Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 28

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة‬


‫علوم اقتصادية وعلوم التسيير وعلوم تجارية‬
‫قسم العلوم المالية ومحاسبة‬
‫التخصص‪ :‬محاسبة وتدقيق‬

‫بحث تحت عنوان‪:‬‬

‫التدقيق الداخلي االجتماعي‬

‫‪ :‬من إعداد الطلبة‬ ‫تحت إشراف األستاذة‪:‬‬

‫بن عمارة مالك‬ ‫‪‬‬ ‫د‪/‬لشالش عائشة‬ ‫‪‬‬


‫جبري آية فاطمة الزهراء‬ ‫‪‬‬
‫مباركي إحسان‬ ‫‪‬‬
‫بوخاري مليكة‬ ‫‪‬‬

‫السنة الجامعية‪2023/2024 :‬‬


2
‫خطة البحث‪:‬‬
‫المقدمة‬
‫المبحث األول ‪:‬مفاهيم عامة عامة حول التدقيق االجتماعي‬
‫المطلب األول‪ :‬نشأة التدقيق االجتماعي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف التدقيق االجتماعي‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مبادئ التدقيق االجتماعي‬
‫المطلب الرابع‪ :‬معايير التدقيق االجتماعي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التدقيق الداخلي االجتماعي‬


‫المطلب األول‪ :‬اإلطار العلمي للتدقيق الداخلي االجتماعي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية التدقيق الداخلي االجتماعي في إنجاح المؤسسة‬
‫المطلب الثالث‪ :‬خطوات تطبيق التدقيق الداخلي االجتماعي وإعداد تقرير‬
‫المطلب الرابع‪ :‬مهام وصعوبات التي تواجه المدقق الداخلي االجتماعي عند القيام بمهامه‬

‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة الحالة‬


‫المطلب األول‪:‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫الخاتمة‬
‫المراجع‬

‫‪3‬‬
‫المقدمة‬

‫‪4‬‬
5
‫المبحث االول ‪ :‬مفاهيم عامة حول التدقيق االجتماعي‬
‫المطلب االول‪ :‬نشاة التدقيق االجتماعي‬
‫نشأت مهنة التدقيق منذ القدم‪ ،‬فقد مارست الحضارات القديمة هذه المهنة بأسماء وحقبات‬
‫تختلف عما عليه حاليا‪ ،‬حيث هدفت إلى فرض الرقابة من طرف الزعماء ورؤساء القبائل أو‬
‫المالك على من يقوم بتحصيل أموالهم ‪.‬‬
‫كما مارس الفراعنة في مصر واإلمبراطوريات القديمة في بابل وروما واليونان مهام التدقيق‬
‫االجتماعي‪ ،‬فقد تم القيام بها من قبل موظفين هم القضاة والذين منحت لهم مهمة التدقيق من‬
‫طرف اإلمبراطور‪ ،‬وذلك بالذهاب الى مختلف مقاطعات روما لمراقبة نشاط اإلدارات‬
‫العمومية والحرفيين والتجار وتتم بواسطة أسئلة شفوية‪ ،‬ثم في النهاية يقدم تقرير شفوي‬
‫لإلمبراطور بهدف فرض عقوبات‬
‫من خالل ما تم تقديمه نالحظ أن مهنة التدقيق قد مورست منذ القدم من طرف الحضارات‬
‫القديمة وذلك بإعطاء تلك المهمة للقضاة وذلك بغرض مراقبة كل النشاطات والتي تمارس في‬
‫مختلف القطاعات سواء كانت إدارات عمومية تجارة الحرفيين) وتكمن المهمة في إعطاء‬
‫تقارير شفوية‪ ،‬ليتم فرض العقوبات في حالة حدوث تجاوزات أو أخطاء‪.‬‬
‫كما مارس المسلمون مجموعة من األنشطة تصنف معاصرة ضمن مهام (وظائف) التدقيق‬
‫االجتماعي وذلك في عصر الخليفة عمر بن الخطاب والذي عمل إلى عرض حسابات المالية‬
‫للوالة وتدقيقها‪ ،‬من أجل محاسبة المسؤولين عنها أثناء أداء مراسم الحج‪.‬‬
‫مع مطلع القرن العشرين وظهور الثورة الصناعية‪ ،‬وتطور اقتصاد السوق في بريطانيا وزيادة‬
‫أنشطة المؤسسات ظهر التدقيق االجتماعي بظهور أول كتاب متخصص في مجال دراسة‬
‫"التدقيق االجتماعي" سنة ‪1975‬م ‪ ،‬والموسوم" ‪Audit social au service d'un‬‬
‫‪ " Management‬ثم تطور كثيرا في سنوات السبعينات‪ ،‬فألف فرانسوا "دال" كتابه "‬
‫بعنوان "عندما تستيقظ المؤسسة على الضمير االجتماعي" حيث أوضح من خالله مفهوم‬
‫وتطور المسؤولية االجتماعية‪ ،‬ثم جاء كتاب "جون ماري بيرتي" بعنوان "التدقيق االجتماعي‬
‫وفي سنة ‪ 1979‬ظهر المدققين االجتماعيين داخل الشركات األوروبية ونظرا للتطور والنمو‬
‫الذي حصل للمراجعة االجتماعية داخل المنشآت‪ ،‬اختص بعض األشخاص في عملية التدقيق‬
‫االجتماعي‪ ،‬كما برزت مجموعة من الجمعيات والمعاهد والدراسات منها على سبيل المثال ‪:‬‬
‫المعهد الدولي للتدقيق االجتماعي بفرنسا سنة ‪1982‬م‪ ،‬وكذلك مجموعة من الدراسات‬
‫والبحوث التحليلية واالجتماعية في نهاية سنة ‪1983‬م‪ ،‬والجمعية المهنية للخبراء االجتماعيين‬
‫سنة ‪1984‬م‪.‬‬
‫أما سنوات التسعينات زاد االهتمام بالتدقيق االجتماعي من خالل إجراء الملتقيات المنظمة من‬
‫طرف المعاهد والمدارس‪; .‬‬

‫نالحظ مما سبق أن مع ظهور الثورة الصناعية في أوروبا وانفتاح دولها على اقتصاد السوق‪،‬‬

‫‪6‬‬
‫زاد االهتمام بالعنصر البشري وجوانبه االجتماعية وذلك من خالل التدقيق االجتماعي‪ ،‬وقد‬
‫تطور هذا المصطلح في كل أنحاء أوروبا‪ ،‬إذ خصص لدراسته معاهد ومدارس في فرنسا‬
‫وبريطانيا‪.‬‬
‫كما تطور الجانب االجتماعي إلى تحديد االختبارات االستراتيجية للمؤسسة حيث أصبحت‬
‫الوثائق والجداول الخاصة لألفراد تخضع لإلشهاد القانوني من طرف المدققين ومن أهمها‬
‫الميزانية االجتماعية‪.‬‬
‫أما في الجزائر فقد برز االهتمام بالتدقيق االجتماعي من طرف الباحثين وتزايدت البحوث‬
‫األكاديمية حول هذا الموضوع‪ ،‬مما أدى إلى ظهور ما يعرف " بالجمعية الجزائرية للتدقيق‬
‫االجتماعي ‪ "AAAS‬سنة ‪2005‬م‪،‬غير أن التطبيقات الفعلية له محتشمة إذ تم ذلك في إطار‬
‫المعايرة الدولية‪.‬‬
‫مما سبق عرضه نستنتج أن التدقيق االجتماعي في الحضارات القديمة مثل الحضارة المصرية‬
‫حضارة بابل وروما وأيضا في العصور االسالمية‪ ،‬حيث هدف التدقيق في ذلك الوقت للتأكد‬
‫من نزاهة االشخاص المسؤولين عن المالية‪ ،‬ومع بروز الثورة الصناعية وزيادة الصناعات‬
‫وتطور الفكر اإلداري أضحى التدقيق االجتماعي ضروري في المنظمات الحديثة وخاصة في‬
‫فرنسا‪ ،‬ليتوسع إلى كل أنحاء العالم وأصبح من أهم المهام والضروريات التي تعمل على‬
‫تطور المؤسسات‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف التدقيق االجتماعي‬

‫أطلق على التدقيق االجتماعي عدة تسميات‪ ،‬فهناك من أطلق عليه تدقيق األفراد‪ ،‬تدقيق تسيير‬
‫الموارد البشرية والتدقيق االجتماعي الذي يعد األكثر استعماال‪ ،‬اختالف تسميات يرجعه‬
‫البعض إلى تعدد المصطلحات الخاصة بالوظيفة‪ ،‬لكن البعض اآلخر يرجعه إلى المفاهيم و‬
‫الخصائص التي تميز التدقيق االجتماعي على باقي مجاالت التدقيق‪.‬‬
‫يعتبر التدقيق حسب ‪ P.CANDAU‬عملية مستمرة ودائمة لمعاينة الوضعيات داخل‬
‫المؤسسات للكشف القوة ونقاط الضعف باستعمال منهجية وتشخيص عام للمؤسسة لتقديم‬
‫التوصيات بغية تصحيح الوضعيات المشخصة ويعرفه على أنه "ذلك المسعى الموضوعي‬
‫واالستقرائي من خالل المالحظة‪ ،‬التحليل التقييم وتقديم التوصيات باالعتماد على منهجية‬
‫وباستعمال تقنيات تسمح بالكشف عن نقاط القوة ونقاط الضعف بالمقارنة مع المرجعيات‬
‫المحددة بوضوح‪ ،‬ومثله مثل التدقيق المالي والمحاسبي يحاول أن يقدر ما مدى إمكانية‬
‫المؤسسة في التحكم بالمشكالت االجتماعية ‪ ،‬لذلك‪ ،‬فهو يعتبر وسيلة تسيير وإدارة‪.‬‬
‫كما يعرفه ‪ JEAN-MARIE PERETTI‬على أنه "عملية الفحص االحترافي إلبداء آراء‬
‫حول مشاركة العنصر البشري في تحقيق األهداف المسطرة باالعتماد على المرجعيات‬
‫المتعلقة بالموضوع وتقديم التوصيات الالزمة لتحسين نوعية تسيير الموارد البشري"‬

‫‪7‬‬
‫مما سبق‪ ،‬يمكن أن نعرف التدقيق االجتماعي على أنه تلك الوسيلة المنهجية الصارمة‬
‫للتشخيص االستراتيجي للوضعية االجتماعية للمؤسسات التي يتبعها شخص مستقل للكشف‬
‫على نقاط القوة ونقاط الضعف في شكل اختالالت وانحرافات بالمقارنة مع مرجعيات أساسية‬
‫لتحسين فاعلية المؤسسات وقدرتها على التكيف مع التغيرات التي تحدث‪ ،‬بواسطة توصيات‬
‫موضوعية مستمدة من معطيات حقيقة وصادقة‪.‬‬
‫من خالل هذه التعاريف‪ ،‬يمكننا استخراج مجموعة العناصر التي تعتبر كمؤشرات هامة‬
‫بالنسبة للمنهجية الصارمة لعملية التدقيق االجتماعي والمتمثلة في‪:‬‬
‫‪ -‬جمع المعلومات من المصادر المتاحة داخل وخارج المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬تحليلها باالعتماد على المرجعيات والمعايير وفق تشخيص دقيق لألسباب‪.‬‬
‫‪ -‬استخراج االختالالت واالنحرافات‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬مبادئ التدقيق االجتماعي‬


‫قام المعهد الدولي للمحاسبة االجتماعية واألخالقية لتنسيق المعلومات والمعرفة حول التطبيقات‬
‫المتنامية للتدقيق االجتماعي بوضع خمس مبادئ تشكل األساس للتدقيق االجتماعي‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬النظرة الشمولية‪ :‬يجب أن يعكس التدقيق االجتماعي وجهات نظر كل المعنيين بالمؤسسة‬
‫وأن يشمل قياس مدى تحسن األداء من النواحي االجتماعية‪ ،‬البيئية والثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬القابلية للمقارنة‪ :‬أن يوفر وسائل تمكن مقارنة أداء المؤسسة عبر السنوات‪ ،‬وبأداء‬
‫المؤسسات المماثلة‪.‬‬
‫‪-‬االنتظام‪ :‬يجب أن ينفذ التدقيق االجتماعي بشكل منظم وليس مؤقتا أو لمرة واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬الدورية‪ :‬يجب أن تفحص الحسابات االجتماعية سنويا بواسطة شخص أو أكثر ممن ليس لهم‬
‫مصلحة في تحريف النتائج ‪.‬‬
‫‪-‬اإلفصاح‪ :‬يجب أن تكون نتائج التدقيق االجتماعي متاحة ومعلنة لكل المعنيين في المؤسسة‬
‫والمجتمع بشكل عام‪.‬‬
‫وعليه نستنتج أن القيام بالتدقيق االجتماعي على مستوى المؤسسة‪ ،‬البد من أن يحترم المدقق‬
‫مبدأ الشمولية ويقوم بدراسة مقارنة ويفصح عن نتائجه لمجتمع المؤسسة لالستفادة منه وأن‬
‫يقام بصفة منتظمة ومستمرة حتى يثبت فعاليتها‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪:‬معايير التدقيق االجتماعي‬


‫إن مهمة التدقيق االجتماعي البد أن تنف~~ذ من خالل مع~~ايير مح~~ددة ومتف~~ق عليه~~ا وعلى النح~~و‬
‫التالي‪:‬‬
‫المجموعة األولى‪ :‬معايير المراجعة العامة (الشخصية)‬
‫‪ ‬مع‪HH‬ايير التأهي‪HH‬ل العلمي والعم‪HH‬ل‪ :‬يجب أن يك~~ون المراج~~ع م~~ؤهال إلنج~~از المراجع~~ة‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى إمكانية أن يستعين المدقق بخبير األمور االجتماعية للعمل إذا لزم األمر‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ ‬معيار الحياد أو االستقاللية‪ :‬ويقصد به أن يكون المراج~~ع محاي~~دا بين اإلدارة من جه~~ة‬
‫والمالك والعاملين والمستهلكين والمجتمع من جهة أخرى‪.‬‬
‫معايير بدل العناية المهنية الالزمة والمسؤولية المهنية ويتمث~~ل ه~~ذا المعي~~ار في التحدي~~د الس~~ليم‬
‫لموق~~ف الم~~دقق اتج~~اه المش~~اكل االجتماعي~~ة‪ ،‬وب~~دل العناي~~ة الكامل~~ة أثن~~اء عملي~~ة المراجع~~ة‬
‫االجتماعية ‪.‬‬
‫نستنتج مما تم استعراضه أن معايير المراجعة العامة (الشخصية) يجب أن تك~~ون هن~~اك معي~~ار‬
‫التأهيل العلمي الذي من خالله يتم ممارسة التدقيق االجتماعي بطريقة عملية ‪،‬كما ال يخفى ه~~ذا‬
‫التأهيل فقد يتلقى المدقق نصائح من الخبراء االجتماعيين وذلك لزيادة الخ~~برة وتحقي~~ق الكف~~اءة‬
‫الالزمة للقيام بعمله وتحسين فعالية أدائه‪ .‬أما بالنسبة لمعيار الحياد فإنه يتوقف على إبداء رأي~~ه‬
‫وال يوجد درجات في االستقالل وع~~دم التحي~~يز لط~~رف مهم~~ا ك~~ان في اي مس~~توى ‪ ،‬وه~~ذا م~~ا‬
‫ي~~ؤدي إلى التح~~رر من الرقاب~~ة والس~~لطة العلي~~ا ‪ ،‬ويعتم~~د الم~~دقق على نفس~~ه أي التزامات~~ه‬
‫الموضوعية ‪.‬‬
‫أيضا يبرز معيار العناية المهنية الالزمة والمسؤولية المهنية ويتعلق هذا المعيار بالدقة ودرج~~ة‬
‫القيام بمهامه وخاصة أثناء بروز المشاكل‬
‫المجموعة الثانية‪ :‬معايير العمل الميداني‬
‫‪ ‬معيار التخطيط لمهمة المراجعة‪ :‬من المهام شمول التخطيط على قيام المدقق برسم‬
‫خطة المراجعة وتضمينها جزء مخصص لفصح النواحي االجتماعية للعميل‪ ،‬ومسك‬
‫الملفات الخاصة بالمراجعة االجتماعية‪ ،‬وأن يعتبر من ضمن عناصر ضبط جودة‬
‫عملية المراجعة قيام المدقق بفحص األداء االجتماعي وأن ال يرتكب المراجع أي‬
‫مخالفة لالشتراطات وااللتزامات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬فحص نظام الرقابة الداخلية‪ :‬يشمل فحص المراجع لنظام الرقابة الداخلية المالية‪،‬‬
‫وحسابه لمهارات الالزمة لممارسة عملية التدقيق االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ ‬أدلة االثبات ‪ :‬جمع وسائل االثبات المناسبة والكافية لتصبح اساسا لراي الذي سيبديه‬
‫المدقق حول النشاط االجتماعي للمؤسسة وستكون وسائل االثبات كثيرة والتي يمكن‬
‫الحصول منها على وسائل االثبات ماديا مثل المساهمين المستهلكين‪ ،‬الجمهور‪ ،‬المالك‬
‫المجتمع بصفة عامة‪ ،‬وكثرة إجراءات المراجعة التي يمكن تطبيقها وسيشمل ذلك‬
‫المصادقات والفحوص الجوهرية والتحليلية إلى جانب فحوص االلتزام التي تشمل‬
‫التزام الموظفين بالمهام االجتماعية والتزام المدقق بفحصها‪.‬‬
‫مما سبق يمكن القول أن معيار تخطيط مهمة التدقيق تقع على عاتق المدقق ومسؤوليته وهذا‬
‫بقدر كافي من التخطيط المسبق وذلك لتوفير أساس سليم لعملية التدقيق الفعالية‪ ،‬أي إعداد‬
‫برامج تدقيق لكل عملية لتأكد من تحدي خطوات العمل الضرورية‪ ،‬فينبغي بعد تخطيط‬
‫ومتابعة عملية تقييم انظمة الرقابة الداخلية وفحص وتدقيق المستندات المالية‪ ،‬وحساب‬
‫التكاليف الالزمة لتغطية ممارسة الخطط الموضوعة لممارسة التدقيق االجتماعي‪ ،‬حيث‬
‫يخضع لتقييم مستمر في ضوء نتائج الفحص وذلك عن طريق أداة االثبات المناسبة والكافية‬

‫‪9‬‬
‫حول النشاط االجتماعي أي ضرورة حصول المدقق على القدر الكافي من القرائن واالثباتات‬
‫المالئمة لتكون أساسا سليما يرتكز عليه‪.‬‬

‫المجموعة الثالثة‪ :‬معايير التقرير واإلفصاح‪:‬‬


‫إن المدقق ملزم بكتابة التقرير عن فحصه لنشاط االجتماعي للعمال ويقدم لكل المهتمين مثل‬
‫المساهمين والعاملين‪ ،‬والعمالء والمجتمع‪ ،‬كما أن التدقيق االجتماعي مسؤولية إضافية على‬
‫عاتق المدقق هدفها التأكد من أن المنشآت التي تقوم بتدقيق حساباتها‪ ،‬لديها الخطوط الالزمة‬
‫لحماية البيئة والمحافظة عليها وحماية حقوق موظفيها وعمالئها والمجتمع بشكل عام وذلك‬
‫بدراسة أنظمة المؤسسة والتأكد من فعاليتها ‪.‬‬
‫نستخلص مما سبق أن للحصول على تقرير يتضمن رأيا فنيا محايد له أهمية ومغزى‪ ،‬يتعين‬
‫أن يكون المدقق على درجة عالية من التأهيل العلمي والكفاءة‪ ،‬وأن يتمتع باالستقالل‬
‫المطلوب‪ ،‬ويتبع قواعد السلوك المهني المتعارف عليه‪ ،‬ولقد اهتمت الهيئات المهنية‬
‫والتشريعات التي صدرت لتنظيم المهنة والتدقيق في الدول المختلفة بهذه المعايير‪ ،‬لذلك يجب‬
‫على المدقق االجتماعي باطالع على كل ما تم تقديمه في التقرير للمساهمين والعاملين‪ ،‬وذلك‬
‫لمعرفة ما مدى أهمية معايير التدقيق االجتماعي بغرض حماية حقوق العمال وعمالئها بشكل‬
‫عام وهذا للحفاظ على أداء أحسن وفعال‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫المطلب االول‪ :‬اإلطار العلمي للتدقيق االجتماعي الداخلي‪.‬‬
‫‪ .1‬اإلطار العلمي للتدقيق االجتماعي الداخلي‪:‬‬
‫شهد التدقيق الداخلي تطورا ملحوظا بظهور مفهوم المسؤولية االجتماعية‪ ،‬وبداية التزام‬
‫المؤسسات بتطبيقها‪ ،‬بعد الضغوطات التي تعرضت لها‪ ،‬هذا ما أدى إلى أن يشمل التدقيق‬
‫الداخلي فحص األنشطة االجتماعية للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ .2‬دواعي ظهور التدقيق االجتماعي الداخلي‪ :‬برزت الحاجة إلى التدقيق االجتماعي في‬
‫منتصف الستينات من القرن العشرين‪ ،‬غير أنه عرف التطبيقات األولى له كمنهج عملي‬
‫في بداية الثمانينات‪ ،‬ثم شهد تطورا ملحوظا خالل فترة التسعينات من القرن العشرين‪،‬‬
‫حيث تم وضع إجراءات خاصة للمدققين االجتماعيين‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫حيث بينت العديد من الدراسات أن المؤسسات الناجحة أدركت أن تحديد مسؤوليات إدارة‬
‫التدقيق الداخلي في مجال التقارير المالية وااللتزام بالتشريعات هو مدخل قديم‪ ،‬ومن ثم وسعت‬
‫هذه المؤسسات نطاق التدقيق الداخلي ليشمل تدقيق العمليات االجتماعية وتقديم االستشارات‬
‫كوسيلة لزيادة العائد‪.‬‬
‫فقد ظهر التدقيق االجتماعي الداخلي نظرا لبروز عدة عوامل‪:‬‬
‫‪ -‬ظهور العمل االجتماعي الذي أثر بشكل كبير في إحدى التطورات في التدقيق الداخلي من‬
‫المستوى التقليدي الذي يهتم بالجانب المالي إلى المستوى الحديث الذي يهتم بالتدقيق‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم كفاءة األداء االجتماعي أصبح هدفا يسعى إليه المهتمون بالمؤسسات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة قياس األداء االجتماعي في المؤسسات وإعداد التقارير االجتماعي الالزمة كان‬
‫حافزا لظهور وسيلة تقييم ذلك األداء وفحص تلك األنشطة‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور المحاسبة االجتماعي وتطورها أدى إلى ظهور مفهوم جديد للتدقيق أطلق عليه‬
‫التدقيق االجتماعي‪.‬‬
‫‪ .1.1‬تعريف التدقيق الداخلي االجتماعي‪:‬‬
‫قبل التعرض لمفهوم التدقيق االجتماعي الداخلي نعرف التدقيق الداخلي‪ ،‬حيث عرفه معهد‬
‫المدققين الداخليين على أنه‪ " :‬نشاط مستقل وموضوعي يقدم تأكيدات وخدمات استشارية‬
‫بهدف إضافة قيمة للمؤسسة وتحسين عملياتها‪ ،‬وتساعد هذه الوظيفة في تحقيق أهداف‬
‫المؤسسة من خالل اتباع أسلوب منهجي لتقييم وتحسين فعالية عمليات الحوكمة والرقابة‬
‫وإدارة المخاطر"‪.‬‬
‫كما عرفه المعهد الفرنسي للتدقيق والرقابة الداخلية على أنه ‪ " :‬نشاط مستقل داخل المنظمة‬
‫لتقييم مراقبة العمليات من خالل تقدير وتقييم فعالية األشكال األخرى من الرقابة حيث يهدف‬
‫إلى مساعدة اإلدارة في الممارسة الفعالة لمسؤوليتها بتزويدها بتحاليل تقييمات واقتراحات‬
‫مالئمة تتعلق باألنشطة التي تم فحصها" ‪.‬‬
‫عرف مجمع المدققين الداخليين التدقيق االجتماعي الداخلي على أنه ‪ " :‬نشاط استشاري مستقل‬
‫يقدم تأكيد موضوعي أعمال المؤسسة بغرض زيادة العائد وتحسين عمليات المؤسسة من خالل‬
‫مساعدتها في تحقيق أهدافها بطريقة منهجية لتقييم وتحسين فاعلية عمليات إدارة المخاطر‬
‫واالتصال"‪.‬‬
‫من خالل ما سبق يمكن القول أن التدقيق االجتماعي الداخلي عبارة عن نشاط مستقل‪ ،‬يقدم‬
‫من خالله المدقق الداخلي خدمات استشارية تهدف إلى تقييم فعالية الرقابة‪ ،‬وهذا لمساعدة‬
‫متخذي القرارات في الممارسة الفعالة لمسؤوليتهم‪ ،‬من خالل تقديم اقتراحات تساعد في تحقيق‬
‫أهداف المؤسسة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية التدقيق الداخلي االجتماعي في إنجاح المؤسسة‪.‬‬


‫‪ o‬أهمية التدقيق الداخلي االجتماعي‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫أصبح التدقيق الداخلي من الوظائف المساندة التي تساعد اإلدارة في أداء أعمالها‪ ،‬باعتباره يقدم‬
‫معلومات لإلدارة حول‪:‬‬
‫‪ -‬مدى التزام العاملين داخل المؤسسات بالسياسات واالجراءات ووسائل الرقابة الداخلية‬
‫المصرح بها من المستويات اإلدارية المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬مدى كفاءة وفعالية أداء اإلدارات واألقسام‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد نواحي القصور أو النقص الذي يظهر في أداء المؤسسات حتى تكون هناك أساس‬
‫التخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ -‬مدى نجاح اإلدارة في تحقيق متطلبات المحافظة على البيئة والوفاء بمسؤوليتها االجتماعية‬
‫بما يضمن االستمرارية للمؤسسة‬
‫القيام بالمعاينة الدقيقة لتحصيل المعلومات الصادقة حول مجال األهداف الخاصة باألفراد‬ ‫‪-‬‬
‫كالتوظيف من خالل وضع الفرد المناسب في المكان المناسب‬
‫رفع الروح المعنوية بتحسين ظروف العمل واألجور العادلة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تسيير عقالني لألفراد باستعمال أدوات كمية في مجاالت نوعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التشخيص الدقيق لألسباب للوصول إلى النتائج الصادقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التحكم األمثل في التكاليف االجتماعية المباشرة منها وغير مباشرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التنبؤ السريع وفي الوقت المناسب باألخطار لتفادي التعقيدات التي قد تحدث من جراء‬ ‫‪-‬‬
‫التأخر في عالجها‪.‬‬
‫المفاوضات مع المتعاملين‪ ،‬حيث بمجرد اطالع المفاوض على تقارير التدقيق االجتماعي‬ ‫‪-‬‬
‫بإمكانه أخذ نظرة عن الوضعية االجتماعية للمؤسسة‪.‬‬
‫االندماج بين الشركات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معرفة الحقائق‪ ،‬للتمكن من تحديد األهداف باالعتماد على األولويات بدراسة االنحرافات‬ ‫‪-‬‬
‫والنتائج المترتبة عن بعض القرارات المتعلقة بالمجال االجتماعي‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬خطوات تطبيق التدقيق الداخلي االجتماعي وإعداد تقرير‬

‫يمر التدقيق االجتماعي بمراحل أساسية هي‪:‬‬


‫تحديد المهام وتوزيعها على مختلف القائمين بعمليات التدقيق‪:‬‬
‫‪ -‬إجراء التشخيص األولي‬
‫‪ -‬تبني برنامج عملي معين‬
‫‪ -‬تنفيذ األعمال االزمة‬
‫‪ -‬تقديم تقرير التدقيق وتبيان مقترحاته‬
‫فيما يلي شرح مراحل التدقيق االجتماعي‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ .1‬تحديد المهام‪:‬‬
‫وهي تعد مرحلة أساسية يتم من خاللها توضيح المميزات األساسية للتدقيق من خالل إبراز‬
‫األهداف المصاغة في شكل أسئلة يتطلب من المدقق اإلجابة عنها ‪ ،‬ومعرفة امتدادات المراقبة‬
‫والطرق والوسائل المعتمدة‪ ،‬وعلى هذا األساس يمكن أن تمس مهام المدقق النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مراقبة المعلومات المتعلقة بالموارد البشرية وتسييرها‬
‫‪ -‬مراقبة تطبيق اإلجراءات الداخلية والخارجية مثال عبر تدقيق المطابقة‬
‫‪ -‬مراقبة تنفيذ ومدى تحقق أهداف تسيير الموارد البشرية من خالل تدقيق الفعالية‬
‫‪ -‬مراقبة كفاءة تسيير الموارد البشرية‪ ،‬عن طريق التأكد من أن األهداف تم تحقيقها بتكلفة‬
‫أقل أي تدقيق الكفاءة ‪.‬‬
‫‪ -‬المراقبة االستراتيجية التي تتعلق بوجود وتناسق‪ ،‬وتنفيذ التسيير االستراتيجي للموارد‬
‫البشرية‪.‬‬
‫ومنه فإن نجاح التدقيق االجتماعي يتوقف لحد كبير عما تسفر عنه هذه العملية من تحديد دقيق‬
‫للمهام‪ ،‬على الرغم من أنها مرحلة أولية تتلوها مراحل أخرى‪.‬‬

‫‪ .2‬التشخيص األولي (االستقصاء التمهيدي)‪:‬‬


‫من الضروري أن يكون للمدقق نظرة أولية عن األنشطة المراد ‪،‬مراقبتها‪ ،‬كي يوجه مجهوداته‬
‫أحسن توجيه‪ ،‬ويصمم برامج عمل جيدة تمكنه من توزيع وقته ومجهوده بصورة صحيحة‪،‬‬
‫وهذا بالضبط ما يستلزم بالضرورة تشخيصا أوليا‪ ،‬حيث يشكل تحليل الميزانية أساسا بالنسبة‬
‫له‪ ،‬من خالل حساب وتفسير مختلف النسب التي تخص السياسة االجتماعية للمؤسسة‪.‬‬
‫يقصد التشخيص األولي في الميدان االجتماعي االستقصاء والبحث المنجز والذي يضم كل‬
‫االنشطة والوظائف بغرض كشف المشاكل واألخطار األساسية‪ ،‬الشيء الذي يسمح بتوجيه‬
‫نشاط المدقق نحو مسببات المشاكل واألخطار بطريقة فعالة‪ ،‬وبناء عمله على حجج قوية كما ‪.‬‬
‫تعاون اإلدارة عبر مختلف مستوياتها مع المدقق‪ ،‬إذا فالبارز حول التشخيص األولي أنه بدوره‬
‫يتم عبر مراحل بداية من تعريف المهمة جمع المعلومات وتحليلها ترتيب المشاكل وصياغة‬
‫التوصيات التي يلي شرحها‪:‬‬
‫‪1.2‬تعريف المهمة‪:‬‬
‫وذلك على أساس معرفة انتظارات مختلف األطراف تجاه التدقيق وشرح منهجية العمل لهم‪،‬‬
‫وااللتزامات التي يمكن أن يسفر عنها‪ ،‬كما يضمن قبول مختلف األطراف بنتائج التدقيق‬
‫لمشاركتهم الفعالة فيه والحصول على دعم اإلدارة ويتم من خالل هذه المرحلة تعريف أهداف‬
‫التدقيق‪ ،‬والمنهجية المستعملة‪ ،‬وتحديد مدته وتكاليفه‪ ،‬مع العلم أن تعريف المهمة عادة ما يتم‬
‫من خالل رسالة مصادق عليها من اإلدارة لتسهيل إمكانية الوصول إلى المعلومات‪ ،‬والتي يتم‬
‫إرسالها لمصلحة الموارد البشرية قبل الموعد ألجل ربح الوقت والجهد‪.‬‬
‫‪-2-2‬جمع المعلومات‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫وهو يتم من خالل ثالث مصادر أساسية هي‪ :‬المعلومات المكتوبة‪ ،‬زيارة المنظمة والمقابلة مع‬
‫المسؤولين‪ ،‬الشيء الذي يمكن المدقق من تسجيل االختالالت األساسية وتعريف المصادر‬
‫الممكنة للمشاكل واألخطار باالستعانة بالمؤشرات‪.‬‬
‫‪2-3‬تحليل وتفسير المعلومات‪:‬‬
‫ويقصد وضع تحليال ومالحظات عن الفروق واالختالالت الظاهرة‪ ،‬والتي عن طريقها يتمكن‬
‫المدقق من تحديد نقاط القوة والمشاكل ويرتبها حسب خطورة نتائجها‪ ،‬كما يقيم كذلك إمكانية‬
‫توسع هذه األخطار بفعل تهديدات البيئة‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد نقاط القوة والمشاكل من خالل‬
‫تحليل الفروق المسجلة بين المؤشرات لمدة ثالثة سنوات أو تلك المسجلة بينها وبين المعايير‬
‫الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫‪- 4-2‬تشخيص األسباب والتوصيات‪ :‬بعد ترتيب المشاكل واألخطار في شكل قائمة تتضح‬
‫الصورة العامة عن االختالالت األساسية المسجلة في مصلحة تسيير الموارد البشرية‪ ،‬ولكن قد‬
‫يحدث وتختلط األسباب بالنتائج‪ ،‬مما يضطر المدقق لمعرفة مصادر تلك المشاكل قبل إصدار‬
‫التوصيات من خالل مثال استعمال شجرة األسباب‪ ،‬واالستعانة بآراء المستجوبين والمؤشرات‬
‫حيث قد يدل ارتفاع معدل دوران العمل لدى اإلطارات عن عدم كفاية إجراءات االستقبال‪ ،‬أما‬
‫ما يخص التوصيات فهي تصدر بصورة منطقية من األسباب المشخصة والبعض منها‬
‫يستدعي تدقيقات أو تحقيقات موسعة‪.‬‬

‫‪ .3‬برنامج التدقيق ‪:‬‬


‫على الرغم من اختالف مضمونه من منظمة ألخرى لكنه يمر بمراحل أساسية مرتبة تجعله‬
‫فعاًال في تحقيق النتائج المرغوبة‪ ،‬وعليه فإن منهجية التدقيق تسمح للمدقق باستعمال التقنيات‬
‫العلمية وصياغة فروض ممكنة حول المشاكل ومسبباتها ‪ ،‬والتي يتم تأكيدها أو نفيها في أثناء‬
‫المهمة‪ ،‬باإلضافة ألنها تسمح بتقديم النتائج وفق ترتيب منطقي الشيء الذي يعطي قيمة أكبر‬
‫للتوصيات التي يخرج بها المدقق وعموما فالتدقيق يضم األنشطة التالية الظاهرة من خالل‬
‫الشكل‪:‬‬
‫الشكل(‪ :)01-02‬أنشطة التدقيق االجتماعي‬

‫‪3-1‬جمع المعلومات‪:‬‬
‫ويتم من خالل الوثائق الموجودة بالمنظمة والمالحظة الشخصية وأراء األشخاص المستجوبين‬
‫ألن اختبار الوثائق يؤدي لتكوين قائمة بالمشاكل التي تكون محل األسئلة والمالحظة تسمح‬

‫‪14‬‬
‫بإثبات الفروقات ومعرفتها بالنسبة للمعايير‪ ،‬باإلضافة إلى أن آراء العمال والمستجوبين تعبر‬
‫عن مدى رضاهم عن بعض الممارسات والمشاكل التي يعانون منها‪:‬‬
‫‪3-2‬تحليل المعلومات‪:‬‬
‫وهي عملية تقترض االختبار المفصل لكل المعلومات باالستعانة بالتقنيات المناسبة الستخالص‬
‫العالقات التي تربط الظواهر ببعضها البعض وتوضيحها أكثر ‪ ،‬هذا ما قد يقود لمعرفة‬
‫المشاكل وتقييم درجة خطورتها‪ ،‬وتشخيص أسبابها باستعمال المؤشرات وكشف الفروق‪،‬‬
‫فالتدقيق يقصد عزل الظاهرة‪ ،‬تعريفها‪ ،‬تكميمها‪ ،‬ومقارنتها مع المعايير‪ ،‬فهو عملية اختبار‬
‫موضوعي‪.‬‬

‫‪3-3‬المراجعة‪:‬‬
‫وهي عملية تعني باكتشاف صدقية ودقة األرقام واآلراء المجمعة ألن قيمة التدقيق تأتي من‬
‫جودة هذه المعلومات‪ ،‬وقد تقتضي مقارنة آراء المبحوثين من وقت آلخر أو حتى الوثائق التي‬
‫تصدرها مختلف المصالح‪ ،‬أو قد تتم من خالل معاينة األرقام المسجلة والحاالت العملية‪:‬‬
‫‪3-4‬التقييم ‪:‬‬
‫وهي تعني إصدار حكم على الظاهرة المدروسة‪ ،‬وتقييم الفروقات‪ ،‬ودرجة خطورتها وأسبابها‬
‫تقدم لها توصيات واقتراحات لحلها معبرًا عنها بالتكاليف والفوائد المتوقعة‪ ،‬كما تقدم أيضًا‬
‫أنظمة للمراقبة ألجل التأكد من أن التوصيات المقترحة ثم تنفيذها في اآلجال المناسبة‪.‬‬
‫‪3-5‬التوصيات ومقترحات العمل ‪ :‬وهي اقتراحات عملية يفترض تنفيذها ألجل تصحيح‬
‫الوضع وتجاوز المشاكل التي يمكن أن يفرزها ‪ ،‬وتدعيم المراقبة الغير كفؤة‪ ،‬مع العلم أنه‬
‫يجب أن ترتبط التوصيات بنقاط محددة يبقى على اإلدارة تنفيذها‪ ،‬كما أنه هناك توصيات‬
‫مستعجلة عادة ذات طابع قانوني (مطابقة قانونية) وأخرى يمكن تنفيذها آنفًا‪.‬‬
‫يمكن استكمال عملية التدقيق السابقة بتقييم درجة فعالية التدقيق من خالل تحديد تكاليفه ونتائجه‬
‫التي تتراوح نسبتها واحد إلى ثالثة‪ ،‬على الرغم من أن عملية التقييم ليست دوما ممكنة ألن‬
‫قيمة التدقيق قد تكون في تخفيض التكاليف‪ ،‬وعمليات الغش والتبذير وهي أمور ال يمكن‬
‫تقديرها دوما بمقاييس نقدية‪.‬‬
‫‪-4‬تنفيذ األعمال الالزمة‪:‬‬
‫وهي مجموعة من االنشطة تختص عموما باستعمال المؤشرات ألجل قياس النتائج‪ ،‬وإن منهج‬
‫التدقيق في هذه الحاالت يقوم على افتراض أن الظواهر يمكن مالحظتها في شكل نتائج‪،‬‬
‫فالسلوكات ال يمكن فهمها إال من هذه الزاوية فمثال‪ :‬إن حالة عدم الرضا يمكن أن نلمسها من‬
‫خالل معايير معينة كالغياب‪ ،‬ودوران ‪،‬العمل والحوادث والصراعات ‪ ،...‬وهذه المؤشرات‬
‫بالتأكيد لم تتم بمحض الصدفة بل هي ناشئة عن مفهوم معين لغرض قياس الظاهرة وتحديد‬
‫أبعادها‪.‬‬
‫‪ -5‬تحليل إمكانية التنفيذ وتقديم تقرير التدقيق‪:‬‬
‫‪15‬‬
‫ألجل تحديد توصيات الحلول ألكثر مالءمة لوضعية المنظمة‪ ،‬يمكن العودة لتحليل إمكانية‬
‫التنفيذ والتي تقضي لمقارنة التكاليف الناتجة عن تطبيق الحل والعوائد المرتقبة منه‪ ،‬وهذا‬
‫بالطبع لن يكون ممكنا إال بتعريف المشاكل بدقة وعرض األسباب‪.‬‬
‫يخضع تقديم تقرير التدقيق بدوره لعدة أحكام شأنه شأن العمليات السابقة‪ ،‬كمثل ضرورة‬
‫عرض النتائج بصورة تلفت انتباه المسؤولين لألثر الحقيقي الذي يمكن أن يخلفه تطبيق‬
‫التوصيات‪ ،‬وعمومًا كثيرًا ما يسبق عرض النتائج األولية تقديم التقرير النهائي شرط أن يكون‬
‫هذا العرض متضمنا وثائق العمل االساسية منظمة ‪ ،‬وواضحة خاضعة للمعايير الالزمة‪،‬‬
‫ومتناسبة مع طبيعة مستلزمات العمل‪،‬أما تقديم التقرير النهائي فيكون مكتوبا بوضوح وموجها‬
‫لإلدارة أو المصلحة التي طلبت التدقيق‪ ،‬بحيث أهداف التقرير والتوصيات في قالب واضح‬
‫ومفهوم ودقيق‪ ،‬موضوعي وبناء‪.‬‬

‫اعداد تقرير التدقيق االجتماعي‬

‫‪16‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬مهام و صعوبات التي تواجه المدقق الداخلي االجتماعي عند القيام بمهامه‬
‫اوال ‪ :‬مهام المدقق‬
‫التأكد من مدى التزام المؤسسة بالقوانين والتشريعات االجتماعية والبيئية‪.‬‬
‫توفير معلومات للغدارة عن الممارسات االجتماعية والبيئية للمؤسسة لكي تتمكن من‬
‫الوفاء بمسؤوليتها واتخاذ القرارات المناسبة‪.‬‬
‫الحكم على ما إذا كانت المؤسسة قد حققت قيمة مضافة من الناحية االجتماعية التي‬
‫قامت لتحقيقها‬
‫‪ .‬تصميم نظام للمحافظة على البيئة وحمايتها من األضرار التي تسببها المؤسسة نتيجة‬
‫مزاولة نشاطها‪.‬‬
‫تقييم الممارسات االجتماعية المتبعة من قبل المؤسسة والعمل على تطويرها باستمرار‬
‫‪ .‬التأكد من أن القرارات والممارسات االجتماعية التي تتخذها المؤسسة تستند إلى‬
‫حقائق‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬الصعوبات التي تواجه المدقق الداخلي‬

‫عند قيام المدقق الداخلي بمهام التدقيق االجتماعي تواجهه عدة صعوبات يمكن أن نلخصها في‬
‫النقاط التالية‪:‬‬
‫عدم امتالك المدققين الداخليين للمعارف والخبرات المتخصصة مثل الصحة العامة‬
‫‪.‬والبيئة والتلوث‬
‫عدم وجود الزامية للتدقيق االجتماعي على المؤسسات‪.‬‬
‫عدم قناعة اإلدارة العليا للمؤسسات بأهمية التدقيق االجتماعي‬
‫عدم رغبة اإلدارة على اصدار التقارير منفصلة على األداء االجتماعي‬

‫‪17‬‬
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28

You might also like