‫وصايا رمضانية‬ ‫👇👇👇👇‬

‫فإن من نعم هللا العظيمة ومن فضله الكبير أن شرع لعباده صيام رمضان‪ ،‬وشرع لهم جميع‬
‫ما أمر به سبحانه من الصالة والزكاة والحج وغير ذلك رحمة منه لهم وتوجيها لهم إلى‬
‫الخير‪ ،‬ليثيبهم على ذلك أنواع الثواب‪ ،‬ويجري لهم الحسنات‪ ،‬ويرفع لهم الدرجات‪ ،‬ومن‬
‫نعمه سبحانه أن يسر لك أيها المسلم بلوغ هذا الشهر الكريم في صيامه وقيامه‪ ،‬والتقرب‬
‫إلى هللا بأنواع الطاعات‪ ،‬فاهلل جل وعال جعل هذا الشهر العظيم ميدانا لعباده المؤمنين‬
‫يتسابقوا فيه إلى الخيرات‪ ،‬ويسارعوا فيه إلى الطاعات‪ ،‬ويتنافسوا فيه بكل ما يقرب إلى هللا‬
‫ويدني من رحمته‪ ،‬فجدير بك أيها المؤمن أن تغتنم هذا الشهر الكريم بأنواع الخير‪ ،‬وأن‬
‫تسارع فيه إلى أنواع الطاعات‪ ،‬وأن تحذر فيه جميع ما حرم هللا عليك‪ ،‬وأنت مأمور‬
‫بالمسارعة إلى الخيرات في كل وقت‪ ،‬كما أنك منهي عن المآثم في كل وقت‪ ،‬ولكن هذا‬
‫الشهر العظيم يشرع لك أن تخصه بمزيد عناية بأنواع الطاعات والخيرات والمحافظة على‬
‫ذلك‪ ،‬كما يشرع لك أن تخصه بمزيد حذر من السيئات والمعاصي ألن إثمها أكبر في هذا‬
‫الشهر الكريم كما أن أجر الطاعات أجزل وأعظم في هذا الشهر الكريم‪ ،‬وهللا يقول جل‬
‫ِين ِمنْ َق ْبلِ ُك ْم َل َعلَّ ُك ْم َت َّتقُ َ‬
‫ون‬ ‫ِب َع َلى الَّذ َ‬ ‫ِب َع َل ْي ُك ُم ال ِّ‬
‫ص َيا ُم َك َما ُكت َ‬ ‫وعال‪َ :‬يا َأ ُّي َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُنوا ُكت َ‬
‫[البقرة‪ ]183:‬فأخبر سبحانه أنه كتب علينا كما كتب على من قبلنا‪ ،‬لنا فيهم أسوة فكما‬
‫صبروا علينا أن نصبر ونتقرب ونعمل لما في ذلك من الخير العظيم والفضل الكبير‬
‫ون [البقرة‪ ]183:‬فدل على أن الصيام تقوى هلل‬ ‫والعاقبة الحميدة‪ ،‬ولهذا قال‪َ :‬ل َعلَّ ُك ْم َت َّتقُ َ‬
‫وطاعة له وتعظيم له‪ ،‬وهو أيضا يعين على التقوى في بقية األعمال‪ ،‬فإن العبد يتقرب إلى‬
‫ربه بترك شهواته من المأكل والمشرب والمنكح‪ ،‬يريد ثوابه والقربة لديه‪ ،‬وذلك يعينه على‬
‫بقية الطاعات التي شرعها هللا سبحانه‪ ،‬فالذي منعه من األكل والشرب والنكاح في نهار‬
‫الصيام هو الذي شرع له بقية العبادات ينظر ويتأمل بما له في ذلك من الخير العظيم‪ ،‬وما‬
‫يحصل له من الصيام من قوة اإليمان والثقة باهلل وإحسان الظن به والمسارعة إلى مراضيه‬
‫‪.‬والعناية بكتابه العظيم تدبرا وتعقال‬