Professional Documents
Culture Documents
التفكير التحرري
التفكير التحرري
التفكير التحرري
االطار النظري
أوال :نظرية فن التفكير( : ) The art of thinking
تعد هذه النظرية احدى النظريات المعرفية التي حاولت تفسير أساليب التفكير وفقا ألساسيات
مفاهيم بياجيه في التطور المعرفي ،كما ويعد األستاذ واخصائي طب االعصاب ( Allen
(Frederick Harrisonوعالم النفس () Bramson Robert M.منظري هذه النظرية
والتي أسست عام ( ) 1982لغرض إيجاد الفروق بين أساليب التفكير التي يتبناها كل شخص.
( .) Harrison & Bramson 1984.32 :ومن مميزات هذه النظرية انها تبحث عن أنواع
التفكير التي يفضلها الناس ،فضال عن إيجاد طبيعة االرتباطات الحاصلة بينها وبين سلوكياته
الفعلية ،أذ أن من صفات هذه األساليب بانها قد تكون ثابتة او قابلة للتغيير ،كما وتظهر الفروق
الفردية بين األفراد عند ميلهم الى اختيار أساليب التفكير ،كما واضافا بأن االطفال خالل مراحل
نموهم يكتسبون عددا ً من األساليب التي يتمكنون من تخزينها ،وتنمو هذه األساليب وتتطور
وتتحقق خالل مرحلتي ا لمراهقة والرشد ( باعتبارهما نماذج أساسية في الحياة العملية مما ينتج
الى تفضيل أساليب دون أخرى لديهم ( حبيب . ) 23 : 1995 ،
ويفسر المنظرين التفكير بعده مثيل لعملية التنفيس ،فنحن نعد تفكيرنا من األمور التي تساعدنا
على افراغ ما في مشاعرنا من هموم ،لذا فأن أسلوب التفكير لدى الفرد هو مزيج تفاعلي من
الميول الموروثة واالستجابات المشروطة للتجارب السلوكية المبكرة ،ونتيجة لذلك ،يفضل كل
شخص طريقة معينة من التفكير (& ) Bramson , 1982 : 53 . Harrisonويشير
المنظرين في نظريتهما المعروفة بـ ( فن التفكير ) بأن أصحاب التفكير التحرري يهتمون بأحداث
تغيير داخل مجتمعاتهم لمعالجة القضايا االجتماعية المتوافرة فيها ،وهذه القضايا من وجهة
نظرهما يجب أن ينظر اليها بعدها أفكار تنسجم مع حرية االفراد داخل مجتمعاتهم ومن اهم تلك
القضايا التي يسعى األفراد ذوي التفكير التحرري الى تغييرها هي قضية ) الفقر ،واألمية ،
والرعاية الصحية ،وحقوق االنسان والقوانين واالحكام السلطوية الظالمة ) , 2005 : 380 ( .
) El – Maatiولقد تبنى المنظرين الكثير من أفكار العالم الفلسفي ( جون ستيوارت ) في الفكر
التحرري من خالل الجمع بين األفكار التحررية الكالسيكية مع ما أصبح يعرف اآلن باسم
التحررية الجديدة ،إذ يحاول أصحاب الفكر التحرري الجدد تكييف لغة األفكار التحررية القديمة
لمواجهة الظروف االجتماعية الصعبة ،ولقد اعتقد المنظرين أنه ال يمكن حل تلك الظروف إال
من خالل استخدام مفهوم أوسع وأكثر تدخالً للدولة ،وهذا المفهوم هو أسلوب التفكير التحرري
الذي يمكن عن طريقه إثبات الحق المتساوي في الحرية بمجرد التأكد من أن األفراد ال يتبنون
األساليب العنيفة مع بعضهم البعض أو بمجرد وجود قوانين تمت صياغتها وتطبيقها بنزاهة ،أذ
يلزم اتخاذ تدابير أكثر إيجابية واستباقية لضمان المساواة بين كل فرد ( Lee & , 2004 74
.) Tsai
يصف المنظرين التفكير التحرري بأنه نوع من أساليب التفكير " التركيبي – العملي " ( The
) Synthe Pragmatistوالذي يتميز افراده بانهم غالبا ما يقومون ( بدمج التأمل مع التكيف
،ومزج مدخل التوجه نحو الصراع مع مدخل التوافق ،وربط العناية بالتغير مع العناية بالتجديد
) ،وتبعا لذلك ،فإن هؤالء األفراد يظهرون أعلى درجات تحمل الغموض مقارنة بأصحاب
اساليب التفكير االخرى ،ويستطيعون ان يشعروا بالراحة في العالم المتغير بالمقارنة ببقية الناس
،ويمكن لهذا النوع ( التركيبي -العملي ) من األفراد أن ينجحوا في القيادة النهم يتصفون بالطاقة
االبتكارية المرتفعة ( خزاعي وعزيز . ) 665 : 2015
كما وأكد بان هناك اتجاهين او نوعين من أساليب التفكير لدى الناس ،األول هو االتجاه اليساري
،واآلخر االتجاه اليميني ،وذلك الن تأثير السيدة النصفية للدماغ تؤدي الى احداث فروق في
استخدام أساليب التفكير ،ففي حالة سيطرة النصف االيسر من الدماغ ؛ فان االفراد سوف يفضلون
استخدام أسلوب التفكير التحليلي والواقعي ،والذي ينتمي له أصحاب التفكير التحرري اما ذوي
سيطرة النصف األيمن فهم يفضلون استخدام أسلوب التفكير التركيبي والمثالي ( الطيب 2006 ،
. ) 49 :لذا يتوقع من أصحاب األسلوب الواقعي او التحرري القدرة على القيام بأشياء جديدة
واصيلة ،ومختلفة عما يفعله االخرون ،وكذلك القدرة على تركيب األشياء المختلفة ؛ وبصفة
خاصة األفكار ،كما ويميل أصحاب هذا النوع من التفكير الى مناقضة ومعارضة ما هو مألوف
ومتفق عليه بين االفراد ( عوض .) 33 : 2009 ،
ثانيا :نظرية القبعات الست في التفكير ) :)The Six Thinking Hats theory
تعود هذه النظرية للمنظر الشهير " إدوارد تشارلز فرانسيس بوبليوس دي بونو وهو طبيب وعالم
نفسي ومؤلف ومخترع ومستشار ،في عام ( ) 1967أنشأ منهج التفكير الجانبي ،وكتب كتاب
قبعات التفكير الست ) Six Thinking asفي عام ) 1985وهو من مؤيدي أصحاب النظرية
المعرفية الذين نادوا بضرورة تدريس التفكير كموضوع مهم في مختلف المراحل الدراسية
( . )Mosely -21- , 2005
وتهدف هذه النظرية بشكل رئيسي لتعزيز التفكير الشامل لدى رجال السياسة واالقتصاد ورجال
االعمال وصناع القرار بشكل عام من خالل االستفادة من مميزات مختلف أنماط التفكير .لذا فقد
حدد " دي بونو " لكل قبعة مميزات تنفرد بها اذ ترمز القبعة البيضاء للتفكير العقالني ،وترمز
الحمراء للتفكير العاطفي ،كما وترمز السوداء للتفكير السلبي ،بينما ترمز الصفراء للتفكير
وأخيرا ترمز القبعة الزرقاء للتفكير
ً اإليجابي ،أما القبعة الخضراء فترمز للتفكير اإلبداعي ،
الشمولي( )de Bono . 1985 19ولقد ركز " دي بونو " على القبعة الصفراء ،عندما أسس
منهج التفكير الجانبي من خالل كتابه التفكير الجانبي ) )Lateral thinkingاذ وصف ( دي
بونو ) أصحاب هذا التفكير بأنهم اصحاب تفكير متفائل مبني على اآلمال ،ولديهم الرغبة في
معالجة األمور أو حل المشكالت أو القيام بالتجريب مرتكزين على مجموعة اإليجابيات ،ونقاط
القوة التي يحملونها ،فالتفكير اإليجابي يساعد الناس في تقرير أمور حياتهم واختيار البدائل
المناسبة التي تعمل على التخفيف من متاعب الحياة ،ويكون تركيز األفراد أقوى ،وخططهم
أفضل للمستقبل كلما زادت ونمت الثقة بالنفس لديهم ( .) De Bono , 1994 : 68ومن خالل
التفكير الجانبي ركز " دي بونو " على أسلوب التفكير التحرري ،اذ أكد ان الفرد الذي يتسم
أسلوب تفكيره بالتحرري ،يكون غالبا ذات تفكير جانبي ،والذي يتصف بخصائص معينة منها :
االنفتاح على الخبرة والثقة والصدق . -1
السعي نحو التغيير ،والتحرك نحو بيئة العمل بإيجابية . -2
االعتماد على الواقعية والذي يعد من العناصر األقوى في حل المشكالت المستعصية . -3
سهولة اختيار الفرد ألهدافه المستقبلية . -4
مبتكر ومبدع ويحفز اآلخرين نحو االبداع والحماس في الحياة . -5
يحسن من العالقات االجتماعية واالسرية . -6
مكافح ومناضل نحو حياة أفضل له ولآلخرين ( البهدل .) 78 : 2008 -7
ووفقا لهذه النظرية ،فان الفرد ذات التفكير الجانبي او التحرري ،يسعى لالنتقال من فكرة
معروفة إلى إنشاء أفكار جديدة ،لذا فقد حددت النظرية أربع فئات رئيسية من جوانب التفكير
الجانبي :
أ -توليد األفكار التي تحرر أنماط التفكير الحالية من مساراتها المعتادة .
ب -انفتاح العقل على إمكانيات جديدة في البحث عن أفكار جديدة .
ت -تساعد نتائج التفكير على زيادة القيمة من خالل توليد أفكار جديدة .
ث -تركز جوانب التفكير على عملية اإلبداع ،مما تجعل من األفكار المتعارضة تتناسب مع
قيود العالم الحقيقي وموارده ودعمه( , 1993 :86دي بونو ) .
واستنادا الى ذلك ،فإن أصحاب التفكير التحرري يسعون الى بلورة األفكار والمفاهيم القديمة ؛
وتوليد مفاهيم وأفكار جديدة قابلة للتطبيق في المجاالت التي تحتاج الى تفكير غير نمطي وغير
تقليدي ،وهو ما يسعى اليها أصحاب االتجاه الرياضي من خالل تأكيدهم على اكتشاف ما هو
جديد من المعرفة الرياضية والمتمثلة بالمفاهيم والتعميمات والنظريات وتطبيقها في مجاالت غير
تقليدية وغير مألوفة ( الكبيسي .) 2009 : 188 ،
لذا ينظر الى التفكير التحرري بانه متعلقا بالتفكير الجانبي ألنه يسعى الى توليد أفكار جديدة ،اذ
تشكل منجزات التفكير التحرري ابداعات اصيلة ،وتهتم بتوليد أفكار جديدة وغير مألوفة ،ولكن
يضيف التفكير الجانبي للتفكير التحرري االبداع ،فاإلبداع يظهر عند اكتشاف عالقات جديدة ،
وقد يستعير الفرد المبدع أفكارا سابقة ،لكنه يقوم بتوظيفها توظيفا جديدا ،ويرى فيها معاني
ودالالت لم يسبقه أحد في رؤيتها ،ومن هنا تتضح العالقة بين النوعين من التفكير
( الجوراني .( 77 : 2010
رأي الطالب في البحث :
أجد أن تعريف دي بونو هو األقرب الى التفكير التحرري حيث يستطيع األفراد البحث عن طرائق
مختلفة و توليد وادراك أفكار جديدة واختيار بدائل أخرى مناسبة في حل المشكالت عكس تعريف
هاريسون وبارمسون ،وأرى أن طالب الجامعة اليوجد لديهم تفكير تحرري والفقرات غير
مالئمه لتقاس على طالب جامعة .