ...‬ل َأ ْبَع َث َّن معُك ْم َرُج ًل ا‬
‫َو ِرۡض َوٰ ⁠ࣰنۖا ِس یَم اُه ۡم ِف ی‬
‫‪1‬‬
‫على غيرهم‪ ،‬وهي «األمانة»‬ ‫أِم يًن ا َح َّق أِم يٍن ‪" ...‬‬ ‫﴿َت َر ٰى ُه ۡم ُر َّك ࣰع ا ُس َّج ࣰدا﴾ ال ينحصر‬
‫ُو ُج وِه ِه م ِّم ۡن َأَثِر‬ ‫بالفرائض‪ ،‬فهم حيثما أردت أن‬
‫كان ﷺ ُيكّل ف بناء على ما يالحظه من‬ ‫ٱلُّس ُج وِۚد)‬ ‫تراهم ركًع ا سجًد ا رأيَت هم‬
‫صفات أصحابه‪ ،‬وهذا ركن أساسي‬
‫‪3‬‬ ‫(ِإَّن َخ ۡی َر َم ِن ٱۡس َت ۡٔـَج ۡرَت‬ ‫من أهم صفات المصلحين «الُق َّو ة»‪،‬‬
‫من المبشرات أنه سيبقى في‬ ‫"ال َتَز اُل طاِئَف ٌة ِم ن ُأَّم ِتي‬ ‫ٱۡلَق ِو ُّی ٱۡلَأ ِم یُن )‬ ‫وأهم ما يدخل فيها‪ :‬الُق َّو ة المعنوية‬
‫َق اِئَم ًة بَأ ْم ِر ِهللا‪ ،‬ال َي ُض ُّرُه ْم‬ ‫‪2‬‬ ‫أّو ًل ا‪ ،‬ثم الُق َّو ة المادية بما يناسب الحال‬ ‫• القوة في العمل‬
‫األمة من يقوم بأمر هللا‬
‫َم ن َخ َذ َل ُه ْم ‪ ،‬أْو خاَلَف ُه ْم ‪"...‬‬ ‫• القوة البدنية‪ ،‬كقوله تعالى عن‬
‫البشرى في الحديث ال تعني عدم وجود‬ ‫تأتي صفة الُق َّو ة في الوحي‬
‫طالوت‪ِ﴿ :‬إَّن ٱلَّل َه ٱۡص َط َف ٰى ُه َع َل ۡی ُك ۡم‬
‫َو َز اَد ُه ۥ َب ۡس َط ࣰة ِف ی ٱۡلِع ۡلِم َو ٱۡلِج ۡس ِۖم ﴾‬
‫أزمات‪ ،‬وإنما سيكون هناك الثابت على‬ ‫بمعاٍن متعددٌة ‪ ،‬منها‪:‬‬
‫الدين بوجود النكبات والضعف‬
‫َخ َزۤا‬ ‫ۡل‬
‫(ۡلَأ اَل ٱۡج ِّنَع ِنی َع َلٌظٰى ِٕىِن ‪4‬‬ ‫﴿َح ِف یٌظ ﴾ يشير إلى «األمانة» التي ينبغي‬
‫َق‬
‫• القوة المطلقة‬
‫ٱ ۡرِۖض ِإ ی َح ِف ی َع ِلیࣱم ﴾‬
‫"الُم ْؤ ِم ُن اْلَق ِو ُّي َخ يٌر َو َأ َح ُّب‬ ‫‪3‬‬
‫أن تكون في القائم على الجانب المالي‬
‫اْل ُم َراُد ِباْلُق َّو ِة ‪َ‌:‬ع ِزيَم ُة ‌الَّنْف ِس‬
‫ِإَل ى الّل ِه ِم َن الُم ْؤ ِم ِن‬ ‫قوله ﴿َع ِلیࣱم ﴾ ُيشير إلى صفة «العلم»‪،‬‬
‫َو اْلَق ِريَح ُة ِف ي ُأُم وِر اْل آِخ َرِة‬ ‫الَّض ِع يِف ‪َ ،‬و ِف ي ُك ٍّل َخ يٌر"‬ ‫والمراد‪ :‬العلم بالثغر الذي سيقوم عليه‬

‫"‪َ...‬ف َيُد وُر كما َيُد وُر الِح ماُر‬ ‫(ِإَّن ٱلَّل َه ٱۡص َط َف ٰى ُه‬
‫«العمل بالعلم» من أبرز الصفات‬ ‫‪5‬‬ ‫َع َل ۡی ُك ۡم َو َز اَد ُه ۥ َب ۡس َط ࣰة‬ ‫تشير إلى صفتّي «القَّو ة» و«العلم»‬
‫‪4‬‬
‫ِف ی ٱۡلِع ۡلِم َو ٱۡلِج ۡس ِۖم )‬
‫التي ينبغي أن يكون عليها الُم صِلح‬ ‫بَرحاُه ‪...‬قال‪ُ :‬ك ْن ُت آُم ُر ُك ْم‬
‫بالَم عروِف وال آِتيِه ‪،‬‬
‫ِذ ْك ُر الدار اآلخرة أّرق الصالحين‬ ‫وَأ ْن هاُك ْم َع ِن الُم ْنَك ِر وآِتيِه "‬ ‫(َو َك َأ ِّین ِّم ن َّن ِبࣲّی َق ٰـَت َل َم َع ُه ۥ‬
‫ِرِّبُّیوَن َك ِثیࣱر َف َم ا َو َه ُن و۟ا ِلَم ۤا ‪6‬‬
‫تنبيه‪ :‬هذه اآليات جاءت في سياق‬
‫والخوف من العذاب من أهّم ما‬
‫الحديث عن غزوة ُأحد‪ ،‬وما حصل‬
‫ُيحّرك األنام‪ ،‬ويردعهم عن اآلثام‬ ‫َأ َص اَبُه ۡم ِف ی َس ی ٱلَّل ِه‬
‫ِب ِل َتَك ُن ۗ۟ا‬
‫َو َم ا َض ُع ُف و۟ا َو َم ا ٱۡس ا و‬
‫من إشاعة وتشتت وفرار‬

‫اشترك األنبياء في أن قّد ر هللا عليهم‬ ‫"ما َبَع َث ُهللا َن ِب ًّيا‬ ‫َو ٱلَّل ُه ُیِح ُّب ٱلَّص ٰـِبِریَن )‬ ‫استجالب قصص الثابتين عند‬
‫‪5‬‬ ‫األزمات مما ُيعين على الثبات‬
‫رعاية الغنم‪ ،‬ألن فيها تدريًبا على معاٍن‬ ‫إّل ا َرعى الَغ َن َم "‬
‫ُيحتاج إليها في سياسة الناس‬ ‫الصفات المذكورة من الثبات‬
‫والصمود والصبر ينبغي تطبيقها‬
‫أهمية الدربة والتجربة‬
‫للمصلحين في طريقهم‬ ‫ۡنُه َأ ࣰة‬
‫(َو َج َع ا ِم ۡم ِٕى َّم‬ ‫ۡلَن‬
‫َیۡه ُد وَن ِبَأۡم ِرَن ا َل َّم ا َص َبُروۖ۟ا ‪7‬‬ ‫وصول المؤمن إلى حالة اإلمامة‬
‫َو َك اُن و۟ا ِبَٔـاَیٰـِت َن ا ُیوِق ُن وَن )‬
‫في الدين ال يمكن إال بالصبر‬

‫(َو َل ٰـِك ن ُك وُن و۟ا َر َّبٰـِن ِّیۧـَن ِبَم ا‬ ‫من أدّل اآليات على «صناعة‬
‫ُك نُت ۡم ُتَع ِّل ُم وَن ٱۡلِك َت ٰـَب‬
‫‪8‬‬
‫المصلحين»‪ ،‬وأنها منهج لألنبياء‬
‫َو ِبَم ا ُك نُت ۡم َت ۡدُرُس وَن )‬ ‫والخطاب موّج ه فيها للمؤمنين‬
‫«الربانية» فيها تجاوز لثبات الشخص‬
‫في نفسه؛ ألن الربانية هنا مأخوذة‬
‫من «الَّرَّبان» وهو الذي يقود‬

‫الوسيلة المذكورة للربانية هي‪:‬‬


‫«اعتماد مرجعية الوحي»‬

‫(ِّم َن ٱۡلُم ۡؤ ِم ِنیَن ِرَج اࣱل َص َد ُق و۟ا‬


‫َم ا َع ٰـَه ُد و۟ا ٱلَّل َه َع َل ۡی ِۖه َف ِم ۡنُه م‬
‫‪9‬‬
‫َّم ن َق َض ٰى َن ۡحَبُه ۥ َو ِم ۡنُه م َّم ن‬
‫َینَت ِظ ُۖر َو َم ا َبَّد ُلو۟ا َت ۡب ِد یࣰلا﴾‬
‫ُأ ُل ۟ا ۡل‬
‫َم ا َص َبَر ۟و و ٱ‬ ‫(َف ٱۡص ِبۡر َك‬
‫ل َّلَعُه ۚۡمۡزِم ﴾ ‪10‬‬
‫ِج‬ ‫َو َل ا َت ۡس َت ۡع‬ ‫ِم َن ٱلُّرُس ِل‬

‫‪5‬‬ ‫‪11‬‬ ‫(َق اَل ٱَّلِذ یَن َیُظ ُّن وَن َأ َّن ُه م‬
‫ُّم َل ٰـُق و۟ا ٱلَّل ِه َك م ِّم ن ِف َئ ࣲة‬
‫َۢة‬
‫َق ِلیَل ٍة َغ َل َبۡت ِف َئࣰة َك ِثیَر ِبِإ ۡذ ِن‬
‫ٱلَّلِۗه َو ٱلَّل ُه َم َع ٱلَّص ٰـِبِریَن )‬
‫‪15‬‬
‫َباٌب ي َأَه َّي الَوْع ي‬
‫الُم ْجِة يَن ‪،‬‬ ‫ِم‬ ‫َس ِفي‬
‫َوالَح َذِل ْن َأْعِرِمَدا‬ ‫ِب ِب‬
‫َن‬ ‫ِء‬
‫اْل ْس َلا َو ِر ي ْم ‪َ ،‬والَّت ُّبُه‬ ‫ِم‬ ‫َك‬
‫ِدِهَنا يَن‬ ‫ِإ ْن ِمَم ْك الُم‬
‫ِف ِق‬ ‫ِر‬ ‫ِم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫باب أساس في بناء المصلح‬

‫من المعاني الكبرى التي تربى عليها‬


‫المسلمون في زمن النبي ﷺ‬
‫الوعي من القضايا الشرعية عكس ما ُيظّن‬
‫ربط ﷺ في هذا الحديث بين‬ ‫"ال ُيْل َد ُغ الُم ْؤ ِم ُن ِم ن‬
‫‪1‬‬
‫المؤمن واليقظة والتنّبه والحذر‬ ‫ُج ْح ٍر واِح ٍد َم َّر َت ْي ِن "‬

‫لفظه خبر ومعناه أمر‪ ،‬يقول‪ :‬ليكن‬


‫المؤمن حازًم ا‪، ...‬وقد يكون في أمر‬ ‫(َو َك َذٰ ⁠ِلَك ُنَف ِّص ُل ٱۡلَٔـاَیٰـِت‬
‫َو ِلَت ۡس َت ِب یَن َس ِب یُل ٱۡلُم ۡجِرِم یَن )‬
‫الِّد ين‪ ،‬كما هو في الُّد نيا‬
‫‪1‬‬ ‫هللا تعالى يحب أن يكون سبيل‬
‫المجرمين واضًح ا‪ ،‬وتكرر ذلك في كتابه‪،‬‬
‫"َل ْم َي ُك ْن َر سوُل ِهللا ﷺ‬ ‫بخاصة عند الحديث عن أهل الكتاب‬
‫اتخاذ النبي ﷺ األسباب في‬ ‫ُيِريُد َغ ْز َو ًة إّل ا وّرى بَغ ْي ِرها"‬
‫‪2‬‬
‫منع تسرب الخبر لألعداء‬ ‫سورة األنعام (التي منها اآلية)‪ ،‬فيها‬
‫لم يكن النبي ﷺ يذكر الوجهة‬
‫تطبيق عملي لبيان سبيل المجرمين‪،‬‬
‫المّت جه إليها على الحقيقة دفًع ا لـ ‪:‬‬
‫وبخاصة في النصف الثاني منها‬

‫وصول الكالم إلى َم ن ال‬ ‫(َو ِإَذ ا ُك نَت ِف یِه ۡم َف َأ َق ۡم َت‬


‫تفصيل إلهّي في األمر بالحذر‬
‫َل ُه ُم ٱلَّص َل ٰو َة َف ۡلَتُق ۡم‬
‫ينبغي أن يصل إليهم‬ ‫‪2‬‬
‫َط ۤإِى َف ࣱة ِّم ۡنُه م َّم َع َك‬
‫واليقظة للمؤمنين في سياق‬
‫َو ۡلَی ۡأُخ ُذ ۤو ۟ا َأ ۡس ِلَح َت ُه ۖۡم ‪)...‬‬
‫أن يكون بعض َم ن يسمع‬
‫قتالهم للكفار حتى في الصالة‬
‫ِم ن المنافقين‪ ،‬وكان بعض‬
‫المنافقين يخرج مع النبي ﷺ‬

‫(َو ٱَّلِذ یَن ٱَّتَخ ُذ و۟ا َم ۡس ِج ࣰدا‬


‫ِض َراࣰرا َو ُك ۡف ࣰرا َو َتۡف ِریَۢق ا َب ۡی َن‬
‫‪3‬‬ ‫عدم االغترار باألساليب التي ظاهرها‬
‫"هذا ُف الٌن ‪ ،‬وهو ِم ن‬ ‫‪3‬‬
‫ٱۡلُم ۡؤ ِم ِنیَن َو ِإۡرَص اࣰدا ِّل َم ۡن‬
‫درٌس للملصح في التعامل مع‬ ‫الصالح‪ ،‬من خالل تبّين المقاصد‬
‫َق ْو ٍم ُيَع ِّظ ُم وَن الُبْد َن ‪،‬‬
‫الناس بمراعاة الخصائص‬
‫فاْبَع ُث وها له‪"...‬‬ ‫َح اَر َب ٱلَّل َه َو َرُس وَل ُه ۥ ِم ن‬ ‫التنبه للعدو الداخلي‬
‫َق ۡب ُۚل َو َل َیۡحِل ُف َّن ِإۡن َأ َرۡد َنۤا ِإَّلا‬
‫واإلشكاالت والبشرّية‬

‫تنّبه النبي ﷺ لخصائص الناس‬ ‫ٱۡلُح ۡس َن ٰۖى َو ٱلَّل ُه َیۡش َه ُد ِإَّن ُه ۡم‬
‫كان المؤمنون يرّبون من هللا تعالى على‬
‫والقبائل واالعتبارات الُع رفية ثّم‬ ‫اليقظة والوعي في زمن النبي ﷺ‬
‫َلَك ٰـِذ ُبوَن ﴾‬
‫اّتخاذ األساليب التي ُتناسبها‬
‫تحقيًق ا للمصلحة الشرعية‬ ‫ال عجب من تأخر اإلصالح اليوم‪ ،‬ولدى‬
‫(قصة الحديبية)‬ ‫كثير من الصالحين والمصلحين غفلٌة‬
‫كبيرة في جانب األعداء وكيدهم‬

‫"واْس َت ْأ َج َر النبُّي ﷺ‪ ،‬وَأ ُبو‬


‫لفتة كبيرة في المرتبة العالية‬ ‫‪4‬‬ ‫(َو ِم َن ٱلَّن اِس َم ن ُیۡع ِج ُبَك‬ ‫ذكر هللا مراًرا أّن المنافقين يتقون‬
‫التي وصل لها النبي ﷺ في‬ ‫َق ۡو ُلُه ۥ ِف ی ٱۡلَح َیٰو ِة ٱلُّد ۡنَی ا‬
‫َب ْك ٍر َرُج ًل ا ِم ن َبِني الِّد يِل ‪،‬‬ ‫‪4‬‬
‫ُثَّم ِم ن َبِني عبِد بِن َع ِد ٍّي‬ ‫العقوبة الّن بوَّية باأليمان‬
‫اّتخاذ األسباب في مرحلة حذر‬
‫هاِد ًيا ِخ ِّريًت ا ‪"...‬‬ ‫َو ُیۡش ِه ُد ٱلَّل َه َع َل ٰى َم ا ِف ی‬
‫َق ۡلِب ِه ۦ َو ُه َو َأ َل ُّد ٱۡلِخ َص اِم ﴾‬
‫شديد‪ ،‬فدليلهم كافر لكنه‬ ‫األصل األخذ بالظاهر‪ ،‬وفي نفس الوقت‬
‫متقن للتخصص المطلوب‬
‫ال ينبغي االغترار‪ ،‬ومن وسائل القياس‪:‬‬
‫عْر ض القول على العمل‬

‫(َس َیۡحِل ُف وَن ِبٱلَّل ِه َلُك ۡم ِإَذ ا‬


‫‪5‬‬ ‫ٱنَق َل ۡب ُت ۡم ِإَل ۡی ِه ۡم ِلُت ۡع ِرُض و۟ا‬ ‫لهذا األمر قيمة في كتاب هللا‪ ،‬فال بد‬
‫َع ۡنُه ۖۡم َف َأ ۡع ِرُض و۟ا َع ۡنُه ۖۡم ِإَّن ُه ۡم‬
‫للمؤمنين أن يولوا لبيان سبيل‬
‫ِرۡجࣱۖس َو َم ۡأَو ٰى ُه ۡم َج َه َّن ُم َج َز ۤاَۢء‬ ‫المجرمين قيمة في جميع األزمان‬
‫ِبَم ا َك اُن و۟ا َیۡكِس ُبوَن )‬

‫‪5‬‬
‫‪16‬‬
‫َباُب ال َناَي الَّشَبا‬
‫وي اْل ْل ِب‬ ‫َو َتْق يِع َذ ِة ِب‬
‫ْن ُه ْم ‪ِ،‬دَو ِمَتْف ي َأْدِعَوا ْم‬
‫ِم‬
‫ِم ي الَع َم ِع ِلْل ْس َلاِرِه‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــِم‬
‫ِل ِل ِإ‬ ‫ِف‬
‫النبّي ﷺ كان محاًط ا بكل الفئات‬ ‫"َف َت َع َّل ْم َن ا اْل ِإ يَم اَن َق ْب َل‬ ‫‪1‬‬
‫العمرية‪ ،‬وكان الفتية (الذين قاربوا‬ ‫َأ ْن َنَت َع َّل َم الُق ْر آَن ‪"...‬‬ ‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬

‫البلوغ) منهم محل اهتمام‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كــمثال‪ :‬استشهاد ُع مير بن أبي وقاص‬
‫‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬في بدر عن عمر ‪ 16‬عاما‬

‫االستقامة والّث بات في‬


‫فيه أّن الشريعة راعت أحوال‬ ‫"َس ْب َع ٌة ُيِظ ُّل ُه ُم ُهللا‬
‫‪2‬‬ ‫ظّل الفتن‬
‫الشباب؛ ألن شأنهم أن تقودهم‬ ‫َت َع اَل ى في ِظ ِّل ِه َيوَم َل ا‬ ‫استهدف هذا المتُن‬
‫ِظ َّل إّل ا ِظ ُّل ُه ‪"...:‬‬
‫أهواؤهم لغير عبادة هللا‬ ‫الشباَب من جانبين‪:‬‬ ‫التفعيل اإلصالحي‬

‫"وِهللا يا َرُس وَل ِهللا‪َ ،‬ل ا‬


‫فيه أّن أعمارهم الصغيرة لم‬ ‫ُأوِثُر بَن ِص يِب ي ِم ْنَك‬ ‫‪3‬‬ ‫العناية بالشباب واستعادة دورهم‬
‫ُتلِغ القيمة االعتبارية لهم‬ ‫من أعظم ما نحتاج إليه اليوم‬
‫أَح ًد ا‪ ،‬قاَل ‪َ :‬ف َتَّل ُه َرسوُل‬
‫هذا المشهد يكفي للداللة على‬ ‫ِهللا ﷺ في َيِد ِه "‬
‫حضور الغلمان في مدرسة النبّي‬
‫ﷺ‪ ،‬وفيه درس للتربوّيين‬

‫"‪...‬واْيُم ِهللا إْن كاَن‬


‫فيه أن الشاب قد ُيكّل ف بمنصٍب يكون فيه‬ ‫‪4‬‬
‫َلَخ ِليًق ا ِلْل إماَرِة ‪ ،‬وإْن كاَن‬
‫صاحب الكلمة إذا كان أهًل ا لذلك‬
‫َل ِم ن أَح ِّب الّن اِس إَل َّي "‬
‫معرفته ﷺ بقدرات أصحابه ‪-‬رضي هللا‬
‫عنهم‪ -‬وتقديم المناسب للحال منهم‬ ‫(ِإَّن ُه ۡم ِف ۡت َی ٌة َء اَم ُن و۟ا‬ ‫فيها أن الشباب قد‬
‫ِبَرِّبِه ۡم َو ِزۡد َن ٰـُه ۡم ُه ࣰدى)‬
‫‪1‬‬ ‫يكونون قدوة في الِّد ين‬
‫"َأ ْخ ِب ُروِني َب َش َج َرٍة‬
‫يشترك في حضور مجالسه‬ ‫‪5‬‬
‫ﷺ الكبار والصغار سًّن ا‬ ‫َم َثُل ها َم َث ُل الُم ْس ِلِم ‪"...‬‬
‫مراحل النهوض‬
‫بالمسلمين يجب أن يكون‬
‫قد ُيفتح على الشباب في بعض‬
‫المسائل ما ال ُيفتح على غيرهم‬ ‫في ماّد تها الشباب‬

‫"اْر ِج ُع وا إلى أْه ِليُك ْم ‪،‬‬


‫فيه داللة على انتباه النبّي ﷺ ألحوال‬ ‫فَأ ِق يُم وا ِف يِه م‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫(َق اُلو۟ا َس ِم ۡع َن ا َف ࣰتى‬
‫هؤالء الشباب؛ ألنه لما ظّن‬
‫وَع ِّل ُم وُه م‪ ،‬وُم ُروُه ْم ‪"..‬‬
‫اشتياقهم ألهليهم أمرهم بالرجوع‬ ‫ُأنس ومحّف ز للشباب‬
‫َیۡذُك ُرُه ۡم ُیَق اُل َل ُه ۤۥ ِإۡبَرٰ ⁠ِه یُم ) ‪2‬‬ ‫على االقتداء باألنبياء‬
‫عنايته بهم ﷺأّه لتهم ألن يكونوا قدوة في‬
‫الِّد ين‪ ،‬وينقلوا الَّت جربة الِع لمَّية والَع ملَّية‬ ‫ممن كانوا بهذه السن‬

‫ال يلزم أن ُيكمل اإلنسان طريق العلم حتى‬


‫يبدأ بالنفع‪ ،‬بل قد ينفع بما ُيحسنه‬

‫"احَف ِظ َهللا يحَف ْظ َك ‪،‬‬


‫في قوله‪« :‬يا غالم‪ ،‬إني‬
‫احَف ِظ َهللا َت ِج ْد ُه ُتَج اَه َك ‪"..‬‬
‫‪7‬‬ ‫(َف َم ۤا َء اَم َن ِلُم وَس ٰۤى ِإَّلا ُذ ِّرَّیࣱة‬
‫أعلمك كلمات» فائدتان‪:‬‬
‫ِّم ن َق ۡو ِم ِه ۦ َع َل ٰى َخ ۡو ࣲف ِّم ن‬
‫‪3‬‬
‫ِف ۡرَع ۡو َن َو َم َل ِإ ۟یِه ۡم َأ ن َیۡف ِت َن ُه ۚۡم )‬
‫"الَّل ُه َّم َع ِّل ْم ُه اْل ِح ْك َم َة "‬ ‫‪8‬‬ ‫قال الشيخ سعدي‪« :‬والحكمة‬
‫أهمية تعليم الفتيان‬ ‫‪-‬وهللا أعلم‪ -‬بكونه ما آمن‬
‫اختصاص بعض المترّبين بوصية‬ ‫لموسى إال ذرية من قومه‪ ،‬أن‬
‫بناء على ما يراه المرّبي منه‬ ‫الذرية والشباب‪ ،‬أقبل للحق‪،‬‬
‫وأسرع له انقياًد ا‪ ،‬بخالف الشيوخ‬
‫أهم مادة ينبغي تقديمها‬ ‫ونحوهم‪ ،‬ممن ترّبى على الكفر‬
‫للفتيان هي التي اجتمع فيها‪:‬‬ ‫فإّن هم ‪-‬بسبب ما مكث في‬
‫التعريف بالله والحديث عنه‬
‫قلوبهم من العقائد الفاسدة‪-‬‬
‫أبعد من الحّق من غيرهم»‬
‫الحديث عن القلب‬
‫وعالقته بالله تعالى‬

‫في الحديث الثاني تقريب نفسي البن‬


‫عباس‪ ،‬وفيه بيان حّبه ﷺ البن عباس‬

‫أهمية الّد عاء لمن تحّبه وللمتعّل مين‬

‫اهتمام وحرص ابن عباس؛‬ ‫"‪ ...‬فقال‪َ :‬ك ان هذا‬


‫الَف تى أعَق َل ِم ِّن ي"‬
‫‪9‬‬
‫هو نتيجة العناية النبوّية‬
‫في الثاني داللة على أن المرّبي قد‬ ‫"كاَن ُع َم ُر ُيْد ِخ ُل ِني‬
‫يسمح للفتيان بالكالم‪ ،‬أو يختبرهم؛‬ ‫مع أْش ياِخ َبْد ٍر‪"...‬‬
‫‪10‬‬
‫حتى يبّين أنهم أهل لالهتمام‬

‫"َك اَن الُق ّراُء أْص حاَب‬


‫القراء هم الجامعون بين العلم‬
‫َم ْج ِلِس ُع َم َر وُم شاَو َرِتِه ‪،‬‬
‫‪11‬‬
‫والعبادة (الحافظ بن حجر)‬
‫ُك ُه وًل ا َك اُن وا َأ ْو ُش ّباًن ا"‬

‫"أّن ُه َك اَن ُيَع ِّل ُم َبِنيِه‬


‫‪5‬‬ ‫يدل على عناية الصحابة‬
‫‪-‬رضي هللا عنهم‪ -‬بالصغار‬
‫َه ُؤ الِء الَك ِلماِت ‪"...‬‬
‫‪12‬‬

‫أّو ل من تنبغي العناية به‬


‫هم األبناء داخل البيت‬
‫‪17‬‬
‫َباُب َدو الَم ْر َأ ي َبِّث ال ْل‬
‫َو ُنْص ِر َر اْل ِةْس ِفَلا ‪َ ،‬و يِع ِم‬
‫ْبَوا ِمالَخ ِف‬
‫يَرا ‪،‬‬ ‫َناَي َه اِةَبَأ ِإ‬
‫ى الَع ِتَبَه ا‬ ‫َوُمِع َس ِتاَرَع َه ا َلِب‬
‫"ما ِم ْنُك َّن اْم َر َأ ٌة ُتَق ِّد ُم َثالَثًة‬ ‫ِم ِل‬ ‫ِت ِإ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يدل على حضور المرأة في السيرة‪،‬‬ ‫‪1‬‬
‫وحرصها على أخذ النصيب العلمّي منه ﷺ‬ ‫ِم ن وَل ِد َه ا‪ ،‬إّل ا َك اَن َل َه ا‬ ‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬
‫ِح جاًبا ِم َن الّن اِر"‬
‫الوعظ من أهم ما ينبغي أن ُتخاطب به‬
‫المرأة‪ ،‬إذ لوِح ظ ذلك منه ﷺ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عائشة ‪-‬رضي هللا عنها‪ -‬هي حاملة‬ ‫"ِنْع َم الِّن ساُء ِنساُء‬
‫األْن َص اِر َل ْم َي ُك ْن‬ ‫‪2‬‬ ‫هذا الباب آٍت في سياق الكتاب‪،‬‬
‫لواء العلم بالنسبة لجانب النساء‬ ‫وهو‪ :‬العناية بالشاب المسلم‬
‫في زمن النبّي ﷺ وبعده‬
‫َيْم َن ُع ُه َّن الَح َياُء أْن‬
‫َي َتَف َّق ْه َن في الِّد يِن "‬ ‫المسترشد‪ ،‬وليس المقصود منه‬
‫بيان مكانة المرأة في اإلسالم‬
‫«الحياء» صفة أساسّية في المرأة‪ ،‬لكّن ه‬
‫ال ينبغي أن يمنعها من التفّق ه في الِّد ين‬ ‫يبرز الباب أن المرأة والرجل‪،‬‬
‫كالهما يشتركان في تحمل‬
‫السؤال هو الصورة األساسّية‬ ‫المسؤولية المتعلقة بالدين وإن‬
‫للتفّق ه في الحديث المذكور‬ ‫اختلفا باألدوار التفصيلية‬
‫التنّبه واليقظة ألفعاله ﷺ‬
‫"ما َأ ْش َك ل َع َل يَن ا ‪َ -‬أ ْص َح اَب‬
‫كان من عائشة ‪-‬رضي هللا عنها‪ -‬أفعال‬ ‫رسوِل ِهللا ﷺ ‪ -‬حديٌث‬ ‫‪3‬‬
‫السؤال واالستفسار‬ ‫تزيد في تحصيل العلم من النبيﷺ‬ ‫َق ُّط َف َس َأ ْلَن ا َع اِئَش َة إَّلا‬
‫كان ُع ْم ُر سيدتنا ‪-‬رضي هللا عنها‪-‬‬ ‫وَج ْد َن ا ِع ْن َد َه ا ِم ْن ُه ِع ْل ًم ا"‬
‫في حدود الثامنة عشر لما ُتوّف ي‬
‫ﷺ وهذا يدّل على‪:‬‬ ‫(َو ٱۡلُم ۡؤ ِم ُن وَن َو ٱۡلُم ۡؤ ِم َن ٰـُت‬
‫ذكائها ونباهة ذهنها‬
‫َبۡع ُض ُه ۡم َأ ۡو ِلَی ۤاُء َبۡع ࣲۚض َیۡأُم ُروَن‬
‫‪1‬‬ ‫تؤسس اآلية األواصر بين المؤمنين‬
‫ِبٱۡلَم ۡع ُروِف َو َیۡنَه ۡو َن َع ِن ٱۡلُم نَك ِر‬
‫ال ينبغي االستهانة بالفتيات‬
‫عائشة ‪-‬رضي هللا عنها‪ -‬من أبرز‬ ‫والمؤمنات‪ ،‬عكس األصوات الداعية‬
‫الالتي في هذا السن‬
‫المكثرين من رواية الحديث‪ ،‬وقد روى‬ ‫َو ُیِق یُم وَن ٱلَّص َل ٰو َة َو ُیۡؤُتوَن‬ ‫للصراع بين الجنسين اليوم‬
‫عنها النساء‪ ،‬والّرجال وهم صنفان‪:‬‬ ‫ٱلَّزَك ٰو َة َو ُیِط یُع وَن ٱلَّل َه‬
‫ٰۤـ‬
‫َو َرُس وَل ُه ۚۤۥ ُأ۟و َل ِٕى َك َس َیۡرَح ُم ُه ُم‬ ‫النصرة للغير تزيد باعتبار اإليمان‬
‫ٱلَّل ُۗه ِإَّن ٱلَّل َه َع ِزیٌز َح ِك یࣱم ﴾‬
‫قرابتها ومحارمها‬
‫ال باعتبار جنس المنصور‬
‫وأبرزهم‪ :‬عروة بن الزبير‪،‬‬ ‫الفروق الجسدّية لم تمنع المرأة من‬ ‫"َق الْت ‪ُ :‬ك ّن ا َنْغ ُز و َم َع‬
‫والقاسم بن محمد بن أبي بكر‬ ‫المشاركة في الجهاد رغم تفريق‬ ‫الَّن بِّي ﷺ َف َن ْس ِق ي‬ ‫‪4‬‬
‫من أدوار المرأة‪ :‬األمر بالمعروف‬
‫الّش ريعة في الحكم بينهما‬ ‫اْلَق ْو َم ‪َ ،‬و َنْخ ِد ُم ُه ْم ‪"...‬‬
‫والنهي عن المنكر (مع استحضار‬
‫من غير قرابتها ومحارمها‬ ‫الخصائص والحدود)‬
‫ال يصح أن ُتلغي المرأة دورها في النصرة‪،‬‬ ‫"َق اَلْت ‪َ :‬غ َز وُت َم َع َرُس وِل‬
‫الّل ِه ﷺ َس ْب َع َغ َز َو اٍت ‪،‬‬ ‫‪5‬‬
‫أبرزهم‪ :‬أبو سلمة بن عبد الرحمن بن‬
‫إذ زادت القضايا والحاجة للتوعية‬
‫عوف‪ ،‬واألسود بن يزيد‪ ،‬وعلقمة بن‬
‫قيس‪ ،‬ومسروق بن األجدع‬ ‫أْخ ُلُف ُه ْم في ِرَح اِلِه ْم ‪"..،‬‬
‫عمل الّص حابّيات دلل على وجود أحكام‬
‫خاصة بالمرأة‪ ،‬فتشارك بما يمكنها‬
‫(َو َض َر َب ٱلَّل ُه َم َثࣰلا ِّلَّل ِذ یَن‬
‫َء اَم ُن و۟ا ٱۡم َر َأ َت ِف ۡرَع ۡو َن ِإۡذ‬
‫‪2‬‬ ‫قد تكون المرأة قدوة‬
‫ومثال للمؤمنين‪ ،‬فال ينبغي‬
‫نصرة أسماء ‪-‬رضي هللا عنها‪-‬‬
‫"‪َ...‬ف ِب َذ ِلَك ُس ِّم َيْت‬ ‫َق اَل ۡت َرِّب ٱۡبِن ِلی ِع نَد َك‬
‫َب ۡی ࣰتا ِف ی ٱۡلَج َّن ِة )‬
‫ذاَت الِّن َط اِق "‬ ‫‪6‬‬ ‫أن تحتقَر نفَس ها‬
‫لإلسالم أضاف معّر ًف ا لُه ويتها‬
‫الّش خصّية «ذات النطاقين»‬

‫عندما تسيطر روح البذل والنصرة على‬


‫سّد الحاجة‬ ‫المسلم؛ تظهر مثل هذه التفاصيل‬

‫احتياج المتصدق للصدقة؛‬


‫"‪َ...‬و َك اَن َأ ْك َث َر َم ْن‬
‫للنجاة من العذاب‬ ‫أمران يستحضران عند التصدق‪:‬‬ ‫‪7‬‬
‫َي َت َص َّد ُق الِّن َس اُء "‬
‫سرعة االمتثال‬
‫عين تنظر بها إلى واجباتها‬
‫ومسؤولياتها (الدينية‪ ،‬األسرية‪)...‬‬ ‫النصوص في الباب مما ُتقاوم به النسوية‬
‫التي تجعل المرأة ال ترى إّل ا أّن ها مظلومة‪،‬‬
‫وأخرى إلى ما ينبغي من أن ُتكرم‬ ‫بينما المطلوب منها أن تنظر بعينين‪:‬‬
‫به و تراعى (إشكال النسوية‪:‬‬
‫النظر بهذه الهين وإلغاء األولى)‬

‫‪5‬‬
‫‪18‬‬
‫َباٌب ي الَّثَبا َع َلى‬
‫والَح َذ‬ ‫االْس ِف َق اَم ِت‬
‫ِر‬ ‫َنِت االْن ِةَك ا‬
‫"الَّل ُه َّم إِّن ي أُع وُذ بِع َّز ِتَك ‪َ ،‬ل ا‬ ‫ِت ِس‬ ‫ِم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إعادة تعريف أهمية الثبات‬ ‫‪1‬‬
‫والخوف من الّض الل‬ ‫إَل َه إّل ا أْن َت ‪ ،‬أْن ُتِض َّل ِني"‬ ‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬

‫اقتداء من جهة الدعاء‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫واالستحضار الدائم للّث بات‬

‫السير في طريق العلم والدعوة ال‬


‫يساوي ضمان عدم االنتكاس‬ ‫االهتداء إلى الحق‬

‫الثبات على الطريق‬


‫"َك اَن َرُس وُل ِهللا ﷺ ِإَذ ا‬ ‫أمران ال بّد أن يشغال تفكير المؤمن‪:‬‬
‫الحور بعد الكور‪ :‬الرجوع من اإليمان‪/‬‬ ‫َس اَف َر َي َت َع َّو ُذ ِم ْن َو ْع َث اِء‬ ‫‪2‬‬
‫الطاعة إلى المعصية‬ ‫الَّس َف ِر ‪ ،‬وَك آَبِة الُم ْنَق َل ِب‬ ‫غياب الحذر من االنتكاس‬
‫‪ ،‬والَح ْو ِر َبْع َد الَك ْو ِر‪"...‬‬ ‫سبب لالنتكاس‬
‫االستعاذة الواردة من أبواب‬
‫االهتمام النبوّي بالّث بات‬ ‫هذه القضايا كانت تشغل الصالحين‬

‫المثال المذكور عن االنتكاس فيه تبشيع له‬

‫«َيا ِع َباَد الّل ِه َف اْث ُب ُت وا»‬ ‫"‪...‬يا ِع باَد ِهللا فاْث ُب ُت وا"‬ ‫‪1‬‬ ‫(َرَّبَن ا َل ا ُتِزۡغ ُق ُل وَب َن ا‬ ‫هذا من دعاء الراسخين في‬
‫َبۡع َد ِإۡذ َه َد ۡیَتَن ا)‬
‫‪3‬‬
‫شعار أمام كل الفتن‬ ‫العلم‪ ،‬الذين أقلقهم الثبات‬
‫زاد الحاجة للحديث عن الثبات‪:‬‬
‫الَّت عّل ق بالقرآن يعصم من االنتكاس‬
‫فتن الشهوات غير المسبوقة‬

‫إدراك أن القلب ليس بيد المرء‬ ‫"الَّل ُه َّم ُم َص ِّر َف الُق ُل وِب‬ ‫فتن الشبهات متعددة المصادر‬
‫َص ِّر ْف ُق ُل وَبنا على طاَع ِت َك "‬ ‫‪4‬‬
‫يجعله يتواضع [األنفال‪]24 :‬‬
‫فتن المصاعب ضد المتمّس ك‬
‫الّد عاء من أهم وسائل الثبات‬ ‫النوازع التي من داخل النفس‬

‫الخوف من االنتكاس يؤّز المرء على العمل‬


‫(َو ٱۡتُل َع َل ۡی ِه ۡم َب ٱَّلِذ ۤی‬
‫َن َأ‬
‫‪2‬‬ ‫َء اَت ۡی َن ٰـُه َء اَیٰـِت َن ا َف ٱنَس َلَخ‬ ‫ذو المقام في الّش ريعة غير‬
‫"َثَل اٌث َم ْن ُك َّن ِف يِه َو َج َد‬ ‫ِم ۡنَه ا َف َأ ۡتَبَع ُه ٱلَّش ۡی َط ٰـُن‬ ‫مأمون من سلب نعمة اإليمان‬
‫المطلب حالوة اإليمان‪،‬‬
‫َح َل اَو َة اْل ِإ يَم اِن ‪"...:‬‬ ‫‪5‬‬ ‫َف َك اَن ِم َن ٱۡلَغ اِو یَن )‬
‫والهّم ‪ :‬المحافظة عليها‬ ‫قد يكون االنتكاس أمًرا يخلقه هللا‬
‫في قلب العبد نتيجة مقدمات‬
‫ال يتصّو ر طعم حالوة اإليمان من لم يعشها‬ ‫عملها العبد [التوبة‪]77 :‬‬

‫من أسباب انتكاس المصلح‪:‬‬


‫الحديث يبّين بعض وسائل حالوة اإليمان‬

‫المحّبة المقصودة البّد أن‬ ‫اإلخالد إلى األرض‬


‫تقترن بلوازم عملّية‬
‫اّتباع الهوى‬

‫"ُق ْل ‪ :‬الَّل ُه َّم اْه ِد ِني‬


‫(ِّم َن ٱۡلُم ۡؤ ِم ِنیَن ِرَج اࣱل‬
‫الحديث من أركان االستقامة‪،‬‬ ‫َو َس ّد دني‪ ،‬واْذ ُك ْر بالُه َد ى‬ ‫‪6‬‬
‫َص َد ُق و۟ا َم ا َع ٰـَه ُد و۟ا ٱلَّل َه‬
‫‪3‬‬ ‫ذكر لثلة مؤمنة ثبتت يوم األحزاب‬
‫وقيل لسّيد في المسلمين‬ ‫ِه داَي َت َك الَّط ِريَق ‪ ،‬والَّس داِد ‪،‬‬
‫َس داَد الَّس ْه ِم "‬ ‫َع َل ۡی ِۖه َف ِم ۡنُه م َّم ن َق َض‬
‫َن ۡحَبُه ۥ َو ِم ۡنُه م َّم ن َینَت ِظ ُۖر‬
‫إرشاد لالستحضار أثناء الدعاء‪،‬‬ ‫ٰى‬ ‫الثبات من أهم صور الشكر لله‬
‫َو َم ا َبَّد ُلو۟ا َت ۡب ِد یࣰلا)‬
‫وهو من وسائل استجابته‬ ‫تعالى [آل عمران‪]144 :‬‬

‫‪5‬‬
‫‪19‬‬
‫َباٌب ي الَح ِّث َع َلى‬
‫ي الِّدي‬ ‫االْع ِفَدا‬
‫"إّن الِّد يَن ُيْس ٌر‪ ،‬وَلْن ُيشاَّد‬ ‫َوالَّتي ِت ي ِل يِف ‪ ،‬والَّتْحِن ي‬

‫معاني بعض الكلمات‪:‬‬


‫الغدوة‪ :‬الَّس ْي ر في أّو ل النهار‬ ‫الِّد يَن أَح ٌد إّل ا َغ َل َبُه ‪"...‬‬
‫‪1‬‬ ‫والَّتِهْش ي َعِذَل ِر‬
‫ى‬ ‫ِس ُلِّوِر ِف‬
‫َن الُغ‬
‫َأ الِدَغ يِد‬ ‫ِم الَّنْف‬
‫الَّس ْي ر في آخر النهار‬ ‫الروحة‪:‬‬ ‫ِر‬ ‫ِس ِو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الَّس ْي ر في آخر الليل‬ ‫الُّد لجة‪:‬‬ ‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬

‫إن الّد ين يسر‪ ،‬وهو ال ُيغلب‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المطلوب‪ :‬اإلصابة في العبادة‪ ،‬وإّل ا فمقاربتها‬

‫الَّس ْي ر إلى هللا تعالى يكون باستثمار أوقات‬


‫النشاط‪ ،‬واالقتناص من وقت الراحة‬

‫"ِإَذ ا َق اَل الَّرُج ُل ِلَأ ِخ يِه َيا‬ ‫باعتبار اليسر‬


‫األخّو ة بين المؤمنين من محكمات الشريعة‬ ‫‪2‬‬
‫َك اِف ُر؛ فَق ْد باَء ِبِه أَح ُد ُه ما"‬
‫حسن هذا الباب له وجهان‪:‬‬ ‫رّبانية هذا الدين (من بدايته)‬
‫النهي عن هذه الصورة في هذه‬ ‫"‪...‬عَل ْي ُك ْم ما ُتِط يُق وَن‬
‫ِم َن األْع َم اِل ‪ ،‬فإّن َهللا‬
‫‪3‬‬
‫المرحلة يؤّك د رّبانية هذا الدين‬
‫ال َيَم ُّل حّت ى َت َم ُّل وا"‬ ‫من صور الغلّو ‪:‬‬
‫في األشخاص‬
‫"‪...‬فَم ن َرِغ َب عْن ُس َّن تي‬ ‫‪4‬‬
‫الَّش أن في اّتباعه ﷺ‪ ،‬وليس في كثرة العبادة‬ ‫المتعّل ق بالعبادة‬
‫فليَس ِم ِّن ي"‬
‫قياس األمور القْل ِب َّية بناء على محض‬ ‫(االستكثار‪ /‬منع النفس عن المباح)‬
‫الكثرة التعبدية قياس خاطئ‬
‫في الحكم على اآلخرين‬
‫تزكيته ﷺ ألصحابه منعت تكّو ن مذاهَب شّت ى‬

‫الّن اس من حيث االلتزام‪ :‬مقِب ل‬


‫في الَّت شديد على اآلخرين‬
‫ومعِرض‪ ،‬وكٌل يخاَط ب بحاله‬

‫بيان بركة النبّي ﷺ وفضل اّتباعه‬

‫الرغبة عن السنة تشمل جهتين‪:‬‬

‫الزهد فيها وعدم التمسك بها‬

‫الَّس ْي ر عليها إلى درجة معّينة‪ ،‬ثم‬


‫الزيادة عليها بما ليس منها‬

‫موافقة هديه ﷺ يسبقها العلم بالسنة (تفصيال‬


‫في كتب الحديث‪ /‬إجماال في كتب الِّس َير)‬ ‫(َیٰۤـَأ ۡه َل ٱۡلِك َت ٰـِب َل ا َتۡغ ُل و۟ا‬ ‫كان غلّو أهل الكتاب في‬
‫ِف ی ِد یِن ُك م)‬
‫‪1‬‬ ‫األشخاص‪ ،‬والعبادة (من‬
‫الحصيات الصغيرات تؤدي غرض‬ ‫"‪...‬فإّن ما َأ ْه َلَك َم ْن َك اَن‬ ‫جهة المنع)‬
‫َق ْب َلُك ْم الغُل ُّو في الِّد يِن "‬
‫‪5‬‬
‫العبادة المذكورة‬

‫فيه خطورة الغلو‪ ،‬وأنه سبب للهالك‬

‫"‪َ...‬يْم ُر ُق وَن ِم َن الِّد يِن كما‬


‫الحديث من دالئل النبّو ة‬
‫َيْم ُر ُق الَّس ْه ُم ِم َن الَّرِم َّيِة "‬
‫‪6‬‬
‫صاحب هذه النفسية المتشددة يجمع بين‪:‬‬

‫(َف ٱۡس َت ِق ۡم َك َم ۤا ُأِم ۡرَت َو َم ن‬


‫أمر يتعّل ق بنفسه‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫االستقامة على‬
‫َت اَب َم َع َك َو َل ا َت ۡط َغ ۡو ۟ا)‬
‫مجاوزة الحّد بها عما هي عليه‬
‫أمر يتعّل ق بغيره‪ ،‬وهو‪ :‬التقليل من‬
‫‪2‬‬ ‫طريق هللا بنور منه‬
‫شأن غيره‪ ،‬وإنزاله عّم ا هو عليه‬
‫من المفِّس رين َم ن فّس ر‬
‫من سمات الخوارج‪:‬‬
‫«الطغيان» بمجاوزة الحّد‬
‫الجرأة على الحدود الدينية المحكمة‬ ‫من جهة الغلّو‬
‫عدم أخذ سّن ة النبّي ﷺ بشمولية‬

‫عدم النظر الشمولي للفقه في الدين‬

‫من عدالة أهل العلم‪ :‬عدم تكفير‬


‫الخوارج رغم النصوص‬
‫من أهم ما يعصم من الّض الل‪ُ :‬ح سن األخذ للقرآن‬

‫فقه أبو برزة ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬الهدي‬ ‫"‪...‬وَش ِه ْد ُت َت ْي ِس يَرُه ‪"...‬‬
‫الشمولي الميّس ر بما شهَد ه‬ ‫‪7‬‬
‫موازنة أبي برزة ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬قد‬
‫تدخل في كل عقل‪ ،‬إال المغالين‬

‫منهج دعوي إصالحي‬ ‫"َيِّس ُروا وال ُتَع ِّس ُروا‪،‬‬ ‫‪8‬‬
‫روح الدعوة المطلوبة‪ :‬التيسير‬ ‫وَب ِّش ُروا‪ ،‬وال ُتَنِّف ُروا"‬

‫العمل المنّف رر من أعظم ما حّرمته الشريعة‬


‫الحديث عن الجنة والنار من الدين‪،‬‬
‫وليس من الّت نفير‬
‫«الّت طاوع» ال يساوي بالّض رورة توّح د الرأي‪،‬‬
‫وإنما عدم اإلصرار على ما قد يسبب الخالف‬

‫"َيِّس را وال ُتَع ِّس را‪ ،‬وَب ِّش را وال‬


‫ُتَنِّف را‪ ،‬وَت طاَو عا وال َتْخ َت ِلفا"‬
‫‪9‬‬
‫يؤكد المعنى المركزي في الباب‬
‫"َأ ْع َظ ُم الُم ْس ِلِم يَن ِف ي‬
‫قد يدخل فيه‪َ :‬م ن حّرم على‬ ‫‪10‬‬
‫الُم ْس ِلِم يَن ُج ْر ًم ا‪َ :‬م ْن َس أَل‬
‫المسلمين ما لم يحّرم عليهم‬
‫َع ْن َأ ْم ٍر َل ْم ُيَح َّرْم ؛ َف ُح ِّرَم على‬
‫الّن اِس ِم ن أْج ِل َم ْس َأ َل ِتِه "‬

‫‪5‬‬ ‫الحديث شاهد على كونه ﷺ مرّبًيا‬ ‫"‪ُ...‬ك نُت أُص وُم الَّد ْه َر‬
‫وَأ ْق َر ُأ الُق ْر آَن ُك َّل َل ْي َل ٍة ‪"...‬‬
‫‪11‬‬
‫مما ُيعين على أن يكون العالم مربًيا‪:‬‬
‫استحضار معنى الوراثة النبوّية‬
‫فيه استحسان للمداومة على الفعل وإن قّل‬
‫‪20‬‬
‫َباٌب ي َم ْر َك َّي ُح ْس‬
‫الُخ ُل ِف‪َ ،‬وال ِّر ِزَواِة ْح َس اِن‬
‫ِن‬ ‫ِقي َح َيا ِب الُم ِإل‬
‫ْس‬
‫ِلِم‬ ‫ِة‬ ‫ِف‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الباب في بيان المركزية‬
‫وليس الفضل فقط‬
‫"الِب ُّر ُح ْس ُن الُخ ُل ِق ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫«البّر» في مقابل «اإلثم»‪،‬‬ ‫واإلْث ُم ما حاَك في‬ ‫هذا ليس موضوعا تكميليا‪،‬‬
‫وتعريف البّر بُح سن الخلق‬ ‫َص ْد ِرَك ‪ ،‬وَك ِرْه َت أْن‬ ‫إنما أساسٌي ُيقَص د لذاته‬
‫َيَّط ِلَع عليه الّن اُس "‬

‫"َم ا َخ يُر َم ا ُأْع ِط َي اْل َع ْب ُد ؟‬


‫َق اَل ‪ُ :‬خ ُلٌق َح َس ٌن "‬ ‫‪2‬‬

‫ۡأ‬
‫(ِإَّن ٱلَّل َه َی ُم ُر ِبٱۡلَع ۡد ِل‬
‫"ما شيٌء أثقَل في ميزاِن‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬
‫َو ٱۡلِإ ۡحَس ٰـِن َو ِإیَتۤإِى ِذ ی‬
‫المؤمِن يوَم القيامِة ِم ن‬
‫ُخ ُل ٍق حسٍن ‪ ،‬وإّن َهللا‬ ‫صيغة األمر في اآلية تعظيمّية‬
‫ٱۡلُق ۡرَب ٰى َو َیۡنَه ٰى َع ِن‬
‫َل ُيبِغ ُض الَف اِح َش الَبِذ يَء "‬ ‫ۡل‬ ‫ۡلَف َش ۤا ۡل‬
‫ٱ ۡح ِء َو ٱ ُم نَك ِر َو ٱ َب ۡغ ِۚی‬
‫لم تتكرر كثيرا في القرآن‬
‫َیِع ُظ ُك ۡم َل َع َّلُك ۡم َتَذ َّك ُروَن )‬
‫"الُم ْس ِلُم َم ْن َس ِلَم‬
‫الّس المة من الِّل سان واليد باب أخالقي‪،‬‬ ‫الُم ْس ِلُم وَن ِم ْن ِلَس اِنِه‬
‫‪4‬‬
‫واإلخالل به إخالل بأمر عظيم في اإلسالم‬ ‫َو َيِد ِه ‪ ،‬والُم هاِج ُر َم ن‬ ‫(َّلۡی َس ٱۡلِب َّر َأ ن ُتَو ُّل و۟ا‬
‫ُو ُج وَه ُك ۡم ِق َب َل ٱۡلَم ۡش ِرِق‬
‫‪2‬‬ ‫ذكر لجوامع الّد ين‪ ،‬ومنها‬
‫َه َج َر ما َن هى ُهللا عْن ُه "‬
‫َو ٱۡلَم ۡغ ِرِب َو َل ٰـِك َّن ٱۡلِب َّر َم ۡن‬
‫ما هو من حسن الخلق‬

‫َء اَم ٰۤـَن ِبٱلَّل ِه َو ٱۡلَیۡو ِم ٱۡلَٔـاِخ ِر‬


‫َو ٱۡلَم َل ِٕى َك ِة َو ٱۡلِك َت ٰـِب َو ٱلَّن ِبِّیۧـَن‬
‫"َر َأ ْي ُت ُه َي ْأ ُم ُر بَم كاِرِم األْخ الِق "‬ ‫َو َء اَت ى ٱۡلَم اَل َع َل ٰى ُح ِّبِه ۦ َذ ِو ی‬
‫ٱۡلُق ۡرَب ٰى َو ٱۡلَی َت ٰـَم ٰى َو ٱۡلَم َس ٰـِك یَن‬
‫خُل ص لهؤالء ال‪ 3‬خطابه ﷺ‪،‬‬ ‫‪5‬‬
‫ومما أوجزوا به الرسالة‪ :‬مكارم األخالق‬ ‫َو ٱۡبَن ٱلَّس ِب یِل َو ٱلَّس ۤإِى ِلیَن‬
‫"وَي ْأ ُم ُرنا بالَّص الِة‬ ‫َو ِف ی ٱلِّر َق اِب َو َأ َق اَم ٱلَّص َل ٰو َة‬
‫‪6‬‬
‫ناقض الفقه في الدين من َق َّل ل من هذا الباب‬ ‫والَّز كاِة والِّص ْد ِق‬ ‫َو َء اَت ى ٱلَّزَك ٰو َة َو ٱۡلُم وُف وَن‬
‫ۖ۟ا‬
‫ِبَع ۡه ِد ِه ۡم ِإَذ ا َع ٰـَه ُد و‬
‫والَع فاِف والِّص َل ِة "‬
‫طالب العلم هم أولى الناس‬ ‫"َأ ْر َس َل ِني ِبَص َل ِة اْل َأ ْر َح اِم ‪،‬‬ ‫َو ٱلَّص ٰـِبِریَن ِف ی ٱۡلَب ۡأَس ۤاِء‬
‫َو ٱلَّض َّر ۤاِء َو ِح یَن ٱۡلَب ۡأ‬
‫ُقِۗس ۖ۟ا‬
‫‪7‬‬
‫ٰۤـ‬
‫بتعظيم باب األخالق‬ ‫َو َك ْس ِر اْل َأ وَثاِن "‬
‫ُأ۟و َل ِٕى َك ٱَّلِذ یَن َص َد و‬
‫ٰۤـ‬
‫َو ُأ۟و َل ِٕى َك ُه ُم ٱۡلُم َّتُق وَن )‬

‫‪5‬‬
‫‪21‬‬
‫َباٌب ي َم َف ا ي ال َداَي‬
‫ِه َياِة‬ ‫َوالَب ِف يَر ‪ِ ،‬ت ِح‬
‫وَدَوا اْح‬
‫الُم ْس ِص َلِةى ال ِم‬
‫َداَي ِت‬
‫الَّرَّباِج َّي‬
‫ِن ِة‬ ‫ِه ِة‬ ‫ِلِم ِإ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أهمية مطلب الهداية‪ ،‬إذ الموَص ى‬ ‫"ُق ْل ‪ :‬الَّل ُه َّم اْه ِد ِني‬ ‫باب مهم في أّو ل الطريق‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫له هنا ذو باع في اإلسالم‬ ‫َو َس ّد دني‪ ،‬واْذ ُك ْر بالُه َد ى‬ ‫وأواسطه وآخره‬
‫ِه داَي َت َك الَّط ِريَق ‪ ،‬والَّس داِد ‪،‬‬
‫الّد عاء بالهداية من أعظم‬ ‫َس داَد الَّس ْه ِم "‬ ‫من الفوارق بين ذوي‬
‫أسباب تحصيلها‬ ‫الدرجات العليا وَم ن دونهم‪:‬‬
‫إدراك مركزية هذا الباب‬

‫المطلوب تجاه هذا الباب‪:‬‬ ‫إدراك أهميته‬


‫كان من شأنه ﷺ‬ ‫"الّل ُه َّم ِإِنِّي َأ ْس َأ ُلَك الُه َد ى‪،‬‬
‫الّد عاء بالهداية‬ ‫والُّتَق ى‪َ ،‬و الَع َف اَف ‪ ،‬والِغ َن ى"‬ ‫‪2‬‬ ‫البحث عن المفاتيح الموصلة للهداية‬
‫أدعية األنبياء باب عظيم في‬
‫العلم بالله تعالى‪ ،‬وفي الهداية‬

‫استحضاره ﷺ احتياَج ه للهداية‬


‫(َو َم ن َیۡع َت ِص م ِبٱلَّل ِه َف َق ۡد ‪1‬‬
‫"َيا ِع َباِد ي ُك ُّلُك ْم َض اٌّل‬ ‫‪3‬‬ ‫االعتصام بالله من مفاتيح‬
‫ِإَّلا َم ن َه َد ْي ُت ُه ‪،‬‬ ‫ُه ِد َی ِإَل ٰى ِص َرٰ ⁠ࣲط ُّم ۡس َت ِق یࣲم )‬
‫مع أنه الهادي إلى الخير‬
‫فاْس َت ْه ُد وِني أْه ِد ُك ْم "‬ ‫الهداية (االعتصام‪ :‬االلتجاء)‬
‫من صور الهداية‪:‬‬
‫"اْه ِد ني ِلَم ا اخُت ِل َف فيه‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪4‬‬
‫ِم َن الَح ِّق بإذِنك‪ ،‬إّن َك‬ ‫( ۡل ِإ ٱل َه ُیِض ُّل َم‬
‫َّن َّل‬ ‫ُق‬
‫الهداية إلى اإليمان‬
‫ن ) ‪2‬‬
‫ــــ‬
‫َت ْه ِد ي مْن َتَش اُء إلى‬ ‫َیَش ۤاُء َو َیۡه ِد ۤی ِإَل ۡی ِه َم ۡن َأ َن اَب‬ ‫اإلنابة من مفاتيح الهداية‬
‫الهداية من طرق الذنوب‬ ‫ــــ‬ ‫ِص َراٍط ُم ْس َت ِق يٍم "‬
‫(ٱلَّل ُه َیۡجَت ِب ۤی ِإَل ۡی ِه َم ن َیَش ۤاُء‬
‫إلى طريق االستقامة‬ ‫(اإلقبال والرجوع إلى هللا)‬
‫"َك ان إذا قام إلى الصالة‬ ‫‪3‬‬
‫الهداية بالّث بات على اإليمان والطاعة‬ ‫ــــ‬ ‫قال‪ :‬وَّج ْه ُت وْج هي ِلَّل ِذ ي‬ ‫‪5‬‬ ‫َو َیۡه ِد ۤی ِإَل ۡی ِه َم ن ُیِنیُب )‬
‫َف َط َر الَّس َم واِت واألْر َض‬
‫الهداية في األمور الملتبسة‬ ‫َح ِنيًف ا‪...‬واْه ِد ِني َأل ْح َس ِن‬ ‫(َو ٱَّلِذ یَن َج ٰـَه ُد و۟ا ِف یَن ا‬
‫ــــ‬
‫‪4‬‬ ‫َلَن ۡه ِد َیَّن ُه ۡم ُس ُب َل َنۚا َو ِإَّن‬
‫األْخ الِق ال َيْه ِد ي‬ ‫المجاهدة في هللا ولله‬
‫ٱلَّل َه َل َم َع ٱۡلُم ۡحِس ِنیَن ﴾‬
‫الهداية إلى باب األخالق والُّس لوك‬ ‫ــــ‬ ‫َأل ْح َس ِنها إّل ا أْن َت ‪"...‬‬ ‫من مفاتيح الهداية‬

‫الهداية إلى أفضل الخير‬ ‫ــــ‬ ‫فليبشر المجاهد بأمرين‪:‬‬

‫الهداية إلى طرق اإلصالح والنفع‬ ‫ــــ‬ ‫أّن ه اّتخذ ُج ّن ة ووقاية مّم ا ُيجاهد‬
‫الهداية اإللهية‬

‫(ُق ۡل َه ٰـِذ ِه ۦ َس ِب یِل َأ ۡدُع ۤو ۟ا‬


‫ۤی‬ ‫اّتباعه ﷺ عصمة‪ ،‬وسبب‬
‫"الّل ُه َّم َأ ْس َت ْه ِد يَك‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ِإَل ى ٱلَّل ِۚه َع َل َبِص یَرٍة َأ َن۠ا‬
‫ِلَأ ْر َش ِد َأ ْم ِري‪َ ،‬و َأ ُع وُذ ِبَك‬ ‫ٰى‬ ‫من أسباب البصيرة‬
‫َو َم ِن ٱَّتَبَع ِن ۖی)‬
‫أهمية طلب الهداية ألرشد األمر‬
‫ِم ْن َش ِّر َنْف ِس ي"‬

‫‪5‬‬
‫‪22‬‬
‫"الَّن ِبّي ﷺ َبَع َث ُم َع اًذ ا َو َأ َبا‬
‫‪1‬‬
‫الوصية بمثابة منهاج لكل‬ ‫ُم وَس ى إَل ى الَيَم ن‪ ،‬وَق اَل ‪:‬‬
‫العاملين في اإلصالح‬ ‫«َيِّس َرا َو ال ُتَع ِّس َرا‪َ ،‬و َب ِّش َرا َو َل ا‬
‫ُتَنِّف َرا‪َ ،‬و َت َط اَو َع ا َو ال َتْخ َت ِل َف ا»"‬ ‫َباٌب ي َأَه ِّمَي الُص ْح َب‬
‫الَص ا َحِف َو َف ْض ِة الُح ِّب ِة ي‬
‫الّلِل ‪ِ ،‬ةَو ُخ ُط وَرِل الَّتَف ُّر ِف‬

‫فيه إقامة لقضية الوالء والتناصر تحت‬ ‫"إّن الُم ْؤ ِم َن ِلْل ُم ْؤ ِم ِن‬ ‫والَّتَنِهاُز َواْخ َلاِة الَك ِقَم‬
‫كالُب ْن ياِن َي ُش ُّد َبْع ُض ُه‬ ‫‪2‬‬ ‫ِل ِة‬ ‫ِت ِف‬ ‫ِع‬
‫اسم «اإليمان»‪ ،‬فكّل من كان داخًل ا تحت‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫َبْع ًض ا" َو َش َّبَك َبيَن‬
‫مسمى اإليمان= يدخل تحت هذا الحديث‬ ‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬
‫أَص اِبِع ِه‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫في الحديث قاعدة كبرى‪،‬‬ ‫"الُم ْس ِلُم َأ ُخ و الُم ْس ِلِم َل ا‬
‫‪3‬‬
‫ثم لوازم األخّو ة‬ ‫َي ْظ ِلُم ُه ‪ ،‬وال ُيْس ِلُم ُه ‪،‬‬
‫َو َم ْن كاَن في حاَج ِة أِخ يِه‬
‫«ُيسلمه»‪ :‬ال ُيسلم أخاه لعدّو ه‬ ‫كاَن ُهللا في حاَج ِتِه ‪"...‬‬
‫صيًد ا سهًل ا‪ ،‬بل يدافع عنه‬
‫الجزاء من جنس العمل‬
‫النص يدل على ِع َظ م الباب في الّد ين‬ ‫تعُظ م الحاجة إلى هذا‬
‫الباب عند كل المسلمين‬

‫"ال َت حاَس ُد وا‪ ،‬وال َت ناَج ُش وا ‪،‬‬


‫الباب من مركزيات الشريعة‬
‫شر مشاريع الّط عن في المسلمين‪،‬‬ ‫‪4‬‬
‫البعيدة عن «تطّل ب الهداية»‬ ‫َو َل ا َت باَغ ُض وا‪ ،‬وال َت داَبُروا‪"...‬‬

‫"الُم ْس ِلُم َم ْن َس ِلَم‬


‫الُم ْس ِلُم وَن ِم ن ِلساِنِه‬ ‫‪5‬‬
‫وَيِد ِه ‪ ،‬والُم هاِج ُر َم ن َه َج َر‬
‫ما َن هى ُهللا عْن ُه "‬

‫(َو ٱۡص ِبۡر َنۡف َس َك َم َع ٱَّلِذ یَن ‪1‬‬


‫"َل ا َت ْد ُخ ُل وَن الَج َّنَة َح َّت ى‬ ‫‪6‬‬
‫ُتؤِم ُن وا‪ ،‬وال ُتْؤ ِم ُن وا حّت ى‬
‫تعّل ق قضية األخّو ة بالعقيدة (اإليمان)‬
‫َت حاُّبوا‪ ،‬أَو َل ا َأ ُد ُّلُك ْم َع َل ى‬ ‫َیۡدُع وَن َرَّبُه م ِبٱۡلَغ َد ٰو ِة‬
‫من وسائل المحّبة‪ :‬إفشاء الّس الم‬ ‫َش يٍء إذا َف َع ْل ُت ُم وُه‬ ‫َو ٱۡلَع ِش ِّی ُیِریُد وَن َو ۡجَه ُه ۖۥ )‬
‫َت حاَبْب ُت ْم ؟ أْف ُش وا الَّس الَم‬ ‫(ِإَّن َم ا ٱۡلُم ۡؤ ِم ُن وَن ِإۡخَو ࣱة‬ ‫إثبات أهمية التآلف تحقيًق ا‬
‫َف َأ ۡص ِلُح و۟ا َب ۡی َن َأ َخ َو ۡیُك ۚۡم )‬
‫بْي َنُك ْم "‬ ‫‪2‬‬ ‫لالستقامة أو نصرًة للدين‬

‫ٰۤـَأ‬
‫"َو َج َبْت َم َح َّبِتي ِلْل ُم َت َح اِّبيَن‬
‫ُن ۟ا‬
‫َت(َی ُّیَهُكا ٱ ِذ یَن َء اَم َفو َم نَف ‪3‬‬
‫ِف َّي ‪َ ،‬و اْل ُم َت َج اِلِس يَن ِف َّي ‪،‬‬ ‫‪7‬‬ ‫َّل‬
‫َو اْل ُم َتَز اِو ِريَن ِف َّي ‪،‬‬ ‫َیۡر َّد ِم ن ۡم َع ن ِد یِنِه ۦ َس ۡو‬
‫َیۡأِتی ٱلَّل ُه ِبَق ۡو ࣲم ُیِح ُّبُه ۡم‬
‫العناية في هذا الباب‬
‫َو اْل ُم َت َباِذ ِليَن ِف َّي "‬ ‫ناقصة اليوم‪ ،‬وهي أهم‬
‫َو ُیِح ُّبوَن ُه ۤۥ َأ ِذ َّلٍة َع َل ى ٱۡلُم ۡؤ ِم ِنیَن‬ ‫الواجبات اإلصالحّية‬
‫"إّن َهللا َي ُق وُل َيوَم‬ ‫َأ ِع َّز ٍة َع َل ى ٱۡلَك ٰـِف ِریَن )‬
‫اْل ِق َياَم ِة ‪َ :‬أ يَن الُم َت َح اُّبوَن‬ ‫‪8‬‬
‫َّل ِۚه‬
‫ِبَج َل اِلي‪ ،‬اليوَم ُأِظ ُّل ُه ْم في‬
‫َّرُسَأ وُلَّد ۤاٱل َع َل ى ‪4‬‬ ‫(ُّم َح َّم ࣱد‬
‫ِظ ِّل ي َيوَم ال ِظ َّل إّل ا ِظ ِّل ي"‬ ‫َو ٱَّلِذ یَن َم َع ُه ۤۥ ِش ُء‬
‫من فضل األخّو ة والمحّبة في الّل ه‪ :‬أن‬
‫"‪...‬بأّن َهللا قْد أَح َّبَك‬ ‫ٱۡلُك َّف اِر ُرَح َم ۤاُء َب ۡی َن ُه ۖۡم )‬
‫يظّل ُهللا العبَد في ظّل ه يوم ال ظّل إّل ا‬ ‫‪9‬‬
‫كما أْح َبْب َت ُه ِف يِه "‬
‫ظّل ه‪ ،‬فهو سبب لمحّبة هللا للعبد‪،‬‬
‫ومن أسباب حالوة اإليمان‬ ‫"َثَل اٌث َم ْن ُك َّن ِف يِه‬
‫َو َج َد َح َل اَو َة اْل ِإ يَم اِن ‪...:‬‬ ‫‪10‬‬
‫وَأ ْن ُيِح َّب الَم ْر َء ال‬
‫ُيِح ُّبُه إّل ا ِلَّل ِه "‬

‫"ال َت ْر ِج ُع وا َبْع ِد ي‬
‫نعم هو كفر دون كفر‪ ،‬لكن لوال خطورة هذا‬ ‫ُك ّف اًرا‪َ ،‬ي ْض ِرُب َبْع ُض ُك ْم‬ ‫‪11‬‬
‫الباب َل َم ا ُو صف الُم خالف له بهذا الوصف‬ ‫ِرقاَب َبْع ٍض "‬

‫‪5‬‬
‫‪23‬‬
‫َباٌب ي الَح َذ َن‬
‫يجمع األحاديث حرصه ﷺ على أّم ته‬ ‫"وَت ِج يُء ِف ْت َنٌة فُيَر ِّق ُق‬ ‫ى َع َلى‬ ‫اْل َت ‪ِ ،‬فَوَم ا ُيْخ َشِر ِم‬
‫وتنبيهه إياهم مبّك ًرا ألنواع من الفتن‬
‫‪1‬‬ ‫الَّصا يَن ْن ْتَن‬ ‫ِف ِن‬
‫َبْع ُض ها َبْع ًض ا"‬ ‫َوالَّتَناُفِم ِف ِة‬ ‫الُّدْنَيا ِلِح‬
‫يَه ا‬
‫ِس ِف‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫من تلك الفتن ما وقع في زمن‬ ‫"وَل ِك ْن أَخ شى عَل ْي ُك م‬
‫الصحابة‪/‬بعدهم‪ /‬اآلن‬ ‫أْن ُتْب َس َط َع َل ْي ُك ُم الُّد ْن يا‬ ‫‪2‬‬ ‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬
‫كما ُبِس َط ْت على َم ن‬
‫األحاديث تلفت إلى‪:‬‬ ‫كاَن َق ْب َلُك ْم ‪"..،‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫"وَل ِك ِّن ي َأ ْخ َش ى َع َل ْي ُك ُم‬
‫خطورة أمر الفتن‬ ‫‪3‬‬
‫الُّد ْن يا أْن َت ناَف ُس وا ِف يها"‬
‫اهتمامه ﷺ بشأن األّم ة‬
‫"َتَتَن اَف ُس وَن ‪ُ ،‬ثَّم‬
‫َتَت َح اَس ُد وَن ‪ُ ،‬ثَّم َتَت داَبُروَن ‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫الَّس ْي ر ال بّد أن يصحَبه‬
‫تنّبه إلى العوائق‬ ‫ُثَّم َتَت باَغ ُض وَن "‬
‫"إّن أْك َث َر ما َأ َخ اُف عَل ْي ُك م‬
‫الّث بات ال يكون إال بإدراك‬ ‫ما ُيْخ ِرُج ُهللا َلُك ْم ِم ْن‬ ‫‪5‬‬
‫وقوع الفتن واالستعداد‬ ‫الفتن ال تختّص بأهل الفساد‬
‫َبَركاِت األْر ِض "‬
‫قد ُيصَبر على الّش دائد‬
‫ما ال ُيصَبر على الِنَع م‬

‫"ُتْع َرَض الِف َت ُن َع َل ى‬ ‫‪6‬‬


‫الفتنة تقلق الّص الح وإن كان ُع مر‬
‫الُق ُل وب؛ َك الَح ِص يِر‬
‫الفتن تقع في القلوب بشكل تراكمي‬ ‫ُع وًد ا ُع وًد ا‪"..،‬‬
‫من أعظم أسباب نور القلب‪:‬‬
‫عدم الوقوع في الفتن‬
‫(َّم ا َك اَن ٱلَّل ُه ِلَی َذ َر‬
‫ٱۡلُم ۡؤ ِم ِنیَن َع َل ٰى َم ۤا َأ نُت ۡم‬
‫"باِد ُروا ِباألْع ماِل ِف َتًن ا‬ ‫‪1‬‬
‫ُيعمل وقت الرخاء‪:‬‬ ‫‪7‬‬
‫َك ِق َط ِع الَّل ْي ِل الُم ْظ ِلِم ‪"..،‬‬ ‫َع َل ۡی ِه َح َّت َیِم یَز ٱۡلَخ ِب یَث‬ ‫فليتهّيأ المؤمنون للفتن التي تنخلهم‬
‫ٰى‬
‫وقايًة من الفتن حال وقوعها‬ ‫ِم َن ٱلَّط ِّیِۗب )‬
‫"ُس ْب حاَن الّل ِه !‪َ ،‬م اَذ ا ُأْن ِزَل‬
‫الَّل ْي َلَة ِم َن الِف َت ِن ‪"...‬‬
‫‪8‬‬
‫قد ال ُيتاح لإلنسان‬
‫َّتُق ۟ا َن ࣰة َّل ُت‬
‫ٱَّل ی(َوَنٱ َظوَل ُمِف ۡتو۟ا ناُك ِصَخ ۤایَبَّص ࣰۖة ﴾ ‪2‬‬
‫العمل وقت الفتنة‬ ‫َّن‬ ‫إذا عّم الُّظ لم ولم ُينكر وُيغّير؛ فلُت تَق‬
‫«قيام الليل» من أهم أسباب الوقاية من الفتن‬ ‫ِم ۡم‬ ‫ِذ‬ ‫فتنة عامة ُيراد بها العقاب‬

‫َم ن لم يكن له رصيد من العمل قد‬


‫يتقلب في الفتن تقّل ًبا‬ ‫ُك ۟ا َأ‬
‫(ُقَح ُلِس ۟اَب ٱل َّناُس نَل ُیۡتَرۡفَتُنۤو َنن ‪3‬‬
‫َأ‬ ‫َّن‬ ‫َأ‬
‫فليبشر المؤمن بالرحمة‪،‬‬
‫الفتن من أقدار هللا تعالى‬ ‫َی و ۤو َء اَم ا َو ُه ۡم ا ُی و )‬ ‫وليتهَّيأ لالختبار‬
‫درٌس في الحرص على األهل‬ ‫االختبار يكون بالرخاء كما‬
‫يكون بالشدة [النمل‪]40 :‬‬
‫"‪َ...‬ت َع َّو ُذ وا باللِه ِم َن‬
‫فيه بيانه ﷺ لألمور الُم ِزَّلة‬ ‫الِف َت ِن ‪"..‬‬
‫‪9‬‬

‫االستعاذة بالله من وسائل اّتقاء الفتن‬

‫ُة‬
‫الهرج‪ :‬اختالط األحوال بالفتن والقتل‬ ‫"الِع َباَد ِف ي الَه ْر ِج‬ ‫‪10‬‬
‫َك ِه ْج َرٍة ِإَل َي "‬
‫سبب ِع َظ م األجر‪ :‬أنها ليست‬
‫أوقات عبادة لعامة الناس‬

‫‪5‬‬
‫‪24‬‬
‫َباٌب ي َف ْه َأْس َبا‬
‫يَن ‪،‬‬
‫ِب‬ ‫َض ْع ِف الُم ِمْس‬
‫َواْخ َلا ِف َأْح َوا ْمِلِم َو ْخ َبا‬
‫َك ِر‬ ‫ِلِه َذ ِإ‬ ‫ِتالَن ِلّي ﷺ َع ْن‬
‫ِل‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ِب‬
‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫باب مهم للمصلح‬
‫"َو َل ِك َّنُك ْم ُغ َث اٌء‬ ‫‪1‬‬
‫الحديث عجيب في بيان حال األمة اليوم‬ ‫َك ُغ َث اِء الَّس يِل "‬ ‫كمال رحمته ﷺ إذ بّين ألّم ته خير ما‬
‫يعلمه لهم‪ ،‬وشّر ما يعلمه لهم‬
‫جمع الحديث بين أمرين‪:‬‬

‫المشكلة الخارجية‬

‫السبب الداخلي الذي رّس خ المشكلة‬

‫ما ُذ كر من نزع المهابة يعاكس‬


‫زمن النبّي ﷺ (ُن صرُت بالرعب)‬ ‫( َأَو َل َّم ۤا َص ٰـَبۡت ُك م ُّم ِص یَبَأࣱة َق ۡد ‪1‬‬
‫َأ‬ ‫َأ‬
‫َص ۡب م ِّم ۡثَل ۡی َه ا ۡم ٰى‬
‫ُق ۡلُت َّن‬ ‫ُت‬
‫َه ٰـَذ ۖا ُق ۡل ُه َو ِم ۡن ِع نِد‬
‫دعوة لاللتفات لألسباب‬
‫االستغناء عن الّد نيا يرّص بنيان‬
‫َأ نُف ِس ُك ۗۡم ِإَّن ٱلَّل َه َع َل ٰى ُك ِّل‬
‫الّد اخلّية في المصائب الخارجّية‬
‫األّم ة‪ ،‬وإّل ا فتسلط األعداء‬
‫َش ۡی ࣲء َق ِد یࣱر﴾‬
‫نحن في أمّس الحاجة إلى‬
‫إعادة بّث مركزيات الّد ين‬

‫(ِإَّت ٱلَغ َه ا ۟اُی ِّیُرَأَمُفا ِب ۡو ٍمۗۡم ‪2‬‬


‫َق‬ ‫َّن َّل َل َغ‬
‫َح ٰى ُی ِّیُرو َم ا ِب ن ِس ِه‬ ‫هللا تعالى ال يغّير على أّم ة‬
‫عدم االغترار بانتشار بعض‬
‫"سَيأتي على الّن اِس‬
‫‪2‬‬ ‫ۤا َأ‬
‫َو ِإَذ َراَد ٱلَّل ُه ِبَق ۡو ࣲم ُس ۤو ࣰءا‬ ‫حال العافية إلى نقيضه إال‬
‫المفاهيم؛ ألنه ﷺ يحّذ رنا من‬
‫سنواٌت خّد اعاُت يصَّد ُق‬
‫فيها الكاِذ ُب ‪"..‬‬ ‫َف َل ا َم َرَّد َل ُه ۚۥ َو َم ا َل ُه م ِّم ن‬ ‫إذا غيروا شيئا في أنفسهم‬
‫انقالب المعايير‪ ،‬والبوصلة‪ :‬الوحي‬ ‫ُد وِنِه ۦ ِم ن َو اٍل )‬

‫"‪َ...‬س َّل َط ُهللا عليُك ْم‬ ‫‪3‬‬


‫تحذير من الركون إلى الّد نيا والّت عّل ق بها‬
‫ُذ ًّل ا ال َي ْن ِزُع ُه حتى‬
‫َت ْر ِج ُع وا إلى ِد يِن ُك ْم "‬
‫العينة‪ :‬بيع يظهر شدة الحرص على‬
‫المال‪ ،‬وصورتها قريبة من الّربا‬

‫الّذ ّم ليس للِّز راعة وإنما لالنشغال التام‬

‫‪5‬‬
‫‪25‬‬
‫َباٌب ي الُّسَن اْل َل َّي‬
‫ِّمَّي ُم َواَفِنَق َهِإا ِه يِة‬ ‫َو َأَه ِف‬
‫اْل ْص َلاِة َو َق اَم ِت ِف‬
‫الِّدي‬
‫الَّنا ِةَوَدْع َو ِن ْم‬ ‫َو ِإَياَس ِح ِإ‬
‫ِتِه‬ ‫ِس‬ ‫ِة‬ ‫ِس‬ ‫(ُس َّنَة ٱلَّل ِه ِف ی ٱَّلِذ یَن‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫َخ َل ۡو ۟ا ِم ن َق ۡبُۖل َو َل ن َتِج َد ‪1‬‬ ‫اآلية تتحدث عن المنافقين‪،‬‬
‫وفيها أن هللا سيسّل ط نبّيه ﷺ‬
‫ِلُس َّن ِة ٱلَّل ِه َت ۡب ِد یࣰلا﴾‬
‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬
‫عليهم إذا لم ينتهوا عن األذى‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اختلف المفِّس رون في عدم‬
‫تحٌّق ق ما ورد في اآلية على‪:‬‬
‫أَّن هم رجعوا إلى كتمانهم‬
‫وانتهوا‪ ،‬وهذا أرجح من الثاني‪،‬‬
‫وقاله قتادة ‪-‬رحمه هللا‪-‬‬
‫أّن إخالف الوعيد جائز من‬
‫اشتركت اآليات الثالث األولى‬ ‫باب الكرم اإلٰل هّي‬
‫في الحديث عن سّن ة هللا في‬
‫اختلف المفسرون في تفسير‪:‬‬
‫﴿ٱَّلِذ یَن َخ َل ۡو ۟ا ِم ن َق ۡب ُۖل ﴾ على‪:‬‬
‫إهالك المكّذ بين‬

‫أي‪ :‬من أعداء الّن بّي ﷺ‬


‫الذين سلّط ه هللا عليهم‬
‫(في بدر وقريظة)‬
‫أي‪ :‬من األمم الّس ابقة‬

‫(َف َه ۡل َینُظ ُروَن ِإَّلا‬


‫ُس َّن َت ٱۡلَأ َّو ِلیَۚن َف َل ن َت ِج َد‬
‫"إّن َهللا َل ُيْم ِلي‬ ‫‪2‬‬ ‫اآلية في سياق الحديث عن المستكبرين‬
‫ِللّظ اِلم حّت ى إذا‬ ‫‪1‬‬
‫ِلُس َّن ِت ٱلَّل ِه َت ۡب ِد یۖاࣰل َو َل ن‬ ‫والماكرين الذين جاءتهم الحجج‬
‫أَخ َذ ُه َل ْم ُيْف ِل ْت ُه "‬
‫َت ِج َد ِلُس َّن ِت ٱلَّل ِه َت ۡحِو یًل ا)‬

‫(َف َل ۡم َأَیُك ۡأَینَف ُع ُه ۡم ِإیَم ٰـُن ُه ۡم ‪3‬‬ ‫إهالك الّظ المين نوعان‪:‬‬
‫َل َّم ا َر ۡو ۟ا َب َس َنۖا ُس َّن َت ٱلَّل ِه‬
‫في الّن ّص ذكر لسّن تين‪:‬‬ ‫"‪َ...‬و َك َذ ِلَك الُّرُس ُل ُتْب َتَل ى‪ُ ،‬ثَّم‬
‫َتُك وُن َل ُه ُم اْل َع اِق َب ُة "‬ ‫‪2‬‬
‫ُس ّن ة االبتالء‬ ‫ٱَّلِتی َق ۡد َخ َل ۡت ِف ی ِع َباِد ِه ۖۦ‬ ‫‪ .1‬إهالك بخرق العادة في الُّس نن‬
‫َو َخ ِس َر ُه َن اِلَك ٱۡلَك ٰـِف ُروَن )‬ ‫الكونَّية (ال تقبل التوبة إذا نزل)‬
‫ُس ّن ة الّن صر للمؤمنين‬
‫‪ .2‬إهالك الظالمين‬
‫بتسليط المؤمنين عليهم‬
‫(تقبل التوبة إذا نزل)‬
‫ُس ّن ة االبتالء ماضية على‬ ‫"‪...‬وِهللا َل ُيِتَّم َّن هذا األْم َر‪،‬‬
‫حّت ى َيِس يَر الّراِك ُب ِم ن‬
‫‪3‬‬
‫المؤمنين في هذه اُأل َّم ة وقبَل ها‬ ‫(َق ۡد َخ َل ۡت ِم ن َق ۡب ِل ُك ۡم‬
‫ُس َن ࣱن َف ِس یُرو۟ا ِف ی‬
‫َص ْن عاَء إلى َح ْض َرَم ْو َت ‪ ،‬ال‬ ‫‪4‬‬
‫الّت عّرف على أخبار الماضين‬ ‫تعاقب األمم وأّن هناك سنن‬
‫يعين على التصُّبر‬
‫َيخاُف إّل ا َهللا‪ ،‬أِو الِّذ ْئ َب‬ ‫ٱۡلَأ ۡرِض َف ٱنُظ ُرو۟ا َك ۡی َف‬ ‫إٰل هَّية في عقاب الكلمة وتمكين‬
‫َك اَن َع ٰـِق َب ُة ٱۡلُم َك ِّذ ِبیَن )‬
‫على َغ َن ِم ِه ‪"...‬‬
‫المؤمنين‪ ،‬والمؤمن الكّيس من‬
‫العجيب أن الّت بشير جاء في ذروة‬ ‫ينظر في الُّس نن ويعتبر وال يقتصر‬
‫اشتداد األزمة على المسلمين‬ ‫على حدود المعرفة الّت اريخَّية‬

‫(َأُك َّف اُر ُك ۡم َخ ۡیࣱر ِّم ۡن ُأ۟و َل ٰۤـِٕى ُك ۡم ) ‪5‬‬


‫هؤالء الكفار ليسوا بخير من كفار األقوام‬
‫الّس ابقة فلن تفوتهم سنن هللا تعالى‬

‫(ُق ل ِّلَّل ِذ یَن َك َف ُر ۤو ۟ا ِإن‬


‫‪6‬‬ ‫َینَت ُه و۟ا ُیۡغ َف ۡر َل ُه م َّم ا َق ۡد‬
‫َس َلَف َو ِإن َیُع وُد و۟ا َف َق ۡد‬
‫َم َض ۡت ُس َّن ُت ٱۡلَأ َّو ِلیَن )‬

‫(ِإن َت ۡس َتۡف ِتُح و۟ا َف َق ۡد‬


‫َج ۤاَء ُك ُم ٱۡلَف ۡت ُۖح َو ِإن َتنَت ُه و۟ا ‪7‬‬
‫َف ُه َو َخ ۡیࣱر َّلُك ۖۡم َو ِإن َت ُع وُد و۟ا‬
‫َن ُع ۡد َو َل ن ُتۡغ ِن َی َع نُك ۡم‬
‫ِف َئُتُك ۡم َش ۡی ࣰٔـا َو َل ۡو َك ُث َرۡت‬
‫َو َأ َّن ٱلَّل َه َم َع ٱۡلُم ۡؤ ِم ِنیَن )‬

‫(َو َلَق ۡد ُك ِّذ َبۡت ُرُس ࣱل ِّم ن‬


‫‪8‬‬ ‫َق ۡب ِل َك َف َص َبُرو۟ا َع َل ٰى َم ا‬ ‫تثبيت له ﷺ وللمؤمنين أّن‬
‫ُك ِّذ ُبو۟ا َو ُأوُذ و۟ا َح َّت ٰۤى َأ َت ٰى ُه ۡم‬ ‫قانون هللا ال يتبّد ل‬
‫َن ۡص ُر َنۚا َو َل ا ُم َبِّد َل ِلَك ِلَم ٰـِت‬
‫ۤا‬
‫ٱلَّلِۚه َو ۡد َج َء َك ِم ن َب ِإ ۟ی‬
‫َّن‬ ‫َلَق‬
‫ٱۡلُم ۡرَس ِلیَن )‬

‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫(َو َك ٰ ⁠ِلَك َج َع ا ِلُك ِّل ِب ٍّی‬


‫َن‬
‫َۗن َك َف‬
‫ۡلَن‬
‫ۡل‬
‫َذ‬
‫َع ُد ࣰّوا ِّم َن ٱ ُم ۡجِرِم ی َو ٰى‬
‫ِبَرِّبَك َه اِد ࣰیا َو َن ِص یࣰرا)‬

‫‪26‬‬
‫َباٌب ي ُح ْس‬
‫الَع ا َبِف َوالّتْم ِني‬
‫َبْع ِة الَّبَلا ِك ِن‬ ‫ِق‬
‫ِء‬ ‫ِد‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬

‫أهّم ّية فهم ُس َّن ة هللا في‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أوليائه وحَم َل ة الِّد ين‬

‫هذا الباب ُم َّت ِص ل بالُّس نن اإلٰل هَّية‬


‫"َف َك ذلَك الُّرُس ُل ُتْب َت لى‬
‫ِم َّم ا فهمه هرقل من آثار النبّو ة‪،‬‬ ‫‪1‬‬
‫ُثَّم َتُك وُن لهُم العاِق َب ُة "‬ ‫المؤمن الذي ال يفهم سنن‬
‫إذ تتعَّل ق بسنة إلهية‬
‫هللا تعالى قد يقع في اليأس‬

‫من فوائد التطّرق لهذا الباب‪:‬‬ ‫العلم بالّٰله بمعرفة سننه‬


‫"‪...‬وِهللا َل ُيِتَّم َّن هذا‬
‫بيان شّد ة المرحلة المكَّية على المؤمنين‬ ‫‪2‬‬
‫األْم َر‪ ،‬حّت ى َيِس يَر الّراِك ُب‬ ‫التزّو د للصبر والتهّيؤ للبالء‬
‫قصص الَّث ابتين توّل د الَّث بات‬ ‫ِم ن َص ْن عاَء إلى‬
‫في أزمنة ُم تجِّد دة‬ ‫َح ْض َرَم ْو َت ‪ ،‬ال َيخاُف إّل ا‬ ‫عدم الفتور عند رؤية المصاعب‬
‫َهللا‪ ،‬أِو الِّذ ْئ َب على‬
‫سّن ة الُّط غاة واحدة‬ ‫َغ َن ِم ِه ‪"...‬‬ ‫االستبشار بالخير بعد البالء‬

‫الحديث من دالئل النبّو ة‬

‫(َح َّت ٰۤى ِإَذ ۟اا َأٱۡس َت ۡی َٔـَس ٱلُّرُس ۟اُل ‪1‬‬
‫َو َظ ُّن ۤو َّن ُه ۡم َق ۡد ُك ِذ ُبو‬
‫ذكرت في سورة يوسف‪ ،‬التي هي‬
‫َج ۤاَء ُه ۡم َن ۡص ُر َن ا)‬
‫"‪...‬وِم ّن ا َم ن أْي َن َع ْت له‬ ‫من أهِّم نماذج الَّت مكين بعد االبتالء‬
‫فيه إثبات تغّير حالهم بعد البالء‬ ‫‪3‬‬
‫َثَم َر ُتُه ‪َ ،‬ف هو َيْه ِد ُبها‪"...‬‬
‫ُتؤِّس س لُس ّن ة إٰل هَّية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫عمق ابتالء الّص الحين‬

‫"‪َ...‬لَت َرُو َّن ما قاَل النبُّي‬


‫تكامل الِق َّص ة في زمن الّن بّي ﷺ حّت ى تّم األمر‬ ‫(َأ ۡم َح ِس ۡب ُت ۡم َأ ن َت ۡد ُخ ُل و۟ا‬
‫‪4‬‬
‫أبو القاِس ِم ﷺ"‬
‫ٱۡلَج َّنَة َو َل َّم ا َیۡأِتُك م َّم َث ُل‬
‫‪2‬‬ ‫ُيفهم من السياق أّن األمر‬
‫ٱَّلِذ یَن َخ َل ۡو ۟ا ِم ن َق ۡب ِل ُك ۖم‬ ‫متكّرر‪ ،‬ومَّت صل بالسنن‬
‫َّم َّس ۡتُه ُم ٱۡلَب ۡأَس ۤاُء َو ٱلَّض َّر ۤاُء‬
‫َو ُزۡلِزُلو۟ا َح َّت ٰى َیُق وَل ٱلَّرُس وُل‬
‫نزلت في أول المرحلة المدنَّية‬
‫تثبيًت ا للمؤمنين عند مالقاة‬
‫ُن ۟ا‬
‫َو ٱَّلِذ یَن َء اَم و َم َع ُه ۥ َم ٰى‬
‫َت‬
‫َن ۡص ُر ٱلَّل ِۗه َأ َل ۤا ِإَّن َن ۡص َر ٱلَّل ِه‬
‫األحزاب [األحزاب‪]22 :‬‬

‫َق ِریࣱب ﴾‬ ‫اآلية تبِّد د َو ْه م خلّو طريق‬


‫اإلصالح من البالء‬

‫‪5‬‬
‫‪27‬‬
‫َباٌب ي الُم َبِّشَرا‬
‫الَتْم يِف َوَص َلا َأْحِتَوا‬
‫الُم ْس ِك يِنَن ي آ ِح الَّزَم اِل‬ ‫ِب‬
‫"‪َ...‬يْم َلُؤ َه ا ِق ْس ًط ا‬ ‫َوال َت ِن‬ ‫َدا ِخ ِر‬ ‫َبْع َدِلِمالَش ِف‬
‫َو َع ْد ًل ا‪َ ،‬ك َم ا ُم ِل َئ ْت‬
‫‪1‬‬ ‫ِئِد ِف‬
‫من أسباب إنكار هذا الباب‪:‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ِن‬
‫الّت عامل الخاطئ معه‬ ‫ُظ ْل ًم ا َو ُع ْد َو اًن ا"‬ ‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬
‫نصوص الّس نة في المهدّي ‪:‬‬
‫"َل ا َتْذ َه ُب الُّد ْن َيا َح َّت ى‬
‫‪2‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫َيْم ِل َك الَع َر َب َرُج ٌل ِم ن‬
‫نصوص صريحة‬ ‫َأ ْه ِل ِبيِتي ُيَو اطُئ‬
‫نصوص عاّم ة حملها‬ ‫اسُم ُه اْس ِم ي"‬
‫العلماء على هذا الباب‬

‫هذا الباب من الُم بِّش رات العظيمة في أّن‬


‫هللا تعالى لن يترك هذه اُأل َّم ة‬
‫البشرى لن تحدث فجأة‪ ،‬وكل شيء‬ ‫يأتي الباب إلثبات الجولة‬
‫يدخل في الُّس نن اإلٰل هَّية‬ ‫العظيمة القادمة لُأل َّم ة‬

‫"ِم ْن ُخ َلَف اِئُك ْم َخ ِليَف ٌة‬ ‫ال ينبغي إيقاف العمل‬


‫حمل طائفة من العلماء أّن‬ ‫َيْح ُث و الماَل َح ْث ًيا‪ ،‬ال َيُع ُّد ُه‬
‫‪3‬‬
‫اّتكاًء على هذه الّن صوص‬
‫المقصود المهدّي‬ ‫َع َد ًد ا"‬

‫بشارة بخلفاء يقومون بأمر المسلمين‬

‫الحديث من المبّش رات إذ مآل‬ ‫"ال َتُق وُم الّس اَع ُة حّت ى‬
‫ُيَق اِتَل الُم ْس ِلُم وَن‬ ‫‪4‬‬
‫هذا االقتتال‪ :‬انتصار المسلمين‬
‫الَيُه وَد ‪"...‬‬ ‫(َو َع َد ٱلَّل ُه ٱَّلِذ یَن َء اَم ُن و۟ا‬
‫‪1‬‬ ‫ِم نُك ۡم َو َع ِم ُل و۟ا‬
‫قد يسبق االنتصار تسلًط ا‪ ،‬إذ ليس‬
‫اآلية عاّم ة في وعد‬
‫في الحديث أّن ه الجولة األولى‬
‫ٱلَّص ٰـِلَح ٰـِت َل َیۡس َت ۡخِل َف َّن ُه ۡم‬ ‫المؤمنين حّت ى القيامة‬
‫ِف ی ٱۡلَأ ۡرِض َك َم ا‬
‫ٱۡس َتۡخَل َف ٱَّلِذ یَن ِم ن‬
‫البشرى مشروطة باإليمان‬
‫فيه بشرى علّو وَغ َل بة كلمة اإلسالم‬ ‫"‪َ...‬م ِد يَنُة ِه َر ْق َل ُتفَت ُح أَّو ًل ا"‬ ‫‪5‬‬ ‫والعمل الصالح‬
‫َق ۡب ِلِه ۡم َو َل ُیَم ِّك َن َّن َل ُه ۡم‬
‫ِد ی ُه ُم ٱَّلِذ ی ٱۡر ٰى‬
‫َتَض‬ ‫َن‬
‫"‪ُ...‬ثَّم َتُك وُن ِخ َل اَف ٌة َع َل ى‬ ‫َل ُه ۡم َو َل ُیَبِّد َلَّن ُه م ِّم ۢن َبۡع ِد‬
‫الّن صوص في تنزيلها قابلة لالجتهاد‪،‬‬
‫ِم نَه اِج ُن بَّو ٍة "‬
‫‪6‬‬ ‫َخ ۡو ِف ِه ۡم َأ ۡم ࣰنۚا َیۡع ُبُد وَن ِنی‬
‫بشرط أن يكون من أهل العلم‬
‫َل ا ُیۡش ِرُك وَن ِبی َش ۡی ـًئ ا‬
‫َو َم ن َك َف َر َبۡع َد َذٰ ⁠ِلَك‬
‫ٰۤـ‬
‫َف ُأ۟و َل ِٕى َك ُه ُم‬
‫"َل ا َتَز اُل َط اِئَف ٌة ِم ْن ُأَّم ِتي‬
‫من األحاديث المثبتة لنزول‬
‫ُيَق اِتُل وَن على الَح ِّق ظاِه ِريَن‬ ‫‪7‬‬ ‫ٱۡلَف ٰـِس ُق وَن )‬
‫عيسى ‪-‬عليه الّس الم‪-‬‬
‫إلى َيوِم الِق ياَم ِة ‪"...‬‬
‫سينزل ‪-‬عليه الّس الم‪ -‬على طائفة‬
‫"واَّلِذ ي َنْف ِس ي بَيِد ِه ‪،‬‬ ‫(َو َك اَن َح ًّق ا َع َل ۡی َن ا‬
‫من هذه األمة عاملة لدين هللا‬
‫َن ۡص ُر ٱۡلُم ۡؤ ِم ِنیَن )‬
‫َل ُيوِش َك َّن أْن َي ْن ِزَل ِف يُك ُم‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫هللا ينصر أولياءه إذا أّد وا واجبهم‬
‫ينزل فيحكم بشريعة ُم حَّم د‬
‫ابُن َم ْر َيَم َح َك ًم ا َع ْد ًل ا‪"...‬‬
‫ُبِّش ر الّن بُّي ﷺ بالّت مكين‪،‬‬
‫ﷺ‪ ،‬ال بشريعة جديدة‬
‫اليهود سيكونون مع الَّد َّج ال فُيقتلون‬ ‫لكّن ه لم ينتظره مَّت كًئ ا‬
‫معه‪ ،‬وأّم ا الّن صارى فسيؤمنون به‬

‫من المبِّش رات النبوَّية التي تحَّق ق‬ ‫"‪ِ...‬ع ًّز ا ُيِع ُّز ُهللا ِبِه اْل ِإ ْس َل اَم ‪،‬‬ ‫‪9‬‬
‫كثير ِم َّم ا فيه في الّت اريخ والواقع‬ ‫َو ُذ ًّل ا ُيِذ ُّل ُهللا ِبِه اْلُك ْف َر"‬

‫‪5‬‬
‫‪28‬‬
‫َباٌب ي َأَّن اْل ْس َلاَم‬
‫الَو يُد‬ ‫ُه َو ِفالِّديُن ِإ‬
‫الَم ْق ُبوُل ْن َد ِحالّل ‪،‬‬
‫َو َأّنُه َش ْر ُطِع الّنَج اِه‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــِة‬
‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اختير الباب مقاومًة لمحاولة‬
‫تغييب كون اإلسالم الِّد ين‬ ‫الوحي سبيل تحقيق غاية الخلق‬
‫الوحيد المقبول عند هللا‬
‫ُيطلق «اإلسالم» على معنيين‪:‬‬

‫عاّم ‪ :‬دين األنبياء كّل هم‬


‫(َو َم ن َیۡبَت ِغ َغ ۡی َر ٱۡلِإ ۡس َل ٰـِم ِد یࣰنا ‪1‬‬
‫َف َل ن ُیۡق َب َل ِم ۡنُه َو ُه َو ِف ی‬ ‫خاّص ‪ :‬الِّد ين الذي ُبعث‬
‫"‪...‬وذلَك أّن الَج َّنَة ال َيْد ُخ ُل ها‬ ‫ٱۡلَٔـاِخ َرِة ِم َن ٱۡلَخ ٰـِس ِریَن )‬ ‫به ُم حّم ٌد ﷺ‬
‫تأكيد على أّن الجّن ة ال يدخلها‬ ‫‪1‬‬
‫إّل ا َنْف ٌس ُم ْس ِلَم ٌة ‪"...‬‬
‫وّض ح الّن بُّي ﷺ أّن ما دون‬
‫﴿ِإَّن ٱلِّد یَن ِع نَد ٱلَّل ِه ٱۡلِإ ۡس َل ٰـُۗم ) ‪2‬‬
‫إّل ا نفس مسلمة‬
‫اّتباع رسالته‪ :‬الهالك‬
‫من أهّم ما يدخل في اإلسالم‪:‬‬

‫َن(َم ا اَن ِإۡبَر ٰ َل⁠ِه یُم َكَیُه وِد ࣰّیا َوࣰف َل ا ‪3‬‬
‫اإلخالص لّٰله تعالى‬ ‫َك‬ ‫اليوم هناك من يجِّد د دعوة‬
‫ۡص َراِنࣰّیا َو ٰـِك ن اَن َح ِنی ا‬
‫مندثرة بشعار «اإلبراهيمّية»‬
‫بيان خيرّية هذه اُأل َّم ة‪ .‬وما في‬
‫الحديث من أبواب الّرجاء‬ ‫ُّم ۡس ِل ࣰم ا َو َم ا َك اَن ِم َن ٱۡلُم ۡش ِرِك یَن )‬ ‫ركائز الّد عوة «اإلبراهيمّية» نوعان‪:‬‬

‫ركائز دينَّية مخصوصة‬


‫بنصوص معّينة؛‬
‫"‪ُ...‬ثَّم َيُم وُت وَل ْم ُيْؤ ِم ْن‬ ‫[البقرة‪( ]62 :‬والجواب برد‬
‫فيه تأكيد على أّن من سمع بالّن بِّي ﷺ‪،‬‬ ‫باَّلِذ ي ُأْر ِس ْل ُت ِبِه ‪ ،‬إّل ا‬ ‫‪2‬‬ ‫المتشابه إلى المحكم‪،‬‬
‫ولم يؤمن به؛ فإّن ه من أهل الـــــــّن ار‬ ‫كاَن ِم ن أْص حاِب الّن اِر"‬ ‫وسالمة فهم سياق اآلية)‬
‫حّث للمسلم أن يكون داعًيا‬
‫ركائز دينَّية عاّم ة؛‬
‫رحيًم ا ُم نقًذ ا للـــــَّن اس من العذاب‬
‫كاألخالق‬
‫من آثار الّد عوة «اإلبراهيمّية»‪:‬‬
‫الفتور في الّد عوة إلى اإلسالم ألن‬
‫الُك ّل ناٍج ‪ ،‬وخيانة غير المسلمين‬
‫بتثبيتهـــــم في الّض ـــــــالل‬
‫استناد «اإلبراهيمّية» على الُق َّو ة‬
‫الماّد ّية‪ ،‬والّت أّثر العام بـــ«اإلنسانوَّية»‬
‫يرِّش حها لالنتشار‬

‫اآلية [‪ 67‬آل عمران] بّينة محكمة في‬


‫إبطال تذويب الفروق بين األديان‬

‫‪5‬‬
‫‪29‬‬
‫َباُب َس ي الُم ؤ‬
‫َلى الّل َتِرَع اَلى ِمَبيِنَن‬
‫ِإ الَخ و ِه والَّرَج ا‬
‫عدم اليأس من العاصي‬ ‫"ِإّن الَّرُج َل َل َيْع َم ُل‬ ‫‪1‬‬ ‫ِف‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــِء‬
‫بَع َم ِل أْه ِل الّن اِر‪"...‬‬
‫لحظة الختام تقلق الصالحين‬ ‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫"َل و َيْع َل ُم الُم ؤِم ُن َم ا‬
‫ِع ْن َد الّل ِه ِم َن الُع ُق وَبِة ؛‬ ‫‪2‬‬
‫َم ا َط ِم َع ِبَج َّن ِتِه أَح ٌد ‪،‬‬
‫دخول الجنة والنار قد يكون‬ ‫ولو َيْع َل ُم الَك اِف ُر َم ا‬
‫ِلَم ا ال يلقي اإلنسان له باًل ا‬ ‫ِع ْن َد ِهللا ِم َن الَّرْح َم ِة ؛‬
‫ما َق َن َط ِم ن َج َّن ِتِه أَح ٌد "‬

‫"الَج َّنُة َأ ْق َر ُب ِإَل ى َأ َح ِد ُك ْم‬ ‫االّتزان بين الخوف والَّرجاء في‬


‫ِم ْن ِش َراِك َن ْع ِلِه ‪ ،‬والّن اُر‬
‫‪3‬‬
‫السير إلى هللا دون إخالل‬
‫ِم ْث ُل َذ لَك "‬

‫الخوف المطلوب شامل ألهل‬


‫ينبغي على اإلنسان أن يكون جاًّد ا في‬ ‫"لو َت ْع َل ُم وَن ما أْع َل ُم‬ ‫اإليمان كما أّن ه شامل ألهل الّذ نوب‬
‫حياته وتطّل به رضوان هللا تعالى‬ ‫َلَض ِح ْك ُت ْم َق ِليًل ا‪ ،‬وَل َب َك ْي ُت ْم‬
‫‪4‬‬
‫َك ِثيًرا"‬
‫بمقدار علم اإلنسان بالله يتلّبس‬
‫بحالة الخشية والخوف‬

‫"َم ْن َج اَء ِبالَح َس َن ِة َف َل ُه‬


‫من أعظم األحاديث التي تزيد‬ ‫َع ْش ُر أْم ثاِلها وَأ ِزيُد ‪"...‬‬
‫‪5‬‬
‫(َن ِّب ۡئ ِع َباِد ۤی ِّن َأۤی َن ا ٱۡلَغ ُف وُر ‪1‬‬
‫رجاء العبد في رحمة هللا‬ ‫َأ َأ‬
‫من أهم ما يطّم ع المؤمن بالعمل‬ ‫ٱلَّرِح یُم ‪٤٩‬۝ َو َّن َع َذ اِبی ُه َو‬ ‫موجب للّرجاء‪ ،‬وآخر للخوف‬
‫الصالح‪ :‬القرب من هللا تعالى‪ ،‬ونيل رضاه‬ ‫ٱۡلَع َذ اُب ٱۡلَأ ِلیُم ‪٥٠‬۝)‬

‫إن أرجى ما يلقى به المؤمُن‬ ‫"َم ْن َم اَت ُيْش ِرُك ِبالّل ِه‬ ‫‪6‬‬
‫رّبه‪ :‬أن يلقاه بقلب موّح د‬ ‫َش يًئ ا َد َخ َل الّن اَر"‬
‫االرتقاء في األعمال القلبية‬
‫يقطع أواصر الشرك‬

‫حديث عظيم في الرجاء يجعل‬ ‫"واَّلِذ ي َنْف ِس ي ِبَيِد ِه َل و َل ْم‬


‫ُتْذ ِنُبوا َلَذ َه َب ُهللا ِبُك ْم ‪ ،‬وَل جاَء‬ ‫‪7‬‬
‫اإلنسان ال يقنط بعد الذنب‬
‫ِبَق ْو ٍم ُيْذ ِنُبوَن ‪َ ،‬ف َيْس َتْغ ِف ُروَن‬
‫حالة االنكسار لله بعد الذنب‬ ‫َهللا َف َي ْغ ِف ُر لهْم "‬
‫من أعظم صور العبودية‬

‫"َل ا َيُم وَت َّن أَح ُد ُك ْم إّل ا وهو‬


‫من الفقه في الدين‪ :‬تذكير من اقترب‬
‫ُيْح ِس ُن الَّظ َّن باللِه َع َّز َو َج َّل "‬ ‫‪8‬‬
‫من الوفاة بالرجاء أكثر من الخوف‬
‫إحسان الظن بالله يكون‬
‫بحسن الظّن بقبوله التوبة‬
‫ال ينحصر حسن الظن في لحظات الموت‬

‫‪5‬‬
‫‪30‬‬
‫َباٌب ي الَّشو‬
‫َلى َرُسِف و الّل ِقﷺ‬
‫ِإ َوالَح يِل َليِه‬
‫ِن ِن ِإ ِه‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫"ِم ن أَش ِّد ُأَّم تي لي ُح ًّبا‪َ ،‬ن اٌس‬ ‫الّد ين ليس معرفة فحسب‪،‬‬
‫يزداد المحّب شوًق ا بهذا‬ ‫‪1‬‬
‫َيكوُن وَن َبْع ِد ي‪َ ،‬يَو ُّد أَح ُد ُه ْم‬ ‫وإَّن ما أساسه المحّبة‬
‫الحديث؛ ألّن ه يتحّد ث عنه‬ ‫لو َرآِني بَأ ْه ِلِه وماِلِه "‬
‫قد يختلف المسلمون إّل ا على محَّبِته ﷺ‬

‫من البواعث على محبة الّن بّي ﷺ‪:‬‬ ‫عنوان الباب ليس‬
‫بدًع ا من القول‬
‫الخير الحاصل لُأل َّم ة بسببه ﷺ‬

‫ما كان عليه ﷺ من كمال الُخ ُل ق‬

‫"‪َ ...‬ف صاَح ِت الَّنْخ َلُة‬


‫قد ُيطلع بعض عباده على شيء من‬ ‫ِص َياَح الَّص ِبِّي ‪ُ ،‬ثَّم َنَز َل‬ ‫‪2‬‬
‫خصائص الجمادات (منها موقف الجذع)‬ ‫النبُّي ﷺ َف َض َّم ُه إَل ْي ِه ‪،‬‬
‫َت ِئ ُّن أِنيَن الَّص ِبِّي الذي‬
‫أشّد الّش وق للّن بِّي ﷺ يكون‬ ‫ُيَس َّك ُن ‪ .‬قاَل ‪ :‬كاَن ْت َت ْب ِك ي‬
‫مّم ن عاشوا معه ثّم فقدوه‬ ‫َع َل ى َم ا كاَن ْت َت ْس َم ُع‬
‫ِم َن الِّذ ْك ِر ِع ْن َد ها"‬

‫ُح ُّب المؤمن للّن بّي ﷺ‬ ‫"‪...‬حّت ى أُك وَن أَح َّب‬ ‫‪3‬‬
‫مقّد م على محّبة الّن فس‬ ‫إَل ْي َك ِم ن َنْف ِس َك ‪"...‬‬

‫االّتباع موجب المحّبة‬


‫من أعظم ما ترك ُهللا لنبّيه ﷺ من‬
‫األثر الحسن في أّم ته ما كتبه في‬
‫قلوب المؤمنين من المحَّبة له‬

‫‪5‬‬
‫‪31‬‬
‫َباُب الَّشو َلى الّل‬
‫ُس ْبَح اَنُهِقَو َتِإَع اَلى ِه‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫للشّيخ أحمد الَّس ّيد‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫"َم ْن َأ َح َّب ِلَق اَء الّل ِه َأ َح َّب‬
‫(َم ن َك اَن َیۡرُج و۟ا ِلَق ۤاَء ٱلَّل ِه‬
‫من أعظم ما ُيعّز ي أهل المِّيت‬ ‫‪1‬‬
‫الّل ُه ِلَق اَء ُه ‪ ،‬وَم ن َك ِرَه ِلقاَء‬ ‫‪1‬‬ ‫ذكر بعض العلماء أّن فيها ما‬
‫إذا كان من أهل االستقامة‬ ‫ِهللا َك ِرَه ُهللا ِلقاَء ُه "‬ ‫َف ِإ َّن َأ َج َل ٱلَّل ِه َل َٔـاࣲۚت ﴾‬ ‫يدّل على الّش وق إلى هللا تعالى‬

‫َأ‬
‫من الفالح للمؤمن أن يحفظه ويدعَو به‬ ‫"‪َ...‬و ْس أُلَك لَّذ َة الَّن ظِر‬
‫ِإَل ى وْج ِه َك والَّش وَق‬ ‫‪2‬‬
‫من يلزم أدعيته ﷺ فقد لزم شيًئ ا مبارًك ا‬ ‫إلى َلَق اِئَك ‪"...‬‬

‫فيه أّن الّش وق إلى هللا من‬


‫المطالب اإليمانّية‬

‫من أسباب حّب هللا‪:‬‬

‫العلم بالّٰله تعالى‬

‫الّن ظر إلى الِنعم الخاّص ة والعاّم ة‬

‫إدراك آثار المعّية الخاّص ة للعبد‬

‫مطلب المؤمن في اآلخرة ال‬ ‫"‪َ...‬ف ما ُأْع ُط وا شيًئ ا أَح َّب‬ ‫‪3‬‬
‫ينحصر في التمّت ع الحّس ي‬ ‫إليِه م ِم َن الَّنَظ ِر إليه"‬

‫من أعلى المطالب‪ :‬رؤية هللا عز وجّل ولقاؤه‬


‫ال ينبغي أن يضع اإلنسان لنفسه‬
‫مطلوًبا أقّل من هذا المطلب‬

‫‪5‬‬
‫‪32‬‬
5

You might also like