Professional Documents
Culture Documents
عرض حول حقوق و واجبات الموثق
عرض حول حقوق و واجبات الموثق
www.bibliojuriste.club
ماستر:
القضاء والتوثيق
الفصل الثالث
الفـ ـ ـ ــوج الثـ ـ ـ ـ ـ ــاني
عرض حول:
مقـــدمـــــة
تعتبر مهنة التوثيق في مختلف الدول من بين المرافق المهمة المساعدة بشكل أساسي على تنظيم
المعامالت المدنية والتجارية ،كما أنها من المرافق المساهمة في الحفاظ على استقرار المعامالت لما لها
من دور في ضمان الثقة بين مختلف المتعاقدين.
وبالنظر للحركة والتطور الذي يعرفها المغرب في كل الميادين ،فإن مهنة التوثيق ال تشد على
هذه القاعدة ،فقد أظهرت التجربة العملية أهمية هذا المرفق كمساهم في التنمية في جميع المجاالت،
وكمنظم للعالقات بين مختلف أفراد المجتمع ،التجربة ذاتها أظهرت دوره كمهنة مساعدة للدولة ،تستطيع
بواسطتها تحصيل مختلف الحقوق الجبائية المترتبة لفائدتها.
فالتوثيق لغة :مصدر لفعل وثق بمعنى أحكم األمر ،أما في االصطالح فيمكن القول بأنه العلم
الذي ينظم سير العالقات بين األفراد ويحدد معالم ذلك التعامل طبقا للنصوص الشرعية ،ومن هذا
المنطلق فهو يعمل على ضمان استمرارية االتفاقيات التي ينشئها األطراف فيما بينهم بشكل يحسم أي
نزاع قد يقع في المستقبل عن طريق توضيح االلتزامات والحقوق المتبادلة بين الطرفين المتعاقدين أو
األطراف المتعاقدة.
وإذا كان نظام التوثيق قد عرف قبل ظهور االسالم عند البابليين والفراعنة ،فإن اإلسالم قد
خصه بعناية فائقة ،يتضح ذلك من خالل اآلية القرآنية التي وردت في مسألة الدين ،والتي يمكن اعتبارها
وبامتياز أساس نظام التوثيق في اإلسالم ،فمن خالل هذه اآلية يأمر هللا عز وجل عباده بتوثيق الديون
عن طريق الكتابة يقول هللا سبحانه" :يا أيها الذين امنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه".
أما في أوربا فإن مفهوم التوثيق قد عرف بدوره تطورا منذ ظهوره سنة 1270م بفرنسا ،وكذا
صدور قرار االمبراطور األلماني "ماكسمليان األول "سنة 1512م ،والذي كان له دور كبير في تطور
نظام التوثيق إلى حين صدور قانون" فانتوز "سنة 1803م ،الذي اعتبر كقانون أساسي للتوثيق في
فرنسا.
وفي المغرب ظهر التوثيق بصفة رسمية إبان الحماية الفرنسية ،وذلك بمقتضى ظ 4ماي
،1925وقد استمر العمل به إلى غاية صدور قانون 32.09بتاريخ 22نونبر ، 2011وقد أخد في
مجمله عن القانون الفرنسي المعروف باسم قانون فانتوز ،القانون الجديد يتضمن ثمانية أبواب مثل ما
كان عليه األمر في ظ 4ماي ، 1925إال أن فصوله بلغت 134فصال مقارنة مع 46فصال في القانون
السابق.
المكتبة القانونية االلكترونية
www.bibliojuriste.club
وبالنظرإلى الدور الذي يلعبه الموثق في تحقيق األمن القانوني ال بد من تحديد حقوق والتزامات
الموثق ،فما هي الحقوق التي يتمتع بها الموثق عند مزاولة مهامه؟ وما هي التزاماته وواجباته؟
لإلجابة على هذا الموضوع سنقسمه إلى محورين:
يتمتع الموثق بمجموعة من الحقوق المشروعة التي تمكنه من أداء المهام المنوطة به على أكمل وجه،
من ضبط التصرفات والمعامالت ،وإضفاء عليها طابع الرسمية ،وتحقيقا كذلك للمصلحة التوثيقية ،وهذه
الحقوق نظمها المشرع المغربي في الباب الثالث من القسم األول من المادة 15إلى المادة 22من
القانون المنظم لمهنة التوثيق رقم 32.09.وتتلخص هذه الحقوق فيما يلي:
الحق في استخالص األتعاب؛ •
كما نصت كذلك على أن هذا االنتقال له شروط ومعايير ستحدد بنص تنظيمي ،وهو
المرسوم رقم 2.1.725الذي نص في المادة 37منه على أنه يشترط لقبول طلب االنتقال:
Ÿأن يكون الموثق قد مارس المهنة بصفة فعلية في مقر عمله المعين به؛ •
Ÿأن يتوفر مكتب شاغر أو محدث في المحل المراد االنتقال إليه ،مع مراعاة •
المصلحة التوثيقية.
كما حددت معايير هذا االنتقال في المواد )(38-39-40من المرسوم أعاله ،حيث تم
تقسيم جميع المدن المغربية إلى أربع مجموعات( أ -ب -ج – د) ،كما يلي:
ويشترط لالنتقال من مجموعة إلى أخرى التوفر على أقدمية تتراوح ما بين سنة إلى
خمس سنوات بحسب أهمية كل مجموعة ،كما يلي:
من مجموعة من مقر إلى آخر من مجموعة أدنى من مجموعة أدنى من مجموعة أدنى
أعلى إلى أخرى داخل نفس إلى مجموعة أعلى إلى مجموعة أعلى إلى مجموعة أعلى
أدنى المجموعة بثالث درجات بدرجتين( من د بدرجة واحدة( من
(من د إلى أ مثال) إلى ب مثال) د إلى ج مثال)
غير محددة المدة سنة واحدة خمس سنوات أربع سنوات ثالث سنوات
المكتبة القانونية االلكترونية
www.bibliojuriste.club
إال أن المشرع وضع استثناء يتعلق بعدم مراعاة للمدد المذكورة في حالة االنتقال من
مجموعة ذات أهمية أعلى إلى أخرى ذات أهمية أدنى ،وهذه األهمية تبدو من خالل
التصنيف السابق للمجموعات أعاله.
وتجدر اإلشارة أنه إذا فاقت الطلبات عدد األماكن الشاغرة المطلوبة ،فإنه طبقا للمادة 40
من المرسوم ،يراعى في الترجيح بين طلبات االنتقال مجموع النقط التي يتوفر عليها كل
طلب ،حيث تحتسب نقطة عن كل سنة بالنسبة إلى األقدمية في المهنة ،ونقطة عن كل سنة
بالنسبة إلى األقدمية في مقر العمل الحالي ،وربع نقطة عن كل شهر بالنسبة إلى أقدمية
الطلب التي تحتسب من تاريخ تسجيله بمكتب الضبط المركزي.
بخصوص الواجبات الملقاة على عاتق الموثقين العصريين ،فقد اختلف الدارسون بشأنها من
حيث تقسيمها و تنميطها .فمنهم من قسمها إلى التزامات يجب أن يتحملها الموثق و موانع يجب أن
يتفاداها في ممارسته لمهنته .وهناك من قسمها إلى واجبات الموثقين العصريين قبل بدء مهامهم و أثناء
مزاولة مهامهم مرتكزا على المسار المهني للموثق.
أما المعيار الذي سوف نعتمده في هذا المجال بخصوص هذا العرض ،يرتبط أساسا بمصدر
الواجب أو االلتزام بحيث سنقسم هذا المحور إلى قسمين :التزامات الموثق حسب القانون رقم 32-09
المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق أوال و التزامات الموثق حسب قوانين أخرى ثانيا.
تتحدد الواجبات الملقاة على عاتق الموثق العصري و التي يلزمه احترامها في األعمال التالية:
أ – واجب التوقيع على العقد فور آخر توقيع لألطراف.
المكتبة القانونية االلكترونية
www.bibliojuriste.club
هذا الواجب يتماشى مع معيار المصلحة العامة المتمثلة في حماية مصالح الناس و اإلجابة عن
احتياجاتهم والتي يهدف قانون مهنة التوثيق إلى تحقيقها.
و حيث أن حفظ ضرورة المال من الكليات األساسية التي جاءت بها الشريعة اإلسالمية
للمحافظة عليها و جودا وعدما ،بناء على التأسيس القرآني الذي يحرم أكل أموال الناس بغير وجه
حق.
فان المشرع لم يغفل هذه المراعاة أيضا ،بما يكفل تحقيق المصلحة العامة ألصحاب العقود حيث
قرر في المادة 44من القانون المنظم لمهنة التوثيق انه يجب على الموثق أن يوقع العقد فور آخر
توقيع لألطراف ،و بذلك يكتسب العقد الصبغة الرسمية و يكتسب الحجية في مواجهة الجميع.
ب -واجب تقديم نسخ من المحررات و العقود بعد اإلشهاد بمطابقتها لألصل من طرفه إلدارة
التسجيل.
هذا الواجب تنص عليه مقتضيات المادة 47من القانون ، 32-09ونميز بمقتضاها بين أربع
عمليات أساسية:
األولى إجبارية و تتعلق بتقديم نسخا من المحررات و العقود بعد اإلشهاد بمطابقتها لألصل من
طرف الموثق لمكتب التسجيل قصد استيفاء إجراء التسجيل و أداء الواجب في األجل المحدد قانونا .
الثانية إجبارية كذلك و تهم انجاز اإلجراءات الضرورية للتقييد في السجالت العقارية و غيرها
لضمان فعاليتها.
إال أن كلمة و غيرها الواردة بهذه الفقرة يثور بشأنها تساؤل حول المقصود منها.
أما العمليتين الثالثة و الرابعة المتعلقتين بالنشر و التبليغ فهما اختياريتين بمعنى انه يمكن القيام بهما
من طرف الموثق كما يمكن القيام بهما من طرف األطراف المعنية و ذلك تحت مسؤوليتهم بشرط
توضيح ذلك في صلب العقد أو في وثيقة مستقلة ثابتة التاريخ يوقعها الطرف المعني.
بخصوص هذا اإلجراء األخير يثور التساؤل حول ثبوت التاريخ بالنسبة للوثيقة المستقلة و مدى
تعارضها مع أحكام المادة 4من مدونة الحقوق العينية بمعنى هل يجب تحرير هذه الوثيقة من طرف
األشخاص المنصوص عليهم في المادة المذكورة أم يجوز تحريرها من طرف الغير شريطة إثبات
تاريخها من طرف السلطة المختصة.
المكتبة القانونية االلكترونية
www.bibliojuriste.club
ج -واجب حفظ العقود و تسليم النظائر و النسخ
يجب على الموثق أن يحفظ تحت مسؤوليته أصول العقود و الوثائق الملحقة بها و صور الوثائق
التي تثبت هوية األطراف .وتجدر اإلشارة إلى أن جميع األصول و الفهارس التي يكونها الموثقون
تمثل" األرشيف العامة".
الذي ينظمه القانون رقم 99-69المتعلق باألرشيف و يراد باألرشيف في مدلول هذا القانون
جميع الوثائق كيفما كان تاريخها و شكلها و حاملها المادي التي ينتجها أو يتسلمها كل شخص طبيعي
أو معنوي و كل مصلحة أو هيئة عامة أو خاصة خالل مزاولة نشاطهم.
يتم تكوين هذه الوثائق و حفظها ألجل الصالح العام رعيا لما تستلزمه الحاجة إلى التدبير و
إثبات حقوق األشخاص الطبيعيين أو المعنويين الخاضعين للقانون العام أو الخاص و البحث العلمي
ولما تقتضيه صيانة التراث الوطني ويعتبر واجب حفظ أصول العقود وفق برنامج تدبير األرشيف
الذي يمكن من تدبير الوثائق من يوم إحداثها إلى تاريخ تصنيفها النهائي ،من مظاهر حفظ المصلحة
العامة التي جاء بها المشرع من خالل تنظيم مهنة التوثيق.
و ضمانا للمصلحة الخاصة كذلك فقد اوجب على الموثق صاحب المكتب أو من ينوب عنه أو
الموثق المسير للمكتب في حالة الشركة تسليم نظائر و نسخ أصول العقود و نظائر أصول الوثائق
الملحقة بها.
فنظير العقد يقصد به صورة من أصله يذيلها الموثق بتوقيعه و خاتمه ،و يشار فيها إلى مطابقتها
ألصلها من طرف رئيس المحكمة االبتدائية التي يمارس الموثق مهنته بدائرة نفوذها .بعكس نسخ
أصول العقود التي تحرر وفق مقتضيات تحرير العقد نفسه مع احترام ترتيب الفقرات و ترقيم
الصفحات و اإلشارة إلى عددها في أخر صفحة ثم بعد ذلك يوقع الموثق و يضع خاتمه على كل
صفحة من صفحات النسخة و بعدها يشهد بمطابقتها ألصلها و يؤرخها و بالتالي تصبح جاهزة
للتسليم لمن له الحق فيها .م
و تجدر اإلشارة إلى أن توقيع الموثق على نسخة العقد المراد اإلدالء به خارج المغرب يجب أن
يخضع إلجراء التصديق من طرف الرئيس األول لمحكمة االستئناف المعنية ما لم تنص االتفاقيات
على مقتضيات مخالفة
أما نظائر أصول الوثائق الملحقة بالعقد فيقصد بها النسخ المصورة التي يشهد الموثق بمطابقتها
ألصولها.
المكتبة القانونية االلكترونية
www.bibliojuriste.club
إن المشرع قد حدد األشخاص الذين لهم الحق في االطالع على أصول العقود و ملحقاتها وان
يتسلموا نسخا و نظائر على سبيل الحصر و هم :األطراف ،ورثتهم في حالة الوفاة ووكالئهم.
ومما تجدر اإلشارة إليه أن كلمة وكيل جاءت مطلقة بمعنى أنها تهم النيابة بأنواعها الثالث النيابة
االتفاقية و القانونية و القضائية.
ه -واجب اإلدالء بشهادة طبية داخل االجل القانوني للموثق الذي تجاوز سن السبعين.
حفاظا على المصلحة التوثيقية لألطراف فان المشرع بمقتضى المادة 22من قانون مهنة التوثيق
قد ألزم كل موثق بلغ سبعين سنة من العمر أن يدلي خالل الثالثة أشهر األولى من كل سنة بشهادة
طبية من مصالح الصحة التابعة للقطاع العام تثبت قدرته على االستمرار في ممارسة المهنة بكيفية
عادية .
ومن المالحظات التي تستوجب التوقف بخصوص هذا المقتضى نذكر:
المكتبة القانونية االلكترونية
www.bibliojuriste.club
ضرورة اإلدالء بشهادة طبية صادرة عن مصالح الصحة التابعة للقطاع العام ،تحيلنا على •
السؤال التالي :ما هو السبب وراء استبعاد المشرع الشواهد الطبية الصادرة عن أطباء القطاع
الخاص ؟ علما أن القطاع الخاص بحكم التنافسية حول جودة الخدمات الطبية يتوفر على احدث
التجهيزات التي ربما ال يتوفر عليها القطاع العام ،كما أن األطباء ذوو الكفاءة العالية جلهم
يفضلون العمل بالقطاع الخاص نظرا لضعف التحفيزات المقدمة لهم في القطاع العام فضال عن
إطار و بيئة االشتغال .هذا إن كان األمر يتعلق بالكفاءة و الجودة أما إن كان يتعلق بالنزاهة فان
الواقع يوضح العكس بتاتا.
حصر مدة اإلدالء بالشهادة الطبية في مدة الثالثة أشهر األولى من كل سنة بعد السبعين سنة •
تحت طائلة اإلعفاء من مزاولة المهنة .هذا الجزاء ال يتناسب في نظرنا مع طبيعة المخالفة
فالمادة 75تقرر العزل في المرتبة الرابعة وهو أقصى عقوبة ينص عليها القانون ،مما يجعلها
ال تتناسب مع الفعل المرتكب من طرف الموثق المتمثل في عدم تقديم الشهادة الطبية داخل
األجل .علما أن هذا األمر ال يشكل خطا جسيما وهو عمل ال يشكل خرقا لقواعد المهنة وال يضر
بالمصلحة العامة المرجوة من العملية الثوثيقية ،بل على العكس ربما الجزاء المطبق على هذا
الفعل البسيط قد ال تقتصر أثاره على الموثق المعفى فحسب و إنما تمتد إلى زبنائه كذلك ،إذ قد
يتضرروا بسبب قصور مقتضيات المادة 23المحددة فقط لإلجراءات الالحقة لهذا اإلعفاء و
التي و إن كانت أوجبت على الموثق المعفى تسليم خلفه كل أصول العقود و ملحقاتها و السجالت
و الوثائق و القيم المودعة ،إال أنها لم تحدد أجال زمنيا دقيقا إلتمام ذلك مما تغيب معه الحماية
القانونية لألطراف و بالتالي حماية مصالحهم التعاقدية.
الحالة الثانية :تتعلق بتعويض موثق بموثق آخر و حالة حذف مكتب الموثق.
ففي الحالة األولى تتم عملية تسليم السلط بين الموثق الذي تم تعويضه و الموثق الذي يحل محله
بنفس الكيفية المنصوص عليها في الحالة األولى .إال انه في هذه الحالة حدد المشرع اجل شهر واحد
ابتداء من تاريخ التعيين أو من أداء اليمين حسب الحاالت ،و أوضح انه إذا كان الموثق المراد تعويضه
ال يمارس مهامه تولى هذا اإلجراء النائب أو الموثق المسير للمكتب في حالة الشركة و هذا األمر قد
يتحقق كذلك في حالة الموثق المعفى.
أما في الحالة الثانية المتعلقة بحذف مكتب الموثق فنصت الفقرة الثانية من المادة 57على
إمكانية تسليم الوثائق لموثق أو مجموعة من الموثقين دون تحديد إي معيار يمكن االستناد إليه في هذا
التوزيع مما يعطي للجهات الوصية سلطة تقديرية واسعة في هذا الشأن.
و تسليم السلط بين الطرفين قد يكون رسميا و قد يكون مؤقتا و في هذه الحالة األخيرة أجاز
المشرع إمكانية حفظ أصول العقود زو الوثائق و المستندات بالمكتب المحذوف مع إسناد االختصاص
في تدبيرها للموثق المعين.
و سعيا من المشرع إلى تحقيق التوازن بين المصلحة العامة و المصلحة الخاصة للموثق فقد قرر
من خالل الفقرة الرابعة من المادة 57حفظ حقوق الموثق المعوض أو ورثته عند وفاته في حالة
تعويضه بموثق آخر يشغل مكتبه ،و التي عبر عنها المشرع ب" مقابال لتعويض قيمة العناصر المادية
و المعنوية المرتبطة بتسيير المكتب " التي اكتسبها الموثق من خالل العالقات االجتماعية و الثقة التي
جعلت من مكتبه وجهة للمتعاقدين.
الحالة الثالثة :تتعلق بالموثق المعزول أو الموقوف عن مزاولة المهام:
المكتبة القانونية االلكترونية
www.bibliojuriste.club
ففي هذه الحالة نصت المادة 87على وجوب تسليم هذا األخير للموثق المعين في محله
األصول و السجالت وجميع المحفوظات داخل اجل 15يوم من تاريخ تبليغه مقرر العزل و ذلك وفق
نفس المسطرة المشار إليها في الحالة األولى مضمون المادة23 .
غير انه في حالة انتهاء مدة اإليقاف أو إلغاء قرار العزل فان الوثائق المشار إليها أعاله ترجع
إلى المعني باألمر.
أما إذا تم عزله فان هذه الوثائق تسلم إلى خلفه بنفس المسطرة المذكورة بالمادة 23من قانون
المهنة.
يمكن أن نستخلص من هذه المادة أن عملية تسليم السلط في هذه الحالة تكون على مرحلتين:
مرحلة أولى يكون فيها التسليم مؤقتا للموثق المعين في محل الموثق المعزول أو الموقوف إلى حين
البث النهائي في القضية من طرف الجهات المختصة.
و مرحلة ثانية يكون فيها التسليم نهائيا إما بإرجاع الوثائق إلى المعني باألمر أو تسليمها إلى خلف
الموثق كما سبقت اإلشارة إلى ذلك.
و السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الحالة هو :من يتحمل مسؤولية األخطار و المخاطر و
تبعات تدبير المكتب خالل الفترة البينية من تاريخ التوقيف أو العزل إلى تاريخ انتهاء التوقيف أو الغاء
قرار العزل؟
فاذا كانت المادة 88قد عالجت تبعات تسيير المكتب من طرف الموثق المكلف المتمثلة في تدبير
األجراء و تأدية أجورهم ومستحقاتهم عند االقتضاء و غيرها مع اإلشارة إلى إحالل المجلس الجهوي
للموثقين محل المكتب لتغطية الخصاص و اتخاذ التدابير الكفيلة لتجاوز ذلك ،فإنها لم تتطرق لمسالة
الخطأ المهني للموثق المكلف أو األجراء ،و كذلك للمخاطر التي يمكن أن تحصل داخل المكتب في هذه
الفترة ( الطرد التعسفي مثال).
و ما يثير انتباهنا كذلك هو إمكانية تقديم طلب من رئيس المجلس الجهوي للموثقين إلى السيد
رئيس المحكمة االبتدائية الواقع بدائرة نفوذها المكتب ،يلتمس فيه األمر بإغالق هذا األخير .و هذا األمر
خطير بالنظر لآلثار التي ستلحق بالموثق الموقوف عند رجوعه لمزاولة عمله.
و الصواب في نظرنا أن المشرع كان عليه اعتماد المقاربة التشاركية و إسناد هذا األمر للجنة
التسليم المؤقت المتكونة من الوكيل العام للملك لدى محكمة االستيناف بحكم سلطة الرقابة على الموثقين
و ممثل الوزير المكلف بالمالية بحكم خبرته في تحليل المعطيات المالية المتعلقة بتدبير المكتب إضافة
إلى رئيس المجلس الجهوي للموثقين .وذلك حفاظا على مصالح الموثق الذي ال زال القضاء لم يحسم
المكتبة القانونية االلكترونية
www.bibliojuriste.club
أمره بحكم نهائي .و تفاديا للمفسدة التي قد تجلبها عملية اتخاذ القرار األحادي الذي من الممكن أن يستند
على أسباب و بواعث شخصية كاالنتقام مثال.
كما اوجب المشرع على الموثق مجموعة من اإلجراءات التي يجب عليه القيام بها وعدم اإلخالل
بها ،تفاديا لعدم مساءلته مهنيا و قضائيا عند االقتضاء .فقد اوجب عليه االمتناع عن القيام بمجموعة من
األعمال المتنافية مع أخالقيات مهنة التوثيق التي تهدف إلى تحقيق التوازن بين المصلحة العامة و
المصلحة الخاصة رعاية لمصالح الناس الذين تدفعهم حاجتهم إلى توثيق عقودهم إلى اللجوء إلى
الموثقين.
و بالرجوع لمقتضيات القانون المنظم لمهنة التوثيق ،نجده قد عالج الموانع التي يجب على الموثق
تفاديها من خالل المواد 25-30-31-32-33-34-52-90-91منه.
يمنع على الموثق تسليم المستندات او ملخص منها لغير من له الحق فيها طبقا للقانون •
(م25).
فالدين لهم الحق في تسلم هذه المستندات حسب المادة 55هم:
األطراف المتعاقدة •
الوكيل •
وجود مصلحة مباشرة أو غير مباشرة في العقد للموثق نفسه أو لزوجه أو •
أصوله أو فروعه.
وجود قرابة او مصاهرة بين الموثق أو بين زوجه أو أصوله أو فروعه مع احد •
ج -االمتناع عن تلقي العقود التي يكون فيها احد الموثقين المزاولين في نفس المكتب بصفته شريكا
أو زوجه أو احد أقاربهم أو أصهارهم طرفا فيها أو معنيا بها( م31) .
المكتبة القانونية االلكترونية
www.bibliojuriste.club
نالحظ أن المشرع على مستوى هذه المادة قد توسع في مجال العقود التي يمنع على الموثق
تلقيها في حالة وجود احد أقارب الموثق الشريك طرفا فيها أو معنيا بها .فكلمة األقارب تتسع لتشمل
األبوة و األمومة و البنوة و األخوة و العمومة و تشمل كذلك األخوال و األصهار.
د -عدم قبول شهادة زوجة الموثق أو أقاربه أو زوج و أقارب شريكه أو زوج و أقارب أطراف
العقود من الدرجة الرابعة وكذا المتمرنون بمكتبه و أجرائه( م32).
أن يستعمل و لو مؤقتا مبالغ أو قيما توجد في عهدته بأي صفة كانت فيما لم •
تخصص له.
أن يحتفظ بالمبالغ التي في عهدته لحساب الغير بأية صفة كانت و يجب عليه •
ز – منع الموثق من تسليم أصل العقد المحفوظ لديه إال بمقتضى مقرر قضائي.
بمقتضى هذا النص ال يجوز مطلقا تسليم أصل العقد المحفوظ لدى الموثق تحت أية ذريعة كانت
باستثناء المقرر القضائي الذي يقضي بذلك.
المكتبة القانونية االلكترونية
www.bibliojuriste.club
في حالة صدور مقرر قضائي يقضي بتسليم أصل العقد المحفوظ لجهة معينة ،فان الموثق
يتعين عليه قبل تسليمه ،إعداد نظير ألصل العقد يحتفظ به بمكتبه و يحل محل األصل إلى حين
إرجاعه و نفس األحكام تسري على أصول الملحقات.
إن االستثناء الوارد على هذا المنع القانوني في الحقيقة ال زال في حاجة إلى المزيد من التوضيح
.خصوصا حول كيفية التسليم ( يدا بيد – بمحضر بين الطرفين المسلم و المتسلم – تحت إشراف
جهة معينة )...و ذلك لتقرير مسؤولية المحافظة عليه و إرجاعه سالما للموثق المعني .
ح – منع الموثق من القيام بعملية اإلشهار سواء بنفسه أو بواسطة الغير إال في الحدود التي
قررها القانون و هي:
الحق في التوفر على موقع في وسائل االتصال االلكترونية شريطة الحصول على إذن •
تتضمن فقط:
.االسم الكامل
.الصفة كموثق
.اللقب ( دكتور مثال)
ثانيا :الواجبات المقررة بقوانين اخرى
إلزام الموثق بإشعار المصلحة المكلفة بسجل األمالك العقارية بكل العمليات التوثيقية •
إلى مكتب مسح األراضي قصد تضمينها في الوثائق الخاصة بسجل األمالك العقارية.
واجب تضمين العقود البيانات والتصاريح التقديرية الالزمة لتصفية واجبات التسجيل. •
بالنسبة للموثقين العبريين فهم ملزمون بترجمة عقودهم شفهيا لمفتش الضرائب. •
واجب تقديم سجالت التحصين إلى المفتش قصد التأشير عليها واستيفاء إجراءات التسجيل •
وأداء الواجبات في األجل المحدد تحت طائلة إلزامه شخصيا بأداء الواجبات والذعائر و
الزيادات.
واجب إيداع نسخة من العقد العرفي الذي قام بتحريره لدى مكتب التسجيل المختص تحت •
ال يجوز للموثق تسليم أية نسخة إن لم تكن تتضمن مراجع وصل األداءات مبينة فيها •
واجب عدم تسليم األموال التي يحوزها للورثة أو الدائنين أو األشخاص اآلخرين الذين لهم •
الحق في الحصول على المبالغ المحروسة أو المودعة إال بعد إثبات أداء الضرائب والرسوم
الواجبة على األشخاص الذين يمتلكون تلك األموال .
المكتبة القانونية االلكترونية
www.bibliojuriste.club
واجب الحصول على إذن بتوثيق عقود تتعلق بنزالء المؤسسة السجنية: •
وجوب الحصول على إذن من النيابة العامة التي تقع في دائرتها المؤسسة السجنية في حالة •
وجوب طلب تقديم شهادة من المصالح المكلفة بالتحصيل تثبت أداء المبالغ الرسوم المتعلقة •
بسنة تفويت أو انتقال الملكية والسنوات السالفة في حالة تفويت العقار .
المادة 3من القانون رقم 99-69المتعلق باألرشيف توجب على الموثقين إرجاع األرشيف
العامة إلى الهيئة التي أنتجتها أو إلى أرشيف المغرب حسب منطوق الفقرة الرابع منها التي تنص
على انه" :يتعين على كل شخص خاص طبيعيا كان أو معنويا في حوزته أرشيف عامة بأية صفة
من الصفات أن يردها إلى الهيئة التي أنتجتها أو إلى أرشيف المغرب"
و تتمثل األرشيف العامة في جميع الوثائق التي تكونها في إطار مزاولة نشاطها :
الدولة و الجماعات المحلية و المؤسسات و المنشآت العامة، •
الهيئات الخاصة المكلفة بإدارة مرفق من المرافق العامة في ما يتعلق باألرشيف الناتجة •