Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 319

‫الجمهوريّة الجزائرّية الّد يمقراطّية الّش عبّية‬

‫وزارة الّتعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة محمد الصديق بن يحي‪ -‬جيجل‬

‫كّلّية الحقوق والعلوم الّس ياسّية‬

‫أطروحة مقدمة للحصول على شهادة دكتوراه الطور الثالث (‪ )L.M.D‬في الحقوق‬

‫تخصص‪ :‬حقوق الطفل‬

‫بعنــــــوان‪:‬‬

‫آليــات القضــاء على أســوأ أشكــال عمــل األطفــال‬


‫في القــانون الدولي والتشريع الجزائري‬

‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬


‫د‪ /‬بوشكيوه عبد الحليم‬ ‫سحالي شريفة‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬

‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫الرتبة‬ ‫اإلسم واللقب‬


‫رئيسا‬ ‫جامعة جيجل‬ ‫أستاذ‬ ‫سمار نصر الدين‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫جامعة جيجل‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫بوشكيوه عبد الحليم‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة جيجل‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫هاشمي حسن‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة جيجل‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫حصايم سميرة‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة باتنة ‪01‬‬ ‫أستاذ‬ ‫بن عبد العزيز ميلود‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة سطيف‪02‬‬ ‫أستاذ‬ ‫شرقي سمير‬

‫السنة الجامعية‪ 2022/2023 :‬م‬


‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫شكــر وعرفـان‬

‫َقاَل َه َذ ا ِم ن َفْض ِل َر ِّبي ِلَيْبُلَو ِني َأَأْش ُك ُر َأْم َأْك ُفُر ﴿‬


‫ي‬ ‫ِر‬ ‫َك‬ ‫ٌّي‬‫﴾ ن َش َك َفِإ َّن ا ْش ُك ِل ْف ِس ِه ن َكَف َفِإ َّن ِّبي َغِن‬
‫ٌم‬ ‫َر‬ ‫َر َم َي ُر َن َو َم َر‬ ‫َو َم‬
‫)سورة النمل اآلية ‪( 40‬‬
‫نشكر اهلل سبحانه تعاىل الذي وفقنا إلكمال هذه الرسالة والصالة والسالم‬
‫‪.‬على املبعوث رمحة للعاملني وعلى آله وصحبه أمجعني‬
‫" نتقدم جبزيل الشكر وعظيم التقدير لألستاذ املشرف " عبد احلليم بوشكيوه‬
‫الذي تفضل مشكورا بقبول اإلشراف على هذه الرسالة و حرصه على اكتماهلا‬
‫ويف سبيل ذلك زودين بنصائح ومنحين وقته وعلمه الغزير‬
‫فنسأل اهلل تبارك وتعاىل أن يبارك له يف وقته وجيزل له الثواب ويسهل له الصعاب‬
‫‪.‬إنه كرمي عطاء وهاب‬
‫كما نتقدم بالشكر والتقدير واالحرتام للسادة األفاضل املوقرين أعضاء جلنة املناقشة‬
‫على ما بذلوه من جهد يف قراءة الرسالة وعلى ما أبدوه من مالحظات‬
‫فهم أهل لسد خللها وهتذيب نتوآهتا واإلجابة على مواطن القصور فيها‬
‫‪.‬سائلني اهلل الكرمي أن ينيبهم عنا خريا‬
‫وال ننسى بالذكر كل من ساهم ومد يد العون بشكل مباشر أو غري مباشر‬
‫‪.‬إلكمال هذه الرسالة‬
‫الطالبة‬
‫شريفة سحالي‬
‫قائمة المختصرات‬

‫قائمة المختصرات‬

‫المعنى‬ ‫االختصار‬
‫الجريدة الّر سمية‬ ‫ر‬.‫ج‬
‫الّص فحة رقم‬ .‫ص‬
...‫إلى الّص فحة رقم‬... ‫من الّص فحة رقم‬ .‫ص ص‬
‫البرنامج الدولي للقضاء على عمل األطفال‬ ‫أيباك‬
‫منظمة األمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة‬ ‫اليونيسكو‬
‫قانون العقوبات‬ ‫ع‬.‫ق‬
Bureau international du travail BIT

Organisation International du Travail OIT

International Labour Organisation ILO


International Programme One the Elimination of Child
IPEC
Labour
Unated Nation Office on Drugs and Crime UNODC

United Nation International Children’s Emergency Fund UNICEF

United Nation UN

Numéro .°N

Référence précédemment citée Op.cit

Même référence .Ibid

Page .p

De la page n°…à la page n°… .pp


‫مقدمـــــة‬
‫مقدمة‬

‫مقّد مة‪:‬‬

‫مّم ا ال ش‪22‬ك في‪22‬ه أن مرحل‪22‬ة الطفول‪22‬ة هي أهم مرحل‪22‬ة في حي‪22‬اة اإلنس‪22‬ان‪ ،‬إذ أثبتت الدراس‪22‬ات‬
‫واألبحاث مدى خطورتها وتأثيرها في بناء شخصيته وتحديد اتجاهاته المستقبلية‪.‬‬

‫وبتط ‪22‬ور الق ‪22‬انون ال ‪22‬دولي لحق ‪22‬وق اإلنس ‪22‬ان زاد االهتم ‪22‬ام وال ‪22‬وعي بض ‪22‬رورة تعزي ‪22‬ز حق ‪22‬وق‬
‫الطف‪22‬ل وتش‪22‬جيعها واحترامه‪22‬ا دون أي ن‪22‬وع من أن‪22‬واع التمي‪22‬يز‪ ،‬وانطالق‪22‬ا من المب‪22‬ادئ الُم علن‪22‬ة في‬
‫ميثاق األمم المتحدة التي يجسد فيها اإلعتراف بالكرامة المتأصلة لجميع أعض‪22‬اء األس‪22‬رة البش‪2‬رية‬
‫أساس‪22‬ا للحري ‪22‬ة والعدال ‪22‬ة والس‪22‬لم في الع ‪22‬الم‪ ،‬فق ‪22‬د ب ‪22‬اتت حق ‪22‬وق الطف ‪22‬ل وض ‪22‬رورة حمايته ‪22‬ا ج‪22‬زءا ال‬
‫يتجزأ من حقوق اإلنسان العالمية‪ ،‬وقد اعترفت األسرة الدولية بُر ّم ته‪22‬ا ب‪22‬ذلك حينم‪22‬ا تبنت في س‪22‬نة‬
‫‪ 1989‬اتفاقية حقوق الطفل وتعّهدت بتحقي‪22‬ق األه‪22‬داف ال‪22‬تي أقره‪22‬ا م‪22‬ؤتمر القم‪22‬ة الع‪22‬المي من أج‪2‬ل‬
‫األطفال لسنة ‪.1990‬‬

‫ومن بين أهم المواض‪22‬يع ال‪22‬تي تبّنته‪22‬ا المواثي‪22‬ق الدولي‪22‬ة لحماي‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل‪ ،‬نج‪22‬د ظ‪22‬اهرة‬
‫اس‪2‬تغالل األطف‪2‬ال في أس‪2‬وأ أش‪2‬كال العم‪2‬ل وال‪2‬تي ُتعت‪2‬بر آف‪2‬ة ته‪2‬دد مس‪2‬تقبل اإلنس‪2‬انية‪ ،‬ووصمة ع‪2‬ار‬
‫في ج‪22‬بين المجتم‪22‬ع ال‪22‬دولي‪ ،‬األم‪22‬ر ال‪22‬ذي يت‪22‬وجب ال‪22‬دعوة إلنه‪22‬اء ه‪22‬ذه الوصمة‪ ،‬من خالل اعتم‪22‬اد‬
‫نصوص دولي‪2‬ة جدي‪2‬دة لمكافح‪2‬ة أس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪2‬ل األطف‪2‬ال‪ ،‬وك‪2‬ذا اعتم‪2‬اد الي‪2‬وم الع‪2‬المي لمناهض‪2‬ة‬
‫عمال‪22‬ة األطف‪22‬ال ( ‪ 12‬ج‪22‬وان) وال‪22‬ذي أقرت‪22‬ه منظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة ابت‪22‬داء من س‪22‬نة ‪ ،2002‬إق‪22‬رارا‬
‫من المجتمع الدولي بخطورة عمالة األطفال على حقوق الطفل أيا ك‪22‬ان ش‪22‬كلها‪ ،‬ولترك‪22‬يز االهتم‪22‬ام‬
‫على م‪22‬دى انتش‪22‬ار ظ‪22‬اهرة عم‪22‬ل األطف‪22‬ال في الع‪22‬الم‪ ،‬والعم‪22‬ل على ب‪22‬ذل الجه‪22‬ود الالزم‪22‬ة للقض‪22‬اء‬
‫عليها‪.‬‬

‫والواقع أن اإلحصائيات الدولية تعتبر مخيفة فـ ‪ 152‬مليون طفل حول الع‪2‬الم يتوج‪2‬ه حالي‪2‬ا‬
‫للعمل‪ ،‬منهم ‪ 73‬مليون طفل في عمل خطير‪ ،‬و‪ 4.3‬ملي‪2‬ون طف‪2‬ل في العم‪2‬ل اإلجب‪2‬اري‪ ،1‬ذل‪2‬ك أن‬

‫‪1‬‬
‫‪Organisation internationale du Travail, Abolir le travail des enfants, 100 ans d’action, Genève, 2019, P. 2-3.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫العم‪22 2‬ل في الطفول‪22 2‬ة الصغيرة يض‪22 2‬ر بصحة األطف‪22 2‬ال ونم‪22 2‬وهم الب‪22 2‬دني أو العقلي أو المعن‪22 2‬وي أو‬
‫االجتم ‪22‬اعي ويع ‪22‬رض تعليمهم للخط ‪22‬ر‪ ،‬أو ي ‪22‬ؤدي لحرم ‪22‬انهم من أي تعليم وبالت ‪22‬الي إجب ‪22‬ارهم على‬
‫ترك المدرسة قبل األوان‪ ،‬هذا إلى جانب انفصالهم عن ع‪2‬ائالتهم‪ ،‬وتعرض‪2‬هم لمخ‪2‬اطر وأم‪2‬راض‬
‫خط ‪22‬يرة‪ ،1‬وع ‪22‬ادة م ‪22‬ا ي ‪22‬تركون لوح ‪22‬دهم في ش ‪22‬وارع الم ‪22‬دن الكب ‪22‬يرة غالب ‪22‬ا من ‪22‬ذ س ‪22‬ن مبك ‪22‬رة‪ ،‬إال أن‬
‫األسوأ هو استخدام األطفال في المه‪22‬ام الخط‪22‬يرة ومن أس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال تتعل‪22‬ق باألطف‪22‬ال‬
‫المستعبدين‪ ،‬والبغاء والتجنيد‪.2‬‬

‫إذ تتنوع مجاالت أسوأ أشكال عمل األطفال بين استغاللهم اقتصاديا؛ كتكليفهم ب‪2‬أداء أعم‪2‬ال‬
‫ش‪22‬اّقة مقاب‪22‬ل أج‪22‬ر زهي‪22‬د‪ ،‬واس‪22‬تغاللهم أثن‪22‬اء النزاع‪22‬ات المس‪22‬لحة بتجني‪22‬دهم وإ ش‪22‬راكهم في العملي‪22‬ات‬
‫العدائي‪22‬ة‪ ،‬باإلض‪22‬افة الس‪22‬تغاللهم في أنش‪22‬طة غ‪22‬ير مش‪22‬روعة ك‪22‬بيع المخ‪22‬درات واس‪22‬تغاللهم ألغ‪22‬راض‬
‫جنسية‪...‬الخ‪.‬‬

‫ولخط ‪22‬ورة ه ‪22‬ذه الظ ‪22‬اهرة وتأثيره ‪22‬ا على النم ‪22‬و الجس ‪22‬دي والنفس ‪22‬ي للطف ‪22‬ل‪ ،‬فق ‪22‬د أق ‪22‬ر الق ‪22‬انون‬
‫ال‪22‬دولي جمل‪22‬ة من االتفاقي‪22‬ات المتعلق‪22‬ة به‪22‬ذا الش‪22‬أن‪ ،‬ابت‪22‬داء من اتفاقي‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل لس‪22‬نة ‪،1989‬‬
‫اتفاقي ‪22‬ة منظم ‪22‬ة العم ‪22‬ل الدولي ‪22‬ة رقم ‪ 182‬بش ‪22‬أن حظ ‪22‬ر أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال واإلج ‪22‬راءات‬
‫الفوري‪22 2‬ة للقض‪22 2‬اء عليه‪22 2‬ا والمكمل‪22 2‬ة بالتوصية رقم‪ ،3190‬ال‪22 2‬بروتوكول االختي‪22 2‬اري المتعل‪22 2‬ق ب‪22 2‬بيع‬
‫األطفال واستغاللهم في البغاء والمواد اإلباحية‪...‬الخ‪.‬‬

‫غريبي يحي‪ ،‬اآلليات والضمانات القانونية الدولية والوطنية لحماية الطفل العامل‪ ،‬مجلة دراس‪2‬ات وأبح‪2‬اث‪ ،‬مجل‪2‬د ‪ ،10‬ع‪2‬دد ‪،3‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2018‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬ص ‪.174‬‬


‫‪2‬‬
‫‪M. Jack Martin et M. David Tajgman, Éradiquer les pires formes de travail des enfants Guide pour‬‬
‫‪la mise en œuvre de la convention No 182 de l’OIT, Organisation internationale du Travail et Union‬‬
‫‪interparlementaire, Genève, 2002, p. 15.‬‬
‫صادقت الجزائ‪22‬ر على اإلتفاقي‪22‬ة الدولي‪22‬ة بش‪22‬أن حظ‪22‬ر أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال واإلج‪22‬راءات الفوري‪22‬ة للقض‪22‬اء عليه‪22‬ا بم‪22‬وجب‬ ‫‪3‬‬

‫المرسوم رقم ‪ ،387-2000‬المؤرخ في ‪ ،28/11/2000‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬العدد ‪ ،73‬الصادر في ‪.03/12/2000‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫فباعتب‪22 2‬ار المجتم‪22 2‬ع الجزائ‪22 2‬ري واح ‪22‬د من المجتمع‪22 2‬ات ال‪22 2‬تي تع‪22 2‬رف انتش ‪22‬ارا ملحوظ‪22 2‬ا لعم‪22 2‬ل‬
‫األطف‪22 2‬ال‪ ،‬خاصة في ظ‪22 2‬ل الظ‪22 2‬روف االجتماعي‪22 2‬ة الصعبة ال‪22 2‬تي أفرزته‪22 2‬ا التح‪22 2‬والت االجتماعي‪22 2‬ة‬
‫واالقتصادية التي مّر ت بها الجزائر خالل السنوات السابقة‪ ،‬فقد انتهج المشرع الجزائ‪22‬ري سياس‪22‬ة‬
‫صارمة لحماية الطفل من أسوأ أش‪2‬كال العم‪22‬ل‪ ،‬من خالل اتخ‪2‬اذ الت‪22‬دابير الض‪22‬رورية لكفال‪22‬ة تط‪22‬بيق‬
‫وإ نفاذ األحكام الواردة في مختلف االتفاقيات الدولية‪ ،‬بما في ذلك النص على عقوب‪22‬ات جزائي‪22‬ة أو‬
‫غيره‪22‬ا من العقوب‪22‬ات عن‪22‬د االقتض‪22‬اء وتطبيقه‪22‬ا‪ .‬وذل‪22‬ك في ك‪22‬ل من ق‪22‬انون العقوب‪22‬ات‪ ،‬الق‪22‬انون رقم‬
‫‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل والقانون رقم ‪ 11-90‬المتعلق بعالقات العمل‪.‬‬

‫وقب‪22‬ل الخ‪22‬وض في دراس‪22‬ة آلي‪22‬ات القض‪22‬اء على أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪ ،‬ك‪22‬ان ج‪22‬ديرًا بن‪22‬ا‬
‫أوال الّتعرف على أخطر صور عمل األطف‪2‬ال واس‪2‬تغاللهم في واقعن‪2‬ا الي‪2‬وم واإلحاط‪2‬ة بمفه‪2‬وم ك‪2‬ل‬
‫صورة من صوره؛ إذ تتعّد د أساليب استغالل األطفال‪ :‬كاس‪22‬تغاللهم في األعم‪22‬ال الش‪22‬اقة وتجني‪22‬دهم‬
‫في النزاع‪22‬ات المس‪22‬لحة واس‪22‬تغاللهم ألغ‪22‬راض غ‪22‬ير مش‪22‬روعة كإنت‪22‬اج وت‪22‬رويج المخ‪22‬درات‪ ،‬أو في‬
‫التس ‪22‬ول‪..‬إلخ‪ ،‬وكله ‪22‬ا انتهاك ‪22‬ات جس ‪22‬يمة لحق ‪22‬وق الطف ‪22‬ل‪ ،‬تتس ‪22‬م بالبش ‪22‬اعة وتث ‪22‬ير ال ‪22‬رعب في النفس‬
‫البشرية‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬

‫تتجّلى أهمي‪22‬ة موض‪22‬وع الدراس‪22‬ة في خطورت‪22‬ه واس‪22‬تمرار وج‪22‬ود الظ‪22‬اهرة ب‪22‬ل وتفاقمه‪22‬ا م‪22‬ع‬
‫التط‪22 2‬ور التكنول‪22 2‬وجي‪ ،‬إذ أصبحت تمث‪22 2‬ل تح ‪ّ2 2‬د يا حقيقي‪22 2‬ا لل‪22 2‬دول والمجتمع‪22 2‬ات م‪22 2‬ا ي‪22 2‬دعو للخ‪22 2‬وض‬
‫والتعم ‪22‬ق في دراس ‪22‬ة األس ‪22‬باب الحقيقي ‪22‬ة النتش ‪22‬ار ه ‪22‬ذه الظ ‪22‬اهرة‪ -‬على ال ‪22‬رغم من وج ‪22‬ود القواع ‪22‬د‬
‫القانونية الدولية للحد منها‪ ،-‬كذلك محاولة إليجاد الحلول العملية والمساهمة في وض‪22‬ع السياس‪22‬ات‬
‫والخطط التي تتم بها مواجهة هذه الظاهرة‪ ،‬إضافة إلى رصد ما هو كائن بالتعرف على الهيئ‪22‬ات‬
‫واللج‪22‬ان –الدولي‪22‬ة والوطني‪22‬ة‪ -‬ال‪22‬تي تعم‪22‬ل على القض‪22‬اء عليه‪22‬ا‪ ،‬وصوال إلى تق‪22‬ييم عمله‪22‬ا في ه‪22‬ذا‬
‫المجال‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫أّم ا عن أس‪22‬باب اختي‪22‬ار موض‪22‬وع آلي‪22‬ات القض‪22‬اء على أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال فتكمن في‬
‫قناع‪22‬ة الباحث‪22‬ة بأهمي‪22‬ة ش‪22‬ريحة الطفول‪22‬ة لمس‪22‬تقبل األّم ة كك‪22‬ل‪ ،‬ولم‪22‬ا تس‪22‬تحقه من اهتم‪22‬ام كب‪22‬ير كونه‪22‬ا‬
‫هي من س ‪22‬تحدد م ‪22‬ا س ‪22‬يكون علي ‪22‬ه مس ‪22‬تقبل الع ‪22‬الم ألنه ‪22‬ا صورته ووس ‪22‬يلة لض ‪22‬مان الغ ‪22‬د األفض ‪22‬ل‬
‫للبشرية‪.‬‬

‫باإلضافة إلى قّلة الدراسات التي تش‪2‬مل جمي‪22‬ع صور اس‪2‬تغالل األطف‪22‬ال‪ ،‬خصوصا م‪22‬ا تعّل ق‬
‫بالجدي ‪22 2‬دة منه ‪22 2‬ا‪ ،‬والمتمخض ‪22 2‬ة عن التط ‪22 2‬ور الحاصل في عالمن ‪22 2‬ا الي ‪22 2‬وم في المج ‪22 2‬ال االقتصادي‬
‫والتكنولوجي وتزايد الصراعات المس‪2‬لحة في المجتم‪2‬ع ال‪2‬دولي‪ ،‬م‪2‬ا دفعن‪2‬ا للبحث فيه‪2‬ا والتعم‪2‬ق في‬
‫دراس‪22‬تها كمحاول‪22‬ة للكش‪22‬ف عن أس‪22‬باب انتش‪22‬ار ه‪22‬ذه الظ‪22‬اهرة‪ ،‬ومحاول‪22‬ة إليج‪22‬اد الحل‪22‬ول للح‪22‬د منه‪22‬ا‬
‫ومن ثم القضاء عليها‪ ،‬عّلنا نضيف شيئا يمّك ن الباحثين من االستفادة منه‪.‬‬

‫أهداف البحث‪:‬‬

‫‪ -‬يتمث‪22‬ل اله‪22‬دف الع‪22‬ام لدراس‪22‬ة موض‪22‬وع آلي‪22‬ات القض‪22‬اء على أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال في‬
‫تش‪22‬خيص ه‪22‬ذه الظ‪22‬اهرة وع‪22‬رض الخط‪22‬وات العملي‪22‬ة والتش‪22‬ريعية –الدولي‪22‬ة والوطني‪22‬ة‪-‬ال‪22‬تي اتخ‪22‬دت‬
‫به ‪22‬ذا الصدد ورف ‪22‬ع مس ‪22‬توى ال ‪22‬وعي اإلجتم ‪22‬اعي ل ‪22‬دى أف ‪22‬راد المجتم ‪22‬ع من خالل ع ‪22‬رض ظ ‪22‬روف‬
‫االس ‪22‬تغالل وس ‪22‬بله وكيفي ‪22‬ة حصوله وش ‪22‬رح أس ‪22‬بابه وإ ب ‪22‬راز فداح ‪22‬ة وس ‪22‬لبية نتائج ‪22‬ه على المجتم ‪22‬ع‬
‫البشري ككل وإ ظهار الحاجة الماّس ة للتكاثف البشري لمواجهة هذه الظاهرة والقضاء عليه‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫كما تهدف هذه الدراسة إلى إغناء معلومات القارئ وتوفير مصدر معلومات غ‪22‬ني للب‪22‬احثين‬
‫حول آليات القضاء على أسوأ أشكال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪ ،‬وك‪22‬ذا الج‪2‬زاءات والت‪22‬دابير القانوني‪22‬ة المترتب‪22‬ة‬
‫عن استغالل األطفال في أسوأ أشكال العمل دوليا ووطنيا‪.‬‬

‫‪ -‬الفصل التمهي‪22‬دي من الدراس‪22‬ة يه‪22‬دف إلى اإلحاط‪22‬ة بمفه‪22‬وم أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عمال‪22‬ة األطف‪22‬ال‬
‫وع ‪22‬رض مختل ‪22‬ف الصور المحتم ‪22‬ل وقوعه ‪22‬ا في ع ‪22‬الم الي ‪22‬وم م ‪22‬ع تش‪22‬خيص الظ ‪22‬اهرة بمحاول ‪22‬ة فهم‬
‫أس ‪22‬بابها وس ‪22‬لبية نتائجه ‪22‬ا على المجتم ‪22‬ع البش ‪22‬ري وض ‪22‬رورة التك ‪22‬اثف والعم ‪22‬ل لمواجهته ‪22‬ا والقض ‪22‬اء‬
‫عليها؛‬

‫‪-‬الب ‪22‬اب األول يه ‪22‬دف إلى التع ‪22‬رف على القواع ‪22‬د الدولي ‪22‬ة للقض ‪22‬اء على أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال عم ‪22‬ل‬
‫األطفال وكذا دور مختلف الهيئات في مكافحة الظاهرة؛‬

‫‪-‬الب‪22‬اب الث‪22‬اني من الدراس‪22‬ة يه‪22‬دف للتع‪22‬رف على آلي‪22‬ات القض‪22‬اء على ظ‪22‬اهرة عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‬
‫وأسوأ أشكاله في القانون الجزائري‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫ما ُي الحظ حول الدراسات السابقة في هذا المجال أن أغلبها يقتصر على دراسة صورة من‬
‫صور عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪ ،‬دون وج‪22‬ود دراس‪22‬ة ش‪22‬املة ألس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال ب‪22‬النحو ال‪22‬ذي س‪22‬يتم‬
‫تناول‪22‬ه في ه‪22‬ذا البحث‪ ،‬ومن بين الدراس‪22‬ات الهاّم ة ذات العالق‪22‬ة بالموض‪22‬وع‪ ،‬نج‪22‬د رس‪22‬الة دكت‪22‬وراه‬
‫بعنوان "التنظيم الدولي للعمل في مواجهة عمل األطفال"‪ ،‬للباحثة كيرواني ض‪22‬اوية‪ ،‬كلي‪22‬ة الحق‪22‬وق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪.2013 ،‬‬

‫إذ تن‪22‬اولت ه‪22‬ذه األخ‪22‬يرة الحماي‪22‬ة الدولي‪22‬ة للطف‪22‬ل في مج‪22‬ال العم‪22‬ل بدراس‪22‬تها لآللي‪22‬ات الدولي‪22‬ة‬
‫للرقابة على تط‪2‬بيق المع‪2‬ايير الدولي‪2‬ة للعم‪2‬ل‪ ،‬وبالت‪2‬الي ش‪2‬ملت ن‪2‬وع واح‪2‬د من أصناف أس‪2‬وأ أش‪2‬كال‬
‫عم‪22‬ل األطف‪22‬ال وه‪22‬و م‪22‬ا يس‪22‬مى باالس‪22‬تغالل االقتصادي لعم‪22‬ل األطف‪22‬ال دون الصور األخ‪22‬رى ال‪22‬تي‬

‫‪5‬‬
‫مقدمة‬

‫س‪22‬نقوم بدراس‪22‬تها في بحثن‪22‬ا ه‪22‬ذا‪ ،‬كم‪22‬ا اقتصرت الباحث‪22‬ة بدراس‪22‬ة الج‪22‬انب ال‪22‬دولي للموض‪22‬وع دون‬
‫الوطني‪.‬‬

‫من الدراس‪22‬ات الس‪22‬ابقة أيض‪22‬ا نج‪22‬د رس‪22‬الة دكت‪22‬وراه بعن‪22‬وان "التنظيم الق‪22‬انوني لتش‪22‬غيل األطف‪22‬ال‬
‫(دراس‪22‬ة مقارن‪22‬ة)"‪ ،‬للب‪22‬احث ح‪22‬اج س‪22‬ودي محم‪22‬د‪ ،‬كلي‪22‬ة الحق‪22‬وق والعل‪22‬وم السياس‪22‬ية‪ ،‬جامع‪22‬ة أبي بك‪22‬ر‬
‫بلقايد‪ ،‬بسكرة‪ ،2015/2016 ،‬وقد اكتفى الباحث في هذه الرسالة بدراسة صنف واحد من أس‪22‬وأ‬
‫أشكال عمل األطفال في القانون الوطني والقوانين المقارنة‪.‬‬

‫الدراس‪22‬ة األخ‪22‬رى ال‪22‬تي رافقت‪22‬ني ط‪22‬وال البحث هي "اس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال‪ :‬تح‪22‬ديات وحل‪22‬ول"‪ ،‬س‪22‬نة‬
‫‪ ،2008‬للب‪22 2‬احث بّس ام ع‪22 2‬اطف المهت‪22 2‬ار وال‪22 2‬ذي تن‪22 2‬اول جمي‪22 2‬ع صور اإلس‪22 2‬تغالل ال‪22 2‬تي يمكن أن‬
‫يتع‪22‬رض له‪22‬ا الطف‪22‬ل‪ ،‬وه‪22‬و األم‪22‬ر ال‪22‬ذي يتواف‪22‬ق م‪22‬ع دراس‪22‬تي‪ ،‬إاّل أن الج‪22‬انب اإلجتم‪22‬اعي في ه‪22‬ذا‬
‫البحث غالب عن الجانب القانون‪.‬‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬

‫اعتم‪22‬دنا في ه‪22‬ذه الدراس‪22‬ة المنهج االس‪22‬تقرائي وذل‪22‬ك باس‪22‬تقراء وتحلي‪22‬ل األعم‪22‬ال المنبثق‪22‬ة عن‬
‫منظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة والتعم‪22‬ق فيه‪22‬ا‪ ،‬وك‪22‬ذا تحلي‪22‬ل مختل‪22‬ف المواثي‪22‬ق والق‪22‬وانين الدولي‪22‬ة والوطني‪22‬ة‬
‫المتعلق ‪22 2 2‬ة بالموض ‪22 2 2‬وع‪ ،‬باإلض ‪22 2 2‬افة إلى المنهج الوصفي كمنهج مس ‪22 2 2‬اعد للمنهج التحليلي‪ ،‬حيث‬
‫اقتض‪22‬ت بعض مراح‪22‬ل الدراس‪22‬ة اإلس‪22‬تعانة بالوصف كوس‪22‬يلة ممه‪22‬دة ومس‪22‬اعدة لعملي‪22‬ة اإلس‪22‬تقراء‬
‫والتحليل‪ ،‬فكان المنهج المتبع في هذه الدراسة خليطا بين اإلستقراء والوصف‪.‬‬

‫اإلشكالية‪:‬‬

‫انطالقا من المعطيات السابقة‪ ،‬ومادام الهدف الرئيسي من هذا البحث كيفي‪22‬ة التصّد ي له‪22‬ذه‬
‫المعضلة التي لم ولن تظل منطقة في العالم بمن‪22‬أى عنه‪22‬ا‪ ،‬ك‪22‬انت اإلش‪22‬كالية الجوهري‪22‬ة ال‪22‬تي تثيره‪22‬ا‬
‫هذه الدراسة تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫مقدمة‬

‫ما مدى فّع الية اآلليات الدولية والوطنية الُم كّر سة للقضاء على أسوأ أشكال عمـل األطفـال‬
‫؟‬

‫لإلجاب‪22‬ة على ه‪22‬ذه اإلش‪22‬كالية‪ ،‬قمُت بتقس‪22‬يم الخّط ة إلى ب‪22‬ابين؛ تن‪22‬اولُت في الب‪22‬اب األول آلي‪22‬ات‬
‫القض ‪22‬اء على أش ‪22‬كال عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال في الق ‪22‬انون ال ‪22‬دولي‪ ،‬أم ‪22‬ا الب ‪22‬اب الث ‪22‬اني فخصصته لدراس ‪22‬ة‬
‫مواجهة ظاهرة عمل األطفال وأسوأ أشكاله في التشريع الجزائري‪.‬‬

‫ومن أج‪22‬ل الحف‪22‬اظ على الت‪22‬وازن بين الب‪22‬ابين اض‪22‬طررت إلى وض‪22‬ع فصل تمهي‪22‬دي ل‪22‬ه أهمي‪22‬ة‬
‫معت‪22‬برة لفهم الموض‪22‬وع تض‪ّ2‬م ن اإلط‪22‬ار المف‪22‬اهيمي لموض‪22‬وع البحث‪ ،‬فج‪22‬اءت الخّط ة مفّص لة كم‪22‬ا‬
‫يلي‪:‬‬

‫فصل تمهيدي‪ :‬اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫الباب األول‪ :‬آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬

‫الفصل األول‪ :‬الحظر الدولي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫الفصل الثاني‪ :‬دور الهيئات الدولية في مكافحة أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫الباب الثاني‪ :‬آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬

‫الفصل األول‪ :‬قواعد حماية الطفل من أسوأ أشكال العمل في القانون الجزائري‬

‫الفصل الثاني‪ :‬دور الهيئات الوطنية في مكافحة أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫‪7‬‬
‫فصل تمهيدي‬

‫اإلطار المفاهيمي‬

‫ألسوأ أشكال عمل األطفال‬


‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫فصل تمهيدي‬

‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫مّم ا تجب اإلشارة إليه بدايًة‪ ،‬أنه ليس ك‪22‬ل عم‪22‬ل يق‪22‬وم ب‪22‬ه الطف‪22‬ل يك‪22‬ون ض‪22‬ارا ب‪22‬ه وي‪22‬دخل في‬
‫نط‪22‬اق أس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل‪ ،‬فق‪22‬د تك‪22‬ون لبعض األعم‪22‬ال ال‪22‬تي يق‪22‬وم به‪22‬ا ع‪22‬ادة األطف‪22‬ال أو الم‪22‬راهقين‬
‫والتي ال تؤّثر على صّح تهم ونموهم‪ ،‬آثار إيجابية على الطف‪22‬ل والمجتم‪22‬ع‪ ،‬فيمكن لعم‪22‬ل الطف‪22‬ل إذا‬
‫تم بأسلوب سليم أن يكون وسيلة لتنميته وإ كسابه المهارات وتعليمه معنى المس‪22‬ؤولية‪ ،‬وأن يس‪22‬اهم‬
‫في نموه ليغدو عضوا له مكانة في المجتمع‪.‬‬

‫وبالت ‪22‬الي‪ ،‬يجب التمي ‪22‬يز بين عم ‪22‬ل الطف ‪22‬ل ال ‪22‬ذي يمارس ‪22‬ه في ح ‪22‬دود الق ‪22‬انون‪ ،‬وال ‪22‬ذي ينعكس‬
‫عليه إيجابًا وعلى التنمية االقتصادية للعديد من البلدان‪ ،‬وهذا النوع من العمل قام الق‪2‬انون ال‪2‬دولي‬
‫للعمل بتنظيمه ووضع ضوابطه حّتى ال يتحول إلى عمالة الطفل أو االس‪22‬تغالل االقتصادي لعم‪22‬ل‬
‫الطفل‪ ،‬وقد يصل في أبش‪2‬ع صوره إلى أس‪2‬وأ أش‪2‬كال العم‪2‬ل‪ ،‬وال‪2‬تي ي‪2‬ترتب عليه‪2‬ا اس‪2‬تغالل الطف‪2‬ل‬
‫في أعم‪22‬ال تض‪22‬ر بنمائ‪22‬ه‪ ،‬وتع‪22‬ود علي‪22‬ه بأش‪22‬د أن‪22‬واع األذى‪ ،‬وتعّر ض‪22‬ه في بعض األحي‪22‬ان إلى آث‪22‬ار‬
‫وخيمة‪.‬‬

‫ومّم ا ال شك فيه أّن استغالل األطفال في أس‪2‬وأ أش‪2‬كال العم‪2‬ل ال يرج‪2‬ع لألس‪2‬باب االقتصادية‬
‫أو االجتماعي‪22‬ة فق‪22‬ط‪ ،‬وإ ّنم‪22‬ا تتض‪22‬افر ع‪ّ2‬د ة عوام‪22‬ل أخ‪22‬رى تتحّك م في ه‪22‬ذه الظ‪22‬اهرة‪ ،‬ه‪22‬ذا من ناحي‪22‬ة‪،‬‬
‫ومن ناحي‪22 2‬ة أخ‪22 2‬رى ي‪22 2‬ترتب عليه‪22 2‬ا العدي‪22 2‬د من اآلث‪22 2‬ار س‪22 2‬واء على الطف‪22 2‬ل نفس‪22 2‬ه أو على المجتم‪22 2‬ع‬
‫بأكمله‪.‬‬

‫ومن أجل الوصول إلى حلول عملية لهذه الظاهرة‪ ،‬وتقييم اآللي‪2‬ات الُم كّر س‪2‬ة للقض‪2‬اء عليه‪2‬ا‪،‬‬
‫ارتأينا تشخيص الوضع أّو ال وذلك باإلحاطة بمفهوم أسوأ أشكال عمل األطفال واألسباب واآلثار‬
‫الّناجمة عنها (المبحث األول)‪ ،‬ثم التعّر ف على مختلف صور أسوأ أشكال هذا العمل على ضوء‬
‫االتفاقي ‪22‬ة رقم ‪ 182‬لس ‪22‬نة ‪ 1999‬بش ‪22‬أن حظ ‪22‬ر أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال واإلج ‪22‬راءات الفوري ‪22‬ة‬
‫للقضاء عليها (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫المبحث األول‬

‫مفهوم أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫أّو ل م‪2‬ا يالحظ‪2‬ه الب‪2‬احث في موض‪2‬وع عم‪2‬ل األطف‪2‬ال وأس‪2‬وأ أش‪2‬كاله‪ ،‬ه‪2‬و تع‪ّ2‬د د المصطلحات‬
‫المتعلق ‪22 2‬ة ب ‪22 2‬ه؛ حيث نج ‪22 2‬د العدي ‪22 2‬د من المصطلحات‪ ،‬من بينه ‪22 2‬ا؛ "عمال ‪22 2‬ة األطف ‪22 2‬ال"‪" ،‬االس ‪22 2‬تغالل‬
‫االقتصادي لألطفال"‪" ،‬تشغيل األطفال"‪...‬إلخ‪ ،‬مع تباين وتعارض التعاريف الممنوحة لها‪.‬‬

‫غ‪22‬ير أّن المتف‪22‬ق علي‪22‬ه‪ ،‬أّن ه ليس ك‪22‬ل نش‪2‬اط يق‪22‬وم ب‪22‬ه الطف‪22‬ل ي‪22‬دخل بالض‪22‬رورة في نط‪22‬اق أس‪2‬وأ‬
‫أش‪22‬كال العم‪22‬ل‪ ،‬وال‪22‬ذي يتعين بالت‪22‬الي مكافحت‪22‬ه والقض‪22‬اء علي‪22‬ه‪ ،‬فهن‪22‬اك أعم‪22‬ال إيجابي‪22‬ة أي مقبول‪22‬ة ال‬
‫ت‪22‬دخل ض‪22‬من مفه‪22‬وم عمال‪22‬ة األطف‪22‬ال‪ ،‬وهن‪22‬اك أعم‪22‬ال س‪22‬لبية غ‪22‬ير مقبول‪22‬ة ت‪22‬دخل في طائف‪22‬ة األعم‪22‬ال‬
‫‪1‬‬
‫التي تعد استغالال اقتصاديا للطفل أو حتى من أسوأ أشكال العمل‪.‬‬

‫من هن‪22‬ا‪ ،‬ك‪22‬ان من األج‪2‬در أّو ال أن نتط‪22‬رق للتعري‪22‬ف بأس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪ ،‬ثم دراس‪2‬ة‬
‫العوامل واآلثار الناتجة عن هذه الظاهرة‪ ،‬وذلك من خالل المطلبين التاليين‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التعريف بأسوأ أشكال عمل األطفال‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عوامل وآثار أسوأ أشكال عمل األطفال‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫التعريف بأسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫تجدر اإلشارة إلى صعوبة اإلحاطة بالتعريف الدقيق ألسوأ أشكال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪ ،‬ويرج‪22‬ع‬
‫ذلك لتعّد د مجاالتها من جهة‪ ،‬وتعّد د المصطلحات المستعملة للتعبير عنها من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬ضاوية كيرواني‪ ،‬التنظيم الدولي للعمل في مواجهة عمل األطفال‪ ،‬رسالة دكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص قانون‪ ،‬كلية الحق‪2‬وق‬ ‫‪1‬‬

‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ ،2018 ،‬ص‪.100‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫ه ‪22‬ذا باإلض ‪22‬افة إلى ارتب ‪22‬اط ه ‪22‬ذه الظ ‪22‬اهرة بع‪ّ2 2‬د ة اعتب ‪22‬ارات منه ‪22‬ا‪ :‬االجتماعي ‪22‬ة‪ ،‬االقتصادية‪،‬‬
‫الثقافية والسياسية‪ .‬والتي تشترط بداية التعريف بالطفل محل الدراس‪22‬ة (الف‪22‬رع األول)‪ ،‬ثم تعري‪22‬ف‬
‫عم‪22‬ل الطف‪22‬ل وتمي‪22‬يزه عن المصطلحات المش‪22‬ابهة (الف‪22‬رع الث‪22‬اني)‪ ،‬وأخ‪22‬يرا تعري‪22‬ف أس‪22‬وأ أش‪22‬كال‬
‫عمل الطفل (الفرع الثالث)‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫تعريف الطفل‬
‫يعيش اإلنس‪22‬ان مراح‪22‬ل عدي‪22‬دة في حيات‪22‬ه‪ ،‬وأّو ل مرحل‪22‬ة هي الطفول‪22‬ة‪ ،‬ويس‪ّ2‬م ى فيه‪22‬ا الش‪22‬خص‬
‫طفال وهو عنصر مهم في األسرة لذلك يحظى بأهمية بالغة نظرا لمكانت‪2‬ه؛ فطف‪2‬ل الي‪2‬وم ه‪2‬و رج‪2‬ل‬
‫‪1‬‬
‫الغد‪ ،‬وبالتالي على المجتمع حمايته بدرجة كبيرة من كل ما يحيط به من مخاطر‪.‬‬
‫والطفل عموما‪ ،‬هو ذلك الشخص الذي لم تكتمل له ملكة اإلدراك واالختي‪2‬ار؛ لقصور عقل‪2‬ه‬
‫عن إدراك حقائق األشياء من خالل معرفة ما ينفع منه‪2‬ا وم‪2‬ا يض‪2‬ر‪ ،‬وال يرج‪2‬ع ه‪2‬ذا القصور إلى‬
‫عّل ة في عقل‪22‬ه‪ ،‬وإ نم‪22‬ا م‪22‬رد ذل‪22‬ك إلى ض‪22‬عف قدرت‪22‬ه الّذ هني‪22‬ة والبدني‪22‬ة بس‪22‬بب س ‪ّ2‬نه المبّك رة ال‪22‬تي ال‬
‫تؤهله إلى وزن األشياء بموازينها الصحيحة وتق‪2‬ديرها ح‪2‬ق التق‪2‬دير‪ ،‬وباللغ‪2‬ة الفرنس‪2‬ية يطل‪2‬ق على‬
‫لف ‪22‬ظ الطف ‪22‬ل "‪ " Enfant‬وال ‪22‬تي يعتبره ‪22‬ا بعض الفقه ‪22‬اء مش ‪22‬تقة من الكلم ‪22‬ة اليوناني ‪22‬ة "‪ "Infans‬وال ‪22‬تي‬
‫‪2‬‬
‫تعني "من لم يتكلم بعد"‪.‬‬
‫والّالفت للّنظر أّن تحديد تعريف للطفل من األمور البالغة األهمية عن‪2‬د الح‪2‬ديث عن حمايت‪2‬ه‬
‫من االس‪22‬تغالل في أس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل‪ ،‬س‪22‬واء أك‪22‬انت الحماي‪22‬ة دولي‪22‬ة أم وطني‪22‬ة‪ ،‬ألنن‪22‬ا عن طري‪22‬ق‬
‫تحدي‪22‬د ه‪22‬ذا التعري‪22‬ف نس‪22‬تطيع أن نق‪22‬ف أم‪22‬ام صورة واض‪22‬حة المع‪22‬الم له‪22‬ذا الك‪22‬ائن الحي ال‪22‬ذي تجب‬
‫‪3‬‬
‫حمايته‪.‬‬

‫‪ -1‬حس‪22‬نين المحم‪22‬دي ب‪22‬وادي‪ ،‬حق‪22‬وق الطف‪22‬ل بين الش‪22‬ريعة اإلس‪22‬المية والق‪22‬انون ال‪22‬دولي‪ ،‬دار الفك‪22‬ر الج‪22‬امعي‪ ،‬االس‪22‬كندرية‪،2005 ،‬‬
‫ص‪.07‬‬
‫‪ -‬حاج سودي محمد‪ ،‬التنظيم القانوني لتشغيل األطفال‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة لنيل شهادة دكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامع‪2‬ة‬ ‫‪2‬‬

‫أبي بكر بلقايد‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -‬منتصر سعيد حمودة‪ ،‬حماية حقوق الطفل في الق‪2‬انون ال‪2‬دولي الع‪2‬ام واإلس‪2‬المي‪ ،‬دار الجامع‪2‬ة الجدي‪2‬دة‪ ،‬اإلس‪2‬كندرية‪،2007 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص‪.15‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫كما يالحظ أيض‪2‬ا‪ ،‬أّن تعري‪2‬ف الطف‪2‬ل يختل‪2‬ف ب‪2‬اختالف مج‪2‬ال الدراس‪2‬ة؛ فتعري‪2‬ف الطف‪2‬ل عن‪2‬د‬
‫رج ‪22‬ال الق ‪22‬انون يختل ‪22‬ف عن ‪22‬ه عن ‪22‬د علم ‪22‬اء النفس واإلجتم ‪22‬اع‪ ،‬كم ‪22‬ا يختل ‪22‬ف عن تعري ‪22‬ف الش ‪22‬ريعة‬
‫اإلس‪22 2‬المية‪ .‬ب‪22 2‬ل إّن التعري‪22 2‬ف الممن‪22 2‬وح في مج‪22 2‬ال من المج‪22 2‬االت يختل‪22 2‬ف ب‪22 2‬اختالف التخصص؛‬
‫فتعريف القانون الدولي للطفل يختلف عن تعريفه في التشريعات الداخلية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التعريف اللغوي واإلصطالحي للطفل‬
‫الطفل في اللغة يعني "الصغير من النّاس والّد واب"‪ ،1‬ويع‪2‬ني أيض‪2‬ا المول‪2‬ود م‪2‬ا دام ناعم‪2‬ا أو‬
‫الول ‪22‬د ح ‪22‬تى البل ‪22‬وغ‪ ،‬ويس ‪22‬توي في ‪22‬ه الم ‪22‬ذّك ر والم ‪22‬ؤّنث‪ ،‬وجمع ‪22‬ه أطف ‪22‬ال‪ ،‬ويطل ‪22‬ق لف ‪22‬ظ الطف ‪22‬ل على‬
‫‪2‬‬
‫الصغير من كل شيء‪.‬‬
‫وأصل لف‪22‬ظ الطف‪22‬ل من الطفال‪22‬ة والنعوم‪22‬ة‪ ،‬ويبقى ه‪22‬ذا االس‪2‬م للول‪22‬د ح‪2‬تى يم‪22‬يز‪ ،‬ثم ال يق‪22‬ال ل‪22‬ه‬
‫‪4‬‬
‫بعد ذلك طفل‪ ،‬بل صبي‪ 3.‬أّم ا الطفولة فهي المرحلة من الميالد إلى البلوغ‪.‬‬
‫أّم ا تعريف الطفل في االصطالح‪ ،‬فُيعّر ف بأنه "الصغير من‪2‬ذ ال‪2‬والدة إلى البل‪2‬وغ"‪ ،5‬في حين‬
‫أّن علماء االجتماع يعّر ف‪2‬ون الطف‪2‬ل بأّن ه ذل‪2‬ك الك‪2‬ائن ال‪2‬ذي لم ينض‪2‬ج بيولوجي‪2‬ا‪ ،‬نفس‪2‬يا‪ ،‬واجتماعي‪2‬ا‪،‬‬
‫وبالت‪22‬الي فمرحل‪22‬ة الطفول‪22‬ة هي تل‪22‬ك الف‪22‬ترة المبّك رة من حي‪22‬اة اإلنس‪22‬ان ال‪22‬تي يعتم‪22‬د فيه‪22‬ا الف‪22‬رد على‬
‫والدي ‪22‬ه اعتم ‪22‬ادا كلي ‪22‬ا‪ ،‬فيتعّلم ويتم‪ّ2 2‬ر ن للف ‪22‬ترة ال ‪22‬تي تليه ‪22‬ا‪ ،‬فهي عب ‪22‬ارة عن مرحل ‪22‬ة يم ‪22‬ر به ‪22‬ا ح ‪22‬تى‬
‫‪6‬‬
‫النضج الفيزيولوجي‪ ،‬العقلي‪ ،‬النفسي‪ ،‬االجتماعي‪ ،‬الخلقي والروحي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعريف الّش رعي للطفل‬

‫‪ -‬أحمد بن محمد بن علي الفيومي المقرئ‪ ،‬المصباح المنير‪ ،‬المكتبة العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،1987 ،‬ج‪ ،02‬ص‪.374‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬علي بن هادية وآخرون‪ ،‬القاموس الجديد للطالب‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪ ،1991 ،7‬ص‪.611‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬أحمد بن محمد بن علي الفيومي المقرئ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.374‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ - 4‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬المعجم الوجيز‪ ،‬دار التحرير للطبع والنشر‪ ،‬مصر‪ ،1989 ،‬ص‪.392‬‬
‫‪ -‬ياس‪22‬ر أحم ‪22‬د عم ‪22‬ر ال‪22‬دمهوجي‪ ،‬حق‪22‬وق الطف‪22‬ل وأحكام ‪22‬ه في الفق‪22‬ه اإلس‪22‬المي‪ :‬دراس‪22‬ة فقهي ‪22‬ة مقارن ‪22‬ة‪ ،‬مكتب ‪22‬ة الوف ‪22‬اء القانوني ‪22‬ة‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫اإلسكندرية‪ ،2012 ،‬ص‪.48‬‬


‫‪ -6‬موس ‪22 2 2‬ى نجيب موس ‪22 2 2‬ى مع ‪22 2 2‬وض‪ ،‬الطفول ‪22 2 2‬ة تعريف ‪22 2 2‬ات وخصائص‪ ،‬مق ‪22 2 2‬ال منش ‪22 2 2‬ور على موق ‪22 2 2‬ع األلوك ‪22 2 2‬ة اإلجتماعي ‪22 2 2‬ة‪:‬‬
‫‪ www.alukah.net/social‬تاريخ اإلطالع ‪.27/03/2019‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫نظرا ألهمية مرحلة الطفولة من عمر اإلنسان‪ ،‬فقد تحّد ث عنها القرآن الك‪22‬ريم في أك‪22‬ثر من‬
‫موضع‪ ،‬فاهلل عّز وجل أقسم به‪22‬ا في قول‪22‬ه تع‪22‬الى‪« :‬اَل ُأْقِس ُم ِبَه َذ ا اْلَبَل ِد (‪َ )1‬و َأْنَت ِح ٌّل ِبَه َذ ا اْلَبَل ِد (‬
‫‪َ )2‬و َو اِلٍد َو َم ا َو َلَد (‪ .1»)3‬كما أّن مع‪22‬نى الطف‪22‬ل ورد بألف‪22‬اظ متع‪ّ2‬د دة في الق‪22‬رآن الك‪22‬ريم‪ ،‬وهي على‬

‫سبيل الحصر‪ :‬الصبي‪ ،‬الغالم‪ ،‬الفتى‪ ،‬والولد‪.‬‬


‫إّال أن ‪22‬ه‪ ،‬يوج ‪22‬د خالف بين الفقه ‪22‬اء ح ‪22‬ول تحدي ‪22‬د مرحل ‪22‬ة الطفول ‪22‬ة؛ ف ‪22‬يرى االتج ‪22‬اه األول أن‬
‫مرحل ‪22 2‬ة الطفول ‪22 2‬ة تب ‪22 2‬دأ من لحظ ‪22 2‬ة تك ‪22 2‬وين الج ‪22 2‬نين في رحم أم ‪22 2‬ه‪ ،‬وذل ‪22 2‬ك مصداقا لقول ‪22 2‬ه تع ‪22 2‬الى‪:‬‬
‫«َو ُنِق ُّر ِفي اَألْرَح اِم َم ا َنَش آُء إَلى َأَج ٍل ُّمَس ًّم ى ُثَّم ُنْخ ِر ُج ُك ْم ِط ْف ًال»‪ 2‬وتنتهي ب‪22‬البلوغ‪ ،‬وذل‪22‬ك مصداقا‬

‫لقوله تعالى‪َ« :‬و ِإَذا َبَلَغ اَأْلْطَف اُل ِم ْنُك ُم اْلُح ُلَم َفْلَيْس َتْأِذ ُنوا»‪ ،‬والحلم يع‪22‬ني االحتالم‪ ،‬وه‪22‬و ق‪22‬وة تط‪22‬رأ‬

‫على الش‪22‬خص تنقل‪22‬ه من حال‪22‬ة الطفول‪22‬ة إلى حال‪22‬ة الرجول‪22‬ة أو البل‪22‬وغ‪ ،‬وه‪22‬و من‪22‬اط التكلي‪22‬ف لمعظم‬
‫‪3‬‬
‫أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫أّم ا اإلتجاه الث‪2‬اني‪ ،‬ف‪2‬يرى أن المقصود بالطف‪2‬ل ه‪2‬و المول‪2‬ود ال‪2‬ذي انفصل عن أّم ه نهائي‪2‬ا وال‬
‫‪4‬‬
‫يمت‪22‬د ه‪22‬ذا الم‪22‬دلول ليش‪22‬مل المرحل‪22‬ة الجنيني‪22‬ة‪ ،‬وذهب إلى ه‪22‬ذا غالبي‪22‬ة فقه‪22‬اء الش‪22‬ريعة اإلس‪22‬المية‪.‬‬
‫ف‪22‬الجنين ال يس‪22‬مى طفال‪ ،‬فبداي‪22‬ة الطفول‪22‬ة تك‪22‬ون من خ‪22‬روج الصبي من بطن أم‪22‬ه‪ ،‬ونهايته‪22‬ا تك‪22‬ون‬

‫‪ -1‬سورة البلد‪ ،‬اآليات من ‪ 01‬إلى‪.03‬‬


‫‪ -2‬سورة الحج‪ ،‬اآلية‪.05‬‬
‫‪ -3‬حاج سودي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -4‬حم‪22‬و بن اب‪22‬راهيم فخ‪22‬ار‪ ،‬الحماي‪22‬ة الجنائي‪22‬ة للطف‪22‬ل في التش‪22‬ريع الجزائ‪22‬ري والق‪22‬انون المق‪22‬ارن‪ ،‬رس‪22‬الة لني‪22‬ل ش‪22‬هادة ال‪22‬دكتوراه في‬
‫الحقوق‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2015-2014 ،‬ص‪.19‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫عن‪22‬د البل‪22‬وغ‪ ،‬وذل‪22‬ك إّم ا بظه‪22‬ور عالمات‪22‬ه ك‪22‬االحتالم‪ ،‬واإلنب‪22‬ات لل ‪ّ2‬ذ كر‪ ،‬والحيض والحم‪22‬ل لألن‪22‬ثى‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وإ ّم ا ببلوغه الّس ن‪ 1‬إذا لم تظهر عليه إحدى عالمات البلوغ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التعريف القانوني للطفل‬

‫الطف‪22 2‬ل أو الح‪22 2‬دث أو القاصر‪ ،‬هي أوصاف قانوني‪22 2‬ة تطل‪22 2‬ق على اإلنس‪22 2‬ان الصغير خالل‬
‫مرحلة عمرية‪ ،‬وهي تعّبر عن انسان غ‪2‬ير كام‪2‬ل النض‪2‬ج والتفاع‪2‬ل بالس‪2‬لوك البش‪2‬ري في المجتم‪2‬ع‬
‫مهم‪22‬ا ك‪22‬انت درج‪22‬ة تم‪22‬ام الخل‪22‬ق والتك‪22‬وين ومهم‪22‬ا ك‪22‬انت درج‪22‬ة قابليت‪22‬ه وقدرات‪22‬ه العقلي‪22‬ة والروحي‪22‬ة‬
‫‪3‬‬
‫والعاطفية والبدنية‪.‬‬

‫والج‪22‬دير بال‪22‬ذكر‪ ،‬أّن تحدي‪22‬د المقصود بمصطلح "الطف‪22‬ل" وتحدي‪22‬د المرحل‪22‬ة الزمني‪22‬ة في عم‪22‬ر‬
‫الك‪22 2‬ائن البش‪22 2‬ري المس ‪ّ2 2‬م اة بالطفول‪22 2‬ة يكتس‪22 2‬ي أهمي‪22 2‬ة كب‪22 2‬يرة من الّناحي‪22 2‬ة القانوني‪22 2‬ة‪ ،‬تتج‪22 2‬اوز مج ‪ّ2 2‬ر د‬
‫الم‪22‬دلوالت الّلفظي‪22‬ة أو المناقش‪22‬ات الفقهي‪22‬ة‪ ،‬فالحقيق‪22‬ة أّن تحدي‪22‬د المقصود بالطف‪22‬ل يرتب‪22‬ط بمجموع‪22‬ة‬
‫متنوع‪22 2‬ة من االلتزام‪22 2‬ات‪ ،‬يتحمله‪22 2‬ا وال‪22 2‬دا الطف‪22 2‬ل ومن يق‪22 2‬وم على رعايت‪22 2‬ه وك‪22 2‬ذا س‪22 2‬لطات الدول‪22 2‬ة‬
‫‪4‬‬
‫المعنية‪.‬‬

‫ورد مصطلح الطفل في العديد من الوثائق واإلعالن‪22‬ات واالتفاقي‪22‬ات الدولي‪22‬ة لحق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان‬
‫واتفاقيات القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬إاّل أن هذه الوثائق لم تح‪ّ2‬د د بدّق ة المقصود بالطف‪2‬ل‪ ،‬ولم تض‪2‬ع‬

‫‪ -1‬ذهب جمهور الفقهاء (المالكية‪ ،‬الشافعية‪ ،‬الحنابلة) إلى اعتب‪2‬ار أن س‪2‬ن خمس‪2‬ة عش‪2‬ر س‪2‬نة هي س‪2‬ن البل‪2‬وغ الط‪2‬بيعي‪ ،‬ويس‪2‬تدلون‬
‫على ذلك بالحديث الذي رواه عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما أن‪2‬ه ق‪2‬ال"عرض‪2‬ت على الّن بي صلى اهلل علي‪2‬ه وس‪2‬لم ي‪2‬وم أح‪2‬د وأن‪2‬ا‬
‫ابن عشرة سنة فلم يجزني وعرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمسة عشر فأجازني"‪ .‬أما اإلمام أب‪2‬و الحنيف‪2‬ة فالمش‪2‬هور عن‪2‬ده أن‬
‫سن البلوغ هي ثماني عشرة عند الفتى وسبع عشرة س‪2‬نة عن‪2‬د الصغيرة‪ .‬أّم ا عن‪2‬د ابن ح‪2‬زم الظ‪2‬اهري ف‪2‬إن س‪2‬ن البل‪2‬وغ عن‪2‬د ال‪ّ2‬ذ كر‬
‫واألنثى هي تسع عشرة سنة‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم األندلسي (الظاهري)‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ج‪ ،01‬ص‪.66‬‬
‫‪ -2‬عب ‪22‬د اهلل بن محم ‪22‬د بن عب ‪22‬د اهلل الطوال ‪22‬ه‪ ،‬االتفاقي ‪22‬ة الدولي ‪22‬ة لحق ‪22‬وق الطف ‪22‬ل‪ :‬دراس ‪22‬ة مقارن ‪22‬ة بالفق ‪22‬ه اإلس ‪22‬المي‪ ،‬مكتب ‪22‬ة الق ‪22‬انون‬
‫واالقتصاد‪ ،‬الرياض‪ ،2015 ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ -3‬بش‪22‬رى س‪22‬لمان حس‪22‬ين العبي‪22‬دي‪ ،‬االنتهاك‪22‬ات الجنائي‪22‬ة الدولي‪22‬ة لحق‪22‬وق الطف‪22‬ل‪ ،‬منش‪22‬ورات الحل‪22‬بي الحقوقي‪22‬ة‪ ،‬لبن‪22‬ان‪ ،2009 ،‬ص‬
‫‪.66،67‬‬
‫‪ -4‬حمو بن إبراهيم فخار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.26‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫ح‪ّ2‬د ا أقصى لس‪ّ2‬نه‪ ،‬ألنه‪22‬ا اهتّم ت بالطف‪22‬ل وبحاجت‪22‬ه إلى الحماي‪22‬ة والوقاي‪22‬ة والّر عاي‪22‬ة‪ ،‬دون أن تبحث‬
‫عن تعري‪22‬ف ل‪22‬ه وتحدي‪22‬د س ‪ّ2‬نه‪ ،1‬وذل‪22‬ك ب‪22‬دءا من إعالن ج‪22‬نيف لحق‪22‬وق الطف‪22‬ل لع‪22‬ام ‪ 1924‬م‪22‬رورا‬
‫ب‪22‬إعالن حق‪22‬وق الطف‪22‬ل لس‪22‬نة ‪ ،1959‬ثم العه‪22‬د ال‪22‬دولي للحق‪22‬وق المدني‪22‬ة والسياس‪22‬ية‪ ،‬والعه‪22‬د ال‪22‬دولي‬
‫للحقوق االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والثقافية لعام ‪.1966‬‬

‫واس‪22‬تثناء من ه‪22‬ذا االتج‪22‬اه الع‪22‬ام‪ ،‬ح‪ّ2‬د دت االتفاقي‪22‬ات والتوصيات الصادرة عن م‪22‬ؤتمر العم‪22‬ل‬
‫الدولي الحدود القصوى للّس ن المسموح بها لتشغيل األطفال‪ ،‬وبالرغم من تحديدها له‪2‬ذه األعم‪2‬ار‪،‬‬
‫إاّل أنه‪22‬ا لم تع‪22‬ط تعريف‪22‬ا دقيق‪22‬ا وموّح دا للطف‪22‬ل كم‪22‬ا ج‪22‬اءت ب‪22‬ه االتفاقي‪22‬ة الدولي‪22‬ة لحق‪22‬وق الطف‪22‬ل لس‪22‬نة‬
‫‪ ،1989‬حيث عّر فت الطف‪2‬ل في ماّد ته‪2‬ا األولى على أن‪2‬ه‪" :‬ك‪2‬ل إنس‪2‬ان لم يتج‪2‬اوز الثامن‪2‬ة عش‪2‬ر من‬
‫عمره‪ ،‬ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المطّبق عليه"‪.2‬‬

‫وعلي ‪22‬ه حّتى يك ‪22‬ون الش ‪22‬خص طفال يجب أن يك ‪22‬ون أوال غ ‪22‬ير ب ‪22‬الغ س ‪22‬ن الثامن ‪22‬ة عش ‪22‬ر‪ ،‬وأاّل‬
‫يك‪22‬ون الق‪22‬انون الوط‪22‬ني يح‪ّ2‬د د س‪ّ2‬نا للرش‪22‬د أق‪22‬ل من ذل‪22‬ك‪ 3.‬وبمفه‪22‬وم المخالف‪22‬ة ال يعت‪22‬بر اإلنس‪22‬ان طفال‬
‫إذا بلغ أو تجاوز سن الرشد وفقا للقانون المطّبق عليه في بلده‪.‬‬

‫‪ -1‬حسنين المحمدي بوادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27‬‬


‫‪ -2‬الم‪22‬اّد ة ‪ 01‬من اتفاقي‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل‪ ،‬اعتم‪22‬دت وعرض‪22‬ت للتوقي‪22‬ع والتصديق واالنض‪22‬مام بم‪22‬وجب ق‪22‬رار الجمعي‪22‬ة العام‪22‬ة رقم‬
‫‪ ،44/25‬المؤرخ في ‪ 20‬نوفمبر ‪ ،1989‬تاريخ بدء النفاذ ‪ 02‬سبتمبر ‪ ،1990‬صادقت عليه‪2‬ا الجزائ‪2‬ر بت‪2‬اريخ ‪.19/12/1992‬‬
‫متوفرة على الرابط‪ https://uni.cf/443bYhy :‬تاريخ اإلطالع‪.26/04/2023 :‬‬
‫‪ -3‬ه‪22‬ذا وق‪22‬د ج‪22‬اء في اتفاقي‪22‬ة األمم المتح‪22‬دة بش‪22‬أن حظ‪22‬ر أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال واإلج‪22‬راءات الفوري‪22‬ة للقض‪22‬اء عليه‪22‬ا الصادرة‬
‫بجنيف في ‪ 17‬يونيو‪ ،1999‬الماّد ة الثانية منها أّنه‪" :‬يطلق تعبير الطف‪2‬ل في مفه‪2‬وم ه‪2‬ذه اإلتفاقي‪2‬ة على جمي‪2‬ع األش‪2‬خاص دون س‪2‬ن‬
‫الثامنة عشر‪ ".‬وهو نفس التعريف الذي جاء به الميثاق اإلفريقي لحقوق الطفل وصّح ته ورفاهت‪2‬ه لمنظم‪2‬ة الوح‪2‬دة اإلفريقي‪2‬ة لس‪2‬نة‬
‫‪.1990‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫وما يالحظ على هذا التعريف أّنه لم يتناول سن بداية الطفولة‪ ،1‬كما أّنه أخذ باالتجاه ال‪22‬ذي‬
‫يمي‪22‬ل إلى رف‪22‬ع س‪22‬ن الطفول‪22‬ة إلى الح‪22‬د األقصى‪ ،‬وذل‪22‬ك به‪22‬دف إصباغ مزي‪22‬د من الحماي‪22‬ة وألط‪22‬ول‬
‫مّد ة ممكنة لألطفال دون إغفال التشريعات الوطنية التي يمكن أن تتبّنى سًّنا أقل‪.‬‬

‫وه‪22‬ذا الُح كم ج‪22‬اء تأكي‪22‬دا لم‪22‬ا أش‪22‬ارت إلي‪22‬ه ديباج‪22‬ة ه‪22‬ذه االتفاقي‪22‬ة بنّص ها على وج‪22‬وب مراع‪22‬اة‬
‫تقاليد الشعوب وقيمها الثقافية لحماية الطف‪2‬ل؛ ل‪2‬ذلك فق‪2‬د جعلت الح‪2‬د األقصى لس‪2‬ن من يعت‪2‬بر طفال‬
‫بما ينص عليه التش‪2‬ريع الوط‪2‬ني ألي دول‪2‬ة ط‪2‬رف‪ .‬فل‪2‬و افترض‪2‬نا أن س‪2‬ن الطفول‪2‬ة في ق‪2‬انون دول‪2‬ة‬
‫ينتهي قبل تلك السن المحّد دة في االتفاقية‪ ،‬فإن االعتبار يكون طبقا لقانون تل‪22‬ك الدول‪22‬ة‪ ،‬وفي غ‪22‬ير‬
‫هذه الحالة ال يجوز ألي دولة لم تحّد د سن الرشد قبل التوقيع على االتفاقية أن تحّد د سنا أقل مّم ا‬
‫‪2‬‬
‫هو منصوص في االتفاقية بعد ذلك‪ ،‬وإ اّل اعتبر انتهاكا لها‪.‬‬

‫في جميع الحاالت‪ ،‬فإن الشخص الذي يتجاوز الثامنة عشر ال يعتبر طفال‪ ،‬أيا كان حد س‪22‬ن‬
‫الرشد في قانون بلده‪ ،‬فاإلنسان البالغ سن التاسعة عشر مثال‪ ،‬ال يجب أن نعتبره طفال مهم‪22‬ا ك‪22‬ان‬
‫س ‪22‬ن الرش ‪22‬د المح‪ّ2 2‬د د في ق ‪22‬انون بل ‪22‬ده‪ ،‬إذ يتعّين اتب ‪22‬اع المعي ‪22‬ار الوط ‪22‬ني بالنس ‪22‬بة للش ‪22‬خص ال ‪22‬ذي لم‬
‫‪3‬‬
‫يتجاوز الثامنة عشر‪ ،‬أّم ا بالنسبة للذي تجاوزها فيتعّين اتباع المعيار الدولي‪.‬‬

‫‪ -1‬أهملت اإلتفاقية في ماّد تها األولى تحديد لحظة بداية الطفولة‪ ،‬كما لم ت‪2‬ذكر الطف‪2‬ل في مرحل‪2‬ة م‪2‬ا قب‪2‬ل ال‪2‬والدة‪ ،‬ولكن ش‪2‬ملته في‬
‫ديباجتها عند قولها "إّن الطفل‪...‬يحتاج إلى حماية قانوني‪2‬ة مناس‪2‬بة‪ ،‬قب‪2‬ل ال‪2‬والدة وبع‪2‬دها"‪ .‬ويظه‪2‬ر من األعم‪2‬ال التحض‪2‬يرية التفاقي‪2‬ة‬
‫حقوق الطفل أّن الدّو ل ليست متفقة تماما على سن بداية الطفولة‪ ،‬وأّنها مسألة متروكة لتق‪2‬دير ال‪2‬دول لتحدي‪22‬دها بم‪22‬وجب تش‪2‬ريعاتها‬
‫الوطنية‪ ،‬وق‪2‬د ع‪ّ2‬ز ز ه‪2‬ذا اإلتج‪2‬اه من خالل أجه‪2‬زة وهيئ‪2‬ات الرقاب‪2‬ة االتفاقي‪2‬ة المختّص ة بحق‪2‬وق اإلنس‪2‬ان‪ .‬وق‪2‬د أوض‪2‬حت لجن‪2‬ة ال‪2‬دول‬
‫األمريكية لحقوق اإلنسان أّن اإلعالن األمريكي لحقوق وواجبات اإلنس‪2‬ان ي‪2‬ترك لل‪2‬دول صالحية تحدي‪2‬د لحظ‪2‬ة ب‪2‬دء الطفول‪2‬ة ووفق‪2‬ا‬
‫لتش‪22‬ريعاتها الوطني‪22‬ة‪ ،‬وه‪22‬و م‪22‬ا يتف‪22‬ق م‪22‬ع م‪22‬ا ج‪22‬اء في نص الم‪22‬اّد ة الثاني‪22‬ة من الميث‪22‬اق اإلف‪22‬ريقي لحق‪22‬وق ورفاهي‪22‬ة الطف‪22‬ل ال‪22‬تي اكتفت‬
‫بتعريفه بأنه كل من لم يبلغ ‪ 18‬عاما دون أن تحدد سن أو لحظة بداية الطفولة‪.‬‬
‫أنظ‪22‬ر‪ :‬محم‪22‬د يوس‪22‬ف عل‪22‬وان‪ ،‬محم‪22‬د خلي‪22‬ل الموس‪22‬ى‪ ،‬الق‪22‬انون ال‪22‬دولي لحق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان "الحق‪22‬وق المحمي‪22‬ة"‪ ،‬ج‪ ،02‬دار الثقاف‪22‬ة للنش‪22‬ر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2009 ،‬ص ‪.534‬‬
‫‪ -2‬سمر خليل محمود عبد اهلل‪ ،‬حقوق الطفل في اإلسالم واإلتفاقيات الدولية‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستير في الفقه والتشريع‪،‬‬
‫جامعة الّنجاح الوطنية في نابلس‪ ،‬فلسطين‪ ،2003 ،‬ص‪.159‬‬
‫‪ -3‬بوصوار ميسوم‪ ،‬تجريم التعّد ي على حقوق الطف‪2‬ل في الق‪2‬انون ال‪2‬دولي‪ ،‬أطروح‪2‬ة لني‪2‬ل ش‪2‬هادة دكت‪2‬وراه في الق‪2‬انون الع‪2‬ام‪ ،‬كلي‪2‬ة‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2017 ،‬ص‪.12‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫من خالل ما سبق نالحظ أّن هناك اختالف حول تعريف الطف‪2‬ل‪ ،‬وك‪2‬ذا بداي‪2‬ة ونهاي‪2‬ة مرحل‪2‬ة‬
‫الطفولة‪ ،‬إاّل أنه يمكن القول أّن القانون ال‪22‬دولي المعاصر يل‪22‬زم ال‪22‬دول بتمكين األش‪22‬خاص ال‪22‬ذين لم‬
‫يبلغوا سن الثامنة عشر قدر اإلمكان بالتمتع بالحقوق المعترف بها للطفل‪ ،‬ومنها حقه في حمايت‪22‬ه‬
‫من أسوأ أشكال العمل‪.‬‬

‫وه‪22‬و م‪22‬ا تأك‪22‬ده الم‪22‬اّد ة الثاني‪22‬ة من اتفاقي‪22‬ة األمم المتح‪22‬دة رقم ‪ 182‬بش‪22‬أن حظ‪22‬ر أس‪22‬وأ أش‪22‬كال‬
‫عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال واإلج ‪22‬راءات الفوري ‪22‬ة للقض ‪22‬اء عليه ‪22‬ا‪ ،1‬وك ‪22‬ذا االتفاقي ‪22‬ة رقم ‪ 138‬لمنظم ‪22‬ة العم ‪22‬ل‬
‫الدولية والتي تحّد د سن ‪ 18‬سنة على أّنه السن القانوني للقي‪22‬ام باألعم‪22‬ال الخط‪22‬يرة‪ ،‬وه‪22‬ذه األخ‪22‬يرة‬

‫تعتبر أيضا من صور أسوأ أشكال عمل األطفال بحسب االتفاقي‪22‬ة رقم ‪ ،182‬م‪22‬ع اإلش‪22‬ارة إلى أّن‬
‫‪2‬‬
‫هذا التعريف للطفل ليس تعريفا عاما بل يسري فقط على موضوع االتفاقيتين‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫تعريف عمل الطفل وتمييزه عن بعض المصطلحات المشابهة‬

‫كثيرة هي األعمال التي يقوم بها األطف‪2‬ال في مراح‪2‬ل حي‪2‬اتهم األولى‪ ،‬وال‪2‬تي تتن‪2‬وع بصورة‬
‫عاّم ة إلى أعم‪22‬ال نافع‪22‬ة تع‪22‬زز من ق‪22‬دراتهم وتط‪22‬ور ملك‪22‬اتهم العقلي‪22‬ة والنفس‪22‬ية وك‪22‬ذا الجس‪22‬دية‪ ،‬دون‬
‫ت‪22‬أثير على م‪22‬ردودهم الدراس‪22‬ي وراحتهم وتمتعهم بالصحة الجس‪22‬دية والنفس‪22‬ية‪ ،‬لكن بالمقاب‪22‬ل هن‪22‬اك‬
‫أعمال يقوم بها األطفال تكون خطرة ومدّم رة لصحتهم وس‪2‬المتهم‪ 3،‬ل‪2‬ذلك ك‪2‬ان لزام‪2‬ا علين‪2‬ا تحدي‪2‬د‬
‫المقصود بعم‪22‬ل الطف‪22‬ل (أّو ال)‪ ،‬ثم تمي‪22‬يزه عن بعض المصطلحات المش‪22‬ابهة ل‪22‬ه؛ كتش‪22‬غيل األطف‪22‬ال‬
‫واستغالل األطفال وعمالة األطفال (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ -1‬بالرغم من أن هذه االتفاقية حّد دت س‪2‬ن نهاي‪2‬ة مرحل‪2‬ة الطفول‪2‬ة بثماني‪2‬ة عش‪2‬ر س‪2‬نة‪ ،‬إاّل أن ذل‪2‬ك ال يع‪2‬ني أن أي عم‪2‬ل أو نش‪2‬اط‬
‫مذكور فيها يناسب بصورة تلقائية األشخاص الذين تجاوزوا سن الثامنة عشر‪ ،‬وأنه يجب أن يسمح لهم بممارس‪22‬تها‪ ،‬ولكنه‪22‬ا تؤك‪22‬د‬
‫على تركيز اإلهتمام باألطفال‪ ،‬وبالفعل فإن بعض البلدان تحظر ممارسة أعمال معينة حتى السن الحادية والعشرين‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- BIT, Le travail des enfants, rapport IV, session n° 87, Genève, 1999, p42.‬‬
‫‪ -‬محم‪22‬د عبابس‪22‬ة‪" ،‬تش‪22‬غيل القصر بين التقيي‪22‬د والحظ‪22‬ر"‪ ،‬مجل‪22‬ة الحق‪22‬وق والعل‪22‬وم السياس‪22‬ية‪ ،‬ع‪22‬دد‪ ،02‬مجل‪22‬د‪ ،2018 ،05‬جامع‪22‬ة‬ ‫‪3‬‬

‫عباس لغرور‪ ،‬خنشلة‪ ،‬ص‪.431‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫أوال‪ :‬تعريف عمل الطفل‬

‫بداية‪ ،‬يعّر ف العمل في اللغة بأّنه الفعل والمهن‪22‬ة‪ ،‬فيق‪22‬ال عم‪22‬ل الرج‪22‬ل عمال أي فع‪22‬ل فعال أو‬
‫‪1‬‬
‫اتخذ مهنة‪ ،‬والجمع أعماال‪ ،‬والعمالة بضم العين وفتحها وكسرها رزق العامل‪.‬‬

‫أّم ا في االصطالح‪ ،‬فيعّر ف العمل على أّنه‪" :‬كل جه‪2‬د مش‪2‬روع‪ ،‬مقصود ومنّظم‪ ،‬ب‪2‬دنيا ك‪2‬ان‬
‫أو ذهنيا أو خليطا بينهما‪ ،‬يبدله اإلنسان إليجاد منفعة إقتصادية‪ ،‬ماّد ية أو معنوية‪.‬‬

‫والعمل حق لكل فرد‪ ،‬فلكل فرد الحق في فرصة ليج‪2‬د العم‪2‬ل المناس‪2‬ب ل‪2‬ه‪ ،‬كم‪2‬ا أّن ه واجب‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫فلكل فرد أن يسهم بعمله في رفاهية المجتمع‪ ،‬وتحقيق الخير لنفسه وللمجتمع‪".‬‬

‫بهذا المعنى‪ ،‬قد يساهم عمل الطفل في مجتمعات كثيرة في زيادة دخل األسرة‪ ،‬وينظ‪2‬ر إلي‪2‬ه‬
‫كمصدر نف‪22‬ع ال مصدر ض‪22‬رر‪ ،‬فاألطف‪22‬ال بم‪22‬ا يحصلون علي‪22‬ه من مقاب‪22‬ل عملهم يمكنهم من تق‪22‬ديم‬
‫المس‪22 2‬اعدات االقتصادية ألس‪22 2‬رهم‪ ،‬ومن خالل العم‪22 2‬ل ق‪22 2‬د يتعّلم‪22 2‬ون ويكتس‪22 2‬بون مه‪22 2‬ارات الحي‪22 2‬اة‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫ويدعمون احترامهم ألنفسهم‪ ،‬إضافة إلى تحسين وضعهم داخل أسرهم‪.‬‬

‫غ ‪22‬ير أّن المقصود من "عم ‪22‬ل الطف ‪22‬ل" في دراس ‪22‬تنا ه ‪22‬ذه؛ ه ‪22‬و عم ‪22‬ل الطف ‪22‬ل الض ‪22‬ار ب ‪22‬ه‪ ،‬فمن‬
‫الناحي‪22‬ة القانوني‪22‬ة‪ ،‬ال يوج‪22‬د لمصطلح "عم‪22‬ل الطف‪22‬ل" تعري‪22‬ف موّح د متف‪22‬ق علي‪22‬ه يتم اتباع‪22‬ه في ك‪22‬ل‬
‫ال‪22‬دول‪ ،‬إاّل أّن ه يمكن تعريف‪22‬ه بأن‪22‬ه ك‪22‬ل جه‪22‬د جس‪22‬دي يق‪22‬وم ب‪22‬ه الطف‪22‬ل وي‪22‬ؤثر على صحته الجس‪22‬دية‬
‫والنفس‪22‬ية أو العقلي‪22‬ة ويتع‪22‬ارض م‪22‬ع تعليم‪22‬ه األساس‪22‬ي‪ ،‬وه‪22‬و م‪22‬ا نّص ت علي‪22‬ه اتفاقي‪22‬ة منظم‪22‬ة العم‪22‬ل‬
‫‪4‬‬
‫الدولية رقم ‪ 138‬لسنة ‪ 1973‬بشأن الحد األدنى لسن االستخدام‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تمييز عمل الطفل عن بعض المصطلحات المشابهة‬

‫‪ -‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬ط‪ ،2004 ،04‬ص‪.628‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬محم ‪22‬د عب ‪22‬د ال ‪22‬رحمن مصطفى البن ‪22‬ا‪ ،‬العولم ‪22‬ة وحق ‪22‬وق الطف ‪22‬ل بين الفق ‪22‬ه اإلس ‪22‬المي والق ‪22‬انون الوض ‪22‬عي‪ :‬دراس ‪22‬ة مقارن ‪22‬ة‪ ،‬دار‬ ‫‪2‬‬

‫الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2017 ،‬ص‪.191‬‬


‫‪ -‬ضاوية كيرواني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.99‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬إتفاقي‪22‬ة منّظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة رقم ‪ ،138‬بش‪22‬أن الس‪22‬ن األدنى لإلس‪22‬تخدام‪ ،‬المعتم‪22‬دة من ط‪22‬رف مكتب العم‪22‬ل ال‪22‬دولي في دورت‪22‬ه‬ ‫‪4‬‬

‫الثامنة والخمسون ‪ ،‬جنيف‪ ،‬الموقعة بتاريخ ‪ 26‬جويلية ‪ ،1973‬دخلت حيز الّنفاذ بتاريخ ‪ 19‬جويلية ‪.1976‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫أب‪22 2‬رز المصطلحات المش‪22 2‬ابهة لمصطلح عم‪22 2‬ل األطف‪22 2‬ال نج‪22 2‬د‪ :‬تش‪22 2‬غيل األطف‪22 2‬ال‪ ،‬اس‪22 2‬تغالل‬
‫األطفال‪ ،‬عمالة األطفال‪.‬‬

‫يخطئ من يعتق‪22‬د أّن العم‪22‬ل والش‪22‬غل ش‪22‬يء واح‪22‬د‪ ،‬ب‪22‬ل هن‪22‬اك ف‪22‬رق بينهم‪22‬ا ‪ ،‬ففي ال‪22‬وقت ال‪22‬ذي‬
‫يقصد بالعمل ذلك النشاط البشري الواعي والهادف لتكييف األشياء الماّد ية الموج‪22‬ودة في الطبيع‪22‬ة‬
‫حس‪22 2‬ب حاج‪22 2‬ة البش‪22 2‬ر‪ ،‬يقصد بالش‪22 2‬غل النش‪22 2‬اط العض‪22 2‬لي األثق‪22 2‬ل من النش‪22 2‬اط العض‪22 2‬لي في العم‪22 2‬ل‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫باإلضافة إلى أّن هذا النشاط العضلي هو أكثر مشّقة وأقل مهارة وأدنى منزلة‪.‬‬

‫أّم ا االستغالل فهو أشمل وأخطر من العمل والشغل‪ ،‬حيث ال يقتصر على اس‪2‬تغالل النش‪2‬اط‬
‫العضلي لإلنسان‪ ،‬بل يمت‪2‬د الس‪2‬تغالله في جمي‪2‬ع المج‪2‬االت‪ ،‬ب‪2‬ل غالب‪2‬ا م‪2‬ا يه‪2‬دف إلى جع‪2‬ل اإلنس‪2‬ان‬
‫بضاعة تباع وتشترى‪ ،‬وأّنها وسيلة للثراء‪.‬‬

‫كم‪22‬ا ي‪22‬راد باالس‪22‬تغالل‪" :‬اس‪22‬تخدام ش‪22‬خص كوس‪22‬يلة لم‪22‬آرب أو االس‪22‬تفادة من طيب‪22‬ة ش‪22‬خص أو‬
‫جهل‪22‬ه أو ض‪22‬عفه وعج‪22‬زه لس‪22‬لبه حق‪22‬ا أو ج‪22‬ني ربح غ‪22‬ير ع‪22‬ادل"‪ ،2‬إذا فاالس‪22‬تغالل ه‪22‬و االنتف‪22‬اع من‬
‫الغير دون وجه حق‪.‬‬

‫من هن‪22‬ا‪ ،‬وجب التمي‪22‬يز بين عم‪22‬ل الطف‪22‬ل الّن افع ل‪22‬ه‪ ، Child Work‬والعم‪22‬ل الض‪22‬ار ب‪22‬ه ‪Child‬‬

‫‪ Labour‬؛ ففي حين يدل مصطلح عم‪2‬ل الطف‪2‬ل ‪ Child Work‬على جمل‪2‬ة األنش‪2‬طة ال‪2‬تي يق‪2‬وم به‪2‬ا‬
‫الطفل لمساعدة العائلة والتي تعتبر عملية تحضيرية لالندماج االجتماعي‪ ،‬وال تدخل ه‪22‬ذه الفئ‪22‬ة ال‬
‫تحت االستغالل وال تحت االستعباد‪ ،‬كما أّن ه‪2‬ذه األنش‪2‬طة ال تمن‪2‬ع األطف‪2‬ال من متابع‪2‬ة دراس‪2‬تهم‪،‬‬
‫فمصطلح العم‪22‬ل الش‪22‬اق ‪ Child Labour‬أو عمال‪22‬ة األطف‪22‬ال ي‪ُ2‬د ل على ذل‪22‬ك العم‪22‬ل الُم ض‪22‬ني ال‪22‬ذي‬
‫يهدف إلى الفائدة االقتصادية‪ ،‬وهذا النوع ال يمكن للطفل أن يمارس معه أي نش‪22‬اط مدرس‪22‬ي ألن‪22‬ه‬
‫‪3‬‬
‫يشغل كل وقته ويمتص طاقته ويعّر ض صّح ته الجسمية والّنفسية واالجتماعية للخطر‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد عبابسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.431‬‬


‫‪ -2‬استغالل‪ ،‬ويكيبيديا الموسوعة الحّر ة‪ ،‬منشور على الموقع‪ https://bit.ly/40FNOGQ :‬تاريخ اإلطالع ‪.26/04/2021‬‬
‫‪ - 3‬عائش‪2‬ة بي‪22‬ة زيت‪22‬وني‪" ،‬عوام‪22‬ل عمال‪2‬ة األطف‪2‬ال في الش‪2‬ارع الجزائ‪22‬ري"‪ ،‬مجّل ة الب‪22‬احث في العل‪2‬وم اإلنس‪2‬انية واإلجتماعي‪22‬ة‪ ،‬الع‪22‬دد‬
‫‪ ،31‬ديسمبر ‪ ،2017‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬ص ‪.500‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫من التع ‪22‬اريف الم ‪22‬ذكورة أعاله‪ ،‬يمكنن ‪22‬ا أن نس ‪22‬تخلص ب ‪22‬أّن عم ‪22‬ل الطف ‪22‬ل ه ‪22‬و الصورة األق ‪22‬ل‬
‫ضررا به إذا ما قارّن اه بتشغيل أو استغالل الطفل‪ ،‬أو عمالته‪.‬‬

‫أّم ا في مفه‪22‬وم منظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة‪ ،‬ف‪22‬إّن عم‪22‬ل األطف‪22‬ال ه‪22‬و تل‪22‬ك األنش‪22‬طة ال‪22‬تي ت‪22‬ؤّد ي إلى‬
‫حرم‪22 2‬ان األطف‪22 2‬ال من طف‪22 2‬ولتهم وإ مكان‪22 2‬اتهم وك‪22 2‬رامتهم‪ ،‬وت‪22 2‬ؤّد ي إلى تق‪22 2‬ويض تعليمهم وصّح تهم‬
‫وتح ‪22‬ول دون نم ‪22‬وهم الجس ‪22‬دي والعقلي‪ 1.‬في حين أّن منّظم ‪22‬ة األمم المتح ‪22‬دة للطفول ‪22‬ة (اليونس ‪22‬يف)‬
‫تمّي ز بين عم‪22‬ل األطف‪22‬ال ال‪22‬ذي يتماش‪22‬ى م‪22‬ع مع‪22‬ايير منّظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة‪ ،‬وهي األعم‪22‬ال الخفيف‪22‬ة‬
‫ال‪22‬تي ال ت‪22‬ؤّثر على صّح ة الطف‪22‬ل وس‪22‬المته وال تتع‪22‬ارض م‪22‬ع تعليم‪22‬ه‪ ،‬وهي أعم‪22‬ال مقبول‪22‬ة دولي‪22‬ا‪،‬‬
‫وبين األعمال غير المقبولة وهي التي تتعارض مع معايير منّظم‪22‬ة العم‪22‬ل الّد ولي‪22‬ة‪ ،‬وتنط‪22‬وي على‬
‫خط‪22‬ورة على صّح ة الطف‪22‬ل وس‪22‬المته‪ ،‬وال‪22‬تي تلقي على عاتق‪22‬ه مس‪22‬ؤوليات تتج‪22‬اوز س‪ّ2‬نه‪ ،‬أو تمنع‪22‬ه‬
‫‪2‬‬
‫من مزاولة تعليمه‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫تعريف أسوأ أشكال عمل الطفل‬

‫وردت عب‪22‬ارة "أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال" في اتفاقي‪22‬ة األمم المتح‪22‬دة رقم ‪ 3182‬والتوصية‬
‫رقم ‪ 190‬بش ‪22‬أن حظ ‪22‬ر أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال واإلج ‪22‬راءات الفوري ‪22‬ة للقض ‪22‬اء عليه ‪22‬ا لس ‪22‬نة‬
‫‪.41999‬‬

‫حيث عّر فت االتفاقية "أسوأ أشكال عمل الطفل" من خالل ذك‪2‬ر الصور أو أوج‪2‬ه االس‪2‬تغالل‬
‫ال‪22‬تي تعت‪22‬بر من أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل الطف‪22‬ل وذل‪22‬ك في نص الم‪22‬اّد ة ‪ 03‬منه‪22‬ا‪ ،‬بنّص ها على‪ " :‬يش‪22‬مل‬
‫تعبير "أسوأ أشكال عمل األطفال" في مفهوم هذه االتفاقية ما يلي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-what is child labour, https://www.ilo.org/ipec/facts/lang--en/index.htm vu le 26/04/2023.‬‬
‫‪ -‬منّظمة األمم المتحدة للطفولة‪ ،‬ما هو المقصود بعمالة األطفال؟‪ ،‬أنظر الرابط‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪https://www.un.org/ar/events/childlabourday/background.shtml‬‬
‫‪ -‬اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم ‪ ،182‬بشأن أسوأ أشكال عمل األطفال واإلجراءات الفورية للقضاء عليها‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬التوصية رقم ‪ 190‬بش‪2‬أن حظ‪2‬ر أس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪22‬ل األطف‪2‬ال واإلج‪2‬راءات الفوري‪22‬ة للقض‪2‬اء عليه‪22‬ا‪ ،‬صادرة عن الم‪22‬ؤتمر الع‪22‬ام‬ ‫‪4‬‬

‫لمنظمة العمل الدولية‪ ،‬في دورته ‪ ،87‬بتاريخ ‪ 01‬جويلية ‪ ،1999‬متوفرة على الرابط‪:‬‬
‫‪ https://www.arabccd.org/files/0000/57/Rec.190.pdf‬تاريخ اإلطالع ‪.26/04/2023‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫(أ) كاّف ة أش‪22‬كال ال‪22‬رق أو الممارس‪22‬ات الش‪22‬بيهة ب‪22‬الرق ك‪22‬بيع األطف‪22‬ال واالتج‪22‬ار بهم وعبودي‪22‬ة‬
‫ال‪2‬دين والقنان‪2‬ة والعم‪2‬ل القس‪2‬ري أو اإلجب‪2‬اري‪ ،‬بم‪2‬ا في ذل‪2‬ك التجني‪2‬د القس‪2‬ري أو اإلجب‪2‬اري لألطف‪2‬ال‬
‫الستخدامهم في صراعات مسّلحة‪،‬‬

‫(ب) اس‪22‬تخدام طف‪22‬ل أو تش‪22‬غيله أو عرض‪22‬ه ألغ‪22‬راض ال ‪ّ2‬د عارة‪ ،‬أو إلنت‪22‬اج أعم‪22‬ال إباحي‪22‬ة أو‬
‫أداء عروض إباحية؛‬

‫(ج) اس ‪22‬تخدام طف ‪22‬ل أو تش ‪22‬غيله أو عرض ‪22‬ه لمزاول ‪22‬ة أنش ‪22‬طة غ ‪22‬ير مش ‪22‬روعة‪ ،‬والس ‪22‬يما إنت ‪22‬اج‬
‫المخدرات بالشكل الذي حددت فيه في المعاهدات الدولية ذات الصلة واالتجار بها‪،‬‬

‫(د) األعمال التي ي‪2‬رجح أن ت‪2‬ؤّد ي‪ ،‬بفع‪2‬ل طبيعته‪2‬ا أو بفع‪2‬ل الظ‪2‬روف ال‪2‬تي ت‪2‬زاول فيه‪2‬ا‪ ،‬إلى‬
‫اإلضرار بصّح ة األطفال أو سالمتهم أو سلوكهم األخالقي‪".‬‬

‫ما يالحظ على هذه الماّد ة أّنها ذكرت األشكال غير المقبول‪22‬ة لعم‪22‬ل الطف‪22‬ل وجعلته‪22‬ا أولوي‪22‬ات‬
‫على ال‪22‬دول القض‪22‬اء عليه‪22‬ا‪ ،‬غ‪22‬ير أّن م‪22‬ا يؤخ‪22‬ذ عليه‪22‬ا أّنه‪22‬ا تّتصف بالمرون‪22‬ة‪ ،‬خاّص ة البن‪22‬د األخ‪22‬ير‬
‫منه‪22‬ا‪ ،‬فه‪22‬و ي‪22‬ترك هامش‪22‬ا للس‪22‬لطات الوطني‪22‬ة لتحدي‪22‬د م‪22‬ا إذا ك‪22‬انت األعم‪22‬ال ال‪22‬تي يمارس‪22‬ها األطف‪22‬ال‬
‫تض‪22‬ر بصّح تهم أو س‪22‬المتهم أو س‪22‬لوكهم األخالقي أم ال‪ ،‬وه‪22‬و م‪22‬ا يؤّك ده نص الم‪22‬اّد ة ‪ 04‬من نفس‬
‫اإلتفاقي‪22‬ة بنصه على‪ -1" :‬تح‪ّ2‬د د الق‪22‬وانين أو األنظم‪22‬ة الوطني‪22‬ة أو الس‪22‬لطة المختّص ة بع‪22‬د التش‪22‬اور‬
‫مع المنّظمات المعني‪2‬ة ألصحاب العم‪2‬ل والعم‪2‬ال أن‪2‬واع العم‪2‬ل المش‪2‬ار إليه‪2‬ا في الم‪2‬اّد ة ‪( 03‬د) م‪2‬ع‬
‫أخ ‪22‬ذ المع ‪22‬ايير الدولي ‪22‬ة ذات الّص لة بعين اإلعتب ‪22‬ار والس ‪22‬يما الفقرت ‪22‬ان ‪ 03‬و‪ 04‬من توصية أس ‪22‬وأ‬
‫أشكال عمل األطفال لعام ‪.1999‬‬

‫‪ -2‬تح ‪ّ2‬د د الس‪22‬لطة المختّص ة بع‪22‬د التش‪22‬اور م‪22‬ع المنّظم‪22‬ات المعنّي ة ألصحاب العم‪22‬ل والعّم ال‬
‫مكان وجود األعمال التي حّد دت على أّنها من هذا النوع‪"...‬‬

‫من خالل ما سبق يمكننا تعريف "أسوأ أشكال عمل الطفل" بأنها‪ :‬األشكال السيئة والخطيرة‬
‫لعم‪22 2‬ل الطف‪22 2‬ل‪ ،‬وأكثره‪22 2‬ا تطّر ف‪22 2‬ا‪ ،‬وهي في الغ‪22 2‬الب حاّط ة بالكرام‪22 2‬ة وُم هين‪22 2‬ة لإلنس‪22 2‬انية؛ وتش‪22 2‬مل‬
‫األنش ‪22‬طة المحظ ‪22‬ورة‪ ،‬واس ‪22‬ترقاق األطف ‪22‬ال‪ ،‬واس ‪22‬تغاللهم في الح ‪22‬روب؛ أي العم ‪22‬ل ال ‪22‬ذي ق ‪22‬د يك ‪22‬ون‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫مؤذي‪22‬ا بنم‪22‬و الطف‪22‬ل جس‪22‬ديا أو اجتماعي‪22‬ا أو نفس‪22‬يا‪ ،‬وهي تش‪22‬كل في جمي‪22‬ع الظ‪22‬روف انتهاك‪22‬ا لحق‪22‬وق‬
‫الطفل وخرقا للقانون الدولي‪ ،‬بل يمكن اعتبارها أيضا جرائم جنائية يكون الطف‪22‬ل ض‪22‬حيتها‪ ،‬وه‪22‬و‬
‫‪1‬‬
‫ما نّص ت عليه التوصية رقم ‪ 190‬في بندها ‪.11‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫عوامل وآثار أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫لع‪22‬ل الب‪22‬احث في ظ‪22‬اهرة عم‪22‬ل األطف‪22‬ال وأس‪2‬وأ أش‪2‬كاله س‪2‬يجد أن هن‪22‬اك أس‪2‬بابا ش‪2‬تى أج‪2‬برت‬
‫األطفال على التوق‪2‬ف عن الّلعب وجعلتهم يتخل‪2‬ون عن طف‪2‬ولتهم س‪2‬عيا وراء لقم‪2‬ة العيش؛ وه‪2‬و م‪2‬ا‬
‫يجعلهم عرض‪22 2‬ة لالس‪22 2‬تغالل بش‪22 2‬تى صوره‪ ،‬وي‪22 2‬أتي في مقدم‪22 2‬ة ه‪22 2‬ذه األس‪22 2‬باب؛ الفق‪22 2‬ر والظ‪22 2‬روف‬
‫المعيشية الصعبة التي تمر بها الكثير من األس‪2‬ر‪ ،‬فبحس‪2‬ب منّظم‪2‬ة العم‪2‬ل الّد ولي‪2‬ة ف‪2‬إّن الفق‪2‬ر يش‪ّ2‬ك ل‬
‫تهدي ‪22‬دا للس ‪22‬الم‪ ،‬ومساس ‪22‬ا ب ‪22‬الحقوق اإلنس ‪22‬انية للفئ ‪22‬ات الض ‪22‬عيفة‪ ،‬وه ‪22‬و عام ‪22‬ل من عوام ‪22‬ل اس ‪22‬تغالل‬
‫األطف‪22‬ال في س‪22‬وق العم‪22‬ل‪ .2‬كم‪22‬ا أّن مكتب العم‪22‬ل ال‪22‬دولي اعت‪22‬بره س‪22‬ببا وفي نفس ال‪22‬وقت أث‪22‬رًا من‬
‫‪3‬‬
‫آثار عمل األطفال‪.‬‬

‫ه‪22‬ذا‪ ،‬إض‪22‬افة ألس‪22‬باب أخ‪22‬رى كت‪22‬دّني مس‪22‬توى التعليم وانتش‪22‬ار األزم‪22‬ات والك‪22‬وارث الطبيعي‪22‬ة‬
‫والح ‪22‬روب وغيره ‪22‬ا من الظ ‪22‬روف السياس ‪22‬ية واإلجتماعي ‪22‬ة واألمني ‪22‬ة في دول الع ‪22‬الم الث ‪22‬الث‪ ،‬حيث‬
‫يك ‪22‬ون الوض ‪22‬ع س ‪22‬يئا من جمي ‪22‬ع الن ‪22‬واحي وتب ‪22‬دو االنقس ‪22‬امات الطبقي ‪22‬ة واض ‪22‬حة‪ ،‬مّم ا يع ‪22‬ني بالت ‪22‬الي‬

‫‪ - 1‬الذي ينص على أّنه ينبغي لل‪2‬دول األعض‪2‬اء‪ ،‬أن تعت‪2‬بر أس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪2‬ل األطف‪2‬ال التالي‪2‬ة في ع‪2‬داد الج‪2‬رائم‪( ":‬أ) كاّف ة أش‪2‬كال‬
‫الرق والممارسات الشبيهة بالرق كبيع األطفال واإلتجار بهم والعمل القسري أو اإلجباري وعبودية الدين والقنانة‪( ،‬ب) اس‪22‬تخدام‬
‫طف ‪22‬ل أو تش ‪22‬غيله أو عرض ‪22‬ه ألغ ‪22‬راض ال‪ّ2 2‬د عارة‪ ،‬أو إلنت ‪22‬اج أعم ‪22‬ال إباحي ‪22‬ة أو أداء ع ‪22‬روض إباحي ‪22‬ة‪( ،‬ج) اس ‪22‬تخدام أو تش ‪22‬غيل أو‬
‫ع ‪22‬رض طف ‪22‬ل لمزاول ‪22‬ة أنش ‪22‬طة غ ‪22‬ير قانوني ‪22‬ة‪ ،‬وخاّص ة انت ‪22‬اج المخ ‪22‬درات والم ‪22‬واد المحّر ض ‪22‬ة للنفس ‪22‬ية بالش ‪22‬كل ال ‪22‬ذي ح ‪22‬ددت في ‪22‬ه‬
‫المعاهدات الدولية ذات الصلة‪ ،‬واالتجار بتلك المواد‪".‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Decent Work, The Key to poverty reduction,‬‬
‫‪https://www.ilo.org/global/topics/poverty/WCMS_396219/lang--en/index.htm vue le 04/05/2020.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- BIT, un avenir sans travail des enfants, Rapport global en vertu du suivi de la déclaration de l’OIT relative au‬‬
‫‪principe et droits fondamentaux au travail, conférence international du travail, 90 e session, supra note 02, Genéve, 2002,‬‬
‫‪p01.‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫ارتفاع مستوى الجريمة والتخّلف بشكل عام‪ ،‬ومع انتش‪22‬ار هك‪22‬ذا أوض‪22‬اع‪ ،‬فمن الّط بيعي أن ت‪22‬زداد‬
‫‪1‬‬
‫ظاهرة استغالل األطفال في أسوأ أشكال العمل‪.‬‬

‫ومّم ا ال شّك فيه أّن هذه الظ‪2‬اهرة س‪2‬ينتج عنه‪2‬ا آث‪2‬ارا س‪2‬لبية وم‪2‬دّم رة س‪2‬واء على الطف‪2‬ل نفس‪2‬ه‬
‫‪-‬وال ‪22‬تي ق ‪22‬د تصل في بعض األحي ‪22‬ان إلى انته ‪22‬اك حق ‪22‬ه في الحي ‪22‬اة‪ ،-‬وعلى المجتم ‪22‬ع بش ‪22‬كل ع ‪22‬ام‪.‬‬
‫وهذا ما سنتناوله بالتفصيل من خالل الفرعين الّتاليين‪:‬‬

‫الفرع األّو ل‪ :‬نتطّر ق من خالله إلى العوامل المؤّد ية ألسوأ أشكال عمل األطفال‪،‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اآلثار الناجمة عن أسوأ أشكال عمل األطفال‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫العوامل المؤّد ية ألسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫من أجل الوصول إلى أفضل الحلول لظاهرة عمل األطف‪22‬ال وأس‪22‬وأ أش‪22‬كاله‪ ،‬وجب علين‪22‬ا‬
‫أّو ال البحث في العوام‪22 2‬ل أو األس‪22 2‬باب المؤّد ي‪22 2‬ة له‪22 2‬ذه الظ‪22 2‬اهرة‪ ،‬وال‪22 2‬تي تختل‪22 2‬ف من دول‪22 2‬ة ألخ‪22 2‬رى‬
‫باختالف األوضاع اإلقتصادية واألمنية واإلجتماعية فيها‪.‬‬

‫وبحس‪2‬ب ال‪2‬دليل التط‪2‬بيقي الصادر عن مكتب العم‪2‬ل ال‪2‬دولي س‪2‬نة ‪ ،2002‬هن‪2‬اك اعتق‪2‬اد س‪2‬ائد‬
‫لدى جانب من الفقه بأّن مكافحة عمل األطفال بصفة عاّم ة ال جدوى منه ألّنه نتيج‪22‬ة ومظه‪22‬ر من‬
‫مظ‪2‬اهر الفق‪2‬ر‪ ،‬وبالت‪2‬الي ف‪2‬إّن القض‪2‬اء على ه‪2‬ذه الظ‪2‬اهرة يس‪2‬تلزم أّو ال القض‪2‬اء على الفق‪2‬ر‪ ،‬في حين‬
‫يرى جانب آخر من الفقه أّن عمل األطفال يرج‪2‬ع أساس‪2‬ا إلى اس‪2‬تغاللهم من قب‪22‬ل ع‪22‬ديمي الض‪22‬مير‬
‫من أج ‪22‬ل تحقي ‪22‬ق أرب ‪22‬اح غ ‪22‬ير مش ‪22‬روعة‪ ،‬والح ‪22‬ل الوحي ‪22‬د بحس ‪22‬بهم ه ‪22‬و التط ‪22‬بيق الصارم للق ‪22‬وانين‬
‫‪2‬‬
‫المعاقبة لمرتكبي هذه الجرائم وإ عادة دمج األطفال في نظام التعليم‪.‬‬

‫‪ - 1‬م‪22‬نى يوخّن ا ي‪22‬اقو‪ ،‬صفاء محم‪22‬د ن‪22‬وري علي‪ " ،‬الحماي‪22‬ة القانوني‪22‬ة من عمال‪22‬ة األطف‪22‬ال ( دراس‪22‬ة مقارن‪22‬ة)"‪ ،‬مجّل ة كلّي ة الق‪22‬انون‬
‫للعل‪22‬وم القانوني‪22‬ة والسياس‪22‬ية‪ ،‬المجّل د ‪ ،07‬الع‪22‬دد ‪ ،36‬س‪22‬نة ‪ ،2018‬جامع‪22‬ة كرك‪22‬وك‪ ،‬كلي‪22‬ة الق‪22‬انون والعل‪22‬وم السياس‪22‬ية‪ ،‬الع‪22‬راق‪ ،‬ص‬
‫‪.81‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- BIT,Union Interparlementaire, guide pratique à l’usage des parlementaires : eradiquer les pires formes de travail des‬‬
‫‪enfants, N°03, genève, 2002, p23.‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫رغم صّح ة التفس‪22‬يرين الم‪22‬ذكورين أعاله لظ‪22‬اهرة أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪ ،‬إاّل أن الواق‪22‬ع‬
‫يثبت أّن الظ‪22 2‬اهرة معّق دة وهي نتيج ‪22‬ة اجتم‪22 2‬اع العدي‪22 2‬د من العوام‪22 2‬ل‪ ،‬س ‪22‬واء أك‪22 2‬انت ه‪22 2‬ذه العوام‪22 2‬ل‬
‫اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬تعليمية أو سياسية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬العوامل اإلقتصادية ألسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫ج ‪22‬اء في ديباج ‪22‬ة اتفاقي ‪22‬ة األمم المتح ‪22‬دة رقم ‪ 182‬بش ‪22‬أن حظ ‪22‬ر أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال‬
‫واإلج‪22‬راءات الفوري‪22‬ة للقض‪22‬اء عليه‪22‬ا لس‪22‬نة ‪" :1999‬وإ ذ يق‪22‬ر ب‪22‬أّن الفق‪22‬ر –إلى ح‪22‬د كب‪22‬ير‪ -‬الس‪22‬بب‬
‫الك ‪22‬امن وراء عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال وأّن الح ‪22‬ل على األم ‪22‬د الطوي ‪22‬ل يكمن في النم ‪22‬و االقتصادي المس ‪22‬تدام‬
‫الذي يفضي إلى التقّد م االجتماعي‪ ،‬وال سيما تخفيف حّد ة الفقر والتعليم على صعيد عالمي"‪.‬‬

‫من الفق ‪22‬رة الم ‪22‬ذكورة أعاله‪ ،‬نستش ‪22‬ف ب ‪22‬أّن العوام ‪22‬ل اإلقتصادية ‪ -‬وفي مق ‪ّ2‬د متها الفق ‪22‬ر‪ -‬من‬
‫أهم العوام‪22‬ل المؤّد ي‪22‬ة لعم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪ ،‬نظ‪22‬را لوج‪22‬ود عالق‪22‬ة وثيق‪22‬ة بين الفق‪22‬ر وت‪22‬دّني دخ‪22‬ل األس‪22‬رة‬
‫والبطالة وبين عمل األطفال‪ ،‬فعندما تكون األسرة بحاجة إلى دخل إضافي‪ ،‬يعمل األطفال لتأمين‬
‫ذل‪2‬ك ال‪2‬دخل‪ ،‬وت‪2‬تزامن عمال‪2‬ة األطف‪2‬ال ع‪2‬ادة م‪2‬ع مس‪2‬توى دخ‪2‬ل األس‪2‬رة وبطال‪2‬ة الب‪2‬الغين فيه‪2‬ا‪ ،‬حيث‬
‫ي‪22‬زداد عم‪22‬ل األطف‪22‬ال عن‪22‬دما ت‪22‬زداد بطال‪22‬ة الب‪22‬الغين فيه‪22‬ا‪ 1.‬ب‪22‬ل أّن ه في بعض األوق‪22‬ات يك‪22‬ون أج‪22‬ر‬
‫الطفل بمثابة المصدر الوحي‪2‬د‪ ،‬أو األساس‪2‬ي لل‪ّ2‬د خل ال‪2‬ذي يكف‪2‬ل إعال‪2‬ة الوال‪2‬دين أو أح‪2‬دهما أو ي‪2‬وفر‬
‫‪2‬‬
‫االحتياجات األساسية التي يعجز الكبار على توفيرها‪.‬‬

‫كما أّن األزمات اإلقتصادية التي يشهدها العالم تزيد من نسبة عمالة األطف‪22‬ال‪ ،‬حيث أصدر‬
‫البرنامج الدولي للقضاء على عمل األطفال تقريرا يحّذ ر من أّن األزمة اإلقتصادية قد ت‪22‬دفع بع‪22‬دد‬
‫متزايد من األطفال والفتيات بشكل خاص على العمل خاصة في البلدان متدّنية الّد خل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العوامل اإلجتماعية ألسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫‪ -1‬فاطم‪22‬ة مج‪22‬اجي‪" ،‬عمال‪22‬ة األطف‪22‬ال دراس‪22‬ة مقارن‪22‬ة بين الفق‪22‬ه اإلس‪22‬المي والق‪22‬انون"‪ ،‬مجّل ة كلي‪22‬ة التربي‪22‬ة األساس‪22‬ية للعل‪22‬وم التربوي‪22‬ة‬
‫واإلنسانية لجامعة بابل‪ ،‬العدد‪ ،41‬كانون األول ‪ ،2018‬ص ‪.637‬‬
‫‪ - 2‬ه‪22‬ادي س‪22‬ياف ف‪22‬نيس الش‪22‬هراني‪ ،‬المس‪22‬ؤولية الجنائي‪22‬ة عن تش‪22‬غيل األطف‪22‬ال في الّنظ‪22‬ام الس‪22‬عودي‪ ،‬رس‪22‬الة ماجس‪22‬تير في العدال‪22‬ة‬
‫الجنائية‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض ‪ ،2010‬ص‪.48‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫تلعب البيئ ‪22‬ة اإلجتماعي ‪22‬ة بك ‪22‬ل عناصرها –األس ‪22‬رة والمدرس ‪22‬ة والمجتم ‪22‬ع‪ -‬دورا كب ‪22‬يرا في‬
‫زي ‪22‬ادة ظ ‪22‬اهرة عمال ‪22‬ة األطف ‪22‬ال‪ ،‬فاألس ‪22‬رة هي الن ‪22‬واة األساس ‪22‬ية في المجتم ‪22‬ع تتوّق ف على س ‪22‬المتها‬
‫وم‪22‬دى تماس‪22‬كها س‪22‬المة المجتم‪22‬ع وتقّد م‪22‬ه‪ ،‬حيث تش‪22‬ير اإلحصاءات إلى أّن أغلب أطف‪22‬ال الش‪22‬وارع‬
‫ينتم‪22‬ون إلى األس‪22‬ر المفّك ك‪22‬ة اجتماعي‪22‬ا إّم ا بس‪22‬بب الطالق أو وف‪22‬اة أح‪22‬د ال‪22‬زوجين أو بس‪22‬بب غي‪22‬اب‬
‫األب للعم‪22‬ل في الخ‪22‬ارج‪ ،‬فك‪22‬ل ه‪22‬ذه األس‪22‬باب ت‪22‬ؤّد ي إلى ض‪22‬عف التوجي‪22‬ه والتربي‪22‬ة والرقاب‪22‬ة داخ‪22‬ل‬
‫األس ‪22‬رة وبالت ‪22‬الي ينش ‪22‬أ الطف ‪22‬ل بش ‪22‬كل غ ‪22‬ير س ‪22‬ليم ويك ‪22‬ون عرض ‪22‬ة لالنح ‪22‬راف والتش ‪22‬رد وبالت ‪22‬الي‬
‫‪1‬‬
‫لإلستغالل بشّتى صوره‪.‬‬

‫ويمكنن‪22‬ا إحصاء العدي‪22‬د من العوام‪22‬ل اإلجتماعي‪22‬ة –إض‪22‬افة إلى التفّك ك األس‪22‬ري‪ ،-‬وال‪22‬تي من‬
‫شأنها دفع األطفال لسوق العمل منها‪:‬‬

‫‪ -‬الع‪22‬ادات والتقالي‪22‬د الس‪22‬لبية‪ ،‬ال‪22‬تي تتفّش ى بصفة خاّص ة في المجتمع‪22‬ات الريفي‪22‬ة والمن‪22‬اطق‬
‫العش‪22 2‬وائية في المجتمع ‪22 2‬ات الحض ‪22 2‬رية‪ ،‬باعتباره ‪22 2‬ا ألوان ‪22 2‬ا من الس‪22 2‬لوك تنش‪22 2‬أ وتنتش‪22 2‬ر تلقائي ‪22 2‬ا بين‬
‫الجماع‪22‬ات المختلف‪22‬ة وال‪22‬تي يتناقله‪22‬ا األجي‪22‬ال المختلف‪22‬ة فيصبح تقلي‪22‬دا يأخ‪22‬ذه الخل‪22‬ف عن الس‪22‬لف دون‬
‫تفك‪22‬ير أو تأّم ل‪ ،‬وال‪22‬تي من بينه‪22‬ا ع‪22‬دم الرغب‪22‬ة في تعليم اإلن‪22‬اث مّم ا يظه‪22‬ر أث‪22‬ره في ارتف‪22‬اع نس‪22‬ب‬
‫المتس ‪ّ2‬ر بات من التعليم وارتف‪22‬اع نس‪22‬بة األّم ي‪22‬ة بين تل‪22‬ك الفئ‪22‬ة ونزوله‪22‬ا للعم‪22‬ل بالمش‪22‬اغل والمصانع‬
‫‪2‬‬
‫والعمل كخادمات بالمنازل‪.‬‬

‫‪ -‬زيادة عدد أفراد األسرة مّم ا يثقل كاهل األسرة ومن ثّم تشجيع األطف‪22‬ال على العم‪22‬ل بحث‪22‬ا‬
‫‪3‬‬
‫عن زيادة دخل األسرة إلشباع حاجات أفرادها األساسية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العوامل التعليمية ألسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫‪ - 1‬ساهرة حسين كاظم‪" ،‬عمالة األطف‪2‬ال بين المن‪2‬ع الق‪2‬انوني والتط‪2‬بيق في الواق‪2‬ع الع‪2‬راقي"‪ ،‬مجّل ة مرك‪2‬ز المستنصرّية للدراس‪2‬ات‬
‫العربية والدولية‪ ،‬العدد ‪ ،26‬سنة ‪ ،2009‬ص‪.144‬‬
‫‪ - 2‬رشيد زوزو‪ ،‬رابح بن عيسى‪" ،‬عمالة األطفال في الجزائر –األسباب االنعكاسات والحلول‪ ،"-‬مجّلة علوم اإلنسان والمجتمع‪،‬‬
‫العدد‪ ،21‬ديسمبر‪ ،2016‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬ص‪.57‬‬
‫‪ -3‬يوسف إلي‪2‬اس‪" ،‬عم‪2‬ل األطف‪2‬ال أس‪2‬بابه وآث‪2‬اره وس‪2‬بل الح‪2‬د من‪2‬ه"‪ ،‬مجّل ة العم‪2‬ل والمجتم‪2‬ع‪ ،‬المرك‪2‬ز الوط‪2‬ني للبح‪2‬وث والّد راس‪2‬ات‪،‬‬
‫العدد‪ ،04‬د س ن‪ ،‬ص‪.127‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫هناك ارتباط وثي‪2‬ق ال يمكن فصله بين تعليم األطف‪2‬ال من جه‪2‬ة وانخ‪2‬راطهم في س‪2‬وق العم‪2‬ل‬
‫من جه‪22‬ة أخ‪22‬رى‪ ،‬وه‪22‬ذا م‪22‬ا أّك دت‪22‬ه منظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة في تقري‪22‬ر صادر عنه‪22‬ا س‪22‬نة ‪ 2013‬حيث‬
‫صّر حت أّن غي ‪22‬اب التعليم المّج اني واإلل ‪22‬زامي وجودت ‪22‬ه يش‪ّ2 2‬ك ل العام ‪22‬ل الرئيس ‪22‬ي –إلى ج ‪22‬انب‬
‫‪1‬‬
‫الفقر‪ -‬في تفّش ي ظاهرة عمل األطفال وأسوأ أشكاله‪.‬‬

‫وبمفهوم المخالفة؛ فإّن التعليم يمّثل عنصرا أساسيا في منع عمل األطفال‪ ،‬وقد تبّين أّن ه في‬
‫ال‪22‬دّو ل ال‪22‬تي ُف رض فيه‪22‬ا التعليم اإلل‪22‬زامي ح‪22‬تى س‪22‬ن السادس‪22‬ة عش‪22‬ر ش‪22‬هدت انخفاض‪22‬ا في مع ‪ّ2‬د الت‬
‫‪2‬‬
‫عمل األطفال بشكل فعلي‪.‬‬

‫وعلى عكس ذلك‪ ،‬فإّن الّد ول ال‪22‬تي ال تعطي األهّم ي‪22‬ة الكافي‪22‬ة لقط‪22‬اع التعليم بتوف‪22‬ير الظ‪22‬روف‬
‫المالئمة وفرض التعليم اإلل‪2‬زامي والمّج اني‪ ،‬يك‪2‬ون العم‪2‬ل ه‪2‬و الس‪2‬بيل الوحي‪2‬د أم‪2‬ام الطف‪2‬ل لتط‪2‬وير‬
‫كفاءاته والحصول على المال‪ ،‬خصوصا في المناطق الّنائية التي تفتق‪22‬ر للم‪22‬دارس الحديث‪22‬ة وج‪2‬ودة‬
‫التعليم‪.‬‬

‫ه‪22 2‬ذا إض‪22 2‬افة إلى المس‪22 2‬توى التعليمي للوال‪22 2‬دين‪ ،‬ال‪22 2‬ذي يعم‪22 2‬ل على تعمي‪22 2‬ق فك‪22 2‬رة العم‪22 2‬ل على‬
‫حس‪22‬اب التعليم‪ ،‬ويس‪22‬هم اآلب‪22‬اء في ترس‪22‬يخ ه‪22‬ذه الفك‪22‬رة ل‪22‬دى األبن‪22‬اء لع‪22‬دم رؤيتهم ألي قيم‪22‬ة للتعليم‪،‬‬
‫فمنافعه غير معروف‪2‬ة عن‪2‬د األب‪2‬وين اُألم‪2‬يين‪ ،‬وبالت‪2‬الي ع‪2‬دم المب‪2‬االت واالهتم‪2‬ام من طرفهم‪2‬ا إذا م‪2‬ا‬
‫التح‪22‬ق الطف‪22‬ل بالمدرس‪22‬ة أم ال‪ ،‬وه‪22‬ذا م‪22‬ا يمّه د الطري‪22‬ق للطف‪22‬ل باإلنقط‪22‬اع عن الدراس‪22‬ة ومن‪22‬ه حتم‪22‬ا‬
‫‪3‬‬
‫إلى العمل‪ ،‬بل حتى إلى أسوأ أشكاله‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬العوامل السياسية ألسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫ي‪22‬ؤّد ي ع‪22‬دم اإلس‪22‬تقرار السياس‪22‬ي في أي بل‪22‬د إلى اض‪22‬طرابات داخلي‪22‬ة وق‪22‬د ينتج عنه‪22‬ا ح‪22‬روب‬
‫أهلي‪22‬ة‪ ،‬وي‪22‬ؤّد ي ذل‪22‬ك إلى ح‪22‬دوث ع‪22‬دم اإلس‪22‬تقرار األم‪22‬ني مّم ا ينتج عن‪22‬ه زي‪22‬ادة كب‪22‬يرة في ارتك‪22‬اب‬

‫‪1‬‬
‫‪- OIT, le travail des enfants et l’education pour tous, octobre 2013, voir le lien :‬‬
‫‪https://www.ilo.org/actrav/info/pubs/WCMS_305448/lang--fr/index.htm consulté le 06/04/2021.‬‬
‫‪ -2‬رشيد زوزو‪ ،‬رابح بن عيسى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.56‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.57‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫الج‪22‬رائم‪ ،‬ومنه‪22‬ا ج‪22‬رائم اإلس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي لألطف‪22‬ال بش‪22‬تى أش‪22‬كاله‪ ،‬وأيض‪22‬ا زي‪22‬ادة ال‪22‬رق والعبودي‪22‬ة‬
‫‪1‬‬
‫والعمل الجبري‪.‬‬

‫كم‪22‬ا أّن من أهم إف‪22‬رازات الح‪22‬روب تش‪22‬ريد العدي‪22‬د من األس‪22‬ر وجعلهم دون م‪22‬أوى‪ ،‬ولج‪22‬وئهم‬
‫إلى أماكن يصبحون فيها عالة على اآلخرين ما ي‪2‬دفع األطف‪2‬ال إلى العم‪2‬ل في مهن ال تتناس‪2‬ب م‪2‬ع‬
‫ق‪22 2‬دراتهم البدني‪22 2‬ة والعقلي‪22 2‬ة‪ ،‬ومن أبش‪22 2‬ع ه‪22 2‬ذه األعم‪22 2‬ال وأخطره‪22 2‬ا على اإلطالق؛ التجني‪22 2‬د القس‪22 2‬ري‬
‫لألطف‪22 2 2‬ال واس‪22 2 2‬تغاللهم في العملي‪22 2 2‬ات الحربي‪22 2 2‬ة‪ ،‬حيث ُيس‪22 2 2‬تغّلون من ط‪22 2 2‬رف األش‪22 2 2‬خاص الكب‪22 2 2‬ار‬
‫والمتحاربين عن طريق دفعهم إلى العمليات الخط‪22‬يرة وإ لى الجوسس‪2‬ة‪ ،‬وك‪22‬ذا إرغ‪22‬امهم على أحق‪22‬ر‬
‫‪2‬‬
‫األعمال وأخطرها مثل رقابة األلغام وحراسة المقاتلين‪...‬إلخ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫اآلثار الناجمة عن أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫ال ريب أّن ظاهرة عمل األطفال – وبالتحديد أسوأ أشكاله‪ -‬ظاهرة سلبية االنتائج‪ ،‬إذ تترك‬
‫العدي‪22 2‬د من الع‪22 2‬واقب الوخيم‪22 2‬ة على المجتم‪22 2‬ع بش‪22 2‬كل ع‪22 2‬ام‪ ،‬وعلى األطف‪22 2‬ال بش‪22 2‬كل خ‪22 2‬اص‪ ،3‬وهي‬
‫تختلف حسب الظروف التي تمارس فيها وحسب نوعية العمل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬آثار أسوأ أشكال العمل على الطفل‬

‫‪ -1‬منّظمة العمل الدولية‪ ،‬البرنامج الّد ولي للقضاء على عمل األطفال ( إيبك)‪ :‬تعريف البرنامج وعمله‪ ،‬تقرير على الرابط‪:‬‬
‫‪ https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/---arabstates/---ro-beirut/documents/‬تاريخ اإلطالع في‪06/02/2020 :‬‬
‫‪genericdocument/wcms_210595.pdf‬‬
‫‪ -‬أم ‪22‬ال بويحي ‪22‬اوي‪" ،‬األطف ‪22‬ال في وض ‪22‬عيات اإلّتج ‪22‬ار"‪ ،‬مجّل ة رواف ‪22‬د‪ ،‬الع ‪22‬دد األول‪ ،‬ج ‪22‬وان ‪ ،2017‬المرك ‪22‬ز الج ‪22‬امعي بلح ‪22‬اج‬ ‫‪2‬‬

‫بوشعيب‪ ،‬عين تموشنت‪ ،‬ص‪.45‬‬


‫‪ - 3‬فمن المعل‪2‬وم أّن األطف‪2‬ال ال‪2‬ذين يس‪2‬تغّلون في العم‪2‬ل يتعّر ض‪2‬ون‪ ،‬إلى ج‪2‬انب االس‪2‬تبعاد الت‪2‬ام من التعليم‪ ،‬إلى آث‪2‬ار ض‪2‬اّر ة على‬
‫ح‪22‬التهم الجس‪22‬مانية وصّح تهم العقلي‪22‬ة‪ .‬فمثال يمكن الق‪22‬ول أّن ظ‪22‬روف عم‪22‬ل ج‪22‬امعي القمام‪22‬ة األطف‪22‬ال في الفل‪22‬بين تزي‪22‬د من مخ‪22‬اطر‬
‫إصابتهم ب‪22‬األمراض والعج‪22‬ز من خالل التع‪ّ2‬ر ض للرصاص والزئب‪22‬ق‪ ،‬ورف‪22‬ع أحم‪22‬ال ثقيل‪22‬ة ووج‪22‬ود طفيلي‪22‬ات في القمام‪22‬ة‪ .‬واحتم‪22‬ال‬
‫تع ‪ّ2‬ر ض األطف ‪22‬ال الع ‪22‬املين في الزراع ‪22‬ة آلث ‪22‬ار س ‪22‬لبية أك ‪22‬ثر من احتم ‪22‬ال تع ‪ّ2‬ر ض الب ‪22‬الغين‪ ،‬وذل ‪22‬ك نتيج ‪22‬ة التع ‪ّ2‬ر ض لعوام ‪22‬ل الطقس‬
‫والعم‪2‬ل الش‪2‬اق والم‪2‬واد الكيميائي‪2‬ة الس‪ّ2‬امة والح‪2‬وادث الّناجم‪2‬ة عن األدوات الح‪2‬اّد ة‪ ،‬والمع‪ّ2‬د ات ال‪2‬تي تعم‪2‬ل بمحّر ك‪2‬ات أنظ‪2‬ر‪ :‬التقري‪2‬ر‬
‫الصادر عن منّظم ‪22‬ة البن ‪22‬ك ال ‪22‬دولي‪ ،‬عمال ‪22‬ة األطف ‪22‬ال‪ :‬قض ‪22‬ايا واتجاه ‪22‬ات بالنس ‪22‬بة للبن ‪22‬ك ال ‪22‬دولي‪ ،1997 ،‬ص‪ 07‬مت ‪22‬وفر على الراب ‪22‬ط‬
‫‪ https://bit.ly/3LbNUQR‬تاريخ اإلطالع ‪.26/04/2023‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫تع‪ّ2 2‬د ظ ‪22‬اهرة اس ‪22‬تغالل األطف ‪22‬ال في أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال العم ‪22‬ل من اإلنتهاك ‪22‬ات الصّارخة لحق ‪22‬وق‬
‫الطف‪22‬ل‪ ،‬إذ تعم‪22‬ل على زلزل‪22‬ة المقّو م‪22‬ات األساس‪22‬ية ال‪22‬تي ينبغي لك‪22‬ل طف‪22‬ل أن يتمت‪22‬ع به‪22‬ا في س‪22‬بيل‬
‫نمائ‪2‬ه الّس وي‪ ،‬كم‪2‬ا تزي‪2‬د من نس‪2‬بة تعّر ض‪2‬ه لإلض‪2‬طرابات النفس‪2‬ية واالجتماعي‪2‬ة والجس‪2‬دية‪ ،‬وغالب‪2‬ا‬
‫ما يضطر الطفل المعني إلى معايشة ظ‪22‬روف وأوض‪22‬اع بالغ‪22‬ة الخط‪22‬ورة واإلس‪22‬اءة تنعكس بالس‪22‬لب‬
‫على ج‪22 2‬وانب عدي‪22 2‬دة ن‪22 2‬ذكر منه‪22 2‬ا على س‪22 2‬بيل المث‪22 2‬ال‪ :‬ج‪22 2‬انب الّص حة الجس‪22 2‬دية‪ ،‬الج‪22 2‬انب الّنفس‪22 2‬ي‬
‫والجانب المعرفي‪.‬‬

‫‪ -1‬آثار أسوأ أشكال العمل على الّص حة الجسدية للطفل‪:‬‬

‫ال ج‪22 2‬رم أّن عم‪22 2‬ل األطف‪22 2‬ال في س‪22 2‬ن مبّك رة‪ ،‬وتواج‪22 2‬دهم في أم‪22 2‬اكن العم‪22 2‬ل من ش‪22 2‬أنه أن‬
‫يعّر ض‪22‬هم للعدي‪22‬د من المخ‪22‬اطر الصّح ية‪ ،1‬كم‪22‬ا أّن ه ق‪22‬د يع‪22‬وق نم‪22‬وهم‪ ،‬ألنهم في ط‪22‬ور الّنم‪22‬و‪ ،‬ومن‬
‫المسّلم به أّن المراحل األولى للنمو هي أكثر المراحل تأّثرا بالعوامل الخارجية المحيطة بالطف‪22‬ل‪،‬‬
‫وعلي ‪22‬ه فهم أك ‪22‬ثر الفئ ‪22‬ات ت ‪22‬أثرا بتل ‪22‬ك العوام ‪22‬ل األم ‪22‬ر ال ‪22‬ذي ي ‪22‬ؤّد ي إلى اختالل وظ ‪22‬ائفهم الحيوي ‪22‬ة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ومعّد ل نمّو هم‪ ،‬وتوازن األجهزة المختلفة في أجسامهم‪.‬‬

‫كما يتع‪ّ2‬ر ض األطف‪22‬ال الع‪22‬املون إلى اإلجه‪22‬اد والّتعب لط‪22‬ول س‪2‬اعات العم‪22‬ل‪ ،‬في بيئ‪22‬ات عم‪22‬ل‬
‫متدّنية في أغلب األحيان‪ ،‬وس‪2‬وء التهوي‪22‬ة‪ ،‬وع‪22‬ادة م‪22‬ا ال يحصل األطف‪22‬ال على تغذي‪22‬ة صّح ية حيث‬
‫يتناولون أغذية ملّو ثة وأحيانا تكون فاسدة وهو ما ي‪22‬ؤّثر س‪22‬لبا على صّح تهم الجس‪22‬دية‪ ،‬كم‪22‬ا يس‪22‬تمر‬

‫‪ - 1‬حيث أثبتت العدي‪2‬د من الدراس‪2‬ات أن لعم‪2‬ل األطف‪2‬ال آث‪2‬ارا س‪2‬لبية على نم‪ّ2‬و هم الجس‪2‬دي مقارن‪2‬ة م‪2‬ع ب‪2‬اقي األطف‪2‬ال اآلخ‪2‬رين من‬
‫نفس أعمارهم‪ ،‬فتجدهم أقل وزنا‪ ،‬ويعانون من آالم ومشكالت صّح ية عديدة‪ ،‬فعلى سبيل المث‪2‬ال يع‪2‬انون من العدي‪2‬د من األم‪2‬راض‬
‫التنفس‪22‬ية والجلدي‪22‬ة كالتيفوي‪22‬د والمالري‪22‬ا واألنيمي‪22‬ا والكّح ة وأم‪22‬راض الصدر وأم‪22‬راض العي‪22‬ون وإ لته‪22‬اب الكب‪22‬د الوب‪22‬ائي وغيره‪22‬ا من‬
‫األم‪22‬راض الوبائي‪22‬ة األخ‪22‬رى‪ ،‬وذل‪22‬ك نتيج‪22‬ة المخ‪22‬اطر ال‪22‬تي تعترض‪22‬هم وتالزمهم في بعض األحي‪22‬ان أثن‪22‬اء ف‪22‬ترات العم‪22‬ل‪ ،‬وهي في‬
‫الغ ‪22‬الب ناجم ‪22‬ة عن التعام ‪22‬ل غ ‪22‬ير ال‪22‬واعي م ‪22‬ع اآلالت في أم ‪22‬اكن العم ‪22‬ل وع ‪22‬دم اس‪22‬تخدام وس‪22‬ائل وقائي ‪22‬ة‪ ،‬فالطف‪22‬ل يك ‪22‬ون أق ‪22‬ل تحّم ال‬
‫للمصاعب كالضوض‪2‬اء الش‪2‬ديدة وخاّص ة في مصانع النس‪2‬يج وورش الّنج‪2‬ارة والميكاني‪2‬ك وغيره‪2‬ا‪ ،‬وال‪2‬تي ينتج عنه‪2‬ا الّص مم وع‪2‬دم‬
‫التركيز‪ ،‬كما تؤّثر على الجهاز العصبي‪.‬‬
‫أنظ ‪22‬ر‪ :‬محم ‪22‬د ح ‪22‬اج س ‪22‬ودي‪ ،‬التنظيم الق ‪22‬انوني لتش ‪22‬غيل األطف ‪22‬ال‪ :‬دراس ‪22‬ة مقارن ‪22‬ة‪ ،‬رس ‪22‬الة لني ‪22‬ل ش ‪22‬هادة دكت ‪22‬وراه عل ‪22‬وم في الق ‪22‬انون‬
‫الخاص‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم الساسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2016 ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ - 2‬أحمد رشاد الهواري‪ ،‬جوانب الحماية القانونية للطفل العامل‪ :‬دراس‪2‬ة مقارن‪2‬ة‪ ،‬بحث منش‪2‬ور في‪ :‬الحماي‪2‬ة القانوني‪2‬ة لألس‪2‬رة بين‬
‫الواقع والطموح‪ ،‬مؤتمر كلية الحقوق‪ ،‬جامعة عمان األهلية‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2012 ،‬ص ‪.257‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫أغلب األطف ‪22‬ال في العم ‪22‬ل أثن ‪22‬اء مرض ‪22‬هم وال يتلّقى أغلبهم عالج ‪22‬ا مناس ‪22‬با‪ ،‬وال يتمتع ‪22‬ون بالت ‪22‬أمين‬
‫‪1‬‬
‫عن الحوادث المهنية لكونهم يعملون قبل الّس ن القانوني‪.‬‬

‫أّم ا الصور األكثر تطّر فا من أسوأ أشكال العمل كالعبودية واإلسترقاق واإلستغالل الجنس‪22‬ي‬
‫واستغاللهم في الصراعات المسّلحة‪ ،‬فإّن آثارها ال تقتصر فقط على اإليذاء الجس‪22‬دي والجنس‪22‬ي‪،2‬‬
‫بل تتعّد اها إلى انتهاك أهم حق من حقوق اإلنسان وهو حّقهم في الحياة‪.‬‬

‫‪ -2‬آثار أسوأ أشكال العمل على الّص حة الّنفسية للطفل‪:‬‬

‫تتب ‪22‬اين اآلث ‪22‬ار الّنفس ‪22‬ية ألس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال وتختل ‪22‬ف تبع ‪22‬ا الختالف نوعي ‪22‬ة العم ‪22‬ل‬
‫وظروفه والظروف األسرية للطفل‪ ،‬حيث يصبح الطفل أكثر عدوانية مقارنة باألطف‪22‬ال اآلخ‪22‬رين‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫ويكون ُم رهقا نفسيا نتيجة شعوره بالمسؤولية والقهر االجتماعي الواقع عليه من ُم ستغليه‪.‬‬

‫كم ‪22‬ا أّن الغالبي ‪22‬ة من األطف ‪22‬ال الُم س ‪22‬تغلين في أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال العم ‪22‬ل يع ‪22‬انون من العق ‪22‬د الّنفس ‪22‬ية‬
‫والقلق واإلكتئاب والخوف نتيجة اإلحس‪2‬اس بالقس‪2‬وة واإلس‪2‬تغالل‪ ،‬وع‪2‬دم الّس ماح لهم بممارس‪2‬ة أي‬
‫نشاط ترفيهي‪ ،‬واإلعتداء عليهم لفظيا وجسديا وجنسيا‪ ،‬ناهيك عن إرغامهم على تع‪22‬اطي الكح‪2‬ول‬
‫والمخ‪ّ2 2‬د رات من قب ‪22‬ل مس ‪22‬تغليهم لض ‪22‬مان اس ‪22‬تمرار الس ‪22‬يطرة عليهم من خالل ح ‪22‬اجتهم للمخ‪ّ2 2‬د رات‬
‫‪4‬‬
‫التي ال يحصلون عليها إاّل عبر المستغلين‪.‬‬

‫‪ -1‬ناه‪22‬د رم‪22‬زي‪ ،‬ظ‪22‬اهرة عمال‪22‬ة األطف‪22‬ال في ال‪22‬دول العربي‪22‬ة‪ ،‬المجلس الع‪22‬ربي للطفول‪22‬ة والتنمي‪22‬ة‪ ،‬الق‪22‬اهرة‪ ،1998 ،‬المجل‪22‬د األول‪،‬‬
‫ص‪.78‬‬
‫‪ -2‬فهن ‪22‬اك الكث ‪22‬ير من األع ‪22‬راض والمض ‪22‬اعفات الصّح ية المصاحبة لج ‪22‬رائم اإلس ‪22‬تغالل الجنس ‪22‬ي؛ كتعّر ض ‪22‬هم لألم ‪22‬راض الجنس ‪22‬ية‬
‫كاإلي ‪22 2‬ذز والزه ‪22 2‬ري‪ ،‬واإلض ‪22 2‬طرابات الجنس ‪22 2‬ية واض ‪22 2‬طرابات في وظ ‪22 2‬ائف الجس ‪22 2‬م األخ ‪22 2‬رى كاض ‪22 2‬طرابات في األك ‪22 2‬ل والهض ‪22 2‬م‬
‫واضطرابات في النوم وصعوبة التركيز والتذّك روالقلق واالكتئاب وارتفاع ضغط الّد م‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬عادل عبد العال ابراهيم خراشي‪ ،‬جرائم اإلستغالل الجنسي لألطفال عبر شبكة األنترنت وط‪2‬رق مكافحته‪22‬ا في التش‪2‬ريعات‬
‫الجنائية والفقه الجنائي اإلسالمي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،2015 ،‬ص ‪.36 ،35‬‬
‫‪ -3‬أم الّس عد بن زينب‪ ،‬واق‪2‬ع عم‪2‬ل األطف‪2‬ال في المجتم‪2‬ع الجزائ‪2‬ري‪ :‬دراس‪2‬ة ميداني‪2‬ة بمدين‪2‬ة البلي‪2‬دة‪ ،‬م‪2‬ذّك رة لني‪2‬ل ش‪2‬هادة الماجس‪2‬تير‬
‫في علم اجتماع العائلة والّس كان‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ -4‬بّس ام عاطف المهتار‪ ،‬استغالل األطفال‪ :‬تحّد يات وحلول‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،2008 ،‬ص‪.64‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫إض ‪22‬افة إلى ذل ‪22‬ك‪ ،‬ف ‪22‬إّن حرم ‪22‬انهم من التعليم يلعب دورا كب ‪22‬يرا في تعمي ‪22‬ق إحساس ‪22‬هم ب ‪22‬القهر‬
‫االجتم‪22 2‬اعي وانع‪22 2‬دام العدال‪22 2‬ة االجتماعي‪22 2‬ة بينهم وبين من يم‪22 2‬اثلونهم في العم‪22 2‬ر‪ ،‬مّم ا ي‪22 2‬دفعهم إلى‬
‫‪1‬‬
‫االنحراف والجنوح‪.‬‬

‫ه ‪22 2‬ؤالء األطف ‪22 2‬ال ال يمكن لهم االنس ‪22 2‬جام م ‪22 2‬ع المجتم ‪22 2‬ع‪ ،‬أو يس ‪22 2‬تحيل عليهم االن ‪22 2‬دماج ثاني ‪22 2‬ة‬
‫بالمجتمع دون تأهيل‪ ،‬وهذا يعود إلحساس‪2‬هم ب‪22‬أّنهم ال يملك‪22‬ون مك‪22‬ان في‪22‬ه ويش‪2‬عرون أنهم مختلفين‪،‬‬
‫ويفق ‪22‬دون الّثق ‪22‬ة في الّنفس وفي المجتم ‪22‬ع عكس الطف ‪22‬ل غ ‪22‬ير العام ‪22‬ل ال ‪22‬ذي يتمت ‪22‬ع ب ‪22‬التوازن الّنفس ‪22‬ي‬
‫نتيجة شعوره بالحماية واألمن من طرف األسرة والمجتمع الذي يعيش فيه والتحاقه بالتعليم الذي‬
‫‪2‬‬
‫يزيد له من الثقة بالّنفس‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثار أسوأ أشكال عمل األطفال على المجتمع‬

‫ال تقتصر اآلث ‪22‬ار الس ‪22‬لبية ألس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال على األطف ‪22‬ال وح ‪22‬دهم‪ ،‬ب ‪22‬ل تتع ‪ّ2‬د اهم‬
‫لتصل خطورته‪2‬ا إلى المجتم‪2‬ع كل‪2‬ه في إف‪2‬راز العدي‪2‬د من المش‪2‬كالت اإلجتماعي‪2‬ة الّناتج‪2‬ة عن توّج ه‬
‫األطف ‪22‬ال إلى س ‪22‬وق العم ‪22‬ل وأهّم ه ‪22‬ا‪ :‬ارتف ‪22‬اع نس ‪22‬بة البطال ‪22‬ة بين الب ‪22‬الغين إض ‪22‬افة إلى الض ‪22‬غط على‬
‫س ‪22‬وق العم ‪22‬ل بس ‪22‬بب المنافس ‪22‬ة بين األي ‪22‬دي العامل ‪22‬ة من الكب ‪22‬ار والصغار‪ ،‬إذ أّن أصحاب العم ‪22‬ل‬
‫يفّض لون صغار الّس ن من األطف‪22 2‬ال‪ ،‬للعدي‪22 2‬د من اإلعتب‪22 2‬ارات مث‪22 2‬ل انخف‪22 2‬اض األج‪22 2‬ور‪ ،‬الطّاع‪22 2‬ة‬
‫العمياء‪ ،‬ع‪2‬دم المطالب‪2‬ة ب‪2‬الحقوق‪ ،‬وغ‪2‬ير ذل‪2‬ك من العوام‪2‬ل ال‪2‬تي تجع‪2‬ل أصحاب العم‪2‬ل ال يرغب‪2‬ون‬
‫‪3‬‬
‫في تشغيل البالغين‪ ،‬ويفّض لون عليهم األطفال من صغار الّس ن‪.‬‬

‫‪ -1‬حن‪2‬ان بلعب‪2‬اس‪ ،‬جمع‪2‬ة أوالد حيم‪2‬ودة‪" ،‬ق‪2‬راءة في األس‪2‬باب واآلث‪2‬ار الّنفس‪2‬ية لعمال‪2‬ة األطف‪2‬ال"‪ ،‬مجّل ة اإلجته‪2‬اد للدراس‪2‬ات القانوني‪2‬ة‬
‫واإلقتصادية‪ ،‬المجّلد‪ ،07‬العدد ‪ ،06‬أكتوبر ‪ ،2018‬جامعة تمنراست‪ ،‬ص‪.504‬‬
‫‪ -2‬حاج سودي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.78‬‬
‫‪ -3‬الضاوية كيرواني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.142‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫كما يسهم استغاللهم في أسوأ أشكال العمل في زيادة الج‪2‬رائم واإلنحراف‪2‬ات الس‪2‬لوكية كالقت‪2‬ل‬
‫والسرقة والتهريب واالحتيال والتس‪2‬ول وإ س‪2‬اة اس‪2‬تعمال الم‪2‬واد الض‪2‬ارة كالت‪2‬دخين وش‪2‬رب الكح‪2‬ول‬
‫وتناول المخّد رات‪ 1.‬مّم ا يجعل المجتمع هّش ا‪ ،‬متخّلفا وغير قادر على التنمّية والتقّد م‪.‬‬

‫ويمكن حصر آثار أسوأ أشكال العمل على المجتمع في الّنقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬تفّش ي الجهل واألمية والتخّلف‪:‬‬

‫ي‪22 2 2‬ؤّد ي إس‪22 2 2‬تغالل األطف‪22 2 2‬ال في أس‪22 2 2‬وأ أش‪22 2 2‬كال العم‪22 2 2‬ل إلى حرم‪22 2 2‬انهم من مواصلة تعليمهم‬
‫وتحصيلهم العلمي إذ ينصرف األطف‪22‬ال ع‪22‬ادة عن الدراس‪22‬ة‪ ،‬أو لن يلتحق‪22‬وا به‪22‬ا أصال ويتفّر غ‪22‬ون‬
‫وهم في س‪2‬ن مبّك رة كمس‪2‬اعدين هامش‪2‬يين‪ ،‬أو كعبي‪2‬د لمس‪2‬تغّليهم من الب‪2‬الغين‪ ،‬وبالت‪2‬الي ينش‪2‬أ ه‪2‬ؤالء‬
‫األطف‪22‬ال وهم قليل‪22‬و الّتجرب‪22‬ة والتعليم مم‪22‬ا ي‪22‬ؤّد ي إلى زي‪22‬ادة وتفش‪22‬ي األمي‪22‬ة في المجتم‪22‬ع‪ ،‬وبالت‪22‬الي‬
‫ازدي‪22‬اد أع‪22‬داد األم‪22‬يين والهامش‪22‬يين في المجتم‪22‬ع وفي األجي‪22‬ال القادم‪22‬ة م‪22‬ا س‪22‬يؤّد ي إلى نت‪22‬ائج أمني‪22‬ة‬
‫‪2‬‬
‫واجتماعية في غاية الخطورة‪.‬‬

‫‪ -2‬تفّش ي الجريمة داخل المجتمع‪:‬‬

‫أوضحت الكث‪22‬ير من الّد راس‪2‬ات أّن العدي‪22‬د من األطف‪22‬ال ال‪22‬ذين يتعّر ض‪22‬ون لالس‪2‬تغالل يش‪ّ2‬ك لون‬
‫نواة حقيقية لتكوين عصابات‪ -‬إذا لم يكونوا منخرطين فيها أصال‪ -‬وهذا ما يفّس ر تزاي‪22‬د مع‪ّ2‬د الت‬
‫الجريم‪22‬ة في ال‪ّ2‬د ول ال‪22‬تي ترتف‪22‬ع فيه‪22‬ا مع‪ّ2‬د الت أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪ ،‬كم‪22‬ا أّن اختالطهم بمن‬
‫هم أك‪22‬بر منهم س‪22‬نا يجعلهم يعّر ض‪22‬ون ألعم‪22‬ال الّنصب واالحتي‪22‬ال؛ بع‪22‬دم دف‪22‬ع مس‪22‬تحقاتهم أحيان‪22‬ا أو‬

‫‪ -1‬هن‪22‬اء حس‪22‬ني النابلس‪22‬ي‪ ،‬عمال‪22‬ة األطف‪22‬ال في األردن‪ ،‬بحث منش‪22‬ور في‪ :‬الحماي‪22‬ة القانوني‪22‬ة لألس‪22‬رة بين الواق‪22‬ع والطم‪22‬وح‪ ،‬م‪22‬ؤتمر‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة عمان األهلية‪20 ،‬و ‪ 21‬أفريل ‪ ،2010‬دار الحامد‪ ،‬المنهل ‪ ،2012‬ص ‪.200‬‬
‫‪ -2‬علي جغدلي‪" ،‬المشاكل الّناتجة عن عمالة األطفال"‪ ،‬مجّلة معارف‪ ،‬العدد‪ ،14‬أكتوبر ‪ ،2013‬ص‪.93‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫تعّر ضهم إلغراءات رفاق السوء مّم ا قد يؤّد ي إلى االنحراف واالنزالق في ارتك‪22‬اب أعم‪22‬ال غ‪22‬ير‬
‫‪1‬‬
‫قانونية كالسرقة وتعاطي المخّد رات‪.‬‬

‫واألك‪22‬ثر من ذل‪22‬ك ه‪22‬و إمكاني‪22‬ة تعّر ض‪22‬هم لج‪22‬رائم االختط‪22‬اف أو التح ‪ّ2‬ر ش الجنس‪22‬ي خصوصا‬
‫اإلن‪2‬اث‪ ،‬وبالت‪2‬الي نالح‪2‬ظ أّن أس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪2‬ل األطف‪2‬ال يس‪2‬اهم في تفش‪2‬ي الجريم‪2‬ة داخ‪2‬ل المجتم‪2‬ع‬
‫س ‪22‬واء بصفتهم جن ‪22‬اة أو مجني ‪22‬ا عليهم؛ له ‪22‬ذا ف ‪22‬إّن ه ‪22‬ذه الظ ‪22‬اهرة تعت ‪22‬بر جرم ‪22‬ا في حّقهم‪ ،‬فب ‪22‬دل أن‬
‫يتمتعوا بالرعاية واالهتمام والتربية السليمة التي تمث‪2‬ل أبس‪2‬ط الحق‪2‬وق ال‪2‬تي نّص ت عليه‪2‬ا المواثي‪2‬ق‬
‫الّد ولي‪22‬ة‪ ،‬فإنن‪22‬ا ن‪22‬زج بهم في ع‪22‬الم يح‪2‬رمهم من طف‪22‬ولتهم الس‪2‬عيدة وبالت‪22‬الي ُتح‪2‬رم المجتمع‪22‬ات واألمم‬
‫‪2‬‬
‫من ثرواتها اإلنسانية‪ ،‬بل على العكس تحّم لها عبئا ثقيال يعيق تقّد مها‪.‬‬

‫‪ -3‬ارتفاع نسبة البطالة‪:‬‬

‫ي‪22‬ؤّد ي عم‪22‬ل األطف‪22‬ال وأس‪22‬وأ أش‪22‬كاله –وبالخصوص االس‪22‬تغالل االقتصادي‪ -‬إلى اس‪22‬تنزاف‬
‫الموارد البشرية‪ ،‬فهم عمالة رخيصة من الّس هل التهرب من حقوقهم واستغاللهم بخفض أج‪22‬ورهم‬
‫وعدم التأمين عليهم‪ ،‬وذل‪2‬ك يك‪2‬ون على حس‪2‬اب عمال‪2‬ة الكب‪2‬ار المرتفع‪2‬ة الّنفق‪2‬ات من حيث األج‪2‬ور‪،‬‬
‫والمطالب ‪22‬ة بحق ‪22‬وقهم كالتأمين ‪22‬ات والمعاش ‪22‬ات والرعاي ‪22‬ة الصحية واالجتماعي ‪22‬ة فيتم االس ‪22‬تغناء عن‬
‫ه‪22‬ؤالء وإ ب‪22‬دالهم بعمال‪22‬ة األطف‪22‬ال مّم ا ي‪22‬ؤّد ي إلى ازدي‪22‬اد مع ‪ّ2‬د الت البطال‪22‬ة في المجتم‪22‬ع في صفوف‬
‫‪3‬‬
‫البالغين ما يؤّد ي إلى العديد من المشكالت االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫صور أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫ج ‪22 2‬اء نص الم ‪22 2‬اّد ة ‪ 03‬من االتفاقي ‪22 2‬ة رقم ‪ 182‬بش ‪22 2‬أن حظ ‪22 2‬ر أس ‪22 2‬وأ أش ‪22 2‬كال عم ‪22 2‬ل األطف ‪22 2‬ال‬
‫واإلجراءات الفوري‪2‬ة للقض‪2‬اء عليه‪2‬ا ب‪2‬ذكر صور أس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪2‬ل األطف‪2‬ال على س‪2‬بيل المث‪2‬ال ال‬

‫‪ -1‬حاج سودي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.80‬‬


‫‪ -2‬حاج سودي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.81‬‬
‫‪ -3‬صالح رزق عبد الغفار يونس‪ ،‬ج‪2‬رائم اإلس‪2‬تغالل اإلقتصادي لألطف‪2‬ال‪ :‬دراس‪2‬ة مقارن‪2‬ة‪ ،‬دار الفك‪2‬ر والق‪2‬انون للنش‪2‬ر والتوزي‪2‬ع‪،‬‬
‫المنصورة‪ ،2015 ،‬ص‪.55‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫الحصر‪ ،1‬حيث ُأش‪22‬ير خالل األعم‪22‬ال التحض‪22‬يرية للمعاه‪22‬دة أّن حصر ه‪22‬ذه الصور س‪2‬يجعل نط‪22‬اق‬
‫تطبيق اإلتفاقي‪2‬ة مح‪2‬دودًا‪ ،‬وذل‪2‬ك بإعط‪2‬اء الفك‪2‬رة أّن األش‪2‬كال األخ‪2‬رى من عمال‪2‬ة األطف‪2‬ال وال‪2‬تي لم‬
‫‪2‬‬
‫ي‪22‬رد ذكره‪22‬ا يمكن اعتب‪22‬ار أّنه‪22‬ا مقبول‪22‬ة‪ ،‬وه‪22‬ذا م‪22‬ا س‪22‬يحول دون تحقي‪22‬ق اله‪22‬دف من إب‪22‬رام اإلتفاقي‪22‬ة‬
‫والمتمّثل في القض‪22‬اء على أي ش‪22‬كل من أش‪22‬كال عم‪22‬ل الطف‪22‬ل ال‪22‬ذي يعي‪22‬ق تعليم‪22‬ه وي‪22‬ؤّثر س‪22‬لبا على‬
‫نموه وصّح ته‪.‬‬

‫وق ‪22‬د صّنف مكتب العم ‪22‬ل ال ‪22‬دولي ه ‪22‬ذه الصور إلى مجموع ‪22‬تين؛ تش ‪22‬مل المجموع ‪22‬ة األولى‬
‫األعمال المجّر مة بطبيعتها؛ وهي كل عمل يؤّد ي إلى انتهاك الحقوق األساسية للطف‪2‬ل وتتمث‪2‬ل في‬
‫تلك المذكورة في الفقرات أ‪ ،‬ب‪ ،‬ج من الماّد ة ‪ 03‬من اإلتفاقي‪22‬ة رقم ‪ ،182‬أّم ا المجموع‪22‬ة الثاني‪22‬ة‬
‫‪3‬‬
‫من أسوأ أشكال عمل األطفال فتتمّثل في األعمال الخطيرة‪.‬‬

‫من هنا‪ ،‬يمكننا تقسيم هذا المبحث إلى المطلبين التاليين‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال المجّر م‪22‬ة بطبيعته‪22‬ا؛ وتش‪22‬مل اس‪22‬ترقاق األطف‪22‬ال‪،‬‬
‫واستغاللهم في األنشطة غير المشروعة‪.‬‬

‫المطلب الث‪22‬اني‪ :‬أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال الُم عت‪22‬برة أعم‪22‬اًال خط‪22‬يرة؛ وتش‪22‬مل ك‪22‬ل األعم‪22‬ال‬
‫ال‪22‬تي ي‪22‬رجح أن ت‪22‬ؤّد ي‪ ،‬بفع‪22‬ل طبيعته‪22‬ا أو بفع‪22‬ل الظ‪22‬روف ال‪22‬تي ت‪22‬زاول فيه‪22‬ا‪ ،‬إلى اإلض‪22‬رار بصّح ة‬
‫األطفال أو سالمتهم أو سلوكهم األخالقي‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫أسوأ أشكال عمل األطفال المجّر مة بطبيعتها‬

‫‪ -1‬ونستش‪2‬ف ذل‪2‬ك من خالل صياغة نص الفق‪2‬رة (د) من الم‪2‬اّد ة‪( ": 03‬د) األعم‪2‬ال ال‪2‬تي ي‪2‬رجح أن ت‪2‬ؤّد ي‪ ،‬بفع‪2‬ل طبيعته‪2‬ا أو بفع‪2‬ل‬
‫الظروف التي تزاول فيها‪ ،‬إلى اإلضرار بصّح ة األطفال أو سالمتهم أو سلوكهم األخالقي‪".‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-SUZANNE MORIN, La normativité internationale relative au travail des enfants : L’approche abolitionniste de l’OIT‬‬
‫‪remise en cause, Mémoire présenté comme exigence partielle de la maitrise en droit international, Université du‬‬
‫‪Québec, Montréal, Février, 2012, p56.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- BIT, un avenir sans travail des enfants, op.cit, supra note 31, p11.‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫بحس ‪22‬ب مكتب العم ‪22‬ل ال ‪22‬دولي‪ ،‬ف ‪22‬إّن أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال المصّنفة ض ‪22‬من األعم ‪22‬ال‬
‫المجّر م ‪22‬ة بطبيعته ‪22‬ا تش ‪22‬ترك في كونه ‪22‬ا أعم ‪22‬ال تنته ‪22‬ك الحق ‪22‬وق األساس ‪22‬ية للطف ‪22‬ل‪ ،‬وتعت ‪22‬بر في ك ‪22‬ل‬
‫األحوال انتهاكا للقانون الدولي‪ 1،‬وتتمّثل في‪:‬‬

‫‪ -‬كاّف ة أش‪22‬كال ال ‪ّ2‬ر ق أو الممارس‪22‬ات الش‪22‬بيهة ب‪22‬الرق ك‪22‬بيع األطف‪22‬ال واإلتج‪22‬ار بهم وعبودي‪22‬ة‬
‫ال‪2‬دين والقنان‪2‬ة والعم‪2‬ل القس‪2‬ري أو اإلجب‪2‬اري‪ ،‬بم‪2‬ا في ذل‪2‬ك التجني‪2‬د القس‪2‬ري أو اإلجب‪2‬اري لألطف‪2‬ال‬
‫الستخدامهم في صراعات مسّلحة؛‬

‫‪ -‬اس‪2‬تخدام طف‪2‬ل أو تش‪2‬غيله أو عرض‪2‬ه ألغ‪2‬راض ال‪ّ2‬د عارة‪ ،‬أو إلنت‪2‬اج أعم‪2‬ال إباحي‪2‬ة أو أداء‬
‫عروض إباحية؛‬

‫‪ -‬اس ‪22‬تخدام طف‪22 2‬ل أو تش ‪22‬غيله أو عرض‪22 2‬ه لمزاول‪22 2‬ة أنش ‪22‬طة غ‪22 2‬ير مش ‪22‬روعة‪ ،‬والس‪22 2‬يما إنت‪22 2‬اج‬
‫‪2‬‬
‫المخدرات بالشكل الذي حددت فيه في المعاهدات الدولية ذات الصلة واإلتجار بها‪.‬‬

‫وتج‪22‬در اإلش‪22‬ارة إلى أّن ه‪ ،‬وخالل األعم‪22‬ال التحض‪22‬يرية للمعاه‪22‬دة‪ ،‬أش‪22‬ارت العدي‪22‬د من ال ‪ّ2‬د ول‬
‫األعض‪22 2‬اء إلى أّن ه‪22 2‬ذه الّطائف‪22 2‬ة من أس‪22 2‬وأ أش‪22 2‬كال عم‪22 2‬ل األطف‪22 2‬ال تتج‪22 2‬اوز نط‪22 2‬اق مفه‪22 2‬وم "العم‪22 2‬ل"‬
‫ب‪22‬المعنى الم‪22‬ألوف ل‪22‬دى منّظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة‪ ،‬ب‪22‬ل هي نش‪22‬اطات مجّر م‪22‬ة قانون‪22‬ا‪ ،‬م‪22‬ا دف‪22‬ع الوالي‪22‬ات‬
‫المتح‪22‬دة األمريكي‪22‬ة إلى اعتب‪22‬ار أّن تبّني مث‪22‬ل ه‪22‬ذه األنش‪22‬طة في معاه‪22‬دة متعّلق‪22‬ة بالعم‪22‬ل بإمكان‪22‬ه أن‬
‫ي‪22‬ؤّثر س‪22‬لبا على الط‪22‬ابع اإلج‪22‬رامي له‪22‬ذه األنش‪22‬طة‪ ،‬خصوصا م‪22‬ا تعّل ق منه‪22‬ا باإلس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي‬
‫‪3‬‬
‫وتجارة المخّد رات‪.‬‬

‫ولدراسة هذا الصنف من أسوأ أشكال عمل األطفال‪ ،‬يمكننا تقسيم هذا المطلب إلى فرعين‪:‬‬
‫نتن ‪22‬اول اس‪22‬ترقاق األطف ‪22‬ال في الف ‪22‬رع األول‪ ،‬أّم ا الف ‪22‬رع الث ‪22‬اني فنخصصه الس‪22‬تغالل األطف ‪22‬ال في‬
‫األنشطة غير المشروعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- BIT, un avenir sans travail des enfants, op.cit, supra note 101, P35‬‬
‫‪ -2‬الفق‪22‬رة أ‪ ،‬ب‪ ،‬ج من نص الم‪22‬اّد ة ‪ 03‬من اإلتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 182‬المتعّلق‪22‬ة بحظ‪22‬ر أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال واإلج‪22‬راءات الفوري‪22‬ة‬
‫للقضاء علها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- BIT, le travail des enfants, rapport Vl (2), 86e sess, Genève, 1998, p49.‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫الفرع األول‬

‫استرقاق األطفال‬

‫اإلسترقاق ظاهرة قديمة قدم الحضارة اإلنسانية‪ ،‬حيث كانت ُتقام مزادات علني‪22‬ة ل‪22‬بيع العبي‪22‬د‬
‫ع‪22‬بر الت‪22‬اريخ الس‪22‬يما النس‪22‬اء (بالغ‪22‬ات وأطف‪22‬اال) الل‪22‬واتي ك‪22‬ان يتم ش‪22‬راؤهّن إّم ا للعم‪22‬ل في الم‪22‬زارع‬
‫وأعم ‪22‬ال الخدم ‪22‬ة المنزلي ‪22‬ة أو العم ‪22‬ل في البغ ‪22‬اء‪ ،1‬وهي ال ت ‪22‬زال مس ‪22‬تمّر ة ح ‪22‬تى يومن ‪22‬ا ه ‪22‬ذا؛ حيث‬
‫اس‪22‬تحدثت أفع‪22‬ال تس‪22‬تهدف جع‪22‬ل اإلنس‪22‬ان رقيق‪22‬ا‪ ،‬وإ ن اختل‪22‬ف أس‪22‬لوبها عّم ا ك‪22‬ان يتب‪22‬ع في الماض‪22‬ي‬
‫‪2‬‬
‫نظرا لإلختالف الزمني والمجتمعي بسبب تطورات العصر‪.‬‬

‫وينصرف مصطلح اإلسترقاق إلى تملك إنسان إلنسان آخر وممارس‪22‬ة ح‪22‬ق الملكي‪22‬ة علي‪22‬ه أو‬
‫بعض الس‪2‬لطات المتفّر ع‪2‬ة من ح‪2‬ق الملكي‪2‬ة‪ ،‬في حين أّن اصطالح االتج‪2‬ار ب‪2‬الرقيق يقصد ب‪2‬ه ك‪2‬ل‬
‫فعل موجه إلى اإلنسان بقصد استرقاقه‪ ،‬سواء تمث‪2‬ل في أس‪2‬ره أو في حيازت‪2‬ه أو التن‪2‬ازل عن‪2‬ه إلى‬
‫‪3‬‬
‫الغير بمقابل أو بغير مقابل‪.‬‬

‫ه‪22 2‬ذا‪ ،‬وق‪22 2‬د ع ‪ّ2 2‬ر فت اإلتفاقي‪22 2‬ة الخاّص ة ب‪22 2‬الرق لس‪22 2‬نة ‪ 1926‬ال‪22 2‬رق في الم‪22 2‬اّد ة األولى بأن‪22 2‬ه‪:‬‬
‫"حالة أو وضع أي شخص تمارس عليه السلطات الّناجمة عن حق الملكية كلها أو بعض‪22‬ها"‪ ،4‬أّم ا‬
‫تج‪22‬ارة الرقي‪22‬ق فتع‪22‬ني‪" :‬جمي‪22‬ع األفع‪22‬ال ال‪22‬تي ينط‪22‬وي عليه‪22‬ا أس‪22‬ر ش‪22‬خص م‪22‬ا أو احتي‪22‬ازه أو التخلي‬
‫عنه للغير على قصد تحويله إلى رقيق‪ ،‬وجميع األفعال التي ينطوي عليها احتي‪22‬از رقي‪22‬ق م‪22‬ا بغي‪22‬ة‬
‫‪5‬‬
‫بيعه أو مبادلته وجميع أفعال التخلي‪ ،‬بيعا أو مبادلة عن رقيق‪".‬‬

‫وهو نفس التعريف الذي تبّنته اإلتفاقية التكميلية إلبط‪2‬ال ال‪2‬رق وتج‪2‬ارة الرقي‪2‬ق والممارس‪2‬ات‬
‫الشبيهة بالرق لسنة ‪ 1956‬في ماّد تها السابعة فقرة أ حيث نّص ت أّن " الرق هو وصف لح‪22‬ال أو‬

‫‪ -1‬بشرى سلمان حسين العبيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.219‬‬


‫‪ -2‬صالح رزق عبد الغفار يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫‪ -3‬وجدان سليمان أرتيمة‪ ،‬األحكام العاّم ة لجرائم االتجار بالبشر‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،2014 ،‬ص‪.38‬‬
‫‪ -4‬نص الم‪22‬اّد ة األولى‪ ،‬الفق‪22‬رة ‪ ،01‬من االتفاقي‪22‬ة الخاصة ب‪22‬الرق‪ ،‬المعتم‪22‬دة من قب‪22‬ل عصبة األمم‪ ،‬وقعت في ج‪22‬نيف بت‪22‬اريخ ‪25‬‬
‫سبتمبر ‪ ،1926‬دخلت حيز الّنفاذ بتاريخ ‪ 09‬مارس ‪.1927‬‬
‫‪ -5‬نص الماّد ة األولى‪ ،‬الفقرة ‪ ،02‬من نفس اإلتفاقية‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫وض‪22‬ع أي ش‪22‬خص تم‪22‬ارس علي‪22‬ه الس‪22‬لطات الّناجم‪22‬ة عن ح‪22‬ق الملكي‪22‬ة‪ ،‬ويع‪22‬ني الرقي‪22‬ق أي ش‪22‬خص‬
‫يك ‪22‬ون في ه ‪22‬ذه الحال ‪22‬ة أو يك ‪22‬ون في ه ‪22‬ذا الوض ‪22‬ع"‪ ،1‬أّم ا الفق ‪22‬رة ج من نفس الم ‪22‬اّد ة فنّص ت على‬
‫تعريف مصطلح تجارة الرقيق على أّنه "يشمل جميع األفعال التي ينط‪2‬وي عليه‪2‬ا أس‪2‬ر ش‪2‬خص م‪2‬ا‬
‫أو احتج ‪22‬ازه أو التخلي عن ‪22‬ه للغ ‪22‬ير على قصد تحويل ‪22‬ه إلى رقي ‪22‬ق‪ ،‬وجمي ‪22‬ع األفع ‪22‬ال ال ‪22‬تي ينط ‪22‬وي‬
‫عليه‪22‬ا احتي‪22‬از رقي‪22‬ق م‪22‬ا بغي‪22‬ة بيع‪22‬ه أو مبادلت‪22‬ه وجمي‪22‬ع أفع‪22‬ال التخلي‪ ،‬بيع‪22‬ا أو مبادل‪22‬ة‪ ،‬عن رقي‪22‬ق تم‬
‫احتي‪22‬ازه على قصد بيع‪22‬ه أو مبادلت‪22‬ه‪ ،‬وك‪22‬ذلك‪ ،‬عموم‪22‬ا‪ ،‬أي اتج‪22‬ار باألرق‪22‬اء أو نق‪22‬ل لهم أي‪22‬ا ك‪22‬انت‬
‫‪2‬‬
‫وسيلة النقل المستخدمة‪".‬‬

‫كم‪22‬ا ح‪ّ2‬د دت الم‪22‬اّد ة الس‪22‬ابعة من نظ‪22‬ام روم‪22‬ا للمحكم‪22‬ة الجنائي‪22‬ة الدولي‪22‬ة المقصود باإلس‪22‬ترقاق‪،‬‬
‫وذل‪22‬ك في نص الفق‪22‬رة ‪-2‬ج منه‪22‬ا بأّن ه‪ ":‬يع‪22‬ني اإلس‪22‬ترقاق ممارس‪22‬ة أي من الس‪22‬لطات المترتب‪22‬ة عن‬
‫ح‪22‬ق الملكي‪22‬ة‪ ،‬أو ه‪22‬ذه الس‪22‬لطات جميعه‪22‬ا على ش‪22‬خص م‪22‬ا بم‪22‬ا في ذل‪22‬ك ممارس‪22‬ة ه‪22‬ذه الس‪22‬لطات في‬
‫س‪22‬بيل اإلتج‪22‬ار باألش‪22‬خاص ال س‪22‬يما النس‪22‬اء واألطف‪22‬ال"‪ ،3‬وق‪22‬د ع ‪ّ2‬د ت ه‪22‬ذه الم‪22‬اّد ة اإلس‪22‬ترقاق كأح‪22‬د‬
‫"‪ -1‬لغ‪22‬رض ه‪22‬ذا الّنظ‪22‬ام األساس‪22‬ي‪،‬‬ ‫األفع‪22‬ال ال‪22‬تي تش‪ّ2‬ك ل جريم‪22‬ة ض‪22‬د اإلنس‪22‬انية‪ ،‬وذل‪22‬ك بنّص ها‪:‬‬
‫يش‪ّ2 2‬ك ل أي فع ‪22‬ل من األفع ‪22‬ال التالي ‪22‬ة جريم ‪22‬ة ض ‪22‬د اإلنس ‪22‬انية م ‪22‬تى ارتكب في إط ‪22‬ار هج ‪22‬وم واس ‪22‬ع‬
‫الّنط ‪22 2‬اق أو منهجي موّج ه ض ‪22 2‬د أي ‪22 2‬ة مجموع ‪22 2‬ة من الس ‪22 2‬كان الم ‪22 2‬دنيين وعن علم ب ‪22 2‬الهجوم‪ :‬ج‪-‬‬
‫اإلسترقاق"‪.4‬‬

‫فأفع‪22‬ال اس‪22‬ترقاق األطف‪22‬ال إذا‪ ،‬تتض‪ّ2‬م ن ممارس‪22‬ة أًّي ا من الّس لطات المتصلة بح‪22‬ق الملكي‪22‬ة‪ ،‬أو‬
‫هذه السلطات جميعا على طفل أو أكثر كالش‪2‬راء أو ال‪22‬بيع أو اإلع‪22‬ارة أو المقايض‪22‬ة أو أي حرم‪22‬ان‬

‫‪ -1‬نص الم‪22‬اّد ة الس‪22‬ابعة‪ ،‬الفق‪22‬رة أ‪ ،‬من االتفاقي‪22‬ة التكميلي‪22‬ة إلبط‪22‬ال ال‪22‬رق وتج‪22‬ارة الرقي‪22‬ق واألع‪22‬راف والممارس‪22‬ات الش‪22‬بيهة ب‪22‬الرق‪،‬‬
‫المعتم‪22‬دة من قب‪22‬ل المجلس اإلقتصادي واإلجتم‪22‬اعي‪ ،‬وقعت في ج‪22‬نيف بت‪22‬اريخ ‪ 07‬س‪22‬بتمبر ‪ ،1956‬دخلت ح‪22‬يز الّنف‪22‬اذ بت‪22‬اريخ ‪30‬‬
‫أبريل‪.1957‬‬
‫‪ -2‬نص الماّد ة السابعة‪ ،‬الفقرة ج‪ ،‬من نفس االتفاقية‪.‬‬
‫‪ -3‬نص الماّد ة ‪ ،07‬فق‪2‬رة ‪-2‬ج‪ ،‬من نظ‪2‬ام روم‪2‬ا األساس‪2‬ي للمحكم‪2‬ة الجنائي‪2‬ة الدولي‪2‬ة‪ ،‬المعتم‪2‬د في ‪ 17‬جويلي‪2‬ة ‪ ،1998‬دخ‪2‬ل ح‪2‬يز‬
‫النفاد في ‪ 01‬جويلية ‪.2002‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ ،07‬الفقرة ‪-02‬ج من نظام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫مماث‪22 2‬ل من التمت‪22 2‬ع بالحري‪22 2‬ة ال‪22 2‬ذي ق‪22 2‬د يتض ‪ّ2 2‬م ن في بعض الح‪22 2‬االت الّس خرة أو االس‪22 2‬تعباد بط‪22 2‬رق‬
‫‪1‬‬
‫أخرى‪ ،‬كما تشمل هذه األفعال أسر طفل أو احتجازه أو التخلي عنه للغير لتحويله إلى رقيق‪.‬‬

‫ومّم ا ال ش‪22‬ك في‪22‬ه‪ ،‬أّن اإلس‪22‬ترقاق به‪22‬ذا المفه‪22‬وم ال يع ‪ّ2‬د إه‪22‬دارا آلدمي‪22‬ة اإلنس‪22‬ان فحس‪22‬ب‪ ،‬ب‪22‬ل‬
‫إنه ‪22‬اء للوج ‪22‬ود اإلنس ‪22‬اني بذات ‪22‬ه‪ ،‬واعت ‪22‬داءا على أولى حقوق ‪22‬ه الطبيعي ‪22‬ة واألساس ‪22‬ية‪ ،‬وهي حق ‪22‬ه في‬
‫الحياة وحقه في الحّر ية‪ ،‬لذلك ُاعتبر جريمة ضد اإلنس‪2‬انية نّص ت على تجريمه‪2‬ا المواثي‪2‬ق الدولي‪2‬ة‬
‫وك ‪22‬ذلك العدي ‪22‬د من ال ‪22‬دول في تش ‪22‬ريعاتها الجنائي ‪22‬ة‪ ،‬وحس ‪22‬ب تعري ‪22‬ف فقه ‪22‬اء الق ‪22‬انون ال ‪22‬دولي ف ‪22‬إن‬
‫الج‪22‬رائم ض‪22‬د اإلنس‪22‬انية هي تل‪22‬ك الج‪22‬رائم ال‪22‬تي تنط‪22‬وي على ع‪22‬دوان صارخ على إنس‪22‬ان معين أو‬
‫‪2‬‬
‫جماعة إنسانية معينة مثل جرائم القتل‪ ،‬وكل عمل آخر غير إنساني‪.‬‬

‫مّم ا س‪22‬بق ذك‪22‬ره‪ ،‬نستش‪22‬ف ب‪22‬أّن إلس‪22‬ترقاق األطف‪22‬ال صورا عدي‪22‬دة؛ منه‪22‬ا أش‪22‬كال قديم‪22‬ة لل‪22‬رق‬
‫ك ‪22‬بيع األطف ‪22‬ال واإلتج ‪22‬ار بهم (أوال)‪ ،‬ومنه ‪22‬ا الممارس ‪22‬ات الش ‪22‬بيهة ب ‪22‬الرق كعبودي ‪22‬ة ال‪ّ2 2‬د ين والقنان ‪22‬ة‬
‫والعمل القسري‪ ،‬وغيرها من الممارسات (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬بيع األطفال واإلتجار بهم‬

‫يعتبر بيع األطفال واإلتجار بهم إحدى أنشطة الجريمة المنّظم‪22‬ة الع‪22‬ابرة للح‪22‬دود‪ ،‬والُم نتش‪22‬رة‬
‫في ك‪22‬ل أرج‪22‬اء الع‪22‬الم؛ فهي ليس‪22‬ت مش‪22‬كلة متعّلق‪22‬ة بال‪22‬دول الّنامي‪22‬ة فحس‪22‬ب‪ ،‬ب‪22‬ل هي مش‪22‬كلة عالمي‪22‬ة‪،‬‬
‫ألّن الطلب على ه ‪22‬ؤالء األطف ‪22‬ال غالب ‪22‬ا م ‪22‬ا ي ‪22‬أتي من ال ‪22‬دول المتقّد م ‪22‬ة‪ ،‬حيث أض ‪22‬حت ث ‪22‬الث أك ‪22‬بر‬
‫تج‪22‬ارة إجرامي‪22‬ة في الع‪22‬الم بع‪22‬د تج‪22‬ارة المخ‪22‬درات وتج‪22‬ارة الّس الح‪ ،‬ومن المتوق‪22‬ع أن تتق ‪ّ2‬د م تج‪22‬ارة‬
‫األطفال في المستقبل ألنها تشكل بالنسبة لعصابات اإلج‪2‬رام مخ‪2‬اطر أق‪2‬ل من غيره‪2‬ا من األنش‪2‬طة‬
‫‪3‬‬
‫التجارية غير المشروعة‪.‬‬

‫‪ -1‬بشرى سلمان حسين العبيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.223‬‬


‫‪ - 2‬السعيد عمراوي‪ ،‬جريمة اإلسترقاق في القانون الدولي‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه العلوم في الحقوق‪ ،‬جامع‪22‬ة محم‪22‬د‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2017 ،‬ص‪.153‬‬
‫‪ -3‬اإلتجار بالبشر‪...‬عبودية معاصرة في تجارة مربحة‪ ،‬مقال منشور في موقع قناة العالم بتاريخ ‪31‬جويلية ‪.2018‬‬
‫أنظر الرابط‪ https://bit.ly/3oD7zSa :‬تم اإلطالع بتاريخ ‪.13/04/2020‬‬

‫‪37‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫وتشير إحصائيات األمم المتحدة إلى أّن تجارة البشر من األطفال تتع‪ّ2‬د ى ثالث‪2‬ة ماليين حال‪2‬ة‬
‫س ‪22‬نويا‪ ،‬يس ‪22‬تغلون بأس ‪22‬وأ األش ‪22‬كال؛ س ‪22‬واء باس ‪22‬تخدامهم للتبّني أو في أعم ‪22‬ال الس ‪22‬خرة واالس ‪22‬تغالل‬
‫‪1‬‬
‫الجسدي‪ ،‬وتجارة األعضاء‪.‬‬

‫وقد قام البروتوكول اإلختياري إلتفاقية حقوق الطف‪2‬ل بش‪2‬أن بي‪2‬ع األطف‪2‬ال واس‪2‬تغالل األطف‪2‬ال‬
‫في البغ‪22‬اء وفي الم‪22‬واد اإلباحي‪22‬ة لس‪22‬نة ‪ 2000‬بوض‪22‬ع تعري‪22‬ف ل‪22‬بيع األطف‪22‬ال على أّن ه‪ ":‬أي فع‪22‬ل أو‬
‫تعامل يتم بمقتضاه نقل طفل من ج‪2‬انب أي ش‪2‬خص أو مجموع‪2‬ة من األش‪2‬خاص إلى ش‪2‬خص آخ‪2‬ر‬
‫‪2‬‬
‫لقاء مكافأة أو أي شكل آخر من أشكال العوض"‪.‬‬

‫كم‪22 2‬ا ع ‪ّ2 2‬ر فت الم‪22 2‬اّد ة ‪ 03‬فق‪22 2‬رة أ من بروتوك‪22 2‬ول من‪22 2‬ع وقم‪22 2‬ع ومعاقب‪22 2‬ة اإلتج‪22 2‬ار باألش‪22 2‬خاص‬
‫وبخاصة النس‪22 2‬اء واألطف‪22 2‬ال‪ -‬المكم‪22 2‬ل التفاقي‪22 2‬ة األمم المتح‪22 2‬دة لمكافح‪22 2‬ة الجريم‪22 2‬ة المنظم‪22 2‬ة ع‪22 2‬بر‬
‫الوطني‪22‬ة‪ ،-‬ع‪ّ2‬ر فت جريم‪22‬ة اإلتج‪22‬ار باألش‪22‬خاص على أنه‪22‬ا‪" :‬تجني‪22‬د أش‪22‬خاص أو نقلهم أو تنقيلهم أو‬
‫إي‪22 2‬واؤهم أو اس‪22 2‬تقبالهم بواس‪22 2‬طة التهدي‪22 2‬د ب‪22 2‬القوة أو اس‪22 2‬تعمالها أو غ‪22 2‬ير ذل‪22 2‬ك من أش‪22 2‬كال القس‪22 2‬ر أو‬
‫االختط‪22‬اف أو االحتي‪22‬ال أو الخ‪22‬داع أو اس‪22‬تغالل الس‪22‬لطة أو اس‪22‬تغالل حال‪22‬ة استض‪22‬عاف‪ ،‬أو بإعط‪22‬اء‬
‫أو تلقي مب ‪22 2‬الغ مالي ‪22 2‬ة أو مزاي ‪22 2‬ا لني ‪22 2‬ل موافق ‪22 2‬ة ش ‪22 2‬خص ل ‪22 2‬ه س ‪22 2‬يطرة على ش ‪22 2‬خص آخ ‪22 2‬ر لغ ‪22 2‬رض‬
‫اإلس‪22 2‬تغالل‪ .‬ويش‪22 2‬مل االس‪22 2‬تغالل كح‪22 2‬د أدنى اس‪22 2‬تغالل دع‪22 2‬ارة الغ‪22 2‬ير أو س‪22 2‬ائر أش‪22 2‬كال االس‪22 2‬تغالل‬
‫الجنس‪22‬ي‪ ،‬أو الس‪22‬خرة أو الخدم‪22‬ة قس‪22‬را‪ ،‬أو االس‪22‬ترقاق أو الممارس‪22‬ات الش‪22‬بيهة ب‪22‬الرق أو االس‪22‬تعباد‬
‫أو نزع األعضاء‪.3".‬‬

‫‪ -1‬سارة طالب السهيل‪" ،‬األطفال ضحايا مافيا الرقيق األبيض وتجارة األعضاء"‪ ،‬مقال نش‪2‬ر بت‪2‬اريخ ‪ 27‬س‪2‬بتمير ‪ ،2017‬مت‪2‬وفر‬
‫على الرابط التالي‪ https://www.ammonnews.net/article/33348 :‬اإلطالع بتاريخ ‪.26/04/2020‬‬
‫‪ -2‬نص الم‪2‬اّد ة ‪ ،02‬فق‪2‬رة أ‪ ،‬من ال‪2‬بروتوكول اإلختي‪2‬اري إلتفاقي‪2‬ة حق‪2‬وق الطف‪2‬ل بش‪2‬أن بي‪2‬ع واس‪2‬تغالل األطف‪2‬ال في الم‪2‬واد اإلباحي‪2‬ة‪،‬‬
‫ال‪22‬ذي اعتمدت‪22‬ه الجمعي‪22‬ة العام‪22‬ة لألمم المتح‪22‬دة في ال‪22‬دورة الرابع‪22‬ة والخمس‪22‬ون‪ ،‬في قراره‪22‬ا ‪ 54/263‬في م‪22‬اي ‪ ،2000‬دخ‪22‬ل ح‪22‬يز‬
‫الّنفاذ في ‪ 18‬جانفي ‪.2002‬‬
‫‪ -3‬نص الم‪22‬اّد ة ‪ ،03‬فق‪22‬رة أ‪ ،‬من بروتوك‪22‬ول من‪22‬ع وقم‪22‬ع ومعاقب‪22‬ة اإلتج‪22‬ار باألش‪22‬خاص وبخاصة النس‪22‬اء واألطف‪22‬ال‪ ،‬المكم‪22‬ل التفاقي‪22‬ة‬
‫األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية‪ ،‬اعتمد وعرض للتوقيع والتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العاّم ة‬
‫لألمم المتحدة‪ ،‬الدورة الخامسة والخمسون‪ ،‬المؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر ‪.2000‬‬

‫‪38‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫من خالل ه ‪22‬ذا التعري ‪22‬ف‪ ،‬نس ‪22‬تخلص أن لجريم ‪22‬ة اإلتج ‪22‬ار باألش ‪22‬خاص بصفة عاّم ة ثالث‬
‫عناصر وهي‪ :‬الس‪22‬لوك‪ ،‬الوس‪22‬يلة وغ‪22‬رض االس‪22‬تغالل؛ فعنصر الس‪22‬لوك في ه‪22‬ذه الجريم‪22‬ة يش‪22‬مل‬
‫التجني‪22 2‬د والنق‪22 2‬ل والتنقي‪22 2‬ل واإلي‪22 2‬واء واالس‪22 2‬تقبال‪ ،‬أّم ا عنصر الوس‪22 2‬يلة فتتمث‪22 2‬ل في التهدي‪22 2‬د ب‪22 2‬القّو ة‬
‫واس ‪22‬تعمال الق ‪22‬وة واإلختط ‪22‬اف واالحتي ‪22‬ال والخ ‪22‬داع وإ س ‪22‬اءة اس ‪22‬تعمال الس ‪22‬لطة واس ‪22‬تغالل الض ‪22‬عف‬
‫وإ عط‪22‬اء أو تلقي مب‪22‬الغ أو مزاي‪22‬ا‪ ،‬في حين أّن عنصر االس‪22‬تغالل فيتجّس د في الغ‪22‬رض أو النتيج‪22‬ة‬
‫اإلجرامي‪22 2‬ة من االتج‪22 2‬ار بالبش‪22 2‬ر وه‪22 2‬و اس‪22 2‬تغالل دع‪22 2‬ارة الغ‪22 2‬ير أو االس‪22 2‬تغالل الجنس‪22 2‬ي والس‪22 2‬خرة‬
‫والخدمة قسرا واالسترقاق والممارسات الشبيهة‪ ،‬االستعباد ونزع األعضاء‪ ،1‬وغيره‪22‬ا من صور‬
‫االس ‪22 2‬تغالل ال ‪22 2‬واردة في نص الفق ‪22 2‬رة (أ) من الم ‪22 2‬اّد ة ‪ 03‬الم ‪22 2‬ذكورة أعاله على س ‪22 2‬بيل المث ‪22 2‬ال ال‬
‫الحصر‪.2‬‬

‫غير أّن الفق‪2‬رة (ج) من ه‪2‬ذه الم‪2‬اّد ة نّص ت على جريم‪2‬ة اإلتج‪2‬ار باألطف‪2‬ال كحال‪2‬ة خاّص ة من‬
‫ج‪22‬رائم اإلتج‪22‬ار باألش‪22‬خاص‪ ،‬بنّص ها‪" :‬يعت‪22‬بر تجني‪22‬د طف‪22‬ل أو نقل‪22‬ه أو تنقيل‪22‬ه أو إي‪22‬واءه أو اس‪22‬تقباله‬
‫لغرض االستغالل "اتجار باألشخاص" حتى إذا لم ينطو على استعمال أي من الوسائل المبينة في‬
‫الفقرة (أ) من هذه الماّد ة"‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬فإّن كل األفعال التي يكون ضحيتها طفل وتنطوي على نقل أو تحريك األطف‪22‬ال من‬
‫مكان إقامتهم المعهودة بغرض اإلستغالل‪ ،‬تشّك ل اتج‪22‬ارا دون اإلعت‪22‬داد بموافق‪22‬ة الطف‪22‬ل أو رض‪22‬اه‪،‬‬
‫وبغض الّنظ ‪22 2‬ر عن الوس‪22 2‬يلة المس‪22 2‬تعملة ل ‪22 2‬ذلك؛ فتعري ‪22 2‬ف الفق ‪22 2‬رة (ج) لم يش‪22 2‬ترط ت ‪22 2‬وفر الوس‪22 2‬ائل‬
‫المس ‪22‬تخدمة لالتج ‪22‬ار باألش ‪22‬خاص المنصوص عليه ‪22‬ا في الفق ‪22‬رة (أ)‪ ،‬وذل ‪22‬ك ألن األطف ‪22‬ال ض ‪22‬عفاء‬
‫وع‪22‬ديمي اإلدراك والتمي‪22‬يز بحكم صغر س‪22‬نهم وض‪22‬عف ب‪22‬دنهم‪ ،‬فال يمكنهم مقاوم‪22‬ة تل‪22‬ك الوس‪22‬ائل‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫باإلضافة إلى سهولة التحايل عليهم‪ ،‬وهذا ما يستدعي حماية أكبر‪.‬‬

‫‪ -1‬محم ‪22‬د الصالح بن ع ‪22‬ومر‪ ،‬عب ‪22‬د الق ‪22‬ادر عثم ‪22‬اني‪" ،‬الحماي ‪22‬ة الجنائي ‪22‬ة من االس ‪22‬تغالل االقتصادي في مواجه ‪22‬ة جريم ‪22‬ة االتج ‪22‬ار‬
‫باألطف ‪22‬ال"‪ ،‬مجّل ة األس ‪22‬تاذ الب ‪22‬احث للدراس ‪22‬ات القانوني ‪22‬ة والسياس ‪22‬ية‪ ،‬المجل ‪22‬د الث ‪22‬اني‪ ،‬الع ‪22‬دد العاش ‪22‬ر‪ ،‬ج ‪22‬وان ‪ ،2018‬جامع ‪22‬ة محم ‪22‬د‬
‫بوضياف‪ ،‬المسيلة‪ ،‬ص‪.537‬‬
‫‪ -2‬ويستشف ذلك من عبارة "‪...‬ويشمل االستغالل كحد أدنى‪ "..‬الواردة في نص الماّد ة نفسها‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫وه‪2‬و نفس اإلتج‪2‬اه ال‪2‬ذي تبّنت‪2‬ه اإلتفاقي‪2‬ة رقم ‪ 182‬لس‪2‬نة ‪ 1999‬الخاّص ة بحظ‪2‬ر أس‪2‬وأ أش‪2‬كال‬
‫عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال‪ ،‬إذ ال تعت ‪22‬د برض ‪22‬ا الطف ‪22‬ل بالعم ‪22‬ل في األعم ‪22‬ال ال ‪22‬تي ح ‪ّ2‬د دتها اإلتفاقي ‪22‬ة بأنه ‪22‬ا أس ‪22‬وأ‬
‫أشكال عمل الطفل‪ ،‬كذلك األمر في الماّد ة ‪ 32‬من اتفاقية حقوق الطفل‪.‬‬

‫فمفه ‪22‬وم االتج ‪22‬ار باألطف ‪22‬ال إذًا‪ ،‬ينط ‪22‬وي على خاصيتين هم ‪22‬ا‪ :‬التحري ‪22‬ك واالس ‪22‬تغالل‪ ،‬وعلى‬
‫ذلك يعّر ف االتجار باألطفال فقها بأنه‪" :‬فع‪2‬ل تحري‪2‬ك األطف‪2‬ال من مك‪2‬ان إق‪2‬امتهم المعه‪2‬ود بغ‪2‬رض‬
‫اس‪22 2‬تغاللهم"‪ ،1‬ويع ‪ّ2 2‬ر ف أيض‪22 2‬ا " أّنه‪22 2‬ا سلس‪22 2‬لة من األح‪22 2‬داث والط‪22 2‬رق ال‪22 2‬تي تش‪22 2‬مل الحصول على‬
‫األطفال بيعا أو تأجيرا‪ ،‬ونقلهم من بلد آلخر‪ ،‬واس‪2‬تغاللهم في مجموع‪22‬ة من األعم‪22‬ال مث‪22‬ل التس‪2‬ول‬
‫واألعم‪22‬ال الش‪22‬اقة الصناعية‪ ،‬أو الزراعي‪22‬ة‪ ،‬أو التجاري‪22‬ة‪ ،‬وق‪22‬د يتعّر ض‪22‬ون بع‪22‬د ذل‪22‬ك ل‪22‬بيعهم لجه‪22‬ات‬
‫معني‪22‬ة ب‪22‬الجنس أو ت‪22‬رويج المخ‪22‬درات‪ ،‬وق‪22‬د تنط‪22‬وي ه‪22‬ذه العملي‪22‬ة على اس‪22‬تخدام الق‪22‬وة واإلك‪22‬راه‪ ،‬أو‬
‫الخ ‪22‬داع والحيل ‪22‬ة‪ ،‬وق ‪22‬د تش ‪22‬ترك األس ‪22‬رة في ه ‪22‬ذه الجريم ‪22‬ة بش ‪22‬كل مباش ‪22‬ر أو غ ‪22‬ير مباش ‪22‬ر‪ ،2".‬حيث‬
‫يمكن أن يشمل اإلتجار باألطفال الوضعيات التي يستغل فيها األب واألم طفلهما عن طري‪22‬ق نقل‪22‬ه‬
‫أو تنقيله لغرض اإلستغالل في الدعارة أو التسول أو غيرها من الوضعيات التجارية‪.‬‬
‫والمالحظ هنا‪ ،‬أّن هناك تقاربا وتداخال كب‪2‬يرًا بين مفه‪2‬وم إس‪2‬ترقاق األطف‪2‬ال ومفه‪2‬وم جريم‪2‬ة‬
‫بيع األطفال واإلتجار بهم؛ فالغرض من استرقاق األطفال هو اإلتجار بهم‪ ،‬وفي نفس الوقت فإن‬
‫الغ‪22 2‬رض من اإلتج‪22 2‬ار باألطف‪22 2‬ال ه‪22 2‬و اس‪22 2‬تغاللهم وجعلهم رقيق‪22 2‬ا‪ ،‬إض‪22 2‬افة إلى أّن جريم‪22 2‬ة اإلتج‪22 2‬ار‬
‫باألطفال تعتبر صورة من صور اإلسترقاق‪.‬‬
‫باإلضافة إلى هذا‪ ،‬فإّن هناك جريمة أخرى تتش‪2‬ابه كث‪22‬يرا م‪22‬ع جريم‪22‬ة االتج‪2‬ار باألطف‪22‬ال‪ ،‬أال‬
‫وهي جريم‪22‬ة ته‪22‬ريب األطف‪22‬ال‪ ،‬ويق‪22‬ع اللبس بينهم‪22‬ا ل‪22‬دى الكث‪22‬ير‪ ،‬فالمس‪22‬ائل المتعلق‪22‬ة ب‪22‬بيع األطف‪22‬ال‬

‫‪ - 3‬سليمة بن يطو‪" ،‬جريمة اإلتجار باألطفال‪ :‬المفهوم والمكافحة"‪ ،‬مجّلة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬المجلد‪ ،11‬الع‪2‬دد الث‪2‬اني‪ ،‬ج‪2‬وان‬
‫‪ ،2019‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬ص‪.161‬‬
‫‪ -1‬خلي‪22‬ل عش‪22‬اري‪ ،‬األطف‪22‬ال في وض‪22‬عيات االتج‪22‬ار‪ :‬التعري‪22‬ف والمع‪22‬ايير الدولي‪22‬ة واألط‪22‬ر البرنامجي‪22‬ة‪ ،‬بحث مق ‪ّ2‬د م للحلق‪22‬ة العلمي‪22‬ة‬
‫لمكافحة االتجار باألطفال المنعقدة في الفترة من ‪ 22-18‬فيفري‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،‬ص‪.07‬‬
‫‪ - 2‬خالد بن سليم الحربي‪ ،‬ضحايا التهريب البشري من األطفال؛ جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،2011،‬ص‪.19‬‬

‫‪40‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫واإلتجار بهم تتصل اتصاال وثيقا بمسائل ته‪2‬ريب األطف‪2‬ال؛ فه‪2‬ذه األخ‪2‬يرة هي جريم‪2‬ة ض‪2‬د الدول‪2‬ة‬
‫وتشكل تهديدا لسالمة األمن الوطني‪.1‬‬
‫ويع ‪ّ2 2‬ر ف الته‪22 2‬ريب ‪-‬بمقتض‪22 2‬ى الم‪22 2‬اّد ة ‪ 03‬من بروتوك‪22 2‬ول األمم المتح‪22 2‬دة لمكافح‪22 2‬ة ته‪22 2‬ريب‬
‫المهاجرين المكمل التفاقية األمم المتحدة لمكافح‪2‬ة الجريم‪2‬ة المنظم‪2‬ة ع‪2‬بر الوطني‪2‬ة‪ -‬بأّن ه‪" :‬اجتي‪2‬از‬
‫الح‪22‬دود الدولي‪22‬ة دون االمتث‪22‬ال للمتطلب‪22‬ات الض‪22‬رورية لل‪22‬دخول الق‪22‬انوني للدول‪22‬ة المس‪22‬تقبلة"‪ ،‬ويك‪22‬ون‬
‫التهريب بالموافقة واإلرادة الذاتية لألشخاص المه‪َّ2‬ر بين م‪2‬ع دفعهم لمب‪2‬الغ مالي‪2‬ة مقاب‪2‬ل دخ‪2‬ولهم بل‪2‬د‬
‫أجن‪22‬بي آخ‪22‬ر بطري‪22‬ق غ‪22‬ير ش‪22‬رعي‪ ،‬وفي حال‪22‬ة إلق‪22‬اء القبض عليهم من ط‪22‬رف الدول‪22‬ة المس‪22‬تقبلة يتم‬
‫إع‪22‬ادتهم إلى بل‪22‬دهم األصلي‪ ،2‬والته‪22‬ريب ع‪22‬ادة م‪22‬ا يك‪22‬ون كخط‪22‬وة أولى لإلتج‪22‬ار‪ ،‬وه‪22‬و ينتهي في‬
‫الغ ‪22‬الب بالوصول إلى جه ‪22‬ة المقصد‪ ،‬على عكس اإلتج ‪22‬ار باألطف ‪22‬ال ال ‪22‬ذي يس ‪22‬تمر في ‪22‬ه اس ‪22‬تغالل‬
‫الض‪22‬حايا على نح‪22‬و غ‪22‬ير مش‪22‬روع بع‪22‬د الوصول بهم إلى الجه‪22‬ة المح‪ّ2‬د دة‪ ،‬ناهي‪22‬ك على أّن اإلتج‪22‬ار‬
‫باألطف‪22‬ال ق‪2‬د يك‪22‬ون غ‪22‬رض الته‪22‬ريب‪ ،‬حيث تنقلب عملي‪22‬ة الته‪22‬ريب المتف‪22‬ق عليه‪22‬ا إلى عملي‪22‬ة إتج‪2‬ار‬
‫‪3‬‬
‫بكل سهولة‪.‬‬
‫مّم ا سبق ذكره‪ ،‬نستشف بأن لبيع األطفال واإلتج‪22‬ار بهم أغ‪22‬راض عدي‪22‬دة ال يمكن حصرها‪،‬‬
‫إاّل أن أخطره‪22 2‬ا على الصعيد ال‪22 2‬دولي؛ التبّني غ‪22 2‬ير المش‪22 2‬روع لألطف‪22 2‬ال ع‪22 2‬بر ال‪22 2‬دول واالتج‪22 2‬ار‬
‫بأعض ‪22‬اء األطف ‪22‬ال‪ ،‬واس ‪22‬تغاللهم في التس ‪22‬ول‪ ،4‬أّم ا االس ‪22‬تغالل الجنس ‪22‬ي لهم واس ‪22‬تغاللهم في العم ‪22‬ل‬
‫القس‪2‬ري وإ ش‪2‬راكهم في النزاع‪2‬ات المس‪ّ2‬لحة س‪2‬يتم ش‪2‬رحها الحق‪2‬ا كونه‪2‬ا تش‪2‬كل ج‪2‬رائم مس‪2‬تقلة وليس‬
‫‪5‬‬
‫مجّر د غرض من أغراض هذه الجريمة‪.‬‬

‫‪ - 1‬سليمة بن يطو‪" ،‬جريمة اإلتجار باألطفال‪ :‬المفهوم والمكافحة"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.163‬‬
‫‪ -2‬مصطفى فهمي خالد‪ ،‬النظام القانوني لمكافحة جرائم اإلتجار بالبشر‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2011 ،‬ص‪.146‬‬
‫‪ -3‬خالد بن سليم الحربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪ -4‬تج ‪22‬در اإلش ‪22‬ارة إلى أّن ه ‪22‬ذه األغ ‪22‬راض ممكن أن تت ‪22‬داخل م ‪22‬ع بعض ‪22‬ها وممكن أن تك ‪22‬ون مس ‪22‬تقّلة‪ ،‬فق ‪22‬د يتم بي ‪22‬ع الطف ‪22‬ل لش ‪22‬خص‬
‫يرغب بتبّن يه وهذا الشخص يهدف هو اآلخر إلى استغالل أعضاء هذا الطفل أو استغالله في التسّو ل‪.‬‬
‫‪ - 5‬هناك أغراض أخرى لجريمة بيع األطفال واإلتجار بهم من بينها‪ :‬اس‪2‬تغاللهم في الرياض‪2‬ة‪ ،‬إذ تتع‪2‬رض حي‪2‬اة الصبية الصغار‬
‫للخط‪22‬ر من أج‪22‬ل إمت‪22‬اع مش‪22‬اهدي س‪22‬باقات الهجن في كث‪22‬ير من دول الخليج الس‪22‬يما اإلم‪22‬ارات العربي‪22‬ة‪ ،‬فمن‪22‬ذ ع ‪ّ2‬د ة س‪22‬نوات يج‪22‬رى‬
‫اإلتجار بالصبية وعمر العديد منهم ال يتجاوز أربع سنوات من بلدان جنوب آس‪22‬يا لتلبي‪22‬ة الطلب على فرس‪22‬ان س‪22‬باقاب الهجن حيث‬
‫يج‪22‬رى رب‪22‬ط األطف‪22‬ال على ظه‪22‬ور االب‪22‬ل بالحب‪22‬ال ثم حث اإلب‪22‬ل على الج‪22‬ري في حلب‪22‬ة الس‪22‬باق‪ ،‬ويتع‪ّ2‬ر ض األطف‪22‬ال ال‪22‬ذين يس‪22‬قطون‬

‫‪41‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫‪ -1‬التبّني غير المشروع لألطفال عبر الدول‪:‬‬


‫في الع‪22‬الم يوج‪22‬د الماليين من اُألس‪22‬ر ال‪22‬تي ت‪22‬رغب في تبّني األطف‪22‬ال‪ ،‬وفي ذات ال‪22‬وقت يوج‪22‬د‬
‫في البل ‪22‬دان الفق ‪22‬يرة مث ‪22‬ل أمريك ‪22‬ا الالتيني ‪22‬ة والش ‪22‬رق األقصى وإ فريقي ‪22‬ا‪ ،‬ماليين األطف ‪22‬ال يجوب ‪22‬ون‬
‫الش‪2‬وارع بحث‪2‬ا عن الطع‪2‬ام أو الكس‪2‬ب الزهي‪2‬د‪ ،‬وه‪2‬ذا األم‪2‬ر يش‪2‬كل إغ‪2‬راءا كب‪2‬يرا لع‪2‬ديمي الض‪2‬مير‬
‫من ُتّج ار األطف ‪22‬ال ال ‪22‬ذين يكس ‪22‬بون أم ‪22‬واال طائل ‪22‬ة من ج ‪22‬راء ه ‪22‬ذه التج ‪22‬ارة‪ ،‬م ‪22‬ا س ‪22‬اعد على انتش ‪22‬ار‬
‫ظ‪22‬اهرة التبّني غ‪22‬ير المش‪22‬روع لألطف‪22‬ال ع‪22‬بر ال‪22‬دول‪ ،‬فكث‪22‬يرا م‪22‬ا تس‪22‬تغل منّظم‪22‬ات اإلتج‪22‬ار باألطف‪22‬ال‬
‫‪1‬‬
‫التبّني كحيلة من أجل بيع األطفال لألثرياء‪.‬‬
‫وقد عرفت هذه الظاهرة ازديادا ملحوظا خصوصا مع ازدياد الّنزاعات المس‪ّ2‬لحة في ال‪22‬دول‬
‫الّنامي‪22‬ة‪ ،‬م‪22‬ا نتج عنه‪22‬ا وج‪22‬ود ع‪22‬دد كب‪22‬ير من األطف‪22‬ال مّم ن فق‪22‬دوا ع‪22‬ائالتهم وب‪22‬اتو معروض‪22‬ين في‬
‫س ‪22‬وق التبّني لمن ي ‪22‬رغب ب ‪22‬ذلك‪ ،‬وق ‪22‬د نش ‪22‬أت ش ‪22‬بكات لالتج ‪22‬ار به ‪22‬ؤالء األطف ‪22‬ال تعم ‪22‬ل على نط ‪22‬اق‬
‫‪2‬‬
‫عالمي واسع‪.‬‬
‫وإ ذا ك‪22‬ان من المتع‪22‬ارف علي‪22‬ه أّن التبّني يرتك‪22‬ز على اإلرادة والحب‪ ،‬بنق‪22‬ل الطف‪22‬ل إلى كن‪22‬ف‬
‫عائلة محرومة من اإلنج‪2‬اب وف‪2‬ق إج‪2‬راءات قانوني‪2‬ة‪ ،‬ف‪2‬إّن م‪2‬ا يم‪2‬يز التبّني غ‪2‬ير المش‪2‬روع لألطف‪2‬ال‬
‫ه ‪22‬و أّن الحصول على الطف ‪22‬ل يتم بطريق ‪22‬ة غ ‪22‬ير ش ‪22‬رعية‪ ،‬ففي ح ‪22‬االت ع‪ّ2 2‬د ة تتم العملي ‪22‬ة بواس ‪22‬طة‬
‫سماسرة دون إتمام اإلجراءات القانونية‪ ،‬من بينها على سبيل المثال؛ عدم استكمال األوراق ال‪22‬تي‬
‫تثبت هوية الطفل‪ ،‬أو أصول وهوية المتبّنين والتأك‪22‬د من وض‪22‬عهم اإلجتم‪22‬اعي إن ك‪22‬ان مناس‪2‬با‪ ،‬أو‬
‫أن يتم الحصول على األطفال عن طريق اإلختطاف‪ ،‬أو بالخديع‪22‬ة من خالل اس‪2‬تغالل حال‪22‬ة الفق‪22‬ر‬
‫‪3‬‬
‫بإيهام اُألسر أن أبنائهم سيحضون بحياة كريمة ليكون المآل بيعهم لعصابات اإلتجار بالبشر‪.‬‬

‫لخطر الموت تحت أقدام اإلبل التي تجري في الحلبة‪ ،‬وإ ذا رفض الطفل امتطاء اإلبل فإنه يتعّر ض للضرب ويجبر على ركوبها‬
‫بأي حال‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬بشرى سلمان حسين العبيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.252-251‬‬
‫‪ -1‬صالح رزق عبد الغفار يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ -2‬بشرى سلمان حسين العبيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.255‬‬
‫‪ - 3‬طالب خيرة‪" ،‬جريمة اإلتجار باألطفال وآليات مكافحتها في المواثيق واالتفاقيات الدولي‪2‬ة"‪ ،‬مجّل ة البح‪2‬وث في الحق‪2‬وق والعل‪2‬وم‬
‫السياسية‪ ،‬المجلد‪ ،02‬العدد ‪ ،03‬مارس ‪ ،2016‬جامعة ابن خلدون‪ ،‬تيارت‪ ،‬ص ‪.102‬‬

‫‪42‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫ففي البوسنة مثال‪ُ ،‬فقد ‪ 12‬ألف طفل أثناء الحرب نتيج‪22‬ة تع‪ّ2‬ر ض أه‪22‬اليهم للخ‪22‬داع من ج‪22‬انب‬
‫عصابات الجريمة المنّظمة بأّنها تريد توفير أماكن آمن‪22‬ة لألطف‪22‬ال خ‪22‬ارج البوس‪22‬نة‪ ،‬وأّنه‪22‬ا س‪22‬تعيدهم‬
‫‪1‬‬
‫إلى ذويهم بعد ذلك ولكن تم بيعهم لعائالت في أوروبا‪.‬‬
‫وم ‪22‬ع التق‪ّ2 2‬د م التكنول ‪22‬وجي‪ ،‬س‪ّ2 2‬هل اإلن ‪22‬ترنت من عملي ‪22‬ة التب ‪22‬ني غ ‪22‬ير المش ‪22‬روع ع ‪22‬بر ال ‪22‬دول‪،‬‬
‫ف‪22 2‬الراغبون في تبّني طف‪22 2‬ل م‪22 2‬ا عليهم س‪22 2‬وى اختي‪22 2‬ار صورة الطف‪22 2‬ل المطل‪22 2‬وب من بين األطف‪22 2‬ال‬
‫المعروض‪22‬ين ح‪22‬ول الع‪22‬الم‪ ،‬عقب الم‪22‬رور بع ‪ّ2‬د ة خي‪22‬ارات مث‪22‬ل جنس الج‪22‬نين ولون‪22‬ه وبل‪22‬ده األصلي‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫لتظهر صورة أقرب طفل للمواصفات المطلوبة‪ ،‬وبجانبه المبلغ المطلوب ثمنا له‪.‬‬
‫فالتبّني غير المش‪2‬روع لألطف‪2‬ال ع‪2‬بر ال‪2‬دول يش‪ّ2‬ك ل انتهاك‪2‬ا ألهم حق‪2‬وق الطف‪2‬ل األساس‪2‬ية ألّن ه‬
‫يتم مخالفًة للمبادئ األولية الموضوعة دوليا في اتفاقية حقوق الطفل لعام ‪ ،1989‬وال‪22‬تي فرض‪22‬ت‬
‫على ال‪22‬دول التزام‪22‬ا بتوف‪22‬ير رعاي‪22‬ة عائلي‪22‬ة بديل‪22‬ة‪ ،‬وذك‪22‬رت بعض األنظم‪22‬ة ومنه‪22‬ا التبّني‪ ،3‬وأحاطت‪22‬ه‬
‫بمجموع ‪22‬ة من القي ‪22‬ود؛ فهي تتطلب الحصول على اإلذن من الس ‪22‬لطات المعني ‪22‬ة ب ‪22‬التبّني والتع ‪ّ2‬ر ف‬
‫على إمكانات التبّني في البلد األصلي قبل دراسة احتمال التبّني خ‪2‬ارج البل‪2‬د‪ ،‬ف‪2‬الّلجوء له‪2‬ذا النظ‪2‬ام‬
‫يكون فقط في الحاالت التي لم يمكن فيه‪22‬ا العث‪22‬ور على أب‪22‬وين يرّبي‪22‬ان الطف‪22‬ل في بل‪22‬ده األصلي‪ ،‬أو‬
‫تع ‪ّ2‬ذ رت العناي‪22‬ة ب‪22‬ه ب‪22‬أي طريق‪22‬ة مالئم‪22‬ة في وطن‪22‬ه‪ ،‬ناهي‪22‬ك على العم‪22‬ل ض‪22‬د مس‪22‬ألة الحصول على‬
‫الربح الم‪2‬اّد ي ج‪2‬رّاء ه‪2‬ذه العملي‪2‬ة‪ ،‬فال يجب أن تع‪2‬ود عملي‪2‬ة التبّني في جمي‪2‬ع األح‪2‬وال على أولئ‪2‬ك‬
‫المش‪2‬اركين فيه‪2‬ا بكس‪2‬ب م‪2‬الي غ‪2‬ير مش‪2‬روع‪ ،‬ويجب أن يك‪2‬ون دائم‪2‬ا في صالح الطف‪2‬ل ال‪2‬ذي ينبغي‬
‫‪4‬‬
‫احترام أصله بقدر اإلمكان‪.‬‬

‫‪ - 1‬سارة طالب السهيل‪" ،‬األطفال ضحايا مافيا الرقيق األبيض وتجارة األعضاء"‪ ،‬مق‪2‬ال نش‪2‬ر بت‪2‬اريخ ‪ 27‬س‪2‬بتمير ‪ ،2017‬مت‪2‬وفر‬
‫على الرابط التالي‪ https://www.ammonnews.net/article/33348 :‬تّم اإلطالع بتاريخ ‪.26/04/2020‬‬
‫‪ -2‬سارة طالب السهيل‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬نص الم‪22‬اّد ة ‪ 20/03‬من اتفاقي‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل‪ -3 ":‬يمكن أن تش‪22‬مل ه‪22‬ذه الرعاي‪22‬ة‪ ،‬في جمل‪22‬ة من أم‪22‬ور‪ ،‬الحض‪22‬انة‪ ،‬أو الكفال‪22‬ة‬
‫الواردة في القانون اإلسالمي‪ ،‬أو التّب ني‪ ،‬أو عند الضرورة اإلقامة في مؤسسات مناسبة لرعاية األطفال‪."...‬‬
‫‪ -4‬وردت هذه القيود في نص الماّد ة ‪ 21‬من اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬كما يلي‪" :‬تضمن الدول التي تقر و‪/‬أو تجيز نظ‪2‬ام التبّني إيالء‬
‫مصالح الطفل الفضلى االعتبار األول والقيام بما يلي‪:‬‬
‫(أ) تضمن أال تصرح بتبّني الطف‪2‬ل إال الس‪2‬لطات المختّص ة ال‪2‬تي تح‪ّ2‬د د‪ ،‬وفق‪2‬ا للق‪2‬وانين واإلج‪2‬راءات المعم‪2‬ول به‪2‬ا وعلى أس‪2‬اس ك‪2‬ل‬
‫المعلومات ذات الصلة الموثوق بها‪ ،‬أن التبّن ي جائز نظرا لحالة الطفل فيما يتعّلق بالوال‪2‬دين واألق‪2‬ارب واألوصياء الق‪2‬انونيين وأن‬

‫‪43‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫فال‪22‬دول ال‪22‬تي تج‪22‬يز ه‪22‬ذا النظ‪22‬ام‪ ،‬ملزم‪22‬ة بف‪22‬رض القي‪22‬ود الم‪22‬ذكورة أعاله‪ ،‬انطالق‪22‬ا من خط‪22‬ورة‬
‫ه ‪22‬ذه المس ‪22‬ألة وم ‪22‬ا يحتاج ‪22‬ه ض ‪22‬بطها من مراقب ‪22‬ة مس ‪22‬تمرة لك ‪22‬ل خط ‪22‬وات انتق ‪22‬ال الطف ‪22‬ل المتبّنى إلى‬
‫خارج الدولة حتى الوصول إلى البلد اآلخر‪ ،‬وضمان استقراره في الوسط العائلي المناس‪22‬ب ال‪22‬ذي‬
‫يوفر له ما يحتاجه من رعاية واهتمام‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلتجار باألعضاء البشرية لألطفال‪:‬‬

‫تش ‪22‬هد عملي ‪22‬ات اإلتج ‪22‬ار باألعض ‪22‬اء البش ‪22‬رية رواج ‪22‬ا كب ‪22‬يرا في الع ‪22‬الم‪ ،‬فبع ‪22‬دما ك ‪22‬ان اإلنس ‪22‬ان‬
‫مصانا في جسمه حتى وهو جّثة هام‪2‬دة‪ ،‬أصبح ُيت‪2‬اجر بأعض‪2‬اءه كقط‪2‬ع غي‪2‬ار‪ ،‬ال ف‪2‬رق بين‪2‬ه وبين‬
‫األش ‪22‬ياء المصطنعة‪ ،‬س ‪22‬واء وه ‪22‬و حي أو بع ‪22‬د وفات ‪22‬ه‪ ،‬وبموافقت ‪22‬ه أو دون رض ‪22‬اه‪ ،‬وأصبحت ه ‪22‬ذه‬
‫‪1‬‬
‫الظاهرة من أكثر المسائل المثيرة للجدل في الجريمة العابرة للحدود‪.‬‬

‫وبتزاي ‪22‬د الطلب على األعض ‪22‬اء البش ‪22‬رية من ط ‪22‬رف المرض ‪22‬ى األثري ‪22‬اء في أمريك ‪22‬ا وأروب ‪22‬ا‬
‫وغيرها من الدول المتقّد مة‪ ،‬باإلضافة إلى األرباح الطائلة التي تجنيه‪2‬ا ه‪2‬ذه التج‪2‬ارة؛ فق‪2‬د أوج‪2‬دت‬
‫دافعا قويا ل‪22‬دى عصابات اإلتج‪2‬ار باألطف‪22‬ال‪ ،‬حيث تق‪22‬وم جماع‪22‬ات إجرامي‪22‬ة واس‪2‬عة النط‪22‬اق بتوف‪2‬ير‬
‫األعضاء البشرية بالتعاون مع مستشفيات خاّص ة‪ ،‬وفي سبيل ذلك تلجأ إلى اختطاف األطف‪22‬ال‪ ،‬أو‬
‫إلى التع‪22‬اون م‪22‬ع بعض مس‪22‬تخدمي المستش‪22‬فيات الحكومي‪22‬ة من أج‪22‬ل توف‪22‬ير الض‪22‬حايا من األطف‪22‬ال‪،‬‬

‫األشخاص المعنيين‪ ،‬عند اإلقتضاء‪ ،‬قد أعطوا عن علم موافقتهم على التبّني على أساس حصولهم على ما قد يلزم من المشورة‪،‬‬
‫(ب) تع‪22‬ترف ب‪22‬أن التبّني في بل‪22‬د آخ‪22‬ر يمكن اعتب‪22‬اره وس‪22‬يلة بديل‪22‬ة لرعاي‪22‬ة الطف‪22‬ل‪ ،‬إذا تع ‪ّ2‬ذ رت إقام‪22‬ة الطف‪22‬ل ل‪22‬دى أس‪22‬رة حاض‪22‬نة أو‬
‫متبّنية‪ ،‬أو إذا تعّذ رت العناية به بأي طريقة مالئمة في وطنه‪،‬‬
‫(ج) تضمن‪ ،‬بالنسبة للتبّن ي في بلد آخر‪ ،‬أن يستفيد الطفل من ضمانات ومعايير تعادل تلك القائمة فيما يتعلق بالتبّني الوطني‪،‬‬
‫(د) تتخ‪22‬ذ جمي‪22‬ع الت‪22‬دابير المناس‪22‬بة كي تض‪22‬من‪ ،‬بالنس‪22‬بة للتبّني في بل‪22‬د آخ‪22‬ر‪ ،‬أن عملي‪22‬ة التبّني ال تع‪22‬ود على أولئ‪22‬ك المش‪22‬اركين فيه‪22‬ا‬
‫بكسب مالي غير مشروع‪،‬‬
‫(ه) تع‪ّ2‬ز ز عن‪2‬د اإلقتض‪2‬اء‪ ،‬أه‪2‬داف ه‪2‬ذه الم‪2‬اّد ة بعق‪2‬د ترتيب‪2‬ات أو اتفاق‪2‬ات ثنائي‪2‬ة أو متع‪ّ2‬د دة األط‪2‬راف‪ ،‬وتس‪2‬عى في ه‪2‬ذا اإلط‪2‬ار‪ ،‬إلى‬
‫ضمان أن يكون تبّن ي الطفل في بلد آخر من خالل السلطات أو الهيئات المختّص ة‪".‬‬
‫‪ -1‬محم‪22‬د الح‪22‬بيب عباس‪22‬ي‪" ،‬مكافح‪22‬ة اإلتج‪22‬ار باألطف‪22‬ال‪...‬آلي‪22‬ة إس‪22‬تراتيجية في حماي‪22‬ة الطفول‪22‬ة"‪ ،‬مجّل ة الق‪22‬انون والعل‪22‬وم السياس‪22‬ية‪،‬‬
‫المجلد‪ ،03‬العدد ‪ ،02‬جوان ‪ ،2017‬المركز الجامعي النعامة‪ ،‬ص‪.81‬‬

‫‪44‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫وذلك باإلعتماد على وسائل الفساد في غالب األحيان‪ ،‬من خالل حجم المغريات التي تق‪ّ2‬د مها ه‪22‬ذه‬
‫‪1‬‬
‫الجماعات ألولئك المستخدمين‪.‬‬

‫كما تلجأ هذه العصابات أيضا إلى ارتكاب أعمال القتل والسطو والتهديد واستخدام األطف‪22‬ال‬
‫المع‪ّ22‬و قين والقصر والمصابين بتخل ‪22‬ف عقلي كمصدر لتوري ‪22‬د األعض ‪22‬اء البش ‪22‬رية‪ ،‬وإ غ ‪22‬واء آب ‪22‬اء‬
‫األطفال الفق‪2‬راء ب‪2‬دعوى تبّني أطف‪2‬الهم بواس‪2‬طة آب‪2‬اء أغني‪2‬اء ي‪2‬وّفرون لهم حي‪2‬اة كريم‪2‬ة‪ ،‬وبع‪2‬دها يتم‬
‫إرس‪22 2‬الهم من بل‪22 2‬د إلى آخ‪22 2‬ر‪ ،‬وهن‪22 2‬اك ُيقت‪22 2‬ل األطف‪22 2‬ال حس‪22 2‬ب الطلب لتقّط ع أجس‪22 2‬ادهم وتش‪22 2‬حن إلى‬
‫‪2‬‬
‫المستشفيات لتستخدم فورا في إنقاذ األغنياء‪.‬‬

‫وبالتالي‪ُ ،‬يعتبر استغالل األعضاء البش‪2‬رية لألطف‪2‬ال إح‪2‬دى أك‪2‬ثر الج‪2‬رائم ح‪ّ2‬د ة وعدواني‪2‬ة في‬
‫ع ‪22‬الم الي ‪22‬وم‪ ،‬إذ تش ‪22‬ير اإلحصائيات أّن ش ‪22‬بكات التج ‪22‬ارة باألعض ‪22‬اء البش ‪22‬رية تقض ‪22‬ي س ‪22‬نويا على‬

‫أرواح آالف األطف‪22 2‬ال س‪22 2‬واء بالقت‪22 2‬ل العم‪22 2‬د أو العملي‪22 2‬ات الجراحي‪22 2‬ة ل‪22 2‬نزع بعض أعض‪22 2‬ائهم‪ ،‬وأّن‬
‫االستغالل ال يقتصر على األعض‪2‬اء المنزوع‪2‬ة من جس‪2‬د الطف‪2‬ل فحس‪2‬ب‪ ،‬ب‪2‬ل أّن البقاي‪2‬ا أيض‪2‬ا تب‪2‬اع‬
‫إلى ش ‪22‬ركات األدوي ‪22‬ة ال ‪22‬تي تس ‪22‬تخدمها في تصنيع بعض مستحض ‪22‬رات التجمي ‪22‬ل والمستحض ‪22‬رات‬
‫‪3‬‬
‫الدوائية مرتفعة الثمن‪.‬‬

‫‪ -3‬استغالل األطفال في التسول‪:‬‬

‫تع‪ّ2 2‬د ظ ‪22‬اهرة التس ‪22‬ول باألطف ‪22‬ال من أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال عمال ‪22‬ة األطف ‪22‬ال‪ ،‬ومن أخط ‪22‬ر الس ‪22‬لوكيات‬
‫الماّس ة بكرامة الطفل نفسه والمجتمع ككل‪ ،‬لما له‪2‬ا من انتهاك‪2‬ات لحق‪2‬وق الطف‪2‬ل‪ ،‬س‪2‬واء أك‪2‬ان ذل‪2‬ك‬
‫حقه في الراحة أو التعليم أو الصّح ة والرعاي‪2‬ة‪ ،‬ويش‪2‬هد الع‪2‬الم الي‪2‬وم ح‪2‬االت ع‪ّ2‬د ة الس‪2‬تغالل الطف‪2‬ل‬
‫في التسول بسبب الحروب والفقر والبطالة والتفكك األسري‪ ،‬ب‪2‬ل أن أك‪2‬ثر الممارس‪2‬ين للتس‪2‬ول هم‬
‫األطفال‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.82‬‬


‫‪ -2‬أس‪22‬امة غ‪22‬ربي‪" ،‬اإلتج‪22‬ار باألعض‪22‬اء البش‪22‬رية"‪ ،‬مجل‪22‬ة دراس‪22‬ات وأبح‪22‬اث‪ ،‬المجل‪22‬د ‪ ،03‬الع‪22‬دد ‪ ،05‬ديس‪22‬مبر ‪ ،2011‬جامع‪22‬ة محم‪22‬د‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬ص‪.181‬‬
‫‪ -3‬سارة طالب السهيل‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫ويع ‪ّ2‬ر ف التس‪22‬ول اصطالحا بأّن ه‪" :‬الوق‪22‬وف في الط‪22‬رق العاّم ة وطلب المس‪22‬اعدة الماّد ي‪22‬ة من‬
‫الم‪22‬اّر ة أو من المح‪22‬ال أو األم‪22‬اكن العمومي‪22‬ة أو اإلّد ع‪22‬اء أو التظ‪22‬اهر ب‪22‬أداء الخدم‪22‬ة لغ‪22‬يره أو القي‪22‬ام‬
‫بعم‪22‬ل من األعم‪22‬ال ال‪22‬تي تتخ‪22‬ذ ش‪22‬عارا إلخف‪22‬اء التس‪22‬ول‪ ،‬أو الم‪22‬بيت في الطرق‪22‬ات وبج‪22‬وار المس‪22‬اجد‬
‫والمن ‪22‬ازل‪ ،‬وك ‪22‬ذلك اس ‪22‬تغالل اإلصابات ب ‪22‬الجروح أو العاه ‪22‬ات أو اس ‪22‬تعمال أي وس ‪22‬يلة أخ ‪22‬رى من‬
‫‪1‬‬
‫وسائل الغش الكتساب عطف الجمهور"‪.‬‬

‫فيعّد من أعمال التسول إذا؛ عرض سلع تافهة أو القيام بألعاب بهلوانية أو غير ذلك مّم ا ال‬
‫يصلح موردا للعيش‪ ،‬فأي عم‪2‬ل يأتي‪2‬ه صاحبه وال يعت‪2‬بر م‪2‬وردا حقيقي‪2‬ا للكس‪2‬ب ويتخ‪2‬ذ من‪2‬ه وس‪2‬يلة‬
‫ل‪22‬ه يعت‪22‬بر من قبي‪22‬ل التس‪22‬ول‪ ،‬وذل‪22‬ك مث‪22‬ل تطوي‪22‬ق الس‪22‬يارات في إش‪22‬ارات الم‪22‬رور أو القي‪22‬ام بأعم‪22‬ال‬
‫‪2‬‬
‫الشعوذة وحمل المباخر والطواف بها على المحالت العاّم ة والمساجد‪.‬‬

‫أّم ا التسول باألطفال؛ فالمقصود ب‪22‬ه قي‪22‬ام الطف‪22‬ل باالس‪22‬تجداء أو الس‪22‬ؤال أو طلب الصدقة من‬
‫الغ ‪22‬ير ب ‪22‬دون مقاب ‪22‬ل‪ ،‬أو بمقاب ‪22‬ل تاف ‪22‬ه لم يطلب ‪22‬ه الغ ‪22‬ير‪ ،‬حيث يوض ‪22‬ع األطف ‪22‬ال ض ‪22‬حايا اإلتج ‪22‬ار في‬
‫أماكن عاّم ة مع تهيئتهم في هيئة تثير الشفقة كقطع أطرافهم أو تشويه أجسادهم حقيقة أو بالخداع‬
‫وإ لباس ‪22 2‬هم أردى الثي ‪22 2‬اب‪ ،‬ليق ‪22 2‬وم منظم ه ‪22 2‬ذه األعم ‪22 2‬ال باالس ‪22 2‬تيالء على م ‪22 2‬ا جمع ‪22 2‬وه من تبرع ‪22 2‬ات‬
‫‪3‬‬
‫وهبات‪.‬‬

‫ويك ‪22‬ثر تواج ‪22‬د المتس ‪ّ2‬و لين األطف ‪22‬ال ح ‪22‬ول أم ‪22‬اكن العب ‪22‬ادة مس ‪22‬تغلين خش ‪22‬وع المؤم ‪22‬نين‪ ،‬إلث ‪22‬ارة‬
‫الش‪22‬فقة في نفوس‪22‬هم ع‪22‬بر إطالق عب‪22‬ارات التحّنن واإليم‪22‬ان‪ ،‬فحس‪22‬ب م‪22‬ا تش‪22‬ير إلي‪22‬ه بعض التق‪22‬ارير‪،‬‬
‫فإن مجموعة من دول شرق آسيا تقوم بنقل األطفال في موس‪22‬م الحج إلى الس‪22‬عودية‪ ،‬أين يج‪22‬برون‬
‫على التس‪22‬ول م‪22‬ع الجماع‪22‬ات الُم ختّص ة في ه‪22‬ذا المج‪22‬ال‪ ،‬ونفس الش‪22‬يء بالنس‪22‬بة لألطف‪22‬ال اليمن‪22‬يين‪،‬‬

‫‪ -1‬عب ‪22‬د العزي ‪22‬ز بن اب ‪22‬راهيم بن ناصر الف ‪22‬ايز‪ ،‬األبع ‪22‬اد األمني ‪22‬ة لظ ‪22‬اهرة التس ‪22‬ول في المجتم ‪22‬ع الس ‪22‬عودي‪ :‬دراس ‪22‬ة مس ‪22‬حية بمدين ‪22‬ة‬
‫الرياض‪ ،‬بحث مقدم استكماال لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في العلوم الشرطية‪ ،‬تخصص التحقيق والبحث الجن‪2‬ائي‪،‬‬
‫جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬قسم العلوم الشرطية‪ ،‬الرياض‪ ،2004 ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -2‬صالح رزق عبد الغفار يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.249‬‬
‫‪ - 3‬محمد فتحي عيد‪ ،‬التعاون الدولي لمكافحة اإلتجار باألطفال عبر الحدود الدولية‪ ،‬آليات التنفيذ وبروتوك‪22‬والت التع‪22‬اون‪ ،‬جامع‪22‬ة‬
‫نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،2006 ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪46‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫كم ‪22‬ا ق ‪22‬د يرتب ‪22‬ط التس ‪22‬ول بج ‪22‬رائم أخ ‪22‬رى تتخفى وراء جريم ‪22‬ة التس ‪22‬ول كقي ‪22‬ام الفتي ‪22‬ات بالتس ‪22‬ول في‬
‫‪1‬‬
‫الشوارع وممارسة الدعارة؛ فالتسول هنا إما مهنة مصاحبة أو هو غطاء للدعارة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الممارسات الشبيهة بالرق‬

‫تفّنن اإلنس‪22 2‬ان في اس‪22 2‬تغالل أخي‪22 2‬ه اإلنس‪22 2‬ان بكث‪22 2‬ير من الممارس‪22 2‬ات والمع‪22 2‬امالت وليس أم‪22 2‬ام‬
‫عينيه إال ما يع‪2‬ود علي‪2‬ه ه‪2‬و ب‪2‬النفع‪ ،‬ول‪2‬ذلك فق‪2‬د اعت‪2‬برت اإلتفاقي‪2‬ة رقم ‪ 182‬لس‪2‬نة ‪ 1999‬الخاّص ة‬
‫بحظر أسوأ أشكال عم‪2‬ل األطف‪2‬ال واإلج‪2‬راءات الفوري‪2‬ة للقض‪2‬اء عليه‪2‬ا الممارس‪2‬ات الش‪2‬بيهة ب‪2‬الرق‬
‫من صور أسوأ أشكال عمل األطفال‪ ،‬كما صّن فتها اإلتفاقية التكميلية إلبطال الرق وتجارة الرقيق‬
‫واألعراف والممارسات الشبيهة بالرق ضمن الجرائم التي تعاقب عليها قوانين ال‪22‬دول األط‪22‬راف‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وحّد دتها ووّس عت مجالها لتشمل جميع الممارسات التي تكون غايتها استعباد اإلنسان‪.‬‬

‫ويقصد بالممارس‪22 2‬ات الش‪22 2‬بيهة ب‪22 2‬الرق؛ تل‪22 2‬ك الممارس‪22 2‬ات ال‪22 2‬تي تتض‪22 2‬من في فحواه‪22 2‬ا وض‪22 2‬ع‬
‫الش‪22 2‬خص في حال‪22 2‬ة مماثل‪22 2‬ة لالس‪22 2‬ترقاق أو العبودي‪22 2‬ة‪ ،‬أي‪22 2‬ا ك‪22 2‬انت صورتها وأنماطه‪22 2‬ا والوس‪22 2‬ائل‬
‫المس ‪22‬تخدمة به ‪22‬ا وبصرف النظ ‪22‬ر عن مك ‪22‬ان ارتكابه ‪22‬ا‪ ،‬وتتض ‪22‬من بعض المواثي ‪22‬ق الدولي ‪22‬ة مع ‪22‬ايير‬
‫توجيهي ‪22‬ة للتع ‪22‬رف على الممارس ‪22‬ات الش ‪22‬بيهة باالس ‪22‬ترقاق‪ ،‬وال ‪22‬تي تش ‪22‬مل الملكي ‪22‬ة بحكم الق ‪22‬انون أو‬
‫بحكم الواق‪22‬ع الفعلي‪ ،‬والقي‪22‬ود على حري‪22‬ة التنق‪22‬ل‪ ،‬والقي‪22‬ود على الحري‪22‬ة في اختي‪22‬ار العم‪22‬ل‪ ،‬والقي‪22‬ود‬
‫على التصرف في المتعلق‪22 2‬ات الشخصية أو التخلص منه‪22 2‬ا‪ ،‬وأوض‪22 2‬اع المعيش‪22 2‬ة غ‪22 2‬ير المالئم‪22 2‬ة‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫وفرض العمل اإلجباري سواء أكان بمقابل أو بغير مقابل‪.‬‬

‫‪ -1‬بسام عاطف المهتار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬


‫‪ - 2‬خديجة جعفر‪ ،‬جرائم اإلتجار بالبشر في القانون الدولي‪ ،‬أطروحة مقّد مة لنيل ش‪2‬هادة ال‪2‬دكتوراه في العل‪2‬وم‪ ،‬ف‪2‬رع ق‪2‬انون دولي‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الجياللي اليابس‪ ،‬سيدي بلعباس‪ ،‬الجزائر‪ ،2019 ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ -3‬هشام عبد العزيز مب‪2‬ارك‪ ،‬االتج‪2‬ار بين الواق‪2‬ع والق‪2‬انون‪ ،‬مرك‪2‬ز اإلعالم األم‪2‬ني‪ ،‬مملك‪2‬ة البح‪2‬رين وزارة الداخلي‪2‬ة‪ ،‬على الموق‪2‬ع‬
‫التالي‪ https://bit.ly/3mZSWbq :‬تاريخ اإلطالع ‪.22/03/2022‬‬

‫‪47‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫كم‪22‬ا ع ‪ّ2‬ر ف الفري‪22‬ق العام‪22‬ل المع‪22‬ني باالتج‪22‬ار باألش‪22‬خاص الممارس‪22‬ات الش‪22‬بيهة ب‪22‬الرق‪ ،‬بأّنه‪22‬ا‬
‫"االس ‪22‬تغالل االقتصادي لش ‪22‬خص آخ ‪22‬ر على أس ‪22‬اس عالق ‪22‬ة التبعي ‪22‬ة الفعلي ‪22‬ة‪ ،‬أو اإلك ‪22‬راه الفعلي م ‪22‬ع‬
‫اق ‪22‬تران ذل ‪22‬ك بحرم ‪22‬ان خط ‪22‬ير وش ‪22‬ديد من الحق ‪22‬وق المدني ‪22‬ة األساس ‪22‬ية للش ‪22‬خص‪ ،‬وتش ‪22‬مل االس ‪22‬تعباد‬
‫‪1‬‬
‫بالّد ين‪ ،‬والقنانة‪ ،‬والزواج القسري وزواج الخضوع‪ ،‬واستغالل األطفال والمراهقين‪".‬‬

‫ف ‪22‬الفرد إذا ُأك ‪22‬ره على العم ‪22‬ل تحت التهدي ‪22‬د ب ‪22‬العنف أو بعقوب ‪22‬ات أخ ‪22‬رى ف ‪22‬إّن حريت ‪22‬ه تك ‪22‬ون‬
‫محدودة وتمارس عليه سلطة من سلطات حق الملكية‪ ،‬ففي بعض الحاالت يعد العمل القس‪22‬ري أو‬
‫الّس خرة شكال من أش‪2‬كال االس‪2‬ترقاق‪ ،‬وليس فق‪2‬ط إح‪2‬دى الممارس‪2‬ات الش‪2‬بيهة ب‪2‬الرق؛ فه‪2‬ذه األفع‪2‬ال‬
‫وإ ن لم تتطابق مع المعنى الض‪2‬يق لل‪2‬رق والعبودي‪2‬ة‪ ،‬إاّل أنه‪2‬ا تح‪2‬ط من كرام‪2‬ة اإلنس‪2‬ان وتق‪2‬وم على‬
‫اس‪22 2 2‬تغالله ب‪22 2 2‬دنيا أو ماّد ي‪22 2 2‬ا‪ ،‬م‪22 2 2‬ع حرمان‪22 2 2‬ه من حري‪22 2 2‬ة اختي‪22 2 2‬ار أو تغي‪22 2 2‬ير وض‪22 2 2‬عه اإلقتصادي أو‬
‫‪2‬‬
‫اإلجتماعي‪ ،‬أو حرمانه من حرية التنقل في بعض الحاالت‪.‬‬

‫وبحسب نص الم‪2‬اّد ة األولى من اإلتفاقي‪2‬ة التكميلي‪2‬ة إلبط‪2‬ال ال‪2‬رق وتج‪2‬ارة الرقي‪2‬ق واألع‪2‬راف‬
‫والممارسات الش‪2‬بيهة ب‪2‬الرق‪ ،‬ف‪2‬إّن الممارس‪2‬ات الش‪2‬بيهة ب‪2‬الرق تش‪2‬مل ك‪2‬ل من إس‪2‬ار ال‪ّ2‬د ين والقنان‪2‬ة‪،‬‬
‫وممارس ‪22‬ات أخ ‪22‬رى تعتبره ‪22‬ا بعض الش ‪22‬عوب ع ‪22‬ادات وتقالي ‪22‬د؛ منه ‪22‬ا‪ -" :‬الوع ‪22‬د ب ‪22‬تزويج ام ‪22‬رأة أو‬
‫تزويجها فعال دون تملك حق الرفض ولقاء بدل مالي أو عيني يدفع ألبويه‪22‬ا أو للوصي عليه‪22‬ا أو‬
‫ألسرتها أو ألي شخص آخر أو أية مجموعة أشخاص أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬منح الزوج أو أسرته أو قبيلته حق التنازل عن زوجته لشخص آخر لقاء ثمن أو عوض‬
‫آخر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬إمكان جعل المرأة لدى وفاة زوجها إرثا ينتقل إلى شخص آخر‪".‬‬

‫‪ -1‬تقرير رقم ‪ ،0988755‬صادر عن الفري‪2‬ق العام‪2‬ل المع‪2‬ني باإلتج‪2‬ار باألش‪2‬خاص‪ ،‬الت‪2‬ابع لألمان‪2‬ة العاّم ة لألمم المتح‪2‬دة‪ ،‬بعن‪2‬وان‬
‫"تحليل المفاهيم األساسية الواردة في بروتوكول اإلتجار باألشخاص"‪ ،‬فيينا‪ 29-27 ،‬يناير ‪ ،2010‬ص‪.10‬‬
‫‪ -2‬أمينة ساّل م‪" ،‬ممارسات الرق المعاصرة في الق‪2‬انون ال‪2‬دولي"‪ ،‬مجّل ة اإلجته‪2‬اد القض‪2‬ائي‪ ،‬الع‪2‬دد‪ ،02‬المجل‪2‬د‪ ،12‬أكت‪2‬وبر ‪،2019‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪ -3‬الم‪22‬اّد ة ‪ 01‬بن‪22‬د "ج" من اإلتفاقي‪22‬ة التكميلي‪22‬ة إلبط‪22‬ال ال‪22‬رق وتج‪22‬ارة الرقي‪22‬ق واألع‪22‬راف والممارس‪22‬ات الش‪22‬بيهة ب‪22‬الرق‪ ،‬اعتم‪22‬دت من‬
‫قبل مؤتمر مفوضين‪ ،‬دعي لالنعقاد بقرار المجلس االقتصادي واالجتماعي ‪( 60‬د‪ )21-‬المؤرخ في ‪ 30‬أفريل ‪ ،1956‬ح‪22‬ررت‬
‫في جنيف في ‪ 7‬سبتمبر ‪ ،1956‬تاريخ بدء النفاد في ‪ 30‬أفريل ‪.1957‬‬

‫‪48‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫وق‪22‬د أض‪22‬افت الم‪22‬اّد ة األولى في البن‪22‬د "د" أي من األع‪22‬راف أو الممارس‪22‬ات ال‪22‬تي تس‪22‬مح ألح‪22‬د‬
‫األب‪22‬وين أو كليهم‪22‬ا أو للوصي‪ ،‬بتس‪22‬ليم طف‪22‬ل أو مراه‪22‬ق دون الثامن‪22‬ة عش‪22‬رة إلى ش‪22‬خص آخ‪22‬ر لق‪22‬اء‬
‫‪1‬‬
‫عوض أو بال عوض قصد استغالل الطفل أو المراهق أو استغالل عمله‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬فقد أضافت هذه اإلتفاقية األعراف التي ال زالت شائعة وتمارس في أصقاع الع‪22‬الم‬
‫من ط‪22 2‬رف بعض ال‪22 2‬دول ال‪22 2‬تي تس‪22 2‬مح ألح‪22 2‬د الوال‪22 2‬دين أو كليهم‪22 2‬ا أو الوصي بتس‪22 2‬ليم طف‪22 2‬ل قصد‬
‫اس‪22‬تغالله أو اس‪22‬تغالل عمل‪22‬ه‪ ،‬فعلى س‪22‬بيل المث‪22‬ال في منطق‪22‬ة جن‪22‬وب آس‪22‬يا وتحدي‪22‬دا الهن‪22‬د وباكس‪22‬تان‬
‫حيث ينتش ‪22‬ر الفق ‪22‬ر الطبقي‪ ،‬وفي تح‪ّ2 2‬د للق ‪22‬وانين ال ‪22‬تي تح ‪22‬رم ممارس ‪22‬ته‪ ،‬يق ‪22‬ع األطف ‪22‬ال تحت طائل ‪22‬ة‬
‫عبء قاس حينما يحصل آب‪2‬اؤهم على ق‪2‬روض ض‪2‬ئيلة لق‪2‬اء تس‪2‬ليم أو بي‪2‬ع طف‪2‬ل لصاحب معم‪2‬ل أو‬
‫مزرع‪22‬ة وف‪22‬اء لل‪22‬ديون‪ ،‬ون‪22‬ادرا م‪22‬ا ينجح ه‪22‬ؤالء األطف‪22‬ال في س‪22‬داد دي‪22‬ون آب‪22‬ائهم ح‪22‬تى بع‪22‬د م‪22‬رور‬
‫عشرة أو اثني عشرة س‪2‬نة‪ ،‬ب‪2‬ل إّنهم يس‪2‬تمرون في نق‪2‬ل عبء العبودي‪2‬ة إلى إخ‪2‬وتهم األصغر منهم‬
‫‪2‬‬
‫سّنا أو حّتى إلى أبنائهم‪.‬‬

‫فالطف‪22 2‬ل إذا‪ُ ،‬ع رض‪22 2‬ة لجمي‪22 2‬ع أش‪22 2‬كال الممارس‪22 2‬ات الش‪22 2‬بيهة ب‪22 2‬الرق الم‪22 2‬ذكورة في االتفاقي‪22 2‬ة‬
‫التكميلي‪22 2‬ة إلبط‪22 2‬ال ال‪22 2‬رق وتج‪22 2‬ارة الرقي‪22 2‬ق واألع‪22 2‬راف والممارس‪22 2‬ات الش‪22 2‬بيهة ب‪22 2‬الرق لع‪22 2‬ام ‪1956‬‬
‫والمتمثل‪22‬ة في‪ :‬إس‪22‬ار ال‪ّ2‬د ين‪ ،‬القنان‪22‬ة‪ ،‬االس‪22‬تغالل في العم‪22‬ل القس‪22‬ري أو اإلجب‪22‬اري‪ ،‬االس‪22‬تغالل أثن‪22‬اء‬
‫النزاعات المسّلحة‪.‬‬

‫‪ -1‬إسار الّد ين لألطفال‪:‬‬

‫يعّد إسار الّد ين صورة من صور الممارسات الشبيهة ب‪22‬الرق‪ ،‬وق‪2‬د ق‪2‬امت اإلتفاقي‪22‬ة الم‪22‬ذكورة‬
‫أعاله بتعريفه وتحديد مضمونه في نص الماّد ة األولى كما يلي‪ ":‬هو الحال أو الوضع الّن اجم عن‬
‫ارته‪22‬ان م‪22‬دين بتق‪22‬ديم خدمات‪22‬ه الشخصية أو خ‪22‬دمات ش‪22‬خص ت‪22‬ابع ل‪22‬ه ض‪22‬ماًنا ل‪22‬دين علي‪22‬ه‪ ،‬إذا ك‪22‬انت‬

‫‪ -1‬الماّد ة ‪ 01‬بند "د" من نفس اإلتفاقية‪.‬‬


‫‪ -2‬بشرى سلمان حسين العبيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.272-271‬‬

‫‪49‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫القيم ‪22‬ة المض ‪22‬افة له ‪22‬ذه الخ ‪22‬دمات ال تس ‪22‬تخدم لتصفية ه ‪22‬ذا ال‪ّ2 2‬د ين أو لم تكن م‪ّ2 2‬د ة ه ‪22‬ذه الخ ‪22‬دمات أو‬
‫‪1‬‬
‫طبيعتها محّد دة"‪.‬‬

‫فإلسار الدين صورتان‪ :‬تتمث‪2‬ل األولى في رهن أح‪2‬د األش‪2‬خاص شخصا آخ‪2‬را تابع‪2‬ا ل‪2‬ه ل‪2‬دى‬
‫الغ‪22‬ير ض‪22‬مانا ل‪22‬دين علي‪22‬ه‪ ،‬وه‪22‬ذا م‪22‬ا ي‪22‬دل على ممارس‪22‬ة إح‪22‬دى س‪22‬لطات ح‪22‬ق الملكي‪22‬ة‪ ،‬أّم ا الصورة‬
‫الثاني‪22‬ة فتتجّس د في وض‪22‬ع ش‪22‬خص خدمات‪22‬ه الشخصية تحت تصرف الغ‪22‬ير‪ ،‬س‪22‬دادا ل‪22‬دين في ذمت‪22‬ه‪،‬‬
‫فالش‪2‬خص هن‪2‬ا يصبح أس‪2‬يرا ل‪2‬دين ت‪2‬رتب في ذّم ت‪2‬ه‪ ،‬فيح‪2‬اول الخالص من‪2‬ه من خالل تق‪2‬ديم خدمات‪2‬ه‬
‫الشخصية إلى دائن ‪22‬ه‪ ،‬فاألصل أّن ه ال يج ‪22‬وز إجب ‪22‬ار الش ‪22‬خص بالقي ‪22‬ام بعم ‪22‬ل لق ‪22‬اء دين عج ‪22‬ز عن‬
‫‪2‬‬
‫سداده؛ وهذا ال يعد ممارسة لسلطات حق الملكية لكنه يشكل صورة شبيهة للّر ق‪.‬‬

‫أّم ا في الح ‪22‬االت ال ‪22‬تي يتف ‪22‬ق فيه ‪22‬ا الم ‪22‬دين م ‪22‬ع ال ‪22‬دائن على أن يق ‪22‬وم األول بتق ‪22‬ديم بعض من‬
‫خدمات‪22‬ه الشخصية إلى الث‪22‬اني عوض‪22‬ا عن ال‪22‬دين ال‪22‬ذي ت‪22‬رتب في ذمت‪22‬ه‪ ،‬ف‪22‬إّن ه‪22‬ذا اإلتف‪22‬اق ال يعت‪22‬بر‬
‫ممارسة شبيهة بالرق ما دام أّنه رضائي وتّم بين بالغين‪ ،‬وبشرط تحدي‪2‬د مقاب‪2‬ل منصف للخ‪2‬دمات‬
‫‪3‬‬
‫المقّد مة وتحديد طبيعة هذه األعمال ومّد ة تقديمها‪.‬‬

‫أّم ا بخصوص األطف‪22‬ال‪ ،‬فق‪22‬د ُع رفت عملي‪22‬ة إس‪22‬ار ال ‪ّ2‬د ين لألطف‪22‬ال في مختل‪22‬ف أنح‪22‬اء الع‪22‬الم‪،‬‬
‫ليس فق‪22‬ط في جن‪22‬وب آس‪22‬يا األك‪22‬ثر ارتباط‪22‬ا به‪22‬ذا الن‪22‬وع من العم‪22‬ل‪ ،‬ب‪22‬ل أيض‪22‬ا في أمريك‪22‬ا الالتيني‪22‬ة‬
‫وإ فريقي ‪22‬ا وجن ‪22‬وب ش ‪22‬رق آس ‪22‬يا‪ ،‬ويرتب ‪22‬ط إس ‪22‬ار ال ‪22‬دين ارتباط ‪22‬ا متزاي ‪22‬دا باألصناف األخ ‪22‬رى ألس ‪22‬وأ‬
‫أش ‪22‬كال العم ‪22‬ل؛ حيث يوض ‪22‬ع األطف ‪22‬ال تحت رحم ‪22‬ة مال ‪22‬ك األرض أو المتعاق ‪22‬د أو مق ‪22‬رض الم ‪22‬ال‪،‬‬
‫ويتعّر ضون نتيجة ذلك لالستغالل في ممارسة مختلف أنواع األنشطة‪ ،‬فتكون الغلبة مثال للفتي‪22‬ات‬
‫‪4‬‬
‫في العمل المنزلي‪ ،‬ويكون مجال األوالد هو التجنيد الجبري للنزاعات المسّلحة‪.‬‬

‫‪ -1‬الماّد ة ‪ 01‬بند "أ" من اإلتفاقية التكميلية إلبطال الرق وتجارة الرقيق واألعراف والممارسات الشبيهة بالّر ق‪.‬‬
‫‪ - 2‬محمد نواف الفواعرة‪" ،‬الرق في ثوبه الجديد ما بين التحريم الدولي والتج‪2‬ريم الوط‪2‬ني‪ :‬دراس‪2‬ة مقارن‪2‬ة"‪ ،‬مجل‪2‬ة دراس‪2‬ات عل‪2‬وم‬
‫الشريعة والقانون‪ ،‬المجّلد ‪ ،42‬العدد‪ ،2015 ،03‬الجامعة األردنية‪ ،‬ص‪.1170‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.1170‬‬
‫‪ -4‬الضاوية كيرواني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬

‫‪50‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫وع‪22‬ادة م‪22‬ا يق‪22‬ع الطف‪22‬ل في إس‪22‬ار ال ‪ّ2‬د ين بانتق‪22‬ال ال ‪ّ2‬د ين من األب إلى أبنائ‪22‬ه‪ ،‬حيث تك‪22‬ون فوائ‪22‬د‬
‫الّد ين عالية‪ ،‬ويكون سدادها لهذا السبب في حياة الم‪22‬دين متع‪ّ2‬ذ را‪ ،‬فينتق‪22‬ل ال‪ّ2‬د ين إلى األطف‪22‬ال ال‪22‬ذين‬
‫يعملون لصالح الّد ائن أو لصالح م‪2‬الكي األراض‪2‬ي بغي‪2‬ة دف‪2‬ع ال‪2‬دين ال‪2‬ذي ك‪2‬ان مس‪2‬تحقا بذّم ة األب‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫أو أحد أفراد العائلة اآلخرين في بعض الحاالت‪.‬‬

‫‪ -2‬قنانة األطفال‪:‬‬

‫عّر فته‪22‬ا اإلتفاقي‪22‬ة الس‪22‬الفة ال‪22‬ذكر بأّنه‪22‬ا‪" :‬ح‪22‬ال أو وض‪22‬ع ش‪22‬خص مل‪22‬زم ب‪22‬الُعرف أو الق‪22‬انون أو‬
‫عن طري ‪22‬ق اإلتف ‪22‬اق ب ‪22‬أن يعيش ويعم ‪22‬ل على أرض ش ‪22‬خص آخ ‪22‬ر‪ ،‬وأن يق ‪ّ2‬د م خ ‪22‬دمات معين ‪22‬ة له ‪22‬ذا‬
‫‪2‬‬
‫الشخص بعوض أو بال عوض ودون أن يملك حرّية تغيير وضعه‪".‬‬

‫وُيطل‪22‬ق على ه‪22‬ذا الن‪22‬وع من الممارس‪22‬ات أيض‪22‬ا تس‪22‬مية "رقي‪22‬ق األرض"‪ ،‬وق‪22‬د ارتب‪22‬ط تاريخي‪22‬ا‬
‫باإلقطاعية‪ ،‬وله بحس‪2‬ب التعري‪2‬ف الم‪2‬ذكور أعاله صورتان تقترب‪2‬ان من مفه‪2‬وم العم‪2‬ل القس‪2‬ري أو‬
‫الج‪22‬بري‪ :3‬تتمث‪22‬ل الصورة األولى في الحال‪22‬ة ال‪22‬تي يعيش فيه‪22‬ا الف‪22‬رد على أرض الغ‪22‬ير ويعم‪22‬ل به‪22‬ا‬
‫لقاء عوض‪ ،‬أو بدل يحصل عليه من المالك‪ ،‬لكن ال يمل‪2‬ك الش‪2‬خص إنه‪2‬اء ه‪2‬ذه العالق‪2‬ة التعاقدي‪2‬ة‪،‬‬
‫فالش ‪22‬خص مل ‪22‬زم بالبق ‪22‬اء والعم ‪22‬ل ل ‪22‬دى مال ‪22‬ك األرض‪ .‬أّم ا الصورة الثاني ‪22‬ة فتك ‪22‬ون عن ‪22‬دما يل ‪22‬تزم‬
‫الش‪22‬خص ب‪22‬العيش والعم‪22‬ل في قطع‪22‬ة أرض مقاب‪22‬ل خدم‪22‬ة أو ع‪22‬وض يقّد م‪22‬ه لمال‪22‬ك األرض وبش‪22‬كل‬
‫دوري‪ ،‬بحيث أّن العام‪22‬ل ال يعت‪22‬بر مال‪22‬ك لألرض فه‪22‬و مس‪22‬تأجر له‪22‬ا لكن بعق‪22‬د دائم‪ ،‬مقاب‪22‬ل حّص ة‬
‫‪4‬‬
‫ثابتة للمالك من نتاج األرض وعلى مر السنين‪ ،‬ال تتغير سواء كان عطاء األرض جيد أم ال‪.‬‬

‫‪ -1‬محم‪22‬د يوس‪22‬ف عل‪22‬وان ومحم‪22‬د خلي‪22‬ل الموس‪22‬ى‪ ،‬الق‪22‬انون ال‪22‬دولي لحق‪22‬وق االنس‪22‬ان‪ ،‬الحق‪22‬وق المحمي‪22‬ة‪ ،‬دار الثقاف‪22‬ة للنش‪22‬ر والتوزي‪22‬ع‪،‬‬
‫األردن‪ ،2009 ،‬ج‪ ،2‬ص‪.552‬‬
‫‪ -2‬الماّد ة ‪ 01‬بند "ب" من اإلتفاقية التكميلية إلبطال الرق وتجارة الرقيق واألعراف والممارسات الشبيهة بالرق‪.‬‬
‫‪ -3‬يمّثل العمل القسري أو الجبري صورة أخرى من صور أسوأ أشكال عمل األطفال سيتم تناولها الحقا‪.‬‬
‫‪ -‬محمد نواف الفواعرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1170‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪51‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫وهذه الظاهرة منتشرة في المناطق الريفية‪ ،‬وعادة ما يعمل األطف‪22‬ال لمس‪22‬اعدة ع‪22‬وائلهم على‬
‫تنفي ‪22‬ذ اإللتزام ‪22‬ات المترتب ‪22‬ة ب ‪22‬ذّم تها‪ ،‬ففي باكس ‪22‬تان مثال يع ‪ّ2‬د من األم ‪22‬ور التقليدي ‪22‬ة أن يق ‪22‬وم األب ‪22‬وان‬
‫‪1‬‬
‫الفقيران بمنح أطفالهم إلى مّالك األراضي األثرياء مقابل العوض أو الخدمة المتفق عليها‪.‬‬

‫من هن‪22‬ا‪ ،‬يمكنن‪22‬ا أن نس‪22‬تخلص أن ك‪22‬ل من إس‪22‬ار ال ‪ّ2‬د ين والقنان‪22‬ة تصّر فان أش‪22‬بهان ب‪22‬الرق‪ ،‬ق‪22‬د‬
‫يقع الطفل ض‪2‬حيتهما‪ ،‬وهم‪2‬ا يقوم‪2‬ان على التبعّي ة‪ ،‬فإس‪2‬ار ال‪ّ2‬د ين ه‪2‬و س‪2‬لوك يق‪2‬وم ب‪2‬ه الم‪2‬دين لتس‪2‬ديد‬
‫قيم‪22‬ة ال‪ّ2‬د ين عن طري‪22‬ق تق‪22‬ديم الخ‪22‬دمات‪ ،‬بينم‪22‬ا القنان‪22‬ة هي تق‪22‬ديم خ‪22‬دمات الّت ابع لمتبوع‪22‬ه بمقاب‪22‬ل أو‬
‫‪2‬‬
‫بالمجان دون أن يكون للتابع إمكانية تغيير وضعه‪.‬‬

‫‪ -3‬استغالل األطفال في العمل القسري أو اإلجباري‪:‬‬

‫نّص ت اإلتفاقي ‪22‬ة رقم ‪ 182‬المتعّلق ‪22‬ة بالقض ‪22‬اء على أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال على العم ‪22‬ل‬
‫القس‪22 2 2‬ري أو اإلجب‪22 2 2‬اري من بين أس‪22 2 2‬وأ أش‪22 2 2‬كال عم‪22 2 2‬ل األطف‪22 2 2‬ال‪ ،‬واعتبرت‪22 2 2‬ه صورة من صور‬
‫الممارس‪22‬ات الش‪22‬بيهة ب‪22‬الرق ال‪22‬واجب القض‪22‬اء عليه‪22‬ا‪ ،‬ويقصد بالعم‪22‬ل القس‪22‬ري أو اإلجب‪22‬اري حس‪22‬ب‬
‫مدلول اإلتفاقية رقم ‪ 29‬المتعلقة بالعمل اإلجباري لس‪2‬نة ‪ 1930‬بأّن ه‪":‬جمي‪2‬ع األعم‪2‬ال أو الخ‪2‬دمات‬
‫ال ‪22‬تي ُتف ‪22‬رض عن ‪22‬وة على أي ش ‪22‬خص تحت التهدي ‪22‬د ب ‪22‬أي عقوب ‪22‬ة‪ ،‬وال ‪22‬تي لم يتط ‪22‬وع ه ‪22‬ذا الش ‪22‬خص‬
‫بأدائه‪22‬ا بمحض اختي‪22‬اره"‪ ،3‬فالعم‪22‬ل القس‪22‬ري أو اإلجب‪22‬اري حس‪22‬ب ه‪22‬ذه اإلتفاقي‪22‬ة يق‪22‬وم على القه‪22‬ر أو‬
‫اإلجبار‪ ،‬إذ ُيفرض على الشخص دون إرادته تحت طائلة التهديد بالعقوبة‪.‬‬

‫‪ -‬بشرى سلمان حسين العبيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.273‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬عب‪22‬د الق‪22‬ادر عثم‪22‬اني‪ ،‬الحماي‪22‬ة الجنائي‪22‬ة للطف‪22‬ل من اإلس‪22‬تغالل االقتصادي‪ :‬دراس‪22‬ة مقارن‪22‬ة‪ ،‬رس‪22‬الة مقدم‪22‬ة الس‪22‬تكمال متطلب‪22‬ات‬ ‫‪2‬‬

‫الحصول على ش‪22‬هادة دكت‪22‬وراه الط‪22‬ور الث‪22‬الث‪ ،‬تخصص ق‪22‬انون جن‪22‬ائي ‪ ،‬قس‪22‬م الحق‪22‬وق‪ ،‬كلي‪22‬ة الحق‪22‬وق والعل‪22‬وم السياس‪22‬ية‪ ،‬جامع‪22‬ة‬
‫أدرار‪ ،2019 ،‬ص‪.117‬‬
‫‪ - 3‬نص الم‪22‬اّد ة ‪ 02‬فق‪22‬رة ‪ 01‬من اإلتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 29‬لس‪22‬نة ‪ ،1930‬المتعّلق‪22‬ة بالعم‪22‬ل الج‪22‬بري أو اإلل‪22‬زامي‪ ،‬اعتم‪22‬دها الم‪22‬ؤتمر الع‪22‬ام‬
‫لمنظمة العمل الدولية يوم ‪ 28‬جوان ‪ ،1930‬في دورت‪2‬ه ‪ ،14‬دخلت ح‪2‬يز الّنف‪2‬اذ في ‪ .01/05/1932‬صادقت عليه‪2‬ا الجزائ‪2‬ر في‬
‫‪ 19‬أكتوبر ‪.1962‬‬

‫‪52‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫ومن أج‪22‬ل وض‪22‬ع تحدي‪22‬د دقي‪22‬ق لمصطلح العم‪22‬ل القس‪22‬ري فق‪22‬د نصت الفق‪22‬رة الثاني‪22‬ة من الم‪22‬ادة‬
‫المذكورة أعاله على استثناءات ال يشملها هذا المصطلح‪ ،1‬كما جاءت اتفاقي‪2‬ة تح‪2‬ريم الس‪2‬خرة رقم‬
‫‪ 105‬التي أقّر تها منظمة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة في ‪ 25‬ج‪2‬وان ‪ 1957‬ب‪22‬إلزام ال‪22‬دول األعض‪22‬اء في منظم‪22‬ة‬
‫العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة في ماّد ته‪22‬ا األولى بحظ‪22‬ر أي ش‪22‬كل من أش‪22‬كال عم‪22‬ل الس‪22‬خرة‪ ،‬أو العم‪22‬ل القس‪22‬ري‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وبعدم اللجوء إليه‪:‬‬

‫أ) كوس ‪22‬يلة لإلك ‪22‬راه‪ ،‬أو التوجي ‪22‬ه السياس ‪22‬ي‪ ،‬أو كعق ‪22‬اب على اعتن ‪22‬اق آراء سياس ‪22‬ية‪ ،‬أو آراء‬
‫تتعارض مذهبيا مع النظام السياسي أو اإلجتماعي القائم‪ ،‬أو على التصريح بهذه اآلراء؛‬

‫ب) أو كأسلوب لحشد اليد العاملة واستخدامها ألغراض التنمية اإلقتصادية؛‬

‫ج) أو كوسيلة لفرض االنضباط على العمل؛‬

‫د) أو كعقاب على المشاركة في إضرابات؛‬

‫ه) أو كوسيلة للتمييز العنصري‪ ،‬أو اإلجتماعي‪ ،‬أو القومي‪ ،‬أو الّد يني‪.‬‬

‫والج‪22 2‬دير بال‪22 2‬ذكر‪ ،‬أّن العم‪22 2‬ل الج‪22 2‬بري أو القس‪22 2‬ري والعم‪22 2‬ل بالس‪22 2‬خرة مف‪22 2‬ردات ذات م‪22 2‬دلول‬
‫متش‪22‬ابه في اإلتفاقي‪22‬ات الدولي‪22‬ة‪ ،‬فاإلتفاقي‪22‬ة الخاّص ة بالعم‪22‬ل الج‪22‬بري لس‪22‬نة ‪ 1930‬لم تف ‪ّ2‬ر ق م‪22‬ا بين‬
‫السخرة والعمل الجبري أو القسري‪ ،‬فكالهما يقصد به تجري‪2‬د الف‪2‬رد من إرادت‪2‬ه الح‪ّ2‬ر ة في اختي‪2‬ار‬
‫عمله‪ ،‬وحرمانه من األجر‪.‬‬

‫لكن في الواق‪22 2‬ع‪ ،‬يوج‪22 2‬د اختالف في المع‪22 2‬نى المقصود لك‪22 2‬ل من العم‪22 2‬ل بالس‪22 2‬خرة والعم‪22 2‬ل‬
‫الجبري أو القسري‪ ،‬ويكمن هذا اإلختالف في المقابل الماّد ي؛ حيث يمثل العم‪2‬ل بالس‪2‬خرة إجب‪2‬ارا‬

‫‪ - 1‬تنص الم‪22‬اّد ة ‪ 02‬فق‪22‬رة ‪ 02‬من اإلتفاقي‪22‬ة المتعّلق‪22‬ة بالعم‪22‬ل الج‪22‬بري أو اإلل‪22‬زامي على بعض اإلس‪22‬تثناءات‪ ،‬خاّص ة فيم‪22‬ا يتعّل ق‬
‫بالخدم‪22‬ة العس‪22‬كرية اإللزامي‪22‬ة ألعم‪22‬ال ذات صبغة عس‪22‬كرية بحت وبالواجب‪22‬ات المدني‪22‬ة الطبيعي‪22‬ة وبأعم‪22‬ال الس‪22‬جناء ال‪22‬ذين أدين‪22‬وا من‬
‫قب‪22‬ل محكم‪22‬ة قانوني‪22‬ة والع‪22‬املين تحت إش‪22‬راف س‪22‬لطة عاّم ة وبأعم‪22‬ال في ح‪22‬االت الط‪22‬وارئ مث‪22‬ل نش‪22‬وب الح‪22‬روب أو وق‪22‬وع ك‪22‬وارث‬
‫أخرى وبخدمات اجتماعية بسيطة‪.‬‬
‫‪ - 2‬الماّد ة ‪ 01‬من اتفاقية تحريم الس‪2‬خرة رقم ‪ ،105‬اعتم‪2‬دها الم‪2‬ؤتمر الع‪2‬ام لمنظم‪2‬ة العم‪2‬ل الدولي‪2‬ة في دورت‪2‬ه األربعين‪ ،‬بت‪2‬اريخ‬
‫‪ 25‬جوان ‪ ،1957‬دخلت حيز الّنفاذ بتاريخ ‪ 17‬جانفي ‪.1959‬‬

‫‪53‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫على عمل ما خالفا لإلرادة الحّر ة للفرد‪ ،‬ودون وجود أي بدل مادي مقابل ذل‪22‬ك‪ ،‬وه‪22‬و م‪22‬ا يختل‪22‬ف‬
‫عن العم‪22‬ل القس‪22‬ري ال‪22‬ذي يش‪22‬مل اإلجب‪22‬ار أيض‪22‬ا‪ ،‬ولكن‪22‬ه ق‪22‬د يش‪22‬مل ك‪22‬ذلك وج‪22‬ود األج‪22‬ر أو المقاب‪22‬ل‬
‫‪1‬‬
‫الماّد ي ولو كان قليال أو غير عادل وال يتناسب مع الجهد المبذول‪.‬‬

‫ه‪22‬ذا‪ ،‬ويتض‪22‬من تعري‪22‬ف منظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة للعم‪22‬ل الج‪22‬بري عنصرين أساس‪22‬يين هم‪22‬ا‪ :‬ك‪22‬ل‬
‫أعم ‪22‬ال أو خ ‪22‬دمات ‪-‬مهم ‪22‬ا ك ‪22‬انت طبيعته ‪22‬ا‪ ،-‬تف ‪22‬رض تحت التهدي ‪22‬د ب ‪22‬أي عقوب ‪22‬ة وال تنّف ذ طوع ‪22‬ا‪،‬‬
‫والتهدي‪22‬د بالعقوب‪22‬ة هن‪22‬ا يمكن أن يتخ‪22‬ذ أش‪22‬كاال مختلف‪22‬ة؛ تعت‪22‬بر أش‪ّ2‬د ها تطّر ف‪22‬ا تل‪22‬ك ال‪22‬تي تنط‪22‬وي على‬
‫عنف أو قيود جس‪2‬دية‪ ،‬ب‪2‬ل على تهدي‪2‬دات ب‪2‬الموت إزاء الض‪2‬حايا أو األق‪2‬ارب‪ ،‬كم‪2‬ا يمكن أن يك‪2‬ون‬
‫التهديد ذو طبيعة نفسية كالتهديدات بإبالغ الشرطة أو سلطات الهج‪2‬رة عن الض‪2‬حايا عن‪2‬دما يك‪2‬ون‬
‫وضع استخدامهم غير قانوني أو الوشاية لدى مسِّني القرية في حالة الفتيات الل‪22‬واتي ُأج‪22‬برن على‬
‫‪2‬‬
‫ممارسة الدعارة في مدن نائية‪.‬‬

‫كم ‪22‬ا ق ‪22‬د تك ‪22‬ون العقوب ‪22‬ات ذات طبيع ‪22‬ة مالي ‪22‬ة‪ ،‬بم ‪22‬ا في ذل ‪22‬ك العقوب ‪22‬ات اإلقتصادية المرتبط ‪22‬ة‬
‫بالديون أو بعدم دفع األجور أو فقدان األجور المترافق بتهديدات بالفصل إذا رفض العم‪2‬ال القي‪2‬ام‬
‫‪3‬‬
‫بساعات عمل إضافية تتعدى نطاق عقدهم‪.‬‬

‫والعمل اإلجباري أو القسري موجود بشكل أو بآخر في جمي‪22‬ع الق‪22‬ارات‪ ،‬وفي جمي‪22‬ع البل‪22‬دان‬
‫تقريب ‪22‬ا‪ ،‬وفي جمي ‪22‬ع اإلقتصادات على أنواعه ‪22‬ا‪ ،‬وثّم ة ح ‪22‬االت يمكن تس ‪22‬ميتها باألش ‪22‬كال التقليدي ‪22‬ة‬
‫للعم‪22‬ل اإلجب‪22‬اري‪ ،‬وتش‪22‬مل نظ‪22‬ام العم‪22‬ل س‪22‬دادا ل‪22‬دين‪ ،‬وعبودي‪22‬ة ال‪ّ2‬د ين الم‪22‬ذكورة س‪22‬ابقا كأح‪22‬د أش‪22‬كال‬
‫الممارسات الشبيهة بالرق‪ ،‬إضافة إلى األشكال المستحدثة من العم‪22‬ل الج‪2‬بري وال‪22‬تي تمس أع‪22‬دادا‬

‫‪ -‬محم‪22‬د ن‪22‬واف الف‪22‬واعرة‪" ،‬العم‪22‬ل القس‪22‬ري م‪22‬ا بين التح‪22‬ريم ال‪22‬دولي والتج‪22‬ريم الوط‪22‬ني"‪ ،‬مجل‪22‬ة المن‪22‬ارة‪ ،‬المجل‪22‬د رقم ‪ ،20‬ع‪22‬دد‪،3‬‬ ‫‪1‬‬

‫مارس ‪ ،2014‬كلية القانون‪ ،‬جامعة آل البيت‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪.380‬‬


‫‪ -‬مؤتمر العمل الدولي‪" ،‬تحالف عالمي لمكافحة العم‪2‬ل الج‪2‬بري"‪ ،‬التقري‪2‬ر الع‪2‬المي بم‪2‬وجب متابع‪2‬ة إعالن منظم‪2‬ة العم‪2‬ل الدولي‪2‬ة‬ ‫‪2‬‬

‫بشأن المبادئ والحقوق األساسية في العمل‪ ،‬صادر عن مكتب العمل الدولي‪ ،‬الدورة ‪ ،93‬جنيف‪ ،2005 ،‬ص‪.05‬‬
‫‪ -‬مؤتمر العمل الدولي‪" ،‬تحالف عالمي لمكافحة العمل الجبري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.05‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪54‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫هائل‪22‬ة من العم‪22‬ال المه‪22‬اجرين‪ ،‬ناهي‪22‬ك عن العم‪22‬ل اإلجب‪22‬اري ال‪22‬ذي تفرض‪22‬ه الدول‪22‬ة ُع ن‪22‬وة ألغ‪22‬راض‬
‫‪1‬‬
‫اقتصادية أو سياسية‪.‬‬

‫مّم ا س‪22‬بق‪ ،‬نس‪22‬تخلص أن اس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال بالعم‪22‬ل اإلجب‪22‬اري‪ 2‬ق‪22‬د يش‪22‬مل البعض من صور‬
‫أسوأ أشكال عمل األطفال‪ ،‬كاإلستغالل الجنس‪2‬ي التج‪2‬اري وعبودي‪22‬ة ال‪ّ2‬د ين والقنان‪22‬ة واس‪2‬تغاللهم في‬
‫التس‪22‬ول ج‪22‬برا واس‪22‬تغاللهم في النزاع‪22‬ات المس‪ّ2‬لحة‪...‬إلخ‪ ،‬ألن ه‪22‬ذه األخ‪22‬يرة في غ‪22‬الب األحي‪22‬ان تتم‬
‫عن طريق إجبار الغير للطفل على العمل تحت التهديد بالعقوبة‪ ،‬وبالتالي تتحقق في ه‪22‬ذه األن‪22‬واع‬
‫من عمالة األطفال عناصر تعريف العمل اإلجب‪2‬اري الم‪2‬ذكورة في الم‪2‬اّد ة الثاني‪2‬ة من اتفاقي‪2‬ة العم‪2‬ل‬
‫اإلجباري المذكورة أعاله‪.‬‬

‫ه‪22‬ذا‪ ،‬وق‪22‬د يق‪22‬ع األطف‪22‬ال ض‪22‬حية العم‪22‬ل الج‪22‬بري المف‪22‬روض من الدول‪22‬ة‪ ،‬ومث‪22‬ال ذل‪22‬ك م‪22‬ا ه‪22‬و‬
‫معمول ب‪2‬ه في بعض بل‪2‬دان آس‪2‬يا الوس‪2‬طى‪ ،‬وهي من رواس‪2‬ب الممارس‪2‬ات ال‪2‬تي ك‪2‬انت منتش‪2‬رة في‬
‫عه‪22 2‬د اإلتح‪22 2‬اد الس‪22 2‬وفياتي‪ ،‬حيث ك‪22 2‬ان العم‪22 2‬ل الج‪22 2‬بري في صناعة القطن يتن‪22 2‬اول عموم‪22 2‬ا النس‪22 2‬اء‬
‫واألطف‪22‬ال والطالب الش‪22‬باب‪ ،‬وك‪22‬انت ه‪22‬ذه الفئ‪22‬ات تنق‪22‬ل أثن‪22‬اء مواس‪22‬م الب‪22‬ذار والحصاد إلى حق‪22‬ول‬
‫القطن وتج‪2‬بر على العم‪2‬ل لق‪2‬اء أج‪2‬ر زهي‪2‬د أو بال أج‪2‬ر‪ ،‬ويم‪2‬ارس اإلك‪2‬راه من خالل عقوب‪2‬ات منه‪2‬ا‬
‫التهديد بفصل الطالب من الجامعات أما األطفال األصغر سنا فيشاركون في هذا العمل اإللزامي‬
‫‪3‬‬
‫كجزء من المناهج في مدارسهم‪.‬‬

‫‪ )4‬استغالل األطفال أثناء النزاعات المسلحة‬

‫‪ -‬مؤتمر العمل الدولي‪" ،‬تحالف عالمي لمكافحة العمل الجبري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.01‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 2‬بحس‪22‬ب التقري‪22‬ر الصادر عن مكتب العم‪22‬ل ال‪22‬دولي ف‪22‬إّن هن‪22‬اك ‪ 5.7‬ملي‪22‬ون طف‪22‬ل يش‪22‬اركون في العم‪22‬ل الج‪22‬بري والعم‪22‬ل س‪22‬دادا‬
‫لدين‪ ،‬بم‪2‬ا يمث‪2‬ل ‪ ٪50‬من مجم‪2‬وع الض‪2‬حايا‪ ،‬حيث تش‪2‬كل النس‪2‬اء والفتي‪2‬ات نس‪2‬بة ‪ ٪56‬من ض‪2‬حايا العم‪2‬ل القس‪2‬ري‪ ،‬في حين يش‪2‬كل‬
‫الرج‪22‬ال والفتي‪22‬ان نس‪22‬بة ‪ ،٪44‬وفيم‪22‬ا يتعّل ق باإلس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي التج‪22‬اري الج‪22‬بري ف‪22‬إّن النس‪22‬اء والفتي‪22‬ات يش‪22‬كلن األغلبي‪22‬ة الس‪22‬احقة‬
‫بنسبة ‪.٪98‬‬
‫أنظر‪ :‬مكتب العمل الدولي‪" ،‬تحالف عالمي لمكافحة العمل الجبري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ - 3‬مؤتمر العمل الدولي‪" ،‬تحالف عالمي لمكافحة العمل الجبري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.24‬‬

‫‪55‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫ُع رفت ظ ‪22‬اهرة اس ‪22‬تغالل األطف ‪22‬ال في النزاع ‪22‬ات المس ‪22‬لحة من ‪22‬ذ الق ‪22‬ديم‪ ،‬فهي مرتبط ‪22‬ة بفك ‪22‬رة‬
‫الحرب‪ ،‬إاّل أّن هذه الظاهرة أخذت منح‪2‬ا خط‪2‬يرا ج‪2‬دا من‪2‬ذ بداي‪2‬ة تس‪2‬عينات الق‪2‬رن الماض‪2‬ي وتفّش ي‬
‫الّنزاعات المسلحة الدولية والّد اخلية‪ ،1‬إاّل أن المتفق عليه أّن ظاهرة تجني‪2‬د األطف‪2‬ال في النزاع‪2‬ات‬
‫‪2‬‬
‫تشكل تهديدا حقيقيا لمستقبل هؤالء األطفال وتؤّثر سلبا على مستقبل المجتمعات‪.‬‬

‫وم ‪22‬ع تزاي ‪22‬د ظ ‪22‬اهرة مش ‪22‬اركة األطف ‪22‬ال في النزاع ‪22‬ات المس ‪22‬لحة‪ ،‬ق ‪ّ2‬ر ر م ‪22‬ؤتمر العم ‪22‬ل ال ‪22‬دولي‬
‫إدراج هذه الممارس‪2‬ة في فئ‪2‬ة أس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪2‬ل األطف‪2‬ال‪ ،‬فهم يش‪2‬اركون في األعم‪2‬ال العدائي‪2‬ة في‬
‫أنحاء عديدة من الع‪22‬الم‪ ،‬ويجّن دون في الق‪22‬وات المس‪ّ2‬لحة‪ ،‬كم‪22‬ا أّن بعض الحكوم‪22‬ات والكيان‪22‬ات غ‪22‬ير‬
‫الحكومية المسّلحة تشجع وأحيانا ُتجبر األطفال على المشاركة في األعمال الِع دائي‪22‬ة‪ ،‬كم‪22‬ا أنهم ق‪22‬د‬
‫ُي دفعون إلى اإلش‪22‬تراك في األعم‪22‬ال الِع دائي‪22‬ة بس‪22‬بب ع‪22‬دم وج‪22‬ود وس‪22‬ائل أخ‪22‬رى لتلبي‪22‬ة احتياج‪22‬اتهم‬
‫األساسية من الغذاء والملبس والم‪2‬أوى‪ ،‬حيث أصبحوا يحمل‪2‬ون الس‪2‬الح ويلعب‪2‬ون دورا إيجابي‪2‬ا في‬
‫‪3‬‬
‫النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫ويتخ ‪22‬ذ اش ‪22‬تراك األطف ‪22‬ال في ال ‪22‬نزاع المس ‪22‬لح ال ‪22‬دولي أو ال ‪22‬داخلي ش ‪22‬كلين‪ :‬فه ‪22‬و إّم ا اش ‪22‬تراك‬
‫مباش ‪22‬ر أو غ ‪22‬ير مباش ‪22‬ر؛ فالمش ‪22‬اركة المباش ‪22‬رة في األعم ‪22‬ال العدائي ‪22‬ة "تنط ‪22‬وي على عالق ‪22‬ة س ‪22‬ببية‬
‫مباش‪22‬رة بين النش‪22‬اط ال‪22‬ذي يباش‪22‬ر والض‪22‬ربات ال‪22‬تي يصاب به‪22‬ا الع‪22‬دو وفي ال‪22‬وقت ال‪22‬ذي يباش‪22‬ر في‪22‬ه‬
‫ه‪22‬ذا النش‪22‬اط وحيثم‪22‬ا يباش‪22‬ر‪ ،‬ويقصد من ذل‪22‬ك األعم‪22‬ال الحربي‪22‬ة ال‪22‬تي يس‪22‬تهدف طابعه‪22‬ا أو ه‪22‬دفها‬
‫إصابة أفراد القوات المسلحة للخصم ومعّد اتها بصورة ملموسة"‪.4‬‬

‫‪ -1‬يأخذ الّنزاع المسلح طابع النزاع المسّلح الدولي وطابع النزاع المس‪2‬لح ال‪2‬داخلي أو غ‪2‬ير ال‪2‬دولي‪ ،‬ف‪2‬النزاع المس‪2‬لح ال‪2‬دولي يتمث‪2‬ل‬
‫في صراع بين دول‪22‬تين أو أك‪22‬ثر يس‪22‬تخدم فيه‪22‬ا المتصارعون ق‪22‬واتهم الُم س‪22‬لحة بقصد التغلب على بعض‪22‬هم البعض وف‪22‬رض ش‪22‬روط‬
‫الصلح على المغل‪22‬وب كم‪22‬ا يش‪22‬اؤها الغ‪22‬الب‪ ،‬أو هي حال‪22‬ة ع‪22‬داء مس ‪ّ2‬لح بين دول‪22‬تين أو أك‪22‬ثر‪ ،‬أّم ا ال‪22‬نزاع المس‪22‬لح غ‪22‬ير ال‪22‬دولي فه‪22‬و‬
‫صراع مسلح داخل الدولة الواحدة في شكل تمّر د‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬عبد القادر عثماني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.124‬‬
‫‪ -2‬نصيرة بن تركي ‪22‬ة‪ ،‬المرك ‪22‬ز الق ‪22‬انوني لألطف ‪22‬ال في النزاع ‪22‬ات المس ‪22‬لحة‪ ،‬م ‪22‬ذّك رة لني ‪22‬ل ش ‪22‬هادة الماجس ‪22‬تير في الق ‪22‬انون ال ‪22‬دولي‬
‫والعالقات السياسية الدولية‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،2017 ،‬ص‪.47‬‬
‫‪ - 3‬فاطمة شحاتة أحمد زيدان‪ ،‬مركز الطفل في القانون الدولي العام‪ ،‬دار عالم الكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،2007 ،‬ص ‪.345‬‬
‫‪ -‬سهيل الفتالوي‪ ،‬مبادئ القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬مطبعة عصام‪ ،‬بغداد‪ ،1990 ،‬ص‪.108‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪56‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫أّم ا المش‪22 2‬اركة غ‪22 2‬ير المباش‪22 2‬رة فهي ك‪22 2‬ل األعم‪22 2‬ال خالف م‪22 2‬ا ذك‪22 2‬ر في المش‪22 2‬اركة المباش‪22 2‬رة‬
‫ك‪22‬البحث عن المعلوم‪22‬ات العس‪22‬كرية وتبليغه‪22‬ا ونق‪22‬ل األس‪22‬لحة والتم‪22‬وين وم‪22‬ا ش‪22‬ابه ذل‪22‬ك‪ ،‬وه‪22‬و أم‪22‬ر‬
‫‪1‬‬
‫يماثل في خطورته بالنسبة لألطفال اإلشتراك المباشر في الحروب‪.‬‬

‫وق‪2‬د أّك د مكتب العم‪22‬ل ال‪22‬دولي في تقري‪22‬ر صادر عن‪22‬ه أّن فئ‪22‬ة األطف‪22‬ال األك‪22‬ثر ُع رض‪22‬ة لخط‪22‬ر‬
‫اإلس‪22 2‬تغالل في النزاع‪22 2‬ات المس‪22 2‬لحة هي نفس‪22 2‬ها الفئ‪22 2‬ة األك‪22 2‬ثر اس‪22 2‬تغالال في أس‪22 2‬وأ أش‪22 2‬كال العم‪22 2‬ل‬
‫األخرى‪ ،‬وتتمثل في؛ األطفال المنفصلون عن ع‪22‬ائالتهم أو ال‪22‬ذين يعيش‪2‬ون أوض‪22‬اع عائلي‪22‬ة صعبة‬
‫للغاي‪22‬ة كاأليت‪22‬ام واألطف‪22‬ال غ‪22‬ير الصحوبين ب‪22‬ذويهم واألس‪22‬ر الوحي‪22‬دة الوال‪22‬د‪ ،‬األطف‪22‬ال المح‪22‬رومين‬
‫اقتصاديا واجتماعي‪22 2‬ا والمح‪22 2‬رومين من التعليم أو الت‪22 2‬دريب المه‪22 2‬ني‪ ،‬األطف‪22 2‬ال ال‪22 2‬ذين ينتم‪22 2‬ون إلى‬
‫‪2‬‬
‫الفئات المهّم شة األخرى كأطفال الشوارع وبعض األقليات والالجئين والّنازحين‪.‬‬

‫كم ‪22 2‬ا ُتش ‪22 2‬ير بعض اإلحصائيات الصادرة عن منظم ‪22 2‬ة العم ‪22 2‬ل الدولي ‪22 2‬ة أّن ع ‪22 2‬دد األطف ‪22 2‬ال‬
‫الُم س ‪22‬تغلين في النزاع ‪22‬ات الُم س ‪22‬لحة بل ‪22‬غ أك ‪22‬ثر من ‪ 300‬أل ‪22‬ف طف ‪22‬ل‪ 120 ،‬أل ‪22‬ف منهم في إفريقي ‪22‬ا‬
‫لوح‪22 2‬دها‪ُ ،‬يس‪22 2‬تغلون كجن‪22 2‬ود‪ ،‬أو كحّم الين أو ُر ُس ل أو ُطه‪22 2‬اة أو ألغ‪22 2‬راض جنس‪22 2‬ية‪ ،‬ويبل‪22 2‬غ عم‪22 2‬ر‬
‫‪3‬‬
‫البعض من هؤالء األطفال ثمان سنوات فقط‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫إستغالل األطفال في األنشطة غير المشروعة‬

‫ب‪22 2‬الرجوع لنص الم‪22 2‬اّد ة الثالث‪22 2‬ة من اإلتفاقي‪22 2‬ة رقم ‪ 182‬المتعّلق‪22 2‬ة بحظ‪22 2‬ر أس‪22 2‬وأ أش‪22 2‬كال عم‪22 2‬ل‬
‫األطف‪22‬ال واإلج‪22‬راءات الفوري‪22‬ة للقض‪22‬اء عليه‪22‬ا‪ ،‬نج‪22‬د أّنه‪22‬ا نّص ت على مجموع‪22‬ة من األنش‪22‬طة غ‪22‬ير‬
‫المشروعة وجعلتها من بين صور أسوأ أشكال عمل األطفال‪ ،‬والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -‬اس‪2‬تخدام طف‪2‬ل أو تش‪2‬غيله أو عرض‪2‬ه ألغ‪2‬راض ال‪ّ2‬د عارة‪ ،‬أو إلنت‪2‬اج أعم‪2‬ال إباحي‪2‬ة أو أداء‬
‫عروض إباحية؛‬

‫‪ -‬محمد يوسف علوان‪ ،‬محمد خليل الموسى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.554‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪- BIT, un avenir sans travail des enfants, op.cit, P 38.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- loc.cit.‬‬

‫‪57‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫‪-‬اس‪22 2‬تخدام طف‪22 2‬ل أو تش‪22 2‬غيله أو عرض‪22 2‬ه لمزاول‪22 2‬ة أنش‪22 2‬طة غ‪22 2‬ير مش‪22 2‬روعة‪ ،‬والس‪22 2‬يما إنت‪22 2‬اج‬
‫‪1‬‬
‫المخدرات بالشكل الذي حددت فيه في المعاهدات الدولية ذات الصلة واالتجار بها‪.‬‬

‫وق‪22 2‬د صّنف مكتب العم‪22 2‬ل ال‪22 2‬دولي ه‪22 2‬ذا الن‪22 2‬وع من االس‪22 2‬تغالل من قبي‪22 2‬ل األعم‪22 2‬ال المجّر م‪22 2‬ة‬
‫بطبيعتها كونها تنتهك الحقوق األساسية للطفل‪ ،‬واعتبرها في كل األحوال انتهاك‪22‬ا ألحك‪22‬ام الق‪22‬انون‬
‫‪2‬‬
‫الدولي والتشريعات الوطنية‪.‬‬

‫أّو ال‪ :‬االستغالل الجنسي لألطفال‬

‫يش‪22‬ير التقري‪22‬ر الع‪22‬المي عن االتج‪22‬ار باألش‪22‬خاص أن االس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي ه‪22‬و‪ ،‬إلى ح‪22‬د بعي‪22‬د‪،‬‬
‫أك‪22‬ثر أش‪22‬كال االتج‪22‬ار بالبش‪22‬ر ش‪22‬يوعا‪ ،‬إذ يش ‪ّ2‬ك ل نس‪22‬بة ح‪22‬والي‪ 59‬في المائ‪22‬ة‪ ،‬ويلي‪22‬ه عم‪22‬ل الّس خرة‬
‫بنسبة ‪ 32‬في المائة‪ ،3‬وقد أصبحت الفتي‪2‬ات والفتي‪2‬ان من بين الض‪2‬حايا المفض‪2‬لين ل‪2‬دى العصابات‬
‫في ه‪22 2‬ذا المج‪22 2‬ال نتيج‪22 2‬ة لق‪22 2‬انون الع‪22 2‬رض والطلب؛ حيث ب‪22 2‬ات الطلب قوي‪22 2‬ا من ط‪22 2‬رف المراك‪22 2‬ز‬
‫الس‪22 2‬ياحية وأوك‪22 2‬ار ال‪22 2‬دعارة على فئ‪22 2‬ة األطف‪22 2‬ال‪ ،‬ف‪22 2‬العمالء ع‪22 2‬ادة م‪22 2‬ا يفض‪22 2‬لون القّص ر خوف‪22 2‬ا من‬
‫‪4‬‬
‫األمراض الجنسية‪.‬‬

‫والمالحظ هن‪2‬ا أّن ظ‪2‬اهرة اس‪2‬تغالل األطف‪2‬ال جنس‪2‬يا منتش‪2‬رة في جمي‪2‬ع أنح‪2‬اء الع‪2‬الم؛ إذ تش‪2‬ير‬
‫اإلحصائيات إلى أّن ‪ 30‬إلى ‪ 35‬في المائ‪22 2‬ة من الع‪22 2‬املين في مج‪22 2‬ال الجنس في منطق‪22 2‬ة جن‪22 2‬وب‬
‫ش‪22 2‬رق آس‪22 2‬يا ت‪22 2‬تراوح أعم‪22 2‬ارهم بين ‪ 12‬و‪ 17‬س‪22 2‬نة‪ ،‬كم‪22 2‬ا أف‪22 2‬ادت وكال‪22 2‬ة الخدم‪22 2‬ة االجتماعي‪22 2‬ة في‬
‫المكسيك أّن هناك أكثر من ‪ 16‬ألف طفل يمارسون البغ‪2‬اء‪ ،‬وي‪2‬ترّك ز وج‪2‬ودهم أك‪2‬ثر في الوجه‪2‬ات‬
‫الس ‪22 2‬ياحية‪ ،‬أّم ا في ليتواني ‪22 2‬ا‪ ،‬فتش ‪22 2‬ير األرق ‪22 2‬ام إلى أّن م ‪22 2‬ا بين ‪ 20‬إلى ‪ 50‬في المائ ‪22 2‬ة من البغاي ‪22 2‬ا‬
‫‪5‬‬
‫قاصرات ال تتجاوز أعمارهن ‪11‬سنة يعملون في الدعارة ويستخدمون إلنتاج األفالم اإلباحية‪.‬‬

‫‪ -‬الفق‪22‬رة ب ‪،‬ج من نص الم‪22‬اّد ة ‪ 03‬من اإلتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 182‬المتعّلق‪22‬ة بحظ‪22‬ر أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال واإلج‪22‬راءات الفوري‪22‬ة‬ ‫‪1‬‬

‫للقضاء علها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- BIT, un avenir sans travail des enfants, op.cit, P35.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- UNODC, global report on traffiking in persons, Vienna, 2016, p06.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- BIT, un avenir sans travail des enfants, op.cit, P40.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- UNICEF, Child Trafficking, see the link : https://www.unicef.org/exploitation.html 06/07/2020.‬‬

‫‪58‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫وقد عّر ف "القانون النموذجي لمكافحة االتجار باألشخاص" ال‪22‬ذي أع‪ّ2‬د ه مكتب األمم المتح‪22‬دة‬
‫المع‪2‬ني بالمخ‪ّ2‬د رات والجريم‪2‬ة‪ ،‬مصطلح االس‪2‬تغالل الجنس‪2‬ي بأّن ه‪" :‬الحصول على من‪2‬افع مالي‪2‬ة أو‬
‫أي منافع أخرى من خالل توريط شخص في الدعارة أو البغاء‪ ،‬أو في االس‪22‬تعباد الجنس‪22‬ي أو في‬
‫تق ‪22‬ديم أي أن ‪22‬واع أخ ‪22‬رى من الخ ‪22‬دمات الجنس ‪22‬ية‪ ،‬بم ‪22‬ا في ذل ‪22‬ك المش ‪22‬اهد اإلباحي ‪22‬ة أو إنت ‪22‬اج الم ‪22‬واد‬
‫‪1‬‬
‫اإلباحية"‪.‬‬

‫فالمقصود إذًا بمصطلح اإلستغالل الجنسي لألطفال هو "ظه‪22‬ور األطف‪22‬ال في صور أو أفالم‬
‫أو مش‪22‬اهد ذات طبيع‪22‬ة إباحي‪22‬ة أو مض‪22‬مون جنس‪22‬ي‪ ،‬بم‪22‬ا فيه‪22‬ا مش‪22‬اهد أو صور لإلعت‪22‬داء الجنس‪22‬ي‬
‫على األطف‪22‬ال‪ ،‬كم‪22‬ا يع‪22‬ني ك‪22‬ذلك تصوير أي طف‪22‬ل ب‪22‬أي وس‪22‬يلة ك‪22‬انت يم‪22‬ارس ممارس‪22‬ة حقيقي‪22‬ة أو‬
‫بالمحاك ‪22‬اة أنش ‪22‬طة جنس ‪22‬ية صريحة‪ ،‬أو أي تصوير لألعض ‪22‬اء الجنس ‪22‬ية إلش ‪22‬باع الرغب ‪22‬ة الجنس ‪22‬ية‬
‫أساسا‪ ،‬ويعتبر معتديا وإ ن بشكل غير مباشر أي شخص يطالع صورا إباحي‪22‬ة لألطف‪22‬ال أو يحتف‪22‬ظ‬
‫‪2‬‬
‫بها"‪.‬‬

‫كم‪22‬ا ع ‪ّ2‬ر فت اتفاقي‪22‬ة مجلس أوروب‪22‬ا بش‪22‬أن حماي‪22‬ة األطف‪22‬ال من اإلس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي واإلعت‪22‬داء‬
‫الجنس‪22‬ي‪ ،‬الج‪22‬رائم المتعّلق‪22‬ة باس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال في البغ‪22‬اء بأّن ه "اس‪22‬تخدام الطف‪22‬ل لغ‪22‬رض نش‪22‬اطات‬
‫جنس‪22‬ية لق‪22‬اء الم‪22‬ال أو أي ش‪22‬كل آخ‪22‬ر من أش‪22‬كال المكاف‪22‬أة أو التع‪22‬ويض أو قط‪22‬ع وع‪22‬د بال‪22‬دفع بغض‬
‫‪3‬‬
‫النظر عما إذا كان قد تم الّد فع أو قطع الوعد أو تقديم التعويض للطفل أو لشخص آخر"‪.‬‬

‫من التع‪22‬اريف الس‪22‬ابقة‪ ،‬نس‪22‬تخلص أّن ه العتب‪22‬ار االس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي للطف‪22‬ل من أس‪22‬وأ أش‪22‬كال‬
‫العمل‪ ،‬يجب أن يتم اس‪2‬تخدام الطف‪2‬ل ألغ‪2‬راض جنس‪2‬ية‪ ،‬وأن تك‪2‬ون الغاي‪2‬ة من ه‪2‬ذا االس‪2‬تخدام غاي‪2‬ة‬
‫تجارية‪ ،‬وليس فقط إشباع الرغبة الجنسية الذاتية للُم ستغل‪.‬‬

‫‪ -‬تقرير رقم ‪ ،0988755‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.05‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬عادل عبد العال إب‪2‬راهيم خراش‪2‬ي‪ ،‬ج‪2‬رائم اإلس‪2‬تغالل الجنس‪2‬ي لألطف‪2‬ال ع‪2‬بر ش‪2‬بكة األن‪2‬ترنت وط‪2‬رق مكافحته‪2‬ا في التش‪2‬ريعات‬ ‫‪2‬‬

‫الجنائية والفقه الجنائي اإلسالمي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2015 ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ - 3‬الم‪22‬اّد ة ‪ 19‬من اتفاقي‪22‬ة مجلس أوروب‪22‬ا بش‪22‬أن حماي‪22‬ة األطف‪22‬ال من اإلس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي واإلعت‪22‬داء الجنس‪22‬ي‪ ،‬المعتم‪22‬دة من ط‪22‬رف‬
‫اللجن ‪22‬ة الوزاري ‪22‬ة في ‪ 12‬جويلي ‪22‬ة ‪ ،2007‬متاح ‪22‬ة على الراب ‪22‬ط‪ https://www.unhcr.org/ar/543a31166.html :‬ت ‪22‬اريخ اإلطالع‪:‬‬
‫‪.08/07/2020‬‬

‫‪59‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫وهو األمر الذي أثارته لجنة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل في تقري‪ٍ2‬ر له‪22‬ا‪ ،‬حيث ن‪ّ2‬و هت أّن ال‪22‬دول غالب‪22‬ا م‪22‬ا‬
‫تخل ‪22‬ط بين مفه ‪22‬وم االس ‪22‬تغالل الجنس ‪22‬ي واإلنته ‪22‬اك الجنس ‪22‬ي‪ ،‬ال س ‪22‬يما داخ ‪22‬ل األس ‪22‬رة‪ ،‬في كث ‪22‬ير من‬
‫تقارير الدول األطراف المرسلة إليها‪ ،‬فاإلنتهاك الجنسي يقصد به اإلعت‪2‬داء الجنس‪2‬ي وليس ل‪2‬ه أي‬
‫غرض تجاري ربحي‪ ،‬وهو في الواقع ال يندرج في نطاق البروتوكول اإلختياري إلتفاقية حقوق‬
‫الطفل بشأن بي‪2‬ع واس‪2‬تغالل األطف‪2‬ال في الم‪2‬واد اإلباحي‪2‬ة‪ ،‬وال في نط‪2‬اق اتفاقي‪2‬ة القض‪2‬اء على أس‪2‬وأ‬
‫‪1‬‬
‫أشكال عمل األطفال‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬ويتخذ اإلس‪2‬تغالل الجنس‪2‬ي لألطف‪2‬ال في ع‪2‬الم الي‪2‬وم ع‪ّ2‬د ة صور‪ ،‬وه‪2‬ذه الصور تط‪ّ2‬و رت‬
‫مع تطور الحياة البشرية‪ ،‬واألنظمة التي تكافح هذه الظاهرة‪ ،‬وأهم صور هذا اإلستغالل ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬استغالل األطفال في المواد اإلباحية‪:‬‬

‫ع ‪ّ2‬ر ف ال‪22‬بروتوكول اإلختي‪22‬اري التفاقي‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل بش‪22‬أن بي‪22‬ع وبغ‪22‬اء األطف‪22‬ال‪ ،‬اس‪22‬تغالل‬
‫األطف ‪22‬ال في الم ‪22‬واد اإلباحي ‪22‬ة على أّن ه " تصوير أي طف ‪22‬ل وبأي ‪22‬ة وس ‪22‬يلة ك ‪22‬انت يم ‪22‬ارس حقيق ‪22‬ة أو‬
‫بالمحاكاة أنشطة جنسية صريحة وأي تصوير لألعض‪2‬اء الجنس‪2‬ية للطف‪2‬ل إلش‪2‬باع الرغب‪2‬ة الجنس‪2‬ية‬
‫أساسا"‪.2‬‬

‫ويمكن أن تك‪22 2‬ون الم‪22 2‬واد اإلباحّي ة عب‪22 2‬ارة عن صور يظه‪22 2‬ر فيه‪22 2‬ا األطف‪22 2‬ال وهم يمارس‪22 2‬ون‬
‫أنش‪22‬طة جنس‪22‬ية م ‪22‬ع أطف ‪22‬ال آخ‪22‬رين أو م ‪22‬ع ب ‪22‬الغين (م ‪22‬واد إباحي ‪22‬ة فاحش‪22‬ة)‪ ،‬ويمكن أيض ‪22‬ا أن تك ‪22‬ون‬
‫صورا "ُم ثيرة" يظه‪22‬ر فيه‪22‬ا الُقّص ر وهم ع‪22‬راة وُيس‪ّ2‬لط الض‪22‬وء فيه‪22‬ا على أعض‪22‬ائهم التناس‪2‬لية (م‪22‬واد‬
‫‪3‬‬
‫إباحية مخّففة)‪.‬‬

‫‪ -‬تقرير لجنة حقوق الطفل‪ ،‬الدورة الثالثة والستون‪ ،‬الملحق رقم ‪ ،2010 ،)A/41/63( 41‬ص‪.08‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 2‬الم‪22‬اّد ة ‪ 02‬فق‪22‬رة (ج)‪ ،‬من ال‪22‬بروتوكول اإلختي‪22‬اري إلتفاقي‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل بش‪22‬أن بي‪22‬ع واس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال في الم‪22‬واد اإلباحي‪22‬ة‪،‬‬
‫ال‪22‬ذي اعتمدت‪22‬ه الجمعي‪22‬ة العام‪22‬ة لألمم المتح‪22‬دة في ال‪22‬دورة الرابع‪22‬ة والخمس‪22‬ون‪ ،‬في قراره‪22‬ا ‪ 54/263‬في م‪22‬اي ‪ ،2000‬دخ‪22‬ل ح‪22‬يز‬
‫الّنفاذ في ‪ 18‬جانفي ‪.2002‬‬
‫‪ - 3‬الجمعي‪22‬ة العاّم ة لألمم المتح‪22‬دة‪ ،‬تقري‪22‬ر رقم ‪ ،A/221/65‬ح‪22‬ول بي‪22‬ع األطف‪22‬ال واس‪22‬تغاللهم في البغ‪22‬اء والم‪22‬واد اإلباحي‪22‬ة‪ ،‬ال‪22‬دورة‬
‫الخامسة والستون‪ ،‬بتاريخ ‪ 04‬أوت ‪ ،2010‬ص ‪.11‬‬

‫‪60‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫ه‪22‬ذا‪ ،‬وق‪22‬د تك‪22‬ون الم‪22‬واد اإلباحي‪22‬ة عب‪22‬ارة عن صور مرّك ب‪22‬ة يج‪22‬ري تحويره‪22‬ا باس‪22‬تخدام حي‪22‬ل‬
‫ووس ‪22‬ائل تقني ‪22‬ة إلكتروني ‪22‬ة مختلف ‪22‬ة يح ‪22‬ل فيه ‪22‬ا األطف ‪22‬ال مح ‪22‬ل الكب ‪22‬ار‪ ،‬أو يمكن أن تك ‪22‬ون رس ‪22‬وما‬
‫متحّر ك‪2‬ة‪ ،‬وح‪2‬تى وإ ن ك‪2‬انت ه‪2‬ذه الصور مرّك ب‪2‬ة فهي تش‪2‬به الصور الحقيقي‪2‬ة وبالت‪2‬الي تح‪2‬دث نفس‬
‫‪1‬‬
‫األثر في المستهلك‪.‬‬

‫فالصور اإلباحي‪22‬ة لألطف‪22‬ال بحس‪22‬ب الم‪22‬اّد ة تش‪22‬مل أي رس‪22‬م‪ ،‬س‪22‬واء الرس‪22‬وم الورقي‪22‬ة أو غ‪22‬ير‬
‫الورقية‪ ،‬بما فيها الصور اإللكتروني‪2‬ة‪ ،‬واألفالم والفي‪2‬ديو‪ ،‬والصور المعّد ل‪2‬ة على الكم‪2‬بيوتر وال‪2‬تي‬
‫تظهر اتصاال جنسيا واضحا‪ ،‬وهذا النوع من اإلستغالل ليس بالظاهرة الجديدة‪ ،‬ولكن الجديد ه‪22‬و‬
‫اس ‪22‬تعمال التكنولوجي ‪22‬ا ال ‪22‬تي جعلت إنت ‪22‬اج وتوزي ‪22‬ع ه ‪22‬ذه الصور أس ‪22‬هل وأق ‪22‬ل خط ‪22‬ورة‪ ،‬ف ‪22‬األنترنت‬
‫سّهلت وصول هذه الصور اإلباحية إلى البيوت مباشرة‪ ،‬وتبعا لطابع ه‪2‬ذه الظ‪2‬اهرة غ‪2‬ير الق‪2‬انوني‬
‫والّس ري‪ ،‬فال توج‪22‬د إحصائيات دقيق‪22‬ة ح‪22‬ول ه‪22‬ذا الموض‪22‬وع‪ ،‬كم‪22‬ا ه‪22‬و الح‪22‬ال م‪22‬ع الصور اإلباحي‪22‬ة‬
‫للكب ‪22‬ار‪ ،‬إن ك ‪22‬ان بالنس ‪22‬بة لع ‪22‬دد األطف ‪22‬ال المت ‪22‬وّر طين أو حجم الصور الموزع ‪22‬ة أو حجم األعم ‪22‬ال‬
‫‪2‬‬
‫المتداولة‪.‬‬

‫غ‪22‬ير أّن المؤّك د ه‪22‬و أّن ه‪22‬ذه الع‪22‬روض اإلباحي‪22‬ة ت‪22‬در أرباح‪2‬ا طائل‪22‬ة‪ ،‬إذ يعم‪22‬د المت‪22‬اجرون إلى‬
‫نش‪22‬ر ه‪22‬ذه الع‪22‬روض من أج‪22‬ل إرض‪22‬اء رغب‪22‬ات الش‪22‬واذ من الرج‪22‬ال واألثري‪22‬اء منهم‪ ،‬مقاب‪22‬ل عطاي‪22‬ا‬
‫‪3‬‬
‫مالية كبيرة‪.‬‬

‫‪ -2‬استغالل األطفال في البغاء‪:‬‬

‫‪ - 1‬الجمعية العاّم ة لألمم المتحدة‪ ،‬تقرير حول بيع األطفال واستغاللهم في البغاء والمواد اإلباحية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -2‬بسام عاطف المهتار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪ -3‬قّد رت اليونيسيف في دراسة أعّد تها أّن األرباح الناتجة عن تجارة هذه األفالم والصور الخالعية تقّد ر م‪22‬ا بين ملي‪22‬ارين وثالث‪22‬ة‬
‫ملي‪22‬ارات دوالر في الس‪22‬نة‪ ،‬وذل‪22‬ك ع‪22‬بر ذف‪22‬ع رس‪22‬م اش‪22‬تراك ع‪22‬بر بطاق‪22‬ات االعتم‪22‬اد لول‪22‬وج ه‪22‬ذه المواق‪22‬ع‪ ،‬كم‪22‬ا ق‪22‬در أن هن‪22‬اك م‪22‬ا بين‬
‫‪50000‬و ‪ 100000‬منتج له ‪22 2‬ذه الصور ح ‪22 2‬ول الع ‪22 2‬الم وثلث ه ‪22 2‬ذا الع ‪22 2‬دد يم ‪22 2‬ارس نش ‪22 2‬اطاته من الوالي ‪22 2‬ات المتح ‪22 2‬دة األمريكي ‪22 2‬ة‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬بسام عاطف المهتار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.67‬‬

‫‪61‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫ينصرف مفهوم استغالل األطفال في البغ‪22‬اء إلى أّن ه‪" :‬اس‪2‬تخدام طف‪22‬ل لغ‪22‬رض أنش‪2‬طة جنس‪2‬ية‬
‫‪1‬‬
‫لقاء مكافئة‪ ،‬أو أي شكل آخر من أشكال العوض"‪.‬‬

‫وتع ‪22‬ني عب ‪22‬ارة "أي ش ‪22‬كل آخ ‪22‬ر من أش ‪22‬كال الع ‪22‬وض" أّن البغ ‪22‬اء يش ‪22‬مل تق ‪22‬ديم خ ‪22‬دمات جنس ‪22‬ية‬
‫مقاب‪22‬ل منفع‪22‬ة أو خ‪22‬دمات أو مصلحة م‪22‬ا‪ ،‬تع‪22‬ادل في قيمته‪22‬ا الّنق‪22‬ود؛ كتق‪22‬ديم الخ‪22‬دمات الجنس‪22‬ية لق‪22‬اء‬
‫‪2‬‬
‫الغذاء أو السكن أو المخّد رات‪.‬‬

‫أو‬ ‫فبغ‪22‬اء األطف‪22‬ال إذًا‪ ،‬ه‪22‬و ممارس‪22‬ة الجنس من ط‪22‬رف الطف‪22‬ل م‪22‬ع آخ‪22‬رين‪ ،‬س‪22‬واء ب‪22‬الغين‬
‫ُقّص ر بمقاب‪22‬ل م‪22‬الي‪ ،‬وق‪22‬د يك‪22‬ون الج‪22‬اني في جريم‪22‬ة اس‪22‬تغالل الطف‪22‬ل في البغ‪22‬اء _كم‪22‬ا في األعم‪22‬ال‬
‫اإلباحّي ة_ من أصول أو أق‪22‬ارب الطف‪22‬ل الّض حية ويس‪22‬تغله جنس‪22‬يا لتحقي‪22‬ق األرب‪22‬اح المالي‪22‬ة‪ ،‬كم‪22‬ا ق‪22‬د‬
‫يم‪22‬ارس الطف‪22‬ل ه‪22‬ذه الممارس‪22‬ات وه‪22‬و ُم ج‪22‬بر من أف‪22‬راد المنّظم‪22‬ات اإلجرامي‪22‬ة ال‪22‬تي تت‪22‬اجر بجس‪22‬ده‪،‬‬
‫حيث أخذت هذه الظاهرة شكال تجاريا منّظم‪2‬ا‪ ،‬وه‪2‬ذا م‪2‬ا أّد ى ل‪2‬بروز ظ‪2‬اهرة أخ‪2‬رى عالمي‪2‬ة تتمث‪2‬ل‬
‫‪3‬‬
‫في السياحة الجنسية‪.‬‬

‫ويبقى استغالل األطفال في البغاء الصورة الرئيسية لإلستغالل الجنسي لألطف‪22‬ال في الع‪22‬الم‪،‬‬
‫وُيحقق أرب‪2‬اح ومكاس‪2‬ب طائل‪2‬ة لمن يمارس‪2‬ون ه‪2‬ذه التج‪2‬ارة غ‪2‬ير المش‪2‬روعة‪ ،‬وترج‪2‬ع أس‪2‬باب بغ‪2‬اء‬
‫األطفال إلى الفقر الذي تعيش فيه أس‪2‬رة الطف‪22‬ل أساس‪ً2‬ا‪ ،‬وك‪22‬ذلك ف‪2‬إّن البغ‪22‬اء ينتش‪2‬ر بس‪2‬بب الظ‪22‬روف‬
‫ال ‪22‬تي تتول ‪22‬د بع ‪22‬د الح ‪22‬روب من تش ‪22‬رد ودم ‪22‬ار‪ ،‬وت ‪22‬ؤّد ي إلى إجب ‪22‬ار الفتي ‪22‬ات على العم ‪22‬ل في مج ‪22‬ال‬
‫‪4‬‬
‫السخرة وممارسة البغاء‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلستغالل الجنسي لألطفال عبر األنترنت‪:‬‬

‫‪ -1‬الماّد ة ‪ 02‬فقرة (د)‪ ،‬من البروتوكول اإلختياري إلتفاقية حقوق الطفل بشأن بيع واستغالل األطفال في المواد اإلباحية‪.‬‬
‫‪ -2‬الجمعية العاّم ة لألمم المتحدة‪ ،‬تقرير رقم ‪ ،A/221/65‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -3‬يقصد بالسياحة الجنسية جلب أكبر عدد من السائحين وإ حداث نوع من االنتعاش االقتصادي المؤقت على حساب ثروة قومي‪22‬ة‬
‫أساس ‪22‬ية هم األطف ‪22‬ال؛ حيث ي ‪22‬أتي الس ‪22‬ياح لبل ‪22‬د معين من أج ‪22‬ل ممارس ‪22‬ة الجنس م ‪22‬ع ه ‪22‬ؤالء األطف ‪22‬ال ال ‪22‬ذين اس ‪22‬تغلوا خصيصا له ‪22‬ذه‬
‫المهمة‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬الجمعية العاّم ة لألمم المتحدة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.111 ،110‬‬
‫‪ -4‬منتصر سعيد حمودة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.130،131‬‬

‫‪62‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫مع تطور وس‪2‬ائل اإلتصال الحديث‪22‬ة‪ ،‬تزاي‪22‬دت أن‪22‬واع وأش‪2‬كال الج‪2‬رائم المرتكب‪22‬ة ض‪22‬د األطف‪22‬ال‬
‫ع‪22 2‬بر اإلن‪22 2‬ترنت نتيج‪22 2‬ة انتش‪22 2‬ار مواق‪22 2‬ع تح ‪ّ2 2‬ر ض على الفس‪22 2‬ق وال ‪ّ2 2‬د عارة وممارس‪22 2‬ة الجنس معهم‪،‬‬
‫وأصبحت فك‪22‬رة ال ‪ّ2‬د عارة واإلس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي تتخ‪22‬ذ فك‪22‬رة تجاري‪22‬ة مربح‪22‬ة ع‪22‬بر وس‪22‬ائل اإلتصال‬
‫الحديث‪22‬ة؛ إذ ُتش‪22‬ير األرق‪22‬ام إلى أّن ع‪22‬دد المواق‪22‬ع ال‪22‬تي توق‪22‬ع ض‪22‬حاياها من القاصرين‪ -‬وح‪22‬تى ممن‬
‫تقل أعمارهم عن عشر سنوات‪ -‬تقّد ر بأكثر من ‪ 4‬ماليين موقع‪.1‬‬

‫كم ‪22‬ا أش ‪22‬ار تقري ‪22‬ر نش ‪22‬رته وكال ‪22‬ة تنفي ‪22‬د الق ‪22‬انون التابع ‪22‬ة لإلتح ‪22‬اد األروبي‪ 2‬إلى زي ‪22‬ادة النش ‪22‬اط‬
‫ال‪22‬رقمي لمح‪22‬اوالت اس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال جنس‪22‬يا ع‪22‬بر ش‪22‬بكة اإلن‪22‬ترنت في ظ‪22‬ل جائح‪22‬ة كورون‪22‬ا‪ ،‬وه‪22‬و‬
‫األمر الذي ح‪ّ2‬ذ رت من‪2‬ه اليونيس‪2‬يف‪ ،‬حيث ذك‪2‬رت في تقري‪2‬ر صادر عنه‪2‬ا أّن " ت‪2‬أّثر أك‪2‬ثر من ‪15‬‬
‫ملي ‪22‬ار طف ‪22‬ل وش ‪22‬اب ب ‪22‬إغالق الم ‪22‬دارس في جمي ‪22‬ع أنح ‪22‬اء الع ‪22‬الم‪ ،‬وتلِّقى العدي ‪22‬د من ه ‪22‬ؤالء األطف ‪22‬ال‬
‫دروس‪22‬هم ع‪22‬بر اإلن‪22‬ترنت‪ ،‬باإلض‪22‬افة إلى التواصل االجتم‪22‬اعي فيم‪22‬ا بينهم‪ ،‬يمكن أن يجع‪22‬ل قض‪22‬اء‬
‫مزيد من الوقت على المنّص ات اإلفتراضية األطفال عرض‪22‬ة لالس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي واالس‪22‬تمالة ع‪22‬بر‬
‫‪3‬‬
‫اإلنترنت‪ ،‬حيث يتطّلع المعتدون إلى استغالل جائحة كوفيد‪."19-‬‬

‫هذا‪ ،‬وُيعّر ف االستغالل الجنسي لألطفال عبر اإلن‪22‬ترنت على أّن ه " ك‪22‬ل تصرف جنس‪22‬ي من‬
‫قبل شخص بالغ موجه إلى الطفل عبر اإلنترنت عن طريق اإلكراه أو التحايل للقيام بأفع‪22‬ال ذات‬
‫بعد جنسي أو تشجيعه على القيام بهذه األفعال‪ ،‬أو التوسط فيها أو اإلفادة منها‪ ،‬أو اس‪22‬تغاللها عن‬
‫طريق النشر‪ ،‬أو التوزيع بأي شكل من األشكال بهدف إشباع الرغبات الجنسية للب‪2‬الغ‪ ،‬أو تحقي‪2‬ق‬
‫‪4‬‬
‫منفعة ماّد ية"‪.‬‬

‫‪ -1‬مجلس حقوق اإلنسان‪ ،‬تقرير مقّد م من طرف المقررة الخاّص ة المعنية بمسألة بيع األطف‪22‬ال وبغ‪22‬اء األطف‪22‬ال واس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال‬
‫في المواد اإلباحية‪ ،‬الجمعية العاّم ة‪ ،‬الدورة الثانية عشر‪ ،2009 ،‬ص‪.07‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Pandemic profiteering : how criminals exploit the COVID-19 crisis, see the link :‬‬
‫‪https://www.europol.europa.eu/publications-documents/pandemic-profiteering-how-criminals-exploit-covid-19-crisis‬‬
‫‪15/07/2020.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Children at increased risk of harm online during global COVID-19 pandemic, see the link :‬‬
‫‪https://www.unicef.org/press-releases/children-increased-risk-harm-online-during-global-covid-19-pandemic‬‬
‫‪15/07/2020.‬‬
‫‪ -‬النوايس ‪22‬ة نانس ‪22‬ي خال ‪22‬د س ‪22‬ليم‪ ،‬جريم ‪22‬ة اإلس ‪22‬تغالل الجنس ‪22‬ي لألطف ‪22‬ال ع ‪22‬بر األن ‪22‬ترنت‪ ،‬دراس ‪22‬ة مقارن ‪22‬ة بين التش ‪22‬ريع البريط ‪22‬اني‬ ‫‪4‬‬

‫والفرنسي والمصري واألردني‪ ،‬رسالة دكتوراه في القانون‪ ،‬جامعة عمان العربية‪ ،‬األردن‪ ،2011 ،‬ص‪.22‬‬

‫‪63‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫فاالس ‪22‬تغالل الجنس ‪22‬ي ع ‪22‬بر اإلن ‪22‬ترنت إذًا‪ ،‬ق ‪22‬د يتعّل ق بأه ‪22‬داف غ ‪22‬ير تجاري ‪22‬ة‪ ،‬وذل ‪22‬ك بإش ‪22‬باع‬
‫الرغبات الجنسية فحسب‪ ،‬كما قد يرتب‪22‬ط بتصوير األطف‪22‬ال في م‪22‬واد إباحي‪22‬ة ألغ‪2‬راض تجاري‪22‬ة –‬
‫وهو موضوع دراستنا‪.-‬‬

‫ويتم االس ‪22‬تغالل الجنس ‪22‬ي لألطف ‪22‬ال ع ‪22‬بر اإلن ‪22‬ترنت عن طري ‪22‬ق دخ ‪22‬ول مس ‪22‬تغلو األطف ‪22‬ال إلى‬
‫غ‪22‬رف الدردش‪22‬ة وجلس‪22‬ات ألع‪22‬اب الفي‪22‬ديو‪ ،‬وغالًب ا م‪22‬ا يتظ‪22‬اهرون ب‪22‬أنهم ُقّص ر‪ ،‬ويب‪22‬دؤون محادث‪22‬ات‬
‫بريئ‪22‬ة‪ ،‬ثم تتط‪22‬ور تل‪22‬ك االتصاالت إلى ض‪22‬غط الب‪22‬الغين على األطف‪22‬ال كي يرس‪22‬لوا إليهم بصور أو‬
‫فيديوهات جنس‪2‬ية فاض‪2‬حة (في بعض األحي‪2‬ان بواس‪2‬طة الرش‪2‬اوى المالي‪2‬ة‪ ،‬وأحياًن ا أخ‪2‬رى بواس‪2‬طة‬

‫اس ‪22‬تغالل نق ‪22‬اط الض ‪22‬عف ح ‪22‬ول ثقتهم بأنفس ‪22‬هم)‪ ،‬والحًق ا يس ‪22‬تخدم المس ‪22‬تغلون تل ‪22‬ك الصور وس ‪22‬يلًة‬
‫لالب‪22‬تزاز من أج‪22‬ل إجب‪22‬ار ض‪22‬حاياهم على إرس‪22‬ال المزي‪22‬د من المحت‪22‬وى الجنس‪22‬ي الفاض‪22‬ح والحف‪22‬اظ‬
‫على س ‪ّ2‬ر ية االس ‪22‬تغالل الجنس ‪22‬ي‪ ،‬وق ‪22‬د يه ‪22‬ددون بإرس ‪22‬ال الصور إلى آب ‪22‬اء األطف ‪22‬ال إذا لم يم ‪22‬دوهم‬
‫‪1‬‬
‫بالصور على نحٍو مستمر ومتزايد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬استغالل األطفال في بيع و ترويج المخّد رات‬

‫صّنفت الماّد ة الثالثة فقرة ج من اتفاقية األمم المتحدة بشأن حظر أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫واإلج‪22‬راءات الفوري‪22‬ة للقض‪22‬اء عليه‪22‬ا‪ ،‬اس‪22‬تخدام طف‪22‬ل أو تش‪22‬غيله أو عرض‪22‬ه لمزاول‪22‬ة أنش‪22‬طة غ‪22‬ير‬
‫مشروعة‪ ،‬والسيما إنتاج المخدرات واإلتجار بها‪ ،‬من ضمن أسوأ أشكال عمل األطفال‪.‬‬

‫والُم الح‪22‬ظ هن‪22‬ا‪ ،‬أّن الفق‪22‬رة ج ج‪22‬اءت ش‪22‬املة فهي تش‪22‬مل جمي‪22‬ع األفع‪22‬ال غ‪22‬ير المش‪22‬روعة أي‬
‫المخالف‪22‬ة للق‪22‬انون وأهّم ه‪22‬ا؛ التج‪2‬ارة في جمي‪22‬ع أش‪2‬كال وأن‪22‬واع الممنوع‪22‬ات‪ ،‬تح‪2‬ريض األطف‪22‬ال على‬
‫القيام باألنشطة غير المشروعة كالفساد واألعمال اإلرهابية والتخريب‪...‬إلخ‪ ،‬ثم ذك‪22‬رت اس‪22‬تغالل‬
‫األطفال في بيع وترويج المخدرات على سبيل المثال كأهم األنشطة غير المش‪22‬روعة ال‪22‬تي ُيس‪22‬تغل‬
‫فيها األطفال‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-https://www.scientificamerican.com/arabic/articles/features/the-coronavirus-pandemic-puts-children-at-risk-of-online-‬‬
‫‪sexual-exploitation/ 15/07/2020.‬‬

‫‪64‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫ف ‪22‬المرّو جون يس ‪22‬تغلون األطف ‪22‬ال في ت ‪22‬رويج مخ ‪ّ2‬د راتهم أو تهريبه ‪22‬ا من مك ‪22‬ان إلى آخ ‪22‬ر‪ ،‬ألن‬
‫األطفال بالنسبة لهم أداة سهلة‪ ،‬آمنة‪ ،‬وبعيدة عن مراقبة الّس لطات األمنية لصغر سنهم‪ ،‬وعادة ما‬
‫‪1‬‬
‫يتصّي دونهم في أماكن تواجدهم كالمدارس والجامعات والمعاهد والنوادي‪.‬‬

‫وقد أخذ هذا النمط من أسوأ أشكال العمل في اإلّتساع نظرا لض‪22‬عف ه‪22‬ذه الفئ‪22‬ة ب‪22‬دنيا ونفس‪22‬يا‬
‫وبالتالي سهولة السيطرة عليهم نظ‪2‬را لقل‪2‬ة وعيهم‪ ،‬وس‪2‬هولة ت‪2‬واريهم‪ ،‬والخط‪2‬ر ال يقتصر على م‪2‬ا‬
‫يتكّب ده األطفال من مخاطر الطريق والتعرض للموت‪ ،‬بل يمتد حتى وإ ن نجا الطفل‪ ،‬ذلك أن هذا‬
‫‪2‬‬
‫الميدان إنما يعّر ضهم لخطر اإلدمان منذ البداية مما يجعلهم مستعبدين دون جهد أو عناء‪.‬‬

‫كما أّن استغالل الطفل في ترويج المخّد رات ‪-‬مثلها مثل باقي أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪-‬‬
‫ظ‪22‬اهرة خفي‪22‬ة‪ ،‬ليس هن‪22‬اك دراس‪22‬ات إحصائية دقيق‪22‬ة عن حجم ه‪22‬ذه الظ‪22‬اهرة‪ ،‬ح‪22‬تى أن الجمعي‪22‬ات‬
‫ال ‪22‬تي تع ‪22‬نى بحق ‪22‬وق األطف ‪22‬ال تتحاش ‪22‬ى ال ‪22‬دخول في ه ‪22‬ذا البحث‪ ،‬إاّل أّن ق ‪22‬ارة أمريك ‪22‬ا الجنوبي ‪22‬ة‪ ،‬ق ‪22‬د‬
‫تخصصت في تش ‪22 2‬غيل األطف ‪22 2‬ال في مي ‪22 2‬دان المخ‪ّ2 2 2‬د رات‪ ،‬حيث تس ‪22 2‬تغلهم مافي ‪22 2‬ات الكوك ‪22 2‬ايين في‬
‫‪3‬‬
‫التهريب‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫أسوأ أشكال عمل األطفال المعتبرة أعماال خطيرة‬

‫بحس ‪22‬ب مكتب العم ‪22‬ل ال ‪22‬دولي‪ ،‬ف ‪22‬إّن أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال المصّنفة ض ‪22‬من "األعم ‪22‬ال‬
‫الخط‪22‬يرة" هي تل‪22‬ك الم‪22‬ذكورة في نص الم‪22‬اّد ة الثالث‪22‬ة فق‪22‬رة د من اتفاقي‪22‬ة حظ‪22‬ر أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل‬
‫األطف ‪22‬ال واإلج ‪22‬راءات الفوري ‪22‬ة للقض ‪22‬اء عليه ‪22‬ا‪ ،‬تتمث ‪22‬ل في‪ :‬األعم ‪22‬ال ال ‪22‬تي ي ‪22‬رجح أن ت ‪22‬ؤّد ي بفع ‪22‬ل‬
‫طبيعته‪22 2‬ا أو بفع‪22 2‬ل الظ‪22 2‬روف ال‪22 2‬تي ت‪22 2‬زاول فيه‪22 2‬ا‪ ،‬إلى اإلض‪22 2‬رار بصّح ة األطف‪22 2‬ال أو س‪22 2‬المتهم أو‬
‫‪4‬‬
‫سلوكهم األخالقي‪.‬‬

‫‪ -‬صالح رزق عبد الغفار يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.242‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬طالب خيرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.102‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬بّس ام عاطف المهتار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪65‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫فاألعم‪22‬ال الخط‪22‬يرة إًذ ا‪ ،‬هي أعم‪22‬ال ش‪22‬رعية في أصلها‪ ،‬أي يمكن ممارس‪22‬تها بش‪22‬كل ق‪22‬انوني‬
‫في مختل‪22‬ف األنش‪22‬طة اإلقتصادية للدول‪22‬ة‪ ،‬غ‪22‬ير أّن ه يمكن له‪22‬ا أن تس‪22‬بب أض‪22‬رارا للصحة الجس‪22‬مية‬
‫والعقلية للطفل وتؤّثر سلبا على نموه أو تشّك ل ل‪2‬ه خلال في نم‪2‬وه العض‪2‬لي أو الجس‪2‬ماني‪ ،‬أو ت‪2‬ؤّثر‬
‫على حالته الّنفسية وكل هذا يؤثر سلبًا على مستقبل الطفل‪.‬‬

‫إاّل أن الم ‪22‬اّد ة الرابع ‪22‬ة من المعاه ‪22‬دة الم ‪22‬ذكورة أعاله‪ ،‬أوكلت أم ‪22‬ر تحدي ‪22‬د ه ‪22‬ذه األعم ‪22‬ال إلى‬
‫القوانين أو األنظم‪2‬ة الوطني‪2‬ة أو الس‪2‬لطة المختصة‪ ،‬بع‪2‬د التش‪2‬اور م‪2‬ع المنظم‪2‬ات المعني‪2‬ة ألصحاب‬
‫العمل والعمال‪ ،‬مع أخذ المعايير الدولية ذات الصلة بعين اإلعتبار‪ ،‬كم‪22‬ا أوكلت أم‪22‬ر تحدي‪22‬د مك‪22‬ان‬
‫وج‪22 2‬ود األعم‪22 2‬ال الخط‪22 2‬يرة والفحص ال‪22 2‬دوري لقائمته‪22 2‬ا إلى الس‪22 2‬لطة المختصة بع‪22 2‬د التش‪22 2‬اور م‪22 2‬ع‬
‫‪1‬‬
‫المنظمات المعنية ألصحاب العمل والعمال‪.‬‬

‫والج‪22‬دير بال‪22‬ذكر‪ ،‬أّن إيك‪22‬ال ه‪22‬ذه المهّم ات إلى الحكوم‪22‬ات يجع‪22‬ل أحك‪22‬ام ه‪22‬ذه اإلتفاقي‪22‬ة بمثاب‪22‬ة‬
‫توصيات غ ‪22 2‬ير ملزم ‪22 2‬ة‪ ،‬مّم ا يفس ‪22 2‬ح المج ‪22 2‬ال للتفّلت عن إعالن الكث ‪22 2‬ير من األعم ‪22 2‬ال الخط ‪22 2‬يرة‬
‫واعتبارها كأعمال غير خطيرة‪ ،‬وبالتالي تكون هذه الحكومات قد فّو تت الغاية من هذه المعاهدة‪،‬‬
‫وأفسدت الجهود الدولية لمكافحة هذه الظاهرة؛ فالعمل الخاص مع العائل‪22‬ة مثال‪ ،‬ال يك‪22‬ون ممنوع‪22‬ا‬
‫إّال إذا ك‪22 2‬ان خط‪22 2‬يرا حس‪22 2‬ب من‪22 2‬درجات القائم‪22 2‬ة ال‪22 2‬تي يق‪22 2‬ع أم‪22 2‬ر إع‪22 2‬دادها على ع‪22 2‬اتق الحكوم‪22 2‬ات‬
‫‪2‬‬
‫الوطنية‪.‬‬

‫‪ -‬الفق‪2‬رة د من نص الم‪22‬اّد ة ‪ 03‬من اإلتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 182‬المتعّلق‪2‬ة بحظ‪2‬ر أس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪22‬ل األطف‪2‬ال واإلج‪2‬راءات الفوري‪22‬ة للقض‪2‬اء‬ ‫‪4‬‬

‫عليها‪.‬‬
‫‪ -1‬تنص الماّد ة ‪ 04‬من اإلتفاقية رقم ‪ 182‬المتعّلقة بحظر أسوأ أش‪2‬كال عم‪2‬ل األطف‪2‬ال واإلج‪2‬راءات الفوري‪2‬ة للقض‪2‬اء عليه‪2‬ا‪ ،‬على‬
‫ما يلي‪ -1 ":‬تحّد د القوانين أو األنظمة الوطنية أو السلطة المختّص ة بعد التشاور مع المنظمات المعنية ألصحاب العمل والعّم ال‪،‬‬
‫أنواع العمل المشار إليها في الم‪2‬اّد ة ‪( 03‬د)‪ ،‬م‪2‬ع أخ‪2‬ذ المع‪2‬ايير الدولي‪2‬ة ذات الصلة بعين اإلعتب‪2‬ار‪ ،‬والس‪2‬يما الفقرت‪2‬ان‪ 03‬و‪ 04‬من‬
‫توصية أسوأ أشكال عمل األطفال ‪.1999‬‬
‫‪ -2‬تح‪ّ2‬د د الس‪2‬لطة المختّص ة بع‪22‬د التش‪2‬اور م‪22‬ع المنظم‪22‬ات المعني‪22‬ة ألصحاب العم‪22‬ل والعم‪22‬ال‪ ،‬مك‪22‬ان وج‪2‬ود ه‪22‬ذه األعم‪22‬ال ال‪2‬تي ح‪ّ2‬د دت‬
‫على أّنها من هذا النوع‪.‬‬
‫‪ -3‬تق ‪22‬وم الس ‪22‬لطة المختصة بفحص القائم ‪22‬ة المنّظم ‪22‬ة ب ‪22‬أنواع العم ‪22‬ل ال ‪22‬تي تم البت بش ‪22‬أنها بمقتض ‪22‬ى الفق ‪22‬رة ‪ 01‬من ه ‪22‬ذه الم ‪22‬اّد ة‪،‬‬
‫ومراجعتها عند اإلقتضاء بصورة دورية‪ ،‬وبالتشاور مع المنظمات المعنية ألصحاب العمل والعمال‪".‬‬
‫‪ -‬باسم عاطف المهتار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.99‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪66‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫أّم ا فيم‪22‬ا يتعّل ق بالمع‪22‬ايير الدولي‪22‬ة لتحدي‪22‬د األعم‪22‬ال الخط‪22‬يرة‪ ،‬فق‪22‬د وض‪22‬عتها الفق‪22‬رة ‪ 3‬و‪ 4‬من‬
‫التوصية رقم ‪ 190‬ألسوأ أشكال عمل األطفال لسنة ‪ ،1999‬بنّص ها‪ " :‬ينبغي –عند تحدي‪22‬د أن‪22‬واع‬
‫العم ‪22‬ل المش ‪22‬ار إليه ‪22‬ا في الم ‪22‬اّد ة ‪(03‬د) من اإلتفاقي ‪22‬ة وتحدي ‪22‬د أم ‪22‬اكن وجوده ‪22‬ا‪ -‬أن ي ‪22‬وّلى اإلعتب ‪22‬ار‬
‫ألمور من بينها‪:‬‬

‫‪ -‬األعمال التي تعّر ض األطفال لإلستغالل البدني أو النفسي أو الجنسي؛‬

‫‪ -‬األعمال ال‪22‬تي ت‪22‬زاول في ب‪22‬اطن األرض‪ ،‬أو تحت المي‪22‬اه أو على ارتفاع‪22‬ات خط‪22‬رة أو في‬
‫أماكن محصورة؛‬

‫‪-‬األعمال ال‪2‬تي تس‪2‬تخدم فيه‪2‬ا آالت ومع‪ّ2‬د ات وأدوات خط‪2‬رة‪ ،‬أو ال‪2‬تي تس‪2‬تلزم مناول‪2‬ة أو نق‪2‬ل‬
‫أحمال ثقيلة يدويا؛‬

‫‪ -‬األعم‪22‬ال ال‪22‬تي ت‪22‬زاول في بيئ‪22‬ة غ‪22‬ير صّح ية يمكن أن تع‪ّ2‬ر ض األطف‪22‬ال‪ ،‬على س‪2‬بيل المث‪22‬ال‬
‫لم‪22‬واد أو عوام‪22‬ل أو عملي‪22‬ات خط‪22‬يرة‪ ،‬أو ل‪22‬درجات ح‪22‬رارة أو مس‪22‬تويات ضوض‪22‬اء أو اه‪22‬تزازات‬
‫ضارة بصحتهم؛‬

‫‪ -‬األعم‪22‬ال ال‪22‬تي ت‪22‬زاول في ظ‪22‬روف بالغ‪22‬ة الصعوبة كالعم‪22‬ل لس‪22‬اعات طويل‪22‬ة مثال أو أثن‪22‬اء‬
‫‪1‬‬
‫الليل‪ ،‬أو العمل الذي يحتفظ فيه بالطفل في مكان صاحب العمل دون سبب معقول‪".‬‬

‫وتعت‪22 2‬بر ه‪22 2‬ذه الظ‪22 2‬اهرة مش‪22 2‬كلة عالمي‪22 2‬ة وش‪22 2‬املة تط‪22 2‬ال ال‪22 2‬دول الصناعية والّنامي‪22 2‬ة على ح‪22 2‬د‬
‫الّس واء‪ ،‬ووفق‪22‬ا لإلحصائيات الصادرة عن منظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة‪ ،‬ينخ‪22‬رط أك‪22‬ثر من ‪ 115‬ملي‪22‬ون‬
‫طف ‪22‬ل في العم ‪22‬ل الخط ‪22‬ير‪ ،‬الغالبي ‪22‬ة العظمى منهم ينش ‪22‬طون في قط ‪22‬اع الزراع ‪22‬ة والصيد البح ‪22‬ري‬
‫والغاب‪22‬ات (ح‪22‬والي ‪ )٪70‬في حين يعم‪22‬ل أق‪22‬ل من (‪ )٪9‬في الصناعات التحويلي‪22‬ة‪ ،‬وك‪22‬ذلك تج‪22‬ارة‬
‫الجمل‪22 2‬ة والتجزئ‪22 2‬ة‪ ،‬والمط‪22 2‬اعم والفندق‪22 2‬ة‪ ،‬ثم ت‪22 2‬أتي ب‪22 2‬ترتيب تن‪22 2‬ازلي قط‪22 2‬اع الخ‪22 2‬دمات اإلجتماعي‪22 2‬ة‬

‫‪ -1‬البند ‪ ،02‬فقرة (‪ )3‬و(‪ )4‬من التوصية رقم ‪ 190‬بشأن حظر أسوأ أشكال عمل األطفال واإلج‪2‬راءات الفوري‪22‬ة للقض‪2‬اء عليه‪22‬ا‪،‬‬
‫لسنة ‪.1999‬‬

‫‪67‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫والشخصية بنسبة (‪ ،)٪6.5‬النقل والتخزين واإلتصاالت (‪ )٪4‬وأخ‪2‬يرا قط‪22‬اع البن‪22‬اء والصناعات‬


‫‪1‬‬
‫اإلستخراجية في المرتبة الخيرة بنسبة (‪ )٪3‬من األطفال العاملين‪.‬‬

‫ولدراسة هذا الصنف من أسوأ أشكال عمل األطفال‪ ،‬يمكننا تقسيم هذا المطلب إلى فرعين؛‬
‫نتن‪22 2‬اول األعم‪22 2‬ال الخط‪22 2‬يرة بطبيعته‪22 2‬ا في الف‪22 2‬رع األول‪ ،‬أّم ا الف‪22 2‬رع الث‪22 2‬اني فنخصصه لألعم‪22 2‬ال‬
‫الخطيرة بفعل الظروف التي تزاول فيها‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫األعمال الخطيرة بطبيعتها‬

‫األعمال الخطيرة بطبيعته‪2‬ا هي تل‪2‬ك األعم‪2‬ال ال‪2‬تي تش‪2‬كل خط‪2‬را بالنس‪2‬بة للب‪2‬الغين واألطف‪2‬ال‬

‫على الّس واء‪ ،‬ولكن الطفل يكون أكثر عرضة للخطر ألنه في طور النمو الب‪22‬دني والعقلي‪ ،‬وغالب‪ً2‬ا‬
‫م‪22‬ا يك‪22‬ون "تواق ‪ً2‬ا لإلنج‪22‬از" فه‪22‬و يري‪22‬د أن ي‪22‬ؤدي أداء حس‪22‬نًا ولكن‪22‬ه يفتق‪22‬ر إلى اإلدراك وإ لى الخ‪22‬برة‬
‫والت‪22‬دريب على التعام‪22‬ل م‪22‬ع المخ‪22‬اطر‪ ،‬كم‪22‬ا أن األدوات واآلالت المس‪22‬تعملة في مختل‪22‬ف األنش‪22‬طة‬
‫اإلقتصادية ليست ُم خّص صة للطفل لذا فهي تشكل أخطارا كبيرة عليه‪ ،‬وتسهم جميع هذه العوامل‬
‫‪2‬‬
‫في جعل المهمة نفسها التي ينجزها الطفل يمكن أن تكون أكثر خطورة عليه من البالغ‪.‬‬

‫وباإلض‪22‬افة إلى المخ‪22‬اطر ال‪22‬تي ُتعّر ض‪22‬ها للطف‪22‬ل‪ ،‬تّتصف ه‪22‬ذه األعم‪22‬ال بأنه‪22‬ا أعم‪22‬ال ش‪22‬اّقة؛‬
‫حيث تتطلب من الطف‪22‬ل القي‪22‬ام بجه‪22‬د عض‪22‬لي يف‪22‬وق طاقت‪22‬ه مّم ا ق‪22‬د يتس‪22‬بب ل‪22‬ه في أض‪22‬رار جس‪22‬دية‬
‫ت‪22‬تراوح م‪22‬ا بين الج‪22‬روح واإلصابات الطفيف‪22‬ة‪ ،‬أو ح‪22‬تى اإلعاق‪22‬ة‪ ،‬وق‪22‬د تصل إلى الم‪22‬وت في بعض‬

‫‪1‬‬
‫‪- BIT, un avenir sans travail des enfants, op.cit, P24.‬‬
‫‪ - 2‬منظمة الصّح ة العالمية‪" ،‬عمالة األطفال الخطرة"‪.‬‬
‫أنظر الرابط ‪ /https://www.who.int/ceh/risks/labour/ar :‬اطلع عليه بتاريخ ‪.23/07/2020‬‬

‫‪68‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫األحي‪22‬ان‪ ،‬ه‪22‬ذا إض‪22‬افة المش‪22‬اكل الجس‪22‬دية والنفس‪22‬ية ال‪22‬تي ق‪22‬د ال تظه‪22‬ر إاّل بع‪22‬د انقض‪22‬اء أع‪22‬وام عدي‪22‬دة‬
‫‪1‬‬
‫مثل حاالت التسّم م بالمعادن الخطيرة‪ ،‬والمشاكل العقلية والسلوكية‪.‬‬

‫ومن األمثل ‪22‬ة على مج ‪22‬االت العم ‪22‬ل ال ‪22‬تي تعت ‪22‬بر أعم ‪22‬ال خط ‪22‬يرة بطبيعته ‪22‬ا على الطف ‪22‬ل نج ‪22‬د؛‬
‫العمل في مجال البناء والتعدين وصيد األسماك‪ ،‬والعم‪22‬ل في المن‪22‬اجم والس‪22‬دود والمصانع‪ ،‬وحم‪22‬ل‬
‫حم‪2‬والت ثقيل‪2‬ة في الم‪2‬وانئ والس‪2‬كك الحديدي‪2‬ة‪ ،‬والعم‪2‬ل في األم‪2‬اكن المحفوف‪2‬ة بمخ‪2‬اطر الس‪2‬قوط أو‬
‫اإلرتطام بأشياء حاّد ة‪ ،‬والمخاطر البيولوجية‪ ،‬وسنتناول فيما يلي بعض األمثلة عنها‪:‬‬

‫أّو ال‪ :‬عمل األطفال في قطاع الزراعة والصيد البحري‬

‫ي‪22‬ترّك ز عم‪22‬ل األطف‪22‬ال بش‪22‬كل أساس‪22‬ي في قط‪22‬اع الزراع‪22‬ة (ح‪22‬والي ‪ ،)٪70‬وه‪22‬ذا يش‪22‬مل صيد‬
‫األس‪22‬ماك والغاب‪22‬ات ورعي الماش‪22‬ية وتربي‪22‬ة األحي‪22‬اء المائي‪22‬ة‪ ،2‬وبحس‪22‬ب تقري‪22‬ر صادر عن منظم‪22‬ة‬
‫العم ‪22‬ل الدولي ‪22‬ة؛ ف ‪22‬إّن الس ‪22‬بب في ارتف ‪22‬اع نس ‪22‬بة عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال في ه ‪22‬ذا القط ‪22‬اع يرج ‪22‬ع إلى ع‪ّ2 2‬د ة‬
‫اعتب‪22 2‬ارات تتمث‪22 2‬ل بعض‪22 2‬ها في افتق‪22 2‬ار القط‪22 2‬اع إلى نقاب‪22 2‬ات فاعل‪22 2‬ة خاّص ة في مج‪22 2‬االت التش‪22 2‬غيل‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫باإلضافة إلى أّن قطاع الزراعة يعّد قطاعا غير مقنن بشكل كاف في شّتى أنحاء العالم‪.‬‬

‫ونستش‪22‬ف خط‪22‬ورة قط‪22‬اع الزراع‪22‬ة على األطف‪22‬ال من خالل ع‪22‬دد الوفي‪22‬ات المرتبط‪22‬ة بالعم‪22‬ل‪،‬‬
‫والحوادث واألمراض المهنية‪ ،‬وُيعتبر الفقر هو السبب الرئيس‪22‬ي لعم‪22‬ل األطف‪22‬ال في الزراع‪22‬ة ‪-‬‬
‫فغالبي‪22 2‬ة األطف‪22 2‬ال الع‪22 2‬املين في الزراع‪22 2‬ة ينتم‪22 2‬ون إلى ُأس‪22 2‬ر فق‪22 2‬يرة ومفّك ك‪22 2‬ة وذات مس‪22 2‬توى تعليمي‬

‫‪ -‬منظم ‪22‬ة العم ‪22‬ل الدولي ‪22‬ة‪ ،‬المكتب اإلقليمي لل ‪22‬دول العربي ‪22‬ة‪" ،‬الي ‪22‬وم الع ‪22‬المي‪ 12-‬حزي ‪22‬ران‪/‬يوني ‪22‬و‪ :‬تح ‪22‬ذير األطف ‪22‬ال في األعم ‪22‬ال‬ ‫‪1‬‬

‫الخطرة‪-‬الحد من عمل األطفال"‪.‬‬


‫أنظر الرابط‪ www.ilo.org/beirut/events/WCMS_EVT_DOC_AR_32/lang--ar/index.htm :‬بتاريخ ‪.23/07/2020‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-International labour organisation, « 2021 declared international year for the elimination of child labour»,‬‬
‫‪https://www.ilo.org/global/about-the-ilo/newsroom/news/WCMS_713925/lang--en/index.htm. 28/06/2020.‬‬
‫‪ -‬مؤتمر العمل الدولي‪ ،‬تقرير حول "وضع حد لعمل األطفال‪ :‬هدف في المتناول"‪ ،‬الدورة ‪ ،2006 ،95‬ص‪.35‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪69‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫متدن‪ -‬إلى جانب عدم كفاية التكنولوجيا الزراعية‪ ،‬والمواقف التقليدي‪2‬ة إّز اء مش‪2‬اركة األطف‪2‬ال في‬
‫‪1‬‬
‫األنشطة الزراعية‪ ،‬السيما في سياق الزراعة اُألسرية‪.‬‬

‫ه ‪22‬ذا‪ ،‬ويش ‪22‬مل قط ‪22‬اع الزراع ‪22‬ة العدي ‪22‬د من األنش ‪22‬طة منه ‪22‬ا‪ :‬إع ‪22‬داد األراض ‪22‬ي ونق ‪22‬ل وزراع ‪22‬ة‬
‫الش ‪22‬تالت‪ ،‬وإ زال ‪22‬ة األعش ‪22‬اب الض ‪22‬ارة‪ ،‬وتط ‪22‬بيق األس ‪22‬مدة‪ ،‬ومبي ‪22‬دات ال ‪22‬رش‪ ،‬والحصاد‪ ،‬ويتع ‪ّ2‬ر ض‬
‫األطف‪22‬ال بس‪22‬بب ه‪22‬ذه األنش‪22‬طة لمخ‪22‬اطر عدي‪22‬دة بس‪22‬بب األدوات الح‪22‬اّد ة‪ ،‬واآلالت الخط‪22‬يرة‪ ،‬وخط‪22‬ر‬
‫إصابات الثع‪22 2‬ابين واإلصابات الّناجم‪22 2‬ة عن الحيوان‪22 2‬ات األخ‪22 2‬رى‪ ،‬والتع ‪ّ2 2‬ر ض للظ‪22 2‬روف البيئي‪22 2‬ة‬
‫القاس ‪22‬ية‪ ،‬والتع ‪ّ2‬ر ض للم ‪22‬واد الكيميائي ‪22‬ة الزراعي ‪22‬ة‪ ،‬بم ‪22‬ا في ذل ‪22‬ك األس ‪22‬مدة غ ‪22‬ير العض ‪22‬وية ومبي ‪22‬دات‬
‫‪2‬‬
‫اآلفات‪.‬‬

‫ومن أشهر الزراعات التي تعتمد على الي‪22‬د العامل‪22‬ة من األطف‪22‬ال نج‪22‬د زراع‪22‬ة الكاك‪22‬او والُبن؛‬
‫حيث ُيوظ ‪22 2‬ف األطف ‪22 2‬ال لجم ‪22 2‬ع الحب ‪22 2‬وب في العدي ‪22 2‬د من ال ‪22 2‬دول مث ‪22 2‬ل كولومبي ‪22 2‬ا‪ ،‬تنزاني ‪22 2‬ا‪ ،‬أوغن ‪22 2‬دا‬
‫والمكس‪22‬يك‪ ،‬غيني‪22‬ا وس‪22‬احل الع‪22‬اج‪ ،‬وزراع‪22‬ة القطن إذ يق‪22‬وم األطف‪22‬ال بمهم‪22‬ة قط‪22‬ف القطن في جمي‪22‬ع‬
‫أنح ‪22‬اء الع ‪22‬الم‪ ،‬وزراع ‪22‬ة قصب الس ‪22‬كر‪ ،‬حيث ُيس ‪22‬تغل األطف ‪22‬ال في بل ‪22‬دان مث ‪22‬ل غواتيم ‪22‬اال والفل ‪22‬بين‬
‫‪3‬‬
‫وكمبوديا في جني المحصول‪.‬‬

‫وع ‪22‬ادة م ‪22‬ا يعم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال لس‪22‬اعات طويل ‪22‬ة وب ‪22‬أجر رم ‪22‬زي أو ب ‪22‬دون أج‪22‬ر ألنهم يعمل ‪22‬ون في‬
‫األغلب عن ‪22‬د أه ‪22‬اليهم ويس ‪22‬يرون لمس ‪22‬افات بعي ‪22‬دة للوصول إلى أم ‪22‬اكن عملهم‪ ،‬وال يتلّقى األطف ‪22‬ال‬
‫الع‪22‬املون في الزراع‪22‬ة أي ن‪22‬وع من الت‪22‬دريبات‪ ،‬ب‪22‬ل يعتم‪22‬دون مب‪22‬دأ التعّلم من خالل التجرب‪22‬ة وليس‬
‫لديهم أي‪2‬ة معرف‪2‬ة عن مخ‪2‬اطر العم‪2‬ل‪ ،‬حيث يس‪2‬تعمل األطف‪2‬ال المبي‪2‬دات الزراعي‪2‬ة من خالل عملي‪2‬ة‬

‫‪ -‬الحسين عمروش‪" ،‬الحد من أسوأ أشكال عمالة األطفال في نطاق منظمة العمل الدولية‪ :‬المعايير القانونية واآلليات التنظيمية‬ ‫‪1‬‬

‫المتخصصة "‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،15‬جانفي ‪ ،2019‬جامعة البليدة‪ ،02‬ص‪.134‬‬
‫‪ -‬الحسين عمروش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.134‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬دويتشه فيله‪" ،‬صناعات تعتمد على األطفال كأيد عاملة"‪ ،‬مقال منشور على موقع‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ /http://www.ngalarabiya.com/eye-on-earth‬تاريخ اإلطالع‪01/08/2020 :‬‬

‫‪70‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫رش المزروعات والمحاصيل دون اتباع اجراءات وقائية من مخ‪2‬اطر التع‪ّ2‬ر ض أو استنش‪2‬اق ه‪22‬ذه‬
‫‪1‬‬
‫المبيدات‪.‬‬

‫أّم ا عن نش‪22 2‬اط الصيد البح‪22 2‬ري‪ ،‬فينخ‪22 2‬رط األطف‪22 2‬ال في مجموع‪22 2‬ة واس‪22 2‬عة من األنش‪22 2‬طة في‬
‫مصائد األس ‪22‬ماك الطبيعي ‪22‬ة وتربي ‪22‬ة األحي ‪22‬اء المائي ‪22‬ة‪ ،‬ومعالج ‪22‬ة األس ‪22‬ماك بع ‪22‬د الحصاد وتس ‪22‬ويقها‬
‫وتوزيعه‪22‬ا‪ ،‬وع‪22‬ادة م‪22‬ا ُتس‪22‬تغل الفتي‪22‬ات في أنش‪22‬طة م‪22‬ا بع‪22‬د الحصاد‪ ،‬بينم‪22‬ا يش‪22‬ارك األوالد غالب‪22‬ا في‬
‫صيد األس‪22‬ماك‪ ،‬حيث يعمل‪22‬ون س‪22‬واء م‪22‬ع ُأس‪22‬رهم ب‪22‬دون أج‪22‬ر أو بم‪22‬وجب عق‪22‬د م‪22‬ع صاحب العم‪22‬ل‬
‫ويصنف ه‪22‬ذا النش‪22‬اط ض‪22‬من المهن محتمل‪22‬ة الخط‪22‬ورة بالنس‪22‬بة لألطف‪22‬ال وبالخصوص في ح‪22‬االت‬
‫تجري‪22‬ف الجلي‪22‬د‪ ،‬العم‪22‬ل كحّم الين‪ ،‬حراس‪22‬ة س‪22‬فن الصيد في األرصفة والم‪22‬وانئ‪ ،‬وتحمي‪22‬ل وتفري‪22‬غ‬
‫األسماك‪ ،‬ورفع الش‪2‬باك الثقيل‪2‬ة من األس‪2‬ماك‪ ،‬والصيد في البح‪2‬ر اله‪2‬ائج والغ‪2‬وص لتحري‪2‬ر الّش باك‬
‫‪2‬‬
‫المتعّثرة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عمل األطفال في القطاع الصناعي‬

‫ت‪22‬أتي عمال‪22‬ة األطف‪22‬ال في القط‪22‬اع الصناعي في المرتب‪22‬ة الثاني‪22‬ة بع‪22‬د القط‪22‬اع ال‪22‬زراعي‪ ،‬وهي‬
‫ظاهرة قديمة بدأت مع ظهور الثورة الصناعية في ك‪22‬ل من أمريك‪22‬ا وأروب‪22‬ا؛ حيث ه‪22‬اجرت العدي‪22‬د‬
‫من الع ‪22‬ائالت من المن ‪22‬اطق الريفي ‪22‬ة لإلقام ‪22‬ة في المن ‪22‬اطق الصناعية‪ ،‬وهن ‪22‬ا انته ‪22‬ز أرب ‪22‬اب العم ‪22‬ل‬
‫فرصة وجود الي‪2‬د العامل‪2‬ة من األطف‪2‬ال ليقوم‪2‬وا بتش‪2‬غيلهم ُم س‪2‬تغلين قل‪2‬ة أج‪2‬ورهم‪ ،‬والطاع‪2‬ة العمي‪2‬اء‬
‫التي يتصف بها األطفال وعدم شمولهم بالتأمين الصحي والض‪22‬مان اإلجتم‪22‬اعي‪ ،‬وعملهم لس‪22‬اعات‬
‫طويل‪22 2‬ة‪ ،‬حيث ُتق‪22 2‬در س‪22 2‬اعات العم‪22 2‬ل لألطف‪22 2‬ال قراب‪22 2‬ة ‪ 19‬س‪22 2‬اعة في الي‪22 2‬وم‪ ،‬م‪22 2‬ع خط‪22 2‬ر تعّر ض‪22 2‬هم‬

‫‪ -‬فتعامل األطفال مع المبيدات الزراعية بش‪2‬كل مباش‪2‬ر أو غ‪2‬ير مباش‪2‬ر يجعلهم عرض‪2‬ة لمختل‪2‬ف األم‪2‬راض البيئي‪2‬ة مث‪2‬ل المالري‪2‬ا‬ ‫‪1‬‬

‫والبلهارس ‪22‬يا وفق ‪22‬ر ال ‪22‬دم ‪...‬إلخ‪ ،‬كم ‪22‬ا أّن استنش ‪22‬اق ه ‪22‬ذه الم ‪22‬واد ي ‪22‬ترتب علي ‪22‬ه العدي ‪22‬د من اآلث ‪22‬ار الس ‪22‬لبية كالته ‪22‬اب الرئ ‪22‬ة واألم ‪22‬راض‬
‫التنفس‪22‬ية‪ ،‬أّم ا مالمس‪22‬ة ه‪22‬ذه الم‪22‬واد للجل‪22‬د فيتس‪22‬بب ه‪22‬و اآلخ‪22‬ر في ُج مل‪22‬ة من األم‪22‬راض الخط‪22‬يرة مث‪22‬ل س‪22‬رطان ال‪22‬دم والفش‪22‬ل الكل‪22‬وي‬
‫وأمراض الكبد والضعف الجنسي والعقم وتشوه الجنين‪ ،‬والتعّر ض لها لفترة طويلة يسبب تلف األعصاب عند اإلنسان‪.‬‬
‫انظر‪ :‬المجلس الوطني لشؤون األسرة‪ ،‬عمل األطفال في الزراعة في األردن‪ ،2012 ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Fishing and aquaculture, see the link http://www.ilo.org/ipec/areas/Agriculture/WCMS_172419/lang--en/index.htm‬‬
‫‪25/07/2020.‬‬

‫‪71‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫لح ‪22‬وادث العم ‪22‬ل وال ‪22‬تي ق ‪22‬د تصل نتيجته ‪22‬ا للم ‪22‬وت‪ ،‬ناهي ‪22‬ك عن المعامل ‪22‬ة الس ‪22‬يئة ال ‪22‬تي ُيالقونه ‪22‬ا من‬
‫‪1‬‬
‫طرف أرباب العمل كاإلهانة والضرب والتعذيب‪.‬‬

‫ويش‪2‬مل عم‪2‬ل األطف‪2‬ال في قط‪2‬اع الصناعة مج‪2‬االت عدي‪2‬دة منه‪2‬ا؛ صناعة الك‪2‬بريت‪ ،‬دباغ‪2‬ات‬
‫الجل‪22‬ود‪ ،‬حياك‪22‬ة الّس جاد واألحج‪22‬ار الكريم‪22‬ة‪ ،‬والكث‪22‬ير من األعم‪22‬ال ال‪22‬تي تتم في بيئ‪22‬ة غ‪22‬ير صحّية‪،‬‬
‫حيث يتع‪ّ2‬ر ض األطف‪22‬ال للم‪22‬واد المش‪ّ2‬ع ة أو الكيميائي‪22‬ة أو درج‪22‬ات ح‪22‬رارة عالي‪22‬ة أو الضوض‪22‬اء مث‪22‬ل‬
‫‪2‬‬
‫أفران صهر المعادن‪ ،‬تحضير الزئبق‪ ،‬تكرير النفط وصناعة الذهب‪.‬‬

‫ففي المن‪22‬اجم مثال‪ ،‬يق‪22‬وم األطف‪22‬ال بأعم‪22‬ال ش‪22‬اقة وخط‪22‬رة‪ ،‬كأعم‪22‬ال الحف‪22‬ر وتكس‪22‬ير الصخور‬
‫وأعم‪22‬ال الّنخ‪22‬ل وتحمي‪22‬ل الش‪22‬احنات وال‪22‬ردم ونق‪22‬ل الم‪22‬واد الخ‪22‬ام وتنظي‪22‬ف الش‪22‬احنات‪ ،‬كم‪22‬ا يش‪22‬ترك‬
‫األطف‪22 2‬ال في مق‪22 2‬الع الغ‪22 2‬رانيت في جمي‪22 2‬ع األعم‪22 2‬ال ال‪22 2‬تي تقتض‪22 2‬يها طبيع‪22 2‬ة العم‪22 2‬ل من نش‪22 2‬ر أل‪22 2‬واح‬
‫الغ ‪22‬رانيت وتلميعه ‪22‬ا‪ ،‬وذل ‪22‬ك دون توف ‪22‬ير أي ‪22‬ة حماي ‪22‬ة جس ‪22‬دية حيث يعمل ‪22‬ون بأي ‪22‬ديهم الندي ‪22‬ة لتكس ‪22‬ير‬
‫الصخور بالمط ‪22‬ارق‪ ،‬ويعمل ‪22‬ون حف ‪22‬اة على األرض المتوق ‪22‬دة صيفا والموحل ‪22‬ة ش ‪22‬تاًء ‪ُ ،‬م عرض ‪22‬ين‬
‫‪3‬‬
‫أنفسهم لخطر الحوادث واألمراض المزمنة الناتجة عن تلوث الهواء بغبار المناجم الكثيف‪.‬‬

‫ومن األمثل ‪22‬ة أيض ‪22‬ا‪ ،‬نج ‪22‬د صناعة التب ‪22‬غ؛ إذ ُتع ‪22‬د واح ‪22‬دة من أخط ‪22‬ر أن ‪22‬واع العمال ‪22‬ة لألطف ‪22‬ال‬
‫بس‪22‬بب س‪22‬اعات العم‪22‬ل الطويل‪22‬ة والح‪22‬رارة الش‪22‬ديدة والتع‪22‬رض للم‪22‬واد الكيميائي‪22‬ة الخط‪22‬رة‪ ،‬باإلض‪22‬افة‬
‫إلى اضطرار األطفال إلى رفع أحمال ثقيلة‪ ،‬وصناعة الطوب لمشاريع البن‪22‬اء‪ ،‬صناعة المالبس‪،‬‬
‫ولع ‪22 2‬ل من أك ‪22 2‬ثر البل ‪22 2‬دان ش ‪22 2‬هرة في مج ‪22 2‬ال صناعة المالبس في ظ ‪22 2‬روف كارثي ‪22 2‬ة هي كمبودي ‪22 2‬ا‬
‫‪4‬‬
‫وبنغالدش‪.‬‬

‫‪ -1‬أمال بويحياوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.42‬‬


‫‪ -2‬حيث تش‪22‬كل عمال‪22‬ة األطف‪22‬ال في من‪22‬اجم ال‪22‬ذهب أم‪22‬را ش‪22‬ائعا في بعض أنح‪22‬اء إفريقي‪22‬ا وآس‪22‬يا وأمريك‪22‬ا الجنوبي‪22‬ة‪ ،‬يواج‪22‬ه األطف‪22‬ال‬
‫مخ ‪22‬اطر ع ‪ّ2‬د ة أبرزه ‪22‬ا خط ‪22‬ر الم ‪22‬وت من اإلنفج ‪22‬ارات في الحف ‪22‬ر والتنقيب‪ ،‬أو الوق ‪22‬وف لس ‪22‬اعات على ض ‪22‬فاف النه ‪22‬ر لغربل ‪22‬ة فت ‪22‬ات‬
‫ال ‪22‬ذهب‪ ،‬ويع ‪22‬اني األطف ‪22‬ال ال ‪22‬ذين يعمل ‪22‬ون في التنقيب على ال ‪22‬ذهب من مخ ‪22‬اطر أم ‪22‬راض مث ‪22‬ل الزح ‪22‬ار والمالري ‪22‬ا والته ‪22‬اب الس ‪22‬حايا‬
‫والدرن بسبب المياه الملوثة التي يعيشون عليها‪ .‬أنظر‪ :‬دويتشه فيله‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬بسام عاطف المهتار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -4‬دويتشه فيله‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫ثالثا‪ :‬استغالل األطفال في العمل المنزلي‬

‫تقّد ر منظمة العمل الدولية أن ‪ 15.5‬مليون طفل ينخرطون في العمل المنزلي‪ ،‬وتشير ه‪22‬ذه‬
‫اإلحصائية إلى أن م ‪22‬ا يق ‪22‬ارب ‪ ٪30‬من عم ‪22‬ال المن ‪22‬ازل في الع ‪22‬الم هم من األطف ‪22‬ال‪ ،‬حيث يعم ‪22‬ل‬
‫العديد منهم أكثر من ‪ 12‬ساعة في اليوم دون عطلة أسبوعية‪ ،‬ويقوم‪22‬ون بش‪ّ2‬تى األعم‪22‬ال المنزلي‪22‬ة‬
‫ك‪22‬الطهي وغس‪22‬ل األطب‪22‬اق والمالبس وكّيه‪22‬ا‪ ،‬والتس‪22‬وق ورعاي‪22‬ة األطف‪22‬ال والمس‪ّ2‬نين من أف‪22‬راد أس‪22‬رة‬
‫أصحاب العم‪22 2‬ل‪ ،‬وهم يتلق‪22 2‬ون أج ‪22‬ورا منخفض‪22 2‬ة ج ‪22‬دا‪ ،‬وفي غ‪22 2‬الب األحي‪22 2‬ان يعمل‪22 2‬ون دون مقاب‪22 2‬ل‬
‫‪1‬‬
‫ماّد ي‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإّن األطفال العاملين في المنازل ُيحرمون من التعليم‪ ،‬فق‪2‬د أش‪2‬ار تحقي‪2‬ق‬
‫لهي ‪22‬ومن رايتس ووتش في إندونيس ‪22‬يا ب ‪22‬أن واح ‪22‬دا فق ‪22‬ط من ‪ 45‬من األطف ‪22‬ال الع ‪22‬املين في المن ‪22‬ازل‬
‫الذين أجريت معهم المق‪22‬ابالت ك‪22‬ان ي‪22‬ذهب للمدرس‪2‬ة‪ ،‬وأظه‪22‬رت دراس‪2‬ات أخ‪2‬رى ق‪2‬امت به‪22‬ا منظم‪22‬ة‬
‫مكافح‪22‬ة العبودي‪22‬ة الدولي‪22‬ة أن ‪ ٪68‬من األطف‪22‬ال الع‪22‬املين في المن‪22‬ازل في الهن‪22‬د و‪ ٪56‬في توغ‪22‬و‬
‫يتعّر ض‪22‬ون للعق‪22‬اب الجس‪22‬دي ولإلس‪22‬اءة الّلفظي‪22‬ة وهي األك‪22‬ثر ش‪22‬يوعا بم‪22‬ا في ذل‪22‬ك الصياح والش‪22‬تائم‬
‫‪2‬‬
‫والتهديدات‪.‬‬

‫فاألطف‪22‬ال ال‪22‬ذين يعمل‪22‬ون في المن‪22‬ازل هي الفئ‪22‬ة األك‪22‬ثر ض‪22‬عفا واس‪22‬تغالال من قب‪22‬ل اآلخ‪22‬رين‪،‬‬
‫فأغلب هؤالء األطفال يتعّر ضون لإليذاء العاطفي‪ ،‬والنفسي وحتى الجنسي‪ ،‬كما أّنهم يعملون في‬
‫ُع زلة عن اآلخرين ولساعات طويل‪22‬ة‪ ،‬ل‪22‬ذا يصعب توف‪2‬ير الحماي‪22‬ة لهم‪ ،‬بس‪2‬بب الطبيع‪22‬ة الخفّي ة له‪22‬ذا‬
‫النوع من العم‪2‬ل‪ ،‬ويع‪2‬اني ع‪2‬دد غ‪2‬ير مع‪2‬روف من ه‪2‬ؤالء األطف‪2‬ال من المعامل‪2‬ة القاس‪2‬ية على أي‪2‬دي‬
‫‪3‬‬
‫مستخدميهم بما في ذلك الضرب المبرح‪.‬‬

‫ففي جاكرت ‪22 2‬ا مثال‪ ،‬يق ‪22 2‬در ع ‪22 2‬دد األطف ‪22 2‬ال الع ‪22 2‬املين في المن ‪22 2‬ازل س‪22 2‬بعمائة أل ‪22 2‬ف طف ‪22 2‬ل‪ ،‬وفي‬
‫البرازيل يشكل أطفال الخدم‪2‬ة المنزلي‪2‬ة ‪ 2‬بالمئ‪2‬ة من مجم‪2‬وع األطف‪2‬ال الع‪2‬املين‪ ،‬حيث تب‪2‬دأ أعم‪2‬ال‬

‫‪ -1‬حاج سودي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.127‬‬


‫‪ -‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.127‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬بحث حول ظاهرة تشغيل األطفال‪ ،‬على الرابط‪ https://bit.ly/3Hh29D1 :‬تاريخ اإلطالع‪.02/08/2020 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪73‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫الخدمة المنزلية كل يوم على الساعة الخامسة صباحا فهم يقوم‪22‬ون بأعم‪22‬ال ش‪22‬اقة‪ ،‬وال وقت ل‪22‬ديهم‬
‫‪1‬‬
‫للعب ويواجه الذين يحاولون الهرب عقوبة قاسية‪.‬‬

‫وي‪22‬ؤّثر العم‪22‬ل الم‪22‬نزلي بصورة أساس‪22‬ية على الفتي‪22‬ات‪ ،‬ف‪22‬اآلالف من الفتي‪22‬ات المحروم‪22‬ات من‬
‫الدراس‪22‬ة والُم نتمي‪22‬ات إلى أوس‪22‬اط فق‪22‬يرة ُيرس‪22‬لن للخدم‪22‬ة في ال‪22‬بيوت من أج‪22‬ل زي‪22‬ادة دخ‪22‬ل األس‪22‬رة‪،‬‬
‫وكث‪22‬يرا م‪22‬ا تتع‪ّ2‬ر ض تل‪22‬ك الخادم‪22‬ات للعن‪22‬ف واالعت‪22‬داءات الجنس‪22‬ية على ي‪22‬د أرب‪22‬اب العم‪22‬ل‪ ،‬وب‪22‬النظر‬
‫إلى وض‪22‬عهن االقتصادي الح‪22‬رج‪ ،‬وخوف‪22‬ا من صرفهن من العم‪22‬ل‪ ،‬تش‪22‬عر الفتي‪22‬ات ب‪22‬أنهن ملزم‪22‬ات‬
‫لالستسالم لرغبات أرباب العمل‪ ،‬والفتيات الّلواتي يهربن من االضطهاد يجدن أنفسهن في أغلب‬
‫‪2‬‬
‫األحيان في الشارع ويسقطن في دّو امة البغاء‪.‬‬

‫والج‪22‬دير بال‪22‬ذكر هن‪22‬ا‪ ،‬أّن ه ُيس‪22‬تثنى من ه‪22‬ذا الن‪22‬وع من أس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل‪ ،‬األعم‪22‬ال المنزلي‪22‬ة‬
‫ال‪22‬تي تتم في ظ‪22‬روف معقول‪22‬ة‪ ،‬وتحت إش‪22‬راف المق ‪ّ2‬ر بين‪ ،‬وال‪22‬تي تعت‪22‬بر ج‪22‬زء ال يتج ‪ّ2‬ز أ من الحي‪22‬اة‬
‫األس‪22‬رية وُتع‪ّ2‬ز ز النم‪22‬و الجس‪22‬مي والعقلي للطف‪22‬ل‪ ،‬حيث أّك دت بعض الدراس‪22‬ات أّن مس‪22‬اهمة الطف‪22‬ل‬
‫‪3‬‬
‫في األعمال المنزلية تؤّثر إيجابيا على تحصيلهم األكاديمي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫أسوأ أشكال عمل األطفال المعتبرة أعماال خطيرة بفعل الظروف التي تزاول فيها‬

‫ُيقصد بظ‪22‬روف العم‪22‬ل بصفة عاّم ة؛ تل‪22‬ك الض‪22‬مانات ال‪22‬تي تحف‪22‬ظ للعام‪22‬ل كرامت‪22‬ه اإلنس‪22‬انّية‬
‫وبالّتالي تمّيز عمله عن أعمال الّس خرة وال‪22‬رق والمعامل‪22‬ة الّالإنس‪2‬انية‪ ،‬ويتعّل ق األم‪2‬ر ع‪22‬ادة ب‪22‬األجر‬
‫وم‪ّ2‬د ة العم‪22‬ل والراح‪22‬ة األس‪22‬بوعّية والعم‪22‬ل الّليلي والعطل‪22‬ة مدفوع‪22‬ة األج‪22‬ر‪ ،‬في حين تتعل‪22‬ق ظ‪22‬روف‬

‫‪ -‬عبد الرحمان عسيري‪ ،‬وضعيات االتجار باألطفال‪ ،‬ندوة علمية حول مكافح‪2‬ة االتج‪2‬ار بالطف‪2‬ال‪ ،‬جامع‪2‬ة ن‪2‬ايف العربي‪2‬ة للعل‪2‬وم‬ ‫‪1‬‬

‫األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،2006 ،‬ص‪.16‬‬


‫‪ -‬الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬تقرير رقم ‪ ،A/221/65‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.26 ،25‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ - 3‬الُم شاركة باألعمال المنزلية‪...‬طريق الطفل نحو التفوق األكاديمي‪ ،‬دراسة منشورة على الرابط‪:‬‬
‫‪ https://bit.ly/41MIjI3‬تاريخ اإلطالع‪.03/08/2020 :‬‬

‫‪74‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫عمل األطفال في الغالب بتقييد العمل الليلي لما ينطوي عليه من مخ‪22‬اطر صحية على ه‪22‬ذه الفئ‪22‬ة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وتوفير الظروف المناسبة لتسهيل عمل األطفال وإ خضاعهم للفحص الطبي‪.‬‬

‫من هن ‪22‬ا‪ ،‬يقصد باألعم ‪22‬ال الخط ‪22‬يرة بفع ‪22‬ل الظ ‪22‬روف ال ‪22‬تي ت ‪22‬زاول فيه ‪22‬ا؛ تل ‪22‬ك األعم ‪22‬ال ال ‪22‬تي‬
‫تزاول في ظروف الإنسانية‪ ،‬ف‪2‬أي ن‪2‬وع من أن‪2‬واع عم‪2‬ل األطف‪2‬ال ق‪2‬د يك‪2‬ون أو يصبح خط‪2‬يرا وفق‪2‬ا‬
‫لشروط وظ‪22‬روف العم‪22‬ل‪ ،‬فحّتى األعم‪22‬ال ال‪22‬تي ال تتطلب الكث‪22‬ير من الجه‪22‬د في ظاهره‪22‬ا‪ ،‬يمكن أن‬
‫تكون خطيرة بسبب عدد ساعات العمل الطويل‪22‬ة‪ ،‬أو العم‪22‬ل باللي‪22‬ل أو بس‪2‬بب التع‪ّ2‬ر ض للمض‪22‬ايقات‬
‫أو عدم توفير وسائل الّس المة من طرف رب العمل‪.‬‬

‫فهذا الصنف من أسوأ أشكال عمل األطفال قد يبدو آمنا للوهل‪22‬ة األولى وم‪22‬ع ذل‪22‬ك‪ ،‬يمكن أن‬
‫يكون له آث‪2‬ار ض‪2‬ارة بالصّح ة الجس‪2‬دّية والعقلي‪2‬ة للطف‪2‬ل‪ ،‬مث‪2‬ال ذل‪2‬ك خط‪2‬ر اإلصابة بض‪2‬ربة ش‪2‬مس‬
‫عند األطفال ال‪2‬ذين يض‪2‬طّر ون لمجالس‪2‬ة الُقطع‪2‬ان من األغن‪2‬ام‪ ،‬أو العم‪2‬ل لس‪2‬اعات متتالي‪2‬ة أو باللي‪2‬ل‬
‫‪2‬‬
‫في المطاعم والفنادق والنوادي الّليلية‪ ،‬مّم ا يجعل عمل الطفل مرهقا وشاّقا‪.‬‬

‫أّو ال‪ :‬عمل األطفال لساعات طويلة‬

‫ُيقصد بساعات العمل أو مّد ة العمل بصفة عاّم ة؛ "تل‪22‬ك الف‪22‬ترة الزمني‪22‬ة اليومي‪22‬ة أو األس‪22‬بوعية‬
‫التي يلتزم فيها العامل بوضع نفس‪2‬ه ووقت‪22‬ه تحت تصّر ف وخدم‪22‬ة صاحب العم‪22‬ل‪ ،‬أو بتعب‪22‬ير آخ‪2‬ر‬
‫هي تل‪22‬ك الم ‪ّ2‬د ة الّز مني‪22‬ة ال‪22‬تي يل‪22‬تزم العام‪22‬ل بقض‪22‬ائها في مك‪22‬ان العم‪22‬ل"‪ ،3‬وانطالق‪22‬ا من مب‪22‬دأ رعاي‪22‬ة‬
‫العامل‪ ،‬فقد حرصت مختلف التشريعات الوطنية على تحديد الوقت الذي يزاول فيه العامل عمل‪22‬ه‬
‫وتنظيم ساعات العمل وعدم ترك هذا األمر في يد أرباب العمل‪.‬‬

‫فعم‪22‬ل الطف‪22‬ل لس‪22‬اعات طويل‪22‬ة مخالف‪22‬ة لم‪22‬ا ينص علي‪22‬ه الق‪22‬انون‪ ،‬يجع‪22‬ل ه‪22‬ذا العم‪22‬ل خط‪22‬يرا‪ ،‬إذ‬
‫ُي لزم ‪22‬ه بالبق ‪22‬اء في مك ‪22‬ان الش ‪22‬غل‪ ،‬ويحرم ‪22‬ه من ال ‪22‬ذهاب إلى المدرس ‪22‬ة في الم ‪22‬واقيت المح ‪22‬دد له ‪22‬ا‪،‬‬

‫‪ -‬وسيلة شابو‪ ،‬القانون الدولي للعمل‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ط‪ ،02‬ص‪.161‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪- BIT, un avenir sans travail des enfants, op.cit, P12.‬‬
‫‪ -3‬س ‪22‬ليمان أحمي ‪22‬ة‪ ،‬التنظيم الق ‪22‬انوني لعالق ‪22‬ات العم ‪22‬ل في التش ‪22‬ريع الجزائ ‪22‬ري‪ :‬عالق ‪22‬ة العم ‪22‬ل الفردي ‪22‬ة‪ ،‬ج‪ ،02‬دي ‪22‬وان المطبوع ‪22‬ات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.124‬‬

‫‪75‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫ويحول دون ممارسته ألنشطة ُتسّليه‪ ،‬والتي تعتبر من أدنى حقوق‪22‬ه أو ُي لّهي‪22‬ه عن التحصيل نتيج‪22‬ة‬
‫الضغط الذي يمارس عليه‪ ،‬كما يعزله ويبعده عن االتصال بالعالم الخارجي ما ينتج عنه أضرار‬
‫تلحق بصّح ته النفسية والجسدية وُتعرقل نموه وقدرته على اإلبداع‪.‬‬

‫وال يقتصر ه ‪22‬ذا الن ‪22‬وع من األعم ‪22‬ال الخط ‪22‬يرة على اس ‪22‬تغالل األطف ‪22‬ال في العم ‪22‬ل لس ‪22‬اعات‬
‫ُم فرطة تفوق قدراتهم المحدودة فقط‪ ،‬بل يمتد إلى استغاللهم في العمل لساعات إض‪22‬افية على م ‪ّ2‬د ة‬
‫العمل اليومية أو األسبوعية‪ ،‬والعمل في أي‪2‬ام الراح‪2‬ة‪ ،‬فع‪2‬ادة م‪2‬ا يس‪2‬تغل أرب‪2‬اب العم‪2‬ل األطف‪2‬ال في‬
‫العمل لساعات إض‪2‬افية م‪2‬ا يح‪2‬ول دون تمتعهم ب‪2‬وقت ك‪2‬افي للراح‪2‬ة أو أوق‪2‬ات ف‪2‬راغ تس‪2‬مح بنم‪2‬وهم‬
‫‪1‬‬
‫الجسماني إلتاحة وقت كاف للتعليم والتدريب وللراحة أثناء النهار والتسلية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العمل الّليلي لألطفال‬

‫المعروف أّن العمل في الليل هو استثناء من األصل العام‪ ،‬ألّن اإلنسان إّنما ُج ِبل على الك‪22‬د‬
‫والس‪2‬عي في النه‪22‬ار‪ ،‬أّم ا اللي‪22‬ل فُج ع‪22‬ل للراح‪2‬ة والّس كون واس‪2‬تعادة الق‪22‬وى‪ ،‬فه‪22‬و عم‪22‬ل ُم جه‪22‬د بالنس‪2‬بة‬
‫لجسم اإلنسان ألّنه يخالف الطبيعة والفطرة البشرية‪ ،‬س‪2‬واء أك‪22‬ان ه‪22‬ذا العام‪22‬ل ذك‪22‬را أم أن‪22‬ثى‪ ،‬غ‪22‬ير‬
‫أّن ه يعت‪22‬بر أك‪22‬ثر مش‪ّ2‬قة وإ رهاق‪ً2‬ا بالنس‪22‬بة للّطف‪22‬ل العام‪22‬ل ب‪22‬الّنظر لبنيت‪22‬ه الفيزيولوجي‪22‬ة والجس‪22‬دية ال‪22‬تي‬
‫‪2‬‬
‫يتمتع بها‪ ،‬وعدم اكتمال نمّو ه البدني والّنفسي‪ ،‬فهو أكثر حاجة إلى النوم من الكبار‪.‬‬

‫والمقصود بالعمل الليلي؛ كل عمل يتم إنج‪2‬ازه خالل ف‪2‬ترة ال تق‪2‬ل عن س‪2‬بع س‪2‬اعات متتالي‪2‬ة‪،‬‬
‫تستغرق الفترة الممتّد ة من منتصف الليل‪ ،‬ويتجاوز عددها عتب‪2‬ة معّين‪2‬ة تح‪ّ2‬د دها الس‪2‬لطة المختصة‬
‫‪3‬‬
‫بعد التشاور مع المنظمات األكثر تمثيال ألصحاب العمل والعمال‪.‬‬

‫‪ -1‬الضاوية كيرواني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.67‬‬


‫‪ -2‬ت‪2‬اج عط‪2‬اء اهلل‪" ،‬العم‪2‬ل الليلي في تش‪2‬ريع العم‪2‬ل الجزائ‪2‬ري بين المس‪2‬اواة والحماي‪2‬ة القانوني‪2‬ة للم‪2‬رأة"‪ ،‬مجل‪2‬ة الدراس‪2‬ات القانوني‪2‬ة‬
‫والسياسية‪ ،‬العدد‪ ، 2015 ،01‬جامعة عمار ثلجي األغواط‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.72‬‬
‫‪ -33‬نص الم‪2‬اّد ة ‪ ،01‬من االتفاقي‪2‬ة رقم ‪ 171‬بش‪2‬أن العم‪2‬ل الليلي‪ ،‬الصادرة عن منّظم‪2‬ة العم‪2‬ل الدولي‪2‬ة‪ ،‬ال‪2‬دورة الس‪2‬ابعة والس‪2‬بعين‪،‬‬
‫جنيف‪ ،‬جويلية ‪.1990‬‬

‫‪76‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫وق‪22 2‬د اختلفت التش‪22 2‬ريعات الوطني‪22 2‬ة في تحدي‪22 2‬د ف‪22 2‬ترة العم‪22 2‬ل الّليلي‪ ،‬فبعض‪22 2‬ها اعتم‪22 2‬د المعي‪22 2‬ار‬
‫الزم ‪22‬ني في تحدي ‪22‬دها‪ُ ،‬م ح‪ّ2 2‬د دا س ‪22‬اعة لب ‪22‬دايتها وأخ ‪22‬رى لنهايته ‪22‬ا‪ ،1‬والبعض اآلخ ‪22‬ر يأخ ‪22‬د بالمعي ‪22‬ار‬
‫الفلكي في تحدي‪22‬د العم‪22‬ل الليلي‪ ،‬أي فيم‪22‬ا بين غ‪22‬روب الش‪22‬مس وش‪22‬روقها على أّال تق‪22‬ل ه‪22‬ذه الف‪22‬ترة‬
‫‪2‬‬
‫عن إحدى عشر ساعة‪ ،‬وفريق ثالث يمزج بين المعيارين أي الزمني والفلكي‪.‬‬

‫فالمش‪22‬رع الجزائ‪22‬ري مثال‪ ،‬اعتم‪22‬د المعي‪22‬ار الزم‪22‬ني في تحدي‪22‬د العم‪22‬ل الليلي‪ ،‬فعّر ف‪22‬ه بأّن ه ك‪22‬ل‬
‫عم ‪22‬ل ينّف ذ م ‪22‬ا بين الس‪22‬اعة التاس‪22‬عة ليال والخامس‪22‬ة صباحا‪ 3،‬في حين اعتم ‪22‬د المش‪22‬رع المصري‬
‫‪4‬‬
‫المعيار الفلكي وعّر فه بأّنه الفترة الممتّد ة بين غروب الشمس وشروقها‪.‬‬

‫وم ‪22‬ع تن ‪22‬امي ظ ‪22‬اهرة اس ‪22‬تخدام األطف ‪22‬ال بع ‪22‬د الس ‪22‬اعات المس ‪22‬موح بالعم ‪22‬ل فيه ‪22‬ا ‪-‬الس ‪22‬يما في‬
‫الورشات الصغيرة ومنشآت الخ‪2‬دمات‪ ،‬مث‪2‬ل المط‪2‬اعم والعم‪2‬ل كباع‪2‬ة ج‪2‬ائلين‪ ،-‬اعت‪2‬برت التوصية‬
‫رقم ‪ 190‬ألس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال لس‪22‬نة ‪ 1999‬العم‪22‬ل الليلي لألطف‪22‬ال من األعم‪22‬ال الخط‪22‬يرة‬
‫بفع ‪22‬ل الظ ‪22‬روف ال ‪22‬تي ت ‪22‬زاول فيه ‪22‬ا‪ ،‬نظ ‪22‬را لآلث ‪22‬ار الض ‪22‬ارة ال ‪22‬تي يخّلفه ‪22‬ا‪ ،‬وال ‪22‬تي تتف ‪22‬اوت بدرج ‪22‬ة‬
‫ملحوظ‪22‬ة‪ ،‬وفق‪22‬ا للعم‪22‬ر‪ ،‬وتصل أقصاها بالنس‪2‬بة للعم‪22‬ال األطف‪22‬ال واألح‪2‬داث ال‪22‬ذين لم يكتم‪22‬ل نم‪22‬وهم‬
‫‪5‬‬
‫البدني والعقلي واالجتماعي بعد‪.‬‬

‫‪ -41‬حّد دتها بعض التش‪2‬ريعات بأّنه‪2‬ا تب‪2‬دأ من الس‪2‬اعة السادس‪2‬ة مس‪2‬اءا إلى السادس‪2‬ة صباحا‪ ،‬أو الس‪2‬ابعة مس‪2‬اء إلى الس‪2‬ابعة صباحا‪،‬‬
‫أو التاسعة ليال والسادسة صباحا أو العاشرة مساء إلى الخامسة صباحا أو بين الثامنة مس‪2‬اء والس‪2‬ابعة صباحا‪ .‬انظ‪2‬ر‪ :‬ت‪2‬اج عط‪2‬اء‬
‫اهلل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.76‬‬
‫‪ -2‬تاج عطاء اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.76‬‬
‫‪ -3‬نص الم‪22 2‬اّد ة ‪ 27‬من ق‪22 2‬انون ‪ ،11-90‬الم‪22 2‬ؤرخ في ‪ ،21/04/1990‬المتعّل ق بعالق‪22 2‬ات العم‪22 2‬ل‪ ،‬ج ر ع‪22 2‬دد‪ ،17‬الصادرة في‬
‫‪ ،24/04/1990‬المع‪ّ2 2 2‬د ل والمتمم بالق‪22 2‬انون ‪ 91/29‬الم ‪22 2‬ؤرخ في ‪ ،21/12/1991‬ج ر ع ‪22 2‬دد‪ ،68‬الصادر في ‪،25/12/1991‬‬
‫والمرس‪22 2 2‬وم التش‪22 2 2‬ريعي ‪ 90/03‬الم‪22 2 2‬ؤرخ في ‪ ،11/04/1994‬ج ر ‪ ،20‬الصادر في ‪ ،13/04/1994‬والمرس‪22 2 2‬وم التش‪22 2 2‬ريعي‬
‫‪ 94/09‬المؤرخ في ‪ ،26/05/1994‬ج ر ‪ ،34‬الصادر في ‪.01/06/1994‬‬
‫‪ -4‬نص الم‪22 2‬اّد "ة ‪ 99‬من الق‪22 2‬انون رقم ‪ ،12‬المتض‪22 2‬من ق‪22 2‬انون العم‪22 2‬ل المصري الجدي‪22 2‬د‪ ،‬ج ر ع‪22 2‬دد ‪ ،14‬مؤرخ‪22 2‬ة في ‪ 07‬أفري‪22 2‬ل‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ -5‬الضاوية كيرواني‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.69-68‬‬

‫‪77‬‬
‫اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫‪78‬‬
‫الباب األول‬

‫آليات القضاء على‬

‫أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫في القانون الدولي‬


‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الباب األول‬

‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬

‫مّم ا ال ش ‪22‬ك في ‪22‬ه‪ ،‬أّن اس ‪22‬تغالل األطف ‪22‬ال في أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال العم ‪22‬ل ُم ش ‪22‬كلة ذات أبع ‪22‬اد عالمي ‪22‬ة‬
‫تتطلب استراتيجية دولية لمواجهتها والحد من مخاطرها‪ ،‬وهو األمر ال‪22‬ذي جع‪22‬ل المجتم‪22‬ع ال‪22‬دولي‬
‫ُي سارع لوضع آليات لحماية الطفل في مختلف مجاالت حياته‪ ،‬إذ أصبح هذا األخ‪2‬ير ف‪2‬ردا مس‪2‬تقال‬
‫في مجال الحماية الدولية‪ ،‬يتمتع بحقوق وعليه واجب‪2‬ات تتالءم م‪2‬ع س‪ّ2‬نه ومرحل‪2‬ة نمائ‪2‬ه‪ ،‬ومن ه‪2‬ذا‬
‫المنظ‪22‬ور ش ‪ّ2‬د دت اإلتفاقي‪22‬ات الدولي‪22‬ة على حم‪22‬ايتهم من ش ‪ّ2‬تى صور اإلس‪22‬تغالل وض‪22‬رورة ض‪22‬مان‬
‫رفاههم ونمائهم‪.‬‬

‫فمنذ مطلع القرن العشرين أصبح موضوع عمل األطفال من أهم مواض‪22‬يع الق‪22‬انون ال‪22‬دولي‪،‬‬
‫حيث س‪22 2‬ارع المجتم‪22 2‬ع ال‪22 2‬دولي من خالل هيئات‪22 2‬ه ومنظمات‪22 2‬ه المختلف‪22 2‬ة‪ -‬وفي مق ‪ّ2 2‬د متها هيئ‪22 2‬ة األمم‬
‫المتح‪22 2‬دة_ لوض‪22 2‬ع آلي‪22 2‬ات لحماي‪22 2‬ة الطف‪22 2‬ل من ش ‪ّ2 2‬تى صور اإلس‪22 2‬تغالل؛ وذل‪22 2‬ك ب‪22 2‬إقرار جمل‪22 2‬ة من‬
‫االتفاقيات الدولية؛ العالمية واإلقليمية‪ ،‬تمنع تشغيل األطفال واستغاللهم‪.‬‬

‫حيث بدأ االهتمام العالمي بهذه المسألة من‪2‬ذ اإلعالن الع‪2‬المي لحق‪2‬وق الطف‪2‬ل لع‪2‬ام ‪ ،1959‬إذ‬
‫نص اإلعالن في المب‪22‬دأ التاس‪22‬ع من‪22‬ه على أن‪22‬ه ‪" :‬يجب أن يتمت‪22‬ع الطف‪22‬ل بالحماي‪22‬ة من جمي‪22‬ع صور‬
‫اإلهمال والقسوة واالستغالل‪ ،‬ويحظر اإلتجار به على أية صورة‪ ،‬وال يجوز استخدام الطفل قب‪22‬ل‬
‫بلوغ‪2‬ه الّس ن األدنى المالئم‪ ،‬ويحظ‪2‬ر في جمي‪2‬ع األح‪2‬وال حمل‪2‬ه على العم‪2‬ل أو ترك‪2‬ه يعم‪2‬ل في أي‪2‬ة‬

‫مهنة أو صنعة ت‪22‬ؤذي صحته أو تعليم‪22‬ه أو تعرق‪2‬ل نم‪22‬وه الجس‪2‬مي أو العقلي أو الخلقي" ‪ ،‬واس‪2‬تمّر‬
‫‪1‬‬

‫ه‪22 2‬ذا اإلهتم‪22 2‬ام من خالل المصادقات المتتالي‪22 2‬ة على اإلتفاقي‪22 2‬ات الدولي‪22 2‬ة في ه‪22 2‬ذا المج‪22 2‬ال‪ ،‬وال‪22 2‬تي‬
‫تضّم نت قواعد موضوعية وإ جرائية وآليات مؤسساتية لُم كافحة الظاهرة‪.‬‬

‫‪ - 1‬نص المبدأ التاسع من اإلعالن العالمي لحقوق الطفل‪ ،‬اعتمد بموجب قرار الجمعية العاّم ة رقم ‪( 1386‬د‪ ،)14-‬المؤرخ في‬
‫‪ 20‬نوفمبر سنة ‪.1959‬‬

‫‪79‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫وق ‪22‬د ج ‪22‬اء ه ‪22‬ذا الحظ ‪22‬ر في العدي ‪22‬د من الم ‪22‬واد منه ‪22‬ا الم ‪22‬اّد ة ‪ 24‬من اإلعالن الع ‪22‬المي لحق ‪22‬وق‬
‫اإلنس‪22‬ان‪ ،‬الم‪22‬اّد ة‪ 10/03‬العه‪22‬د ال‪22‬دولي المتعّل ق ب‪22‬الحقوق اإلقتصادية واإلجتماعي‪22‬ة والثقافي‪22‬ة‪ ،‬المب‪22‬دأ‬
‫التاس‪22‬ع من إعالن حق‪22‬وق الطف‪22‬ل لع‪22‬ام ‪ ،1959‬والم‪22‬اّد ة ‪ 32‬من اتفاقي‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل لع‪22‬ام‪،1989‬‬
‫الماّد ة ‪ 29‬من ميثاق الطفل في اإلسالم‪ ،‬و المّادة‪ 72‬من الميثاق اإلجتماعي األروبي‪.‬‬

‫هذا باإلض‪2‬افة إلى جه‪2‬ود منظم‪2‬ة العم‪2‬ل الدولي‪2‬ة في ه‪2‬ذا المج‪2‬ال‪ ،‬إذ تعم‪2‬ل ه‪2‬ذه األخ‪2‬يرة على‬
‫تنظيم عمل األطفال؛ والذي لم يتبلور بشكل واضح إاّل في أعق‪22‬اب الح‪22‬رب العالمي‪22‬ة األولى‪ ،‬حيث‬
‫ُأسندت إليها مهّم ة توف‪2‬ير وض‪2‬مان ظ‪2‬روف عم‪2‬ل عادل‪2‬ة وإ نس‪2‬انية لك‪2‬ل أطي‪2‬اف المجتم‪2‬ع‪ .‬كم‪2‬ا ُتمّثل‬
‫حماي‪22‬ة األطف‪22‬ال في مج‪22‬ال العم‪22‬ل إح‪22‬دى األه‪22‬داف الرئيس‪22‬ية لمنّظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة‪ ،‬إذ تلعب دور‬
‫ب ‪22‬ارز ومتم ‪22‬يز في وض ‪22‬ع قواع ‪22‬د عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال من خالل م ‪22‬ا صدر عن مؤتمراته ‪22‬ا من اتفاقي ‪22‬ات‬
‫وتوصيات‪ ،‬حيث أّك د اإلعالن الخ ‪22‬اص بأه ‪22‬داف ومقاصد المنظم ‪22‬ة الصادر عن الم ‪22‬ؤتمر الع ‪22‬ام‬
‫للمنظمة في ماي ‪ 1944‬على تأكيد التزام منظمة العمل الدولية بحماية الطفولة واألمومة‪.‬‬

‫وق‪2‬د بل‪2‬غ ع‪2‬دد اتفاقي‪2‬ات منظم‪2‬ة العم‪2‬ل الدولي‪2‬ة ‪ 27‬اتفاقي‪2‬ة و‪ 14‬توصية تتعل‪2‬ق كله‪2‬ا باس‪2‬تخدام‬
‫وعمال ‪22 2‬ة األطف ‪22 2‬ال‪ ،‬ومن أبرزه ‪22 2‬ا‪ :‬نج ‪22 2‬د اإلتفاقي ‪22 2‬ة رقم ‪ 29‬بش ‪22 2‬أن العم ‪22 2‬ل الج ‪22 2‬بري لع ‪22 2‬ام ‪،1930‬‬
‫واإلتفاقي ‪22‬ة رقم ‪ 138‬ال ‪22‬تي اعتم ‪22‬دها الم ‪22‬ؤتمر الع ‪22‬ام لمنظم ‪22‬ة العم ‪22‬ل الدولي ‪22‬ة في ع ‪22‬ام ‪ 1973‬بش ‪22‬أن‬
‫الس ‪22‬ن األدنى للعم ‪22‬ل‪ ،‬وصوال لالتفاقي ‪22‬ة رقم ‪ 182‬لس ‪22‬نة ‪ 1999‬بش ‪22‬أن حظ ‪22‬ر أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال عم ‪22‬ل‬
‫األطف‪22‬ال واإلج‪22‬راءات الفوري‪22‬ة للقض‪22‬اء عليه‪22‬ا‪ ،‬والتوصية رقم ‪ 190‬الملحق‪22‬ة به‪22‬ا‪ ،‬وال‪22‬تي س‪22‬تكون‬
‫محور اهتمامنا في هذه الدراسة‪.‬‬

‫من هنا‪ ،‬ومن أجل اإللمام بمختلف اآلليات الدولية الُم كّر سة لمواجهة أسوأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪،‬‬
‫ك‪22‬ان لزام‪22‬ا علين‪22‬ا اإلحاط‪22‬ة أّو ال ب‪22‬الحظر ال‪22‬دولي الس‪22‬تغالل الطف‪22‬ل في أس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل (الفصل‬
‫األول)‪ ،‬ثم التعّر ف على دور مختلف األجه‪22‬زة والهيئ‪22‬ات الدولي‪22‬ة الفاعل‪22‬ة في ه‪22‬ذا المج‪22‬ال (الفصل‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفصل األول‬
‫الفصل األول‬
‫الحظر الدولي‬
‫األطفال‬ ‫عمل‬ ‫أشكال‬ ‫ألسوأ‬
‫ألسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫‪81‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفصل األول‬

‫الحظر الدولي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫يشكل استغالل األطفال في أسوأ أشكال العمل ظاهرة عالمية مستعصية الح‪2‬ل‪ ،‬ك‪2‬ان لزام‪2‬ا‬
‫على المجتم‪22‬ع ال‪22‬دولي مواجهته‪22‬ا والتصّد ي له‪22‬ا عن طري‪22‬ق ع‪22‬دد من النصوص والوث‪22‬ائق الدولي‪22‬ة‬
‫الهاّم ة ال ‪22‬تي اعتم ‪22‬دتها الجمعي ‪22‬ة العاّم ة لألمم المتح ‪22‬دة‪ ،‬ومن قبله ‪22‬ا عصبة األمم‪ ،‬إذ كّر س ‪22‬ت ه ‪22‬ذه‬
‫النصوص حماية الطفل من العبودية بشّتى أشكالها‪ ،‬ووضعت قواعد تنظم عمل األطفال وتضمن‬
‫عدم استغاللهم‪.‬‬

‫وال يمكنن‪22‬ا التح ‪ّ2‬د ث عن الحظ‪22‬ر ال‪22‬دولي ألس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال دون أن ن‪22‬ذكر فض‪22‬ل‬
‫بعض المواثي‪22‬ق والمعاه‪22‬دات العاّم ة لحق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان‪ ،‬س‪22‬واء أك‪22‬انت عالمي‪22‬ة أم إقليمي‪22‬ة ِلم‪22‬ا تض‪ّ2‬م نته‬
‫من أحك‪22‬ام ومب‪22‬ادئ خاّص ة بحماي‪22‬ة األطف‪22‬ال مث‪22‬ل اإلعالن الع‪22‬المي لحق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان‪ ،‬وميث‪22‬اق األمم‬
‫المتح ‪22 2‬دة‪ ،‬واإلعالن ال ‪22 2‬دولي للحق ‪22 2‬وق اإلقتصادية واإلجتماعي ‪22 2‬ة والثقافي ‪22 2‬ة والميث ‪22 2‬اق اإلجتم ‪22 2‬اعي‬
‫األروبي لحقوق اإلنسان‪ ،‬إذ تضّم نت جميعها نصوص تحظر العبودي‪2‬ة وال‪2‬رق واس‪2‬تغالل اإلنس‪2‬ان‬
‫ألخيه اإلنسان‪.‬‬

‫وصوال إلى إعداد الوثيقة األّو لية واألكثر شمولية لحماية الطفل‪ ،‬أال وهي اتفاقية حقوق‬
‫الطفل لعام ‪ ،1989‬إذ تعترف بموجبها الدول بحق الطفل في حمايته من اإلس‪22‬تغالل اإلقتصادي‪،‬‬
‫وحمايته من اإلستغالل في األنشطة غير المش‪2‬روعة‪ ،‬وك‪2‬ذلك من ش‪2‬تى صور اإلس‪2‬تغالل الجنس‪2‬ي‬
‫والتجني‪22‬د في الق‪22‬وات المس‪22‬لحة‪ ،1‬ولم تقتصر الجه‪22‬ود الدولي‪22‬ة على إب‪22‬رام ه‪22‬ذه اإلتفاقي‪22‬ة فحس‪22‬ب‪ ،‬ب‪22‬ل‬
‫أتبعته ‪22 2‬ا بإصدار بروتوك ‪22 2‬ولين؛ األول خ ‪22 2‬اص ب ‪22 2‬بيع األطف ‪22 2‬ال واس ‪22 2‬تغاللهم في ال ‪22 2‬دعارة والم ‪22 2‬واد‬
‫اإلباحية‪ ،‬والثاني بخصوص إشراكهم في النزاعات المس‪ّ2‬لحة‪ ،‬وتعّم قت الحماي‪2‬ة الخاّص ة باألطف‪2‬ال‬

‫‪ -‬نص المواد ‪ 33،34،35،36،38 ،32‬من اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬اعتمدت بموجب القرار رقم ‪ ،55/25‬الصادر عن الجمعية‬ ‫‪1‬‬

‫العاّم ة لألمم المنحدة‪ ،‬بتاريخ ‪ 20‬نوفمبر ‪ ،1989‬دخلت حيز التنفيذ بتاريخ ‪ 02‬سبتمبر ‪.1990‬‬

‫‪82‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫من أسوأ أش‪2‬كال العم‪2‬ل بإصدار إتفاقي‪2‬ة لحظ‪2‬ر أس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪2‬ل األطف‪2‬ال س‪2‬نة ‪ 1999‬والتوصية‬
‫المرفقة بها‪.‬‬

‫من هن‪22‬ا‪ ،‬وبغ‪22‬رض اإللم‪22‬ام بُم ختل‪22‬ف الّنصوص الدولي‪22‬ة في ه‪22‬ذا المج‪22‬ال‪ ،‬ارتأين‪22‬ا تقس‪22‬يم ه‪22‬ذا‬
‫الفصل إلى مبح‪22 2‬ثين؛ نتن‪22 2‬اول في المبحث األول الحظ‪22 2‬ر ال‪22 2‬دولي ألس‪22 2‬وأ أش‪22 2‬كال عم‪22 2‬ل األطف‪22 2‬ال‬
‫الُم جّر م‪22 2‬ة بطبيعته‪22 2‬ا‪ ،‬بينم‪22 2‬ا نخصص المبحث الث‪22 2‬اني للحظ‪22 2‬ر ال‪22 2‬دولي ألس‪22 2‬وأ أش‪22 2‬كال ه‪22 2‬ذا العم‪22 2‬ل‬
‫المعتبرة أعماال خطيرة‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫الحظر الدولي ألسوأ أشكال عمل األطفال المجّر مة بطبيعتها‬

‫باعتبار األعمال الُم جّر مة بطبيعتها أعمال تنتهك مب‪22‬ادئ اإلنس‪2‬انية‪ ،‬وُتش‪2‬كل في ك‪22‬ل األح‪2‬وال‬
‫جرائم دولية ُيعاقب عليها القانون الدولي‪ ،‬فهي تش‪2‬مل ال‪2‬رق والممارس‪2‬ات الش‪2‬بيهة ب‪2‬الرق بم‪2‬ا فيه‪2‬ا‬
‫العم‪22‬ل القس‪22‬ري والتجني‪22‬د القس‪22‬ري لألطف‪22‬ال في النزاع‪22‬ات الُم س‪22‬لحة‪ ،‬اإلس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي لألطف‪22‬ال‬
‫واستغاللهم في األنشطة غير المشروعة‪.‬‬

‫وقد تناولت العديد من المواثيق الدولية تجريم هذه األعمال في ش‪22‬كل اتفاقي‪22‬ات دولي‪22‬ة عالمي‪22‬ة‬
‫وإ قليمية‪ ،‬نح‪2‬اول من خالل ه‪2‬ذا المبحث دراس‪2‬ة أهم م‪2‬ا ج‪2‬اء فيه‪2‬ا من نصوص من خالل التط‪ّ2‬ر ق‬
‫أوال لحظر الرق والممارسات الشبيهة به (المطلب األول)‪ ،‬ثم حظر استغالل األطف‪22‬ال في أعم‪22‬ال‬
‫الدعارة واإلباحية واألعمال غير المشروعة (المطلب الثاني)‬

‫‪83‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المطلب األول‬

‫الحظر الدولي للرق والممارسات الشبيهة به‬

‫تعت‪22‬بر ظ‪22‬اهرة ال‪22‬رق والممارس‪22‬ات الش‪22‬بيهة ل‪22‬ه من أولى المس‪22‬ائل ال‪22‬تي تصّد ى له‪22‬ا المجتم‪22‬ع‬
‫الدولي‪ ،‬وبذل من أجلها جهودا كبيرة‪ ،‬وتجّلى هذا في عدد من النصوص والوثائق الدولية الهاّم ة‬
‫ال‪22‬تي اعتم‪22‬دتها الجمعي‪22‬ة العاّم ة لألمم المتح‪22‬دة‪ ،‬ومن قبله‪22‬ا عصبة األمم‪ ،‬وس‪22‬نحاول من خالل ه‪22‬ذا‬
‫الف‪22‬رع اإللم‪22‬ام ب‪22‬أهم اإلتفاقي‪22‬ات الدولي‪22‬ة في مواجه‪22‬ة ال‪22‬رق أو اإلس‪22‬ترقاق والممارس‪22‬ات الش‪22‬بيهة ب‪22‬ه‬
‫(الفرع األول)‪ ،‬وك‪2‬ذا المواثي‪2‬ق الدولي‪2‬ة المعني‪2‬ة بحظ‪2‬ر العم‪2‬ل الج‪2‬بري أو القس‪2‬ري (الف‪2‬رع الث‪2‬اني)‪،‬‬
‫وأيضا التجنيد القسري لألطفال في النزاعات الُم سلحة (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫اإلتفاقيات الدولية في مواجهة اإلسترقاق والممارسات الشبيهة به‬

‫من‪22‬ذ بداي‪22‬ة الق‪22‬رن الث‪22‬امن عش‪22‬ر‪ ،‬ب‪22‬ذلت ال‪22‬دول جه‪22‬ودا ملموس‪22‬ة للح‪22‬د من ال‪22‬رق والممارس‪22‬ات‬
‫المش ‪22‬ابهة ب ‪22‬ه‪ ،‬تمثلت في العدي ‪22‬د من الم ‪22‬ؤتمرات ال ‪22‬تي أس ‪22‬فرت على إب ‪22‬رام اتفاقي ‪22‬ات دولي ‪22‬ة‪ ،‬مث ‪22‬ل‬
‫مؤتمر "فيينا" سنة ‪1815‬؛ والذي جّر مت فيه الدول الم‪22‬ؤتمرة ال‪22‬رق اَألس‪َ2‬و د‪ ،‬وأس‪2‬فر عن االتفاقي‪22‬ة‬
‫الثنائي‪2‬ة بين انجل‪2‬ترا وفرنس‪2‬ا لمناهض‪2‬ة اإلتج‪2‬ار ب‪2‬الرقيق األبيض‪ ،‬وم‪2‬ؤتمر "بروكس‪2‬ل" المنعق‪2‬د س‪2‬نة‬
‫‪ ،1890-1889‬وال ‪22‬ذي أعلنت بموجب ‪22‬ه ال ‪22‬دول األعض ‪22‬اء أنه ‪22‬ا عق ‪22‬دت الع ‪22‬زم على وض ‪22‬ع خاتم ‪22‬ة‬
‫لإلتجار باألِر ّقاء األفريقيين‪ ،‬وتبعه توقيع اتفاقية سان جرمان عام ‪ 1919‬والتي أبدت فيها ال‪22‬دول‬
‫الموّقعة عزمها على ضمان القض‪2‬اء الكام‪2‬ل على ال‪2‬رق بجمي‪2‬ع صوره واإلتج‪2‬ار ب‪2‬الرقيق في ال‪2‬بر‬
‫والبح‪22‬ر‪ ،‬وفي ع‪22‬ام ‪ُ 1921‬أب‪22‬رم اإلتف‪22‬اق ال‪22‬دولي الخ‪22‬اص بمكافح‪22‬ة اإلتج‪22‬ار باألطف‪22‬ال وال‪22‬ذي أل‪22‬زم‬

‫‪84‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الدول المتعاقدة أن تتخذ اإلجراءات الضرورية لمطاردة ومعاقب‪2‬ة ال‪2‬ذين يّتج‪2‬رون باألطف‪2‬ال ذك‪2‬ورا‬
‫‪1‬‬
‫أم إناثا‪.‬‬

‫واستمّر ت الجهود الدولية لُم كافحة الرق في كاّفة صوره‪ ،‬فتكّر ر النص على حماية اإلنسان‬
‫من اإلّتج‪22‬ار ب‪22‬ه‪ ،‬بم‪22‬ا أوج‪22‬د مب‪22‬دًأ عالمي‪ً2‬ا يحمي اإلنس‪22‬ان بال تمي‪22‬يز‪ ،‬ويجع‪22‬ل من ذل‪22‬ك جريم‪22‬ة دولي‪22‬ة‬
‫ي ‪22‬دينها الق ‪22‬انون ال ‪22‬دولي ويحظره ‪22‬ا‪ ،‬فحّثت اإلتفاقي ‪22‬ات الدولي ‪22‬ة ال ‪22‬دول األط ‪22‬راف على تج ‪22‬ريم ه ‪22‬ذه‬
‫الظ‪22‬اهرة بالنس‪22‬بة للراش‪22‬دين واألطف‪22‬ال على الس‪22‬واء‪ ،‬والمعاقب‪22‬ة عليه‪22‬ا بعقوب‪22‬ات صارمة‪ ،‬ومن أهم‬
‫اإلتفاقي‪22‬ات ال‪22‬تي ن‪22‬ادت إلى ض‪22‬رورة مواجه‪22‬ة ال‪22‬رق أو اإلس‪22‬ترقاق بصفة عاّم ة؛ اإلتفاقي‪22‬ة الخاّص ة‬
‫ب‪22‬الرق لس‪22‬نة ‪ ،1926‬واإلتفاقي‪22‬ة التكميلي‪22‬ة إلبط‪22‬ال ال‪22‬رق وتج‪22‬ارة الرقي‪22‬ق واألع‪22‬راف والممارس‪22‬ات‬
‫الشبيهة بالرق لسنة ‪ ،1956‬إضافة إلى اتفاقية حظر اإلتجار باألشخاص واس‪2‬تغالل دع‪22‬ارة الغ‪22‬ير‬
‫لسنة ‪.1949‬‬

‫وهن ‪22‬اك اتفاقي ‪22‬ات متخّص صة في حظ ‪22‬ر اس ‪22‬ترقاق األطف ‪22‬ال كفئ ‪22‬ة ض ‪22‬عيفة في المجتم ‪22‬ع‬
‫ك ‪22‬بروتوكول من ‪22‬ع وقم ‪22‬ع ومعاقب ‪22‬ة اإلتج ‪22‬ار باألش ‪22‬خاص وبخاصة النس ‪22‬اء واألطف ‪22‬ال لس ‪22‬نة ‪2000‬‬
‫المكّم ل التفاقية الجريمة المنظمة والبروتوكول االختياري الملحق باتفاقية حقوق الطفل بشأن بي‪22‬ع‬
‫واستغالل األطفال في المواد اإلباحية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اإلتفاقية الخاّص ة بالرق لسنة ‪1926‬‬

‫ُأب‪22‬رمت ه‪22‬ذه اإلتفاقي‪22‬ة في ظ‪22‬ل عصبة األمم‪ ،‬وك‪22‬ان اله‪22‬دف من إبرامه‪22‬ا ه‪22‬و القض‪22‬اء الكام‪22‬ل‬
‫على ال‪22‬رق وتج‪22‬ارة الرقي‪22‬ق؛ فبع‪22‬د أن ح ‪ّ2‬د دت المقصود ب‪22‬الرق وتج‪22‬ارة الرقي‪22‬ق في ماّد ته‪22‬ا األولى‪،‬‬
‫تض ‪ّ2‬م نت اإلتفاقي ‪22‬ة‪-‬وبم ‪22‬وجب نص الم ‪22‬اّد ة الثاني ‪22‬ة منه ‪22‬ا‪ -‬تعّه د جمي ‪22‬ع ال ‪22‬دول األط ‪22‬راف المتعاق ‪22‬دين‬
‫باتخ‪22‬اذ اإلج‪22‬راءات الض‪22‬رورية لمن‪22‬ع اإلتج‪22‬ار ب‪22‬الرقيق والعق‪22‬اب علي‪22‬ه‪ ،‬والعم‪22‬ل على القض‪22‬اء علي‪22‬ه‬
‫‪2‬‬
‫وعلى جميع صوره بالسرعة الممكنة‪.‬‬

‫‪ -‬صالح رزق عبد الغفار يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪85‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كما نّص ت اإلتفاقية في ماّد تها الثالثة على إل‪22‬تزام ال‪22‬دول باتخ‪2‬اذ جمي‪22‬ع الت‪22‬دابير المناس‪2‬بة لمن‪22‬ع‬
‫ومكافح‪22‬ة ش‪22‬حن الّر قي‪22‬ق وإ ن‪22‬زالهم في مياهه‪22‬ا اإلقليمي‪22‬ة وعلى جمي‪22‬ع الس‪22‬فن ال‪22‬تي ترف‪22‬ع علمه‪22‬ا‪ ،‬إذ‬

‫ك‪22‬انت العملي‪22‬ات األك‪22‬ثر انتش‪22‬ارا لنق‪22‬ل الرقي‪22‬ق تتم بح‪22‬را ع‪22‬بر الّس فن‪ ،‬فتنطل‪22‬ق ه‪22‬ذه األخ‪22‬يرة ُم حَم ل ‪ً2‬ة‬
‫بالعبي‪22‬د من س‪22‬واحل إفريقي‪22‬ا متجه‪22‬ة إلى س‪22‬واحل أروب‪22‬ا وأمريك‪22‬ا في رحالت بحري‪22‬ة طويل‪22‬ة‪ ،‬ينتج‬
‫‪1‬‬
‫عنها هالك العديد من الذين كانوا ُيحملون كالبضائع بطريقة وحشية‪.‬‬

‫ودعت اإلتفاقي ‪22‬ة أيض ‪22‬ا إلى ض ‪22‬رورة تب ‪22‬ادل المعلوم ‪22‬ات والمس ‪22‬اعدات بين ال ‪22‬دول األط ‪22‬راف‬
‫للوصول إلى ه‪22‬دف القض‪22‬اء على ال‪22‬رق وتج‪22‬ارة ال‪22‬رق‪ ،‬كم‪22‬ا أّك دت على ع‪22‬دم الّلج‪22‬وء إلى العم‪22‬ل‬
‫القس‪2‬ري أو عم‪22‬ل الّس خرة إاّل ألغ‪22‬راض عاّم ة اس‪2‬تثنائية‪ ،‬وأن ال تح‪ّ2‬و ل ه‪22‬ذه األعم‪22‬ال إلى ظ‪22‬روف‬
‫‪2‬‬
‫تماثل ظروف الّر ق‪.‬‬

‫والج‪22‬دير بال‪22‬ذكر‪ ،‬أّن عصبة األمم ك‪22‬انت ق‪22‬د أنش‪22‬أت "لجن‪22‬ة ال‪22‬رق" س‪22‬نة ‪ 1924‬للقي‪22‬ام بدراس‪22‬ة‬
‫كل ما يّتصل به‪2‬ذه الظ‪2‬اهرة‪ ،‬وأنش‪2‬أت ك‪2‬ذلك في س‪2‬بتمبر ‪" 1931‬اللجن‪2‬ة اإلستش‪2‬ارية لل‪2‬رق" لتك‪2‬ون‬
‫‪3‬‬
‫بمثابة مستشار للعصبة في كل ما يتعّلق بمكافحة الرق‪.‬‬

‫وبع‪22‬د الح‪22‬رب العالمي‪22‬ة الثاني‪22‬ة‪ ،‬ع‪22‬رفت ه‪22‬ذه اإلتفاقي‪22‬ة تع‪22‬ديال ب‪22‬بروتوكول ح‪ّ2‬ر ر برعاي‪22‬ة األمم‬
‫المتحدة يوم ‪ 07‬ديسمبر ‪ ،1953‬والذي دخل ح‪22‬يز التنفي‪22‬ذ في ‪ 07‬يولي‪22‬و ‪ 1955‬ولم يتض‪ّ2‬م ن ه‪22‬ذا‬
‫األخ‪2‬ير تع‪2‬ديالت جوهري‪2‬ة لإلتفاقي‪2‬ة إال م‪2‬ا تعّل ق منه‪2‬ا بتح‪2‬يين مصطلحات المراك‪2‬ز والهيئ‪2‬ات ال‪2‬تي‬
‫كانت تنشط في كنف عصبة األمم المتحدة‪ ،‬وم‪22‬ع ظه‪22‬ور ممارس‪2‬ات عدي‪22‬دة ش‪2‬بيهة ب‪22‬الرق أصبحت‬

‫‪ - 2‬نصت المادة ‪ 2‬من االتفاقية الخاصة بالرق لسنة ‪ ،1926‬على‪" :‬يتعّهد األطراف الّس امون المتعاقدون‪ ،‬ك‪22‬ل منهم في م‪22‬ا يخص‬
‫األقاليم الموضوعة تحت سيادته أو واليته أو حمايته أو سلطانه أو وصايته‪ ،‬وبقدر كونه لم يتخذ بعد التدابير الضرورية لذلك‪:‬‬
‫(أ) بمنع اإلتجار بالرقيق والمعاقبة عليه‪،‬‬
‫(ب) بالعمل‪ ،‬تدريجيا وبالسرعة الممكنة‪ ،‬على القضاء كليا على الرق بجميع صوره‪".‬‬
‫‪ - 1‬السعيد عمراوي‪ ،‬جريمة اإلسترقاق في القانون الدولي‪ ،‬أطروحة مقّد مة لنيل شهادة دكتوراه العلوم في الحقوق‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،2017 ،‬ص‪.174‬‬
‫‪ -‬نص الماّد ة ‪ 04‬و‪ 05‬من اإلتفاقية الخاصة بالرق لسنة ‪.1926‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬صالح رزق عبد الغفار يونس‪ ،‬مرجع سايق‪ ،‬ص‪.80،81‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪86‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ه‪22‬ذه اإلتفاقي‪22‬ة غ‪22‬ير كافي‪22‬ة لمكافح‪22‬ة مث‪22‬ل ه‪22‬ذه الممارس‪22‬ات‪ ،‬ل‪22‬ذلك تم إب‪22‬رام اتفاقي‪22‬ة تكميلي‪22‬ة في ‪07‬‬
‫سبتمبر‪.1956‬‬

‫ثانيــا‪ :‬اإلتفاقيــة التكميليــة إلبطــال الــرق وتجــارة الرقيــق واألعــراف والممارســات الشبيهة‬
‫‪1‬‬
‫بالرق لسنة ‪1956‬‬

‫أقّر ت ديباج‪2‬ة ه‪2‬ذه اإلتفاقي‪2‬ة ب‪2‬أّن الحّر ي‪2‬ة ح‪2‬ق لك‪2‬ل ك‪2‬ائن بش‪2‬ري‪ ،‬يكتس‪2‬به ل‪2‬دى مول‪2‬ده‪ ،‬وأّك دت‬
‫إيمان ال‪2‬دول الموقع‪2‬ة بكرام‪2‬ة الش‪2‬خص البش‪2‬ري وق‪2‬دره‪ ،‬كم‪2‬ا أش‪2‬ارت إلى اإلعالن الع‪2‬المي لحق‪2‬وق‬
‫اإلنس‪22‬ان بوصفه مثال أعلى مش‪22‬تركا ينبغي أن تبلغ‪22‬ه كاف‪22‬ة الش‪22‬عوب وكاّف ة األمم ونّص ه على مب‪22‬دأ‬
‫‪2‬‬
‫عدم استرقاق أحد أو استعباده وحظره للرق واإلتجار بالرقيق بجميع صورهما‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فقد أشادت الّد يباجة بالجهود المبذولة من أجل إبطال الرق وتجارته منذ‬
‫إب ‪22‬رام إتفاقي ‪22‬ة ج ‪22‬نيف لس ‪22‬نة ‪ ،1926‬إّال أّن ال ‪22‬دول على بّين ‪22‬ة من أمره ‪22‬ا ب ‪22‬أّن إزال ‪22‬ة ال ‪22‬رق وتج ‪22‬ارة‬
‫الرقيق واألعراف والممارسات الشبيهة بالرق لم تتحقق بع‪2‬د في جمي‪2‬ع أنح‪2‬اء الع‪2‬الم‪ ،‬ل‪2‬ذلك أصبح‬
‫من ال‪22‬واجب أن تض‪22‬اف إليه‪22‬ا ه‪22‬ذه اإلتفاقي‪22‬ة لتك‪22‬ثيف الجه‪22‬ود الدولي‪22‬ة والوطني‪22‬ة على الس‪22‬واء ُبغي‪22‬ة‬
‫‪3‬‬
‫إبطاله‪.‬‬

‫فبع‪22 2‬د أن ع ‪ّ2 2‬ر فت الممارس‪22 2‬ات الش‪22 2‬بيهة ب‪22 2‬الرق في ماّد ته‪22 2‬ا األولى‪ ،‬أوصت اإلتفاقي‪22 2‬ة بعق‪22 2‬اب‬
‫المش‪22‬اركين في تج‪22‬ارة الرقي‪22‬ق بأش‪22‬د العقوب‪22‬ات‪ ،‬وأن تتخ‪22‬ذ ال‪22‬دول األط‪22‬راف جمي‪22‬ع الت‪22‬دابير الفّع ال‪22‬ة‬
‫لمن‪22 2‬ع قي‪22 2‬ام الس‪22 2‬فن والط‪22 2‬ائرات ال‪22 2‬تي تحم‪22 2‬ل أعالمه‪22 2‬ا من نق‪22 2‬ل الرقي‪22 2‬ق‪ ،‬ومن‪22 2‬ع اس‪22 2‬تخدام موانيه‪22 2‬ا‬
‫ومطاراته ‪22‬ا وس ‪22‬واحلها في ه ‪22‬ذه التج ‪22‬ارة‪ ،‬كم ‪22‬ا ق ‪ّ2‬ر رت اإلتفاقي ‪22‬ة أّن أي رقي ‪22‬ق يصبح ح ‪22‬را بمج ‪ّ2‬ر د‬
‫‪4‬‬
‫لجوئه إلى أي سفينة من سفن الدول األطراف‪.‬‬

‫‪240-63‬‬ ‫‪ - 1‬اعتمدت في ‪ ،07/09/1956‬دخلت حيز الّنفاذ في ‪ ،30/04/1957‬انضّم ت إليها الجزائر بموجب المرس‪22‬وم‬
‫المؤرخ في ‪ ،11/09/1963‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،66‬المؤرخة في ‪.14/09/1963‬‬
‫‪ -‬ديباجة اإلتفاقية نفسها‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬ديباجة االتفاقية نفسها‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -4‬نص الماّد ة ‪ 03‬و‪ 04‬من اإلتفاقية التكميلية إلبطال الرق وتجارة الرقيق واألعراف والممارسات الشبيهة بالرق لسنة ‪.1956‬‬

‫‪87‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫هذا‪ ،‬ويمكننا تلخيص أهم إلتزامات المجتمع الدولي طبقا لهذه اإلتفاقية في ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﻋﻠﻰ المم ‪22‬ارﺳﺎت اﻟﺷﺑﻳﻬﺔ ﺑﺎﻟرق ﺑﻌﻘوﺑﺎت ش ‪22‬ديدة ج ‪22‬دا‪ ،‬وﻣﻌﺎﻗﺑﻪ ﻛﻝ ﻣن ﻳﻧﻘﻝ‪ ،‬أو‬
‫‪1‬‬
‫ﻳﺷﺗرك ﻓﻲ ﻧﻘﻝ اﻟرﻗﻳق ﺑﺄي وﺳﻳﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت ذاﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺟرﻳم واﻟﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﺑﻌﻘوﺑﺔ ﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ‪،‬ﻟﻛﻝ ﻣن ﻳﻘوم ﺑﺟدع أوﻛﻲ أووﺳم رﻗﻳق ﻣﺎ‪ ،‬ﻟﻠدﻻﻟﺔ‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﻠﻰ وﺿﻌﻪ أو ﻟﻌﻘﺎﺑﻪ أو ﻷي ﺳﺑب ﻛﺎن‪ ،‬وﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﻛﻝ ﻣن ﻳﺷﺗرك ﺑﺎﻷﻓﻌﺎﻝ الشبيهة بالرق‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﺑﻌﻘوﺑﺔ ﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﻟﻛﻝ ﻣن ﻳﺳﺗرق آخ ‪22 2 2 2 2 2 2 2‬ر‪ ،‬أو ُﻳﻐرﻳﻪ ﻋﻠﻰ أن ﻳﺗﺣوﻝ إﻟﻰ رﻗﻳق‪ ،‬أو‬
‫ﻳﻐرﻳﻪ ﺑﺄن ﻳﺣوﻝ ﺷﺧص آﺧر إﻟﻰ رﻗﻳق‪ ،‬أو ﻳﺣﺎوﻝ أو ﻳﺗدﺧﻝ أو ﻳﺷﺗرك ﻓﻲاﻷﻓﻌﺎﻝ الشبيهة‬
‫‪3‬‬
‫بالرق‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة التعاون وتبادل المعلومات بين الدول‪ ،‬بغية كفال‪22‬ة التنس‪22‬يق العملي لم‪22‬ا تتخ‪22‬ذه من‬
‫ت‪22‬دابير لمكافح‪22‬ة تج‪22‬ارة الرقي‪22‬ق‪ ،‬وقي‪22‬ام ك‪22‬ل منه‪22‬ا ب‪22‬إبالغ األخ‪22‬رى بأي‪22‬ة حال‪22‬ة اتج‪22‬ار ب‪22‬الرقيق وبأي‪22‬ة‬
‫‪4‬‬
‫محاولة الرتكاب هذه الجرءمة تصل إلى علمها‪.‬‬

‫واألهم من ذل ‪22 2‬ك‪ ،‬أّن اإلتفاقي ‪22 2‬ة نصت في ماّد ته ‪22 2‬ا التاس ‪22 2‬عة على ع ‪22 2‬دم ج ‪22 2‬واز التحّف ظ على‬
‫نصوصها بما ُيشّك ل ضمانة دولية قوّية لمكافحة الّظاهرة‪.‬‬

‫تبقى اإلش ‪22 2 2‬ارة إلى أّن اإلتفاقي ‪22 2 2‬ة التكميلي ‪22 2 2‬ة إلبط ‪22 2 2‬ال ال ‪22 2 2‬رق وتج ‪22 2 2‬ارة الرقي ‪22 2 2‬ق واألع ‪22 2 2‬راف‬
‫والممارس ‪22‬ات الش ‪22‬بيهة ب ‪22‬الّر ق ح‪ّ2 2‬ر مت ال ‪22‬رق أو العبودي ‪22‬ة والممارس ‪22‬ات الش ‪22‬بيهة ب ‪22‬الرق‪ ،‬وط ‪22‬البت‬
‫بتجريمه إاّل أّنها لم تبين أو تحّد د آلية لتحديد مدى تواجد العبودي‪22‬ة في إح‪2‬دى ال‪22‬دول األط‪22‬راف في‬
‫اإلتفاقية (نفس الشيئ بالنسبة التفاقية القضاء على أسوأ أشكال عمل األطف‪22‬ال)‪ ،‬كم‪22‬ا أّنه‪22‬ا لم تنص‬

‫‪-1‬المادة ‪ ،3‬من االتفاقية نفسها‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ ،5‬من االتفاقية نفسها‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ ،6‬من االتفاقية نفسها‪.‬‬
‫‪ -4‬الماّد ة ‪ ،8‬من اإلتفاقية نفسها‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫على إنش‪22‬اء هيئ‪22‬ة دولي‪22‬ة أو جه‪22‬ة معين‪22‬ة تع‪22‬نى بم‪22‬دى ال‪22‬تزام ال‪22‬دول األعض‪22‬اء بمكافح‪22‬ة ال‪22‬رق وآلي‪22‬ة‬
‫‪1‬‬
‫التعامل مع الدول في حال الزعم بانتهاكها لمتطلبات االتفاقية الدولية لمناهضة الرق‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اتفاقية حظر اإلتجار باألشخاص واستغالل دعارة الغير ‪1949‬‬

‫تحظر ه‪2‬ذه اإلتفاقي‪2‬ة اإلتج‪2‬ار باألش‪2‬خاص س‪2‬واء أك‪2‬انوا صغارا أم كب‪2‬ارا‪ ،‬حيث نّص ت الم‪2‬اّد ة‬
‫األولى منها على التزام ال‪2‬دول األط‪2‬راف بمعاقب‪2‬ة أي ش‪2‬خص يق‪2‬وم‪ ،‬إرض‪2‬اءا أله‪2‬واء آخ‪2‬ر‪ ،‬بق‪2‬وادة‬
‫‪2‬‬
‫شخص أو غوايته أو تضليله على قصد الدعارة‪ ،‬أو باستغالل دعارة شخص آخر‪.‬‬

‫ووّس عت الم‪22‬اّد ة ‪ 02‬من األفع‪22‬ال المع‪22‬اقب عليه‪22‬ا لتش‪22‬مل عقوب‪22‬ة ك‪22‬ل من يمل‪22‬ك أو ي‪22‬دير مكان‪22‬ا‬
‫للدعارة‪ ،‬أو يقوم‪ ،‬عن علم بتمويله أو المشاركة في تمويله‪ ،‬وكذلك من يؤجر أو يس‪22‬تأجر كلي‪22‬ا أو‬
‫جزئيا مبنى أو مكانا آخر الستغالل دعارة الغير‪.‬‬

‫كم‪22‬ا نصت الم‪22‬اّد ة ‪ 17‬منه‪22‬ا على مجموع‪22‬ة من الت‪22‬دابير يتعّين اتخاذه‪22‬ا من ال‪22‬دول األط‪22‬راف‬
‫من أجل مكافحة اإلتجار باألش‪2‬خاص‪ ،‬وخّص ت البعض منه‪2‬ا لمكافح‪2‬ة اإلتج‪2‬ار بالنس‪2‬اء واألطف‪2‬ال‪،‬‬
‫كسن األنظمة الالزمة لحماية فئة النساء واألطفال من المهاجرين‪.‬‬

‫فب‪22‬الرغم من أّن األحك‪22‬ام ال‪22‬واردة في ه‪22‬ذه اإلتفاقي‪22‬ة تنطب‪22‬ق على الكب‪22‬ار والصغار‪ ،‬فإنه‪22‬ا م‪22‬ع‬
‫ذلك نصت على بعض األحكام الخاصة باألطفال وحمايتهم في هذا المجال‪ ،‬وه‪22‬و م‪22‬ا يتض‪22‬ح جلي‪22‬ا‬
‫‪3‬‬
‫من نص الماّد ة ‪ 17‬المذكورة أعاله‪ ،‬والماّد ة ‪ 20‬منها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬بروتوكول منع وقمع ومعاقبة االتجار باألشخاص وبخاصة النساء واألطفال‬

‫‪ -‬أمينة ساّل م‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.118‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬الم‪22‬اّد ة ‪ 01‬من اتفاقي‪22‬ة حظ‪2‬ر االتج‪2‬ار باألش‪2‬خاص واس‪2‬تغالل دع‪22‬ارة الغ‪22‬ير‪ ،‬اعتم‪22‬دت وعرض‪2‬ت للتوقي‪22‬ع والتصديق واإلنض‪2‬مام‬ ‫‪2‬‬

‫بموجب قرار الجمعية العاّم ة لألمم المتحدة ‪ ،317‬يوم ‪ 02‬ديسمبر ‪ ،1949‬دخلت النفاذ في ‪ 25‬جويلية ‪.1951‬‬
‫‪ -3‬تنص الماّد ة ‪ 17‬من االتفاقية الخاّص ة بحظر االتجار باألش‪2‬خاص واس‪2‬تغالل دع‪2‬ارة الغ‪2‬ير على "ال‪2‬تزام ال‪2‬دول األط‪2‬راف باتخ‪2‬اذ‬
‫التدابير لمكافحة االتجار باألشخاص من الجنسين ألغراض الدعارة‪ ،‬وعلى وجه الخصوص يتعّهدون‪:‬‬
‫‪ -‬بسن األنظمة الالزمة لحماية المهاجرين إلى بلدانهم أو منها‪ ،‬وال سيما النساء واألطفال‪.....‬إلخ"‪.‬‬
‫أّم ا الم‪22‬اّد ة ‪ 20‬فتنص على "اتخ‪22‬اذ الت‪22‬دابير الالزم‪22‬ة لرقاب‪22‬ة مك‪22‬اتب اإلس‪22‬تخدام بغي‪22‬ة تف‪22‬ادي األش‪22‬خاص الب‪22‬احثين عن عم‪22‬ل والس‪22‬يما‬
‫األطفال لحظر الدعارة‪".‬‬

‫‪89‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫من أهم الج‪22 2‬وانب المتصلة بحماي‪22 2‬ة الطف‪22 2‬ل من ال‪22 2‬رق والممارس‪22 2‬ات الش‪22 2‬بيهة ب‪22 2‬ه‪ ،‬تج‪22 2‬ريم‬
‫اإلتجار باألطفال‪ ،‬لذلك ُيعد هذا البروتوكول من أهم الوث‪22‬ائق الدولي‪22‬ة للح‪22‬د من اس‪22‬ترقاق األطف‪22‬ال‪،‬‬
‫إذ تش ‪22‬تمل أغراض‪22 2‬ه على من‪22 2‬ع ومكافح ‪22‬ة اإلتج ‪22‬ار باألش ‪22‬خاص‪ ،‬م‪22 2‬ع إيالء اهتم‪22 2‬ام خ ‪22‬اص للنس ‪22‬اء‬
‫واألطف‪22‬ال‪ 1،‬وحماي‪22‬ة الض‪22‬حايا وم‪22‬ؤازرتهم ومس‪22‬اعدتهم واح‪22‬ترام كام‪22‬ل حق‪22‬وقهم اإلنس‪22‬انية‪ ،‬وتعزي‪22‬ز‬
‫‪2‬‬
‫التعاون بين الدول األطراف على تحقيق تلك األهداف‪.‬‬

‫وق‪22 2‬د تض‪22 2‬منت الم‪22 2‬اّد ة الثالث‪22 2‬ة من‪22 2‬ه أول تعريف‪22 2‬ا واض‪22 2‬حا ومتفق‪22 2‬ا علي‪22 2‬ه دولي‪22 2‬ا بش‪22 2‬أن اإلتج‪22 2‬ار‬
‫باألش‪2‬خاص‪ ،‬فج‪ّ2‬ر مت اإلتج‪2‬ار بالبش‪2‬ر بوج‪2‬ه ع‪22‬ام وباألطف‪22‬ال بوج‪2‬ه خ‪2‬اص‪ ،‬وق‪2‬د أل‪22‬زم ال‪22‬بروتوكول‬
‫ال ‪22‬دول األعض ‪22‬اء بتج ‪22‬ريم اإلتج ‪22‬ار جنائي ‪22‬ا إّم ا بصفته جرم ‪22‬ا منف ‪22‬ردا أو في إط ‪22‬ار مجموع ‪22‬ة من‬
‫‪3‬‬
‫الجرائم تشمل على األقل كامل نطاق السلوك المشمول بالتعريف‪.‬‬

‫كما احتوى ال‪2‬بروتوكول على أحك‪2‬ام مفّص لة في نص الم‪2‬اّد ة التاس‪2‬عة من‪2‬ه ت‪2‬دعوا ال‪2‬دول لس‪2‬ن‬
‫قوانين مناهضة لإلتجار باألطفال ووضع سياسات وبرامج لمنع انتشاره‪ ،‬واهتم باألطفال ض‪22‬حايا‬
‫‪4‬‬
‫اإلتجار وذلك بوضع مبادئ توجيهية مفصلة تتعلق بترحيلهم وإ عادتهم إلى أوطانهم‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬البروتوكول اإلختياري الملحق باتفاقية حقوق الطفل بشأن بيع األطفال واســتغالل‬
‫‪5‬‬
‫األطفال في البغاء وفي المواد اإلباحية ‪2000‬‬

‫بن يطو سليمة‪" ،‬جريمة اإلتجار باألطفال‪ :‬المفهوم والمكافحة"‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬جوان‪ ،2019 ،‬كلية الحقوق‬ ‫‪1‬‬

‫والعلوم الساسية باتنة‪ ،‬ص‪.161‬‬


‫‪ -2‬الماّد ة ‪ 02‬من بروتوكول منع وقمع ومعاقبة االتجار باألشخاص‪ ،‬وبخاصة النساء واألطفال‪ ،‬المكمل التفاقية األمم المتحدة‬
‫لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية‪ ،‬اعتمد وعرض للتوقيع والتصديق واإلنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم‬
‫المتحدة رقم ‪ ،25‬الدورة الخامسة والخمسون‪ ،‬المؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر ‪.2000‬‬
‫‪ -3‬المواد ‪ 03‬و‪ 04‬و‪ 05‬من البروتوكول نفسه‪.‬‬
‫‪ -4‬الماّد تين ‪ 07‬و‪ 08‬من بروتوكول منع وقمع ومعاقبة االتجار باألشخاص‪ ،‬وبخاصة النساء واألطفال‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -5‬اعتمد وعرض للتوقيع والتصديق واإلنض‪2‬مام بم‪2‬وجب ق‪2‬رار الجمعي‪2‬ة العاّم ة لألمم المتح‪2‬دة ‪ ،263‬ال‪2‬دورة الرابع‪2‬ة والخمس‪2‬ون‪،‬‬
‫المؤرخ في ‪ 25‬ماي ‪ ،2000‬دخل حيز النفاذ في ‪ 18‬جانفي ‪.2002‬‬

‫‪90‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫بع‪22‬د أن أل‪22‬زمت اتفاقي‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل ال‪22‬دول األعض‪22‬اء باتخ‪22‬اذ جمي‪22‬ع الت‪22‬دابير الالزم‪22‬ة لمن‪22‬ع‬
‫اختط ‪22 2 2‬اف األطف ‪22 2 2‬ال أو بيعهم أو االتج ‪22 2 2‬ار بهم ألي غ ‪22 2 2‬رض من األغ ‪22 2 2‬راض أو ب ‪22 2 2‬أي ش ‪22 2 2‬كل من‬
‫األشكال‪ ،1‬جاء هذا البروتوكول بالنص على حظر بيع األطفال واستغاللهم في البغاء وفي المواد‬
‫اإلباحية‪ ،‬وح‪ّ2‬د د األفع‪22‬ال ال‪22‬واجب على ال‪22‬دول تجريمه‪22‬ا بالتحدي‪22‬د‪ ،2‬ويل‪22‬زم ال‪22‬دول األط‪22‬راف ب‪22‬احترام‬
‫حقوق ومصالح األطفال الضحايا وتطوير الوقاية وإ ع‪22‬ادة التأهي‪22‬ل‪ ،‬والتع‪22‬اون ال‪22‬دولي به‪22‬دف ت‪22‬أمين‬
‫‪3‬‬
‫حماية األطفال‪.‬‬

‫ومن أهم التدابير التي دعت الدول إلى اتخاذها ما يلي‪:4‬‬

‫‪ -‬النص على األفع‪2‬ال المعّر ف‪2‬ة في ال‪2‬بروتوكول في الق‪2‬وانين الوطني‪2‬ة وتحدي‪2‬د عقوب‪2‬ات تالئم‬
‫طبيعتها الفظيعة؛‬

‫‪ -‬إقام‪22‬ة الوالي‪22‬ة القض‪22‬ائية على الج‪22‬رائم المعرف‪22‬ة في ال‪22‬بروتوكول عن‪22‬دما ت‪22‬رتكب في ح‪22‬دود‬
‫أراضي الدولة أو على متن سفينة أو طائرة مسّج لة في تلك الدولة؛‬
‫‪ -‬تسليم المجرمين المرتكبين للجرائم المنصوص عليها؛‬
‫‪ -‬حماية خصوصية األطفال واحترام وضعيتهم أثناء اإلجراءات القضائية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬

‫الحظر الدولي للعمل الجبري أو القسري‬

‫ب ‪22‬دأ اإلهتم ‪22‬ام ال ‪22‬دولي بش ‪22‬كل ج ‪ّ2‬د ي بظ ‪22‬اهرة العم ‪22‬ل القس ‪22‬ري ومكافحت ‪22‬ه كنش ‪22‬اط ض ‪22‬د آدمي ‪22‬ة‬
‫اإلنسان وكرامته بعد الحرب العالمية األولى‪ ،‬وما رافقها من استغالل لألفراد في العم‪22‬ل القس‪22‬ري‬

‫‪ -1‬الماّد ة ‪ ،35‬من اتفاقية األمم المتحدة لحقوق الطفل لعام ‪ ،1989‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -2‬بشرى سلمان حسين العبيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.313‬‬
‫‪ -3‬المواد ‪ 01‬و‪ 02‬و‪ 06‬من بروتوكول اتفاقية حقوق الطفل بشأن بيع واستغالل األطفال في البغاء والمواد اإلباحية‪.‬‬
‫‪ -4‬المواد ‪ 07‬و‪ 08‬و‪ 10‬من البروتوكول نفسه‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫في المصانع خالل تل‪22‬ك الف‪22‬ترة‪ ،‬مّم ا أث‪22‬ار موج‪22‬ة من االهتم‪22‬ام الع‪22‬المي به‪22‬ذه الظ‪22‬اهرة‪ ،‬ومّه د إلى‬
‫ظهور عدد من االتفاقات الدولية التي عالجت بشكل أو بآخر العمل القسري‪.‬‬

‫فباإلضافة إلى المواثيق الدولية العاّم ة لحقوق اإلنسان‪ ،‬مثل اإلعالن العالمي لحق‪22‬وق اإلنس‪2‬ان‬
‫لسنة ‪ 1948‬ال‪2‬ذي أّك د في الم‪2‬اّد ة ‪ 23/01‬على ح‪2‬ق الف‪2‬رد وحريت‪2‬ه في اختي‪2‬ار العم‪2‬ل‪ ،‬ك‪2‬ذلك م‪2‬ا ورد‬
‫في الماّدة الثامنة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لسنة ‪ ،1966‬على ع‪2‬دم ج‪2‬واز‬
‫إك‪22‬راه أح‪22‬د على الس‪22‬خرة أو العم‪22‬ل اإلل‪22‬زامي‪ ،‬أش‪22‬ارت اإلتفاقي‪22‬ات الخاّص ة بمكافح‪22‬ة ال‪22‬رق إلى حظ‪22‬ر‬
‫العم‪22‬ل القس‪22‬ري كأح‪22‬د صور اس‪22‬ترقاق اإلنس‪22‬ان ألخي‪22‬ه اإلنس‪22‬ان‪ ،1‬ولكن الحماي ‪22‬ة الدولي ‪22‬ة للطف ‪22‬ل من‬
‫العم‪2‬ل القس‪2‬ري ال تق‪2‬ف عن‪2‬د ح‪2‬دود ه‪2‬ذه الصكوك العام‪2‬ة‪ ،‬فهن‪2‬اك صكوك عالمي‪2‬ة وإ قليمي‪2‬ة تن‪2‬اولت‬
‫نصوص خاّص ة بحظر استغالل األطفال في العمل القسري أو اإلجباري‪ ،‬يتمثل أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اتفاقية العمل الدولية الخاّص ة بالسخرة أو العمل القسري لسنة ‪1930‬‬

‫تعّد أول اتفاقي‪2‬ة خاّص ة بالعم‪2‬ل القس‪2‬ري أو الج‪2‬بري‪ ،‬وال‪2‬تي اعت‪2‬برت أن العم‪2‬ل القس‪2‬ري جريم‪2‬ة‬
‫ت‪22‬رتكب في ح‪22‬ق الصغار والكب‪22‬ار‪ ،2‬إال أنه‪22‬ا ذك‪22‬رت في الم‪22‬اّد ة الحادي‪22‬ة عش‪22‬ر منه‪22‬ا أن‪22‬ه ال يج‪22‬وز أن‬
‫يفرض عمل السخرة أو العمل القسري إال على الذكور البالغين األصحاء األجس‪2‬ام‪ ،‬ال‪2‬ذين يب‪2‬دوا أنهم‬
‫يبلغ ‪22‬ون من العم ‪22‬ر م ‪22‬ا ال يق ‪22‬ل عن ‪ 18‬س ‪22‬نة وال يزي ‪22‬د على ‪ 45‬س ‪22‬نة‪ ،‬وذل ‪22‬ك بت ‪22‬وفر ح ‪22‬دود وش ‪22‬روط‬
‫‪3‬‬
‫مذكورة في الماّد ة نفسها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االتفاقية الدولية رقم ‪ 105‬الخاّص ة بتحريم السخرة لسنة ‪1957‬‬

‫‪ -1‬اعت‪2‬برت اإلتفاقي‪2‬ة الخاّص ة ب‪2‬الرق لس‪2‬نة ‪ 1926‬أن العم‪2‬ل بالس‪2‬خرة أو العم‪2‬ل القس‪2‬ري مماث‪2‬ل لل‪2‬رق‪ ،‬لم‪2‬ا في‪2‬ه من إهان‪2‬ه للكرام‪2‬ة‬
‫اإلنسانية‪ ،‬ويسجل لهذه االتفاقية السبق في لفت نظر العالم إلى ظاهرة العمل القسري ومحاول‪2‬ة محاربت‪2‬ه‪ ،‬وال‪2‬تي مه‪2‬دت لظه‪2‬ور اتفاقي‪2‬ة‬
‫العمل الدولية الخاصة بالسخرة أو العمل القسري لسنة ‪.1930‬‬
‫‪ -2‬بن يطو سليمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.165‬‬
‫‪ -3‬الماّد ة ‪ 11‬من اتفاقية العمل الدولية رقم ‪ 29‬الخاّص ة بالسخرة لعام ‪ ،1930‬اعتمدها الم‪2‬ؤتمر الع‪2‬ام لمنظم‪2‬ة العم‪2‬ل الدولي‪2‬ة ي‪2‬وم‬
‫‪ 28‬جويلية ‪ 1930‬في دورته الرابعة عشر دخلت حيز النفاذ في ‪ 01‬ماي ‪.1932‬‬

‫‪92‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫وال‪22‬تي أل‪22‬زمت ال‪22‬دول األعض‪22‬اء فيه‪22‬ا على حظ‪22‬ر أي ش‪22‬كل من أش‪22‬كال عم‪22‬ل الس‪22‬خرة أو العم‪22‬ل‬
‫القس‪22‬ري وع‪22‬دم اللج‪22‬وء إلي‪22‬ه‪ ،‬وال‪22‬تزامهم باتخ‪22‬اذ الت‪22‬دابير الفعال‪22‬ة لكفال‪22‬ة اإللغ‪22‬اء الف‪22‬وري والكام‪22‬ل للعم‪22‬ل‬
‫‪1‬‬
‫القسري‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اتفاقية حقوق الطفل لعام ‪1989‬‬

‫أّك دت اإلتفاقية في المادة ‪ 32‬منها على ضرورة التع‪2‬اون ال‪2‬دولي لمكافح‪2‬ة اس‪2‬تغالل األطف‪2‬ال‬
‫في العم ‪22‬ل القس ‪22‬ري أو اإلجب ‪22‬اري‪ ،‬حيث ج ‪22‬اء في الفق ‪22‬رة األولى منه ‪22‬ا "تع ‪22‬ترف األط ‪22‬راف بح ‪22‬ق‬
‫الطف‪22‬ل في حمايت‪22‬ه من االس‪22‬تغالل االقتصادي ومن أداء أي عم‪22‬ل ي‪22‬رجح أن يك‪22‬ون خط‪22‬يرا أو أن‬
‫يمث‪22 2 2‬ل إعاق‪22 2 2‬ة لتعليم الطف‪22 2 2‬ل‪ ،‬أو أن يك‪22 2 2‬ون ض‪22 2 2‬ارا بصحة الطف‪22 2 2‬ل أو بنم‪22 2 2‬وه الب‪22 2 2‬دني أو العقلي‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫أوالروحي‪ ،‬أو المعنوي‪ ،‬أو االجتماعي"‪.‬‬
‫وال ‪22‬تزمت ال ‪22‬دول األط ‪22‬راف بم ‪22‬وجب الفق ‪22‬رة الثاني ‪22‬ة من نفس الم ‪22‬ادة باتخ ‪22‬اذ الت ‪22‬دابير الالزم ‪22‬ة‬
‫لمكافحة اس‪2‬تغالل األطف‪2‬ال في العم‪2‬ل القس‪2‬ري أو اإلجب‪2‬اري‪ ،‬إذ ج‪2‬اء فيه‪2‬ا‪ ":‬تتخ‪2‬ذ ال‪2‬دول األط‪2‬راف‬
‫التدابير التشريعية واإلدارية واالجتماعي‪22‬ة والتربوي‪22‬ة ال‪22‬تي تكف‪22‬ل تنفي‪22‬ذ ه‪22‬ذه الم‪22‬ادة‪ ،‬وله‪22‬ذا الغ‪22‬رض‪،‬‬
‫ومع مراعاة أحكام الصكوك الدولية األخرى ذات الصلة‪ ،‬تقوم الدول األطراف بوج‪22‬ه خ‪22‬اص بم‪22‬ا‬
‫يلي‪ :‬تحدي ‪22‬د عم ‪22‬ر أدنى أو أعم ‪22‬ار دني ‪22‬ا لاللتح ‪22‬اق بالعم ‪22‬ل‪ ،‬وض ‪22‬ع نظ ‪22‬ام مناس ‪22‬ب لس ‪22‬اعات العم ‪22‬ل‬
‫وظروفه‪ ،‬فرض عقوبات أو جزاءات أخرى مناسبة لضمان بغية إنفاذ هذه المادة بفعالية"‪.3‬‬

‫رابعا‪ :‬اتفاقية السن األدنى للعمل رقم ‪ 138‬لسنة ‪1973‬‬

‫‪ -1‬الم‪22‬اّد ة ‪ 01‬و‪ 02‬من اإلتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 105‬الخاّص ة بتح‪22‬ريم الس‪22‬خرة‪ ،‬أقره‪22‬ا الم‪22‬ؤتمر الع‪22‬ام لمنظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة في ‪ 25‬ج‪22‬وان‬
‫‪ ،1957‬في دورته األربعين‪ ،‬تاريخ بدأ النفاذ ‪ 17‬جانفي ‪.1959‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 32‬فقرة ‪ ،01‬من اتفاقية حقوق الطفل لعام ‪.1989‬‬
‫‪ -3‬الماّد ة ‪ 32‬فقرة ‪ ،02‬من حقوق الطفل لعام ‪.1989‬‬

‫‪93‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫من بين األه‪22‬داف األساس‪22‬ية له‪22‬ذه اإلتفاقي‪22‬ة القض‪22‬اء الكام‪22‬ل على اس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال في العم‪22‬ل‬
‫بجمي ‪22‬ع صوره الض ‪22‬ارة‪ ،1‬حيث وض ‪22‬عت ح ‪22‬د أدنى لس ‪22‬ن العم ‪22‬ل وه ‪22‬و إتم ‪22‬ام التعليم اإلل ‪22‬زامي؛ إذ‬
‫اعت‪22‬برت أن‪22‬ه ال يج‪22‬وز أن يق‪22‬ل عن ‪ 15‬س‪22‬نة‪ ،‬ومنعت تش‪22‬غيل األطف‪22‬ال ح‪22‬تى ‪ 18‬س‪22‬نة في األعم‪22‬ال‬
‫التي يحتم‪22‬ل أن تع‪22‬رض للخط‪22‬ر صحة أو س‪2‬المة أو أخالق األح‪2‬داث بس‪2‬بب طبيعته‪22‬ا أو الظ‪22‬روف‬
‫‪2‬‬
‫التي تؤّد ى فيها‪.‬‬
‫كم‪22‬ا أوجبت على ال‪22‬دول األط‪22‬راف ب‪22‬أن تّتب‪22‬ع سياس‪22‬ة وطني‪22‬ة ت‪22‬رمي للقض‪22‬اء فعلي‪22‬ا على عم‪22‬ل‬
‫األطف‪22‬ال‪ ،‬ويج‪22‬وز لل‪22‬دول األط‪22‬راف ال‪22‬تي لم يبل‪22‬غ اقتصادها وإ مكاناته‪22‬ا التعليمي‪22‬ة درج‪22‬ة كافي‪22‬ة من‬
‫التطور اعتماد سن ‪ 14‬كسن أدنى للعمل‪ ،‬ويمكن للسلطات المختصة بالتش‪2‬اور م‪22‬ع أرب‪22‬اب العم‪22‬ل‬
‫‪3‬‬
‫استبعاد بعض قطاعات العمل من تطبيق هذه اإلتفاقية‪.‬‬
‫إاّل أن ما ُي أخذ على هذه اإلتفاقية هو فتح المجال أمام الدول للتملص من أحكامها بالح‪2‬د من‬
‫نطاق تطبيقها في حالة عدم وصول اقتصاد الدول‪2‬ة وإ مكانياته‪2‬ا الماّد ي‪2‬ة لدرج‪2‬ة كافي‪2‬ة من التط‪2‬ور‪،‬‬
‫وه‪22‬ذا بع‪22‬د التش‪22‬اور م‪22‬ع منظم‪22‬ات أرب‪22‬اب العم‪22‬ل‪ ،‬وأش‪22‬ارت نفس اإلتفاقي‪22‬ة في الم‪22‬اّد ة الس‪22‬ابعة منه‪22‬ا‬
‫بالس‪22‬ماح لل‪22‬دول من خالل تش‪22‬ريعاتها وأنظمته‪22‬ا الوطني‪22‬ة بتوظي‪22‬ف األطف‪22‬ال الب‪22‬الغين من العم‪22‬ر بين‬
‫‪ 13‬و‪ 15‬سنة للقيام بأعمال حقيقية بتوفر شرطين‪:4‬‬
‫‪ -‬أن ال يكون مضر بصحتهم أو بنموهم‬
‫‪ -‬أن ال يعط‪22‬ل العم‪22‬ل مواض‪22‬بتهم على الدراس‪22‬ة واش‪22‬تراكهم في ب‪22‬رامج التوجي‪22‬ه أو الت‪22‬دريب‬
‫المهن ‪22‬يين ال ‪22‬تي تقرره ‪22‬ا الس ‪22‬لطة المختصة‪ ،‬وأن ال يح ‪22‬ول العم ‪22‬ل دون ق ‪22‬درتهم على اإلس ‪22‬تفادة من‬
‫التعليم‪.‬‬

‫‪ -1‬وسيلة شابو‪ ،‬القانون الدولي للعمل‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص‪.232‬‬
‫‪ -2‬الماّد ة ‪ 02‬فقرة ‪ 03‬و الماّد ة ‪ 03‬من اتفاقية الحد األدنى لسن اإللتحاق بالعمل رقم ‪ ،138‬اعتمدت من طرف المؤتمر العام‬
‫لمنظمة العمل الدولية في ‪ 26‬جويلية ‪ ،1973‬دخلت حيز التنفيذ في ‪ 19‬جويلية ‪.1976‬‬
‫‪ -3‬الماّد ة ‪ 02‬فقرة ‪ ،04‬من اإلتفاقية نفسها‪.‬‬
‫‪ - 4‬الماّد ة ‪ ،07‬من اتفاقية الحد األدنى لسن اإللتحاق بالعمل رقم ‪.138‬‬

‫‪94‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫فهذه اإلتفاقي‪2‬ة أتت كخط‪2‬وة جريئ‪2‬ة في حينه‪2‬ا ب‪2‬الرغم من ع‪2‬دم تأديته‪2‬ا للغاي‪2‬ة المنش‪2‬ودة مم‪2‬ا‬
‫دفع بالمنظمة إلصدار اتفاقية أخرى كخطوة مكملة لهذه اإلتفاقية‪ ،‬وهي اتفاقية حظر أسوأ أش‪22‬كال‬
‫‪1‬‬
‫عمل األطفال واإلجراءات الفورية للقضاء عليها‪.‬‬
‫خامســا‪ :‬اتفاقيــة منظمــة العمــل الدوليــة رقم ‪ 182‬لســنة ‪ 1999‬بشأن حظــر أســوأ أشكال‬
‫عمل األطفال‬
‫وال ‪22‬تي اعت ‪22‬برت في نص الم ‪22‬اّد ة الثالث ‪22‬ة منه ‪22‬ا أّن العم ‪22‬ل القس ‪22‬ري أو اإلجب ‪22‬اري بم ‪22‬ا في ذل ‪22‬ك‬
‫التجنيد القس‪2‬ري أو اإلجب‪2‬اري لألطف‪2‬ال الس‪2‬تخدامهم في الصراعات المس‪2‬لحة ه‪2‬و ش‪2‬كل من أش‪2‬كال‬
‫ال‪22‬رق أو الممارس‪22‬ات الش‪22‬بيهة ب‪22‬الرق‪ ،‬وأل‪22‬زمت الم‪22‬اّد ة الس‪22‬ابعة من نفس االتفاقي‪22‬ة ال‪22‬دول األط‪22‬راف‬
‫باتخ ‪22‬اذ الت ‪22‬دابير الض ‪22‬رورية لكفال ‪22‬ة تط ‪22‬بيق أحكامه ‪22‬ا بم ‪22‬ا في ذل ‪22‬ك النص على عقوب ‪22‬ات جزائي ‪22‬ة أو‬
‫‪2‬‬
‫غيرها عند االقتضاء‪.‬‬
‫الفرع الثالث‬

‫الحظر الدولي لتجنيد األطفال واستغاللهم في النزاعات المسلحة‬

‫بقيت مش ‪22‬كلة تجني ‪22‬د األطف ‪22‬ال من أك ‪22‬ثر المش ‪22‬اكل ال ‪22‬تي تواج ‪22‬ه حق ‪22‬وق األطف ‪22‬ال‪ ،‬ومث ‪22‬ار قل ‪22‬ق‬
‫للمجتم ‪22‬ع ال ‪22‬دولي‪ ،‬فبع ‪22‬د أن أغفلت اتفاقي ‪22‬ات ج ‪22‬نيف األرب ‪22‬ع لع ‪22‬ام ‪ 1949‬النص على حظ ‪22‬ر تجني ‪22‬د‬
‫األطف‪22 2‬ال واش‪22 2‬تراكهم في العملي‪22 2‬ات العدائي‪22 2‬ة‪ ،‬اس‪22 2‬تدركت ال‪22 2‬دول ه‪22 2‬ذا النقص عن طري‪22 2‬ق إصدار‬
‫ال‪22‬بروتوكولين اإلض‪22‬افيين التفاقي‪22‬ات ج‪22‬نيف لس‪22‬نة ‪ 1977‬والل‪22‬ذان نّص ا على الحظ‪22‬ر الت‪22‬ام والق‪22‬اطع‬
‫لتجنيد األطفال واستخدامهم في الحروب‪ ،‬ثم لم تمر أقل من اثنت‪2‬ا عش‪2‬ر س‪2‬نة ح‪2‬تى ظه‪2‬رت اتفاقي‪2‬ة‬
‫حق‪22 2‬وق الطف‪22 2‬ل في ‪ 20‬نوفم‪22 2‬بر ‪ 1989‬لتنص م ‪ّ2 2‬ر ة أخ‪22 2‬رى على من‪22 2‬ع تجني‪22 2‬د األطف‪22 2‬ال من ال‪22 2‬دول‬
‫األط‪22‬راف‪ ،‬ولكنه‪22‬ا ع‪22‬الجت الموض‪22‬وع بنصوص مقتض‪22‬بة‪ ،‬وه‪22‬و األم‪22‬ر ال‪22‬ذي فعلت‪22‬ه اتفاقي‪22‬ة منظم‪22‬ة‬
‫العمل الدولية رقم ‪ 182‬لحظر أسوأ أشكال عمل األطفال لسنة ‪.1999‬‬

‫‪ -‬بّس ام عاطف المهتار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.96‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 03‬و‪ 07‬من االتفاقية رقم ‪ 182‬بشأن حظر أسوأ أشكال عمل األطفال واإلجراءات الفورية للقضاء عليها‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪95‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫لم يمض وقت طوي‪22‬ل ح‪22‬تى أدرك المجتم‪22‬ع ال‪22‬دولي على ع‪22‬دم كفاي‪22‬ة ه‪22‬ذه المعاه‪22‬دات لوح‪22‬دها‬
‫للحيلول‪22 2‬ة دون تجني‪22 2‬د األطف‪22 2‬ال‪ ،‬ل‪22 2‬ذا تم وض‪22 2‬ع بروتوك‪22 2‬ول اختي‪22 2‬اري في ‪ 25‬م‪22 2‬اي ‪ 2000‬س ‪ّ2 2‬م ي‬
‫بالبروتوكول اإلختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن إشراك األطفال في النزاعات المسلحة والذي‬
‫يتضح من عنوانه أنه جاء ليحد من استخدام األطفال في القوات المسّلحة وساحات المعارك‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الحظ ـ ــر ال ـ ــدولي لتجني ـ ــد األطف ـ ــال وإ شراكهم في العملي ـ ــات المس ـ ــلحة في ض ـ ــوء‬
‫البروتوكولين اإلضافيين لعام ‪ 1977‬الملحقان باتفاقيات جنيف لعام ‪:1949‬‬

‫يعتبر بروتوكولي ج‪2‬نيف اإلض‪22‬افيين لع‪22‬امي ‪ 1977‬أول وثيق‪22‬تين رس‪2‬ميتين تتض‪22‬منان تنظيم‪22‬ا‬
‫دولي ‪22 2‬ا لتجني ‪22 2‬د وإ ش ‪22 2‬راك األطف ‪22 2‬ال في النزاع ‪22 2‬ات المس ‪22 2‬لحة الدولي ‪22 2‬ة وغ ‪22 2‬ير الدولي ‪22 2‬ة‪ ،‬حيث ينص‬
‫ال‪22‬بروتوكول اإلض‪22‬افي األول وعلى وج‪22‬ه التحدي‪22‬د في الم‪22‬اّد ة ‪ 77‬من‪22‬ه على مب‪22‬دأ الحماي‪22‬ة الخاّص ة‬
‫لألطف‪2‬ال‪ ،‬وعلى أن‪2‬ه يت‪2‬وجب على أط‪2‬راف ال‪2‬نزاع اتخ‪2‬اذ كاف‪2‬ة الت‪2‬دابير المس‪2‬تطاعة ال‪2‬تي تكف‪2‬ل ع‪2‬دم‬
‫اش‪22‬تراك األطف‪22‬ال ال‪22‬ذين لم يبلغ‪22‬وا بع‪22‬د س‪22‬ن الخامس‪22‬ة عش‪22‬ر في األعم‪22‬ال العدائي‪22‬ة بصورة مباش‪22‬رة‪،‬‬
‫وعلى هذه األط‪22‬راف بوج‪2‬ه خ‪2‬اص أن تمتن‪22‬ع عن تجني‪22‬د ه‪22‬ؤالء الصغار في قواته‪22‬ا المس‪2‬لحة‪ ،‬وفي‬
‫حالة تجنيد ممن بلغوا الخامسة عشر ولم يبلغوا الثامنة عشرة أن تسعى إلعطاء األولوية لمن هم‬
‫‪1‬‬
‫أكبر سنا‪.‬‬

‫فمن خالل نص الماّد ة الم‪22‬ذكورة أعاله‪ ،‬نستش‪22‬ف أن ال‪22‬بروتوكول ج‪22‬اء ب‪22‬التزامين على ع‪22‬اتق‬
‫الدول األطراف في أي ن‪2‬زاع مس‪2‬لح دولي‪ ،‬أولهم‪2‬ا يتمث‪2‬ل في ض‪2‬رورة اتخ‪2‬اذ ك‪2‬ل الت‪2‬دابير الممكن‪2‬ة‬
‫ال ‪22‬تي تكف ‪22‬ل ع ‪22‬دم اش ‪22‬تراك األطف ‪22‬ال دون الخامس ‪22‬ة عش ‪22‬ر من العم ‪22‬ر في العملي ‪22‬ات العدائي ‪22‬ة بش ‪22‬كل‬
‫مباش ‪22‬ر‪ ،‬أّم ا اإلل ‪22‬تزام الث ‪22‬اني فه ‪22‬و ال ‪22‬تزام ال ‪22‬دول األط ‪22‬راف في أي ن ‪22‬زاع مس ‪22‬لح دولي بع ‪22‬دم تجني ‪22‬د‬

‫‪ - 1‬الم‪22‬اّد ة ‪ 77‬من ال‪22‬بروتوكول األول لس‪22‬نة ‪ 1977‬اإلض‪22‬افي التفاقي‪22‬ات ج‪22‬نيف األربع‪22‬ة لس‪22‬نة ‪ ،1949‬يتعل‪22‬ق بالنزاع‪22‬ات المس‪22‬لحة‬
‫الدولية‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫األطفال دون الخامسة عشرة من العمل في قواته‪2‬ا المس‪2‬لحة‪ ،‬وه‪2‬ذا المن‪2‬ع يش‪2‬مل التجني‪2‬د اإلجب‪2‬اري‬
‫واإلختياري‪.‬‬

‫والُم الح‪22‬ظ على ه‪22‬ذا ال‪22‬بروتوكول أّن ه أغف‪22‬ل النص على حظ‪22‬ر اس‪22‬تغالل ه‪22‬ؤالء األطف‪22‬ال في‬
‫األعم‪22 2‬ال العدائي‪22 2‬ة بصورة غ‪22 2‬ير مباش‪22 2‬رة كاس‪22 2‬تخدامهم في نق‪22 2‬ل المعلوم‪22 2‬ات أو األس‪22 2‬لحة والعت‪22 2‬اد‬
‫‪1‬‬
‫الحربي‪...‬إلخ‪ ،‬واكتفى فقط بحظر تجنيد األطفال دون سن الخامسة عشر في القوات المسلحة‪.‬‬

‫وه‪22‬و األم‪22‬ر ال‪22‬ذي تدارك‪22‬ه ال‪22‬بروتوكول اإلض‪22‬افي الث‪22‬اني والخ‪22‬اص بالنزاع‪22‬ات المس‪22‬لحة غ‪22‬ير‬
‫الدولي‪22‬ة‪ ،‬وال‪22‬ذي أش‪22‬ار إلى الس‪22‬ن ال‪22‬تي ال يح‪22‬ق لألطف‪22‬ال دونه‪22‬ا أن يش‪22‬اركوا في األعم‪22‬ال العدائي‪22‬ة‬
‫وذلك في الفقرة ‪ 03‬من الماّد ة ‪ 04‬منه‪ ،‬والتي تنص على أن‪2‬ه "ال يج‪2‬وز تجني‪2‬د األطف‪2‬ال دون س‪2‬ن‬
‫الخامس ‪22‬ة عش ‪22‬ر في الق ‪22‬وات أو الجماع ‪22‬ات المس ‪22‬لحة‪ ،‬وال يج ‪22‬وز الس ‪22‬ماح باش ‪22‬تراكهم في األعم ‪22‬ال‬
‫العدائي ‪22‬ة"‪ 2‬ويتعل ‪22‬ق األم ‪22‬ر هن ‪22‬ا بحظ ‪22‬ر ق ‪22‬اطع‪ ،‬س ‪22‬واء تعل ‪22‬ق األم ‪22‬ر بالمش ‪22‬اركة في األعم ‪22‬ال العدائي ‪22‬ة‬
‫‪3‬‬
‫بصفة مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬

‫ففي حال‪22‬ة قي‪22‬ام ن‪22‬زاع مس‪2‬لح غ‪22‬ير دولي‪ ،‬يق‪2‬ع على ع‪22‬اتق األط‪22‬راف المتصارعة التزام‪22‬ا بع‪22‬دم‬
‫تجني‪22‬د األطف‪22‬ال ال‪22‬ذين لم يبلغ‪22‬وا س‪22‬ن الخامس‪22‬ة عش‪22‬ر من العم‪22‬ر في الق‪22‬وات المس‪22‬لحة الحكومي‪22‬ة أو‬
‫الجماعات المسلحة سواء كان هذا التجنيد طوعي‪2‬ا أو إجباري‪2‬ا‪ ،‬والتزام‪2‬ا آخ‪2‬ر يقض‪2‬ي بع‪2‬دم الس‪2‬ماح‬
‫‪4‬‬
‫باشتراك األطفال في العمليات العسكرية‪.‬‬

‫ثانيــا‪ :‬الحظــر الــدولي لتجنيــد األطفــال وإ شراكهم في العمليــات المســلحة في ضــوء اتفاقيــة‬
‫حقوق الطفل لعام ‪1989‬‬

‫‪ -‬صراح نح‪22‬ال‪" ،‬الحماي‪22‬ة الدولي‪22‬ة لألطف‪22‬ال من التجني‪22‬د واالش‪22‬تراك في العملي‪22‬ات العس‪22‬كرية"‪ ،‬مجل‪22‬ة جامع‪22‬ة األم‪22‬ير عب‪22‬د الق‪22‬ادر‬ ‫‪1‬‬

‫للعلوم اإلسالمية‪ ،‬المجلد ‪ ،30‬العدد ‪ ،04‬ديسمبر ‪ ،2016‬ص‪.483‬‬


‫‪ -‬المادة ‪ 04/03‬من البروتوكول الثاني لسنة ‪ 1977‬اإلضافي إلتفاقيات جنيف األربعة لسنة ‪ 1949‬يتعل‪2‬ق النزاع‪2‬ات المس‪2‬لحة‬ ‫‪2‬‬

‫غير الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬ماهر جميل أبو خوات‪ ،‬الحماية الدولية لحقوق الطفل‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2005 ،‬ص ص ‪.276-275‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬صراح نحال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.484‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪97‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫لم تتوق‪22 2 2‬ف ظ‪22 2 2‬اهرة تجني‪22 2 2‬د األطف‪22 2 2‬ال واس‪22 2 2‬تخدامهم في النزاع‪22 2 2‬ات المس‪22 2 2‬لحة رغم إصدار‬
‫ال ‪22‬بروتوكولين الملحقين باتفاقي ‪22‬ات ج ‪22‬نيف في س ‪22‬نة ‪ ،1977‬ل ‪22‬ذلك فق ‪22‬د ُب ذلت جه ‪22‬ود دولي ‪22‬ة معت ‪22‬برة‬
‫لحماية األطفال من النزاعات المسلحة أثناء إعداد مشروع اتفاقية حق‪2‬وق الطف‪2‬ل وه‪2‬و األم‪2‬ر ال‪2‬ذي‬
‫تجّس د في نص الم ‪22‬اّد ة ‪ ،38‬حيث ج ‪22‬اء في الفق ‪22‬رة الثاني ‪22‬ة منه ‪22‬ا‪ " :‬تتخ ‪22‬ذ ال ‪22‬دول األط ‪22‬راف جمي ‪22‬ع‬
‫الت‪22‬دابير الممكن‪22‬ة عملي‪22‬ا لكي تض‪22‬من أال يش‪22‬ترك األش‪22‬خاص ال‪22‬ذين لم يبل‪22‬غ س‪22‬نهم خمس عش‪22‬رة س‪22‬نة‬
‫اشتراكا مباش‪2‬را في الح‪2‬رب"‪ ،‬كم‪22‬ا نصت الفق‪22‬رة الثالث‪22‬ة منه‪22‬ا على أن "تمتن‪22‬ع ال‪22‬دول األط‪22‬راف عن‬
‫تجني ‪22‬د أي ش ‪22‬خص لم يبل ‪22‬غ س ‪22‬نه خمس عش ‪22‬رة س ‪22‬نة في قواته ‪22‬ا المس ‪22‬لحة‪ ،‬وعن ‪22‬د التجني ‪22‬د من بين‬
‫األشخاص الذين بلغت سنهم خمس عشرة سنة‪ ،‬يجب على الدول األطراف أن تسعى إلى إعط‪22‬اء‬
‫األولوية لمن هم أكبر سنا"‪.1‬‬

‫والُم الحظ هنا‪ ،‬أن اإلل‪2‬تزام ال‪2‬وارد في ه‪2‬اتين الفق‪2‬رتين ج‪2‬اء مم‪2‬اثال تمام‪2‬ا لم‪2‬ا تض‪2‬منته الفق‪2‬رة‬
‫الثاني ‪22‬ة من الم ‪22‬اّد ة ‪ 77‬من ال ‪22‬بروتوكول اإلض ‪22‬افي األول التفاقي ‪22‬ات ج ‪22‬نيف والم ‪22‬ذكور أعاله‪ ،‬حيث‬
‫جاءت بالتزام على عاتق الدول األطراف باتخاذ التدابير الممكنة من الناحية العملية لضمان ع‪22‬دم‬
‫اش ‪22‬تراك األطف ‪22‬ال ال ‪22‬ذين لم يبلغ ‪22‬وا بع ‪22‬د الخامس ‪22‬ة عش ‪22‬ر من العم ‪22‬ر اش ‪22‬تراكا مباش ‪22‬را في العملي ‪22‬ات‬
‫العس‪22‬كرية‪ ،‬وال‪22‬تزام آخ‪22‬ر يحظ‪22‬ر على األط‪22‬راف القي‪22‬ام بتجني‪22‬د األش‪22‬خاص ال‪22‬ذين لم يبلغ‪22‬وا الخامس‪22‬ة‬
‫عش ‪22‬ر من العم ‪22‬ر في الق ‪22‬وات المس ‪22‬لحة‪ ،‬وبالت ‪22‬الي فنص الم ‪22‬اّد ة ‪ 38‬من اتفاقي ‪22‬ة حق ‪22‬وق الطف ‪22‬ل لع ‪22‬ام‬
‫‪ 1989‬لم يش‪22 2‬كل أي تق ‪ّ2 2‬د م في مج‪22 2‬ال الحظ‪22 2‬ر ال‪22 2‬دولي لتجني‪22 2‬د األطف‪22 2‬ال واش‪22 2‬راكهم في النزاع‪22 2‬ات‬
‫المس‪22‬لحة‪ ،‬ب‪22‬ل أّنه‪22‬ا ج‪22‬اءت بحماي‪22‬ة أق‪22‬ل أو أض‪22‬عف بالمقارن‪22‬ة بم‪22‬ا ج‪22‬اء في ال‪22‬بروتوكول اإلض‪22‬افي‬
‫الثاني التفاقيات جنيف‪.‬‬

‫‪ -‬الفقرة الثانية والثالثة من الماّد ة ‪ 38‬من اتفاقية حقوق الطفل لعام ‪ ،1989‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪98‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ويمكن اعتبار هذه األحكام أنها أحكام عامة‪ ،‬وال تولي إهتمام خ‪2‬اص لحماي‪22‬ة األطف‪2‬ال خالل‬
‫النزاع‪22‬ات المس‪22‬لحة األم‪22‬ر ال‪22‬ذي اس‪22‬تدعى اعتم‪22‬اد المنظم‪22‬ة بروتوك‪22‬وال اختياري‪22‬ا ألح به‪22‬ذه اإلتفاقي‪22‬ة‬
‫‪1‬‬
‫يتعلق بإشراك األطفال في النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫ثالثــا‪ :‬الحظــر الــدولي لتجنيــد األطفــال وإ شراكهم في العمليــات المســلحة في ضــوء اتفاقيــة‬
‫حظر أسوأ أشكال عمل األطفال رقم ‪ 182‬لعام ‪:1999‬‬

‫اعت‪22‬برت الم‪22‬اّد ة الثالث‪22‬ة من ه‪22‬ذه اإلتفاقي‪22‬ة أن تجني‪22‬د األطف‪22‬ال أح‪2‬د أس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪،‬‬
‫كم‪2‬ا أش‪2‬ارت الم‪2‬اّد ة الثاني‪2‬ة إلى الح‪2‬د األدنى لس‪2‬ن التجني‪2‬د القس‪2‬ري أو اإلجب‪2‬اري‪ ،‬حيث نصت على‬
‫أن عب‪22‬ارة الطف‪22‬ل تطب‪22‬ق على جمي‪22‬ع األش‪22‬خاص دون الثامن‪22‬ة عش‪22‬ر عام‪22‬ا‪ ،‬كم‪22‬ا ألقت الم‪22‬اّد ة األولى‬
‫على الدول األطراف في اإلتفاقية التزاما بأن تتخ‪2‬ذ ك‪2‬ل الت‪2‬دابير الفوري‪2‬ة والفعال‪2‬ة لحظ‪2‬ر مث‪2‬ل ه‪2‬ذه‬
‫‪2‬‬
‫األعمال والقضاء عليها‪.‬‬

‫غ ‪22‬ير أّن م ‪22‬ا ُيؤخ ‪22‬ذ على ه ‪22‬ذه االتفاقي ‪22‬ة أنه ‪22‬ا تط‪ّ2 2‬ر قت فق ‪22‬ط للتجني ‪22‬د اإلجب ‪22‬اري دون التط ‪22‬رق‬
‫للتجنيد اإلختي‪22‬اري ال‪22‬ذي ي‪22‬دفع األطف‪22‬ال في كث‪22‬ير من األحي‪22‬ان وتحت ظ‪22‬روف معين‪22‬ة إلى اإلنض‪22‬مام‬
‫إلى القوات أو الجماعات المسلحة‪ ،‬ويرجع السبب في ذلك إلى اله‪22‬دف الرئيس‪2‬ي من ه‪22‬ذه اإلتفاقي‪22‬ة‬
‫والمتمث‪22 2‬ل في حظ‪22 2‬ر العبودي‪22 2‬ة واس‪22 2‬تغالل األطف‪22 2‬ال‪ ،‬وه‪22 2‬و األم‪22 2‬ر ال‪22 2‬ذي يتف‪22 2‬ق م‪22 2‬ع مفه‪22 2‬وم التجني‪22 2‬د‬
‫‪3‬‬
‫اإلجباري أو القسري دون التجنيد اإلختياري‪.‬‬

‫رابعـ ــا‪ :‬الحظـ ــر الـ ــدولي لتجنيـ ــد األطفـ ــال واشراكهم في العمليـ ــات المسـ ــلحة في ضـ ــوء‬
‫البروتوكول اإلختياري الملحق باتفاقية حقوق الطفل لعام ‪2000‬‬

‫‪ -‬عبد الوهاب شيتر‪" ،‬دور المحكمة الجنائية الدولية في مكافحة جريمة تجنيد األطفال خالل النزاعات المسلحة"‪ ،‬مقال منشور‬ ‫‪1‬‬

‫ضمن أعمال المؤتمر الدولي السادس‪ :‬الحماية الدولية للطفل‪ ،22/11/2014-20 ،‬مجلة مركز جيل للبحث العلمي‪ ،‬طرابلس‪،‬‬
‫ص‪.01‬‬
‫‪ -‬الماّد ة ‪01‬و‪02‬و‪ 03‬من اتفاقية حظر أسوأ أشكال عمل األطفال رقم ‪ 182‬لعام ‪ ،1999‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬عبد القادر حوبة‪" ،‬حظر تجنيد األطفال في النزاعات المسلحة‪ :‬دراسة تحليلية في ضوء اإلتفاقيات الدولية"‪ ،‬مجلة البحوث‬ ‫‪3‬‬

‫والدراسات‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،01‬جانفي ‪ ،2013‬جامعة واد سوف الجزائر‪ ،‬ص‪.145‬‬

‫‪99‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫اعتمدت الجمعي‪22‬ة العام‪22‬ة لألمم المتح‪2‬دة في ‪ 25‬م‪22‬اي ‪ 2000‬في دورته‪22‬ا الرابع‪22‬ة والخمس‪2‬ون‬
‫بروتوك‪2‬ول اختي‪2‬اري التفاقي‪2‬ة حق‪2‬وق الطف‪2‬ل بش‪2‬أن اش‪2‬تراك األطف‪2‬ال في النزاع‪2‬ات المس‪2‬لحة‪ 1،‬تمث‪2‬ل‬
‫الهدف األساسي منه في توسيع نطاق االلتزامات الناشئة عن الم‪22‬ادة ‪ 38‬من اتفاقي‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل‬
‫المذكورة أعاله‪.‬‬

‫وقد تضمن البروتوكول العديد من األحكام المتعلقة بتجنيد األطفال واش‪22‬تراكهم في العملي‪22‬ات‬
‫العدائي ‪22‬ة‪ ،‬أهمه ‪22‬ا رف ‪22‬ع الح ‪22‬د األدنى لس ‪22‬ن المش ‪22‬اركة في ه ‪22‬ذه العملي ‪22‬ات من ‪ 15‬س ‪22‬نة إلى ‪ 18‬س ‪22‬نة‬
‫وذلك في نص الماّد ة األولى منه‪ ،‬وهو األم‪22‬ر ال‪22‬ذي من ش‪2‬أنه أن ي‪22‬وفر حماي‪22‬ة أفض‪22‬ل لألطف‪22‬ال من‬
‫جه‪22‬ة‪ ،‬وس‪22‬يطابق س‪22‬ن الرش‪22‬د المنصوص علي‪22‬ه في اتفاقي‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل وفي غالبي‪22‬ة التش‪22‬ريعات‬
‫‪2‬‬
‫الوطنية من جهة أخرى‪.‬‬

‫إاّل أن م‪2‬ا ُيؤخ‪2‬ذ على ه‪2‬ذا النص‪ ،‬ه‪2‬و أن‪2‬ه جع‪2‬ل نط‪2‬اق اإلل‪2‬تزام ال‪2‬وارد في‪2‬ه يقتصر فق‪2‬ط على‬
‫حماي‪22‬ة األطف‪22‬ال من اإلش‪22‬تراك المباش‪22‬ر في العملي‪22‬ات العس‪22‬كرية وأغف‪22‬ل النص على اإلش‪22‬تراك غ‪22‬ير‬
‫المباشر فيها‪ ،‬ما أضعف من الحماية المكفول‪2‬ة لألطف‪2‬ال مقارن‪2‬ة م‪2‬ع تل‪2‬ك ال‪2‬تي يمنحه‪2‬ا ال‪2‬بروتوكول‬
‫‪3‬‬
‫اإلضافي الثاني الذي يحظر المشاركة المباشرة وغير المباشرة‪.‬‬

‫خامســا‪ :‬حظــر تجنيــد األطفــال أو إشراكهم في العمليــات العســكرية في النظــام األساســي‬


‫للمحكمة الجنائية الدولية‬

‫أدرج النظ‪22 2‬ام األساس ‪22‬ي للمحكم‪22 2‬ة الجنائي‪22 2‬ة الدولي‪22 2‬ة أعم‪22 2‬ال تجني‪22 2‬د األطف‪22 2‬ال خالل النزاع‪22 2‬ات‬
‫المس‪22‬لحة ض‪22‬من ج‪22‬رائم الح‪22‬رب ال‪22‬تي تنظ‪22‬ر فيه‪22‬ا المحكم‪22‬ة‪ ،‬حيث نصت الم‪22‬اّد ة الثامن‪22‬ة من النظ‪22‬ام‬
‫األساسي للمحكمة الجنائي‪22‬ة الدولي‪22‬ة على المقصود بج‪22‬رائم الح‪22‬رب‪ ،‬وذك‪22‬رت في الفق‪22‬رتين (ب) و‬
‫‪ -‬البروتوكول اإلختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك األطفال في النزاعات المسلحة‪ ،‬اعتمد من طرف الجمعية العامة‬ ‫‪1‬‬

‫لألمم المتحدة بموجب قرارها رقم ‪ 54/263‬في ‪ 25‬ماي ‪ ،2000‬دخل حيز النفاذ في ‪ 12‬فيفري ‪.2002‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Guide du protocole facultatif concernant l’implication d’enfants dans les conflits armés, UNICEF et l’ONG Coalition‬‬
‫‪contre l’utilisation d’enfants soldats, Unicef, New York, p13, voir le lien :‬‬
‫‪https://www.unicef.org/french/publications/files/optional_protocoL_fr.pdf consulté le 30/12/2020.‬‬
‫‪ -‬سامية عجاز‪" ،‬الحماية القانونية لألطفال من التجنيد واالستعمال في النزاعات المسلحة"‪ ،‬مجل‪2‬ة مع‪2‬ارف‪ ،‬الع‪2‬دد ‪،2009 ،06‬‬ ‫‪3‬‬

‫جامعة البويرة‪ ،‬ص‪.76‬‬

‫‪100‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫(ه) منها بأّن تجنيد األطفال دون الخامسة عشر من العمر إلزاميا أو طوعيا في القوات المسلحة‬
‫الوطني‪22 2‬ة أو اس‪22 2‬تخدامهم للمش‪22 2‬اركة فعلي‪22 2‬ا في األعم‪22 2‬ال الحربي‪22 2‬ة يش ‪ّ2 2‬ك ل انتهاك‪22 2‬ا خط‪22 2‬يرا للق‪22 2‬وانين‬
‫‪1‬‬
‫واألعراف السارية على المنازعات المسلحة‪ ،‬سواء أكانت هذه األخيرة دولية أو غير دولية‪.‬‬

‫وبالت‪22‬الي‪ ،‬اعت‪22‬برت ه‪22‬ذه الم‪22‬اّد ة أّن مس‪22‬ألة اش‪22‬تراك األطف‪22‬ال دون الخامس‪22‬ة عش‪22‬ر س‪22‬نة إش‪22‬راكا‬
‫فعليا في العمليات العدائية‪ ،‬أو القيام بتجنيدهم فيها‪ ،‬تندرج ضمن جرائم الحرب‪ ،‬أّم ا في حال‪2‬ة م‪2‬ا‬
‫إذا وقعت خ ‪22‬ارج نط ‪22‬اق ال ‪22‬نزاع المس ‪22‬لح فإنه ‪22‬ا ال تكي ‪22‬ف بح ‪22‬رائم ح ‪22‬رب م ‪22‬ا دام ذل ‪22‬ك ي ‪22‬دخل ض ‪22‬من‬
‫‪2‬‬
‫سياسة الدول األطراف‪.‬‬

‫إاّل أن ‪22‬ه‪ ،‬وبم ‪22‬وجب ه ‪22‬ذا النص ال يش‪ّ2 2‬ك ل اإلش ‪22‬تراك غ ‪22‬ير الفعلي لألطف ‪22‬ال دون ‪ 15‬س ‪22‬نة في‬
‫األعم ‪22‬ال الحربي ‪22‬ة جريم ‪22‬ة ح ‪22‬رب بالنس ‪22‬بة لنظ ‪22‬ام روم ‪22‬ا‪ ،‬كم ‪22‬ا يبقى تجني ‪22‬د األطف ‪22‬ال ال ‪22‬ذين ت ‪22‬تراوح‬
‫أعمارهم ما بين ‪ 15‬و‪ 18‬سنة وكذلك كل أنواع اش‪2‬تراكهم في األعم‪22‬ال الحربي‪22‬ة مس‪2‬موحا ب‪22‬ه وال‬
‫‪3‬‬
‫يرتقي إلى مرتبة جريمة حرب‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫الحظر الدولي الستغالل األطفال في األنشطة غير المشروعة‬

‫يعت ‪22‬بر اس ‪22‬تغالل األطف ‪22‬ال في األنش ‪22‬طة غ ‪22‬ير المش ‪22‬روعة كاس ‪22‬تغاللهم جنس ‪22‬يا واس ‪22‬تغاللهم في‬
‫التسول وفي ترويج المخدرات والمواد الضارة من أبشع الجرائم التي يتعّر ض لها األطفال‪ ،‬ألن‪22‬ه‬

‫‪ - 1‬نص الماّد ة ‪ ،08‬فقرة ب البند‪ 26‬والفقرة ه البند ‪ ،21‬من نظام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬المعتمد من قبل‬
‫م‪22‬ؤتمر األمم المتح‪22‬دة الدبلوماس‪22‬ي للمفوض‪22‬ين المع‪22‬ني بإنش‪22‬اء محكم‪22‬ة جنائي‪22‬ة دولي‪22‬ة‪ ،‬بت‪22‬اريخ ‪ 17‬جويلي‪22‬ة ‪،1998‬‬
‫دخل حيز النفاد في ‪ 01‬جويلية ‪ ،2002‬وقعت عليه الجزائر في ‪ 28‬ديسمبر ‪.2000‬‬

‫‪ -2‬عبد الوهاب شيتر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.02‬‬


‫‪ -3‬سهيلة نيبوش‪" ،‬الق‪2‬انون ال‪2‬دولي في مواجه‪2‬ة األطف‪2‬ال الجن‪2‬ود"‪ ،‬م‪2‬ذّك رة ماجس‪2‬تير في ش‪2‬عبة الحق‪2‬وق والعل‪2‬وم السياس‪2‬ية‪ ،‬تخصص‬
‫قانون دولي وعالقات دولية‪ ،2016 ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة بومرداس‪ ،‬ص‪.36‬‬

‫‪101‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يقض ‪22 2‬ي على ب ‪22 2‬راءتهم وي ‪22 2‬دخلهم في ع ‪22 2‬الم الممنوع ‪22 2‬ات من باب ‪22 2‬ه الواس ‪22 2‬ع‪ ،‬أض ‪22 2‬ف إلى ذل ‪22 2‬ك أنهم‬
‫يتعّر ضون لكافة ألوان العذاب واإلكراه البدني والنفسي لممارسة مثل هذه األفعال‪.‬‬

‫وإ يمانا من المجتمع الدولي بخطورة مثل هذه الممارسات‪ ،‬حرص على تجريمه‪22‬ا في العدي‪22‬د‬
‫من االتفاقيات والمؤتمرات الدولية واإلقليمية‪ ،‬فقد وضعت اتفاقية حق‪22‬وق الطف‪22‬ل لع‪22‬ام ‪ 1989‬مب‪22‬دأ‬
‫عام‪ً22‬ا يقض ‪22‬ي بض ‪22‬رورة توف ‪22‬ير الحماي ‪22‬ة المرج ‪22‬وة لألطف ‪22‬ال من العن ‪22‬ف واالس ‪22‬تغالل بكاّف ة صوره‬
‫وأشكاله وذل‪2‬ك في الم‪2‬اّد ة ‪ 19‬منه‪2‬ا‪ ،‬كم‪2‬ا أل‪2‬زمت االتفاقي‪2‬ة ال‪2‬دول األط‪2‬راف في س‪2‬بيل تأهي‪2‬ل الطف‪2‬ل‬
‫باتخاذ جميع التدابير المناسبة لتشجيع التأهيل البدني والنفس‪22‬ي وإ ع‪22‬ادة اإلن‪22‬دماج االجتم‪22‬اعي للطف‪22‬ل‬
‫‪1‬‬
‫الذي يقع ضحية أي شكل من أشكال اإلهمال أو اإلستغالل بجميع أنواعه‪.‬‬

‫ولإلحاط‪22 2‬ة بالحماي‪22 2‬ة الدولي‪22 2‬ة المكفول‪22 2‬ة للطف‪22 2‬ل من اس‪22 2‬تغالله في األنش‪22 2‬طة غ‪22 2‬ير المش‪22 2‬روعة‬
‫باعتباره ‪22‬ا إح‪22‬دى أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال‪ ،‬س‪22‬نحاول اإللم ‪22‬ام أوال ب ‪22‬أهم اإلتفاقي ‪22‬ات الدولي ‪22‬ة في‬
‫مواجه‪22‬ة اإلس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي لألطف‪22‬ال (الف‪22‬رع األول)‪ ،‬وك‪22‬ذا الحظ‪22‬ر ال‪22‬دولي الس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال في‬
‫باقي األنشطة غير المشروعة (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫اإلتفاقيات الدولية في مواجهة االستغالل الجنسي لألطفال‬

‫مّم ا ال ش‪2‬ك في‪22‬ه أّن ظ‪22‬اهرة اس‪2‬غالل األطف‪2‬ال جنس‪2‬يا هي ظ‪22‬اهرة عالمي‪22‬ة‪ ،‬ل‪22‬ذلك عكفت ال‪22‬دول‬
‫على محاربته‪22‬ا بالتع‪22‬اون فيم‪22‬ا بينه‪22‬ا‪ ،‬وض‪22‬من األمم المتح‪22‬دة وخارجه‪22‬ا‪ ،‬فالقض‪22‬اء على اإلس‪22‬تغالل‬
‫الجنس‪22‬ي ال يتطلب تش‪22‬ريعات وطني‪22‬ة فحس‪22‬ب‪ ،‬وإ نم‪22‬ا يتطلب أيض‪22‬ا تعاون‪22‬ا دولي‪22‬ا وتنس‪22‬يقا على أك‪22‬ثر‬
‫من صعيد ‪-‬خصوصا على الصعيد األم‪2‬ني واإلقتصادي‪ ،-‬فج‪2‬اءت الصكوك الدولي‪22‬ة تأخ‪2‬د بعين‬
‫االعتب ‪22‬ار ه ‪22‬تين الح ‪22‬اجتين‪ ،‬إذ نصت على أحك ‪22‬ام واجب ‪22‬ة االتب ‪22‬اع في تش ‪22‬ريعات ه ‪22‬ذه ال ‪22‬دول‪ ،‬كم ‪22‬ا‬
‫‪2‬‬
‫نصت على ضرورة التعاون والتنسيق الدوليين‪.‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ ،39‬اتفاقية حقوق الطفل لعام ‪.1989‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬بسام عاطف المهتار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.134‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪102‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫وأمام تفّش ي هذه الظاهرة غير اإلنسانية بصورة رهيب‪22‬ة‪ ،‬خصوصا م‪22‬ع التط‪22‬ور التكنول‪22‬وجي‬
‫ال‪2‬ذي س‪ّ2‬هل من انتش‪2‬ارها‪ ،‬وزاد من ع‪2‬دد ض‪2‬حاياها من الفتي‪2‬ات والفتي‪2‬ان‪ ،‬نج‪2‬د أن‪2‬ه من الض‪2‬روري‬
‫بحث م‪22‬ا نصت علي‪22‬ه االتفاقي‪22‬ات والمواثي‪22‬ق الدولي‪22‬ة بخصوص ه‪22‬ذه الظ‪22‬اهرة‪ ،‬وذل‪22‬ك على النح‪22‬و‬
‫التالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬حظــر اإلســتغالل الجنســي لألطفــال في اإلعالنــات واإلتفاقيــات الســابقة على اتفاقيــة‬
‫حقوق الطفل لعام ‪1989‬‬

‫اعت‪2‬برت األمم المتح‪2‬دة من‪2‬ذ نش‪2‬أتها أّن بغ‪2‬اء األطف‪2‬ال واس‪2‬تغاللهم جنس‪2‬يا صورة حديث‪2‬ة لل‪2‬رق‬
‫والعبودي‪22 2 2‬ة‪ ،‬ل‪22 2 2‬ذلك جمعت في االتفاقي‪22 2 2‬ات الصادرة عنه‪22 2 2‬ا بين اإلتج‪22 2 2‬ار باألش‪22 2 2‬خاص من جه‪22 2 2‬ة‬
‫واالس ‪22‬تغالل في ال ‪22‬دعارة من جه ‪22‬ة أخ ‪22‬رى‪ ،1‬فحرصت على مكافح ‪22‬ة ه ‪22‬ذه اآلف ‪22‬ة من خالل جمي ‪22‬ع‬
‫اإلتفاقي‪22 2‬ات المتعّلق‪22 2‬ة بمحارب‪22 2‬ة ال ‪ّ2 2‬ر ق؛ س‪22 2‬واء االتفاقي‪22 2‬ة الخاصة ب‪22 2‬الرق لع‪22 2‬ام ‪ ،1926‬أو اإلتفاقي‪22 2‬ة‬
‫التكميلي‪22‬ة إلبط‪22‬ال ال‪22‬رق وتج‪22‬ارة الرقي‪22‬ق واألع‪22‬راف والممارس‪22‬ات الش‪22‬بيهة ب‪22‬الرق لع‪22‬ام ‪ ،1956‬أو‬
‫اإلتفاقية الخاّص ة بحظر االتجار باألشخاص واستغالل دعارة الغير لعام ‪.1949‬‬

‫ومن الوث ‪22‬ائق ال ‪22‬تي س ‪22‬اهمت في محارب ‪22‬ة اإلس ‪22‬تغالل الجنس ‪22‬ي لألطف ‪22‬ال قب ‪22‬ل صدور اتفاقي ‪22‬ة‬
‫حق‪22‬وق الطف‪22‬ل أيض‪22‬ا‪ ،‬نج‪22‬د إعالن حق‪22‬وق الطف‪22‬ل لع‪22‬ام ‪ ،1959‬وال‪22‬ذي نص في المب‪22‬دأ التاس‪22‬ع من‪22‬ه‬
‫على وج‪22‬وب كفال‪22‬ة الحماي‪22‬ة للطف‪22‬ل من جمي‪22‬ع أن‪22‬واع اإلهم‪22‬ال والقس‪22‬وة واإلس‪22‬تغالل‪ ،‬أي‪22‬ا ك‪22‬ان نوع‪22‬ه‬
‫سواء أكان استغالال اقتصاديا أم جسميا أم غير ذلك من أنواع اإلستغالل‪.‬‬

‫‪ -‬ونالح‪2‬ظ ذل‪2‬ك س‪2‬واء في االتفاقي‪2‬ة المتعلق‪2‬ة بحظ‪2‬ر االتج‪2‬ار باألش‪2‬خاص واس‪2‬تغالل دع‪2‬ارة الغ‪2‬ير لع‪2‬ام ‪ 1949‬الس‪2‬ابق ذكره‪2‬ا في‬ ‫‪1‬‬

‫الفرع المتعلق بحظر استرقاق األطفال‪ ،‬أو في البروتوكول اإلختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن بيع األطفال واستغالل األطف‪22‬ال‬
‫في الدعارة والمواد اإلباحية لسنة ‪ ،2000‬حيث تجمع بين اإلتجار باألطفال من جهة واستغاللهم جنسيا من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫وك‪22‬ذلك‪ ،‬اتفاقي‪22‬ة القض‪22‬اء على جمي‪22‬ع أش‪22‬كال التمي‪22‬يز ض‪22‬د الم‪22‬رأة لع‪22‬ام ‪ ،11979‬وال‪22‬تي نّص ت‬
‫على ضرورة مكافحة اإلتجار بالنس‪2‬اء والفتي‪2‬ات واس‪2‬تغاللهم في البغ‪2‬اء‪ ،‬وأل‪2‬زمت ال‪2‬دول األط‪2‬راف‬
‫في الماّد ة السادسة منها باتخاذ جميع التدابير المناسبة‪ ،‬بما في ذلك التشريعية منها لمكافحة جميع‬
‫أشكال اإلتجار بالمرأة واستغالل بغاء المرأة‪.‬‬

‫والج‪22‬دير بال‪22‬ذكر هن‪22‬ا‪ ،‬أّن الحماي‪22‬ة ال‪22‬تي ج‪22‬اءت به‪22‬ا معظم ه‪22‬ذه اإلتفاقي‪22‬ات هي حماي‪22‬ة ش‪22‬املة‬
‫لجمي‪22‬ع أش‪22‬كال االس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي لألطف‪22‬ال‪ ،‬س‪22‬واء اق‪22‬ترف ه‪22‬ذا االس‪22‬تغالل في نط‪22‬اق األس‪22‬رة‪ ،‬أو‬
‫ألغ ‪22‬راض تجاري ‪22‬ة كاس‪22‬تغاللهم في الم ‪22‬واد اإلباحي ‪22‬ة واس‪22‬تغاللهم في البغ ‪22‬اء‪ ،‬بم ‪22‬ا في ذل ‪22‬ك الس‪22‬ياحة‬
‫الجنس‪2‬ية المتصلة بهم‪ ،‬م‪22‬ع كفال‪22‬ة ع‪22‬دم معاقب‪22‬ة األطف‪22‬ال ض‪22‬حايا تل‪22‬ك الممارس‪2‬ات‪ ،‬وأن تتخ‪2‬ذ ت‪22‬دابير‬
‫‪2‬‬
‫فعالة لمحاكمة الجناة‪ ،‬سواء كانوا محليين أو أجانب‪ ،‬وفي أي مكان تواجدوا فيه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حظر اإلستغالل الجنسي لألطفال بموجب اتفاقية حقوق الطفل لعام ‪1989‬‬

‫تط ‪ّ2‬ر قت ه‪22‬ذه االتفاقي‪22‬ة لحماي‪22‬ة مختل‪22‬ف ج‪22‬وانب حي‪22‬اة الطف‪22‬ل‪ ،‬وبالت‪22‬الي لم تتوج‪22‬ه إلى معالج‪22‬ة‬
‫مشكلة استغالل األطفال جنسيا فقط‪ ،‬بل عالجته ضمن إطارين؛ اإلطار العام والذي ي‪22‬دخل ض‪22‬من‬
‫المعالج‪2‬ة العاّم ة النته‪22‬اك حق‪22‬وق الطف‪22‬ل‪ ،‬واإلط‪22‬ار الخ‪2‬اص ب‪22‬التطّر ق لموض‪22‬وع اإلس‪22‬تغالل الجنس‪2‬ي‬
‫‪3‬‬
‫لألطفال بشكل مباشر‪.‬‬

‫فمن بين األحك‪22‬ام العاّم ة ال‪22‬تي ُتع‪22‬الج مش‪22‬كلة اس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال جنس‪22‬يا‪ ،‬م‪22‬ا ج‪22‬اءت ب‪22‬ه أحك‪22‬ام‬
‫الم‪2‬اّد ة ‪ 11‬من اإلتفاقي‪2‬ة وال‪2‬تي تنص على مكافح‪2‬ة نق‪2‬ل األطف‪2‬ال إلى خ‪2‬ارج أوط‪2‬انهم بصورة غ‪2‬ير‬
‫شرعية‪ ،‬والذي يشّك ل عامال فاعال في تفاقم ظاهرة اإلستغالل الجنسي‪ ،‬وأيضا ما ج‪22‬اء في الم‪22‬اّد ة‬
‫‪ 21‬من ه‪22 2‬ذه اإلتفاقي‪22 2‬ة من تنظيم لعملي‪22 2‬ة التبّني خوف‪22 2‬ا من أن يتم اس‪22 2‬تغالل األطف‪22 2‬ال جنس‪22 2‬يا تحت‬
‫ستار التبّني‪.‬‬

‫‪ - 1‬اتفاقي‪22‬ة القض‪22‬اء على جمي‪22‬ع أش‪22‬كال التمي‪22‬يز ض‪22‬د الم‪22‬رأة‪ ،‬اعتم‪22‬دتها الجمعي‪22‬ة العاّم ة وعرض‪22‬تها للتوقي‪22‬ع والتصديق واإلنض‪22‬مام‪،‬‬
‫بموجب القرار رقم ‪ ،180/34‬المؤرخ في ‪ 18‬ديسمبر ‪ ،1979‬دخلت حيز النفاذ في ‪ 03‬سبتمبر ‪.1981‬‬
‫‪ -‬منتصر سعيد حمودة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.134‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬بّس ام عاطف المهتار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.134‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪104‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ولّم ا ك‪22‬ان اإلس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي ي‪22‬ترك آث‪22‬ارا س‪22‬لبية على تعليم الطف‪22‬ل وصّح ته ونم‪22‬وه الب‪22‬دني‬
‫والعقلي والروحي والمعنوي واإلجتماعي‪ ،‬فإّن نص الماّد ة ‪- 32‬وال‪22‬ذي ينص على حماي‪22‬ة الطف‪22‬ل‬
‫من أداء أي عمل يرّج ح أن يك‪22‬ون خط‪22‬يرا أو أن يعي‪22‬ق تعليم الطف‪22‬ل‪ ،‬أو أن يض‪22‬ر صحته أو نم‪22‬وه‬
‫البدني أو العقلي أو الروحي أو المعنوي أو اإلجتماعي‪ -‬يندرج هو اآلخ‪22‬ر ض‪22‬من الحماي‪22‬ة العاّم ة‬
‫للطف‪22‬ل من اإلس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي‪ ،‬وك‪22‬ذلك األم‪22‬ر بالنس‪22‬بة لنص الم‪22‬اّد ة ‪ 35‬بنصه على حماي‪22‬ة الطف‪22‬ل‬
‫من اإلختط ‪22‬اف أو بيعهم أو االتج ‪22‬ار بهم‪ ،‬والم ‪22‬اّد ة ‪ 36‬المتعل ‪22‬ق بحماي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل من س ‪22‬ائر أش ‪22‬كال‬
‫‪1‬‬
‫االستغالل الضارة بأي جانب من جوانب رفاه الطفل‪.‬‬

‫أّم ا الُم عالجة المباشرة لمسألة اإلستغالل الجنسي لألطفال في نصوص اإلتفاقية‪ ،‬فنج‪22‬دها في‬
‫نصوص الم ‪22‬اّد تين ‪ 19‬و‪ ،34‬حيث تعّر ض ‪22‬ت الم ‪22‬اّد ة ‪ 19‬لموض ‪22‬وع اإلس ‪22‬تغالل الجنس ‪22‬ي من قب ‪22‬ل‬
‫العائل‪22 2‬ة‪ ،‬إذ فرض‪22 2‬ت في فقرته‪22 2‬ا األولى على ال‪22 2‬دول األط‪22 2‬راف اتخ‪22 2‬اذ جمي‪22 2‬ع الت‪22 2‬دابير التش‪22 2‬ريعية‬
‫واإلداري‪22‬ة واإلجتماعي‪22‬ة والتعليمي‪22‬ة المالئم‪22‬ة لحماي‪22‬ة الطف‪22‬ل من كاّف ة أش‪22‬كال العن‪22‬ف أو الض‪22‬رر أو‬
‫اإلساءة البدنية أو العقلية واإلهمال‪ ،‬وإ ساءة المعاملة أو اإلستغالل‪ ،‬بما في ذلك اإلساءة الجنس‪22‬ية‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وهو في رعاية الوالد أو الوصي القانوني أو أي شخص آخر يتعّهد برعاية الطفل‪.‬‬

‫في حين اقترحت الفقرة الثاني‪22‬ة من ذات الم‪22‬اّد ة بعض الت‪22‬دابير الوقائي‪22‬ة ال‪22‬تي ينبغي أن تش‪2‬مل‬
‫إجراءات فّع الة لوضع برامج اجتماعية لتوفير الدعم الالزم للطف‪22‬ل وأولئ‪22‬ك ال‪22‬ذين يتعه‪22‬دون الطف‪22‬ل‬
‫برع‪22‬ايتهم‪ ،‬وك‪22‬ذلك لألش‪22‬كال األخ‪22‬رى من الوقاي‪22‬ة‪ ،‬ولتحدي‪22‬د ح‪22‬االت إس‪22‬اءة معامل‪22‬ة الطف‪22‬ل‪ ،‬واإلبالغ‬
‫عنها واإلحالة بشأنها والتحقيق فيها ومعالجتها ومتابعتها‪ ،‬وكذلك لتدخل القضاء حسب اإلقتضاء‪.‬‬

‫أّم ا الم ‪22‬اّد ة ‪ 34‬من اإلتفاقي ‪22‬ة فق ‪22‬د فرض ‪22‬ت على ال ‪22‬دول حماي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل من أش ‪22‬كال اإلنتهاك ‪22‬ات‬
‫المتعلق‪22‬ة به‪22‬ذا الموض‪22‬وع وال‪22‬تي تنص‪" :‬تتعه‪22‬د ال‪22‬دول األط‪22‬راف بحماي‪22‬ة الطف‪22‬ل من جمي‪22‬ع أش‪22‬كال‬
‫اإلس ‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي واالنته ‪22‬اك الجنس‪22‬ي‪ ،‬وله ‪22‬ذه األغ ‪22‬راض تتخ‪22‬ذ ال ‪22‬دول األط‪22‬راف بوج‪22‬ه خ‪22‬اص‪،‬‬

‫‪ -‬راجع نص المواد ‪ 35 ،32‬و‪ 36‬من اتفاقية األمم المتحدة لحقوق الطفل لعام ‪.1989‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 19‬فقرة ‪ 01‬من نفس اإلتفاقية‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪105‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫جميع التدابير المالئمة الثنائية ومتعددة األط‪2‬راف لمن‪2‬ع‪ :‬أ) حم‪2‬ل أو إك‪2‬راه الطف‪2‬ل على تع‪2‬اطي أي‬
‫نشاط جنسي غير مشروع‪.‬‬
‫ب) اإلس ‪22‬تخدام اإلس ‪22‬تغاللي لألطف ‪22‬ال في ال ‪22‬دعارة أو غيره ‪22‬ا من الممارس ‪22‬ات الجنس ‪22‬ية غ ‪22‬ير‬
‫المشروعة‪.‬‬
‫ج) االستخدام اإلستغاللي لألطفال في العروض ومواد الدعارة‪".‬‬
‫والُم الح‪22‬ظ هن‪22‬ا أّن األحك‪22‬ام ال‪22‬واردة في ه‪22‬ذه الم‪22‬اّد ة ج‪22‬اءت عاّم ة‪ ،‬إذ ت‪22‬ركت لك‪22‬ل دول‪22‬ة حري‪22‬ة‬
‫اختي‪22‬ار اإلج‪22‬راءات الحمائي‪22‬ة ال‪22‬تي تناس‪22‬بها‪ ،‬وه‪22‬ذا م‪22‬ا أّد ى إلى تف‪22‬اقم ه‪22‬ذه المش‪22‬كلة في جمي‪22‬ع أنح‪22‬اء‬
‫العالم‪ ،‬مّم ا جعل المجتمع الدولي يض‪2‬طر إلى صياغة نصوص مرّك زة بش‪2‬كل أك‪2‬ثر‪ ،‬يتمّثل أهّم ه‪2‬ا‬
‫في البروتوكول اإلختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن بيع األطفال واستغاللهم في البغاء والم‪22‬واد‬
‫‪1‬‬
‫اإلباحية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حظر اإلســتغالل الجنســي لألطفــال في اإلتفاقيــات الّالحقــة على اتفاقيــة حقــوق الطفــل‬
‫لعام ‪1989‬‬

‫تع ‪ّ2‬د دت المواثي‪22‬ق الدولي‪22‬ة ال‪22‬تي تج ‪ّ2‬ر م اإلس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي لألطف‪22‬ال ‪ -‬والصادرة بع‪22‬د اتفاقي‪22‬ة‬
‫حقوق الطف‪2‬ل لع‪2‬ام ‪ ،-1989‬ن‪2‬ذكر من أهّم ه‪2‬ا اتفاقي‪2‬ة روم‪2‬ا لع‪2‬ام ‪ 1998‬الخاّص ة بإنش‪2‬اء المحكم‪2‬ة‬
‫الجنائي ‪22‬ة الدولي ‪22‬ة‪ ،‬وال ‪22‬تي ج‪ّ2 2‬ر مت اإلك ‪22‬راه على البغ ‪22‬اء واإلغتصاب واإلس ‪22‬تعباد الجنس ‪22‬ي‪ ،‬وكاّف ة‬
‫‪2‬‬
‫أشكال العنف الجنسي واعتبرته جريمة ضد اإلنسانية‪.‬‬

‫وك‪22‬ذلك األم‪22‬ر بالنس‪22‬ية لالتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 182‬لع‪22‬ام ‪ ،1999‬حيث اعت‪22‬برت اإلس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي‬
‫لألطفال من أسوأ أشكال العمل‪ ،‬وألزمت الدول األعضاء باتخ‪2‬اذ ‪-‬بس‪2‬رعة ودون إبط‪2‬اء‪ ،-‬ت‪2‬دابير‬
‫‪3‬‬
‫فورية فّع الة تكفل حظر هذه األعمال وتقضي عليها‪.‬‬

‫‪ -1‬بّس ام عاطف المهتار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.137‬‬


‫‪ -2‬الماّد ة ‪ 07/01‬بند ‪ 08‬من نظام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬
‫‪ -3‬الُم الحظ هنا‪ ،‬أّن إعطاء وصف العمل للدعارة وإ نتاج األعمال اإلباحية أو أداء العروض اإلباحية من ش‪2‬أنه أن يح‪2‬ط من ش‪2‬أن‬
‫المفه ‪22‬وم الحقيقي للعم ‪22‬ل‪ ،‬فاإلس ‪22‬تغالل الجنس ‪22‬ي للطف ‪22‬ل ُيعت ‪22‬بر جريم ‪22‬ة ض ‪22‬د الطفول ‪22‬ة وانته ‪22‬اك لحق ‪22‬وق اإلنس ‪22‬ان‪ ،‬واعتب ‪22‬ار مث ‪22‬ل ه ‪22‬ذه‬
‫األنشطة شكال من أشكال العمل ُيضفي الّس مة الشرعية عليها‪ ،‬وهذا ما يتناقض تناقضا أساسيا مع الروح الحقيقية لالتفاقية‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫لي‪22‬أتي ال‪22‬بروتوكول االختي‪22‬اري بش‪22‬أن بي‪22‬ع األطف‪22‬ال وبغ‪22‬اء األطف‪22‬ال واس‪22‬تغاللهم في الع‪22‬روض‬
‫والمواد اإلباحية لسنة ‪ 2000‬ليعّز ز الحماية التي تكفلها إتفاقية حق‪22‬وق الطف‪22‬ل‪ ،‬ويؤك‪22‬د في ديباجت‪22‬ه‬
‫على تج‪22‬ريم إنت‪22‬اج وتوزي‪22‬ع وتصدير وبث واس‪22‬تيراد الم‪22‬واد اإلباحي‪22‬ة المتعلق‪22‬ة باألطف‪22‬ال وحيازته‪22‬ا‬
‫عم ‪22‬دا وال ‪22‬ترويج له ‪22‬ا‪ ،‬وُيط ‪22‬الب ال ‪22‬دول األط ‪22‬راف بتج ‪22‬ريم ه ‪22‬ذه الظ ‪22‬اهرة اإلجرامي ‪22‬ة في تش ‪22‬ريعاتها‬
‫الوطنية‪ ،‬س‪2‬واء ُأرتكبت بش‪2‬كل ف‪2‬ردي أو منّظم‪ ،‬ويش‪ّ2‬د د على أهمي‪2‬ة التع‪2‬اون األوث‪2‬ق والش‪2‬راكة بين‬
‫الحكوم‪22‬ات لمكافح‪22‬ة ه‪22‬ذه الج‪22‬رائم‪ ،‬وجع‪22‬ل من تس‪22‬ليم المج‪22‬رمين وس‪22‬يلة من وس‪22‬ائل التع‪22‬اون ال‪22‬دولي‬
‫لنجاح هذه المكافحة وذلك بموجب نص الماّد ة ‪ 05‬منه‪.1‬‬

‫ومن بين هذه المواثيق أيضا‪ ،‬نجد البروتوكول الخ‪22‬اص بمن‪22‬ع ومعاقب‪22‬ة اإلتج‪22‬ار باألش‪22‬خاص‪،‬‬
‫والس‪2‬يما النس‪2‬اء واألطف‪2‬ال‪ ،‬الملح‪2‬ق باتفاقي‪2‬ة األمم المتح‪2‬دة لمكافح‪2‬ة الجريم‪2‬ة المنظم‪2‬ة ع‪2‬بر الح‪2‬دود‬
‫الوطنية لعام ‪ ،2000‬حيث أقّر أن األحكام المنصوص عليها فيه تنطبق على اإلس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي‬
‫لألطف‪2‬ال بوصفه يش‪2‬كل جانب‪2‬ا من ج‪2‬وانب االتج‪2‬ار باألش‪2‬خاص كم‪2‬ا ج‪2‬اء في الم‪2‬اّد ة الثالث‪2‬ة من ه‪2‬ذا‬
‫‪2‬‬
‫البروتوكول‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫حظر استغالل األطفال في باقي األنشطة غير المشروعة‬

‫أنظر‪ :‬فاطمة شحاتة أحمد زيدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.418‬‬


‫‪ -‬تنص الماّد ة ‪ 05‬من البروتوكول االختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن بيع األطفال وبغاء األطفال واستغاللهم في العروض‬ ‫‪1‬‬

‫والم ‪22‬واد اإلباحي ‪22‬ة لس ‪22‬نة ‪ 2000‬على‪ ":‬تعت ‪22‬بر الج ‪22‬رائم المش ‪22‬ار إليه ‪22‬ا في الم ‪22‬اّد ة ‪ 03/01‬مدرج ‪22‬ة بوصفها ج ‪22‬رائم تس ‪22‬توجب تس ‪22‬ليم‬
‫مرتكبيه‪22‬ا في أي معاه‪22‬دة لتس‪22‬ليم المج‪22‬رمين قائم‪22‬ة بين ال‪22‬دول األط‪22‬راف‪ ،‬وت‪22‬درج بوصفها ج‪22‬رائم تس‪22‬توجب تس‪22‬ليم مرتكبيه‪22‬ا في ك‪22‬ل‬
‫معاهدة تبرم لتسليم المجرمين في وقت الحق فيما بين هذه الدول وفقا للشروط المنصوص عليها في هذه المعاهدات‪".‬‬
‫‪ - 2‬تنص الم‪22‬اّد ة ‪ 03‬فق‪22‬رة أ من بروتوك‪22‬ول من‪22‬ع وقم‪22‬ع ومعاقب‪22‬ة اإلتج‪22‬ار باألش‪22‬خاص وبخاّص ة النس‪22‬اء واألطف‪22‬ال لع‪22‬ام ‪،2000‬‬
‫الملح‪2‬ق التفاقي‪22‬ة األمم المتح‪2‬دة لمكافح‪2‬ة الجريم‪22‬ة المنظم‪22‬ة ع‪22‬بر الوطني‪22‬ة على‪ " :‬ألغ‪22‬راض ه‪22‬ذا ال‪2‬بروتوكول يقصد بتعب‪22‬ير اإلتج‪2‬ار‬
‫باألشخاص تجنيد أشخاص أو نقلهم أو تنقيلهم أو إيوائهم أو استقبالهم بواسطة التهديد بالقوة أو استعمالها أو غ‪22‬ير ذل‪2‬ك من أش‪2‬كال‬
‫القسر أو اإلختط‪2‬اف أو اإلحتي‪2‬ال أو الخ‪2‬داع أو اس‪2‬تغالل الس‪2‬لطة أو اس‪2‬تغالل حال‪2‬ة استض‪2‬عاف‪ ،‬أو بإعط‪2‬اء أو تلقي مب‪2‬الغ مالي‪2‬ة أو‬
‫مزايا لنيل موافقة شخص له سيطرة على شخص آخر لغرض اإلستغالل‪ ،‬ويشمل اإلستغالل كح‪2‬د أدنى اس‪2‬تغالل دع‪2‬ارة الغ‪2‬ير أو‬
‫س‪22‬ائر أش‪22‬كال اإلس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي‪ ،‬أو الّس خرة أو الخدم‪22‬ة قس‪22‬را أو اإلس‪22‬ترقاق أو الممارس‪22‬ات الش‪22‬بيهة ب‪22‬الرق أو اإلس‪22‬تعباد أو ن‪22‬زع‬
‫األعضاء‪."...‬‬

‫‪107‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كث ‪22‬يرا م ‪22‬ا ُيس ‪22‬تغل األطف ‪22‬ال في أعم ‪22‬ال غ ‪22‬ير مش ‪22‬روعة‪ ،‬ك ‪22‬بيع وتج ‪22‬ارة المخ ‪22‬درات‪ ،‬وهي من‬
‫الجرائم الماّس ة بصّح ة وسالمة ونفس‪2‬ية الطف‪2‬ل‪ ،‬فتس‪2‬تغل المجموع‪2‬ات اإلجرامي‪2‬ة المختصة في بي‪2‬ع‬
‫وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية الطفل كُم سّلم أو ناقل له‪2‬ذه الم‪2‬اّد ة المحض‪2‬ورة‪ ،‬وذل‪2‬ك لك‪2‬ون‬
‫الطفل سهل اإلنقياد ويتقب‪2‬ل مغري‪2‬ات بس‪2‬يطة‪ ،‬إذ مج‪ّ2‬ر د أن يق‪ّ2‬د م ل‪2‬ه مبل‪2‬غ بس‪2‬يط من الم‪2‬ال‪ ،‬أو لعب‪2‬ة‬
‫تس ‪22‬تهويه يق ‪22‬وم به ‪22‬ذا الفع ‪22‬ل عن طواعي ‪22‬ة‪ ،‬دون ت ‪22‬ردد نظ ‪22‬را لجهل ‪22‬ه وقصور فهم ‪22‬ه عّم ا ي ‪22‬دور في‬
‫‪1‬‬
‫محيطه من أخطار قد تلحق األذى بنفسه أو بغيره من أقرانه‪.‬‬

‫ومن األنش‪22‬طة غ‪22‬ير المش‪22‬روعة أيض‪22‬ا‪ ،‬وال‪22‬تي يق‪22‬ع الطف‪22‬ل ض‪22‬حيتها‪ ،‬نج‪22‬د التس‪22‬ول والس‪22‬رقة‪،‬‬
‫حيث يستغل المجرمون صغر سن الطفل –وخصوصا فئ‪2‬ة أطف‪2‬ال الش‪2‬وارع‪ -2‬لج‪2‬ني األرب‪2‬اح من‬
‫التسول أو من احتراف السرقة‪ ،‬وهي كلها أنشطة تدخل في الحماية المكفولة بموجب نص الماّد ة‬
‫‪ 36‬من اتفاقي ‪22‬ة حق ‪22‬وق الطف ‪22‬ل‪ ،‬وال ‪22‬تي تنص على ال ‪22‬تزام ال ‪22‬دول بحماي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل من س ‪22‬ائر أش ‪22‬كال‬
‫االستغالل الضارة بأي جانب من جوانب رفاه الطفل‪.‬‬

‫وأيض‪22‬ا نص الم‪22‬اّد ة ‪ 33‬من اإلتفاقي‪22‬ة‪ ،‬وال‪22‬تي أل‪22‬زمت ال‪22‬دول األط‪22‬راف أن تتخ‪22‬ذ ك‪22‬ل الت‪22‬دابير‬
‫الوقائية والمناسبة بما في ذل‪2‬ك س‪2‬ن الق‪2‬وانين الرادع‪2‬ة في ح‪2‬ق المنتجين والم‪2‬رّو جين له‪2‬ذه الس‪2‬موم‪،‬‬
‫والتي غالبا ما يكون ضحيتها األولى هم األطفال أو اليافعين‪ ،‬والتكفل بهم إذا ما وقعوا في ش‪22‬بكة‬
‫هذه المواد السامة بعالجهم ومتابعتهم صحيا ونفس‪2‬يا للخ‪2‬روج من المعض‪2‬لة ال‪2‬تي وقع‪2‬وا فيه‪2‬ا‪ ،‬كم‪2‬ا‬
‫دعت في الشطر الثاني منها إلى ضرورة اتخاذ التدابير المناسبة لمنع استخدام األطف‪22‬ال في إنت‪22‬اج‬
‫مثل هذه المواد بطريقة غير مشروعة واإلتجار بها‪.‬‬

‫‪ -‬بوصوار ميس‪22‬وم‪" ،‬تج‪22‬ريم التع‪22‬دي على حق‪22‬وق الطف‪22‬ل في الق‪22‬انون ال‪22‬دولي"‪ ،‬أطروح‪22‬ة لني‪22‬ل ش‪22‬هادة دكت‪22‬وراه في الق‪22‬انون الع‪22‬ام"‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬تلمسان‪ ،2017 ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪ - 2‬تعّر ف منظمة اليونيسيف أطفال الشوارع‪ :‬كل طفل يعتم‪2‬د على الش‪2‬ارع كمصدر لل‪2‬دخل والبق‪2‬اء‪ ،‬حيث لم تش‪2‬ترط اإلقام‪2‬ة في‬
‫الش‪22‬ارع‪ ،‬واعت‪22‬بر األطف‪22‬ال الع‪22‬املين في الش‪22‬ارع والمقيمين في كن‪22‬ف أس‪22‬رهم من أطف‪22‬ال الش‪22‬وارع‪ ،‬وبالت‪22‬الي ينقس‪22‬م أطف‪22‬ال الش‪22‬وارع‬
‫بحس‪22‬ب ه‪22‬ذا التعري‪22‬ف إلى أطف‪22‬ال في الش‪22‬ارع وهم ال‪22‬ذين يعمل‪22‬ون ط‪22‬وال النه‪22‬ار في الش‪22‬ارع ثم يع‪22‬ودون إلى أس‪22‬رهم ليال للم‪22‬بيت‪،‬‬
‫وأطفال الشوارع الذين تنقطع عالقتهم مع أسرهم أو ليس لهم أسر أساسا‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬دور األمم المتحدة في محاربة ظاهرة أطفال الشوارع‪ ،‬مقال منشور بتاريخ ‪.22/02/2020‬‬
‫تاريخ اإلطالع‪.13/01/2021 :‬‬ ‫‪https://bit.ly/2MEFIyt‬‬ ‫الرابط‪:‬‬

‫‪108‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ومن النصوص ال‪2‬تي ُتع‪2‬نى بحماي‪2‬ة الطف‪2‬ل من مث‪2‬ل ه‪2‬ذه األنش‪2‬طة أيض‪2‬ا‪ ،‬نج‪2‬د اتفاقي‪2‬ة منظم‪2‬ة‬
‫العمل الدولية رقم ‪ 182‬لعام ‪ 1999‬والتي اعتبرت استخدام طف‪22‬ل أو تش‪22‬غيله أو عرض‪22‬ه لمزاول‪22‬ة‬
‫أنشطة غير مشروعة‪ ،‬والسيما انتاج المخّد رات بالشكل ال‪2‬ذي ح‪2‬ددت في‪2‬ه المعاه‪2‬دات الدولي‪2‬ة ذات‬
‫‪1‬‬
‫الصلة واإلتجار بها‪ ،‬من صور أسوأ أشكال عمل األطفال‪.‬‬
‫ومن بين المعاهدات الدولية ذات الصلة هنا؛ نج‪2‬د اإلتفاقي‪2‬ة الوحي‪2‬دة للمخ‪2‬درات لس‪2‬نة ‪1961‬‬
‫المعّد لة بموجب بروتوكول سنة ‪ ،21972‬واتفاقية المؤثرات العقلية لسنة ‪.1971‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الحظر الدولي ألسوأ أشكال عمل األطفال المعتبرة أعماال خطيرة‬
‫لطالما اعتبر عمل األطف‪2‬ال انتهاك‪2‬ا خط‪2‬يرا لحق‪2‬وق الطف‪2‬ل والحق‪2‬وق األساس‪2‬ية في العم‪2‬ل‬
‫وحق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان ل‪22‬ذا‪ ،‬وخالل العق‪22‬ود األخ‪22‬يرة حظَي ه‪22‬ذا الموض‪22‬وع بعناي‪22‬ة دولي‪22‬ة وذل‪22‬ك باعتم‪22‬اد‬
‫المجتمع الدولي لنصوص دولية تحظر استغالل األطف‪22‬ال في أداء األعم‪22‬ال الخط‪22‬يرة‪ ،‬وك‪22‬ذا وض‪22‬ع‬
‫مع ‪22‬ايير مهم ‪22‬ة ح ‪22‬ول كيفي ‪22‬ات تعريف ‪22‬ه وإ عط ‪22‬اء األولوي ‪22‬ة للقض ‪22‬اء علي ‪22‬ه‪ ،‬كم ‪22‬ا ك‪ّ2 2‬ر س مب ‪22‬دأ الحماي ‪22‬ة‬
‫‪3‬‬
‫لمواجهة هذه الظاهرة‪.‬‬
‫حيث اتجهت اإلتفاقيات الدولية واإلقليمية إلى حماية الطفل من جميع التصرفات ال‪22‬تي تمس‬
‫برعايت ‪22‬ه ونم ‪22‬وه‪ ،‬ومن بينه ‪22‬ا حمايت ‪22‬ه من األعم ‪22‬ال الخط ‪22‬يرة‪ ،‬ففي س ‪22‬بيل تق ‪22‬ديم الرعاي ‪22‬ة والحماي ‪22‬ة‬
‫لألطف‪22‬ال الع‪22‬املين‪ ،‬وحم‪22‬ايتهم من مخ‪22‬اطر العم‪22‬ل تم إيج‪22‬اد أس‪22‬س ومع‪22‬ايير الحماي‪22‬ة الدولي‪22‬ة لتش‪22‬غيل‬
‫األطفال‪ ،‬اعتبرت بمثابة توجيه عام للعديد من التشريعات الداخلية‪.‬‬

‫إاّل أّن ه‪ ،‬وكم ‪22‬ا س ‪22‬بق توض ‪22‬يحه في الفصل األول‪ ،‬ف ‪22‬إّن األعم ‪22‬ال الخط ‪22‬يرة على الطف ‪22‬ل غ ‪22‬ير‬
‫ُم عّر ف‪22 2‬ة بقائم‪22 2‬ة حصرية‪ ،‬فاإلتفاقي‪22 2‬ة رقم ‪ 182‬بش‪22 2‬أن القض‪22 2‬اء على أس‪22 2‬وأ أش‪22 2‬كال عم‪22 2‬ل األطف‪22 2‬ال‬

‫‪ -‬نص الماّد ة ‪ 03‬من اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم ‪ 182‬لعام ‪.1999‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬اعتمدت من طرف مؤتمر األمم المتحدة المنعقد بين ‪ 24‬و ‪ 25‬مارس ‪.1961‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ - 3‬نوال عالق‪" ،‬الحماية الدولية للطفل في مجال العمل"‪ ،‬مجلة حقوق اإلنسان والحريات العاّم ة‪ ،‬العدد الس‪22‬ادس‪ ،‬ج‪22‬وان ‪،2018‬‬
‫جامعة مستغانم‪ ،‬ص ‪.46‬‬

‫‪109‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫والتوصية الملحق‪22‬ة به‪22‬ا‪ ،‬أعطت مواصفات للعم‪22‬ل الخط‪22‬ير على الطف‪22‬ل‪ ،‬وت‪22‬ركت الحري‪22‬ة المطلق‪22‬ة‬
‫‪4‬‬
‫للحكومات لتحديد أنواعها ومكان وجودها‪.‬‬

‫وه‪2‬و األم‪2‬ر ال‪2‬ذي يقتض‪2‬ي األخ‪2‬ذ بالمع‪2‬ايير الدولي‪2‬ة ذات الصلة بعين اإلعتب‪2‬ار‪ ،‬وال‪2‬تي تحظ‪2‬ر‬
‫توظي ‪22‬ف الطف ‪22‬ل قب ‪22‬ل بل ‪22‬وغ س ‪22‬ن معين ‪22‬ة حفاظ ‪22‬ا على س ‪22‬المته البدني ‪22‬ة والعقلي ‪22‬ة‪ ،‬وتحظ ‪22‬ر تعريض ‪22‬ه‬
‫لظ‪22‬روف العم‪22‬ل ال‪22‬تي ت‪22‬ؤّد ي إلى اإلض‪22‬رار ب‪22‬ه وإ عاق‪22‬ة نم‪22‬وه الس‪22‬ليم‪ ،‬وه‪22‬و م‪22‬ا ُيمّك ن الحكوم‪22‬ات من‬
‫حصر ومنع مجاالت العمل الضارة والخطيرة وتحديدها‪.‬‬
‫له ‪22‬ذا ك ‪22‬ان لزام ‪22‬ا علين ‪22‬ا –لإلحاط ‪22‬ة بمض ‪22‬مون الحظ ‪22‬ر ال ‪22‬دولي ألس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال‬
‫المعت‪22‬برة أعم‪22‬اال خط‪22‬يرة ‪ -‬التط‪ّ2‬ر ق أوال لم‪22‬ا ج‪22‬اءت ب‪22‬ه المواثي‪22‬ق الدولي‪22‬ة في ه‪22‬ذا الش‪22‬أن (المطلب‬
‫األول)‪ ،‬ثم التع‪ّ2 2‬ر ض لمختل ‪22‬ف المع ‪22‬ايير الدولي ‪22‬ة المعتم ‪22‬دة من أج ‪22‬ل تنظيم ظ ‪22‬روف عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال‬
‫بغرض تفادي استغاللهم في األعمال الخطيرة (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫الحظر الدولي ألسوأ أشكال عمل األطفال المعتبرة أعماال خطيرة في المواثيق الدولية‬
‫مّم ا ال شك فيه أّن الرعاية الصحية واألخالقية للطفل العام‪22‬ل تقتض‪22‬ي بالض‪22‬رورة حظ‪22‬ر ك‪22‬ل‬
‫األعمال أو األشغال الخطيرة التي تنعدم فيها النظافة أو تضر بصحته‪ ،‬أو تمس بأخالقياته‪ ،‬ل‪22‬ذلك‬
‫نجد أّن العديد من المواثيق الدولية تحظر هذا الن‪2‬وع من األعم‪2‬ال‪ ،‬س‪2‬واء تمّثلت ه‪2‬ذه المواثي‪2‬ق في‬
‫اإلعالن‪22‬ات الدولي‪22‬ة أو اتفاقي‪22‬ات حق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان بصفة عاّم ة أو اإلتفاقي‪22‬ات الخاصة بحماي‪22‬ة حق‪22‬وق‬
‫الطفل‪.‬‬
‫ولم يقتصر اإلهتم‪22 2‬ام به‪22 2‬ذه الظ‪22 2‬اهرة على المواثي‪22 2‬ق العالمي‪22 2‬ة فحس‪22 2‬ب‪ ،‬ب‪22 2‬ل ك‪22 2‬انت للجه‪22 2‬ود‬
‫اإلقليمي ‪22‬ة أيض ‪22‬ا أهمي ‪22‬ة كب ‪22‬يرة في تك ‪22‬ريس ه ‪22‬ذه الحماي ‪22‬ة‪ ،‬ويتجّلى ذل ‪22‬ك في العدي ‪22‬د من النصوص‬
‫اإلقليمية التي سنتناولها بالدراسة في النقطة الثانية من هذا الفرع‪.‬‬

‫‪ - 4‬الماّد ة ‪ 04‬من اإلتفاقية رقم ‪ 182‬المتعّلقة بحظر أسوأ أشكال عمل األطفال واإلجراءات الفورية للقضاء عليه‪22‬ا‪ ،‬والفق‪22‬رة ‪03‬‬
‫و‪ 04‬من التوصية الملحقة بها‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفرع األول‬
‫الحظر الدولي ألسوأ أشكال عمل األطفال في المواثيق الدولية العالمية‬
‫يعت‪22‬بر اس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال في األعم‪22‬ال الخط‪22‬يرة من أولى المس‪22‬ائل ال‪22‬تي تصّد ى له‪22‬ا المجتم‪22‬ع‬
‫الدولي‪ ،‬وبذل من أجلها جهودا كبيرة‪ ،‬وتجلى هذا في عدد من النصوص والوثائق الدولية الهاّم ة‬
‫ال‪22‬تي اعتم‪22‬دتها الجمعي‪22‬ة العاّم ة لألمم المتح‪22‬دة‪ ،‬ومن قبله‪22‬ا عصبة األمم‪ ،‬س‪22‬واء ك‪22‬انت ه‪22‬ذه الوث‪22‬ائق‬
‫إعالنات أو إتفاقيات الدولية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الحظر العالمي الستغالل األطفال في األعمال الخطيرة بموجب اإلعالنات الدولية‬
‫شّك ل إعالن جنيف بشأن حقوق الطفل لسنة ‪ 11924‬أول إعالن له صفة العالمي‪22‬ة يهتم بفئ‪22‬ة‬
‫األطف‪22 2‬ال بش‪22 2‬كل مس‪22 2‬تقل عن طوائ‪22 2‬ف اإلنس‪22 2‬ان األخ‪22 2‬رى باعتب‪22 2‬ارهم ُقّص ر ال يس‪22 2‬تطيعون ت‪22 2‬دبير‬
‫شؤونهم‪ ،‬حيث أّك د على ضرورة منح الطف‪22‬ل الح‪22‬ق في اكتس‪22‬ابه ط‪22‬رق عيش‪22‬ه من خالل التصريح‬
‫له بالعمل‪ ،‬كما نوه بشكل عام إلى ضرورة حمايته من اإلستغالل الذي قد يخضع له لصغر س‪22‬نه‬
‫‪2‬‬
‫واحتياجه‪.‬‬
‫ليأتي بع‪2‬ده إعالن األمم المتح‪2‬دة لحق‪2‬وق الطف‪2‬ل لس‪2‬نة ‪ ،1959‬وال‪2‬ذي ينص في المب‪2‬دأ التاس‪2‬ع‬
‫من‪22‬ه على "يمن‪22‬ع قب‪22‬ول اس‪22‬تخدام الطف‪22‬ل قب‪22‬ل بلوغ‪22‬ه س‪22‬ن أدنى مناس‪22‬ب؛ وفي جمي‪22‬ع الح‪22‬االت يحض‪22‬ر‬
‫إجب‪22‬اره أو ال‪22‬ترخيص ل‪22‬ه للقي‪22‬ام بنش‪22‬اط أو عم‪22‬ل يض‪22‬ر بصّح ته وبتربيت‪22‬ه أو يعي‪22‬ق نم‪22‬وه الب‪22‬دني أو‬
‫‪3‬‬
‫العقلي أو الخلقي"‪.‬‬
‫ليصدر بع ‪22‬دها اإلعالن الع ‪22‬المي لبق ‪22‬اء الطف ‪22‬ل وحمايت ‪22‬ه ونمائ ‪22‬ه لس ‪22‬نة ‪ ،1990‬وال ‪22‬ذي تعه ‪22‬د‬
‫بموجبه قادة العالم بالعمل واإللتزام المشترك لتوفير مستقبل أفضل لك‪22‬ل طف‪22‬ل‪ ،‬ونص على ال‪22‬تزام‬
‫جمي ‪22‬ع ال ‪22‬دول بتوف ‪22‬ير حماي ‪22‬ة خاّص ة لألطف ‪22‬ال الع ‪22‬املين‪ ،‬والقض ‪22‬اء على التش ‪22‬غيل غ ‪22‬ير المش ‪22‬روع‬

‫‪ -‬يرج ‪22‬ع الفض ‪22‬ل في تأس ‪22‬يس ه ‪22‬ذا اإلعالن إلى اإلتح ‪22‬اد ال ‪22‬دولي إلنق ‪22‬اذ الطفول ‪22‬ة ال ‪22‬ذي أسس ‪22‬ته الس ‪22‬يدة "أجالن ‪22‬تين جب" وهي ذات‬ ‫‪1‬‬

‫أصول بريطاني‪2‬ة تق‪2‬دمت بمش‪2‬روع ه‪2‬ذا اإلعالن إلى عصبة األمم‪ ،‬وذل‪2‬ك بمس‪2‬اعدة اللجن‪2‬ة الدولي‪2‬ة للصليب األحم‪2‬ر أين تم مناقش‪2‬ته‬
‫من قبل الجمعية العامة للعصبة في جنيف وتم اعتماده سنة ‪.1924‬‬
‫أنظر‪ :‬منتصر سعيد حمودة‪ ،‬حماية حقوق الطفل في القانون الدولي العام واإلسالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ -‬ضاوية كيرواني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.147‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬المبدأ التاسع من إعالن حقوق الطفل لعام ‪.1959‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪111‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫لألطف ‪22‬ال‪ ،‬كم ‪22‬ا أّك د أن ‪22‬ه "ينبغي على جمي ‪22‬ع ال ‪22‬دول أن تعم ‪22‬ل على التوق ‪22‬ف عن تش ‪22‬غيل األطف ‪22‬ال‪،‬‬
‫والنظ‪22‬ر في كيفي‪22‬ة حماي‪22‬ة أوض‪22‬اع وظ‪22‬روف األطف‪22‬ال الع‪22‬املين في أعم‪22‬ال مش‪22‬روعة‪ ،‬بحيث تت‪22‬وافر‬
‫فرصة وافية من أجل تنشئتهم ونمائهم على نحو صحي"‪.1‬‬
‫ولم تتوق‪22‬ف جه‪22‬ود األمم المتح‪22‬دة عن‪22‬د ه‪22‬ذا الح‪22‬د‪ ،‬إذ عق‪22‬دت الجمعي‪22‬ة العام‪22‬ة دورة اس‪22‬تثنائية‬
‫خاّص ة بالطفولة عام ‪ 2002‬صدر عنه‪22‬ا "إعالن ع‪22‬الم ج‪2‬دير باألطف‪22‬ال"‪ 2‬ناش‪2‬د من خالل‪22‬ه أعض‪22‬اء‬
‫المجتم‪22‬ع ال‪22‬دولي اإلل‪22‬تزام بالمب‪22‬ادئ واأله‪22‬داف من بينه‪22‬ا‪ :‬حماي‪22‬ة األطف‪22‬ال من األذى واإلس‪22‬تغالل‪،‬‬
‫ومن أي أعمال عنف‪ ،‬أو إيذاء أو استغالل‪.‬‬
‫ومن أج‪22‬ل وض‪22‬ع ه‪22‬ذه األه‪22‬داف موض‪22‬ع التنفي‪22‬ذ‪ ،‬فق‪22‬د ق‪22‬رر م‪22‬ؤتمر القم‪22‬ة اعتم‪22‬اد وتنفي‪22‬ذ خط‪22‬ة‬
‫عمل لبناء عالم يستمتع فيه جمي‪2‬ع البن‪2‬ات والب‪2‬نين بطف‪2‬ولتهم‪ ،‬وال‪2‬تي ج‪2‬اء في مض‪2‬مونها‪" :‬ض‪2‬رورة‬
‫وضع وتنفيذ استراتيجيات لحماية األطفال من اإلس‪22‬تغالل اإلقتصادي ومن القي‪22‬ام ب‪22‬أي عم‪22‬ل يمكن‬
‫أن ينط ‪22‬وي على مخ ‪22‬اطر أو يح ‪22‬ول دون تعليمهم أو يك ‪22‬ون مض ‪22‬را لصحتهم أو نم ‪22‬وهم الب ‪22‬دني أو‬
‫العقلي أو ال‪22‬روحي أو األخالقي أو اإلجتم‪22‬اعي"‪ 3‬وفي ه‪22‬ذا الس‪22‬ياق أّك دت الخط‪22‬ة على ض‪22‬رورة "‬
‫تعبئ‪22‬ة الش‪22‬راكات على الصعيد الوط‪22‬ني والتع‪22‬اون على الصعيد ال‪22‬دولي وتحس‪22‬ين ظ‪22‬روف األطف‪22‬ال‬
‫بالقي‪22‬ام بجمل‪22‬ة أم‪22‬ور منه‪22‬ا تزري‪22‬د األطف‪22‬ال الع‪22‬املين ب‪22‬التعليم األساس‪22‬ي المج‪22‬اني والت‪22‬دريب المه‪22‬ني‬
‫وإ دم ‪22‬اجهم في نظ ‪22‬ام التعليم بك ‪22‬ل الط ‪22‬رق الممكن ‪22‬ة والتش ‪22‬جيع على تق ‪22‬ديم ال ‪22‬دعم العتم ‪22‬اد سياس ‪22‬ات‬
‫اجتماعي‪22‬ة واقتصادية ته‪22‬دف إلى القض‪22‬اء على الفق‪22‬ر وتزوي‪22‬د األس‪22‬ر بف‪22‬رص عم‪22‬ل وف‪22‬رص إلدرار‬
‫الدخل"‪.4‬‬

‫‪ -‬البند ‪ 23‬من اإلعالن الع‪2‬المي لبق‪2‬اء الطف‪2‬ل وحمايت‪2‬ه ونمائ‪2‬ه‪ ،‬اعتم‪2‬د من ط‪2‬رف هيئ‪2‬ة األمم المتح‪2‬دة‪ ،‬م‪2‬ؤتمر القم‪2‬ة الع‪2‬المي من‬ ‫‪1‬‬

‫أجل الطفل‪ ،‬نيويورك‪ 30 ،‬سبتمبر ‪ ،1990‬ص‪.01‬‬


‫‪ -‬الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬دورة استثنائية خاّص ة بالطفولة‪ ،‬منعقدة بين ‪ 07‬و‪ 10‬ماي ‪.2002‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬اليونيسيف‪ ،‬عالم جدير باألطفال "األهداف اإلنمائية لأللفية"‪ ،‬ص‪ ،40‬الرابط‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪https://www.unicef.org/arabic/publications/files/wffc_ar.pdf 10/02/2021‬‬ ‫‪.‬تاريخ اإلطالع‪:‬‬


‫‪ -‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.41‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪112‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحظر العالمي إلستغالل األطفال في األعمال الخطيرة بموجب اإلتفاقيات الدولية‪:‬‬

‫تجّلى اإلهتمام والقلق من ظاهرة استغالل األطف‪22‬ال في األعم‪22‬ال الخط‪22‬يرة في ع‪22‬دد كب‪22‬ير من‬
‫اإلتفاقيات الدولية المعتمدة على المستوى العالمي من طرف هيئة األمم المتحدة‪ ،‬وفي هذا الصدد‬
‫تنص الم‪22‬اّد ة ‪ 10/03‬من العه‪22‬د ال‪22‬دولي للحق‪22‬وق اإلقتصادية واإلجتماعي‪22‬ة والثقافي‪22‬ة على "وج‪22‬وب‬
‫اتخ‪22‬اذ ت‪22‬دابير حماي‪22‬ة ومس‪22‬اعدة خاصة لصالح جمي‪22‬ع األطف‪22‬ال والم‪22‬راهقين‪ ،‬دون أي تمي‪22‬يز‪ ،‬ومن‬
‫ال ‪22‬واجب حماي ‪22‬ة األطف ‪22‬ال والم ‪22‬راهقين من اإلس ‪22‬تغالل اإلقتصادي واإلجتم ‪22‬اعي ووج ‪22‬وب المعاقب ‪22‬ة‬
‫قانون ‪22‬ا على اس ‪22‬تخدامهم في أي عم ‪22‬ل يك ‪22‬ون مفس ‪22‬دا ألخالقهم أو مض ‪22‬را بصحتهم أو خط ‪22‬ر على‬
‫حياتهم‪ ،‬أو مؤديا إلى إعاقة نموهم الطبيعي‪ ،‬ووجوب قيام الدول أيضا بتحديد الحدود الدنيا للس‪2‬ن‬
‫‪1‬‬
‫التي يحظر القانون دونها استخدام الصغار في عمل مأجور ويقرر له العقوبات الالزمة"‪.‬‬

‫والج‪22‬دير بال‪22‬ذكر هن‪22‬ا‪ ،‬أّن م‪22‬ا يمّي ز الحماي‪22‬ة المكفول‪22‬ة للطف‪22‬ل العام‪22‬ل بم‪22‬وجب ه‪22‬ذا العه‪22‬د ه‪22‬و‬
‫انتقاله ‪22‬ا بحق ‪22‬وق الطف ‪22‬ل من مرحل ‪22‬ة التوصيات غ ‪22‬ير الملزم ‪22‬ة إلى مرحل ‪22‬ة اإللتزام ‪22‬ات القانوني ‪22‬ة‪،‬‬
‫فال‪22 2‬دول األط‪22 2‬راف ليس‪22 2‬ت ح ‪ّ2 2‬ر ة في تط‪22 2‬بيق أو ع‪22 2‬دم تط‪22 2‬بيق النصوص ال‪22 2‬واردة ب‪22 2‬ه‪ ،‬ب‪22 2‬ل تتحم‪22 2‬ل‬
‫مس ‪22‬ؤوليتها أم ‪22‬ام أعض ‪22‬اء المجتم ‪22‬ع ال ‪22‬دولي في ض ‪22‬مان تط ‪22‬بيق ه ‪22‬ذه الحماي ‪22‬ة وإ ال اتهمت بانته ‪22‬اك‬
‫‪2‬‬
‫حقوق الطفل‪.‬‬

‫أّم ا اتفاقي‪22 2‬ة حق‪22 2‬وق الطف‪22 2‬ل لس‪22 2‬نة ‪ ،1989‬فق‪22 2‬د أّك دت في الم‪22 2‬اّد ة ‪ 32‬منه‪22 2‬ا على أّن ال‪22 2‬دول‬
‫األطراف تعترف "بحق الطفل في حمايت‪22‬ه من اإلس‪22‬تغالل اإلقتصادي وفي أاّل يج‪22‬بر على أداء أي‬
‫عمل يرّج ح أن يكون خطيرا أو أن يمثل إعاقة لتعليم الطفل أو أن يكون ضار بصحة الطف‪22‬ل‪ ،‬أو‬
‫بنم‪22‬وه الب‪22‬دني‪ ،‬أو العقلي‪ ،‬أو ال‪22‬روحي‪ ،‬أو المعن‪22‬وي‪ ،‬أو اإلجتم‪22‬اعي"‪ ،‬وإ ل‪22‬تزمت ال‪22‬دول األط‪22‬راف‬
‫بموجب الفقرة الثانية من ه‪2‬ذه الم‪2‬اّد ة باتخ‪2‬اذ "الت‪2‬دابير التش‪2‬ريعية واإلداري‪2‬ة واإلجتماعي‪2‬ة والتربوي‪2‬ة‬

‫‪ - 1‬الم ‪22‬اّد ة ‪ 10/03‬من العه ‪22‬د ال ‪22‬دولي الخ ‪22‬اص ب ‪22‬الحقوق اإلقتصادية واإلجتماعي ‪22‬ة والثقافي ‪22‬ة‪ ،‬اعتم ‪22‬د وع ‪22‬رض للتوقي ‪22‬ع والتصديق‬
‫واإلنضمام بموجب قرار الجمعي‪2‬ة العاّم ة لألمم المتح‪2‬دة ‪ 2200‬أل‪2‬ف (د‪ ،)21-‬الم‪2‬ؤرخ في ‪ 16‬ديس‪2‬مبر ‪ ،1966‬دخ‪2‬ل ح‪2‬يز النف‪2‬اذ‬
‫في ‪ 03‬جانفي ‪.1976‬‬
‫‪ -‬ضاوية كيرواني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.153‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪113‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫التي تكفل تنفيذ هذه الماّد ة"‪ ،‬وتحقيقا لهذه الغاية‪ ،‬إل‪2‬تزمت ال‪2‬دول األط‪2‬راف ب‪2‬أن تق‪2‬وم بوج‪2‬ه خ‪2‬اص‬
‫باآلتي‪ ،‬مع مراعاة ما جاء في الصكوك الدولية األخرى ذات الصلة‪:‬‬
‫أ) تحديد عمر أدنى أو أعمار دنيا لاللتحاق بعمل‪،‬‬
‫ب) وضع نظام مناسب لساعات العمل وظروفه‪،‬‬
‫ج) فرض عقوبات أو جزاءات أخرى مناسبة لضمان إنفاذ هذه الماّد ة بفعالية"‪.1‬‬

‫وُيالح‪22‬ظ هن‪22‬ا‪ ،‬أّن الحماي‪22‬ة المكفول‪22‬ة بم‪22‬وجب ه‪22‬ذه الم‪22‬اّد ة تش‪22‬مل ج‪22‬انبين؛ يتمث‪22‬ل الج‪22‬انب األول‬
‫في ض ‪22‬رورة حماي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل من اإلس ‪22‬تغالل اإلقتصادي‪ ،‬ومن إلزام ‪22‬ه بالقي ‪22‬ام ب ‪22‬أي عم ‪22‬ل يعّر ض ‪22‬ه‬
‫للخطر‪ ،‬أّم ا الجانب الثاني من الحماية فينط‪2‬وي على ض‪2‬رورة تواف‪2‬ق ش‪2‬روط وظ‪2‬روف العم‪2‬ل م‪2‬ع‬
‫الق ‪22‬درات الجس ‪22‬مانية والذهني ‪22‬ة للطف ‪22‬ل وذل ‪22‬ك من خالل تنظيم تش ‪22‬غيل الطف ‪22‬ل وخصوصا س ‪22‬اعات‬
‫‪2‬‬
‫العمل ونوعيته‪.‬‬

‫والُم الح ‪22‬ظ أيض ‪22‬ا‪ ،‬أن اإلتفاقي ‪22‬ة ق ‪22‬د أع ‪22‬ادت التأكي ‪22‬د على الحق ‪22‬وق ال ‪22‬واردة في إعالن حق ‪22‬وق‬
‫الطفل لسنة ‪ 1959‬والعهد الدولي للحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية بصورة أشمل وأكثر‬
‫تفصيال‪ ،‬غ ‪22‬ير أنه ‪22‬ا تتمّي ز عن غيره ‪22‬ا من المواثي ‪22‬ق الدولي ‪22‬ة في تقريره ‪22‬ا لمب ‪22‬دأ ف ‪22‬رض العقوب ‪22‬ات‬
‫والج ‪22‬زاءات المناس ‪22‬بة على األش ‪22‬خاص ال ‪22‬ذين يخ ‪22‬الفون القواع ‪22‬د الخاّص ة بعم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال‪ ،‬الس ‪22‬يما‬
‫بالنسبة لإللتزام بالح‪2‬د األدنى لس‪2‬ن التش‪2‬غيل وتحدي‪22‬د س‪2‬اعات العم‪22‬ل اليومي‪22‬ة واألس‪2‬بوعية‪ ،‬وض‪22‬مان‬
‫ظروف عمل آمنة وصحية للطفل الذي تضطره الظروف للعمل‪.‬‬

‫كم‪22‬ا أّنه‪22‬ا فرض‪22‬ت إل‪22‬تزام دولي على ع‪22‬اتق ال‪22‬دول األط‪22‬راف ب‪22‬أن تض‪22‬ع التش‪22‬ريعات القانوني‪22‬ة‬
‫والت‪22‬دابير اإلداري‪22‬ة واإلجتماعي‪22‬ة‪ ،‬أو ُتفّع ل ه‪22‬ذه التش‪22‬ريعات في حال‪22‬ة وجوده‪22‬ا لكي تتف‪22‬ق م‪22‬ع نص‬
‫الم‪22 2‬اّد ة ‪ 32‬الم‪22 2‬ذكورة أعاله‪ ،‬وإ اّل ُأث‪22 2‬يرت ض‪22 2‬د الدول‪22 2‬ة المخالف‪22 2‬ة أحك‪22 2‬ام المس‪22 2‬ؤولية الدولي‪22 2‬ة م‪22 2‬تى‬
‫‪3‬‬
‫توافرت باقي شروطها وأركانها‪.‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 32‬من اتفاقية حقوق الطفل لسنة ‪.1989‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬فاطمة شحاتة أحمد زيدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.489‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬ضاوية كيرواني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.156‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪114‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫الحظر الدولي ألسوأ أشكال عمل األطفال المعتبرة أعماال خطيرة في المواثيق الدولية‬
‫اإلقليمية‬

‫لم يقتصر اإلهتم ‪22‬ام بظ ‪22‬اهرة اس ‪22‬تغالل األطف ‪22‬ال في أداء األعم ‪22‬ال الخط ‪22‬يرة على المس ‪22‬توى‬
‫العالمي فحسب‪ ،‬بل تجّلى ذلك اإلهتمام والقلق في عدد كبير من المواثيق المبرم‪22‬ة على المس‪2‬توى‬
‫اإلقليمي‪ ،‬سواء أكانت هذه األخيرة متعلقة بحقوق اإلنس‪22‬ان عاّم ة أو متخصصة في حماي‪22‬ة حق‪22‬وق‬
‫الطفل‪.‬‬

‫وللتفصيل أكثر في مضمون ه‪2‬ذا الحظ‪2‬ر‪ ،‬يجب التع‪2‬رض إلى حظ‪2‬ر األعم‪2‬ال الخط‪2‬يرة على‬
‫الطف‪22‬ل على المس‪22‬توى األروبي‪ ،‬وعلى المس‪22‬توى األم‪22‬ريكي‪ ،‬ثم على المس‪22‬توى اإلف‪22‬ريقي‪ ،‬وأخ‪22‬يرا‬
‫على المستوى العربي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الحظر األوروبي إلستغالل األطفال في األعمال الخطيرة‬

‫تعت ‪22‬بر اإلتفاقي ‪22‬ة األوروبي ‪22‬ة لحق ‪22‬وق اإلنس ‪22‬ان‪ 1‬الوثيق ‪22‬ة األساس ‪22‬ية لحماي ‪22‬ة حق ‪22‬وق اإلنس ‪22‬ان في‬
‫أوروبا‪ ،‬أّم ا فئ‪2‬ة األطف‪2‬ال وح‪2‬تى مطل‪2‬ع الق‪2‬رن التاس‪2‬ع عش‪2‬ر ك‪2‬انت ال تتمت‪2‬ع في أوروب‪2‬ا بأي‪2‬ة حق‪2‬وق‬
‫خاّص ة به‪22‬ا‪ ،‬ولم يكن من حقه‪22‬ا اإلس‪22‬تفادة من الق‪22‬وانين‪ ،‬وغالب‪22‬ا م‪22‬ا ك‪22‬ان اآلب‪22‬اء ي‪22‬رون في أطف‪22‬الهم‬
‫‪2‬‬
‫جزءا من ممتلكاتهم‪ ،‬يفعلون بهم ما يشاؤون وال يستطيع أحد أن يتدخل في ذلك‪.‬‬

‫غ ‪22‬ير أّن نش‪22‬اط المنّظم ‪22‬ات اإلنس‪22‬انية غّي ر من ه ‪22‬ذا الوض ‪22‬ع‪ ،‬إذ أصبحت هيمن ‪22‬ة اآلب ‪22‬اء غ ‪22‬ير‬
‫مطلقة‪ ،‬وصدرت قوانين وّفرت للطفال الحماية من استغالل الكب‪22‬ار لهم‪ ،‬وظه‪22‬رت ال‪22‬دعوات بمنح‬
‫‪3‬‬
‫األطفال الحماية التي يستحقونها‪.‬‬

‫‪ -‬اعتمدت من طرف المجلس األوروبي‪ ،‬وقعت في أوروبا في ‪ 04‬نوفمبر ‪ ،1950‬دخلت حيز النفاذ في ‪ 03‬سبتمير ‪.1953‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬ضاوية كيرواني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.160‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬عروبة جبار الخزرجي‪ ،‬حقوق الطفل بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص‪.93‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪115‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫حيث أفرد الميثاق اإلجتماعي األوروبي الماّد ة ‪ 07‬منه لحق األطفال والشباب في الحماي‪22‬ة‪،‬‬
‫وهي ماّد ة ُتعنى بتنظيم ظروف عم‪22‬ل األطف‪22‬ال باتب‪22‬اع م‪22‬ا ج‪2‬اء في اتفاقي‪22‬ات منظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة‪،‬‬
‫فهي تحدد سن ‪ 15‬سنة كحد أدنى لسن اإللتحاق بالعمل‪ ،‬ولكنها تجيز بعض اإلس‪22‬تثناءات بالنس‪22‬بة‬
‫للصغار ال ‪22 2‬ذين يعمل ‪22 2‬ون في أش ‪22 2‬غال خفيف ‪22 2‬ة وال تنط ‪22 2‬وي على تهدي ‪22 2‬د لصحتهم أو ألخالقهم أو‬
‫لتعليمهم‪ ،‬فض ‪22‬ال عن ذل ‪22‬ك ف ‪22‬إن ح ‪ّ2‬د ا أدنى يتج ‪22‬اوز معي ‪22‬ار ‪ 15‬س ‪22‬نة يجب أن تح ‪ّ2‬د ده ال ‪22‬دول لبعض‬
‫األعم ‪22‬ال ال ‪22‬تي تعت ‪22‬بر خط ‪22‬يرة أو مض‪ّ2 2‬ر ة بالصحة‪ ،‬ويحظ ‪22‬ر الميث ‪22‬اق تش ‪22‬غيل صغار الس ‪22‬ن ال ‪22‬ذين‬
‫يخضعون للتعليم اإللزامي في أشغال تحرمهم من اإلستفادة الكاملة من هذا التعليم‪.‬‬

‫كما ي‪22‬دعو الميث‪22‬اق في الم‪22‬اّد ة الم‪22‬ذكورة أعاله إلى تحدي‪22‬د س‪2‬اعات العم‪22‬ل بالنس‪2‬بة للعم‪22‬ال دون‬
‫س‪22‬تة عش‪22‬ر س‪22‬نة بم‪22‬ا يت‪22‬واءم م‪22‬ع احتياج‪22‬ات نم‪22‬وهم وخاصة م‪22‬ع ح‪22‬اجتهم للت‪22‬دريب المه‪22‬ني‪ ،‬وينص‬
‫على حق صغار العمال والمتدربين في تعويض عادل أو مكاف‪22‬أة مناس‪22‬بة‪ ،‬عالوة على ذل‪22‬ك‪ ،‬يجب‬
‫اعتبار الساعات التي يقضيها الطفل في التدريب المه‪22‬ني خالل س‪22‬اعات العم‪22‬ل االعتيادي‪22‬ة بموافق‪22‬ة‬
‫صاحب العمل جزءا من ساعات العمل‪.‬‬

‫وفي مج‪22‬ال الُعط‪22‬ل أق ‪ّ2‬ر ه‪22‬ذا الميث‪22‬اق مب‪22‬دأ ض‪22‬رورة اس‪22‬تفادة األطف‪22‬ال األق‪22‬ل من ‪ 18‬س‪22‬نة من‬
‫عطل‪22‬ة س‪22‬نوية مدفوع‪22‬ة األج‪22‬ر ال تق‪22‬ل عن ثالث‪22‬ة أس‪22‬ابيع ومن‪22‬ع تش‪22‬غيل األطف‪22‬ال في العم‪22‬ل الليلي م‪22‬ا‬
‫بين الثامنة مساءا والسادسة صباحا‪ ،‬مع منح التشريعات الوطنية السلطة التقديرية في منح بعض‬
‫اإلس‪22‬تثناءات عن ه‪22‬ذا المب‪22‬دأ وإ ق‪2‬رار مب‪22‬دأ الفح‪2‬وص الطبي‪22‬ة المنتظم‪22‬ة لألطف‪22‬ال األق‪2‬ل من ‪ 18‬س‪2‬نة‪،‬‬
‫قبل أو أثناء التشغيل‪.‬‬

‫باإلض‪2‬افة إلى ذل‪2‬ك ينص الميث‪2‬اق على "حماي‪2‬ة خاّص ة ض‪2‬د المخ‪2‬اطر البدني‪2‬ة والمعنوي‪2‬ة ال‪2‬تي‬
‫يتعّر ض له‪2‬ا األطف‪2‬ال والش‪2‬باب‪ ،‬وخاّص ة ض‪2‬د المخ‪2‬اطر الناجم‪2‬ة بصورة مباش‪2‬رة أو غ‪2‬ير مباش‪2‬رة‬
‫عن أعمالهم"‪.1‬‬

‫‪ - 1‬الماّد ة ‪ 07‬من الميثاق اإلجتماعي األوروبي‪ ،‬صودق عليه من طرف مجلس أوروبا سنة ‪ ،1961‬دخل حيز التنفيذ سنة‬
‫‪.1965‬‬

‫‪116‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أخ ‪22‬يرا‪ ،‬وبقصد مواجه ‪22‬ة التغ ‪22‬يرات اإلجتماعي ‪22‬ة ال ‪22‬تي ُع رفت على المس ‪22‬توى األوروبي‪ ،‬تّم‬
‫تع‪2‬ديل الميث‪2‬اق الم‪2‬ذكور أعاله في ع‪2‬ام ‪ 1996‬بميث‪2‬اق جدي‪2‬د يس‪2‬تكمل أحك‪2‬ام الميث‪2‬اق الق‪2‬ديم وبوس‪2‬ع‬
‫من نط‪2‬اق الحماي‪2‬ة ويأخ‪2‬ذ في الحس‪2‬بان التط‪2‬ورات اإلجتماعي‪2‬ة واإلقتصادية‪ ،‬إاّل أّن الم‪2‬اّد ة ‪ 07‬من‬
‫الميثاق المنقح جاءت مطابقة للماّد ة ‪ 07‬من الميثاق اإلجتماعي األوروبي لعام ‪.1961‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحظر األمريكي إلستغالل األطفال في األعمال الخطيرة‪:‬‬

‫لم يتم النص على حماي ‪22‬ة خاّص ة لألطف ‪22‬ال في مج ‪22‬ال العم ‪22‬ل من خالل اإلتفاقي ‪22‬ة األمريكي ‪22‬ة‬
‫لحقوق اإلنس‪22‬ان‪ ،1‬حيث اكتفت ه‪22‬ذه األخ‪22‬يرة النص على الحماي‪22‬ة العاّم ة له‪22‬ذه الفئ‪22‬ة من خالل نص‬
‫الم ‪22 2‬اّد ة ‪ 19‬منه ‪22 2‬ا‪ ،‬وال ‪22 2‬تي تنص على حقهم في الرعاي ‪22 2‬ة الالزم ‪22 2‬ة من ط ‪22 2‬رف العائل ‪22 2‬ة والمجتم ‪22 2‬ع‬
‫‪2‬‬
‫والدولة‪.‬‬

‫إاّل أّن المجموع‪22‬ة األمريكي‪22‬ة ت‪22‬داركت ه‪22‬ذا النقص من خالل ال‪22‬بروتوكول اإلض‪22‬افي لإلتفاقي‪22‬ة‬
‫الم‪22‬ذكورة أعاله‪ ،‬والمتعل‪22‬ق ب‪22‬الحقوق االقتصادية واإلجتماعي‪22‬ة والثقافي‪22‬ة‪ ،3‬حيث أف‪22‬رد ه‪22‬ذا األخ‪22‬ير‬
‫نص الماّد ة ‪ 07‬فقرة ه منه لحماية األطفال في مجال العمل‪ ،‬بنصها على "حظر العم‪22‬ل الليلي أو‬
‫ظ‪22‬روف العم‪22‬ل غ‪22‬ير الصحية أو الخط‪22‬يرة‪ ،‬وبصفة عاّم ة حظ‪22‬ر كاف‪22‬ة أن‪22‬واع العم‪22‬ل ال‪22‬ذي يع‪ّ2‬ر ض‬
‫الصحة والس ‪22 2‬المة واألخالق للخط ‪22 2‬ر بالنس ‪22 2‬بة لألش ‪22 2‬خاص تحت س ‪22 2‬ن الثامن ‪22 2‬ة عش ‪22 2‬ر‪ ،‬وبالنس ‪22 2‬بة‬
‫لألش ‪22‬خاص القصر تحت س ‪22‬ن السادس ‪22‬ة عش ‪22‬ر يخض ‪22‬ع ي ‪22‬وم العم ‪22‬ل لألحك ‪22‬ام ال ‪22‬تي تتعل ‪22‬ق ب ‪22‬التعليم‬
‫اإلل‪22‬زامي‪ ،‬على أال يمث‪22‬ل العم‪22‬ل في أي األح‪22‬وال عائق‪22‬ا أم‪22‬ام الحض‪22‬ور إلى المدرس‪22‬ة أو الح‪22‬د من‬
‫اإلنتفاع من التعليم المتاح‪".‬‬

‫‪ -‬اإلتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان‪ ،‬الصادرة عن منظمة الدول األمريكية بسان خوسيه‪ ،‬بتاريخ ‪ 02‬نوفمبر ‪ ،1969‬دخلت‬ ‫‪1‬‬

‫حيز النفاذ بتاريخ ‪ 18‬جويلية ‪ ،1978‬الرابط‪ http://hrlibrary.umn.edu/arab/am2.html :‬تاريخ اإلطالع‪:‬‬


‫‪.05/03/2021‬‬
‫‪ -‬كيرواني الضاوية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.301‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬البروتوكول اإلضافي لإلتفاقية األمريكية لحق‪2‬وق اإلنس‪2‬ان في مج‪2‬ال الحق‪2‬وق االقتصادية واإلجتماعي‪2‬ة والثقافي‪2‬ة أو بروتوك‪2‬ول‬ ‫‪3‬‬

‫"س ‪22‬ان س ‪22‬لفادور"‪ ،‬الصادر عن منظم ‪22‬ة ال ‪22‬دول األمريكي ‪22‬ة س ‪22‬نة ‪ ،1988‬دخ ‪22‬ل ح ‪22‬يز النف ‪22‬اذ في ‪ 16‬نوفم ‪22‬بر ‪ ،1999‬الراب ‪22‬ط الت ‪22‬الي‪:‬‬
‫‪ http://hrlibrary.umn.edu/arab/am3.html‬تاريخ اإلطالع‪.05/03/2021 :‬‬

‫‪117‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫والمالحظ هنا‪ ،‬أّن ما جاءت به هذه الماّد ة من أحكام ال تختلف عّم ا نّص ت علي‪22‬ه المواثي‪22‬ق‬
‫العالمية واألوروبية لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الحظر اإلفريقي إلستغالل األطفال في األعمال الخطيرة‬

‫نّص ت الم‪22‬اّد ة ‪ 15‬من الميث‪22‬اق اإلف‪22‬ريقي لحق‪22‬وق الطف‪22‬ل ورفاهيت‪22‬ه لع‪22‬ام ‪ 11990‬على حماي‪22‬ة‬
‫الطف ‪22‬ل في مج ‪22‬ال العم ‪22‬ل‪ ،‬ووض ‪22‬عت ل ‪22‬ذلك مجموع ‪22‬ة من الض ‪22‬مانات لكفال ‪22‬ة ه ‪22‬ذه الحماي ‪22‬ة‪ ،‬بنصها‬
‫على ‪ ":‬تع‪22‬ترف ال‪22‬دول األط‪22‬راف في الميث‪22‬اق بح‪22‬ق الطف‪22‬ل في حمايت‪22‬ه من اإلس‪22‬تغالل اإلقتصادي‪،‬‬
‫ومن أداء أي عمل يرجح أن يكون خط‪2‬يرا أو أن يك‪2‬ون ض‪2‬ارا بصحة الطف‪2‬ل أو بنم‪2‬وه الب‪2‬دني أو‬
‫العقلي أو الروحي أو المعنوي أو اإلجتماعي‪".‬‬

‫وفي سبيل تحقيق ذلك نصت في فقرتها الثانية على أن‪" :‬تتخ‪22‬ذ ال‪22‬دول األط‪22‬راف في الميث‪22‬اق‬
‫كل التدابير التش‪2‬ريعية واإلداري‪2‬ة واإلجتماعي‪2‬ة والتربوي‪2‬ة ال‪2‬تي تكف‪2‬ل تنفي‪2‬ذ ه‪2‬ذه الم‪2‬اّد ة‪ ،‬ال‪2‬تي تغطي‬
‫ك ‪22‬ل القطاع ‪22‬ات الرس ‪22‬مية وغ ‪22‬ير الرس ‪22‬مية للعمال ‪22‬ة‪ ،‬وم ‪22‬ع مراع ‪22‬اة األحك ‪22‬ام المنصوص عليه ‪22‬ا في‬
‫اتفاقيات منظمة العمل المتعلقة باألطفال‪ ،‬تقوم الدول األطراف خاّص ة بما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬تحديد حد أدنى لألجور وللدخول إلى مجال العمل‪.‬‬


‫ب‪ -‬وضع نظام مناسب لساعات العمل وظروفه‪.‬‬
‫ج‪ -‬فرض عقوبات أو جزاءات أخرى مناسبة لضمان إنفاذ هذه الماّد ة لفعالية‪.‬‬
‫د‪ -‬نشر المعلومات عن أخطار عمالة األطفال على جميع أفراد الدولة‪".‬‬
‫المالحظ على ه‪2‬ذه الم‪2‬اّد ة أنه‪2‬ا ج‪2‬اءت متش‪2‬ابهة إلى ح‪2‬د كب‪2‬ير م‪2‬ع نص الم‪2‬اّد ة ‪ 32‬من اتفاقي‪2‬ة‬
‫األمم المتح‪22‬دة لحق‪22‬وق الطف‪22‬ل لع‪22‬ام ‪ 1989‬ال‪22‬تي تح ‪ّ2‬د د الش‪22‬روط ال‪22‬واجب توافره‪22‬ا من أج‪22‬ل حماي‪22‬ة‬

‫‪ - 1‬الم ‪22‬اّد ة ‪ 15‬من الميث ‪22‬اق اإلف ‪22‬ريقي لحق ‪22‬وق ورفاهي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل‪ ،‬تم اعتم ‪22‬اده في ال ‪22‬دورة العادي ‪22‬ة رقم ‪ 26‬لم ‪22‬ؤتمر رؤس ‪22‬اء ال ‪22‬دول‬
‫والحكوم ‪22 2‬ات لمنظم ‪22 2‬ة الوح‪22 2‬دة اإلفريقي ‪22 2‬ة المنعق‪22 2‬دة في ‪ 11‬جويلي ‪22 2‬ة ‪ 1990‬في أديس باب ‪22 2‬ا اإلثيوبي ‪22 2‬ة‪ ،‬دخ‪22 2‬ل ح‪22 2‬يز التنفي ‪22 2‬ذ بت ‪22 2‬اريخ‬
‫‪ ،29/11/1999‬صادقت عليه الجزائر بموجب مرسوم رئاسي رقم ‪ 242-03‬م‪2‬ؤرخ في ‪ 08‬يولي‪2‬و ‪ ،2003‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪،41‬‬
‫صادر بتاريخ ‪ ،09/07/2003‬متوفر على الرايط التالي‪ :‬تاريخ اإلطالع‪08/03/2021 :‬‬
‫‪http://arabic.dci-palestine.org/sites/arabic.dci-palestine.org/files/al-mythaq_al-ifryqy_lhqwq_al-tfl_wrfahyth.pdf.‬‬

‫‪118‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫األطف ‪22‬ال في مج ‪22‬ال العم ‪22‬ل‪ ،‬وبالت ‪22‬الي فالميث ‪22‬اق لم ي ‪22‬أت بحماي ‪22‬ة أك ‪22‬بر ت ‪22‬راعي خصوصية الطف ‪22‬ل‬
‫األفريقي‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الحظر العربي إلستغالل األطفال في األعمال الخطيرة‬

‫ينص ميثاق حقوق الطفل العربي لعام ‪ 1 1983‬في الماّد ة ‪ 13‬منه على " تأكيد وكفالة حق‬
‫الطفل في رعاية الدولة وحمايتها من اإلستغالل ومن اإلهمال الجسماني والروحي‪ ،‬حتى إذا كان‬
‫ذلك من جانب أسرته وتنظيم عمالت‪2‬ه‪ ،‬بحيث ال تب‪2‬دأ إاّل في س‪2‬ن مناس‪2‬بة وحيث ال يت‪2‬وّلى عمال أو‬
‫حرف‪22‬ة تض‪22‬ر بصّح ته أو تعّر ض‪22‬ه للمخ‪22‬اطر أو تعرق‪22‬ل تعليم‪22‬ه أو تحجب ف‪22‬رص نم‪22‬وه من الناحي‪22‬ة‬
‫‪2‬‬
‫البدنية أو العقلية أو النفسية أو الخلقية أو اإلجتماعية‪...‬إلخ"‬

‫إاّل أّن ما ُيأخذ على هذه الوثيقة هو أّن تعّهد الدول العربية من خالله ليس تعهدا مطلقا‪ ،‬ب‪2‬ل‬
‫مره‪2‬ون بإمكان‪2‬ات ك‪2‬ل دول‪2‬ة‪ ،‬م‪2‬ا يفتح الب‪2‬اب أم‪2‬ام الحكوم‪2‬ات العربي‪2‬ة للتحل‪2‬ل من نصوص الميث‪2‬اق‬
‫ب‪22‬دعوى ع‪22‬دم ت‪22‬وفر اإلمكاني‪22‬ات‪ ،3‬كم‪22‬ا أّن أغلب م‪22‬واده يغلب عليه‪22‬ا الج‪22‬انب الت‪22‬وجيهي واإلرش‪22‬ادي‬
‫أكثر من اإللتزامات القانونية المحّد دة‪ ،‬وهذا ما يدفع إلى اعتبار الميثاق بمثابة خطة عم‪22‬ل عربي‪22‬ة‬
‫‪4‬‬
‫أو توجيهات إرشادية في مجال الطفولة بصفة عاّم ة‪ ،‬والطفولة العاملة بصفة خاّص ة‪.‬‬

‫كم‪22‬ا أّن الميث‪22‬اق الع‪22‬ربي لحق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان لع‪22‬ام ‪ 51994‬تن‪22‬اول حماي‪22‬ة الطف‪22‬ل في مج‪22‬ال العم‪22‬ل‬
‫ونص على "تع ‪22‬ترف ال ‪22‬دول األط‪22‬راف بح‪22‬ق الطف ‪22‬ل فب حمايت ‪22‬ه من اإلس‪22‬تغالل اإلقتصادي‪ ،‬ومن‬

‫‪ -‬صدر ميثاق حقوق الطف‪2‬ل الع‪2‬ربي عن جامع‪2‬ة ال‪2‬دول العربي‪2‬ة‪ ،‬اعتم‪2‬ده وزراء الش‪2‬ؤون اإلجتماعي‪2‬ة الع‪2‬رب في دورت‪2‬ه الرابع‪2‬ة‬ ‫‪1‬‬

‫المنعقدة من ‪ 04‬إلى ‪ ،06/12/1983‬دخل حيز النفاذ سنة ‪ ،1984‬متوفر على الرايط التالي‪:‬‬
‫‪https://www.arabccd.org/files/0000/9/%D9%85%D9%8A%D8%AB%D8%A7%D9%82%20%D8%AD‬‬
‫‪%D9%82%D9%88%D9%82%20%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%‬‬
‫‪ D8%B1%D8%A8%D9%8A.pdf‬تاريخ اإلطالع‪.08/03/2021 :‬‬
‫‪ - 2‬الماّد ة ‪ 13‬من ميثاق حقوق الطفل العربي لعام ‪.1983‬‬
‫‪ -3‬تنص الم‪22‬اّد ة ‪ 49‬من ميث‪22‬اق حق‪22‬وق الطف‪22‬ل الع‪22‬ربي على‪ " :‬تتخ‪22‬ذ ك‪22‬ل دول‪22‬ة عربي‪22‬ة الخط‪22‬وات الالزم‪22‬ة‪ ،‬في ح‪22‬دود م‪22‬ا تس‪22‬مح ب‪22‬ه‬
‫إمكاناتها الماّد ية والفنية لتحقيق أحكام هذا الميثاق وبكل الطرق المناسبة‪".‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.‬الضاوية كيرواني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪- 168‬‬
‫‪ -5‬اعتمدته جامعة الدول العربية عام ‪ ،1994‬دخل حيز النفاذ في ‪ ،16/03/2008‬متوفر على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪ http://hrlibrary.umn.edu/arab/a003-2.html‬تاريخ اإلطالع‪.09/03/2021 :‬‬

‫‪119‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أداء أي عمل يرجح أن يك‪2‬ون خط‪2‬را أة أن يمث‪2‬ل إعاق‪2‬ة لتعليم الطف‪2‬ل أو أن يك‪2‬ون مض‪2‬را بصحته‬
‫أو بنم‪22‬وه الب‪22‬دني أو العقلي أو ال‪22‬روحي أو المعن‪22‬وي أو اإلجتم‪22‬اعي‪ ،‬وله‪22‬ذا الغ‪22‬رض وم‪22‬ع مراع‪22‬اة‬
‫أحكام الصكوك الدولية األخرى ذات الصلة تقوم الدول األطراف بوجه خاص بما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬تحديد سن أدنى لإللتحاق بالعمل‪،‬‬


‫ب‪ -‬وضع نظام مناسب لساعات العمل وظروفه‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ج‪ -‬فرض عقوبات أو جزاءات أخرى مناسبة لضمان إنفاذ هذه األحكام بفعالية‪".‬‬
‫أّم ا اإلطار العربي لحقوق الطفل لع‪2‬ام ‪ ،22001‬فينص في البن‪2‬د ‪ 14‬من‪2‬ه على تمكين الطف‪2‬ل‬
‫من حق‪22‬ه في الحماي‪22‬ة من اإلس‪22‬تغالل اإلقتصادي‪ ،‬وفي س‪22‬بيل ذل‪22‬ك يتم "القض‪22‬اء على أس‪22‬وأ أش‪22‬كال‬
‫عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪ ،‬واكتم‪22‬ال اإلنض‪22‬مام الع‪22‬ربي لالتفاقي‪22‬ات الدولي‪22‬ة المعني‪22‬ة بالموض‪22‬وع‪ ،‬والعم‪22‬ل على‬
‫تنفي‪2‬ذها‪ ،‬ووض‪2‬ع خط‪2‬ط قصيرة الم‪2‬دى ته‪2‬دف إلى من‪2‬ع دخ‪2‬ول أطف‪2‬ال ج‪2‬دد إلى ح‪2‬يز مش‪2‬كلة عمال‪2‬ة‬
‫األطفال في الوطن العربي‪ ،‬باإلضافة إلى تحسين أوضاع األطفال العاملين"‪.‬‬

‫باإلضافة إلى المواثيق العربية المذكورة أعاله‪ ،‬أصدرت منّظم‪2‬ة العم‪2‬ل العربي‪2‬ة من‪2‬ذ نش‪2‬أتها‬
‫العدي‪22‬د من اإلتفاقي‪22‬ات الُم نّظم‪22‬ة الس‪22‬تخدام األطف‪22‬ال‪ ،‬أهّم ه‪22‬ا اإلتفاقي‪22‬ة العربي‪22‬ة رقم ‪ 01‬لس‪22‬نة ‪1966‬‬
‫بش‪22 2‬أن مس‪22 2‬تويات العم‪22 2‬ل‪ ،‬وال‪22 2‬تي تن‪22 2‬اولت ج‪22 2‬وانب مهّم ة من أج‪22 2‬ل حماي‪22 2‬ة األطف‪22 2‬ال من األعم‪22 2‬ال‬
‫الخط ‪22‬يرة؛ كتحدي ‪22‬د الس ‪22‬ن األدنى لالس ‪22‬تخدام وتحدي ‪22‬د ع ‪22‬دد س ‪22‬اعات العم ‪22‬ل اليومي ‪22‬ة‪ ،‬وحظ ‪22‬ر العم ‪22‬ل‬
‫‪3‬‬
‫الليلي‪ ،‬وكذا إلزامية الفحص الطبي واإلجازات المدفوعة‪.‬‬

‫صادقت عليه الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،62-06‬مؤرخ في ‪ ،11/02/2006‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد‪ ،08‬صادرة بتاريخ‬
‫‪.15/04/2006‬‬
‫‪ -1‬نص الماّد ة ‪ 34/03‬من الميثاق العربي بحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلطار العربي للطفولة‪ ،‬صادر عن األمانة العاّم ة لجامعة الدول العربية‪ ،‬بتاريخ ‪ 28‬مارس ‪، 2001‬‬
‫متوفر على الرابط التالي‪ https://bit.ly/3oOX9ip :‬تاريخ اإلطالع ‪.09/03/2021‬‬
‫‪ -‬الم ‪22‬واد من ‪ 57‬إلى ‪ 64‬من اإلتفاقي ‪22‬ة العربي ‪22‬ة رقم ‪ 01‬لس ‪22‬نة ‪ 1966‬بش ‪22‬أن مس ‪22‬تويات العم ‪22‬ل‪ ،‬مت ‪22‬وفرة على الراب ‪22‬ط الت ‪22‬الي‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ https://bit.ly/3cfbue3‬تاريخ اإلطالع‪.09/03/2021 :‬‬

‫‪120‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫واإلتفاقية رقم ‪ 07‬لسنة ‪ 1977‬بشأن السالمة والصحة المهني‪2‬ة‪ ،‬وال‪2‬تي أّك دت على األحك‪2‬ام‬
‫ال‪22‬واردة في اإلتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 01‬لس‪22‬نة ‪ ،1966‬وأخ‪22‬يرا اإلتفاقي‪22‬ة العربي‪22‬ة رقم ‪ 18‬لع‪22‬ام ‪ 1996‬بش‪22‬أن‬
‫تشغيل األحداث‪ 1‬المنبثقة عن مؤتمر العمل العربي‪ ،‬والتي جاءت في أحكامه‪22‬ا متوافق‪22‬ة م‪22‬ع أحك‪22‬ام‬
‫اتفاقية حق‪2‬وق الطف‪2‬ل بش‪2‬أن ح‪2‬ق الطف‪2‬ل في الحماي‪2‬ة من اإلس‪2‬تغالل اإلقتصادي وحاجت‪2‬ه إلى حماي‪2‬ة‬
‫متميزة ورعاية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫التنظيم الدولي لظروف عمل األطفال‬

‫جاءت النصوص والمواثي‪2‬ق الدولي‪2‬ة الم‪2‬ذكورة في الف‪2‬رع أعاله بوض‪2‬ع الخط‪2‬وط العريض‪2‬ة‬
‫لحقوق الطفل العامل وحمايته من اإلس‪2‬تغالل في مج‪2‬ال العم‪2‬ل‪ ،‬ومن تعريض‪2‬ه لألعم‪2‬ال الش‪2‬اقة أو‬
‫الخطيرة والتي قد تعرضه للموت أو المعاناة الجسدية والمعنوية‪ ،‬ولم تتناول التفصيالت المتعّلق‪22‬ة‬
‫بتنظيم ظروف عم‪2‬ل األطف‪2‬ال‪ ،‬وال القي‪2‬ود على س‪2‬اعات العم‪2‬ل‪ ،‬ب‪2‬ل ت‪2‬ركت األم‪2‬ر لل‪2‬دول األط‪2‬راف‬
‫بوضع قواعد أو شروط منّظمة لظ‪2‬روف عم‪2‬ل األطف‪2‬ال حس‪2‬ب م‪2‬ا ج‪2‬اءت ب‪2‬ه المواثي‪2‬ق الدولي‪2‬ة في‬
‫هذا المجال‪.‬‬

‫وبالت‪22‬الي يمكن اعتب‪22‬ار أن أي عم‪22‬ل يؤّد ي‪22‬ه األطف‪22‬ال في ظ‪22‬روف أدنى من تل‪22‬ك ال‪22‬تي ح ‪ّ2‬د دتها‬
‫المواثيق الدولية‪ ،‬بمثاب‪2‬ة عم‪2‬ل خط‪2‬ير على الطف‪2‬ل‪ ،‬ويبقى اله‪2‬دف األساس‪2‬ي وراء ه‪2‬ذه الحماي‪2‬ة ه‪2‬و‬
‫من ‪22‬ع عمال ‪22‬ة األطف ‪22‬ال في ظ ‪22‬روف معين ‪22‬ة‪ ،‬خاّص ة وأّن أرب ‪22‬اب العم ‪22‬ل كث ‪22‬يرا م ‪22‬ا ُيفّض لون األطف ‪22‬ال‬
‫الع‪22 2‬املين على غ‪22 2‬يرهم ألنهم ال يلج‪22 2‬ؤون إلى اإلض‪22 2‬راب‪ ،‬وألن اإلس‪22 2‬تغناء عنهم يك‪22 2‬ون أيس‪22 2‬ر من‬
‫‪2‬‬
‫اإلستغناء عن الراشدين‪ ،‬كما أنهم يرضون بأجور أقل من سواهم‪.‬‬

‫‪ -‬اإلتفاقية العربي‪2‬ة بش‪2‬أن تش‪2‬غيل األطف‪2‬ال‪ ،‬صادرة عن منظم‪2‬ة العم‪2‬ل العربي‪2‬ة‪ ،‬خالل أش‪2‬غال م‪2‬ؤتمر العم‪2‬ل الع‪2‬ربي‪ ،‬المنعق‪2‬د في‬ ‫‪1‬‬

‫دورته الثالثة والعشرين‪ ،‬بتاريخ ‪ 24-17‬مارس ‪ ،1996‬القاهرة‪.‬‬


‫متوفرة على الرابط التالي‪ https://bit.ly/3naN9Qn :‬تاريخ اإلطالع‪.09/03/2021 :‬‬
‫‪ -‬محمد يوسف علوان ومحمد خليل الموسى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.549‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪121‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإّن التح‪2‬اق الطف‪2‬ل بمج‪2‬االت الش‪2‬غل في وقت مبّك ر يجعل‪2‬ه أك‪2‬ثر عرض‪2‬ة‬
‫لألخطار بسبب ظروف العمل‪ ،‬مّم ا يجعل حاجاتهم إلى أش‪2‬كال الحماي‪2‬ة اإلض‪2‬افية مض‪2‬اعفة‪ ،‬وه‪2‬و‬
‫األم‪22‬ر ال‪22‬ذي دف‪22‬ع المجتم‪22‬ع ال‪22‬دولي لوض‪22‬ع قواع‪22‬د لتنظيم ظ‪22‬روف عم‪22‬ل األطف‪22‬ال تس‪22‬مح بإيج‪22‬اد ن‪22‬وع‬
‫من التناسب بين خصوصية الطفل العام‪2‬ل من جه‪2‬ة وطبيع‪2‬ة العم‪2‬ل الموك‪2‬ل إلي‪2‬ه من جه‪2‬ة أخ‪2‬رى‪،‬‬
‫وتعتبر هذه القواعد بمثابة ضمانات لحماية الطفل من األعمال الخطيرة بجميع أنواعها‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬أّن اإلهتمام بوضع ضوابط وقواعد لتنظيم عم‪22‬ل األطف‪22‬ال لم يع‪22‬رف توس‪22‬عا‬
‫كبيرا إاّل مع نهاية القرن التاسع عشر وبالتحديد سنة ‪ 1890‬بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي بشأن‬
‫تنظيم العمل في مدينة برلين‪ ،‬حيث صدرت عن هذا المؤتمر مجموعة من الق‪22‬رارات‪ ،‬تعل‪22‬ق ع‪22‬دد‬
‫منه‪22‬ا بتش‪22‬غيل األطف‪22‬ال‪ ،‬فك‪22‬انت ه‪22‬ذه الق‪22‬رارات بمثاب‪22‬ة اللبن‪22‬ة األولى لألس‪22‬س ال‪22‬تي ق‪22‬ام عليه‪22‬ا تنظيم‬
‫تشغيل األطفال الحقا‪ ،1‬إاّل أن التنظيم الدولي في مجال تشغيل األطف‪22‬ال لم يتبل‪22‬ور إاّل بع‪22‬د الح‪22‬رب‬
‫العالمي ‪22‬ة األولى بع ‪22‬د إنش ‪22‬اء عصبة األمم‪ ،‬حيث تمت اإلش ‪22‬ارة في ميثاقه ‪22‬ا إلى أن يتعه ‪22‬د أعض ‪22‬اء‬
‫العصبة بم ‪22‬ا يلي‪" :‬الس ‪22‬عي إلى توف ‪22‬ير وض ‪22‬مان ظ ‪22‬روف للعم ‪22‬ل عادل ‪22‬ة وإ نس ‪22‬انية للرج ‪22‬ال والنس ‪22‬اء‬
‫واألطف ‪22‬ال في بالدهم وفي جمي ‪22‬ع البل ‪22‬دان ال ‪22‬تي امت ‪22‬دت إليه ‪22‬ا عالقتهم التجاري ‪22‬ة والصناعية س ‪22‬واء‬
‫بسواء‪ .‬وتحقيقا لهذا الغرض يتعهدون بالعمل على إنشاء المنظمات الدولية الالزمة ودعمها"‪.2‬‬

‫وانطالقا من ه‪2‬ذا المب‪2‬دأ‪ ،‬فق‪2‬د ت‪2‬ولت ه‪2‬ذه المهّم ة العدي‪2‬د من المنظم‪2‬ات الدولي‪2‬ة‪ ،‬وعلى رأس‪2‬ها‬
‫منظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة‪ ،‬ال‪22‬تي أّك دت في دوراته‪22‬ا المختلف‪22‬ة على التزامه‪22‬ا بحماي‪22‬ة الطفول‪22‬ة واألموم‪22‬ة‬
‫من خالل إيج‪22 2‬اد مع‪22 2‬ايير دولي‪22 2‬ة تعت‪22 2‬بر أساس‪22 2‬ا للحماي‪22 2‬ة وبالخصوص حماي‪22 2‬ة األطف‪22 2‬ال في مج‪22 2‬ال‬
‫التشغيل‪ ،‬وهو األمر ال‪2‬ذي دف‪2‬ع إلى إب‪2‬رام العدي‪2‬د من اإلتفاقي‪2‬ات والتوصيات من أج‪2‬ل ترس‪2‬يخ ه‪2‬ذه‬
‫القواع‪22‬د؛ كاتفاقي‪22‬ات الح‪22‬د األدنى لس‪22‬ن التش‪22‬غيل‪ ،‬وتل‪22‬ك المتعلق‪22‬ة بحظ‪22‬ر العم‪22‬ل الليلي على األطف‪22‬ال‪،‬‬
‫وك‪22 2‬ذلك العدي‪22 2‬د من اإلتفاقي‪22 2‬ات والتوصيات المتعلق‪22 2‬ة بتنظيم األوض‪22 2‬اع والظ‪22 2‬روف ال‪22 2‬تي يم‪22 2‬ارس‬
‫األطفال من خاللها عملهم‪ ،‬وُي طلق على هذه القواعد اسم "المعايير األساسية لعمل األطفال"‪.‬‬

‫‪ -‬حاج سودي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.86‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 23‬من ميثاق عصبة األمم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪122‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫وسنتناول فيما يلي أهم هذه المعايير‪ ،‬بدءًا بحظر عم‪2‬ل األطف‪2‬ال دون الس‪2‬ن الق‪2‬انوني (الف‪2‬رع‬
‫األول)‪ ،‬ثم حظ ‪22‬ر العم ‪22‬ل الليلي على األطف ‪22‬ال (الف ‪22‬رع الث ‪22‬اني)‪ ،‬ثم حظ ‪22‬ر ظ ‪22‬روف العم ‪22‬ل الم ‪22‬ؤّثرة‬
‫على صحة الطفل (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫حظر عمل األطفال دون السن القانوني‬

‫لعّل من أهم المواضيع التي عالجتها االتفاقيات الدولية في إطار تحديد معايير دولية لض‪22‬بط‬
‫عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال ه ‪22‬و الس ‪22‬ن األدنى للتش ‪22‬غيل‪ ،‬فمن مقتض ‪22‬يات اإلعتب ‪22‬ارات اإلنس ‪22‬انية حظ ‪22‬ر تش ‪22‬غيل‬
‫األطف ‪22‬ال ال ‪22‬ذين لم يبلغ ‪22‬وا بع ‪22‬د مرحل ‪22‬ة الق ‪22‬درة على العم ‪22‬ل رعاي‪ً2 2‬ة لحداث ‪22‬ة س ‪22‬نهم‪ ،‬ومحافظ‪ً2 2‬ة على‬
‫صحتهم‪ ،‬إذ يعت‪22‬بر مب‪22‬دأ وض‪22‬ع ح‪2‬د أدنى لس‪2‬ن تش‪2‬غيل األطف‪22‬ال من أهم اإلج‪2‬راءات الض‪22‬رورية من‬
‫أجل الحفاظ على حقوق الطفل والقضاء على استغالله في مجال العمل‪.‬‬

‫من أجل ذلك‪ ،‬نالحظ أن المجتمع الدولي قد عمل على تحديد السن األدنى لإللتح‪2‬اق بالعم‪22‬ل‬
‫عن طريق العديد من االتفاقيات الدولية‪ ،1‬من أهمها اتفاقية العمل الدولية رقم ‪ 138‬التي اعتمدها‬
‫الم‪2‬ؤتمر الع‪2‬ام لمنظم‪2‬ة العم‪2‬ل الدولي‪2‬ة ع‪2‬ام ‪ 1973‬بش‪2‬أن الس‪2‬ن األدنى للعم‪2‬ل‪ ،‬وحّلت ه‪2‬ذه االتفاقي‪2‬ة‬
‫ت ‪22‬دريجيا مح ‪22‬ل اتفاقي ‪22‬ات منظم ‪22‬ة العم ‪22‬ل الموج ‪22‬ودة ال ‪22‬تي تع ‪22‬الج ه ‪22‬ذه المس ‪22‬ألة‪ ،‬وال ‪22‬تي ك ‪22‬انت تتن ‪22‬اول‬
‫مجاالت عمالية محّد دة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تحديد السن األدنى للعمل قبل صدور اإلتفاقية رقم ‪ 138‬لسنة ‪:1973‬‬

‫قبل صدور االتفاقية رقم ‪ 138‬لسنة ‪ 1973‬ح‪2‬ول الح‪2‬د األدنى لس‪2‬ن تش‪2‬غيل األطف‪2‬ال‪ ،‬تت‪2‬الت‬
‫ع‪ّ2 2‬د ة اتفاقي ‪22‬ات في ه ‪22‬ذا الش ‪22‬أن ب ‪22‬دءًا باالتفاقي ‪22‬ة رقم ‪ 05‬لس ‪22‬نة ‪ 1919‬في مج ‪22‬ال الصناعة – تمت‬
‫مراجعته‪22‬ا باإلتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 59‬لس‪22‬نة ‪ ،-1937‬ثم االتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 07‬لس‪22‬نة ‪ 1920‬وتخص البّح ارة‪،‬‬
‫– الُم راجع‪2‬ة باالتفاقي‪2‬ة‬ ‫تدّع مت الحقا باالتفاقية رقم ‪ 112‬لس‪2‬نة ‪ 1959‬وتتعّل ق بالصيادين‬

‫‪ -‬هناك ‪ 11‬اتفاقية دولية وخمس توصيات صادرة عن منظمة العمل الدولية تتناول جميعها السن األدنى لإللتحاق بالعمل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪123‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫رقم ‪ -58/1936‬فاإلتف‪22 2‬اقيتين رقم ‪ 10‬لع‪22 2‬ام ‪ 1921‬في الزراع‪22 2‬ة‪ ،‬ثم في مج‪22 2‬ال األعم‪22 2‬ال غ‪22 2‬ير‬
‫الصناعية االتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 33‬لس‪22‬نة ‪ 1932‬والُم راجع‪22‬ة باإلتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 60‬لع‪22‬ام ‪ ،1937‬وفي س‪22‬نة‬
‫‪ 1965‬صدرت اإلتفاقية رقم ‪ 123‬بشأن العمل تحت سطح األرض‪.‬‬

‫وسنتناول فيما يلي أهم األحكام التي جاءت بها هذه االتفاقيات‪:‬‬

‫‪ -1‬السن األدنى للعمل في القطاع الصناعي‪:‬‬

‫صدرت االتفاقية رقم ‪ 05‬لسنة ‪ 1919‬المتعلقة بالقط‪2‬اع الصناعي‪ 1‬في إط‪2‬ار م‪2‬ؤتمر العم‪2‬ل‬
‫الدولي في دورته األولى‪ ،‬وقد تضمنت منع تشغيل األطفال دون س‪22‬ن الرابع‪22‬ة عش‪22‬ر س‪22‬نة‪ ،‬في أي‬
‫منش ‪22‬أة صناعية ك ‪22‬انت‪ ،‬وع ‪ّ2‬د لت ه ‪22‬ذه األخ ‪22‬يرة باالتفاقي ‪22‬ة رقم ‪ 59‬لس ‪22‬نة ‪ 1937‬حيث رفعت الح ‪22‬د‬
‫األدنى لسن عمل األطفال في المشاريع الصناعية إلى خمسة عشر سنة بدال من الرابعة عشر‪.‬‬

‫إاّل أّن ه‪22‬ذه االتفاقي‪22‬ة أج‪22‬ازت للق‪22‬وانين والل‪22‬وائح الوطني‪22‬ة أن تس‪22‬مح باس‪22‬تخدام ه‪22‬ؤالء األح‪22‬داث‬
‫في المنشآت التي ال يعمل فيها سوى أفراد من األسرة نفسها‪ ،‬وتستثني من هذه األخيرة تلك التي‬
‫تمث ‪22‬ل بحكم طبيعته ‪22‬ا أو بحكم الظ ‪22‬روف ال ‪22‬تي تج ‪22‬ري فيه ‪22‬ا خط ‪22‬را على حي ‪22‬اة أو صحة أو أخالق‬
‫المس‪22‬تخدمين فيه‪22‬ا‪ ،‬حيث يتعّين على التش‪22‬ريعات الوطني‪22‬ة في ه‪22‬ذه الحال‪22‬ة أن تق‪22‬رر ح ‪ّ2‬د ا أو ح‪22‬دودا‬
‫أعلى من خمس‪22‬ة عش‪22‬ر عام‪22‬ا لتش‪22‬غيل الش‪22‬باب والم‪22‬راهقين في ه‪22‬ذه األعم‪22‬ال‪ ،‬أو أن تخ ‪ّ2‬و ل س‪22‬لطة‬
‫‪2‬‬
‫مناسبة بتقرير حد أعلى من هذه السن في األعمال المذكورة‪.‬‬

‫‪ -2‬السن األدنى للعمل في القطاع غير الصناعي‪:‬‬

‫‪ -‬صدرت ه‪22‬ذه االتفاقي‪22‬ة عن م‪22‬ؤتمر العم‪22‬ل ال‪22‬دولي‪ ،‬ال‪22‬ذي عق‪22‬د في واش‪22‬نطن بت‪22‬اريخ ‪ 29‬أكت‪22‬وبر ‪ ،1919‬ب‪22‬دعوة من الوالي‪22‬ات‬ ‫‪1‬‬

‫المتح‪2‬دة األمريكي‪2‬ة‪ ،‬ب‪2‬دأت النف‪2‬اذ في ‪ 13‬ج‪2‬وان ‪ ،1921‬ع‪ّ2‬د لت ع‪2‬ام ‪ 1937‬باالتفاقي‪2‬ة رقم ‪ 59‬الصادرة عن م‪2‬ؤتمر العم‪2‬ل ال‪2‬دولي‬
‫في دورت‪2‬ه الثاني‪2‬ة والعش‪2‬رين‪ ،‬عق‪2‬د في ج‪2‬نيف بت‪2‬اريخ ‪ 03‬جويلي‪2‬ة ‪ ،1937‬دخلت ح‪2‬يز النف‪2‬اذ في ‪ 21‬فيف‪2‬ري ‪ .1941‬مت‪2‬وفرة على‬
‫الرابط ‪ ، http://hrlibrary.umn.edu/arabic/ilo-c005.pdf‬تاريخ اإلطالع‪.17/03/2021 :‬‬
‫‪ -‬نص الماّد ة ‪ 05‬من اإلتفاقية رقم ‪ 59‬لسنة ‪ ،1937‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪124‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يقصد بالمجال غير الصناعي كل األعمال التي ال تحم‪2‬ل صفة األعم‪2‬ال الصناعية مث‪2‬ل بي‪2‬ع‬
‫الجرائ‪22‬د وجم‪22‬ع القمام‪22‬ة‪ ،‬مس‪22‬ح األحذي‪22‬ة‪ ،‬وك‪22‬ل األعم‪22‬ال ال‪22‬تي ت‪22‬ؤّد ى في الش‪22‬وارع‪ ،1‬وق‪22‬د أوض‪22‬حت‬
‫االتفاقي‪22 2‬ة رقم ‪ 33‬لس‪22 2‬نة ‪ 21932‬المقصود باألعم‪22 2‬ال غ‪22 2‬ير الصناعية في الفق‪22 2‬رة األولى ماّد ته‪22 2‬ا‬
‫األولى‪ ،‬كما أوردت بعض االس‪22‬تثناءات عى نط‪22‬اق التط‪22‬بيق في ك‪22‬ل من الفق‪22‬رة الثاني‪22‬ة والثالث‪22‬ة من‬
‫نفس الماّد ة‪.‬‬

‫نّظمت اإلتفاقية هذا النوع من األعمال بمنعها تشغيل األطفال أو األحداث دون س‪2‬ن الرابع‪2‬ة‬
‫عش‪22‬ر أو س‪22‬ن انته‪22‬اء المرحل‪22‬ة اإللزامي‪22‬ة من التعليم االبت‪22‬دائي‪ ،‬حيث نّص ت في ماّد ته‪22‬ا الثاني‪22‬ة على‬
‫م‪22‬ا يلي‪ " :‬ال يج‪22‬وز تش‪22‬غيل األح‪22‬داث دون الرابع‪22‬ة عش‪22‬ر أو األح‪22‬داث ف‪22‬وق الرابع‪22‬ة عش‪22‬ر ال‪22‬ذين ال‬
‫زالت الق‪22‬وانين والل‪22‬وائح الوطني‪22‬ة تل‪22‬زمهم االلتح‪22‬اق بالم‪22‬دارس االبتدائي‪22‬ة في أي عم‪22‬ل تنطب‪22‬ق علي‪22‬ه‬
‫هذه االتفاقية‪ ،‬ما لم ينص فيما بعد على خالف ذلك"‪.3‬‬

‫كما أجازت االتفاقية في ماّد تها الثالثة تشغيل األح‪22‬داث ال‪22‬ذين تج‪22‬اوزوا س‪22‬ن الثاني‪22‬ة عش‪22‬ر في‬
‫األعم ‪22‬ال الخفيف ‪22‬ة‪ ،‬بش ‪22‬رط ت ‪22‬وافر قي ‪22‬ود وض ‪22‬وابط معين ‪22‬ة‪ ،‬خاصة م ‪22‬ا تعل ‪22‬ق منه ‪22‬ا بع ‪22‬دم اإلض ‪22‬رار‬
‫بصحتهم ونموهم الطبيعي‪ ،‬وأال تؤثر على تمكينهم من مواظبة الدراسة‪ ،‬وبعد استش‪2‬ارة منظم‪22‬ات‬
‫أصحاب العمل والعم‪2‬ال‪ ،‬حرصا على توف‪2‬ير حماي‪2‬ة أك‪2‬بر لألح‪2‬داث والش‪2‬باب ل‪2‬دى مباش‪2‬رتهم له‪2‬ذه‬
‫‪4‬‬
‫األعمال‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- CSI confederation syndicale internation, Mini guide d’action : travail des enfants,France, juin, 2008, p05, voir lr‬‬
‫‪lien : https://www.ituc-csi.org/IMG/pdf/mini_guide_CL_final_FR.pdf consulté le 20/3/03/2021.‬‬
‫‪ -‬اتفاقية بشأن سن استخدام األحداث في األعمال غير الصناعية‪ ،‬صادرة عن المؤتمر الع‪2‬ام لمنظم‪2‬ة العم‪2‬ل الدولي‪2‬ة‪ ،‬ال‪2‬ذي عق‪2‬د‬ ‫‪2‬‬

‫في جنيف‪ ،‬الدورة السادسة عشر‪ 12 ،‬أبريل ‪ ،1932‬دخلت ح‪2‬يز النف‪2‬اذ في ‪ 06‬يوني‪2‬و ‪ ،1935‬اس‪2‬تكملت بالتوصية رقم ‪ 41‬لع‪2‬ام‬
‫‪ ،1932‬تم مراجع‪22‬ة ه‪22‬ذه االتفاقي‪22‬ة ع‪22‬ام ‪ 1937‬باالتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 60‬بع‪22‬د نف‪22‬اذ االتفاقي‪22‬ة األخ‪22‬يرة لم تع‪22‬د االتفاقي‪22‬ة مفتوح‪22‬ة للتصديق‪،‬‬
‫متوفرة على الرابط‪ http://hrlibrary.umn.edu/arabic/ilo-c033.pdf :‬تاريخ اإلطالع‪.20/03/2021 :‬‬
‫‪ -‬نص الماّد ة ‪ 02‬من االتفاقية نفسها‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬نص الماّد ة ‪ 03‬من االتفاقية نفسها‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪125‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫وق ‪22‬د أح ‪22‬الت االتفاقي ‪22‬ة إلى التش ‪22‬ريعات الوطني ‪22‬ة لوض ‪22‬ع س ‪22‬ن أعلى لمباش ‪22‬رة ه ‪22‬ذه األعم ‪22‬ال‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ونصت على مختلف إجراءات التفتيش والرقابة وتوقيع الجزاءات‪.‬‬

‫ليتم بعد ذلك رفع الحد األدنى لس‪2‬ن تش‪2‬غيل األطف‪22‬ال إلى الخامس‪2‬ة عش‪2‬ر ض‪22‬من االتفاقي‪22‬ة رقم‬
‫‪ 60‬الصادرة س‪22‬نة ‪ 1937‬بش‪22‬أن اس‪22‬تخدام األح‪22‬داث في األعم‪22‬ال غ‪22‬ير الصناعية‪ ،‬إاّل أنه‪22‬ا أج‪22‬ازت‬
‫تشغيل األحداث الذين تزيد أعمارهم عن ‪ 13‬سنة في غير األوقات المحّد دة للدراسة في األعمال‬
‫‪2‬‬
‫الخفيفة التي ال تضر بصحتهم أو تعيق نموهم الطبيعي‪ ،‬وال تؤثر على مواضبتهم المدرسية‪.‬‬

‫‪ -3‬السن األدنى للعمل في القطاع الزراعي‪:‬‬

‫ح ‪ّ2‬د دت اإلتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 10‬لس‪22‬نة ‪ 31921‬الس‪22‬ن األدنى لتش‪22‬غيل األطف‪22‬ال في القط‪22‬اع ال‪22‬زراعي‬
‫بسن أربعة عشر سنة كامل‪2‬ة‪ ،‬بنصها على أن‪2‬ه‪ " :‬ال يج‪2‬وز اس‪2‬تخدام أو تش‪2‬غيل األطف‪2‬ال ال‪2‬ذين تق‪2‬ل‬
‫سنهم عن ‪ 14‬عاما في أية منشأة زراعية عاّم ة ك‪22‬انت أو خاّص ة أو في أي ف‪22‬رع من فروعه‪22‬ا إال‬
‫خارج الساعات المحّد دة للتعليم بالم‪2‬دارس‪ ،‬وإ ذا اس‪2‬تخدم ه‪2‬ؤالء األطف‪2‬ال خ‪2‬ارج س‪2‬اعات الدراس‪2‬ة‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫فإّن هذا االستخدام ال يكون على حساب انتظامهم في الدراسة‪".‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬وبهدف تحقيق تدريب مهني عملي‪ ،‬فإن فترات وساعات الدراسة يمكن‬
‫تنظيمها بالكيفي‪2‬ة ال‪2‬تي تس‪2‬مح باس‪2‬تخدام صغار الس‪2‬ن في أعم‪2‬ال زراعي‪2‬ة بس‪2‬يطة أو س‪2‬هلة وخاصة‬

‫‪ -‬نص الماّد ة ‪ 05‬وما بعدها من االتفاقية نفسها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬الم‪22‬اّد ة ‪ 02/01‬من االتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 60‬بش‪22‬أن س‪22‬ن اس‪22‬تخدام األح‪22‬داث في األعم‪22‬ال غ‪22‬ير الصناعية‪- ،‬مراجع‪22‬ة‪ ،-‬الم‪22‬ؤتمر الع‪22‬ام‬ ‫‪2‬‬

‫لمنظم ‪22‬ة العم ‪22‬ل الدولي ‪22‬ة‪ ،‬المنعق‪22‬د في ج‪22‬نيف‪ ،‬ال‪22‬دورة الثالث ‪22‬ة والعش‪22‬رين‪ 03 ،‬يوني ‪22‬ه ‪ ،1937‬ب ‪22‬دأت النف‪22‬اذ في ‪ 29‬ديس‪22‬مبر ‪.1950‬‬
‫متوفرة على الرايط‪ http://hrlibrary.umn.edu/arabic/ilo-c060.pdf :‬تاريخ اإلطالع ‪.20/03/2021‬‬
‫‪ -‬اتفاقية الحد األدنى للسن ال‪2‬تي يج‪2‬وز فيه‪2‬ا اس‪2‬تخدام األح‪2‬داث فس الزراع‪2‬ة‪ ،‬الم‪2‬ؤتمر الع‪2‬ام لمنظم‪2‬ة العم‪2‬ل الدولي‪2‬ة‪ ،‬المنعق‪2‬د في‬ ‫‪3‬‬

‫ج ‪22 2 2 2‬نيف‪ ،‬ال ‪22 2 2 2‬دورة الثالث ‪22 2 2 2‬ة‪ ،‬بت ‪22 2 2 2‬اريخ ‪ 25‬أكت ‪22 2 2 2‬وبر ‪ ،1921‬دخلت ح ‪22 2 2 2‬يز النف ‪22 2 2 2‬اذ في ‪ 31‬أوت ‪ .1923‬مت ‪22 2 2 2‬وفرة على الراب ‪22 2 2 2‬ط‪:‬‬
‫‪ http://hrlibrary.umn.edu/arabic/ilo-c010.pdf‬تاريخ اإلطالع ‪.20/03/2021‬‬
‫‪ -‬الماّد ة ‪ 01‬من االتفاقية نفسها‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪126‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫في األعمال الخفيفة المرتبطة بالحصاد‪ ،‬على أال ي‪2‬ؤّد ي مث‪2‬ل ه‪2‬ذا االس‪2‬تخدام إلى تخفيض مجم‪2‬وع‬
‫‪1‬‬
‫الفترة السنوية لالنتظام في الدراسة عن ثمانية أشهر‪.‬‬

‫وتس‪22‬تثني الم‪22‬اّد ة الثالث‪22‬ة من تط‪22‬بيق أحك‪22‬ام االتفاقي‪22‬ة تل‪22‬ك األعم‪22‬ال ال‪22‬تي يق‪22‬وم به‪22‬ا األح‪22‬داث في‬
‫المدارس الفنية‪ ،‬بشرط أن توافق السلطة العاّم ة على هذه األعمال وتشرف عليها‪.‬‬

‫‪ -4‬السن األدنى للعمل في قطاع المناجم‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫يقصد به العمل تحت سطح األرض‪ ،‬وق‪22‬د تكّفلت االتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 123‬الصادرة س‪22‬نة ‪1965‬‬
‫بتحدي‪22‬د الس‪22‬ن األدنى للعم‪22‬ل في ه‪22‬ذا المج‪22‬ال‪ ،‬حيث منعت العم‪22‬ل في المن‪22‬اجم لك‪22‬ل من لم يبل‪22‬غ بع‪22‬د‬
‫س‪22‬ن السادس‪22‬ة عش‪22‬ر كامل‪22‬ة‪ ،‬على عكس االتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 59‬لس‪22‬نة ‪ 1937‬بش‪22‬أن تحدي‪22‬د الس‪22‬ن األدنى‬
‫لقب ‪22‬ول األح ‪22‬داث في األعم ‪22‬ال الصناعية‪ ،‬وال ‪22‬تي جعلت العم ‪22‬ل في المن ‪22‬اجم ض ‪22‬من األعم ‪22‬ال ال ‪22‬تي‬
‫تنطيق عليها االتفاقية بنصها‪ " :‬األعمال التي تمث‪22‬ل بحكم طبيعته‪22‬ا أو بحكم الظ‪22‬روف ال‪22‬تي تج‪22‬رى‬
‫فيه‪22‬ا خط‪22‬را على حي‪22‬اة أو صحة أو أخالق الع‪22‬املين فيه‪22‬ا‪...‬إلخ"‪ 3‬وفرض‪22‬ت على ال‪22‬دول األط‪22‬راف‬
‫أن "تح‪22 2‬دد س‪22 2‬نا أك‪22 2‬ثر أو أعلى من س‪22 2‬ن الخامس‪22 2‬ة عش‪22 2‬ر لقب‪22 2‬ول األطف‪22 2‬ال أو الم‪22 2‬راهقين في ه‪22 2‬ذه‬
‫األعم ‪22‬ال"‪ 4‬وال يج‪22‬وز ب ‪22‬أي ح‪22‬ال من األح‪22‬وال إي ‪22‬راد أي اس‪22‬تثناء على ه ‪22‬ذا الحكم ح‪22‬تى ول ‪22‬و تعل ‪22‬ق‬
‫األمر بمشروعات أهلية بحتة‪.‬‬

‫‪ -5‬السن األدنى للعمل في القطاع البحري‪:‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 02‬من إتفاقية الحد األدنى للسن التي يجوز استخدام األحداث في الزراعة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫أنظر صالح رزق عبد الغفار يونس‪ ،‬مرجع سابق‪.412 ،‬‬


‫‪ -‬االتفاقية رقم ‪ 123‬بشأن الحد األدنى لسن االستخدام تحت سطح األرض في المناجم‪ ،‬المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫المنعقد في جنيف‪ ،‬الدورة التاسعة واألربعين‪ 02 ،‬بونيه ‪ ،1965‬دخلت حيز النفاذ في ‪ 10‬نوفمبر ‪ .1967‬متوفرة على الرابط‪:‬‬
‫‪ http://hrlibrary.umn.edu/arabic/ilo-c123.pdf‬تاريخ اإلطالع‪.22/03/2021 :‬‬
‫‪ -‬الماّد ة ‪ 05/01‬من االتفاقية رقم ‪ 59‬لسنة ‪ 1937‬بشأن تحديد السن األدنى لقبول األحداث في األعمال الصناعية‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬اإلتفاقية نفسها‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪127‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫صدر في مج‪22‬ال العم‪22‬ل البح‪22‬ري ع ‪ّ2‬د ة اتفاقي‪22‬ات ك‪22‬ان أوله‪22‬ا اإلتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 07‬لس‪22‬نة ‪1920‬‬
‫بش‪2‬أن تحدي‪2‬د الس‪2‬ن األدنى للقب‪2‬ول في العم‪2‬ل ب‪2‬البحر‪ ،‬وتنص على "ع‪2‬دم الس‪2‬ماح باس‪2‬تخدام وتش‪2‬غيل‬
‫األحداث ال‪2‬ذين تق‪2‬ل س‪2‬نهم عن ‪ 14‬س‪2‬نة على ظه‪2‬ر الس‪2‬فن‪ ،‬فيم‪2‬ا ع‪2‬دا الس‪2‬فن ال‪2‬تي يعم‪2‬ل فيه‪2‬ا أف‪2‬راد‬
‫نفس األسرة"‪ ،2‬ثم صدرت اإلتفاقي‪2‬ة رقم ‪ 58‬لس‪2‬نة ‪ 31936‬ورفعت س‪2‬ن اس‪2‬تخدام الح‪2‬دث إلى ‪15‬‬
‫سنة في مجال العمل البحري‪.‬‬

‫ومع ذلك فإن هذه االتفاقية تجيز استخدام صغار السن ال‪22‬ذين هم في الرابع‪22‬ة عش‪2‬ر في حال‪22‬ة‬
‫حصولهم على شهادة تفيد بأن الجهات المدرسية أو أي‪22‬ة جه‪22‬ة أخ‪2‬رى مختصة ق‪2‬د تأك‪22‬د له‪22‬ا أّن ه‪22‬ذا‬
‫‪4‬‬
‫العمل إنما هو في مصلحة الصغير‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار صحة الصغير وحالته البدنية‪.‬‬

‫أّم ا االتفاقية رقم ‪ 15‬لسنة ‪ 1921‬بشأن الحد األدنى للسن التي يج‪22‬وز فيه‪22‬ا تش‪22‬غيل األح‪22‬داث‬
‫وقادين أو مساعدي وقادين على ظهر السفن تنص في الماّد ة ‪ 02‬على أن‪2‬ه‪" :‬ال يج‪2‬وز تش‪2‬غيل من‬
‫تقل سنه عن ‪ 18‬سنة على ظهر السفن بصفة وقادين أو مساعدي وقادين"‬

‫في حين تج‪22‬يز الم‪22‬اّد ة الرابع‪22‬ة "في حال‪22‬ة الض‪22‬رورة تش‪22‬غيل األح‪22‬داث ال‪22‬ذين ال تق‪22‬ل س‪22‬نهم عن‬
‫‪ 16‬س‪22‬نة في تل‪22‬ك األعم‪22‬ال"‪ ،‬وتل‪22‬زم الم‪22‬اّد ة الخامس‪22‬ة ك‪22‬ل رّب ان أو صاحب س‪22‬فينة أن يمس‪22‬ك س‪22‬جّال‬
‫بأس‪22‬ماء جمي‪22‬ع األف‪22‬راد ال‪22‬ذين يعمل‪22‬ون على ظه‪22‬ر س‪22‬فينة وتق‪22‬ل س‪22‬نهم عن ‪ 18‬س‪22‬نة أو قائم‪22‬ة بأس‪22‬ماء‬
‫هؤالء األحداث‪ ،‬مع بيان تواريخ ميالدهم‪.‬‬

‫‪ -‬اإلتفاقية رقم ‪ 07‬بش‪2‬أن الح‪2‬د ال‪2‬دنى للس‪2‬ن ال‪2‬تي يج‪2‬وز فيه‪2‬ا تش‪2‬غيل األح‪2‬داث في العم‪2‬ل البح‪2‬ري‪ ،‬الم‪2‬ؤتمر الع‪2‬ام لمنظم‪2‬ة العم‪2‬ل‬ ‫‪1‬‬

‫الدولي ‪22 2 2 2‬ة‪ ،‬المنعق ‪22 2 2 2‬د في ج ‪22 2 2 2‬نيف‪ 15 ،‬يوني ‪22 2 2 2‬ه ‪ ،1920‬دخلت ح ‪22 2 2 2‬يز النف ‪22 2 2 2‬اذ في ‪ 29‬ديس ‪22 2 2 2‬مبر ‪ .1950‬مت ‪22 2 2 2‬وفرة على الراب ‪22 2 2 2‬ط‪:‬‬
‫‪ http://hrlibrary.umn.edu/arabic/ilo-c007.pdf‬تاريخ اإلطالع‪.23/03/2021 :‬‬
‫‪ -‬الماّد ة ‪ 02‬من اإلتفاقية رقم ‪ 07‬بشأن الحد الدنى للسن التي يجوز فيها تشغيل األحداث في العمل البحري‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬اإلتفاقية رقم ‪ 58‬بشأن الحد األدنى لسن تشغيل األحداث في العمل البحري (مراجعة)‪ ،‬المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولي‪22‬ة‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫المنعق ‪22‬د في ج ‪22‬نيف‪ ،‬ال ‪22‬دورة الثاني ‪22‬ة والعش ‪22‬رين‪22 ،‬أكت ‪22‬وبر‪ ،1936‬دخلت ح ‪22‬يز النف ‪22‬اذ ‪11‬أفري ‪22‬ل ‪ ،1939‬غ ‪22‬ير أنه ‪22‬ا نقض ‪22‬ت بع ‪22‬د‬
‫المصادقة على االتفاقية رقم ‪ 138‬لسنة ‪ .1973‬متوفرة على الرابط‪:‬‬
‫‪ http://hrlibrary.umn.edu/arabic/ilo-c058.pdf‬تاريخ اإلطالع‪.23/03/2021 :‬‬
‫‪ -‬الماّد ة ‪ 02/02‬من اإلتفاقية رقم ‪ 58‬لسنة ‪.1936‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪128‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كما تنص اإلتفاقية رقم ‪ 112‬لعام ‪ ،11959‬بشأن تشغيل األحداث في مج‪2‬ال صيد األس‪2‬ماك‬
‫على عدم السماح بتش‪2‬غيل من هم دون الخامس‪2‬ة عش‪2‬ر على ظه‪2‬ر س‪2‬فن الصيد‪ ،‬وأّك دت على ع‪2‬دم‬
‫جواز تشغيل األحداث الذين تقل سنهم عن الثامنة عشر على ظهر سفن الصيد‪ ،‬التي تدار ب‪22‬الفحم‬
‫كعم‪22‬ال في ق‪22‬اع الس‪22‬فن أو كوق‪22‬ادين‪ .‬وفي ك‪22‬ل األح‪22‬وال ال تطب‪22‬ق ه‪22‬ذه االتفاقي‪22‬ة على األنش‪22‬طة ال‪22‬تي‬
‫يؤّد يه ‪22‬ا األح ‪22‬داث على ظه ‪22‬ر س ‪22‬فن الصيد أثن ‪22‬اء العطالت المدرس ‪22‬ية أو س ‪22‬فن الت ‪22‬دريب‪ ،‬وبت ‪22‬وفر‬
‫‪2‬‬
‫شروط معينة‪.‬‬

‫نخلص مّم ا تق ‪ّ2‬د م‪ ،‬أّن القاع‪22‬دة العاّم ة تقض‪22‬ي بع‪22‬دم ج‪22‬واز قب‪22‬ول األطف‪22‬ال دون س‪22‬ن الخامس‪22‬ة‬
‫عش‪22‬ر في جمي‪22‬ع مج‪22‬االت العم‪22‬ل‪ ،‬وفي بعض الح‪22‬االت السادس‪22‬ة عش‪22‬ر أو الثامن‪22‬ة عش‪22‬ر‪ ،‬وم‪22‬ع ذل‪22‬ك‬
‫أج ‪22‬ازت االتفاقي ‪22‬ات الس ‪22‬ابقة وض ‪22‬ع بعض اإلس ‪22‬تثناءات على ه ‪22‬ذا الح ‪22‬د األدنى‪ ،‬إذا ك ‪22‬ان في ذل ‪22‬ك‬
‫مصلحة للطفل؛ سواء تمّثلت هذه المصلحة في إتم‪2‬ام تعليم‪2‬ه وتدريب‪2‬ه المه‪2‬ني أو ك‪2‬انت الس‪2‬ماح ل‪2‬ه‬
‫بالعمل مع أفراد أسرته‪.‬‬

‫وقد حرصت ه‪22‬ذه االتفاقي‪22‬ات على تنظيم ه‪2‬ذه الح‪2‬االت اإلس‪2‬تثنائية ببي‪22‬ان ع‪22‬دد الس‪2‬اعات ال‪22‬تي‬
‫يعم‪22‬ل فيه‪22‬ا الطف‪22‬ل يومي‪22‬ا والظ‪22‬روف ال‪22‬تي يتم فيه‪22‬ا العم‪22‬ل‪ ،‬وغيره‪22‬ا من الش‪22‬روط ال‪22‬تي ته‪22‬دف إلى‬
‫‪3‬‬
‫حماية صحة الطفل وعدم اإلخالل بانتظامه في التعليم‪.‬‬

‫ثانيــا‪ :‬توحيــد الحــد األدنى لســن عمالــة األطفــال على ضــوء االتفاقيــة الدوليــة رقم ‪138‬‬
‫والتوصية رقم ‪ 146‬لعام ‪1973‬‬

‫ُت ٍّو جت اإلتفاقي ‪22‬ات الم ‪22‬ذكورة في الفق ‪22‬رة أعاله ‪-‬والمتعلق ‪22‬ة بتحدي ‪22‬د الح ‪22‬د األدنى لس ‪22‬ن عم ‪22‬ل‬
‫األطف ‪22‬ال‪ -‬باالتفاقي ‪22‬ة رقم ‪ 138‬ال ‪22‬تي اعتم ‪22‬دها الم ‪22‬ؤتمر الع ‪22‬ام لمنظم ‪22‬ة العم ‪22‬ل الدولي ‪22‬ة س‪22‬نة ‪1973‬‬

‫‪ -1‬االتفاقية رقم ‪ 112‬بشأن الحد األدنى لسن استخدام صيادي األسماك‪ ،‬المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولية‪ ،‬المنعقد في ج‪22‬نيف‪،‬‬
‫الدورة الثالثة واألربعين‪ 03 ،‬يونيه ‪ ،1959‬دخلت حيز النفاذ بتاريخ ‪ 07‬نوفمبر ‪ .1961‬متوفرة على الرابط‪:‬‬
‫‪ http://hrlibrary.umn.edu/arabic/ilo-c112.pdf‬تاريخ اإلطالع‪.24/03/2021 :‬‬
‫‪ -2‬الماّد ة ‪ 02/02‬من اإلتفاقية نفسها‪.‬‬
‫‪ -3‬فاطمة شحاتة أحمد زيدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.476‬‬

‫‪129‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫والخاّص ة بتحدي‪22‬د الح‪22‬د األدنى لس‪22‬ن العم‪22‬ل في كاف‪22‬ة القطاع‪22‬ات االقتصادية المختلف‪22‬ة‪ ،‬حيث ش‪22‬ملت‬
‫أحكامه‪22‬ا كاف‪22‬ة مج‪22‬االت العم‪22‬ل‪ ،‬وذل‪22‬ك عكس االتفاقي‪22‬ات الس‪22‬ابقة ال‪22‬تي ك‪22‬انت تع‪22‬الج ك‪22‬ل قط‪22‬اع على‬
‫حدة‪ ،‬وحّلت هذه االتفاقية محل سابقاتها‪ ،‬ويتمثل الهدف منها في األصل في القض‪22‬اء على تش‪22‬غيل‬
‫األطفال كليا على الم‪2‬دى البعي‪2‬د؛ ل‪2‬ذلك فق‪2‬د أل‪2‬زمت في مادته‪2‬ا األولى ك‪2‬ل ال‪2‬دول األط‪2‬راف بتط‪2‬بيق‬
‫سياسة وطنية ترمي إلى القضاء فعليا على تشغيل األطفال‪ ،‬وإ لى رفع الحد األدنى لسن التشغيل‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫أو العمل على رفعه بصورة تدريجية تصل إلى مستوى يتفق مع النمو البدني والذهني للطفل‪.‬‬

‫فمن خالل اس‪22‬تقراء ه‪22‬ذه الم‪22‬اّد ة نج‪22‬د أنه‪22‬ا في الواق‪22‬ع لم تح ‪ّ2‬د د س‪22‬نّا مح ‪ّ2‬د دا اللتح‪22‬اق األطف‪22‬ال‬
‫بالعمل‪ ،‬واكتفت بإلزام الدول األطراف في الماّد ة الثانية منها بأن تحّد د هذا السن بإعالن تصدره‬
‫وترفقه بوثيقة التصديق على االتفاقية‪ ،‬وال بج‪2‬وز أن يك‪2‬ون الح‪2‬د األدنى للس‪2‬ن ال‪2‬ذي تح‪ّ2‬د ده الدول‪2‬ة‬
‫بم‪22‬وجب ه‪22‬ذا اإلعالن أدنى من س‪22‬ن إنه‪22‬اء الدراس‪22‬ة اإللزامي‪22‬ة‪ ،‬وال يج‪22‬وز أن يق‪22‬ل في أي ح‪22‬ال من‬
‫األحوال عن ‪ 15‬سنة‪ ،‬ويجوز ألية دولة لم يصل اقتصادها وتسهيالتها التعليمية إلى درجة كافية‬
‫من التط‪22‬ور‪ ،‬أن تق‪22‬رر في البداي‪22‬ة ح‪22‬دا للس‪22‬ن يبل‪22‬غ ‪ 14‬س‪22‬نة‪ ،‬وعلى ال‪22‬دول ال‪22‬تي تن‪22‬درج ض‪22‬من ه‪22‬ذه‬
‫الفئ ‪22‬ة أن ت ‪22‬ورد في تقاريره ‪22‬ا المقّد م ‪22‬ة إلى منظم ‪22‬ة العم ‪22‬ل الدولي ‪22‬ة بش ‪22‬أن تط ‪22‬بيق ه ‪22‬ذه االتفاقي ‪22‬ة أن‬
‫‪2‬‬
‫األسباب التي دفعتها إلى العمل بسن ‪ 14‬سنة ما تزال موجودة‪.‬‬

‫يمكن النظر إلى الرخصة الممنوحة للدول بم‪22‬وجب الم‪22‬اّد ة ‪ 02/04‬من االتفاقي‪22‬ة لتقري‪22‬ر س‪22‬ن‬
‫‪ 14‬عام‪22‬ا كح‪22‬د أدنى للعم‪22‬ل على أس‪22‬اس أنه‪22‬ا ض‪22‬رب من ت‪22‬رغيب ال‪22‬دول النامي‪22‬ة في االنض‪22‬مام إلى‬

‫‪ -1‬اتفاقية رقم ‪ 138‬بش‪2‬أن الح‪2‬د األدنى لس‪2‬ن االس‪2‬تخدام لع‪2‬ام ‪ ،1973‬اعتم‪2‬دها الم‪2‬ؤتمر الع‪2‬ام لمنظم‪2‬ة العم‪2‬ل الدولي‪2‬ة بت‪2‬اريخ ‪26‬‬
‫جوان ‪ ،1973‬الدورة الثامنة والخمسون‪ ،‬دخلت حيز التنفيذ بتاريخ ‪ 19‬جوان ‪ ،1976‬متوفرة على الرابط‪:‬‬
‫‪ https://www.ohchr.org/AR/ProfessionalInterest/Pages/MinimumAge.aspx‬تاريخ اإلطالع‪.02/04/2021 :‬‬
‫صادقت عليها الجزائر في ‪ 30‬أفريل ‪.1984‬‬
‫‪ -2‬الماّد ة ‪ 02‬فقرة ‪ 04 ،03‬و‪ 05‬من اإلتفاقية نفسها‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫االتفاقي ‪22‬ة‪ ،‬وه ‪22‬ذا أم ‪22‬ر يؤك ‪22‬ده م ‪22‬ا ج ‪22‬اء في توصية منظم ‪22‬ة العم ‪22‬ل الدولي ‪22‬ة رقم ‪ 1146‬ال ‪22‬تي توصي‬
‫‪2‬‬
‫الدول التي تأخذ بسن أدنى من ‪ 15‬سنة أن ترفعه على وجه السرعة إلى ‪ 15‬سنة‪.‬‬

‫وم‪22‬ا يمكن استخالصه من ه‪22‬ذه االتفاقي‪22‬ة والتوصية الملحق‪22‬ة به‪22‬ا؛ ه‪22‬و أن الس‪22‬ن األدنى لعم‪22‬ل‬
‫األطفال تختلف بحسب نوع العمل الذي يؤّد يه الطفل‪:‬‬

‫‪ -‬بالنس‪22‬بة لألعم‪22‬ال ال‪22‬تي ال تش‪22‬كل خط‪22‬را فإن‪22‬ه يجب على ال‪22‬دول األط‪22‬راف ع‪22‬دم تش‪22‬غيل أي‬
‫طفل في أي قطاع من القطاعات االقتصادية تحت الس‪2‬ن المق‪2‬ررة إلنه‪2‬اء الدراس‪2‬ة اإللزامي‪2‬ة‪ ،‬وفي‬
‫جميع األحوال ليس قبل إتم‪22‬ام س‪2‬ن الخامس‪2‬ة عش‪2‬ر‪ .‬وأوردت االتفاقي‪22‬ة اس‪2‬تثناء بالنس‪2‬بة لل‪22‬دول ال‪22‬تي‬
‫لم يصل اقتصادها والمس‪22‬توى التعليمي به‪22‬ا إلى درج‪22‬ة كافي‪22‬ة من التط‪22‬ور فأج‪22‬ازت له‪22‬ا أن تجع‪22‬ل‬
‫هذه السن أربع عشرة سنة بدال من خمسة عشر‪.‬‬

‫‪ -‬أّم ا بالنسبة لألعمال األخرى الخطيرة فقد حددت لها االتفاقية سن ثمانية عشر عاما كح‪22‬د‬
‫أدنى‪ ،‬لكنها سمحت للسلطات الوطني‪2‬ة ب‪2‬النزول به‪2‬ذا الس‪2‬ن من ثم‪2‬اني عش‪2‬رة س‪2‬نة إلى س‪2‬بع عش‪2‬رة‬
‫بش‪22 2‬رط أال يض‪22 2‬ر ذل‪22 2‬ك بصحة الطف‪22 2‬ل وأخالق‪22 2‬ه‪ ،‬وأن يتلقى الت‪22 2‬دريب المه‪22 2‬ني والتعليم الك‪22 2‬افي‪3‬؛‬
‫والمالح‪22‬ظ هن‪22‬ا أّن االتفاقي‪22‬ة رقم ‪ - 138‬مثله‪22‬ا مث‪22‬ل اإلتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 182‬بش‪22‬أن القض‪22‬اء على أس‪22‬وأ‬
‫أشكال عمل األطفال‪ -‬لم تحّد د األعمال التي تعد خطيرة ولم تضع قائمة حصرية لها‪ ،‬ب‪22‬ل ت‪22‬ركت‬
‫األمر للتشريعات الداخلية للدول المصادقة على االتفاقي‪22‬ة‪ ،‬مّم ا ينتج عن‪22‬ه اختالف ه‪22‬ذه القائم‪22‬ة من‬
‫‪4‬‬
‫دولة ألخرى‪.‬‬

‫‪ -‬اعتمدت التوصية رقم ‪ 146‬بشأن الحد األدنى لسن االستخدام‪ ،‬بتاريخ ‪ 02‬جويلية ‪ ،1973‬من طرف الم‪2‬ؤتمر الع‪2‬ام لمنظم‪2‬ة‬ ‫‪1‬‬

‫العم‪22 2‬ل الدولي‪22 2‬ة‪ ،‬ال‪22 2‬دورة الثامن‪22 2‬ة والخمس‪22 2‬ين‪ .‬مت‪22 2‬وفرة على الراب‪22 2‬ط‪ http://hrlibrary.umn.edu/arabic/R146.pdf :‬ت‪22 2‬اريخ اإلطالع‬
‫‪.02/04/2021‬‬
‫‪ -‬محمد يوسف علوان ومحمد خليل الموسى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.550‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ - 3‬الماّد ة ‪ 03‬من االتفاقية رقم ‪ 138‬لسنة ‪.1973‬‬


‫‪ - 4‬بحسب نص الماّد ة ‪ 03‬فقرة ‪ 02‬من االتفاقية رقم ‪ 138‬لسنة ‪ 1973‬يقع على عاتق الدول أن تحّد د بموجب قانونها الوط‪22‬ني‬
‫أنواع االستخدام أو العمل الضار بعد التشاور مع منظمات أصحاب العمل والعمال المعنيين‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -‬يجوز للقوانين أو الل‪2‬وائح الوطني‪2‬ة أن تج‪2‬يز اس‪2‬تخدام من ت‪2‬تراوح أعم‪2‬ارهم بين ‪ 13‬و‪15‬‬
‫سنة في أعمال خفيفة ال تض‪2‬ر بصحتهم أو بنم‪2‬وهم‪ ،‬وق‪2‬د يصبح ه‪2‬ذا الس‪2‬ن م‪2‬ا بين ‪ 12‬و‪ 13‬س‪2‬نة‬
‫بالنسبة للدول التي أخذت برخصة تحديد السن األدنى لالتلتحاق بالعمل بما ال يقل عن ‪ 14‬سنة‪.‬‬

‫‪ -‬ال تنطبق هذه االتفاقية على العمل الذي يؤّد يه األطفال واألحداث في المدارس ألغراض‬
‫‪1‬‬
‫التعليم العام أو المهني أو التقني‪ ،‬وفي مؤسسات التدريب األخرى‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫حظر عمل األطفال ليال‬

‫يعتبر حظ‪22‬ر العم‪22‬ل الليلي من بين أهم المع‪22‬ايير الدولي‪22‬ة لحماي‪22‬ة الطف‪22‬ل من األعم‪22‬ال الخط‪22‬يرة‬
‫على صّح ته ونموه‪ ،‬نظرا لما للعمل الليلي من مساوئ ومخاطر بالغة بالنسبة لفئة األطفال‪.‬‬

‫وق‪22‬د ُح ّد د ه‪22‬ذا المعي‪22‬ار أساس‪22‬ا بم‪22‬وجب ثالث اتفاقي‪22‬ات دولي‪22‬ة وهي؛ االتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 06‬بش‪22‬أن‬
‫العم ‪22 2‬ل الليلي لألح ‪22 2‬داث المش ‪22 2‬تغلين في الصناعة والمراجع ‪22 2‬ة باالتفاقي ‪22 2‬ة رقم ‪ 90‬لس ‪22 2‬نة ‪،1948‬‬
‫واالتفاقي ‪22‬ة رقم ‪ 79‬لس ‪22‬نة ‪ 1946‬بش ‪22‬أن تقيي ‪22‬د العم ‪22‬ل الليلي لألح ‪22‬داث والش ‪22‬باب في الح ‪22‬رف غ ‪22‬ير‬
‫الصناعية‪.‬‬

‫بموجب هذه االتفاقيات ُم نع تشغيل األحداث الذين تقل س‪22‬نهم عن ثماني‪22‬ة عش‪22‬ر عام‪22‬ا ليال في‬
‫أية منشأة صناعية عاّم ة أو خاّص ة إال ض‪2‬من ح‪2‬االت مح‪ّ2‬د دة فيه‪2‬ا‪ ،2‬وُم نح لألح‪2‬داث المس‪2‬تخدمون‬
‫في عم ‪22‬ل ليلي الح ‪22‬ق في ف ‪22‬ترة راح ‪22‬ة ال تق ‪22‬ل عن ‪ 13‬س ‪22‬اعة متعاقب ‪22‬ة بين ك ‪22‬ل ف ‪22‬ترتي عم ‪22‬ل‪ ،3‬أّم ا‬
‫بالنسبة للمهن غير الصناعية ف‪2‬إن ه‪2‬ذا المن‪2‬ع يخص األطف‪2‬ال دون ‪ 14‬س‪2‬نة المس‪2‬موح باس‪2‬تخدامهم‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 06‬من المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 02‬من االتفاقية رقم ‪ 06‬لسنة ‪ ،1919‬والماّد ة ‪ 03‬من االتفاقية المراجعة رقم ‪ 90‬لسنة ‪.1948‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 03/03‬من االتفاقية رقم ‪ 06‬لسنة ‪.1919‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪132‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫واألطف‪22‬ال ف‪22‬وق الرابع‪22‬ة عش‪22‬ر الخاض‪22‬عون للتعليم اإلل‪22‬زامي الكام‪22‬ل‪ ،‬وك‪22‬ذلك األطف‪22‬ال دون الثامن‪22‬ة‬
‫عشر سنة‪.1‬‬

‫وس‪22‬نتناول فيم‪22‬ا يلي مختل‪22‬ف األحك‪22‬ام ال‪22‬تي ج‪22‬اءت به‪22‬ا ه‪22‬ذه االتفاقي‪22‬ات بحس‪22‬ب مج‪22‬االت عم‪22‬ل‬
‫األطفال‪:‬‬

‫أوال‪ :‬حظر العمل الليلي لألطفال في القطاع الصناعي‬

‫نّظمت االتفاقي‪22 2 2‬ة رقم ‪ 06‬لس‪22 2 2‬نة ‪ 1919‬واالتفاقي‪22 2 2‬ة المراجع‪22 2 2‬ة له‪22 2 2‬ا رقم ‪ 90‬لس‪22 2 2‬نة ‪1948‬‬
‫موضوع تشغيل األطفال أثناء اللي‪22‬ل في القط‪22‬اع الصناعي‪ ،‬وي‪22‬راعى عن‪22‬د تط‪22‬بيق ه‪2‬ذه االتفاقي‪22‬ة أن‬
‫عبارة "ليل" تعني الفترة من اثني عش‪2‬رة س‪2‬اعة متعاقب‪2‬ة على األق‪2‬ل‪ ،‬بين العاش‪2‬رة مس‪2‬اء والسادس‪2‬ة‬
‫صباحا لمن هم دون السادس ‪22‬ة عش ‪22‬ر من العم ‪22‬ر‪ ،‬وبالنس ‪22‬بة لمن هم بين السادس ‪22‬ة عش ‪22‬ر والثامن ‪22‬ة‬
‫عش‪22‬ر من عم‪22‬رهم يجب أن يمت‪22‬د ه‪22‬ذا النط‪22‬اق الزم‪22‬ني إلى س‪22‬بع س‪22‬اعات متتالي‪22‬ة تق‪22‬ع بين العاش‪22‬رة‬
‫‪2‬‬
‫مساء والسابعة صباحا‪.‬‬

‫وفي البالد التي من شأن مناخها أن يجعل العم‪22‬ل في النه‪22‬ار ب‪22‬الغ اإلجه‪22‬اد يج‪22‬وز خفض م‪ّ2‬د ة‬
‫الليل والفترة المحّر م فيه‪2‬ا التش‪2‬غيل عم‪2‬ا ه‪2‬و مح‪ّ2‬د د س‪2‬ابقا‪ ،‬بش‪2‬رط تع‪2‬ويض األح‪2‬داث بف‪2‬ترات راح‪2‬ة‬
‫‪3‬‬
‫كافية نهارا‪.‬‬

‫وتنص االتفاقي‪2‬ة رقم ‪ 06‬لس‪2‬نة ‪ 1919‬على "ع‪2‬دم ج‪2‬واز تش‪2‬غيل األح‪2‬داث دون الثامن‪2‬ة عش‪2‬ر‬
‫من العمر ليال في المنش‪2‬آت الصناعية الخاّص ة أو العاّم ة أو في أي من فروعه‪2‬ا" واس‪2‬تثناء يج‪2‬وز‬
‫تش‪2‬غيل األح‪2‬داث ال‪2‬ذين تزي‪2‬د س‪2‬نهم على س‪2‬تة عش‪2‬ر عام‪2‬ا ليال في أش‪2‬غال تس‪2‬تدعي طبيع‪2‬ة عملياته‪2‬ا‬
‫‪4‬‬
‫القيام بها بشكل متصل ليال ونهارا في بعض المنشآت التي حّد دتها االتفاقية‪.‬‬

‫‪ - 1‬الماّد ة ‪ 02‬و‪ 03‬من االتفاقية رقم ‪ 90‬لسنة ‪.1948‬‬


‫‪ - 2‬الم ‪22‬اّد ة ‪ 02‬من االتفاقي ‪22‬ة رقم ‪ 90‬لس ‪22‬نة ‪ ،1948‬وبالت ‪22‬الي ارتفعت ف ‪22‬ترة اللي ‪22‬ل عن تل ‪22‬ك المح ‪ّ2‬د دة بم ‪22‬وجب الم ‪22‬اّد ة ‪ 03/01‬من‬
‫االتفاقية رقم ‪ 06‬لسنة ‪ 1919‬من ‪ 11‬ساعة إلى ‪ 12‬ساعة‪ ،‬في حين أصبح الفاصل الزمني أكثر مرونة‪.‬‬
‫‪ -3‬الماّد ة ‪ 04/01‬من االتفاقية رقم ‪ 90‬لسنة ‪.1948‬‬
‫‪ -4‬الماّد ة ‪ 02/02‬من االتفاقية رقم ‪ 06‬لسنة ‪.1919‬‬

‫‪133‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫وتتضمن االتفاقية أحكاما خاّص ة حول المن‪2‬اجم والمخ‪2‬ابز والبل‪2‬دان االس‪2‬توائية‪ ،‬وتج‪2‬يز بعض‬
‫االس ‪22‬تثناءات بالنس‪22‬بة لألح‪22‬داث م ‪22‬ا بين ‪ 16‬و‪ 18‬س‪22‬نة في حال ‪22‬ة الق ‪22‬وة الق ‪22‬اهرة ‪ ،‬وك ‪22‬ذلك في حال ‪22‬ة‬
‫‪1‬‬
‫الظروف الخطيرة‪.‬‬

‫كم‪22‬ا أج‪22‬ازت االتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 90‬لس‪22‬نة ‪ 1948‬للس‪22‬لطة المختصة أن تصرح بتش‪22‬غيل األح‪22‬داث‬
‫ال ‪22‬ذين ت ‪22‬تراوح أعم ‪22‬ارهم بين ‪ 16‬و‪ 18‬س ‪22‬نة في العم ‪22‬ل الليلي بالصناعات والح ‪22‬رف ال ‪22‬تي تتطلب‬
‫حاج‪22‬ات التلم‪22‬ذة الصناعية والت‪22‬دريب المه‪22‬ني فيه‪22‬ا عمال مس‪22‬تمرا وذل‪22‬ك بع‪22‬د التش‪22‬اور م‪22‬ع منظم‪22‬ات‬
‫أصحاب األعم‪22‬ال والعم‪22‬ال المختصة‪ ،‬على أن تكف‪22‬ل لألح‪22‬داث في ه‪22‬ذه الحال‪22‬ة ف‪22‬ترة راح‪22‬ة ال تق‪22‬ل‬
‫‪2‬‬
‫عن ‪ 13‬ساعة متوالية بين كل فترتي عمل‪.‬‬

‫وللحكوم‪22 2‬ة أن توق‪22 2‬ف حظ‪22 2‬ر العم‪22 2‬ل الليلي بالنس‪22 2‬بة لألح‪22 2‬داث ال‪22 2‬ذين ت‪22 2‬تراوح أعم‪22 2‬ارهم بين‬
‫‪3‬‬
‫السادسة عشر والثامنة عشر إذا تطلبت المصلحة العاّم ة ذلك لمواجهة ظروف بالغة الخطورة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حظر العمل الليلي لألطفال في القطاع غير الصناعي‬

‫اعُتم‪22‬دت االتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 79‬المتعلق‪22‬ة بتقيي‪22‬د العم‪22‬ل الليلي لألطف‪22‬ال واألح‪22‬داث في المهن غ‪22‬ير‬
‫الصناعية ع ‪22‬ام ‪ ،41946‬وحس ‪22‬ب الم ‪22‬اّد ة األولى منه ‪22‬ا تنطب ‪22‬ق االتفاقي ‪22‬ة على األطف ‪22‬ال واألح ‪22‬داث‬
‫المستخدمين بأجر أو الل‪22‬ذين يعمل‪22‬ون للكس‪2‬ب في مهن غ‪22‬ير صناعية‪ .‬وتحظ‪22‬ر الم‪22‬اّد ة ‪ 02‬اس‪2‬تخدام‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬فاطمة شحاتة أحمد زيدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪- 480‬‬
‫‪ -2‬الماّد ة ‪ "02"03/01‬من االتفاقية رقم ‪ 90‬لسنة ‪.1948‬‬
‫‪ - 3‬الماّد ة ‪ 04/02‬من االتفاقية رقم ‪ 90‬لسنة ‪.1948‬‬
‫‪ -‬اإلتفاقية رقم ‪ 79‬بشأن تقييد العمل الليلي لألطفال واألحداث في المهن غير الصناعية‪ ،‬الم‪2‬ؤتمر الع‪2‬ام لمنظم‪2‬ة العم‪2‬ل الدولي‪2‬ة‬ ‫‪4‬‬

‫الدورة التاسعة والعشرين‪ 19 ،‬سبتمبر ‪ .1946‬متوفرة على الرابط ‪ :‬تاريخ اإلطالع‪.02/04/2021 :‬‬
‫‪https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/---ed_norm/---normes/documents/normativeinstrument/wcms_c079_ar.pdf‬‬

‫‪134‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫األطف‪22‬ال دون الرابع‪22‬ة عش‪22‬ر واألطف‪22‬ال ف‪22‬وق ه‪22‬ذا الس‪22‬ن ال‪22‬ذين م‪22‬ازالو خاض‪22‬عين للتعليم اإلل‪22‬زامي‪،‬‬
‫أثناء الليل‪ ،‬طيلة فترة ال تقل عن أرب‪2‬ع عش‪2‬رة س‪2‬اعة متصلة تش‪2‬مل الس‪2‬اعة م‪2‬ا بين الثامن‪2‬ة مس‪2‬اءا‬
‫والثامنة صباحا‪.‬‬

‫ويجوز للقوانين‪ ،‬حينما تتطلب ذلك الظروف المحلية أن تح‪ّ2‬د د ف‪22‬ترة أخ‪22‬رى من اث‪22‬ني عش‪22‬رة‬
‫س‪22‬اعة على أال تك‪22‬ون ب‪22‬دايتها بع‪22‬د الس‪22‬اعة الثامن‪22‬ة والنصف مس‪22‬اًء ونهايته‪22‬ا قب‪22‬ل الس‪22‬اعة السادس‪22‬ة‬
‫صباحا‪.‬‬

‫وتض ‪22‬يف الم ‪22‬اّد ة ‪ 03‬حظ ‪22‬ر اس ‪22‬تخدام األطف ‪22‬ال دون الرابع ‪22‬ة عش ‪22‬ر‪ ،‬غ ‪22‬ير الخاض ‪22‬عين للتعليم‬
‫اإلل‪22‬زامي‪ ،‬واألح‪22‬داث دون الثامن‪22‬ة عش‪22‬ر ليال طيل‪22‬ة ف‪22‬ترة ال تق‪22‬ل عن اثن‪22‬تي عش‪22‬رة س‪22‬اعة متصلة‬
‫تشمل الفترة بين الساعة العاشرة مساًء والسادسة صباحا‪.‬‬

‫وإلنفاذ أحكام هذه االتفاقي‪2‬ة يجب أن ي‪2‬وفر نظ‪2‬ام للتف‪2‬تيش ويل‪2‬زم صاحب العم‪2‬ل بمس‪2‬ك س‪2‬جل‬
‫‪1‬‬
‫يدّو ن فيه كل المستخدمين دون الثامنة عشر وتضمين القوانين نصوص تعاقب المخالفين‪.‬‬

‫ُتس‪22 2‬تكمل االتفاقي‪22 2‬ة رقم ‪ 79‬بالتوصية رقم ‪ 80‬لع‪22 2‬ام ‪ 21946‬بش‪22 2‬أن ذات الموض‪22 2‬وع‪ ،‬وق‪22 2‬د‬
‫فّص لت نط‪22‬اق تط‪22‬بيق االتفاقي‪22‬ة على جمي‪22‬ع المهن ال‪22‬تي تم‪22‬ارس في المؤسس‪2‬ات التجاري‪22‬ة‪ ،‬وإ دارات‬
‫البريد واإلتصاالت‪ ،‬والمؤسسات اإلدارية التي يؤدي فيها المستخدمون أعم‪22‬اال مكتبي‪22‬ة‪ ،‬في المق‪22‬ام‬
‫األول‪ ،‬والمنش ‪22‬آت الصحفية والفن ‪22‬ادق وال ‪22‬نزل والمط ‪22‬اعم واألندي ‪22‬ة والمق ‪22‬اهي وغيره ‪22‬ا من أم ‪22‬اكن‬
‫تن‪22‬اول المرطب‪22‬ات ومؤسس‪22‬ات عالج ورعاي‪22‬ة المرض‪22‬ى والعج‪22‬زة والمع‪22‬وزين واأليت‪22‬ام والمس‪22‬ارح‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 05‬و‪ 06‬من االتفاقية رقم ‪ 79‬لعام ‪.1946‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬التوصية رقم ‪ 80‬بشأن تقييد العمل الليلي األطفال واألحداث في المهن غير الصناعية‪ ،‬المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫الدورة التاسعة والعشرين‪ 19 ،‬سبتمبر ‪ 1946‬متوفرة على الرابط‪:‬‬


‫‪ http://hrlibrary.umn.edu/arabic/R80.pdf‬تاريخ اإلطالع‪.02/04/2021 :‬‬

‫‪135‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ودور الترفي‪22‬ه العاّم ة والتج‪22‬ارة الجائل‪22‬ة وأي خدم‪22‬ة تم‪22‬ارس في الش‪22‬ارع واألم‪22‬اكن العاّم ة‪ ،‬وجمي‪22‬ع‬
‫األعمال األخرى التي ال تعتبر صناعية أو زراعية أو بحرية‪.‬‬

‫وتمنح السلطات ت‪2‬راخيص فردي‪2‬ة لألطف‪2‬ال واألح‪2‬داث ال‪2‬تي تس‪2‬مح لهم ب‪2‬الظهور ليال كم‪2‬ؤدين‬
‫في العروض الترفيهية العاّم ة أو المش‪2‬اركة ليال كم‪2‬ؤدين في األفالم الس‪2‬ينمائية لف‪2‬ترة مح‪ّ2‬د دة‪ ،‬كم‪2‬ا‬
‫تمنح ال‪22‬تراخيص لألطف‪22‬ال دون الرابع‪22‬ة عش‪22‬ر س‪22‬نة في ح‪22‬االت اس‪22‬تثنائية فق‪22‬ط‪ ،‬عن‪22‬دما يك‪22‬ون ه‪22‬ذا‬
‫المنح م‪22‬بررا بض‪22‬رورة الت‪22‬دريب المه‪22‬ني للطف‪22‬ل أو بموهبت‪22‬ه‪ ،‬وبش‪22‬رط أن يقتصر ه‪22‬ذا المنح على‬
‫األطف ‪22‬ال ال ‪22‬ذين يتلق ‪22‬ون دروس ‪22‬ا في معاه ‪22‬د الفن ‪22‬ون المس ‪22‬رحية أو الموس ‪22‬يقية‪ ،‬ويقتصر على ثالث‬
‫أمسيات في األس‪2‬بوع بش‪2‬رط أن يتوق‪2‬ف العم‪2‬ل في الس‪2‬اعة العاش‪2‬رة مس‪2‬اًء أو تمنح ف‪2‬ترة راح‪2‬ة من‬
‫‪1‬‬
‫ستة عشر ساعة متعاقبة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العمل الليلي لألطفال في الزراعة‬

‫بالنس‪22 2 2 2‬بة للعم‪22 2 2 2‬ل الليلي في القط‪22 2 2 2‬اع ال‪22 2 2 2‬زراعي فق‪22 2 2 2‬د تض‪22 2 2 2‬منته التوصية رقم ‪ 14‬لس‪22 2 2 2‬نة‬
‫‪1921‬المتعلق‪22 2‬ة بعم‪22 2‬ل األطف‪22 2‬ال واألح‪22 2‬داث ليال في الزراع‪22 2‬ة‪ ،2‬وال‪22 2‬تي أوصت بض‪22 2‬رورة تكف‪22 2‬ل‬
‫التشريعات الوطنية بوضع أنظمة خاصة بتشغيل األطف‪22‬ال األق‪22‬ل من أرب‪22‬ع عش‪22‬رة س‪22‬نة في النش‪22‬اط‬
‫الفالحي على أن تتض ‪22‬من ه ‪22‬ذه النصوص القانوني ‪22‬ة ض ‪22‬مان ف ‪22‬ترة راح ‪22‬ة ليلي ‪22‬ة ال تق ‪22‬ل عن عش ‪22‬رة‬
‫ساعات متواصلة‪ ،‬أّم ا بالنس‪2‬بة لألطف‪22‬ال م‪22‬ا بين ‪ 14‬و‪ 18‬س‪2‬نة ف‪2‬إن الراح‪2‬ة الليلي‪22‬ة يجب أن ال تق‪22‬ل‬
‫عن ‪ 09‬ساعات متصلة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬العمل الليلي لألطفال في البحر‬

‫‪ -‬الفقرة ‪/02‬ج‪ ،‬من التوصية نفسها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫أنظر‪ :‬فاطمة شحاتة أحمد زيدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.482‬‬


‫‪ -‬توصية رقم ‪ 14‬بش‪2‬أن عم‪2‬ل األطف‪2‬ال واألح‪2‬داث ليال في الزراع‪2‬ة‪ ،‬الم‪2‬ؤتمر الع‪2‬ام لمنظم‪2‬ة العم‪2‬ل الدولي‪2‬ة‪ ،‬ال‪2‬دورة الثالث‪2‬ة‪25 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫أكتوبر ‪ ،1921‬متوفرة على الرابط‪ http://hrlibrary.umn.edu/arabic/R14.pdf :‬تاريخ اإلطالع‪.02/04/2021 :‬‬

‫‪136‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تنص التوصية رقم ‪ 153‬لعام ‪ 1976‬بشأن حماية عمال البحر الشباب الذين تق‪22‬ل أعم‪22‬ارهم‬
‫عن ‪ 18‬س‪22‬نة ليال‪ 1،‬ويع‪22‬ني تعب‪22‬ير "ليال" في ه‪22‬ذه التوصية ف‪22‬ترة تس‪22‬ع س‪22‬اعات متصلة على األق‪22‬ل‬
‫قبل منتصف الليل وبعده‪ ،‬وتحّد دها القوانين أو اللوائح الوطنية أو االتفاقيات الجماعية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫وجوب الفحص الطبي لألطفال قبل التشغيل‬

‫تكمن أهمية الفحص الطبي لألحداث ‪ -‬قبل تشغيلهم وبعده‪ -‬لما للعمل في س‪22‬ن مبّك رة من‬
‫آثار صحية سيئة بالنسبة للتكوين الجسماني للطفل‪ ،‬إذ أنه غير مهيأ لما يتع‪22‬رض ل‪22‬ه الب‪22‬الغون من‬
‫مخاطر‪ ،‬إضافة إلى أن األطفال‪ ،‬وباعتبارهم في ط‪22‬ور النم‪22‬و‪ ،‬فُهم أك‪22‬ثر عرض‪22‬ة وت‪22‬أّثرا بالعوام‪22‬ل‬
‫ال ‪22‬تي ت ‪22‬ؤّد ي إلى اختالل الوظ ‪22‬ائف الحيوي ‪22‬ة‪ ،‬وت ‪22‬وازن األجه ‪22‬زة المختلف ‪22‬ة في الجس ‪22‬م‪ ،‬وأق ‪22‬ل تحمال‬
‫‪2‬‬
‫لمصاعب العمل‪ ،‬وللضغوط النفسية والعصبية التي تصاحبه‪.‬‬

‫وعليه‪ُ ،‬ي عتبر مبدأ إجراء فحص طبي لألطفال قبل استخدامهم للتأكد من مقدرتهم الصحية‬
‫على القي‪22‬ام باألعم‪22‬ال ال‪22‬تي يكلف‪22‬ون به‪22‬ا‪ ،‬وإ ج‪22‬راء فح‪22‬وص دوري‪22‬ة لهم بع‪22‬د التح‪22‬اقهم بالعم‪22‬ل لض‪22‬مان‬
‫اس ‪22‬تمرار تل ‪22‬ك المق ‪22‬درة‪ ،‬من بين أهم المع ‪22‬ايير الدولي ‪22‬ة لحماي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل من األعم ‪22‬ال الخط ‪22‬يرة ال ‪22‬تي‬
‫‪3‬‬
‫حرصت االتفاقيات على النص عليها في إطار التنظيم الدولي لعمل األطفال‪.‬‬

‫حيث اشترطت مجموعة من االتفاقيات الصادرة عن منظمة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة وج‪2‬وب إج‪2‬راء‬
‫فحص أو فحوص طبية للطفل قبل استخدامه‪ ،‬فنصت على عدم جواز استخدام األطف‪22‬ال والش‪22‬باب‬
‫ال‪22‬ذين تق‪22‬ل س‪22‬نهم عن ‪ 18‬س‪22‬نة على ظه‪22‬ر س‪22‬فينة أو منش‪22‬أة صناعية أو في مهن غ‪22‬ير صناعية أو‬

‫ال‪22‬ذين يق‪22‬ل عم‪22‬رهم عن ‪ 21‬س‪22‬نة بالنس‪22‬بة لالس‪22‬تخدام والعم‪22‬ل في المن‪22‬اجم تحت س‪22‬طح األرض‪ ،‬إاّل‬

‫‪-‬التوصية رقم ‪ 153‬لع‪22‬ام ‪ 1976‬بش‪22‬أن حماي‪22‬ة عم‪22‬ال البح‪22‬ر الش‪22‬باب‪ ،‬صادرة م‪22‬ؤتمر العم‪22‬ل ال‪22‬دولي‪ ،‬ال‪22‬دورة ‪12 ،62‬أكت‪22‬وبر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.1976‬‬
‫‪ -‬الضاوية كيرواني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.75‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬فاطمة شحاتة أحمد زيدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.480‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪137‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫إذا بّين فحص طبي دقيق لي‪2‬اقتهم للعم‪2‬ل ال‪2‬ذي سيس‪2‬تخدمون ألدائ‪2‬ه‪ ،‬كم‪2‬ا أوجبت اس‪2‬تمرار إخض‪2‬اع‬
‫استخدام الطفل أو الحدث دون سن الثامنة عشر –أو الحادية والعش‪2‬رين‪ -‬لفح‪2‬وص طبي‪2‬ة متك‪ّ2‬ر رة‬
‫على فترات ال تزيد عن س‪2‬نة وح‪2‬تى س‪2‬ن الحادي‪22‬ة والعش‪2‬رون على األق‪22‬ل في المهن أو الصناعات‬
‫‪1‬‬
‫التي تنطوي أو تتضمن مخاطر صحية كثيرة‪.‬‬

‫وس ‪22‬نتناول فيم ‪22‬ا يلي مختل ‪22‬ف األحك ‪22‬ام ال ‪22‬تي ج ‪22‬اءت به ‪22‬ا االتفاقي ‪22‬ات المتض ‪22‬منة له ‪22‬ذا المعي ‪22‬ار‬
‫بحسب مجاالت عمل األطفال‪ :‬العمل البحري‪ ،‬القطاعين الصناعي وغير الصناعي‪ ،‬المناجم‪.‬‬

‫أوال‪ :‬وجوب الفحص الطبي لألطفال في العمل البحري‬

‫تعت ‪22‬بر اتفاقي ‪22‬ة الفحص الط ‪22‬بي لألح ‪22‬داث بش ‪22‬أن العم ‪22‬ل البح ‪22‬ري رقم ‪ 16‬لس ‪22‬نة ‪ ،21921‬أول‬
‫اتفاقي‪2‬ة دولي‪2‬ة تش‪2‬ترط إج‪2‬راء فحص ط‪2‬بي إجب‪2‬اري قب‪2‬ل اس‪2‬تخدام األطف‪2‬ال أو األح‪2‬داث دون الثامن‪2‬ة‬
‫عشر‪ ،‬حيث نصت في ماّد تها الثانية على "عدم جواز تشغيل صغار السن واألح‪2‬داث دون الثامن‪2‬ة‬
‫عش‪22‬ر على ظه‪22‬ر الس‪22‬فينة إال بع‪22‬د تق‪22‬ديم ش‪22‬هادة طبي‪22‬ة تثبت لي‪22‬اقتهم له‪22‬ذا العم‪22‬ل‪ ،‬وموقع‪22‬ة من ط‪22‬بيب‬
‫معتم‪22 2‬د من الس ‪22‬لطة المختصة"‪ .3‬على أن يع‪22 2‬اد فحصهم على ف ‪22‬ترات ال تتج ‪22‬اوز ك‪22 2‬ل منه‪22 2‬ا س ‪22‬نة‬
‫واح ‪22‬دة‪ ،‬ويج ‪22‬وز في الح ‪22‬االت العاجل ‪22‬ة أن تس ‪22‬مح الس ‪22‬لطة المختصة بتش ‪22‬غيل ح ‪22‬دث تق ‪22‬ل س ‪22‬نه عن‬
‫الثامنة عشر على ظه‪22‬ر س‪2‬فينة‪ ،‬دون أن يوق‪2‬ع علي‪22‬ه الفحص الط‪22‬بي الم‪22‬ذكور‪ ،‬على أن يك‪22‬ون ذل‪22‬ك‬
‫‪4‬‬
‫دائما رهنا بإجراء هذا الفحص في أول ميناء ترسو فيه السفينة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬وجوب الفحص الطبي لألطفال في القطاعين الصناعي وغير الصناعي‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 03‬من االتفاقية رقم ‪ 16‬لسنة ‪ ،1921‬واالتفاقيتين رقم ‪ 77‬لسنة ‪ 1946‬و‪ 78‬لسنة ‪ ،1946‬والماّد ة ‪ 02‬من االتفاقية‬ ‫‪1‬‬

‫رقم ‪ 124‬لسنة ‪.1965‬‬


‫‪ -2‬اتفاقي‪22‬ة رقم ‪ ،16‬بش‪22‬أن الفحص الط‪22‬بي اإلجب‪22‬اري لألطف‪22‬ال واألح‪22‬داث المس‪22‬تخدمين على ظه‪22‬ر الس‪22‬فن‪ ،‬الم‪22‬ؤتمر الع‪22‬ام لمنظم‪22‬ة‬
‫العم‪22 2‬ل الدولي‪22 2‬ة‪ ،‬ال‪22 2‬دورة الثالث‪22 2‬ة‪ 25 ،‬أكت‪22 2‬وبر ‪ ،1921‬دخلت ح‪22 2‬يز النف‪22 2‬اذ في ‪ 20‬نوفم‪22 2‬بر ‪.1922‬مت‪22 2‬وفرة على الراب‪22 2‬ط الت‪22 2‬الي‪:‬‬
‫‪ http://hrlibrary.umn.edu/arabic/ilo-c016.pdf‬تاريخ اإلطالع‪.06/04/2021 :‬‬
‫‪ -‬الماّد ة ‪ ، 02‬من اإلتفاقية نفسها‪ ،‬وقد استثنت من أحكام االتفاقية السفن التي ال يعمل عليها سوى أفراد من األسرة نفسها‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 03‬و‪ ، 04‬من اإلتفاقية نفسها‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪138‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫في عام ‪ 1946‬اعتمد مؤتمر العمل الدولي اتفاقيتين من أجل تنظيم ه‪22‬ذا الموض‪22‬وع‪ :‬األولى‬
‫هي االتفاقية رقم ‪ 77‬لعام ‪ 11946‬بشأن الفحص الطبي لتقرير لياقة األح‪22‬داث والم‪22‬راهقين للعم‪22‬ل‬
‫في الصناعة‪ ،‬والثاني‪22‬ة هي االتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 78‬لع‪22‬ام ‪ 21946‬بش‪22‬أن الفحص الط‪22‬بي في المهن غ‪22‬ير‬
‫الصناعية‪.‬‬
‫‪ -1‬وجوب الفحص الطبي لألطفال في القطاع الصناعي‬
‫تحظ‪22 2‬ر االتفاقي‪22 2‬ة رقم ‪ 77‬لس‪22 2‬نة ‪ 1946‬إلح‪22 2‬اق األح‪22 2‬داث أو الم‪22 2‬راهقين دون الثامن‪22 2‬ة عش‪22 2‬ر‬
‫بوظيف‪22‬ة أو عم‪22‬ل في منش‪22‬أة صناعية م‪22‬ا لم يتق‪ّ2‬ر ر صالحيتهم للقي‪22‬ام بالعم‪22‬ل المطل‪22‬وب اس‪22‬تنادا إلى‬
‫فحص ط‪22‬بي دقي‪22‬ق يق‪22‬وم ب‪22‬ه ط‪22‬بيب مؤه‪22‬ل تعتم‪22‬ده الس‪22‬لطة المختصة‪ ،‬وتثبت نتيج‪22‬ة الفحص الط‪22‬بي‬
‫‪3‬‬
‫بشهادة طبية أو بتأشيرة على بطاقة أو سجل العمل‪.‬‬
‫كما يجب أن تخض‪2‬ع لياق‪2‬ة الح‪2‬دث للعم‪2‬ل ال‪2‬ذي يمارس‪2‬ه لإلش‪2‬راف الط‪2‬بي‪ ،‬ح‪2‬تى يبل‪2‬غ الثامن‪2‬ة‬
‫عشر من العمر‪ ،‬ويشترط الستمرار الحدث في العمل إع‪22‬ادة الفحص الط‪22‬بي علي‪22‬ه على ف‪22‬ترات ال‬
‫تتج ‪22‬اوز س ‪22‬نة واح ‪22‬دة‪ ،4‬وفي المهن ال ‪22‬تي تع‪ّ2 2‬ر ض الصحة ألخط ‪22‬ار جس ‪22‬يمة يجب إج ‪22‬راء الفحص‬
‫‪5‬‬
‫الطبي لتقرير اللياقة للعمل وإ عادته حتى سن الواحدة والعشرين على األقل‪.‬‬
‫ويتم إجراء الفحوص الطبية مجانا ودون أن يتحمل الحدث أو المراهق أو ذووه أية نفقات‪،‬‬
‫وتنص االتفاقية ك‪2‬ذلك على ت‪2‬دابير إع‪2‬ادة التوجي‪2‬ه وإ ع‪2‬ادة التأهي‪2‬ل الط‪2‬بيعي والمه‪2‬ني لصغار الس‪2‬ن‬

‫‪ -‬االتفاقي‪22‬ة رقم ‪ ،77‬بش‪22‬أن الفحص الط‪22‬بي لتقري‪22‬ر لياق‪22‬ة األح‪22‬داث والش‪22‬باب للعم‪22‬ل في الصناعة‪ ،‬الم‪22‬ؤتمر الع‪22‬ام لمنظم‪22‬ة العم‪22‬ل‬ ‫‪1‬‬

‫الدولي ‪22 2‬ة‪ ،‬ال ‪22 2‬دورة ‪ 19 ،29‬س ‪22 2‬بتمبر ‪ .1946‬مت ‪22 2‬وفرة على الراب ‪22 2‬ط ‪ http://hrlibrary.umn.edu/arabic/ilo- c077.pdf :‬ت ‪22 2‬اريخ‬
‫اإلطالع‪.06/04/2021 :‬‬
‫‪ -‬االتفاقية رقم ‪ ،78‬بشأن الفحص الطبي للياقة األطفال واألحداث لالستخدام في المهن غير الصناعية‪ ،‬الم‪22‬ؤتمر الع‪22‬ام لمنظم‪22‬ة‬ ‫‪2‬‬

‫العم ‪22‬ل الدولي ‪22‬ة‪ ،‬ال ‪22‬دورة ‪ 19 ،29‬س ‪22‬بتمبر ‪ ،1946‬مت ‪22‬وفرة على الراب ‪22‬ط‪ http://hrlibrary.umn.edu/arabic/ilo-c078.pdf :‬ت ‪22‬اريخ‬
‫اإلطالع‪.06/04/2021 :‬‬
‫‪ -‬الماّد ة ‪ 02‬من االتفاقية رقم ‪ 77‬لسنة ‪ 1946‬بشأن الفحص الطبي لتقرير لياقة األحداث والمراهقين للعمل في الصناعة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ ،03‬من اإلتفاقية تفسها‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ ،04‬من اإلتفاقية نفسها‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪139‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫واألح‪22‬داث ال‪22‬ذين يت‪22‬بين من خالل الفحص الط‪22‬بي ع‪22‬دم لي‪22‬اقتهم أو س‪22‬وء تك‪22‬وينهم أو عج‪22‬زهم‪ 6.‬ولم‬
‫ُتهمل االتفاقية النص في األخير على تدابير المتابعة والتفتيش والمراقبة‪.‬‬
‫‪ -2‬وجوب الفحص الطبي لألطفال في المهن غير الصناعية‬
‫بالنس‪22‬بة لألعم‪22‬ال غ‪22‬ير الصناعية ف‪22‬إن اإلتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 78‬لع‪22‬ام ‪ 1946‬تتض‪22‬من أحكام‪22‬ا مماثل‪22‬ة‬
‫ألحكام االتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 77‬بش‪2‬أن الفحص الط‪22‬بي في الصناعة‪ ،‬إذ تحظ‪22‬ر إلح‪2‬اق األطف‪22‬ال في المهن‬
‫واألعم ‪22‬ال غ ‪22‬ير الصناعية إاّل بع ‪22‬د ثب ‪22‬وت لي ‪22‬اقتهم الطبي ‪22‬ة للعم ‪22‬ل المطل ‪22‬وب بم ‪22‬وجب ش ‪22‬هادة طبي ‪22‬ة‬
‫صادرة عن ط ‪22‬بيب معتم ‪22‬د من الس ‪22‬لطة المختصة‪ ،‬م ‪22‬ع وج ‪22‬وب اس ‪22‬تمرارية الفحص الط ‪22‬بي على‬
‫األطف‪22‬ال واألح‪22‬داث بصفة دوري‪22‬ة‪ ،‬وفي ف‪22‬ترات ال تزي‪22‬د عن س‪22‬نة‪ ،‬ووفق‪22‬ا لم‪22‬ا تنص علي‪22‬ه الق‪22‬وانين‬
‫واللوائح الوطنية في هذا الخصوص‪ ،‬م‪2‬ع تحدي‪2‬د المهن واألعم‪2‬ال الخط‪2‬رة ال‪2‬تي يطلب فيه‪2‬ا إع‪2‬ادة‬
‫‪1‬‬
‫الفحص الطبي حتى سن الحادية والعشرين‪.‬‬
‫وفي ه‪22‬ذا الصدد‪ ،‬صدرت في الع‪22‬ام نفس‪22‬ه التوصية رقم ‪ 79‬ال‪22‬تي تكم‪22‬ل بأحكامه‪22‬ا نصوص‬
‫ك ‪22‬ل من االتفاقي ‪22‬ة رقم ‪ 77‬واالتفاقي ‪22‬ة رقم ‪ 78‬من حيث تحدي ‪22‬د نط ‪22‬اق تط ‪22‬بيق التش ‪22‬ريع‪ ،‬الفح ‪22‬وص‬
‫الطبي‪22‬ة‪ ،‬الت‪22‬دابير المعلق‪22‬ة باألش‪22‬خاص ال‪22‬ذين يعت‪22‬برون أنهم غ‪22‬ير الئقين أو ع‪22‬اجزين ل‪22‬دى الفحص‪،‬‬
‫ووسائل التطبيق‪...‬إلخ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬وجوب الفحص الطبي لألطفال العاملين في المناجم‬


‫اعتم‪2‬د م‪2‬ؤتمر العم‪2‬ل ال‪2‬دولي ع‪2‬ام ‪ 1965‬اإلتفاقي‪2‬ة رقم ‪ 124‬بش‪2‬أن الفحص الط‪2‬بي لألح‪2‬داث‬
‫لضمان لياقتهم لالستخدام في المن‪22‬اجم‪ .2‬وق‪2‬د اش‪2‬ترطت الم‪22‬اّد ة ‪ 02‬أن يخض‪22‬ع ه‪22‬ؤالء لفحص ط‪22‬بي‬
‫معّم ق من أج‪22‬ل إثب‪22‬ات ق‪22‬درتهم على العم‪22‬ل‪ ،‬والخض‪22‬وع لفحوصات دوري‪22‬ة الحق‪22‬ة خالل ف‪22‬ترة ال‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ ،06‬من اإلتفاقية نفسها‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ -‬الم‪22‬واد ‪ 04 ،03‬و‪ 06‬من اإلتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 78‬لس‪22‬نة ‪ 1946‬بش‪22‬أن الفحص الط‪22‬بي لتقري‪22‬ر لياق‪22‬ة األح‪22‬داث والم‪22‬راهقين في المهن‬ ‫‪1‬‬

‫غير الصناعية‪.‬‬
‫‪ - 2‬طبق‪22‬ا للم‪22‬اّد ة األولى من االتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 124‬لع‪22‬ام ‪ 1965‬يقصد ب‪22‬المنجم ك‪22‬ل مؤسس‪22‬ة عمومي‪22‬ة أو خاصة ته‪22‬دف إلى اس‪22‬تخراج‬
‫مواد من باطن األرض من خالل تشغيل األشخاص‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تتجاوز اثني عشر شهرا بالنسبة لألشخاص الذين لم يبلغ‪2‬وا أق‪2‬ل من واح‪2‬د وعش‪2‬رين س‪2‬نة بغ‪2‬رض‬
‫التشغيل والعمل الباطني في المناجم‪.‬‬
‫وينبغي أن تتم الفحوصات تحت مس ‪22 2‬ؤولية ورقاب ‪22 2‬ة ط ‪22 2‬بيب مؤه ‪22 2‬ل معتم ‪22 2‬د ل ‪22 2‬دى الس ‪22 2‬لطة‬
‫المختصة‪ ،‬ويش ‪22‬ترط أيض ‪22‬ا الخض ‪22‬وع لفحص إش ‪22‬عاعي للرئ ‪22‬تين‪ ،‬س ‪22‬واء بمناس ‪22‬بة الفحص الخ ‪22‬اص‬
‫بالتش‪22‬غيل أو أثن‪22‬اء إع‪22‬ادة الخض‪22‬وع للفحوصات الالحق‪22‬ة‪ ،‬إذا ت‪22‬بين بأن‪22‬ه ض‪22‬روري من وجه‪22‬ة نظ‪22‬ر‬
‫‪1‬‬
‫طبية‪ ،‬وفي كل األحوال ال يتحمل المراهق أو ولي األمر أو الوصي مصاريف الفحص الط‪22‬بي‪.‬‬
‫ويتعين أن تتخ‪22‬ذ الس‪22‬لطات المختصة ك‪22‬ل الت‪22‬دابير الالزم‪22‬ة بم‪22‬ا فيه‪22‬ا النص على العق‪22‬وبت المناس‪22‬بة‬
‫‪2‬‬
‫لضمان النفاذ الفعلي لهذه األحكام‪.‬‬
‫من خالل هذا الفصل‪ ،‬يتبّين لنا تعّد د النصوص الدولية التي تكافح ظاهرة استغالل األطفال‬
‫في أسوأ أشكال العمل‪ ،‬وتنوعها بتنوع صور اإلستغالل‪.‬‬
‫وتعت‪2‬بر اتفاقي‪2‬ة منظم‪2‬ة العم‪2‬ل الدولي‪2‬ة بش‪2‬أن القض‪2‬اء على أس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪2‬ل األطف‪2‬ال أهم الوث‪2‬ائق‬
‫الدولية التي تعالج هذا الموضوع بصورة ُم فّص لة‪ ،‬إاّل أن إب‪2‬رام المعاه‪2‬دات وح‪2‬ده غ‪2‬ير ك‪2‬افي‪ ،‬ب‪2‬ل‬
‫وجب اإلستعانة باألجهزة والهيئات الدولية من أجل وضع اإلتفاقيات موضع التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 03‬من االتفاقية رقم ‪ 124‬لعام ‪.1965‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ ،04‬من اإلتفاقية نفسها‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪2‬‬

‫‪141‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫دور الهيئات الدولية في مكافحة‬

‫أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫الفصل الثاني‬

‫دور الهيئات الدولية في مكافحة أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫مّم ا ال شك فيه‪ ،‬أّن القضاء على أسوأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال هي مهّم ة تق‪22‬ع بالدرج‪22‬ة األولى‬
‫على الحكوم ‪22 2‬ات والس ‪22 2‬لطات الوطني ‪22 2‬ة؛ فعليه ‪22 2‬ا وح ‪22 2‬دها مس ‪22 2‬ؤولية اتخ ‪22 2‬اذ اإلج ‪22 2‬راءات التش ‪22 2‬ريعية‬
‫واالقتصادية واالجتماعي‪2‬ة للقض‪2‬اء على اس‪2‬تغالل األطف‪2‬ال في أس‪2‬وأ أش‪2‬كال العم‪2‬ل‪ ،‬إاّل أن خط‪2‬ورة‬

‫‪142‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الظاهرة تقتضي تضافر الجهود الوطنية والدولية وتعاون األجه‪22‬زة والهيئ‪22‬ات الدولي‪22‬ة المتخصصة‬
‫في هذا المجال‪.‬‬

‫ب ‪22‬ل تأّك د الي ‪22‬وم‪ ،‬وفي ظ ‪22‬ل التط ‪22‬ور الّس ريع ال ‪22‬ذي تش ‪22‬هده العالق ‪22‬ات الدولي ‪22‬ة‪ ،‬أّن المس ‪22‬افة بين‬
‫ماهو وطني ودولي أخذت تتراجع وتنحسر‪ ،‬وأصبح ما يشغل الحكومات يجد صداه داخل أروق‪22‬ة‬
‫المنظم‪22‬ات الدولي‪22‬ة الحكومي‪22‬ة وغ‪22‬ير الحكومي‪22‬ة‪ ،‬وعلى مس‪22‬توى ال‪22‬رأي الع‪22‬ام ال‪22‬دولي‪ ،‬فلم يع‪22‬د ه‪22‬ذا‬
‫األخ ‪22 2‬ير يقب ‪22 2‬ل انته ‪22 2‬اك الحق ‪22 2‬وق األساس ‪22 2‬ية للطف ‪22 2‬ل س ‪22 2‬واء باس ‪22 2‬تغاللهم في الّنزاع ‪22 2‬ات المس ‪22 2‬لحة أو‬
‫تعريضهم لالستغالل الجنسي أو تشغيلهم في أعمال خطيرة وظروف قاسية وغير إنسانية‪.‬‬

‫فأصبحت المنظم‪22‬ات الدولي‪22‬ة تم‪22‬ارس المزي‪22‬د من الض‪22‬غط والرقاب‪22‬ة على الحكوم‪22‬ات من أج‪22‬ل‬
‫تحس ‪22‬ين أح ‪22‬وال الطفول ‪22‬ة‪ ،‬وتق ‪22‬وم بالعدي ‪22‬د من اإلج ‪22‬راءات والت ‪22‬دابير –إلى ج ‪22‬انب م ‪22‬ا أصدرته من‬
‫اتفاقي‪22‬ات وتوصيات‪ -‬وُتخّص ص ب‪22‬رامج للتنمي‪22‬ة اإلقتصادية والمس‪22‬اعدات المالي‪22‬ة لتحس‪22‬ين أح‪22‬وال‬
‫األطفال وإ لزام الحكومات باإلنصياع للنصوص الدولية والقواعد المنّظمة لعمل األطفال‪.‬‬

‫ه‪22‬ذا‪ ،‬وق‪22‬د تن‪22‬وعت األجه‪22‬زة والهيئ‪22‬ات الدولي‪22‬ة الفاعل‪22‬ة في مج‪22‬ال القض‪22‬اء على أس‪22‬وأ أش‪22‬كال‬
‫عمل األطفال من بينها منظمات ولجان عالمية وإ قليمي‪2‬ة‪ ،‬وس‪2‬نخص دراس‪2‬تنا ه‪2‬ذه ب‪2‬دور المنظم‪2‬ات‬
‫الدولي ‪22‬ة باعتباره ‪22‬ا أك ‪22‬بر تجم ‪22‬ع لل ‪22‬دول والهيئ ‪22‬ات‪ ،‬وذل ‪22‬ك بدراس ‪22‬ة دور األمم المتح ‪22‬دة ووكاالته ‪22‬ا‬
‫المتخصصة في القض‪22‬اء على أس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال (المبحث األول)‪ ،‬ثم دور بعض اللج‪2‬ان‬
‫الدولية في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫دور األمم المتحدة ووكاالتها المتخصصة في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫تق‪22‬وم هيئ‪22‬ة األمم المتح‪22‬دة من‪22‬ذ نش‪22‬أتها ب‪22‬دور رائ‪22‬د في مج‪22‬ال حماي‪22‬ة حق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان بصفة‬
‫عاّم ة‪ ،‬وحقوق الطفل بصفة خاّص ة‪ ،‬إذ بّينت ديباج‪2‬ة ميث‪22‬اق األمم المتح‪2‬دة أّن اله‪22‬دف من إنش‪2‬اءها‬

‫‪143‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ه‪22 2‬و "إنق‪22 2‬اذ األجي‪22 2‬ال الُم قبل‪22 2‬ة من ويالت الح‪22 2‬روب‪ ،‬وكفال‪22 2‬ة حق‪22 2‬وق اإلنس‪22 2‬ان وتحقي‪22 2‬ق العدال‪22 2‬ة في‬
‫العالق ‪22‬ات الدولي ‪22‬ة واح ‪22‬ترام اإللتزام ‪22‬ات الناش ‪22‬ئة عن المعاه ‪22‬دات وغيره ‪22‬ا من المصادر القانوني ‪22‬ة‬
‫الدولي‪2‬ة والعم‪2‬ل على ال‪2‬رقي اإلجتم‪2‬اعي ورف‪2‬ع مس‪2‬توى الحي‪2‬اة‪ ،1"...‬فهي ب‪2‬ذلك تهتم بحق‪2‬وق الطف‪2‬ل‬
‫من خالل معالجة مختلف القضايا المتعلقة به زمن السلم والحرب‪.‬‬

‫ومن أجل تحقيق اله‪22‬دف من إنش‪2‬ائها‪ ،‬تق‪22‬وم منّظم‪2‬ة األمم المتح‪2‬دة بتبّني صكوك دولي‪22‬ة هاّم ة‬
‫كاإلعالن‪22 2‬ات والق‪22 2‬رارات والتوصيات أو اإلتفاقي‪22 2‬ات الدولي‪22 2‬ة وغيره‪22 2‬ا‪ ،‬باإلض‪22 2‬افة إلى ممارس‪22 2‬تها‬
‫لوظيف‪22 2 2‬ة الرقاب‪22 2 2‬ة على م‪22 2 2‬دى اح‪22 2 2‬ترام ال‪22 2 2‬دول له‪22 2 2‬ذه النصوص من خالل أجهزته‪22 2 2‬ا ووكاالته‪22 2 2‬ا‬
‫المتخصصة‪.‬‬

‫فباعتبار موض‪22‬وع عم‪22‬ل األطف‪22‬ال وأس‪2‬وأ أش‪2‬كاله من أخط‪22‬ر المواض‪22‬يع ال‪22‬تي حظيت باهتم‪22‬ام‬
‫المجتمع الدولي‪ ،‬تمارس األمم المتحدة رقاب‪2‬ة على عم‪2‬ل األطف‪2‬ال من خالل األجه‪2‬زة الدولي‪2‬ة ال‪2‬تي‬
‫أنش‪22‬أتها لمراقب‪22‬ة ال‪22‬دول على احترامه‪22‬ا لحق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان‪ ،‬كونه‪22‬ا حق‪22‬وق لجمي‪22‬ع الفئ‪22‬ات العمري‪22‬ة بم‪22‬ا‬
‫فيها األطفال‪ ،‬وعلى رأس هذه األجهزة نجد الجمعية العاّم ة والمجلس اإلقتصادي واإلجتماعي‪.‬‬

‫كم‪22‬ا ق‪22‬امت الوك‪22‬االت المتخصصة التابع‪22‬ة لألمم المتح‪22‬دة الس‪22‬يما منظم‪22‬ة اليونيس‪22‬يف ومنظم‪22‬ة‬
‫العم‪22 2‬ل الدولي‪22 2‬ة‪ ،‬بمب‪22 2‬ادرات ته‪22 2‬دف إلى إدم‪22 2‬اج القض‪22 2‬اء على أس‪22 2‬وأ أش‪22 2‬كال عم‪22 2‬ل األطف‪22 2‬ال ض‪22 2‬من‬
‫سياساتها وبرامجها‪.‬‬

‫وبذلك سنستعرض من خالل هذا المطلب الجه‪22‬ود ال‪22‬تي ب‪22‬ذلتها هيئ‪22‬ة األمم المتح‪22‬دة من أج‪22‬ل‬
‫مكافحة أسوأ أشكال عمل األطف‪2‬ال‪ ،‬س‪2‬واء ك‪2‬ان ذل‪2‬ك بواس‪2‬طة أجهزته‪2‬ا الرئيس‪2‬ية (المطلب األول)‪،‬‬
‫أو من خالل وكاالتها المتخصصة (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫دور أجهزة األمم المتحدة في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫‪.1945‬‬ ‫‪ -‬ديباجة ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬دخل حيز التطبيق بتاريخ ‪ 24‬أكتوبر‬ ‫‪1‬‬

‫‪144‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تمثل أجه‪22‬زة األمم المتح‪2‬دة الُبني‪22‬ان اإلداري للمنظم‪22‬ة ولوظائفه‪22‬ا المختلف‪22‬ة ال‪22‬تي تعكس دوره‪22‬ا‬
‫في المجتم‪2‬ع ال‪2‬دولي‪ ،‬وهي ُم ح‪ّ2‬د دة بم‪2‬وجب الم‪2‬اّد ة الس‪2‬ابعة من ميث‪2‬اق األمم المتح‪2‬دة والمتمثل‪2‬ة في‪:‬‬
‫الجمعية العاّم ة‪ ،‬مجلس األمن‪ ،‬المجلس اإلقتصادي واإلجتماعي‪ ،‬مجلس الوصاية‪ ،‬األمان‪22‬ة العاّم ة‬
‫ومحكمة العدل الدولية‪.‬‬

‫يض‪22 2‬طلع ك‪22 2‬ل جه‪22 2‬از من أجه‪22 2‬زة األمم المتح‪22 2‬دة بوظ‪22 2‬ائف مح ‪ّ2 2‬د دة في الميث‪22 2‬اق‪ ،‬إذ ُي لقي ه‪22 2‬ذا‬
‫األخير بمسؤولية ض‪2‬مان وحماي‪2‬ة حق‪2‬وق اإلنس‪2‬ان على الجمعي‪2‬ة العاّم ة طبق‪2‬ا لنص الم‪2‬اّد تين ‪ 11‬و‬
‫‪ 13‬من‪22‬ه‪ ،‬كم‪22‬ا ُيع‪22‬د ه‪22‬ذا الن‪22‬وع من المس‪22‬ائل من اختصاص المجلس اإلقتصادي واإلجتم‪22‬اعي طبق‪22‬ا‬
‫لنص الم‪22 2‬اّد ة ‪ 62‬من الميث‪22 2‬اق‪ ،‬إلى ج‪22 2‬انب ال‪22 2‬دور ال‪22 2‬ذي يمارس‪22 2‬ه مجلس األمن في حماي‪22 2‬ة حق‪22 2‬وق‬
‫اإلنسان في الحالة التي يرى أنها تشكل خطرا وتهديدا للسلم واألمن الدوليين‪.‬‬

‫بالت‪22‬الي‪ ،‬ف‪22‬إن أجه‪22‬زة األمم المتح‪22‬دة تق‪22‬وم بمعالج‪22‬ة المس‪22‬ائل المتعلق‪22‬ة بحق‪22‬وق الطف‪22‬ل باعتباره‪22‬ا‬
‫ج‪22‬زءًا ال يتج ‪ّ2‬ز أ من حق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان‪ ،‬وس‪22‬نحاول فيم‪22‬ا يلي اإلحاط‪22‬ة ب‪22‬دور ك‪22‬ل جه‪22‬از من األجه‪22‬زة‬
‫الرئيسية للمنظمة في حماية حقوق الطفل بصفة عاّم ة وبالخصوص موضوع استغالله في أس‪22‬وأ‬
‫أشكال العمل‪ ،‬بتخصيص دور كل جهاز في فرع مستقل‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫دور الجمعية العاّم ة في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫تت‪22‬ألف الجمعي‪22‬ة العاّم ة من جمي‪22‬ع أعض‪22‬اء منظم‪22‬ة األمم المتح‪22‬دة‪ ،1‬وهي أح‪22‬د الهياك‪22‬ل الس‪22‬تة‬
‫الرئيس‪22‬ية للمنظم‪22‬ة‪ ،2‬تن‪22‬اقش ك‪22‬ل المس‪22‬ائل المتعلق‪22‬ة بميث‪22‬اق األمم المتح‪22‬دة وفروعه‪22‬ا وتق‪22‬دم توصيات‬
‫بش‪22‬أنها لمجلس األمن وأعض‪22‬اء األمم المتح‪22‬دة‪ .‬ويمكن له‪22‬ا أيض‪22‬ا أن تلفت انتب‪22‬اه مجلس األمن إلى‬
‫الحاالت المحتملة لتعّر ض السلم واألمن الدولي للخطر‪ ،‬كما تناقش جميع المسائل المتصلة بحف‪22‬ظ‬
‫السلم واألمن الدولي التي ترفع إليها وتقدم توصيات بشأنها‪.‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 09‬من ميثاق األمم المتحدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 07‬من الميثاق نفسه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪145‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫وباعتباره ‪22‬ا الجه ‪22‬از الوحي ‪22‬د ال ‪22‬ذي ينط ‪22‬وي تحت ‪22‬ه دول الع ‪22‬الم برمت ‪22‬ه‪ ،‬تتمت ‪22‬ع الجمعي ‪22‬ة العاّم ة‬
‫باختصاص عام وشامل يحيط بكل ما يدخل في دائرة نشاط األمم من أمور‪ ،1‬فتتكف‪22‬ل بمهم‪22‬ة تبّني‬
‫المواثي ‪22‬ق الدولي ‪22‬ة المتعلق ‪22‬ة بحق ‪22‬وق الطف ‪22‬ل عاّم ة ‪-‬وموض ‪22‬وع اس ‪22‬تغالله في أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال العم ‪22‬ل‬
‫خاّص ة‪ ،-‬حيث تنص الم ‪22‬اّد ة الثالث ‪22‬ة عش ‪22‬ر من الميث ‪22‬اق على أن تنش ‪22‬ئ الجمعي ‪22‬ة العام ‪22‬ة دراس ‪22‬ات‬
‫وتشير بتوصيات من أجل " اإلعان‪2‬ة على تحقي‪2‬ق حق‪2‬وق اإلنس‪2‬ان والحري‪2‬ات األساس‪2‬ية للن‪2‬اس كاف‪2‬ة‬
‫بال تمييز بينهم في الجنس أو اللغة أو الدين‪ ،‬وال تفريق بين الرجال والنساء"‪.2‬‬

‫فبحس‪22‬ب الم‪22‬اّد ة الم‪22‬ذكورة أعاله‪ُ ،‬ي لقي ميث‪22‬اق األمم المتح‪22‬دة مس‪22‬ؤولية ض‪22‬مان وحماي‪22‬ة حق‪22‬وق‬
‫اإلنس‪22‬ان على الجمعي‪22‬ة العاّم ة‪ ،‬ه‪22‬ذا م‪22‬ا جعله‪22‬ا من أك‪22‬ثر أجه‪22‬زة األمم المتح‪22‬دة ال‪22‬تي تتبّنى المواثي‪22‬ق‬
‫الدولية الخاصة بحقوق الطف‪2‬ل‪ ،‬س‪2‬واًء أك‪2‬ان ذل‪2‬ك في صورة إعالن‪2‬ات أو ق‪2‬رارات أو توصيات أو‬
‫اتفاقيات أو غيرها‪.3‬‬

‫كما تسهر على التنسيق بين الدول والمنظمات في س‪22‬بيل القض‪22‬اء على الظ‪22‬اهرة‪ ،‬فتق‪22‬وم بعق‪22‬د‬
‫الورشات والمنتديات التي تسهم في تطوير اس‪2‬تراتيجية مكافح‪2‬ة اس‪2‬تغالل األطف‪2‬ال وتم‪2‬ارس مهم‪2‬ة‬
‫الرقاب ‪22‬ة على تط ‪22‬بيق واح ‪22‬ترام ال ‪22‬دول والحكوم ‪22‬ات له ‪22‬ذه اإلعالن ‪22‬ات وتل ‪22‬ك الوث ‪22‬ائق‪ ،‬وهي في ذل ‪22‬ك‬
‫تنظ‪22‬ر في أي موض‪22‬وع يتعل‪22‬ق بحق‪22‬وق الطف‪22‬ل يعرض‪22‬ه عليه‪22‬ا المجلس اإلقتصادي واإلجتم‪22‬اعي أو‬
‫هيئ‪22‬ة رئيس‪22‬ية أخ‪22‬رى من هيئ‪22‬ات األمم المتح‪22‬دة‪ ،‬أو تعرض‪22‬ها ال‪22‬دول األعض‪22‬اء أو يعرض‪22‬ها األمين‬
‫الع‪22 2‬ام للمنظم‪22 2‬ة‪ .‬وتنتهي الجمعي‪22 2‬ة العاّم ة إلى إصدار توصيات لل‪22 2‬دول األعض‪22 2‬اء‪ ،‬أو تطلب من‬

‫‪ -‬يوس‪22 2‬ف حس‪22 2‬ن يوس‪22 2‬ف‪ ،‬جريم‪22 2‬ة اس‪22 2‬تغالل األطف‪22 2‬ال وحم‪22 2‬ايتهم في الق‪22 2‬انون ال‪22 2‬دولي والش‪22 2‬ريعة اإلس‪22 2‬المية‪ ،‬المرك‪22 2‬ز الق‪22 2‬ومي‬ ‫‪1‬‬

‫لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2013 ،‬ص ‪.83‬‬


‫‪ -‬الماّد ة ‪ 13‬من ميثاق األمم المتحدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬فهي ال‪22‬تي تبّنت العه‪22‬د ال‪22‬دولي للحق‪22‬وق اإلقتصادية واإلجتماعي‪22‬ة والثقافي‪22‬ة لس‪22‬نة ‪ ،1966‬وإ عالن حق‪22‬وق الطف‪22‬ل لس‪22‬نة ‪،1959‬‬ ‫‪3‬‬

‫واتفاقية حقوق الطفل لعام ‪ ،1989‬والبروتوكول اإلختياري بش‪2‬أن بي‪2‬ع األطف‪2‬ال وبغ‪2‬اء األطف‪2‬ال واس‪2‬تغاللهم في الع‪2‬روض والم‪2‬واد‬
‫اإلباحية لسنة ‪ ،2000‬والكثير من اإلتفاقيات المتعلقة باإلتجار باألطفال‪ ،‬باإلضافة إلى القرارات والتوصيات‪ ،‬ومن أهمه‪22‬ا الق‪2‬رار‬
‫(‪ )144-61‬المئرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2006‬بشأن "اإلتجار بالنساء والفتيات"‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫مجلس األمن عمال تنفي‪22‬ذيا يتعل‪22‬ق بف‪22‬رض اح‪22‬ترام حق‪22‬وق الطف‪22‬ل‪ ،‬أو توصي األمين الع‪22‬ام للمنظم‪22‬ة‬
‫‪1‬‬
‫بالقيام بعمل ما في هذا السبيل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إسهامات الجمعية العاّم ة في مكافحة استرقاق األطفال‬

‫باعتبار استرقاق األطفال من بين أسوأ أش‪2‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪ ،‬فق‪22‬د أصدرت الجمعي‪22‬ة العاّم ة‬
‫لألمم المتحدة عّد ة قرارات من أجل مكافحة اإلسترقاق واإلتجار بالبشر بصفة عاّم ة‪ ،‬ويمكنن‪22‬ا أن‬
‫ن‪22‬ذكر في ه‪22‬ذا الصدد الق‪22‬رار (‪ )137-58‬الم‪22‬ؤرخ في ‪ 22‬ديس‪22‬مبر ‪ 2003‬والمعن‪22‬ون ب "تعزي‪22‬ز‬
‫التع‪2‬اون ال‪2‬دولي في من‪2‬ع اإلتج‪2‬ار بالبش‪2‬ر ومكافحت‪2‬ه وحماي‪2‬ة ض‪2‬حاياه" وال‪2‬ذي تم في‪2‬ه مطالب‪2‬ة ال‪2‬دول‬
‫األعض ‪22‬اء في المنظم ‪22‬ة بتيس ‪22‬ير ودعم التع ‪22‬اون ال ‪22‬دولي لمن ‪22‬ع ومكافح ‪22‬ة اإلتج ‪22‬ار بالبش ‪22‬ر ومعالج ‪22‬ة‬
‫ض‪22 2‬حاياه‪ ،‬واعتم‪22 2‬دت دليال لمناقش‪22 2‬ة ه‪22 2‬ذه الظ‪22 2‬اهرة‪ ،‬وك‪22 2‬ذا الق‪22 2‬رار رقم (‪ )144-61‬الم‪22 2‬ؤرخ في‬
‫‪19‬ديسمبر ‪ 2006‬بشأن "اإلتجار بالنساء والفتيات" والذي أقّر بأّن اإلتج‪2‬ار بالبش‪2‬ر الس‪2‬يما النس‪2‬اء‬
‫والفتيات بات يش‪2‬كل هاجس‪2‬ا كب‪22‬يرا‪ ،‬على ال‪22‬دول ب‪22‬ذل العناي‪22‬ة المطلوب‪22‬ة للقض‪22‬اء علي‪22‬ه باإلض‪22‬افة إلى‬
‫الق‪22 2‬رار (‪ )194-63‬الم‪22 2‬ؤرخ في ‪ 23‬ج‪22 2‬انفي ‪ 2009‬بعن‪22 2‬وان "تحس‪22 2‬ين تنس‪22 2‬يق الجه‪22 2‬ود المبذول‪22 2‬ة‬
‫لمكافحة اإلتجار باألشخاص"‪.‬‬

‫كم‪22 2‬ا عّينت الجمعي‪22 2‬ة العاّم ة المق‪22 2‬رر الخ‪22 2‬اص ال‪22 2‬ذي يع‪22 2‬نى بقض‪22 2‬ايا بي‪22 2‬ع األطف‪22 2‬ال وبغ‪22 2‬ائهم‬
‫واس ‪22‬تخدامهم في الم ‪22‬واد اإلباحي ‪22‬ة‪ ،‬وق ‪22‬د وض ‪22‬ع تق ‪22‬ارير الس ‪22‬تنتاجاته ح ‪22‬ول قض ‪22‬ايا كث ‪22‬يرة‪ ،‬وأج ‪22‬رى‬
‫بعث‪2‬ات المراقب‪2‬ة من أج‪2‬ل مس‪2‬ح للح‪2‬وادث في كث‪2‬ير من المن‪2‬اطق ع‪2‬بر الع‪2‬الم كم‪2‬ا أق‪2‬ام ورش العم‪2‬ل‬
‫وقّد م استشارات وهو ينسق مع المنظمات غير الحكومية إّم ا مباشرة أو عن طريق مرك‪22‬ز حق‪22‬وق‬
‫‪2‬‬
‫اإلنسان‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إسهامات الجمعية العاّم ة في مكافحة تجنيد األطفال في النزاعات المسلحة‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬راجع نص المواد من ‪ 10‬إلى ‪ 15‬من ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬والمتعلقة بوظائف وسلطات الجمعية العاّم ة لألمم المتحدة ‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Bureau international des droits des enfants, les dimentions internationales de l’exploitation sexuelle des enfants,‬‬
‫‪Rapport Global, p27. Sur le lien : https://www.ibcr.org/wp-content/uploads/2016/06/Rapport-global-dimensions-de-‬‬
‫‪lexploitation-sexuelle-fran%C3%A7ais-1.pdf visité le 16/04/2021.‬‬

‫‪147‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ساهمت الجمعية العاّم ة في القضاء على التجنيد القسري أو اإلجباري لألطف‪22‬ال واس‪2‬تخدامهم‬
‫في الصراعات المسلحة من خالل سلسلة من القرارات واإلعالنات‪ ،‬من أهمها‪ ،‬اإلعالن الع‪22‬المي‬
‫لحماي‪22‬ة الم‪22‬رأة والطف‪22‬ل في ح‪22‬االت الط‪22‬وارئ وأثن‪22‬اء ال‪22‬نزاع المس‪22‬لح لس‪22‬نة ‪ ،11974‬وال‪22‬ذي رّس خ‬
‫مجموع‪22‬ة من المب‪22‬ادئ ال‪22‬تي تفض‪22‬ي إلى حماي‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل‪ ،‬وأل‪22‬زم ال‪22‬دول على تق‪22‬ديم ض‪22‬مانات‬
‫لحماية األطفال أثناء النزاع المسلح‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إسهامات الجمعية العاّم ة في مكافحة استغالل األطفال في األعمال الخطيرة‬

‫من القرارات الصادرة عن الجمعي‪2‬ة العاّم ة لمكافح‪2‬ة اس‪2‬تغالل األطف‪2‬ال في األعم‪2‬ال الض‪2‬ارة‬
‫بصّح تهم؛ الق ‪22‬رار رقم (‪ )107-52‬بش ‪22‬أن حق ‪22‬وق الطف ‪22‬ل‪ ،‬وال ‪22‬ذي تؤك ‪22‬د في ‪22‬ه الجمعي ‪22‬ة العاّم ة ح ‪22‬ق‬
‫الطف‪22‬ل في الحماي‪22‬ة من اإلس‪22‬تغالل اإلقتصادي‪ ،‬ومن أداء أي عم‪22‬ل من الم‪22‬رّج ح أن ينط‪22‬وي على‬
‫خط‪22 2‬ر بالنس‪22 2‬بة لتعليم الطف‪22 2‬ل أو يعي‪22 2‬ق أو يش‪22 2‬كل ض‪22 2‬ررا بصحته أو بنم‪22 2‬وه الب‪22 2‬دني أو العقلي أو‬
‫الروحي أو المعنوي أو اإلجتماعي‪.‬‬

‫كم‪22 2‬ا رّح بت الجمعي‪22 2‬ة العاّم ة ب‪22 2‬الجهود المبذول‪22 2‬ة من ط‪22 2‬رف لجن‪22 2‬ة حق‪22 2‬وق الطف‪22 2‬ل‪ 2‬من أج‪22 2‬ل‬
‫القض‪22‬اء على اس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال في أس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل‪ ،‬وتش‪22‬جع اللجن‪22‬ة وك‪22‬ذلك الهيئ‪22‬ات األخ‪22‬رى‬
‫ذات الصلة المنش‪22‬أة بمعاه‪22‬دات حق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان‪ ،‬على مواصلة رصد ه‪22‬ذه المش‪22‬كلة المتزاي‪22‬دة عن‪22‬د‬
‫دراسة تقارير الدول األطراف‪.‬‬

‫وقد اعتبرت الجمعية العاّم ة لألمم المتحدة سنة ‪ 2021‬سنة دولية للقضاء على أسوأ أش‪22‬كال‬
‫عمل األطفال‪ ،‬وذل‪2‬ك بم‪2‬وجب ق‪2‬رار اتخذت‪2‬ه في ‪ 25‬جويلي‪2‬ة ‪ 2019‬في دورته‪2‬ا الثالث‪2‬ة والس‪2‬بعون‪،‬‬
‫ودعت بموجبه جميع الدول األعضاء ومؤسسات منظومة األمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية‬

‫‪ - 1‬اإلعالن العالمي لحماية المرأة والطفل في حاالت الطوارئ وأثناء النزاع المسلح‪ ،‬صادر عن الجمعية العاّم ة‪ ،‬بتاريخ ‪14‬‬
‫ديسمبر ‪.1974‬‬
‫‪ُ - 2‬أنش‪22‬أت لجن‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل بم‪22‬وجب الم‪22‬اّد ة ‪ 43‬من اتفاقي‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل لس‪22‬نة ‪ ،1989‬تتمث‪22‬ل المهّم ة األساس‪22‬ية له‪22‬ا في رصد‬
‫مدى التقدم الُم حرز من الدول األطراف في تطبيق اتفاقية حقوق الطف‪2‬ل وال‪2‬بروتوكولين اإلختي‪2‬اريين لالتفاقي‪2‬ة‪ ،‬تق‪ّ2‬د م اللجن‪2‬ة تق‪2‬ارير‬
‫عن نشاطها إلى الجمعية العاّم ة‪ ،‬ولها أن تقدم اإلقتراحات والتوصيات العاّم ة‪ ،‬وإ جراء تحقيقات‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫واإلقليمية والمجتمع المدني‪ ،‬بما يشمل المنظمات غير الحكومية واألفراد وسائر الجهات صاحبة‬
‫المصلحة ذات الصلة‪ ،‬إلى اإلحتف‪22‬ال به‪22‬ذه الس‪22‬نة الدولي‪22‬ة‪ ،‬على النح‪22‬و المناس‪22‬ب‪ ،‬من خالل أنش‪22‬طة‬
‫تهدف إلى زيادة ال‪2‬وعي بأهمي‪2‬ة القض‪2‬اء على عم‪2‬ل األطف‪2‬ال‪ ،‬وإ لى تب‪2‬ادل الممارس‪2‬ات الفض‪2‬لى في‬
‫‪1‬‬
‫هذا الصدد‪ ،‬كما أّك دت على ضرورة إنهاء عمل األطفال بجميع أشكاله بحلول العام ‪.2025‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫دور المجلس اإلقتصادي واإلجتماعي في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫يعت‪22‬بر المجلس اإلقتصادي واإلجتم‪22‬اعي وهيئات‪22‬ه الفرعي‪22‬ة مرك‪22‬ز اإلهتم‪22‬ام األساس‪22‬ي بمس‪22‬ألة‬
‫حق ‪22‬وق اإلنس ‪22‬ان والحري ‪22‬ات األساس ‪22‬ية بصفة عاّم ة‪ ،‬فه ‪22‬و ال ‪22‬ذي يق ‪22‬وم بإع ‪22‬داد مش ‪22‬اريع اإلتفاقي ‪22‬ات‬
‫ويعرضها على الجمعية العامة‪ ،‬ويدعو إلى عقد المؤتمرات بشأن مسائل حق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان‪ ،‬ويض‪22‬ع‬
‫م‪22‬ع ال‪22‬دول والوك‪22‬االت الدولي‪22‬ة المتخصصة م‪22‬ا يل‪22‬زم من ترتيب‪22‬ات كي تم‪22‬ده بتق‪22‬ارير عن الخط‪22‬وات‬
‫ال‪22‬تي اتخ‪22‬ذتها لتنفي‪22‬ذ توصيات الجمعي‪22‬ة العاّم ة في مس‪22‬ائل حق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان‪ ،‬ويبل‪22‬غ الجمعي‪22‬ة العاّم ة‬
‫‪2‬‬
‫مالحظاته على هذه التقارير‪.‬‬

‫فالمس‪22‬ائل المتعلق‪22‬ة بحق‪22‬وق الطف‪22‬ل في مج‪22‬ال العم‪22‬ل تع‪22‬د من اختصاص المجلس االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬ويمكن تعداد هذه االختصاصات على النحو التالي‪:3‬‬

‫‪ -‬القيام بالدراسات وإ عداد تقارير عن مختلف أشكال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال باعتباره‪22‬ا من المس‪22‬ائل‬
‫االجتماعي‪22‬ة والتعليمي‪22‬ة والصحية‪ ،‬وتق‪22‬ديم توصيات في أي‪22‬ة مس‪22‬ألة من تل‪22‬ك المس‪22‬ائل إلى الجمعي‪22‬ة‬
‫العاّم ة وإ لى أعضاء األمم المتحدة وإ لى الوكاالت المتخصصة ذات الشأن من بينها منظمة العم‪22‬ل‬
‫الدولية‪.‬‬

‫‪ - 1‬ق‪22‬رار صادر عن الجمعي‪22‬ة العاّم ة لألمم المتح‪22‬دة‪ ،‬بت‪22‬اريخ ‪ 25‬جويلي‪22‬ة ‪ ،2019‬ال‪22‬دورة الثالث‪22‬ة والس‪22‬بعون‪ ،‬البن‪22‬د ‪ 14‬من ج‪22‬دول‬
‫األعمال‪ ،‬والمعنون ب"السنة الدولية للقضاء على عمل األطفال‪."2021 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬راجع نص المواد ‪ 62،63،64،66‬المتعّلقة بوظائف وسلطات المجلس اإلقتصادي واإلجتماعي‪ ،‬ميثاق األمم المتحدة ‪-‬‬
‫‪ -3‬فاطمة شحاتة أحمد زيدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.568‬‬

‫‪149‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -‬تقديم توصيات فيما يتعل‪22‬ق بإش‪2‬اعة اح‪2‬ترام حق‪22‬وق الطف‪22‬ل وع‪22‬دم اس‪2‬تغالله في أس‪2‬وأ أش‪2‬كال‬
‫العمل‪.‬‬

‫‪ -‬إع‪22 2‬داد مش‪22 2‬روعات اتفاقي‪22 2‬ات عن المس‪22 2‬ائل ال‪22 2‬تي ت‪22 2‬دخل في اختصاصه‪ ،‬وعرض‪22 2‬ها على‬
‫‪1‬‬
‫الجمعية العاّم ة‪ ،‬وله حق الدعوة لعقد المؤتمرات الدولية لدراسةهذه المسائل‪.‬‬

‫‪ -‬تق‪22 2‬دم الوك‪22 2‬االت المتخصصة ومنه‪22 2‬ا منظم‪22 2‬ة العم‪22 2‬ل الدولي‪22 2‬ة تق‪22 2‬ارير عن نش‪22 2‬اطاتها إلى‬
‫المجلس االقتصادي واالجتم‪22‬اعي‪ ،‬كم‪22‬ا يق‪22‬وم المجلس بتنفي‪22‬ذ توصيات الجمعي‪22‬ة العاّم ة فيم‪22‬ا يتعل‪22‬ق‬
‫‪2‬‬
‫بالمسائل التي تدخل في اختصاص هذه الوكاالت‪.‬‬

‫‪ -‬باإلض ‪22‬افة إلى دور المجلس في إم ‪22‬داد مختل ‪22‬ف أجه ‪22‬زة المنظم ‪22‬ة ووكاالته ‪22‬ا المتخصصة‬
‫‪3‬‬
‫بمعلومات تلزمها ومما يدخل في اختصاصه‪.‬‬

‫بن‪22‬اءا على م‪22‬ا س‪22‬بق‪ ،‬ف‪22‬إّن للمجلس إس‪22‬هامات عدي‪22‬دة فيم‪22‬ا يخص مكافح‪22‬ة أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل‬
‫األطف‪2‬ال‪ ،‬خصوصا مس‪2‬ألة اإلتج‪2‬ار باألطف‪2‬ال باعتباره‪2‬ا إح‪2‬دى الج‪2‬رائم الدولي‪2‬ة‪ ،‬ونظ‪2‬را لم‪2‬ا تخلف‪2‬ه‬
‫من مشكالت إقتصادية واجتماعية‪ ،‬حيث شّك ل –بالتنس‪2‬يق م‪2‬ع مجلس حق‪2‬وق اإلنس‪2‬ان‪-‬فري‪2‬ق عم‪2‬ل‬
‫مع‪22‬ني باإلتج‪22‬ار باألطف‪22‬ال وبغ‪22‬ائهم‪ ،‬وق‪22‬د ك‪22‬ان ه‪22‬ذا األخ‪22‬ير مس‪22‬ؤوال عن دراس‪22‬ة مس‪22‬ألة اإلس‪22‬تغالل‬
‫الجنسي لألطفال وتقديم التوصيات من أجل القضاء على هذه الظ‪2‬اهرة‪ ،‬وق‪2‬د أع‪ّ2‬د الفري‪2‬ق "برن‪2‬امج‬
‫عم ‪22‬ل لمن ‪22‬ع بي ‪22‬ع األطف ‪22‬ال واس ‪22‬تخدامهم في البغ ‪22‬اء والم ‪22‬واد اإلباحي ‪22‬ة" ويح‪ّ2 2‬د د البرن ‪22‬امج قائم ‪22‬ة من‬
‫المبادئ التوجيهية التي تحكم مستقبل المبادرات في ه‪2‬ذا المج‪2‬ال‪ ،‬باإلض‪22‬افة إلى توض‪2‬يح األه‪2‬داف‬
‫‪4‬‬
‫التي ينبغي على الدول األعضاء أن تلتزم بتحقيقها‪.‬‬

‫‪ -1‬المواد ‪ 66 ،64 ،63 ،62‬من ميثاق األمم المتحدة‪.‬‬


‫‪ -‬المواد ‪ 02-63/01‬و‪ 64/01‬من ميثاق األمم المتحدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬المواد ‪ 64/02،65،66‬من الميثاق نفسه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫‪- Bureau international des droits des enfants, op.cit, p28.‬‬

‫‪150‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كم ‪22‬ا ي ‪22‬دخل موض ‪22‬وع أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال ض ‪22‬من االختصاص الع ‪22‬ام للجن ‪22‬ة حق ‪22‬وق‬
‫اإلنس‪22‬ان‪ ،1‬إذ لم ي‪22‬رد النص على م‪22‬ا يمكن أن تق‪22‬وم ب‪22‬ه بصدد ه‪22‬ذا الموض‪22‬وع‪ ،‬إاّل أّن ه وبن‪22‬اء على‬
‫ق ‪22 2‬رار المجلس اإلقتصادي واإلجتم ‪22 2‬اعي رقم ‪( 09‬د‪ )3-‬الصادر بإنش ‪22 2‬ائها في يوني ‪22 2‬ه ‪،1946‬‬
‫تختص لجنة حقوق اإلنسان ب‪22‬إجراء الدراس‪2‬ات وتق‪22‬ديم المقترح‪2‬ات والتوصيات والتق‪22‬ارير للمجلس‬
‫في المسائل اآلتية‪ :‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنس‪22‬ان‪ ،‬اإلعالن‪22‬ات واالتفاقي‪22‬ات الدولي‪22‬ة‪ ،‬وأي‪22‬ة مس‪22‬ألة‬
‫أخرى تتعلق بحقوق اإلنسانن كما تس‪2‬ند له‪2‬ا بعض المهم‪2‬ات كتق‪2‬نين بعض الحق‪2‬وق كحق‪2‬وق الم‪2‬رأة‬
‫‪2‬‬
‫والطفل‪...‬إلخ‪ ،‬ويجوز للجنة أن توصي المجلس بإنشاء اللجان الفرعية التي تراها ضرورية‪.‬‬

‫واألهم من ذل‪22 2‬ك‪ ،‬ف‪22 2‬إن دور اللجن‪22 2‬ة واس‪22 2‬ع‪ ،‬إذ ال يقتصر على صياغة وإ ع‪22 2‬داد اإلتفاقي‪22 2‬ات‬
‫الدولي‪22 2‬ة المتعلق‪22 2‬ة بحق‪22 2‬وق اإلنس‪22 2‬ان فحس‪22 2‬ب‪ ،‬ب‪22 2‬ل للجن‪22 2‬ة مهم‪22 2‬ة تلّقي الرس‪22 2‬ائل والش‪22 2‬كاوى المتعلق‪22 2‬ة‬
‫بانتهاكات حقوق اإلنسان‪ ،‬وذلك من األف‪2‬راد والمنظم‪22‬ات غ‪22‬ير الحكومي‪22‬ة والتحقي‪22‬ق فيه‪22‬ا‪ ،‬ومعالج‪2‬ة‬
‫ه‪22‬ذه الش‪22‬كاوى والرس‪22‬ائل وإ رس‪22‬ال تق‪22‬ارير ب‪22‬ذلك إلى المجلس وإ لى األمين الع‪22‬ام والجمعي‪22‬ة العاّم ة‪،‬‬
‫كم ‪22‬ا تباش ‪22‬ر اللجن ‪22‬ة مهامه ‪22‬ا في الرقاب ‪22‬ة على عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال عن طري ‪22‬ق ع‪ّ2 2‬د ة آلي ‪22‬ات‪ ،‬مث ‪22‬ل تع ‪22‬يين‬
‫خ‪22‬براء‪ ،‬أو تش‪22‬كيل مجموع‪22‬ات عم‪22‬ل‪ ،‬تتك‪22‬ون من خ‪22‬براء غ‪22‬ير حكوم‪22‬يين لمس‪22‬اعدتها وذل‪22‬ك بموافق‪22‬ة‬
‫‪3‬‬
‫رئيس المجلس اإلقتصادي واإلجتماعي واألمين العام لألمم المتحدة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫دور مجلس األمن في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫‪ -‬تعتبر هذه اللجنة من الهيئات الفرعية للمجلس اإلقتصادي واإلجتم‪2‬اعي‪ ،‬أنش‪2‬أها بم‪2‬وجب الق‪2‬رار رقم ‪( 05‬د‪ )1-‬لع‪2‬ام ‪1946‬‬ ‫‪1‬‬

‫والمعدل بالقرار رقم ‪ 09‬لعام ‪.1946‬‬


‫‪ -‬عمر سعد اهلل‪" ،‬القانون الدولي لحقوق اإلنس‪2‬ان‪ :‬نظ‪2‬رة على مراح‪2‬ل تط‪2‬وره"‪ ،‬المجل‪2‬ة الجزائري‪2‬ة للعل‪2‬وم القانوني‪2‬ة واإلقتصادية‬ ‫‪2‬‬

‫والسياسية‪ ،‬ع ‪ ،1992 ،04‬جامعة بن يوسف بن خدة الجزائر‪ ،‬ص ‪.705 ،704‬‬
‫‪ -‬عمر سعد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.706‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪151‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ُيع ‪ّ2 2‬د مجلس األمن الجه‪22 2‬از األك‪22 2‬ثر فعالي‪22 2‬ة داخ‪22 2‬ل األمم المتح‪22 2‬دة ب‪22 2‬النظر إلى اختصاصاته‬
‫وس ‪22‬لطاته ال ‪22‬واردة في الميث ‪22‬اق‪ ،‬فض ‪22‬ال عن كيفي ‪22‬ة تش ‪22‬كيله وإ ج ‪22‬راءات التصويت داخل ‪22‬ه‪ ،‬ويعت ‪22‬بر‬
‫صاحب المس ‪22‬ؤولية الرئيس ‪22‬ية فيم ‪22‬ا يتعل ‪22‬ق بحف ‪22‬ظ الس ‪22‬لم واألمن ال ‪22‬دوليين‪ ،‬فالصالحيات الواس ‪22‬عة‬
‫الممنوحة لمجلس األمن ُتمّك نه من التصدى لمسائل عديدة تتعل‪22‬ق بانتهاك‪22‬ات حق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان ومنه‪22‬ا‬
‫‪2‬‬
‫المتعلقة بحقوق الطفل‪.‬‬

‫وبذلك‪ ،‬يظهر دور مجلس األمن في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال خصوصا في‬
‫موض‪22 2‬وع تجني‪22 2‬د األطف‪22 2‬ال واس‪22 2‬تغاللهم أثن‪22 2‬اء النزاع‪22 2‬ات المس‪22 2‬لحة‪ ،‬فللمجلس اختصاصا هام‪22 2‬ا في‬
‫التصدي النتهاك ‪22‬ات حق ‪22‬وق اإلنس ‪22‬ان وقت النزاع ‪22‬ات المس ‪22‬لحة ال ‪22‬تي من ش ‪22‬أنها أن ُتع ‪22‬رض الس ‪22‬لم‬
‫واألمن الدوليين للخطر‪.‬‬

‫وق‪2‬د ب‪2‬دأ اهتم‪2‬ام مجلس األمن بموض‪2‬وع تجني‪2‬د األطف‪2‬ال واس‪2‬تغاللهم أثن‪2‬اء النزاع‪2‬ات المس‪2‬لحة‬
‫في بداي ‪22‬ة تس ‪22‬عينيات الق ‪22‬رن الماض ‪22‬ي من خالل مجموع ‪22‬ة من الق ‪22‬رارات الُم تعلق ‪22‬ة بوض ‪22‬ع األطف ‪22‬ال‬
‫أثن ‪22‬اء النزاع ‪22‬ات المس ‪22‬لحة –وهي ُتع ‪22‬د ج ‪22‬زءا ال يتج ‪22‬زأ من المع ‪22‬ايير المتعلق ‪22‬ة بحماي ‪22‬ة األطف ‪22‬ال في‬
‫النزاع‪22‬ات المس‪22‬لحة‪ ،-‬حيث انتهج المجلس مقارب‪22‬ة تدريجي‪22‬ة لمعالج‪22‬ة ه‪22‬ذه الظ‪22‬اهرة‪ ،‬بالتصّد ى له‪22‬ا‬
‫من خالل قرارات حددت إطار عمل‪22‬ه ب‪22‬الموازاة م‪22‬ع آلي‪22‬ة لمراقب‪22‬ة تنفي‪22‬ذها من خالل تق‪22‬ارير األمين‬

‫‪ -‬بالرغم من فعالية إختصاصات مجلس األمن مقارنة باختصاصات غيره من األجهزة‪ ،‬إاّل أنها تبدو غبر واض‪2‬حة فيم‪2‬ا يتعل‪2‬ق‬ ‫‪1‬‬

‫بحقوق اإلنسان وحرياته األساسية فهي مرتبطة بالمهمة األساسية للمجلس المتمثلة في حفظ السلم واألمن الدوليين‪ ،‬ومع ذلك ف‪22‬إن‬
‫إمكانبة منح صالحيات للمجلس في مجال حماية حقوق اإلنسان تبدو ممكنة إذا ما اعتمدنا على ما تتضمنه الماّد ة ‪ 24‬من الميثاق‬
‫وال‪22‬تي تنص على إل‪22‬زام المجلس ب‪22‬أن يعم‪22‬ل وه‪22‬و ي‪22‬ؤّد ي واجبات‪22‬ه وفق‪22‬ا لمقاصد األمم المتح‪22‬دة وأه‪22‬دافها‪ ،‬ومن بينه‪22‬ا م‪22‬ا تنص علي‪22‬ه‬
‫الم ‪22‬اّد ة ‪ 01/03‬من ض ‪22‬رورة تحقي ‪22‬ق التع ‪22‬اون ال ‪22‬دولي والعم ‪22‬ل على ح ‪22‬ل المس ‪22‬ائل الدولي ‪22‬ة ذات الصبغة اإلقتصادية واإلجتماعي ‪22‬ة‬
‫والثقافي‪22‬ة واإلنس‪22‬انية وعلى تعزي‪22‬ز اح‪22‬ترام حق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان والحري‪22‬ات األساس‪22‬ية للن‪22‬اس جميع‪22‬ا بال تمي‪22‬يز بينهم بس‪22‬بب العنصر أو‬
‫الجنس أو اللغ‪22‬ة أو ال‪ّ2‬د ين وال تفري‪22‬ق بين الرج‪22‬ال والنس‪22‬اء‪ ،‬ك‪22‬ذلك يمكنن‪22‬ا منح المجلس اختصاصا إض‪22‬افيا في مج‪22‬ال حماي‪22‬ة حق‪22‬وق‬
‫اإلنس ‪22 2‬ان ب‪22 2 2‬النظر إلى الم‪22 2 2‬اّد ة ‪ 38‬وال ‪22 2‬تي تمنح مجلس األمن س ‪22 2‬لطة مباش ‪22 2‬رة جمي‪22 2 2‬ع وظ ‪22 2‬ائف األمم المتح ‪22 2‬دة المتعلق ‪22 2‬ة ب‪22 2 2‬المواقع‬
‫اإلستراتيجية‪ .‬أنظر عبد الغفور أسعد عبد الوه‪2‬اب‪" ،‬دور أجه‪2‬زة منظم‪2‬ة األمم المتح‪2‬دة في تط‪2‬بيق وتط‪2‬وير قواع‪2‬د الق‪2‬انون ال‪2‬دولي‬
‫اإلنساني"‪ ،‬مجلة جامعة تكريت للحقوق‪ ،‬المجلد ‪ ،6‬العدد‪ ،03‬الجزء ‪ ،06‬بغداد‪ ،2018 ،‬ص ‪.385‬‬
‫‪ -‬بوصوار ميسوم‪ ،‬تجريم التعدي على حقوق الطفل في القانون الدولي‪ ،‬أطروحة لني‪2‬ل ش‪2‬هادة دكت‪2‬وراه في الق‪2‬انون الع‪2‬ام‪ ،‬كلي‪2‬ة‬ ‫‪2‬‬

‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2017 ،‬ص ‪.259‬‬

‫‪152‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الع‪22 2‬ام أوال‪ ،‬ثم عن طري‪22 2‬ق إش‪22 2‬هار األس‪22 2‬ماء وفض‪22 2‬ح منتهكي الق‪22 2‬انون ال‪22 2‬دولي بخصوص تجني‪22 2‬د‬
‫‪1‬‬
‫األطفال‪ ،‬ثم بتحيين هذه اآللية الحقا بإنشاء آلية الرصد واإلبالغ وكذا فريق العمل الخاص به‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قرارات مجلس األمن المتعلقة بأسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫كان أول قرار يصدر عن مجلس األمن ح‪2‬ول وض‪2‬ع األطف‪2‬ال أثن‪2‬اء النزاع‪2‬ات المس‪2‬لحة ه‪2‬و‬
‫الق‪22 2 2 2‬رار رقم ‪ 1261‬لع‪22 2 2 2‬ام ‪ ،1999‬ال‪22 2 2 2‬ذي يع‪22 2 2 2‬ترف من خالل‪22 2 2 2‬ه مجلس األمن بالت‪22 2 2 2‬أثير الس ‪22 2 2‬لبي‬
‫للصراعات المس ‪22 2‬لحة على األطف ‪22 2‬ال ويحث ال ‪22 2‬دول وجمي ‪22 2‬ع أجه ‪22 2‬زة األمم المتح ‪22 2‬دة على تك ‪22 2‬ثيف‬
‫جهودها لكفال‪22‬ة وض‪22‬ع نهاي‪22‬ة لتجني‪22‬د األطف‪22‬ال واس‪2‬تخدامهم في الصراعات المس‪2‬لحة انتهاك‪22‬ا للق‪22‬انون‬
‫ال‪22‬دولي‪ ،‬وذل‪22‬ك من خالل الجه‪22‬ود السياس‪22‬ية وغيره‪22‬ا من الجه‪22‬ود بم‪22‬ا في ذل‪22‬ك تش‪22‬جيع توف‪22‬ير ب‪22‬دائل‬
‫أمام األطفال تغنيهم عن االشتراك في الصراعات المسلحة‪ ،‬وحث الدول على تيس‪22‬ير ن‪22‬زع س‪22‬الح‬
‫‪2‬‬
‫األطفال الذين يستخدمون كجنود انتهاكا للقانون الدولي وتسريحهم وإ عادة تأهيلهم وإ دماجهم‪.‬‬

‫وطلب بصفة خاصة من الممث‪22‬ل الخ‪22‬اص لألمين الع‪22‬ام المع‪22‬ني باألطف‪22‬ال والصراع المس‪22‬لح‪،‬‬
‫أن يق ‪22‬دم إلى المجلس تقري ‪22‬را عن تنفي ‪22‬ذ ه ‪22‬ذا الق ‪22‬رار‪ ،‬وه ‪22‬و الطلب ال ‪22‬ذي س ‪22‬وف يعي ‪22‬ده في جمي ‪22‬ع‬
‫‪3‬‬
‫القرارات الالحقة منشئا بذلك آلية لمراقبة تنفيذ قراراته‪.‬‬

‫وفي عام ‪ 2000‬صدر القرار ‪ 1314‬الذي أّك د في ديباجته على ضرورة احترام األطراف‬
‫لألحكام الواردة في اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم ‪ 182‬بشأن حظر أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫واتخ ‪22‬اذ إج ‪22‬راءات فوري ‪22‬ة إلزالته ‪22‬ا‪ ،‬وحث ال ‪22‬دول األعض ‪22‬اء ال ‪22‬تي بوس ‪22‬عها أن توق ‪22‬ع وتصدق على‬
‫ال‪22‬بروتوكول االختي‪22‬اري التفاقي‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل المتعل‪22‬ق بإش‪22‬راك األطف‪22‬ال في الصراعات المس‪22‬لحة‬
‫أـن تفع‪22‬ل ذل‪22‬ك‪ ،‬كم‪22‬ا طلب من األط‪22‬راف في النزاع‪22‬ات المس‪22‬لحة أن تض ‪ّ2‬م ن مفاوض‪22‬ات واتفاقي‪22‬ات‬

‫‪ -1‬نيب ‪22‬وش س ‪22‬هيلة‪" ،‬الق ‪22‬انون ال ‪22‬دولي في مواجه ‪22‬ة ظ ‪22‬اهرة األطف ‪22‬ال الجن ‪22‬ود"‪ ،‬م ‪22‬ذكرة لني ‪22‬ل ش ‪22‬هادة الماجس ‪22‬تير في الحق ‪22‬وق والعل ‪22‬وم‬
‫السياسية‪ ،‬تخصص قانون دولي وعالقات دولية‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص‪.49‬‬
‫‪ -2‬الق ‪22 2 2 2 2‬رار رقم ‪ ،1261‬اتخ ‪22 2 2 2 2‬ذه مجلس األمن في جلس ‪22 2 2 2 2‬ته ‪ ،4037‬المعق ‪22 2 2 2 2‬ودة في ‪ 25‬أوت ‪ .1999‬مت ‪22 2 2 2 2‬وفر على الراب ‪22 2 2 2 2‬ط‪:‬‬
‫‪ https://undocs.org/ar/S/RES/1261(1999‬تاريخ اإلطالع‪.19/08/2021 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬نيبوش سهيلة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪- 50‬‬

‫‪153‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الس‪22‬الم أحكام‪22‬ا لحماي‪22‬ة األطف‪22‬ال‪ ،‬بم‪22‬ا في ذل‪22‬ك ن‪22‬زع س‪22‬الح األطف‪22‬ال المح‪22‬اربين وتس‪22‬ريحهم وإ ع‪22‬ادة‬
‫‪1‬‬
‫إدماجهم‪.‬‬

‫وأهم ما طب‪2‬ع ه‪2‬ذا الق‪2‬رار أن مجلس األمن كّي ف في‪2‬ه ألول م‪ّ2‬ر ة اإلعت‪2‬داء على حق‪2‬وق الطف‪2‬ل‬
‫أثن‪22‬اء النزاع‪22‬ات المس‪22‬لحة بأن‪22‬ه خط‪22‬ر على األمن والس‪22‬لم ال‪22‬دوليين‪ ،‬مّم ا ق‪22‬د يس‪22‬مح للمجلس مس‪22‬تقبال‬
‫باللجوء إلى إجراءات أكثر صرامة بموجب الفصل السابع من الميثاق‪.‬‬

‫وتواصلت جه ‪22‬ود مجلس األمن في مج ‪22‬ال حماي ‪22‬ة األطف ‪22‬ال من االس ‪22‬تغالل أثن ‪22‬اء النزاع ‪22‬ات‬
‫المسلحة‪ ،‬ففي قراره رقم ‪ 1379‬لع‪2‬ام ‪ 2001‬ج‪ّ2‬د د المجلس مطالبت‪2‬ه لجمي‪2‬ع األط‪2‬راف ب‪2‬أن تح‪2‬ترم‬
‫قواعد القانون الدولي المتصلة بحق‪2‬وق األطف‪2‬ال وحم‪2‬ايتهم في النزاع‪2‬ات المس‪2‬لحة الس‪2‬يما اتفاقي‪2‬ات‬
‫ج‪22‬نيف لع‪22‬ام ‪ 1949‬واإللتزام‪22‬ات ال‪22‬تي تنص عليه‪22‬ا بم‪22‬وجب بروتوك‪22‬والت ع‪22‬ام ‪ 1977‬اإلض‪22‬افية‬
‫الملحق‪22‬ة به‪22‬ا واتفاقي‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل لع‪22‬ام ‪ 1989‬وبروتوك‪22‬ول ‪ 25‬م‪22‬اي ‪ 2000‬اإلختي‪22‬اري الملح‪22‬ق‬
‫بها‪ ،‬واتفاقية منظمة العمل الدولية رقم ‪ 182‬بشأن القض‪22‬اء على أس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪ ،‬كم‪22‬ا‬
‫واصل حث ال‪22‬دول على وض‪22‬ع ح‪22‬د لإلفالت من العق‪22‬اب وعلى كفال‪22‬ة حماي‪22‬ة األطف‪22‬ال في اتفاق‪22‬ات‬
‫الس ‪22‬الم‪ ،‬بم ‪22‬ا في ذل ‪22‬ك عن ‪22‬د اإلقتض ‪22‬اء‪ ،‬عن طري ‪22‬ق أحك ‪22‬ام تتصل ب ‪22‬نزع س ‪22‬الح األطف ‪22‬ال الجن ‪22‬ود‬
‫وتس ‪22‬ريحهم وإ ع ‪22‬ادة إدم ‪22‬اجهم وإ ع ‪22‬ادتهم إلى أس ‪22‬رهم‪ ،‬وأخ ‪22‬ذ آراء األطف ‪22‬ال في تل ‪22‬ك العملي ‪22‬ات في‬
‫‪2‬‬
‫اإلعتبار إن أمكن‪.‬‬

‫وصّر ح المجلس بم‪22‬وجب نفس الق‪22‬رار بالس‪22‬ماح باتخ‪22‬اذ إج‪22‬راءات ردعي‪22‬ة‪ ،‬حيث حث ال‪22‬دول‬
‫على أن تنظ‪22‬ر في الت‪22‬دابير القانوني‪22‬ة والسياس‪22‬ية والدبلوماس‪22‬ية والمادي‪22‬ة والمالي‪22‬ة وفق‪22‬ا لميث‪22‬اق األمم‬
‫المتحدة‪ ،‬التي من شأنها أن تكفل احترام األطراف في النزاعات المسلحة للقواعد الدولية المتعلق‪22‬ة‬

‫‪ -1‬القرار رقم ‪ ،1314‬اتخذه مجلس األمن في جلسته ‪ ،4185‬المعقودة في ‪ 11‬أوت ‪ .2000‬متوفر على الرابط‪:‬‬
‫‪ https://undocs.org/ar/S/RES/1314(2000‬تاريخ اإلطالع‪.19/08/2021 :‬‬
‫‪ -2‬القرار رقم ‪ ،1379‬اتخذه مجلس األمن في جلسته ‪ ،4423‬المعقودة في ‪ 20‬نوفمبر ‪ .2001‬متوفر على الرابط‪:‬‬
‫‪ https://undocs.org/ar/S/RES/1379(2001‬تاريخ اإلطالع‪.23/08/2021 :‬‬

‫‪154‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫بحماي ‪22‬ة األطف ‪22‬ال‪ ،‬كم ‪22‬ا طلب من األمين الع ‪22‬ام إرف ‪22‬اق تقري ‪22‬ره المقب ‪22‬ل إلى المجلس بقائم ‪22‬ة بأس ‪22‬ماء‬
‫‪1‬‬
‫أطراف النزاع التي تلجأ إلى تجنيد األطفال انتهاكا لاللتزامات الدولية التي تسري عليها‪.‬‬

‫وفي ‪ 2003‬أصدر مجلس األمن القرار رقم ‪ ،1460‬حيث دعا من جديد األطراف المعني‪22‬ة‬
‫‪2‬‬
‫إلى التوقف عن تجنيد األطفال في النزاعات المسلحة بشكل فوري‪.‬‬

‫ثم الق‪22 2‬رار رقم ‪ 1539‬لع‪22 2‬ام ‪ ،2004‬وال‪22 2‬ذي ذّك ر في‪22 2‬ه ال‪22 2‬دول بمس‪22 2‬ؤولياتها في وض‪22 2‬ع ح‪22 2‬د‬
‫لإلفالت من العق‪22‬اب وك‪22‬ذا ض‪22‬رورة اح‪22‬ترام االلتزام‪22‬ات الدولي‪22‬ة المنطبق‪22‬ة عليه‪22‬ا‪ ،‬ودع‪22‬ا ال‪22‬دول إلى‬
‫رف ‪22‬ع الح ‪22‬د األدنى لس ‪22‬ن التجني ‪22‬د التط ‪22‬وعي من الح ‪22‬د األدنى المنصوص علي ‪22‬ه في الفق ‪22‬رة ‪ 03‬من‬
‫الم‪22‬اّد ة ‪ 38‬من اتفاقي‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل‪ ،‬وأن تتخ‪22‬ذ ك‪22‬ل الت‪22‬دابير الممكن‪22‬ة للتأك‪22‬د من أن أف‪22‬راد قواته‪22‬ا‬
‫المسلحة الذين لم يبلغوا سن ‪ 18‬سنة ال يشاركون مباشرة في أعمال القتال‪.‬‬

‫ومن أهم م‪22‬ا ج‪22‬اء في ه‪22‬ذا الق‪22‬رار اس‪22‬تحداث نظ‪22‬ام مت‪22‬درج بالنس‪22‬بة للح‪22‬االت المعروض‪22‬ة على‬
‫المجلس‪ ،‬حيث طلب المجلس من األمين الع‪22‬ام اس‪22‬تحداث خط‪22‬ة عم‪22‬ل تتعل‪22‬ق بآلي‪22‬ة منتظم‪22‬ة وش‪22‬املة‬
‫للرصد واإلبالغ خالل ثالث‪22‬ة أش‪22‬هر من أج‪22‬ل توف‪22‬ير معلوم‪22‬ات موض‪22‬وعية ودقيق‪22‬ة وموثوق‪22‬ة بش‪22‬أن‬
‫تجني‪22‬د األطفالواس‪2‬تخدامهم جن‪22‬ودا مم‪22‬ا ينته‪22‬ك الق‪22‬انون ال‪22‬دولي المنطب‪22‬ق‪ ،‬إلى ج‪2‬انب دع‪22‬وة األط‪22‬راف‬
‫المتورطة في تجنيد واستعمال األطفال إلى إعداد خطط عم‪22‬ل مح‪ّ2‬د دة زمني‪22‬ا لوق‪2‬ف تجني‪22‬د األطف‪22‬ال‬
‫واستخدامهم مما ينتهك االلتزامات الدولية المنطبقة عليها وذل‪2‬ك في م‪ّ2‬د ة زمني‪2‬ة ال تزي‪2‬د عن ثالث‪2‬ة‬
‫‪3‬‬
‫أشهر يتولى األمين العام متابعتها عن طريق اجراء استعراض منتظم المتثال هذه األطراف‪.‬‬

‫وفي ‪ 2005‬تبّنى مجلس األمن الق‪22 2‬رار رقم ‪ ،1612‬وال‪22 2‬ذي ك ‪ّ2 2‬ر ر في‪22 2‬ه إدانت‪22 2‬ه بش ‪ّ2 2‬د ة تجني‪22 2‬د‬
‫أطراف النزاعات المسلحة لألطفال واستخدامهم كجنود انتهاكا لاللتزامات الدولية السارية عليها‪،‬‬

‫‪ -1‬قرار مجلس األمن رقم ‪.1379‬‬


‫‪ -2‬القرار رقم ‪ ،1460‬اتخذه مجلس األمن في جلسته ‪ ،4695‬المعقودة يوم ‪30‬جانفي ‪ ،2003‬متوفر على الرابط‪:‬‬
‫‪ https://undocs.org/ar/S/RES/1460(2003‬تاريخ اإلطالع‪.24/08/2021 :‬‬
‫‪ -‬القرار رقم ‪ ،1539‬اتخذه مجلس األمن في جلسته ‪ 3938‬المعقودة في ‪ 22‬أبريل ‪ ،2004‬متوفر على الرابط‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ https://undocs.org/ar/S/RES/1539(2004‬تاريخ اإلطالع‪.25/08/2021 :‬‬

‫‪155‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كم‪22‬ا أنش‪22‬أ آلي‪22‬ة للرصد واإلبالغ معني‪22‬ة بمس‪22‬ألة األطف‪22‬ال والنزاع‪22‬ات المس‪22‬لحة‪ ،‬وأع‪22‬رب أيض‪22‬ا عن‬
‫قلقه الش‪2‬ديد إزاء انع‪2‬دام التق‪2‬دم بش‪2‬أن وض‪2‬ع وتنفي‪2‬ذ خط‪2‬ط العم‪2‬ل ال‪2‬تي دع‪2‬ا إليه‪2‬ا في الفق‪2‬رة ‪( 05‬أ)‬
‫من قراره ‪ 1539‬لع‪2‬ام‪ ،2004‬ودع‪2‬ا األط‪2‬راف المعني‪2‬ة إلى القي‪2‬ام دون مزي‪2‬د من الت‪2‬أخير‪ ،‬بوض‪2‬ع‬
‫وتنفيذ خط‪2‬ط العم‪2‬ل‪ ،‬في إط‪2‬ار من التع‪2‬اون الوثي‪2‬ق م‪2‬ع بعث‪2‬ات األمم المتح‪2‬دة لحف‪2‬ظ الس‪2‬الم وأفرق‪2‬ة‬
‫‪1‬‬
‫األمم المتحدة الُقطرية‪.‬‬

‫واس‪22 2‬تمر اهتم‪22 2‬ام مجلس األمن بمس‪22 2‬ألة تجني‪22 2‬د األطف‪22 2‬ال خالل الس‪22 2‬نوات األخ‪22 2‬يرة‪ ،‬ففي ع‪22 2‬ام‬
‫‪ 2015‬تبّنى المجلس وباإلجماع قرار رقم ‪ 2225‬يدين هذا الق‪22‬رار عملي‪22‬ات خط‪22‬ف األطف‪22‬ال ال‪22‬تي‬
‫تق ‪22‬وم به ‪22‬ا مجموع ‪22‬ات مس‪22‬لحة خارج‪22‬ة عن نط ‪22‬اق ال ‪22‬دول‪ ،‬ومن بينه ‪22‬ا تنظيم "داعش" و"بوك ‪22‬وحرام"‬
‫ويشمل هذا القرار مرحل‪2‬ة رئيس‪2‬ية لت‪2‬أمين حماي‪2‬ة أفض‪2‬ل لألطف‪2‬ال ال‪2‬ذين يعيش‪2‬ون في من‪2‬اطق تش‪2‬هد‬
‫‪2‬‬
‫نزاعات مسلحة‪.‬‬

‫ثم القرار رقم ‪ 2427‬لعام ‪ ،2018‬والذي ي‪2‬دين جمي‪2‬ع انتهاك‪2‬ات الق‪2‬انون ال‪2‬دولي ال‪2‬تي تش‪2‬مل‬
‫تجني‪22‬د األطف‪22‬ال واس‪22‬تخدامهم من قب‪22‬ل أط‪22‬راف ال‪22‬نزاع المس‪22‬لح‪ ،‬ويؤك‪22‬د على ض‪22‬رورة إيالء اهتم‪22‬ام‬
‫خ ‪22‬اص لمعامل ‪22‬ة األطف ‪22‬ال الم ‪22‬رتبطين بجمي ‪22‬ع الجماع ‪22‬ات المس ‪22‬لحة غ ‪22‬ير التابع ‪22‬ة لل ‪22‬دول‪ ،‬بم ‪22‬ا فيه ‪22‬ا‬
‫الجماعات التي ترتكب أعماال إرهابية‪ ،‬والسيما عن طريق إنشاء إج‪22‬راءات تش‪22‬غيل موح‪22‬دة بش‪22‬أن‬
‫التس‪22 2‬ليم الس‪22 2‬ريع له‪22 2‬ؤالء األطف‪22 2‬ال إلى الجه‪22 2‬ات المدني‪22 2‬ة المعني‪22 2‬ة بحماي‪22 2‬ة الطف‪22 2‬ل‪ ،‬ويش ‪ّ2 2‬د د على أن‬
‫األطف ‪22‬ال ال ‪22‬ذين جّن دوا ينبغي أن يع ‪22‬املوا أساس ‪22‬ا باعتب ‪22‬ارهم ض ‪22‬حايا النتهاك ‪22‬ات الق ‪22‬انون ال ‪22‬دولي‪،‬‬
‫ويش‪22‬جع على تيس‪22‬ير وصول الجه‪22‬ات المدني‪22‬ة المعني‪22‬ة بحماي‪22‬ة الطف‪22‬ل إلى األطف‪22‬ال المح‪22‬رومين من‬
‫‪3‬‬
‫الحرية بسبب ارتباطهم بالقوات والجماعات المسلحة‪.‬‬

‫‪ -‬القرار رقم ‪ ،1612‬اتخذه مجلس األمن في جلسته‪ 5235‬المعقودة في ‪ 26‬جويلية ‪ ،2005‬متوفر على الرابط‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ https://undocs.org/ar/S/RES/1612(2005‬تاريخ اإلطالع‪.26/08/2021 :‬‬


‫‪ -‬القرار رقم ‪ ،2225‬اتخذه مجلس األمن في جلسته ‪ 8466‬المعقودة في ‪ 18‬جولية ‪ ،2015‬متوفر على الرابط‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ https://undocs.org/ar/S/RES/2225(2015‬تاريخ اإلطالع‪.27/08/2021 :‬‬


‫‪ -‬القرار رقم ‪ ،2427‬اتخذه مجلس األمن في جلسته ‪ ،8305‬المعقودة في ‪ 09‬جويلية ‪ ،2018‬ص‪ ،05‬على الرابط‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ https://undocs.org/ar/S/RES/2427%20(2018‬تاريخ اإلطالع‪.29/08/2021 :‬‬

‫‪156‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كم‪22‬ا "يحث ال‪22‬دول األط‪22‬راف على أن تنظ‪22‬ر في اتخ‪22‬اذ إج‪22‬راءات غ‪22‬ير قض‪22‬ائية تك‪22‬ون بمثاب‪22‬ة‬
‫ب‪22‬دائل للمحاكم‪22‬ة واإلحتج‪22‬از وترّك ز على إع‪22‬ادة إدم‪22‬اج وتأهي‪22‬ل األطف‪22‬ال الم‪22‬رتبطين س‪22‬ابقا ب‪22‬القوات‬
‫المسلحة والجماعات المسلحة‪ ،‬على أن يراعى في ذلك مبدأ عدم حرمان األطفال من ح‪2‬ريتهم إال‬
‫في الحاالت القصوى وألقصر فترة زمنية ممكنة مع الحرص‪ ،‬حيثم‪22‬ا أمكن‪ ،‬على تف‪22‬ادي احتج‪22‬از‬
‫األطف‪22‬ال قب‪22‬ل المحاكم‪22‬ة‪ ،‬وي‪22‬دعو ال‪22‬دول األعض‪22‬اء إلى أن تطب‪22‬ق اإلج‪22‬راءات القانوني‪22‬ة الواجب‪22‬ة فيم‪22‬ا‬
‫‪1‬‬
‫يتعلق بجميع األطفال المحتجزين بسبب ارتباطهم بالقوات المسلحة والجماعات المسلحة"‪.‬‬

‫وفي س ‪22 2 2‬نة ‪ ،2019‬أصدر مجلس األمن تقري ‪22 2 2‬را ح ‪22 2 2‬ول األطف ‪22 2 2‬ال وال ‪22 2 2‬نزاع المس ‪22 2 2‬لح في‬
‫أفغانستان‪ ،‬أّك د فيه أّن الجماعات الُم سلحة مسؤولة عن معظم حاالت تجنيد األطفال واستخدامهم‪،‬‬
‫وتتمث‪22‬ل ه‪22‬ذه الجماع‪22‬ات في ك‪22‬ل من حرك‪22‬ة طالب‪22‬ان‪ ،‬وتنظيم الدول‪22‬ة اإلس‪22‬المية في الع‪22‬راق والش‪22‬ام‪،‬‬
‫وجماع‪22‬ات مس‪22‬لحة لم تح ‪ّ2‬د د هويته‪22‬ا‪ ،‬حيث ُيس‪22‬تخدم األطف‪22‬ال في مه‪22‬ام مختلف‪22‬ة مث‪22‬ل زرع األجه‪22‬زة‬
‫المتفج‪22‬رة اليدوي‪22‬ة الصنع‪ ،‬ونق‪22‬ل المتفج‪22‬رات‪ ،‬وتنفي‪22‬ذ الهجم‪22‬ات االنتحاري‪22‬ة والمش‪22‬اركة في األعم‪22‬ال‬
‫الحربية‪ ،‬ويقّد م هذا التقرير معلومات مفّص لة عن التقدم المحرز في التصّد ي لالنتهاكات الجسيمة‬
‫المرتكب‪22 2‬ة ض‪22 2‬د األطف‪22 2‬ال‪ ،‬ويتض‪22 2‬من مجموع‪22 2‬ة من التوصيات الرامي‪22 2‬ة إلى إنه‪22 2‬اء ارتك‪22 2‬اب ه‪22 2‬ذه‬
‫‪2‬‬
‫االنتهاكات في أفغانستان وتحسين الحماية التي توفر لهم‪.‬‬

‫من خالل الق‪22‬رارات الس‪2‬ابقة نالح‪2‬ظ م‪22‬دى أهمي‪22‬ة دور مجلس األمن في حماي‪22‬ة األطف‪22‬ال أثن‪22‬اء‬
‫النزاع‪22 2‬ات المس‪22 2‬لحة بصفة عاّم ة‪ ،‬وموض‪22 2‬وع تجني‪22 2‬د األطف‪22 2‬ال بصفة خاّص ة واعتب‪22 2‬اره من بين‬
‫المسائل التي ُتعيق التنمية وتمس بالسالم واألمن الدوليين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬آلية الرصد واإلبالغ وفريق عمل مجلس األمن‬

‫‪ -‬القرار نفسه‪ ،‬ص‪.06‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬تقرير األمين العام رقم ‪ ، S/2019/727‬حول األطفال وال‪2‬نزاع المس‪2‬لح في أفغانس‪2‬تان‪ ،‬صادر بت‪2‬اريخ ‪ 10‬س‪2‬بتمبر ‪،2019‬‬ ‫‪2‬‬

‫متوفر على الرابط‪ https://www.undocs.org/ar/S/2019/727 :‬تاريخ اإلطالع‪.31/08/2021 :‬‬

‫‪157‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫اس‪22 2‬تحدث مجلس األمن بم‪22 2‬وجب ق‪22 2‬راره ‪ 1612‬لع‪22 2‬ام ‪ 2005‬الم‪22 2‬ذكور أعاله آلي‪22 2‬ة للرصد‬
‫واإلبالغ معنية بمسألة األطفال والنزاعات المسلحة‪ ،‬كان المجلس قد دعا إليها في الفق‪2‬رة ‪ 02‬من‬
‫ق‪22 2 2‬راره ‪ 1539‬لع‪22 2 2‬ام ‪ ،2004‬على أن يتم تطبيقه‪22 2 2‬ا أوال على أط‪22 2 2‬راف ح‪22 2 2‬االت ال‪22 2 2‬نزاع المس‪22 2 2‬لح‬
‫الم‪22‬ذكورة في م‪22‬رفقي تقري‪22‬ر األمين الع‪22‬ام‪ ،‬كم‪22‬ا أنش‪22‬أ فريق‪22‬ا ع‪22‬امال تابع‪22‬ا لمجلس األمن يت‪22‬ألف من‬
‫‪1‬‬
‫جميع أعضاء المجلس‪ ،‬وعهد إليه استعراض تقارير هذه اآللية‪.‬‬

‫ه ‪22‬ذا‪ ،‬ويتمث ‪22‬ل دور ه ‪22‬ذه اآللي ‪22‬ة في جم ‪22‬ع وتق ‪22‬ديم معلوم ‪22‬ات موض ‪22‬وعية ودقيق ‪22‬ة وموثوق ‪22‬ة في‬
‫الوقت المناسب عن عمليات تجني‪2‬د األطف‪2‬ال واس‪2‬تخدام الجن‪2‬ود األطف‪2‬ال في انته‪2‬اك ألحك‪2‬ام الق‪2‬انون‬
‫ال‪22 2‬دولي المعم‪22 2‬ول به‪22 2‬ا‪ ،‬وعن س ‪22‬ائر االنتهاك‪22 2‬ات وأعم‪22 2‬ال اإلي ‪22‬ذاء ال‪22 2‬تي ت‪22 2‬رتكب في ح ‪22‬ق األطف‪22 2‬ال‬
‫المتض‪22 2‬ررين من النزاع‪22 2‬ات المس ‪22‬لحة‪ ،‬كم‪22 2‬ا تعم‪22 2‬ل ه‪22 2‬ذه اآللي‪22 2‬ة في إط‪22 2‬ار التش ‪22‬ارك والتع‪22 2‬اون م‪22 2‬ع‬
‫الحكومات الوطني‪2‬ة وهيئ‪2‬ات األمم المتح‪2‬دة وجه‪2‬ات المجتم‪2‬ع الم‪2‬دني الفاعل‪2‬ة ذات الصلة‪ ،‬بم‪2‬ا فيه‪2‬ا‬
‫القائمة على الصعيد القطري‪ ،‬وترفع تقاريرها إلى الفريق العامل الذي أنشأه هذا القرار‪.‬‬

‫ويقوم هذا الفريق باس‪2‬تعراض تق‪2‬ارير آلي‪2‬ة الرصد والمتابع‪2‬ة وك‪2‬ذا التق‪2‬دم المح‪2‬رز في وض‪2‬ع‬
‫خطط العمل مع أطراف النزاع المعني‪2‬ة وتنفي‪2‬ذها‪ ،‬كم‪2‬ا يق‪2‬وم ب‪2‬النظر في أي معلوم‪2‬ات أخ‪2‬رى تق‪2‬دم‬
‫في هذا الصدد ويضطلع كذلك بتقديم توصيات إلى المجلس بشأن التدابير الممكن اتخاذها لتعزيز‬
‫حماي ‪22‬ة األطف ‪22‬ال المتض ‪22‬ررين من النزاع ‪22‬ات المس‪22‬لحة‪ ،‬بم ‪22‬ا في ذل ‪22‬ك تق ‪22‬ديم توصيات بش‪22‬أن المه ‪22‬ام‬
‫المناس‪22‬ب إس‪22‬نادها إلى بعث‪22‬ات حف‪22‬ظ الس‪22‬الم وتوصيات فيم‪22‬ا يتعل‪22‬ق ب‪22‬أطراف ال‪22‬نزاع‪ ،‬باإلض‪22‬افة إلى‬
‫توجي‪22‬ه طلب‪22‬ات عن‪22‬د اإلقتض‪22‬اء إلى هيئ‪22‬ات أخ‪22‬رى داخ‪22‬ل منظوم‪22‬ة األمم المتح‪22‬دة التخ‪22‬اذ إج‪22‬راءات‬
‫‪2‬‬
‫دعما لتنفيذ القرار ‪ ،1612‬وفقا لوالية كل منها‪.‬‬

‫وإ ض‪22‬افة إلى التق‪22‬ارير الدوري‪22‬ة المقدم‪22‬ة من األمين الع‪22‬ام‪ ،‬يتلقى الفري‪22‬ق العام‪22‬ل بانتظ‪22‬ام آخ‪22‬ر‬
‫المستجدات الواردة من الميدان من خالل المذكرة األفقية العالمية المقدمة من منظم‪2‬ة اليونيس‪2‬يف‪،‬‬

‫‪ -‬القرار رقم ‪ 2427‬لعام ‪ ،2018‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.02‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬القرار رقم ‪ ،1612‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.04‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪158‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ويستمع أيضا أعضاء الفريق العامل بانتظام إلى آخر المستجدات عن المسائل واألنشطة الجارية‬
‫فيم‪22‬ا يتصل باألطف‪22‬ال وال‪22‬نزاع المس‪22‬لح ال‪22‬تي يق‪22‬دمها الممث‪22‬ل الخ‪22‬اص لألمين الع‪22‬ام المع‪22‬ني باألطف‪22‬ال‬
‫‪1‬‬
‫والنزاع المسلح‪.‬‬

‫ه‪22 2‬ذا‪ ،‬وق ‪22‬د نظ‪22 2‬ر الفري‪22 2‬ق العام‪22 2‬ل في العدي‪22 2‬د من التق‪22 2‬ارير المتعلق‪22 2‬ة بالح ‪22‬االت المث‪22 2‬يرة للقل‪22 2‬ق‬
‫المتعلق ‪22‬ة باألطف ‪22‬ال والنزاع ‪22‬ات المس ‪22‬لحة في جمهوري ‪22‬ة الكونغ ‪22‬و الديمقراطي ‪22‬ة والس ‪22‬ودان‪ ،‬وأصدر‬
‫توصيات فيم‪22‬ا يتعل‪22‬ق بتقري‪22‬ر جمهوري‪22‬ة الكونغ‪22‬و الديمقراطي‪22‬ة إلى المجلس وهيئ‪22‬ات أخ‪22‬رى داخ‪22‬ل‬
‫منظومة األمم المتحدة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫دور الوكاالت المتخصصة لألمم المتحدة في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫تأخ ‪22‬ذ الوك ‪22‬االت المتخصصة لألمم المتح ‪22‬دة مفهومه ‪22‬ا من نص الم ‪22‬اّد ة ‪ 57/01‬من ميث ‪22‬اق‬
‫األمم المتحدة التي تنص على أنها "الوكاالت المختلفة ال‪22‬تي ُتنش‪22‬أ بمقتض‪22‬ى اإلتف‪22‬اق بين الحكوم‪22‬ات‬
‫وال‪2‬تي تض‪2‬طلع بمقتض‪2‬ى نظامه‪2‬ا األساس‪2‬ي بتبع‪2‬ات دولي‪2‬ة واس‪2‬عة في اإلقتصاد واإلجتم‪2‬اع والثقاف‪2‬ة‬
‫والتعليم والصحة وم ‪22‬ا يتصل ب ‪22‬ذلك من الش ‪22‬ؤون يوصل بينه ‪22‬ا وبين األمم المتح ‪22‬دة وفق ‪22‬ا ألحك ‪22‬ام‬
‫‪2‬‬
‫الماّد ة ‪."63‬‬

‫وُتع‪ّ2‬ر ف فقه‪22‬ا بأنه‪22‬ا "الكي‪22‬ان ال‪22‬دائم ال‪22‬ذي ُينش‪2‬أ بمقتض‪22‬ى اتفاقي‪22‬ات حكومي‪22‬ة دولي‪22‬ة للقي‪22‬ام بمرف‪2‬ق‬
‫عام دولي‪ ،‬ويرتبط باألمم المتحدة بموجب اتفاقيات خاّص ة"‪ ،3‬وهي تؤّد ي خدمات هاّم ة في نطاق‬
‫المجتم‪22‬ع ال‪22‬دولي‪ ،‬ولن تس‪22‬تطيع أن تق‪22‬وم ب‪22‬ذلك إاّل إذا اقتصر نش‪22‬اطها على تخصص معين‪ ،‬وأن‬
‫يش‪2‬مل ذل‪2‬ك النش‪2‬اط كاف‪2‬ة أعض‪2‬اء المجتم‪2‬ع ال‪2‬دولي بالنس‪2‬بة لم‪2‬ا تقّد م‪2‬ه من خ‪2‬دمات‪ ،‬كم‪2‬ا أّن نش‪2‬اطها‬

‫‪ -‬معلومات أساسية حول الفريق العامل التابع لألمم المتحدة المعني باألطفال والنزاع المسلح‪ .‬أنظر الرابط‬ ‫‪1‬‬

‫‪ https://www.un.org/securitycouncil/ar/subsidiary/wgcaac :‬تاريخ اإلطالع‪.29/08/2021 :‬‬


‫‪ -‬الماّد ة ‪ 57/01‬من ميثاق األمم المتحدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬إبراهيم أحمد شلبي‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،1984 ،‬ص‪.449‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪159‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫متّم م لنشاط األمم المتح‪2‬دة ل‪22‬ذلك تك‪22‬ون مرتبط‪22‬ة به‪22‬ا والوس‪2‬يلة القانوني‪22‬ة له‪22‬ذا اإلرتب‪22‬اط هي االتفاقي‪22‬ة‬
‫الدولي ‪22‬ة ال ‪22‬تي يطل ‪22‬ق عليه ‪22‬ا اس ‪22‬م "اتفاقي ‪22‬ة الرب ‪22‬ط" ال ‪22‬تي تتض ‪22‬من ع ‪22‬ادة حق ‪22‬وق وواجب ‪22‬ات الوك ‪22‬االت‬
‫المتخصصة وعالقاتها باألمم المتحدة وأجهزتها المختلفة كما تشمل مسؤولية الوكالة المتخصصة‬
‫‪1‬‬
‫لما تقوم به من نشاط‪.‬‬

‫فالوكاالت الدولية المتخصصة لألمم المتحدة لها مس‪2‬ؤولية ك‪2‬برى في مج‪2‬ال تعزي‪2‬ز واح‪2‬ترام‬
‫حقوق األطفال‪ ،‬وذلك من خالل ما تضطلع به من أنشطة ترتبط ارتباط‪22‬ا مباش‪22‬را بتحقي‪22‬ق رفاهي‪22‬ة‬
‫الطف ‪22‬ل‪ ،‬ومن خالل ال ‪22‬دور ال ‪22‬ذي يمكن أن تؤّد ي ‪22‬ه في المتابع ‪22‬ة لتط ‪22‬بيق المواثي ‪22‬ق الدولي ‪22‬ة الخاصة‬
‫بحق ‪22‬وق الطف ‪22‬ل ومراقب ‪22‬ة م ‪22‬دى اإلل ‪22‬تزام ب ‪22‬احترام الحق ‪22‬وق المق ‪22‬ررة فيه ‪22‬ا ووض ‪22‬ع الت ‪22‬دابير الخاّص ة‬
‫‪2‬‬
‫بالتوعية والتحسيس بأهمية هذه الحقوق والتصدي لالنتهاكات التي تمس بها‪.‬‬

‫ونظرا لتع‪ّ2‬د د الوك‪2‬االت المتخصصة الناش‪2‬طة في مج‪2‬ال حق‪2‬وق الطف‪2‬ل‪ ،‬س‪2‬يتم اإلقتصار على‬
‫دراسة الدور الذي تقوم به كل من منظمة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة ومنظم‪22‬ة اليونيس‪22‬كو (الف‪22‬رع األول)‪ ،‬كم‪22‬ا‬
‫سيتم تناول دور صندوق األمم المتحدة للطفولة (الفرع الثاني) بوصفها أحد أهم األجهزة الفرعية‬
‫لألمم المتحدة والمتخصصة في مجال الطفولة‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫دور منظمة العمل الدولية في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫تعت‪22‬بر منظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة العض‪22‬و األق‪22‬دم في أس‪22‬رة األمم المتح‪22‬دة‪ُ ،‬أنش‪22‬أت في ظ‪22‬ل عه‪22‬د‬
‫عصبة األمم س‪22 2‬نة ‪ ،1919‬وأصبحت وكال‪22 2‬ة متخصصة تابع‪22 2‬ة لألمم المتح‪22 2‬دة بم‪22 2‬وجب اتفاقي‪22 2‬ة‬
‫الوصل ال‪22‬تي تّم إبرامه‪22‬ا بين منظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة والمجلس اإلقتصادي واإلجتم‪22‬اعي وذل‪22‬ك س‪22‬نة‬

‫‪ -‬عمر سعد اهلل‪ ،‬أحمد بن ناصر‪ ،‬قانون المجتمع الدولي المعاصر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.215‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬أكلي ليندة‪ ،‬نور الدين دعاس‪" ،‬دور الوكاالت الدولية المتخصصة لألمم المتحدة في حماية حقوق الطفل"‪ ،‬مجلة آفاق للعلوم‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫العدد السادس‪ ،2017 ،‬جامعة الجلفة‪ ،‬ص‪.487‬‬

‫‪160‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ ،11948‬تض‪22‬م ‪ 182‬دول‪22‬ة عض‪22‬و‪ ،‬وهي الوكال‪22‬ة األممي‪22‬ة الوحي‪22‬دة ال‪22‬تي تتمت‪22‬ع بتركيب‪22‬ة ثالثي‪22‬ة‪ ،‬أي‬
‫أنها تجمع ممثلين عن الحكومات وأصحاب العم‪22‬ل والعّم ال من أج‪2‬ل تصميم السياس‪2‬ات وال‪22‬برامج‬
‫‪2‬‬
‫بشكل مشترك‪.‬‬

‫ورغم أن الهدف الرئيسي من إنشاء هذه المنظمة هو تحسين أحوال العم‪2‬ل وحماي‪2‬ة العم‪2‬ال‪،‬‬
‫إال أن إعالن "فيالدلفي ‪22‬ا" الملح ‪22‬ق بميث ‪22‬اق منظم ‪22‬ة العم ‪22‬ل الدولي ‪22‬ة الصادر عن م ‪22‬ؤتمر العم ‪22‬ل الع ‪22‬ام‬
‫المنعق‪22‬د س‪22‬نة ‪ ،1944‬أض‪22‬اف مج‪22‬اال جدي‪22‬دا لمج‪22‬االت عم‪22‬ل المنظم‪22‬ة الدولي‪22‬ة وه‪22‬و حماي‪22‬ة األموم‪22‬ة‬
‫‪3‬‬
‫والطفولة في الجوانب المرتبطة بعمل كل من النساء واألطفال‪.‬‬

‫ولذلك‪ ،‬فإن منظمة العمل الدولية قد بذلت جه‪22‬ودا حثيث‪22‬ة في مج‪2‬ال حماي‪22‬ة األطف‪22‬ال من أس‪2‬وأ‬
‫أشكال العمالة‪ ،‬بداي‪22‬ة بتبّنيه‪22‬ا للعدي‪22‬د من اإلتفاقي‪22‬ات الدولي‪22‬ة والتوصيات والق‪22‬رارات من أج‪2‬ل تنظيم‬
‫عم‪22‬ل األطف‪22‬ال والقض‪22‬اء على أس‪22‬وأ أش‪22‬كاله‪ ،‬م‪22‬ا أّد ى إلى إرس‪22‬اء قواع‪22‬د دولي‪22‬ة للح‪22‬د من الظ‪22‬اهرة‪،‬‬
‫باإلض ‪22‬افة إلى توف‪22‬ير اإلعان ‪22‬ات لل ‪22‬دول األط ‪22‬راف للقض ‪22‬اء على عمال ‪22‬ة األطف ‪22‬ال‪ ،‬وتبّني العدي ‪22‬د من‬
‫ال‪22‬برامج العالمي‪22‬ة المتعلق‪22‬ة بالموض‪22‬وع كبرن‪22‬امج رصد عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪ 4‬والبرن‪22‬امج ال‪22‬دولي للقض‪22‬اء‬

‫‪ - 1‬وقد وافقت الجمعية العاّم ة على هذا اإلتفاق بين المجلس اإلقتصادي واإلجتماعي ومنظمة العمل الدولية بموجب القرار ‪50‬‬
‫(د‪ )1-‬بتاريخ ‪ 14‬ديسمبر ‪.1946‬‬
‫‪ -‬منظمة العمل الدولية‪" ،‬البرنامج الدولي للقضاء على عمل األطفال (إيبك)‪ :‬تعريف البرنامج وعمله"‪ ،‬جنيف‪ ،‬ص‪ .02‬تقري‪2‬ر‬ ‫‪2‬‬

‫متوفر على الرابط‪ :‬تاريخ اإلطالع‪13/09/2021 :‬‬


‫‪https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/---arabstates/---ro-beirut/documents/genericdocument/wcms_210595.pdf .‬‬

‫‪ -‬صالح رزق عبد الغفار يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.482‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬يعد برنامج رصد عمل األطف‪2‬ال من أك‪2‬ثر الوس‪2‬ائل فعالي‪2‬ة لمكافح‪2‬ة عم‪2‬ل األطف‪2‬ال‪ ،‬ألن‪2‬ه ُيمّك ن من البحث والتحقي‪2‬ق في أم‪2‬اكن‬ ‫‪4‬‬

‫العمل ال‪2‬تي تش‪2‬غل الفتي‪2‬ات والفتي‪2‬ان‪ ،‬ويض‪2‬من المراقب‪2‬ة وتنس‪2‬يق التع‪2‬اون المناس‪2‬ب لرصد عمال‪2‬ة األطف‪2‬ال بش‪2‬كل ق‪2‬انوني ليكون‪2‬وا في‬
‫مأمن من االستغالل والمخاطر‪ ،‬وتحدي‪2‬د ح‪2‬االت وس‪2‬بل الحماي‪2‬ة والوقاي‪2‬ة للعم‪2‬ال األطف‪2‬ال من خالل رصد متكام‪2‬ل ع‪2‬بر العدي‪2‬د من‬
‫القطاعات‪ ،‬ومن أشهر األمثلة على عمل البرنامج نجد مش‪2‬روع صناعة المالبس في بنغالديش‪ ،‬ال‪2‬ذي ب‪2‬دأ ع‪2‬ام ‪ ،1995‬ومش‪2‬روع‬
‫صناعة ك ‪22‬رة الق ‪22‬دم في س ‪22‬يالكوت بباكس ‪22‬تان ع ‪22‬ام ‪ 1997‬حيث ط‪ّ2 2‬و رت ه ‪22‬ذه المش ‪22‬اريع إج ‪22‬راءات مراقب ‪22‬ة البرن ‪22‬امج وك ‪22‬انت أولى‬
‫مبادرات مراقبة ورصد عمل األطفال‪.‬‬
‫أنظر‪ http://www.ilo.org/ipec/Action/Childlabourmonitoring/lang--en/index.htm :‬تاريخ اإلطالع‪.14/10/2021 :‬‬

‫‪161‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫على عمل األطفال (أيباك)‪ ،‬ناهيك عن الدور الرقابي الذي تلعبه المنظمة من أجل ضمان تطبيق‬
‫اإلتفاقيات الصادرة عنها على المستوى الوطني للدول األطراف‪.‬‬

‫أوال‪ :‬استراتيجية منظمة العمل الدولية للقضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫يمكننا تمييز ثالثة مراحل مّر ت به‪2‬ا الجه‪2‬ود الدولي‪2‬ة من أج‪2‬ل إلغ‪2‬اء عم‪2‬ل األطف‪2‬ال في إط‪2‬ار‬
‫منظم‪2‬ة العم‪2‬ل الدولي‪2‬ة؛ حيث اس‪2‬تمّر ت المرحل‪2‬ة األولى من‪2‬ذ ع‪2‬ام ‪ 1919‬لغاي‪2‬ة ع‪2‬ام ‪ ،1973‬وفيه‪2‬ا‬
‫سعت منظمة العمل الدولية إلى التأثير في األنظمة والممارسات المتعلقة بعمل األطفال في الدول‬
‫األعض‪22‬اء في المنظم‪22‬ة بصورة رئيس‪2‬ية‪ ،‬وذل‪22‬ك بغي‪22‬ة تب‪22‬ني اإلتفاقي‪22‬ات الدولي‪22‬ة والتوصيات المتعلق‪22‬ة‬
‫السيما بالحد األدنى لسن القبول في العمل‪.‬‬

‫أّم ا المرحلة الثانية بدأت بع‪2‬د ع‪2‬ام ‪ 1979‬وخاصة من‪2‬ذ ع‪2‬ام ‪ 1983‬عن‪2‬دما ق‪2‬دم الم‪2‬دير الع‪2‬ام‬
‫لمنظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة تقري‪22‬ره إلى م‪22‬ؤتمر العم‪22‬ل ال‪22‬دولي تحت عن‪22‬وان "عمال‪22‬ة األطف‪22‬ال" ورّك زت‬
‫منظمة العم‪2‬ل الدولي‪2‬ة فيه‪2‬ا على حمالت التوعي‪2‬ة والت‪2‬أثير على ال‪2‬رأي الع‪2‬ام ونش‪2‬ر المعلوم‪2‬ات عن‬
‫أشكال عم‪2‬ل األطف‪2‬ال‪ ،‬وب‪2‬دأت المرحل‪2‬ة الثالث‪2‬ة في بداي‪2‬ة س‪2‬نوات التس‪2‬عينات أين تض‪2‬منت المس‪2‬اعدة‬
‫‪1‬‬
‫التقنية المباشرة للحكومات وال سيما من خالل البحوث الملموسة‪.‬‬

‫وق‪22‬د اس‪22‬تمّر ت جه‪22‬ود المنظم‪22‬ة في القض‪22‬اء على أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال إلى يومن‪22‬ا ه‪22‬ذا‬
‫مادام أن الظاهرة لم تعالج بعد‪ ،‬وذلك رغم وجود االتفاقيات والتشريعات على المستوى الوطني‪،‬‬
‫ومن أجل التخفيف من الظاهرة‪ ،‬اتبعت المنظمة استراتيجية مفاده‪22‬ا القض‪22‬اء الت‪22‬دريجي على عم‪22‬ل‬
‫األطف‪22‬ال من خالل إعط‪22‬اء أهمي‪22‬ة أك‪22‬بر ألس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل حيث ط‪22‬البت منظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة‬
‫ال ‪22‬دول باتخ ‪22‬اذ سياس ‪22‬ة وطني ‪22‬ة للقض ‪22‬اء الت ‪22‬دريجي على عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال‪ ،‬ووج ‪22‬وب اتخ ‪22‬اذ إج ‪22‬راءات‬
‫فورية للقضاء على أسوأ أشكاله‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد اللطيف دحية‪" ،‬جهود األمم المتحدة في مكافحة ج‪2‬رائم اإلتج‪2‬ار بالبش‪2‬ر"‪ ،‬مجل‪2‬ة التواصل في اإلقتصاد واإلدارة والق‪2‬انون‪،‬‬
‫عدد‪ ،38‬جوان ‪ ،2014‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة المسيلة‪ ،‬ص‪.146‬‬

‫‪162‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫فمّم ا ال ش‪22‬ك في‪22‬ه‪ ،‬أّن اإلل‪22‬تزام السياس‪22‬ي الوط‪22‬ني ه‪22‬و الم‪22‬دخل الرئيس‪22‬ي للقض‪22‬اء الفع‪22‬ال على‬
‫أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪ ،‬باإلض‪22‬افة إلى وج‪22‬ود إط‪22‬ار ق‪22‬انوني للقض‪22‬اء على الظ‪22‬اهرة إلى ج‪22‬انب‬
‫آليات إعماله‪ ،‬مثل دور مفتشية العمل في مراقبة م‪2‬دى تط‪2‬بيق الق‪2‬وانين‪ ،‬وه‪2‬ذه مس‪2‬ؤولية تق‪2‬ع على‬
‫عاتق الحكومات وهو ما قامت به العديد من الدول‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬البرنامج الدولي للقضاء على عمل األطفال (أيبك)‬

‫تعمل منظمة العمل الدولية من خالل برامجها المتخصصة‪ ،‬والمرتبطة م‪22‬ع مختل‪22‬ف مكاتبه‪22‬ا‬
‫على ضمان تفعيل إيجابي للمعايير الدولية المتعلقة بعمل األطفال واقعيا‪ ،‬وتحسين ظروف الطفل‬
‫العام ‪22‬ل‪ ،‬وض ‪22‬مان حقوق ‪22‬ه‪ ،‬وتط ‪22‬وير ال ‪22‬تزام ال ‪22‬دول األعض ‪22‬اء في المنظم ‪22‬ة بالح ‪22‬د من أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال‬
‫‪1‬‬
‫عمالة األطفال‪.‬‬

‫ومن بين أهم ب‪2‬رامج منظم‪2‬ة العم‪2‬ل الدولي‪2‬ة الهادف‪2‬ة للقض‪2‬اء على أس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪2‬ل األطف‪2‬ال‬
‫نج ‪22‬د البرن ‪22‬امج ال ‪22‬دولي للقض ‪22‬اء على عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال (إيب ‪22‬ك)‪ ،‬وال ‪22‬ذي أطلقت ‪22‬ه المنظم ‪22‬ة ع ‪22‬ام ‪1992‬‬
‫به ‪22‬دف تجس ‪22‬يد اس ‪22‬تراتيجيتها في القض ‪22‬اء على عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال وذل ‪22‬ك بالت ‪22‬دّر ج‪ ،‬ب ‪22‬دءا بأس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال‬
‫العم‪22‬ل الم‪22‬ذكورة في االتفاقي‪22‬ة رقم ‪ ،182‬وتعزي‪22‬ز ق‪22‬درة البل‪22‬دان على محارب‪22‬ة ه‪22‬ذه اآلف‪22‬ة من خالل‬
‫زيادة المعرفة ونشر الوعي حول الموضوع وخلق رأي عالمي من أجل محاربته‪.‬‬

‫يس ‪22‬تهدف البرن ‪22‬امج في المق ‪22‬ام األول األطف ‪22‬ال المش ‪22‬اركين في أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال العم ‪22‬ل‪ ،‬ويتعام ‪22‬ل‬
‫بش‪22‬كل خ‪22‬اص م‪22‬ع األطف‪22‬ال األصغر س ‪ّ2‬نا (أق‪22‬ل من ‪ 12‬س‪22‬نة) والفتي‪22‬ات الناش‪22‬طين والمش‪22‬اركين في‬
‫أش‪2‬كال العم‪22‬ل الس‪2‬رية‪ ،‬وه‪22‬و م‪22‬دعوم من تح‪2‬الف يض‪22‬م م‪22‬ا يق‪22‬رب ‪ 100‬ش‪2‬ريك‪ ،‬بم‪22‬ا في ذل‪22‬ك ال‪22‬دول‬
‫األعضاء التي طلبت من البرنامج إنشاء برامج محلية‪ ،‬والحكوم‪2‬ات المانح‪2‬ة والمنظم‪2‬ات األخ‪2‬رى‬
‫‪2‬‬
‫الحكومية وغير الحكومية المساهمة في البرنامج‪.‬‬

‫‪ -1‬الحسين عمروش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.144‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Bureau international du travail, Union interpalementaire, op,cit, p 167.‬‬

‫‪163‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫وأولى خطوات العم‪2‬ل به‪2‬ذا البرن‪2‬امج تب‪2‬دأ بتوقي‪2‬ع الدول‪2‬ة الراغب‪2‬ة في اإلنض‪2‬مام م‪2‬ذكرة تف‪2‬اهم‬
‫مع المنظمة‪ ،‬وتشمل المذّك رة عرض لمجاالت التعاون المنتظرة بين الطرفين‪ ،‬ثم يلي ذلك إع‪22‬داد‬
‫الدراس‪22 2 2‬ات واألبح‪22 2 2‬اث الالزم‪22 2 2‬ة لتحدي‪22 2 2‬د حجم المش‪22 2 2‬كلة في الدول‪22 2 2‬ة الط‪22 2 2‬رف‪ ،‬ثم تق‪22 2 2‬دم المنظم‪22 2 2‬ة‬
‫االستشارات الالزمة لتمكين هذه الدولة من إعداد خّط ة عم‪22‬ل وطني‪22‬ة لمكافح‪2‬ة عمال‪22‬ة األطف‪22‬ال‪ ،‬ثم‬
‫يبدأ دور كافة المؤسسات الموجودة في هذه الدولة بتطبيق هذه الخطة عن طريق وس‪22‬ائل اإلعالم‬
‫المختلف‪2‬ة‪ ،‬خصوصا التلف‪2‬از والم‪2‬دارس والجامع‪2‬ات ومنظم‪2‬ات العم‪2‬ال والمنظم‪2‬ات الحقوقي‪2‬ة وكاف‪2‬ة‬
‫أجه‪22‬زة الحكوم‪22‬ة الرس‪22‬مية‪ ،‬وأهم م‪22‬ا يجب االلتف‪22‬ات إلي‪22‬ه دور مفتش‪22‬ي العم‪22‬ل في مراقب‪22‬ة تنفي‪22‬د ه‪22‬ذه‬
‫‪1‬‬
‫الخطة الوطنية‪ ،‬ألن هؤالء لديهم القدرة على الوصول للمناطق الخفية ألماكن عمل األطفال‪.‬‬

‫وق‪22‬د تلقى البرن‪22‬امج دعم‪22‬ا قوي‪22‬ا من الحكوم‪22‬ات‪ ،‬إذ وّقعت أك‪22‬ثر من ‪ 60‬حكوم‪22‬ة على اتفاق‪22‬ات‬
‫م‪22‬ع منظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة‪ ،‬إعالن‪22‬ا عن التزامه‪22‬ا بمعالج‪22‬ة عم‪22‬ل األطف‪22‬ال بش‪22‬كل ش‪22‬امل وفي ك‪22‬ل بل‪22‬د‬
‫يعمل فيه البرنامج تتم إناطة اإلشراف على األنشطة بلج‪2‬ان التس‪2‬يير الوطني‪2‬ة واللج‪2‬ان اإلستش‪2‬ارية‬
‫للبرنامج‪ ،‬ويعمل البرنامج الدولي للقضاء على عمل األطفال بشكل أساسي عبر وزارات العم‪22‬ل‪،‬‬
‫لكن‪22 2‬ه يس‪22 2‬عى أك‪22 2‬ثر ف‪22 2‬أكثر إلى تش‪22 2‬جيع وإ ش‪22 2‬راك وزارات أساس‪22 2‬ية أخ‪22 2‬رى ال س‪22 2‬يما وزارة التعليم‬
‫‪2‬‬
‫والمكاتب اإلحصائية‪.‬‬

‫وب ‪22‬ذلك يعت ‪22‬بر البرن ‪22‬امج تجس‪22‬يدا واض ‪22‬حا للتض ‪22‬امن ال ‪22‬دولي ال ‪22‬ذي أوصت ب ‪22‬ه الم ‪22‬اّد ة ‪ 08‬من‬
‫اإلتفاقية ‪ 182‬بشأن القضاء على أسوأ أشكال عمل األطف‪2‬ال‪ ،3‬بم‪2‬ا في ذل‪2‬ك تس‪2‬هيل زي‪2‬ادة التع‪2‬اون‬
‫بين بل ‪22 2‬دان الجن ‪22 2‬وب‪ ،‬وه ‪22 2‬و بش ‪22 2‬كل أساس ‪22 2‬ي برن ‪22 2‬امج مي ‪22 2‬داني ي ‪22 2‬وفر ال ‪22 2‬دعم العملي للبل ‪22 2‬دان خالل‬
‫مش‪22‬اريعه‪ ،‬وتجم‪22‬ع ه‪22‬ذه المش‪22‬اريع بين الت‪22‬دخالت المباش‪22‬رة مث‪22‬ل دعم األطف‪22‬ال ال‪22‬ذين يع‪22‬انون ج‪ّ2‬ر اء‬

‫‪ -‬صالح رزق عبد الغفار يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.483‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬منظمة العمل الدولية‪" ،‬البرنامج الدولي للقضاء على عمل األطفال (إيبك)‪ :‬تعريف البرنامج وعمله"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.04‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ - 3‬تنص الم‪22‬اّد ة ‪ 08‬من اإلتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 182‬بش‪2‬أن حظ‪2‬ر أس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪22‬ل األطف‪2‬ال على‪" :‬تتخ‪2‬ذ ال‪2‬دول األعض‪2‬اء ت‪22‬دابير مالئم‪22‬ة‬
‫لمساعدة بعضها بعضا في إنفاذ أحكام ه‪2‬ذه اإلتفاقي‪2‬ة من خالل تعزي‪2‬ز التع‪2‬اون و‪/‬أو المس‪2‬اعدة ال‪2‬دوليين‪ ،‬بم‪2‬ا في ذل‪2‬ك ت‪2‬دابير لتق‪2‬ديم‬
‫الدعم للتنمية اإلجتماعية واالقتصادية ولبرامج اجتثاث الفقر والتعليم على الصعيد العالمي"‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تشغيل األطفال من جهة –من خالل التعليم والتدريب على سبيل المثال‪ -‬والتعبئة اإلجتماعية من‬
‫‪1‬‬
‫جهة أخرى‪.‬‬

‫وينشط هذا البرن‪2‬امج من خالل ال‪2‬برامج القطري‪2‬ة في األم‪2‬اكن ال‪2‬تي تع‪2‬اني من ه‪2‬ذه الظ‪2‬اهرة‪،‬‬
‫والتي تشمل غرب ووسط إفريقيا‪ ،‬دول جنوب شرق آسيا ودول وسط وجنوب القارة األمريكي‪22‬ة‪.‬‬
‫حيث دعم البرنامج الدولي إنشاء شراكة دولية للتعاون في مج‪22‬ال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال في زراع‪22‬ة التب‪22‬غ‬
‫والكاكاو في إفريقي‪2‬ا‪ ،‬كم‪2‬ا ق‪2‬اد البرن‪2‬امج المس‪2‬اعي الدولي‪2‬ة إلخ‪2‬راج األطف‪2‬ال من أعم‪2‬ال التع‪2‬دين في‬
‫أفريقيا وأمريكا الالتينية وآسيا‪ ،‬وعمل على سحب األطفال العاملين دون الحد األدنى لسن العم‪22‬ل‬
‫واألطفال الع‪2‬القين في ظ‪2‬روف ش‪2‬بيهة بالعبودي‪2‬ة وإ ع‪2‬ادة ت‪2‬أهيلهم‪ ،‬أّم ا بالنس‪2‬بة لألطف‪2‬ال ال‪2‬ذين بلغ‪2‬وا‬
‫الح‪2‬د األدنى للس‪2‬ن فيتم الترك‪2‬يز على تحس‪2‬ين ش‪2‬روط وظ‪2‬روف عملهم من خالل الل‪2‬وائح التنظيمي‪2‬ة‬
‫‪2‬‬
‫المالئمة‪.‬‬

‫ه ‪22 2 2‬ذا‪ ،‬وق ‪22 2 2‬د س ‪22 2 2‬اعد البرن ‪22 2 2‬امج الحكوم ‪22 2 2‬ات والش ‪22 2 2‬ركاء االجتم ‪22 2 2‬اعيين في ك ‪22 2 2‬ل من الب ‪22 2 2‬نين‪،‬‬
‫بوركينافاس‪22‬و‪ ،‬الك‪22‬امرون‪ ،‬ك‪22‬وت ديف‪22‬وار‪ ،‬الغ‪22‬ابون غان‪22‬ا‪ ،‬م‪22‬الي نيجيري‪22‬ا التوغ‪22‬و ال‪22‬نيجر في مكافح‪22‬ة‬
‫اإلتج‪22 2‬ار باألطف‪22 2‬ال من خالل مرحل‪22 2‬تين أساس‪22 2‬يتين حيث تتمث‪22 2‬ل المرحل‪22 2‬ة األولى من‪22 2‬ه في دراس‪22 2‬ة‬
‫المش ‪22‬كلة وتحليله ‪22‬ا واق ‪22‬تراح اإلج ‪22‬راءات الالزم ‪22‬ة لمكافحته ‪22‬ا أم ‪22‬ا المرحل ‪22‬ة الثاني ‪22‬ة تتمث ‪22‬ل في ت ‪22‬أمين‬
‫الوقاي ‪22‬ة للض ‪22‬حايا وإ نق ‪22‬اذهم وإ ع ‪22‬ادتهم لألوط ‪22‬ان واس ‪22‬تعادة حق ‪22‬وقهم بتعزي ‪22‬ز الش ‪22‬رطة والقض ‪22‬اء في‬
‫بل‪22‬دانهم وتفكي‪22‬ك العصابات المتورط‪22‬ة ومعاقب‪22‬ة المت‪22‬ورطين في ه‪22‬ذه األعم‪22‬ال م‪22‬ع ض‪22‬رورة تجني‪22‬د‬
‫الشركاء اإلجتماعيين وتأمين ب‪2‬رامج التأهي‪2‬ل والقي‪2‬ام بمس‪2‬ح ش‪2‬امل لتوف‪2‬ير المعلوم‪2‬ات الكافي‪2‬ة ح‪2‬ول‬
‫‪3‬‬
‫نسب عمل األطفال في زراعة الكاكاو واألشجار والمحاصيل‪.‬‬
‫وبذلك‪ ،‬يعّد البرنامج من أهم برامج متابعة التطبيق الفعال لالتفاقيات الخاصة ب‪2‬المنع والح‪2‬د‬
‫من أسوأ أشكال عمل األطفال‪ ،‬كما ي‪2‬دعو إلى اتخ‪2‬اذ ع‪ّ2‬د ة ت‪2‬دابير‪ ،‬الس‪2‬يما على الصعيدين الوط‪2‬ني‬

‫‪ -‬منظمة العمل الدولية‪" ،‬البرنامج الدولي للقضاء على عمل األطفال (إيبك)‪ :‬تعريف البرنامج وعمله"‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.06‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 2‬منظمة العمل الدولية‪" ،‬البرنامج الدولي للقضاء على عمل األطفال (إيبك)‪ :‬تعريف البرنامج وعمله"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.07‬‬
‫‪ -‬الحسن عمروش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.148‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪165‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫والمحّلي وال ‪22‬تي تش ‪22‬مل حمالت اإلعالم لزي ‪22‬ادة التوعي ‪22‬ة بالمش ‪22‬كلة‪ ،‬التعليم والت ‪22‬دريب المه ‪22‬ني لمن ‪22‬ع‬
‫اس ‪22‬تغالل عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال‪ ،‬اإلج ‪22‬راءات اإلجتماعي ‪22‬ة لمس ‪22‬اعدة األس ‪22‬ر وأطفاله ‪22‬ا‪ ،‬المعون ‪22‬ة اإلنمائي ‪22‬ة‪،‬‬
‫النص على مع‪22‬ايير العم‪22‬ل وتطبيقه‪22‬ا‪ ،‬قي‪22‬ام ال‪22‬دول باعتم‪22‬اد سياس‪22‬ات وب‪22‬رامج مناس‪22‬بة‪ ،‬مث‪22‬ل توف‪22‬ير‬
‫‪1‬‬
‫التعليم اإلبتدائي للجميع‪ ،‬والحصول على دعم من الوكاالت الدولية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الدور الرقابي لمنظمة العمل الدولية في حماية األطفال من أسوأ أشكال العمل‬
‫ال يكفي مج‪22‬رد النص في اإلتفاقي‪22‬ات الدولي‪22‬ة على حظ‪22‬ر اس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال في أس‪22‬وأ أش‪22‬كال‬
‫العم‪22‬ل لض‪22‬مان ممارس‪22‬ته من الناحي‪22‬ة العملي‪22‬ة‪ ،‬ب‪22‬ل الب‪22‬د من وج‪22‬ود أجه‪22‬زة للتف‪22‬تيش والرقاب‪22‬ة على‬
‫عمل األطفال تقوم بكل اإلجراءات المناسبة لضمان تطبيق هذه اإلتفاقيات‪.‬‬
‫إذ تق ‪22‬وم منظم ‪22‬ة العم ‪22‬ل الدولي ‪22‬ة بمهم ‪22‬ة الرقاب ‪22‬ة على تط ‪22‬بيق المع ‪22‬ايير الدولي ‪22‬ة ال ‪22‬تي وض ‪22‬عتها‬
‫لعم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال‪ ،‬س ‪22‬واًء بالنس ‪22‬بة للح ‪22‬د األدنى لس ‪22‬ن التش ‪22‬غيل أو القواع ‪22‬د ال ‪22‬تي يجب التقي ‪22‬د به ‪22‬ا عن ‪22‬د‬
‫تشغيلهم‪ ،‬كما تراقب مدى احترام اإلج‪22‬راءات ال‪22‬واجب اتباعه‪22‬ا من ط‪22‬رف رب العم‪22‬ل عن‪22‬د تش‪22‬غيل‬
‫‪2‬‬
‫األطفال‪ ،‬ومدى تطبيق الحظر الدولي ألسوأ أشكال العمل‪.‬‬
‫وتج‪22‬در اإلش‪22‬ارة أن منظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة لم تخصص آلي‪22‬ات للرقاب‪22‬ة على تنفي‪22‬ذ االتفاقي‪22‬ات‬
‫الخاصة بعم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال‪ ،‬بالت ‪22‬الي تخض ‪22‬ع ه ‪22‬ذه اإلتفاقي ‪22‬ات لنظ ‪22‬ام الرقاب ‪22‬ة الس ‪22‬اري على مس ‪22‬توى‬
‫المنظم ‪22‬ة‪ ،‬إذ تم ‪22‬ارس ه ‪22‬ذه األخ ‪22‬يرة رقاب ‪22‬ة على ال ‪22‬دول للتحق ‪22‬ق من م ‪22‬دى تنفي ‪22‬ذها لالتفاقي ‪22‬ات ال ‪22‬تي‬
‫صادقت عليه‪22‬ا‪ ،‬وذل‪22‬ك من خالل التق‪22‬ارير الس‪2‬نوية لل‪22‬دول األعض‪22‬اء في المنظم‪22‬ة‪ ،‬ونظ‪22‬ام الش‪2‬كاوى‬
‫التي يجوز لممثلي العمال وأرباب العمل التقدم بها إلى المنظمة‪.‬‬
‫‪ -1‬الرقابة من خالل التقارير السنوية للدول األعضاء في المنظمة‬
‫تل‪2‬تزم ال‪2‬دول األعض‪2‬اء في منظم‪2‬ة العم‪2‬ل الدولي‪2‬ة طبق‪2‬ا لنص الم‪2‬اّد ة ‪ 22‬من دس‪2‬تورها بتق‪2‬ديم‬
‫تق‪22‬ارير س‪22‬نوية إلى مكتب العم‪22‬ل ال‪22‬دولي خاصة بالت‪22‬دابير ال‪22‬تي اتخ‪22‬ذتها ه‪22‬ذه ال‪22‬دول لتط‪22‬بيق أحك‪22‬ام‬

‫‪ -‬تقرير مؤقت رقم ‪ ،A/49/478‬أعده المقرر الخاص للجنة حقوق اإلنسان المعني بمسائل بيع األطفال واستخدام األطفال في‬ ‫‪1‬‬

‫إنتاج المواد اإلباحية‪ ،‬حول تعزيز وحماية حقوق األطفال‪ ،‬قدم للجمعية العامة لألمم المتحدة خالل الدورة التاسعة واألربعون‪،‬‬
‫المنعقدة بتاريخ ‪ 05‬أكتوبر ‪ ،1994‬ص‪.16‬‬
‫‪ -‬كيرواني الضاوية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.191‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪166‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫االتفاقي‪22‬ات ال‪22‬تي انض‪22‬مت إليه‪22‬ا‪ ،‬كم‪22‬ا تق‪22‬دم ه‪22‬ذه ال‪22‬دول تطبيق‪22‬ا للفق‪22‬رات ‪ 05،06،07‬من الم‪22‬اّد ة ‪19‬‬
‫‪1‬‬
‫تقارير خاصة باالتفاقيات التي لم تنضم إليها‪ ،‬وتتم دراسة هذه التقارير من قبل عّد ة لجان‪.‬‬
‫وبالت ‪22‬الي تك ‪22‬ون حكوم ‪22‬ات ال ‪22‬دول األعض ‪22‬اء ملزم ‪22‬ة بتق ‪22‬ديم المعلوم ‪22‬ات المطلوب ‪22‬ة بش ‪22‬أن تنفي ‪22‬ذ‬
‫االتفاقي‪22‬ات الدولي‪22‬ة من تلق‪22‬اء نفس‪22‬ها‪ ،‬وتك‪22‬ون ه‪22‬ذه التق‪22‬ارير مح‪22‬ل للفحص بصورة فعلي‪22‬ة للتمكن من‬
‫تقدير وتقييم مدى مالئمة التدابير المتخذة على الصعيد الوطني مع األحكام المنصوص عليه‪22‬ا في‬
‫اتفاقيات العمل الدولية‪.‬‬
‫إذ يق‪22‬وم الم‪22‬دير الع‪22‬ام لمكتب العم‪22‬ل ال‪22‬دولي بع‪22‬رض ملخص عم‪22‬ا قدمت‪22‬ه ال‪22‬دول األعض‪22‬اء في‬
‫المنظم‪22‬ة من معلوم‪22‬ات وتق‪22‬ارير خاصة بالتزاماته‪22‬ا على الم‪22‬ؤتمر الع‪22‬ام لمنظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة‪ ،‬ثم‬
‫بعد ذلك تقوم "لجنة الخبراء المعنية بتطبيق االتفاقيات والتوصيات"‪ 2‬بدراسة التقارير التي تق‪22‬دمها‬
‫ال ‪22‬دول األعض ‪22‬اء والخاصة بالتزاماته ‪22‬ا المنبثق ‪22‬ة عن دس ‪22‬تور المنظم ‪22‬ة واالتفاقي ‪22‬ات ال ‪22‬تي صادقت‬
‫عليها ومدى مطابقة تشريعات هذه الدول وإ جراءاتها الوطنية لهذا الدستور وتلك اإلتفاقي‪22‬ات‪ ،‬كم‪22‬ا‬
‫‪3‬‬
‫أنها تطلع على الجريدة الرسمية للدول األعضاء والمجموعات التشريعية الصادرة فيها‪.‬‬
‫عند اإلنتهاء من فحص تقارير الدول والمعلومات المقدمة تضع لجنة الخبراء تقريرا س‪22‬نويا‬
‫يتض‪22‬من دراس‪22‬ة ش‪22‬املة ت‪22‬بين م‪22‬دى تقي‪22‬د ال‪22‬دول األعض‪22‬اء بالتزاماته‪22‬ا الدس‪22‬تورية المتعلق‪22‬ة بمع‪22‬ايير‬
‫العمل الدولية‪ ،‬ومن بينها تلك المتعلقة بعمل األطفال‪.‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 22‬والماّد ة ‪ 19/05،06،07‬من دستور منظمة العمل الدولية‪ ،‬متوفر على الرابط التالي‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/@ed_norm/@relconf/documents/legaldocument/wcms_629341.pdf‬ت‪22 2 2 2 2 2 2‬اريخ‬
‫اإلطالع‪.24/10/2021 :‬‬
‫‪ -‬تعتبر لجنة الخبراء المعنية بتطبيق االتفاقيات والتوصيات من بين هيئات اإلش‪2‬راف ال‪2‬تي تس‪2‬هر على تط‪2‬بيق المع‪2‬ايير الدولي‪2‬ة‬ ‫‪2‬‬

‫للعم‪22‬ل‪ ،‬تتك‪22‬ون ه‪22‬ذه اللجن‪22‬ة من عش‪2‬رين عض‪2‬وا يتم اختي‪22‬ارهم لم‪22‬دة ثالث س‪2‬نوات بصفتهم الشخصية من بين الخ‪2‬براء المش‪2‬هود لهم‬
‫بالكف‪22‬اءة واإلختصاص في مج‪22‬ال ق‪22‬انون العم‪22‬ل والق‪22‬انون ال‪22‬دولي ويق‪22‬وم بتع‪22‬يينهم مجلس إدارة المنظم‪22‬ة‪ ،‬بن‪22‬اءا على اق‪22‬تراح الم‪22‬دير‬
‫الع‪2‬ام لمكتب العم‪2‬ل ال‪2‬دولي وي‪2‬راعي في اختي‪2‬ارهم التوزي‪2‬ع الجغ‪2‬رافي الع‪2‬ادل‪ ،‬لم‪ّ2‬د ة ثالث س‪2‬نوات قابل‪2‬ة للتجدي‪2‬د‪ ،‬تجتم‪2‬ع اللجن‪2‬ة ك‪2‬ل‬
‫س‪22‬نة من ش‪22‬هر نوفم‪22‬بر إلى ش‪22‬هر ديس‪22‬مبر‪ ،‬تنحصر واليته‪22‬ا في تق‪22‬دير م‪22‬دى تط‪22‬ابق اتفاقي‪22‬ات العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة م‪22‬ع أحك‪22‬ام التش‪22‬ريعات‬
‫والممارس ‪22‬ات الوطني ‪22‬ة‪ ،‬وم ‪22‬دى تنفي ‪22‬ذ ال ‪22‬دول األعض ‪22‬اء اللتزاماته ‪22‬ا المترتب ‪22‬ة على عض ‪22‬ويتها في المنظم ‪22‬ة والمنصوص عليه ‪22‬ا في‬
‫الدستور حول االتفاقيات والتوصيات التي يعتمدها المؤتمر‪ .‬أنظر‪ :‬وسيلة شابو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.340‬‬
‫‪ -‬فاطمة شحاتة أحمد زيدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.651‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪167‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫وبعد ذل‪2‬ك ترف‪2‬ع اللجن‪2‬ة تقاريره‪2‬ا الخاصة بال‪2‬دول األعض‪2‬اء في المنظم‪2‬ة إلى "لجن‪2‬ة الم‪2‬ؤتمر‬
‫المعني ‪22‬ة بتط ‪22‬بيق االتفاقي ‪22‬ات والتوصيات"‪ ،1‬وال ‪22‬تي تق ‪22‬وم بدراس ‪22‬ة ه ‪22‬ذه التق ‪22‬ارير‪ ،‬وت ‪22‬دعو حكوم ‪22‬ات‬
‫الدول األعضاء لبيان وجهة نظرها بشأن ما أش‪2‬ارت إلي‪22‬ه لجن‪22‬ة الخ‪2‬براء في تقريره‪22‬ا‪ ،‬كم‪22‬ا تس‪2‬تمع‬
‫لما ق‪2‬امت ب‪2‬ه ه‪2‬ذه ال‪2‬دول بخصوص الت‪2‬دابير ال‪2‬تي اتخ‪2‬ذتها به‪2‬دف إزال‪2‬ة ه‪2‬ذه التناقض‪2‬ات‪ ،‬ويحض‪2‬ر‬
‫مناقشات اللجنة ممثلو العمال وأرب‪2‬اب العم‪2‬ل‪ ،‬وتق‪2‬دم اللجن‪2‬ة في خت‪2‬ام أعماله‪2‬ا ومناقش‪2‬اتها تقريره‪2‬ا‬
‫الذي يتضمن االستنتاجات التي وصلت إليها وما الحظته من صعوبات تعترض ال‪22‬دول األعض‪22‬اء‬
‫‪2‬‬
‫في وفائها بالتزاماتها وطلب المساعدة لتذليل هذه العقبات‪.‬‬

‫‪ -2‬الرقابة من خالل نظام الشكاوى والبالغات‬

‫تختص منظم ‪22‬ة العم ‪22‬ل الدولي ‪22‬ة إض ‪22‬افة إلى تلقي ونظ ‪22‬ر التق ‪22‬ارير الس ‪22‬نوية ال ‪22‬تي تل ‪22‬تزم ال ‪22‬دول‬
‫األط ‪22‬راف بتق ‪22‬ديمها وفق ‪22‬ا لميثاقه ‪22‬ا‪ ،‬بتلقي الش ‪22‬كاوى ال ‪22‬تي تتق ‪22‬دم به ‪22‬ا منظم ‪22‬ات العم ‪22‬ال أو أصحاب‬
‫األعم‪22‬ال‪ ،‬إذ أق‪22‬ر دس‪22‬تور المنظم‪22‬ة في الم‪22‬واد من ‪ 24‬إلى ‪ 34‬إج‪22‬راءات خاصة لتق‪22‬ديم ال‪22‬دعاوى‬
‫والشكاوى المتعلقة بعدم تطبيق الدول األعضاء لاللتزامات التي صادقت عليها‪.‬‬

‫فيجوز ألي منظمة أصحاب العم‪2‬ل أو العم‪2‬ال التق‪2‬دم ب‪2‬أي بالغ إلى مكتب العم‪2‬ل ال‪2‬دولي‪ ،‬أو‬
‫حتى قيام الدول األطراف في اتفاقية ما مصادقة عليها بتقديم ش‪22‬كوى ح‪22‬ول تقصير أي من ال‪22‬دول‬
‫األعضاء في تأمين تطبيق أحك‪2‬ام اتفاقي‪2‬ة مصادق عليه‪2‬ا من قبله‪2‬ا تطبيق‪2‬ا فع‪2‬اال‪ ،‬ب‪2‬أي صورة وفي‬
‫‪3‬‬
‫نطاق واليتها‪.‬‬

‫‪ -‬تع‪22‬د لجن‪22‬ة الم‪22‬ؤتمر المعني‪22‬ة بتط‪22‬بيق االتفاقي‪22‬ات والتوصيات الدعام‪22‬ة الثاني‪22‬ة في اإلش‪22‬راف على متابع‪22‬ة تنفي‪22‬ذ المع‪22‬ايير الدولي‪22‬ة‬ ‫‪1‬‬

‫للعمل‪ ،‬وهي ال تقل أهمي‪2‬ة عن لجن‪2‬ة الخ‪2‬براء إذ تتكام‪2‬ل األدوار بينهم‪2‬ا‪ ،‬وق‪2‬د أنش‪2‬أت بم‪2‬وجب نص الم‪2‬اّد ة ‪ 07‬من النظ‪2‬ام األساس‪2‬ي‬
‫لمؤتمر العمل الدولي‪ ،‬متوفر على الرابط‪ :‬تاريخ اإلطالع‪.24/10/2021 :‬‬
‫‪https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/@ed_norm/@relconf/documents/legaldocument/wcms_629341.pdf‬‬
‫‪ -‬مؤتمر العمل الدولي‪ ،‬تقرير لجنة الخبراء بشأن تطبيق االتفاقيات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2012 ،‬ص‪ .03‬على الرابط‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/---ed_norm/---relconf/documents/meetingdocument/wcms_205830.pdf .‬‬

‫تاريخ اإلطالع‪27/10/2021 :‬‬


‫‪ -3‬حّد دت الماّد تين ‪24‬و‪ 26/01‬من دستور المنظمة الجهة المخول لها تق‪2‬ديم الش‪2‬كاوى بش‪2‬أن ع‪2‬دم التقي‪2‬د باالتفاقي‪2‬ات المصدقة‪ ،‬إذ‬
‫تنص الم‪22‬اّد ة ‪" :24‬إذا ق‪22‬دمت إح‪2‬دى منظم‪22‬ات أصحاب العم‪22‬ل أو المنظم‪22‬ات العم‪22‬ال المهني‪22‬ة إلى مكتب العم‪22‬ل ال‪2‬دولي احتجاج‪2‬ا ب‪22‬أن‬

‫‪168‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫وتع ‪22‬رض مث ‪22‬ل ه ‪22‬ذه الش‪22‬كاوى أو المطالب ‪22‬ات على مجلس اإلدارة ال ‪22‬ذي يق ‪22‬وم ب ‪22‬دوره بتش‪22‬كيل‬
‫لجنة تحقيق للقيام بدراسة شاملة للش‪2‬كوى وتق‪22‬ديم تقري‪22‬ر بش‪2‬أنها في حال‪22‬ة ع‪22‬دم رد الحكوم‪22‬ة المق‪22‬دم‬
‫ض ‪22‬دها الش ‪22‬كوى أو ك ‪22‬ان رده ‪22‬ا غ ‪22‬ير مقن ‪22‬ع‪ ،‬ثم يوصي للم ‪22‬ؤتمر الع ‪22‬ام ب ‪22‬اإلجراء ال ‪22‬ذي ي ‪22‬راه كفيال‬
‫‪1‬‬
‫بضمان تنفيذ توصيات لجنة التحقيق‪.‬‬

‫المالحظ هن‪2‬ا أن أغلب وس‪2‬ائل وآلي‪2‬ات الرصد في الرقاب‪2‬ة تظ‪2‬ل متواض‪2‬عة ومح‪2‬دودة وتعتم‪2‬د‬
‫في األساس على إرادة الدول واختيارها‪ ،‬ه‪2‬ذا م‪2‬ا يجعله‪2‬ا غ‪2‬ير فعال‪2‬ة وع‪2‬اجزة‪ ،‬خصوصا باعتب‪2‬ار‬
‫أن الفئ‪22‬ة المعني‪22‬ة بالحماي‪22‬ة هي الطبق‪22‬ة األض‪22‬عف في المجتم‪22‬ع يصعب عليه‪22‬ا ال‪22‬دفاع عن حقوقه‪22‬ا‪،‬‬
‫فالمنظمة تفتقر إلى آلية تنفيذية فعالة كمحكمة خاصة بها تصدر ق‪22‬رارات ملزم‪22‬ة لل‪22‬دول األعض‪22‬اء‬
‫يستطيع العمال األطفال اللجوء إليها في حالة خرق حقوقهم‪.‬‬

‫وأكبر دليل على عجز آليات الرقابة هذه‪ ،‬هو وجود عش‪22‬رات الماليين من األطف‪22‬ال يعمل‪22‬ون‬
‫في ظروف قاس‪2‬ية ويس‪2‬تغلون في أس‪2‬وأ أش‪2‬كال العم‪2‬ل رغم الحظ‪2‬ر المف‪2‬روض باإلتفاقي‪2‬ة رقم ‪182‬‬
‫‪2‬‬
‫لعام ‪ ،1999‬وعجز منظمة العمل الدولية على توقيف مثل هذا السلوك‪.‬‬

‫فيمكن وصف دور المنظم‪22‬ة إذا بال‪22‬دور التوع‪22‬وي‪ ،‬إذ ينحصر ه‪22‬ذا األخ‪22‬ير في رف‪22‬ع ال‪22‬وعي‬
‫بأس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل ووض‪22‬ع الخط‪22‬وط العريض‪22‬ة لحماي‪22‬ة حق‪22‬وق األطف‪22‬ال العم‪22‬ال‪ ،‬ال‪22‬تي يجب على‬
‫الدول أن تهتدي بها عند صياغة قوانين العمل الوطنية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫دور صندوق األمم المتحدة للطفولة في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫دولة عضوا ما قصرت على أي نحو عن تأمين التقيد الفعلي في نط‪2‬اق واليته‪2‬ا القض‪2‬ائية ب‪2‬أي اتفاقي‪2‬ة هي ط‪2‬رف فيه‪2‬ا‪ ،"..‬والم‪2‬اّد ة‬
‫‪ 26/01‬بنصها‪" :‬لك‪22‬ل من ال‪2‬دول األعض‪2‬اء ح‪2‬ق التق‪2‬دم إلى مكتب العم‪22‬ل ال‪2‬دولي بش‪2‬كوى ض‪2‬د أي دول‪2‬ة عض‪2‬و أخ‪2‬رى إذا رأت أن‬
‫هذه األخيرة ال تكفل التقيد الفعلي بأي اتفاقية صدقت كلتاهما عليها طبقا ألحكام المواد السابقة"‪.‬‬
‫‪ -1‬أنظر المواد ‪ 24‬و‪ 26/02‬و الماّد ة ‪ 33‬من دستور منظمة العمل الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ -2‬كيرواني الضاوية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.210‬‬

‫‪169‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تعمل اليونيسيف‪ 1‬أو منظمة األمم المتحدة للطفولة على حماي‪2‬ة حق‪2‬وق األطف‪2‬ال ومس‪2‬اعدتهم‪،‬‬
‫في العدي‪22‬د من المج‪22‬االت؛ كتق‪22‬ديم الخ‪22‬دمات الصحية ومكافح‪22‬ة األم‪22‬راض‪ ،‬نش‪22‬ر الغ‪22‬ذاء الصحي‪،‬‬
‫التربي‪22‬ة والتعليم‪ ،‬الرعاي‪22‬ة اإلجتماعي‪22‬ة‪ ،‬التوجي‪22‬ه الح‪22‬رفي للطف‪22‬ل‪ ،‬وتمنح مس‪22‬اعداتها لألطف‪22‬ال بن‪22‬اءا‬
‫على طلب من ال ‪22‬دول ال ‪22‬تي يعيش به ‪22‬ا ه ‪22‬ؤالء األطف ‪22‬ال‪ ،‬وتعتم ‪22‬د اليونيس ‪22‬يف في تموي ‪22‬ل برامجه ‪22‬ا‬
‫الخاّص ة بالطفولة على المعونات التي تقدمها لها الدول الغني‪22‬ة‪ ،‬حيث ت‪22‬وفر له‪22‬ا ه‪22‬ذه ال‪22‬دول ح‪2‬والي‬
‫ثلثي الميزانية المطلوبة‪ ،‬بينما تعتمد في تمويل الثلث الباقي على مواردها الذاتية الناشئة عن بي‪22‬ع‬
‫‪2‬‬
‫بطاقات المعايدة وهدايا اليونيسيف وتبرعات رجال األعمال واألفراد والهيئات الخاصة‪.‬‬

‫ومن مهام اليونيسيف العمل بكل م‪2‬ا يتعل‪2‬ق بح‪2‬االت الط‪2‬وارئ ال‪2‬تي تك‪2‬ون من صنع اإلنس‪2‬ان‬
‫أو نتيج‪22‬ة ألزم‪22‬ات طبيعي‪22‬ة حيث ته‪22‬دف إلى تق‪22‬ديم مس‪22‬اعدات إنس‪22‬انية لألطف‪22‬ال وتوف‪22‬ير لهم الحماي‪22‬ة‬
‫والتعليم والصحة‪ ،‬ومحارب‪22‬ة األم‪22‬راض كاإلي‪22‬ذز‪ ،‬وال يقتصر عم‪22‬ل اليونيس‪22‬يف على ذل‪22‬ك فق‪22‬ط ب‪22‬ل‬
‫تعم‪22 2‬ل على وض‪22 2‬ع أس‪22 2‬س وأط‪22 2‬ر من أج‪22 2‬ل القض‪22 2‬اء على عم‪22 2‬ل األطف‪22 2‬ال في ك‪22 2‬ل أنح‪22 2‬اء الع‪22 2‬الم‪،‬‬
‫وبالخصوص اس‪22‬تغاللهم في أس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل‪ ،‬أيض‪22‬ا تعم‪22‬ل على الوقاي‪22‬ة والحماي‪22‬ة ومن‪22‬ع تجني‪22‬د‬
‫األطف‪22 2‬ال وإ ع‪22 2‬ادة إدم‪22 2‬اجهم في المجتم‪22 2‬ع وه‪22 2‬دفها تحس‪22 2‬ين ظ‪22 2‬روف حي‪22 2‬اة األطف‪22 2‬ال ال‪22 2‬ذين لحقتهم‬
‫‪3‬‬
‫األضرار نتيجة المخاطر التي يتعرضون لها‪.‬‬

‫‪ -1‬أنشأت الجمعية العاّم ة لألمم المتحدة "صندوق طوارئ األمم المتحدة للطفولة" لتوفير الغذاء والدواء والم‪2‬أوى والملبس ألطف‪2‬ال‬
‫ال‪22‬دول ال‪22‬تي ك‪22‬انت ض‪22‬حية الح‪22‬رب العالمي‪22‬ة الثاني‪22‬ة‪ ،‬وذل‪22‬ك في ‪ 11/12/1946‬وبس‪22‬بب األوض‪22‬اع الس‪22‬يئة لألطف‪22‬ال ال‪22‬تي خلفته‪22‬ا ه‪22‬ذه‬
‫الح‪22‬رب‪ ،‬ونظ‪22‬را ألداء ه‪22‬ذا الصندوق دورا متم‪22‬يزا في ه‪22‬ذا الش‪22‬أن‪ ،‬فق‪22‬د أصدرت الجمعي‪22‬ة العاّم ة قراره‪22‬ا بض‪22‬رورة أن يواصل‬
‫الصندوق عمله بصورة مستمرة ودائمة‪ ،‬ولذلك تم تعديل اسمه من اإلس‪2‬م الس‪2‬ابق إلى "صندوق األمم المتح‪2‬دة لرعاي‪2‬ة الطفول‪2‬ة" أو‬
‫"اليونيس‪22‬يف"‪ ،‬وذل‪22‬ك بم‪22‬وجب قراره‪22‬ا رقم ‪(802‬د‪ )8-‬في أكت‪22‬وبر‪ ،1953‬يعم‪22‬ل ه‪22‬ذا الصندوق تحت إش‪22‬راف المجلس اإلقتصادي‬
‫واإلجتماعي التابع لألمم المتحدة‪ ،‬على أن يقدم تقاريره بصفة دوري‪2‬ة ومنتظم‪2‬ة ويق‪2‬دم توصياته إلى الجمعي‪2‬ة العاّم ة لألم المتح‪2‬دة‪،‬‬
‫ونتيج‪2‬ة لنج‪2‬اح ه‪2‬ذا الصندوق في مج‪2‬ال العم‪2‬ل على نش‪2‬ر الس‪2‬الم والتق‪2‬دم ورفاهي‪2‬ة األطف‪2‬ال فق‪2‬د تم منح‪2‬ه ج‪2‬ائزة "نوب‪2‬ل" للس‪2‬الم ع‪2‬ام‬
‫‪ ،1965‬ثم أصبح جهازا فرعيا دائما لألمم المتحدة منذ عام ‪.1973‬‬
‫أنظر‪ :‬صالح رزق عبد الغفار يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.480‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Magie Black, Peter Ustinov and Sir Robert Jackson, the children and the nations : the story of unicef, 2011, pp.492-‬‬
‫‪493. See the link :‬‬
‫‪https://www.unicef.org/media/88451/file/The-Children-and-the-Nations.pdf 02/11/2021.‬‬
‫‪ - 3‬محمد صاحب سلطان‪ ،‬العالقات العاّم ة في المنظم‪2‬ات الدولي‪2‬ة‪ ،‬دار المس‪2‬يرة للنش‪2‬ر والتوزي‪2‬ع والطباع‪2‬ة‪ ،‬عم‪2‬ان‪ ،2012 ،‬ص‬
‫‪.378‬‬

‫‪170‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تدعم اليونيسيف الخطة الدولية للقضاء على أسوأ أشكال عمل األطف‪22‬ال‪ ،‬وذل‪22‬ك بتوف‪22‬ير دخ‪22‬ل‬
‫للع‪22‬ائالت المع‪22‬وزة ودعم ال‪22‬برامج ال‪22‬تي تخصصها الحكوم‪22‬ات له‪22‬ذه الفئ‪22‬ة زي‪22‬ادة إلى ت‪22‬دعيم التعليم‬
‫لالبتع ‪22‬اد عن ه ‪22‬ذه الظ ‪22‬اهرة‪ ،‬كم ‪22‬ا له ‪22‬ا دور توع ‪22‬وي كب ‪22‬ير يتمث ‪22‬ل في نش ‪22‬ر المطبوع ‪22‬ات وإ ج ‪22‬راء‬
‫دراس‪22‬ات وتق ‪22‬ارير من أج‪22‬ل توعي ‪22‬ة ال ‪22‬دول بخط ‪22‬ورة ه ‪22‬ذه الظ ‪22‬اهرة على الطف ‪22‬ل ومساس‪22‬ها بحقوق‪22‬ه‬
‫األساس‪22‬ية‪ ،‬زي‪22‬ادة إلى تنفي‪22‬ذ الطلب‪22‬ات المقدم‪22‬ة إليه‪22‬ا والس‪22‬عي إلى توصيل المس‪22‬اعدات وتوف‪22‬ير لهم‬
‫‪1‬‬
‫رعاية اجتماعية كافية لعدم احتياج الطفل للعمل‪.‬‬

‫ه‪22‬ذا‪ ،‬وق‪22‬د ح ‪ّ2‬د دت منظم‪22‬ة اليونيس‪22‬يف إس‪22‬تراتيجية من أج‪22‬ل القض‪22‬اء على أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل‬
‫األطفال تتوافق والمعايير الدولية في هذا المجال‪ ،‬تقوم أساسا على التنديد بالقضاء والحد بس‪22‬رعة‬
‫من ك‪22‬ل األش‪22‬كال الض‪22‬ارة لعم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪ ،‬وتس‪22‬هيل إع‪22‬ادة التأهي‪22‬ل واإلدم‪22‬اج اإلجتم‪22‬اعي لألطف‪22‬ال‬
‫المعرض‪22‬ين ألبش‪22‬ع أش‪22‬كال العم‪22‬ل‪ ،‬واتخ‪22‬اذ اإلج‪22‬راءات الالزم‪22‬ة للتع‪22‬اون على القض‪22‬اء عليه‪22‬ا‪ ،‬ومنح‬
‫المساعدات الدولية من أجل ذلك‪ ،‬بما فيها ت‪2‬دعيم التنمي‪2‬ة االقتصادية واالجتماعي‪2‬ة ل‪2‬برامج القض‪2‬اء‬
‫على الفقر وفرص التعليم المجاني للجميع‪ ،‬والتحقيق في العوامل التي ت‪22‬ؤّد ي إلى تش‪22‬غيل األطف‪22‬ال‬
‫‪2‬‬
‫للوصول ألفضل الحلول‪.‬‬

‫ويقدم الصندوق مساعدات في ه‪22‬ذا المج‪2‬ال بن‪22‬اء على طلب الحكوم‪22‬ات صاحبة الش‪2‬أن‪ ،‬وه‪22‬و‬
‫ب ‪22‬ذلك يعم ‪22‬ل على التع ‪22‬اون م ‪22‬ع ال ‪22‬دول النامي ‪22‬ة في النه ‪22‬وض ب ‪22‬أحوال أطفاله ‪22‬ا وش ‪22‬بابها‪ ،‬عن طري ‪22‬ق‬
‫تش‪22‬جيع ومعاون‪22‬ة حكوماته‪22‬ا في تنمي‪22‬ة خططه‪22‬ا لمواجه‪22‬ة احتياج‪22‬ات أبنائه‪22‬ا من األطف‪22‬ال والش‪22‬باب‬
‫ليصبحوا قادرين على اإلسهام في النهوض بمجتمعاتهم‪.‬‬

‫تعم‪22‬ل اليونيس‪2‬يف أيض‪22‬ا م‪22‬ع منظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة وغيره‪22‬ا من الش‪2‬ركاء‪ ،‬على تش‪2‬جيع إتب‪22‬اع‬
‫سياسات وجمع موارد ووضع تدابير عملية لمكافحة عمل األطفال وأسوأ أش‪2‬كاله‪ ،‬وتتع‪2‬اون أيض‪2‬ا‬
‫مع المنظمات غير الحكومية مثل منظمة األطف‪2‬ال الع‪2‬املين في آس‪2‬يا والمنظم‪2‬ة الدولي‪2‬ة لل‪2‬دفاع عن‬
‫‪ -‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬حقوق الطفل ومعاملته الجنائية في ضوء اإلتفاقيات الدولية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2007‬ص‪.83‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Fonds des nations unies pour l’enfance, Elimination du trafic et de l’exploitation sexuelles des enfants, un monde‬‬
‫‪digne des enfants, la convention relative au droit de l’enfant, juillet 2002, p52.‬‬

‫‪171‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫األطف‪22‬ال واإلتح‪22‬اد ال‪22‬دولي لحماي‪22‬ة األطف‪22‬ال من س‪22‬وء االس‪22‬تخدام واإلهم‪22‬ال‪ ،‬من أج‪22‬ل تط‪22‬وير م‪22‬واد‬
‫تدريبية ونشرات وأيام دراسية من شأنها التعجيل في اتخاذ اإلجراءات التي تكفل حماي‪22‬ة األطف‪22‬ال‬
‫‪1‬‬
‫المستغلين في أسوأ أشكال العمل‪.‬‬

‫أّم ا األش ‪22‬كال األك ‪22‬ثر تطّر ف ‪22‬ا من عمال ‪22‬ة األطف ‪22‬ال كاإلس ‪22‬تغالل الجنس ‪22‬ي لهم واس ‪22‬تغاللهم في‬
‫الح ‪22 2‬روب والنزاع ‪22 2‬ات المس ‪22 2‬لحة فق ‪22 2‬د حظيت هي األخ ‪22 2‬رى باهتم ‪22 2‬ام المنظم ‪22 2‬ة‪ ،‬عن طري ‪22 2‬ق عق ‪22 2‬د‬
‫المؤتمرات الدولية لمناهضة االستغالل الجنسي‪ ،2‬وتوعية أعضاء المجتمع الدولي بتفاقم الظاهرة‬
‫ع ‪22‬بر مواق ‪22‬ع التواصل اإلجتم ‪22‬اعي خصوصا م ‪22‬ع انتش ‪22‬ار "كوفي ‪22‬د ‪ "19‬وحّثهم على ب ‪22‬ذل الجه ‪22‬ود‬
‫للتصّد ي لهذا النوع من اإلجرام‪ ،‬ووضع الحلول الكفيلة بحماية األطفال وتحقي‪22‬ق أمنهم في فض‪22‬اء‬
‫‪3‬‬
‫اإلنترنت خالل فترة الجائحة‪.‬‬

‫كما تنشط المنظمة في حماية األطفال ض‪2‬حايا النزاع‪2‬ات ومنحهم عناي‪2‬ة خاصة‪ ،‬فهي تس‪2‬عى‬
‫إلى توف ‪22‬ير أم ‪22‬اكن مأمون ‪22‬ة لألطف ‪22‬ال أثن ‪22‬اء ال ‪22‬نزاع المس ‪22‬لح‪ ،‬وتوف ‪22‬ير ال ‪22‬دعم النفس ‪22‬ي واإلجتم ‪22‬اعي‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫ومراقبة ورصد اإلساءة لألطفال واستغاللهم والتبليغ عنها‪ ،‬واستقطاب الدعم المناهض للتجنيد‪.‬‬

‫‪ -‬حيث نّظمت اليونيسيف باإلش‪2‬تراك م‪2‬ع منظم‪2‬ة العم‪2‬ل الدولي‪2‬ة واإلتح‪2‬اد ال‪2‬دولي لحماي‪2‬ة األطف‪2‬ال من س‪2‬وء اإلس‪2‬تخدام واإلهم‪2‬ال‬ ‫‪1‬‬

‫والمنظمة الدولية للدفاع عن األطفال حلقة دراسة دولي‪2‬ة عن تش‪2‬غيل األطف‪2‬ال في أمس‪2‬تردام بهولن‪2‬دا‪ ،‬وش‪2‬ارك في ه‪2‬ذه الحلق‪2‬ة ‪120‬‬
‫شخصا من بينهم ‪ 96‬من البلدان النامية‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬كيرواني الضاوية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.277‬‬
‫‪ -2‬هناك العدي‪2‬د من الم‪2‬ؤتمرات الدولي‪2‬ة عق‪2‬دت خصيصا لمناهض‪2‬ة االس‪2‬تغالل الجنس‪2‬ي لألطف‪2‬ال من أهمه‪2‬ا الم‪2‬ؤتمر الع‪2‬المي األول‬
‫لمكافحة االستغالل الجنسي والتجاري لألطفال لعام ‪ 1997‬والمؤتمر العالمي الثاني لعام ‪،2001‬‬
‫‪ -3‬ذكرت اليونيس‪2‬يف في تقري‪2‬ر صادر عنه‪2‬ا س‪2‬نة ‪ 2020‬أّن ه "ت‪2‬أّثر أك‪2‬ثر من ‪ 1.5‬بلي‪2‬ار طف‪2‬ل وش‪2‬اب ب‪2‬إغالق الم‪2‬دارس في جمي‪2‬ع‬
‫أنح‪22‬اء الع‪22‬الم‪ ،‬وتلِّقى العدي‪22‬د من ه‪22‬ؤالء األطف‪22‬ال دروس‪22‬هم ع‪22‬بر االن‪22‬ترنت‪ ،‬باإلض‪22‬افة إلى التواصل االجتم‪22‬اعي فيم‪22‬ا بينهم‪ ،‬وقض‪22‬اء‬
‫مزيد من الوقت على المنّص ات االفتراضية يمكن أن يجعل األطفال عرض‪2‬ة لالس‪2‬تغالل الجنس‪2‬ي واالس‪2‬تمالة ع‪2‬بر االن‪2‬ترنت‪ ،‬حيث‬
‫يتطّلع المعتدون إلى استغالل جائحة كوفيد‪"...19-‬‬
‫‪Voir: UNICEF, Children at increased risk of harm online during global COVID-19 PANDEMIC, 2020.. Consulté le 07/‬‬
‫‪15/2020, sur‬‬ ‫‪https://www.unicef.org/press-releases/children-increased-risk-harm-online-during-global-covid-19-‬‬
‫‪pandemic.‬‬

‫‪ -‬بوصوار ميسوم‪ ،‬تجريم التعدي على حقوق الطفل في القانون الدولي‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية‬ ‫‪4‬‬

‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2017 ،‬ص‪.265‬‬

‫‪172‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫نالح‪22‬ظ هن‪22‬ا‪ ،‬أّن دور منظم‪22‬ة اليونيس‪22‬يف ي‪22‬تركز أساس‪22‬ا في مس‪22‬اعدة حكوم‪22‬ات ال‪22‬دول النامي‪22‬ة‬
‫على تحس ‪22‬ين نوعي ‪22‬ة حي ‪22‬اة أطفاله ‪22‬ا‪ ،‬وحثه ‪22‬ا على إج ‪22‬راء البح ‪22‬وث وتبّني ال ‪22‬برامج الكفيل ‪22‬ة للح ‪22‬د من‬
‫اس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال في أس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل‪ ،‬في حين أن الوصول إلى رقاب‪22‬ة فعلي‪22‬ة لض‪22‬مان حماي‪22‬ة‬
‫األطف‪22‬ال من اإلس‪22‬تغالل في أس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل لم يتحق‪22‬ق بع‪22‬د ب‪22‬النظر إلى األرق‪22‬ام واإلحصائيات‪،‬‬
‫مع ذلك تعتبر منظمة اليونيسيف من أهم الهيئات الدولية بعد منظمة العمل الدولية التي تنشط في‬
‫الميدان من أجل الحد من ظاهرة استغالل األطفال في أسوأ أشكال العمل‪ ،‬وتبقى فعالية نشاطاتها‬
‫‪1‬‬
‫الميدانية محدودة على أرض الواقع‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫دور اليونيسكو في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫منظم‪22‬ة اليونيس‪22‬كو أو منظم‪22‬ة األمم المتح‪22‬دة للتربي‪22‬ة والعل‪22‬وم والثقاف‪22‬ة هي وكال‪22‬ة متخصصة‬
‫مرتبط‪22‬ة ب‪22‬األمم المتح‪22‬دة يتعل‪22‬ق اختصاصها ب‪22‬التعليم والثقاف‪22‬ة والتربي‪22‬ة‪ ،‬تم وض‪22‬ع ميث‪22‬اق اليونيس‪22‬كو‬
‫في م‪22 2‬ؤتمر لن‪22 2‬دن ع‪22 2‬ام ‪ ،1945‬ثم خ‪22 2‬رجت إلى الوج‪22 2‬ود في ‪ 04‬نوفم‪22 2‬بر ‪ ،1946‬وهي المنظم‪22 2‬ة‬
‫األولى في العالم التي تهتم بالتربية ونش‪2‬ر العل‪2‬وم والثقاف‪2‬ة‪ ،‬باعتباره‪2‬ا أح‪2‬د حق‪2‬وق اإلنس‪2‬ان وأهمه‪2‬ا‬
‫‪2‬‬
‫قاطبة بعد الحق في الحياة والصحة‪.‬‬
‫ب‪22‬الرغم من أّن اله‪22‬دف األساس‪22‬ي من إنش‪22‬اء ه‪22‬ذه المنظم‪22‬ة ه‪22‬و تش‪22‬جيع التع‪22‬اون بين ال‪22‬دول في‬
‫المي‪22‬ادين العلمي‪22‬ة والثقافي‪22‬ة وتحقي‪22‬ق التق‪22‬دم في مج‪2‬االت التربي‪22‬ة والعل‪22‬وم والثقاف‪2‬ة وتق‪22‬ديم المس‪2‬اعدات‬

‫في ه‪22‬ذا الس‪22‬ياق إلى ال‪22‬دول ال‪22‬تي هي في حاج‪22‬ة إلى تط‪22‬وير مناهجه‪22‬ا وسياس‪22‬اتها التعليمي‪22‬ة‪ ،‬إاّل أّن‬
‫ذل‪22‬ك يعم‪22‬ل بش‪22‬كل غ‪22‬ير مباش‪22‬ر على محارب‪22‬ة اس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال في أس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل‪ ،‬فانتش‪22‬ار‬
‫الجهل واألمية في المجتمع من األسباب الرئيسية وراء عمل األطفال‪ ،‬والحل األنس‪22‬ب على األم‪22‬د‬

‫‪ -‬كيرواني الضاوية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.277‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬اليونيسكو‪ ،‬موقع ويكيبيديا‪ ،‬أنظر الرابط ‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%B3%D9%83%D9%88 04/12/2021‬‬ ‫‪.‬تاريخ اإلطالع‪:‬‬

‫‪173‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الطوي‪22‬ل يكمن في التخفي‪22‬ف من ح‪ّ2‬د ة الجه‪22‬ل بنش‪22‬ر العلم وإ ل‪22‬زام ال‪22‬دول على توف‪22‬ير التعليم األساس‪22‬ي‬
‫‪1‬‬
‫لجميع األطفال‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫دور اللجان الدولية في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫مّم ا ال شك فيه أّن وضع نصوص وقواعد دولية للحد من أسوأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال وح‪22‬ده‬
‫ال يكفي للقض‪22‬اء على الظ‪22‬اهرة‪ ،‬ف‪22‬األمر يتطّلب تفعي‪22‬ل وس‪22‬ائل وآلي‪22‬ات تنش‪22‬ط في أرض الواق‪22‬ع من‬
‫أجل تحقيق الحظر الدولي ألسوأ أشكال عمل األطفال‪.‬‬
‫وه‪22‬و األم‪22‬ر ال‪22‬ذي حّتم إنش‪22‬اء لج‪22‬ان دولي‪22‬ة‪ ،‬تعت‪22‬بر بمثاب‪22‬ة أجه‪22‬زة رقابي‪22‬ة مهمته‪22‬ا الرقاب‪22‬ة على‬
‫تطبيق أحكام اتفاقيات حقوق اإلنسان بصفة عاّم ة وحقوق الطفل بصفة خاّص ة‪ ،‬تتمتع هذه اللج‪2‬ان‬
‫بصالحية تلقي تق ‪22‬ارير دوري ‪22‬ة من ال ‪22‬دول األط ‪22‬راف في اإلتفاقي ‪22‬ات الدولي ‪22‬ة‪ ،‬كم ‪22‬ا يتمت ‪22‬ع بعض ‪22‬ها‬
‫اآلخر باختصاص فحص الشكاوى الفردية والحكومية‪.‬‬
‫سنخصص ه‪22‬ذا المبحث لدراس‪22‬ة دور اللج‪22‬ان الدولي‪22‬ة لحق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان في الح‪22‬د من ظ‪22‬اهرة‬
‫أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال‪ ،‬وذل ‪22‬ك بدراس ‪22‬ة دور اللج ‪22‬ان الدولي ‪22‬ة العالمي ‪22‬ة لحق ‪22‬وق اإلنس ‪22‬ان أوال‪،‬‬
‫والتي نشأت عن اتفاقيات عالمية لحقوق اإلنس‪2‬ان‪ ،‬وبالت‪2‬الي نش‪2‬اطها يك‪2‬ون على المس‪2‬توى الع‪2‬المي‬
‫(المطلب األول)‪ ،‬ثم دور اللج‪22 2‬ان الدولي‪22 2‬ة اإلقليمي‪22 2‬ة المنش‪22 2‬أة في إط‪22 2‬ار اتفاقي‪22 2‬ات إقليمي‪22 2‬ة لحق‪22 2‬وق‬
‫اإلنسان (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫دور اللجان الدولية العالمية في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫ال تتحق ‪22‬ق فاعلي ‪22‬ة الحظ ‪22‬ر ال ‪22‬دولي ألس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال في الواق ‪22‬ع إاّل إذا تم وض ‪22‬ع‬
‫آلي‪22‬ات وأس‪22‬لوب رقاب‪22‬ة يكف‪22‬ل تحقي‪22‬ق م‪22‬ا ه‪22‬و منصوص علي‪22‬ه في اتفاقي‪22‬ة القض‪22‬اء على أس‪22‬وأ أش‪22‬كال‬
‫عمل األطفال وجميع اإلتفاقيات ذات الصلة بالموضوع‪.‬‬

‫‪ -‬ديباجة اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم ‪ 182‬بشأن القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪174‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫لذلك‪ ،‬سعى المجتمع الدولي إلى إيجاد آليات عالمي‪2‬ة لمعالج‪2‬ة انتهاك‪2‬ات حق‪2‬وق الطف‪2‬ل بصفة‬
‫عاّم ة واس‪22‬تغالله في أس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل بصفة خاّص ة من خالل مجموع‪22‬ة من الّلج‪22‬ان تعم‪22‬ل عن‬
‫طري‪22‬ق دراس‪22‬ة التق‪22‬ارير المقدم‪22‬ة من ط‪22‬رف ال‪22‬دول وفحص الش‪22‬كاوى والبالغ‪22‬ات المقدم‪22‬ة من دول‪22‬ة‬
‫ضد دولة أو من األفراد ضد الدول‪.‬‬
‫وس ‪22‬نتناول فيم ‪22‬ا يلي دور أهم اللج ‪22‬ان الدولي ‪22‬ة الناش ‪22‬طة على المس ‪22‬توى الع ‪22‬المي في الح ‪22‬د من‬
‫أسوأ أشكال عمل األطفال‪:‬‬

‫الفرع األول‬
‫دور لجنة حقوق اإلنسان في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫ُتع‪ّ2‬د لجن‪2‬ة حق‪2‬وق اإلنس‪2‬ان من أهم األجه‪2‬زة المتفرع‪2‬ة عن المجلس اإلقتصادي واإلجتم‪2‬اعي‪،‬‬
‫وق‪2‬د أنش‪2‬أها المجلس بق‪2‬راره رقم ‪( 05‬د‪ )1-‬لع‪2‬ام ‪ 1946‬والمع‪ّ2‬د ل ب‪2‬القرار رقم (‪ 1)02-09‬لنفس‬
‫الس‪22‬نة‪ ،‬وك‪22‬انت تعت‪22‬بر الهيئ‪22‬ة الرئيس‪22‬ية في منظم‪22‬ة األمم المتح‪22‬دة ال‪22‬تي تع‪22‬الج حق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان بصفة‬
‫‪2‬‬
‫عاّم ة وتعمل على تعزيزها وحمايتها إلى غاية عام ‪.2006‬‬

‫‪ -‬القرار رقم ‪( 05‬د‪ ،)1-‬صادر بتاريخ ‪ 16‬فيف‪2‬ري ‪ ،1946‬يتض‪2‬من النظ‪2‬ام األساس‪2‬ي للجن‪2‬ة حق‪2‬وق اإلنس‪2‬ان‪ ،‬والمع‪ّ2‬د ل ب‪2‬القرار‬ ‫‪1‬‬

‫رقم (‪ ،)02-09‬صادر بتاريخ ‪ 21‬جويلية ‪ .1946‬أنظر الرابط‪ https://bit.ly/3mIuA5s :‬تاريخ اإلطالع‪.18/12/2021 :‬‬
‫‪ - 2‬في س‪22 2‬نة ‪ 2006‬اس ‪ُ2 2‬تبدلت لجن‪22 2‬ة حق‪22 2‬وق اإلنس‪22 2‬ان بمجلس حق‪22 2‬وق اإلنس‪22 2‬ان‪ ،‬حيث ك‪22 2‬انت عب‪22 2‬ارة عن هيئ‪22 2‬ة فرعي‪22 2‬ة للمجلس‬
‫اإلقتصادي واإلجتم‪22‬اعي لألمم المتح‪22‬دة‪ ،‬وظّلت ألك‪22‬ثر من س‪22‬تين س‪22‬نة مح‪22‬ورا لنظ‪22‬ام حق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان في األمم المتح‪22‬دة‪ ،‬اجتمعت‬
‫للمّر ة األخيرة في مارس ‪ 2006‬في دورته‪2‬ا الثاني‪2‬ة والس‪2‬تينن‪ ،‬وتش‪2‬كل إنج‪2‬ازات اللجن‪2‬ة في مج‪2‬ال وض‪2‬ع القواع‪2‬د والمع‪2‬ايير أساس‪2‬ا‬
‫ألعم‪22‬ال المجلس إلى يومن‪22‬ا ه‪22‬ذا‪ ،‬وفي ‪ 15‬م‪22‬ارس ‪ 2006‬صوتت الجمعي‪22‬ة العاّم ة لألمم المتح‪22‬دة بأغلبي‪22‬ة س‪22‬احقة ح‪22‬تى يتم اس‪22‬تبدال‬
‫اللجنة بمجلس حقوق اإلنسان وذلك بموجب القرار رقم ‪ ،60/251‬فحّل المجلس محل اللجنة وأصبح هيئ‪22‬ة فرعي‪22‬ة تابع‪22‬ة للجمعي‪22‬ة‬
‫العاّم ة‪ ،‬في حين أن اللجن ‪22‬ة ك ‪22‬انت هيئ ‪22‬ة فرعي ‪22‬ة تابع ‪22‬ة للمجلس اإلقتصادي واإلجتم ‪22‬اعي‪ .‬أنظ ‪22‬ر‪ :‬مفوض ‪22‬ية األمم المتح ‪22‬دة الس ‪22‬امية‬
‫لحق‪2‬وق اإلنس‪2‬ان‪ ،‬العم‪2‬ل م‪2‬ع برن‪2‬امج األمم المتح‪2‬دة لحق‪2‬وق اإلنس‪2‬ان "دلي‪2‬ل للمجتم‪2‬ع الم‪2‬دني"‪ ،‬ص ‪ .69‬مت‪2‬وفر على الراب‪2‬ط‪ :‬ت‪2‬اريخ‬
‫اإلطالع‪.20/12/2021 :‬‬
‫‪https://www.ohchr.org/Documents/Publications/ngohandbook5_ar.pdf‬‬

‫‪175‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تمّي زت الّلجن‪22‬ة بتمتعه‪22‬ا باختصاص في مواجه‪22‬ة جمي‪22‬ع ال‪22‬دول األعض‪22‬اء في األمم المتح‪22‬دة‪،‬‬
‫وي‪22 2‬أتي اختصاصها بحماي‪22 2‬ة الطف‪22 2‬ل ض‪22 2‬من اختصاصها الع‪22 2‬ام بس‪22 2‬ائر المس‪22 2‬ائل المتصلة بحق‪22 2‬وق‬
‫اإلنس‪22‬ان‪ ،‬إذ لم ي‪22‬رد النص على م‪22‬ا يمكن أن تق‪22‬وم ب‪22‬ه بصدد الطف‪22‬ل أو ظ‪22‬اهرة اس‪22‬تغالله في أس‪22‬وأ‬
‫أشكال العمل بصفة خاصة‪.‬‬
‫وه ‪22 2‬و األم ‪22 2‬ر ال ‪22 2‬ذي نستش ‪22 2‬فه من ق ‪22 2‬رار المجلس اإلقتصادي واإلجتم ‪22 2‬اعي رقم ‪( 09‬د‪)3-‬‬
‫الم‪22 2‬ذكور أعاله‪ ،‬إذ ينص "تختص لجن‪22 2‬ة حق‪22 2‬وق اإلنس‪22 2‬ان ب‪22 2‬إجراء الدراس‪22 2‬ات وتق‪22 2‬ديم المقترح‪22 2‬ات‬
‫والتوصيات والتق‪22‬ارير للمجلس في المس‪22‬ائل اآلتي‪22‬ة‪ :‬اإلعالن الع‪22‬المي لحق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان‪ ،‬اإلعالن‪22‬ات‬
‫واإلتفاقي ‪22‬ات الدولي ‪22‬ة بخصوص الحري ‪22‬ات المدني ‪22‬ة‪ ،‬وأوض ‪22‬اع الم ‪22‬رأة‪ ،‬وحري ‪22‬ة اإلعالم والقض ‪22‬ايا‬
‫المماثل‪22‬ة‪ ،‬وحماي‪22‬ة األقلي‪22‬ات‪ ،‬وأي‪22‬ة مس‪22‬ألة أخ‪22‬رى تتعل‪22‬ق بحق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان‪ ،‬ويج‪22‬وز للجن‪22‬ة أن توصي‬
‫المجلس بإنشاء اللجان الفرعية التي تراها ضرورية"‪.‬‬
‫ومن أهم م ‪22‬ا ق ‪22‬امت ب ‪22‬ه اللجن ‪22‬ة في ه ‪22‬ذا المج ‪22‬ال ه ‪22‬و تعيينه ‪22‬ا للمق ‪22‬رر الخ ‪22‬اص المع ‪22‬ني ب ‪22‬بيع‬
‫األطفال واستغاللهم في البغاء والمواد الخليعة‪ ،1‬كما اعتمدت اللجنة بموجب قرارها ‪74-1992‬‬
‫الذي اعتمدته في دورتها الثامن‪2‬ة واألربعين برن‪2‬امج العم‪2‬ل من أج‪2‬ل من‪2‬ع بي‪2‬ع األطف‪2‬ال واس‪2‬تغاللهم‬
‫في البغاء والمواد الخليعة‪ ،‬وطلبت اللجنة من جميع الدول أن تق‪22‬وم بصورة دوري‪22‬ة ب‪22‬إبالغ اللجن‪22‬ة‬
‫الفرعي‪22‬ة بالت‪22‬دابير المعتم‪22‬دة لتنفي‪22‬ذ برن‪22‬امج العم‪22‬ل وبم‪22‬دى كفاي‪22‬ة ه‪22‬ذه الت‪22‬دابير‪ ،‬وطلبت إلى اللجن‪22‬ة‬
‫‪2‬‬
‫الفرعية أن تقدم لها كل سنتين تقريرا عن حالة تنفيذ برنامج العمل من قبل جميع الدول‪.‬‬
‫ومّم ا قامت به الّلجنة للحد من أسوأ أشكال عمالة األطفال أيضا‪ ،‬هو تع‪22‬يين المق‪22‬رر الخ‪2‬اص‬
‫المعني بتأثير النزاع المسلح على األطفال‪ ،‬والذي يهتم بتأثير النزاع المس‪2‬لح على األطف‪2‬ال بصفة‬
‫عاّم ة وبمسألة تجنيدهم واستغاللهم في مثل هذه الظروف بصفة خاّص ة‪ ،‬ويقّد م تقارير س‪22‬نوية إلى‬
‫الجمعي‪22‬ة العاّم ة ولجن‪22‬ة حق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان تتض‪22‬من المعلوم‪22‬ات ذات الصلة‪ ،‬وأنيطت ب‪22‬ه والي‪22‬ة تق‪22‬ييم‬

‫‪ -‬ق‪22‬ررت الّلجن‪22‬ة‪ ،‬في قراره‪22‬ا رقم ‪ 1990/68‬ال‪22‬ذي اعتمدت‪22‬ه في دورته‪22‬ا السادس‪22‬ة واألربعين أن تعين مق‪22‬ررا خاصا للنظ‪22‬ر في‬ ‫‪1‬‬

‫المسائل المتصلة ببيع األطفال واستغاللهم في البغاء والمواد الخليعة بما في ذلك تبّنيهم ألغراض تجارية‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬فاطمة شحاتة أحمد زيدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.574‬‬
‫‪ -‬فاطمة شحاتة أحمد زيدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.574‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪176‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫التق ‪ّ2‬د م المح‪22‬رز والخط‪22‬وات المتخ‪22‬ذة للح‪22‬د من الظ‪22‬اهرة والمصاعب ال‪22‬تي تواجهه‪22‬ا ال‪22‬دول لتعزي‪22‬ز‬
‫حماي ‪22‬ة األطف ‪22‬ال من اس ‪22‬تغاللهم في النزاع ‪22‬ات المس ‪22‬لحة وزي ‪22‬ادة ال ‪22‬وعي وتش ‪22‬جيع جم ‪22‬ع المعلوم ‪22‬ات‬
‫بش‪22‬أن األطف‪22‬ال المت‪22‬أثرين بالنزاع‪22‬ات المس‪22‬لحة‪ ،‬فض‪22‬ال عن تعزي‪22‬ز التع‪22‬اون ال‪22‬دولي لض‪22‬مان اح‪22‬ترام‬
‫‪1‬‬
‫حقوق الطفل في مختلف مراحل الصراع‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫دور الّلجنة المعنية بالحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية في القضاء على أسوأ‬
‫أشكال عمل األطفال‬
‫تّم إنشاء هذه اللجنة بم‪2‬وجب ق‪2‬رار المجلس اإلقتصادي واإلجتم‪2‬اعي رقم ‪ ،17/1985‬وهي‬
‫جه‪22 2‬از ف‪22 2‬رعي ت‪22 2‬ابع ل‪22 2‬ه‪ ،‬تتمث‪22 2‬ل وظيفته‪22 2‬ا األساس‪22 2‬ية في تنفي‪22 2‬ذ العه‪22 2‬د ال‪22 2‬دولي للحق‪22 2‬وق اإلقتصادية‬
‫واإلجتماعي ‪22‬ة والثقافي ‪22‬ة‪ ،‬عن طري ‪22‬ق تلّقي تق ‪22‬ارير ال ‪22‬دول األط ‪22‬راف كم ‪22‬ا ه ‪22‬و منصوص علي ‪22‬ه في‬
‫الماّد ة ‪ 16‬من العهد‪.2‬‬
‫كم‪22‬ا تختص الّلجن‪22‬ة بتلقي التق‪22‬ارير ال‪22‬تي تق‪22‬دمها الوك‪22‬االت الدولي‪22‬ة المتخصصة التابع‪22‬ة لألمم‬
‫المتحدة ومنها منظمة العمل الدولية‪ ،‬وذلك بشأن التقدم الذي تم تحقيقه في مجال احترام نصوص‬

‫‪1‬‬
‫‪- UN.Doc.A/S-27/3 .P129. voir le lien : https://undocs.org/pdf?symbol=en/A/RES/S-27/2 vu le 23/12/2021.‬‬
‫‪ - 2‬تنص الماّد ة ‪ 16‬من العهد ال‪2‬دولي للحق‪2‬وق اإلقتصادية واإلجتماعي‪2‬ة على‪" :‬تتعه‪2‬د ال‪2‬دول األط‪2‬راف في االتفاقي‪2‬ة بتق‪2‬ديم تق‪2‬ارير‬
‫حول اإلجراءات ال‪2‬تي تبنته‪2‬ا والتق‪2‬دم ال‪2‬ذي ح‪2‬دث من أج‪2‬ل كفال‪2‬ة اح‪2‬ترام الحق‪2‬وق المع‪2‬ترف به‪2‬ا في العه‪2‬د"‪ .‬وتض‪2‬يف الم‪2‬اّد ة ‪ 17‬أّن‬
‫هذه التقارير يمكن أن تشير إلى العوامل والصعوبات التي تمنع الدول من الوفاء بطريق‪2‬ة كامل‪2‬ة بالتزاماته‪22‬ا المنصوص عليه‪22‬ا في‬
‫العهد‪ ".‬أنظر نص العهد الدولي للحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية‪ ،‬متوفر على الرابط‪:‬‬
‫‪ https://www.ohchr.org/ar/professionalinterest/pages/cescr.aspx‬تاريخ اإلطالع‪.23/12/2021 :‬‬

‫‪177‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫االتفاقي‪22‬ة الواقع‪22‬ة ض‪22‬من محي‪22‬ط نش‪22‬اطها‪ ،1‬كم‪22‬ا يج‪22‬وز أن تتض‪22‬من ه‪22‬ذه التق‪22‬ارير تفاصيل الق‪22‬رارات‬
‫والتوصيات ال ‪22‬تي اتخ ‪22‬ذتها األجه ‪22‬زة المختصة في ه ‪22‬ذه الوك ‪22‬االت بالنس ‪22‬بة لتط ‪22‬بيق نصوص ه ‪22‬ذه‬
‫اإلتفاقية‪.‬‬

‫تقّد م الّلجنة تقري‪2‬رًا س‪2‬نويًا للمجلس اإلقتصادي واإلجتم‪2‬اعي يتض‪2‬من م‪2‬وجزا للمناقش‪2‬ات ال‪2‬تي‬
‫أجرتها للتقارير المقدمة إليها واقتراحاتها وتوصياتها‪ ،‬وبالتالي فاللجن‪22‬ة ال تق‪22‬وم برقاب‪22‬ة قض‪22‬ائية أو‬
‫شبه قضائية‪ ،‬وإ نما تنحصر نتائج الرقابة التي تمارسها اللجنة في المسؤولية السياسية للدولة أمام‬
‫األجه ‪22‬زة الدولي ‪22‬ة‪ ،‬وهت ‪22‬ه األخ ‪22‬يرة تفتق ‪22‬ر للفاعلي ‪22‬ة الحاس ‪22‬مة‪ ،‬إّال أنه ‪22‬ا في كث ‪22‬ير من األح ‪22‬وال تجع ‪22‬ل‬
‫الحكوم‪22‬ات تفك‪22‬ر ملي‪22‬ا قب‪22‬ل اإلخالل بااللتزام‪22‬ات ال‪22‬تي تق‪22‬ع على عاتقه‪22‬ا بمقتض‪22‬ى ه‪22‬ذا العه‪22‬د‪ ،‬نأي‪22‬ا‬
‫‪2‬‬
‫بنفسها عن اإلساءة إلى سمعتها في المجتمع الدولي‪.‬‬

‫أّم ا عن ال‪22‬دور ال‪22‬ذي تلعب‪22‬ه الّلجن‪22‬ة في مج‪22‬ال حماي‪22‬ة األطف‪22‬ال من اإلس‪22‬تغالل في أس‪22‬وأ أش‪22‬كال‬
‫العم‪22‬ل‪ ،‬ف‪22‬إن اللجن‪22‬ة تلعب دورا ملحوظ‪22‬ا في مج‪22‬ال حماي‪22‬ة الحق‪22‬وق اإلنس‪22‬انية في مج‪22‬ال اإلقتصاد‬
‫والثقافة بصفة عاّم ة‪ ،‬الس‪2‬يما في مج‪2‬ال تك‪2‬ريس ح‪2‬ق الطف‪2‬ل في التعليم والثقاف‪2‬ة وحمايت‪2‬ه من كاف‪2‬ة‬
‫أشكال االستغالل اإلقتصادي‪ ،‬فالعه‪22‬د ال‪22‬دولي الخ‪2‬اص ب‪22‬الحقوق اإلقتصادية واإلجتماعي‪22‬ة والثقافي‪22‬ة‬
‫ُيقر بحق كل فرد في التعليم‪ ،‬كما يستوجب جعل التعليم اإلبت‪2‬دائي إلزامي‪2‬ا ومتاح‪2‬ا للجمي‪2‬ع مّج ان‪2‬ا‪،3‬‬
‫وهو األمر الذي يضمن تفادي انخراط األطفال في سن مبّك ر في أسوأ أشكال العمل‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن الّلجنة تعقد في كل دورة من دوراتها "يوما للمناقش‪22‬ة العاّم ة" بش‪22‬أن‬
‫أحك‪22‬ام معين‪22‬ة من العه‪22‬د‪ ،‬أو ح‪22‬ق معين من حق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان‪ ،‬ومنه‪22‬ا مناقش‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل العام‪22‬ل‪،‬‬
‫بغي‪22‬ة تعمي‪22‬ق فهمه‪22‬ا لهت‪22‬ه المس‪22‬ألة‪ ،‬وتس‪22‬عى اللجن‪22‬ة من خالل ه‪22‬ذه المناقش‪22‬ات إلى ج‪22‬ذب مجموع‪22‬ة‬

‫‪ -‬نص الماّد ة ‪ 18‬من العهد الدولي للحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬عب‪22 2‬د العزي‪22 2‬ز س‪22 2‬رحان‪" ،‬حقيق‪22 2‬ة العالق‪22 2‬ة بين المجموع‪22 2‬ة الدولي‪22 2‬ة لحق‪22 2‬وق اإلنس‪22 2‬ان والق‪22 2‬انون ال‪22 2‬داخلي في الوالي‪22 2‬ات المتح‪22 2‬دة‬ ‫‪2‬‬

‫األمريكية"‪ ،‬مجلة الحقوق والشريعة‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬سبتمبر ‪ ،1981‬جامعة الكويت‪ ،‬كلية الحقوق والش‪22‬ريعة‪ ،‬ص‪ .91‬مت‪22‬وفر على‬
‫الرابط‪ https://search.mandumah.com/Record/54882/Details :‬تاريخ اإلّطالع‪.25/12/2021 :‬‬
‫‪ -‬نص الماّد ة ‪ 13‬من العهد الدولي للحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪178‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫عريضة من الخ‪2‬برات‪ ،‬وال‪22‬دخول في ح‪2‬وار م‪22‬ع المق‪22‬ررين الخاصين لألمم المتح‪2‬دة‪ ،‬وم‪22‬ع الخ‪2‬براء‬
‫من المنظم ‪22 2‬ات غ ‪22 2‬ير الحكومي ‪22 2‬ة ذات الصلة وم ‪22 2‬ع ممثلي وك ‪22 2‬االت األمم المتح ‪22 2‬دة المتخصصة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫كمنظمة العمل الدولية‪.‬‬

‫إال أّن ما يعاب على عم‪22‬ل ه‪22‬ذه اللجن‪22‬ة‪ ،‬أن‪22‬ه ال يس‪2‬مح له‪22‬ا بتلقي وقب‪22‬ول الش‪2‬كاوى من األف‪22‬راد‬
‫ال‪22‬ذين يتض‪22‬ررون من انته‪22‬اك حق‪22‬وقهم س‪22‬الفة البي‪22‬ان‪ ،‬وبالت‪22‬الي ال يمكن لألطف‪22‬ال ض‪22‬حايا اإلس‪22‬تغالل‬
‫في أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال العم ‪22‬ل الّلج ‪22‬وء إليه ‪22‬ا وتق ‪22‬ديم ش ‪22‬كوى عن ‪22‬د غي ‪22‬اب الحماي ‪22‬ة القانوني ‪22‬ة لحق ‪22‬وقهم في‬
‫قوانينهم الداخلية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫دور لجنة حقوق الطفل في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫ُأنشئت لجنة حقوق الطفل وفقا لنص الماّد ة ‪ 243/01‬من اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬وهي الجهاز‬
‫المس ‪22‬ؤول على حماي ‪22‬ة ومتابع ‪22‬ة الحق ‪22‬وق المنصوص عليه ‪22‬ا في اإلتفاقي ‪22‬ة‪ ،‬كم ‪22‬ا يق ‪22‬ع على عاتقه ‪22‬ا‬
‫مسؤولية الرقابة على تنفيذ أحكام اإلتفاقية‪.‬‬

‫تتألف الّلجنة من ثمانية عشر خبيرا من ذوي المكانة الخلقية الرفيعة والكفاءة المع‪22‬ترف به‪22‬ا‬
‫في مجال حقوق الطفل‪ ،‬وتنتخب ال‪2‬دول األط‪2‬راف أعض‪2‬اء اللجن‪2‬ة من بين رعاياه‪2‬ا ويعم‪2‬ل ه‪2‬ؤالء‬
‫األعضاء بصفتهم الشخصية‪ ،3‬فهم ال يمثلون حكوم‪22‬اتهم واللجن‪22‬ة ال تخض‪22‬ع ألي‪22‬ة تعليم‪22‬ات صادرة‬
‫له‪22 2‬ا من حكوم‪22 2‬ات ال‪22 2‬دول األط‪22 2‬راف في اإلتفاقي‪22 2‬ة على اعتب‪22 2‬ار أن أعض‪22 2‬اء اللجن‪22 2‬ة إنم‪22 2‬ا يمثلونه‪22 2‬ا‬

‫‪ -‬كيرواني الضاوية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.225‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 2‬تنص الم‪22‬اّد ة ‪ 43/01‬من اتفاقي‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل على‪" :‬تنش‪22‬أ لغ‪22‬رض دراس‪22‬ة التق‪22‬دم ال‪22‬ذي أحرزت‪22‬ه ال‪22‬دول األط‪22‬راف في اس‪22‬تيفاء‬
‫تنفيذ اإللتزامات التي تعهدت بها في هذه اإلتفاقية لجنة معنية بحقوق الطفل تضطلع بالوظائف المنصوص عليها‪"...‬‬
‫‪ - 3‬الماّد ة ‪ 43/02‬من اإلتفاقية نفسها‪ ،‬ويتم انتخاب أعضاء هذه اللجنة باإلقتراع السري من قائمة أشخاص ترشحهم الدول‬
‫األطراف ولكل دولة طرف أن ترشح شخصا واحدا من بين رعاياها طبقا للماّد ة ‪ 43/3‬من اإلتفاقية‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ويس‪22‬هرون على مراقب‪22‬ة تط‪22‬بيق أحك‪22‬ام اإلتفاقي‪22‬ة وال يل‪22‬تزمون في ه‪22‬ذا الش‪22‬أن إال بتحقي‪22‬ق األه‪22‬داف‬
‫‪1‬‬
‫التي ترمي إليها إتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬ومراقبة تطبيق أحكامها‪.‬‬

‫تختص اللجن‪22‬ة ب‪22‬النظر في التق‪22‬ارير ال‪22‬تي تق‪22‬دمها ال‪22‬دول األعض‪22‬اء عن الت‪22‬دابير ال‪22‬تي اتخ‪22‬ذتها‬
‫ال ‪22‬دول تنفي ‪22‬ذا إلتفاقي ‪22‬ة حق ‪22‬وق الطف ‪22‬ل وال ‪22‬بروتوكوالت اإلختياري ‪22‬ة الملحق ‪22‬ة به ‪22‬ا‪ ،‬بم ‪22‬ا فيه ‪22‬ا الت ‪22‬دابير‬
‫المتخذة من أجل القضاء على استغالل األطفال في أسوأ أش‪2‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪ ،‬ويج‪2‬وز للجن‪22‬ة أن‬
‫تطلب من الدول معلومات إض‪22‬افية ذات الصلة‪ ،2‬وتق‪22‬وم بدراس‪2‬ة تل‪22‬ك التق‪22‬ارير وترس‪2‬ل للحكوم‪22‬ات‬
‫إذا طلبت استيض‪22‬اح أي معلوم‪22‬ة أو م‪22‬ا ي‪22‬رد إليه‪22‬ا من معلوم‪22‬ات من تق‪22‬ارير هيئ‪22‬ات أخ‪22‬رى لحق‪22‬وق‬
‫اإلنس‪22‬ان ويتم مناقش‪22‬ة التق‪22‬ارير من خالل دع‪22‬وة من‪22‬دوبين من الحكوم‪22‬ات لل‪22‬رد على المس‪22‬ائل كتاب‪22‬ة‬
‫قب‪22‬ل ك‪22‬ل دورة ويت‪22‬اح للحكوم‪22‬ة فرصة أفض‪22‬ل لمناقش‪22‬ة اللجن‪22‬ة‪ ،‬وتض‪22‬ع اللجن‪22‬ة مالحظاته‪22‬ا الختامي‪22‬ة‬
‫‪3‬‬
‫حول التقارير المنشورة حتى تكون أساس للتضامن حول طريقة تحسين وإ نفاذ اإلتفاقية‪.‬‬

‫أّم ا عن التقارير المقدم‪22‬ة إلى اللجن‪22‬ة فهي متنوع‪22‬ة‪ ،‬إذ تنص اتفاقي‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل على ثالث‪22‬ة‬
‫أن ‪22‬واع من التق ‪22‬ارير‪ :‬تق ‪22‬ارير أولي ‪22‬ة‪ ،‬دوري ‪22‬ة‪ ،‬وأخ ‪22‬رى يتم تق ‪22‬ديمها بن ‪22‬اءا على طلب لجن ‪22‬ة حق ‪22‬وق‬
‫الطفل‪ ،‬فالتقرير األولي يتم تقديمه في غضون سنتين من بدأ نفاذ اإلتفاقية بالنس‪2‬بة للدول‪22‬ة الط‪22‬رف‬
‫المعنية‪ ،‬وباعتباره بداية اإلتصال بين الدولة واللجنة‪ ،‬فه‪22‬و بمثاب‪22‬ة اإلختب‪22‬ار األساس‪2‬ي لم‪22‬دى ال‪22‬تزام‬
‫الدولة‪ ،‬كما يشكل األساس الذي يمكن الرجوع إلي‪2‬ه عن‪2‬د فحص التق‪2‬ارير الدوري‪2‬ة‪ ،‬بقصد التع‪2‬رف‬
‫على مدى التقدم المحرز والجهود التي تبذلها الدولة بقصد تنفيذ ما ورد في اإلتفاقية‪.‬‬

‫أّم ا التقارير الدورية فهي تسمح بإجراء المقارنة وتق‪22‬دير م‪22‬دى تط‪22‬ور الموق‪2‬ف داخ‪2‬ل الدول‪22‬ة‪،‬‬
‫إذ تسمح للجنة حقوق الطفل بالعودة إلى التقارير السابقة وإ لى مالحظاتها الختامية المرتبطة بها‪،‬‬

‫‪ -‬فاطمة شحاتة أحمد زيدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.632‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 2‬حيث ألزمت الفقرة األولى من الماّد ة ‪ 44‬من اإلتفاقية الدول األطراف بأن تقدم إلى اللجنة عن طريق األمين العام لألمم‬
‫المتحدة تقارير عن التدابير التي اتخذتها إلنفاذ الحقوق المعترف بها في هذه اإلتفاقية وعن التقدم المحرز في التمتع بتلك‬
‫الحقوق‪.‬‬
‫‪ -‬محمد عبد الرحمان مصطفى البنا‪ ،‬العولمة وحقوق الطفل‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2017 ،‬ص‪ .391‬عن‬ ‫‪3‬‬

‫محمود شريف بسيوني‪ ،‬الوثائق الدولية المعنية بحقوق اإلنسان‪ ،‬دار الشروق‪ ،2003 ،‬ص‪.910‬‬

‫‪180‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫والتع ‪22‬رف على م ‪22‬دى رد الفع ‪22‬ل ال ‪22‬ذي اتخذت ‪22‬ه الس ‪22‬لطات الوطني ‪22‬ة‪ ،‬في حين أن التق ‪22‬ارير اإلض ‪22‬افية‬
‫فيتح‪ّ2‬د د موض‪22‬وعها في ك‪22‬ل حال‪22‬ة على ح‪22‬دة‪ ،‬وتس‪22‬تهدف دائم‪22‬ا تزوي‪22‬د اللجن‪22‬ة بمعلوم‪22‬ات لم ت‪22‬رد في‬
‫‪1‬‬
‫التقرير الدوري أو معلومات عن موقف طارئ في الدولة المعنية‪.‬‬

‫مم‪22‬ا س‪22‬بق‪ ،‬يمكن الق‪22‬ول أّن التق‪22‬ارير الدوري‪22‬ة هي إح‪22‬دى وس‪22‬ائل لجن‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل لمراقب‪22‬ة‬
‫تنفي‪22‬ذ ال‪22‬دول للحظ‪22‬ر ال‪22‬دولي ألس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل‪ ،‬وعلي‪22‬ه ف‪22‬إن انتظ‪22‬ار خمس س‪22‬نوات لتق‪22‬ديم تقري‪22‬ر‬
‫دوري إلى اللجن‪22 2‬ة من ج‪22 2‬انب الدول‪22 2‬ة الط‪22 2‬رف‪ ،‬ثم انتظ‪22 2‬ار خمس س‪22 2‬نوات أخ‪22 2‬رى لتق‪22 2‬ديم التقري‪22 2‬ر‬
‫الدوري الت‪2‬الي من ش‪2‬أنه أن يس‪2‬بب أض‪2‬رارا جس‪2‬يمة لألطف‪2‬ال في الع‪2‬الم‪ ،‬الس‪2‬يما ال‪2‬ذين يع‪2‬انون من‬
‫أوض‪2‬اع اقتصادية واجتماعي‪2‬ة متردي‪2‬ة‪ ،‬كظ‪2‬اهرة اإلس‪2‬تغالل اإلقتصادي لألطف‪2‬ال ال‪2‬ذي تع‪2‬اني منه‪2‬ا‬
‫معظم البلدان الفقيرة والنامية‪ ،‬ل‪22‬ذلك ك‪22‬ان من األنس‪22‬ب تع‪22‬ديل نص الم‪22‬اّد ة ‪( 44/01‬ب) من اتفاقي‪22‬ة‬
‫حق ‪22‬وق الطف ‪22‬ل إلنق ‪22‬اص ف ‪22‬ترة الخمس س ‪22‬نوات إلى س ‪22‬نة واح ‪22‬دة فق ‪22‬ط كح ‪22‬د أقصى‪ ،‬وتل ‪22‬تزم ال ‪22‬دول‬
‫‪2‬‬
‫األطراف بتقديم التقارير الدورية مرة كل سنة على األكثر‪.‬‬

‫ما يؤخذ على هذه اآللية أيض‪2‬ا أنه‪2‬ا ال تتس‪2‬م باالس‪2‬تقاللية وال بالفعالي‪2‬ة‪ ،‬خاصة إذا علمن‪2‬ا أن‪2‬ه‬
‫ك‪22‬ان ال يح‪22‬ق س‪22‬واء لل‪22‬دول األط‪22‬راف أو األف‪22‬راد رف‪22‬ع ش‪22‬كاويهم ض‪22‬د أي دول‪22‬ة بش‪22‬أن انته‪22‬اك حق‪22‬وق‬
‫الطف‪22 2 2‬ل إلى غاي‪22 2 2‬ة ‪ ،2011‬حيث ت‪22 2 2‬دارك واض‪22 2 2‬عو اإلتفاقي‪22 2 2‬ة ه‪22 2 2‬ذا النقص باعتم‪22 2 2‬اد ال‪22 2 2‬بروتوكول‬
‫االختياري الثالث الملحق باتفاقية حقوق الطفل والخ‪2‬اص بتق‪2‬ديم البالغ‪2‬ات والش‪2‬كاوى‪ ،‬إذ منح ه‪2‬ذا‬
‫البروتوكول اللجن‪22‬ة الح‪2‬ق في تلقي مختل‪22‬ف التبليغ‪22‬ات س‪2‬واء من األطف‪22‬ال المنته‪22‬ك لحق‪22‬وقهم‪ ،‬أو من‬
‫أي‪22‬ة دول‪22‬ة بش‪22‬أن انتهاك‪22‬ات حق‪22‬وق الطف‪22‬ل من قب‪22‬ل أي دول‪22‬ة أخ‪22‬رى‪ ،‬ويح‪22‬ق للجن‪22‬ة لفت نظ‪22‬ر الدول‪22‬ة‬
‫‪3‬‬
‫التي تنتهك هذه الحقوق‪.‬‬

‫‪ - 1‬تنص الماّد ة ‪ 44/04‬من اتفاقية حقوق الطفل على‪" :‬يجوز للجنة أن تطلب من الدول األطراف المعنية معلومات إضافية‬
‫ذات الصلة بتنفيذ اإلتفاقية"‪.‬‬
‫‪ -‬كيرواني الضاوية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.230‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ُ - 3‬ف تح باب التوقيع على البروتوكول اإلختياري الثالث التفاقية حقوق الطفل المتعلق بإجراء تقديم البالغات في ‪ 28‬فيفري‬
‫‪ 2012‬في جنيف‪ http://hrlibrary.umn.edu/arabic/AR-HRC/AHRC17-84.pdf .‬تاريخ اإلطالع‪.01/05/2023 :‬‬

‫‪181‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫فق‪22‬د منحت اللجن‪22‬ة طبق‪22‬ا للقواع‪22‬د ال‪22‬واردة في ال‪22‬بروتوكول االختي‪22‬اري ح‪22‬ق اس‪22‬تالم ودراس‪22‬ة‬
‫تبليغ ‪22‬ات األطف ‪22‬ال ومن بينهم األطف ‪22‬ال المس ‪22‬تغلين في أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال العم ‪22‬ل والخاض ‪22‬عين لواليته ‪22‬ا‪،‬‬
‫وال ‪22‬ذين ي ‪22‬دعون ب ‪22‬أنهم ض ‪22‬حايا انته ‪22‬اك دول ‪22‬ة ط ‪22‬رف في اإلتفاقي ‪22‬ة ألي من الحق ‪22‬وق ال ‪22‬واردة فيه ‪22‬ا‪،‬‬
‫وتنظر اللجن‪2‬ة في التبليغ‪2‬ات ال‪2‬تي تتس‪2‬لمها بم‪2‬وجب ه‪2‬ذا ال‪2‬بروتوكول‪ ،‬وتبعث بوجه‪2‬ات نظره‪2‬ا إلى‬
‫‪1‬‬
‫كل من الدولة الطرف المعنية وكذلك الشخص المعني‪.‬‬

‫كما أنها لم تتطرق إلى بي‪2‬ان الت‪2‬دابير ال‪2‬تي يمكن للجن‪2‬ة اتخاذه‪2‬ا عن‪2‬د انته‪2‬اك إح‪2‬دى ال‪2‬دول أو‬
‫بعض ‪22‬ها ألحك ‪22‬ام ه ‪22‬ذه االتفاقي ‪22‬ة‪ ،‬أو عن ‪22‬د تقاعس ‪22‬ها عن الوف ‪22‬اء بالتزاماته ‪22‬ا ال ‪22‬تي ق ‪22‬درتها االتفاقي ‪22‬ة‪،‬‬
‫وأقصى م ‪22‬ا يمكن أن تفعل ‪22‬ه من ج ‪22‬زاء ه ‪22‬و نش ‪22‬ر تق ‪22‬ارير ال ‪22‬دول األط ‪22‬راف‪ ،‬وهي بالت ‪22‬الي رقاب ‪22‬ة‬
‫متواض ‪22‬عة‪ ،‬ض ‪22‬عيفة ومح ‪22‬دودة للغاي ‪22‬ة‪ ،‬واألك ‪22‬ثر من ذل ‪22‬ك فه ‪22‬ذه اللجن ‪22‬ة وإ ن ك ‪22‬ان ه ‪22‬دفها النبي ‪22‬ل ه ‪22‬و‬
‫تحقي‪22‬ق أك‪22‬بر حماي‪22‬ة ممكن‪22‬ة للطف‪22‬ل‪ ،‬فإن‪22‬ه من المف‪22‬روض على واض‪22‬عيها اعتب‪22‬ار أو تك‪22‬ييف مختل‪22‬ف‬
‫الممارس ‪22‬ات الالإنس ‪22‬انية ال ‪22‬تي يتع ‪22‬رض له ‪22‬ا األطف ‪22‬ال في مختل ‪22‬ف أنح ‪22‬اء الع ‪22‬الم في ش ‪22‬تى المي ‪22‬ادين‬
‫(المن‪22‬اجم‪ ،‬الم‪22‬زارع‪ ،‬المن‪22‬ازل‪ ،‬المصانع‪ ،)...‬بمثاب‪22‬ة ج‪22‬رائم دولي‪22‬ة تنش‪22‬يء مس‪22‬ئولية دولي‪22‬ة جنائي‪22‬ة‬
‫‪2‬‬
‫ضد مرتكبيها ويستلزم مالحقتهم على المستوى الدولي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫دور اللجان الدولية اإلقليمية في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫إذا كانت األمم المتحدة أول تنظيم دولي عالمي يهتم بحماية حقوق اإلنس‪22‬ان وتعزيزه‪22‬ا‪ ،‬ف‪22‬إّن‬
‫المنظم‪22‬ات الدولي‪22‬ة اإلقليمي‪22‬ة هي األخ‪22‬رى تبّنت الغاي‪22‬ة نفس‪22‬ها‪ ،‬إذ ته‪22‬دف ه‪22‬ذه المنظم‪22‬ات إلى خدم‪22‬ة‬
‫قضية حقوق اإلنسان الدولية بمحاولة تنفيذها وتفعيلها داخل الدول األعضاء بها‪.‬‬

‫والطف‪22 2‬ل باعتب‪22 2‬اره إنس‪22 2‬انا يس‪22 2‬تفيد بال ش‪22 2‬ك من ه‪22 2‬ذه الحق‪22 2‬وق‪ ،‬إذ تم إنش‪22 2‬اء على المس‪22 2‬توى‬
‫األروبي لجان خاصة تضمن الرقابة على حقوق الطفل بما فيها حقه في الحماية من أسوأ أش‪2‬كال‬

‫‪ -‬المادة ‪/05‬أ من البروتوكول اإلختياري الثالث الملحق باتفاقية حقوق الطفل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬الضاوية كيرواني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.237‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪182‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫العم ‪22‬ل‪ ،‬وك ‪22‬ذلك األم ‪22‬ر بالنس ‪22‬بة للمجموع ‪22‬ة األمريكي ‪22‬ة من خالل ال ‪22‬بروتوكول اإلض ‪22‬افي لالتفاقي ‪22‬ة‬
‫األمريكية لحقوق اإلنس‪2‬ان في مج‪2‬ال الحق‪22‬وق اإلقتصادية واإلجتماعي‪22‬ة أين وض‪22‬عت آلي‪22‬ات تض‪22‬من‬
‫الرقابة على حقوق األطفال العمال‪ ،‬ناهيك عن االتحاد اإلفريقي الذي أنشأ هو اآلخر لجن‪22‬ة معني‪22‬ة‬
‫بحقوق الطفل ورفاهيته من خالل الميثاق اإلفريقي لحقوق الطفل ورفاهيته لعام ‪.1990‬‬

‫الفرع األول‬

‫دور اللجان األروبية في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫على المس‪2‬توى األروبي‪ ،‬تم إنش‪2‬اء لج‪2‬ان خاصة تض‪22‬من الرقاب‪22‬ة على حق‪22‬وق الطف‪22‬ل بم‪22‬ا فيه‪22‬ا‬
‫حق‪22‬ه في الحماي‪22‬ة من أس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل‪ ،‬وك‪22‬ذلك األم‪22‬ر بالنس‪22‬بة للمجموع‪22‬ة األمريكي‪22‬ة من خالل‬
‫ال ‪22 2‬بروتوكول اإلض ‪22 2‬افي لالتفاقي ‪22 2‬ة األمريكي ‪22 2‬ة لحق ‪22 2‬وق اإلنس ‪22 2‬ان في مج ‪22 2‬ال الحق ‪22 2‬وق اإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية أين وضعت آليات تضمن الرقابة على حقوق األطفال العمال‪.‬‬
‫تكمن أهمي‪22 2‬ة النظ‪22 2‬ام األروبي لحق‪22 2‬وق اإلنس‪22 2‬ان في أن‪22 2‬ه يض‪22 2‬من رقاب‪22 2‬ة فعلي‪22 2‬ة الح‪22 2‬ترام تل‪22 2‬ك‬
‫الحق ‪22‬وق‪ ،‬وتتجس ‪22‬د ه ‪22‬ذه الرقاب ‪22‬ة عن طري ‪22‬ق لج ‪22‬ان وهيئ ‪22‬ات رئيس ‪22‬ية هي‪ :‬اللجن ‪22‬ة األروبي ‪22‬ة لحق ‪22‬وق‬
‫‪1‬‬
‫اإلنسان‪ ،‬لجنة وزراء مجلس أروبا‪ ،‬باإلضافة لدور المحكمة األروبية لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫فبحس ‪22‬ب نص الم ‪22‬اّد ة ‪ 19‬من اإلتفاقي ‪22‬ة األروبي ‪22‬ة لحق ‪22‬وق اإلنس ‪22‬ان‪ ،‬ته ‪22‬دف اللجن ‪22‬ة األروبي ‪22‬ة‬
‫لحق‪22 2‬وق اإلنس‪22 2‬ان إلى ض‪22 2‬مان اإلح‪22 2‬ترام الت‪22 2‬ام لاللتزام‪22 2‬ات ال‪22 2‬واردة في اإلتفاقي‪22 2‬ة من قب‪22 2‬ل ال‪22 2‬دول‬
‫األط‪22‬راف فيه‪22‬ا‪ ،‬إذ تختص بنظ‪22‬ر الطع‪22‬ون ال‪22‬تي ترفعه‪22‬ا إليه‪22‬ا ال‪22‬دول األط‪22‬راف في اإلتفاقي‪22‬ة وال‪22‬تي‬
‫‪2‬‬
‫يرفعها إليها األفراد والهيئات غير الحكومية وألي جماعة من األفراد‪.‬‬
‫أّم ا لجن‪2‬ة وزراء مجلس أروب‪2‬ا فهي إح‪2‬دى أجه‪2‬زة منظم‪2‬ة مجلس أروب‪2‬ا وتم‪2‬ارس دوره‪2‬ا في‬
‫الرقاب‪22‬ة من خالل س‪22‬لطة إصدار الق‪22‬رارات _بخصوص الش‪22‬كاوى المقدم‪22‬ة أم‪22‬ام اللجن‪22‬ة األروبي‪22‬ة‬

‫‪ -‬فاطمة شحاتة أحمد زيدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.597‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -2‬الماّد ة ‪ 19‬من اإلتفاقية األروبية لحقوق اإلنسان‪ ،‬اتفاقية حماية حق‪2‬وق اإلنس‪2‬ان والحري‪2‬ات األساس‪2‬ية‪ ،‬المؤرخ‪2‬ة في ‪ 04‬نوفم‪2‬بر‬
‫‪ ،1950‬متوفرة على الرابط ‪ .https://www.echr.coe.int/documents/convention_ara.pdf‬تاريخ اإلطالع‪.01/05/2023 :‬‬

‫‪183‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫لحق‪2‬وق اإلنس‪2‬ان‪ ،-‬وس‪2‬لطة مراقب‪2‬ة تنفي‪2‬ذ األحك‪2‬ام الصادرة عن المحكم‪2‬ة األروبي‪2‬ة لحق‪2‬وق اإلنس‪2‬ان‬
‫‪1‬‬
‫وذلك وفقا لنص الماّد ة ‪ 54‬من االتفاقية األروبية لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫إذ يتوّج ب على األفراد ع‪22‬رض ش‪2‬كواهم على اللجن‪22‬ة أّو ال‪ ،‬وال‪22‬تي تح‪2‬اول أن تتوصل بش‪2‬أنها‬
‫إلى تسوية ودية قبل إحالتها على المحكمة‪ ،‬كما تتولى لجنة الوزراء اإلشراف على تنفيذ األحكام‬
‫‪2‬‬
‫الصادرة عن المحكمة‪.‬‬
‫كم‪22‬ا أن االتفاقي‪22‬ة األروبي‪22‬ة لحق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان لس‪22‬نة ‪ 1950‬ح ‪ّ2‬د دت عقوب‪22‬ات في حال‪22‬ة صدور‬
‫ق ‪22‬رار من اللجن ‪22‬ة األروبي ‪22‬ة أو المحكم ‪22‬ة األروبي ‪22‬ة في ح ‪22‬ق الدول ‪22‬ة المخالف ‪22‬ة‪ ،‬ق ‪22‬د تصل أحيان ‪22‬ا إلى‬
‫التش ‪22‬هير بالدول ‪22‬ة ال ‪22‬تي ت ‪22‬رفض الق ‪22‬رار وربم ‪22‬ا جاوزت ‪22‬ه إلى ط ‪22‬رد تل ‪22‬ك الدول ‪22‬ة من عض ‪22‬وية مجلس‬
‫أورب ‪22‬ا بمقتض ‪22‬ى نص الم ‪22‬اّد ة الثامن ‪22‬ة من دس ‪22‬تور المجلس‪ .‬لكن الواق ‪22‬ع العملي يش ‪22‬ير إلى اح ‪22‬ترام‬
‫ال‪2‬دول األروبي‪2‬ة الق‪2‬رارات واألحك‪2‬ام ال‪2‬تي تصدر عن ك‪2‬ل من اللجن‪2‬ة والمحكم‪2‬ة األروبي‪2‬ة على ح‪2‬د‬
‫‪3‬‬
‫سواء‪.‬‬
‫باإلضافة إلى الدور الذي تلعبه هاته الهيئات‪ ،‬فإّن لكل شخص ‪ -‬تعرضت حقوق‪22‬ه وحريات‪22‬ه‬
‫ال‪22‬واردة في االتفاقي‪22‬ة لالنته‪22‬اك‪ -‬الح‪22‬ق في أن يج‪22‬د طريق‪22‬ا فع‪22‬اال للطعن أم‪22‬ام جه‪22‬ة قض‪22‬ائية وطني‪22‬ة‬
‫ح‪22‬تى ولوك‪22‬ان من ارتكب ه‪22‬ذا اإلخالل جه‪22‬ة رس‪22‬مية أو موظف‪22‬ون رس‪22‬ميون أثن‪22‬اء قي‪22‬امهم بأعم‪22‬ال‬
‫وظ‪22‬ائفهم الرس‪2‬مية‪ ،‬وتجع‪22‬ل االتفاقي‪22‬ة من جه‪22‬ات الطعن القض‪22‬ائية الوطني‪22‬ة جه‪22‬ات رقاب‪22‬ة على تنفي‪22‬ذ‬
‫‪4‬‬
‫واحترام هذه االتفاقية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫دور اللجان األمريكية في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫أعطت المجموعة األمريكية أهمية لحماي‪2‬ة الطف‪2‬ل من اإلس‪2‬تغالل في أس‪2‬وأ أش‪2‬كال العم‪2‬ل من‬
‫خالل ال ‪22 2‬بروتوكول اإلض ‪22 2‬افي لالتفاقي ‪22 2‬ة األمريكي ‪22 2‬ة لحق ‪22 2‬وق اإلنس ‪22 2‬ان‪ ،‬وذل ‪22 2‬ك في مج ‪22 2‬ال الحق ‪22 2‬وق‬

‫‪ -1‬الماّد ة ‪ ،54‬اإلتفاقية نفسها‪.‬‬


‫‪ -2‬المواد ‪ 54 ،53‬من نص اإلتفاقية األروبية لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬كيرواني الضاوية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪- 236‬‬
‫‪ -‬الماّد ة ‪ 13‬من اإلتفاقية األروبية لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪184‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫اإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬وخّص ت اللجنة األمريكية لحقوق اإلنسان‪ 1‬بمهم‪22‬ة الحماي‪22‬ة والس‪2‬هر على‬
‫الرقابة‪.‬‬
‫وم‪22‬ا يم‪22‬يز عم‪22‬ل اللجن‪22‬ة في ه‪22‬ذا المج‪22‬ال‪ ،‬أن اختصاصاتها واس‪22‬عة النط‪22‬اق ح‪22‬تى في مواجه‪22‬ة‬
‫‪2‬‬
‫الدول التي لم تنضم لالتفاقية إال أنها في الوقت نفسه عضو بمنظمة الدول األمريكية‪.‬‬
‫وتتمث‪2‬ل ه‪2‬ذه االختصاصات أساس‪2‬ا في تلقي الش‪2‬كاوى والبالغ‪2‬ات والبت فيه‪2‬ا‪ ،‬باإلض‪2‬افة إلى‬
‫تقديم تقرير سنوي إلى الجمعية العاّم ة لمنظمة الدول األمريكية‪.‬‬
‫فبحس‪22‬ب نص الم‪22‬اّد ة ‪ 44‬من اإلتفاقي‪22‬ة يح‪22‬ق لك‪22‬ل ش‪22‬خص أو مجموع‪22‬ة أش‪22‬خاص أو أي‪22‬ة هيئ‪22‬ة‬
‫غ‪22‬ير حكومي‪22‬ة مع‪22‬ترف به‪22‬ا قانون‪22‬ا‪ ،‬في دول‪22‬ة أو أك‪22‬ثر من ال‪22‬دول األعض‪22‬اء في المنظم‪22‬ة‪ ،‬أن يتق‪22‬دم‬
‫إلى اللجن‪22‬ة بعريض‪22‬ة تتض‪22‬من اتهام‪22‬ات أو ش‪22‬كاوى تتعل‪22‬ق بانته‪22‬اك االتفاقي‪22‬ة من ج‪22‬انب دول‪22‬ة ط‪22‬رف‬
‫فيه‪22‬ا‪ ،‬وتم‪22‬ارس اللجن‪22‬ة اختصاصها بتلقي ونظ‪22‬ر طع‪22‬ون األف‪22‬راد دون أن يتوق‪22‬ف ذل‪22‬ك على قب‪22‬ول‬
‫‪3‬‬
‫الدولة الطرف في االتفاقية‪.‬‬
‫وباإلض‪22‬افة إلى اختصاص اللجن‪22‬ة بنظ‪22‬ر طع‪22‬ون األف‪22‬راد‪ ،‬فإنه‪22‬ا طبق‪22‬ا للم‪22‬اّد ة ‪ 45‬من اإلتفاقي‪22‬ة‬
‫تختص بنظ‪22‬ر الش‪22‬كاوى المقدم‪22‬ة من دول‪22‬ة ط‪22‬رف في اإلتفاقي‪22‬ة ض‪22‬د دول‪22‬ة أخ‪22‬رى ط‪22‬رف فيه‪22‬ا‪ ،‬ق‪22‬د‬
‫ارتكبت انتهاكا ألحد الحقوق المنصوص عليها في اإلتفاقية‪ ،‬ويشترط هنا أن تك‪22‬ون كلت‪22‬ا ال‪22‬دولتين‬
‫تعترفان باختصاص اللجنة في تلقي هذه التبليغات‪.‬‬

‫‪ -‬تم إنش‪22‬اء اللجن‪22‬ة األمريكي‪22‬ة لحق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان في ع‪22‬ام ‪ ،1959‬من قب‪22‬ل االجتم‪22‬اع الخ‪22‬امس ل‪22‬وزراء الخارجي‪22‬ة بمقتض‪22‬ى ق‪22‬رار‬ ‫‪1‬‬

‫وك‪22 2‬انت ته‪22 2‬دف إلى تعزي‪22 2‬ز اح‪22 2‬ترام حق‪22 2‬وق اإلنس‪22 2‬ان كم‪22 2‬ا وردت في اإلعالن األم‪22 2‬ريكي لحق‪22 2‬وق اإلنس‪22 2‬ان وواجبات‪22 2‬ه‪ ،‬ثم توس‪22 2‬عت‬
‫اختصاصاتها لتصبح جه‪22‬از للحماي‪22‬ة واإلش‪22‬راف على التط‪22‬بيق‪ .‬وب‪22‬دخول اإلتفاقي‪22‬ة الدولي‪22‬ة األمريكي‪22‬ة ح‪22‬يز النف‪22‬اذ في ‪ 18‬جويلي‪22‬ة‬
‫‪ 1978‬تم تعديل نظام اللجنة الصادر عام ‪ 1966‬بما يسمح لها القي‪2‬ام ب‪2‬دور م‪2‬زدوج بوصفها جه‪2‬ازا رئيس‪2‬يا من أجه‪2‬زة المنظم‪2‬ة‪،‬‬
‫وفي الوقت ذاته كأحد أجهزة الرقابة على تطبيق االتفاقية‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬فاطمة شحاتة أحمد زيدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،605‬عن عبد الواحد الفار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.449‬‬
‫‪ - 2‬نص الماّد ة ‪ 35‬من اإلتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان لعام ‪.1969‬‬
‫‪ - 3‬ولكي تقبل الشكوى من قبل اللجنة ال بد من توافر شروط تتمث‪2‬ل في‪ :‬اس‪2‬تنفاذ ط‪2‬رق الطعن الداخلي‪2‬ة وأن تق‪2‬دم الش‪2‬كوى خالل‬
‫ستة أشهر من استنفاد طرق الطعن‪ ،‬وعدم تكرار الشكوى بأال تكون معروضة أمام هيئة دولية أخ‪2‬رى‪ ،‬وأن يك‪2‬ون مق‪2‬دم الش‪2‬كوى‬
‫معلوما‪".‬‬
‫أنظر‪ :‬الماّد ة ‪ 44‬من اإلتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ف‪22‬إذا اعت‪22‬برت اللجن‪22‬ة الش‪22‬كوى أو التبلي‪22‬غ مقب‪22‬وال‪ ،‬فإنه‪22‬ا تطلب معلوم‪22‬ات من حكوم‪22‬ات الدول‪22‬ة‬
‫ال‪22‬تي ذك‪22‬ر أنه‪22‬ا الس‪22‬لطة المس‪22‬ؤولة عن اإلنتهاك‪22‬ات المش‪22‬كو منه‪22‬ا‪ .‬وت‪22‬زود تل‪22‬ك الحكوم‪22‬ة بنس‪22‬خة من‬
‫األوراق الهام‪22‬ة من العريض‪22‬ة أو التبلي‪22‬غ‪ .‬وتق‪22‬دم تل‪22‬ك المعلوم‪22‬ات المطلوب‪22‬ة خالل م‪22‬دة معقول‪22‬ة من‬
‫الزمن تحددها اللجنة في ضوء كل قضية‪ ،‬وتح‪2‬اول اللجن‪2‬ة أن تصل إلى تس‪2‬وية ودي‪2‬ة‪ ،‬وإ ذا تع‪ّ2‬ذ ر‬
‫‪1‬‬
‫ذلك يمكنها رفع القضية إلى المحكمة األمريكية لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫دور اللجان اإلفريقية في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫ت ‪22‬دخل مهّم ة التكّفل بحماي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل من االس ‪22‬تغالل في أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال العم ‪22‬ل على المس ‪22‬توى‬
‫اإلف‪22 2‬ريقي ض‪22 2‬من اختصاصات ك‪22 2‬ل من الّلجن‪22 2‬ة اإلفريقي‪22 2‬ة المعني‪22 2‬ة بالطف‪22 2‬ل ال‪22 2‬تي أنش‪22 2‬أها الميث‪22 2‬اق‬
‫اإلف‪22‬ريقي لحق‪22‬وق ورفاهي‪22‬ة الطف‪22‬ل وك‪22‬ذلك اللجن‪22‬ة اإلفريقي‪22‬ة لحق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان والش‪22‬عوب المنبثق‪22‬ة عن‬
‫الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب‪.‬‬

‫حيث خّص ص الميثاق اإلفريقي لحقوق الطفل ورفاهيته لعام ‪ 1990‬آلية رقابة على ض‪22‬مان‬
‫احترام حقوق الطفل التي جاء بها تتمثل في اللجنة الخاّص ة بحق‪22‬وق ورفاهي‪22‬ة الطف‪22‬ل وال‪22‬تي تس‪2‬عى‬
‫‪2‬‬
‫لضمان الرقابة على مدى التزام الدول بضمان الحقوق التي تعهدت بها بموجب الميثاق‪.‬‬

‫وقد حّد دت الماّد ة ‪ 42‬من الميثاق أهم اختصاصات الّلجنة والتي تتمثل في حماية الطفل في‬
‫مجال العمل ومن اإلستغالل بشّتى صوره‪ ،‬وتجميع الوثائق والمعلومات ح‪22‬ول المش‪22‬اكل اإلفريقي‪22‬ة‬
‫في مجال حق‪22‬وق الطف‪22‬ل اإلف‪22‬ريقي ورفاهيت‪22‬ه‪ ،‬تنظيم اإلجتماع‪22‬ات والم‪22‬ؤتمرات‪ ،‬تش‪2‬جيع المؤسس‪2‬ات‬
‫الوطني‪22 2‬ة والمحلي‪22 2‬ة المختصة‪ ،‬إب‪22 2‬داء وجه‪22 2‬ات نظره‪22 2‬ا وتق‪22 2‬ديم التوصيات إلى الحكوم‪22 2‬ات عن‪22 2‬د‬

‫‪ -1‬نص الماّد ة ‪ 48‬من اإلتفاقية نفسها‪.‬‬


‫‪ - 2‬تنص الماّد ة ‪ 32‬من الميثاق اإلفريقي لحقوق الطفل ورفاهيته لعام ‪" :1990‬إنشاء لجنة معنية بحقوق ورفاه الطفل اإلفريقي‬
‫في إطار منظمة الوحدة اإلفريقية‪ ،‬بغية تعزيز وحماية حقوق ورفاه الطفل"‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫اإلقتض ‪22‬اء‪ ،‬صياغة ووض ‪22‬ع القواع ‪22‬د والمب ‪22‬ادئ ال ‪22‬تي ت ‪22‬رمي إلى حماي ‪22‬ة حق ‪22‬وق ورفاهي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل‬
‫‪1‬‬
‫اإلفريقي‪.‬‬

‫وله‪22 2‬ا في ذل‪22 2‬ك أن تتع‪22 2‬اون م‪22 2‬ع المنظم‪22 2‬ات اإلفريقي‪22 2‬ة والدولي‪22 2‬ة واإلقليمي‪22 2‬ة األخ‪22 2‬رى المهتم‪22 2‬ة‬
‫بتعزيز وحماية حقوق ورفاهية الطفل‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬وقد ألزم الميثاق الدول األطراف بأن تقدم إلى اللجنة تقارير عن التدابير التي اتخ‪22‬ذتها‬
‫‪2‬‬
‫إلنفاذ الحقوق المعترف بها في هذا الميثاق‪ ،‬وعن التقّد م المحرز في التمتع بتلك الحقوق‪.‬‬

‫كما منح الميثاق الّلجنة إضافة إلى اختصاص تلّقي ودراسة تقارير الدول‪ ،‬اختصاصا بتلقي‬
‫ودراسة الشكاوى‪ ،‬وترسل نتائج عمل اللجنة إلى مؤتمر رؤساء الدول والحكوم‪2‬ات‪ ،‬لتق‪2‬وم اللجن‪2‬ة‬
‫‪3‬‬
‫بعد ذلك بنشر نقريرها بعد أن ينظر فيه مؤتمر رؤساء الدول والحكومات‪.‬‬

‫فعم‪2‬ل "اللجن‪2‬ة المعني‪2‬ة بحق‪2‬وق الطف‪2‬ل اإلف‪2‬ريقي" ه‪2‬و تلقي تق‪2‬ارير دوري‪2‬ة من ال‪2‬دول األط‪2‬راف‬
‫في الميثاق عن تنفيذها لهذا األخير وتلقي المراسالت من األفراد والمنظمات غير الحكومية‪.‬‬

‫أّم ا اللجنة الثانية على المستوى اإلفريقي ‪-‬وهي اللجنة اإلفريقي‪2‬ة لحق‪2‬وق اإلنس‪2‬ان والش‪2‬عوب‬
‫‪ -‬التي أنشأها الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب فلها هي األخرى دور في الرقاب‪22‬ة على‬
‫اح‪22‬ترام حق‪22‬وق الطف‪22‬ل إذ تتلّقى تق‪22‬ارير دوري‪22‬ة من ال‪22‬دول األعض‪22‬اء ك‪22‬ل س‪22‬نتين ت‪22‬راقب من خالله‪22‬ا‬

‫‪ - 1‬الم ‪22‬اّد ة ‪ 42‬من الميث ‪22‬اق اإلف ‪22‬ريقي لحق ‪22‬وق الطف ‪22‬ل ورفاهيت ‪22‬ه‪ ،‬صادر عن م ‪22‬ؤتمر رؤس ‪22‬اء ال ‪22‬دول والحكوم ‪22‬ات لمنظم ‪22‬ة الوح ‪22‬دة‬
‫اإلفريقية‪ ،‬الدورة ‪ ،26‬منعقدة بتاريخ ‪11‬جويلية ‪ ،1990‬أديس أبابا‪ ،‬صادقت عليه الجزائر بموجب المرسوم الرئاس‪22‬ي رقم ‪-03‬‬
‫‪ ،242‬مؤرخ في ‪ 08‬يوليو ‪ ،2003‬ج ر ‪ ،‬عدد‪ ،41‬بتاريخ ‪ 09‬جويلية ‪.2003‬‬
‫‪ -‬الماّد ة ‪ 43/01‬من الميثاق نفسه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 45‬من الميثاق اإلفريقي لحقوق الطفل ورفاهيته‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫أنظر‪ :‬كيرواني الضاوية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.320‬‬

‫‪187‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫م‪22‬دى تنفي‪22‬ذ ال‪22‬دول اللتزاماته‪22‬ا‪ ،‬كم‪22‬ا تتلقى بالغ‪22‬ات وش‪22‬كاوى من ال‪22‬دول واألف‪22‬راد وب‪22‬ذل مس‪22‬اعيها‬
‫‪1‬‬
‫الحميدة‪ ،‬فإن فشلت تعد تقريرا لمؤتمر الرؤساء للنظر في توصياتها‪.‬‬

‫وعندما يظهر بعد مداوالت اللجنة بأن هناك أوضاع خاصة تم‪22‬ارس فيه‪22‬ا انتهاك‪22‬ات خط‪22‬يرة‬
‫لحق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان‪ ،‬ومن بينه‪22‬ا ح‪22‬االت اس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال في أس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل‪ ،‬فإن‪22‬ه على الّلجن‪22‬ة‬
‫لفت انتباه مؤتمر رؤساء الدول والحكوم‪2‬ات إلى ذل‪2‬ك‪ ،‬ويح‪2‬ق للم‪2‬ؤتمر أن يطلب من اللجن‪2‬ة القي‪2‬ام‬
‫بدراسة معمقة حول األوضاع وتقديم تقرير له يتضمن النتائج والتوصيات‪.‬‬

‫أّم ا عن فاعلي ‪22‬ة أحك ‪22‬ام اللجن ‪22‬ة فيجب اإلش ‪22‬ارة إلى أنه ‪22‬ا ال تل ‪22‬زم أح ‪22‬دا‪ ،‬فأس ‪22‬لوب الرقاب ‪22‬ة عن‬
‫طريق التقارير الدورية‪ ،‬من األساليب غير الفعلية لحماية حقوق اإلنسان رغم اعتناقه من غالبي‪22‬ة‬
‫‪2‬‬
‫اإلتفاقيات الدولية العالمية منها واإلقليمية العاملة في ميدان حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫ُيس‪22‬تخلص على ض‪22‬وء م‪22‬ا تق‪22‬دم‪ ،‬وف‪22‬رة النصوص والمواثي‪22‬ق الدولي‪22‬ة ال‪22‬تي تنص على تج‪22‬ريم‬
‫اس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال في أس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل‪ ،‬وك‪22‬ذا تظ‪22‬افر جه‪22‬ود المنظم‪22‬ات واللج‪22‬ان الدولي‪22‬ة وعلى‬
‫رأسها منظمة العمل الدولية باعتبارها من أهم الهيئات الدولية التي تنشط في الميدان‪.‬‬

‫إاّل أن هذه الجه‪22‬ود لم تكن بالّش كل الُم رض‪22‬ي والم‪22‬أمول‪ ،‬ب‪22‬ل هي ال تتج‪2‬اوز عق‪22‬د الم‪22‬ؤتمرات‬
‫وإ ق‪22‬رار اإلتفاقي‪22‬ات وإ صدار التوصيات‪ ،‬أّم ا في الواق‪22‬ع العملي فالوصول إلى نت‪22‬ائج ُم رض‪22‬ية في‬
‫القضاء على مثل هذه الممارسات لم يتحقق بعد بالنظر إلى األرقام واإلحصائيات‪.‬‬

‫‪ -1‬الماّد ة ‪ 56‬من الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب‪ ،‬المعتمد من طرف المؤتمر رؤساء الدول والحكومات اإلفريقية‪،‬‬
‫الدورة الثامنة عشر‪ ،‬بتاريخ ‪ ،25/07/1981‬نيروبي‪ ،‬المصادق عليه من طرف الجزائر بموجب مرسوم رقم ‪ ،37-87‬مؤرخ‬
‫في ‪ 03‬فيفري ‪ ،1987‬ج‪،‬ر‪ ،‬عدد‪ ،06‬صادر بتاريخ ‪ 04‬فيفري ‪.1987‬‬
‫‪ -2‬كيرواني الضاوية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.322‬‬

‫‪188‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪189‬‬
‫الباب الثاني‬
‫آليــات القضــاء علــى‬
‫أسوأ أشكــال عمل األطفال‬
‫في القانــون الجزائــري‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الباب الثاني‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬

‫االهتم‪22‬ام بموض‪22‬وع حماي‪22‬ة األطف‪22‬ال من االس‪22‬تغالل في أس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل ليس حك‪22‬را على‬
‫الصعيد ال‪22‬دولي واإلقليمي فق‪22‬ط‪ ،‬ب‪22‬ل أيض‪22‬ا وج‪22‬د االهتم‪22‬ام ب‪22‬ه على الصعيد الوط‪22‬ني‪ ،‬فال ج‪22‬دال أن‬
‫حماي‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل هي مس‪22‬ألة تق‪22‬ع مس‪22‬ؤوليتها ‪-‬بالدرج‪22‬ة األولى ‪-‬على ع‪22‬اتق الدول‪22‬ة بمقتض‪22‬ى‬
‫نظامه‪22‬ا الق‪22‬انوني ال‪22‬داخلي‪ ،‬وه‪22‬ذه الحقيق‪22‬ة لم تتجاهله‪22‬ا االتفاقي‪22‬ات الدولي‪22‬ة من خالل إناطته‪22‬ا لل‪22‬دول‬
‫األطراف اتخاذ التدابير التشريعية وغيرها من اإلجراءات الالزمة لحماية هذه الحقوق‪.‬‬

‫فمهم‪22‬ة القض‪22‬اء على أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال تق‪22‬ع على الحكوم‪22‬ات والس‪22‬لطات الوطني‪22‬ة‪،‬‬
‫فعليه ‪22‬ا وح ‪22‬دها مس ‪22‬ؤولية اتخ ‪22‬اذ اإلج ‪22‬راءات التش ‪22‬ريعية واالقتصادية واالجتماعي ‪22‬ة والثقافي ‪22‬ة‪ ،‬ب ‪22‬ل‬
‫والعقابية للقضاء على استغالل األطفال في أسوأ أشكال العمل‪.‬‬

‫وباعتب ‪22‬ار أن الجزائ ‪22‬ر صادقت على اتفاقي ‪22‬ة حق ‪22‬وق الطف ‪22‬ل س ‪22‬نة ‪ ،1992‬وأيض ‪22‬ا االتفاقي ‪22‬ات‬
‫الدولي ‪22‬ة المتعلق ‪22‬ة بحماي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل من أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال العم ‪22‬ل –والم ‪22‬ذكورة في الب ‪22‬اب األول من ه ‪22‬ذه‬
‫الدراسة‪ ،‬فيقع على عاتقها اتخاذ جميع اإلجراءات لوضع هذه االتفاقيات موضع التنفيذ‪.‬‬

‫وبحس ‪22‬ب م ‪22‬ا نصت علي ‪22‬ه النصوص الدولي ‪22‬ة‪ ،‬فحماي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل الب ‪22‬د أن تب ‪22‬دأ قب ‪22‬ل وقوع ‪22‬ه في‬
‫االستغالل بفرض مجموعة من الت‪2‬دابير الض‪2‬رورية لحمايت‪2‬ه‪ ،‬ثّم ت‪2‬أتي الحماي‪2‬ة الالحق‪2‬ة من خالل‬
‫فرض جزاءات في حالة مخالفة تلك التدابير‪ ،‬بتشغيل الطفل في عمل ال يليق بطفولته وتعريض‪22‬ه‬
‫للضرر‪.‬‬

‫وبالرغم من أّن اإلحصائيات الوطنية الرسمية تؤّك د ض‪2‬آلة نس‪2‬بة اس‪2‬تغالل األطف‪2‬ال في أس‪2‬وأ‬

‫أشكال العمل‪ ،‬إال أن هاته الّن سبة ال تعكس الوضع الحقيقي لهذه الظاهرة‪ ،‬بل أك‪2‬ثر من ذل‪2‬ك‪ ،‬ف‪2‬إّن‬
‫أرق‪22‬ام ال‪22‬وزارة عن حجم عمال‪22‬ة األطف‪22‬ال في الجزائ‪22‬ر ال تلقى تصديقا من قب‪22‬ل المنظم‪22‬ات المهتم‪22‬ة‬

‫‪191‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بحقوق الطفل التي لطالما شّك كت فيها‪ ،‬وتعتبر أّن الظاهرة منتشرة بشكل أوس‪22‬ع مّم ا تتح‪ّ2‬د ث عن‪22‬ه‬
‫‪1‬‬
‫الحكومة حيث أّن الواقع يثبت أرقاما أكثر من تلك التي تحددها الجهات الرسمية‪.‬‬

‫ه‪2‬ذا‪ ،‬وق‪2‬د عم‪2‬ل المش‪2‬رع الجزائ‪2‬ري على اتخ‪2‬اذ مجموع‪2‬ة من الت‪2‬دابير التش‪2‬ريعية لتوف‪2‬ير ه‪2‬ذه‬
‫الحماي‪22‬ة‪ ،‬س‪22‬واء ك‪22‬ان ذل‪22‬ك في الق‪22‬انون ‪ 12-15‬الم‪22‬ؤرخ في ‪ 15‬جويلي‪22‬ة ‪ ،2015‬المتعل‪22‬ق بحماي‪22‬ة‬
‫الطفل‪ ،2‬وكذلك دسترة بعض القواعد المتعلقة بأس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪2‬ل األطف‪2‬ال‪ ،‬وتوقي‪2‬ع عقوب‪2‬ات على‬
‫مختل‪22 2‬ف هات‪22 2‬ه األش‪22 2‬كال من خالل ق‪22 2‬انون العقوب‪22 2‬ات‪ ،‬وك‪22 2‬ل ه‪22 2‬ذا بغ‪22 2‬رض تجنب اس‪22 2‬تغالل الف‪22 2‬راغ‬
‫التشريعي لهدر حقوق األطفال‪ ،‬ناهيك عن توفير أجهزة وآليات مراقبة لإلشراف على تطبيقها‪.‬‬

‫إذ جاء قانون حماية الطفل واض‪2‬حا بش‪2‬أن حظ‪2‬ر أس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪2‬ل األطف‪2‬ال‪ ،‬وذل‪2‬ك بم‪2‬وجب‬
‫الم‪22‬اّد ة ‪ 02‬من‪22‬ه ب‪22‬النص على الح‪22‬االت ال‪22‬تي يتع‪22‬رض له‪22‬ا الطف‪22‬ل للخط‪22‬ر منه‪22‬ا االس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي‬
‫بمختل‪22 2 2‬ف أش‪22 2 2‬كاله‪ ،‬من خالل اس‪22 2 2‬تغالله الس‪22 2 2‬يما في الم‪22 2 2‬واد اإلباحي‪22 2 2‬ة وفي البغ‪22 2 2‬اء وإ ش‪22 2 2‬راكه في‬
‫العروض الجنس‪2‬ية‪ ،‬واعتبره‪2‬ا ج‪2‬رائم واقع‪2‬ة على الطف‪2‬ل‪ ،‬وفق‪2‬ا للتش‪2‬ريع الس‪2‬اري المفع‪2‬ول والس‪2‬يما‬
‫قانون العقوبات‪.‬‬

‫وبغ‪22‬رض اإللم‪22‬ام بمختل‪22‬ف اآللي‪22‬ات الوطني‪22‬ة لحماي‪22‬ة الطف‪22‬ل من أس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل‪ ،‬س‪22‬نقوم‬
‫بدراس‪22 2‬ة القواع‪22 2‬د التش‪22 2‬ريعية ال‪22 2‬تي خصها المش‪22 2‬رع الجزائ‪22 2‬ري للح‪22 2‬د من ه‪22 2‬ذه الظ‪22 2‬اهرة (الفصل‬
‫األول)‪ ،‬ثم دور األجهزة والهيئات الوطنية في القضاء عليها (الفصل الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬عمالة األطفال في الجزائر‪..‬تض‪2‬ارب بين اإلحصائيات الرس‪2‬مية وتق‪2‬ارير الجه‪2‬ات غ‪2‬ير الحكومي‪2‬ة‪ ،‬مق‪2‬ال منش‪2‬ور على الراب‪2‬ط‪:‬‬
‫‪ . https://bit.ly/3ThlWqQ‬تاريخ اإلطالع ‪.14/03/2023‬‬
‫‪ -2‬قانون ‪ 12-15‬مؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪ ،2015‬المتعلق بحماية الطفل‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،39.‬الصادرة في ‪ 19‬جويلية ‪.2015‬‬

‫‪192‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفصل األول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫قواعد حماية الطفل‬
‫الطفل‬ ‫حماية‬ ‫قواعد‬
‫من أسوأ أشكال العمل‬
‫أشكال العمل‬ ‫القانونأسوأ‬
‫الجزائري‬ ‫في من‬
‫في القانون الجزائري‬

‫‪193‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفصل األول‬

‫قواعد حماية الطفل من أسوأ أشكال العمل في القانون الجزائري‬

‫نّفذت الجزائ‪2‬ر المع‪2‬ايير ال‪2‬واردة في المواثي‪2‬ق واالتفاقي‪2‬ات الدولي‪2‬ة واإلقليمي‪2‬ة المح‪2‬ددة لقواع‪2‬د‬
‫حماية الطفل من أسوأ أشكال العمل‪ ،‬والقواعد الض‪22‬امنة لحق‪22‬وق الطف‪22‬ل من االس‪22‬تغالل االقتصادي‬
‫المصادقة عليها‪ ،‬وذلك بدسترتها وتقنينه‪2‬ا في مختل‪2‬ف التش‪2‬ريعات الوطني‪2‬ة؛ كق‪2‬انون العم‪2‬ل‪ ،‬ق‪2‬انون‬
‫حماية الطفل‪ ،‬القانون الجنائي والتشريع المدرسي‪.‬‬

‫حيث تطرق المشرع الدستوري في التعديل الدستوري األخ‪22‬ير إلى حماي‪22‬ة األس‪22‬رة عموم‪22‬ا‪،‬‬
‫وإ لى حماي‪22‬ة الطف‪22‬ل خصوصا في الفق‪22‬رة ‪ 02‬من الم‪22‬ادة ‪ ،71‬بنصها على م‪22‬ا يلي‪" :‬حق‪22‬وق الطف‪22‬ل‬
‫محمي‪22‬ة من ط‪22‬رف الدول‪22‬ة واألس‪22‬رة م‪22‬ع مراع‪22‬اة المصلحة العلي‪22‬ا للطف‪22‬ل"‪ ،1‬فمن خالل ه‪22‬ذه الفق‪22‬رة‬
‫نستنتج بأن الدولة تتقاسم مسؤوليتها مع األسرة في مجال حماية الطفل من كل م‪22‬ا يمكن أن ي‪22‬ؤثر‬
‫على نموه السوي‪.‬‬

‫كم‪22‬ا تض‪22‬من الدول‪22‬ة التكف‪22‬ل والحماي‪22‬ة لألطف‪22‬ال المتخلى عنهم أو مجه‪22‬ولي النس‪22‬ب‪ ،‬وه‪22‬و م‪22‬ا‬
‫نصت علي ‪22‬ه الفق ‪22‬رة ‪ 03‬من الم ‪22‬ادة ‪ 71‬من نفس التع ‪22‬ديل الدس ‪22‬توري‪ ،‬وج ‪22‬اءت كم ‪22‬ا يلي‪" :‬تحمي‬
‫الدول‪22 2‬ة وتتكف‪22 2‬ل باألطف‪22 2‬ال المتخلى عنهم أو مجه‪22 2‬ولي النس‪22 2‬ب"‪ ،2‬وذل‪22 2‬ك من خالل إنش‪22 2‬اء مراك‪22 2‬ز‬
‫متخصصة للطفول‪22‬ة المس‪22‬عفة‪ .‬واله‪22‬دف من ذل‪22‬ك ه‪22‬و حماي‪22‬ة األطف‪22‬ال من التش‪22‬رد في الش‪22‬وارع‪ ،‬م‪22‬ا‬
‫ي ‪22‬ترتب عن ه ‪22‬ذا التش ‪22‬رد من معان ‪22‬اة األطف ‪22‬ال وانتش ‪22‬ار اس ‪22‬تغاللهم في جمي ‪22‬ع صور أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال‬
‫العمل‪.‬‬

‫ويترتب على ممارسة كل أشكال العنف ضد األطفال واس‪22‬تغاللهم والتخلي عنهم عقوب‪22‬ات‪،‬‬
‫حس ‪22‬ب م ‪22‬ا نصت علي ‪22‬ه الفق ‪22‬رة ‪ 06‬من الم ‪22‬ادة ‪ 71‬من التع ‪22‬ديل الدس ‪22‬توري األخ ‪22‬ير‪ ،‬ال ‪22‬تي ج ‪22‬اءت‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 71‬فقرة ‪ 02‬من الدستور الجزائري‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 71‬فقرة ‪ 03‬من الدستور نفسه‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫صريحة كم‪22‬ا يلي‪" :‬يعاقب القانون كل أشكال العنـف ضـد األطفـال واسـتغاللهم والتخلي عنهم"‪،1‬‬
‫من خالل نص ه ــذه الفق ــرة نفهم ب ــأن المشرع الدس ــتوري أس ــس لحماي ــة خاص ــة بالطف ــل في‬
‫المجتمع الجزائري‪ ،‬بحيث يجرم كل أنواع العنف الــذي يمكن أن يمــارس ضــد األطفــال بمختلــف‬
‫صوره‪ ،‬بما في ذلـك التخلي عنهم في الشوارع للتشرد أو التســول‪ ،‬أو اســتغاللهم في ممارســة‬
‫أشغال تدخل في نطاق أسوأ أشكال عمالة األطفال‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬وقد منع المؤسس الدس‪2‬توري تش‪2‬غيل األطف‪2‬ال تحت س‪2‬ن ‪ 16‬س‪2‬نة تحت طائل‪2‬ة العق‪2‬اب‬
‫الق ‪22‬انوني‪ ،2‬وك ‪22‬ذا الق ‪22‬وانين األخ ‪22‬رى تكف ‪22‬ل حماي ‪22‬ة للطف ‪22‬ل من أج ‪22‬ل التصدي ألس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال عم ‪22‬ل‬
‫األطف‪22‬ال‪ ،‬حيث أدرج المش‪22‬رع الجن‪22‬ائي في ق‪22‬انون العقوب‪22‬ات وفي بعض الق‪22‬وانين األخ‪22‬رى الج‪22‬رائم‬
‫التي تدخل ضمن أسوأ أش‪2‬كال العم‪2‬ل؛ ومن ذل‪2‬ك تج‪2‬ريم بي‪2‬ع األطف‪2‬ال واالتج‪2‬ار بهم‪ ،‬أو اس‪2‬تغاللهم‬
‫في التسول‪ ،‬أو استغاللهم جنسيا‪.‬‬

‫والج‪22‬دير بال‪22‬ذكر أّن المقصود ب"الطف‪22‬ل" في الق‪22‬انون رقم ‪ 12-15‬المتعل‪22‬ق بحماي‪22‬ة الطف‪22‬ل‪:‬‬
‫"كل شخص لم يبلغ سن الثامنة عشرة (‪ )18‬سنة كاملة"‪ ،‬وبالتالي جعلت هذه الماّد ة سن ‪ 18‬س‪2‬نة‬
‫ه‪22‬و س‪22‬ن الرش‪22‬د في جمي‪22‬ع الح‪22‬االت س‪22‬واء ك‪22‬ان الطف‪22‬ل جانح‪22‬ا أو في خط‪22‬ر معن‪22‬وي‪ .‬وه‪22‬و تعري‪22‬ف‬
‫موافق لما جاء في الماّد ة األولى من اتفاقية حقوق الطفل لعام ‪.1989‬‬

‫أّم ا بخصوص المصطلح المس‪2‬تعمل بالنس‪2‬بة للفئ‪2‬ة المش‪2‬مولة بالحماي‪2‬ة في موض‪2‬وع دراس‪2‬تنا‬
‫هذه والمتعلقة بأسوأ أشكال العمل‪ ،‬يالحظ تعّد د المس‪ّ2‬م يات والمصطلحات المس‪2‬تخدمة للدالل‪22‬ة على‬
‫هذه الفئة من المجتمع‪ ،‬فت‪2‬ارة يطل‪2‬ق اس‪2‬م األطف‪2‬ال العم‪2‬ال‪ ،‬وأحيان‪2‬ا العم‪2‬ال القصر‪ ،‬وأحيان‪2‬ا أخ‪2‬رى‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 71‬فقرة ‪ 06‬من الدستور‪.‬‬


‫‪ -2‬ج‪ّ2‬ر مت الم‪2‬ادة ‪ 66‬من الدس‪2‬تور الجزائ‪2‬ري‪ ،‬الفق‪2‬رة ‪ 06‬عم‪2‬ل الطف‪2‬ل قب‪2‬ل بلوغ‪2‬ه الس‪2‬ن الق‪2‬انوني بنصها على" ‪...‬يع‪2‬اقب الق‪2‬انون‬
‫على تشغيل األطفال‪ "...‬والطفل في هذه السن يكون التعليم األساسي مكفول دستوريا في المادة ‪ 65‬التي تنص في فقرته‪22‬ا األولى‬
‫"الحق في التعليم مضمون‪ "..‬وتعت‪22‬بر الدول‪2‬ة واألولي‪22‬اء هم المس‪2‬ئولين عليهم في ه‪22‬ذه الس‪2‬ن بنص الم‪22‬اّد ة ‪ 72/02‬ال‪2‬تي تنص "تحمي‬
‫األسرة والمجتمع والدولة حقوق الطفل"‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫العمال األحداث‪ ،‬على أن األلفاظ على اختالفها تصدق على فئة واح‪22‬دة وهي فئ‪22‬ة العم‪22‬ال األطف‪22‬ال‬
‫الذين لم يبلغوا سن الرشد القانوني للعمل ويستغلون في أسوأ أشكاله‪.1‬‬

‫وبغ ‪22‬رض اإللم ‪22‬ام بمختل ‪22‬ف القواع ‪22‬د الض ‪22‬امنة لحماي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل من أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال العم ‪22‬ل في‬
‫التش‪22‬ريع الجزائ‪22‬ري‪ ،‬نق‪22‬وم بدراس‪22‬ة قواع‪22‬د حماي‪22‬ة الطف‪22‬ل من األعم‪22‬ال المجرم‪22‬ة بطبيعته‪22‬ا (المبحث‬
‫األول)‪ ،‬ثم قواعد حماية الطفل من األعمال الخطيرة (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫قواعد حماية الطفل من األعمال المجرمة بطبيعتها في القانون الجزائري‬

‫نقصد باألعمال المجرم‪2‬ة بطبيعته‪2‬ا – كم‪2‬ا س‪2‬بق اإلش‪2‬ارة في الب‪2‬اب األول من الدراس‪2‬ة_ هي‬
‫أعمال تشترك في كونها تنتهك الحقوق األساسية للطف‪22‬ل‪ ،‬وتعت‪22‬بر في ك‪22‬ل األح‪2‬وال انتهاك‪22‬ا للق‪22‬انون‬
‫الدولي‪ ،‬فهي تشكل اعتداء على الكرامة اإلنسانية وتهديدا لحري‪2‬ة األش‪2‬خاص على نح‪2‬و يمس بك‪2‬ل‬
‫حقوقهم وسالمتهم‪.‬‬

‫وفي مقّد مة هذا الصنف من أسوأ أشكال عمل األطفال‪ ،‬نجد جريمة اإلس‪22‬ترقاق‪ ،‬أو اإلتج‪22‬ار‬
‫باألطف‪22‬ال‪ ،‬وك‪22‬ذلك اس‪22‬تغاللهم ألغ‪22‬راض غ‪22‬ير مش‪22‬روعة؛ كاالس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي لهم‪ ،‬اس‪22‬تغاللهم في‬
‫التسول أو في تجارة المخدرات‪...‬إلخ‪.‬‬

‫وتع‪22‬د الجزائ‪22‬ر واح‪22‬دة من ال‪22‬دول ال‪22‬تي س‪22‬عت للتصّد ي لمث‪22‬ل هت‪22‬ه الج‪22‬رائم؛ س‪22‬واء ك‪22‬ان ذل‪22‬ك‬
‫بوضع قواعد دستورية عاّم ة تحمي الطفل ‪-‬باعتباره انس‪2‬انا‪ -‬من ج‪2‬رائم االتج‪2‬ار باألش‪2‬خاص‪ ،‬أو‬
‫عن طريق تجريمها في قانون العقوبات‪.‬‬

‫‪ -‬الج‪22‬دير بال‪22‬ذكر أن المش‪22‬رع الجزائ‪22‬ري اس‪22‬تعمل ه‪22‬ذه األلف‪22‬اظ جميع‪22‬ا‪ ،‬حيث اس‪22‬تعمل لف‪22‬ظ العم‪22‬ال القصر‪ ،‬والش‪22‬بان العم‪22‬ال في‬ ‫‪1‬‬

‫األمر رقم ‪ 31-75‬الملغى‪ ،‬واستعمل لفظ صغار العم‪2‬ال والعم‪2‬ال القصر في الق‪2‬انون رقم ‪ 12-78‬الملغى‪ ،‬أم‪2‬ا في ق‪2‬انون العم‪2‬ل‬
‫الحالي قانون ‪ 11-90‬فاستعمل لفظ العمال القصر‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫فالحماية الدستورية للطفل من األعم‪2‬ال المجرم‪2‬ة بطبيعته‪2‬ا هي حماي‪2‬ة ض‪2‬منية نستش‪2‬فها من‬
‫‪1‬‬
‫المبادئ الدستورية الضاحدة لكل فعل ُيهين كرامة اإلنسان ويعرضه لشتى أنواع العنف‪.‬‬
‫باإلض‪22‬افة إلى ذل‪22‬ك‪ ،‬فالمت‪22‬اجرة باألش‪22‬خاص تعت‪22‬بر تقيي‪22‬دا للحري‪22‬ة وحرمان‪22‬ا للحق‪22‬وق‪ ،‬فنج‪22‬د أن‬
‫المش‪22‬رع الجزائ‪22‬ري ت‪22‬دخل بم‪22‬وجب ق‪22‬انون العقوب‪22‬ات وعم‪22‬د إلى تج‪22‬ريم ه‪22‬ذا الفع‪22‬ل التزام‪22‬ا من‪22‬ه بم‪22‬ا‬
‫نص علي ‪22‬ه الدس ‪22‬تور‪ ،‬وال ‪22‬ذي يؤك ‪22‬د في ‪22‬ه على ض ‪22‬رورة معاقب ‪22‬ة ك ‪22‬ل من ي ‪22‬رتكب مخالف ‪22‬ة من ش ‪22‬أنها‬
‫‪2‬‬
‫المساس بالحقوق والحريات وسالمة اإلنسان البدنية والمعنوية‪.‬‬
‫ولإلحاط‪22‬ة بالحماي‪22‬ة ال‪22‬تي كفله‪22‬ا المش‪22‬رع الجزائ‪22‬ري للطف‪22‬ل من أس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل المصنفة‬
‫ض‪22 2‬من األعم‪22 2‬ال المجرم‪22 2‬ة بطبيعته‪22 2‬ا‪ ،‬نتط‪22 2‬رق لحماي‪22 2‬ة الطف‪22 2‬ل من االس‪22 2‬ترقاق (مطلب أول)‪ ،‬ثم‬
‫حمايته من اإلستغالل في األنشطة غير المشروعة (مطلب ثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫قواعد حماية الطفل من اإلسترقاق في القانون الجزائري‬

‫جّر م المشرع الجزائري االتجار باألشخاص‪ ،‬كغيره من التشريعات ضمن قانون العقوبات‪،‬‬
‫وذل‪22‬ك بع‪22‬د مصادقته على جمل‪22‬ة من االتفاقي‪22‬ات الدولي‪22‬ة‪ ،‬حيث عم‪22‬ل على تحدي‪22‬د اإلط‪22‬ار التج‪2‬ريمي‬
‫‪3‬‬
‫لهذه الجريمة‪ ،‬وجعلها ضمن الجرائم المعاقب عليها بنص صريح وواضح‪.‬‬

‫‪ - 1‬كفل المشرع الدستوري حماية حقوق اإلنسان وحرياته وذلك في الفصل الرابع المعنون ب "الحقوق والحريات"‪ ،‬حيث أكدت‬
‫الم‪22‬اّد ة ‪ 28‬على وجوبي‪22‬ة "ض‪22‬مان الحري‪22‬ات األساس‪22‬ية وك‪22‬ذا حق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان وجعله‪22‬ا ت‪22‬راث مش‪22‬ترك بين ك‪22‬ل الجزائ‪22‬ريين‪...‬به‪22‬دف‬
‫الحفاظ على س‪2‬المة اإلنس‪2‬ان وع‪2‬دم انته‪2‬اك حرمت‪2‬ه"‪ ،‬وك‪2‬ذلك الم‪2‬اّد ة ‪ 40‬بنصها" تض‪2‬من الدول‪2‬ة ع‪2‬دم انته‪2‬اك حرم‪2‬ة االنس‪2‬ان‪ ،‬يحظ‪2‬ر‬
‫أي عن‪22‬ف ب‪22‬دني أو معن‪22‬وي أو أي مس‪22‬اس بالكرام‪22‬ة‪ ،‬المعامل‪22‬ة القاس‪22‬ية والالإنس‪22‬انية أو المهين‪22‬ة يقمعه‪22‬ا الق‪22‬انون"‪ .‬من هن‪22‬ا وتبع‪22‬ا له‪22‬ذه‬
‫المبادئ ف‪2‬إن الدس‪2‬تور ق‪2‬د ج‪2‬رم االتج‪2‬ار بش‪2‬كل ض‪2‬مني إذ أن ه‪2‬ذا الفع‪2‬ل اإلج‪2‬رامي يع‪2‬د من قبي‪2‬ل األفع‪2‬ال ال‪2‬تي تهين كرام‪2‬ة اإلنس‪2‬ان‬
‫وتعرضه لشتى أنواع العنف التي أكد الدستور على حظرها‪.‬‬
‫‪ -2‬تنص الماّد ة ‪ 40‬من الدستور الجزائري‪ ":‬تضمن الدولة عدم انتهاك حرمة االنسان‪ ،‬ويحظر أي عنف بدني أو معنوي أو أي‬
‫مساس بالكرامة‪ ،‬المعاملة القاسية أو الالإنسانية أو المهينة يقمعها القانون‪".‬‬
‫‪ -3‬تط‪22‬رق المش‪22‬رع الجزائ‪22‬ري إلى اإلتج‪22‬ار باألش‪22‬خاص عموم‪22‬ا في القس‪22‬م الخ‪22‬امس مك‪22‬رر المعن‪22‬ون ب "اإلتج‪22‬ار باألش‪22‬خاص" في‬
‫الفصل األول‪ :‬الجنايات والجنح ضد األشخاص في الباب الثاني "الجنايات والجنح ضد األفراد" ضمن المواد ‪ 303‬مكرر ‪-303‬‬
‫‪ 4‬مكرر‪.15‬‬

‫‪197‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫حيث نظم المش‪22‬رع ه‪22‬ذه الجريم‪22‬ة في اثن‪22‬ا عش‪22‬ر م‪22‬ادة‪ ،‬وجع‪22‬ل ارتك‪22‬اب الجريم‪22‬ة على طف‪22‬ل‬
‫كظرف مشدد لها‪ ،‬وقد ع‪ّ2‬ر فت الم‪22‬اّد ة ‪ 303‬مك‪22‬رر‪ 4‬االتج‪2‬ار باألش‪2‬خاص كم‪22‬ا يلي‪" :‬يعت‪22‬بر اتج‪2‬ارا‬
‫باألشخاص تجني‪2‬د أو نق‪2‬ل أوتنقي‪2‬ل أو إي‪2‬واء أو اس‪2‬تقبال ش‪2‬خص أو أك‪2‬ثر بواس‪2‬طة التهدي‪2‬د ب‪2‬القوة أو‬
‫باس‪22 2‬تعمالها أو غ‪22 2‬ير ذل‪22 2‬ك من أش‪22 2‬كال اإلك‪22 2‬راه أو االختط‪22 2‬اف أو اإلحتي‪22 2‬ال أو الخ‪22 2‬داع أو إس‪22 2‬اءة‬
‫اس ‪22‬تعمال الس ‪22‬لطة أو اس ‪22‬تغالل حال ‪22‬ة استض ‪22‬عاف أو بإعط ‪22‬اء أو تلقي مب ‪22‬الغ مالي ‪22‬ة أو مزاي ‪22‬ا لني ‪22‬ل‬
‫موافقة شخص له سلطة على شخص آخر بقصد االستغالل"‪.‬‬

‫أم ‪22‬ا جريم ‪22‬ة بي ‪22‬ع وش ‪22‬راء الطف ‪22‬ل فهي من الج ‪22‬رائم ال ‪22‬تي اس ‪22‬تحدثها المش ‪22‬رع الجزائ ‪22‬ري في‬
‫القانون ‪ 101-14‬إذ تم اعتمادها لمواجهة آث‪2‬ار اختط‪2‬اف األطف‪2‬ال كظ‪2‬اهرة اس‪2‬تفحلت في المجتم‪2‬ع‬
‫الجزائ‪22 2‬ري وال‪22 2‬تي غالب‪22 2‬ا م‪22 2‬ا تنتهي ب‪22 2‬بيع الطف‪22 2‬ل من أج‪22 2‬ل اس‪22 2‬تغالله في أس‪22 2‬وأ أش‪22 2‬كال العم‪22 2‬ل أو‬
‫الستغالل جسده في انتزاع األعضاء‪.‬‬

‫ويكمن الف‪22‬رق بين اإلتج‪22‬ار باألش‪22‬خاص المع‪22‬اقب علي‪22‬ه في الم‪22‬اّد ة ‪ 303‬مك‪22‬رر ‪ 04‬الم‪22‬ذكورة‬
‫أعاله‪ ،‬وجريم‪22 2‬ة بي‪22 2‬ع وش‪22 2‬راء الطف‪22 2‬ل‪ ،‬في أن اإلتج‪22 2‬ار باألش‪22 2‬خاص أعم وأش‪22 2‬مل‪ ،‬فهي جريم‪22 2‬ة ال‬
‫تتعلق باإلتجار بمفهومه الضيق ال‪2‬ذي ينحصر في ال‪2‬بيع والش‪2‬راء‪ ،‬ب‪2‬ل ج‪2‬اءت لمحارب‪2‬ة ك‪2‬ل صور‬
‫التجني‪22‬د والتنقي‪22‬ل والنق‪22‬ل واإلي‪22‬واء واإلس‪22‬تقبال لألش‪22‬خاص س‪22‬واء عن طري‪22‬ق اإلك‪22‬راه أو الخ‪22‬داع أو‬
‫االحتي‪22‬ال أو إس‪22‬اءة اس‪22‬تعمال الس‪22‬لطة أو اس‪22‬تغالل حال‪22‬ة الض‪22‬عف‪ ،‬وذل‪22‬ك من أج‪22‬ل أغ‪22‬راض ح‪22‬ددها‬
‫‪2‬‬
‫المشرع متعلقة باإلستغالل الجنسي أو التسول أو السخرة أو الخدمة أو نزع األعضاء‪.‬‬

‫في حين لم يحصر المش‪22‬رع في الم‪22‬اّد ة ‪ 319‬مك‪22‬رر ه‪22‬ذه األغ‪22‬راض من جه‪22‬ة واقتصر على‬
‫ذك‪22‬ر ال‪22‬بيع والش‪22‬راء فق‪22‬ط كصورة لإلتج‪22‬ار‪ ،‬وهم‪22‬ا الس‪22‬لوكان الل‪22‬ذان لم ي‪22‬ذكرهما في الم‪22‬اّد ة ‪303‬‬
‫مكرر‪ ،04‬لذلك تتميز الجريمة الواردة في الماّد ة ‪ 319‬مكرر ببساطة عناصر قيامه‪22‬ا‪ ،‬إذ بمج‪22‬رد‬

‫‪ -1‬الق‪22‬انون رقم ‪ 01-14‬الم‪22‬ؤرخ في ‪ 04/02/2014‬يع ‪ّ2‬د ل ويتمم األم‪22‬ر رقم ‪ 156-66‬المتض‪22‬من ق‪22‬انون العقوب‪22‬ات الجزائ‪22‬ري‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ ،05‬صادر في ‪.02/02/2014‬‬
‫‪ -2‬ع‪22‬ز ال‪22‬دين طب‪22‬اش‪ ،‬ش‪22‬رح القس‪22‬م الخ‪22‬اص من ق‪22‬انون العقوب‪22‬ات‪ ،‬الج‪22‬رائم ض‪22‬د األش‪22‬خاص واألم‪22‬وال‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الجزائ‪22‬ر‪ ،‬ص‬
‫‪.157‬‬

‫‪198‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الحصول على طف ‪22‬ل مقاب ‪22‬ل دف ‪22‬ع مبل ‪22‬غ م ‪22‬الي معين تق ‪22‬وم الجريم ‪22‬ة دون البحث عن الغ ‪22‬رض من‬
‫‪1‬‬
‫ذلك‪.‬‬

‫وبالت ‪22‬الي‪ ،‬ال يم ‪22‬يز المش ‪22‬رع في التج ‪22‬ريم بين ال ‪22‬بيع والش ‪22‬راء‪ ،‬أو أن ت ‪22‬رتكب الجريم ‪22‬ة من‬
‫ش ‪22‬خص أو من جماع ‪22‬ة منظم ‪22‬ة‪ ،‬كم ‪22‬ا ال يهم الغ ‪22‬رض ال ‪22‬ذي تم ال ‪22‬بيع والش ‪22‬راء ألجل ‪22‬ه‪ ،‬س ‪22‬واء ك ‪22‬ان‬
‫‪2‬‬
‫لالستخدام أو للعمل أو للتبني أو لالستغالل بجميع أشكاله‪.‬‬

‫وق ‪22‬د أق ‪22‬ر المش ‪22‬رع الجزائ ‪22‬ري حماي ‪22‬ة موض ‪22‬وعية ته ‪22‬دف إلى مكافح ‪22‬ة االتج ‪22‬ار باألطف ‪22‬ال‪ ،‬إذ‬
‫خصها بنصوص تن‪22‬اولت أرك‪22‬ان الجريم‪22‬ة والعقوب‪22‬ات المق‪22‬ررة له‪22‬ا‪ ،‬وتتش‪22‬كل جريم‪22‬ة بي‪22‬ع األطف‪22‬ال‬
‫كغيرها من الجرائم بمجموعة من األركان‪.‬‬
‫س ‪22‬نقوم بدراس ‪22‬ة أرك ‪22‬ان جريم ‪22‬ة بي ‪22‬ع األطف ‪22‬ال واإلتج ‪22‬ار بهم من خالل ثالث ‪22‬ة ف ‪22‬روع‪ :‬ال ‪22‬ركن‬
‫الماّد ي (الفرع األول)‪ ،‬والركن المعنوي (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫الركن الماّد ي لجريمة بيع األطفال واإلتجار بهم‬
‫كما تطرقن‪2‬ا س‪2‬لفا‪ ،‬ع‪ّ2‬ر ف المش‪2‬رع الجزائ‪2‬ري االتج‪2‬ار باألش‪2‬خاص في الم‪2‬اّد ة ‪ 303‬مك‪2‬رر ‪4‬‬
‫على وج‪22‬ه العم‪22‬وم‪ ،‬إال أن‪22‬ه ألج‪22‬ل التصّد ي له‪22‬ذا الن‪22‬وع من الج‪22‬رائم ض‪22‬د األطف‪22‬ال فق‪22‬د أف‪22‬رد نص‬
‫‪3‬‬
‫قانوني في الماّد ة ‪ 319‬مكرر‪ ،‬والماّد ة ‪ 320‬ق‪.‬ع‪.‬‬

‫‪ -1‬عز الدين طباش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.157‬‬


‫‪ -2‬بوصيدة امحمد‪ ،‬أسوأ أشكال عمل األطفال ( الحماية الجزائية والتدابير الوقائية)‪ ،‬الملتقى الوطني‪ :‬أسوأ أش‪2‬كال عم‪22‬ل األطف‪2‬ال‬
‫المعض‪22‬لة والح‪22‬ل‪ 18 ،‬نوفم‪22‬بر ‪ ،2021‬مخ‪22‬بر حماي‪22‬ة وترقي‪22‬ة األس‪22‬رة وحق‪22‬وق الم‪22‬رأة والطف‪22‬ل‪ ،‬جامع‪22‬ة محم‪22‬د الصديق بن يح‪22‬يى‪،‬‬
‫جيجل‪ ،‬ص‪.08‬‬
‫‪" -3‬يع ‪22‬اقب ب ‪22‬الحبس من خمس س ‪22‬نوات إلى خمس عش ‪22‬رة س ‪22‬نة وبغرام ‪22‬ة من ‪500.000‬دج إلى‪ 1.500000‬دج ك ‪22‬ل من ب ‪22‬اع أو‬
‫اشترى طفال دون سن الثامنة عشر ألي غرض من األغراض وبأي شكل من األش‪2‬كال‪ ،‬ويع‪2‬اقب بنفس العقوب‪2‬ات ك‪2‬ل من ح‪2‬رض‬
‫أو توس‪22‬ط في عملي‪22‬ة بي‪22‬ع الطف‪22‬ل‪ ..‬إذا ارتكبت الجريم‪22‬ة جماع‪22‬ة إجرامي‪22‬ة منظم‪22‬ة أو ك‪22‬انت ذات ط‪22‬ابع ع‪22‬ابر للح‪22‬دود الوطني‪22‬ة تك‪22‬ون‬
‫العقوب ‪22‬ة الس ‪22‬جن من عش ‪22‬ر س ‪22‬نوات إلى عش ‪22‬رين س ‪22‬نة وغرام ‪22‬ة من ‪1000000‬دج ‪2000000‬دج‪ ،‬ويع ‪22‬اقب على الش ‪22‬روع بنفس‬
‫عقوب‪22 2‬ات الجريم‪22 2‬ة التام‪22 2‬ة" الم‪22 2‬اّد ة ‪ 319‬مك‪22 2‬رر من األم‪22 2‬ر رقم ‪ ،66-156‬الم‪22 2‬ؤرخ في ‪ ،08/06/1966‬ال‪22 2‬ذي يتض‪22 2‬من ق‪22 2‬انون‬
‫العقوبات المعدل والمتمم‪ ،‬أضيف بالقانون رقم ‪ 01-14‬المؤرخ في ‪ ،04/02/2014‬الجري‪22‬دة الرس‪22‬مية ع‪22‬دد ‪ ،07‬صادر بت‪22‬اريخ‬
‫‪ 02/02/2014‬ص‪.07‬‬

‫‪199‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫إذ حددت المادة ‪ 319‬مكرر الفعل المج‪2‬رم بعب‪2‬ارة "ك‪2‬ل من ب‪2‬اع أو اش‪2‬ترى طفال دون س‪2‬ن‬
‫الثامنة عشر(‪ )18‬ألي غرض من األغ‪22‬راض وب‪22‬أي ش‪22‬كل من األش‪22‬كال"‪ ،‬فصفة المج‪22‬ني علي‪22‬ه في‬
‫هذه الجريمة تشمل األطفال دون سن الثامنة عشر‪ ،‬كم‪2‬ا تش‪2‬مل الجريم‪2‬ة طبق‪2‬ا له‪2‬ذه الم‪2‬ادة ك‪2‬ل من‬
‫حرض أو توسط في عملية بيع الطفل‪.‬‬

‫وتطبيقا لمبدأ عدم قابلية شخص اإلنسان للتعامل‪ ،‬يتجسد السلوك اإلجرامي في جريمة بيع‬
‫وش‪22‬راء الطف‪22‬ل في ك‪22‬ل أش‪22‬كال اإلتفاق‪22‬ات ال‪22‬تي تتض‪22‬من ال‪22‬بيع والش‪22‬راء أو التح‪22‬ريض على التخلي‬
‫ال‪22‬ذي يك‪22‬ون موض‪22‬وعه طفال‪ ،‬س‪22‬واء ك‪22‬ان مول‪22‬ودا حي‪22‬ا أو ح‪22‬تى وإ ن لم يول‪22‬د بع‪22‬د‪ ،‬وه‪22‬و م‪22‬ا يعت‪22‬بر‬
‫‪1‬‬
‫صورة حمائية ناذرة في قانون العقوبات الجزائري للطفل المقبل على الميالد‪.‬‬

‫ل‪22 2‬ذلك يمكن تقس‪22 2‬يم عناصر ال‪22 2‬ركن الم‪22 2‬اّد ي إلى صورتين‪ :‬األولى وردت في الم‪22 2‬اّد ة ‪319‬‬
‫مكرر متعلقة بالبيع والشراء لطفل لم يبلغ بعد سن ‪( 18‬أوال)‪ ،‬أما الصورة الثانية هي التحريض‬
‫أو االتف‪22 2‬اق على التخلي عن الطف‪22 2‬ل ح‪22 2‬ديث العه‪22 2‬د ب‪22 2‬الوالدة وال‪22 2‬تي وردت في الم‪22 2‬اّد ة ‪ 320‬ق‪.‬ع‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬بيع وشراء طفل أقل من ‪ 18‬سنة‬

‫يقصد ب‪22‬البيع اتف‪22‬اق بين ط‪22‬رفين يتض‪22‬من نق‪22‬ل ملكي‪22‬ة الش‪22‬يء من األول ال‪22‬ذي يعت‪22‬بر بائع‪22‬ا إلى‬
‫الط‪22‬رف الث‪22‬اني ال‪22‬ذي يعت‪22‬بر مش‪22‬تريا بمقاب‪22‬ل مبل‪22‬غ نق‪22‬دي وف‪22‬ق م‪22‬ا عرفت‪22‬ه الم‪22‬اّد ة ‪ 351‬من الق‪22‬انون‬
‫‪2‬‬
‫المدني الجزائري‪.‬‬

‫والتعام ‪22‬ل في جس ‪22‬م اإلنس ‪22‬ان به ‪22‬ذا الش ‪22‬كل من الس ‪22‬لوكيات الماس ‪22‬ة بكرامت ‪22‬ه والمخالف ‪22‬ة للنظ ‪22‬ام‬
‫العام في مفهوم الم‪2‬اّد ة ‪ 93‬من الق‪2‬انون الم‪2‬دني‪ ،‬أم‪2‬ا رب‪2‬ط المس‪2‬ألة باألطف‪2‬ال أق‪2‬ل من ‪ 18‬س‪2‬نة ك‪2‬ان‬
‫لسبب أنهم األكثر عرضة لمثل هذا الفعل‪ ،‬ولم يبين المشرع الجزائري شكل هذا ال‪22‬بيع‪ ،‬ب‪22‬ل يكفي‬
‫أن يتم باتفاق بسيط‪ ،‬بأن بمنح الطف‪2‬ل من ط‪2‬رف ش‪2‬خص إلى آخ‪2‬ر مقاب‪2‬ل تلقي مبل‪2‬غ نق‪2‬دي ليع‪2‬اقب‬

‫‪ -1‬عز الدين طباش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.156‬‬


‫‪ -2‬األمر ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ ،26/09/1975‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كليهما‪ ،‬كما جعل المحرض والوس‪2‬يط في ال‪22‬بيع والش‪2‬راء في نفس مرتب‪22‬ة الب‪22‬ائع والمش‪2‬تري لتحم‪22‬ل‬
‫‪1‬‬
‫نفس العقوبة‪.‬‬

‫من عناصر ال ‪22‬ركن الم ‪22‬اّد ي في جريم ‪22‬ة بي ‪22‬ع األطف ‪22‬ال ه ‪22‬و الوس ‪22‬يط أو الت ‪22‬اجر‪ ،‬ويقصد ب ‪22‬ه‬
‫الشخص أو الجماعات اإلجرامية المنظمة التي تباشر عملية نقل الض‪22‬حايا من أوط‪22‬انهم إلى البالد‬
‫المستورد لهم ويلبس هذا الوسيط صورا متع‪22‬ددة ك‪22‬أن يك‪22‬ون شخصا طبيعي‪22‬ا أو شخصا مكون‪22‬ا من‬
‫أفراد يندمجون في مش‪2‬روع منظم مح‪2‬ترف له‪2‬ذه التج‪2‬ارة‪ ،‬والمش‪2‬رع س‪ّ2‬و ى بين ك‪2‬ل من المح‪2‬رض‬
‫‪2‬‬
‫والوسيط في جريمة بيع األطفال‪.‬‬

‫كما لم يح‪2‬دد المش‪2‬رع صفة الش‪2‬خص الق‪2‬ائم ب‪2‬البيع س‪2‬واء ك‪2‬ان أح‪2‬د أصوله أو ممن ل‪2‬ه س‪2‬لطة‬
‫علي‪22‬ه أو غ‪22‬يرهم ال‪22‬ذي ق‪22‬د يك‪22‬ون خاطف‪22‬ه مثال‪ ،‬وه‪22‬و م‪22‬ا سيش‪22‬كل تع‪22‬ددا م‪22‬ع ج‪22‬رائم أخ‪22‬رى ك‪22‬الخطف‬
‫وفق الماّد ة ‪ 293‬مكرر‪ ،1‬ولم يحصر أيضا الغرض من البيع والشراء‪ ،‬فقد يكون إحدى الصور‬
‫المذكورة في جريمة اإلتجار باألش‪2‬خاص كالتس‪2‬ول واالس‪2‬تغالل الجنس‪2‬ي ون‪2‬زع األعض‪2‬اء‪ ،...‬وق‪2‬د‬
‫يكون ألغراض أخرى كالتبني مثال أو التكفل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التحريض أو التوسط من أجل التخلي عن الطفل بنية الربح‬

‫وه‪22‬و الفع‪22‬ل المع‪22‬اقب علي‪22‬ه في الم‪22‬اّد ة ‪ 320‬ق ع إذ يختل‪22‬ف عن ال‪22‬بيع والش‪22‬راء‪ ،‬ولكن ه‪22‬و‬
‫صورة أخرى للمتاجرة بالطفل باعتبار أن النتيجة هي التخلي عن الطفل فقط‪ ،‬والتوصل إلى هذا‬
‫التخلي سيكون مقابل فائدة معينة‪ ،‬وهو ما يمس مباشرة كرامة الطفل المتخلى عنه‪.‬‬

‫يقصد بالتخلي في هذه الجريمة‪ :‬التنازل عن الطف‪2‬ل لصالح ش‪2‬خص آخ‪2‬ر أو عائل‪2‬ة أخ‪2‬رى‪،‬‬
‫فإذا تم التنازل عنه دون اإلش‪2‬ارة إلى الش‪2‬خص ال‪2‬ذي س‪2‬وف يس‪2‬تقبله س‪2‬يعد جريم‪2‬ة ال‪2‬ترك المع‪2‬اقب‬
‫عليها في الماّد ة ‪ 314‬ق ع‪.‬‬

‫‪ -‬عز الدين طباش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.158‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬صالح رزق عبد الغفار يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.96‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪201‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ويقصد ب‪22 2‬التحريض قانون‪22 2‬ا‪ :‬نش‪22 2‬اط ذو طبيع‪22 2‬ة نفس‪22 2‬ية يقتض‪22 2‬ي الت‪22 2‬أثير على إرادة الوال‪22 2‬دين‬
‫ونفسيتهما لخلق فكرة التخلي عن ابنهما المولود أو الذي سيولد لصالح شخص آخر‪.‬‬

‫أم‪22 2‬ا التوس‪22 2‬ط فيع‪22 2‬ني البحث عن الوال‪22 2‬دين ال‪22 2‬ذين يري‪22 2‬دان التخلي عن ابنهم‪22 2‬ا من جه‪22 2‬ة وك‪22 2‬ذا‬
‫البحث عن الش‪22 2‬خص ال‪22 2‬ذي يري‪22 2‬د الحصول على طف‪22 2‬ل ثم التق‪22 2‬ريب بينهم‪22 2‬ا من أج‪22 2‬ل أن يحصل‬
‫اإلتفاق على التخلي عن الطفل بحيث يكون هذا التوسط بمقابل فائدة معينة‪ ،‬فإذا ح‪22‬دث أن حصل‬
‫الوال‪22‬دان أيض‪22‬ا على تل‪22‬ك الفائ‪22‬دة يصبحان مرتك‪22‬بين لجريم‪22‬ة بي‪22‬ع الطف‪22‬ل وف‪22‬ق الم‪22‬اّد ة ‪ 319‬مك‪22‬رر‬
‫ق‪.‬ع‪.‬‬

‫أما الفائدة فتعني كل مصلحة يجنيها الجاني سواء ك‪22‬انت نق‪22‬ودا أو أم‪22‬واال أخ‪2‬رى مهم‪22‬ا ك‪22‬انت‬
‫طبيعتها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫الركن المعنوي لجريمة بيع األطفال واالتجار بهم‬

‫ه ‪22‬ذه الجريم ‪22‬ة كغيره ‪22‬ا من الج ‪22‬رائم تتطلب ت ‪22‬وفر قصدا جنائي ‪22‬ا عام ‪22‬ا س ‪22‬واء ك ‪22‬ان في عملي ‪22‬ة‬
‫الش‪2‬راء أو في عملي‪2‬ة ال‪2‬بيع‪ ،‬إال أن المش‪2‬رع لم يش‪2‬ترط ت‪2‬وافر القصد الجن‪2‬ائي الخ‪2‬اص ال‪2‬رامي إلى‬
‫تحديد غاية استغالل الجاني للطفل‪ ،‬س‪2‬واء ك‪2‬ان ذل‪2‬ك الس‪2‬تغالله في أعم‪2‬ال ال‪2‬دعارة‪ ،‬أو االس‪2‬ترقاق‬
‫‪1‬‬
‫أو الخدمة قسرا أو استغالله في أعمال السخرة‪.‬‬

‫فالمتاجرة بالطفل إذا هي جريم‪22‬ة عمدي‪22‬ة تس‪2‬توجب للقي‪22‬ام به‪22‬ا علم الج‪2‬اني ب‪22‬أن مح‪2‬ل ال‪22‬بيع أو‬
‫الشراء أو التحريض أو الوساطة ه‪2‬و طف‪2‬ل‪ ،‬وأن يري‪2‬د القي‪2‬ام ب‪2‬ذلك من أج‪2‬ل الحصول على فائ‪2‬دة‪،‬‬
‫ف‪2‬إذا ك‪22‬ان بيع‪22‬ا أو ش‪2‬راء فالواض‪22‬ح أن القصد يكفي أن يك‪22‬ون عام‪22‬ا أي إرادة القي‪22‬ام بعملي‪22‬ة ال‪22‬بيع أو‬
‫الشراء للطفل فقط‪.‬‬

‫‪ -‬حمو إبراهيم فخار‪ ،‬الحماية الجنائية للطفل في التشريع الجزائري والقانون المقارن‪ ،‬رسالة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬تخصص‬ ‫‪1‬‬

‫قانون جنائي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2014/2015 ،‬ص‪.167-166‬‬

‫‪202‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أما إذا كان ال‪2‬ركن الم‪2‬اّد ي للجريم‪2‬ة يتمث‪2‬ل في التح‪2‬ريض أو الوس‪2‬اطة‪ ،‬ف‪2‬إن المش‪2‬رع يش‪2‬ترط‬
‫توافر إلى جانب القصد العام وج‪2‬ود قصد خ‪2‬اص وه‪2‬و ني‪2‬ة الحصول على فائ‪2‬دة أو مصلحة مهم‪2‬ا‬
‫‪1‬‬
‫كانت طبيعتها‪.‬‬

‫إذ ال يكفي التح‪22‬ريض‪ ،‬ب‪22‬ل ال ب‪22‬د أن يك‪22‬ون م‪22‬رتكب التح‪22‬ريض يقصد الحصول من ش‪22‬خص‬
‫ث‪22‬الث على ه‪22‬ذه الفائ‪22‬دة‪ ،‬ويجب إثب‪22‬ات وج‪22‬ود ه‪22‬ذا المح‪22‬رك الخ‪22‬اص لوج‪22‬ود الجريم‪22‬ة؛ إذ بدون‪22‬ه ال‬
‫يتحقق ركنها المعنوي‪.‬‬

‫وكذلك األمر بالنسبة للتوسط للتخلي عن الطفل‪ ،‬يشترط أن تكون نيته متجهة إلى الحصول‬
‫على المنفعة من خالل سلوكه هذا‪ ،‬والذي يتمثل في التوسط بين من يري‪22‬د الحصول على الطف‪22‬ل‪،‬‬
‫مهم ‪22‬ا ك ‪22‬ان ال ‪22‬دافع من ه ‪22‬ذه الرغب ‪22‬ة‪ ،‬أو بين ال ‪22‬ذي يري ‪22‬د التخلي عن الطف ‪22‬ل‪ ،‬وله ‪22‬ذا يش ‪22‬ترط على‬
‫‪2‬‬
‫المحكمة إثبات قصد الجاني من هذا السلوك‪ ،‬وهو الحصول على المنفعة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫عقوبة بيع األطفال واالتجار بهم في القانون الجزائري‬

‫من أجل التصّد ي لج‪2‬رائم اإلتج‪2‬ار باألطف‪22‬ال‪ ،‬ك‪ّ2‬ر س المش‪2‬رع الجزائ‪22‬ري عقوب‪22‬ات ردعي‪22‬ة من‬
‫خالل نص المواد ‪ 319‬مكرر‪ 320 ،‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬العقوبة المترتبة على جريمة بيع وشراء الطفل‬

‫ب‪22‬الرجوع إلى الم‪22‬اّد ة ‪ 319‬مك‪22‬رر ق‪.‬ع نج‪22‬د أنه‪22‬ا تنص على أن‪" :‬يع‪22‬اقب ب‪22‬الحبس من خمس‬
‫س‪22‬نوات إلى خمس عش‪22‬رة س‪22‬نة وبغرام‪22‬ة من ‪ 500.000‬دج إلى ‪ 1500000‬دج ك‪22‬ل من ب‪22‬اع أو‬
‫اشترى طفال دون سن الثامنة عشر ألي غرض من األغراض وبأي شكل من األشكال‪ .‬ويع‪22‬اقب‬
‫بنفس العقوبات كل من حرض أو توسط فس عملية بيع الطفل"‪.‬‬

‫‪ -‬عز الدين طباش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.160‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 2‬حمو ابراهيم فخار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.174‬‬

‫‪203‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫فجريم‪22‬ة بي‪22‬ع وش‪22‬راء الطف‪22‬ل جنح‪22‬ة مع‪22‬اقب عليه‪22‬ا ب‪22‬الحبس من ‪ 05‬إلى ‪ 10‬س‪22‬نوات وغرام‪22‬ة‬
‫من ‪ 500‬ألف دج إلى مليون و‪ 500‬ألف دج‪ ،‬سواء كان فاعال أصليا أو محرضا أو وسيطا‪.‬‬

‫أّم ا بالنسبة لظروف التشديد فقد نصت عليها الماّد ة نفسها بأن‪22‬ه "إذا ارتكبت الجريم‪22‬ة جماع‪22‬ة‬
‫إجرامية منظمة أو كانت ذات طابع عابر للحدود الوطنية تكون العقوبة السجن من عشر س‪22‬نوات‬
‫إلى عش‪22 2‬رين س‪22 2‬نة‪ ،‬وغرام‪22 2‬ة من ‪ 1000000‬إلى ‪2000000‬دج‪ .‬ويع‪22 2‬اقب على الش‪22 2‬روع بنفس‬
‫عقوبات الجريمة التامة"‪ ،‬أي أن الجريمة تصبح جناية ويعاقب مرتكبها بالس‪22‬جن من ‪ 10‬إلى ‪20‬‬
‫سنة وغرام‪2‬ة من ملي‪2‬ون و‪ 500‬أل‪2‬ف دج إلى ملي‪2‬ونين دج‪ ،‬إذا ارتكبت الجريم‪2‬ة في إط‪2‬ار جماع‪2‬ة‬
‫منظمة أو عابرة للحدود الوطنية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عقوبة فعل التحريض والتوسط للتخلي عن الطفل‬

‫يع‪22‬اقب م‪22‬رتكب الج‪22‬رائم الم‪22‬ذكورة في الم‪22‬اّد ة ‪ 320‬من ق ع "ب‪22‬الحبس من ش‪22‬هرين إلى س‪22‬تة‬
‫أشهر وبغرامة مالية من ‪ 500‬إلى ‪ 20.000‬دج"‪.‬‬

‫فجريمة التحريض والتوسط للتخلي عن الطفل جنحة معاقب عليها بالحبس من ش‪22‬هرين إلى‬
‫س‪22‬تة أش‪22‬هر وغرام‪22‬ة‪ ،‬وإ ذا تأملن‪22‬ا في ه‪22‬ذه العقوب‪22‬ة ال‪22‬تي أقره‪22‬ا المش‪22‬رع لمن ي‪22‬رتكب ه‪22‬ذه الجريم‪22‬ة‬
‫‪1‬‬
‫فنجدها قليلة مقارنة بحجم هذه الظاهرة وما تخلفه من آثار على الطفل والمجتمع ككل‪.‬‬

‫لكن‪ ،‬على العموم نج‪2‬د أن التش‪2‬ريع الجزائ‪2‬ري س‪2‬لك سياس‪2‬ة جنائي‪2‬ة ناجع‪2‬ة من أج‪2‬ل التصدي‬
‫لظاهرة اإلتجار باإلنسان عام‪2‬ة واألطف‪2‬ال بصفة خاّص ة‪ ،‬والس‪2‬يما إذا علمن‪2‬ا أه‪2‬داف ه‪2‬ؤالء الجن‪2‬اة‬
‫من ج‪22‬راء ه‪22‬ذا الس‪22‬لوك غ‪22‬ير المش‪22‬روع والالإنس‪22‬اني‪ ،‬إذ ج‪ّ2‬ر م أي من األع‪22‬راف والممارس‪22‬ات ال‪22‬تي‬
‫تس‪22‬مح ألح‪22‬د األب‪22‬وين أو كليهم‪22‬ا أو للوصي بتس‪22‬ليم طف‪22‬ل دون الثامن‪22‬ة عش‪22‬ر إلى ش‪22‬خص آخ‪22‬ر لق‪22‬اء‬
‫عوض أو بال عوض بقصد استغالل الطفل أو استغالل عمله‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫‪ -‬حمو إبراهيم فخار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.177‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪204‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫قواعد حماية الطفل من اإلستغالل في األنشطة غير المشروعة في القانون الجزائري‬

‫انتهج المش‪22‬رع الجزائ‪22‬ري سياس‪22‬ة صارمة لحماي‪22‬ة الطف‪22‬ل من أس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل‪ ،‬من خالل‬
‫اتخاذ التدابير الضرورية لكفالة تطبيق وإ نفاذ األحكام ال‪22‬واردة في مختل‪22‬ف االتفاقي‪22‬ات الدولي‪22‬ة‪ ،‬بم‪22‬ا‬
‫في ذلك النص على عقوب‪22‬ات جزائي‪22‬ة أو غيره‪22‬ا من العقوب‪22‬ات عن‪22‬د االقتض‪22‬اء وتطبيقه‪22‬ا‪ ،‬وذل‪22‬ك في‬
‫ك ‪22‬ل من الق ‪22‬انون رقم ‪ 12-15‬المتعل ‪22‬ق بحماي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل‪ ،‬والق ‪22‬انون رقم ‪ 11-90‬المتعل ‪22‬ق بعالق ‪22‬ات‬
‫العمل‪ ،‬وقانون العقوبات‪.‬‬

‫حيث عرفت الم‪2‬اّد ة ‪ 02‬من الق‪2‬انون رقم ‪ 15/12‬المتعل‪2‬ق بحماي‪2‬ة الطف‪2‬ل‪ ،‬ع‪ّ2‬ر فت الطف‪2‬ل في‬
‫خط‪2‬ر بأن‪2‬ه‪" :‬الطف‪2‬ل ال‪2‬ذي تك‪2‬ون صحته أو أخالق‪2‬ه أو تربيت‪2‬ه أو أمن‪2‬ه في خط‪2‬ر أو عرض‪2‬ة ل‪2‬ه‪ ،‬أو‬
‫تك‪22‬ون ظروف‪2‬ه المعيش‪2‬ية أو س‪2‬لوكه من ش‪2‬أنهما أن يعرض‪22‬اه للخط‪22‬ر المحتم‪22‬ل أو المض‪22‬ر بمس‪2‬تقبله‪،‬‬
‫أو يكون في بيئ‪22‬ة تع‪22‬رض س‪2‬المته البدني‪22‬ة أو النفس‪2‬ية أو التربوي‪22‬ة للخط‪22‬ر"‪ ،‬وبمقتض‪22‬ى الم‪22‬اّد ة ذاته‪22‬ا‬
‫تعتبر من بين الحاالت التي تعرض الطفل للخطر ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬التسول بالطفل أو تعريضه للتسول‬

‫‪ -‬سوء معاملة الطفل‪ ،‬السيما بتعريضه للتعذيب واالعتداء على سالمته البدنية أو احتجازه‬
‫أو من‪22‬ع الطع‪22‬ام عن‪22‬ه أو إتي‪22‬ان أي عم‪22‬ل ينط‪22‬وي على القس‪22‬وة من ش‪22‬أنه الت‪22‬أثير على ت‪22‬وازن الطف‪22‬ل‬
‫العاطفي و ‪/‬أو النفسي‪.‬‬

‫‪ -‬االستغالل االقتصادي للطفل‪ ،‬السيما بتش‪2‬غيله أو تكليف‪2‬ه بعم‪2‬ل يحرم‪2‬ه من متابع‪2‬ة دراس‪2‬ته‬
‫أو يكون ضارا بصحته أو بسالمته البدنية و‪/‬أو المعنوية‪.‬‬

‫أّم ا الم‪22‬اّد ة الثالث‪22‬ة من نفس الق‪22‬انون فأّك دت أن الدول‪22‬ة تكف‪22‬ل ح‪22‬ق الطف‪22‬ل في الحماي‪22‬ة من كاف‪22‬ة‬
‫‪1‬‬
‫أشكال الضرر أو االستغالل وتتخذ من أجل ذلك كل التدابير المناسبة لوقايته‪.‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 03‬فقرة ‪ ، 02‬قانون رقم ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪205‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫من خالل ه ‪22 2‬ذه الفق ‪22 2‬رة نستش ‪22 2‬ف أن المش ‪22 2‬رع ت ‪22 2‬رك المج ‪22 2‬ال مفتوح‪ً2 2 2‬ا ولم يحصر صور‬
‫االستغالل‪ ،‬بنصه‪" :‬الحماية من كافة أشكال الضرر" وهذا أمر إيجابي ُيحسب للمشرع الجزائري‬
‫إذ كفل حماية للطفل من جميع صور االستغالل المحتملة والمستجّد ة في عالم اليوم‪.‬‬

‫وس‪22‬نخص بالدراس‪22‬ة في ه‪22‬ذا المطلب بعض صور األنش‪22‬طة غ‪22‬ير المش‪22‬روعة ال‪22‬تي ُيس‪22‬تغل‬
‫فيها األطفال‪ ،‬والتي خصها المشرع الجزائري بقواعد هادفة للقضاء عليها‪ ،‬وذلك بدراس‪22‬ة قواع‪22‬د‬
‫حماي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل من االس ‪22‬تغالل الجنس ‪22‬ي (الف ‪22‬رع األول)‪ ،‬قواع ‪22‬د حماي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل من االس ‪22‬تغالل في‬
‫التس ‪22‬ول (الف ‪22‬رع الث ‪22‬اني)‪ ،‬ثم قواع ‪22‬د حماي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل من االس ‪22‬تغالل في تج ‪22‬ارة المخ ‪22‬درات (الف ‪22‬رع‬
‫الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫قواعد حماية الطفل من اإلستغالل الجنسي في القانون الجزائري‬

‫أدرج المش ‪22‬رع الجزائ ‪22‬ري صورا عدي ‪22‬دة لإلس ‪22‬تغالل الجنس ‪22‬ي لألطف ‪22‬ال‪ ،‬هي في معظمه ‪22‬ا‬
‫جرائم مض‪2‬افة بمقتض‪2‬ى التع‪2‬ديالت المتوالي‪2‬ة لق‪2‬انون العقوب‪2‬ات من‪2‬ذ س‪2‬نة ‪ 2014‬كجريم‪2‬ة تح‪2‬ريض‬
‫األطف ‪22‬ال على الفس ‪22‬ق واس ‪22‬تغاللهم وتس ‪22‬خيرهم ألغ ‪22‬راض ذات طبيع ‪22‬ة جنس ‪22‬ية وجريم ‪22‬ة اإلس ‪22‬تغالل‬
‫الجنسي لصورة الطفل‪.‬‬

‫ه‪22‬ذا‪ ،‬وق‪22‬د اس‪22‬تخدم المش‪22‬رع في الم‪22‬ادة ‪ 303‬مك‪22‬رر‪ 4‬من ق‪22‬انون العقوب‪22‬ات المتعلق‪22‬ة بجريم‪22‬ة‬
‫االتجار بالبشر عبارة "استغالل دعارة الغير أو سائر أشكال االس‪2‬تغالل الجنس‪2‬ي"‪ ،‬وه‪2‬و م‪2‬ا يفي‪2‬د‬
‫أن اس‪22‬تغالل الطف‪22‬ل في ه‪22‬ذه األفع‪22‬ال ين‪22‬درج ض‪22‬من ه‪22‬ذه الجريم‪22‬ة‪ ،‬وهي ك‪22‬ذلك تن‪22‬درج ض‪22‬من أس‪22‬وأ‬
‫أش‪22‬كال عم‪22‬ل الطف‪22‬ل بم‪22‬وجب الم‪22‬ادة ‪ 3‬بن‪22‬د (ب) ال‪22‬تي نصت على "اس‪22‬تخدام الطف‪22‬ل أو تش‪22‬غيله أو‬
‫عرضه ألغراض الدعارة‪ ،‬أو إلنتاج مواد إباحية أو أداء عروض إباحية"‪.1‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 03‬بند ب من قانون ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪206‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وبقصد اإللمام بمختلف صور اإلس‪2‬تغالل الجنس‪2‬ي للطف‪2‬ل ال‪2‬تي أحاطه‪2‬ا المش‪2‬رع الجزائ‪2‬ري‬
‫بقواع‪2‬د قانوني‪2‬ة‪ ،‬نتن‪2‬اول اس‪2‬تغالل الطف‪2‬ل في ال‪2‬دعارة (أوال)‪ ،‬جريم‪2‬ة تح‪2‬ريض القصر على الفس‪2‬ق‬
‫(ثانيا) ثم جريمة االستغالل الجنسي لألطفال في المواد اإلباحية (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تجريم استغالل الطفل في الدعارة في القانون الجزائري‬

‫ُيقصد بمصطلح الدعارة ع‪2‬رض جس‪2‬م ش‪2‬خص على الغ‪2‬ير إلش‪2‬باع ش‪2‬هواته الجنس‪2‬ية بمقاب‪2‬ل‬
‫م ‪22 2‬الي‪ ،1‬وظ ‪22 2‬اهرة ال ‪22 2‬دعارة هي من الج ‪22 2‬رائم التقليدي ‪22 2‬ة وأق ‪22 2‬دمها انتش ‪22 2‬ارا وأكثره ‪22 2‬ا خط ‪22 2‬ورة على‬
‫المجتم‪22‬ع‪ ،‬ل‪22‬ذا عم‪22‬د المش‪22‬رع الجزائ‪22‬ري إلى تج‪22‬ريم ه‪22‬ذه الظ‪22‬اهرة في ق‪22‬انون العقوب‪22‬ات ‪156-66‬‬
‫وذلك في المواد ‪ 342‬إلى ‪ 344‬م‪2‬وازاة م‪2‬ع ال‪2‬بروتوكول االختي‪2‬اري لحظ‪2‬ر اس‪2‬تغالل األطف‪2‬ال في‬
‫المواد اإلباحية والبغاء لعام ‪.2000‬‬

‫وتختل‪22‬ف جريم‪22‬ة ال‪22‬دعارة على قاصر عن جريم‪22‬ة تح‪22‬ريض القاصر على الفس‪22‬ق ذل‪22‬ك في‬
‫ال ‪22‬ركن الم ‪22‬اّد ي للجريم ‪22‬تين‪ ،‬فجريم ‪22‬ة ال ‪22‬دعارة تحت ‪22‬وي على عنصر التح ‪22‬ريض واالس ‪22‬تخدام عكس‬
‫جريم ‪22‬ة تح ‪22‬ريض القاصر على الفس ‪22‬ق ال ‪22‬تي تكتفي بت ‪22‬وفر ك ‪22‬ل من عنصر التح ‪22‬ريض والتش ‪22‬جيع‬
‫‪2‬‬
‫والتسهيل دون وجود عنصر االستخدام‪.‬‬

‫ه‪22‬ذا‪ ،‬وق‪22‬د ج‪ّ2‬ر م المش‪22‬رع اس‪22‬تخدام الطف‪22‬ل في ال‪22‬دعارة في الم‪22‬ادة ‪ 344‬من ق‪22‬انون العقوب‪22‬ات‬
‫إذا ارتكبت علي‪22 2‬ه األفع‪22 2‬ال المنصوص عليه‪22 2‬ا في الم‪22 2‬ادة ‪ 343‬من ذات الق‪22 2‬انون ال‪22 2‬تي تنص في‬
‫فقرتها الخامسة "‪...‬يعاقب ك‪2‬ل من اس‪2‬تخدم أو اس‪2‬تدرج أو أع‪2‬ال شخصا ول‪2‬و بالغ‪2‬ا بقصد ارتك‪2‬اب‬
‫الدعارة‪ ،"...‬فجريمة دعارة القاصر تكون إّم ا باإلستخدام أو اإلستدراج أو اإلعالة‪.‬‬

‫فاإلس‪22‬تخدام ه‪22‬و العالق‪22‬ة الموج‪22‬ودة بين الج‪22‬اني ال‪22‬ذي يوظ‪22‬ف الطف‪22‬ل في ال‪22‬دعارة س‪22‬واء ك‪22‬ان‬
‫طوعا عن طريق اإلغراء الماّد ي أو معنوي‪2‬ا بممارس‪2‬ة اإلك‪2‬راه ب‪2‬العنف‪ ،‬أم‪2‬ا اإلس‪2‬تدراج فيكمن في‬

‫‪ -‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬القانون الجزائي الخاص‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص‪.126‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬حميش كمال‪ ،‬الحماية القانونية للطفل في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة التخرج لنيل إجازة المعهد الوطني للقضاء‪ ،‬الدفعة‬ ‫‪2‬‬

‫الثانية عشر‪ ،2004-2001 ،‬ص‪.12‬‬

‫‪207‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أخ ‪22‬ذ الض ‪22‬حية إلى المك ‪22‬ان ال ‪22‬ذي تم ‪22‬ارس في ‪22‬ه ال ‪22‬دعارة وتعليم ‪22‬ه س ‪22‬بل الوصول إليه ‪22‬ا‪ ،‬في حين أن‬
‫اإلعالة تتجّس د في توفير المستلزمات واإلحتياج‪2‬ات أو تهيئ‪2‬ة المك‪2‬ان لطف‪2‬ل للقي‪2‬ام بالفع‪2‬ل المطل‪2‬وب‬
‫‪1‬‬
‫منه بفعل الدعارة‪.‬‬

‫عبارة االستخدام في الدعارة الواردة في الفقرة الخامسة من المادة ‪ 343‬هي التي تتناس‪22‬ب‬
‫مع عمال‪2‬ة الطف‪2‬ل‪ ،‬وم‪2‬ع ذل‪2‬ك ال يش‪2‬ترط في االس‪2‬تخدام أن يتم بني‪2‬ة ال‪2‬ربح‪ ،‬ب‪2‬ل تبقى الجريم‪2‬ة قائم‪2‬ة‬
‫ولو كان الربح المنتظر لم يتحقق كما ذهب إليه القضاء في فرنسا‪.2‬‬

‫هذا‪ ،‬وقد أدرج المشرع الجزائ‪22‬ري في ق‪2‬انون ‪ 12-15‬حماي‪22‬ة الطف‪22‬ل من خط‪22‬ر االس‪2‬تغالل‬
‫الجنسي بمختلف أشكاله‪ ،‬كالمواد اإلباحية والبغاء مث‪22‬ل ع‪22‬رض أو الش‪2‬روع في ع‪22‬رض الطف‪22‬ل في‬
‫صور منافي‪22‬ة للحي‪22‬اء خاصة م‪22‬ع التط‪22‬ور التكنول‪22‬وجي ال‪22‬ذي س‪22‬اهم بش‪22‬كل س‪22‬لبي في ارتف‪22‬اع ج‪22‬رائم‬
‫االستغالل الجنسي عبر المواقع االجتماعية ضد القصر‪ ،‬وعاقب كل مسؤول عن استغالل الطف‪2‬ل‬
‫في الم‪22 2‬واد اإلباحي‪22 2‬ة في الم‪22 2‬اّد ة ‪ 143‬من ق‪22 2‬انون ‪ 15/12‬ال‪22 2‬تي تنص على "يع‪22 2‬اقب على الج‪22 2‬رائم‬
‫األخ ‪22‬رى الواقع ‪22‬ة على الطف ‪22‬ل الس ‪22‬يما االس ‪22‬تغالل الجنس ‪22‬ي للطف ‪22‬ل واس ‪22‬تعماله في البغ ‪22‬اء والم ‪22‬واد‬
‫اإلباحي‪22‬ة واالتج‪22‬ار ب‪22‬ه والتس‪22‬ول ب‪22‬ه أو تعريض‪22‬ه للتس‪22‬ول واختط‪22‬اف الطف‪22‬ل طبق‪22‬ا للتش‪22‬ريع الس‪22‬اري‬
‫المفعول والسيما في قانون العقوبات"‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬تجريم تحريض القصر على الفسق والّد عارة في القانون الجزائري‬

‫يعني الفسق كل أشكال اإلنحراف الجنسي الذي يمكن أن يأتيه أو يحضره القاصر بتوجي‪2‬ه‬
‫من الغ ‪22 2‬ير ودون مقاب ‪22 2‬ل‪ 4،‬كم ‪22 2‬ا ورد في الم ‪22 2‬اّد ة ‪ 342‬ق ع إلى ج ‪22 2‬انب الفس ‪22 2‬ق مصطلح "فس ‪22 2‬اد‬

‫‪ -1‬حميش كمال‪ ،‬مرجع سابق‪.14 ،‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.196‬‬
‫‪ -3‬نص الماّد ة ‪ 143‬من قانون ‪.12-15‬‬
‫‪ -4‬عز الدين طباش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.146‬‬

‫‪208‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫األخالق"‪ ،‬وهو مصطلح عام إال أن المش‪2‬رع ك‪2‬ان يقصد من‪2‬ه فس‪2‬اد الحي‪2‬اء الجنس‪2‬ي للقاصر وذل‪2‬ك‬
‫‪1‬‬
‫بتحريضه على الفسق أو تشجيعه عليه أو تسهيله له‪.‬‬

‫جريم ‪22‬ة تح‪22‬ريض الطف ‪22‬ل على أعم ‪22‬ال الفس‪22‬ق وال ‪ّ2‬د عارة تتجس‪22‬د في ك ‪22‬ل عم ‪22‬ل من ش‪22‬أنه أن‬
‫يوّج ه الطفل إلى الفساد كتشجيع الطفل ودفعه إلى أعمال الفسق وفساد األخالق أو الّد عارة بغض‬
‫الّنظ ‪22‬ر عن الوس ‪22‬يلة المس ‪22‬تعملة س ‪22‬واء ب ‪22‬القول أو غ ‪22‬يره‪ ،‬ويتحق ‪22‬ق ذل ‪22‬ك من خالل إث ‪22‬ارة المش ‪22‬اعر‬
‫الجنس‪22 2‬ية ل‪22 2‬ديهم وإ غ‪22 2‬وائهم أو محاول‪22 2‬ة إغ‪22 2‬وائهم وحثهم أو دفعهم الرتك‪22 2‬اب أنش‪22 2‬طة جنس‪22 2‬ية غ‪22 2‬ير‬
‫مشروعة‪ ،‬فقيام الجريمة إذا يستوجب إتيان فعل ماّد ي عبر عنه المش‪22‬رع في الم‪22‬اّد ة ‪ 342‬بصور‬
‫مختلفة‪ ،‬فقد يكون تحريضا أو تشجيعا أو تس‪22‬هيال ولم يع‪22‬رف ه‪22‬ذه المصطلحات إال أّن المؤك‪22‬د أن‬
‫‪2‬‬
‫األقوال والنصائح لوحدها ال تكفي لقيام الركن الماّد ي‪.‬‬

‫فع‪22 2‬ادة م‪22 2‬ا يتم تحريض‪22 2‬هم من خالل تنظيم ممارس‪22 2‬ات جنس‪22 2‬ية يحض‪22 2‬رها األطف‪22 2‬ال دون أن‬
‫يمارس‪22‬وها أو يس‪22‬اهموا فيه‪22‬ا‪ ،‬أو من خالل إج‪22‬راء محادث‪22‬ات ع‪22‬بر م‪22‬ا يع‪22‬رف بغ‪22‬رف المحادث‪22‬ات أو‬
‫غ ‪22‬رف الح ‪22‬وار‪ ،‬ليتب ‪22‬ادل الطف ‪22‬ل م ‪22‬ع غ ‪22‬يرهم ح ‪22‬وارا جنس ‪22‬يا‪ ،‬وذل ‪22‬ك بتس ‪22‬خير فتي ‪22‬ات على الط ‪22‬رف‬
‫اآلخ ‪22‬ر‪ ،‬وتكمن خط ‪22‬ورة األم ‪22‬ر في الح ‪22‬وار ال ‪22‬ذي ي ‪22‬دور بين الط ‪22‬رفين‪ ،‬وه ‪22‬ذا يش ‪22‬كل في ح ‪ّ2‬د ذات ‪22‬ه‬
‫‪3‬‬
‫جريمة التحريض على الفسق والفجور‪.‬‬

‫ويعت ‪22‬بر أيض ‪22‬ا من قبي ‪22‬ل التح ‪22‬ريض على الفس ‪22‬ق إتي ‪22‬ان عالق ‪22‬ة جنس ‪22‬ية في حض ‪22‬ور قصر‪،‬‬
‫الم ‪22‬رأة ال ‪22‬تي تق ‪22‬وم ب ‪22‬أي عم ‪22‬ل من أعم ‪22‬ال الفس ‪22‬ق والفج ‪22‬ور أم ‪22‬ام أطفاله ‪22‬ا‪ ،‬القي ‪22‬ام بحرك ‪22‬ات اإلث ‪22‬ارة‬
‫الجنس‪22‬ية على ال‪22‬ذات في حض‪22‬ور فت‪22‬اة قاصر‪ ،‬تح‪22‬ريض مجموع‪22‬ة من ال‪22‬ذكور واإلن‪22‬اث لممارس‪22‬ة‬
‫أش‪2‬كال المداعب‪22‬ة الجنس‪2‬ية فيم‪22‬ا بينهم‪ ،‬أو ع‪22‬رض أفالم اإلث‪2‬ارة الجنس‪2‬ية لمجموع‪22‬ة من الفتي‪22‬ان‪ ،‬كم‪22‬ا‬

‫‪ -1‬عز الدين طباش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.146‬‬


‫‪ -2‬نص المواد ‪ 342‬و‪ 344‬من القانون رقم ‪ 01-14‬المؤرخ في ‪ 04/02/2014‬يعّد ل ويتمم األمر رقم ‪ 156-66‬المتضمن‬
‫قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬
‫‪ -3‬سالف بولغليمات‪" ،‬الجرائم اإلباحية ضد شخص القاصر عبر األنترنت"‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد ب‪ ،‬عدد‪ ،48‬ديسمبر‬
‫‪ ،2017‬ص ‪.103‬‬

‫‪209‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يمكن أن يتم التح‪22‬ريض عن طري‪22‬ق الكتاب‪22‬ة أو رس‪22‬ومات اإلث‪22‬ارة الجنس‪22‬ية لمجموع‪22‬ة من الفتي‪22‬ان‪،‬‬
‫كما يعتبر تسهيال جلب الفتي‪22‬ات القاصرات إلى بي‪22‬وت ال‪22‬دعارة أو تس‪22‬هيل تنقلهم إلى ه‪22‬ذه األمكن‪22‬ة‪،‬‬
‫إيجار غرفة لمجموعة من الشبان لتمكينهم من استقبال قصر فيها‪ ،‬وكلما شكل الفعل تحريضا أو‬
‫تشجيعا أو تسهيال للفسق تقوم الجريمة وال عبرة إن كان القاصر أخالق‪2‬ه فاس‪2‬دة أو م‪2‬ارس الفس‪2‬ق‬
‫‪1‬‬
‫من قبل‪.‬‬

‫نصت الماّد ة ‪ 342‬من قانون العقوبات الجزائري على أن فعل تحريض قاصر لم يتجاوز‬
‫س ‪22‬ن ‪ 18‬س ‪22‬نة على الفس ‪22‬ق أو فس ‪22‬اد األخالق س ‪22‬واء بتش ‪22‬جيعه أو تس ‪22‬هيله ل ‪22‬ه ول ‪22‬و بصفة عرض ‪22‬ية‬
‫تس ‪22 2 2‬لط علي ‪22 2 2‬ه عقوب ‪22 2 2‬ة الحبس من ‪ 05‬س ‪22 2 2‬نوات إلى ‪ 10‬س ‪22 2 2‬نوات وغرام ‪22 2 2‬ة من ‪20000‬دج إلى‬
‫‪2‬‬
‫‪100000‬دج ويتساوى في ذلك الشروع والجريمة التامة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬جريمة االستغالل الجنسي لألطفال في المواد اإلباحية في القانون الجزائري‬

‫ورد النص عليه ‪22‬ا في الم ‪22‬اّد ة ‪ 333‬مك ‪22‬رر‪ 01‬المض ‪22‬افة بق ‪22‬انون ‪ 14/01‬وهي من الج ‪22‬رائم‬
‫ذات الطابع الجنسي‪ ،‬إاّل أنها ال تقتضي المساس المباشر بالحرمة الجنس‪2‬ية للطف‪2‬ل وإ نم‪2‬ا تس‪2‬تهدف‬
‫الح‪22‬د من أش‪22‬كال التصوير المخل‪22‬ة بحي‪22‬اء الطف‪22‬ل واس‪22‬تغاللها في ج‪22‬ني ال‪22‬ربح عن طري‪22‬ق بّثه‪22‬ا ع‪22‬بر‬
‫‪3‬‬
‫مختلف وسائل االتصال‪.‬‬

‫من خالل الماّد ة ‪ 333‬مكرر‪ 01‬يمكن استنتاج صورتين للركن الماّد ي لجريمة اإلس‪22‬تغالل‬
‫الجنس‪22‬ي للطف‪22‬ل في الم‪22‬واد اإلباحي‪22‬ة‪ ،‬األولى متعلق‪22‬ة بفع‪22‬ل التصوير ذو الط‪22‬ابع الجنس‪22‬ي أم‪22‬ا الثاني‪22‬ة‬
‫تتعلق بانتاج وحيازة والعرض للجمهور صور إباحية متعلقة باألطفال‪.‬‬

‫‪ -1‬عز الدين طباش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬نقال عن ‪،CLAUDE NOCQUET-BOREL. PROSTUTUTION- PROXENETISME.P3‬‬
‫ص‪.147‬‬
‫‪ - 2‬نص الماّد ة ‪ 342‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫‪ - 3‬عز الدين طباش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،149‬عن ‪Marrion Bertrand, le mineur, son corps et le droit pénal, thése pour le‬‬
‫‪.doctorat, université Nancy 2, France, 2010‬‬

‫‪210‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫فالتصوير الجنسي للطف‪22‬ل يقصد من‪22‬ه ك‪22‬ل أعم‪22‬ال التث‪22‬بيت لصورة الطف‪22‬ل في وض‪22‬عية مخل‪22‬ة‬
‫بالحي ‪22‬اء تتم بجه ‪22‬از للتصوير مهم ‪22‬ا ك ‪22‬انت طبيعت ‪22‬ه‪ ،‬س ‪22‬واء ك ‪22‬ان جه ‪22‬از للتصوير الفوت ‪22‬وغرافي أو‬
‫جه‪22‬از للتصوير الح‪22‬ركي المتعلق‪22‬ة بأعم‪22‬ال الفي‪22‬ديو‪ ،‬ومصطلح التمثي‪22‬ل يش‪22‬مل إلى ج‪22‬انب الصور‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫الرسوم سواء كانت كتابية أو متحركة وكذا الصور االفتراضية‪.‬‬

‫وبحس‪22 2‬ب الم‪22 2‬اّد ة ‪ 333‬مك‪22 2‬رر‪ 01‬يش‪22 2‬ترط أن يك‪22 2‬ون التصوير ألغ‪22 2‬راض جنس‪22 2‬ية‪ ،‬إال أن‬
‫المشرع لم يح‪2‬دد المقصود ب‪2‬األغراض الجنس‪2‬ية وم‪2‬ا هي األفع‪2‬ال ال‪2‬تي ق‪2‬د يمارس‪2‬ها الطف‪2‬ل وتك‪2‬ون‬
‫ذات طابع جنس‪2‬ي ثم يتم تصويره وه‪2‬و على ه‪2‬ذه الح‪2‬ال أو يتم اس‪2‬تغاللها ألغ‪2‬راض جنس‪2‬ية‪ ،‬فه‪2‬ذه‬
‫المس‪2‬ألة متعلق‪22‬ة أساس‪2‬ا بك‪22‬ل م‪22‬ا يخ‪2‬الف اآلداب العاّم ة واألخالق‪ ،‬وبالت‪22‬الي ي‪22‬دخل فيه‪22‬ا ك‪22‬ل األعم‪22‬ال‬
‫ال‪22‬تي تس‪22‬تهدف اإلث‪22‬ارة الجنس‪22‬ية مهم‪22‬ا ك‪22‬انت بس‪22‬يطة‪ ،‬ومن بينه‪22‬ا م‪22‬ا ذك‪22‬ره المش‪22‬رع الجزائ‪22‬ري في‬
‫الماّد ة ‪ 333‬مكرر ‪" 01‬تصوير األعضاء الجنسية للقاصر"‪.‬‬

‫الصورة الثانية للركن الماّد ي لجريمة اإلستغالل الجنس‪2‬ي للطف‪2‬ل في الم‪2‬واد اإلباحي‪2‬ة تتمث‪2‬ل‬
‫في حي ‪22‬ازة وانت ‪22‬اج والع ‪22‬رض للجمه ‪22‬ور م ‪22‬واد إباحي ‪22‬ة متعلق ‪22‬ة باألطف ‪22‬ال أو اإلتج ‪22‬ار فيه ‪22‬ا ويب ‪22‬دو أن‬
‫اله‪22‬دف من ه‪22‬ذه الصورة من التج‪22‬ريم ه‪22‬و محارب‪22‬ة ش‪22‬بكات التعام‪22‬ل في مث‪22‬ل ه‪22‬ذه الم‪22‬واد اإلباحي‪22‬ة‬
‫المتخصصة في األطفال والمتاجرة فيها إذ نصت الماّد ة ‪ 333‬مكرر ‪ 01‬على عق‪22‬اب ك‪22‬ل من ق‪22‬ام‬
‫بأعم‪22‬ال اإلنت‪22‬اج من ت‪22‬ركيب للصور واألفالم وتس‪22‬جيلها وك‪22‬ذا استنس‪22‬اخ المجالت والمؤلف‪22‬ات وك‪22‬ذا‬
‫الع ‪22‬رض للجمه ‪22‬ور عن طري ‪22‬ق توزي ‪22‬ع تل ‪22‬ك التس ‪22‬جيالت أو المكتوب ‪22‬ات أو نش ‪22‬رها أو ال ‪22‬ترويج له ‪22‬ا‬
‫باإلضافة إلى البيع والمتاجرة فيها عن طريق االستيراد والتصدير‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد س‪2‬اهم التط‪2‬ور التكنول‪2‬وجي في تف‪2‬اقم انتش‪2‬ار الظ‪2‬اهرة‪ ،‬حيث أصبح األن‪2‬ترنت أداة‬
‫لبث ونش ‪22‬ر العدي ‪22‬د من الصور والمحتوي ‪22‬ات ال ‪22‬تي تتض ‪22‬من مختل ‪22‬ف اإلعت ‪22‬داءات واألعم ‪22‬ال غ ‪22‬ير‬
‫المشروعة‪ ،‬واألطفال ضحايا هذه الجرائم نوعان؛ إّم ا أطفال يتم تداول صور اإلعتداء عليهم من‬

‫‪ -‬عز الدين طباش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.150‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪211‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫قب‪2‬ل مرتك‪2‬بي الج‪2‬رائم الجنس‪2‬ية عن طري‪2‬ق الش‪2‬بكات التجاري‪2‬ة‪ ،‬أو أطف‪2‬ال يتعّر ض‪2‬ون للتح‪2‬ريض أو‬
‫‪1‬‬
‫التهديدات بالتقاط صور لهم من أجل اإلتجار بها ألغراض الربح‪.‬‬
‫إذ تمكنت مصالح األمن الجزائري ‪22 2‬ة في بداي ‪22 2‬ة ش‪22 2‬هر ديس‪22 2‬مبر ‪ 2022‬من تفكي ‪22 2‬ك ش‪22 2‬بكة‬
‫اجرامية تروج لمنشورات إباحية لألطفال عبر مواقع التواصل االجتم‪22‬اعي‪ ،‬وأوض‪22‬ح بي‪22‬ان لألمن‬
‫الجزائ‪22‬ري أن مصالح مكافح‪22‬ة الج‪22‬رائم الرقمي‪22‬ة تمكنت نهاي‪22‬ة نوفم‪22‬بر من توقي‪22‬ف ‪ 16‬شخصا من‬
‫أصل ‪ 20‬ينش ‪22‬طون ض ‪22‬من مجموع ‪22‬ات مغلق ‪22‬ة على فيس ‪22‬بوك ويس ‪22‬وقون لمنش ‪22‬ورات غ ‪22‬ير أخالقي ‪22‬ة‬
‫‪2‬‬
‫تستهدف األطفال وتجعلهم عرضة لالستغالل الجنسي‪.‬‬
‫والج‪22‬دير بال‪22‬ذكر هن‪22‬ا‪ ،‬أن المس‪22‬ؤولية الجنائي‪22‬ة تق‪22‬ع أيض‪22‬ا على مق‪22‬دم خدم‪22‬ة األن‪22‬ترنت ال‪22‬ذي‬
‫يسمح بإمكانية تصفح مثل هت‪2‬ه المواق‪2‬ع وف‪2‬ق الم‪2‬اّد ة ‪ 394‬مك‪2‬رر ‪ 08‬ق‪.‬ع المض‪2‬افة بق‪2‬انون ‪-16‬‬
‫‪ 02‬المتضمن تعديل قانون العقوبات‪ ،‬والتي تنص على عقاب كل مقدم خدمة األنترنت لم يت‪22‬دخل‬
‫رغم إعذاره من الهيئة الوطنية لوضع ترتيبات تقنية تسمح بسحب أو تخزين المحتويات المتعلق‪22‬ة‬
‫‪3‬‬
‫بالجرائم المنصوص عليها في قانون العقوبات أو يجعل الدخول إليها غير ممكن‪.‬‬

‫أعد المشرع عقوبة جنحية لجريمة االستغالل الجنسي للقاصر رغم خطورتها‪ ،‬إذ ت‪22‬تراوح‬
‫العقوب‪22 2‬ة بين ‪ 05‬إلى ‪ 10‬س‪22 2‬نوات حبس وغرام‪22 2‬ة مالي‪22 2‬ة ق‪22 2‬درها من ‪ 500‬أل‪22 2‬ف إلى ملي‪22 2‬ون دج‪،‬‬
‫باإلضافة إلى مصادرة الوسائل المستعملة وكذا األموال المتحصل عليها من جراء ذلك‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫قواعد حماية الطفل من االستغالل في التسول في القانون الجزائري‬

‫‪ -1‬أكم‪22‬ل يوس‪22‬ف الس‪22‬عيد يوس‪22‬ف‪ ،‬المس‪22‬ؤولية الجنائي‪22‬ة لمق ‪ّ2‬د مي الم‪22‬واد اإلباحي‪22‬ة لألطف‪22‬ال ع‪22‬بر األن‪22‬ترنت‪ ،‬مجل‪22‬ة البح‪22‬وث القانوني‪22‬ة‬
‫واإلقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،10‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬مصر‪ ،2011،‬ص‪.05‬‬
‫‪ -2‬الجزائر‪...‬القبض على ‪ 16‬متهما في شبكة الستغالل األطفال على الفايسبوك‪ ،‬مقال صحفي صادر عن مجلة الحرة‪-‬دبي‪،‬‬
‫‪ 08‬ديسمبر ‪ ،2022‬أنظر الرابط‪ https://arbne.ws/3LmwQb3 :‬تاريخ اإلطالع ‪.27/12/2022‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ ،02-16‬مؤرخ في ‪ 19‬جوان ‪ ،2016‬ج ر ج ج‪ ،‬عدد ‪ ،37‬الصادرة في ‪.22/06/2016‬‬

‫‪212‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫فك‪22‬رة التس‪22‬ول في ق‪22‬انون العقوب‪22‬ات الجزائ‪22‬ري فك‪22‬رة قديم‪22‬ة ج‪22‬اءت م‪22‬ع صدور ه‪22‬ذا الق‪22‬انون‬
‫ألول مرة في سنة ‪ 1966‬الذي نص على عقاب فعل اللج‪2‬وء إلى التس‪2‬ول لتلبي‪22‬ة حاج‪2‬ات المعيش‪2‬ة‬
‫بش‪22‬كل ع‪22‬ام‪ ،‬أّم ا التس‪22‬ول باألطف‪22‬ال كحال‪22‬ة خاصة انتظ‪22‬ر المش‪22‬رع إلى غاي‪22‬ة س‪22‬نة ‪ 2014‬لتجريمه‪22‬ا‬
‫‪1‬‬
‫بمقتضى قانون ‪ 14/01‬رغم انتشار الظاهرة من قبل بشكل فضيع‪.‬‬

‫لم يق‪ّ2‬د م المش‪22‬رع الجزائ‪22‬ري تعريف‪22‬ا للتس‪22‬ول ولكن‪22‬ه جرم‪22‬ه بصفة عام‪22‬ة في الم‪22‬ادة ‪ 195‬من‬
‫قانون العقوبات‪ ،‬وكان يقصد البالغين كما تدل على ذلك عبارة "وذلك رغم وجود وس‪22‬ائل التعيش‬
‫لديه أو إمكانية الحصول عليها بالعمل أو بأية طريقة مشروعة أخرى"‪ ،‬ولذلك قيل ب‪22‬أن العّل ة من‬
‫تجريم التسول هي محاربة البطالة والخمول وحث الناس على العمل وب‪22‬ذل الجه‪22‬د للحصول على‬
‫‪2‬‬
‫لقمة العيش بشرف وكرامة‪.‬‬
‫أّم ا اس‪22 2‬تغالل األطف‪22 2‬ال في التس‪22 2‬ول فق‪22 2‬د عالج‪22 2‬ه في نص الم‪22 2‬اّد ة ‪ 195‬مك‪22 2‬رر من ق‪22 2‬انون‬
‫العقوب ‪22‬ات ال ‪22‬تي تنص على أن "يع ‪22‬اقب ب ‪22‬الحبس من س ‪22‬تة أش ‪22‬هر إلى س ‪22‬نتين من يتس ‪22‬ول بقاصر لم‬
‫يكمل ‪ 18‬سنة أو يعرضه للتسول"‪.3‬‬
‫وتجريم التسول بالطفل مطلق ال يش‪2‬ترط في‪22‬ه إن ك‪22‬ان المس‪2‬تغل للطف‪22‬ل يمل‪22‬ك وس‪2‬يلة للتعيش‬
‫أو ال‪ ،‬على عكس ما جاء في المادة ‪ 195‬سالفة الذكر‪ ،‬ونجد أن المشرع قد أدرج التس‪22‬ول أيض‪22‬ا‬
‫ض‪22 2‬من صور جريم‪22 2‬ة االتج‪22 2‬ار باألش‪22 2‬خاص في الم‪22 2‬ادة ‪ 303‬مك‪22 2‬رر ‪ 4‬حيث وردت عب‪22 2‬ارة "أو‬
‫استغالل الغير في التسول"‪.‬‬
‫ويختل ‪22‬ف التس ‪22‬ول هن ‪22‬ا عن مفه ‪22‬وم التس ‪22‬ول المحض (غ ‪22‬ير التج ‪22‬اري) ألن أش ‪22‬كال التس ‪22‬ول‬
‫‪4‬‬
‫المتصلة باالتجار تضم فئات عدة منها‪:‬‬

‫‪ -‬عز الدين طباش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.154‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‬ ‫‪ -‬محمد صبحي نجم‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري القسم الخاص‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،2000 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.204‬‬ ‫‪،203‬‬
‫‪ -‬الماّد ة ‪ 195‬مكرر من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬خيرة طالب‪ ،‬جرائم االتجار باألطفال في المواثيق واالتفاقيات الدولية‪ ،‬مجلة البحوث في الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬مجلد ‪،2‬‬ ‫‪4‬‬

‫ع ‪ ،15/3/2016 ،3‬جامعة ابن خلدون تيارت‪ ،‬ص ‪.101‬‬

‫‪213‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬أطف ‪22‬ال مس ‪22‬فرون من قب ‪22‬ل أس ‪22‬رهم ل ‪22‬دول أخ ‪22‬رى الس ‪22‬تغاللهم في التس ‪22‬ول بصورة يومي ‪22‬ة‬
‫ومنتظمة‪.‬‬
‫‪ -‬أطف ‪22‬ال مس ‪22‬فرون من قب ‪22‬ل أف ‪22‬راد خ ‪22‬ارج أس ‪22‬رهم يتم إبع ‪22‬ادهم عن األس ‪22‬رة بط ‪22‬رق غ ‪22‬ير‬
‫قانونية‪.‬‬
‫‪ -‬أطفال معاقون يتم جلبهم الستخدامهم في التسول لجلب عطف المحسنين‪.‬‬
‫وج ‪22‬رم المش ‪22‬رع أيض ‪22‬ا التس ‪22‬ول بالطف ‪22‬ل أو تعريض ‪22‬ه للتوس ‪22‬ل في ق ‪22‬انون الوقاي ‪22‬ة من ج ‪22‬رائم‬
‫اختط ‪22‬اف األش ‪22‬خاص ومكافحته ‪22‬ا في نص الم ‪22‬ادة ‪ 34‬فق ‪22‬رة ‪ ،9‬وج ‪22‬اءت مقترن ‪22‬ة م ‪22‬ع جريم ‪22‬ة بي ‪22‬ع‬
‫الطفل أو االتجار به أو بأعضائه‪.1‬‬
‫إذا‪ ،‬لجريمة اس‪2‬تغالل الطف‪2‬ل في التس‪2‬ول ركن م‪2‬اّد ي يتمث‪2‬ل في اس‪2‬تغالل طف‪2‬ل أق‪2‬ل من ‪18‬‬
‫س ‪22‬نة في التس ‪22‬ول (أوال)‪ ،‬وركن معن ‪22‬وي يتمث ‪22‬ل في قصد الج ‪22‬اني االس ‪22‬تعانة به ‪22‬ذا الطف ‪22‬ل كوس ‪22‬يلة‬
‫للحصول على المال (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الركن الماّد ي لجريمة التسول بالطفل‬

‫لم يع‪2‬رف المش‪2‬رع الجزائ‪2‬ري مع‪2‬نى التس‪2‬ول ولم يح‪2‬دد مجموع‪2‬ة األفع‪2‬ال المكّو ن‪2‬ة ل‪2‬ه س‪2‬واء‬
‫في النص الق ‪22‬ديم في الم ‪22‬اّد ة ‪ 195‬ق ع أو في الم ‪22‬اّد ة ‪ 195‬مك ‪22‬رر ق ع المتعلق ‪22‬ة بالطف ‪22‬ل‪ ،‬ب ‪22‬ل أن‬
‫النص األخ‪22‬ير ورد بش‪22‬كل بس‪22‬يط دون إض‪22‬افة أي قي‪22‬د أو ش‪22‬رط لفك‪22‬رة التس‪22‬ول بالمقارن‪22‬ة م‪22‬ع النص‬
‫الع ‪22‬ام ال ‪22‬ذي يش ‪22‬ترط اإلعتي ‪22‬اد من جه ‪22‬ة‪ ،‬ومن جه ‪22‬ة أخ ‪22‬رى إثب ‪22‬ات أن الج ‪22‬اني يتس ‪22‬ول رغم وج ‪22‬ود‬
‫وس‪22‬ائل العيش لدي ‪22‬ه‪ ،‬أم ‪22‬ا التس‪22‬ول بالطف ‪22‬ل فالجريم ‪22‬ة تق ‪22‬وم بمج‪22‬رد ارتك ‪22‬اب الفع ‪22‬ل م ‪22‬رة واح‪22‬دة وال‬
‫تتحم‪22‬ل س‪22‬لطة اإلته‪22‬ام عبء الحصول على إثبات‪22‬ات بوج‪22‬ود وس‪22‬ائل العيش الكافي‪22‬ة ل‪22‬دى الش‪22‬خص‬
‫‪2‬‬
‫الذي استغل الطفل في التسول‪.‬‬

‫‪ -‬ق‪22‬انون رقم ‪ 15 -20‬م‪22‬ؤرخ في ‪ 30‬ديس‪22‬مبر ‪ 2020‬يتعل‪22‬ق بالوقاي‪22‬ة من ج‪22‬رائم اختط‪22‬اف األش‪22‬خاص ومكافحته‪22‬ا‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬ع‪22‬دد‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،81‬صادر في ‪ 30‬ديسمبر ‪.2020‬‬


‫‪ -2‬عز الدين طباش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.154‬‬

‫‪214‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫فلقي‪2‬ام جريم‪2‬ة التس‪2‬ول بالطف‪2‬ل‪ ،‬يجب أن يك‪2‬ون هن‪2‬اك شخصا قاصرا مج‪2‬ني علي‪2‬ه وشخصا‬
‫آخ ‪22‬ر يحم‪22 2‬ل صفة الج ‪22‬اني وه‪22 2‬و المس ‪22‬ؤول ال‪22 2‬ذي يلج ‪22‬أ إلى اإلس‪22 2‬تعانة ب‪22 2‬ه‪ ،‬وال يش ‪22‬ترط المش ‪22‬رع‬
‫الجزائ‪22‬ري في ه‪22‬ذا المس‪22‬ؤول أن يك‪22‬ون غ‪22‬ير ق‪22‬ادر على العم‪22‬ل‪ ،‬وال يؤخ‪22‬ذ بعين االعتب‪22‬ار إن ك‪22‬ان‬
‫مصابا بمرض أو إعاقة وال إن كان فقيرا جدا‪.‬‬

‫كم‪22‬ا ال ي‪22‬دخل في نط‪22‬اق مفه‪22‬وم التس‪22‬ول أيض‪22‬ا طلب‪22‬ات المس‪22‬اعدة لتلبي‪22‬ة حاج‪22‬ة معين‪22‬ة فق‪22‬ط‪،‬‬
‫كمريض يطلب مساعدة الغير لجمع تكلفة الدواء الذي يحتاج‪2‬ه أو ش‪2‬اب يطلب المس‪2‬اعدة من أج‪2‬ل‬
‫‪1‬‬
‫الزواج ثم ينتهي‪.‬‬

‫ويتك ‪ّ2‬و ن النش‪22‬اط الم‪22‬اّد ي في ه‪22‬ذه الجريم‪22‬ة بقي‪22‬ام الج‪22‬اني بعملي‪22‬ة التس‪22‬ول باس‪22‬تخدام القاصر‬
‫ك‪22‬أداة من أج‪22‬ل تحقي‪22‬ق غرض‪22‬ه أو تعريض‪22‬ه للتس‪22‬ول‪ ،‬فنص الم‪22‬اّد ة ‪ 195‬مك‪22‬رر يتض‪22‬من أس‪22‬لوبين‬
‫إلس‪2‬تغالل الطف‪2‬ل في التس‪2‬ول؛ يتمث‪2‬ل األول في اس‪2‬تعمال الطف‪2‬ل كوس‪2‬يلة للت‪2‬أثير على عاطف‪2‬ة الغ‪2‬ير‬
‫من أجل كسب المال‪ ،‬وهذا يعني أن المتسول ليس الطفل وإ نما الشخص اللذي استغله‪.‬‬

‫أّم ا الثاني فهو "العرض للتسول"‪ ،‬فالمشرع من خالل عبارة "أو يعرضه للتسول" يكون ق‪22‬د‬
‫ذهب بعيدا وأحسن صنعا؛ إذ لم يشترط وقوع النتيجة الجرمية‪ ،‬بل افترض أن مجّر د دفع الطف‪22‬ل‬
‫للتسول في ه‪22‬ذه األم‪22‬اكن العمومي‪22‬ة ه‪22‬و بالتأكي‪22‬د ض‪22‬ار بصحته وأخالق‪2‬ه‪ ،‬وبالت‪22‬الي فمج‪2‬رد تع‪22‬ريض‬
‫‪2‬‬
‫الطفل للتسول يعّد جريمة بحد ذاتها‪.‬‬

‫أي أن الطفل هو الذي يتسول لصالح شخص آخر ك‪2‬أن يس‪2‬تخدمه لغ‪2‬رض التس‪2‬ول واقتس‪2‬ام‬
‫متحصالته‪ ،‬وبالتالي يصبح هذا النوع من التسول ل‪2‬ه أغ‪2‬راض ال تتعل‪2‬ق فق‪2‬ط بكس‪2‬ب لقم‪2‬ة العيش‪،‬‬
‫وإ نما يكون غرضه تحقيق الربح‪ ،‬وال يشفع بذلك بعض ح‪2‬االت التظ‪22‬اهر بممارس‪2‬ة نش‪2‬اط تج‪2‬اري‬

‫‪ -1‬عز الدين طباش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.155‬‬


‫‪ -2‬لنك‪22‬ار محم‪22‬ود‪ ،‬الحماي‪22‬ة الجنائي‪22‬ة لألس‪22‬رة ‪-‬دراس‪22‬ة مقارن‪22‬ة‪ ،-‬رس‪22‬الة دكت‪22‬وراه في الق‪22‬انون الجن‪22‬ائي‪ ،‬جامع‪22‬ة منت‪22‬وري‪ ،‬قس‪22‬نطينة‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص‪.206‬‬

‫‪215‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫عن‪22‬دما يع‪22‬رض المتس‪22‬ول أش‪22‬ياء ذات قيم‪22‬ة هّين‪22‬ة ج‪22‬دا كمقاب‪22‬ل لتق‪22‬ديم النق‪22‬ود‪ ،‬مث‪22‬ل حب‪22‬ات الحل‪22‬وى أو‬
‫‪1‬‬
‫مناديل التنظيف‪.‬‬

‫جريمة التس‪2‬ول بالطف‪2‬ل ال تق‪2‬وم ك‪2‬ذلك إال إذا ثبت في لحظ‪2‬ة التس‪2‬ول أن ه‪2‬ذا الطف‪2‬ل لم يبل‪2‬غ‬
‫سن ‪ ،18‬فهي تقوم على أس‪2‬اس الس‪2‬ن وليس على أس‪2‬اس االعتي‪2‬اد عكس الش‪2‬خص الب‪2‬الغ‪ ،‬فبمج‪2‬رد‬
‫ارتكاب القاصر للفعل المطلوب منه من قبل الشخص البالغ تعد جريم‪2‬ة قائم‪2‬ة‪ ،‬ف‪2‬إذا لم يكن ك‪2‬ذلك‬
‫ال يجوز المتابعة إال وف‪2‬ق الم‪22‬اّد ة ‪ 195‬ق ع ال‪22‬تي تنص على عق‪22‬اب التس‪2‬ول بش‪2‬كل ع‪22‬ام م‪22‬ع ت‪22‬وفر‬
‫شروط تطبيقها من اعتياد وإ ثبات توفر وسائل العيش لدى المتسول‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الركن المعنوي لجريمة التسول بالطفل‬


‫جريم‪22‬ة التس‪22‬ول بالطف‪22‬ل جريم‪22‬ة عمدي‪22‬ة يقتض‪22‬ي لقيامه‪22‬ا ت‪22‬وفر عنصري العلم واإلرادة ل‪22‬دى‬
‫الجاني؛ إذ أن كل من يلجأ في عملية التسول إلى تعريض قاصر لم يكم‪22‬ل ثم‪22‬اني عش‪22‬رة س‪22‬نة من‬
‫عم‪22‬ره أو اس‪22‬تعماله فيه‪22‬ا يك‪22‬ون ق‪22‬د ارتكب ه‪22‬ذه الجريم‪22‬ة طبق‪22‬ا لنص الم‪22‬اّد ة ‪ 195‬مك‪22‬رر من ق‪22‬انون‬
‫العقوبات‪.‬‬
‫يتطلب القصد توفر كل من العلم واإلرادة على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬العلم‪:‬‬
‫يقصد ب‪22‬العلم اإلدراك والتمي‪22‬يز وق‪2‬درة الش‪2‬خص على فهم م‪22‬ا يق‪22‬وم ب‪22‬ه من أفع‪22‬ال وتق‪2‬دير م‪22‬ا‬
‫ينتج عنه‪22‬ا من نت‪22‬ائج‪ ،‬والفهم يك‪22‬ون بعلم‪22‬ه مح‪22‬ل الجريم‪22‬ة وب‪22‬أن الج‪22‬اني كل‪22‬ف قاصر لم يكم‪22‬ل بع‪22‬د‬
‫س‪22‬ن األهلي‪22‬ة في أعم‪22‬ال منافي‪22‬ة للق‪22‬انون‪ ،‬ويك‪22‬ون على علم بجمي‪22‬ع العناصر المكون‪22‬ة لل‪22‬ركن الم‪22‬اّد ي‬
‫لجريم‪22‬ة اس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال ويعلم جي‪22‬دا بأن‪22‬ه يق‪22‬وم بتوظي‪22‬ف ه‪22‬ؤالء األطف‪22‬ال في ه‪22‬ذه األعم‪22‬ال وفي‬
‫‪2‬‬
‫هذه الحالة يكون مسؤوال جزائيا بفعل اإلستغالل‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلرادة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬عز الدين طباش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪- 155‬‬
‫‪ -‬أمين مصطفى محمد‪ ،‬قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬نظرية الجريمة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،2010 ،‬ص‪.298‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪216‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المقصود باإلرادة هي حرية االختيار أي قدرة الش‪22‬خص على التمي‪22‬يز بين ك‪22‬ل م‪22‬ا ه‪22‬و ن‪22‬افع‬
‫‪1‬‬
‫وكل ما هو مضر وقدرة اإلنسان على القيام بفعل معين أو االمتناع عن ذلك الفعل أي تركه‪.‬‬

‫تقتض‪22‬ي اإلرادة في جريم‪22‬ة التس‪22‬ول أن تك‪22‬ون إرادة الج‪22‬اني متجه‪22‬ة إلى تحقي‪22‬ق الس‪22‬لوك أو‬
‫الفعل المجرم قانون‪2‬ا ويك‪2‬ون ه‪2‬ذا الفع‪2‬ل من الممكن القي‪2‬ام ب‪2‬ه دون أي إك‪2‬راه أو تح‪2‬ريض بتوظي‪2‬ف‬
‫‪2‬‬
‫األطفال بالقيام بأعمال منافية للقانون‪ ،‬وفي ظل غياب اإلرادة يتغير الوصف القانوني للفعل‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الجزاءات المقررة لجريمة التسول بقاصر‬
‫ت‪22‬أخر المش‪22‬رع الجزائ‪22‬ري في تج‪22‬ريم ظ‪22‬اهرة اس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال في التس‪22‬ول رغم انتش‪22‬ارها‬
‫في الشوارع الجزائرية‪ ،‬ورغم أنه جرم هذه الظاهرة بوجه عام سنة ‪ ،1966‬لكن لم يتطرق إلى‬
‫فئة األطفال المتعلقة بهذه الجريمة إال بعد تعديل ‪.14/01‬‬
‫ويمكن التمييز هنا يسن نوعين من العقوبات‪:‬‬

‫‪ -1‬العقوبات األصلية المقررة لجريمة التسول بقاصر‪:‬‬

‫رّتب المش‪22 2‬رع الجزائ‪22 2‬ري العقوب‪22 2‬ات ال‪22 2‬تي تق‪22 2‬ع على مرتك‪22 2‬بي جريم‪22 2‬ة التس‪22 2‬ول حيث نظم‬
‫العقوبات األصلية لجريم‪2‬ة التس‪2‬ول بقاصر في الم‪2‬اّد ة ‪ 195‬مك‪2‬رر من ق‪2‬انون العقوب‪2‬ات في الفق‪2‬رة‬
‫األولى منه ‪22‬ا‪" :‬يع ‪22‬اقب ب ‪22‬الحبس من س ‪22‬نتين إلى س ‪22‬تة أش ‪22‬هر ك ‪22‬ل من يتس ‪22‬ول بقاصر لم يكم ‪22‬ل ‪18‬‬
‫سنة‪"...‬‬

‫يالح‪22‬ظ عن‪22‬د اس‪22‬تقراء ه‪22‬ذه الم‪22‬اّد ة أن المش‪22‬رع الجزائ‪22‬ري ق‪22‬د وف‪22‬ق عن‪22‬د اس‪22‬تدراكه للجريم‪22‬ة‬
‫بم‪22‬وجب التع‪22‬ديل ‪ 01-14‬ال‪22‬ذي كف‪22‬ل عقوب‪22‬ة له‪22‬ذه الظ‪22‬اهرة الماس‪22‬ة بكرام‪22‬ة الطف‪22‬ل‪ ،‬فجعله‪22‬ا جنح‪22‬ة‬
‫يعاقب عليها بالحبس الذي يهدف في جوهره إلى سلب حرية المحكوم علي‪2‬ه ط‪2‬وال الم‪ّ2‬د ة المق‪2‬ررة‬

‫‪ -‬بن شيخ لحسن‪ ،‬مذكرات في القانون الجزائي الخاص‪ ،‬دار هومه للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ط‪ ،7‬ص‪.66‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬عبد اهلل سليمان‪ ،‬شرح القانون العقوبات الجزائري‪ ،‬القسم العام‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص‪.350‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪217‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫في الم‪22‬اّد ة ‪ 195‬مك‪22‬رر‪ ،‬والحبس أس‪22‬لوب للعق‪22‬اب وهي عقوب‪22‬ة أصلية وال يج‪22‬وز توقيعه‪22‬ا إاّل على‬
‫الشخص المسؤول عن ارتكاب جريمة التسول‪.‬‬
‫‪ -2‬العقوبات المشددة المقررة لجريمة التسول بقاصر‪:‬‬
‫نص عليها المشرع الجزائري في نفس الماّد ة وذلك في الفقرة الثانية منها والتي أق‪2‬رت م‪2‬ا‬
‫‪1‬‬
‫يلي‪" :‬تضاعف العقوبة عندما يكون الفاعل أحد أصول القاصر أو أي شخص له سلطة عليه‪".‬‬
‫وهكذا يبدو أن سياسة المشرع في تجريم ظاهرة التسول بالطف‪22‬ل ك‪22‬انت متدرج‪22‬ة‪ ،‬وتخض‪22‬ع‬
‫للظروف داخليا أو خارجيا من أجل انسجام النصوص الوطنية مع االتفاقيات التي صادقت عليها‬
‫الجزائر‪ ،‬كما أنها جريمة تقترن بجرائم أخرى هي بيع الطفل أو االتج‪2‬ار ب‪2‬ه أو بأعض‪2‬ائه وك‪2‬ذلك‬
‫جريمة االختطاف‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫قواعد حماية الطفل من االستغالل في إنتاج المخدرات واالتجار بها في القانون الجزائري‬
‫استخدام األطفال في المخّد رات لم ينص عليها المشرع الجزائ‪2‬ري صراحة‪ ،‬ولكن‪2‬ه تط‪ّ2‬ر ق‬
‫في قانون العمل ‪ 90/11‬في الم‪2‬اّد ة ‪ 15‬من‪2‬ه إلى حظ‪2‬ر اس‪2‬تخدام األطف‪2‬ال في جمي‪2‬ع األعم‪2‬ال ال‪2‬تي‬
‫تشكل خطرا على صّح ة وأخالق الطفل أو تنعدم فيها ظ‪22‬روف الّنظاف‪2‬ة‪ .‬وجع‪22‬ل له‪22‬ا عقوب‪22‬ة مق‪ّ2‬ر رة‬
‫في الم ‪22‬اّد ة ‪ 141‬من نفس الق ‪22‬انون "يع ‪22‬اقب ك ‪22‬ل من ارتكب مخالف ‪22‬ة ألحك ‪22‬ام ه ‪22‬ذا الق ‪22‬انون المتعلق ‪22‬ة‬
‫بظ‪22 2‬روف اس‪22 2‬تخدام الش‪22 2‬بان والنس‪22 2‬وة بغرام‪22 2‬ة مالي‪22 2‬ة ت‪22 2‬تراوح من ‪ 10000‬دج إلى ‪ 20000‬دج‪،‬‬
‫وتطّب ق بحس‪22 2‬ب ع ‪22 2‬دد العم ‪22 2‬ال المعن ‪22 2‬يين‪ ،‬وفي حال ‪22 2‬ة الع ‪22 2‬ود تك ‪22 2‬ون الغرام ‪22 2‬ة من ‪40000‬دج إلى‬
‫‪2‬‬
‫‪ 50000‬دج‪ ،‬وتضاعف حسب عدد العمال المعنيين‪".‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 195‬مكرر فقرة ‪ 02‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 141‬من قانون ‪ 11-90‬المتعلق بعالقات العمل‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪218‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ولمّا كانت اتفاقية حقوق الطف‪22‬ل ق‪2‬د نصت على ح‪2‬ق الطف‪22‬ل في الوقاي‪22‬ة من االس‪22‬تخدام غ‪22‬ير‬
‫المشروع للمواد المخدرة والمؤثرات العقلية‪ ،‬ومنع استخدامه في إنتاج ه‪2‬ذه الم‪2‬واد واالتج‪2‬ار به‪2‬ا‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫كان على الدول إتخاد التدابير المناسبة لحماية األطفال من هذا الخطر‪.‬‬
‫لذلك حرصت الجزائر على المواجهة التشريعية لجرائم المخ‪22‬درات‪ ،‬حيث ُأف‪22‬رد له‪22‬ا ق‪22‬انون‬
‫خاص بها‪ ،2‬ونميز حالتين من الحماية المقررة للطفل في هذا الشأن؛ حال كون‪22‬ه ض‪22‬حية اس‪22‬تغالل‬
‫في هته الجريمة‪ ،‬وحال كونه متهما‪.‬‬
‫أوال‪ :‬قواعد حماية الطفل ضحية االستغالل في إنتاج واالتجار بالمخدرات‬
‫كم‪22‬ا س‪22‬بقت اإلش‪22‬ارة أن‪22‬ه ال توج‪22‬د نصوص صريحة لحماي‪22‬ة الطف‪22‬ل من االس‪22‬تغالل في انت‪22‬اج‬
‫المخ ‪22‬درات واالتج ‪22‬ار به ‪22‬ا‪ ،‬إال أن حماي ‪22‬ة االطف ‪22‬ال من االس ‪22‬تغالل في مث ‪22‬ل ه ‪22‬ذا النش ‪22‬اط يمكن أن‬
‫تدخل ضمن نصوص أخرى نجد أهمها في القانون رقم ‪ 18-04‬المتعلق بالوقاي‪22‬ة من المخ‪22‬درات‬
‫والمؤثرات العقلية المذكور أعاله‪ ،‬وقانون العمل ‪ ،11-90‬وأخيرا في قانون الصحة ‪.12-18‬‬

‫فقانون ‪ 18-04‬المتعلق بالوقاية من المخدرات والم‪2‬ؤثرات العقلي‪2‬ة لم ينص صراحة على‬


‫اس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال عن طري‪22‬ق تش‪22‬غيلهم في إنت‪22‬اج المخ‪22‬درات واالتج‪22‬ار به‪22‬ا واكتفى بتج‪22‬ريم تس‪22‬هيل‬
‫‪3‬‬
‫تعاطي المخدرات للقاصر‪ ،‬بحيث قام بتشديد العقوبة على الجاني طبقا لنص المادة ‪ 13‬منه‪.‬‬
‫ق‪22‬انون الصحة ‪ 12-18‬ه‪22‬و اآلخ‪22‬ر لم يش‪22‬ر في أي م‪22‬ادة من‪22‬ه إلى من‪22‬ع اس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال في‬
‫إنت‪22‬اج المخ‪22‬درات واالتج‪22‬ار به‪22‬ا‪ ،‬إال أن‪22‬ه نص على من‪22‬ع بي‪22‬ع التب‪22‬غ والمش‪22‬روبات الكحولي‪22‬ة للقصر‪،‬‬
‫وعلى مكافح‪22‬ة المخ‪22‬درات واإلدم‪22‬ان‪ ،‬بحيث نصت الم‪22‬ادة ‪ 57‬من‪22‬ه على من‪22‬ع بي‪22‬ع التب‪22‬غ أو الم‪22‬واد‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 33‬من اتفاقية حقوق الطفل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬قانون رقم ‪ 18-04‬المؤرخ في ‪ 25‬ديسمبر ‪ ،2004‬يتعلق بالوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية وقمع االستعمال‬ ‫‪2‬‬

‫واالتجار غير المشروعين بها‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد‪ ،83‬صادر في‪.26/12/2004‬‬


‫‪ -3‬تنص الم ‪22‬ادة ‪ 13‬من ق ‪22‬انون ‪ 18-04‬على أن يع ‪22‬اقب ب ‪22‬الحبس من س ‪22‬نتين إلى عش ‪22‬ر س ‪22‬نوات وبغرام ‪22‬ة من ‪100.000‬دج إلى‬
‫‪500.000‬دج ك‪22 2‬ل من يس‪22 2‬لم أو يع‪22 2‬رض بطريق‪22 2‬ة غ‪22 2‬ير مش‪22 2‬روعة مخ‪22 2‬درات أو م‪22 2‬ؤثرات عقلي‪22 2‬ة على الغ‪22 2‬ير به‪22 2‬دف االس‪22 2‬تعمال‬
‫الشخصي‪ ،‬ويض‪2‬اعف الح‪2‬د األقصى للعقوب‪2‬ة إذا تم تس‪2‬ليم أو ع‪2‬رض المخ‪2‬درات أو الم‪2‬ؤثرات العقلي‪2‬ة حس‪2‬ب الش‪2‬روط المح‪2‬ددة في‬
‫الفق‪22‬رة الس‪22‬ابقة على قاصر أو مع‪22‬وق أو ش‪22‬خص يع‪22‬الج بس‪22‬بب إدمان‪22‬ه أو في مراك‪22‬ز تعليمي‪22‬ة أو تربوي‪22‬ة أو تكويني‪22‬ة أو صحية أو‬
‫اجتماعية أو داخل هيئات عمومية‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫التبغية للقصر‪ ،‬في حين نصت المادة‪ 61‬على منع بيع المشروبات الكحولية للقصر‪ ،‬والم‪22‬ادة ‪62‬‬
‫ال ‪22‬تي ت ‪22‬بين دور الدول ‪22‬ة في تط ‪22‬وير المصالح المناس ‪22‬بة للوقاي ‪22‬ة من الس ‪22‬لوكات اإلدماني ‪22‬ة ومكافح ‪22‬ة‬
‫‪1‬‬
‫المخدرات واإلدمان‪ ،‬كما أنها أحالت على التنظيم تحديد قائمة المواد اإلدمانية‪.‬‬
‫أّم ا ق‪22‬انون العم‪22‬ل فق‪22‬د نص بصفة عاّم ة على حماي‪22‬ة الطف‪22‬ل من األعم‪22‬ال ال‪22‬تي تمس بأخالق‪22‬ه‬
‫وصحته حيث تنص الم ‪22‬ادة ‪ 15‬من ‪22‬ه على أن ‪22‬ه ال يمكن في أي ح ‪22‬ال من األح ‪22‬وال أن يق ‪22‬ل العم ‪22‬ر‬
‫األدنى للتوظي‪22‬ف عن س‪22‬ت عش‪22‬رة س‪22‬نة إال في الح‪22‬االت ال‪22‬تي ت‪22‬دخل في إط‪22‬ار عق‪22‬ود التمهين ال‪22‬تي‬
‫تعد وفقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما‪ ،‬كم‪22‬ا أن‪22‬ه ال يج‪22‬وز اس‪22‬تخدام العام‪22‬ل القاصر في األش‪22‬غال‬
‫الخطيرة أو التي تنعدم فيها النظافة أو تضر صحته أو تمس بأخالقياته‪.‬‬

‫فالمش‪22‬رع الجزائ‪22‬ري تن‪22‬اول أوصاف األعم‪22‬ال غ‪22‬یر الج‪22‬ائز للطف‪22‬ل ممارس‪22‬تها‪ ،‬دون تحدیدها‬
‫على س‪22‬بيل الحصر وه‪22‬و أم‪22‬ر إيج‪22‬ابي بنظرن‪22‬ا‪ ،‬ألن ذل‪22‬ك يوس‪22‬ع الحماي‪22‬ة فك‪22‬ل عم‪22‬ل یه‪22‬دد مصلحة‬
‫القاصر بالخطر يعتبر محظورا ومعاقبا عليه‪ ،‬ومن بين األعمال ال‪22‬تي ته‪22‬دد أخالق الطف‪22‬ل تش‪22‬غيله‬
‫في أنشطة غير مشروعة كإنتاج المخدرات واالتجار بها‪.‬‬

‫بالرغم من ذلك‪ ،‬يمكننا دراسة أركان جريمة استغالل األطفال في بيع المخ‪22‬درات واالتج‪22‬ار‬
‫بها من خالل العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬الركن الماّد ي لجريمة استغالل األطفال في بيع المخدرات واالتجار بها‪:‬‬

‫يتض‪22‬من الس‪2‬لوك اإلج‪2‬رامي في جريم‪22‬ة اس‪2‬تغالل األطف‪22‬ال في بي‪22‬ع المخ‪2‬درات وال‪22‬ترويج له‪22‬ا‬
‫في التش‪22‬ريع الجزائ‪22‬ري حس‪22‬ب م‪22‬ا نص علي‪22‬ه ق‪22‬انون الوقاي‪22‬ة من المخ‪22‬درات والم‪22‬ؤثرات العقلي‪22‬ة في‬

‫‪ -1‬ه‪22‬ذا وق‪22‬د رتب المش‪2‬رع الجزائ‪22‬ري ج‪2‬زاءات على مخالف‪2‬ة أحك‪22‬ام المن‪22‬ع ال‪2‬وادرة في ه‪22‬ذا الق‪2‬انون والمتعلق‪2‬ة باألطف‪2‬ال حيث تنص‬
‫الم‪22‬ادة ‪ 405‬من الق‪2‬انون ‪ 12-18‬بمعاقب‪22‬ة ك‪22‬ل من يخ‪2‬الف المن‪22‬ع المنصوص علي‪22‬ه في أحك‪22‬ام الم‪22‬ادة ‪ 57‬من ه‪22‬ذا الق‪2‬انون‪ ،‬المتعلق‪2‬ة‬
‫ببيع التبغ للقصر‪ ،‬بغرامة من ‪200.000‬دج إلى ‪ 400.000‬دج‪ ،‬وفي حالة العود تضاعف العقوبة‪.‬‬
‫فيم‪22‬ا نصت الم‪22‬ادة ‪ 406‬من نفس الق‪22‬انون بمعاقب‪22‬ة ك‪22‬ل من يخ‪22‬الف المن‪22‬ع المنصوص علي‪22‬ه في أحك‪22‬ام الم‪22‬ادة ‪ 61‬من ه‪22‬ذا الق‪22‬انون‬
‫المتعلق ‪22‬ة ب ‪22‬بيع المش ‪22‬روبات الكحولي ‪22‬ة للقصر‪ ،‬ب ‪22‬الحبس من ‪ 6‬أش ‪22‬هر إلى س ‪22‬نتين و بغرام ‪22‬ة من‪ 50.000‬دج إلى ‪ 100.000‬دج ‪،‬‬
‫وفي حالة العود تضاعف العقوبة‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أفع‪22‬ال التس‪22‬ليم أو الع‪22‬رض للغ‪22‬ير به‪22‬دف االس‪22‬تعمال الشخصي‪ ،‬إذن فالس‪22‬لوك اإلج‪22‬رامي يق‪22‬وم على‬
‫فع‪22‬ل التس‪22‬ليم أو الع‪22‬رض على قاصر لم يتج‪22‬اوز عم‪22‬ره ‪ 18‬س‪22‬نة م‪22‬واد مخ‪22‬درة أو م‪22‬ؤثرات عقلي‪22‬ة‪،‬‬
‫وهذا بغية تفادي تعاطي األطفال هذه المخدرات‪.‬‬

‫بينما استخدام األطفال في المخدرات لم ينص عليها المشرع الجزائ‪2‬ري‪ ،‬ولكن‪2‬ه تط‪2‬رق في‬
‫ق‪22‬انون العم‪22‬ل ‪ 90/11‬في الم‪22‬اّد ة ‪ 15‬من‪22‬ه على حظ‪22‬ر اس‪22‬تخدام األطف‪22‬ال في جمي‪22‬ع األعم‪22‬ال ال‪22‬تي‬
‫تشكل خطرا على صحة وأخالق الطفل أو تنعدم فيها ظروف النظافة‪.‬‬

‫‪ -2‬الركن المعنوي لجريمة استغالل األطفال في بيع المخدرات واالتجار بها‪:‬‬

‫تتحق ‪22‬ق ه ‪22‬ذه الجريم ‪22‬ة بمج ‪22‬رد ت ‪22‬وافر القصد الجن ‪22‬ائي‪ ،‬وذل ‪22‬ك بعلم الج ‪22‬اني أن الم ‪22‬واد ال ‪22‬تي‬
‫بحوزته هي مواد مخدرة يسلك فيها الجاني األفعال المذكورة في الركن الماّد ي‪ ،‬وهذا باس‪22‬تخدامه‬
‫‪1‬‬
‫طفل لم يتجاوز ‪ 18‬سنة وهذا بقصد تحقيق مكسب ماّد ي‪.‬‬

‫‪ -3‬الجزاء المقرر لجريمة استغالل األطفال في بيع المخدرات واالتجار بها‪:‬‬

‫ب‪22‬الرجوع إلى الم‪22‬اّد ة ‪ 15‬من ق‪22‬انون عالق‪22‬ات العم‪22‬ل ‪ 90/11‬ف‪22‬إن العقوب‪22‬ة المق‪22‬ررة لجريم‪22‬ة‬
‫اس ‪22‬تغالل األطف ‪22‬ال في بي ‪22‬ع المخ ‪22‬درات واالتج ‪22‬ار به ‪22‬ا حس ‪22‬ب م ‪22‬ا ورد في الم ‪22‬اّد ة ‪ 141‬من ق ‪22‬انون‬
‫عالق ‪22‬ات العم ‪22‬ل "يع ‪22‬اقب ك ‪22‬ل من ارتكب مخالف ‪22‬ة ألحك ‪22‬ام ه ‪22‬ذا الق ‪22‬انون المتعلق ‪22‬ة بظ ‪22‬روف اس ‪22‬تخدام‬
‫الش‪22 2‬بان والنس‪22 2‬وة بغرام‪22 2‬ة مالي‪22 2‬ة ت‪22 2‬تراوح من ‪10000‬دج إلى ‪20000‬دج‪ ،‬وتطب‪22 2‬ق بحس‪22 2‬ب ع‪22 2‬دد‬
‫العم‪22 2‬ال المعن‪22 2‬يين وفي حال‪22 2‬ة الع‪22 2‬ود تك‪22 2‬ون الغرام‪22 2‬ة من ‪40000‬دج إلى ‪50000‬دج‪ ،‬وتض‪22 2‬اعف‬
‫‪2‬‬
‫حسب عدد العمال المعنيين‪".‬‬

‫‪ -‬فاطمة بحري‪ ،‬الحماية الجنائية الموضوعية لألطفال المستخدمين‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪ ،2008 ،‬ص‪.216‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪.‬الماّد ة ‪ 141‬من قانون ‪ 11-90‬المتعلق بعالقات العمل ‪-‬‬

‫‪221‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬قواعد حماية الطفل كمتهم بجريمة بيع المخدرات واالتجار بها في قانون حماية الطفل‬
‫‪12-15‬‬
‫مثلم ‪22 2‬ا كف ‪22 2‬ل المش ‪22 2‬رع الجزائ ‪22 2‬ري حماي ‪22 2‬ة للطف ‪22 2‬ل ض ‪22 2‬حية االس ‪22 2‬تغالل في األنش ‪22 2‬طة غ ‪22 2‬ير‬
‫المش ‪22 2‬روعة‪ ،‬اهتم أيض ‪22 2‬ا بالطفول ‪22 2‬ة الجانح ‪22 2‬ة وتكف ‪22 2‬ل بحمايته ‪22 2‬ا س ‪22 2‬واء من الناحي ‪22 2‬ة اإلجرائي ‪22 2‬ة أو‬
‫االجتماعي ‪22‬ة لض ‪22‬مان محاكم ‪22‬ة عادل ‪22‬ة في حق ‪22‬ه يك ‪22‬ون فيه ‪22‬ا الج ‪22‬انب اإلصالحي ال ‪22‬تربوي أك ‪22‬ثر من‬
‫الج‪22‬انب العق‪22‬ابي وذل‪22‬ك من خالل ق‪22‬انون حماي‪22‬ة الطف‪22‬ل ‪ ،12-15‬وه‪22‬ذه الحماي‪22‬ة مق‪22‬ررة في مرحل‪22‬ة‬
‫التحريات (‪ )1‬وأمام قاضي التحقيق (‪ )2‬وفي مرحلة المحاكمة (‪ ،)3‬وأخيرا في مرحل‪2‬ة التنفي‪2‬ذ (‬
‫‪ .)4‬وهي حماي‪22‬ة تنطب‪22‬ق على جمي‪22‬ع األعم‪22‬ال غ‪22‬ير المش‪22‬روعة ال‪22‬تي يت‪22‬ورط فيه‪22‬ا األطف‪22‬ال‪ ،‬وليس‬
‫على جريمة بيع المخدرات واالتجار بها فقط‪.‬‬
‫‪ -1‬الحماية المقررة للحدث المتهم خالل مرحلة التحريات‪:‬‬
‫كفل المشرع الجزائري للطفل الحدث مجموعة من الحقوق والضمانات خالل هذه المرحل‪22‬ة‬
‫بم‪22 2‬وجب الم‪22 2‬واد ‪ 48‬ح‪22 2‬تى الم‪22 2‬ادة ‪ 55‬من الق‪22 2‬انون رقم ‪ 15/12‬المتعل‪22 2‬ق بحماي‪22 2‬ة الطف‪22 2‬ل وتتمث‪22 2‬ل‬
‫خصوصا في‪:‬‬
‫‪-‬بالنس ‪22‬بة للطف ‪22‬ل الج ‪22‬انح ال ‪22‬ذي يق ‪22‬ل س ‪22‬نه عن ‪ 13‬س ‪22‬نة والمش ‪22‬تبه ب ‪22‬ه في ارتك ‪22‬اب أو محاول ‪22‬ة‬
‫ارتك ‪22‬اب جناي ‪22‬ة إنت ‪22‬اج أو االتج ‪22‬ار بالمخ ‪22‬درات في إط ‪22‬ار جماع ‪22‬ة إجرامي ‪22‬ة منظم ‪22‬ة فال يمكن أن‬
‫‪1‬‬
‫يكون محل توقيف للنظر‪.‬‬
‫‪-‬بالنسبة للطف‪2‬ل ال‪2‬ذي يبل‪2‬غ س‪2‬نه ‪ 13‬س‪2‬نة على األق‪2‬ل فإن‪2‬ه يمكن أن يك‪2‬ون مح‪2‬ل توقي‪2‬ف للنظ‪2‬ر‬
‫إذا م‪22‬ا دعت مقتض‪22‬يات التح‪22‬ري األولي ذل‪22‬ك لكن بش‪22‬رط إخط‪22‬ار وكي‪22‬ل الجمهوري‪22‬ة على الف‪22‬ور‬
‫وتق‪22‬ديم تقري‪22‬ر عن أس‪22‬باب التوقي‪22‬ف للنظ‪22‬ر على أن ال تتج‪22‬اوز م‪22‬دة التوقي‪22‬ف ‪ 24‬س‪22‬اعة ويك‪22‬ون‬
‫ذلك في الجنايات المنصوص عليها بموجب القانون ‪. 2 18-04‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 48‬من القانون ‪ 15/12‬من المتعلق بحماية الطفل‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 49‬من القانون نفسه‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬إتخاد كل اإلجراءات الضرورية لحماية الطفل الجانح عند التوقيف للنظر التي تكفل كرامة‬
‫اإلنسان وخصوصيات الطفل واحتياجاته السيما الرعاية الصحية والنفسية‪.‬‬
‫‪-‬إخطار الممثل الشرعي للطف‪22‬ل الج‪2‬انح م‪22‬ع إعالم‪2‬ه بإمكاني‪22‬ة االس‪2‬تعانة بمح‪2‬ام ليتأس‪2‬س لل‪22‬دفاع‬
‫عنه‪.1‬‬
‫‪-‬سماع الطف‪2‬ل الح‪2‬دث بع‪2‬د س‪2‬اعتين من التوقي‪2‬ف للنظ‪2‬ر ح‪2‬تى وإ ن لم يحض‪2‬ر محامي‪2‬ه على أن‬
‫تس‪22 2‬تكمل اإلج‪22 2‬راءات ف‪22 2‬ور حض‪22 2‬وره‪ ،‬م‪22 2‬ع وج‪22 2‬وب حض‪22 2‬ور ولي‪22 2‬ه أو ممثل‪22 2‬ه الق‪22 2‬انوني إذا ك‪22 2‬ان‬
‫معروفا‪.2‬‬

‫بعد انتهاء ضابط الشرطة القضائية من التحري‪ ،‬يحيل المل‪22‬ف إلى وكي‪22‬ل الجمهوري‪22‬ة ال‪22‬ذي‬
‫‪3‬‬
‫يمارس بدوره الدعوى العمومية‪.‬‬

‫‪ - 2‬الحماية المقررة للحدث المتهم أمام قاضي التحقيق‪:‬‬


‫أس‪22‬ند المش‪22‬رع الجزائ‪22‬ري صالحية التحقي‪22‬ق م‪22‬ع الطف‪22‬ل الم‪22‬رتكب لجريم‪22‬ة إنت‪22‬اج أو االتج‪22‬ار‬
‫بالمخ‪22‬درات إلى قض‪22‬اء خ‪22‬اص مس‪22‬تقل ه‪22‬و قض‪22‬اء األح‪22‬داث لقدرت‪22‬ه على كش‪22‬ف الحقيق‪22‬ة واس‪22‬تعمال‬
‫‪4‬‬
‫أفضل األساليب في التحقيق السيما األسلوب التربوي‪.‬‬

‫والض‪22 2‬مانات المق‪22 2‬ررة للح‪22 2‬دث الج‪22 2‬انح خالل ه‪22 2‬ذه المرحل‪22 2‬ة نص عليه‪22 2‬ا المش‪22 2‬رع من خالل‬
‫المواد ‪ 56‬إلى ‪ 79‬من قانون حماية الطفل وهي كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ض ‪22‬رورة إج ‪22‬راء البحث االجتم ‪22‬اعي في الجناي ‪22‬ات والجنح المنصوص عليه ‪22‬ا في الق ‪22‬انون‬
‫‪ 18-04‬وذل‪22 2‬ك من أج‪22 2‬ل الوق‪22 2‬وف على الوض‪22 2‬عية المادي‪22 2‬ة والمعنوي‪22 2‬ة والتربوي‪22 2‬ة ال‪22 2‬تي نش‪22 2‬أ فيه‪22 2‬ا‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 50‬من القانون نفسه‪.‬‬


‫‪ -2‬المواد ‪ 55 ،45‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 62‬من القانون القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ -‬موالفي سامية‪ ،‬آليات حماي‪2‬ة الطف‪2‬ل في الق‪2‬انون رقم‪ 15/12 :‬الم‪2‬ؤرخ في ‪ ،15/07/2015‬مجل‪2‬ة الحق‪2‬وق والعل‪2‬وم اإلنس‪2‬انية‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬ص‪.376‬‬

‫‪223‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الطفل‪ ،‬والتي تمكن جهات التحقيق من معرفة أس‪22‬باب انحراف‪22‬ه وخروج‪22‬ه عن الطري‪22‬ق الس‪22‬وي في‬
‫‪1‬‬
‫المقابل تتكفل هذه األخيرة باتخاذ كافة التدابير لحمايته‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة حض‪22‬ور مح‪2‬امي عن الطف‪22‬ل الج‪2‬انح في كاف‪2‬ة مراح‪2‬ل ال‪22‬دعوى العمومي‪22‬ة‪ ،‬وإ ذا لم‬
‫يقم الطفل أو ممثل‪2‬ه الش‪2‬رعي بتع‪2‬يين مح‪2‬امي‪ ،‬يعين ل‪2‬ه قاض‪2‬ي األح‪2‬داث محامي‪2‬ا من تلق‪2‬اء نفس‪2‬ه أو‬
‫‪2‬‬
‫يعهد بذلك إلى نقيب المحامين‪.‬‬

‫خالل مرحلة التحقيق يمكن لقاضي التحقيق أن يتخذ بعض التدابير وهي‪:3‬‬

‫‪ -‬تسليم الطفل إلى ممثله الشرعي أو إلى شخص أو عائلة جديرين بالثقة‪.‬‬
‫‪-‬وضعه في مؤسسة معتمدة مكلفة بمساعدة الطفولة‪.‬‬
‫‪-‬وضعه في مركز متخصص في حماية الطفولة الجانحة‪.‬‬
‫‪-‬وضعه عند االقتضاء تحت نظام الحرية المراقبة وتكليف مصالح الوسط المفتوح بتنفيذ ذلك‪.‬‬
‫‪-‬إذا كانت األفعال المنسوبة للحدث قد تعرض‪22‬ه للحبس يج‪2‬وز للقاض‪22‬ي وض‪22‬عه تحت نظ‪22‬ام الرقاب‪22‬ة‬
‫القضائية‪.‬‬
‫‪-‬ومن أخطر اإلجراءات التي يصل إليها قاضي األحداث أثناء مرحلة التحقيق هو إج‪22‬راء الحبس‬
‫الم‪22 2‬ؤقت وذل‪22 2‬ك في ح‪22 2‬ال ك‪22 2‬انت الت‪22 2‬دابير المؤقت‪22 2‬ة غ‪22 2‬ير كافي‪22 2‬ة أو أن المتهم لم يتقي‪22 2‬د بااللتزام‪22 2‬ات‬
‫المترتب‪22‬ة عن الرقاب‪22‬ة القض‪22‬ائية دون م‪22‬برر‪ ،‬أو إذا ك‪22‬ان الحبس ه‪22‬و اإلج‪22‬راء الوحي‪22‬د للحف‪22‬اظ على‬
‫األدلة وحماية المتهم ووضع حد للجريمة‪ ،‬إضافـ ـ ــة إلى أن يكـ ــون سن الح‪22‬دث أكثــر من ‪ 13‬س‪22‬نة‬
‫وك ‪22‬ان الح ‪22‬د األقصى للعقوب ‪22‬ة المق ‪22‬ررة قانون ‪22‬ا ه ‪22‬و الحبس أق ‪22‬ل من ‪ 3‬س ‪22‬نوات‪ ،‬أن يك ‪22‬ون الحبس‬
‫‪4‬‬
‫المؤقت محدد المدة حيث يكون شهرين في مادة الجنايات والجنح قابلة للتمديد‪.‬‬
‫‪ -‬لهزي‪22 2‬ل عب‪22 2‬د اله‪22 2‬ادي‪ ،‬اآللي‪22 2‬ات القانوني‪22 2‬ة لحماي‪22 2‬ة األح ‪22‬داث في ق‪22 2‬انون الطف ‪22‬ل الجدي‪22 2‬د‪ ،‬المجل ‪22‬ة األكاديمي‪22 2‬ة للبح ‪22‬وث القانوني‪22 2‬ة‬ ‫‪1‬‬

‫والسياسية‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬جامعة عمار ثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬ص ‪.373‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 67‬من القانون ‪ 15/12‬المتعلق بحماية الطفل‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 70‬من القانون نفسه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬بن يوسف القنيعي‪ ،‬الحماي‪2‬ة الجنائي‪2‬ة لألح‪2‬داث على ض‪2‬وء الق‪2‬انون ‪ 15/12‬المتعل‪2‬ق بحماي‪2‬ة الطف‪2‬ل‪ ،‬مجل‪2‬ة االجته‪2‬اد للدراس‪2‬ات‬ ‫‪4‬‬

‫القانونية واالقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ، 2018 ، 1‬ص ‪.41،42‬‬

‫‪224‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -3‬حماية الطفل الجانح خالل مرحلتي المحاكمة والتنفيذ‪:‬‬


‫يتم النظ ‪22‬ر في الجريم ‪22‬ة المرتكب ‪22‬ة من ط ‪22‬رف األطف ‪22‬ال الج ‪22‬انحين وال ‪22‬ذين يتم اس ‪22‬تغاللهم في‬
‫إنت ‪22 2‬اج المخ ‪22 2‬درات واالتج ‪22 2‬ار به ‪22 2‬ا من الناحي ‪22 2‬ة التربوي ‪22 2‬ة ال الردعي ‪22 2‬ة وذل ‪22 2‬ك أم ‪22 2‬ام قض ‪22 2‬اء مختص‬
‫وإ جراءات متميزة عن تلك المقررة لمحاكمة البالغين‪.‬‬
‫وق ‪22‬د أوجب ق ‪22‬انون حماي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل ‪ 12-15‬مراع ‪22‬اة مجموع ‪22‬ة من القواع ‪22‬د أثن ‪22‬اء النظ ‪22‬ر في‬
‫قض‪22‬ايا األح‪22‬داث‪ ،‬أهمه‪22‬ا وج‪22‬ود محكم‪22‬ة مختصة تفصل في قض‪22‬ايا األح‪22‬داث‪ ،‬تتك‪22‬ون من قاض‪22‬ي‬
‫أحداث ومساعدين محلفين اثنين‪ ،‬وأن تتم المرافعات في جلسة سرية وذلك حماية لسمعة الحدث‪،‬‬
‫كما قد يعفى من حضور المحاكمة وينوب عنه وليه أو محاميه‪.‬‬

‫‪ -4‬حماية الطفل الجانح خالل مرحلة التنفيذ‪:‬‬


‫يراعي قاضي األحداث في األحكام التي يصدرها ض‪22‬د الح‪22‬دث الج‪22‬انح والم‪22‬دان بجريم‪22‬ة من‬
‫الج‪22 2‬رائم المنصوص عليه‪22 2‬ا في الق‪22 2‬انون ‪ 18-04‬س‪22 2‬نه والظ‪22 2‬روف ال‪22 2‬تي دفعت ب‪22 2‬ه إلى ارتك‪22 2‬اب‬
‫الجريمة على أن يكون حكمه عالجيا ال عقابيا يهدف إللى إصالحه وتقويم سلوكه وإ ع‪2‬ادة تأهيل‪2‬ه‬
‫وتربيته وتتمثل هذه األحكام فيتسليم الحدث لممثله الش‪22‬رعي أو لش‪22‬خص أو عائل‪22‬ة ج‪22‬ديرين بالثق‪22‬ة‪،‬‬
‫وض‪22‬عه في مؤسس‪22‬ة معتم‪22‬دة مكلف‪22‬ة بمس‪22‬اعدة الطفول‪22‬ة‪ ،‬وض‪22‬عه في مدرس‪22‬ة داخلي‪22‬ة صالحة إلي‪22‬واء‬
‫األطف ‪22‬ال في س ‪22‬ن الدراس ‪22‬ة‪ ،‬وض ‪22‬عه في مرك ‪22‬ز متخصص في حماي ‪22‬ة األطف ‪22‬ال الج ‪22‬انحين‪ ،‬وض ‪22‬ع‬
‫الطف‪22 2‬ل تحت نظ‪22 2‬ام الحري‪22 2‬ة المراقب‪22 2‬ة وتكلي‪22 2‬ف مصالح الوس‪22 2‬ط المفت‪22 2‬وح بالقي‪22 2‬ام ب‪22 2‬ه وذل‪22 2‬ك عن‪22 2‬د‬
‫‪1‬‬
‫االقتضاء‪ ،‬ويكون هذا النظام قابال لإللغاء في أي وقت‪.‬‬

‫أم‪22 2‬ا بالنس‪22 2‬بة للطف‪22 2‬ل ال‪22 2‬ذي يق‪22 2‬ل س‪22 2‬نه عن ‪ 10‬س‪22 2‬نوات وال‪22 2‬ذي ارتكب جريم‪22 2‬ة من الج‪22 2‬رائم‬
‫المنصوص عليه‪2‬ا في الق‪2‬انون ‪ 18-04‬فال يك‪2‬ون محال ألي متابع‪2‬ة جزائي‪2‬ة‪ ،‬بالنس‪2‬بة للطف‪2‬ل ال‪2‬ذي‬
‫ي ‪22‬تراوح س ‪22‬نه من ‪ 13‬إلى ‪ 18‬س ‪22‬نة فيمكن لجه ‪22‬ة الحكم بصفة اس ‪22‬تثنائية أن تس ‪22‬تبدل أو تس ‪22‬تكمل‬

‫‪ -‬المادة ‪ 85‬من القانون ‪ 15/12‬المتعلق بحماية الطفل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪225‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الت‪22‬دابير المنصوص عليه‪22‬ا في الم‪22‬ادة ‪ 85‬أعاله بعقوب‪22‬ة الغرام‪22‬ة أو الحبس وفق‪22‬ا للكيفي‪22‬ات المح‪2‬ددة‬
‫‪1‬‬
‫في المادة ‪ 50‬من قانون العقوبات‪ ،‬على أن تسبب ذلك في الحكم‪.‬‬

‫من خالل ما تق‪2‬دم في ه‪2‬ذا المبحث‪ ،‬نس‪2‬تنتج من تج‪2‬ريم المش‪2‬رع له‪2‬ذه األفع‪2‬ال أن‪2‬ه ي‪2‬واكب م‪2‬ا‬
‫جاء في االتفاقيات الدولي‪2‬ة‪ ،‬وخاصة االتفاقي‪2‬ة رقم ‪ 182‬بش‪2‬أن أس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪2‬ل األطف‪2‬ال‪ ،‬ولكن‪2‬ه‬
‫يجرمه‪2‬ا في نصوص متفرق‪2‬ة تحت تس‪2‬ميات مختلف‪2‬ة كالتس‪2‬ول واالتج‪2‬ار بالبش‪2‬ر وتح‪2‬ريض القصر‬
‫على الفسق والدعارة‪.‬‬

‫إاّل أن ‪22‬ه ورغم النص في اتفاقي ‪22‬ة حظ ‪22‬ر أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال العم ‪22‬ل على حظ ‪22‬ر تش ‪22‬غيل األطف ‪22‬ال في‬
‫األنش‪2‬طة غ‪22‬ير المش‪2‬روعة الس‪2‬يما إنت‪22‬اج المخ‪2‬درات واالتج‪2‬ار به‪22‬ا إال أن ه‪22‬ذا الن‪22‬وع من الج‪2‬رائم لم‬
‫يتم النص علي‪22‬ه صراحة س‪22‬واء في ق‪22‬انون العقوب‪22‬ات أو في ق‪22‬انون مكافح‪22‬ة المخ‪22‬درات والم‪22‬ؤثرات‬
‫العقلي‪22‬ة‪ ،‬على خالف بعض الق‪22‬وانين المقارن‪22‬ة‪ ،‬واكتفى بتج‪22‬ريم تس‪22‬هيل تع‪22‬اطي القصر للمخ‪22‬درات‪،‬‬
‫كم‪22 2‬ا ع‪22 2‬اقب على التح‪22 2‬ريض على ارتك‪22 2‬اب الج‪22 2‬رائم ال‪22 2‬واردة في الق‪22 2‬انون ‪ 18-04‬بنفس العقوب‪22 2‬ة‬
‫المقررة للجريمة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫قواعد حماية الطفل من األعمال الخطيرة في القانون الجزائري‬

‫األعم ‪22‬ال الخط ‪22‬يرة ‪-‬كم ‪22‬ا س ‪22‬بق بيان ‪22‬ه في الب ‪22‬اب األول من الدراس ‪22‬ة‪-‬هي أعم ‪22‬ال ش ‪22‬رعية في‬
‫أصلها‪ ،‬أي يمكن ممارستها بشكل قانوني في مختلف األنشطة اإلقتصادية للدول‪22‬ة‪ ،‬غ‪22‬ير أّن ه يمكن‬
‫له‪2‬ا أن تس‪2‬بب أض‪2‬رارا للصحة الجس‪2‬مية والعقلي‪2‬ة للطف‪2‬ل وت‪2‬ؤّثر س‪2‬لبا على نم‪2‬وه أو تش‪ّ2‬ك ل ل‪2‬ه خلال‬
‫في نم‪22‬وه العض‪22‬لي أو الجس‪22‬ماني‪ ،‬أو ت‪22‬ؤّثر على حالت‪22‬ه الّنفس‪22‬ية وك‪22‬ل ه‪22‬ذا ي‪22‬ؤثر س‪22‬لبًا على مس‪22‬تقبل‬
‫الطفل‪.‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 86‬من القانون نفسه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪226‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وق‪2‬د أوكلت االتفاقي‪2‬ات الدولي‪2‬ة أم‪2‬ر تحدي‪2‬د ه‪2‬ذه األعم‪2‬ال إلى الق‪2‬وانين أو األنظم‪2‬ة الوطني‪2‬ة أو‬
‫السلطة المختصة‪ ،‬بعد التشاور مع المنظمات المعنية ألصحاب العمل والعمال‪ ،‬م‪22‬ع أخ‪22‬ذ المع‪22‬ايير‬
‫الدولي‪22 2‬ة ذات الصلة بعين اإلعتب‪22 2‬ار‪ ،‬كم‪22 2‬ا أوكلت أم‪22 2‬ر تحدي‪22 2‬د مك‪22 2‬ان وج‪22 2‬ود األعم‪22 2‬ال الخط‪22 2‬يرة‬
‫والفحص ال‪22‬دوري لقائمته‪22‬ا إلى الس‪22‬لطة المختصة بع‪22‬د التش‪22‬اور م‪22‬ع المنظم‪22‬ات المعني‪22‬ة ألصحاب‬
‫‪1‬‬
‫العمل والعمال‪.‬‬

‫ولتف‪22‬ادي وق‪22‬وع الطف‪22‬ل في مث‪22‬ل ه‪22‬ذه األعم‪22‬ال الخط‪22‬يرة‪ ،‬ك‪ّ2‬ر س المش‪22‬رع الجزائ‪22‬ري مجموع‪22‬ة‬
‫من القواع‪22‬د القانوني‪22‬ة لتنظيم عم‪22‬ل األطف‪22‬ال وش‪22‬روط اس‪22‬تخدامهم‪ ،‬وقواع‪22‬د أخ‪22‬رى ذات بع‪22‬د حم‪22‬ائي‬
‫ته ‪22‬دف إلى الح ‪22‬د من اس ‪22‬تغالل األطف ‪22‬ال من ط ‪22‬رف أرب ‪22‬اب العم ‪22‬ل وتمكينهم من التمت ‪22‬ع ب ‪22‬الحقوق‬
‫والمزايا المهنية كغيرهم من العمال البالغين وأحاطها بجزاءات وصلت إلى حد تجريم هذا العمل‬
‫‪2‬‬
‫إن خرج على هاته القواعد‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫قواعد تشغيل األطفال في القانون الجزائري‬

‫ب ‪22‬الرجوع إلى تش ‪22‬ريع العم ‪22‬ل الجزائ ‪22‬ري‪ 3‬نج ‪22‬د أن ‪22‬ه ك ‪ّ2‬ر س م ‪22‬ا وصلت إلي ‪22‬ه أغلب اإلتفاقي ‪22‬ات‬
‫الدولية‪ ،‬ووضع قواعد لتشغيل األطفال بغرض حمايتهم من كل أشكال الضرر واالستغالل‪.‬‬

‫ويمكن دراس‪22‬ة أهم ه‪22‬ذه القواع‪22‬د من خالل ف‪22‬رعين؛ نتن‪22‬اول في الف‪22‬رع األول الس‪22‬ن الق‪22‬انوني‬
‫اللتح‪22‬اق الطف‪22‬ل بالعم‪22‬ل وف‪22‬ق التش‪22‬ريع الجزائ‪22‬ري‪ ،‬أم‪22‬ا الف‪22‬رع الث‪22‬اني فنخصصه لدراس‪22‬ة إج‪22‬راءات‬
‫التحاق الطفل بالعمل في هذا التشريع‪.‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 04‬من اإلتفاقية رقم ‪ 182‬المتعّلقة بحظر أسوأ أشكال عمل األطفال واإلجراءات الفورية للقضاء عليها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬رويس عبد القادر‪" ،‬الجهود الدولي‪2‬ة والوطني‪2‬ة في مج‪2‬ال إرس‪2‬اء قواع‪2‬د تش‪2‬غيل األطف‪2‬ال"‪ ،‬مجل‪2‬ة المعي‪2‬ار‪ ،‬الع‪2‬دد الث‪2‬امن عش‪2‬ر‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫جوان ‪ ،2017‬جامعة تيسمسيلت‪ ،‬ص‪.106‬‬


‫‪ -‬آخر قانون نظم العالقات الفردية والجماعية هو قانون ‪ 11-90‬المؤرخ في ‪ 21/04/1990‬المتعلق بعالقات العمل‪ ،‬جري‪22‬دة‬ ‫‪3‬‬

‫رسمية عدد ‪ ،17‬صادر في ‪.25/04/1990‬‬

‫‪227‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‬

‫السن القانوني اللتحاق الطفل بالعمل وفق التشريع الجزائري‬

‫في مجال السن األدنى للتشغيل نجد أن المشرع الجزائري حدد هذا الس‪22‬ن بس‪22‬تة عش‪22‬ر س‪22‬نة‪،‬‬
‫وذل ‪22‬ك في نص الم ‪22‬اّد ة ‪ 15‬فق ‪22‬رة ‪ 01‬من ق ‪22‬انون العم ‪22‬ل‪ ،1‬وه ‪22‬و الس ‪22‬ن اإلل ‪22‬زامي النته ‪22‬اء المرحل ‪22‬ة‬
‫الدراس‪22‬ية لألطف‪22‬ال الراس‪22‬بين‪ ،2‬واش‪22‬ترط المش‪22‬رع لتش‪22‬غيل الطف‪22‬ل ك‪22‬ذلك الحصول على إذن وصيه‬
‫الشرعي‪.‬‬

‫أما بالنسبة للقانون رقم ‪ 07-88‬المؤرخ في ‪ 26‬جانفي ‪ 1988‬المتعلق بالوقاية والصحة‬


‫واألمن وطب العمل فنج‪2‬ده ح‪2‬دد الس‪2‬ن األدنى للعم‪22‬ل الليلي ب‪ 19‬س‪2‬نة‪ ،‬وذل‪22‬ك بم‪22‬وجب الم‪22‬اّد ة ‪28‬‬
‫من‪2‬ه وال‪2‬تي نصت على أن‪2‬ه‪" :‬اليج‪2‬وز تش‪2‬غيل العم‪2‬ال من كال الجنس‪2‬ين ال‪2‬ذين يق‪2‬ل عم‪2‬رهم عن ‪19‬‬
‫سنة كاملة في أي عمل ليلي"‪.‬‬

‫ويالح‪22 2‬ظ مم‪22 2‬ا س‪22 2‬بق‪ ،‬أن المش‪22 2‬رع الجزائ‪22 2‬ري رب‪22 2‬ط بين الس‪22 2‬ن األدنى لقب‪22 2‬ول العم‪22 2‬ل بس‪22 2‬ن‬
‫استكمال التعليم اإللزامي المحدد ب‪ 16‬سنة‪ ،‬وهو ما يتوافق مع ما جاءت ب‪22‬ه االتفاقي‪22‬ة رقم ‪138‬‬
‫في ماّد ته‪22‬ا الثاني‪22‬ة ب‪22‬أن الح‪22‬د األدنى لس‪22‬ن القب‪22‬ول في االس‪22‬تخدام يجب أال يك‪22‬ون أدنى لس‪22‬ن االنته‪22‬اء‬
‫من التعليم اإللزامي‪.‬‬

‫ولم يكتف المشرع بالنص على السن األدنى في قانون العمل‪ ،‬بل عّز ز هذا المنع‬
‫بالتع‪22‬ديل الدس‪22‬توري لس‪22‬نة ‪ ،2016‬حيث نصت الم‪22‬اّد ة ‪ 69‬من‪22‬ه على ‪" :‬أن تش‪22‬غيل األطف‪22‬ال دون‬
‫سن ‪ 16‬يعاقب عليه القانون"‪.3‬‬

‫‪ - 1‬حيث نصت الماّد ة ‪ 15‬من قانون ‪ 90/11‬المتعلق بعالقات العمل على أنه "ال يمكن في أي حال من األحوال أن يقل العمر‬
‫األدنى للتوظيف عن ‪ 16‬سنة"‪.‬‬
‫‪ - 2‬الم‪22‬اّد ة ‪ 05‬من األم‪22‬ر ‪ 35-76‬الم‪22‬ؤرخ في ‪ 16‬أفري‪22‬ل ‪ 1976‬المتعل‪22‬ق بتنظيم التربي‪22‬ة والتك‪22‬وين وال‪22‬تي تنص على أن التعليم‬
‫إجباري لجمي‪2‬ع األطف‪2‬ال من الس‪2‬نة السادس‪2‬ة من العم‪2‬ر إلى نهاي‪2‬ة الس‪2‬نة السادس‪2‬ة عش‪2‬ر‪ .‬الجري‪2‬دة الرس‪2‬مية ع‪2‬دد ‪ 31‬صادر في ‪23‬‬
‫أفريل ‪.1976‬‬

‫‪228‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يعت‪22‬بر بالت‪22‬الي‪ ،‬تحدي‪22‬د الح‪22‬د األدنى لس‪22‬ن العم‪22‬ل بوج‪22‬وب بل‪22‬وغ س‪22‬ن السادس‪22‬ة عش‪22‬ر‪ ،‬وعلى‬
‫نحو ملزم أولى الضمانات القانونية التي وضعها المشرع الجزائري لحماية القصر من احتماالت‬
‫االستغالل في األعم‪2‬ال الخط‪2‬يرة ال‪2‬ذي ق‪2‬د يتعرض‪2‬ون ل‪2‬ه بس‪2‬بب قل‪2‬ة إدراكهم لصغر س‪2‬نهم‪ ،‬وجع‪2‬ل‬
‫‪1‬‬
‫ذلك من النظام العام بحيث ال يمكن النزول عنه‪.‬‬

‫ولكن‪ ،‬ق‪22‬د يفش‪22‬ل الطف‪22‬ل في اتم‪22‬ام تعليم‪22‬ه اإلل‪22‬زامي فيتس‪22‬رب بإرادت‪22‬ه من المدرس‪22‬ة‪ ،‬أو أن‪22‬ه‬
‫يفشل في االنتقال إلى مستوى أعلى‪ ،‬وفي هذه الحالة وحماية للطفل جعلت الدولة مراكز للتكوين‬
‫المه ‪22‬ني‪ ،‬ه ‪22‬دفها اس ‪22‬ترجاع الطف ‪22‬ل من الش ‪22‬ارع إلى مقاع ‪22‬د الدراس ‪22‬ة والتك ‪22‬وين لتأهيل ‪22‬ه ح ‪22‬تى يمكن ‪22‬ه‬
‫مواجهة متطلبات الحياة االجتماعية واالقتصادية التي تستلزم الكفاءة المهنية في قط‪2‬اع مه‪2‬ني م‪2‬ا‪،‬‬
‫فال يمكن للطف‪22 2‬ل االلتح‪22 2‬اق بالعم‪22 2‬ل ب‪22 2‬دون أي مؤه‪22 2‬ل علمي أو مه‪22 2‬ني‪ ،‬وله‪22 2‬ذا نص المش‪22 2‬رع على‬
‫‪2‬‬
‫استثناء وحيد للسن األدنى لاللتحاق بالعمل يتمثل في عقد التمهين‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫إجراءات إلتحاق الطفل بالعمل في التشريع الجزائري‬

‫حتى تكتمل مع‪2‬الم حماي‪2‬ة الطف‪2‬ل من األعم‪2‬ال الخط‪2‬يرة‪ ،‬اش‪2‬ترط المش‪2‬رع ض‪2‬رورة الخض‪2‬وع‬
‫إلج‪22‬راءات قانوني‪22‬ة معين‪22‬ة اللتح‪22‬اق الطف‪22‬ل بالعم‪22‬ل‪ ،‬ه‪22‬ذه اإلج‪22‬راءات تض‪22‬منتها النصوص الدولي‪22‬ة‪،‬‬
‫وأع‪2‬ادت صياغتها الق‪2‬وانين الداخلي‪2‬ة لل‪2‬دول‪ ،‬وه‪2‬دفها وض‪2‬ع حماي‪2‬ة ش‪2‬املة للطف‪2‬ل باعتب‪2‬اره الط‪2‬رف‬
‫الض‪22 2‬عيف في العق‪22 2‬د‪ ،‬وتتمث‪22 2‬ل ه‪22 2‬ذه اإلج‪22 2‬راءات أساس‪22 2‬ا في الحصول على رخصة من ال‪22 2‬ولي أو‬
‫الممثل الشرعي للطفل وإ خضاع الطفل لفحص طبي مسبق‪.‬‬

‫‪ -‬قانون رقم ‪ ،01-16‬المؤرخ في ‪ 06‬مارس ‪ ،2016‬يتضمن تعديل الدستور الجزائري‪ ،‬ج ر عدد‪ ،14‬صادرة بتاريخ ‪03‬‬ ‫‪3‬‬

‫أفريل ‪.2016‬‬
‫‪ -‬ك‪22‬يرواني الض‪22‬اوية‪" ،‬في ض‪22‬رورة القض‪22‬اء على عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪ :‬على ض‪22‬وء الق‪22‬انون ال‪22‬دولي والجزائ‪22‬ري"‪ ،‬المجل‪22‬ة األكاديمي‪22‬ة‬ ‫‪1‬‬

‫للبحث القانوني‪ ،‬المجلد ‪ ،11‬العدد‪ ،2020 ،03‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬ص‪.332‬‬
‫‪ -‬الماّد ة ‪ 02/ 15‬من قانون عالقات العمل‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪229‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ومن الق ‪22‬رارات والوث ‪22‬ائق المهم ‪22‬ة ال ‪22‬تي صدرت عن منظم ‪22‬ة العم ‪22‬ل الدولي ‪22‬ة في ه‪22‬ذا الش‪22‬أن‬
‫ق ‪22‬رار م ‪22‬ؤتمر العم ‪22‬ل ال ‪22‬دولي رقم ‪ 11‬بش ‪22‬أن حماي ‪22‬ة األطف ‪22‬ال الصادر س ‪22‬نة ‪ ،1945‬وه ‪22‬ذا الق ‪22‬رار‬
‫يتصف بالش ‪22 2‬مولية ألن ‪22 2‬ه يمكن تطبيق ‪22 2‬ه على قطاع ‪22 2‬ات العم ‪22 2‬ل المختلف ‪22 2‬ة‪ ،‬يش ‪22 2‬ير الق ‪22 2‬رار إلى أن‬
‫ال‪22‬ترخيص باالس‪22‬تخدام ينبغي أن يتض‪22‬من موافق‪22‬ة الوال‪22‬دين‪ ،‬وأيض‪22‬ا ال‪22‬ترخيص الكت‪22‬ابي الصادر من‬
‫الس‪2‬لطة المختصة قب‪2‬ل التش‪2‬غيل‪ ،‬ويه‪2‬دف ه‪2‬ذا اإلج‪2‬راء إلى وقاي‪2‬ة األطف‪2‬ال وق‪2‬درتهم الجس‪2‬مانية من‬
‫‪1‬‬
‫خطورة العمل في سن مبكر عليهم‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إجراء الحصول على رخصة من الولي أو الممثل الشرعي للطفل‬


‫هذا اإلجراء نصت علي‪2‬ه الم‪2‬اّد ة ‪ 15‬في فقرته‪2‬ا الثاني‪2‬ة من ق‪2‬انون ‪ 11-90‬المتعل‪2‬ق بعالق‪2‬ات‬
‫العمل " ال يجوز توظيف القاصر إال بناء على رخصة من وصيه الشرعي"‪ ،‬وهذا النص يتواف‪22‬ق‬
‫م‪22‬ع دور ال‪22‬ولي أو الممث‪22‬ل الش‪22‬رعي للطف‪22‬ل في المنظوم‪22‬ة القانوني‪22‬ة في الجزائ‪22‬ر‪ ،‬فه‪22‬و مثال يتواف‪22‬ق‬
‫م‪22 2‬ع القواع‪22 2‬د العام‪22 2‬ة في الق‪22 2‬انون الم‪22 2‬دني في األحك‪22 2‬ام المتعلق‪22 2‬ة بإج‪22 2‬ازة ال‪22 2‬ولي لتصرفات ن‪22 2‬اقص‬
‫األهلية‪ ،‬وأيضا في قانون األسرة في األحكام المتعلقة بالوالية والوصاية والتقديم‪ ،‬وحتى القوانين‬
‫‪2‬‬
‫الجزائية التي تشترط حضور الولي أو الممثل الشرعي للطفل أثناء محاكمته في قسم األحداث‪.‬‬
‫تنص المادة ‪ 15‬فقرة ‪ 02‬من قانون عالقات العمل على أنه‪" :‬ال يجوز توظيف القاصر اال‬
‫بناء على رخصة من وصيه الشرعي"‪.‬‬
‫يتضح من خالل هذه المادة أن رخصة الوصي الش‪22‬رعي ض‪22‬رورية لتش‪22‬غيل القاصر إض‪22‬افة‬
‫لش‪2‬رط الس‪2‬ن‪ ،‬فبع‪22‬د التحق‪22‬ق من س‪2‬ن القاصر المم‪22‬يز‪ ،‬الب‪2‬د بع‪22‬د ذل‪22‬ك من التأك‪22‬د من موافق‪22‬ة الوصي‬
‫الش‪22‬رعي للقاصر‪ .‬إذ يمن‪22‬ع على المس‪22‬تخدم تش‪22‬غيل قاصر دون حصوله على ه‪22‬ذه الرخصة رغم‬
‫أن‪22‬ه وصل س‪22‬ن التش‪22‬غيل المق‪22‬درة ب ‪ 16‬س‪22‬نة‪ ،‬وه‪22‬و إج‪22‬راء الب‪22‬د من القي‪22‬ام ب‪22‬ه قب‪22‬ل إلتح‪22‬اق الطف‪22‬ل‬
‫بالعمل‪.‬‬

‫‪ -1‬حاج سودي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.311 ،308‬‬


‫‪ - 2‬رشيد شميشم‪" ،‬الحماية القانونية لتشغيل األطفال"‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية‪ ،‬العدد‪ 01‬المجلد‪ ،04‬جوان ‪ ،2018‬جامع‪22‬ة يح‪2‬يى‬
‫فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬ص‪.98‬‬

‫‪230‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وعالق ‪22‬ة العم‪22 2‬ل المخالف‪22 2‬ة له‪22 2‬ذا النص تعت‪22 2‬بر باطل‪22 2‬ة وعديم‪22 2‬ة األث‪22 2‬ر حس ‪22‬ب الم‪22 2‬ادة ‪ 135‬من‬
‫الق‪22‬انون ‪ 11-90‬المتعل‪22‬ق بعالق‪22‬ات العم‪22‬ل‪ ،‬ويع‪22‬اقب المس‪22‬تخدم عن‪22‬د مخالفت‪22‬ه لش‪22‬رط الرخصة‪ ،‬وال‬
‫يمكن لصاحب العمل أن يدفع بجهله لها للتملص من المسؤولية‪ ،‬عند إجراء تفتيش أو مراقبة من‬
‫قبل المصالح المختصة وهذا حسب المادة ‪ 138‬من نفس القانون‪.‬‬
‫إن م ‪22‬انح الرخصة في ك ‪22‬ل ه ‪22‬ذه الح ‪22‬االت ه ‪22‬و ال ‪22‬ولي أو الممث ‪22‬ل الش ‪22‬رعي‪ ،‬غ ‪22‬ير أن ‪22‬ه حس ‪22‬ب‬
‫صياغة المادة ‪ 15‬فقرة ‪ 02‬من قانون عالقات العمل السابق ذكره‪22‬ا"‪...‬إال بن‪22‬اء على رخصة من‬
‫وصيه الش‪22‬رعي" نالح‪22‬ظ أن المش‪22‬رع لم يم‪22‬يز بين ال‪22‬ولي ال‪22‬ذي يع‪22‬د األصل‪ ،‬وبين الوصي ال‪22‬ذي‬
‫نصت علي‪22‬ه الم‪22‬ادة‪ ،‬وه‪22‬و في الحقيق‪22‬ة ط‪22‬رف من بين ثالث‪22‬ة أط‪22‬راف تتوق‪22‬ف على إج‪22‬ازتهم صحة‬
‫ونفاذ تصرفات ناقص األهلية خاصة ما تعلق منها بإبرام العقود‪ ،‬كعقد العمل‪.‬‬
‫ولق‪22‬د تط‪22‬رقت الم‪22‬ادة ‪ 44‬من الق‪22‬انون الم‪22‬دني الجزائ‪22‬ري إلى ه‪22‬ؤالء األط‪22‬راف الثالث‪22‬ة وف‪22‬ق‬
‫الترتيب التالي‪ ،‬وهم الولي ثم الوصي‪ ،‬فالقيم‪ .‬والحقيقة أن قانون األسرة والذي يطلق عليه أيض‪22‬ا‬
‫ق‪2‬انون األح‪2‬وال الشخصية ه‪2‬و الق‪2‬انون المختص بتنظيم حال‪2‬ة األش‪2‬خاص‪ ،‬وبالت‪2‬الي ينبغي الرج‪2‬وع‬
‫إلي‪2‬ه لتحدي‪2‬د من تك‪2‬ون ل‪2‬ه الوالي‪2‬ة أصال‪ ،‬ويش‪2‬ير ق‪2‬انون األس‪2‬رة في ه‪2‬ذا الخصوص في الم‪2‬ادة ‪87‬‬
‫إلى أن الولي الشرعي هو األب ثم األم وفاته بقوة الق‪22‬انون‪ ،‬ثم الوصي ال‪22‬ذي يعين‪22‬ه األب أو الج‪22‬د‬
‫أو القض‪22‬اء إذا تع‪22‬دد األوصياء حس‪22‬ب نص الم‪22‬ادة ‪ 92‬من ق‪22‬انون األس‪22‬رة الجزائ‪22‬ري‪ ،‬وعلى ه‪22‬ذا‬
‫‪1‬‬
‫األساس وجب على قانون العمل التقيد بالترتيب الذي جاء في قانون األسرة‪.‬‬
‫من هنا‪ ،‬فإن موافقة الولي أو الممثل الش‪2‬رعي يعت‪2‬بر ض‪2‬مانة أخ‪2‬رى تكق‪2‬ل حماي‪2‬ة الطف‪2‬ل من‬
‫االس ‪22‬تغالل في أعم ‪22‬ال خط ‪22‬يرة‪ ،‬فرض ‪22‬ا الطف ‪22‬ل تصرف ق ‪22‬انوني ن ‪22‬اقص يكمل ‪22‬ه ال ‪22‬ولي أو الممث ‪22‬ل‬
‫الشرعي‪.‬‬
‫والمش‪22 2‬رع يش‪22 2‬ترط أن تك‪22 2‬ون الرخصة مس‪22 2‬بقة أي أثن‪22 2‬اء العق‪22 2‬د‪ ،‬فهي من مكون‪22 2‬ات عنصر‬
‫الرض‪22‬ا في العق‪22‬د‪ ،‬وليس‪22‬ت الحق‪22‬ة للعق‪22‬د‪ ،‬بمع‪22‬نى إذا أب‪22‬رم العق‪22‬د ب‪22‬دون رخصة ك‪22‬ان ب‪22‬اطال بطالن‪22‬ا‬

‫‪ -‬سعيدان أسماء‪ ،‬الحماية المقررة لتشغيل األطفال في القانون الجزائري‪ ،‬حوليات جامعة الجزائر‪،1‬العدد‪ ،32‬جوان‪،2018‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجزء الثاني‪ ،‬ص‪.16‬‬

‫‪231‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مطلق‪22‬ا‪ ،‬ح‪22‬تى وإ ن ألحقت ب‪22‬ه الرخصة فيم‪22‬ا بع‪22‬د‪ ،‬وه‪22‬ذا لتأكي‪22‬د الحماي‪22‬ة القانوني‪22‬ة للطف‪22‬ل وس‪22‬د ك‪22‬ل‬
‫الثغرات التي تتعارض مع مصالح الطفل‪.‬‬
‫كم‪22‬ا أن‪22‬ه لم يتم تحدي‪22‬د ش‪22‬كل الرخصة‪ ،‬ولكن ب‪22‬النظر إلى روح النصوص القانوني‪22‬ة؛ فإن‪22‬ه ال‬
‫يمكن أن تك ‪22‬ون الرخصة ش‪22‬فهيا‪ ،‬وإ نم ‪22‬ا يجب أن تك ‪22‬ون مكتوب ‪22‬ة‪ ،‬وبم ‪22‬ا أن المش‪22‬رع لم ينص على‬
‫ش ‪22 2‬رط الكتاب ‪22 2‬ة وال على البيان ‪22 2‬ات ال ‪22 2‬تي يجب أن تتض ‪22 2‬منها الرخصة‪ ،‬فتلح ‪22 2‬ق بعق ‪22 2‬د التمهين ألن‬
‫المش‪22 2‬رع اش‪22 2‬ترط أن يتم العق‪22 2‬د في ش‪22 2‬كل مكت‪22 2‬وب إذن فيمكن أن يتض‪22 2‬من بن‪22 2‬دا أو إط‪22 2‬ارا خاصا‬
‫بالرخصة يش‪22‬ار في‪22‬ه إلى وج‪22‬ود رخصة مس‪22‬بقة من ال‪22‬ولي أو الممث‪22‬ل الش‪22‬رعي للطف‪22‬ل‪ ،‬ولم‪22‬ا يتم‬
‫التوقيع على العقد فإن هذا التوقيع يكون بمثابة إطالع على الرخصة من األطراف الثالث‪22‬ة‪ ،‬وه‪22‬ذا‬
‫‪1‬‬
‫الحل هو أفضل من أن تصاغ الرخصة في شكل مستقل عن العقد ألنها في األصل جزء منه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إخضاع الطفل لفحص طبي مسبق‬


‫أّك د المش‪2‬رع الجزائ‪2‬ري على ض‪2‬رورة الحماي‪2‬ة الصحية للطف‪2‬ل العام‪2‬ل‪ ،‬فالدس‪2‬تور نص في‬
‫الم‪22‬اّد ة ‪ 54‬من‪22‬ه على أن "الرعاي‪22‬ة الصحية ح‪22‬ق للم‪22‬واطن"‪ ،‬وفي الم‪22‬اّد ة ‪ 58‬من‪22‬ه على أن "تحظي‬
‫األسرة بحماية الدولة والمجتمع"‪.‬‬
‫أّم ا الم‪22‬اّد ة ‪ 05/05‬من ق‪22‬انون ‪ 90/11‬المتعل‪22‬ق بعالق‪22‬ات العم‪22‬ل فتنص على "يتمت‪22‬ع العم‪22‬ال‬
‫ب‪22‬الحقوق األساس‪22‬ية التالي‪22‬ة‪ ...‬الوقاي‪22‬ة الصحية واألمن وطب العم‪22‬ل"‪ ،‬وتؤك‪22‬د الم‪22‬اّد ة ‪ 06‬من نفس‬
‫الق ‪22‬انون على أن من ح ‪22‬ق العام ‪22‬ل اح ‪22‬ترام س ‪22‬المته البدني ‪22‬ة والمعنوي ‪22‬ة‪ ،‬وم ‪22‬ؤّد ى ذل ‪22‬ك أن ‪22‬ه ال يكفي‬
‫لتش‪22‬غيل طف‪22‬ل بلوغ‪22‬ه الس‪22‬ن القانوني‪22‬ة وإ ب‪22‬داء موافقت‪22‬ه بااللتح‪22‬اق بالمهن‪22‬ة‪ ،‬وإ نم‪22‬ا هن‪22‬اك مجموع‪22‬ة من‬
‫اإلج‪22 2‬راءات يل‪22 2‬زم اتخاذه‪22 2‬ا والتأك‪22 2‬د من توافره‪22 2‬ا عن‪22 2‬د االلتح‪22 2‬اق بالمنصب وأثن‪22 2‬اء العم‪22 2‬ل‪ ،‬وه‪22 2‬ذه‬
‫اإلجراءات الهدف منها حماية هؤالء األطفال من األم‪22‬راض واإلصابات ال‪22‬تي ق‪22‬د تلح‪22‬ق بهم أثن‪22‬اء‬

‫‪ -‬رشيد شميشم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.99‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪232‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫العم‪22‬ل‪ ،‬وعلى ه‪22‬ذا األس‪22‬اس فق‪22‬د نص المش‪22‬رع على ن‪22‬وعين من الفحص؛ الفحص الط‪22‬بي االبت‪22‬دائي‬
‫‪1‬‬
‫والفحص الطبي الدوري‪.‬‬
‫فالفحص االبتدائي أو األولي هو أول فحص يجرى للطفل قبل التحاقه بوسط العمل‪ ،‬وهذا‬
‫الفحص يعت‪22 2‬بر من أهم الفحوصات‪ ،‬ألن‪22 2‬ه يتس‪22 2‬م بالطبيع‪22 2‬ة الوقائي‪22 2‬ة البحتي‪22 2‬ة‪ ،‬وهوم‪22 2‬ا يمكن فهم‪22 2‬ه‬
‫إجماال من صيغة الفقرة الثالثة من الماّد ة ‪ 15‬المذكورة س‪2‬ابقا‪ ،‬حيث ج‪2‬اء فيه‪22‬ا "ال يج‪2‬وز اس‪2‬تخدام‬
‫القاصر في األشغال الخطيرة‪ ،‬أو التي تنعدم فيها النظافة‪ ،‬أو تضر صحته‪ ،‬أو تمس بأخالقيات‪2‬ه"‪،‬‬
‫وبن‪22‬اء على ذل‪22‬ك يل‪22‬تزم صاحب العم‪22‬ل بتوف‪22‬ير ظ‪22‬روف العم‪22‬ل المناس‪22‬بة للس‪22‬المة الجس‪22‬دية للطف‪22‬ل‪،‬‬
‫ومنع إصابته بأية عدوى أو أمراض ناتجة عن مزاولته للعمل‪ ،‬ولم يجز المشرع أي عمل يك‪22‬ون‬
‫‪2‬‬
‫في ظروف غير مناسبة لألطفال‪.‬‬
‫وأّك د أيض‪22 2‬ا على مب‪22 2‬دأ الخض‪22 2‬وع للفحص الط‪22 2‬بي المس‪22 2‬بق‪ ،‬ح‪22 2‬تى تت‪22 2‬بين أهليت‪22 2‬ه الصحية‬
‫لمباش‪22 2‬رة العم‪22 2‬ل من ع‪22 2‬دمها‪ ،‬وذل‪22 2‬ك في الم‪22 2‬اّد ة ‪ 17‬من الق‪22 2‬انون رقم ‪ 07-88‬المتعل‪22 2‬ق بالوقاي‪22 2‬ة‬
‫الصحية واألمن وطب العمل التي نصت على أنه‪ ":‬يخضع وجوبا كل عام‪2‬ل أو ممتهن للفح‪2‬وص‬
‫الطبية الخاصة بالتوظيف وكذا الفحوص الدورية والخاصة المتعلقة باستئناف العمل"‪.‬‬
‫وبخصوص الفحص الط‪22‬بي ال‪22‬دوري يتض‪22‬ح أن المش‪22‬رع الجزائ‪22‬ري ق‪22‬د أوجب توقي‪22‬ع ه‪22‬ذا‬
‫الفحص‪ ،‬لكن ‪22‬ه قس ‪22‬م العم ‪22‬ال إلى ش ‪22‬ريحتين فيم ‪22‬ا يتعل ‪22‬ق بم‪ّ2 2‬د ة الفحص الط ‪22‬بي ال ‪22‬دوري‪ :‬فالش ‪22‬ريحة‬
‫األولى هي شريحة العمال الذين تعّد وا الثامن عشرة سنة‪ ،‬وتخضع هذه الفئة لفحص طبي دوري‬
‫ك‪22‬ل س‪22‬نة على األق‪22‬ل للتأك‪22‬د من لي‪22‬اقتهم الصحية لالس‪22‬تمرار في العم‪22‬ل المس‪22‬ند إليهم‪ ،‬أّم ا الش‪22‬ريحة‬
‫الثاني ‪22‬ة فهي فئ ‪22‬ة العم ‪22‬ال ال ‪22‬ذين لم يبلغ ‪22‬وا الث ‪22‬امن عش ‪22‬رة س ‪22‬نة وق ‪22‬د أوجب المش ‪22‬رع الفحص الط ‪22‬بي‬
‫الدوري لهؤالء القصر م‪ّ2‬ر ة ك‪2‬ل س‪2‬تة أش‪2‬هر على األق‪2‬ل‪ ،‬على أن يتض‪2‬من الفحص الط‪2‬بي ال‪2‬دوري‬

‫‪ -1‬ح‪2‬اج س‪2‬ودي محم‪2‬د‪ ،‬يام‪2‬ة إب‪2‬راهيم‪" ،‬آلي‪2‬ات مكافح‪2‬ة ظ‪2‬اهرة تش‪2‬غيل األطف‪2‬ل دولي‪2‬ا ووطني‪2‬ا"‪ ،‬مجل‪2‬ة العل‪2‬وم القانوني‪2‬ة واالجتماعي‪2‬ة‪،‬‬
‫العدد السابع‪ ،‬سبتمبر‪ ،2017 ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬ص‪.253‬‬
‫‪ - 2‬الماّد ة ‪ 15‬ف‪" :03‬كم‪2‬ا ال يج‪2‬وز اس‪2‬تخدام العام‪2‬ل القاصر في األش‪2‬غال الخط‪2‬يرة أو ال‪2‬تي تنع‪2‬دم فيه‪2‬ا النظاف‪2‬ة أو تض‪2‬ر صحته‬
‫أوتمس بأخالقياته"‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫لهؤالء كشفا بالتصوير اإلشعاعي على الصدر‪ ،‬وحقيقة األمر أن ه‪22‬ذه الحماي‪22‬ة تف‪22‬وق تل‪22‬ك الحماي‪22‬ة‬
‫‪1‬‬
‫المنصوص عليها في اتفاقيات العمل الدولية المتعلقة بهذا الموضوع‪.‬‬
‫ب ‪22 2‬الرغم من الحماي ‪22 2‬ة ال ‪22 2‬تي كفله ‪22 2‬ا المش ‪22 2‬رع الجزائ ‪22 2‬ري – والمس ‪22 2‬ايرة ألحك ‪22 2‬ام النصوص‬
‫واالتفاقيات الدولية في هذا المجال‪ ،-‬إال أن ما يؤخذ عليه‪ ،‬أنه بالنسبة للحجم الساعي األس‪22‬بوعي‬
‫للعم‪2‬ل والراح‪2‬ة واإلج‪2‬ازة الس‪2‬نوية‪ ،‬لم ينص على أي اس‪2‬تثناء من ه‪2‬ذا للعم‪2‬ال القصر‪ ،‬ب‪2‬ل ع‪2‬املهم‬
‫‪2‬‬
‫على قدم المساواة مع العمال العاديين‪.‬‬
‫كذلك‪ ،‬لم يخص القاصر بأحكام خاصة‪ ،‬متعّلقة بالتكفل النفسي مثال ضد الض‪22‬غوط الناتج‪22‬ة‬
‫عن العم ‪22 2‬ل‪ ،‬أو عن أصحاب العم ‪22 2‬ل‪ ،‬وح ‪22 2‬تى عن زمالئ ‪22 2‬ه في بعض األحي ‪22 2‬ان‪ ،‬وال ‪22 2‬تي يمكن أن‬
‫‪3‬‬
‫تنعكس سلبا على وضعه الصحي كالشعور الدائم باإلرهاق وقلة التركيز‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫الجزاءات المفروضة على مخالفي قواعد التشغيل القانوني لألطفال‬

‫التزام ‪22 2‬ا بأحك ‪22 2‬ام االتفاقي ‪22 2‬ات الدولي ‪22 2‬ة وعلى رأس ‪22 2‬ها اتفاقي ‪22 2‬ة حق ‪22 2‬وق الطف ‪22 2‬ل لس ‪22 2‬نة ‪،1989‬‬
‫وبالض‪22‬بط الم‪22‬اّد ة ‪ 32‬منه‪22‬ا ال‪22‬تي أل‪22‬زمت ال‪22‬دول األط‪22‬راف باتخ‪22‬اذ ك‪22‬ل الت‪22‬دابير التش‪22‬ريعية واإلداري‪22‬ة‬
‫المناسبة لحماية الطفل من كل استغالل قد يمسه‪ ،‬وضع المشرع الجزائري أحكام جزائي‪22‬ة ت‪22‬ترتب‬
‫عن‪22‬د مخالف‪22‬ة قواع‪22‬د تش‪22‬غيل األطف‪22‬ال من ط‪22‬رف رب العم‪22‬ل‪ ،‬وذل‪22‬ك في الم‪22‬واد من ‪ 140‬إلى ‪143‬‬
‫من القانون ‪ 11-90‬المتعلق بعالقات العمل‪.‬‬

‫‪ -‬حاج سودي محمد‪ ،‬يامة إبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.254‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬حدد قانون ‪ 11-90‬الم‪ّ2‬د ة القانوني‪2‬ة األس‪2‬بوعية للعم‪2‬ل ب‪ 44‬س‪2‬اعة أس‪2‬بوعيا أثن‪2‬اء ظ‪2‬روف العم‪2‬ل الع‪2‬ادي‪ ،‬ولم ينص على أي‬ ‫‪2‬‬

‫استثناء من هذا الحجم الساعي للعمال القصر‪ ،‬فكان على المشرع تماشيا مع مبدأ الحماية المقررة للعم‪22‬ال القصر‪ ،‬تحدي‪22‬د س‪2‬اعات‬
‫العم‪2‬ل بالنس‪2‬بة لهم بم‪2‬ا يتالئم وظ‪2‬روفهم وق‪2‬ابليتهم البدني‪2‬ة‪ ،‬وم‪2‬ا يحتاجون‪2‬ه من رعاي‪2‬ة خاصة لصغر س‪2‬نهم واحتياج‪2‬اتهم ل‪2‬وقت أك‪2‬بر‬
‫للراحة‪.‬‬
‫أنظ‪22‬ر‪ :‬ك‪22‬يرواني الض‪22‬اوية‪" ،‬في ض‪22‬رورة القض‪22‬اء على عم‪22‬ل الطف‪22‬ل‪ :‬على ض‪22‬وء الق‪22‬انون ال‪22‬دولي والجزائ‪22‬ري"‪ ،‬مرج‪22‬ع س‪22‬ابق‪ ،‬ص‬
‫‪.333‬‬
‫‪ -‬حاج سودي محمد‪ ،‬يامة إبراهيم‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.255‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪234‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫إذ قّر ر المش‪2‬رع الجزائ‪2‬ري من خالل هت‪2‬ه الم‪2‬واد بطالن بن‪2‬ود عق‪2‬د العم‪2‬ل المخالف‪2‬ة ألحك‪2‬ام‬
‫التشريع‪ ،‬وُتتبع بعقوب‪2‬ات مالي‪2‬ة وس‪2‬البة للحري‪2‬ة ُتف‪2‬رض على المس‪2‬تخدم م‪2‬تى ارتكب مخالف‪2‬ة للنظ‪2‬ام‬
‫العام المتعلق باألحكام المنظم‪2‬ة لعم‪2‬ل األطف‪2‬ال‪ ،‬بحس‪2‬ب ن‪2‬وع المخالف‪2‬ة على مرتك‪2‬بي ه‪2‬ذه الج‪2‬رائم‪،‬‬
‫من ج‪22‬زاء عن جريم‪22‬ة تش‪22‬غيل األطف‪22‬ال دون الس‪22‬ن الق‪22‬انوني للتش‪22‬غيل‪ ،‬وج‪22‬زاء عن جريم‪22‬ة متعلق‪22‬ة‬
‫‪1‬‬
‫بالظروف الصحية للشغل‪ ،‬وأخيرا جزاء عن جريمة متعلقة بالظروف التنظيمية للشغل‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫الجزاءات المدنية المترتبة على مخالفة األحكام الخاصة بتشغيل األطفال‬

‫تع‪22‬د أحك‪22‬ام ق‪22‬انون العم‪22‬ل أحكام‪22‬ا آم‪22‬رة تتعل‪22‬ق أغلبه‪22‬ا بالنظ‪22‬ام الع‪22‬ام‪ ،‬ألنه‪22‬ا ته‪22‬دف إلى حماي‪22‬ة‬
‫أط ‪22‬راف عالق ‪22‬ة العم ‪22‬ل وبالخصوص الط ‪22‬رف الض ‪22‬عيف‪ ،‬والحماي ‪22‬ة ه ‪22‬ذه تحق ‪22‬ق مصلحتين اثن ‪22‬تين‬
‫مصلحة الط ‪22‬رف الض ‪22‬عيف وهي المصلحة المباش ‪22‬رة‪ ،‬ومصلحة المجتم ‪22‬ع وه ‪22‬ذه مصلحة غ ‪22‬ير‬
‫مباشرة‪ ،‬وبالتالي يترتب على كل عقد أو اتف‪22‬اق خ‪2‬الف أحك‪22‬ام ه‪22‬ذا الق‪22‬انون البطالن‪ ،‬ف‪2‬البطالن ه‪22‬و‬
‫جزاء مدني ي‪2‬ترتب على مخالف‪2‬ة أحك‪2‬ام ق‪2‬انون العم‪2‬ل ويك‪2‬ون ه‪2‬ذا البطالن مطلق‪2‬ا‪ ،‬وذل‪2‬ك الرتباط‪2‬ه‬
‫‪2‬‬
‫بالنظام العام‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 135‬من القانون ‪ 11-90‬على أنه تقع باطلة وعديمة األث‪22‬ر ك‪22‬ل عالق‪22‬ة عم‪22‬ل‬
‫غير مطابقة ألحكام التشريع المعمول به‪ ،‬غير أنه ال يمكن أن يؤدي البطالن إلى ضياع األجر‪-‬‬
‫المستحق عن العمل الذي تم أداؤه‪.‬‬

‫إّن البطالن الناتج عن هذه الحاالت هو البطالن المطلق‪ ،‬ويظهر ذلك من خالل صياغات‬
‫المواد التي تستعمل يع‪2‬د ب‪2‬اطال وع‪2‬ديم االث‪2‬ر ويع‪2‬د الغي‪2‬ا‪ ،‬وب‪2‬الرغم من أن ه‪2‬ذا البطالن ه‪2‬و مق‪2‬رر‬
‫لمصلحة الطف‪2‬ل ‪ ،‬ف‪2‬ان ذل‪2‬ك يصب أيض‪2‬ا في مصلحة المجتم‪2‬ع مم‪2‬ا يجع‪2‬ل التمس‪2‬ك ب‪2‬البطالن تتس‪2‬ع‬

‫‪ -1‬ك‪22‬يرواني الض‪22‬اوية‪" ،‬في ض‪22‬رورة القض‪22‬اء على عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪ :‬على ض‪22‬وء الق‪22‬انون ال‪22‬دولي والجزائ‪22‬ري"‪ ،‬مرج‪22‬ع س‪22‬ابق‪ ،‬ص‬
‫‪.334‬‬
‫‪ -2‬حاج سودي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.308‬‬

‫‪235‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫دائرت‪22‬ه لتش‪22‬مل ك‪22‬ل دي مصلحة قانوني‪22‬ة‪ ،‬ويمكن للقاض‪22‬ي أن يفصل في‪22‬ه من تلق‪22‬اء نفس‪22‬ه فبق‪22‬در م‪22‬ا‬
‫تتسع هذه الدائرة بقدر ما تكون هناك رقابة وحماية‪ ،‬وال تس‪2‬تقيم المصلحة العام‪2‬ة إال بإع‪2‬دام آث‪2‬ار‬
‫التصرف المخ‪22‬الف للنظ‪22‬ام الع‪22‬ام كم‪22‬ا لل‪22‬ولي الش‪22‬رعي للطف‪22‬ل العام‪22‬ل أو الممتهن أن يت‪22‬دخل لطلب‬
‫اإللغ‪22‬اء حماي‪22‬ة لمصلحة ه‪22‬ذا األخ‪22‬ير ألن‪22‬ه مع‪22‬ني بالعالق‪22‬ة عن طري‪22‬ق ال‪22‬ترخيص للتوظي‪22‬ف أو عن‬
‫طريق التمثيل في العقد‪.‬‬

‫وفي الحقيقة أن آث‪2‬ار البطالن طبق‪2‬ا للش‪2‬ريعة العام‪2‬ة تقتض‪2‬ي إع‪2‬ادة ط‪2‬رفي العالق‪2‬ة أو العق‪2‬د‬
‫إلى الحال ‪22‬ة ال ‪22‬تي كان ‪22‬ا عليه ‪22‬ا قب ‪22‬ل التعاق ‪22‬د‪ ،‬إال أن ه ‪22‬ذا المب ‪22‬دأ ال يمكن تطبيق ‪22‬ه على عق ‪22‬د العم ‪22‬ل إذ‬
‫يس‪22 2‬تحيل على صاحب العم‪22 2‬ل أن ُيعي‪22 2‬د الجه‪22 2‬د الفك‪22 2‬ري أو الب‪22 2‬دني أو التق‪22 2‬ني ال‪22 2‬ذي بذل‪22 2‬ه العام‪22 2‬ل‬
‫بمقتض‪22 2‬ى العق‪22 2‬د الباط‪22 2‬ل‪ ،‬فال يح‪22 2‬ق لصاحب العم‪22 2‬ل في ه‪22 2‬ذه الحال‪22 2‬ة أن يطالب‪22 2‬ه باس‪22 2‬ترداده‪ ،‬ألن‬
‫االسترداد يجب أن يك‪2‬ون متب‪2‬ادال‪ ،‬ف‪2‬رد األج‪2‬ر يقابل‪2‬ه رد العم‪2‬ل‪ ،‬وه‪2‬ذا مس‪2‬تحيل‪ ،‬غ‪2‬ير أن اإلش‪2‬كال‬
‫يثار في حالة عدم قبض األج‪2‬ر ففي ه‪2‬ذه الحال‪2‬ة ال يمكن أن يض‪2‬يع ح‪2‬ق الطف‪2‬ل العام‪2‬ل نتيج‪2‬ة ه‪2‬ذا‬
‫البطالن‪ ،‬وه‪22 2‬ذا م‪22 2‬ا نصت علي‪22 2‬ه الم‪22 2‬ادة ‪ 135‬ف ‪ 2‬من ق‪22 2‬انون ‪ 11-90‬على أن‪22 2‬ه –ال يمكن أن‬
‫ي‪22‬ؤدي البطالن إلى ض‪22‬ياع األج‪22‬ر الُم س‪22‬تحق للعام‪22‬ل‪ .‬ف‪22‬اذا ك‪22‬ان ه‪22‬ذا النص يمث‪22‬ل وجه ‪ً2‬ا من أوج‪22‬ه‬
‫حماي‪22‬ة الطف‪22‬ل العام‪22‬ل ال‪22‬ذي لم يتقاض‪22‬ى أج‪22‬ره نتيج‪22‬ة عق‪22‬د باط‪22‬ل‪ ،‬فعلى أي أس‪22‬اس ق‪22‬انوني يس‪22‬تحق‬
‫الطفل هذا التعويض أو األجر؟‬

‫إّن اإلجابة عن هذا التساؤل جعلت الفقه ينقسم إلى ثالث اتجاهات‪ :‬اإلّتجاه األّو ل ي‪22‬رى أن‬
‫استحقاق الطفل للتعويض يكون على أساس االثراء بال سبب باعتبار أن صاحب العمل ق‪22‬د أث‪22‬رى‬
‫بالعمل الذي أنجزه له العامل بمقتضى العقد الباطل المواد ‪ 141‬إلى‪149‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫غ‪22‬ير أن ه‪22‬ذا ال‪22‬رأي انتق‪22‬د ألن‪22‬ه ينط‪22‬وي على أض‪22‬رار تلح‪22‬ق بالعام‪22‬ل من ذل‪22‬ك وج‪22‬وب تق‪22‬دير‬
‫ه‪22‬ذا التع‪22‬ويض بأق‪22‬ل قيم‪22‬تي اإلث‪22‬راء واإلفتق‪22‬ار‪ ،‬ومن ثم ف‪22‬إن الع‪22‬وض ال‪22‬ذي تلق‪22‬اه الطف‪22‬ل العام‪22‬ل ه‪22‬و‬

‫‪236‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أج‪22 2‬رًا وليس تعويض ‪ً2 2‬ا‪ ،‬فه‪22 2‬و يخض‪22 2‬ع للحماي‪22 2‬ة القانوني‪22 2‬ة المق‪22 2‬ررة لألج‪22 2‬ر وليس‪22 2‬ت تل‪22 2‬ك المق‪22 2‬ررة‬
‫‪1‬‬
‫للمسؤولية العقدية‪.‬‬

‫بينم‪2‬ا ي‪2‬رى اإلّتج‪2‬اه الث‪2‬اني أن عالق‪2‬ة العم‪2‬ل هي أس‪2‬اس ح‪2‬ق العام‪2‬ل في التع‪2‬ويض المس‪2‬تحق‬
‫ومن ثم فان أساس التعويض ليس عقد العمل الباطل‪ ،‬وإ نما واقع‪2‬ة االلتح‪2‬اق بالعم‪2‬ل وه‪2‬ذه الواقع‪2‬ة‬
‫تنشيءآثارها كامل‪2‬ة خالل ف‪2‬ترة أداء العم‪2‬ل باعتباره‪2‬ا واقع‪2‬ة مادي‪2‬ة تجتم‪2‬ع فيه‪2‬ا العناصر القانوني‪2‬ة‬
‫لعالقة العمل‪ ،‬ألنه ال يوج‪2‬د في النصوص القانوني‪2‬ة م‪2‬ا يش‪2‬ير إلى أن العق‪2‬د الصحيح ه‪2‬و المصدر‬
‫الوحيد لعالقة العمل التي يسري عليها قانون العمل‪.‬‬

‫واالتج ‪22‬اه الث ‪22‬الث ي ‪22‬رى أن أس ‪22‬اس التع ‪22‬ويض ه ‪22‬و العق ‪22‬د‪ ،‬ألن ‪22‬ه ه ‪22‬و ال ‪22‬ذي ب ‪22‬ني علي ‪22‬ه تش ‪22‬غيل‬
‫األطف‪22‬ال‪ ،‬فكي‪22‬ف ادا ك‪22‬ان العق‪22‬د ب‪22‬اطال‪ ،‬حيث ال يح‪22‬ق للعام‪22‬ل أن يتمس‪22‬ك ب‪22‬ه ويط‪22‬الب بحقوق‪22‬ه وفق‪22‬ا‬
‫لقانون العم‪2‬ل‪ ،‬بمع‪2‬نى أنن‪2‬ا إذا لم نس‪2‬تطع بن‪2‬اء اس‪2‬تحقاق االج‪2‬ر على العق‪2‬د ال‪2‬ذي ك‪2‬ان س‪2‬ببا في‪2‬ه ول‪2‬و‬
‫‪2‬‬
‫كان باطال فكيف نقوق بالقانون الذي أبرم العقد مخالفا له؟‬

‫أم‪22 2‬ا موق‪22 2‬ف المش‪22 2‬رع الجزائ‪22 2‬ري من المس‪22 2‬ألة فان‪22 2‬ه يعت‪22 2‬بر أن عالق‪22 2‬ة العم‪22 2‬ل هي االس‪22 2‬اس‬
‫القانوني الذي يب‪2‬نى علي‪2‬ه تع‪2‬ويض الطف‪2‬ل‪ ،‬ويمكن أن نس‪2‬تنتج ذل‪2‬ك من خالل نص الم‪2‬ادتين الثامن‪2‬ة‬
‫والعاش ‪22‬رة من ق ‪22‬انون عالق ‪22‬ات العم ‪22‬ل ‪ .11-90‬حيث تنص الم ‪22‬ادة الثامن ‪22‬ة على أن ‪22‬ه "تنش ‪22‬أ عالق ‪22‬ة‬
‫العمل بعقد كتابي أو غير كتابي‪ ،‬وتقوم هذه العالقة على أية حال بمجرد العم‪22‬ل لحس‪22‬اب مس‪22‬تخدم‬
‫ما"‬
‫وعلى ه‪22‬ذا األس‪22‬اس وحماي‪22‬ة للطف‪22‬ل العام‪22‬ل بصفة خاصة تك‪22‬ون واقع‪22‬ة العم‪22‬ل موجب‪22‬ة ل‪22‬دفع‬
‫أجر الطفل العامل حتى ال يضيع حقه‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫الجزاءات العقابية المفروضة على تشغيل طفل دون السن القانوني‬

‫‪ -1‬حاج سودي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.308‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪311‬‬

‫‪237‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫في حال‪22‬ة تش‪22‬غيل طف‪22‬ل دون الس‪22‬ن الق‪22‬انوني ال‪22‬ذي ح‪22‬دده المش‪22‬رع الجزائ‪22‬ري من ط‪22‬رف رب‬
‫العم‪22‬ل ي‪22‬ترتب عن ذل‪22‬ك توقي‪22‬ع غرام‪22‬ة مالي‪22‬ة ت‪22‬تراوح من ‪ 1000‬إلى ‪ 2000‬دج وذل‪22‬ك وفق‪22‬ا لنص‬
‫الم ‪22‬اّد ة ‪ 140‬من الق ‪22‬انون رقم ‪ 90/11‬وفي حال ‪22‬ة الع ‪22‬ود فيمكن أن تصل العقوب ‪22‬ة إلى الحبس من‬
‫‪ 15‬يوم‪22 2‬ا إلى ش‪22 2‬هرين‪ ،‬دون المس‪22 2‬اس بالغرام‪22 2‬ة ال‪22 2‬تي يمكن أن ترتف‪22 2‬ع إلى الض‪22 2‬عف أي م‪22 2‬ا بين‬
‫‪ 2000‬إلى ‪ 4000‬دج‪.‬‬
‫ونظ ‪22‬را لك ‪22‬ون ه ‪22‬ذه الغرام ‪22‬ات لم تكن رادع ‪22‬ة‪ ،‬ع ‪ّ2‬د لها المش ‪22‬رع الجزائ ‪22‬ري في ق ‪22‬انون المالي ‪22‬ة‬
‫التكميلي لسنة ‪ 2015‬ليصبح نص الماّد ة ‪ 140‬كاآلتي "يعاقب بغرامة مالية تتراوح من ‪10000‬‬
‫دج إلى ‪20000‬دج على ك‪22‬ل توظي‪22‬ف لعام‪22‬ل قاصر لم يبل‪22‬غ الس‪22‬ن المق‪22‬ررة المنصوص عليه‪22‬ا في‬
‫‪1‬‬
‫القانون إال في حالة عقد التمهين المعد طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما"‪.‬‬
‫إذ ق ‪22‬ام المش ‪22‬رع الجزائ ‪22‬ري بتش ‪22‬ديد العقوب ‪22‬ات على مخالف ‪22‬ة األحك ‪22‬ام المنظم ‪22‬ة لعم ‪22‬ل القصر‪،‬‬
‫خالف‪22‬ا لتل‪22‬ك المنصوص عليه‪22‬ا في الم‪22‬اّد ة ‪ 140‬و‪ 149‬من ق‪22‬انون ‪ ،11-90‬وذل‪22‬ك بم‪22‬وجب الم‪22‬اّد ة‬
‫‪ 54‬من قانون المالية ‪.2015‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد أّك د المشرع الجزائري تكريس حماية للطف‪22‬ل العام‪22‬ل أيض‪22‬ا بم‪22‬وجب الم‪22‬اّد ة ‪ 02‬من‬
‫قانون حماية الطفل‪ ،‬والتي نصت على الح‪2‬االت ال‪22‬تي يمكن أن يتع‪22‬رض له‪22‬ا الطف‪22‬ل للخط‪22‬ر ومنه‪22‬ا‬
‫االس‪22‬تغالل اإلقتصادي‪ ،‬الس‪22‬يما بتش‪22‬غيله أو تكليف‪22‬ه بعم‪22‬ل يحرم‪22‬ه من متابع‪22‬ة دراس‪22‬ته أو أن يك‪22‬ون‬
‫ض ‪22‬ارا بصحته أو بس ‪22‬المته البدني ‪22‬ة أو المعنوي ‪22‬ة‪ ،‬وج ‪22‬اءت الم ‪22‬اّد ة ‪ 139‬من ق ‪22‬انون الطف ‪22‬ل تع ‪22‬اقب‬
‫بالحبس من سنة إلى ثالث سنوات‪ ،‬وبغرامة مالية من ‪ 50.000‬دج إلى ‪ 100.000‬دج كل من‬
‫‪2‬‬
‫يستغل الطفل اقتصاديا‪.‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫الجزاء المفروض على مخالفة ظروف تشغيل طفل‬

‫‪ -‬قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،2015‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 40‬الصادر بتاريخ ‪ 23‬يوليو ‪.2015‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬الماّد تين ‪ 02‬و‪ 139‬من قانون ‪ ،12-15‬يتعلق بحماية الطفل‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪238‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫رتب المشرع الجزائري على مخالفة ظروف تشغيل األطفال وذلك باستغاللهم في األش‪22‬غال‬
‫الخطيرة والتي تنعدم فيها النظافة أو تضر بصحتهم أو تمس ب‪22‬أخالقهم عقوب‪22‬ة جزائي‪22‬ة وردت في‬
‫نص الم‪22‬اّد ة ‪ 141‬وال‪22‬تي نصت على م‪22‬ا يلي " يع‪22‬اقب ك‪22‬ل من ارتكب مخالف‪22‬ة ألحك‪22‬ام ه‪22‬ذا الق‪22‬انون‬
‫المتعلقة بظروف استخدام الشبان‪ ،‬بغرامة مالي‪22‬ة ت‪22‬تراوح بين ‪ 2000‬إلى ‪4000‬دج‪ ،‬وتطب‪22‬ق كلم‪22‬ا‬
‫تكررت المخالفة"‪.‬‬
‫كم‪22‬ا نج‪22‬د أيض‪22‬ا أن‪22‬ه أورد بم‪22‬وجب الق‪22‬انون ‪ 07-88‬المتعل‪22‬ق بالوقاي‪22‬ة الصحية واألمن وطب‬
‫العم‪22‬ل عقوب‪22‬ات جزائي‪22‬ة خاصة عن‪22‬د مخالف‪22‬ة األحك‪22‬ام المتعلق‪22‬ة بظ‪22‬روف تش‪22‬غيل القصر وذل‪22‬ك في‬
‫نص الم‪22‬اّد ة ‪ 38‬من‪22‬ه‪ ،‬وال‪22‬تي تنص على أن‪22‬ه يع‪22‬اقب على مخالف‪22‬ة نص الم‪22‬اّد ة ‪ 11‬المتعلق‪22‬ة بتكلي‪22‬ف‬
‫الطفل العامل بحمولة تفوق الحمولة المق‪22‬ررة قانون‪22‬ا‪ ،1‬والم‪22‬اّد ة ‪ 13‬و‪ 17‬بغرام‪22‬ة من ‪ 500‬إلى‪15‬‬
‫‪ 00‬دج وفي حال‪22‬ة الع‪22‬ود ب‪22‬الحبس لم‪ّ2‬د ة ثالث‪22‬ة أش‪22‬هر على األك‪22‬ثر وبغرام‪22‬ة من ‪ 2000‬إلى ‪4000‬‬
‫دج أو إحدى هاتين العقوبتين‪ ،‬وكعقوبة تكميلية يمكن الحكم بغلق المؤسس‪2‬ة بالكام‪2‬ل أو جزئي‪2‬ا في‬
‫حالة العود إلى غاية إنجاز األشغال‪ ،‬قصد ضمان الوقاية الصحية واألمن للعمال طبقا للماّد ة ‪40‬‬
‫من ق‪22‬انون ‪ 88/09‬كم‪22‬ا أن‪22‬ه في حال‪22‬ة وق‪22‬وع ح‪22‬ادث عم‪22‬ل أو وف‪22‬اة أو الج‪22‬روح الناتج‪22‬ة عن مخالف‪22‬ة‬
‫العقوبات المنصوص عليه‪22‬ا في أحك‪22‬ام الم‪22‬واد ‪ ،37،39،38،40‬يتع‪22‬رض رب العم‪22‬ل إلى العقوب‪22‬ة‬
‫الم‪22 2‬ذكورة أعاله باإلض‪22 2‬افة إلى العقوب‪22 2‬ات المنصوص عليه‪22 2‬ا في الم‪22 2‬اّد ة ‪ 288‬و‪ 289‬من ق‪22 2‬انون‬
‫العقوبات الجزائري‪.‬‬
‫الفرع الرابع‬
‫الجزاء المفروض على تشغيل القاصر في العمل الليلي‬
‫تنص الم‪22‬اّد ة ‪ 28‬من ق‪22‬انون ‪ 11-90‬أن‪22‬ه‪" :‬ال يج‪22‬وز تش‪22‬غيل العم‪22‬ال من كال الجنس‪22‬ين ال‪22‬ذين‬
‫يق‪22 2‬ل عم‪22 2‬رهم عن ‪ 19‬س‪22 2‬نة كامل‪22 2‬ة في أي عم‪22 2‬ل ليلي"‪ ،‬ومن خالل نص ه‪22 2‬ذه الم‪22 2‬اّد ة يتض‪22 2‬ح أن‬
‫المش‪2‬رع ق‪2‬د من‪2‬ع منع‪2‬ا بات‪2‬ا تش‪2‬غيل األطف‪2‬ال في العم‪2‬ل الليلي دون أي اس‪2‬تثناء‪ ،‬فمهم‪2‬ا ك‪2‬انت طبيع‪2‬ة‬

‫‪ - 1‬ح ‪ّ2‬د د المش ‪22‬رع من خالل نص الم ‪22‬اّد ة ‪ 26‬من الق ‪22‬انون رقم ‪ 07-88‬الحمول ‪22‬ة القصوى ال ‪22‬تي ال يمكن تكلي ‪22‬ف العام ‪22‬ل القاصر‬
‫بتجاوزها في حالة تطلب األمر نقل عتاد أو أشياء ثقيلة دون جهاز ميكانيكي وهي ‪ 25‬كلغ‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وظ‪2‬روف العم‪2‬ل العادي‪2‬ة أو االس‪2‬تثنائية ال يمكن لصاحب العم‪2‬ل أن يكل‪2‬ف أشخاصا دون ‪ 19‬س‪2‬نة‬
‫بتنفي‪22‬ذ عم‪22‬ل خالل الف‪22‬ترة الممت‪ّ2‬د ة بين التاس‪22‬عة ليال والخامس‪22‬ة صباحا على أس‪22‬اس أنه‪22‬ا ف‪22‬ترة عم‪22‬ل‬
‫ليلي حسب نص الماّد ة ‪ 27‬من نفس القانون‪.‬‬
‫وما يالحظ على ه‪22‬ذا النص أن‪22‬ه يعطي لألطف‪22‬ال حماي‪22‬ة أفض‪22‬ل من تل‪22‬ك ال‪22‬تي أقرته‪22‬ا المع‪22‬ايير‬
‫الدولي‪22‬ة فه‪22‬و رف‪22‬ع س‪22‬ن الحظ‪22‬ر إلى ‪ 19‬س‪22‬نة ب‪22‬دال من ‪ 18‬س‪22‬نة‪ ،‬وجع‪22‬ل الحظ‪22‬ر يس‪22‬ري بش‪22‬كل ع‪22‬ام‬
‫‪1‬‬
‫ومطلق دون أي استثناء‪.‬‬
‫ب ‪22‬ل األك ‪22‬ثر من ذل ‪22‬ك أن المش ‪22‬رع أح ‪22‬اط من ‪22‬ع تش ‪22‬غيل األطف ‪22‬ال في العم ‪22‬ل الليلي تحت طائل ‪22‬ة‬
‫المس‪22‬ؤولية الجزائي‪22‬ة ال‪22‬تي ح‪22‬ددت في نص الم‪22‬اّد ة ‪ 143‬من الق‪22‬انون ‪ 11-90‬ك‪22‬اآلتي‪" :‬يع‪22‬اقب ك‪22‬ل‬
‫من خ‪2‬الف أحك‪2‬ام ه‪2‬ذا الق‪2‬انون المتعلق‪2‬ة بالعم‪2‬ل الليلي فيم‪2‬ا يخص الش‪2‬بان بغرام‪2‬ة مالي‪2‬ة ت‪2‬تراوح م‪2‬ا‬
‫بين ‪ 500‬و‪ 1000‬دج وتطب ‪22‬ق العقوب ‪22‬ة عن ‪22‬د ك ‪22‬ل مخالف ‪22‬ة معاين ‪22‬ة وتكراره ‪22‬ا حس ‪22‬ب ع ‪22‬دد العم ‪22‬ال‬
‫المعنيين"‪.‬‬
‫تجدر المالحظة أنه باإلضافة إلى الجزاءات الجنائي‪22‬ة هن‪22‬اك ج‪22‬زاء م‪22‬دني ي‪22‬ترتب عن مخالف‪22‬ة‬
‫ظروف التشغيل أيضا وهو إبطال العالقة بحكم الماّد ة ‪ 135‬من قانون ‪ 11-90‬التي نصت على‬
‫أن‪22‬ه‪" :‬تع‪22‬د العالق‪22‬ة باطل‪22‬ة وعديم‪22‬ة األث‪22‬ر ك‪22‬ل عالق‪22‬ة عم‪22‬ل غ‪22‬ير مطابق‪22‬ة ألحك‪22‬ام التش‪22‬ريع المعم‪22‬ول‬
‫‪2‬‬
‫به"‪.‬‬
‫وفي مثل هذه الحاالت يبطل العقد المبرم بين رب العمل والطفل لمخالفت‪2‬ه قاع‪2‬دة آم‪2‬رة من‬
‫النظام العام‪ ،‬وألن المصلحة محل الحماية ليست مصلحة طف‪2‬ل بعين‪2‬ه وإ نم‪2‬ا هي مصلحة األطف‪2‬ال‬
‫بجملتهم‪ ،‬ويمن‪22 2‬ع التن‪22 2‬ازل عن الحماي‪22 2‬ة التش‪22 2‬ريعية المق‪22 2‬ررة لهم وإ ال ف‪22 2‬وت الغ‪22 2‬رض من الحماي‪22 2‬ة‬
‫المنشودة‪ ،‬غير أن‪22‬ه اليمكن أن ي‪22‬ؤّد ي بطالن العالق‪22‬ة إلى ض‪22‬ياع األج‪2‬ر المس‪2‬تحق عن العم‪22‬ل ال‪22‬ذي‬
‫تم أداؤه‪ ،‬أّم ا في حال‪22‬ة ثب‪22‬وت علم ال‪22‬ولي الش‪22‬رعي بمخالف‪22‬ة تش‪22‬غيل القاصر ولم يبل‪22‬غ عنه‪22‬ا يعت‪22‬بر‬
‫شريكا في هذه الجريمة باعتباره الشخص الذي يحرص على حماية الطفل ويدافع عن مصالحه‪.‬‬

‫‪ -‬حاج سودي محمد‪ ،‬يامة إبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.255‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 135‬من القانون ‪.11-90‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪240‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وبم‪22‬ا أن القواع‪22‬د الخاّص ة بحماي‪22‬ة األطف‪22‬ال تعت‪22‬بر من القواع‪22‬د اآلم‪2‬رة أعطى المش‪2‬رع لمفتش‬
‫العم ‪22‬ل مهم ‪22‬ة الس ‪22‬هر على تطبيقه ‪22‬ا‪ ،‬ففي حال ‪22‬ة وج ‪22‬ود أي خ ‪22‬رق له ‪22‬ذه القواع ‪22‬د يت ‪22‬دخل ليع ‪22‬ذر رب‬
‫العم‪22‬ل باتخ‪2‬اذ م‪22‬ا ي‪22‬راه ض‪22‬روريا لمعالج‪2‬ة م‪22‬ا لم يكن قانوني‪22‬ا ه‪22‬ذا في الح‪2‬االت العادي‪22‬ة أم‪22‬ا في حال‪22‬ة‬
‫اكتشاف حالة تشغيل طفل دون الشروط أعاله يق‪2‬وم المفتش بتحري‪2‬ر المخالف‪2‬ة مباش‪2‬رة ألنه‪2‬ا قائم‪2‬ة‬
‫‪1‬‬
‫وال يمكن معالجتها باإلعذار‪.‬‬
‫والمالح‪2‬ظ هن‪2‬ا أّن التش‪2‬ريع الجزائ‪2‬ري‪ ،‬لم يح‪2‬دد قائم‪2‬ة باألعم‪2‬ال الخط‪2‬رة ال‪2‬تي يمن‪2‬ع األطف‪2‬ال‬
‫مزاولتها‪ ،‬وإ ّن ما اكتفى بتحديد الحاالت التي يكون فيها الطفل في خطر‪ ،‬ولع‪22‬ل المش‪22‬رع ق‪22‬د أحس‪22‬ن‬
‫في ذلك لزيادة الحماية‪ ،‬فك‪2‬ل عم‪2‬ل يه‪2‬دد مصلحة القاصر ب‪2‬الخطر يعت‪2‬بر محظ‪2‬ورا ومعاقب‪2‬ا علي‪2‬ه؛‬
‫غير أّن ه يمكن أن يكون العكس من ذلك‪ ،‬ألن األخطار تتفاوت وعدم التحدي‪2‬د والتفصيل ق‪2‬د يض‪2‬ر‬
‫أك‪22‬ثر مّم ا ينف‪22‬ع‪ ،‬خاّص ة وأّن المش‪22‬رع الجزائ‪22‬ري ق‪22‬د صادق على االتفاقي‪22‬ة رقم ‪ 138‬لع‪22‬ام ‪1973‬‬
‫ال‪22‬تي ج‪2‬اءت الم‪22‬اّد ة ‪ 3‬ف ‪ 2‬منه‪22‬ا تنص على أن ال‪22‬دول تح‪2‬دد األعم‪22‬ال الخط‪22‬رة ال‪22‬تي تنطب‪22‬ق عليه‪22‬ا‬
‫الفقرة األولى من هذه الماّد ة‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬خواثرة سامية‪" ،‬دور مفتشية العمل في رقابة تطبيق قواعد تشغيل األطفال"‪ ،‬حولي‪22‬ات جامع‪22‬ة الجزائ‪22‬ر‪ ،01‬الع‪22‬دد ‪ ،32‬الج‪2‬زء‬ ‫‪1‬‬

‫الرابع‪ ،‬ديسمبر‪ ،2018‬ص‪.509‬‬

‫دور الهيئات الوطنية‬ ‫‪241‬‬


‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫دور الهيئات الوطنية‬


‫في مكافحة‬
‫أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫الفصل الثاني‬

‫دور الهيئات الوطنية في مكافحة أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫‪242‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫إّن وجود قواعد قانوني‪2‬ة للقض‪2‬اء على أس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪2‬ل األطف‪2‬ال ه‪2‬و مج‪2‬رد خط‪2‬وة أولى ‪-‬‬
‫وإ ن ك ‪22‬انت بالغ ‪22‬ة األهمي ‪22‬ة‪ ،-‬أّم ا التح‪ّ2 2‬د ي األك ‪22‬بر فه ‪22‬و كيفي ‪22‬ة وض ‪22‬ع هت ‪22‬ه القواع ‪22‬د موض ‪22‬ع التنفي ‪22‬ذ‬
‫العملي‪ ،‬خاّص ة وأن عمل األطفال كثيرا ما يتخفى في االقتصاد غير المنظم‪.‬‬

‫إذ ال يكفي مج ‪22‬رد تقري ‪22‬ر الح ‪22‬ق للطف ‪22‬ل في الحماي ‪22‬ة من االس ‪22‬تغالل في أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال العم ‪22‬ل‬
‫لض‪22 2‬مان ممارس ‪22‬ته من الناحي‪22 2‬ة العملي‪22 2‬ة‪ ،‬ب‪22 2‬ل الب ‪22‬د من وج ‪22‬ود أجه‪22 2‬زة للتف‪22 2‬تيش والرقاب‪22 2‬ة –وأيض‪22 2‬ا‬
‫للوقاية‪-‬من هذه الظاهرة تقوم بكل اإلجراءات والتدخالت المناسبة لضمان حماية الطفل من مث‪22‬ل‬
‫هته األعمال‪.‬‬

‫وباعتب ‪22‬ار الطف ‪22‬ل الُم س ‪22‬تغل في أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال العم ‪22‬ل طفال في خط ‪22‬ر‪ 1‬وف ‪22‬ق الم ‪22‬اّد ة الثاني ‪22‬ة من‬
‫قانون ‪ ،12-15‬فقد حظي بنوع خاص من االهتم‪2‬ام أك‪2‬ثر من الفئ‪2‬ات األخ‪2‬رى ل‪2‬ذلك نص الق‪2‬انون‬
‫على تدابير جديدة ت‪2‬دعم حق‪2‬وق ه‪2‬ذه الفئ‪2‬ة الهش‪2‬ة من المجتم‪2‬ع وتع‪2‬زز اج‪2‬راءات حمايته‪2‬ا اجتماعي‪2‬ا‬
‫وقضائيا‪ ،‬وذلك بإنشاء وسائل للرقابة والوقاي‪2‬ة على المس‪2‬توى الوط‪2‬ني‪ ،‬إذ اس‪2‬تحدث هيئ‪2‬ات تس‪2‬هر‬
‫على حماي‪22‬ة الطف‪22‬ل في خط‪22‬ر وتتمث‪22‬ل ه‪22‬ذه المؤسس‪22‬ات في الهيئ‪22‬ة الوطني‪22‬ة لترقي‪22‬ة وحماي‪22‬ة الطفول‪22‬ة‬
‫على المس‪22‬توى الوط‪22‬ني‪ ،‬أم‪22‬ا على المس‪22‬توى المحلي فتت‪22‬ولى ه‪22‬ذه المهم‪22‬ة مصالح الوس‪22‬ط المفت‪22‬وح‪،‬‬
‫يض‪22‬اف إلى ذل‪22‬ك دور اللجن‪22‬ة الوطني‪22‬ة للوقاي‪22‬ة من االتج‪22‬ار بالبش‪22‬ر‪ ،‬ودور مفتش‪22‬ية العم‪22‬ل واللجن‪22‬ة‬
‫الوطنية للوقاية من عمالة األطفال‪.‬‬

‫‪ -1‬تعت‪22‬بر من بين الح‪22‬االت ال‪22‬تي تع‪22‬رض الطف‪22‬ل للخط‪22‬ر الم‪22‬ذكورة في الم‪22‬اّد ة ‪ 02/02‬من ق‪22‬انون ‪ 12-15‬المتواج‪22‬دة على مس‪22‬توى‬
‫اتفاقية حظر أسوأ أشكال عمل األطفال بشكل غير مباشر ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المساس بحقه في التعليم‪،‬‬
‫‪ -‬التسول بالطفل أو تعريضه للتسول‪،‬‬
‫‪ -‬االس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي للطف‪22‬ل بمختل‪22‬ف أش‪22‬كاله من خالل اس‪22‬تغالله الس‪22‬يما في الم‪22‬واد اإلباحي‪22‬ة وفي البغ‪22‬اء واش‪22‬راكه في ع‪22‬روض‬
‫جنسية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلس‪2‬تغالل االقتصادي للطف‪2‬ل‪ ،‬الس‪2‬يما بتش‪2‬غيله أو تكليف‪2‬ه بعم‪2‬ل يحرم‪2‬ه من متابع‪2‬ة دراس‪2‬ته أو يك‪2‬ون ض‪2‬ارا بصحته أو بس‪2‬المته‬
‫البدنية و‪/‬أو المعنوية‪،‬‬
‫‪-‬وقوع الطفل ضحية نزاعات مسلحة وغيرها من حاالت اإلضطراب وعدم االستقرار‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ولدراس‪22‬ة م‪22‬دى مس‪22‬اهمة مختل‪22‬ف ه‪22‬ذه الهيئ‪22‬ات في القض‪22‬اء على أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪،‬‬
‫نتناول دور الهيئات االجتماعية في محارب‪2‬ة أس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪2‬ل األطف‪2‬ال (المبحث األول)‪ ،‬ثم دور‬
‫األجهزة الرقابية في ضمان تطبيق األحكام الخاصة بعمل األطفال (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫دور الهيئات اإلجتماعية في مكافحة أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫اعت ‪22‬بر ق ‪22‬انون حماي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل الجزائ ‪22‬ري األطف ‪22‬ال ال ‪22‬ذين تش ‪22‬ملهم اتفاقي ‪22‬ة أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال عم ‪22‬ل‬
‫األطف‪22‬ال‪ ،‬اعت‪22‬برهم أطف‪22‬ال في خط‪22‬ر يس‪22‬توجب لحم‪22‬ايتهم اس‪22‬تحداث هيئ‪22‬ات اجتماعي‪22‬ة‪ ،‬والمقصود‬
‫بالحماية االجتماعية كما ورد في تعريف معهد األمم المتح‪2‬دة لبح‪2‬وث التنمي‪22‬ة االجتماعي‪22‬ة؛ تط‪22‬وير‬
‫السياسات التنموية الرامية إلى تحقيق الرفاهية االجتماعية والحد من الفقر الدائم أو الظرفي‪.1‬‬

‫وهذا ما عبرت عنه التوصية ‪ 202‬لمنظم‪2‬ة العم‪2‬ل الدولي‪2‬ة بش‪2‬أن األرض‪2‬ية الوطني‪2‬ة للحماي‪2‬ة‬
‫اإلجتماعي‪22 2‬ة الصادرة في يوني‪22 2‬و ‪ 2012‬بج‪22 2‬نيف السويس‪22 2‬رية‪ُ ،‬م عّر ف‪22 2‬ة الحماي‪22 2‬ة االجتماعي‪22 2‬ة بأنه‪22 2‬ا‬
‫"مجموع السياسات والبرامج التي تهدف إلى تقليص الفقر والهشاشة من خالل دعم سوق العم‪22‬ل‪،‬‬
‫وتقليص تع‪22 2‬رض األف ‪22‬راد للمخ ‪22‬اطر‪ ،‬وتعزي‪22 2‬ز ق ‪22‬درتهم على حماي‪22 2‬ة أنفس ‪22‬هم من احتم‪22 2‬االت فق‪22 2‬دان‬
‫ال ‪22‬دخل‪ ،‬أو أنه ‪22‬ا مجم ‪22‬وع اآللي ‪22‬ات ال ‪22‬تي ته ‪22‬دف إلى مس ‪22‬اعدة األف ‪22‬راد على مواجه ‪22‬ة آث ‪22‬ار المخ ‪22‬اطر‬
‫االجتماعية خاصة في جوانبها المالية"‪.2‬‬

‫فالمقصود بالحماي‪22‬ة االجتماعي‪22‬ة إذا‪ :‬احت‪22‬واء الفئ‪22‬ات الض‪22‬عيفة والمهمش‪22‬ة اجتماعي‪22‬ا بم‪22‬ا فيه‪22‬ا‬
‫فئة األطفال عامة واألطفال المستغلين في أسوأ أشكال العمل بصفة خاصة‪.‬‬

‫‪ -‬تعريف وارد في موسوعة ويكيبيديا‪ ،‬أنظر الرابط‪ https://bit.ly/44fqnY5 :‬تاريخ اإلطالع ‪.12/02/2023‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬التوصية رقم ‪ 202‬الصادرة عن مؤتمر العمل الدولي بشأن األرضيات الوطنية للحماية اإلجتماعية‪ .‬عن كيرواني الضاوية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫"في ضرورة القضاء على عمل الطفل"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.342‬‬

‫‪244‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وعلى الرغم من تأكيد الكثير من الدراسات األكاديمية والبحوث العلمي‪22‬ة على أهمي‪22‬ة الوقاي‪22‬ة‬
‫من عمال‪22‬ة األطف‪22‬ال وأس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل‪ ،3‬إال أن المش‪22‬رع الجزائ‪22‬ري لم يض‪22‬ع اس‪22‬تراتيجية ش‪22‬املة‬
‫للوقاي‪2‬ة من ه‪2‬ذه الظ‪2‬اهرة‪ ،‬ولكن‪2‬ه رك‪2‬ز في ق‪2‬انون حماي‪2‬ة الطف‪2‬ل على الحماي‪2‬ة االجتماعي‪2‬ة الوقائي‪2‬ة‪،‬‬
‫وأوج‪22‬د مؤسس‪22‬تين للقي‪22‬ام ب‪22‬أدوار وقائي‪22‬ة باإلض‪22‬افة إلى وج‪22‬ود اللجن‪22‬ة الوطني‪22‬ة للوقاي‪22‬ة من االتج‪22‬ار‬
‫بالبشر ومكافحته‪.‬‬

‫إذ وضع القانون رقم ‪ 12-15‬آليات حماية ذات ط‪2‬ابع اجتم‪2‬اعي مبني‪2‬ة أساس‪2‬ا على المب‪2‬ادئ‬
‫المتض‪22‬منة في اآللي‪22‬ات الدولي‪22‬ة لمعالج‪2‬ة أوض‪22‬اع الطف‪22‬ل وتحقي‪22‬ق مصلحته‪ ،‬كم‪22‬ا أولى أهمي‪22‬ة ك‪22‬برى‬
‫لفئة الطفولة بتسهيل عمل ه‪2‬ذه الهيئ‪2‬ات‪ ،‬ووض‪2‬ع قن‪2‬وات لتنس‪2‬يق عمله‪2‬ا‪ ،‬وتتمث‪2‬ل ه‪2‬ذه الهيئ‪2‬ات في‪:‬‬
‫الهيئة الوطنية لحماي‪22‬ة وترقي‪22‬ة الطفول‪22‬ة على المس‪2‬توى الوط‪22‬ني (المطلب األول)‪ ،‬ومصالح الوس‪2‬ط‬
‫المفتوح التي تضمن الحماية االجتماعية للطفل على المستوى المحلي (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫دور الهيئة الوطنية لترقية وحماية الطفولة في مكافحة أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫ُأنش‪22‬ئت الهيئ‪22‬ة الوطني‪22‬ة لحماي‪22‬ة وترقي‪22‬ة الطفول‪22‬ة بم‪22‬وجب الم‪22‬اّد ة ‪ 11‬من ق‪22‬انون حماي‪22‬ة الطف‪22‬ل‬
‫‪ 12-15‬ض ‪22‬من الب ‪22‬اب الث ‪22‬اني المعن ‪22‬ون ب"حماي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل في خط ‪22‬ر"‪ ،‬من الفصل األول بعن ‪22‬وان‬
‫‪2‬‬
‫"الحماية االجتماعية"‪.‬‬

‫‪ -3‬اق‪22‬ترح بعض الب‪22‬احثين وج‪22‬وب التفرق‪22‬ة بين األح‪22‬داث المنح‪22‬رفين‪ ،‬والمعرض‪22‬ين لالنح‪22‬راف‪ ،‬على أن تك‪22‬ون معامل‪22‬ة المعّر ض‪22‬ين‬
‫لالنحراف بوسائل تغلب عليها الحماية الجنائية الوقائية‪ ،‬وتك‪2‬ون معامل‪2‬ة المنح‪2‬رفين ذات ط‪2‬ابع جن‪2‬ائي اجتم‪2‬اعي‪ .‬انظ‪2‬ر‪ :‬حم‪2‬و بن‬
‫إب‪22‬راهيم فخ‪22‬ار‪ ،‬الحماي‪22‬ة الجنائي‪22‬ة للطف‪22‬ل في التش‪22‬ريع الجزائ‪22‬ري والق‪22‬انون المق‪22‬ارن‪ ،‬دكت‪22‬وراه عل‪22‬وم‪ ،‬كلي‪22‬ة الحق‪22‬وق‪ ،‬جامع‪22‬ة محم‪22‬د‬
‫خيض‪22‬ر بس‪22‬كرة‪ ،2015-2014 ،‬ص ‪474 ،473‬؛ وخ‪22‬يرة ط‪22‬الب‪ ،‬ج‪22‬رائم االتج‪22‬ار باألش‪22‬خاص واألعض‪22‬اء البش‪22‬رية في التش‪22‬ريع‬
‫الجزائري واالتفاقيات الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪425 ،424‬؛ رشيد أوشاعو‪ ،‬دور الهيئات االجتماعية للطفول‪22‬ة في الجزائ‪22‬ر في‬
‫ظل الق‪2‬انون رقم ‪ ،12 -15‬أعم‪2‬ال الملتقى ال‪2‬دولي الس‪2‬ادس بعن‪2‬وان‪ :‬الحماي‪2‬ة القانوني‪2‬ة للطف‪2‬ل في ال‪2‬دول المغاربي‪2‬ة‪ ،‬جامع‪2‬ة الش‪2‬هيد‬
‫حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪ 14-13 ،‬مارس ‪ ،2017‬ص ‪. 120 -113‬‬
‫‪ - 2‬تنص الم‪22‬اّد ة‪ 11‬على أن‪22‬ه‪" :‬تح‪22‬دث ل‪22‬دى ال‪22‬وزير األول هيئ‪22‬ة وطني‪22‬ة لحماي‪22‬ة وترقي‪22‬ة الطفول‪22‬ة يرأس‪22‬ها المف‪22‬وض الوط‪22‬ني لحماي‪22‬ة‬
‫الطفولة‪ ،‬تكلف بالسهر على حماية وترقية حقوقالطفل‪ ،‬تتمتع بالشخصية المعنوية واالس‪2‬تقالل الم‪22‬الي‪ ،‬تض‪2‬ع الدول‪2‬ة تحت تصرف‬
‫الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة كل الوسائل البشرية والماّد ية الالزمة للقيام بمهامها"‬

‫‪245‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تتكف‪22‬ل ه‪22‬ذه الهيئ‪22‬ة ال‪22‬تي تتمت‪22‬ع بالشخصية المعنوي‪22‬ة واالس‪2‬تقاللية المالي‪22‬ة بالس‪2‬هر على حماي‪22‬ة‬
‫وترقي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل‪ ،‬ولض ‪22‬مان تنفي ‪22‬ذ ه ‪22‬ذا الق ‪22‬انون صدر مرس ‪22‬وم تنفي ‪22‬ذي رقم ‪ 334-16‬وال ‪22‬ذي ُي بين‬
‫التنظيم الق ‪22‬انوني للهيئ ‪22‬ة وط ‪22‬رق س ‪22‬يرها وأهم اختصاصاتها والمتمثل ‪22‬ة في معالج ‪22‬ة الملف ‪22‬ات ال ‪22‬تي‬
‫تخص األطفال الذين يعانون من خطر معين‪ ،‬باإلضافة إلى اقتراح برن‪22‬امج وط‪22‬ني لحماي‪22‬ة الطف‪22‬ل‬
‫‪1‬‬
‫بالتنسيق مع مختلف اإلدارات والمؤسسات والهيئات العمومية‪.‬‬

‫تعم‪22‬ل الهيئ‪22‬ة الوطني‪22‬ة لترقي‪22‬ة وحماي‪22‬ة الطفول‪22‬ة كجه‪22‬از وق‪22‬ائي حم‪22‬ائي للطف‪22‬ل ال‪22‬ذي يك‪22‬ون في‬
‫خطر‪ ،‬ويأتي استحداثها في إطار تنفيذ ما جاء في اتفاقية حقوق الطفل من ضرورة وض‪22‬ع جه‪22‬از‬
‫وط‪22‬ني مس‪22‬تقل تك‪22‬ون مهمت‪22‬ه رصد‪ ،‬مراقب‪22‬ة ومتابع‪22‬ة االل‪22‬تزام باالتفاقي‪22‬ة‪ ،‬ومعاين‪22‬ة وض‪22‬عية الطفول‪22‬ة‬
‫واإلنذار المبكر والترقية والحماية‪ ،‬ويكّلف هذا الجهاز بوضع اس‪22‬تراتيجيات وتحدي‪22‬د أه‪22‬داف وك‪22‬ذا‬
‫‪2‬‬
‫القيام بإعداد حصائل اإلنجازات‪.‬‬

‫وله‪22‬ذه الهيئ‪22‬ة دور رئيس‪22‬ي خصوصا فيم‪22‬ا يتعل‪22‬ق بالكش‪22‬ف عن ح‪22‬االت اس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال في‬
‫أس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل‪ ،‬إذ كش‪22‬فت رئيس‪22‬ة الهيئ‪22‬ة الوطني‪22‬ة لحماي‪22‬ة وترقي‪22‬ة الطفول‪22‬ة الع‪22‬ام الماض‪22‬ي عن‬

‫وجود استغالل لألطفال من بعض التجار والمتعاملين االقتصاديين‪ ،‬وق‪2‬الت إن الهيئ‪2‬ة تتلقى يومي‪ً2‬ا‬
‫‪3‬‬
‫عبر رقمها األخضر إخطارات عن ثالث إلى أربع حاالت استغالل اقتصادي شهريا‪.‬‬

‫ولإلحاط‪2‬ة أك‪2‬ثر ب‪2‬دور الهيئ‪2‬ة الوطني‪2‬ة لحماي‪2‬ة وترقي‪2‬ة الطفول‪2‬ة في القض‪2‬اء على أس‪2‬وأ أش‪2‬كال‬
‫عمل األطفال‪ ،‬وجب التطرق لتنظيمها القانوني (الفرع األول)‪ ،‬ثم دراسة مختل‪22‬ف اإلختصاصات‬
‫المنوطة بها (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 334-16‬المؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ ،2016‬المتعلق بإنشاء الهيئ‪2‬ة الوطني‪2‬ة لحماي‪2‬ة وترقي‪2‬ة الطفول‪2‬ة‪ ،‬ج ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ر‪ ،‬العدد‪ ،57‬الصادرة في‪.2016 /21/12‬‬


‫‪ -‬شرون حسينة‪ ،‬قف‪2‬اف فاطم‪2‬ة‪ ،‬ال‪2‬دور الحم‪2‬ائي للهيئ‪2‬ة الوطني‪2‬ة لحماي‪2‬ة وترقي‪2‬ة الطفول‪2‬ة‪ ،‬مجل‪2‬ة حولي‪2‬ات جامع‪2‬ة الجزائ‪2‬ر ‪ ،1‬ع‪2‬دد‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،32‬جوان ‪ ،2018‬ج ‪ ،2‬ص ‪.543 ،542‬‬


‫‪https://bit.ly/42eyjYt‬‬ ‫عمال‪22‬ة األطف‪22‬ال في الجزائ‪22‬ر "واق‪22‬ع م‪22‬ؤلم" تنفي‪22‬ه الحكوم‪22‬ة ويؤّك ده الش‪22‬ارع‪ ،‬مق‪22‬ال منش‪22‬ور على الراب‪22‬ط‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫تاريخ اإلطالع ‪.15/03/2023‬‬

‫‪246‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‬

‫التنظيم القانوني للهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة‬

‫تنص المادة ‪ 07‬من المرس‪2‬وم التنفي‪2‬ذي ‪ 334 -16‬على تش‪2‬كيل هيك‪2‬ل إدارة الهيئ‪2‬ة الوطني‪2‬ة‬
‫لترقي ‪22‬ة الطفول ‪22‬ة برئاس ‪22‬ة المف ‪22‬وض الوط ‪22‬ني لحماي ‪22‬ة الطفول ‪22‬ة ومجموع ‪22‬ة من الهياك ‪22‬ل المتمثل ‪22‬ة في‬
‫األمانة العامة‪ ،‬مديرية لحماية حقوق الطفل‪ ،‬مديرية لترقية حقوق الطفل ولجنة تنسيق دائمة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الهيكل الداخلي للهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة‬

‫يت ‪22‬ولى رئاس ‪22‬ة الهيئ ‪22‬ة الوطني ‪22‬ة لحماي ‪22‬ة وترقي ‪22‬ة الطفول ‪22‬ة الُم ف ‪22‬وض الوط ‪22‬ني لحماي ‪22‬ة الطفول ‪22‬ة‪،‬‬
‫وال ‪22 2‬ذي ُيعّين بم ‪22 2‬وجب مرس ‪22 2‬وم رئاس ‪22 2‬ي من بين الشخصيات الوطني ‪22 2‬ة ذات الخ ‪22 2‬برة والمعروف ‪22 2‬ة‬
‫باالهتمام بالطفولة‪.1‬‬

‫وباعتبار هذا األخير رئيسا للهيئة‪ ،‬ف‪2‬دوره أساس‪2‬ي في حماي‪2‬ة الطف‪2‬ل‪ ،‬إذ يت‪2‬ولى تس‪2‬يير الهيئ‪2‬ة‬
‫وتنش ‪22‬يطها وتنس ‪22‬يق نش ‪22‬اطها‪ ،2‬ويتكف ‪22‬ل بالقي ‪22‬ام بمختل ‪22‬ف األعم ‪22‬ال الميداني ‪22‬ة والنظري ‪22‬ة‪ ،‬حيث يق ‪22‬وم‬
‫بمتابعة تنفيذ المهام ميدانيا في مجال حماية الطفل والتنسيق بين مختلف المتدخلين‪ ،‬ويقوم بزيارة‬
‫المصالح المكلفة بحماي‪2‬ة الطفول‪2‬ة‪ ،‬ويس‪2‬اهم في إع‪2‬داد التق‪2‬ارير المتعلق‪2‬ة بحق‪2‬وق الطف‪2‬ل ال‪2‬تي تق‪2‬دمها‬
‫‪3‬‬
‫الدولة إلى الهيئات الدولية والجهوية المختصة‪.‬‬

‫وفي الج ‪22‬انب النظ ‪22‬ري يض ‪22‬ع ب ‪22‬رامج وطني ‪22‬ة ومحلي ‪22‬ة لحماي ‪22‬ة وترقي ‪22‬ة حق ‪22‬وق الطف ‪22‬ل‪ ،‬يق ‪22‬وم‬
‫بالتوعي‪22‬ة واإلعالم واالتصال‪ ،‬ويش‪22‬جع البحث والتعليم في مج‪22‬ال حق‪22‬وق الطف‪22‬ل‪ ،‬إب‪22‬داء ال‪22‬رأي في‬
‫‪4‬‬
‫التشريع الوطني الساري المفعول المتعلق بالطفل‪.‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 12‬من قانون حقوق الطفل ‪.12-15‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬المادة ‪ 09‬من المرسوم التنفيذي رقم‪.334-16‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬المواد ‪ 13‬و ‪ 14‬و ‪ 19‬من القانون رقم ‪.12 -15‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 13‬فقرة ‪1‬و ‪ 3‬و ‪ 4‬و‪ 5‬من القانون نفسه‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪247‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أّم ا الجه ‪22‬از الث ‪22‬اني المتمث ‪22‬ل في األمان ‪22‬ة العاّم ة‪ ،‬فيتكف ‪22‬ل بض ‪22‬مان التس ‪22‬يير اإلداري والم ‪22‬الي‬
‫للهيئ‪22 2‬ة‪ ،‬ومس‪22 2‬اعدة المف‪22 2‬وض الوط‪22 2‬ني في تنفي‪22 2‬ذ برن‪22 2‬امج عم‪22 2‬ل الهيئ‪22 2‬ة ومتابع‪22 2‬ة العملي‪22 2‬ات المالي‪22 2‬ة‬
‫‪1‬‬
‫والمحاسبية للهيئة‪.‬‬

‫في حين تق‪22‬ع مهم‪22‬ة وض‪22‬ع ب‪22‬رامج وطني‪22‬ة ومحلي‪22‬ة لحماي‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل على مديري‪22‬ة حماي‪22‬ة‬
‫حقوق الطفل‪ ،‬وذل‪22‬ك بالتنس‪2‬يق م‪22‬ع مختل‪22‬ف اإلدارات والمؤسس‪2‬ات والهيئ‪22‬ات العمومي‪22‬ة واألش‪22‬خاص‬
‫المكلفين برعاي‪22‬ة الطفول‪22‬ة‪ ،‬كم‪22‬ا تتكف‪22‬ل بوض‪22‬ع آلي‪22‬ات عملي‪22‬ة لإلخط‪22‬ار عن األطف‪22‬ال الموج‪22‬ودين في‬
‫‪2‬‬
‫خطر‪ ،‬وتسهر على تأهيل الموظفين والمستخدمين في حماية الطفولة‪.‬‬

‫أّم ا مديري ‪22‬ة ترقي ‪22‬ة حق ‪22‬وق الطف ‪22‬ل فُتكّل ف بوض ‪22‬ع ال ‪22‬برامج الوطني ‪22‬ة والمحلي ‪22‬ة لترقي ‪22‬ة حق ‪22‬وق‬
‫الطف‪22 2‬ل بالتنس‪22 2‬يق م‪22 2‬ع مختل‪22 2‬ف اإلدارات والمؤسس‪22 2‬ات والهيئ‪22 2‬ات العمومي‪22 2‬ة واألش‪22 2‬خاص المكلفين‬
‫برعاي ‪22‬ة الطفول ‪22‬ة وتقييمه ‪22‬ا ال ‪22‬دوري‪ ،‬وتنفي ‪22‬ذ برن ‪22‬امج عم ‪22‬ل هياك ‪22‬ل الهيئ ‪22‬ة في مج ‪22‬ال ترقي ‪22‬ة حق ‪22‬وق‬
‫الطف ‪22‬ل‪ ،‬القي ‪22‬ام بك ‪22‬ل عم ‪22‬ل تحسيس ‪22‬ي وإ عالمي في مج ‪22‬ال حماي ‪22‬ة حق ‪22‬وق الطف ‪22‬ل وترقيته ‪22‬ا‪،‬وإ ع ‪22‬داد‬
‫‪3‬‬
‫وتنشيط األعمال التحسيسية في مجال ترقية حقوق الطفل بالتنسيق مع المجتمع المدني‪.‬‬

‫وفي األخ‪22‬ير نج‪22‬د لجن‪22‬ة التنس‪22‬يق الدائم‪22‬ة ال‪22‬تي تت‪22‬ولى دراس‪22‬ة المس‪22‬ائل المتعلق‪22‬ة بحق‪22‬وق الطف‪22‬ل‬
‫ال‪22‬تي يعرض‪22‬ها عليه‪22‬ا المف‪22‬وض الوط‪22‬ني لحماي‪22‬ة الطفول‪22‬ة‪ ،‬بالتع‪22‬اون والتش‪22‬اور بين الهيئ‪22‬ة ومختل‪22‬ف‬
‫القطاعات والهيئات العمومية والخاصة التي تزودها بالمعلومات الخاصة بالطفولة‪ ،‬وفق‪22‬ا لألحك‪22‬ام‬
‫المحددة في النظام الداخلي للهيئة‪ ،4‬كم‪2‬ا يمكن للهيئ‪2‬ة ألداء مهامه‪2‬ا‪ ،‬تش‪2‬كيل لج‪2‬ان موض‪2‬وعاتية إذا‬
‫م‪22‬ا تعل‪22‬ق األم‪22‬ر بمس‪22‬ائل تخص التربي‪22‬ة‪ ،‬الصحة‪ ،‬الش‪22‬ؤون القانوني‪22‬ة وحق‪22‬وق الطف‪22‬ل أو العالق‪22‬ة م‪22‬ع‬
‫‪5‬‬
‫المجتمع المدني‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬آليات اإلخطار أمام الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة‬


‫‪ -‬الماّد ة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي ‪.334-16‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 11‬من المرسوم نفسه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ ،12‬من المرسوم نفسه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي ‪.334-16‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 18‬من المرسوم التنفيذي نفسه‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪248‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫نصت الم ‪22‬ادة ‪ 15‬من الق ‪22‬انون رقم ‪ 12-15‬المتعل ‪22‬ق بحماي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل على "يخط ‪22‬ر المف‪22‬وض‬
‫الوط‪22‬ني لحماي‪22‬ة الطف‪22‬ل من ك‪22‬ل طف‪22‬ل أو ممثل‪22‬ه الش‪22‬رعي أو ك‪22‬ل ش‪22‬خص ط‪22‬بيعي أو معن‪22‬وي ح‪22‬ول‬
‫المساس بحقوق الطفل‪".‬‬

‫وبالتالي فإن اإلخطار الذي يتلقاه المفوض الوطني بخصوص وجود طفل في وضعية أسوأ‬
‫أشكال عمل األطفال‪ ،‬تكون فيها صحته أو أمنه أو أخالقه أو تربيته في خطر أو عرض‪22‬ة ل‪22‬ه‪ ،‬أو‬
‫وج ‪22‬وده في بيئ ‪22‬ة تع ‪22‬رض س ‪22‬المته البدني ‪22‬ة أو النفس ‪22‬ية أو التربوي ‪22‬ة للخط ‪22‬ر‪ ،‬كاس ‪22‬تغالل الطف ‪22‬ل في‬
‫التس‪22‬ول أو تعريض‪22‬ه ل‪22‬ه‪ ،‬أو وج‪22‬ود طف‪22‬ل في عم‪22‬ل يمس بحق‪22‬ه في التعليم أو اس‪22‬تغالل طف‪22‬ل جنس‪22‬يا‬
‫والعمل به في المواد اإلباحية أو البغاء أو إشراكه في الع‪22‬روض الجنس‪22‬ية‪ ،‬أو أي صورة أخ‪22‬رى‬
‫من صور أس‪2‬وأ أش‪2‬كال العم‪2‬ل‪ ،‬فيك‪2‬ون اإلخط‪2‬ار الموج‪2‬ه للمف‪2‬وض الوط‪2‬ني إم‪2‬ا من قب‪2‬ل الطف‪2‬ل في‬
‫حد ذاته أو من قبل ممثله الشرعي الذي هو بحس‪22‬ب نص الم‪22‬ادة ‪ 2‬من الق‪22‬انون ‪" 12-15‬ولي‪22‬ه أو‬
‫وصيه أو كافله أو المقدم أو حاضنه‪".‬‬

‫المادة ‪ 87‬من األمر ‪ 02-05‬حّد دت لنا من هو الولي بنصها "يك‪22‬ون األب ولي‪22‬ا على أوالده‬
‫القصر‪ ،‬وبع‪2‬د وفات‪2‬ه تح‪2‬ل األم محل‪2‬ه قانون‪2‬ا‪ ،‬وفي حال‪2‬ة غي‪2‬اب األب أو حصول م‪2‬انع ل‪2‬ه تح‪2‬ل األم‬
‫محل‪22‬ه في القي‪22‬ام ب‪22‬األمور المس‪2‬تعجلة المتعلق‪22‬ة ب‪22‬األوالد‪ ،1"...‬األصل أن األب ه‪22‬و ال‪22‬ولي وفي حال‪22‬ة‬
‫وفاته أو غيابه تحل محله األم بقوة القانون‪.‬‬

‫أّم ا الوصي‪ ،‬فبحس‪2‬ب م‪2‬ا ج‪2‬اءت ب‪2‬ه الم‪2‬ادة ‪ 92‬من ق‪2‬انون األس‪2‬رة فإن‪2‬ه يج‪2‬وز لألب أو الج‪2‬د‬
‫تع ‪22‬يين وصي للول ‪22‬د القاصر إذا لم تكن ل ‪22‬ه أم تت ‪22‬ولى أم ‪22‬وره أو تثبت ع ‪22‬دم أهليته ‪22‬ا ل ‪22‬ذلك ب ‪22‬الطرق‬
‫‪2‬‬
‫القانونية‪ ،‬أما إدا تعدد األوصياء فللقاضي اختيار األصلح منهم‪.‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 87‬من الق‪2‬انون رقم ‪ ،11-84‬الم‪2‬ؤرخ في ‪ 09‬رمض‪2‬ان ‪ 1404‬المواف‪2‬ق ‪ 09‬يوني‪2‬و ‪ ،1984‬جري‪2‬دة رس‪2‬مية ع‪2‬دد ‪،24‬‬ ‫‪1‬‬

‫المؤرخة في ‪ 12‬رمضان ‪ 1404‬الموافق ‪ 12‬يوني‪22‬و ‪ ،1984‬المتض‪2‬من ق‪22‬انون األس‪2‬رة‪ ،‬المع‪22‬دل والمتمم ب‪22‬األمر ‪ 02-05‬الصادر‬
‫في ‪ 18‬مح‪2‬رم ‪ 1426‬المواف‪2‬ق ‪ 27‬ف‪2‬براير ‪ ،2005‬جري‪2‬دة رس‪2‬مية ع‪2‬دد ‪ ،15‬الصادر في ‪ 18‬مح‪2‬رم ‪ 1426‬المواف‪2‬ق ‪ 27‬ف‪2‬براير‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 92‬من القانون رقم ‪.11-84‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪249‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بالنسبة للكفالة فهي التزام على وجه التبرع بالقيام بولد قاصر من نفقة وتربية ورعاية قي‪22‬ام‬
‫األب بابنه وتتم بعقد شرعي إما أمام المحكمة أو أمام موثق وأن تتم برضا من ل‪22‬ه أب‪22‬وان‪ ،‬والول‪22‬د‬
‫المكفول إما مجهول النس‪2‬ب أو معل‪22‬وم النس‪2‬ب حس‪2‬ب م‪22‬ا ج‪2‬اءت ب‪22‬ه الم‪22‬واد من ‪ 116‬إلى ‪ 119‬من‬
‫ق ‪22‬انون األس ‪22‬رة‪ 1‬وبالت ‪22‬الي ف ‪22‬إن الكاف ‪22‬ل ه ‪22‬و ش ‪22‬خص مت ‪22‬برع لتربي ‪22‬ة ول ‪22‬د قاصر معل ‪22‬وم أو مجه ‪22‬ول‬
‫النسب وفق شروط محددة قانونا‪.‬‬

‫المق‪22‬دم ه‪22‬و ش‪22‬خص تّعين‪22‬ه المحكم‪22‬ة في حال‪22‬ة ع‪22‬دم وج‪22‬ود ولي أو وصي على من ك‪22‬ان فاق‪22‬د‬
‫األهلي‪22‬ة أو ناقصها بن‪22‬اء على طلب أح‪22‬د أقارب‪22‬ه‪ ،‬أو ممن ل‪22‬ه مصلحة أو من النياب‪22‬ة العام‪22‬ة‪ ،‬بحيث‬
‫يق‪22‬وم المق‪22‬دم مق‪22‬ام الوصي ويخض‪22‬ع لنفس األحك‪22‬ام‪ ،‬وه‪22‬ذا م‪22‬ا ج‪22‬اءت ب‪22‬ه المادت‪22‬ان ‪ 100 ،99‬من‬
‫قانون األسرة‪.‬‬

‫حسب نص الم‪22‬ادة ‪ 64‬من ق‪2‬انون األس‪22‬رة ف‪2‬إن األم أولى بحض‪22‬انة ول‪22‬دها‪ ،‬ثم األب‪ ،‬ثم الج‪2‬دة‬
‫ألم‪ ،‬ثم الج‪22‬دة ألب‪ ،‬ثم الخال‪22‬ة‪ ،‬ثم العم‪22‬ة‪ ،‬ثم األقرب‪22‬ون درج‪22‬ة م‪22‬ع مراع‪22‬اة مصلحة المحض‪22‬ون في‬
‫كل ذلك‪ ،‬وبالتالي يصبح الحاضن مسؤول عن رعاية وحماية الطفل من الخطر ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى األشخاص المذكورين أعاله‪ ،‬فإنه يمكن لكل ش‪2‬خص ط‪22‬بيعي أو معن‪22‬وي تق‪22‬ديم‬
‫اإلخطار لدى الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة بوجود حالة استغالل الطف‪22‬ل في أس‪22‬وأ أش‪22‬كال‬
‫العمل‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬ويتدخل المفوض الوطني تلقائيا لمساعدة األطفال الُم ستغلين في أسوأ أش‪2‬كال العم‪22‬ل أو‬
‫في ح ‪22‬االت المس ‪22‬اس بالمصلحة الفض ‪22‬لى للطف ‪22‬ل‪ ،‬بحيث ت ‪22‬زود الهيئ ‪22‬ة ب ‪22‬رقم أخض ‪22‬ر مج ‪22‬اني لتلقي‬
‫اإلبالغات بانتهاكات حقوق الطف‪2‬ل‪ ،‬وتبقى المعلوم‪2‬ات المتعلق‪2‬ة بهوي‪2‬ة الش‪2‬خص ال‪2‬ذي ق‪2‬ام ب‪2‬اإلبالغ‬
‫‪2‬‬
‫سرية ال يمكن الكشف عنها إال برضاه تحت طائلة العقوبات في حالة الكشف‪.‬‬

‫‪ -‬المواد ‪ 119-116‬من القانون رقم ‪.11-84‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -2‬الماّد ة ‪ 19‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.334-16‬‬

‫‪250‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تناولت المادة ‪ 16‬من قانون حماية الطف‪22‬ل كيفي‪22‬ة تصرف المف‪22‬وض الوط‪22‬ني لحماي‪22‬ة الطفول‪22‬ة‬
‫في اإلخطارات المبلغة له‪ 1‬عن وجود طفل في حالة خطر بما فيها طفل في وضعية أسوأ أش‪22‬كال‬
‫عمل األطفال‪ ،‬بحيث يتصرف فيها وفق ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬إخطارات ال تتضمن وصفا جزائيا‪:‬‬

‫ُيح ‪22‬ول المف ‪22‬وض الوط ‪22‬ني لحماي ‪22‬ة الطفول ‪22‬ة ه ‪22‬ذا الن ‪22‬وع من اإلخط ‪22‬ارات إلى مصلحة الوس ‪22‬ط‬
‫الفت‪2‬وح المختصة إقليمي‪2‬ا للتحقي‪2‬ق فيه‪2‬ا واتخ‪2‬اذ اإلج‪2‬راءات المناس‪2‬بة‪ ،‬ومن بين ح‪2‬االت اإلخط‪2‬ارات‬
‫ال ‪22‬تي ال تتض ‪22‬من وصفا جزائي ‪22‬ا؛ اإلخط ‪22‬ار عن تش‪22‬غيل الطف ‪22‬ل في ظ ‪22‬روف تض ‪22‬ر بصحته وتعي ‪22‬ق‬
‫تعليمه‪.‬‬

‫ونّص ت على ذلك أيضا المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي ‪ 334-16‬حيث جاء فيه‪22‬ا‪" :‬تت‪22‬ولى‬
‫الهيئة التحقيق في اإلبالغات المتعلقة بانتهاكات حقوق الطفل‪ ،‬عبر مصالح الوس‪22‬ط المفت‪22‬وح ال‪22‬تي‬
‫يجب عليها اتخاذ اإلجراءات المناسبة إلبعاد الخطر عن الطفل"‪.‬‬

‫‪ -2‬إخطارات تتضمن وصفا جزائيا‪:‬‬

‫حسب ما جاء في الفقرة الثانية من المادة ‪ 16‬من قانون حماية الطفل فإن المفوض الوطني‬
‫يح‪22‬ول اإلخط‪22‬ارات ال‪22‬تي يحتم‪22‬ل أن تتض‪22‬من وصفا جزائي‪22‬ا إلى وزي‪22‬ر الع‪22‬دل حاف‪22‬ظ األخت‪22‬ام‪ ،‬ال‪22‬ذي‬
‫‪2‬‬
‫يخطر النائب العام المختص قصد تحريك الدعوى العمومية عند االقتضاء‪.‬‬

‫من هن‪22‬ا‪ ،‬ف‪22‬إن اإلخط‪22‬ار المتعل‪22‬ق باألعم‪22‬ال المجرم‪22‬ة بطبيعته‪22‬ا ‪-‬الس‪22‬ابق دراس‪22‬تها في الفصل‬
‫األول‪ ،-‬كاالتجار باألطفال والتس‪2‬ول بالطف‪2‬ل وك‪2‬ذا اس‪2‬تغالله في الفس‪2‬ق وال‪2‬دعارة‪ ،‬يتم تحويل‪2‬ه من‬
‫قبل الهيئة الوطنية لترقية الطفول‪2‬ة مباش‪2‬رة إلى وزي‪2‬ر الع‪2‬دل قصد المتابع‪2‬ات المحتمل‪2‬ة باعتب‪2‬ار أن‬
‫‪ -1‬من الوس‪22‬ائل ال‪22‬تي يمكن أن تس‪22‬تعمل في إخط‪22‬ار المف‪22‬وض الوط‪22‬ني بوج‪22‬ود طف‪22‬ل في حال‪22‬ة خط‪22‬ر أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪:‬‬
‫االتصال الهاتفي بالرقم األخضر المج‪2‬اني (‪ ،)11-11‬اس‪2‬تعمال البري‪22‬د اإللك‪22‬تروني الخ‪2‬اص بالهيئ‪22‬ة‪ www.onppe.dz :‬مراس‪2‬لة‬
‫الهيئة بواسطة البريد العادي‪ ،‬الحضور إلى مقر الهيئة الكائن ب ‪ ،10‬شارع أحمد واكد‪ ،‬دالي إبراهيم – الجزائر‪.‬‬
‫‪ -2‬كما نصت على ذلك أيضا المادة ‪ 23‬من المرسوم التنفيذي ‪ 334-16‬بقولها "تحول الهيئة اإلبالغات التي وصلت إلى علمه‪22‬ا‬
‫أو عاينتها والتي تحتمل وصفا جزائي‪2‬ا‪ ،‬إلى وزي‪2‬ر الع‪2‬دل‪ ،‬حاف‪2‬ظ األخت‪2‬ام قصد المتابع‪2‬ات المحتمل‪2‬ة‪ .‬وتخط‪2‬ر قاض‪2‬ي األح‪2‬داث‪ ،‬في‬
‫حالة الخطر الحال الذي يهدد الطفل ويقتضي إبعاده عن أسرته"‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ه‪22‬ذا اإلخط‪22‬ار يحم‪22‬ل وصفا جزائي‪22‬ا‪ ،‬م‪22‬ع العلم أن الت‪22‬دابير المتخ‪22‬ذة على األح‪22‬داث األق‪22‬ل من ‪18‬‬
‫سنة (األطفال في خطر) ال تكون إال تدابير الحماية أو التهذيب‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫اختصاصات الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة‬

‫تعمل الهيئة الوطنية لحماية وترقية حقوق الطف‪22‬ل كجه‪22‬از وق‪2‬ائي حم‪22‬ائي للطف‪22‬ل ال‪22‬ذي ُيس‪2‬تغل‬
‫في أس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل باعتب‪22‬اره طفال في خط‪22‬ر‪ ،1‬ومن خالل اس‪22‬تقراء نصوص الم‪22‬واد المدرج‪22‬ة‬
‫ض‪22 2‬من الق‪22 2‬انون ‪ 12-15‬والم‪22 2‬واد المنصوص عليه‪22 2‬ا في المرس‪22 2‬وم التنفي‪22 2‬ذي ‪ 334-16‬نج‪22 2‬د أن‬
‫المشرع أوك‪22‬ل له‪22‬ذه الهيئ‪22‬ة مجموع‪22‬ة من االختصاصات الرامي‪22‬ة لتحقي‪22‬ق المصلحة الفض‪22‬لى للطف‪22‬ل‬
‫وتتمثل هذه االختصاصات في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التخطيط والتنظير‬

‫من بين االختصاصات الموكل ‪22‬ة للهيئ ‪22‬ة الوطني ‪22‬ة لحماي ‪22‬ة وترقي ‪22‬ة الطفول ‪22‬ة مهم ‪22‬ة التخطي ‪22‬ط‬
‫بوضع برامج وطنية ومحلية وترقي‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل من خالل التنس‪22‬يق بين مختل‪22‬ف المتع‪22‬املين م‪22‬ع‬
‫موض‪2‬وع الطف‪2‬ل حيث أوكلت ه‪2‬ذه المهم‪2‬ة للمف‪2‬وض الوط‪2‬ني لحماي‪2‬ة الطفول‪2‬ة‪ ،‬وال‪2‬ذي يش‪2‬رف على‬
‫عملي ‪22‬ة التخطي ‪22‬ط والتنظ ‪22‬ير‪ ،‬وذل ‪22‬ك من خالل متابع ‪22‬ة األعم ‪22‬ال المباش ‪22‬رة مي ‪22‬دانيا في مج ‪22‬ال حماي ‪22‬ة‬
‫الطفل‪ ،‬السيما من خالل وض‪2‬ع ب‪2‬رامج وطني‪2‬ة ومحلي‪2‬ة لحماي‪2‬ة وترقي‪2‬ة حق‪2‬وق الطف‪2‬ل بالتنس‪2‬يق م‪2‬ع‬
‫مختلف اإلدارات والمؤسس‪2‬ات والهيئ‪2‬ات العمومي‪2‬ة واألش‪2‬خاص المكّلفين برعاي‪2‬ة الطفول‪2‬ة وتقييمه‪2‬ا‬
‫‪2‬‬
‫الدوري‪.‬‬

‫تش‪22 2 2 2‬جيع البحث والتعليم في مج‪22 2 2 2‬ال حق‪22 2 2 2‬وق الطف‪22 2 2 2‬ل‪ ،‬به‪22 2 2 2‬دف فهم األس‪22 2 2 2‬باب االقتصادية‬
‫واالجتماعي‪22‬ة أو الثقافي‪22‬ة إلهم‪22‬ال األطف‪22‬ال وإ س‪22‬اءة مع‪22‬املتهم واس‪22‬تغاللهم وتط‪22‬وير سياس‪22‬ات مناس‪22‬بة‬
‫لحمايتهم‪.‬‬

‫‪ -1‬شرون حسينة‪ ،‬قفاف فاطمة‪ ،‬الدور الحمائي للهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.543 ،542‬‬
‫‪ -‬شرون حسينة‪ ،‬قفاف فاطمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.544‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪252‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫زي‪22 2‬ارة أي هيئ‪22 2‬ة أو مؤسس‪22 2‬ة مكلف‪22 2‬ة بحماي‪22 2‬ة األطف‪22 2‬ال واس‪22 2‬تقبالهم وتق‪22 2‬ديم أي اق‪22 2‬تراح كفي‪22 2‬ل‬
‫بتحسين سيرها أو تنظيمها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التحقيق والتصرف‬

‫التحقي‪22‬ق من أهم اختصاصات الهيئ‪22‬ة الوطني‪22‬ة لحماي‪22‬ة وترقي‪22‬ة الطفول‪22‬ة‪ ،‬فق‪22‬د خ‪22‬ول المرس‪22‬وم‬
‫‪ 334-16‬ه‪22‬ذا اإلختصاص بالهيئ‪22‬ة من خالل نص الم‪22‬اّد ة ‪ 20‬من‪22‬ه‪ ،‬بحيث تت‪22‬ولى الهيئ‪22‬ة التحقي‪22‬ق‬
‫في اإلبالغ‪22‬ات المتعلق‪22‬ة بانتهاك‪22‬ات حق‪22‬وق الطف‪22‬ل بصفة عاّم ة ع‪22‬بر مصالح الوس‪22‬ط المفت‪22‬وح ال‪22‬تي‬
‫‪1‬‬
‫يجب عليها اتخاذ اإلجراءات المناسبة إلبعاد الخطر عن الطفل‪.‬‬

‫أّم ا التصرف‪ ،‬فق‪22‬د ج‪22‬اء نص الم‪22‬اّد ة ‪ 21‬من نفس المرس‪22‬وم م‪22‬برزا أهم إج‪22‬راءات التصرف‬
‫المتعلق‪22‬ة بتحس‪22‬ين وض‪22‬عية الطف‪22‬ل وك‪22‬ذلك اإلج‪22‬راءات المتعلق‪22‬ة بالتوصيات الصادرة من الهيئ‪22‬ة أو‬
‫التصرف حيال اإلبالغات التي وصلت إليها ومن أهم هذه اإلجراءات‪:‬‬

‫‪ -‬إبداء الرأي في التشريع الوطني الساري المفعول المتعلق بحقوق الطفل قصد تحسينه‪.‬‬

‫‪ -‬يجب على هذه الهيئات والمؤسس‪2‬ات تق‪2‬ديم ك‪2‬ل المس‪2‬اعدة الالزم‪2‬ة للمف‪2‬وض الوط‪2‬ني تحت‬
‫طائلة العقوبات المنصوص عليها في التشريع المعمول به‬

‫‪ -‬طلب أي وثيق ‪22 2‬ة أو معلوم ‪22 2‬ة من أي إدارة أو مؤسس ‪22 2‬ة عمومي ‪22 2‬ة ذات صلة باإلبالغ ‪22 2‬ات‬
‫المتعلقة بأي طفل يحتمل أنها مصدر الخطر الذي يعانيه الطفل‬

‫ومن بين إج‪22‬راءات التصّر ف المنوط‪22‬ة بالهيئ‪22‬ة وال‪22‬تي ج‪22‬اء النص عليه‪22‬ا في نفس المرس‪22‬وم؛‬
‫مهمة توّلي إصدار التوصيات واآلراء حول الوضعية العاّم ة والخاصة للطف‪2‬ل‪ ،‬وح‪2‬ول اإلبالغ‪2‬ات‬
‫ال‪22‬تي وصلت إلى علمه‪22‬ا طبق‪22‬ا للكيفي‪22‬ات المنصوص عليه‪22‬ا في نظامه‪22‬ا ال‪22‬داخلي‪ ،‬كم‪22‬ا تح‪2‬ول الهيئ‪22‬ة‬
‫اإلبالغات التي وصلت إلى علمها أو عاينتها والتي تحتمل وصفا جزائي‪22‬ا إلى وزي‪22‬ر الع‪22‬دل حاف‪22‬ظ‬
‫األختام قصد المتابعات المحتملة‪.‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي ‪.334-16‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪253‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وتت ‪22‬ولى ك ‪22‬ذلك مس ‪22‬ألة إخط ‪22‬ار قاض ‪22‬ي األح ‪22‬داث في حال ‪22‬ة الخط ‪22‬ر الح ‪22‬ال ال ‪22‬ذي يه ‪22‬دد الطف ‪22‬ل‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ويقتضي إبعاده عن أسرته‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬نشر وضعية الطفل عبر األنترنت‬

‫من بين اإلختصاصات التي خولها المشرع للهيئ‪2‬ة وفق‪2‬ا للمرس‪2‬وم الس‪2‬ابق ذك‪2‬ره وال‪2‬تي تعت‪2‬بر‬
‫من أنجعها نتيجة للدور الذي تلعبه في تك‪2‬ريس حماي‪2‬ة حق‪2‬وق الطف‪2‬ل وحماي‪2‬ة الطف‪2‬ل‪ ،‬مهم‪2‬ة وض‪2‬ع‬
‫نظام معلوماتي وط‪2‬ني ح‪2‬ول وض‪2‬عية الطف‪2‬ل ب‪2‬الجزائر في جمي‪2‬ع المج‪2‬االت‪ ،‬الس‪2‬يما التربوي‪2‬ة منه‪2‬ا‬
‫والصحية واالجتماعي‪22‬ة‪ ،‬وذل‪22‬ك بالتنس‪22‬يق م‪22‬ع اإلدارات والهيئ‪22‬ات المعني‪22‬ة ال‪22‬تي تت‪22‬ولى تزوي‪22‬د الهيئ‪22‬ة‬
‫‪2‬‬
‫بالمعلومات ذات الصلة دوريا أو بناء على طلبها وهو ما أكدته الماّد ة ‪ 24‬من نفس المرسوم‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫دور مصالح الوسط المفتوح في مكافحة أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫تتجّس د الحماي‪22‬ة االجتماعي‪22‬ة على المس‪22‬توى المحلي للطف‪22‬ل الُم س‪22‬تغل في أس‪22‬وء أش‪22‬كال عم‪22‬ل‬
‫األطف‪22 2‬ال عن طري‪22 2‬ق مصالح الوس‪22 2‬ط المفت‪22 2‬وح‪ ،‬حيث تت‪22 2‬ولى ه‪22 2‬ذه األخ‪22 2‬يرة الحماي‪22 2‬ة االجتماعي‪22 2‬ة‬
‫لألطف‪22‬ال على المس‪22‬توى المحلي بالتنس‪22‬يق م‪22‬ع مختل‪22‬ف الهيئ‪22‬ات والمؤسس‪22‬ات العمومي‪22‬ة واألش‪22‬خاص‬
‫المكلفين برعاية الطفولة‪ ،‬وهي مصالح تابعة لم‪2‬ديريات النش‪2‬اط االجتم‪2‬اعي بواق‪2‬ع مصلحة واح‪2‬دة‬
‫‪3‬‬
‫في كل والية‪ ،‬ويمكن إنشاء عدة مصالح بحسب الكثافة السكانية‪.‬‬

‫‪ -‬الحاج علي بدر الدين‪" ،‬المعاملة القانونية للطفل المعرض للخطر المعنوي"‪ ،‬مجلة اإلجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،‬العدد ‪ ،02‬جوان ‪ ،2012‬المركز الجامعي تمنراست‪.24 ،‬‬


‫‪ - 2‬تنص الماّد ة ‪ 24‬من المرسوم التنفيذي ‪ 334-16‬على "تضع الهيئة نظاما معلوماتي‪2‬ا وطني‪2‬ا ح‪2‬ول وض‪2‬عية الطف‪2‬ل ب‪2‬الجزائري‬
‫في جميع المجاالت‪ ،‬السيما التربوية منها والصحية واالجتماعية وذلك بالتنسيق مع اإلدارات والهيئات المعنية التي تت‪2‬ولى تزوي‪2‬د‬
‫الهيئة بالمعلومات ذات الصلة دوريا أو بناء على طلبها‪".‬‬
‫‪ -‬الماّد ة ‪ 21/02‬من القانون ‪.12-15‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪254‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وهي مصالح تق‪22‬وم بعمله‪22‬ا في المي‪22‬دان فهي تتنق‪22‬ل لمك‪22‬ان تواج‪2‬د الطف‪22‬ل في خط‪22‬ر واالس‪22‬تماع‬
‫إليه وإ لى ممثله الشرعي‪ ،‬وتعق‪22‬د االتف‪22‬اق م‪22‬ع ممثل‪22‬ه في حال‪22‬ة التأك‪22‬د من الخط‪22‬ر م‪22‬ع إش‪2‬راك الطف‪22‬ل‬
‫وإ عالمه بمضمون االتفاق وحقه وحق وليه في رفضه‪.4‬‬

‫ويمكنها أن تتخذ بعض التدابير لحماية الطفل منها منع الطف‪22‬ل من االتصال م‪22‬ع أي ش‪22‬خص‬
‫يمكن أن يه‪22‬دد صحته أو س‪22‬المته البدني‪22‬ة والمعنوي‪22‬ة‪ ،2‬وفي ك‪22‬ل األح‪22‬وال يجب عليه‪22‬ا إبق‪22‬اء الطف‪22‬ل‬
‫في أسرته‪ ،‬أو ترفع األم‪22‬ر إلى قاض‪22‬ي األح‪2‬داث إذا اس‪2‬تحال إبق‪22‬اء الطف‪22‬ل في أس‪2‬رته وك‪22‬ان ض‪22‬حية‬
‫جريمة ارتكبها ممثله الشرعي‪.3‬‬

‫تضمن قانون حماية الطفل تنظيم عمل هذه المصالح وقواع‪2‬د عمله‪2‬ا في الم‪2‬واد من ‪ 21‬إلى‬
‫‪ 30‬من ق‪22‬انون ‪ 12-15‬المتعل‪22‬ق بحماي‪22‬ة الطف‪22‬ل‪ ،‬ولإلحاط‪22‬ة أك‪22‬ثر ب‪22‬دور هت‪22‬ه المصالح في حماي‪22‬ة‬
‫الطف‪22‬ل من خط‪22‬ر أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪ ،‬نتن‪22‬اول في ه‪22‬ذا المطلب الج‪22‬انب التنظيمي لمصالح‬
‫الوسط المفتوح (الفرع األول) وكذا الجانب اإلجرائي لها (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫الجانب التنظيمي لمصالح الوسط المفتوح‬

‫عّر فت المادة الثانية من قانون حماية الطفل مصالح الوس‪2‬ط المفت‪2‬وح بأنه‪2‬ا مصالح مالحظ‪2‬ة‬
‫وتربي‪22‬ة في الوس‪22‬ط المفت‪22‬وح‪ ،‬وب‪22‬ذلك تعت‪22‬بر المصالح ال‪22‬تي تحت‪22‬ك مباش‪22‬رة باألطف‪22‬ال في خط‪22‬ر في‬
‫المجتم ‪22‬ع‪ ،‬والمش ‪22‬رع الجزائ ‪22‬ري أف ‪22‬رد مصطلح "مصالح" ب ‪22‬دل مراك ‪22‬ز كخصوصية له ‪22‬ا‪ ،‬نظ ‪22‬را‬
‫لطابعه‪22‬ا الخ‪2‬اص‪ ،‬ألن األصل فيه‪22‬ا ه‪22‬و اتخ‪2‬اذ اإلج‪2‬راءات الوقائي‪22‬ة لحف‪22‬ظ الطف‪22‬ل في خط‪22‬ر‪ ،‬فيغلب‬
‫‪4‬‬
‫عليها الطابع اإلداري وليس االجتماعي واالستيعابي‪.‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 23‬و ‪ 24‬من القانون رقم ‪.12-15‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 25‬ف ‪ 4‬من القانون نفسه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 28‬من القانون نفسه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬رش‪22‬يد أوش‪22‬اعو‪ ،‬دور هيئ‪22‬ات الحماي‪22‬ة االجتماعي‪22‬ة للطفول‪22‬ة في الجزائ‪22‬ر في ظ‪22‬ل الق‪22‬انون رقم ‪ ،12-15‬أعم‪22‬ال الملتقى ال‪22‬دولي‬ ‫‪4‬‬

‫السادس‪ ،‬الحماية القانوني‪2‬ة للطف‪2‬ل في ال‪2‬دول المغاربي‪2‬ة‪ ،‬كلي‪2‬ة الحق‪2‬وق والعل‪2‬وم السياس‪2‬ية م‪2‬ع الجمعي‪2‬ة الخيري‪2‬ة إيث‪2‬ار لرعاي‪2‬ة األيت‪2‬ام‪،‬‬
‫جامعة الوادي‪ ،‬يوم ‪13‬و‪ 14‬مارس ‪ ،2017‬ص‪.117-116‬‬

‫‪255‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تقوم مصالح الوس‪2‬ط المفت‪2‬وح بمتابع‪2‬ة وض‪2‬عية األطف‪2‬ال في خط‪2‬ر ومس‪2‬اعدة ُأس‪2‬رهم‪ ،1‬ومنهم‬
‫األطف‪22 2‬ال المتواج‪22 2‬دين في وض‪22 2‬عية أس‪22 2‬وء أش‪22 2‬كال عم‪22 2‬ل األطف‪22 2‬ال والمس‪22 2‬تغلين في ه‪22 2‬ذه األعم‪22 2‬ال‬
‫باعتب‪22‬ارهم أطف‪22‬ال في خط‪22‬ر‪ ،‬إذ تتكف‪22‬ل مصالح الوس‪22‬ط المفت‪22‬وح ‪-‬باعتباره‪22‬ا المصالح ال‪22‬تي تحت‪22‬ك‬
‫مباش‪22‬رة باألطف‪22‬ال في خط‪22‬ر في المجتم‪22‬ع‪ -‬بمتابع‪22‬ة وض‪22‬عيتهم ه‪22‬ذه‪ ،‬ومس‪22‬اعدتهم ومس‪22‬اعدة أس‪22‬رهم‬
‫ماديا كي ال يلجئوا أطفالهم للقيام بمثل هاته األعمال سدا الحتياجاتهم المادية‪.‬‬

‫أّم ا عن تش ‪22‬كيلة مصالح الوس ‪22‬ط المفت‪22 2‬وح‪ ،‬فبحس ‪22‬ب نص الم‪22 2‬اّد ة ‪ 21‬من الق‪22 2‬انون ‪12-15‬‬
‫تتشكل مصالح الوسط المفتوح وفقا لما جاءت به الفقرة الثالثة من الم‪22‬ادة من م‪22‬وظفين مختصين‪،‬‬
‫مربين‪ ،‬مساعدين اجتماعيين‪ ،‬أخصائيين نفسانيين‪ ،‬أخصائيين اجتماعيين وحقوقيين‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫الجانب اإلجرائي لمصالح الوسط المفتوح‬

‫المقصود بالج‪22 2‬انب اإلج‪22 2‬رائي لمصالح الوس‪22 2‬ط المفت‪22 2‬وح؛ آلي‪22 2‬ة اإلخط‪22 2‬ار وتصرف هات‪22 2‬ه‬
‫المصالح في اإلخطارات المقّد مة إليها‪.‬‬

‫فباإلضافة إلى المفوض الوطني لحماية الطفولة الذي يخطر مصالح الوسط المفتوح بوجود‬
‫طف‪22‬ل في خط‪22‬ر أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪ ،‬يمكن ك‪22‬ذلك لك‪22‬ل ش‪22‬خص ط‪22‬بيعي أو معن‪22‬وي إخط‪22‬ار‬
‫هذه المصالح عن‪2‬دما يع‪2‬اين أو يش‪2‬ك ب‪2‬أن صحة الطف‪2‬ل وس‪2‬المته البدني‪2‬ة أو المعنوي‪2‬ة في خط‪2‬ر أو‬
‫عرضة له‪ ،‬لكن هناك عدة أشخاص ملزمون بإخطار مصالح الوسط المفتوح عندما يك‪2‬ون الطف‪2‬ل‬
‫في خطر حسب ما هو وارد في الم‪22‬ادة ‪ 22‬فق‪22‬رة ‪ 2‬من الق‪22‬انون ‪ 12-15‬وهم‪ :‬الممث‪22‬ل الش‪22‬رعي‬
‫للطفل‪ ،‬الش‪2‬رطة القض‪2‬ائية‪ ،‬ال‪2‬والي‪ ،‬رئيس المجلس الش‪2‬عبي البل‪2‬دي‪ ،‬الجمعي‪2‬ات والهيئ‪2‬ات العمومي‪2‬ة‬
‫‪2‬‬
‫أو الخاصة التي تنشط في مجال حماية الطفولة‪ ،‬المساعدين االجتماعيين‪ ،‬المربين‪ ،‬األطباء‪.‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 22‬الفقرة األولى من القانون ‪.12-15‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 22/02‬من قانون ‪.12-15‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪256‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ويمكن للطف ‪22‬ل في خط ‪22‬ر حس ‪22‬ب نص الم ‪22‬ادة الس ‪22‬ابقة أن يخط ‪22‬ر مصالح الوس ‪22‬ط المفت ‪22‬وح‬
‫بنفسه‪ ،‬كما يمكن أيضا لمصالح الوسط المفتوح أن تتدخل تلقائيا‪.‬‬

‫تج‪22‬در اإلش‪22‬ارة هن‪22‬ا‪ ،‬أّن األش‪22‬خاص الط‪22‬بيعيون والمعنوي‪22‬ون ال‪22‬ذين ق‪22‬دموا إخط‪22‬ارات ح‪22‬ول‬
‫المس ‪22‬اس بحق ‪22‬وق الطف ‪22‬ل إلى مصالح الوس ‪22‬ط المفت ‪22‬وح وال ‪22‬ذين تصرفوا بحس ‪22‬ن ني ‪22‬ة ُيعف ‪22‬وا من أي‬
‫‪1‬‬
‫مسؤولية إدارية أو مدنية أو جزائية‪ ،‬حتى لو لم تؤد التحقيقات إلى أي نتيجة‪.‬‬

‫عن‪22‬د إخط‪22‬ار مصالح الوس‪22‬ط المفت‪22‬وح عن وج‪22‬ود طف‪22‬ل في حال‪22‬ة خط‪22‬ر أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل‬
‫األطف‪22‬ال تق‪22‬وم ه‪22‬ذه المصالح حس‪22‬ب نص الم‪22‬ادة ‪ 23‬من ق‪22‬انون حماي‪22‬ة الطف‪22‬ل بأبح‪22‬اث اجتماعي‪22‬ة‪،‬‬
‫واالنتق‪22 2‬ال إلى مك‪22 2‬ان تواج ‪22‬د الطف‪22 2‬ل واالس ‪22‬تماع إلي‪22 2‬ه وإ لى ممثل‪22 2‬ه الش ‪22‬رعي‪ ،‬ح ‪22‬ول الوق ‪22‬ائع مح ‪22‬ل‬
‫اإلخطار‪ ،‬من أجل تحديد وضعيته واتخاذ التدابير المناسبة له‪.‬‬

‫بعد قيام مصالح الوسط المفتوح بأبحاثها االجتماعية حول اإلخطار بوجود طفل في خط‪22‬ر‬
‫أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪ ،‬فحس‪22‬ب نص الم‪22‬ادة ‪ 24‬من ق‪22‬انون حماي‪22‬ة الطف‪22‬ل إذا تأك‪22‬دت مصالح‬
‫الوسط المفتوح من عدم وجود حالة الخطر‪ُ ،‬تعلم الطفل وممثله الشرعي بذلك‪.‬‬

‫أم‪22‬ا إذا تأك‪22‬دت من وج‪22‬ود حال‪22‬ة الخط‪22‬ر‪ ،‬تتصل بالممث‪22‬ل الش‪22‬رعي للطف‪22‬ل من أج‪22‬ل الوصول‬
‫إلى اتف‪22‬اق بخصوص الت‪22‬دبير األك‪22‬ثر مالءم‪22‬ة الحتياج‪22‬ات الطف‪22‬ل ووض‪22‬عيته ال‪22‬ذي من ش‪22‬أنه إبع‪22‬اد‬
‫الخطر عنه مع وجوب إشراك الطفل الذي يبلغ من العمر ثالث عشرة (‪ )13‬سنة على األقل في‬
‫التدبير الذي سيتخذ بشأنه‪ ،‬بحيث يدون االتفاق في محضر‪ ،‬ويوقع عليه من جميع األط‪22‬راف بع‪22‬د‬
‫تالوت ‪22‬ه عليهم‪ ،‬ويمكن لمصالح الوس ‪22‬ط المفت ‪22‬وح تلقائي ‪22‬ا أو بن ‪22‬اءا على طلب من الطف ‪22‬ل أو ممثل ‪22‬ه‬
‫‪2‬‬
‫الشرعي‪ ،‬مراجعة التدبير المتفق عليه جزئيا أو كليا‪.‬‬

‫ومن بين الت‪22‬دابير االتفاقي‪22‬ة ال‪22‬تي تقترحه‪22‬ا مصالح الوس‪22‬ط المفت‪22‬وح للُم مث‪22‬ل الش‪22‬رعي للطف‪22‬ل‬
‫‪3‬‬
‫عندما تتأكد من وجود الطفل في حالة خطر أسوأ أشكال عمل األطفال ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 31‬الفقرة ‪ 03‬من القانون نفسه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 26‬من القانون ‪.12-15‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 25‬من القانون نفسه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪257‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬إل ‪22‬زام األس ‪22‬رة باتخ ‪22‬اذ الت ‪22‬دابير الض ‪22‬رورية المتف ‪22‬ق عليه ‪22‬ا إلبع ‪22‬اد الخط ‪22‬ر عن الطف ‪22‬ل في‬
‫اآلجال التي تحددها‪،‬‬

‫‪ -‬تق ‪22 2‬ديم المس ‪22 2‬اعدة الض ‪22 2‬رورية لألس ‪22 2‬رة وذل ‪22 2‬ك بالتنس ‪22 2‬يق م ‪22 2‬ع الهيئ ‪22 2‬ات المكلف ‪22 2‬ة بالحماي ‪22 2‬ة‬
‫االجتماعية‪،‬‬

‫‪ -‬إخط ‪22‬ار ال ‪22‬والي أو رئيس المجلس الش ‪22‬عبي البل ‪22‬دي المختصين أو أي هيئ ‪22‬ة اجتماعي ‪22‬ة من‬
‫أجل التكفل االجتماعي بالطفل‪،‬‬

‫‪ -‬اتخ‪2‬اذ االحتياط‪2‬ات الض‪2‬رورية لمن‪2‬ع اتصال الطف‪2‬ل م‪2‬ع أي ش‪2‬خص يمكن أن يه‪2‬دد صحته‬
‫أو سالمته البدنية أو المعنوية‪.‬‬

‫أّم ا في ح‪22‬االت االس‪22‬تعجال أو ح‪22‬االت ع‪22‬دم التوّص ل إلى أي اتف‪22‬اق م‪22‬ا بين مصالح الوس‪22‬ط‬
‫المفت‪22‬وح والطف‪22‬ل وأس‪22‬رته‪ ،‬فيجب على مصالح الوس‪22‬ط المفت‪22‬وح إبالغ قاض‪22‬ي األح‪22‬داث وفق‪22‬ا لنص‬
‫الم‪22 2‬ادة ‪ 29‬الفق‪22 2‬رة األولى‪ ،‬وبالت‪22 2‬الي ف‪22 2‬دور قاض‪22 2‬ي األح‪22 2‬داث المراقب‪22 2‬ة واإلش‪22 2‬راف على الحماي‪22 2‬ة‬
‫االجتماعية للطفل‪.1‬‬

‫وبالت ‪22‬الي إذا ثبت لمصالح الوس ‪22‬ط المفت ‪22‬وح أن الطف ‪22‬ل م ‪22‬ا ي ‪22‬زال عرض ‪22‬ة للخط ‪22‬ر في وس ‪22‬طه‬
‫الع‪22 2‬ائلي فإن‪22 2‬ه يجب رف‪22 2‬ع وض‪22 2‬عية الطف‪22 2‬ل مباش‪22 2‬رة لقاض‪22 2‬ي األح‪22 2‬داث المختص‪ ،‬إذ أن‪22 2‬ه في بعض‬
‫األحي‪22‬ان نج‪22‬د األس‪22‬ر تتح‪22‬ول من وس‪22‬ط ي‪22‬وفر األم‪22‬ان واالس‪22‬تقرار للطف‪22‬ل إلى مس‪22‬ببات ول‪22‬وج الطف‪22‬ل‬
‫ألخط ‪22‬ار ع ‪22‬الم الش ‪22‬غل بأس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال‪ ،‬مم ‪22‬ا يع ‪22‬ني أن ‪22‬ه ق ‪22‬د تس ‪22‬تدعي مصلحة الطف ‪22‬ل‬
‫الفضلى إبعاده عن أسرته‪ ،‬ومن قبيل الحاالت التي تكون فيه‪22‬ا فصل الطف‪22‬ل عن أس‪2‬رته ض‪22‬روريا‬
‫لكونه‪22‬ا المتس‪22‬بب لوق‪22‬وع الطف‪22‬ل في خط‪22‬ر أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪ ،‬نج‪22‬د حال‪22‬ة إس‪22‬اءة الوال‪22‬دين‬
‫معامل‪22‬ة الطف‪22‬ل أو إهمالهم‪22‬ا ل‪22‬ه المع‪22‬اقب عليه‪22‬ا بنص الم‪22‬ادة ‪ 330‬الفق‪22‬رة ‪ 3‬من ق‪22‬انون العقوب‪22‬ات‪،‬‬
‫وحال‪22 2‬ة إق‪22 2‬دام الممث‪22 2‬ل الش‪22 2‬رعي للطف‪22 2‬ل على ارتك‪22 2‬اب ج‪22 2‬رم بح‪22 2‬ق الطف‪22 2‬ل كاس‪22 2‬تغالله في ال‪22 2‬دعارة‬

‫‪ -‬آمنة وزاني‪ ،‬حماية الطفل في ضل الهيئات االجتماعية (دراسة في القانون رقم ‪ 12-15‬المتعل‪2‬ق حماي‪2‬ة الطف‪2‬ل)‪ ،‬مجل‪2‬ة جي‪2‬ل‬ ‫‪1‬‬

‫لألبحاث القانونية المعمقة‪ ،‬مركز جيل‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،2017 ،18‬ص‪.04‬‬

‫‪258‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المعاقب عليه‪22‬ا بنص الم‪22‬ادة من ق‪2‬انون العقوب‪22‬ات‪ 342‬أو االتج‪2‬ار بأعض‪22‬ائه المع‪22‬اقب عليه‪22‬ا بنص‬
‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 303‬مكرر‪ 2‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫في األخ‪22 2‬ير‪ ،‬يتض‪22 2‬ح لن‪22 2‬ا أن دور الهيئ‪22 2‬ة الوطني‪22 2‬ة ودور مصالح الوس‪22 2‬ط المفت‪22 2‬وح ه‪22 2‬و دور‬
‫اجتم ‪22‬اعي ووق ‪22‬ائي‪ ،‬ويش ‪22‬مل حماي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل في خط ‪22‬ر من ك ‪22‬ل أش ‪22‬كال الخط ‪22‬ر والض ‪22‬رر ح ‪22‬تى من‬
‫والدي‪22‬ه‪ ،‬وبم‪22‬ا في ذل‪22‬ك أس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل وك‪22‬ل اس‪22‬تغالل للطف‪22‬ل‪ .‬ولكن تبقى ه‪22‬ذه المصالح ذات‬
‫دور محدود على المستوى المحلي بسبب تواج‪2‬د المصلحة بمق‪2‬ر الوالي‪2‬ة وع‪2‬دم وج‪2‬ود ف‪2‬روع على‬
‫مستوى البلديات‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬

‫دور اللجنة الوطنية للوقاية من اإلتجار باألشخاص ومكافحته في القضاء على أسوأ‬
‫أشكال عمل األطفال‬

‫باعتب ‪22‬ار أن اإلتج ‪22‬ار باألطف ‪22‬ال صورة من صور أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال‪ ،‬ك ‪22‬ان ال ب‪ّ2 2‬د‬
‫للتطرق لدور اللجنة الوطنية للوقاية من االتجار باألشخاص باعتبارها أهم هيئة وطنية تعم‪22‬ل من‬
‫أج‪22‬ل مكافح‪22‬ة جريم‪22‬ة اإلتج‪22‬ار باألش‪22‬خاص وحماي‪22‬ة الض‪22‬حايا‪ ،‬والس‪22‬هر على وض‪22‬ع سياس‪22‬ة وطني‪22‬ة‬
‫وخط‪22‬ة عم‪22‬ل في مج‪22‬ال الوقاي‪22‬ة من االتج‪22‬ار باألش‪22‬خاص ومكافحت‪22‬ه‪ ،‬كم‪22‬ا تق‪22‬وم بالتش‪22‬اور والتع‪22‬اون‬
‫وتبادل المعلومات مع الجمعيات والهيئات الوطنية والدولية الناشطة في هذا المجال‪.‬‬

‫إّال أن ه‪22‬ذه الهيئ‪22‬ة تخص الوقاي‪22‬ة من االتج‪22‬ار باألش‪22‬خاص ومكافحت‪22‬ه وك‪22‬ذا حماي‪22‬ة الض‪22‬حايا‬
‫بصفة عاّم ة دون تخصيص حماية خاّص ة بفئة األطف‪2‬ال‪ ،‬وللتع‪2‬رف أك‪2‬ثر على ه‪2‬ذه اللجن‪2‬ة‪ ،‬نتن‪2‬اول‬
‫تش ‪22‬كيلة وس ‪22‬ير عم ‪22‬ل اللجن ‪22‬ة في الف ‪22‬رع األول‪ ،‬ثم دراس ‪22‬ة مختل ‪22‬ف الصالحيات الموكل ‪22‬ة اليه ‪22‬ا في‬
‫الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫تشكيلة وسير عمل اللجنة الوطنية للوقاية من اإلتجار باألشخاص ومكافحته‬


‫‪ -‬المواد ‪ 330/3،342 ،303‬مكرر‪ 2‬من قانون العقوبات األمر رقم ‪.156-66‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪259‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ُأنش‪22 2‬ئت الّلجن‪22 2‬ة الوطني‪22 2‬ة للوقاي‪22 2‬ة من اإلتح‪22 2‬ار باألش‪22 2‬خاص ومكافحت‪22 2‬ه س‪22 2‬نة ‪ 2016‬بم‪22 2‬وجب‬
‫المرس‪22‬وم الرئاس‪22‬ي رقم ‪ ،249 -16‬يتض‪22‬من إنش‪22‬اءها وتنظيمه‪22‬ا وس‪22‬يرها‪ ،‬وُيخ ‪ّ2‬و ل لل‪22‬وزير األول‬
‫مهم ‪22‬ة اإلش ‪22‬راف والرقاب ‪22‬ة على ه ‪22‬ذه اللجن ‪22‬ة‪ ،‬توض ‪22‬ع تحت إش ‪22‬رافه وهي خاض ‪22‬عة لس ‪22‬لطته‪ ،‬فه ‪22‬و‬
‫‪1‬‬
‫المسئول أمام رئيس الجمهورية مسؤولية تاّم ة حول اللجنة وما يتعلق بها من أعمال وأشغال‪.‬‬

‫تتش ‪22 2‬كل اللجن ‪22 2‬ة من ممثلين لع ‪22 2‬دد من ال ‪22 2‬وزارات‪ 20 ،‬ممثال من بينهم ممث ‪22 2‬ل عن رئاس ‪22 2‬ة‬
‫الجمهورية‪ ،‬ممثل عن الوزير األول‪ ،‬ممثل عن وزير الدفاع الوطني‪ ،‬ممث‪22‬ل عن ال‪22‬وزير المكّل ف‬
‫بالشؤون الخارجية‪ ،‬ممثل عن الوزير المكلف بالعمل‪ ،‬ممث‪22‬ل عن وزي‪22‬ر التض‪22‬امن الوط‪22‬ني‪ ،‬ممث‪22‬ل‬
‫عن المفتشية العامة للعمل‪....‬إلخ ‪.2‬‬

‫مّم ا تق ‪22‬دم‪ ،‬يتض ‪22‬ح م ‪22‬دى اهتم ‪22‬ام المش ‪22‬رع الجزائ ‪22‬ري باش ‪22‬راك مختل ‪22‬ف الهيئ ‪22‬ات وال ‪22‬وزارات‬
‫الحساسة في تشكيل هذه اللجنة ومحاربة هذه الجريمة ألنها جريمة تمس بمختلف مجاالت الحي‪22‬اة‬
‫ولها تداعيات أمنية‪ ،‬اجتماعية اقتصادية تربوية وإ نسانية‪.‬‬

‫ب ‪22‬الرغم من ذل ‪22‬ك‪ ،‬تج ‪22‬در اإلش ‪22‬ارة إلى إغف ‪22‬ال إش ‪22‬راك ممث ‪22‬ل عن وزارة الس ‪22‬ياحة في تش ‪22‬كيلة‬
‫اللجنة في حين أّن دوره أساسي نظرا ألن االستغالل الجنسي لألطفال غالبا ما يك‪22‬ون في الفن‪22‬ادق‬
‫وفي إط ‪22‬ار الس ‪22‬ياحة الجنس ‪22‬ية مّم ا يع ‪22‬ني أن وزارة الس ‪22‬ياحة معني ‪22‬ة بش ‪22‬كل كب ‪22‬ير في محارب ‪22‬ة ه ‪22‬ذه‬
‫‪3‬‬
‫الجريمة‪.‬‬

‫يت‪22‬ولى ال‪22‬وزير األول تع‪22‬يين أعض‪22‬اء اللجن‪22‬ة بن‪22‬اء على اق‪22‬تراح الس‪22‬لطات ال‪22‬تي ينتم‪22‬ون إليه‪22‬ا‬
‫لعه ‪22‬دة م‪ّ2 2‬د تها ‪ 3‬س ‪22‬نوات قابل ‪22‬ة للتجدي ‪22‬د‪ ،‬ويتم تع ‪22‬يين رئيس اللجن ‪22‬ة من بين أعض ‪22‬اءها‪ ،‬وفي حال ‪22‬ة‬

‫‪ -‬مرس‪22 2‬وم رئاس‪22 2‬ي رقم ‪ 249 -16‬م ‪22 2‬ؤرخ في ‪ 26‬س‪22 2‬بتمبر ‪ ،2016‬يتض‪22 2‬من إنش‪22 2‬اء اللجن ‪22 2‬ة الوطني ‪22 2‬ة للوقاي ‪22 2‬ة من االتج‪22 2‬ار‬ ‫‪1‬‬

‫باألشخاص ومكافحته‪ ،‬وتنظيمها وسيرها‪ .‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،57‬مؤرخة في ‪ 28‬سبتمبر ‪.2016‬‬


‫‪ -‬راجع الماّد ة ‪ 04‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.249 -16‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬مواس ‪22‬ي العلج ‪22‬ة‪" ،‬آلي ‪22‬ات مكافح ‪22‬ة جريم ‪22‬ة اإلتج ‪22‬ار باألش ‪22‬خاص في التش ‪22‬ريع الجزائ ‪22‬ري"‪ ،‬المجل ‪22‬ة األكاديمي ‪22‬ة للبحث الق ‪22‬انوني‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫المجلد ‪ ،10‬العدد‪ ،03‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬ص‪.141‬‬

‫‪260‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ش ‪22‬غور عض ‪22‬وية أح ‪22‬د األعض ‪22‬اء يتم اس ‪22‬تخالفه حس ‪22‬ب األش ‪22‬كال نفس ‪22‬ها‪ ،‬ويس ‪22‬تكمل العض ‪22‬و الجدي ‪22‬د‬
‫‪1‬‬
‫المعين بقية العهدة المستخلفة إلى غاية انتهائها‪.‬‬

‫تجتمع اللجنة في دورة عادية مرة واحدة كل ثالثة أشهر بن‪22‬اء على اس‪22‬تدعاء من رئيس‪22‬ها أو‬
‫بطلب من ثلث أعض ‪22‬اءها‪ ،‬كم ‪22‬ا يمكن له ‪22‬ا أن تجتم ‪22‬ع في دورات غ ‪22‬ير عادي ‪22‬ة بن ‪22‬اء على اس ‪22‬تدعاء‬
‫رئيس‪22 2 2‬ها أو بطلب من ثلث أعض‪22 2 2‬اءها وُت زود بأمان‪22 2 2‬ة تقني‪22 2 2‬ة تقوده‪22 2 2‬ا مصالح وزارة الش‪22 2 2‬ؤون‬
‫الخارجي‪22‬ة‪ ،‬وت‪22‬زود باالعتم‪22‬ادات الض‪22‬رورية لتس‪22‬ييرها وال‪22‬تي تس‪22‬جل في ميزاني‪22‬ة مصالح ال‪22‬وزير‬
‫‪2‬‬
‫األول‪ ،‬كما يمكن أن تحدث لجان تقنية للمساهمة في القيام بمهامها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫صالحيات اللجنة الوطنية للوقاية من االتجار باألشخاص ومكافحته‬

‫يعت ‪22‬بر إنش ‪22‬اء اللجن ‪22‬ة خط ‪22‬وة إيجابي ‪22‬ة في إط ‪22‬ار الجه ‪22‬ود المبذول ‪22‬ة من ط ‪22‬رف الجزائ ‪22‬ر لتنفي ‪22‬ذ‬
‫التزاماتها الدولية في مجال مكافحة جريمة االتجار باألشخاص‪.‬‬

‫فاللجن ‪22‬ة تعم ‪22‬ل على تفعي ‪22‬ل سياس ‪22‬ة واس ‪22‬تراتيجية الدول ‪22‬ة في مج ‪22‬ال مكافح ‪22‬ة جريم ‪22‬ة اإلتج ‪22‬ار‬
‫وحماي‪22‬ة الض‪22‬حايا‪ ،‬وق‪22‬د تم تحدي‪22‬د المه‪22‬ام الُم س‪22‬ندة إليه‪22‬ا بن‪22‬وع من التفصيل في نص الم‪22‬اّد ة ‪ 03‬من‬
‫المرسوم رقم ‪ ،249-16‬وعموما يمكن تصنيف مهام اللجن‪22‬ة على وج‪22‬ه الخصوص إلى ج‪22‬انبين‪:‬‬
‫وقائي وحمائي‪.‬‬

‫فبالنس ‪22‬بة للج ‪22‬انب الوق ‪22‬ائي‪ ،‬اللجن ‪22‬ة ُأوكلت له ‪22‬ا مه ‪22‬ام تنظيم النش ‪22‬اطات التحسيس ‪22‬ية والتوعوي ‪22‬ة‬
‫داخ‪22‬ل المجتم‪22‬ع‪ ،‬للتحس‪22‬يس بالمعان‪22‬اة ال‪22‬تي تعيش‪22‬ها الض‪22‬حايا‪ ،‬إض‪22‬افة إلى توعي‪22‬ة ك‪22‬ل فئ‪22‬ات المجتم‪22‬ع‬
‫بأخطار هذه الجريمة وتداعياتها وسبل مكافحتها وتفادي الوقوع فيها‪ ،‬وهذه المهم‪22‬ة لن تتحق‪22‬ق إال‬
‫باشراك مختل‪22‬ف األجه‪22‬زة الحكومي‪22‬ة وغ‪22‬ير الحكومي‪22‬ة والهيئ‪22‬ات الوطني‪22‬ة والدولي‪22‬ة الناش‪2‬طة في ه‪22‬ذا‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 05‬من المرسوم ‪.249 -16‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬المواد ‪ 09،10،12‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.249 -16‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪261‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المج‪2‬ال‪ ،‬من أج‪2‬ل التش‪2‬اور والتع‪2‬اون وتب‪2‬ادل المعلوم‪2‬ات والخ‪2‬برات بين مختل‪2‬ف األط‪2‬راف لتحقي‪2‬ق‬
‫‪1‬‬
‫حماية أفضل للضحايا‪.‬‬

‫أّم ا الج‪22‬انب الحم‪22‬ائي فاللجن‪22‬ة تهتم بمتابع‪22‬ة تنفي‪22‬ذ االلتزام‪22‬ات الدولي‪22‬ة الناش‪22‬ئة على االتفاقي‪22‬ات‬
‫المصادق عليها في مجال جريمة اإلتجار باألشخاص‪ ،‬ومنهم األطفال وطريقة التكفل بهم وإ عادة‬
‫إدم ‪22 2‬اجهم في المجتم ‪22 2‬ع‪ ،‬وذل ‪22 2‬ك عن طري ‪22 2‬ق اق ‪22 2‬تراح مراجع ‪22 2‬ة التش ‪22 2‬ريع المنظم لجريم ‪22 2‬ة اإلتج ‪22 2‬ار‬
‫باألشخاص‪ ،‬والتأكيد على ضرورة مطابقته مع اإلتفاقيات الدولية المصادق عليها‪.‬‬

‫كم ‪22‬ا تعم ‪22‬ل اللجن ‪22‬ة على دعم وترقي ‪22‬ة تك ‪22‬وين األش ‪22‬خاص ال ‪22‬ذين لهم عالق ‪22‬ة مباش ‪22‬رة أو غ ‪22‬ير‬
‫مباش ‪22‬رة بنش ‪22‬اط االتج ‪22‬ار باألش ‪22‬خاص‪ ،‬من أج ‪22‬ل تط ‪22‬وير ق ‪22‬دراتهم في التع ‪22‬رف على هوي ‪22‬ة ض ‪22‬حايا‬
‫‪2‬‬
‫اإلتجار‪ ،‬ومحاربة الجريمة ومرتكبيها‪.‬‬

‫ولتقري‪22‬ر حماي‪22‬ة أك‪22‬بر للض‪22‬حايا‪ ،‬تعم‪22‬ل اللجن‪22‬ة على وض‪22‬ع قاع‪22‬دة بيان‪22‬ات وطني‪22‬ة بالتنس‪22‬يق م‪22‬ع‬
‫المصالح األمني‪22‬ة من خالل جم‪22‬ع المعلوم‪22‬ات ح‪2‬ول الجريم‪22‬ة والض‪22‬حايا‪ ،‬لكن بش‪2‬رط ض‪22‬مان الحي‪22‬اة‬
‫‪3‬‬
‫الخاصة للضحايا‪.‬‬

‫كم‪22‬ا تق‪22‬وم بإع‪22‬داد تقري‪22‬ر س‪22‬نوي ح‪22‬ول وض‪22‬عية االتج‪22‬ار باألش‪22‬خاص في الجزائ‪22‬ر ُيرف‪22‬ع إلى‬
‫رئيس الجمهورية‪.4‬‬

‫ومن خالل التقرير الذي أعدته اللجنة سنة ‪ 2018‬يمكن التعرف على المجه‪2‬ود ال‪2‬ذي يجس‪2‬د‬
‫عم‪22‬ل اللجن‪22‬ة ويح‪22‬دد وض‪22‬عية االتج‪22‬ار باألش‪22‬خاص في الجزائ‪22‬ر‪ ،‬حيث كش‪22‬ف التقري‪22‬ر عن تس‪22‬جيل‬

‫‪ -‬مواسي العلجة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.142‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬إذ وفرت الجزائر تدريبات متعددة لفرض القانون استفاد منها أعوان قوات الدرك وشارك المسؤولون الحكوميون في العدي‪2‬د‬ ‫‪2‬‬

‫من ال‪22‬دورات التدريبي‪22‬ة واالجتماع‪22‬ات الدولي‪22‬ة والمتع‪22‬ددة األط‪22‬راف بش‪22‬أن االتج‪22‬ار باألش‪22‬خاص‪ ،‬كم‪22‬ا تت‪22‬وفر المديري‪22‬ة العاّم ة لألمن‬
‫الوط‪22‬ني على خمس ف‪22‬رق ش‪22‬رطة لمراقب‪22‬ة الهج‪22‬رة غ‪22‬ير الش‪22‬رعية واإلتج‪22‬ار باألش‪22‬خاص‪ ،‬وخمس‪22‬ون فرق‪22‬ة متخصصة في مكافح‪22‬ة‬
‫الجرائم ضد األطفال القصر‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬مواسي العلجة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.143‬‬
‫‪ -3‬الماّد ة ‪ 03‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.249 -16‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 3‬فقرة أخيرة من المرسوم الرئاسي نفسه‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ثالث قضايا تتعلق باالتجار بالبشر سنة ‪ ،2017‬وحال‪2‬ة واح‪2‬دة س‪2‬نة ‪ 2018‬تتعل‪2‬ق بح‪2‬االت العم‪2‬ل‬
‫القس‪22 2‬ري واالس‪22 2‬تغالل الجنس‪22 2‬ي لثماني‪22 2‬ة وعش‪22 2‬رين ض‪22 2‬حية تم على إثره‪22 2‬ا متابع‪22 2‬ة ‪ 22‬متهم‪22 2‬ا في‬
‫القضية‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫دور األجهزة الرقابية في ضمان تطبيق األحكام الخاصة بعمل األطفال‬

‫لتجنب وقوع األطفال في أسوأ أش‪2‬كال العم‪22‬ل‪ -‬وب‪22‬األخص الصنف الث‪22‬اني المتعل‪22‬ق باألعم‪22‬ال‬
‫الخط ‪22‬يرة‪ ،-‬أوج ‪22‬د المش ‪22‬رع الجزائ ‪22‬ري بعض اآللي ‪22‬ات القانوني ‪22‬ة ال ‪22‬تي يض ‪22‬من من خالله ‪22‬ا اح ‪22‬ترام‬
‫القواع ‪22‬د القانوني ‪22‬ة ذات الصلة‪ ،‬وتتمث ‪22‬ل ه ‪22‬ذه اآللي ‪22‬ات في إيج ‪22‬اد أجه ‪22‬زة للرقاب ‪22‬ة على م ‪22‬دى تط ‪22‬بيق‬
‫القواعد المتعلقة بتشريعات العمل والتي من ضمنها قواعد تشغيل األطفال وحمايتهم‪.‬‬

‫يتجّلى دور ه ‪22‬ذه األجه ‪22‬زة الرقابي ‪22‬ة في الّس هر على ض ‪22‬مان تط ‪22‬بيق القواع ‪22‬د الخاّص ة بعم ‪22‬ل‬
‫األطف‪22‬ال ح‪22‬تى تتحق‪22‬ق الحماي‪22‬ة القانوني‪22‬ة لألطف‪22‬ال العّم ال في إط‪22‬ار عالق‪22‬ات العم‪22‬ل وداخ‪22‬ل أم‪22‬اكن‬
‫العم‪22‬ل‪ ،‬إذ خ ‪ّ2‬و ل له‪22‬ا المش‪22‬رع مهم‪22‬ة ممارس‪22‬ة الرقاب‪22‬ة على المؤسس‪22‬ة المس‪22‬تخدمة للتأك‪22‬د من م‪22‬دى‬
‫تقيدها بالقواعد واألحكام الخاصة بحماية العمال بصفة عاّم ة واألطفال بصفة خاصة‪.‬‬

‫باإلض ‪22‬افة إلى ذل ‪22‬ك‪ ،‬وتطبيق ‪22‬ا للم ‪22‬اّد ة ‪ 06‬من االتفاقي ‪22‬ة رقم ‪ 182‬بش ‪22‬أن القض ‪22‬اء على أس ‪22‬وأ‬
‫أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال‪ ،‬فق‪22‬د أع‪ّ2‬د ت الجزائ‪22‬ر خط‪22‬ة عم‪22‬ل وطني‪22‬ة لألطف‪22‬ال في الجزائ‪22‬ر تغطي الف‪22‬ترة‬
‫من س ‪22‬نة ‪ 2008‬إلى س ‪22‬نة ‪ ،2015‬وال ‪22‬تي ج ‪22‬رى اعتماده ‪22‬ا تحت رعاي ‪22‬ة ال ‪22‬وزارة المس ‪22‬ؤولة عن‬
‫األس‪22 2‬رة وبمش‪22 2‬اركة المؤسس‪22 2‬ات المعني‪22 2‬ة (‪ 20‬إدارة وزاري‪22 2‬ة و‪ 10‬مؤسس‪22 2‬ات وطني‪22 2‬ة) والمجتم‪22 2‬ع‬
‫المدني ومجموعة استشارية من األطفال والش‪2‬باب واليونيس‪2‬يف‪ ،‬واش‪2‬تملت مجاالته‪22‬ا حماي‪22‬ة الطف‪22‬ل‬
‫العام ‪22‬ل وط ‪22‬البت اللجن ‪22‬ة إلى الحكوم ‪22‬ة تق ‪22‬ديم معلوم ‪22‬ات عن تنفي ‪22‬ذ خط ‪22‬ة العم ‪22‬ل الوطني ‪22‬ة لألطف ‪22‬ال‬
‫‪2‬‬
‫وأثارها من حيث القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‪.‬‬

‫‪ -‬خيرة طالب‪ ،‬ج‪2‬رائم االتج‪2‬ار باألش‪2‬خاص واألعض‪2‬اء البش‪2‬رية في التش‪2‬ريع الجزائ‪2‬ري واالتفاقي‪2‬ات الدولي‪2‬ة‪ ،‬مرج‪2‬ع س‪2‬ابق‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.186‬‬
‫‪ -‬كيرواني ضاوية‪" ،‬في ضرورة القضاء على عمل الطفل‪ :‬على ضوء القانون الدولي والجزائري" مرجع سابق‪ ،‬ص‪.342‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪263‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ولض‪22‬مان فّعالي‪22‬ة الرقاب‪22‬ة على تط‪22‬بيق األحك‪22‬ام الخاصة باس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال في أس‪22‬وأ أش‪22‬كال‬
‫العمل‪ ،‬فقد عم‪2‬ل المش‪2‬رع على توزي‪2‬ع ال‪2‬دور الرق‪2‬ابي على هيئ‪2‬ات وأجه‪2‬زة مختلف‪2‬ة مّم ا يع‪2‬زز من‬
‫فرص الحماية والتقي‪2‬د بالقواع‪2‬د المنصوص عليه‪2‬ا وتقلي‪2‬ل التج‪2‬اوزات والخروق‪2‬ات‪ ،‬وس‪2‬نتناول أهم‬
‫جه‪22‬ازين في ه‪22‬ذا المج‪22‬ال وهم‪22‬ا مفتش‪22‬ية العم‪22‬ل (المطلب األول) و طب العم‪22‬ل ودوره في الرقاب‪22‬ة‬
‫على احترام قواعد عمالة األطفال (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫دور مفتشية العمل في الرقابة على قواعد تشغيل األطفال‬

‫تنص الم‪22‬اّد ة ‪ 09/02‬من االتفاقي‪22‬ة الدولي‪22‬ة رقم ‪ 138‬المتعلق‪22‬ة بالح‪22‬د األدنى لس‪22‬ن االس‪22‬تخدام‬
‫على أن‪22‬ه يع‪22‬ود للتش‪22‬ريعات الوطني‪22‬ة والس‪22‬لطات المختصة صالحية تحدي‪22‬د األش‪22‬خاص المس‪22‬ؤولين‬
‫عن االلتزام باألحكام التي توضع إلنفاذ هذه االتفاقية‪.‬‬

‫تنفيذا لهذا النص‪ ،‬فقد أوكل المش‪2‬رع الجزائ‪2‬ري صالحية الرقاب‪2‬ة على م‪2‬دى تط‪2‬بيق األحك‪2‬ام‬
‫أو القواع‪2‬د المتعلق‪2‬ة بتش‪2‬غيل األطف‪2‬ال لمفتش‪2‬ية العم‪2‬ل ال‪2‬تي تعت‪2‬بر إح‪2‬دى آلي‪2‬ات الرقاب‪2‬ة على تط‪2‬بيق‬
‫قواع‪2‬د وأحك‪2‬ام تش‪2‬ريع العم‪2‬ل والتش‪2‬ريعات المرتبط‪2‬ة ب‪2‬ه وق‪2‬د لعبت دور مهم في محارب‪2‬ة اس‪2‬تغالل‬
‫األطفال وتعريضهم لألعمال الخطيرة‪.‬‬

‫من خالل االختصاصات والصالحيات ال‪22‬تي أوكله‪22‬ا المش‪2‬رع له‪22‬ذه الهيئ‪22‬ة‪ ،‬نق‪22‬وم بدراس‪2‬ة أهم‬
‫مظاهر الرقابة بخصوص تنظيم تشغيل األطفال التي يمكن استخالصها فيما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول‬

‫رقابة مفتشية العمل على الحد األدنى لسن التشغيل‬

‫‪264‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تس ‪22‬مح الزي ‪22‬ارات الميداني ‪22‬ة لمفتش العم ‪22‬ل على الوق ‪22‬وف على المخالف ‪22‬ات المتعلق ‪22‬ة ب ‪22‬التوظيف‬
‫ك‪22 2‬التحقق من س‪22 2‬ن العم‪22 2‬ال الموج‪22 2‬ودين داخ‪22 2‬ل المؤسس‪22 2‬ة وعلى ه‪22 2‬ذا األس‪22 2‬اس يق‪22 2‬وم مفتش العم‪22 2‬ل‬
‫ب‪22 2‬التحقق من ت‪22 2‬وفر الس‪22 2‬ن الض‪22 2‬رورية لالس‪22 2‬تخدام‪ ،‬من خالل اإلطالع على س‪22 2‬جل العم‪22 2‬ال ال‪22 2‬ذي‬
‫يتض‪22‬من معطي‪22‬ات مهم‪22‬ة كت‪22‬اريخ ميالد الطف‪22‬ل وت‪22‬اريخ توظيف‪22‬ه وال‪22‬تي يس‪22‬تطيع من خالله‪22‬ا معرف‪22‬ة‬
‫م ‪22‬دى اح ‪22‬ترام الس ‪22‬ن األدنى للتش ‪22‬غيل‪ ،‬باإلض ‪22‬افة إلى الوث ‪22‬ائق الض ‪22‬رورية كعق ‪22‬د الميالد وت ‪22‬رخيص‬
‫الولي‪ ،‬فإذا تبين لمفتش العمل أن صاحب العم‪2‬ل ق‪2‬د ارتكب مخالف‪2‬ة بخصوص تش‪2‬غيله لطف‪2‬ل يق‪2‬ل‬
‫عمره عن الحد األدنى لالستخدام فإنه يتخذ ضده اإلجراءات المناسبة من توجيه لإلعذار بغرض‬
‫االمتثال للنصوص مع منحه أجال لوضع حد لهذه لخروقات‪.‬‬

‫وال يمكن أن يتج ‪22‬اوز أج ‪22‬ل اإلع ‪22‬ذار ثماني ‪22‬ة أي ‪22‬ام في حال ‪22‬ة الخروق ‪22‬ات للقواع ‪22‬د اآلم ‪22‬رة‪ ،‬وفي‬
‫مج‪22‬ال تش‪22‬غيل األطف‪22‬ال تع‪22‬د القواع‪22‬د المتعلق‪22‬ة بس‪22‬ن االس‪22‬تخدام من القواع‪22‬د اآلم‪22‬رة‪ ،‬وفي حال‪22‬ة ع‪22‬دم‬
‫االمتثال صاحب العمل للتعليمات يحرر مفتش العمل محضرا عن ذلك ويحيل الملف على الجه‪22‬ة‬
‫القض ‪22‬ائية المختصة للبت في ‪22‬ه في أق ‪22‬رب اآلج ‪22‬ال‪ ،‬ويك ‪22‬ون الحكم ق ‪22‬ابال للتنفي ‪22‬ذ رغم المعارض ‪22‬ة أو‬
‫‪1‬‬
‫االستئناف‪ ،‬ولقد دعم المشرع الشروط واإلجراءات المتعلقة بتشغيل األطفال بأحكام جزائية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫الرقابة مفتشية العمل على إجراء الفحص الطبي‬

‫يمكن لمفتش العم‪22‬ل التحق‪22‬ق من اح‪22‬ترام رب العم‪22‬ل إلج‪22‬راء الفحوصات الطبي‪22‬ة الض‪22‬رورية‬
‫للطف‪22‬ل في حال‪22‬ة تش‪22‬غيله من خالل اإلطالع على الوث‪22‬ائق الصادرة عن الهيئ‪22‬ات الطبي‪22‬ة المختصة‬
‫والتي يلزم التشريع صاحب العمل بأن يحتفظ بنسخة منها في ملف خاص يخض‪22‬ع لمراقب‪22‬ة مفتش‬
‫العمل‪.‬‬

‫غ ‪22‬ير أن المش‪22‬رع لم يش‪22‬ر صراحة إلى مس‪22‬ألة ال ‪22‬تزام مفتش العم ‪22‬ل بمراقب ‪22‬ة ك ‪22‬ل الفح‪22‬وص‬
‫الطبي‪22‬ة لكن يمكن اس‪22‬تنتاج ذل‪22‬ك ض‪22‬منيا من خالل الم‪22‬اّد ة ‪ 06‬ف‪ 03‬من الق‪22‬انون ‪ 03-90‬المتعل‪22‬ق‬

‫‪ -‬رشيد واضح‪ ،‬الوجيز في شرح قانون العمل‪ ،‬دار ريحانة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص‪.121‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪265‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بمفتش‪22‬ية العم‪22‬ل ‪1‬وال‪22‬تي تنص على أن‪22‬ه يمكن لمفتش‪22‬ي العم‪22‬ل أن يقوم‪22‬و ب‪22‬أي فحص أو مراقب‪22‬ة أو‬
‫تحقي‪22‬ق يرون‪22‬ه ض‪22‬روريا للتحق‪22‬ق من اح‪22‬ترام األحك‪22‬ام التش‪22‬ريعية فعال‪ ،‬باإلض‪22‬افة إلى إمكاني‪22‬ة طلب‬
‫اإلّطالع على أي دفتر أو سجل يمسكه صاحب العمل بعد طلبه منه أو وثيقة معينة‪.‬‬

‫وفي حالة اكتشاف مفتش العمل ألي خرق أو تقصير في هذا الجانب نصت الم‪22‬اّد ة ‪ 09‬من‬
‫الق ‪22‬انون ‪ 03-90‬أن ‪22‬ه لمفتش العم ‪22‬ل إذا ال ح ‪22‬ظ تقصيرا أو خرق ‪22‬ا لألحك ‪22‬ام التش ‪22‬ريعية والتنظيمي ‪22‬ة‬
‫المتعلقة بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل يتخ‪22‬ذ ض‪22‬ده اإلج‪22‬راءات الض‪22‬رورية وال‪22‬تي يمكن أن‬
‫تصل إلى حد المتابعة القضائية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫رقابة مفتشية العمل على طبيعة العمل الموكل للطفل وظروف إنجازه‬

‫تنص الماّد ة ‪ 24‬من المرسوم التنفيذي ‪ 05-05‬المتعلق بتنظيم المفتش‪22‬ية العام‪22‬ة للعم‪22‬ل‪2‬على‬
‫أن تتولى مفتش‪2‬ية العم‪2‬ل للوالي‪2‬ة مهم‪2‬ة تنش‪2‬يط ومراقب‪2‬ة ومتابع‪2‬ة ممارس‪2‬ة مفتش‪2‬ي العم‪2‬ل النش‪2‬اطات‬
‫المترتب‪22‬ة على المه‪22‬ام والصالحيات المخول‪22‬ة لمفتش‪22‬ية العم‪22‬ل بم‪22‬وجب التش‪22‬ريع والتنظيم المعم‪22‬ول‬
‫بهما‪.‬‬

‫وُتكّلف على الخصوص بتنظيم كل النشاطات الرامية إلى مكافحة جمي‪2‬ع أش‪2‬كال العم‪2‬ل غ‪2‬ير‬
‫القانوني وتنفيذها ومنها تلك المتعلقة بأسوأ أشكال عمل األطفال والتي تنطوي على خطورة على‬
‫صحة األطف‪22 2‬ال ونم‪22 2‬وهم وأخالقهم ك‪22 2‬التعرض للم‪22 2‬واد الكيميائي‪22 2‬ة المض‪22 2‬رة في أم‪22 2‬اكن العم‪22 2‬ل أو‬
‫المبي‪22‬دات مثال في الفالح‪22‬ة باإلض‪22‬افة إلى ظ‪22‬روف أداء العم‪22‬ل ك‪22‬الظروف المتعلق‪22‬ة بقواع‪22‬د الوقاي‪22‬ة‬
‫‪3‬‬
‫الصحية واألمن وطب العمل‪.‬‬

‫‪ - 1‬الم‪22 2‬اّد ة ‪ 06‬ف‪ 03‬من الق ‪22‬انون رقم ‪ 03-90‬الم‪22 2‬ؤرخ في ‪ 06/02/1990‬يتعل ‪22‬ق بمفتش ‪22‬ية العم‪22 2‬ل المع‪22 2‬دل والمتمم‪ ،‬الجري‪22 2‬دة‬
‫الرسمية ‪ ،06‬الصادر في ‪.07/02/1990‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي ‪ 05-05‬المؤرخ في ‪ 2005،/06/01‬يتعلق بتنظيم المفتشية العامة للعمل‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،03‬الصادر‬ ‫‪2‬‬

‫في ‪.08/01/2005‬‬

‫‪266‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وُيمكن لمفتش العم ‪22‬ل التحق ‪22‬ق من تع ‪22‬رض الطف ‪22‬ل ألس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال العم ‪22‬ل من خالل اإلّطالع‬
‫على سجل العّم ال الذي يتضمن منصب العمل الذي يشغله الطفل‪ ،‬فإذا ما الحظ وج‪22‬ود تج‪22‬اوزات‬
‫بهذا الشأن كعدم تناسب العمل م‪2‬ع الطف‪2‬ل أو ظ‪2‬روف آداءه أو ع‪2‬دم وج‪2‬ود نظاف‪2‬ة في مك‪2‬ان العم‪2‬ل‬
‫أو نقص أو عدم توف‪2‬ير ل‪22‬وازم وأدوات العم‪22‬ل‪ُ ،‬يح‪ّ2‬ر ر مفتش العم‪22‬ل ف‪2‬ورا محض‪22‬ر المخالف‪22‬ة وُيع‪22‬ذر‬
‫‪1‬‬
‫المستخدم باتخاذ تدابير الوقاية المالئمة لألخطار المطلوب اتقائها‪.‬‬

‫من خالل م‪2‬ا س‪2‬بق‪ ،‬يتض‪2‬ح أن لمفتش‪2‬ية العم‪2‬ل دورا رئيس‪2‬ا وفع‪2‬اال في مج‪2‬ال حماي‪2‬ة األطف‪2‬ال‬
‫من التع‪2‬رض لالس‪2‬تغالل في أس‪2‬وأ أش‪2‬كال العم‪2‬ل من خالل الح‪2‬رص على حماي‪2‬ة حق‪2‬وقهم والرقاب‪2‬ة‬
‫على مدى التقيد باألحكام التشريعية والتنظيمية واالتفاقي‪22‬ة المتعلق‪22‬ة بتش‪22‬غيل األطف‪22‬ال‪ ،‬وك‪22‬ذا الرقاب‪22‬ة‬
‫التقنية من خالل السهر على احترام المقاييس الصحية واألمنية في أماكن العمل‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫دور طب العمل في الرقابة على احترام قواعد عمالة األطفال‬

‫خ ‪ّ2‬و ل المش ‪22‬رع لمصلحة طب العم ‪22‬ل العدي ‪22‬د من الصالحيات المتعلق ‪22‬ة بالج ‪22‬انب الوق ‪22‬ائي في‬
‫العمل بغرض حماية صّح ة األطفال وضمان حمايتهم من األعم‪2‬ال الخط‪2‬يرة‪ ،‬حيث نج‪2‬د أن أغلب‬
‫القواعد واألحكام المتعلقة بتشغيلهم ُو جدت أساسا لتحقيق النمو الطبيعي للطفل من الناحي‪22‬ة البدني‪22‬ة‬
‫والعقلي‪22‬ة إذا م‪22‬ا اض‪22‬طرو للعم‪22‬ل‪ ،‬ويجب أن يك‪22‬ون عملهم ه‪22‬ذا في ظ‪22‬ل الرعاي‪22‬ة الطبي‪22‬ة والظ‪22‬روف‬
‫المناس ‪22‬بة‪ ،‬ولمعرف ‪22‬ة دور طب العم ‪22‬ل في الرقاب ‪22‬ة على تل ‪22‬ك األحك ‪22‬ام س ‪22‬نحاول التط ‪22‬رق إلى هيكل ‪22‬ة‬
‫طب العم ‪22‬ل (الف ‪22‬رع األول)‪ ،‬ثم التع ‪22‬رف على معظم صالحيات ه ‪22‬ذه المصلحة في الرقاب ‪22‬ة على‬
‫احترام قواعد عمال‪22‬ة األطف‪22‬ال وأبرزه‪22‬ا المراقب‪22‬ة الطبي‪22‬ة للتأك‪22‬د من أهلي‪22‬ة الش‪2‬خص لش‪2‬غل المنصب‬
‫ومراقبة شروط أداء العمل (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪ -‬خ‪2‬واثرة س‪2‬امية‪" ،‬دور مفتش‪2‬ية العم‪2‬ل في رقاب‪2‬ة تط‪2‬بيق قواع‪2‬د تش‪2‬غيل األطف‪2‬ال"‪ ،‬حولي‪2‬ات جامع‪2‬ة الجزائ‪2‬ر‪ ،‬الع‪2‬دد ‪ ،32‬ديس‪2‬مبر‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،2018‬ص‪.507‬‬
‫‪ -‬نص الماّد ة ‪ 12‬من القانون ‪ 90/03‬المتعلق بمفتشية العمل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪267‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‬

‫هيكلة طب العمل‬

‫يمارس طبيب العمل مهامه في مصالح طب العمل على أشكال مختلفة‪ ،‬ينتج كل شكل منها‬
‫نوع ‪22‬ا من أن ‪22‬واع العالق ‪22‬ة الوظيفي ‪22‬ة‪.‬وعلى ه ‪22‬ذا األس ‪22‬اس تك ‪22‬ون مصالح طب العم ‪22‬ل وف ‪22‬ق األش ‪22‬كال‬
‫اآلتية‪:‬‬

‫أوال‪ -‬مصلحة طب العمل الداخلية‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫إذا توفرت الشروط المنصوص عليها ضمن الم‪22‬ادتين ‪ 13‬و‪ 14‬ف‪ 1‬من الق‪22‬انون ‪07-88‬‬
‫ف‪22‬إن ط‪22‬بيب العم‪22‬ل المتعاق‪22‬د يم‪22‬ارس مهام‪22‬ه في مصلحة طب العم‪22‬ل التابع‪22‬ة للمؤسس‪22‬ة المس‪22‬تخدمة‪،‬‬
‫والتي تتكفل بمصاريف تجهيزها وسيرها فهو يمارس مهامه في مكان العمل نفسه‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬مصلحة طب العمل المشتركة ما بين الهيئات‪:‬‬

‫في حال ‪22‬ة ع ‪22‬دم إمكاني ‪22‬ة إنش ‪22‬اء مصلحة داخلي ‪22‬ة لطب العم ‪22‬ل ف ‪22‬إن ه ‪22‬ذا االل ‪22‬تزام ال يس ‪22‬قط عن‬
‫الهيئ‪22‬ة المس‪22‬تخدمة‪ ،‬وإ نم‪22‬ا نص المش‪22‬رع في الم‪22‬اّد ة ‪ 14‬من الق‪22‬انون ‪ 07-88‬على إمكاني‪22‬ة اللج‪22‬وء‬
‫إلى إحداث مصلحة مشتركة فيما بين الهيئات وهي عضو مستقل عن الهيئات المس‪22‬تخدمة‪ ،‬يتمت‪22‬ع‬
‫بالشخصية المعنوي‪22‬ة واالس‪2‬تقالل الم‪22‬الي‪ .‬يرب‪22‬ط بين ط‪22‬بيب العم‪22‬ل ومصلحة طب العم‪22‬ل المش‪2‬تركة‬
‫م‪22 2‬ا بين الهيئ‪22 2‬ات عق‪22 2‬د عم‪22 2‬ل‪ ،‬ويم‪22 2‬ارس طب العم‪22 2‬ل في ه‪22 2‬ذه الحال‪22 2‬ة على أس‪22 2‬اس إقليمي بش‪22 2‬رط‬
‫الحصول على الرخصة المسبقة من وزارة الصحة‪ ،‬وتتكفل الهيئات المشاركة بتجهيز المصلحة‪.‬‬
‫وتح ‪22‬دد النس ‪22‬بة بع ‪22‬دد العم ‪22‬ال‪ ،‬كم ‪22‬ا تل ‪22‬تزم أيض ‪22‬ا بمصاريف الفحوصات والتحالي ‪22‬ل ال ‪22‬تي يق ‪22‬وم به ‪22‬ا‬
‫‪2‬‬
‫العامل بطلب من طبيب العمل‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬مصلحة طب العمل التابعة للمؤسسات الصحية‪:‬‬

‫‪ -‬القانون ‪ 07-88‬مؤرخ في ‪ ،26/01/1988‬يتعل‪2‬ق بالوقاي‪2‬ة الصحية واألمن وطب العم‪2‬ل‪ ،‬الجري‪2‬دة الرس‪2‬مية ‪ ،04‬صادر في‬ ‫‪1‬‬

‫‪.24/01/1988‬‬
‫‪ -‬حاج سودي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.288‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪268‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تلج ‪22‬أ الهي ‪22‬أة المس ‪22‬تخدمة في حال ‪22‬ة ع ‪22‬دم إمكاني ‪22‬ة ت ‪22‬وفر الهياك ‪22‬ل الس ‪22‬ابقة إلى إب ‪22‬رام اتف ‪22‬اق م ‪22‬ع‬
‫المؤسس‪22‬ة الصحية المختصة إقليمي‪22‬ا وذل‪22‬ك حس‪22‬ب اتف‪22‬اق نم‪22‬وذجي‪ ،‬ويك‪22‬ون في ه‪22‬ذه الحال‪22‬ة ط‪22‬بيب‬
‫العم‪22 2‬ل موظف‪22 2‬ا تابع‪22 2‬ا لقط‪22 2‬اع الوظي‪22 2‬ف العم‪22 2‬ومي‪ ،‬وتك‪22 2‬ون مصلحة طب العم‪22 2‬ل تابع‪22 2‬ة للمؤسس‪22 2‬ة‬
‫‪1‬‬
‫الصحية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫المراقبة الطبية كآلية الحترام قواعد عمالة األطفال‬
‫تنص الم‪22‬اّد ة ‪ 17‬من ق‪22‬انون الوقاي‪22‬ة الصحية واألمن في العم‪22‬ل على أن "يخض‪22‬ع وجوب‪22‬ا ك‪22‬ل‬
‫عامل أو ممتهن للفحوص الطبية الخاصة ب‪2‬التوظيف وك‪2‬ذا الفح‪2‬وص الدوري‪2‬ة والخاصة والمتعلق‪2‬ة‬
‫باستئناف العمل ‪ "..‬فالفحص الطبي إجباري يق‪2‬وم ب‪2‬ه ط‪2‬بيب العم‪2‬ل وذل‪2‬ك ب‪2‬دواعي الصّح ة العام‪2‬ة‬
‫والسير الحسن للمؤسسة المستخدمة‪ ،‬وهذه الفحوص تتنوع وتختلف بحسب الغاية منه‪22‬ا‪ ،‬وه‪22‬ذا م‪22‬ا‬
‫أشارت إليه الماّد ة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي ‪ 2120-93‬وهي كاآلتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬فحص مصلحة طب العمل مدى أهلية الطفل لشغل منصب العمل‬
‫في هذه الحالة ُيخضع طبيب العمل الطفل العام‪22‬ل إلى فحص ط‪22‬بي ابت‪22‬دائي يتأـكد من خالل‪22‬ه‬
‫من مدى تناسب اإلمكانيات الجسدية والنفسية للطفل مع طبيعة منصب العمل الذي سيشغله‪ ،‬ولقد‬
‫نص المشرع الجزائري في الم‪22‬اّد ة ‪ 17‬من الق‪22‬انون ‪ 07-88‬على الح‪22‬االت ال‪22‬تي يلج‪22‬أ فيه‪22‬ا ط‪22‬بيب‬
‫العمل إلى هذا الفحص وهي ثالث حاالت‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬حالة التوظيف الجديد إذ يجب التأكد من خالل الفحص الط‪22‬بي م‪22‬دى اس‪22‬تعداد‬
‫الطف‪22‬ل لش‪2‬غل المنصب المق‪22‬ترح‪ ،‬وأن يح‪2‬دد من وجه‪22‬ة نظ‪22‬ره الطبي‪22‬ة المناصب ال‪22‬تي ال يمكن له‪22‬ذا‬
‫الطف ‪22‬ل ش ‪22‬غلها‪ ،‬كم ‪22‬ا يمكن ‪22‬ه اق ‪22‬تراح تع ‪22‬ديالت على المنصب لتمكين الطف ‪22‬ل العام ‪22‬ل من ش ‪22‬غله‪ ،‬أو‬

‫‪ -‬حاج سودي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.288‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -2‬المرسوم التنفيذي ‪ ،120-93‬مؤرخ في ‪ 15/05/1993‬يتعلق بتنظيم طب العمل‪ ،‬ج‪.‬ر ‪ ،33‬صادر في ‪.16/05/1993‬‬

‫‪269‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تحوي‪22‬ل ه‪22‬ذا األخ‪22‬ير إلى منصب آخ‪22‬ر أك‪22‬ثر مالئم‪22‬ة تكريس‪22‬ا لحماي‪22‬ة الطف‪22‬ل من ك‪22‬ل م‪22‬ا ق‪22‬د يع‪ّ2‬ر ض‬
‫‪3‬‬
‫صحته للخطر‪.‬‬
‫الحال‪22‬ة الثاني‪22‬ة‪ :‬ال‪22‬تي يخض‪22‬ع فيه‪22‬ا الطف‪22‬ل للفحص الط‪22‬بي هي حال‪22‬ة تغي‪22‬ير منصب العم‪22‬ل‪ ،‬إذ‬
‫نصت الماّد ة ‪ 14‬من المرسوم التنفيذي ‪ 93/120‬على أنه "يخضع كل تحوي‪22‬ل في منصب العم‪22‬ل‬
‫لفحص طبي جديد يهدف إلى التأكد من أن العامل أه‪22‬ل لمنصب العم‪22‬ل المرش‪2‬ح لش‪2‬غله" وفي ه‪22‬ذه‬
‫الحالة يبدي طبيب العمل رأي‪2‬ه بع‪2‬د الفحص فيم‪2‬ا إذا ك‪2‬ان العام‪2‬ل أهال لش‪2‬غل ه‪2‬ذا المنصب الجدي‪2‬د‬
‫أو ال‪.‬‬
‫أّم ا الحال‪22‬ة األخ‪22‬يرة فهي حال‪22‬ة اس‪22‬تئناف العم‪22‬ل‪ ،‬إذ نص المش‪22‬رع على ه‪22‬ذه الحال‪22‬ة في الم‪22‬اّد ة‬
‫‪ 17‬من الق ‪22 2‬انون ‪ 88/07‬الم ‪22 2‬ذكور أعاله وج‪22 2‬اءت الم ‪22 2‬اّد ة ‪ 17‬من المرس‪22 2‬وم التنفي ‪22 2‬ذي ‪93/120‬‬
‫لتؤكد ذلك بنصها على أن الفحوص الطبية واجبة الستئناف العمل تجرى بعد غياب سببه مرض‬
‫مه‪22‬ني أو ح‪22‬ادث عم‪22‬ل أو بع‪22‬د عطل‪22‬ة األموم‪22‬ة أو غي‪22‬اب ال يق‪22‬ل عن واح‪22‬د وعش‪22‬رين يوم‪22‬ا بس‪22‬بب‬
‫م‪2‬رض أو ح‪2‬ادث غ‪2‬ير مه‪2‬ني أو في حال‪2‬ة تغيب‪2‬ات متك‪2‬ررة بس‪2‬بب م‪2‬رض غ‪2‬ير مه‪2‬ني وتعلم الهيئ‪2‬ة‬
‫المس‪22‬تخدمة ط‪22‬بيب العم‪22‬ل قب‪22‬ل اس‪22‬تئناف العم‪22‬ل وذل‪22‬ك للتأك‪22‬د من أن العام‪22‬ل ال ي‪22‬زال يحتف‪22‬ظ بقدرت‪22‬ه‬
‫على مواصلة شغل منصبه الذي كان فيه قبل االنقطاع عن العمل ألسباب صحّية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مراقبة مصلحة طب العمل لشروط العمل‬
‫تعد مصلحة طب العمل بمثابة مستشار للهيئة المس‪2‬تخدمة وذل‪22‬ك بإش‪2‬رافها على مك‪22‬ان العم‪22‬ل‬
‫من الناحي ‪22‬ة الصحية ل ‪22‬ذلك تنص الم ‪22‬اّد ة ‪ 24‬من المرس ‪22‬وم التنفي ‪22‬ذي ‪ 93/120‬على أن المصالح‬
‫الخاصة في الهيئة المستخدمة تعلم طبيب العمل على وجه الوج‪2‬وب بطبيع‪2‬ة الم‪2‬واد المس‪2‬تعملة في‬
‫العم‪22‬ل وتركيبه‪22‬ا وطريق‪22‬ة اس‪22‬تعمالها‪ ،‬والمناصب ال‪22‬تي تع‪22‬الج فيه‪22‬ا ه‪22‬ذه الم‪22‬واد‪ ،‬ب‪22‬ل تل‪22‬تزم بإعالم‪22‬ه‬
‫حتى بالمواد والوسائل التي ستستعملها مستقبال من أجل تطوير العمل‪ ،‬وذلك بهدف وضع طبيب‬
‫العم‪22 2‬ل في الصورة الحقيقي‪22 2‬ة ليك‪22 2‬ون على دراي‪22 2‬ة باألخط‪22 2‬ار المحنمل‪22 2‬ة أن يتع‪22 2‬رض له‪22 2‬ا العام‪22 2‬ل‬

‫‪ -‬الماّد ة ‪ 17‬من القانون ‪.07-88‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪270‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وليس ‪22‬تطيع أن يق ‪22‬رر م ‪22‬دى تناس ‪22‬ب العام ‪22‬ل م ‪22‬ع األعم ‪22‬ال أو الوس ‪22‬ائل الجدي ‪22‬دة ألن ‪22‬ه مل ‪22‬زم بتك ‪22‬ييف‬
‫المناصب مع البنية الجسمية للعامل‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك يلتزم طبيب العمل بتطوير ش‪2‬روط العم‪2‬ل س‪2‬واء تعل‪2‬ق األم‪2‬ر بالنظاف‪2‬ة في‬
‫أم‪22‬اكن العم‪22‬ل‪ ،‬أو النظاف‪2‬ة في اإلطع‪22‬ام ومرك‪22‬ز االس‪2‬تقبال‪ ،‬وك‪22‬ل مك‪22‬ان يك‪22‬ون ض‪22‬روري االس‪2‬تعمال‬
‫من ط‪22 2‬رف العم‪22 2‬ال‪ ،‬ويس‪22 2‬اعد أعض‪22 2‬اء الصحة واألمن بالنصائح واإلرش‪22 2‬ادات ال‪22 2‬تي يق‪22 2‬دمها لهم‬
‫‪1‬‬
‫خاصة ما تعلق بإبعاد المواد الخطرة عن مكان العمل‪.‬‬
‫مّم ا س‪22‬بق نس‪22‬تخلص أّن لمفتش‪22‬ية العم‪22‬ل دورا رئيس‪22‬يا وفع‪22‬اال في مج‪22‬ال الرقاب‪22‬ة فهي ت‪22‬راقب‬
‫المؤسس‪22‬ات المس‪22‬تخدمة من حيث م‪22‬دى التزامه‪22‬ا باألحك‪22‬ام التش‪22‬ريعية والتنظيمي‪22‬ة المتعلق‪22‬ة بتش‪22‬غيل‬
‫األطفال‪ ،‬مّم ا يجعلها تؤّد ي دورا رئيسيا في حماية حقوق العمال وخاّص ة األطفال منهم‪ ،‬غ‪22‬ير أن‬
‫ه‪2‬ذا الجه‪2‬از يع‪2‬رف الكث‪2‬ير من الصعوبات نتيج‪2‬ة انع‪2‬دام النصوص القانوني‪2‬ة ال‪2‬تي تح‪2‬دد بعض من‬
‫القواعد الحمائية للطفل العامل‪ ،‬ومثال ذلك نجد أن المشرع الجزائري لم يح‪22‬دد بوض‪22‬وح األعم‪22‬ال‬
‫المحظ ‪22‬ورة على األطف ‪22‬ال لخطورته ‪22‬ا‪ ،‬ل ‪22‬ذا ينبغي على الس ‪22‬لطة المختصة تحدي ‪22‬د قائم ‪22‬ة بمجموع ‪22‬ة‬
‫األعمال التي تشكل خطرا على الطفل العامل‪.‬‬
‫كما يجب على صاحب العم‪22‬ل ال‪22‬ذي يش‪2‬غل فئ‪22‬ة األطف‪22‬ال أن يتخ‪2‬ذ بعض اإلج‪2‬راءات الوقائي‪22‬ة‬
‫كأن يق‪2‬وم بتعلي‪2‬ق نس‪2‬خة من األحك‪2‬ام المتعلق‪2‬ة بتوظي‪2‬ف األطف‪2‬ال في أم‪2‬اكن ب‪2‬ارزة في العم‪2‬ل‪ ،‬ي‪2‬بين‬
‫فيه‪22 2‬ا موافق‪22 2‬ة الوصي الش‪22 2‬رعي‪ ،‬الس‪22 2‬ن الق‪22 2‬انوني للطف‪22 2‬ل العام‪22 2‬ل‪ ،‬تحدي‪22 2‬د س‪22 2‬اعات العم‪22 2‬ل وف‪22 2‬ترة‬
‫اإلستراحة‪ ،‬ونوع العمل الذي يؤديه‪ ،‬واألعمال والمهن التي يحظر تعيينهم فيها‪...‬إلخ‪ ،‬كم‪22‬ا يجب‬
‫العم‪22‬ل على ت‪22‬دعيم مق‪22‬اييس العم‪22‬ل في مج‪22‬ال الوقاي‪22‬ة الصحية واألمن وطب العم‪22‬ل‪ ،‬وتط‪22‬وير ك‪22‬ل‬
‫األعمال الرامية إلى تحسين ظروف العمل لدى هذه الفئة‪.‬‬

‫‪ -‬حاج سودي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.294‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪271‬‬
‫خاتمـــــــــة‬
‫خاتمــة‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫من خالل دراس‪22‬تنا لظ‪22‬اهرة اس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال في أس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل يتض‪22‬ح أن‪22‬ه ب‪22‬الرغم من‬
‫ق‪22‬دم الّظ اهرة إال أنه‪22‬ا مس‪22‬تمرة في الوج‪22‬ود‪ ،‬وتتط‪22‬ور بتط‪22‬ور المجتمع‪22‬ات وه‪22‬ذا م‪22‬ا ُي دخل المجتم‪22‬ع‬
‫البشري في دوامة من الّالإستقرار االجتماعي؛ فباإلضافة إلى اآلثار السلبية التي تخلفها الظ‪22‬اهرة‬
‫على األطف‪22‬ال الُم س‪22‬تغّلين‪ ،‬ف‪22‬إن ه‪22‬ذه اآلث‪22‬ار تتوس‪22‬ع في المجتم‪22‬ع وتش‪22‬كل انتهاك‪22‬ات صارخة لحق‪22‬وق‬
‫اإلنسان‪.‬‬

‫م‪22‬ا جع‪22‬ل موض‪22‬وع البحث عن آلي‪22‬ات لحماي‪22‬ة األطف‪22‬ال من اإلس‪22‬تغالل في أس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل‬
‫س ‪22‬واء دولي ‪22‬ا أو وطني ‪22‬ا يحظى بعناي ‪22‬ة كب ‪22‬يرة من الناحي ‪22‬ة النظري ‪22‬ة والميداني ‪22‬ة من قب ‪22‬ل المنظم ‪22‬ات‬
‫الدولية والتشريعات الوطنية بما فيها التشريع الجزائري‪ ،‬إال أنه ال تزال هناك مسافة واس‪22‬عة بين‬
‫النصوص وواق‪22‬ع األطف‪22‬ال في الع‪22‬الم‪ ،‬فهن‪22‬اك ماليين من األطف‪22‬ال يتعرض‪22‬ون لإلس‪22‬تغالل في أس‪22‬وأ‬
‫أشكال العمل‪ ،‬خاصة في دول العالم الثالث‪.‬‬

‫ومن النتائج التي توصلت إليها من خالل هذه الدراسة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اس ‪22‬تغالل األطف ‪22‬ال في أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال العم ‪22‬ل ظ ‪22‬اهرة ذات ُبع ‪22‬د وط ‪22‬ني ودولي‪ُ ،‬م جّر م ‪22‬ة في‬
‫الق ‪22‬انون ال ‪22‬دولي والوط ‪22‬ني‪ ،‬وتتطلب سياس ‪22‬ة مزدوج ‪22‬ة لحماي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل تجم ‪22‬ع بين الحماي ‪22‬ة الجنائي ‪22‬ة‬
‫والتدابير الوقائية‪.‬‬

‫‪ -‬وجود العديد من صور استغالل األطفال تدخل ضمن أسوأ أشكال العمل‪ ،‬يمكن تصنيفها‬
‫إلى صنفين؛ أعم‪22‬ال مجّر م‪22‬ة بطبيعته‪22‬ا ُتش‪22‬كل ج‪22‬رائم دولي‪22‬ة في ك‪22‬ل األح‪22‬وال وهي مترابط‪22‬ة مث‪22‬ل‬
‫ج‪22‬رائم االتج‪22‬ار باألطف‪22‬ال وجريم‪22‬ة ال‪22‬بيع واالختط‪22‬اف والته‪22‬ريب والتس‪22‬ول باألطف‪22‬ال‪ ،‬أّم ا الصنف‬
‫الثاني فهي أعمال مباحة في أصلها إال أنها تعتبر خطيرة على فئة األطفال‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫خاتمــة‬

‫‪ -‬الجه ‪22‬ود الدولي ‪22‬ة المبذول ‪22‬ة غ ‪22‬ير كافي ‪22‬ة‪ ،‬ف ‪22‬إبرام المعاه ‪22‬دات غ ‪22‬ير ك ‪22‬اف والس ‪22‬ن التش ‪22‬ريعات‬
‫الوطني‪22‬ة فق‪22‬ط‪ ،‬إنم‪22‬ا يجب معالج‪22‬ة أس‪22‬باب نش‪22‬وء ه‪22‬ذه الظ‪22‬واهر من فق‪22‬ر والمس‪22‬اواة وانع‪22‬دام ف‪22‬رص‬
‫التعليم والبطالة‪.‬‬

‫‪ -‬تعت‪22‬بر اتفاقي‪22‬ة منظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة بش‪22‬أن القض‪22‬اء على أس‪22‬وأ أش‪22‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال من‬
‫أهم الوث‪22‬ائق الدولي‪22‬ة ال‪22‬تي تع‪22‬الج ه‪22‬ذا الموض‪22‬وع‪ ،‬لكن األهم من ذل‪22‬ك ه‪22‬و أن يتم دمج مبادئه‪22‬ا في‬
‫الهياك‪2‬ل القانوني‪2‬ة الوطني‪2‬ة‪ ،‬وتنفي‪2‬ذها بش‪2‬كل يعطي أمال واقعي‪2‬ا بالقض‪2‬اء الس‪2‬ريع على ه‪2‬ذه األش‪2‬كال‬
‫األسوأ من عمالة األطفال‪.‬‬

‫‪ -‬ع ‪22‬دم وج ‪22‬ود احصائيات دقيق ‪22‬ة عن نس ‪22‬بة اس ‪22‬تغالل األطف ‪22‬ال في أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال العم ‪22‬ل م ‪22‬ا‬
‫يستدعي التنسيق مع المجتمع المدني بسبب تفشي الظاهرة عبر اإلقتصاد "غير المنظم"‪.‬‬

‫‪ -‬انس‪22‬جام المنظوم‪22‬ة القانوني‪22‬ة الوطني‪22‬ة المتعلق‪22‬ة بالطف‪22‬ل إلى ح‪22‬د بعي‪22‬د م‪22‬ع االتفاقي‪22‬ات الدولي‪22‬ة‬
‫ال ‪22‬تي صادقت عليه ‪22‬ا الجزائ ‪22‬ر بم ‪22‬ا في ذل ‪22‬ك اتفاقي ‪22‬ة منظم ‪22‬ة العم ‪22‬ل الدولي ‪22‬ة رقم ‪ 182‬بش ‪22‬أن أس ‪22‬وأ‬
‫أشكال عمل األطفال‪.‬‬

‫‪ -‬ض ‪22‬عف المنظوم ‪22‬ة العقابي ‪22‬ة الوطني ‪22‬ة في مواجه ‪22‬ة الج ‪22‬رائم المرتبط ‪22‬ة بأس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال العم ‪22‬ل‬
‫الس‪22‬يما جريم‪22‬ة االتج‪22‬ار باألطف‪22‬ال واس‪22‬تغاللهم في ال‪22‬دعارة‪ ،‬وض‪22‬عف الحماي‪22‬ة الوقائي‪22‬ة بس‪22‬بب ع‪22‬دم‬
‫كفاية مصالح الوسط المفتوح بواقع مصلحة واحدة على مستوى كل والية‪.‬‬

‫‪ -‬تش ‪22‬تت المنظوم ‪22‬ة القانوني ‪22‬ة الخاصة بالطف ‪22‬ل في ق ‪22‬وانين ع ‪22‬دة‪ ،‬وع ‪22‬دم إلم ‪22‬ام ق ‪22‬انون حماي ‪22‬ة‬
‫الطفل بكل القواعد ذات الصلة ب‪22‬ه مث‪22‬ل ع‪22‬دم النص على أس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪22‬ل األطف‪22‬ال وع‪22‬دم النص‬
‫على كل حق من حقوقه إال باإلحالة على االتفاقيات الدولية‪.‬‬

‫فرغم الترسانة القانونية التي يتمت‪2‬ع به‪2‬ا النظ‪2‬ام الق‪2‬انوني الجزائ‪2‬ري في مج‪2‬ال حماي‪2‬ة الطف‪2‬ل‪،‬‬
‫ف ‪22‬إن أطف ‪22‬ال الجزائ ‪22‬ر ال زال ‪22‬وا يع ‪22‬انون من أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال العم ‪22‬ل‪ ،‬وه ‪22‬و م ‪22‬ا ي ‪22‬دق ن ‪22‬اقوس الخط ‪22‬ر‪،‬‬
‫ويستوجب اتخاذ قرارات عملية وردعية صارمة للحد من معاناة هؤالء األطفال‪.‬‬

‫‪273‬‬
‫خاتمــة‬

‫استنادا إلى النتائج السابقة‪ ،‬يمكن تقديم اإلقتراحات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬القض ‪22 2‬اء على ظ ‪22 2‬اهرة تش ‪22 2‬غيل األطف ‪22 2‬ال في مه ‪22 2‬دها‪ ،‬وذل ‪22 2‬ك من خالل تش ‪22 2‬ريع الق ‪22 2‬وانين‬
‫الصارمة ال‪22‬تي تج‪22‬رم تش‪22‬غيل األطف‪22‬ال‪ ،‬والقض‪22‬اء على أم‪22‬اكن العم‪22‬ل ال‪22‬تي تش‪22‬غل األطف‪22‬ال‪ ،‬وك‪22‬ذلك‬
‫على الدول‪22‬ة وض‪22‬ع سياس‪22‬ة تض‪22‬من الحي‪22‬اة الكريم‪22‬ة لجمي‪22‬ع أف‪22‬راد المجتم‪22‬ع‪ ،‬وتق‪22‬ديم ك‪22‬ل المس‪22‬اعدات‬
‫الالزم ‪22‬ة للع ‪22‬ائالت ال ‪22‬تي تع ‪22‬اني من الفق ‪22‬ر والبطال ‪22‬ة‪ ،‬بم ‪22‬ا يس ‪22‬اهم في التقلي ‪22‬ل من ظ ‪22‬اهرة اس ‪22‬تغالل‬
‫األطفال في العمل‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة تحيين قانون حماية الطفل وجعله كشريعة عام‪22‬ة تتض‪22‬من ك‪22‬ل القواع‪22‬د واألحك‪22‬ام‬
‫ال‪2‬تي تخصه ول‪2‬و على س‪2‬بيل اإلجم‪2‬ال م‪2‬ع اإلحال‪2‬ة عن‪2‬د االقتض‪2‬اء على الق‪2‬وانين ذات الصلة‪ ،‬ومن‬
‫ذلك وضع قواعد تتعلق بأسوأ أشكال عمل األطفال‪.‬‬

‫‪ -‬توعي‪22‬ة األف‪22‬راد بخط‪22‬ورة تش‪22‬غيل األطف‪22‬ال في س‪22‬ن مبك‪22‬رة‪ ،‬وم‪22‬ا ق‪22‬د يس‪22‬ببه ذل‪22‬ك من مش‪22‬اكل‬
‫اجتماعية وأمراض نفسية وعاطفية‪.‬‬

‫‪ -‬معالجة أسباب التسرب المدرسي لألطفال‪ ،‬ووضع اآلليات والخطط الكفيلة للحد منه‪.‬‬

‫‪ -‬رفع مقدار الغرامات والعقوبات المنصوص عليها في ق‪22‬انون العم‪22‬ل‪ ،‬والخاصة بمخالف‪22‬ة‬
‫أحكام تشغيل األحداث‪.‬‬

‫‪-‬تط ‪22‬وير نظ ‪22‬ام ومؤسس ‪22‬ات التك ‪22‬وين المهني ‪22‬ة به ‪22‬دف زي ‪22‬ادة ف ‪22‬رص تعلم المهن ‪22‬ة والح ‪22‬د من‬
‫ظاهرة تشغيل األطفال‪.‬‬

‫‪ -‬تفعي ‪22‬ل دور اإلعالم الم ‪22‬رئي والمق ‪22‬روء والمس ‪22‬موع للتوعي ‪22‬ة بمخ ‪22‬اطر عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال في‬
‫العمل‪ ،‬وكشف التجاوزات التي تماس في حق األطفال‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫خاتمــة‬

‫‪ -‬تعزي‪22 2‬ز دور الس‪22 2‬لطات المحلي‪22 2‬ة في مراقب‪22 2‬ة عم‪22 2‬ل األطف‪22 2‬ال وخاصة في القط‪22 2‬اع غ‪22 2‬ير‬
‫المنظم‪.‬‬

‫‪ -‬ض ‪22‬رورة التنصيص على التنس ‪22‬يق بين هيئ ‪22‬ات ق ‪22‬انون حماي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل وهيئ ‪22‬ات الوقاي ‪22‬ة في‬
‫القوانين ذات الصلة مثل اللجنة الوطنية للوقاية من االتجار بالبشر‪.‬‬

‫‪ -‬وجوب تقديم الحماية الوقائية على الحماية الجنائية وب‪2‬األخص الت‪2‬دابير الس‪2‬ابقة ال‪2‬تي تمن‪2‬ع‬
‫وق‪22‬وع األطف‪22‬ال ض‪22‬حايا ألس‪22‬وأ أش‪22‬كال العم‪22‬ل‪ ،‬وك‪22‬ذا وض‪22‬ع اس‪22‬تراتيجيات وب‪22‬رامج وطني‪22‬ة ودولي‪22‬ة‬
‫للقضاء على كافة أشكاله‪.‬‬

‫‪ -‬وج ‪22‬وب إن ‪22‬ارة ال ‪22‬رأي الع ‪22‬ام ح ‪22‬ول خط ‪22‬ورة ه ‪22‬ذه الظ ‪22‬اهرة وإ ثارت ‪22‬ه ع ‪22‬بر وس ‪22‬ائل اإلعالم‬
‫ووسائل التواصل االجتماعي ونش‪2‬ر الدراس‪2‬ات ال‪22‬تي تع‪22‬نى بالموض‪22‬وع وإ يالء ه‪22‬ذه المس‪2‬ألة أولوي‪22‬ة‬
‫قصوى من قبل الحكومات والمجتمع الدولي‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫* المصادر والمراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫أوال‪ -‬النصوص القانونية‪:‬‬

‫أ‪ -‬النصوص القانونية الدولية‪:‬‬


‫اتفاقي‪22‬ة منظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة رقم ‪ ،02‬بش‪22‬أن البطال‪22‬ة‪ ،‬صدرت عن م‪22‬ؤتمر العم‪22‬ل ال‪22‬دولي‪ ،‬ال‪22‬ذي‬ ‫‪-1‬‬
‫عقد في واشنطن بتاريخ ‪ 29‬أكتوبر ‪ ،1919‬بدأت النفاذ في ‪ 13‬جوان ‪.1921‬‬

‫اتفاقية منظمة العمل الدولي‪2‬ة رقم ‪ ،07‬بش‪2‬أن الح‪2‬د األدنى للس‪2‬ن ال‪2‬تي يج‪2‬وز فيه‪2‬ا تش‪2‬غيل األح‪2‬داث‬ ‫‪-2‬‬
‫في العم‪22‬ل البح‪22‬ري‪ ،‬الم‪22‬ؤتمر الع‪22‬ام لمنظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة‪ ،‬المنعق‪22‬د في ج‪22‬نيف‪ 15 ،‬يوني‪22‬ه ‪ ،1920‬دخلت‬
‫حيز النفاذ في ‪ 29‬ديسمبر ‪.1950‬‬

‫اتفاقي‪22‬ة منظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة رقم ‪ 10‬الح‪22‬د األدنى للس‪22‬ن ال‪22‬تي يج‪22‬وز فيه‪22‬ا اس‪22‬تخدام األح‪22‬داث في‬ ‫‪-3‬‬
‫الزراع‪22‬ة‪ ،‬الم‪22‬ؤتمر الع‪22‬ام لمنظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة‪ ،‬المنعق‪22‬د في ج‪22‬نيف‪ ،‬ال‪22‬دورة الثالث‪22‬ة‪ ،‬بت‪22‬اريخ ‪ 25‬أكت‪22‬وبر‬
‫‪ ،1921‬دخلت حيز النفاذ في ‪ 31‬أوت ‪.1923‬‬

‫اتفاقي‪22 2‬ة منظم‪22 2‬ة العم‪22 2‬ل الدولي‪22 2‬ة رقم ‪ ،16‬بش‪22 2‬أن الفحص الط‪22 2‬بي اإلجب‪22 2‬اري لألطف‪22 2‬ال واألح‪22 2‬داث‬ ‫‪-4‬‬
‫المستخدمين على ظهر السفن‪ ،‬المؤتمر العام لمنظمة العم‪2‬ل الدولي‪2‬ة‪ ،‬ال‪2‬دورة الثالث‪2‬ة‪ 25 ،‬أكت‪2‬وبر ‪،1921‬‬
‫دخلت حيز النفاذ في ‪ 20‬نوفمبر ‪.1922‬‬

‫اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم ‪ ،29‬بشأن العم‪2‬ل الج‪2‬بري أو اإلل‪2‬زامي‪ ،‬اعتم‪2‬دها الم‪2‬ؤتمر الع‪2‬ام‬ ‫‪-5‬‬
‫لمنظمة العمل الدولية يوم ‪ 28‬جوان ‪ ،1930‬في دورته ‪ ،14‬دخلت حيز الّنفاذ في ‪.01/05/1932‬‬

‫اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم ‪ ،58‬بشأن الحد األدنى لسن تشغيل األحداث في العمل البح‪22‬ري‬ ‫‪-6‬‬
‫(مراجعة)‪ ،‬المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولية‪ ،‬المنعقد في جنيف‪ ،‬الدورة الثانية والعشرين‪22 ،‬أكت‪22‬وبر‬
‫‪ ،1936‬دخلت حيز النفاذ ‪11‬أفريل ‪.1939‬‬

‫اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم ‪ 59‬تعديل بتعديل اتفاقي‪2‬ة البطال‪2‬ة االتفاقي‪2‬ة رقم ‪ ،2‬الصادرة عن‬ ‫‪-7‬‬
‫م‪22‬ؤتمر العم‪22‬ل ال‪22‬دولي في دورت‪22‬ه الثاني‪22‬ة والعش‪22‬رين‪ ،‬عق‪22‬د في ج‪22‬نيف بت‪22‬اريخ ‪ 03‬جويلي‪22‬ة ‪ ،1937‬دخلت‬
‫حيز النفاذ في ‪ 21‬فيفري ‪.1941‬‬

‫اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم ‪ ،60‬بشأن س‪2‬ن اس‪2‬تخدام األح‪2‬داث في األعم‪2‬ال غ‪2‬ير الصناعية‪،‬‬ ‫‪-8‬‬
‫صادرة عن الم ‪22‬ؤتمر الع ‪22‬ام لمنظم ‪22‬ة العم ‪22‬ل الدولي ‪22‬ة‪ ،‬ال ‪22‬ذي عق ‪22‬د في ج ‪22‬نيف‪ ،‬ال ‪22‬دورة السادس ‪22‬ة عش ‪22‬ر‪12 ،‬‬

‫‪277‬‬
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

‫أبري ‪22‬ل ‪ ،1932‬دخلت ح ‪22‬يز النف ‪22‬اذ في ‪ 06‬يوني ‪22‬و ‪ ،1935‬اس ‪22‬تكملت بالتوصية رقم ‪ 41‬لع ‪22‬ام ‪ ،1932‬تم‬
‫مراجعة هذه االتفاقية عام ‪ 1937‬باالتفاقية رقم ‪.60‬‬

‫اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم ‪ 77‬بشأن الفحص الطبي لتقرير لياق‪22‬ة األح‪22‬داث والش‪22‬باب للعم‪22‬ل‬ ‫‪-9‬‬
‫في الصناعة‪ ،‬المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولية‪ ،‬الدورة ‪ 19 ،29‬سبتمبر ‪.1946‬‬

‫اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم ‪ ،78‬بشأن الفحص الطبي للياقة األطفال واألحداث لالستخدام‬ ‫‪-10‬‬
‫في المهن غير الصناعية‪ ،‬المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولية‪ ،‬الدورة ‪ 19 ،29‬سبتمبر ‪.1946‬‬

‫اتفاقي ‪22‬ة منظم ‪22‬ة العم ‪22‬ل الدولي ‪22‬ة رقم ‪ 79‬بش ‪22‬أن تقيي ‪22‬د العم ‪22‬ل الليلي لألطف ‪22‬ال واألح ‪22‬داث في المهن‬ ‫‪-11‬‬
‫غير الصناعية‪ ،‬المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولية الدورة التاسعة والعشرين‪ 19 ،‬سبتمبر ‪.1946‬‬

‫اتفاقية منظم‪2‬ة العم‪2‬ل الدولي‪2‬ة رقم ‪ ،105‬بش‪2‬أن تح‪2‬ريم الس‪2‬خرة‪ ،‬اعتم‪2‬دها الم‪2‬ؤتمر الع‪2‬ام لمنظم‪2‬ة‬ ‫‪-12‬‬
‫العم ‪22‬ل الدولي ‪22‬ة في دورت ‪22‬ه األربعين‪ ،‬بت ‪22‬اريخ ‪ 25‬ج ‪22‬وان ‪ ،1957‬دخلت ح ‪22‬يز الّنف ‪22‬اذ بت ‪22‬اريخ ‪ 17‬ج ‪22‬انفي‬
‫‪.1959‬‬

‫اتفاقي ‪22‬ة منظم ‪22‬ة العم ‪22‬ل الدولي ‪22‬ة رقم ‪ ،112‬بش ‪22‬أن الح ‪22‬د األدنى لس ‪22‬ن اس ‪22‬تخدام صيادي األس ‪22‬ماك‪،‬‬ ‫‪-13‬‬
‫الم‪22‬ؤتمر الع‪22‬ام لمنظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة‪ ،‬المنعق‪22‬د في ج‪22‬نيف‪ ،‬ال‪22‬دورة الثالث‪22‬ة واألربعين‪ 03 ،‬يوني‪22‬ه ‪،1959‬‬
‫دخلت حيز النفاذ بتاريخ ‪ 07‬نوفمبر ‪.1961‬‬

‫اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم ‪ ،123‬بشأن الح‪22‬د األدنى لس‪22‬ن االس‪22‬تخدام تحت س‪22‬طح األرض‬ ‫‪-14‬‬
‫في المن‪22‬اجم‪ ،‬الم‪22‬ؤتمر الع‪22‬ام لمنظم‪22‬ة العم‪22‬ل الدولي‪22‬ة‪ ،‬المنعق‪22‬د في ج‪22‬نيف‪ ،‬ال‪22‬دورة التاس‪22‬عة واألربعين‪02 ،‬‬
‫بونيه ‪ ،1965‬دخلت حيز النفاذ في ‪ 10‬نوفمبر ‪.1967‬‬

‫اتفاقي ‪22‬ة منّظم ‪22‬ة العم ‪22‬ل الدولي ‪22‬ة رقم ‪ ،138‬بش ‪22‬أن الس ‪22‬ن األدنى لإلس ‪22‬تخدام‪ ،‬المعتم ‪22‬دة من ط ‪22‬رف‬ ‫‪-15‬‬
‫مكتب العم‪2‬ل ال‪2‬دولي في دورت‪2‬ه الثامن‪2‬ة والخمس‪2‬ون ‪ ،‬ج‪2‬نيف‪ ،‬الموقع‪2‬ة بت‪2‬اريخ ‪ 26‬جويلي‪2‬ة ‪ ،1973‬دخلت‬
‫حيز الّنفاذ بتاريخ ‪ 19‬جويلية ‪.1976‬‬

‫‪-16‬اتفاقي ‪22‬ة منظم ‪22‬ة العم ‪22‬ل الدولي ‪22‬ة رقم ‪ ،171‬بش ‪22‬أن العم ‪22‬ل الليلي‪ ،‬الصادرة عن منّظم ‪22‬ة العم ‪22‬ل الدولي ‪22‬ة‪،‬‬
‫الدورة السابعة والسبعين‪ ،‬جنيف‪ ،‬جويلية ‪.1990‬‬

‫‪-17‬اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم ‪ ،182‬لمنظمة العمل الدولية‪ ،‬بشأن حظر أسوإ أشكال عمل األطفال‬
‫واإلج‪22‬راءات الفوري‪22‬ة للقض‪22‬اء عليه‪22‬ا‪ ،‬المكمل‪22‬ة بالتوصية ‪ ،190‬المعتم‪22‬دتين خالل الم‪22‬ؤتمر ال‪22‬دولي للعم‪22‬ل‬
‫في دورته السابعة والثمانين المنعقدة بجنيف يوم ‪ 17‬يونيو سنة ‪.1999‬‬

‫‪278‬‬
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

‫اتفاقي ‪22‬ة القض ‪22‬اء على جمي ‪22‬ع أش ‪22‬كال التمي ‪22‬يز ض ‪22‬د الم ‪22‬رأة‪ ،‬اعتم ‪22‬دتها الجمعي ‪22‬ة العاّم ة وعرض ‪22‬تها‬ ‫‪-18‬‬
‫للتوقي‪22‬ع والتصديق واالنض‪22‬مام‪ ،‬بم‪22‬وجب الق‪22‬رار رقم ‪ ،180/34‬الم‪22‬ؤرخ في ‪ 18‬ديس‪22‬مبر ‪ ،1979‬دخلت‬
‫حيز النفاذ في ‪ 03‬سبتمبر ‪.1981‬‬

‫اتفاقي ‪22 2‬ة حظ ‪22 2‬ر االتج ‪22 2‬ار باألش ‪22 2‬خاص واس ‪22 2‬تغالل دع ‪22 2‬ارة الغ ‪22 2‬ير‪ ،‬اعتم ‪22 2‬دت وعرض ‪22 2‬ت للتوقي ‪22 2‬ع‬ ‫‪-19‬‬
‫والتصديق واالنض‪222‬مام بم ‪22‬وجب ق‪222‬رار الجمعي ‪22‬ة العاّم ة لألمم المتح ‪22‬دة ‪ ،317‬ي ‪22‬وم ‪ 02‬ديس ‪22‬مبر ‪،1949‬‬
‫دخلت النفاذ في ‪ 25‬جويلية ‪.1951‬‬

‫اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬اعتمدت وعرض‪22‬ت للتوقي‪2‬ع والتصديق واالنض‪22‬مام بم‪2‬وجب ق‪22‬رار الجمعي‪2‬ة‬ ‫‪-20‬‬
‫العامة رقم ‪ ،44/25‬المؤرخ في ‪ 20‬نوفمبر ‪ ،1989‬تاريخ بدء النفاذ ‪ 02‬سبتمبر ‪.1990‬‬

‫اتفاقية مجلس أوروبا بشأن حماية األطفال من االستغالل الجنسي واالعتداء الجنس‪22‬ي‪ ،‬المعتم‪22‬دة‬ ‫‪-21‬‬
‫من طرف اللجنة الوزارية في ‪ 12‬جويلية ‪2007‬‬

‫إعالن حقوق الطفل لعام ‪.1959‬‬ ‫‪-22‬‬

‫االتفاقي ‪22‬ة األمريكي ‪22‬ة لحق ‪22‬وق اإلنس ‪22‬ان‪ ،‬الصادرة عن منظم ‪22‬ة ال ‪22‬دول األمريكي ‪22‬ة بس ‪22‬ان خوس ‪22‬يه‪،‬‬ ‫‪-23‬‬
‫بتاريخ ‪ 02‬نوفمبر ‪ ،1969‬دخلت حيز النفاذ بتاريخ ‪ 18‬جويلية ‪.1978‬‬

‫االتفاقي‪22‬ة األوروبي‪22‬ة لحق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان‪ ،‬اعتم‪22‬دت من ط‪22‬رف المجلس األوروبي وقعت في أوروب‪22‬ا‬ ‫‪-24‬‬
‫في ‪ 04‬نوفمبر ‪ ،1950‬دخلت حيز النفاذ في ‪ 03‬سبتمير ‪.1953‬‬

‫اإلتفاقي‪22 2‬ة التكميلي‪22 2‬ة إلبط‪22 2‬ال ال‪22 2‬رق وتج‪22 2‬ارة الرقي‪22 2‬ق واألع‪22 2‬راف والممارس‪22 2‬ات الش‪22 2‬بيهة ب‪22 2‬الرق‪،‬‬ ‫‪-25‬‬
‫اعتم‪22‬دت من قب‪22‬ل م‪22‬ؤتمر مفوض‪22‬ين‪ ،‬دعي لالنعق‪22‬اد بق‪22‬رار المجلس االقتصادي واالجتم‪22‬اعي ‪( 60‬د‪)21-‬‬
‫المؤرخ في ‪ 30‬أفريل ‪ ،1956‬حررت في جنيف في ‪ 7‬سبتمبر ‪ ،1956‬تاريخ بدء النفاد في ‪ 30‬أفريل‬
‫‪.1957‬‬

‫االتفاقية الخاصة ب‪22‬الرق‪ ،‬المعتم‪22‬دة من قب‪22‬ل عصبة األمم‪ ،‬وقعت في ج‪22‬نيف بت‪22‬اريخ ‪ 25‬س‪22‬بتمبر‬ ‫‪-26‬‬
‫‪ ،1926‬دخلت حيز الّنفاذ بتاريخ ‪ 09‬مارس ‪.1927‬‬

‫االتفاقية العربية بشأن تشغيل األطفال‪ ،‬صادرة عن منظمة العمل العربية‪ ،‬خالل أشغال مؤتمر‬ ‫‪-27‬‬
‫العمل العربي‪ ،‬المنعقد في دورته الثالثة والعشرين‪ ،‬بتاريخ ‪ 24-17‬مارس ‪ ،1996‬القاهرة‪.‬‬

‫االتفاقية العربية رقم ‪ 01‬بشأن مستويات العمل‪ ،‬لسنة ‪.1966‬‬ ‫‪-28‬‬

‫االتفاقية الوحيدة للمخدرات لسنة ‪ ،1961‬اعتمدت من طرف مؤتمر األمم المتح‪22‬دة المنعق‪22‬د بين‬ ‫‪-29‬‬
‫‪ 24‬و ‪ 25‬مارس ‪.1961‬‬

‫‪279‬‬
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

‫اإلطار الع‪2‬ربي للطفول‪2‬ة‪ ،‬صادر عن األمان‪2‬ة العاّم ة لجامع‪2‬ة ال‪2‬دول العربي‪2‬ة‪ ،‬بت‪2‬اريخ ‪ 28‬م‪2‬ارس‬ ‫‪-30‬‬
‫‪.2001‬‬

‫اإلعالن الع‪22‬المي لبق‪22‬اء الطف‪22‬ل وحمايت‪22‬ه ونمائ‪22‬ه‪ ،‬اعتم‪22‬د من ط‪22‬رف هيئ‪22‬ة األمم المتح‪22‬دة‪ ،‬م‪22‬ؤتمر‬ ‫‪-31‬‬
‫القمة العالمي من أجل الطفل‪ ،‬نيويورك‪ 30 ،‬سبتمبر ‪.1990‬‬

‫اإلعالن الع ‪22‬المي لحق ‪22‬وق الطف ‪22‬ل‪ ،‬اعتم ‪22‬د بم ‪22‬وجب ق ‪22‬رار الجمعي ‪22‬ة العاّم ة رقم ‪( 1386‬د‪،)14-‬‬ ‫‪-32‬‬
‫المؤرخ في ‪ 20‬نوفمبر سنة ‪.1959‬‬

‫اإلعالن العالمي لحماية المرأة والطفل في حاالت الطوارئ وأثن‪22‬اء ال‪22‬نزاع المس‪22‬لح‪ ،‬صادر عن‬ ‫‪-33‬‬
‫الجمعية العاّم ة‪ ،‬بتاريخ ‪ 14‬ديسمبر ‪.1974‬‬

‫البروتوكول االختياري الثالث التفاقية حقوق الطفل المتعلق بإجراء تقديم البالغات‪.2011 ،‬‬ ‫‪-34‬‬

‫ال‪22‬بروتوكول االختي‪22‬اري التفاقي‪22‬ة حق‪22‬وق الطف‪22‬ل بش‪22‬أن اش‪22‬تراك األطف‪22‬ال في النزاع‪22‬ات المس‪22‬لحة‪،‬‬ ‫‪-35‬‬
‫اعتم ‪22‬د من ط ‪22‬رف الجمعي ‪22‬ة العام ‪22‬ة لألمم المتح ‪22‬دة بم ‪22‬وجب قراره ‪22‬ا رقم ‪ 54/263‬في ‪ 25‬م ‪22‬اي ‪،2000‬‬
‫دخل حيز النفاذ في ‪ 12‬فيفري ‪.2002‬‬

‫البروتوكول االختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن بي‪2‬ع واس‪2‬تغالل األطف‪2‬ال في الم‪2‬واد اإلباحي‪2‬ة‪،‬‬ ‫‪-36‬‬
‫الذي اعتمدته الجمعية العامة لألمم المتحدة في الدورة الرابعة والخمسون‪ ،‬في قرارها ‪ 263‬الم‪22‬ؤرخ في‬
‫‪ 25‬ماي ‪ ،2000‬دخل حيز النفاذ في ‪ 18‬جانفي ‪.2002‬‬

‫ال‪22 2‬بروتوكول اإلض‪22 2‬افي لالتفاقي‪22 2‬ة األمريكي‪22 2‬ة لحق‪22 2‬وق اإلنس‪22 2‬ان في مج‪22 2‬ال الحق‪22 2‬وق االقتصادية‬ ‫‪-37‬‬
‫واالجتماعية والثقافية أو بروتوكول "س‪2‬ان س‪2‬لفادور"‪ ،‬الصادر عن منظم‪2‬ة ال‪2‬دول األمريكي‪2‬ة س‪2‬نة ‪،1988‬‬
‫دخل حيز النفاذ في ‪ 16‬نوفمبر ‪.1999‬‬

‫ال ‪22 2‬بروتوكول األول لس ‪22 2‬نة ‪ 1977‬اإلض ‪22 2‬افي التفاقي ‪22 2‬ات ج ‪22 2‬نيف األربع ‪22 2‬ة لس ‪22 2‬نة ‪ ،1949‬يتعل ‪22 2‬ق‬ ‫‪-38‬‬
‫بالنزاعات المسلحة الدولية‪.‬‬

‫ال ‪22 2‬بروتوكول الث ‪22 2‬اني لس ‪22 2‬نة ‪ 1977‬اإلض ‪22 2‬افي التفاقي ‪22 2‬ات ج ‪22 2‬نيف األربع ‪22 2‬ة لس ‪22 2‬نة ‪ 1949‬يتعل ‪22 2‬ق‬ ‫‪-39‬‬
‫النزاعات المسلحة غير الدولية‪.‬‬

‫التوصية رقم ‪ 14‬بش ‪22‬أن عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال واألح ‪22‬داث ليال في الزراع ‪22‬ة‪ ،‬الم ‪22‬ؤتمر الع ‪22‬ام لمنظم ‪22‬ة‬ ‫‪-40‬‬
‫العمل الدولية‪ ،‬الدورة الثالثة‪ 25 ،‬أكتوبر ‪.1921‬‬

‫التوصية رقم ‪ 80‬بش‪22 2‬أن تقيي‪22 2‬د العم‪22 2‬ل الليلي األطف‪22 2‬ال واألح‪22 2‬داث في المهن غ‪22 2‬ير الصناعية‪،‬‬ ‫‪-41‬‬
‫المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولية‪ ،‬الدورة التاسعة والعشرين‪ 19 ،‬سبتمبر ‪.1946‬‬

‫‪280‬‬
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

‫التوصية رقم ‪ 146‬بش ‪22‬أن الح ‪22‬د األدنى لس ‪22‬ن االس ‪22‬تخدام‪ ،‬بت ‪22‬اريخ ‪ 02‬جويلي ‪22‬ة ‪ ،1973‬الم ‪22‬ؤتمر‬ ‫‪-42‬‬
‫العام لمنظمة العمل الدولية‪ ،‬الدورة الثامنة والخمسين‪.‬‬

‫التوصية رقم ‪ 153‬بش‪22‬أن حماي‪22‬ة عم‪22‬ال البح‪22‬ر الش‪22‬باب‪ ،‬صادرة م‪22‬ؤتمر العم‪22‬ل ال‪22‬دولي‪ ،‬ال‪22‬دورة‬ ‫‪-43‬‬
‫‪12 ،62‬أكتوبر‪.1976 ،‬‬

‫‪-44‬التوصية رقم ‪ 190‬بش ‪22‬أن حظ ‪22‬ر أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال واإلج ‪22‬راءات الفوري ‪22‬ة للقض ‪22‬اء عليه ‪22‬ا‪،‬‬
‫صادرة عن المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولية‪ ،‬في دورته ‪ ،87‬بتاريخ ‪ 01‬جويلية ‪.1999‬‬

‫التوصية رقم ‪ 202‬الصادرة عن م‪22 2‬ؤتمر العم‪22 2‬ل ال‪22 2‬دولي بش‪22 2‬أن األرض‪22 2‬يات الوطني‪22 2‬ة للحماي‪22 2‬ة‬ ‫‪-45‬‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫العه ‪22‬د ال ‪22‬دولي الخ ‪22‬اص ب ‪22‬الحقوق االقتصادية واالجتماعي ‪22‬ة والثقافي ‪22‬ة‪ ،‬اعتم ‪22‬د وع ‪22‬رض للتوقي ‪22‬ع‬ ‫‪-46‬‬
‫والتصديق واالنض‪22‬مام بم‪22‬وجب ق‪22‬رار الجمعي‪22‬ة العاّم ة لألمم المتح‪22‬دة ‪ 2200‬أل‪22‬ف (د‪ ،)21-‬الم‪22‬ؤرخ في‬
‫‪ 16‬ديسمبر ‪ ،1966‬دخل حيز النفاذ في ‪ 03‬جانفي ‪.1976‬‬

‫الق ‪22‬رار رقم ‪( 05‬د‪ ،)1-‬صادر بت ‪22‬اريخ ‪ 16‬فيف ‪22‬ري ‪ ،1946‬يتض ‪22‬من النظ ‪22‬ام األساس ‪22‬ي للجن ‪22‬ة‬ ‫‪-47‬‬
‫حقوق اإلنسان‪ ،‬والمعّد ل بالقرار رقم (‪ ،)02-09‬صادر بتاريخ ‪ 21‬جويلية ‪.1946‬‬

‫الميثاق االجتماعي األوروبي‪ ،‬صودق عليه من ط‪22‬رف مجلس أوروب‪22‬ا س‪22‬نة ‪ ،1961‬دخ‪22‬ل ح‪22‬يز‬ ‫‪-48‬‬
‫التنفيذ سنة ‪.1965‬‬

‫الميث‪22 2‬اق اإلف‪22 2‬ريقي لحق‪22 2‬وق اإلنس‪22 2‬ان والش‪22 2‬عوب‪ ،‬المعتم‪22 2‬د من ط‪22 2‬رف الم‪22 2‬ؤتمر رؤس‪22 2‬اء ال‪22 2‬دول‬ ‫‪-49‬‬
‫والحكومات اإلفريقية‪ ،‬الدورة الثامنة عشر‪ ،‬بتاريخ ‪ ،25/07/1981‬نيروبي‪.‬‬

‫الميث‪22 2‬اق اإلف‪22 2‬ريقي لحق‪22 2‬وق ورفاهي‪22 2‬ة الطف‪22 2‬ل‪ ،‬تم اعتم‪22 2‬اده في ال‪22 2‬دورة العادي‪22 2‬ة رقم ‪ 26‬لم‪22 2‬ؤتمر‬ ‫‪-50‬‬
‫رؤس‪22 2‬اء ال‪22 2‬دول والحكوم‪22 2‬ات لمنظم‪22 2‬ة الوح‪22 2‬دة اإلفريقي‪22 2‬ة المنعق‪22 2‬دة في ‪ 11‬جويلي‪22 2‬ة ‪ 1990‬في أديس باب‪22 2‬ا‬
‫اإلثيوبية‪ ،‬دخل حيز التنفيذ بتاريخ ‪.29/11/1999‬‬

‫الميث‪22‬اق الع‪22‬ربي لحق‪2‬وق اإلنس‪22‬ان‪ ،‬اعتمدت‪22‬ه جامع‪22‬ة ال‪22‬دول العربي‪22‬ة ع‪2‬ام ‪ ،1994‬دخ‪22‬ل ح‪22‬يز النف‪2‬اذ‬ ‫‪-51‬‬
‫في ‪.16/03/2008‬‬

‫بروتوكول منع وقمع ومعاقبة اإلتج‪22‬ار باألش‪22‬خاص وبخاصة النس‪22‬اء واألطف‪2‬ال‪ ،‬المكم‪22‬ل التفاقي‪22‬ة‬ ‫‪-52‬‬
‫األمم المتح‪22‬دة لمكافح‪22‬ة الجريم‪22‬ة المنظم‪22‬ة ع‪22‬بر الوطني‪22‬ة‪ ،‬اعتم‪22‬د وع‪22‬رض للتوقي‪22‬ع والتصديق واالنض‪22‬مام‬
‫بم‪22 2‬وجب ق‪22 2‬رار الجمعي‪22 2‬ة العاّم ة لألمم المتح‪22 2‬دة‪ ،‬ال‪22 2‬دورة الخامس‪22 2‬ة والخمس‪22 2‬ون‪ ،‬الم‪22 2‬ؤرخ في ‪ 15‬نوفم‪22 2‬بر‬
‫‪.2000‬‬

‫‪281‬‬
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

‫قرار الجمعية العاّم ة لألمم المتح‪2‬دة بت‪2‬اريخ ‪ 25‬جويلي‪2‬ة ‪ ،2019‬ال‪2‬دورة الثالث‪2‬ة والس‪2‬بعون‪ ،‬البن‪2‬د‬ ‫‪-53‬‬
‫‪ 14‬من جدول األعمال‪ ،‬والمعنون بـ"السنة الدولية للقضاء على عمل األطفال‪."2021 ،‬‬

‫ق ‪22‬رار الجمعي ‪22‬ة العاّم ة لألمم المتح ‪22‬دة رقم (‪ )144-61‬الم ‪22‬ؤرخ في ‪ 19‬ديس ‪22‬مبر ‪ 2006‬بش ‪22‬أن‬ ‫‪-54‬‬
‫"اإلتجار بالنساء والفتيات"‪.‬‬

‫قرار مجلس األمن رقم ‪ ،1261‬جلسة رقم ‪ ،4037‬المعقودة في ‪ 25‬أوت ‪.1999‬‬ ‫‪-55‬‬

‫قرار مجلس األمن رقم ‪ ،1314‬جلسة رقم ‪ ،4185‬المعقودة في ‪ 11‬أوت ‪.2000‬‬ ‫‪-56‬‬

‫قرار مجلس األمن رقم ‪ ،1379‬جلسة رقم ‪ ،4423‬المعقودة في ‪ 20‬نوفمبر ‪.2001‬‬ ‫‪-57‬‬

‫قرار مجلس األمن رقم ‪ ،1460‬جلسة رقم ‪ ،4695‬المعقودة يوم ‪30‬جانفي ‪.2003‬‬ ‫‪-58‬‬

‫قرار مجلس األمن رقم ‪ ،1539‬جلسة رقم ‪ 3938‬المعقودة في ‪ 22‬أبريل ‪.2004‬‬ ‫‪-59‬‬

‫قرار مجلس األمن رقم ‪ ،1612‬جلسة رقم ‪ 5235‬المعقودة في ‪ 26‬جويلية ‪.2005‬‬ ‫‪-60‬‬

‫قرار مجلس األمن رقم ‪ ،2225‬جلسة رقم ‪ 8466‬المعقودة في ‪ 18‬جولية ‪.2015‬‬ ‫‪-61‬‬

‫قرار مجلس األمن رقم ‪ ،2427‬جلسة رقم ‪ ،8305‬المعقودة في ‪ 09‬جويلية ‪.2018‬‬ ‫‪-62‬‬

‫ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬دخل حيز التطبيق بتاريخ ‪ 24‬أكتوبر ‪.1945‬‬ ‫‪-63‬‬

‫ميث ‪22‬اق حق ‪22‬وق الطف ‪22‬ل الع ‪22‬ربي عن جامع ‪22‬ة ال ‪22‬دول العربي ‪22‬ة‪ ،‬اعتم ‪22‬ده وزراء الش ‪22‬ؤون اإلجتماعي ‪22‬ة‬ ‫‪-64‬‬
‫العرب في دورته الرابعة المنعقدة من ‪ 04‬إلى ‪ ،06/12/1983‬دخل حيز النفاذ سنة ‪.1984‬‬

‫‪-65‬نظ ‪22‬ام روم ‪22‬ا األساس ‪22‬ي للمحكم ‪22‬ة الجنائي ‪22‬ة الدولي ‪22‬ة‪ ،‬المعتم ‪22‬د من قب ‪22‬ل م ‪22‬ؤتمر األمم المتح ‪22‬دة الدبلوماس ‪22‬ي‬
‫للمفوض‪22‬ين المع‪22‬ني بإنش‪22‬اء محكم‪22‬ة جنائي‪22‬ة دولي‪22‬ة‪ ،‬بت‪22‬اريخ ‪ 17‬جويلي‪22‬ة ‪ ،1998‬دخ‪22‬ل ح‪22‬يز النف‪22‬اد في ‪01‬‬
‫جويلية ‪ ،2002‬وقعت عليه الجزائر في ‪ 28‬ديسمبر ‪.2000‬‬

‫ب‪ -‬النصوص القانونية الداخلية‪:‬‬


‫دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫ق ‪22‬انون رقم ‪ ،11-84‬الم ‪22‬ؤرخ في ‪ 09‬يوني ‪22‬و ‪ ،1984‬المتض ‪22‬من ق ‪22‬انون األس ‪22‬رة‪ ،‬جري ‪22‬دة رس ‪22‬مية‬ ‫‪-2‬‬
‫عدد ‪ ،24‬المؤرخة في ‪ 12‬يونيو ‪ ،1984‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫ق ‪22‬انون رقم ‪ 07-88‬م ‪22‬ؤرخ في ‪ ،26/01/1988‬يتعل‪22‬ق بالوقاي ‪22‬ة الصحية واألمن وطب العم ‪22‬ل‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الجريدة الرسمية ‪ ،04‬صادر في ‪.24/01/1988‬‬

‫‪282‬‬
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

‫قانون رقم ‪ 03-90‬المؤرخ في ‪ 06/02/1990‬يتعل‪22‬ق بمفتش‪22‬ية العم‪22‬ل المع‪22‬دل والمتمم‪ ،‬الجري‪22‬دة‬ ‫‪-4‬‬
‫الرسمية ‪ ،06‬الصادر في ‪.07/02/1990‬‬

‫ق ‪22 2‬انون رقم ‪ ،11-90‬الم ‪22 2‬ؤرخ في ‪ ،21/04/1990‬المتعّل ق بعالق ‪22 2‬ات العم ‪22 2‬ل‪ ،‬ج ر ع ‪22 2‬دد‪،17‬‬ ‫‪-5‬‬
‫الصادرة في ‪ ،24/04/1990‬المعّد ل والمتمم‪.‬‬

‫ق‪22 2‬انون رقم ‪ 29-91‬الم‪22 2‬ؤرخ في ‪ ،21/12/1991‬يع‪22 2‬دل ويتمم الق‪22 2‬انون ‪ ،11-90‬الم‪22 2‬ؤرخ في‬ ‫‪-6‬‬
‫‪ ،21/04/1990‬المتعّلق بعالقات العمل‪ ،‬ج ر عدد‪ ،68‬الصادر في ‪.25/12/1991‬‬

‫ق‪22‬انون رقم ‪ 18-04‬الم‪22‬ؤرخ في ‪ 25‬ديس‪22‬مبر ‪ ،2004‬يتعل‪22‬ق بالوقاي‪22‬ة من المخ‪22‬درات والم‪22‬ؤثرات‬ ‫‪-7‬‬


‫العقلية وقمع االستعمال واالتجار غير المشروعين بها‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد‪ ،83‬صادر في‪.26/12/2004‬‬

‫ق‪22 2‬انون رقم ‪ 01-14‬الم‪222‬ؤرخ في ‪ 04/02/2014‬يع ‪ّ22‬د ل ويتمم األم ‪22‬ر رقم ‪ 156-66‬المتض‪22 2‬من‬ ‫‪-8‬‬
‫قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،05‬صادر في ‪.02/02/2014‬‬

‫ق ‪22 2‬انون رقم ‪ 12-15‬م ‪22 2‬ؤرخ في ‪ 15‬جويلي ‪22 2‬ة ‪ ،2015‬المتعل ‪22 2‬ق بحماي ‪22 2‬ة الطف ‪22 2‬ل‪ ،‬ج‪.‬رع ‪22 2‬دد‪،39‬‬ ‫‪-9‬‬
‫الصادرة في ‪ 19‬جويلية ‪.2015‬‬

‫قانون رقم ‪ ،01-16‬المؤرخ في ‪ 06‬مارس ‪ ،2016‬يتضمن تعديل الدس‪2‬تور الجزائ‪2‬ري‪ ،‬ج ر‬ ‫‪-10‬‬
‫عدد‪ ،14‬صادرة بتاريخ ‪ 03‬أفريل ‪.2016‬‬

‫ق‪22 2‬انون رقم ‪ ،02-16‬م‪22 2‬ؤرخ في ‪ 19‬ج‪22 2‬وان ‪ ،2016‬يتمم األم‪22 2‬ر رقم ‪ 156-66‬الم‪22 2‬ؤرخ في‬ ‫‪-11‬‬
‫‪ 18‬صفر ع‪22 2‬ام ‪ 1386‬المواف‪22 2‬ق ‪ 8‬يوني‪22 2‬و س‪22 2‬نة ‪ 1966‬والمتض‪22 2‬من ق‪22 2‬انون العقوب‪22 2‬ات‪ ،‬ج ر‪ ،‬ع‪22 2‬دد ‪،37‬‬
‫الصادرة في ‪.22/06/2016‬‬

‫ق ‪22 2‬انون رقم ‪ 15 -20‬م ‪22 2‬ؤرخ في ‪ 30‬ديس ‪22 2‬مبر ‪ 2020‬يتعل ‪22 2‬ق بالوقاي ‪22 2‬ة من ج ‪22 2‬رائم اختط ‪22 2‬اف‬ ‫‪-12‬‬
‫األشخاص ومكافحتها‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬ع ‪ ،81‬صادر في ‪ 30‬ديسمبر ‪.2020‬‬

‫أمر رقم ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ ،26/09/1975‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬ ‫‪-13‬‬

‫أم ‪22‬ر رقم ‪ 35-76‬الم ‪22‬ؤرخ في ‪ 16‬أفري ‪22‬ل ‪ 1976‬المتعل ‪22‬ق بتنظيم التربي ‪22‬ة والتك ‪22‬وين‪ ،‬الجري ‪22‬دة‬ ‫‪-14‬‬
‫الرسمية عدد ‪ 31‬صادر في ‪ 23‬أفريل ‪.1976‬‬

‫أمر رقم ‪ 02-05‬الصادر في ‪ 27‬فبراير ‪ ،2005‬يعدل ويتمم القانون رقم ‪ 11-84‬المتضمن‬ ‫‪-15‬‬
‫قانون األسرة‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ ،15‬الصادر في ‪ 27‬فبراير ‪.2005‬‬

‫مرسوم تشريعي ‪ 90/03‬الم‪2‬ؤرخ في ‪ ،11/04/1994‬يع‪2‬دل ويتمم الق‪2‬انون ‪ ،11-90‬الم‪2‬ؤرخ‬ ‫‪-16‬‬


‫في ‪ ،21/04/1990‬المتعّلق بعالقات العمل‪ ،‬ج ر ‪ ،20‬الصادر في ‪.13/04/1994‬‬

‫‪283‬‬
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

‫مرسوم تشريعي ‪ 09-94‬المؤرخ في ‪ ،26/05/1994‬يعدل ويتمم القانون ‪ ،11-90‬الم‪22‬ؤرخ‬ ‫‪-17‬‬


‫في ‪ ،21/04/1990‬المتعّلق بعالقات العمل‪ ،‬ج ر ‪ ،34‬الصادر في ‪.01/06/1994‬‬

‫مرس ‪22‬وم رئاس ‪22‬ي رقم ‪ 240-63‬الم ‪22‬ؤرخ في ‪ ،11/09/1963‬يتض ‪22‬من المصادقة على اتفاقي ‪22‬ة‬ ‫‪-18‬‬
‫تكميلية بش‪2‬أن القض‪2‬اء على ال‪2‬رق وتج‪2‬ارة الرقي‪2‬ق والمؤسس‪2‬ات والممارس‪2‬ات المش‪2‬ابهة لل‪2‬رق‪ ،‬ج ر‪ ،‬الع‪2‬دد‬
‫‪ ،66‬المؤرخة في ‪.14/09/1963‬‬

‫مرس‪22‬وم رئاس‪22‬ي رقم ‪ ،37-87‬م‪22‬ؤرخ في ‪ 03‬فيف‪22‬ري ‪ ،1987‬يتض‪22‬من المصادقة على الميث‪22‬اق‬ ‫‪-19‬‬
‫اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب‪ ،‬ج‪،‬ر‪ ،‬عدد‪ ،06‬صادر بتاريخ ‪ 04‬فيفري ‪.1987‬‬

‫مرس‪22 2 2‬وم رئاس‪22 2 2‬ي رقم ‪ 461-92‬ممض‪22 2 2‬ي في ‪ 19‬ديس‪22 2 2‬مبر ‪ 1992‬يتض‪22 2 2‬من المصادقة‪ ،‬م‪22 2 2‬ع‬ ‫‪-20‬‬
‫التصريحات التفسيرية‪ ،‬على اتفاقية حقوق الطفل التي وافقت عليها الجمعية العامة لألمم المتحدة بت‪22‬اريخ‬
‫‪ 20‬نوفمبر سنة ‪ ،1989‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 91‬مؤرخة في ‪ 23‬ديسمبر ‪.1992‬‬

‫مرس‪22 2‬وم رئاس‪22 2‬ي رقم ‪ 387-2000‬ممض‪22 2‬ي في ‪ 28‬نوفم‪22 2‬بر ‪ ،2000‬يتض‪22 2‬من التصديق على‬ ‫‪-21‬‬
‫اإلتفاقي ‪22‬ة ‪ ،182‬بش ‪22‬أن حظ ‪22‬ر أس ‪22‬وإ أش ‪22‬كال عم ‪22‬ل األطف ‪22‬ال واإلج ‪22‬راءات الفوري ‪22‬ة للقض ‪22‬اء عليه ‪22‬ا‪ ،‬المكمل ‪22‬ة‬
‫بالتوصية ‪ ،190‬المعتم‪22‬دتين خالل الم‪22‬ؤتمر ال‪22‬دولي للعم‪22‬ل في دورت‪22‬ه الس‪22‬ابعة والثم‪22‬انين المنعق‪22‬دة بج‪22‬نيف‬
‫يوم ‪ 17‬يونيو سنة ‪ ،1999‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 73‬مؤرخة في ‪ 03‬ديسمبر ‪.2000‬‬

‫مرسوم رئاسي رقم ‪ ،242-03‬م‪22‬ؤرخ في ‪ 08‬يولي‪22‬و ‪ ،2003‬يتض‪22‬من المصادقة على الميث‪22‬اق‬ ‫‪-22‬‬
‫اإلفريقي لحقوق الطفل ورفاهيته‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد‪ ،41‬بتاريخ ‪ 09‬جويلية ‪.2003‬‬

‫مرس‪22 2‬وم رئاس‪22 2‬ي رقم ‪ ،62-06‬م‪22 2‬ؤرخ في ‪ ،11/02/2006‬يتض‪22 2‬من المصادقة على الميث‪22 2‬اق‬ ‫‪-23‬‬
‫العربي لحقوق اإلنسان‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد‪ ،08‬صادرة بتاريخ ‪.15/04/2006‬‬

‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 249 -16‬مؤرخ في ‪ 26‬س‪2‬بتمبر ‪ ،2016‬يتض‪2‬من إنش‪2‬اء اللجن‪2‬ة الوطني‪2‬ة‬ ‫‪-24‬‬
‫للوقاي‪22‬ة من االتج‪22‬ار باألش‪22‬خاص ومكافحت‪22‬ه‪ ،‬وتنظيمه‪22‬ا وس‪22‬يرها‪ .‬ج‪.‬ر ع‪22‬دد ‪ ،57‬مؤرخ‪22‬ة في ‪ 28‬س‪22‬بتمبر‬
‫‪.2016‬‬

‫مرس ‪22‬وم تنفي ‪22‬ذي ‪ ،120-93‬م ‪22‬ؤرخ في ‪ 15/05/1993‬يتعل ‪22‬ق بتنظيم طب العم ‪22‬ل‪ ،‬ج‪.‬ر ‪،33‬‬ ‫‪-25‬‬
‫صادر في ‪.16/05/1993‬‬

‫مرس ‪22‬وم تنفي ‪22‬ذي ‪ 05-05‬الم ‪22‬ؤرخ في ‪ 2005،/06/01‬يتعل ‪22‬ق بتنظيم المفتش ‪22‬ية العام ‪22‬ة للعم ‪22‬ل‪،‬‬ ‫‪-26‬‬
‫الجريدة الرسمية ‪ ،03‬الصادر في ‪.08/01/2005‬‬

‫مرس ‪22‬وم تنفي ‪22‬ذي ‪ 334-16‬الم ‪22‬ؤرخ في ‪ 19‬ديس ‪22‬مبر ‪ ،2016‬المتعل ‪22‬ق بإنش ‪22‬اء الهيئ ‪22‬ة الوطني ‪22‬ة‬ ‫‪-27‬‬
‫لحماية وترقية الطفولة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‪ ،57‬الصادرة في‪.2016 /21/12‬‬

‫‪284‬‬
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

‫قانون العمل المصري الجديد رقم ‪ ،12‬ج ر عدد ‪ ،14‬مؤرخة في ‪ 07‬أفريل ‪.2003‬‬ ‫‪-28‬‬

‫ثانيا‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫إبراهيم أحمد شلبي‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪.1984 ،‬‬ ‫‪-1‬‬

‫أب‪22‬و محم‪22‬د علي بن أحم‪22‬د بن س‪22‬عيد بن ح‪22‬زم األندلس‪22‬ي (الظ‪22‬اهري)‪ ،‬المحلى باآلث‪22‬ار‪ ،‬دار الفك‪22‬ر‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫بيروت‪.‬‬

‫أحسن بوسقيعة‪ ،‬القانون الجزائي الخاص‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪.2015 ،‬‬ ‫‪-3‬‬

‫أحمد بن محمد بن علي الفيومي المقرئ‪ ،‬المصباح المنير‪ ،‬المكتبة العلمية‪ ،‬بيروت‪.1987 ،‬‬ ‫‪-4‬‬

‫أمين مصطفى محم ‪22 2‬د‪ ،‬ق ‪22 2‬انون العقوب ‪22 2‬ات‪ ،‬القس ‪22 2‬م الع ‪22 2‬ام‪ ،‬نظري ‪22 2‬ة الجريم ‪22 2‬ة‪ ،‬منش ‪22 2‬ورات الحل ‪22 2‬بي‬ ‫‪-5‬‬
‫الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.2010 ،‬‬

‫بّس ام ع‪22‬اطف المهت‪22‬ار‪ ،‬اس‪22‬تغالل األطف‪22‬ال‪ :‬تح ‪ّ2‬د يات وحل‪22‬ول‪ ،‬منش‪22‬ورات الحل‪22‬بي الحقوقي‪22‬ة‪ ،‬لبن‪22‬ان‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫‪.2008‬‬

‫بش ‪22‬رى س ‪22‬لمان حس ‪22‬ين العبي ‪22‬دي‪ ،‬االنتهاك ‪22‬ات الجنائي ‪22‬ة الدولي ‪22‬ة لحق ‪22‬وق الطف ‪22‬ل‪ ،‬منش ‪22‬ورات الحل ‪22‬بي‬ ‫‪-7‬‬
‫الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.2009 ،‬‬

‫بن ش‪22‬يخ لحس‪22‬ن‪ ،‬م‪22‬ذكرات في الق‪22‬انون الج‪22‬زائي الخ‪22‬اص‪ ،‬دار هوم‪22‬ه للنش‪22‬ر والتوزي‪22‬ع‪ ،‬الجزائ‪22‬ر‪،‬‬ ‫‪-8‬‬
‫‪ ،2011‬ط‪.7‬‬

‫حس ‪22‬نين المحم ‪22‬دي ب ‪22‬وادي‪ ،‬حق ‪22‬وق الطف ‪22‬ل بين الش ‪22‬ريعة اإلس ‪22‬المية والق ‪22‬انون ال ‪22‬دولي‪ ،‬دار الفك ‪22‬ر‬ ‫‪-9‬‬
‫الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬

‫خال ‪22‬د بن س ‪22‬ليم الح ‪22‬ربي‪ ،‬ض ‪22‬حايا الته ‪22‬ريب البش ‪22‬ري من األطف ‪22‬ال؛ جامع ‪22‬ة ن ‪22‬ايف العربي ‪22‬ة للعل ‪22‬وم‬ ‫‪-10‬‬
‫األمنية‪ ،‬الرياض‪.2011،‬‬

‫خال‪22 2‬د مصطفى فهمي‪ ،‬حق‪22 2‬وق الطف‪22 2‬ل ومعاملت‪22 2‬ه الجنائي‪22 2‬ة في ض‪22 2‬وء اإلتفاقي‪22 2‬ات الدولي‪22 2‬ة‪ ،‬دار‬ ‫‪-11‬‬
‫الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2007 ،‬‬

‫رشيد واضح‪ ،‬الوجيز في شرح قانون العمل‪ ،‬دار ريحانة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬ ‫‪-12‬‬

‫سليمان أحمية‪ ،‬التنظيم الق‪2‬انوني لعالق‪2‬ات العم‪2‬ل في التش‪2‬ريع الجزائ‪2‬ري‪ :‬عالق‪2‬ة العم‪2‬ل الفردي‪2‬ة‪،‬‬ ‫‪-13‬‬
‫ج‪ ،02‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫سهيل الفتالوي‪ ،‬مبادئ القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬مطبعة عصام‪ ،‬بغداد‪.1990 ،‬‬ ‫‪-14‬‬

‫‪285‬‬
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

‫صالح رزق عب‪22‬د الغف‪22‬ار ي‪22‬ونس‪ ،‬ج‪22‬رائم االس‪22‬تغالل االقتصادي لألطف‪22‬ال‪ :‬دراس‪22‬ة مقارن‪22‬ة‪ ،‬دار‬ ‫‪-15‬‬
‫الفكر والقانون للنشر والتوزيع‪ ،‬المنصورة‪.2015 ،‬‬

‫ع‪22‬ادل عب‪22‬د الع‪22‬ال إب‪22‬راهيم خراش‪22‬ي‪ ،‬ج‪22‬رائم االس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي لألطف‪22‬ال ع‪22‬بر ش‪22‬بكة االن‪22‬ترنت‬ ‫‪-16‬‬
‫وط‪22‬رق مكافحته‪22‬ا في التش‪22‬ريعات الجنائي‪22‬ة والفق‪22‬ه الجن‪22‬ائي اإلس‪22‬المي‪ ،‬دار الجامع‪22‬ة الجدي‪22‬دة‪ ،‬اإلس‪22‬كندرية‪،‬‬
‫‪.2015‬‬

‫عب‪22‬د اهلل بن محم‪22‬د بن عب‪22‬د اهلل الطوال‪22‬ه‪ ،‬االتفاقي‪22‬ة الدولي‪22‬ة لحق‪22‬وق الطف‪22‬ل‪ :‬دراس‪22‬ة مقارن‪22‬ة بالفق‪22‬ه‬ ‫‪-17‬‬
‫اإلسالمي‪ ،‬مكتبة القانون واالقتصاد‪ ،‬الرياض‪.2015 ،‬‬

‫عبد اهلل سليمان‪ ،‬شرح القانون العقوبات الجزائري‪ ،‬القس‪2‬م الع‪2‬ام‪ ،‬دي‪2‬وان المطبوع‪2‬ات الجامعي‪2‬ة‪،‬‬ ‫‪-18‬‬
‫الجزائر‪.2005 ،‬‬

‫عروب‪22‬ة جب‪22‬ار الخ‪22‬زرجي‪ ،‬حق‪22‬وق الطف‪22‬ل بين النظري‪22‬ة والتط‪22‬بيق‪ ،‬دار الثقاف‪22‬ة للنش‪22‬ر والتوزي‪22‬ع‪،‬‬ ‫‪-19‬‬
‫األردن‪.2009 ،‬‬

‫عز الدين طباش‪ ،‬شرح القسم الخاص من قانون العقوبات‪ ،‬الجرائم ضد األش‪22‬خاص واألم‪22‬وال‪،‬‬ ‫‪-20‬‬
‫دار بلقيس‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫علي بن هادي‪22‬ة وآخ‪22‬رون‪ ،‬الق‪22‬اموس الجدي‪22‬د للطالب‪ ،‬المؤسس‪22‬ة الوطني‪22‬ة للكت‪22‬اب‪ ،‬الجزائ‪22‬ر‪ ،‬ط‪،7‬‬ ‫‪-21‬‬
‫‪.1991‬‬

‫عمر سعد اهلل‪ ،‬أحمد بن ناصر‪ ،‬قانون المجتمع الدولي المعاصر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬ ‫‪-22‬‬
‫الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫فاطم‪22 2‬ة بح‪22 2‬ري‪ ،‬الحماي‪22 2‬ة الجنائي‪22 2‬ة الموض‪22 2‬وعية لألطف‪22 2‬ال المس‪22 2‬تخدمين‪ ،‬دار الفك‪22 2‬ر الج‪22 2‬امعي‪،‬‬ ‫‪-23‬‬
‫اإلسكندرية‪.2008 ،‬‬

‫فاطمة شحاتة أحمد زيدان‪ ،‬مرك‪22‬ز الطف‪2‬ل في الق‪2‬انون ال‪22‬دولي الع‪22‬ام‪ ،‬دار ع‪2‬الم الكت‪22‬اب‪ ،‬الق‪2‬اهرة‪،‬‬ ‫‪-24‬‬
‫‪.2007‬‬

‫ماهر جميل أبو خوات‪ ،‬الحماية الدولية لحقوق الطفل‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2005 ،‬‬ ‫‪-25‬‬

‫مجمع اللغة العربية‪ ،‬المعجم الوجيز‪ ،‬دار التحرير للطبع والنشر‪ ،‬مصر‪.1989 ،‬‬ ‫‪-26‬‬

‫مجمع اللغة العربية‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬ط‪.2004 ،04‬‬ ‫‪-27‬‬

‫محم‪22‬د صاحب س‪22‬لطان‪ ،‬العالق‪22‬ات العاّم ة في المنظم‪22‬ات الدولي‪22‬ة‪ ،‬دار المس‪22‬يرة للنش‪22‬ر والتوزي‪22‬ع‬ ‫‪-28‬‬
‫والطباعة‪ ،‬عمان‪.2012 ،‬‬

‫‪286‬‬
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

‫محم‪22 2‬د صبحي نجم‪ ،‬ش‪22 2‬رح ق‪22 2‬انون العقوب‪22 2‬ات الجزائ‪22 2‬ري القس‪22 2‬م الخ‪22 2‬اص‪ ،‬دي‪22 2‬وان المطبوع‪22 2‬ات‬ ‫‪-29‬‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2000 ،‬‬

‫محم‪22 2‬د عب‪22 2‬د ال‪22 2‬رحمن مصطفى البن‪22 2‬ا‪ ،‬العولم‪22 2‬ة وحق‪22 2‬وق الطف‪22 2‬ل بين الفق‪22 2‬ه اإلس‪22 2‬المي والق‪22 2‬انون‬ ‫‪-30‬‬
‫الوضعي‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2017 ،‬‬

‫محمد فتحي عيد‪ ،‬التعاون الدولي لمكافحة اإلتجار باألطفال ع‪2‬بر الح‪2‬دود الدولي‪2‬ة‪ ،‬آلي‪2‬ات التنفي‪2‬ذ‬ ‫‪-31‬‬
‫وبروتوكوالت التعاون‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪.2006 ،‬‬

‫محمد يوسف علوان‪ ،‬محمد خليل الموسى‪ ،‬الق‪2‬انون ال‪2‬دولي لحق‪2‬وق اإلنس‪2‬ان "الحق‪2‬وق المحمي‪2‬ة"‪،‬‬ ‫‪-32‬‬
‫ج‪ ،02‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2009 ،‬‬

‫مصطفى فهمي خال ‪22‬د‪ ،‬النظ ‪22‬ام الق ‪22‬انوني لمكافح ‪22‬ة ج ‪22‬رائم اإلتج ‪22‬ار بالبش ‪22‬ر‪ ،‬دار الفك ‪22‬ر الج ‪22‬امعي‪،‬‬ ‫‪-33‬‬
‫اإلسكندرية‪.2011 ،‬‬

‫منتصر س‪22‬عيد حم‪22‬ودة‪ ،‬حماي‪22‬ة حق‪2‬وق الطف‪2‬ل في الق‪2‬انون ال‪22‬دولي الع‪22‬ام واإلس‪22‬المي‪ ،‬دار الجامع‪22‬ة‬ ‫‪-34‬‬
‫الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2007 ،‬‬

‫ناه ‪22‬د رم ‪22‬زي‪ ،‬ظ ‪22‬اهرة عمال ‪22‬ة األطف ‪22‬ال في ال ‪22‬دول العربي ‪22‬ة‪ ،‬المجلس الع ‪22‬ربي للطفول ‪22‬ة والتنمي ‪22‬ة‪،‬‬ ‫‪-35‬‬
‫القاهرة‪.1998 ،‬‬

‫وج ‪22‬دان س ‪22‬ليمان أرتيم ‪22‬ة‪ ،‬األحك ‪22‬ام العاّم ة لج ‪22‬رائم االتج ‪22‬ار بالبش ‪22‬ر‪ ،‬دراس ‪22‬ة مقارن ‪22‬ة‪ ،‬دار الثقاف ‪22‬ة‬ ‫‪-36‬‬
‫للنشر والتوزيع‪.2014 ،‬‬

‫وس‪22‬يلة ش‪22‬ابو‪ ،‬الق‪22‬انون ال‪22‬دولي للعم‪22‬ل‪ ،‬دار هوم‪22‬ة للطباع‪22‬ة والنش‪22‬ر والتوزي‪22‬ع‪ ،‬الجزائ‪22‬ر‪ ،‬ط ‪،02‬‬ ‫‪-37‬‬
‫‪.2016‬‬

‫ياسر أحمد عمر الدمهوجي‪ ،‬حقوق الطف‪2‬ل وأحكام‪2‬ه في الفق‪2‬ه اإلس‪2‬المي‪ :‬دراس‪2‬ة فقهي‪2‬ة مقارن‪2‬ة‪،‬‬ ‫‪-38‬‬
‫مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2012 ،‬‬

‫يوس‪22 2‬ف حس‪22 2‬ن يوس‪22 2‬ف‪ ،‬جريم‪22 2‬ة اس‪22 2‬تغالل األطف‪22 2‬ال وحم‪22 2‬ايتهم في الق‪22 2‬انون ال‪22 2‬دولي والش‪22 2‬ريعة‬ ‫‪-39‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2013 ،‬‬

‫ع‪22‬ادل عب‪22‬د الع‪22‬ال إب‪22‬راهيم خراش‪22‬ي‪ ،‬ج‪22‬رائم االس‪22‬تغالل الجنس‪22‬ي لألطف‪22‬ال ع‪22‬بر ش‪22‬بكة اإلن‪22‬ترنت‬ ‫‪-40‬‬
‫وط‪22 2‬رق مكافحته‪22 2‬ا في التش‪22 2‬ريعات الجنائي‪22 2‬ة والفق‪22 2‬ه الجن‪22 2‬ائي اإلس‪22 2‬المي‪ ،‬دار الجامع‪22 2‬ة الجدي‪22 2‬دة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2015‬‬

‫‪287‬‬
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

‫ثالثا‪ -‬المقاالت العلمية‪:‬‬


‫أكلي لين ‪22‬دة‪ ،‬ن ‪22‬ور ال ‪22‬دين دع ‪22‬اس‪" ،‬دور الوك ‪22‬االت الدولي ‪22‬ة المتخصصة لألمم المتح ‪22‬دة في حماي ‪22‬ة‬ ‫‪-1‬‬
‫حقوق الطفل"‪ ،‬مجلة آفاق للعلوم‪ ،‬العدد السادس‪ ،2017 ،‬جامعة الجلفة‪.‬‬

‫أكمل يوسف السعيد يوسف‪ ،‬المسؤولية الجنائية لمقّد مي المواد اإلباحي‪22‬ة لألطف‪22‬ال ع‪22‬بر األن‪22‬ترنت‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫مجلة البحوث القانونية واإلقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،10‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬مصر‪.2011،‬‬

‫بلعباس حنان‪ ،‬جمعة أوالد حيمودة‪" ،‬قراءة في األسباب واآلثار الّنفسية لعمالة األطف‪22‬ال"‪ ،‬مجّل ة‬ ‫‪-3‬‬
‫اإلجتهاد للدراسات القانونية واإلقتصادية‪ ،‬المجّلد‪ ،07‬العدد ‪ ،06‬أكتوبر ‪ ،2018‬جامعة تمنراست‪.‬‬

‫بن عومر محمد الصالح وعثماني عب‪2‬د الق‪2‬ادر‪" ،‬الحماي‪2‬ة الجنائي‪2‬ة من االس‪2‬تغالل االقتصادي في‬ ‫‪-4‬‬
‫مواجهة جريم‪2‬ة االتج‪2‬ار باألطف‪2‬ال"‪ ،‬مجّل ة األس‪2‬تاذ الب‪2‬احث للدراس‪2‬ات القانوني‪2‬ة والسياس‪2‬ية‪ ،‬المجل‪2‬د الث‪2‬اني‪،‬‬
‫العدد العاشر‪ ،‬جوان ‪ ،2018‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪.‬‬

‫بن يط ‪22 2‬و س ‪22 2‬ليمة ‪" ،‬جريم ‪22 2‬ة اإلتج ‪22 2‬ار باألطف ‪22 2‬ال‪ :‬المفه ‪22 2‬وم والمكافح ‪22 2‬ة"‪ ،‬مجّل ة دف ‪22 2‬اتر السياس ‪22 2‬ة‬ ‫‪-5‬‬
‫والقانون‪ ،‬المجلد‪ ،11‬العدد الثاني‪ ،‬جوان ‪ ،2019‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪.‬‬

‫بن يوس ‪22‬ف الق ‪22‬نيعي‪ ،‬الحماي ‪22‬ة الجنائي ‪22‬ة لألح ‪22‬داث على ض ‪22‬وء الق ‪22‬انون ‪ 15/12‬المتعل ‪22‬ق بحماي ‪22‬ة‬ ‫‪-6‬‬
‫الطفل‪ ،‬مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬العدد‪.2018 ،1‬‬

‫بولغليم‪22 2‬ات س‪22 2‬الف‪" ،‬الج‪22 2‬رائم اإلباحي‪22 2‬ة ض‪22 2‬د ش‪22 2‬خص القاصر ع‪22 2‬بر األن‪22 2‬ترنت"‪ ،‬مجل‪22 2‬ة العل‪22 2‬وم‬ ‫‪-7‬‬
‫اإلنسانية‪ ،‬المجلد ب‪ ،‬عدد‪ ،48‬ديسمبر ‪.2017‬‬

‫بويحي ‪22‬اوي أم ‪22‬ال‪" ،‬األطف ‪22‬ال في وض ‪22‬عيات اإلّتج ‪22‬ار"‪ ،‬مجّل ة رواف ‪22‬د‪ ،‬الع ‪22‬دد األول‪ ،‬ج ‪22‬وان ‪،2017‬‬ ‫‪-8‬‬
‫المركز الجامعي بلحاج بوشعيب‪ ،‬عين تموشنت‪.‬‬

‫جغدلي علي‪" ،‬المشاكل الّناتجة عن عمالة األطفال"‪ ،‬مجّلة معارف‪ ،‬العدد‪ ،14‬أكتوبر ‪.2013‬‬ ‫‪-9‬‬

‫حاج سودي محم‪2‬د‪ ،‬يام‪2‬ة إب‪2‬راهيم‪" ،‬آلي‪2‬ات مكافح‪2‬ة ظ‪2‬اهرة تش‪2‬غيل األطف‪2‬ل دولي‪2‬ا ووطني‪2‬ا"‪ ،‬مجل‪2‬ة‬ ‫‪-10‬‬
‫العلوم القانونية واالجتماعية‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬سبتمبر‪ ،2017 ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪.‬‬

‫الح‪22‬اج علي ب‪22‬در ال‪22‬دين‪" ،‬المعامل‪22‬ة القانوني‪22‬ة للطف‪22‬ل المع‪22‬رض للخط‪22‬ر المعن‪22‬وي"‪ ،‬مجل‪22‬ة اإلجته‪22‬اد‬ ‫‪-11‬‬
‫للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ، ،‬العدد ‪ ،02‬جوان ‪ ،2012‬المركز الجامعي تمنراست‪.‬‬

‫‪288‬‬
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

‫حوب ‪22‬ة عب ‪22‬د الق ‪22‬ادر‪" ،‬حظ ‪22‬ر تجني ‪22‬د األطف ‪22‬ال في النزاع ‪22‬ات المس ‪22‬لحة‪ :‬دراس ‪22‬ة تحليلي ‪22‬ة في ض ‪22‬وء‬ ‫‪-12‬‬
‫اإلتفاقيات الدولية"‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،01‬ج‪22‬انفي ‪ ،2013‬جامع‪22‬ة واد س‪22‬وف‬
‫الجزائر‪.‬‬

‫خ‪2‬واثرة س‪2‬امية‪" ،‬دور مفتش‪2‬ية العم‪2‬ل في رقاب‪2‬ة تط‪2‬بيق قواع‪2‬د تش‪2‬غيل األطف‪2‬ال"‪ ،‬حولي‪2‬ات جامع‪2‬ة‬ ‫‪-13‬‬
‫الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،32‬ديسمبر ‪.2018‬‬

‫دحي‪22‬ة عب‪22‬د اللطي‪22‬ف‪" ،‬جه‪22‬ود األمم المتح‪22‬دة في مكافح‪22‬ة ج‪22‬رائم اإلتج‪22‬ار بالبش‪22‬ر"‪ ،‬مجل‪22‬ة التواصل‬ ‫‪-14‬‬
‫في اإلقتصاد واإلدارة والقانون‪ ،‬عدد‪ ،38‬جوان ‪ ،2014‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة المسيلة‪.‬‬

‫رويس عب‪22‬د الق‪2‬ادر‪" ،‬الجه‪22‬ود الدولي‪22‬ة والوطني‪22‬ة في مج‪22‬ال إرس‪22‬اء قواع‪2‬د تش‪22‬غيل األطف‪2‬ال"‪ ،‬مجل‪22‬ة‬ ‫‪-15‬‬
‫المعيار‪ ،‬العدد الثامن عشر‪ ،‬جوان ‪ ،2017‬جامعة تيسمسيلت‪.‬‬

‫زوزو رشيد‪ ،‬رابح بن عيسى‪" ،‬عمالة األطفال في الجزائر –األسباب االنعكاسات والحل‪22‬ول‪،"-‬‬ ‫‪-16‬‬
‫مجّلة علوم اإلنسان والمجتمع‪ ،‬العدد‪ ،21‬ديسمبر‪ ،2016‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.‬‬

‫زيت‪22‬وني عائش‪22‬ة بي‪22‬ة‪" ،‬عوام‪22‬ل عمال‪22‬ة األطف‪22‬ال في الش‪22‬ارع الجزائ‪22‬ري"‪ ،‬مجّل ة الب‪22‬احث في العل‪22‬وم‬ ‫‪-17‬‬
‫اإلنسانية واإلجتماعية‪ ،‬العدد‪ ،31‬ديسمبر ‪ ،2017‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪.‬‬

‫س‪22‬اهرة حس‪22‬ين ك‪22‬اظم‪" ،‬عمال‪22‬ة األطف‪2‬ال بين المن‪22‬ع الق‪2‬انوني والتط‪22‬بيق في الواق‪22‬ع الع‪22‬راقي"‪ ،‬مجّل ة‬ ‫‪-18‬‬
‫مركز المستنصرّية للدراسات العربية والدولية‪ ،‬العدد ‪ ،26‬سنة ‪.2009‬‬

‫سعد اهلل عمر‪" ،‬القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪ :‬نظرة على مراح‪2‬ل تط‪2‬وره"‪ ،‬المجل‪2‬ة الجزائري‪2‬ة‬ ‫‪-19‬‬
‫للعلوم القانونية واإلقتصادية والسياسية‪ ،‬ع ‪ ،1992 ،04‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫س‪22 2‬عيدان أس‪22 2‬ماء‪ ،‬الحماي‪22 2‬ة المق‪222‬ررة لتش‪22 2‬غيل األطف‪222‬ال في الق ‪22‬انون الجزائ‪22 2‬ري‪ ،‬حولي‪22 2‬ات جامع‪22 2‬ة‬ ‫‪-20‬‬
‫الجزائر‪ ،1‬العدد‪ ،32‬جوان‪.2018‬‬

‫س‪2‬اّل م أمين‪22‬ة‪" ،‬ممارس‪22‬ات ال‪22‬رق المعاصرة في الق‪22‬انون ال‪22‬دولي"‪ ،‬مجّل ة اإلجته‪22‬اد القض‪22‬ائي‪ ،‬الع‪22‬دد‬ ‫‪-21‬‬
‫‪ ،02‬المجلد‪ ،12‬أكتوبر ‪ ،2019‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.‬‬

‫ش‪22‬رون حس‪22‬ينة‪ ،‬قف‪22‬اف فاطم‪22‬ة‪ ،‬ال‪22‬دور الحم‪22‬ائي للهيئ‪22‬ة الوطني‪22‬ة لحماي‪22‬ة وترقي‪22‬ة الطفول‪22‬ة‪ ،‬مجل‪22‬ة‬ ‫‪-22‬‬
‫حوليات جامعة الجزائر‪ ،1‬عدد ‪ ،32‬جوان ‪ ،2018‬ج ‪.2‬‬

‫شميشم رش‪2‬يد‪" ،‬الحماي‪2‬ة القانوني‪2‬ة لتش‪2‬غيل األطف‪2‬ال"‪ ،‬مجل‪2‬ة الدراس‪2‬ات القانوني‪2‬ة‪ ،‬الع‪2‬دد‪ 01‬المجل‪2‬د‬ ‫‪-23‬‬
‫‪ ،04‬جوان ‪ ،2018‬جامعة يحيى فارس‪ ،‬المدية‪.‬‬

‫‪289‬‬
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

‫ش‪22‬يتر عب‪22‬د الوه‪22‬اب‪" ،‬دور المحكم‪22‬ة الجنائي‪22‬ة الدولي‪22‬ة في مكافح‪22‬ة جريم‪22‬ة تجني‪22‬د األطف‪22‬ال خالل‬ ‫‪-24‬‬
‫النزاعات المس‪2‬لحة"‪ ،‬مق‪2‬ال منش‪2‬ور ض‪2‬من أعم‪2‬ال الم‪2‬ؤتمر ال‪2‬دولي الس‪2‬ادس‪ :‬الحماي‪2‬ة الدولي‪2‬ة للطف‪2‬ل‪-20 ،‬‬
‫‪ ،22/11/2014‬مجلة مركز جيل للبحث العلمي‪ ،‬طرابلس‪.‬‬

‫صراح نحال‪" ،‬الحماي‪2‬ة الدولي‪2‬ة لألطف‪2‬ال من التجني‪2‬د واالش‪2‬تراك في العملي‪2‬ات العس‪2‬كرية"‪ ،‬مجل‪2‬ة‬ ‫‪-25‬‬
‫جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية‪ ،‬المجلد ‪ ،30‬العدد ‪ ،04‬ديسمبر ‪.2016‬‬

‫طالب خيرة‪ ،‬جريمة اإلتجار باألطفال وآليات مكافحتها في المواثيق واالتفاقيات الدولية‪ ،‬مجّلة‬ ‫‪-26‬‬
‫البح‪22 2‬وث في الحق‪22 2‬وق والعل‪22 2‬وم السياس‪22 2‬ية‪ ،‬المجل‪22 2‬د‪ ،02‬الع‪22 2‬دد ‪ ،03‬م‪22 2‬ارس ‪ ،2016‬جامع‪22 2‬ة ابن خل‪22 2‬دون‪،‬‬
‫تيارت‪.‬‬

‫عبابسة محمد‪" ،‬تشغيل القصر بين التقييد والحظ‪2‬ر"‪ ،‬مجل‪2‬ة الحق‪2‬وق والعل‪2‬وم السياس‪2‬ية‪ ،‬ع‪2‬دد‪،02‬‬ ‫‪-27‬‬
‫مجلد‪ ،2018 ،05‬جامعة عباس لغرور‪ ،‬خنشلة‪.‬‬

‫عباسي محمد الحبيب‪" ،‬مكافحة اإلتجار باألطفال‪...‬آلي‪22‬ة إس‪22‬تراتيجية في حماي‪22‬ة الطفول‪22‬ة"‪ ،‬مجّل ة‬ ‫‪-28‬‬
‫القانون والعلوم السياسية‪ ،‬المجلد‪ ،03‬العدد ‪ ،02‬جوان ‪ ،2017‬المركز الجامعي النعامة‪.‬‬

‫عب‪22‬د العزي‪22‬ز س‪22‬رحان‪" ،‬حقيق‪22‬ة العالق‪22‬ة بين المجموع‪22‬ة الدولي‪22‬ة لحق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان والق‪22‬انون ال‪22‬داخلي‬ ‫‪-29‬‬
‫في الوالي‪22 2‬ات المتح‪22 2‬دة األمريكي‪22 2‬ة"‪ ،‬مجل‪22 2‬ة الحق‪22 2‬وق والش‪22 2‬ريعة‪ ،‬الع‪22 2‬دد الث‪22 2‬الث‪ ،‬س‪22 2‬بتمبر ‪ ،1981‬جامع‪22 2‬ة‬
‫الكويت‪ ،‬كلية الحقوق والشريعة‪.‬‬

‫عب‪22‬د الغف‪22‬ور أس‪22‬عد عب‪22‬د الوه‪22‬اب‪" ،‬دور أجه‪22‬زة منظم‪22‬ة األمم المتح‪22‬دة في تط‪22‬بيق وتط‪22‬وير قواع‪22‬د‬ ‫‪-30‬‬
‫الق‪22 2‬انون ال‪22 2‬دولي اإلنس‪22 2‬اني"‪ ،‬مجل‪22 2‬ة جامع‪22 2‬ة تك‪22 2‬ريت للحق‪22 2‬وق‪ ،‬المجل‪22 2‬د ‪ ،6‬الع‪22 2‬دد‪ ،03‬الج‪22 2‬زء ‪ ،06‬بغ‪22 2‬داد‪،‬‬
‫‪.2018‬‬

‫عجاز سامية‪" ،‬الحماية القانونية لألطفال من التجنيد واالستعمال في النزاعات المس‪22‬لحة"‪ ،‬مجل‪22‬ة‬ ‫‪-31‬‬
‫معارف‪ ،‬العدد ‪ ،2009 ،06‬جامعة البويرة‪.‬‬

‫عط ‪22‬اء اهلل ت ‪22‬اج‪" ،‬العم ‪22‬ل الليلي في تش ‪22‬ريع العم ‪22‬ل الجزائ ‪22‬ري بين المس ‪22‬اواة والحماي ‪22‬ة القانوني ‪22‬ة‬ ‫‪-32‬‬
‫للمرأة"‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد‪ ، 2015 ،01‬جامعة عمار ثلجي األغواط‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫عالق نوال‪" ،‬الحماية الدولية للطفل في مجال العمل"‪ ،‬مجل‪22‬ة حق‪22‬وق اإلنس‪22‬ان والحري‪22‬ات العاّم ة‪،‬‬ ‫‪-33‬‬
‫العدد السادس‪ ،‬جوان ‪ ،2018‬جامعة مستغانم‪.‬‬

‫العلج‪22‬ة مواس‪22‬ي‪" ،‬آلي‪22‬ات مكافح‪22‬ة جريم‪22‬ة اإلتج‪22‬ار باألش‪22‬خاص في التش‪22‬ريع الجزائ‪22‬ري"‪ ،‬المجل‪22‬ة‬ ‫‪-34‬‬
‫األكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد‪ ،03‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪.‬‬

‫‪290‬‬
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

‫عم ‪22‬روش الحس ‪22‬ين‪" ،‬الح ‪22‬د من أس ‪22‬وأ أش ‪22‬كال عمال ‪22‬ة األطف ‪22‬ال في نط ‪22‬اق منظم ‪22‬ة العم ‪22‬ل الدولي ‪22‬ة‪:‬‬ ‫‪-35‬‬
‫المعايير القانونية واآلليات التنظيمية المتخصصة "‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬الع‪22‬دد‬
‫‪ ،15‬جانفي ‪ ،2019‬جامعة البليدة‪.02‬‬

‫غ‪22‬ربي أس‪22‬امة‪" ،‬اإلتج‪22‬ار باألعض‪22‬اء البش‪22‬رية"‪ ،‬مجل‪22‬ة دراس‪22‬ات وأبح‪22‬اث‪ ،‬المجل‪22‬د‪ ،03‬الع‪22‬دد ‪،05‬‬ ‫‪-36‬‬
‫ديسمبر ‪ ،2011‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬ص‪.181‬‬

‫غري ‪22‬بي يحي‪ ،‬اآللي ‪22‬ات والض ‪22‬مانات القانوني ‪22‬ة الدولي ‪22‬ة والوطني ‪22‬ة لحماي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل العام ‪22‬ل‪ ،‬مجل ‪22‬ة‬ ‫‪-37‬‬
‫دراسات وأبحاث‪ ،‬مجلد ‪ ،10‬عدد ‪ ،2018 ،3‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪.‬‬

‫الفواعرة محمد نواف‪" ،‬الرق في ثوبه الجديد ما بين التحريم الدولي والتجريم الوط‪22‬ني‪ :‬دراس‪22‬ة‬ ‫‪-38‬‬
‫مقارنة"‪ ،‬مجلة دراسات علوم الشريعة والقانون‪ ،‬المجّلد ‪ ،42‬العدد‪ ،2015 ،03‬الجامعة األردنية‪.‬‬

‫الف‪222‬واعرة محم‪222‬د ن‪222‬واف‪" ،‬العم‪222‬ل القس‪222‬ري م‪222‬ا بين التح ‪22‬ريم ال ‪22‬دولي والتج ‪22‬ريم الوط‪222‬ني"‪ ،‬مجل‪222‬ة‬ ‫‪-39‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد رقم ‪ ،20‬عدد‪ ،3‬مارس ‪ ،2014‬كلية القانون‪ ،‬جامعة آل البيت‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫ك‪22 2‬يرواني الض‪22 2‬اوية‪" ،‬في ض‪22 2‬رورة القض‪22 2‬اء على عم‪22 2‬ل األطف‪22 2‬ال‪ :‬على ض‪22 2‬وء الق‪22 2‬انون ال‪22 2‬دولي‬ ‫‪-40‬‬
‫والجزائ‪22‬ري"‪ ،‬المجل‪22‬ة األكاديمي‪22‬ة للبحث الق‪22‬انوني‪ ،‬المجل‪22‬د ‪ ،11‬الع‪22‬دد‪ ،2020 ،03‬جامع‪22‬ة عب‪22‬د الرحم‪22‬ان‬
‫ميرة‪ ،‬بجاية‪.‬‬

‫لهزي‪22 2‬ل عب‪22 2‬د اله‪22 2‬ادي‪ ،‬اآللي‪22 2‬ات القانوني‪22 2‬ة لحماي‪22 2‬ة األح‪22 2‬داث في ق‪22 2‬انون الطف‪22 2‬ل الجدي‪22 2‬د‪ ،‬المجل‪22 2‬ة‬ ‫‪-41‬‬
‫األكاديمية للبحوث القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬جامعة عمار ثليجي‪ ،‬األغواط‪.‬‬

‫مج ‪22‬اجي فاطم ‪22‬ة‪" ،‬عمال ‪22‬ة األطف ‪22‬ال دراس ‪22‬ة مقارن ‪22‬ة بين الفق ‪22‬ه اإلس ‪22‬المي والق ‪22‬انون"‪ ،‬مجّل ة كلي ‪22‬ة‬ ‫‪-42‬‬
‫التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية لجامعة بابل‪ ،‬العدد‪ ،41‬كانون األول ‪.2018‬‬

‫م ‪22‬والفي س ‪22‬امية‪ ،‬آلي ‪22‬ات حماي ‪22‬ة الطف ‪22‬ل في الق ‪22‬انون رقم‪ 15/12 :‬الم ‪22‬ؤرخ في ‪،15/07/2015‬‬ ‫‪-43‬‬
‫مجلة الحقوق والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪.‬‬

‫وزاني آمن‪222‬ة‪ ،‬حماي‪222‬ة الطف ‪22‬ل في ض‪222‬ل الهيئ‪222‬ات االجتماعي ‪22‬ة (دراس ‪22‬ة في الق ‪22‬انون رقم ‪12-15‬‬ ‫‪-44‬‬
‫المتعلق حماية الطفل)‪ ،‬مجلة جيل لألبحاث القانونية المعمقة‪ ،‬مركز جيل‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪.2017 ،18‬‬

‫يوخّن ا ي ‪22‬اقو م ‪22‬نى‪ ،‬صفاء محم ‪22‬د ن ‪22‬وري علي‪ " ،‬الحماي ‪22‬ة القانوني ‪22‬ة من عمال ‪22‬ة األطف ‪22‬ال (دراس ‪22‬ة‬ ‫‪-45‬‬
‫مقارن ‪22‬ة)"‪ ،‬مجّل ة كلّي ة الق ‪22‬انون للعل ‪22‬وم القانوني ‪22‬ة والسياس ‪22‬ية‪ ،‬المجّل د ‪ ،07‬الع ‪22‬دد ‪ ،36‬س ‪22‬نة ‪ ،2018‬كلي ‪22‬ة‬
‫القانون والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة كركوك‪ ،‬العراق‪.‬‬

‫‪291‬‬
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

‫يوس‪22‬ف إلي‪22‬اس‪" ،‬عم‪22‬ل األطف‪22‬ال أس‪22‬بابه وآث‪22‬اره وس‪22‬بل الح‪22‬د من‪22‬ه"‪ ،‬مجّل ة العم‪22‬ل والمجتم‪22‬ع‪ ،‬الع‪22‬دد‬ ‫‪-46‬‬
‫‪ ،04‬المركز الوطني للبحوث والّد راسات‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬المداخالت في الملتقيات‪:‬‬


‫أحمد رشاد الهواري‪ ،‬جوانب الحماية القانونية للطفل العام‪22‬ل‪ :‬دراس‪22‬ة مقارن‪22‬ة‪ ،‬بحث منش‪22‬ور في‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الحماي‪22‬ة القانوني‪22‬ة لألس‪22‬رة بين الواق‪22‬ع والطم‪22‬وح‪ ،‬م‪22‬ؤتمر كلي‪22‬ة الحق‪22‬وق‪ ،‬جامع‪22‬ة عم‪22‬ان األهلي‪22‬ة‪ ،‬دار الحام‪22‬د‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2012 ،‬‬

‫بوصيدة امحم‪222‬د‪ ،‬أس‪222‬وأ أش‪222‬كال عم‪222‬ل األطف ‪22‬ال ( الحماي ‪22‬ة الجزائي ‪22‬ة والت ‪22‬دابير الوقائي‪222‬ة)‪ ،‬الملتقى‬ ‫‪-2‬‬
‫الوطني‪ :‬أس‪2‬وأ أش‪2‬كال عم‪2‬ل األطف‪2‬ال المعض‪2‬لة والح‪2‬ل‪ 18 ،‬نوفم‪2‬بر ‪ ،2021‬مخ‪2‬بر حماي‪2‬ة وترقي‪2‬ة األس‪2‬رة‬
‫وحقوق المرأة والطفل‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحيى‪ ،‬جيجل‪.‬‬

‫خليل عش‪22‬اري‪ ،‬األطف‪2‬ال في وض‪22‬عيات االتج‪22‬ار‪ :‬التعري‪22‬ف والمع‪22‬ايير الدولي‪22‬ة واألط‪22‬ر البرنامجي‪22‬ة‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫بحث مقّد م للحلقة العلمية لمكافحة االتجار باألطفال المنعقدة في الفترة من ‪ 22-18‬فيفري‪ ،‬جامعة نايف‬
‫العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪.‬‬

‫رش‪22‬يد أوش‪22‬اعو‪ ،‬دور الهيئ‪22‬ات االجتماعي‪22‬ة للطفول‪22‬ة في الجزائ‪22‬ر في ظ‪22‬ل الق‪22‬انون رقم ‪،12 -15‬‬ ‫‪-4‬‬
‫أعمال الملتقى الدولي السادس بعنوان‪ :‬الحماية القانونية للطف‪2‬ل في ال‪2‬دول المغاربي‪2‬ة‪ ،‬جامع‪2‬ة الش‪2‬هيد حم‪2‬ة‬
‫لخضر‪ ،‬الوادي‪ 14-13 ،‬مارس ‪.2017‬‬

‫عبد الرحمان عسيري‪ ،‬وضعيات اإلتجار باألطفال‪ ،‬ندوة علمي‪22‬ة ح‪22‬ول مكافح‪22‬ة اإلتج‪22‬ار بالطف‪2‬ال‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪.2006 ،‬‬

‫هن‪22‬اء حس‪22‬ني النابلس‪22‬ي‪ ،‬عمال‪22‬ة األطف‪22‬ال في األردن‪ ،‬بحث منش‪22‬ور في‪ :‬الحماي‪22‬ة القانوني‪22‬ة لألس‪22‬رة‬ ‫‪-6‬‬
‫بين الواقع والطموح‪ ،‬مؤتمر كلية الحقوق‪ ،‬جامع‪2‬ة عم‪2‬ان األهلي‪2‬ة‪20 ،‬و ‪ 21‬أفري‪2‬ل ‪ ،2010‬دار الحام‪2‬د‪،‬‬
‫المنهل ‪.2012‬‬

‫خامسا‪ -‬الرسائل والمذكرات الجامعية‪:‬‬


‫الس‪2‬عيد عم‪2‬راوي‪ ،‬جريم‪2‬ة اإلس‪2‬ترقاق في الق‪2‬انون ال‪2‬دولي‪ ،‬أطروح‪2‬ة مقّد م‪2‬ة لني‪2‬ل ش‪2‬هادة دكت‪2‬وراه‬ ‫‪-1‬‬
‫العلوم في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة بسكرة‪.2017 ،‬‬

‫النوايسة نانسي خالد س‪2‬ليم‪ ،‬جريم‪2‬ة اإلس‪2‬تغالل الجنس‪2‬ي لألطف‪2‬ال ع‪2‬بر األن‪2‬ترنت‪ ،‬دراس‪2‬ة مقارن‪2‬ة‬ ‫‪-2‬‬
‫بين التش‪22 2‬ريع البريط‪22 2‬اني والفرنس‪22 2‬ي والمصري واألردني‪ ،‬رس‪22 2‬الة دكت‪22 2‬وراه في الق ‪22‬انون‪ ،‬جامع‪22 2‬ة عم‪22 2‬ان‬
‫العربية‪ ،‬األردن‪.2011 ،‬‬

‫‪292‬‬
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

‫بوصوار ميس‪22‬وم‪ ،‬تج‪22‬ريم التع‪ّ2‬د ي على حق‪22‬وق الطف‪22‬ل في الق‪22‬انون ال‪22‬دولي‪ ،‬أطروح‪22‬ة لني‪22‬ل ش‪22‬هادة‬ ‫‪-3‬‬
‫دكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.2017 ،‬‬

‫جعفر خديجة‪ ،‬جرائم اإلتجار بالبشر في القانون الدولي‪ ،‬أطروحة مقّد مة لنيل شهادة ال‪22‬دكتوراه‬ ‫‪-4‬‬
‫في العل‪22‬وم‪ ،‬ف‪22‬رع ق‪22‬انون دولي‪ ،‬كلي‪22‬ة الحق‪2‬وق والعل‪22‬وم السياس‪22‬ية‪ ،‬جامع‪22‬ة الجياللي الي‪22‬ابس‪ ،‬س‪22‬يدي بلعب‪22‬اس‪،‬‬
‫الجزائر‪.2019 ،‬‬

‫حم‪22‬و إب‪22‬راهيم فخ‪22‬ار‪ ،‬الحماي‪22‬ة الجنائي‪22‬ة للطف‪22‬ل في التش‪22‬ريع الجزائ‪22‬ري والق‪22‬انون المق‪22‬ارن‪ ،‬رس‪22‬الة‬ ‫‪-5‬‬
‫دكت ‪22‬وراه في الحق ‪22‬وق‪ ،‬تخصص ق ‪22‬انون جن ‪22‬ائي‪ ،‬كلي ‪22‬ة الحق ‪22‬وق والعل ‪22‬وم السياس ‪22‬ية‪ ،‬جامع ‪22‬ة محم ‪22‬د خيض ‪22‬ر‬
‫بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2014/2015 ،‬‬

‫س ‪22‬ودي محم ‪22‬د ح ‪22‬اج‪ ،‬التنظيم الق ‪22‬انوني لتش ‪22‬غيل األطف ‪22‬ال‪ :‬دراس ‪22‬ة مقارن ‪22‬ة‪ ،‬رس ‪22‬الة لني ‪22‬ل ش ‪22‬هادة‬ ‫‪-6‬‬
‫دكت ‪22‬وراه عل ‪22‬وم في الق ‪22‬انون الخ ‪22‬اص‪ ،‬كلي ‪22‬ة الحق ‪22‬وق والعل ‪22‬وم الساس ‪22‬ية‪ ،‬جامع ‪22‬ة أبي بك ‪22‬ر بلقاي ‪22‬د‪ ،‬تلمس ‪22‬ان‪،‬‬
‫‪.2016‬‬

‫عثماني عبد القادر‪ ،‬الحماية الجنائية للطفل من اإلستغالل االقتصادي‪ :‬دراس‪2‬ة مقارن‪2‬ة‪ ،‬رس‪2‬الة‬ ‫‪-7‬‬
‫مقدم‪22‬ة الس‪22‬تكمال متطلب‪22‬ات الحصول على ش‪22‬هادة دكت‪22‬وراه الط‪22‬ور الث‪22‬الث‪ ،‬تخصص ق‪22‬انون جن‪22‬ائي ‪ ،‬قس‪22‬م‬
‫الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أدرار‪.2019 ،‬‬

‫ك‪22 2‬يرواني ض‪22 2‬اوية‪ ،‬التنظيم ال‪22 2‬دولي للعم‪22 2‬ل في مواجه‪22 2‬ة عم‪22 2‬ل األطف‪22 2‬ال‪ ،‬رس‪22 2‬الة دكت‪22 2‬وراه في‬ ‫‪-8‬‬
‫العلوم‪ ،‬تخصص قانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪.2018 ،‬‬

‫لنك‪22 2‬ار محم‪22 2‬ود‪ ،‬الحماي‪22 2‬ة الجنائي‪22 2‬ة لألس‪22 2‬رة ‪-‬دراس‪22 2‬ة مقارن‪22 2‬ة‪ ،-‬رس‪22 2‬الة دكت‪22 2‬وراه في الق‪22 2‬انون‬ ‫‪-9‬‬
‫الجنائي‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪.2010 ،‬‬

‫‪-10‬الش‪2‬هراني ه‪2‬ادي س‪2‬ياف ف‪2‬نيس‪ ،‬المس‪2‬ؤولية الجنائي‪2‬ة عن تش‪2‬غيل األطف‪2‬ال في الّنظ‪2‬ام الس‪2‬عودي‪ ،‬رس‪2‬الة‬
‫ماجستير في العدالة الجنائية‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض ‪.2010‬‬

‫‪-11‬الف‪22‬ايز عب‪22‬د العزي‪22‬ز بن اب‪22‬راهيم بن ناصر‪ ،‬األبع‪22‬اد األمني‪22‬ة لظ‪22‬اهرة التس‪22‬ول في المجتم‪22‬ع الس‪22‬عودي‪:‬‬
‫دراس ‪22‬ة مس ‪22‬حية بمدين ‪22‬ة الري ‪22‬اض‪ ،‬بحث مق ‪22‬دم اس ‪22‬تكماال لمتطلب ‪22‬ات الحصول على درج ‪22‬ة الماجس ‪22‬تير في‬
‫العلوم الشرطية‪ ،‬تخصص التحقيق والبحث الجنائي‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬كلية الدراس‪22‬ات‬
‫العليا‪ ،‬قسم العلوم الشرطية‪ ،‬الرياض‪.2004 ،‬‬

‫‪-12‬بن تركي‪2‬ة نصيرة‪ ،‬المرك‪2‬ز الق‪2‬انوني لألطف‪2‬ال في النزاع‪2‬ات المس‪2‬لحة‪ ،‬م‪2‬ذّك رة لني‪2‬ل ش‪2‬هادة الماجس‪2‬تير‬
‫في القانون الدولي والعالقات السياسية الدولية‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪.2017 ،‬‬

‫‪293‬‬
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

‫‪-13‬بن زينب أم الّس عد‪ ،‬واقع عمل األطفال في المجتمع الجزائري‪ :‬دراسة ميدانية بمدينة البليدة‪ ،‬مذّك رة‬
‫لني ‪22‬ل ش ‪22‬هادة الماجس ‪22‬تير في علم اجتم ‪22‬اع العائل ‪22‬ة والّس كان‪ ،‬كلي ‪22‬ة العل ‪22‬وم اإلنس ‪22‬انية واإلجتماعي ‪22‬ة‪ ،‬جامع ‪22‬ة‬
‫الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪-14‬حميش كم‪22‬ال‪ ،‬الحماي‪22‬ة القانوني‪22‬ة للطف‪22‬ل في التش‪22‬ريع الجزائ‪22‬ري‪ ،‬م‪22‬ذكرة التخ‪22‬رج لني‪22‬ل إج‪22‬ازة المعه‪22‬د‬
‫الوطني للقضاء‪ ،‬الدفعة الثانية عشر‪.2004-2001 ،‬‬

‫س‪22‬مر خلي‪22‬ل محم‪22‬ود عب‪22‬د اهلل‪ ،‬حق‪22‬وق الطف‪22‬ل في اإلس‪22‬الم واإلتفاقي‪22‬ات الدولي‪22‬ة‪ :‬دراس‪22‬ة مقارن‪22‬ة‪،‬‬ ‫‪-15‬‬
‫رسالة ماجستير في الفقه والتشريع‪ ،‬جامعة الّنجاح الوطنية في نابلس‪ ،‬فلسطين‪.2003 ،‬‬

‫نيب ‪22‬وش س ‪22‬هيلة‪" ،‬الق ‪22‬انون ال ‪22‬دولي في مواجه ‪22‬ة ظ ‪22‬اهرة األطف ‪22‬ال الجن ‪22‬ود"‪ ،‬م ‪22‬ذكرة لني ‪22‬ل ش ‪22‬هادة‬ ‫‪-16‬‬
‫الماجس‪22‬تير في الحق‪22‬وق والعل‪22‬وم السياس‪22‬ية‪ ،‬تخصص ق‪22‬انون دولي وعالق‪22‬ات دولي‪22‬ة‪ ،‬جامع‪22‬ة أحم‪22‬د ب‪22‬وقرة‪،‬‬
‫بومرداس‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬

‫سادسا‪ -‬الروابط االلكترونية‪:‬‬


‫موسى نجيب موسى معوض‪ ،‬الطفولة تعريفات وخصائص‪ ،‬مقال منشور على موقع األلوكة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪www.alukah.net/social‬‬

‫استغالل‪ ،‬ويكيبيديا الموسوعة الحّر ة‪ ،‬منشور على الموقع‪https://bit.ly/40FNOGQ :‬‬ ‫‪-2‬‬

‫منّظمة األمم المتحدة للطفولة‪ ،‬ما هو المقصود بعمالة األطفال؟‪ ،‬الرابط‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪https://www.un.org/ar/events/childlabourday/background.shtml‬‬

‫تقرير منّظمة العمل الدولية‪ ،‬البرنامج الّد ولي للقضاء على عمل األطفال (إيبك)‪ :‬تعريف‬ ‫‪-4‬‬
‫‪https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/---arabstates/---ro-‬‬ ‫البرنامج وعمله‪.‬‬
‫‪beirut/documents/genericdocument/wcms_210595.pdf‬‬

‫التقرير الصادر عن منّظمة البنك الدولي‪ ،‬عمالة األطفال‪ :‬قضايا واتجاهات بالنسبة للبنك‬ ‫‪-5‬‬
‫الدولي‪https://bit.ly/3LbNUQR .1997 ،‬‬

‫اإلتجار بالبشر‪...‬عبودية معاصرة في تجارة مربحة‪ ،‬مقال منشور في موقع قناة العالم بتاريخ‬ ‫‪-6‬‬
‫‪31‬جويلية ‪https://bit.ly/3oD7zSa .2018‬‬

‫سارة طالب السهيل‪" ،‬األطفال ضحايا مافيا الرقيق األبيض وتجارة األعضاء"‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫‪https://www.ammonnews.net/article/33348‬‬

‫هشام عبد العزيز مبارك‪ ،‬االتجار بين الواقع والقانون‪ ،‬مركز اإلعالم األمني‪ ،‬مملكة البحرين‬ ‫‪-8‬‬
‫وزارة الداخلية‪https://bit.ly/3mZSWbq .‬‬

‫‪294‬‬
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

‫منظمة الصّح ة العالمية‪" ،‬عمالة األطفال الخطرة"‪.‬‬ ‫‪-9‬‬


‫‪https://www.who.int/ceh/risks/labour/ar/‬‬

‫منظمة العمل الدولية‪ ،‬المكتب اإلقليمي للدول العربية‪" ،‬اليوم العالمي‪ 12‬يونيو‪ :‬تحذير األطفال‬ ‫‪-10‬‬
‫في األعمال الخطرة‪ -‬الحد من عمل األطفال"‪.‬‬
‫‪www.ilo.org/beirut/events/WCMS_EVT_DOC_AR_32/lang--ar/index.htm‬‬

‫مؤتمر العمل الدولي‪ ،‬تقرير حول "وضع حد لعمل األطفال‪ :‬هدف في المتناول"‪ ،‬الدورة ‪،95‬‬ ‫‪-11‬‬
‫‪ ،2006‬ص‪.35‬‬
‫?‪https://labordoc.ilo.org/discovery/fulldisplay‬‬
‫&‪vid=41ILO_INST:41ILO_V1&tab=Everything&docid=alma994243423402676&lang=es‬‬
‫‪context=L&adaptor=Local%20Search%20Engine‬‬

‫دويتشه فيله‪" ،‬صناعات تعتمد على األطفال كأيد عاملة"‪ ،‬مقال منشور على موقع‪:‬‬ ‫‪-12‬‬
‫‪http://www.ngalarabiya.com/eye-on-earth/‬‬

‫المجلس الوطني لشؤون األسرة‪ ،‬عمل األطفال في الزراعة في األردن‪.2012 ،‬‬ ‫‪-13‬‬
‫‪https://ncfa.org.jo/uploads/2020/07/8ed57283-4d7d-5f1ffeff55d2.pdf‬‬

‫ظاهرة تشغيل األطفال‪ ،‬مقال على الرابط‪https://bit.ly/3Hh29D1 :‬‬ ‫‪-14‬‬

‫الُم شاركة باألعمال المنزلية‪...‬طريق الطفل نحو التفوق األكاديمي‪ ،‬دراسة على الرابط‪:‬‬ ‫‪-15‬‬
‫‪https://bit.ly/41MIjI3‬‬

‫دور األمم المتحدة في محاربة ظاهرة أطفال الشوارع‪ ،‬مقال منشور على الرابط‪:‬‬ ‫‪-16‬‬
‫‪https://bit.ly/2MEFIyt‬‬

‫اليونيسيف‪ ،‬عالم جدير باألطفال "األهداف اإلنمائية لأللفية"‪ ،‬الرابط‪:‬‬ ‫‪-17‬‬


‫‪https://www.unicef.org/arabic/publications/files/wffc_ar.pdf‬‬

‫تقرير األمين العام رقم ‪ ، S/2019/727‬حول األطفال والنزاع المسلح في أفغانستان‪ ،‬صادر‬ ‫‪-18‬‬
‫بتاريخ ‪ 10‬سبتمبر ‪.2019‬‬
‫?‪https://documents-dds-ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N19/275/12/PDF/N1927512.pdf‬‬
‫‪OpenElement‬‬

‫معلومات أساسية حول الفريق العامل التابع لألمم المتحدة المعني باألطفال والنزاع المسلح‪.‬‬ ‫‪-19‬‬
‫‪https://www.un.org/securitycouncil/ar/subsidiary/wgcaac‬‬

‫تقرير منظمة العمل الدولية‪" ،‬البرنامج الدولي للقضاء على عمل األطفال (إيبك)‪ :‬تعريف‬ ‫‪-20‬‬
‫البرنامج وعمله"‪ ،‬جنيف‪ ،‬على الرابط‪:‬‬

‫‪295‬‬
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

‫‪https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/---arabstates/---ro-beirut/documents/‬‬
‫‪genericdocument/wcms_210595.pdf.‬‬

‫تقرير مؤقت رقم ‪ ،A/49/478‬أعده المقرر الخاص للجنة حقوق اإلنسان المعني بمسائل بيع‬ ‫‪-21‬‬
‫األطفال واستخدام األطفال في إنتاج المواد اإلباحية‪ ،‬حول تعزيز وحماية حقوق األطفال‪ ،‬قدم للجمعية‬
‫العامة لألمم المتحدة خالل الدورة التاسعة واألربعون‪ ،‬المنعقدة بتاريخ ‪ 05‬أكتوبر ‪.1994‬‬
‫‪http://hrlibrary.umn.edu/arabic/Children&Sale/Children&Sale123.pdf‬‬

‫دستور منظمة العمل الدولية‪ ،‬مكتب العمل الدولي‪.2012 ،‬‬ ‫‪-22‬‬


‫‪https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/@ed_norm/@relconf/documents/‬‬
‫‪legaldocument/wcms_629341.pdf‬‬

‫النظام األساسي لمؤتمر العمل الدولي‪ ،‬منظمة العمل الدولية‪.2021 ،‬‬ ‫‪-23‬‬
‫‪https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/---ed_norm/---relconf/documents/‬‬
‫‪meetingdocument/wcms_837691.pdf‬‬

‫مؤتمر العمل الدولي‪ ،‬تقرير لجنة الخبراء بشأن تطبيق االتفاقيات‪ ،‬الطبعة األولى‪،2012 ،‬‬ ‫‪-24‬‬
‫ص‪ .03‬متوفر على الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/---ed_norm/---relconf/documents/‬‬
‫‪.‬تاريخ اإلطالع‪meetingdocument/wcms_205830.pdf 27/10/2021 :‬‬

‫اليونيسكو‪ ،‬موقع ويكيبيديا‪ ،‬أنظر الرابط ‪:‬‬ ‫‪-25‬‬


‫‪https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%B3%D9%83%D9%88‬‬

‫مفوضية األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان‪ ،‬العمل مع برنامج األمم المتحدة لحقوق‬ ‫‪-26‬‬
‫اإلنسان "دليل للمجتمع المدني"‪ ،‬ص ‪ .69‬متوفر على الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.ohchr.org/Documents/Publications/ngohandbook5_ar.pdf‬‬

‫عمالة األطفال في الجزائر‪ ..‬تضارب بين اإلحصائيات الرسمية وتقارير الجهات غير‬ ‫‪-27‬‬
‫الحكومية‪ ،‬مقال منشور على الرابط‪https://bit.ly/3ThlWqQ :‬‬

‫الجزائر‪...‬القبض على ‪ 16‬متهما في شبكة الستغالل األطفال على الفايسبوك‪ ،‬مقال صحفي‬ ‫‪-28‬‬
‫صادر عن مجلة الحرة‪-‬دبي‪ 08 ،‬ديسمبر ‪ ،2022‬أنظر الرابط‪https://arbne.ws/3LmwQb3 :‬‬

‫عمالة األطفال في الجزائر "واقع مؤلم" تنفيه الحكومة ويؤّك ده الشارع‪ ،‬مقال منشور على‬ ‫‪-29‬‬
‫الرابط‪:‬‬
‫‪https://bit.ly/42eyjYt‬‬

‫‪296‬‬
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

‫ التابع لألمانة‬،‫ صادر عن الفريق العامل المعني باإلتجار باألشخاص‬،0988755 ‫تقرير رقم‬ -30
،"‫ بعنوان "تحليل المفاهيم األساسية الواردة في بروتوكول اإلتجار باألشخاص‬،‫العاّم ة لألمم المتحدة‬
.2010 ‫ يناير‬29-27 ،‫فيينا‬
https://www.unodc.org/documents/treaties/organized_crime/COP5/
CTOC_COP_2010_17/CTOC_COP_2010_17_A.pdf

‫ تقرير مقّد م من طرف المقررة الخاّص ة المعنية بمسألة بيع األطفال‬،‫مجلس حقوق اإلنسان‬ -31
.2009 ،‫ الدورة الثانية عشر‬،‫ الجمعية العاّم ة‬،‫وبغاء األطفال واستغالل األطفال في المواد اإلباحية‬
http://hrlibrary.umn.edu/arabic/Children&Sale/Children&Sale104.pdf

‫ حول بيع األطفال واستغاللهم في‬،A/221/65 ‫ تقرير رقم‬،‫الجمعية العاّم ة لألمم المتحدة‬ -32
.2010 ‫ أوت‬04 ‫ بتاريخ‬،‫ الدورة الخامسة والستون‬،‫البغاء والمواد اإلباحية‬
http://hrlibrary.umn.edu/arabic/Children&Sale/Children&Sale68.pdf

‫ األمم‬،)A/41/63( 41 ‫ الملحق رقم‬،‫ الدورة الثالثة والستون‬،‫تقرير لجنة حقوق الطفل‬ -33
. 2008،‫ نيويورك‬، ‫المتحدة‬
https://www.refworld.org.es/cgi-bin/texis/vtx/rwmain/opendocpdf.pdf?reldoc=y&docid=48db55ca2

‫ التقرير العالمي بموجب متابعة إعالن منظمة العمل الدولية بشأن‬،‫مكتب العمل الدولي‬ -34
،"‫ "تحالف عالمي لمكافحة العمل الجبري‬،‫ مؤتمر العمل الدولي‬،‫المبادئ والحقوق األساسية في العمل‬
https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/---ed_norm/--- .05‫ ص‬،2005 ،‫ جنيف‬،93 ‫الدورة‬
declaration/documents/publication/wcms_088428.pdf

:‫* المصادر والمراجع باللغة األجنبية‬

1- BIT, Le travail des enfants, rapport IV, session n° 87, Genève, 1999.
2- BIT, le travail des enfants, rapport Vl (2), 86e sess, Genève, 1998.
3- BIT, un avenir sans travail des enfants, Rapport global en vertu du suivi de la déclaration
de l’OIT relative au principe et droits fondamentaux au travail, conférence international du
travail, 90e session, supra note 02, Genéve, 2002.
4- BIT,Union Interparlementaire, guide pratique à l’usage des parlementaires : eradiquer les
pires formes de travail des enfants, N°03, genève, 2002.
5- Fonds des nations unies pour l’enfance, Elimination du trafic et de l’exploitation sexuelles
des enfants, un monde digne des enfants, la convention relative au droit de l’enfant, juillet
2002.

297
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

6- M. Jack Martin et M. David Tajgman, Éradiquer les pires formes de travail des enfants
Guide pour la mise en œuvre de la convention No 182 de l’OIT, Organisation
internationale du Travail et Union interparlementaire, Genève, 2002.
7- Marrion Bertrand, le mineur, son corps et le droit pénal, thése pour le doctorat, université
Nancy 2, France, 2010.
8- Organisation internationale du Travail, Abolir le travail des enfants, 100 ans d’action,
Genève, 2019.
9- UNICEF, Children at increased risk of harm online during global COVID-19 PANDEMIC, 2020.
sur https://www.unicef.org/press-releases/children-increased-risk-harm-online-during-global-
covid-19-pandemic.
10-UNODC, global report on traffiking in persons, Vienna, 2016.
11-SUZANNE MORIN, La normativité internationale relative au travail des enfants :
L’approche abolitionniste de l’OIT remise en cause, Mémoire présenté comme exigence
partielle de la maitrise en droit international, Université du Québec, Montréal, Février,
2012.

12-Guide du protocole facultatif concernant l’implication d’enfants dans les conflits armés,
UNICEF et l’ONG Coalition contre l’utilisation d’enfants soldats, Unicef, New York. voir
le lien : https://www.unicef.org/french/publications/files/optional_protocoL_fr.pdf
13-International labour organisation, « 2021 declared international year for the elimination of
child labour»,
https://www.ilo.org/global/about-the-ilo/newsroom/news/WCMS_713925/lang--en/
index.htm.
14--UNICEF, Child Trafficking, see the link :
https://www.unicef.org/exploitation.html
15-what is child labour, https://www.ilo.org/ipec/facts/lang--en/index.htm
16-Decent Work, The Key to poverty reduction,
https://www.ilo.org/global/topics/poverty/WCMS_396219/lang--en/index.htm
17-OIT, le travail des enfants et l’education pour tous, octobre 2013, voir le lien :
https://www.ilo.org/actrav/info/pubs/WCMS_305448/lang--fr/index.htm
18-Magie Black, Peter Ustinov and Sir Robert Jackson, the children and the nations : the
story of unicef, 2011. See the link : https://www.unicef.org/media/88451/file/The-
Children-and-the-Nations.pdf
19-Fishing and aquaculture, see the link
http://www.ilo.org/ipec/areas/Agriculture/WCMS_172419/lang--en/index.htm
20-UN.Doc.A/S-27/. voir le lien : https://undocs.org/pdf?symbol=en/A/RES/S-27/2.

298
‫قائمة المصادر والمــراجع‬

21-Pandemic profiteering : how criminals exploit the COVID-19 crisis, see the link :
https://www.europol.europa.eu/publications-documents/pandemic-profiteering-how-
criminals-exploit-covid-19-crisis
22-Children at increased risk of harm online during global COVID-19 pandemic, see the
link : https://www.unicef.org/press-releases/children-increased-risk-harm-online-during-
global-covid-19-pandemic
23-CSI confederation syndicale internation, Mini guide d’action : travail des enfants,France,
juin, 2008. voir lr lien :
https://www.ituc-csi.org/IMG/pdf/mini_guide_CL_final_FR.pdf
24-Bureau international des droits des enfants, les dimentions internationales de
l’exploitation sexuelle des enfants, Rapport Global. Sur le lien : https://www.ibcr.org/wp-
content/uploads/2016/06/Rapport-global-dimensions-de-lexploitation-sexuelle-fran
%C3%A7ais-1.pdf

299
‫فهرس المحتويــات‬
‫فهرس المحتويات‬

‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫المحتــــوى‬
‫شكر وعرفان‬
‫قائمة المختصرات‬
‫‪1-7‬‬ ‫مقدمــة‬

‫‪9‬‬ ‫فصل تمهيدي‪ :‬اإلطار المفاهيمي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬


‫‪10‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التعريف بأسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف الطفل‬
‫‪12‬‬ ‫أوال‪ :‬التعريف اللغوي واالصطالحي للطفل‬
‫‪12‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التعريف الّش رعي للطفل‬
‫‪14‬‬ ‫ثالثا‪ :‬التعريف القانوني للطفل‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف عمل الطفل وتمييزه عن بعض المصطلحات المشابهة‬
‫‪17‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف عمل الطفل‬
‫‪18‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تمييز عمل الطفل عن بعض المصطلحات المشابهة‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تعريف أسوأ أشكال عمل الطفل‬
‫‪22‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬عوامل وآثار أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪23‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬العوامل المؤّد ية ألسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪23‬‬ ‫أوال‪ :‬العوامل االقتصادية ألسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪24‬‬ ‫ثانيا‪ :‬العوامل االجتماعية ألسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪25‬‬ ‫ثالثا‪ :‬العوامل التعليمية ألسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪26‬‬ ‫رابعا‪ :‬العوامل السياسية ألسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪27‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اآلثار الناجمة عن أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪27‬‬ ‫أوال‪ :‬آثار أسوأ أشكال العمل على الطفل‬
‫‪28‬‬ ‫‪ -1‬آثار أسوأ أشكال العمل على الّص حة الجسدية للطفل‬
‫‪29‬‬ ‫‪ -2‬آثار أسوأ أشكال العمل على الّص حة الّنفسية للطفل‬
‫‪30‬‬ ‫ثانيا‪ :‬آثار أسوأ أشكال عمل األطفال على المجتمع‬

‫‪301‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪31‬‬ ‫‪ -1‬تفّش ي الجهل واألمية والتخّلف‬


‫‪31‬‬ ‫‪ -2‬تفّش ي الجريمة داخل المجتمع‬
‫‪32‬‬ ‫‪ -3‬ارتفاع نسبة البطالة‬
‫‪32‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬صور أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪33‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أسوأ أشكال عمل األطفال المجّر مة بطبيعتها‬
‫‪34‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬استرقاق األطفال‬
‫‪37‬‬ ‫أوال‪ :‬بيع األطفال واإلتجار بهم‬
‫‪41‬‬ ‫‪ -1‬التبّني غير المشروع عبر الدول‬
‫‪44‬‬ ‫‪ -2‬اإلتجار باألعضاء البشرية لألطفال‬
‫‪45‬‬ ‫‪ -3‬استغالل األطفال في التسول‬
‫‪47‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الممارسات الشبيهة بالرق‬
‫‪49‬‬ ‫‪ -1‬إسار الّد ين لألطفال‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -2‬قنانة األطفال‬
‫‪52‬‬ ‫‪ -3‬استغالل األطفال في العمل القسري أو اإلجباري‬
‫‪55‬‬ ‫‪ -4‬استغالل األطفال أثناء النزاعات المسلحة‬
‫‪57‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬إستغالل األطفال في األنشطة غير المشروعة‬
‫‪58‬‬ ‫أّو ال‪ :‬اإلستغالل الجنسي لألطفال‬
‫‪60‬‬ ‫‪ -1‬استغالل األطفال في المواد اإلباحية‬
‫‪61‬‬ ‫‪ -2‬استغالل األطفال في البغاء‬
‫‪62‬‬ ‫‪ -3‬اإلستغالل الجنسي لألطفال عبر األنترنت‬
‫‪64‬‬ ‫ثانيا‪ :‬استغالل األطفال في بيع و ترويج المخّد رات‬
‫‪65‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أسوأ أشكال عمل األطفال المعتبرة أعماال خطيرة‬
‫‪68‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬األعمال الخطيرة بطبيعتها‬
‫‪69‬‬ ‫أّو ال‪ :‬عمل األطفال في قطاع الزراعة والصيد البحري‬
‫‪71‬‬ ‫ثانيا‪ :‬عمل األطفال في القطاع الصناعي‬
‫‪72‬‬ ‫ثالثا‪ :‬استغالل األطفال في العمل المنزلي‬
‫‪74‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬األعمال الخطيرة بفعل الظروف التي تزاول فيها‬
‫‪74‬‬ ‫أّو ال‪ :‬عمل األطفال لساعات طويلة‬

‫‪302‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪75‬‬ ‫ثانيا‪ :‬العمل الّليلي لألطفال‬

‫الباب األول‬
‫‪79‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الدولي‬
‫‪82‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬الحظر الدولي ألسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪83‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬الحظر الدولي ألسوأ أشكال عمل األطفال المجرمة بطبيعتها‬
‫‪84‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الحظر الدولي للرق والممارسات الشبيهة به‬
‫‪84‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اإلتفاقيات الدولية في مواجهة اإلسترقاق والممارسات الشبيهة به‬
‫‪85‬‬ ‫أوال‪ :‬اإلتفاقية الخاّص ة بالرق لسنة ‪1926‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلتفاقية التكميلية إلبطال الرق وتجارة الرقيق واألعراف والممارسات الشبيهة‬
‫‪87‬‬
‫بالرق لسنة ‪1956‬‬
‫‪89‬‬ ‫ثالثا‪ :‬اتفاقية حظر اإلتجار باألشخاص واستغالل دعارة الغير ‪1949‬‬
‫‪89‬‬ ‫رابعا‪ :‬بروتوكول منع وقمع ومعاقبة االتجار باألشخاص وبخاصة النساء واألطفال‬
‫خامسا‪ :‬البروتوكول اإلختياري الملحق باتفاقية حقوق الطفل بشأن بيع األطفال‬
‫‪90‬‬
‫واستغالل األطفال في البغاء وفي المواد اإلباحية ‪2000‬‬
‫‪91‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الحظر الدولي العمل الجبري أو القسري‬
‫‪92‬‬ ‫أوال‪ :‬اتفاقية العمل الدولية الخاّص ة بالسخرة أو العمل القسري لسنة ‪1930‬‬
‫‪92‬‬ ‫ثانيا‪ :‬االتفاقية الدولية رقم ‪ 105‬الخاّص ة بتحريم السخرة لسنة ‪1957‬‬
‫‪93‬‬ ‫ثالثا‪ :‬اتفاقية حقوق الطفل لعام ‪1989‬‬
‫‪93‬‬ ‫رابعا‪ :‬اتفاقية السن األدنى للعمل رقم ‪ 138‬لسنة ‪1973‬‬
‫خامسا‪ :‬اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم ‪ 182‬لسنة ‪ 1999‬بشأن حظر أسوأ أشكال عمل‬
‫‪94‬‬
‫األطفال‬
‫‪95‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الحظر الدولي لتجنيد األطفال واستغاللهم في النزاعات المسلحة‬
‫أوال‪ :‬الحظر الدولي لتجنيد األطفال واشراكهم في العمليات المسلحة في ضوء‬
‫‪96‬‬
‫البروتوكولين اإلضافيين لعام ‪ 1977‬الملحقان باتفاقيات جنيف لعام ‪1949‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحظر الدولي لتجنيد األطفال واشراكهم في العمليات المسلحة في ضوء اتفاقية‬
‫‪97‬‬
‫حقوق الطفل لعام ‪1989‬‬
‫‪98‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الحظر الدولي لتجنيد األطفال واشراكهم في العمليات المسلحة في ضوء اتفاقية‬

‫‪303‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫حظر أسوأ أشكال عمل األطفال رقم ‪ 182‬لعام ‪1999‬‬


‫رابعا‪ :‬الحظر الدولي لتجنيد األطفال واشراكهم في العمليات المسلحة في ضوء‬
‫‪99‬‬
‫البروتوكول اإلختياري الملحق باتفاقية حقوق الطفل لعام ‪2000‬‬
‫خامسا‪ :‬حظر تجنيد األطفال أو إشراكهم في العمليات العسكرية في النظام األساسي‬
‫‪100‬‬
‫للمحكمة الجنائية الدولية‬
‫‪101‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الحظر الدولي الستغالل األطفال في األنشطة غير المشروعة‬
‫‪102‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اإلتفاقيات الدولية في مواجهة االستغالل الجنسي لألطفال‬
‫أوال‪ :‬حظر اإلستغالل الجنسي لألطفال في اإلعالنات واإلتفاقيات السابقة على اتفاقية‬
‫‪103‬‬
‫حقوق الطفل لعام ‪1989‬‬
‫‪104‬‬ ‫ثانيا‪ :‬حظر اإلستغالل الجنسي لألطفال بموجب اتفاقية حقوق الطفل لعام ‪1989‬‬
‫ثالثا‪ :‬حظر اإلستغالل الجنسي لألطفال في اإلتفاقيات الّالحقة على اتفاقية حقوق الطفل‬
‫‪106‬‬
‫لعام ‪1989‬‬
‫‪107‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حظر استغالل األطفال في باقي األنشطة غير المشروعة‬
‫‪109‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الحظر الدولي ألسوأ أشكال عمل األطفال المعتبرة أعماال خطيرة‬
‫المطلب األول‪ :‬الحظر الدولي ألسوأ أشكال عمل األطفال المعتبرة أعماال خطيرة في‬
‫‪110‬‬
‫المواثيق الدولية‬
‫الفرع األول‪ :‬الحظر الدولي ألسوأ أشكال عمل األطفال المعتبرة أعماال خطيرة في‬
‫‪111‬‬
‫المواثيق الدولية العالمية‬
‫‪111‬‬ ‫أوال‪ :‬الحظر العالمي الستغالل األطفال في األعمال الخطيرة بموجب اإلعالنات الدولية‬
‫‪113‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الحظر العالمي الستغالل األطفال في األعمال الخطيرة بموجب اإلتفاقيات الدولية‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الحظر الدولي ألسوأ أشكال عمل األطفال المعتبرة أعماال خطيرة في‬
‫‪115‬‬
‫المواثيق الدولية اإلقليمية‬
‫‪115‬‬ ‫أوال‪ :‬الحظر األوروبي الستغالل األطفال في األعمال الخطيرة‬
‫‪117‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الحظر األمريكي الستغالل األطفال في األعمال الخطيرة‬
‫‪118‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الحظر اإلفريقي الستغالل األطفال في األعمال الخطيرة‬
‫‪119‬‬ ‫رابعا‪ :‬الحظر العربي الستغالل األطفال في األعمال الخطيرة‬
‫‪121‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬التنظيم الدولي لظروف عمل األطفال‬

‫‪304‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪123‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حظر عمل األطفال دون السن القانوني‬


‫‪124‬‬ ‫أوال‪ :‬تحديد السن األدنى للعمل قبل صدور اإلتفاقية رقم ‪ 138‬لسنة ‪1973‬‬
‫‪124‬‬ ‫‪ -1‬السن األدنى للعمل في القطاع الصناعي‬
‫‪125‬‬ ‫‪ -2‬السن األدنى للعمل في القطاع غير الصناعي‬
‫‪126‬‬ ‫‪ -3‬السن األدنى للعمل في القطاع الزراعي‬
‫‪127‬‬ ‫‪ -4‬السن األدنى للعمل في قطاع المناجم‬
‫‪128‬‬ ‫‪ -5‬السن األدنى للعمل في القطاع البحري‬
‫ثانيا‪ :‬توحيد الحد األدنى لسن عمالة األطفال على ضوء االتفاقية الدولية رقم ‪138‬‬
‫‪130‬‬
‫والتوصية رقم ‪ 146‬لعام ‪1973‬‬
‫‪132‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حظر عمل األطفال ليال‬
‫‪133‬‬ ‫أوال‪ :‬حظر العمل الليلي لألطفال في القطاع الصناعي‬
‫‪135‬‬ ‫ثانيا‪ :‬حظر العمل الليلي لألطفال في القطاع غير الصناعي‬
‫‪136‬‬ ‫ثالثا‪ :‬حظر العمل الليلي لألطفال في الزراعة‬
‫‪137‬‬ ‫رابعا‪ :‬حظر العمل الليلي لألطفال في البحر‬
‫‪137‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬وجوب الفحص الطبي لألطفال قبل التشغيل‬
‫‪138‬‬ ‫أوال‪ :‬وجوب الفحص الطبي لألطفال في العمل البحري‬
‫‪139‬‬ ‫ثانيا‪ :‬وجوب الفحص الطبي لألطفال في القطاع الصناعي وغير الصناعي‬
‫‪139‬‬ ‫‪ -1‬وجوب الفحص الطبي لألطفال في القطاع الصناعي‬
‫‪140‬‬ ‫‪ -2‬وجوب الفحص الطبي لألطفال في المهن غير الصناعية‬
‫‪141‬‬ ‫ثالثا‪ :‬وجوب الفحص الطبي لألطفال العاملين في المناجم‬

‫‪143‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬دور الهيئات الدولية في مكافحة أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫المبحث األول‪ :‬دور األمم المتحدة ووكاالتها المتخصصة في القضاء على أسوأ أشكال‬
‫‪144‬‬
‫عمل األطفال‬
‫‪145‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬دور أجهزة األمم المتحدة في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪145‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬دور الجمعية العاّم ة في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪147‬‬ ‫أوال‪ :‬إسهامات الجمعية العاّم ة في مكافحة استرقاق األطفال‬
‫‪148‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إسهامات الجمعية العاّم ة في مكافحة تجنيد األطفال في النزاعات المسلحة‬

‫‪305‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪148‬‬ ‫ثالثا‪ :‬إسهامات الجمعية العاّم ة في مكافحة استغالل األطفال في األعمال الخطيرة‬
‫الفرع الثاني‪ :‬دور المجلس اإلقتصادي واإلجتماعي في القضاء على أسوأ أشكال عمل‬
‫‪149‬‬
‫األطفال‬
‫‪152‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬دور مجلس األمن في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪153‬‬ ‫أوال‪ :‬قرارات مجلس األمن المتعلقة بأسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪158‬‬ ‫ثانيا‪ :‬آلية الرصد واإلبالغ وفريق عمل مجلس األمن‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دور الوكاالت المتخصصة لألمم المتحدة في القضاء على أسوأ أشكال‬
‫‪159‬‬
‫عمل األطفال‬
‫‪161‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬دور منظمة العمل الدولية في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪162‬‬ ‫أوال‪ :‬استراتيجية منظمة العمل الدولية للقضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪163‬‬ ‫ثانيا‪ :‬البرنامج الدولي للقضاء على عمل األطفال (أيبك)‬
‫‪166‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الدور الرقابي لمنظمة العمل الدولية في حماية األطفال من أسوأ أشكال العمل‬
‫‪167‬‬ ‫‪ -1‬الرقابة من خالل التقارير السنوية للدول األعضاء في المنظمة‬
‫‪168‬‬ ‫‪ -2‬الرقابة من خالل نظام الشكاوى والبالغات‬
‫الفرع الثاني‪ :‬دور صندوق األمم المتحدة للطفولة في القضاء على أسوأ أشكال عمل‬
‫‪170‬‬
‫األطفال‬
‫‪174‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬دور اليونيسكو في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪174‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬دور اللجان الدولية في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪175‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬دور اللجان الدولية العالمية في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪176‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬دور لجنة حقوق اإلنسان في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫الفرع الثاني‪ :‬دور الّلجنة المعنية بالحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية في القضاء‬
‫‪178‬‬
‫على أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪180‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬دور لجنة حقوق الطفل في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪183‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬دور اللجان الدولية اإلقليمية في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪183‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬دور اللجان األروبية في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪185‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬دور اللجان األمريكية في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪186‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬دور اللجان اإلفريقية في القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال‬

‫‪306‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الباب الثاني‬
‫‪191‬‬
‫آليات القضاء على أسوأ أشكال عمل األطفال في القانون الجزائري‬
‫الفصل األول‪ :‬قواعد حماية الطفل من أسوأ أشكال العمل في القانون‬
‫‪194‬‬
‫الجزائري‬
‫المبحث األول‪ :‬قواعد حماية الطفل من األعمال المجرمة بطبيعتها في التشريع‬
‫‪196‬‬
‫الجزائري‬
‫‪197‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬قواعد حماية الطفل من االسترقاق في القانون الجزائري‬
‫‪199‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الركن الماّد ي لجريمة بيع األطفال واالتجار بهم‬
‫‪200‬‬ ‫أوال‪ :‬بيع وشراء طفل أقل من ‪ 18‬سنة‬
‫‪201‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التحريض أو التوسط من أجل التخلي عن الطفل بنية الربح‬
‫‪202‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الركن المعنوي لجريمة بيع األطفال واالتجار بهم‬
‫‪203‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬عقوبة بيع األطفال واالتجار بهم في التشريع الجزائري‬
‫‪203‬‬ ‫أوال‪ :‬العقوبة المترتبة على جريمة بيع وشراء الطفل‬
‫‪204‬‬ ‫ثانيا‪ :‬عقوبة فعل التحريض والتوسط للتخلي عن الطفل‬
‫المطلب الثاني‪ :‬قواعد حماية الطفل من االستغالل في األنشطة غير المشروعة في‬
‫‪205‬‬
‫القانون الجزائري‬
‫‪206‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬قواعد حماية الطفل من االستغالل الجنسي في القانون الجزائري‬
‫‪207‬‬ ‫أوال‪ :‬تجريم استغالل الطفل في الدعارة في القانون الجزائري‬
‫‪208‬‬ ‫ثانيا‪ :‬جريمة تحريض القصر على الفسق والّد عارة في القانون الجزائري‬
‫‪210‬‬ ‫ثالثا‪ :‬جريمة االستغالل الجنسي لألطفال في المواد اإلباحية في القانون الجزائري‬
‫‪212‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬قواعد حماية الطفل من االستغالل في التسول في القانون الجزائري‬
‫‪214‬‬ ‫أوال‪ :‬الركن الماّد ي لجريمة التسول بالطفل‬
‫‪216‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الركن المعنوي لجريمة التسول بالطفل‬
‫‪216‬‬ ‫‪ -1‬العلم‬
‫‪216‬‬ ‫‪ -2‬اإلرادة‬
‫‪216‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الجزاءات المقررة لجريمة التسول بقاصر‬
‫‪217‬‬ ‫‪ -1‬العقوبات األصلية المقررة لجريمة التسول بقاصر‬

‫‪307‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪217‬‬ ‫‪ -2‬العقوبات المشددة المقررة لجريمة التسول بقاصر‬


‫الفرع الثالث‪ :‬قواعد حماية الطفل من االستغالل في إنتاج المخدرات واالتجار بها في‬
‫‪218‬‬
‫القانون الجزائري‬
‫‪219‬‬ ‫أوال‪ :‬قواعد حماية الطفل ضحية االستغالل في إنتاج واالتجار بالمخدرات‬
‫‪220‬‬ ‫‪ -1‬الركن الماّد ي لجريمة استغالل األطفال في بيع المخدرات واالتجار بها‬
‫‪221‬‬ ‫‪ -2‬الركن المعنوي لجريمة استغالل األطفال في بيع المخدرات واإلتجار لها‬
‫‪221‬‬ ‫‪ -3‬الجزاء المقرر الستغالل األطفال في جريمة بيع المخدرات واالتجار بها‬
‫ثانيا‪ :‬قواعد حماية الطفل كمتهم بجريمة بيع المخدرات واالتجار بها في قانون حماية‬
‫‪221‬‬
‫الطفل ‪12-15‬‬
‫‪222‬‬ ‫‪ -1‬الحماية المقررة للحدث المتهم خالل مرحلة التحريات‬
‫‪223‬‬ ‫‪ -2‬الحماية المقررة للحدث أمام قاضي التحقيق‬
‫‪224‬‬ ‫‪ -3‬حماية الطفل الجانح خالل مرحلتي المحاكمة والتنفيذ‬
‫‪225‬‬ ‫‪ -4‬حماية الطفل الجانح خالل مرحلة التنفيذ‬
‫‪226‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬قواعد حماية الطفل من األعمال الخطيرة في القانون الجزائري‬
‫‪227‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬قواعد تشغيل األطفال في القانون الجزائري‬
‫‪227‬‬ ‫الفرع األول‪:‬السن القانوني اللتحاق الطفل بالعمل وفق التشريع الجزائري‬
‫‪229‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات إلتحاق الطفل بالعمل في التشريع الجزائري‬
‫‪229‬‬ ‫أوال‪ :‬إجراء الحصول على رخصة من الولي أو الممثل الشرعي للطفل‬
‫‪232‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إخضاع الطفل لفحص طبي مسبق‬
‫‪234‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬الجزاءات المفروضة على مخالفي قواعد التشغيل القانوني لألطفال‬
‫‪234‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الجزاءات المدنية المترتبة على مخالفة األحكام الخاصة بتشغيل األطفال‬
‫‪237‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الجزاءات العقابية المفروضة على تشغيل طفل دون السن القانوني‬
‫‪238‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الجزاء المفروض على مخالفة ظروف تشغيل طفل‬
‫‪239‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬الجزاء المفروض على تشغيل القاصر في العمل الليلي‬

‫‪242‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬دور الهيئات الوطنية في مكافحة أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪243‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬دور الهيئات االجتماعية في محاربة أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪244‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬دور الهيئة الوطنية لترقية وحماية الطفولة في مكافحة أسوأ أشكال عمل‬

‫‪308‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫األطفال‬
‫‪246‬‬ ‫الفرع األول‪:‬التنظيم القانوني للهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة‬
‫‪246‬‬ ‫أوال‪ :‬الهيكل الداخلي للهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة‬
‫‪248‬‬ ‫ثانيا‪ :‬آليات اإلخطار أمام الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة‬
‫‪250‬‬ ‫‪ -1‬إخطارات ال تتضمن وصفا جزائيا‬
‫‪250‬‬ ‫‪ -2‬إخطارات تتضمن وصفا جزائيا‬
‫‪251‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬اختصاصات الهيئة الوطنية لحماية وترقية حقوق الطفل‬
‫‪251‬‬ ‫أوال‪ :‬التخطيط والتنظير‬
‫‪252‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التحقيق والتصرف‬
‫‪253‬‬ ‫ثالثا‪ :‬نشر وضعية الطفل عبر األنترنت‬
‫‪253‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬دور مصالح الوسط المفتوح في مكافحة على أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪254‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الجانب التنظيمي لمصالح الوسط المفتوح‬
‫‪255‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الجانب اإلجرائي لمصالح الوسط المفتوح‬
‫المطلب الثالث‪ :‬دور اللجنة الوطنية للوقاية من اإلتجار باألشخاص ومكافحته في القضاء‬
‫‪258‬‬
‫على أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫‪259‬‬ ‫الفرع األول‪:‬تشكيلة وسير عمل اللجنة الوطنية للوقاية من اإلتجار باألشخاص ومكافحته‬
‫‪260‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬صالحيات اللجنة الوطنية للوقاية من االتجار باألشخاص ومكافحته‬
‫‪262‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬دور األجهزة الرقابية في ضمان تطبيق األحكام الخاصة بعمل األطفال‬
‫‪263‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬دور مفتشية العمل في الرقابة على قواعد تشغيل األطفال‬
‫‪264‬‬ ‫الفرع األول‪:‬رقابة مفتشية العمل على الحد األدنى لسن التشغيل‬
‫‪264‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬رقابة مفتشية العمل على إجراء الفحص الطبي‬
‫‪265‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬رقابة مفتشية العمل على طبيعة العمل الموكل للطفل وظروف إنجازه‬
‫‪266‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬دور طب العمل في الرقابة على احترام قواعد عمالة األطفال‬
‫‪267‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬هيكلة طب العمل‬
‫‪267‬‬ ‫أوال‪ :‬مصلحة طب العمل الداخلية‬
‫‪267‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مصلحة طب العمل المشتركة بين الهيآت‬
‫‪268‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مصلحة طب العمل التابعة للمؤسسة الصحية‬
‫‪268‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المراقبة الطبية كآلية الحترام قواعد عمالة األطفال‬

‫‪309‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪268‬‬ ‫أوال‪ :‬فحص مصلحة طب العمل مدى أهلية الطفل لشغل منصب العمل‬
‫‪269‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مراقبة مصلحة طب العمل لشروط العمل‬
‫‪272‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪276‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪300‬‬ ‫فهرس المحتويات‬
‫ملخص‬

‫‪310‬‬
‫ملخــــــص‬
:‫ملخص‬

‫استغالل األطفال في أسوأ أشكال العمل ُم شكلة ذات أبعاد عالمية تتطلب إستراتيجية دولية‬
.‫ووطنية لمواجهتها والحد من مخاطرها‬

‫دولي‬22‫انون ال‬22‫ل في الق‬22‫كال العم‬22‫وأ أش‬22‫ل من أس‬22‫ررة للطف‬22‫ة المق‬22‫ه الحماي‬22‫ة أوج‬22‫ذه الدراس‬22‫ّد د ه‬2 ‫تح‬
‫واردة في‬22‫ام ال‬22‫ة باألحك‬22‫ريعية الوطني‬22‫ة التش‬22‫تزام المنظوم‬22‫دى ال‬22‫ييم م‬22‫رض تق‬22‫ بغ‬،‫ني‬22‫ريع الوط‬22‫والتش‬
‫واردة‬22‫روعة ال‬22‫ير المش‬22‫ل غ‬22‫اهر العم‬22‫ل مظ‬22‫ل من ك‬22‫ة للطف‬22‫ق الحماي‬22‫دى تحقي‬22‫ وم‬،‫ة‬22‫ات الدولي‬22‫االتفاقي‬
.‫في نصوص تلك المواثيق‬

‫انون دولي؛‬22‫اء؛ ق‬22‫ات القض‬22‫ال؛ آلي‬22‫تغالل األطف‬22‫ال؛ اس‬22‫ل األطف‬22‫كال عم‬22‫وأ أش‬22‫ أس‬:‫الكلمات المفتاحية‬
.‫تشريع وطني‬

Abstract :

Exploitation of children in the worst forms of labor is a problem of global


proportions that requires an international and national strategy to confront it and
reduce its risks.

This study attempts to identify aspects of child protection from the worst forms
of labor in international law and national legislation, in order to assess the extent to
which the national legislative system adheres to the provisions contained in
international conventions, and the extent to which protection is achieved for children
from all aspects of illegal work contained in the texts of those conventions.

Keywords: worst forms of child labour; Exploitation of children, justice


mechanisms, international law, national legislation.

You might also like