Professional Documents
Culture Documents
التدقيق الاجتماعي الداخلي ''
التدقيق الاجتماعي الداخلي ''
الخاتمة
المراجع
3
المقدمة
4
5
المبحث االول :مفاهيم عامة حول التدقيق االجتماعي
المطلب االول :نشاة التدقيق االجتماعي
نشأت مهنة التدقيق منذ القدم ،فقد مارست الحضارات القديمة هذه المهنة بأسماء وحقبات
تختلف عما عليه حاليا ،حيث هدفت إلى فرض الرقابة من طرف الزعماء ورؤساء القبائل أو
المالك على من يقوم بتحصيل أموالهم .
كما مارس الفراعنة في مصر واإلمبراطوريات القديمة في بابل وروما واليونان مهام التدقيق
االجتماعي ،فقد تم القيام بها من قبل موظفين هم القضاة والذين منحت لهم مهمة التدقيق من
طرف اإلمبراطور ،وذلك بالذهاب الى مختلف مقاطعات روما لمراقبة نشاط اإلدارات
العمومية والحرفيين والتجار وتتم بواسطة أسئلة شفوية ،ثم في النهاية يقدم تقرير شفوي
لإلمبراطور بهدف فرض عقوبات
من خالل ما تم تقديمه نالحظ أن مهنة التدقيق قد مورست منذ القدم من طرف الحضارات
القديمة وذلك بإعطاء تلك المهمة للقضاة وذلك بغرض مراقبة كل النشاطات والتي تمارس في
مختلف القطاعات سواء كانت إدارات عمومية تجارة الحرفيين) وتكمن المهمة في إعطاء
تقارير شفوية ،ليتم فرض العقوبات في حالة حدوث تجاوزات أو أخطاء.
كما مارس المسلمون مجموعة من األنشطة تصنف معاصرة ضمن مهام (وظائف) التدقيق
االجتماعي وذلك في عصر الخليفة عمر بن الخطاب والذي عمل إلى عرض حسابات المالية
للوالة وتدقيقها ،من أجل محاسبة المسؤولين عنها أثناء أداء مراسم الحج.
مع مطلع القرن العشرين وظهور الثورة الصناعية ،وتطور اقتصاد السوق في بريطانيا وزيادة
أنشطة المؤسسات ظهر التدقيق االجتماعي بظهور أول كتاب متخصص في مجال دراسة
"التدقيق االجتماعي" سنة 1975م ،والموسوم" Audit social au service d'un
" Managementثم تطور كثيرا في سنوات السبعينات ،فألف فرانسوا "دال" كتابه "
بعنوان "عندما تستيقظ المؤسسة على الضمير االجتماعي" حيث أوضح من خالله مفهوم
وتطور المسؤولية االجتماعية ،ثم جاء كتاب "جون ماري بيرتي" بعنوان "التدقيق االجتماعي
وفي سنة 1979ظهر المدققين االجتماعيين داخل الشركات األوروبية ونظرا للتطور والنمو
الذي حصل للمراجعة االجتماعية داخل المنشآت ،اختص بعض األشخاص في عملية التدقيق
االجتماعي ،كما برزت مجموعة من الجمعيات والمعاهد والدراسات منها على سبيل المثال :
المعهد الدولي للتدقيق االجتماعي بفرنسا سنة 1982م ،وكذلك مجموعة من الدراسات
والبحوث التحليلية واالجتماعية في نهاية سنة 1983م ،والجمعية المهنية للخبراء االجتماعيين
سنة 1984م.
أما سنوات التسعينات زاد االهتمام بالتدقيق االجتماعي من خالل إجراء الملتقيات المنظمة من
طرف المعاهد والمدارس; .
نالحظ مما سبق أن مع ظهور الثورة الصناعية في أوروبا وانفتاح دولها على اقتصاد السوق،
6
زاد االهتمام بالعنصر البشري وجوانبه االجتماعية وذلك من خالل التدقيق االجتماعي ،وقد
تطور هذا المصطلح في كل أنحاء أوروبا ،إذ خصص لدراسته معاهد ومدارس في فرنسا
وبريطانيا.
كما تطور الجانب االجتماعي إلى تحديد االختبارات االستراتيجية للمؤسسة حيث أصبحت
الوثائق والجداول الخاصة لألفراد تخضع لإلشهاد القانوني من طرف المدققين ومن أهمها
الميزانية االجتماعية.
أما في الجزائر فقد برز االهتمام بالتدقيق االجتماعي من طرف الباحثين وتزايدت البحوث
األكاديمية حول هذا الموضوع ،مما أدى إلى ظهور ما يعرف " بالجمعية الجزائرية للتدقيق
االجتماعي "AAASسنة 2005م،غير أن التطبيقات الفعلية له محتشمة إذ تم ذلك في إطار
المعايرة الدولية.
مما سبق عرضه نستنتج أن التدقيق االجتماعي في الحضارات القديمة مثل الحضارة المصرية
حضارة بابل وروما وأيضا في العصور االسالمية ،حيث هدف التدقيق في ذلك الوقت للتأكد
من نزاهة االشخاص المسؤولين عن المالية ،ومع بروز الثورة الصناعية وزيادة الصناعات
وتطور الفكر اإلداري أضحى التدقيق االجتماعي ضروري في المنظمات الحديثة وخاصة في
فرنسا ،ليتوسع إلى كل أنحاء العالم وأصبح من أهم المهام والضروريات التي تعمل على
تطور المؤسسات.
أطلق على التدقيق االجتماعي عدة تسميات ،فهناك من أطلق عليه تدقيق األفراد ،تدقيق تسيير
الموارد البشرية والتدقيق االجتماعي الذي يعد األكثر استعماال ،اختالف تسميات يرجعه
البعض إلى تعدد المصطلحات الخاصة بالوظيفة ،لكن البعض اآلخر يرجعه إلى المفاهيم و
الخصائص التي تميز التدقيق االجتماعي على باقي مجاالت التدقيق.
يعتبر التدقيق حسب P.CANDAUعملية مستمرة ودائمة لمعاينة الوضعيات داخل
المؤسسات للكشف القوة ونقاط الضعف باستعمال منهجية وتشخيص عام للمؤسسة لتقديم
التوصيات بغية تصحيح الوضعيات المشخصة ويعرفه على أنه "ذلك المسعى الموضوعي
واالستقرائي من خالل المالحظة ،التحليل التقييم وتقديم التوصيات باالعتماد على منهجية
وباستعمال تقنيات تسمح بالكشف عن نقاط القوة ونقاط الضعف بالمقارنة مع المرجعيات
المحددة بوضوح ،ومثله مثل التدقيق المالي والمحاسبي يحاول أن يقدر ما مدى إمكانية
المؤسسة في التحكم بالمشكالت االجتماعية ،لذلك ،فهو يعتبر وسيلة تسيير وإدارة.
كما يعرفه JEAN-MARIE PERETTIعلى أنه "عملية الفحص االحترافي إلبداء آراء
حول مشاركة العنصر البشري في تحقيق األهداف المسطرة باالعتماد على المرجعيات
المتعلقة بالموضوع وتقديم التوصيات الالزمة لتحسين نوعية تسيير الموارد البشري"
7
مما سبق ،يمكن أن نعرف التدقيق االجتماعي على أنه تلك الوسيلة المنهجية الصارمة
للتشخيص االستراتيجي للوضعية االجتماعية للمؤسسات التي يتبعها شخص مستقل للكشف
على نقاط القوة ونقاط الضعف في شكل اختالالت وانحرافات بالمقارنة مع مرجعيات أساسية
لتحسين فاعلية المؤسسات وقدرتها على التكيف مع التغيرات التي تحدث ،بواسطة توصيات
موضوعية مستمدة من معطيات حقيقة وصادقة.
من خالل هذه التعاريف ،يمكننا استخراج مجموعة العناصر التي تعتبر كمؤشرات هامة
بالنسبة للمنهجية الصارمة لعملية التدقيق االجتماعي والمتمثلة في:
-جمع المعلومات من المصادر المتاحة داخل وخارج المؤسسة.
-تحليلها باالعتماد على المرجعيات والمعايير وفق تشخيص دقيق لألسباب.
-استخراج االختالالت واالنحرافات
8
معيار الحياد أو االستقاللية :ويقصد به أن يكون المراج~~ع محاي~~دا بين اإلدارة من جه~~ة
والمالك والعاملين والمستهلكين والمجتمع من جهة أخرى.
معايير بدل العناية المهنية الالزمة والمسؤولية المهنية ويتمث~~ل ه~~ذا المعي~~ار في التحدي~~د الس~~ليم
لموق~~ف الم~~دقق اتج~~اه المش~~اكل االجتماعي~~ة ،وب~~دل العناي~~ة الكامل~~ة أثن~~اء عملي~~ة المراجع~~ة
االجتماعية .
نستنتج مما تم استعراضه أن معايير المراجعة العامة (الشخصية) يجب أن تك~~ون هن~~اك معي~~ار
التأهيل العلمي الذي من خالله يتم ممارسة التدقيق االجتماعي بطريقة عملية ،كما ال يخفى ه~~ذا
التأهيل فقد يتلقى المدقق نصائح من الخبراء االجتماعيين وذلك لزيادة الخ~~برة وتحقي~~ق الكف~~اءة
الالزمة للقيام بعمله وتحسين فعالية أدائه .أما بالنسبة لمعيار الحياد فإنه يتوقف على إبداء رأي~~ه
وال يوجد درجات في االستقالل وع~~دم التحي~~يز لط~~رف مهم~~ا ك~~ان في اي مس~~توى ،وه~~ذا م~~ا
ي~~ؤدي إلى التح~~رر من الرقاب~~ة والس~~لطة العلي~~ا ،ويعتم~~د الم~~دقق على نفس~~ه أي التزامات~~ه
الموضوعية .
أيضا يبرز معيار العناية المهنية الالزمة والمسؤولية المهنية ويتعلق هذا المعيار بالدقة ودرج~~ة
القيام بمهامه وخاصة أثناء بروز المشاكل
المجموعة الثانية :معايير العمل الميداني
معيار التخطيط لمهمة المراجعة :من المهام شمول التخطيط على قيام المدقق برسم
خطة المراجعة وتضمينها جزء مخصص لفصح النواحي االجتماعية للعميل ،ومسك
الملفات الخاصة بالمراجعة االجتماعية ،وأن يعتبر من ضمن عناصر ضبط جودة
عملية المراجعة قيام المدقق بفحص األداء االجتماعي وأن ال يرتكب المراجع أي
مخالفة لالشتراطات وااللتزامات االجتماعية.
فحص نظام الرقابة الداخلية :يشمل فحص المراجع لنظام الرقابة الداخلية المالية،
وحسابه لمهارات الالزمة لممارسة عملية التدقيق االجتماعي .
أدلة االثبات :جمع وسائل االثبات المناسبة والكافية لتصبح اساسا لراي الذي سيبديه
المدقق حول النشاط االجتماعي للمؤسسة وستكون وسائل االثبات كثيرة والتي يمكن
الحصول منها على وسائل االثبات ماديا مثل المساهمين المستهلكين ،الجمهور ،المالك
المجتمع بصفة عامة ،وكثرة إجراءات المراجعة التي يمكن تطبيقها وسيشمل ذلك
المصادقات والفحوص الجوهرية والتحليلية إلى جانب فحوص االلتزام التي تشمل
التزام الموظفين بالمهام االجتماعية والتزام المدقق بفحصها.
مما سبق يمكن القول أن معيار تخطيط مهمة التدقيق تقع على عاتق المدقق ومسؤوليته وهذا
بقدر كافي من التخطيط المسبق وذلك لتوفير أساس سليم لعملية التدقيق الفعالية ،أي إعداد
برامج تدقيق لكل عملية لتأكد من تحدي خطوات العمل الضرورية ،فينبغي بعد تخطيط
ومتابعة عملية تقييم انظمة الرقابة الداخلية وفحص وتدقيق المستندات المالية ،وحساب
التكاليف الالزمة لتغطية ممارسة الخطط الموضوعة لممارسة التدقيق االجتماعي ،حيث
يخضع لتقييم مستمر في ضوء نتائج الفحص وذلك عن طريق أداة االثبات المناسبة والكافية
9
حول النشاط االجتماعي أي ضرورة حصول المدقق على القدر الكافي من القرائن واالثباتات
المالئمة لتكون أساسا سليما يرتكز عليه.
المبحث الثاني:
المطلب االول :اإلطار العلمي للتدقيق االجتماعي الداخلي.
.1اإلطار العلمي للتدقيق االجتماعي الداخلي:
شهد التدقيق الداخلي تطورا ملحوظا بظهور مفهوم المسؤولية االجتماعية ،وبداية التزام
المؤسسات بتطبيقها ،بعد الضغوطات التي تعرضت لها ،هذا ما أدى إلى أن يشمل التدقيق
الداخلي فحص األنشطة االجتماعية للمؤسسة.
.2دواعي ظهور التدقيق االجتماعي الداخلي :برزت الحاجة إلى التدقيق االجتماعي في
منتصف الستينات من القرن العشرين ،غير أنه عرف التطبيقات األولى له كمنهج عملي
في بداية الثمانينات ،ثم شهد تطورا ملحوظا خالل فترة التسعينات من القرن العشرين،
حيث تم وضع إجراءات خاصة للمدققين االجتماعيين.
10
حيث بينت العديد من الدراسات أن المؤسسات الناجحة أدركت أن تحديد مسؤوليات إدارة
التدقيق الداخلي في مجال التقارير المالية وااللتزام بالتشريعات هو مدخل قديم ،ومن ثم وسعت
هذه المؤسسات نطاق التدقيق الداخلي ليشمل تدقيق العمليات االجتماعية وتقديم االستشارات
كوسيلة لزيادة العائد.
فقد ظهر التدقيق االجتماعي الداخلي نظرا لبروز عدة عوامل:
-ظهور العمل االجتماعي الذي أثر بشكل كبير في إحدى التطورات في التدقيق الداخلي من
المستوى التقليدي الذي يهتم بالجانب المالي إلى المستوى الحديث الذي يهتم بالتدقيق
االجتماعي.
-تقييم كفاءة األداء االجتماعي أصبح هدفا يسعى إليه المهتمون بالمؤسسات االقتصادية.
-ضرورة قياس األداء االجتماعي في المؤسسات وإعداد التقارير االجتماعي الالزمة كان
حافزا لظهور وسيلة تقييم ذلك األداء وفحص تلك األنشطة.
-ظهور المحاسبة االجتماعي وتطورها أدى إلى ظهور مفهوم جديد للتدقيق أطلق عليه
التدقيق االجتماعي.
.1.1تعريف التدقيق الداخلي االجتماعي:
قبل التعرض لمفهوم التدقيق االجتماعي الداخلي نعرف التدقيق الداخلي ،حيث عرفه معهد
المدققين الداخليين على أنه " :نشاط مستقل وموضوعي يقدم تأكيدات وخدمات استشارية
بهدف إضافة قيمة للمؤسسة وتحسين عملياتها ،وتساعد هذه الوظيفة في تحقيق أهداف
المؤسسة من خالل اتباع أسلوب منهجي لتقييم وتحسين فعالية عمليات الحوكمة والرقابة
وإدارة المخاطر".
كما عرفه المعهد الفرنسي للتدقيق والرقابة الداخلية على أنه " :نشاط مستقل داخل المنظمة
لتقييم مراقبة العمليات من خالل تقدير وتقييم فعالية األشكال األخرى من الرقابة حيث يهدف
إلى مساعدة اإلدارة في الممارسة الفعالة لمسؤوليتها بتزويدها بتحاليل تقييمات واقتراحات
مالئمة تتعلق باألنشطة التي تم فحصها" .
عرف مجمع المدققين الداخليين التدقيق االجتماعي الداخلي على أنه " :نشاط استشاري مستقل
يقدم تأكيد موضوعي أعمال المؤسسة بغرض زيادة العائد وتحسين عمليات المؤسسة من خالل
مساعدتها في تحقيق أهدافها بطريقة منهجية لتقييم وتحسين فاعلية عمليات إدارة المخاطر
واالتصال".
من خالل ما سبق يمكن القول أن التدقيق االجتماعي الداخلي عبارة عن نشاط مستقل ،يقدم
من خالله المدقق الداخلي خدمات استشارية تهدف إلى تقييم فعالية الرقابة ،وهذا لمساعدة
متخذي القرارات في الممارسة الفعالة لمسؤوليتهم ،من خالل تقديم اقتراحات تساعد في تحقيق
أهداف المؤسسة.
11
أصبح التدقيق الداخلي من الوظائف المساندة التي تساعد اإلدارة في أداء أعمالها ،باعتباره يقدم
معلومات لإلدارة حول:
-مدى التزام العاملين داخل المؤسسات بالسياسات واالجراءات ووسائل الرقابة الداخلية
المصرح بها من المستويات اإلدارية المختلفة.
-مدى كفاءة وفعالية أداء اإلدارات واألقسام.
-تحديد نواحي القصور أو النقص الذي يظهر في أداء المؤسسات حتى تكون هناك أساس
التخاذ القرار.
-مدى نجاح اإلدارة في تحقيق متطلبات المحافظة على البيئة والوفاء بمسؤوليتها االجتماعية
بما يضمن االستمرارية للمؤسسة
القيام بالمعاينة الدقيقة لتحصيل المعلومات الصادقة حول مجال األهداف الخاصة باألفراد -
كالتوظيف من خالل وضع الفرد المناسب في المكان المناسب
رفع الروح المعنوية بتحسين ظروف العمل واألجور العادلة. -
تسيير عقالني لألفراد باستعمال أدوات كمية في مجاالت نوعية. -
التشخيص الدقيق لألسباب للوصول إلى النتائج الصادقة. -
التحكم األمثل في التكاليف االجتماعية المباشرة منها وغير مباشرة. -
التنبؤ السريع وفي الوقت المناسب باألخطار لتفادي التعقيدات التي قد تحدث من جراء -
التأخر في عالجها.
المفاوضات مع المتعاملين ،حيث بمجرد اطالع المفاوض على تقارير التدقيق االجتماعي -
بإمكانه أخذ نظرة عن الوضعية االجتماعية للمؤسسة.
االندماج بين الشركات. -
معرفة الحقائق ،للتمكن من تحديد األهداف باالعتماد على األولويات بدراسة االنحرافات -
والنتائج المترتبة عن بعض القرارات المتعلقة بالمجال االجتماعي.
12
.1تحديد المهام:
وهي تعد مرحلة أساسية يتم من خاللها توضيح المميزات األساسية للتدقيق من خالل إبراز
األهداف المصاغة في شكل أسئلة يتطلب من المدقق اإلجابة عنها ،ومعرفة امتدادات المراقبة
والطرق والوسائل المعتمدة ،وعلى هذا األساس يمكن أن تمس مهام المدقق النقاط التالية:
-مراقبة المعلومات المتعلقة بالموارد البشرية وتسييرها
-مراقبة تطبيق اإلجراءات الداخلية والخارجية مثال عبر تدقيق المطابقة
-مراقبة تنفيذ ومدى تحقق أهداف تسيير الموارد البشرية من خالل تدقيق الفعالية
-مراقبة كفاءة تسيير الموارد البشرية ،عن طريق التأكد من أن األهداف تم تحقيقها بتكلفة
أقل أي تدقيق الكفاءة .
-المراقبة االستراتيجية التي تتعلق بوجود وتناسق ،وتنفيذ التسيير االستراتيجي للموارد
البشرية.
ومنه فإن نجاح التدقيق االجتماعي يتوقف لحد كبير عما تسفر عنه هذه العملية من تحديد دقيق
للمهام ،على الرغم من أنها مرحلة أولية تتلوها مراحل أخرى.
13
وهو يتم من خالل ثالث مصادر أساسية هي :المعلومات المكتوبة ،زيارة المنظمة والمقابلة مع
المسؤولين ،الشيء الذي يمكن المدقق من تسجيل االختالالت األساسية وتعريف المصادر
الممكنة للمشاكل واألخطار باالستعانة بالمؤشرات.
2-3تحليل وتفسير المعلومات:
ويقصد وضع تحليال ومالحظات عن الفروق واالختالالت الظاهرة ،والتي عن طريقها يتمكن
المدقق من تحديد نقاط القوة والمشاكل ويرتبها حسب خطورة نتائجها ،كما يقيم كذلك إمكانية
توسع هذه األخطار بفعل تهديدات البيئة ،باإلضافة إلى تحديد نقاط القوة والمشاكل من خالل
تحليل الفروق المسجلة بين المؤشرات لمدة ثالثة سنوات أو تلك المسجلة بينها وبين المعايير
الداخلية والخارجية.
- 4-2تشخيص األسباب والتوصيات :بعد ترتيب المشاكل واألخطار في شكل قائمة تتضح
الصورة العامة عن االختالالت األساسية المسجلة في مصلحة تسيير الموارد البشرية ،ولكن قد
يحدث وتختلط األسباب بالنتائج ،مما يضطر المدقق لمعرفة مصادر تلك المشاكل قبل إصدار
التوصيات من خالل مثال استعمال شجرة األسباب ،واالستعانة بآراء المستجوبين والمؤشرات
حيث قد يدل ارتفاع معدل دوران العمل لدى اإلطارات عن عدم كفاية إجراءات االستقبال ،أما
ما يخص التوصيات فهي تصدر بصورة منطقية من األسباب المشخصة والبعض منها
يستدعي تدقيقات أو تحقيقات موسعة.
3-1جمع المعلومات:
ويتم من خالل الوثائق الموجودة بالمنظمة والمالحظة الشخصية وأراء األشخاص المستجوبين
ألن اختبار الوثائق يؤدي لتكوين قائمة بالمشاكل التي تكون محل األسئلة والمالحظة تسمح
14
بإثبات الفروقات ومعرفتها بالنسبة للمعايير ،باإلضافة إلى أن آراء العمال والمستجوبين تعبر
عن مدى رضاهم عن بعض الممارسات والمشاكل التي يعانون منها:
3-2تحليل المعلومات:
وهي عملية تقترض االختبار المفصل لكل المعلومات باالستعانة بالتقنيات المناسبة الستخالص
العالقات التي تربط الظواهر ببعضها البعض وتوضيحها أكثر ،هذا ما قد يقود لمعرفة
المشاكل وتقييم درجة خطورتها ،وتشخيص أسبابها باستعمال المؤشرات وكشف الفروق،
فالتدقيق يقصد عزل الظاهرة ،تعريفها ،تكميمها ،ومقارنتها مع المعايير ،فهو عملية اختبار
موضوعي.
3-3المراجعة:
وهي عملية تعني باكتشاف صدقية ودقة األرقام واآلراء المجمعة ألن قيمة التدقيق تأتي من
جودة هذه المعلومات ،وقد تقتضي مقارنة آراء المبحوثين من وقت آلخر أو حتى الوثائق التي
تصدرها مختلف المصالح ،أو قد تتم من خالل معاينة األرقام المسجلة والحاالت العملية:
3-4التقييم :
وهي تعني إصدار حكم على الظاهرة المدروسة ،وتقييم الفروقات ،ودرجة خطورتها وأسبابها
تقدم لها توصيات واقتراحات لحلها معبرًا عنها بالتكاليف والفوائد المتوقعة ،كما تقدم أيضًا
أنظمة للمراقبة ألجل التأكد من أن التوصيات المقترحة ثم تنفيذها في اآلجال المناسبة.
3-5التوصيات ومقترحات العمل :وهي اقتراحات عملية يفترض تنفيذها ألجل تصحيح
الوضع وتجاوز المشاكل التي يمكن أن يفرزها ،وتدعيم المراقبة الغير كفؤة ،مع العلم أنه
يجب أن ترتبط التوصيات بنقاط محددة يبقى على اإلدارة تنفيذها ،كما أنه هناك توصيات
مستعجلة عادة ذات طابع قانوني (مطابقة قانونية) وأخرى يمكن تنفيذها آنفًا.
يمكن استكمال عملية التدقيق السابقة بتقييم درجة فعالية التدقيق من خالل تحديد تكاليفه ونتائجه
التي تتراوح نسبتها واحد إلى ثالثة ،على الرغم من أن عملية التقييم ليست دوما ممكنة ألن
قيمة التدقيق قد تكون في تخفيض التكاليف ،وعمليات الغش والتبذير وهي أمور ال يمكن
تقديرها دوما بمقاييس نقدية.
-4تنفيذ األعمال الالزمة:
وهي مجموعة من االنشطة تختص عموما باستعمال المؤشرات ألجل قياس النتائج ،وإن منهج
التدقيق في هذه الحاالت يقوم على افتراض أن الظواهر يمكن مالحظتها في شكل نتائج،
فالسلوكات ال يمكن فهمها إال من هذه الزاوية فمثال :إن حالة عدم الرضا يمكن أن نلمسها من
خالل معايير معينة كالغياب ،ودوران ،العمل والحوادث والصراعات ،...وهذه المؤشرات
بالتأكيد لم تتم بمحض الصدفة بل هي ناشئة عن مفهوم معين لغرض قياس الظاهرة وتحديد
أبعادها.
-5تحليل إمكانية التنفيذ وتقديم تقرير التدقيق:
15
ألجل تحديد توصيات الحلول ألكثر مالءمة لوضعية المنظمة ،يمكن العودة لتحليل إمكانية
التنفيذ والتي تقضي لمقارنة التكاليف الناتجة عن تطبيق الحل والعوائد المرتقبة منه ،وهذا
بالطبع لن يكون ممكنا إال بتعريف المشاكل بدقة وعرض األسباب.
يخضع تقديم تقرير التدقيق بدوره لعدة أحكام شأنه شأن العمليات السابقة ،كمثل ضرورة
عرض النتائج بصورة تلفت انتباه المسؤولين لألثر الحقيقي الذي يمكن أن يخلفه تطبيق
التوصيات ،وعمومًا كثيرًا ما يسبق عرض النتائج األولية تقديم التقرير النهائي شرط أن يكون
هذا العرض متضمنا وثائق العمل االساسية منظمة ،وواضحة خاضعة للمعايير الالزمة،
ومتناسبة مع طبيعة مستلزمات العمل،أما تقديم التقرير النهائي فيكون مكتوبا بوضوح وموجها
لإلدارة أو المصلحة التي طلبت التدقيق ،بحيث أهداف التقرير والتوصيات في قالب واضح
ومفهوم ودقيق ،موضوعي وبناء.
16
المطلب الرابع :مهام و صعوبات التي تواجه المدقق الداخلي االجتماعي عند القيام بمهامه
اوال :مهام المدقق
التأكد من مدى التزام المؤسسة بالقوانين والتشريعات االجتماعية والبيئية.
توفير معلومات للغدارة عن الممارسات االجتماعية والبيئية للمؤسسة لكي تتمكن من
الوفاء بمسؤوليتها واتخاذ القرارات المناسبة.
الحكم على ما إذا كانت المؤسسة قد حققت قيمة مضافة من الناحية االجتماعية التي
قامت لتحقيقها
.تصميم نظام للمحافظة على البيئة وحمايتها من األضرار التي تسببها المؤسسة نتيجة
مزاولة نشاطها.
تقييم الممارسات االجتماعية المتبعة من قبل المؤسسة والعمل على تطويرها باستمرار
.التأكد من أن القرارات والممارسات االجتماعية التي تتخذها المؤسسة تستند إلى
حقائق.
ثانيا :الصعوبات التي تواجه المدقق الداخلي
عند قيام المدقق الداخلي بمهام التدقيق االجتماعي تواجهه عدة صعوبات يمكن أن نلخصها في
النقاط التالية:
عدم امتالك المدققين الداخليين للمعارف والخبرات المتخصصة مثل الصحة العامة
.والبيئة والتلوث
عدم وجود الزامية للتدقيق االجتماعي على المؤسسات.
عدم قناعة اإلدارة العليا للمؤسسات بأهمية التدقيق االجتماعي
عدم رغبة اإلدارة على اصدار التقارير منفصلة على األداء االجتماعي
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28