Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 23

‫المكتبة القانونية االلكترونية‬

‫‪www.bibliojuriste.club‬‬

‫جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‬


‫كلية الشريعة والقانون‬
‫فاس ‪-‬سايس‬

‫ماستر‪:‬‬
‫القضاء والتوثيق‬
‫الفصل الثالث‬
‫الفـ ـ ـ ــوج الثـ ـ ـ ـ ـ ــاني‬

‫عرض حول‪:‬‬

‫حق ـ ـ ــوق وواجبـ ـ ــات املوث ـ ـ ــق‬


‫في التشريع املغربي‬
‫تحت تأطير الدكتور‪:‬‬
‫محمد بودالحة‬
‫المكتبة القانونية االلكترونية‬
‫‪www.bibliojuriste.club‬‬

‫مقـــدمـــــة‬
‫تعتبر مهنة التوثيق في مختلف الدول من بين المرافق المهمة المساعدة بشكل أساسي على تنظيم‬
‫المعامالت المدنية والتجارية‪ ،‬كما أنها من المرافق المساهمة في الحفاظ على استقرار المعامالت لما لها‬
‫من دور في ضمان الثقة بين مختلف المتعاقدين‪.‬‬
‫وبالنظر للحركة والتطور الذي يعرفها المغرب في كل الميادين‪ ،‬فإن مهنة التوثيق ال تشد على‬
‫هذه القاعدة‪ ،‬فقد أظهرت التجربة العملية أهمية هذا المرفق كمساهم في التنمية في جميع المجاالت‪،‬‬
‫وكمنظم للعالقات بين مختلف أفراد المجتمع‪ ،‬التجربة ذاتها أظهرت دوره كمهنة مساعدة للدولة‪ ،‬تستطيع‬
‫بواسطتها تحصيل مختلف الحقوق الجبائية المترتبة لفائدتها‪.‬‬
‫فالتوثيق لغة ‪:‬مصدر لفعل وثق بمعنى أحكم األمر‪ ،‬أما في االصطالح فيمكن القول بأنه العلم‬
‫الذي ينظم سير العالقات بين األفراد ويحدد معالم ذلك التعامل طبقا للنصوص الشرعية‪ ،‬ومن هذا‬
‫المنطلق فهو يعمل على ضمان استمرارية االتفاقيات التي ينشئها األطراف فيما بينهم بشكل يحسم أي‬
‫نزاع قد يقع في المستقبل عن طريق توضيح االلتزامات والحقوق المتبادلة بين الطرفين المتعاقدين أو‬
‫األطراف المتعاقدة‪.‬‬
‫وإذا كان نظام التوثيق قد عرف قبل ظهور االسالم عند البابليين والفراعنة‪ ،‬فإن اإلسالم قد‬
‫خصه بعناية فائقة‪ ،‬يتضح ذلك من خالل اآلية القرآنية التي وردت في مسألة الدين‪ ،‬والتي يمكن اعتبارها‬
‫وبامتياز أساس نظام التوثيق في اإلسالم‪ ،‬فمن خالل هذه اآلية يأمر هللا عز وجل عباده بتوثيق الديون‬
‫عن طريق الكتابة يقول هللا سبحانه" ‪:‬يا أيها الذين امنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه‪".‬‬
‫أما في أوربا فإن مفهوم التوثيق قد عرف بدوره تطورا منذ ظهوره سنة‪ 1270‬م بفرنسا‪ ،‬وكذا‬
‫صدور قرار االمبراطور األلماني "ماكسمليان األول "سنة‪ 1512‬م‪ ،‬والذي كان له دور كبير في تطور‬
‫نظام التوثيق إلى حين صدور قانون" فانتوز "سنة‪ 1803‬م‪ ،‬الذي اعتبر كقانون أساسي للتوثيق في‬
‫فرنسا‪.‬‬
‫وفي المغرب ظهر التوثيق بصفة رسمية إبان الحماية الفرنسية‪ ،‬وذلك بمقتضى ظ ‪ 4‬ماي‬
‫‪ ،1925‬وقد استمر العمل به إلى غاية صدور قانون ‪ 32.09‬بتاريخ ‪ 22‬نونبر‪ ، 2011‬وقد أخد في‬
‫مجمله عن القانون الفرنسي المعروف باسم قانون فانتوز‪ ،‬القانون الجديد يتضمن ثمانية أبواب مثل ما‬
‫كان عليه األمر في ظ ‪ 4‬ماي‪ ، 1925‬إال أن فصوله بلغت ‪ 134‬فصال مقارنة مع ‪ 46‬فصال في القانون‬
‫السابق‪.‬‬
‫المكتبة القانونية االلكترونية‬
‫‪www.bibliojuriste.club‬‬
‫وبالنظرإلى الدور الذي يلعبه الموثق في تحقيق األمن القانوني ال بد من تحديد حقوق والتزامات‬
‫الموثق‪ ،‬فما هي الحقوق التي يتمتع بها الموثق عند مزاولة مهامه؟ وما هي التزاماته وواجباته؟‬
‫لإلجابة على هذا الموضوع سنقسمه إلى محورين‪:‬‬

‫المحور األول‪:‬حقوق الموثق في التشريع المغربي‪.‬‬

‫المحور الثاني ‪:‬التزامات الموثق في التشريع المغربي‪.‬‬


‫المكتبة القانونية االلكترونية‬
‫‪www.bibliojuriste.club‬‬

‫المغربي التشريع في الموثق حقوق ‪ :‬األول المحور‬

‫يتمتع الموثق بمجموعة من الحقوق المشروعة التي تمكنه من أداء المهام المنوطة به على أكمل وجه‪،‬‬
‫من ضبط التصرفات والمعامالت‪ ،‬وإضفاء عليها طابع الرسمية‪ ،‬وتحقيقا كذلك للمصلحة التوثيقية‪ ،‬وهذه‬
‫الحقوق نظمها المشرع المغربي في الباب الثالث من القسم األول من المادة ‪ 15‬إلى المادة ‪ 22‬من‬
‫القانون المنظم لمهنة التوثيق رقم ‪ 32.09.‬وتتلخص هذه الحقوق فيما يلي‪:‬‬
‫الحق في استخالص األتعاب؛‬ ‫•‬

‫الحق في التغيب أو التوقف عن العمل؛‬ ‫•‬

‫الحق في إعفاء الموثق من مهامه وفي طلب االنتقال؛‬ ‫•‬

‫أوال ‪:‬الحق في استخالص األتعاب‪:‬‬


‫من الحقوق األساسية للموثق التي رسخها قانون التوثيق‪ ، 09.32‬حقه في استخالص األتعاب مباشرة‬
‫من األطراف المتعاقدة‪ ،‬مقابل ما يقوم به من أعمال وخدمات لفائدتهما‪ ،‬وعلى أن مبالغ األتعاب وطريقة‬
‫استخالصها ستحدد بنص تنظيمي كما نصت على ذلك المادة ‪ 15‬منه‪.‬‬
‫إال أنه بغياب هذه النصوص التنظيمية المحددة لمبالغ األتعاب وطريقة استخالصها إلى حد االن‪ ،‬سيؤدي‬
‫بدون شك إلى ثراء فاحش لهؤالء الموثقين من جراء استخالصهم ألتعاب وفوائد زائدة عن المعتاد‪ ،‬دون‬
‫أي مساءلة قانونية‪ ،‬لذلك على المشرع أن يتنبه لخطورة األمر الذي من الممكن أن يثقل كاهل القضاء‪،‬‬
‫بإصدار هذه النصوص التنظيمية في أقرب االجال‪ ،‬لكي يتقيد الموثق باالستخالص المحدد بمقتضى‬
‫القانون‪ ،‬وإال عرض نفسه للمساءلة التأديبية والزجرية طبقا للمادة ‪ 16‬من ق‪.‬ت ‪ 32.09.‬وقد أحسن‬
‫المشرع المغربي عندما لم يكتفي بالمتابعة التأديبة‪ ،‬بل أضاف إمكانية المتابعة الزجرية‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى لم يحدد المشرع على أن استخالص األتعاب يتم بمجرد تلقي وتوقيع األطراف‪ ،‬أم بعد‬
‫إعطاء الموثق الرسمية للعقود التي يتلقاها‪ ،‬لذا وجب على المشرع تدارك هذا األمر عند إصداره‬
‫للنصوص التنظيمية وأن يؤكد على ضرورة استخالص الموثق ألتعابه بمجرد تلقي الشهادة توقيع‬
‫األطراف‪ ،‬وقبل توقيع الموثق على الرسم الذي سيسلم إلى األطراف المتعاقدة‪ ،‬تفاديا ألي نزاع حول‬
‫قبض األتعاب‪ ،‬وهذا ما تبناه قانون خطة العدالة ‪ 16.03‬بنصه في المادة ‪ 12‬على أن" ‪:‬العدل يتقاضى‬
‫المكتبة القانونية االلكترونية‬
‫‪www.bibliojuriste.club‬‬
‫مباشرة من طالب الشهادات األجور المحددة حسب نوعيتها بمجرد تلقيها وتوقيع األطراف على ملخصها‬
‫بمذكرة الحفظ‪".‬‬
‫والتساؤل الذي يطرح نفسه‪ ،‬لماذا عبر المشرع في المادة ‪ 15‬بكلمة األتعاب‪ ،‬وليس باألجرة؟‬
‫حيث أن األتعاب في العادة تكون غير محددة المبالغ بالنص القانوني أو التنظيمي‪ ،‬وال تلزم الموثق‬
‫بتحقيق الغاية‪ ،‬بل مجرد بدل العناية‪ ،‬وهذا ال ينسجم مع مهامه التي تلزمه قانونا وعمال بتحقيق غاية‬
‫محددة تتجلى في إضفاء الصبغة الرسمية على العقود التي يتلقاها ‪.‬وفي المقابل تفيد كلمة األتعاب على‬
‫الحرية وعلى كون األمر يتعلق بمهنة حرة‪ ،‬بينما كلمة األجرة تحيل على التعبير على كون المهنة ليست‬
‫حرة‪.‬‬
‫ولعل السبب الرئيسي الذي جعل المشرع المغربي يسخدم كلمة أتعاب هو هاجس تفاديه لإلضطرابات‬
‫والتجاوزات التي سيطرت على ظهير ‪ 4‬ماي‪ ، 1925‬حينما كان يعتبر مهنة التوثيق وظيفة عمومية‪،‬‬
‫للموثق الحق في الراتب السنوي‪ ،‬فتدارك ذلك المشرع المغربي في المادة األولى من ق‪.‬ت ‪32.09‬‬
‫بنصه على أن" ‪:‬التوثيق مهنة حرة"‪ ،‬ومن ثم فالموثق ال يتقاض أجرا‪ ،‬وإنما مقابال لما يقوم به من أتعاب‬
‫وخدمات‪.‬‬
‫وقد أشارت المادة ‪ 19‬من ق‪.‬ت ‪ 32.09‬إلى مسألة مهمة ومنصفة تجلت في تحديد نصيب وحق الموثق‬
‫النائب عن الموثق صاحب المكتب الذي أعفي أو توقف أو انتابه عارض في حدود ثلث األتعاب الواجبة‬
‫عن العقود والمحررات التي يتلقاها ما لم يتم االتفاق بينهما على خالف ذلك‪.‬‬
‫والتساؤل الذي يثار بشأن هذه المادة أنه في حالة عدم وجود اتفاق بين الموثق ونائبه‪ ،‬فهل للرئيس األول‬
‫أو للوكيل العام للملك أو لرئيس المجلس الوطني للموثيقين إبرام اتفاق مع الموثق النائب على نسبة‬
‫أخرى غير الثلث؟‬
‫أعتقد أن المشرع حسم األمر بتعبيره صراحة في نفس المادة السالفة الذكر" ‪:‬للموثق النائب الحق في‬
‫االستفادة من ثلث األتعاب ‪..".‬وبالتالي ال ينبغي االتفاق على نسبة أقلها أو أكثر منها‪ ،‬إال فيما بين الموثق‬
‫األصيل والموثق النائب‪ ،‬حماية وإنصاف للطرفين وتفاديا ألي إجحاف أو نزاع‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬الحق في التغيب أو التوقف عن العمل‪:‬‬


‫)‪1‬حق الموثق في التغيب عن العمل‪:‬‬
‫للموثق حق التغيب عن العمل‪ ،‬ولكن وفق ضوابط وإجراءات تطرقت إلى تحديدها المادة ‪ 17‬من‬
‫ق‪.‬ت‪ ،‬بقولها" ‪:‬يمكن للموثق أن يتغيب عن مكتبه لمدة ال تتعدى ‪ 15‬يوما‪ ،‬على أن يقوم‬
‫المكتبة القانونية االلكترونية‬
‫‪www.bibliojuriste.club‬‬
‫بإشعار المجلس الجهوي للموثقين والوكيل العام للملك لمحكمة االستئناف المعين بدائرتها‬
‫بهذا التغيب‪".‬‬
‫كما أشارت نفس المادة إلى أنه إذا اقتضت ضرورة اضطرارية أو أسباب معينة كالقيام‬
‫بمهمة" ندوة مثال أو تكوين "‪...‬لتغيب الموثق مدة تتجاوز ‪ 15‬يوما‪ ،‬على أن يقوم بإشعار‬
‫المجلس الجهوي للموثقين والوكيل العام للملك لمحكمة االستئناف المعين بدائرتها بهذا‬
‫التغيب‪.‬‬
‫ووجه المخالفة ‪:‬أن هذا الموثق في حالة إذا لم يتقدم بملتمس وتغيب عن مكتبه أكثر من ‪15‬‬
‫يوما‪ ،‬فهل يحق للرئيس األول لمحكمة االستئناف أن يعين موثقا اخر؟‬
‫ولألسف هذا السؤال لم يجب عليه القانون ومن العيوب التي يمكن أن تسجل على المادة ‪17‬‬
‫من ق‪.‬ت‪ ،‬كما أن هناك نواقص أخرى تتخلل هذه المادة تتجلى في أن الرئيس األول عندما‬
‫يلتمس منه الموثق الذي سيتغيب أكثر من ‪ 15‬يوما‪ ،‬فإنها لم تشر إلى إخباره للوكيل العام‬
‫للملك لمحكمة االستئناف ورئيس المجلس الجهوي للموثقين‪.‬‬
‫ومما يمكن التساؤل عنه كذلك‪ ،‬هل الموثق الذي اختاره الرئيس األول لمحكمة االستئناف‪،‬‬
‫ملزم باإلستجابة لطلبه أم يمكنه رفض ذلك؟‬
‫يستشف من العبارة الواردة في الفقرة األخيرة من المادة ‪ 17‬بقولها‪: "..‬عين الرئيس األول‬
‫لمحكمة االستئناف‪...‬موثقا للنيابة عنه ‪".‬بأن األمر على وجه االلزام ليس باالختيار‪ ،‬ألن‬
‫المصلحة التوثيقية تقتضي ذلك‪ ،‬واختيار الرئيس األول لهذا الموثق النائب لم يكن عبتا‪،‬‬
‫وإنما مبني على معطيات وبيانات تجعله محل ثقته‪.‬‬
‫)‪2‬حق الموثق في التوقف عن العمل‪:‬‬
‫إذا انتاب الموثق عارض حال دون مزاولته لمهامه التوثيقية إثر إصابته بعاهة بدنية مانعة أو بخلل‬
‫عقلي‪ ،‬أو بمرض عام ألم به هو شخصيا أو واحدا من أوالده أو زوجته‪ ،‬يتعذر عليه مع وجوده ممارسة‬
‫مهنته بطريقة عادية‪ ،‬جاز له أن يتوقف عن عمله شريطة أن يلتمس من الرئيس األول لمحكمة‬
‫االستئناف‪...‬اعتباره في حالة انقطاع مؤقت‪ ،‬وفي حالة موافقة هذا األخير يعين موثقا اخر للنيابة عنه‪،‬‬
‫بعد أخد رأي كل من الوكيل العام لدى نفس المحكمة ورئيس المجلس الجهوي للموثقين هذا ما جاء‬
‫ضمن مقتضيات المادة ‪ 18‬من ق‪.‬ت‪.‬‬
‫المكتبة القانونية االلكترونية‬
‫‪www.bibliojuriste.club‬‬
‫واألفضل أن يكون الموثق النائب مقترحا من طرف الموثق المعني باألمر إذا أمكن ذلك‪ ،‬انسجاما مع‬
‫مقتضيات المادة ‪ 19‬من ق‪.‬ت‪ ،‬وتفاديا ألي نزاع محتمل أو خصومة بين الموثق األصيل والموثق‬
‫النائب‪.‬‬
‫وبمفهوم المخالفة أن الموثق الذي انتابه عارض منعه من مواصلة مهامه التوثيقية لم يقدم أي ملتمس‪ ،‬فما‬
‫العمل؟‬
‫بالقراءة المتأنية لمقتضيات المادة ‪ 20‬من ق‪.‬ت‪ ،‬واستجابة لما تقتضيه المصلحة التوثيقية‪ ،‬يمكن القول‬
‫بأنه يحق للرئيس األول لمحكمة االستئناف المعين بدائرتها هذا الموثق أن يعين موثقا اخر‪ ،‬حتى ولو لم‬
‫يلتمس الموثق العاجز عن القيام بمهامه‪ ،‬وذلك مراعاة للمصلحة التوثيقية‪.‬‬
‫ومن محاسن هذا القانون‪ ،‬أنه لم يحدد مدة معينة لهذا االنقطاع مراعيا في ذلك الجوانب الصحية والعلمية‬
‫للموثق‪ ،‬والتي قد تتطلب توقفه مدة كافية لزوال األسباب والعوارض التي قد تمنعه من مزاولة المهنة‪.‬‬
‫ومما يمكن مساءلة المشرع عنه الغموض الذي اكتنف مقتضيات المادة ‪ 18‬من ق‪.‬ت التي منحت للرئيس‬
‫األول لمحكمة االستئناف سلطة مطلقة في قبول ملتمس الموثق أو رفضه‪ ،‬وذلك بنصها الصريحة على‬
‫العبارة التالية‪: "..‬في حالة الموافقة"‪ ،...‬دون أن يحدد لنا ضوابط حق الرفض الممنوح له‪ ،‬أو يحيلنا على‬
‫نص خاص بهذا التحديد‪ ،‬وهو أمر سيفتح المجال على مصراعيه أمام إمكانية تعسف بعض الرؤساء‪.‬‬
‫كما أن المشرع لم يقيد الرئيس األول لمحكمة االستئناف بمدة معينة للنظر في الملتمس وإبدائه لرأيه‬
‫بالموافقة أو االمتناع‪ ،‬وخاصة إذا كان ظرف الموثق الملتمس طارئ وقاهرا وخارجا عن إرادته‪،‬‬
‫ويتطلب سرعة اتخاد القرار ‪.‬لذا كان على المشرع أن يحدد مدة مناسبة لتأكد من جدية السبب أو أسباب‬
‫االنقطاع واتخاد القرار المالئم‪.‬‬
‫ومما يجدر التساءل عنه حول طبيعة الملتمس الذي يقدم للرئيس األول لمحكمة االستئناف أيكون مكتوبا‬
‫أم شفويا؟‬
‫المطلوب والصواب في مثل هذه األمور أن يكون مكتوبا ومسجال بكتابة الضبط لدى محكمة االستئناف‬
‫المختصة‪ ،‬ألن طبيعة مهنة التوثيق وطبيعة العالقة بين الموثقين والمسؤولين‪ ،‬تقتضيان التعامل بالمكتوب‬
‫والمدموغ ال بالشفوي أو المسموع‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬الحق في إعفاء الموثق من مهامه وفي طلب االنتقال‪:‬‬
‫)‪1‬حق الموثق في االعفاء من مهامه‪:‬‬
‫من المستجدات التي جاء بها قانون التوثيق‪ ، 09.32‬إعطاء الحق للموثق في أن يطلب إعفاءه من‬
‫ممارسة مهامه التوثيقية‪ ،‬كل ما تهيأت له أسباب ذلك سواء كانت صحية أو أسباب علمية‪ ،‬أو أراد أن‬
‫المكتبة القانونية االلكترونية‬
‫‪www.bibliojuriste.club‬‬
‫يمتهن مهنة أخرى‪ ،‬وهذاما نصت عليه صراحة الفقرة األولى من المادة ‪ 22‬منه بقولها" ‪:‬يمكن للموثق‬
‫أن يطلب إعفاءه من ممارسة مهامه‪".‬‬
‫أما إذا انتاب هذا الموثق عارض حال دون ممارسة مهامه‪ ،‬فإنه يمكن إعفاءه مباشرة من مهامه دون‬
‫التوقف على طلبه أو ملتمسه ألن المصلحة التوثيقية تقتضي ذلك‪.‬‬
‫وفي حالة زوال تلك العوارض الصحية جاز للموثق أن يطلب إرجاعه لمزاولة مهامه بعد االدالء بشهادة‬
‫طبية صادرة عن مصالح الصحة التابعة للقطاع العام تتبت زوال تلك العوارض المرضية‪.‬‬
‫وقد أحسن المشرع عندما ألزم من خالل الفقرة الثالثة من المادة ‪ 22‬من ق‪.‬ت‪ ،‬كل موثق بلغ سبعون سنة‬
‫من العمر‪ ،‬أن يدلي في بداية ثالثة أشهر من كل سنة بشهادة طبية تتبت قدرته على مواصلة المهنة وأن‬
‫تكون صادرة من مصالح الصحة التابعة للقطاع العام‪.‬‬
‫ولإلشارة فاالعفاء في كل األحوال ال يكون إال بناء على قرار لرئيس الحكومة باقتراح من وزير العدل‬
‫بعد إبداء اللجنة المشار إليها في المادة ‪ 11‬من ق‪.‬ت بذلك‪.‬‬
‫ومما يمكن مالحظته على الفقرة الثانية من المادة ‪ 22‬من ق‪.‬ت ‪ ،‬أنها قررت إمكانية إعفاء الموثق من‬
‫مهامه متى انتابته عوارض مرضية‪ ،‬دون االعتماد في تحديد مدى تأثيرها على أدائه المهني على خبرة‬
‫طبية مسبقة‪ ،‬هذه األخيرة التي سيصبح الزما اإلدالء بها إلثبات زوال هذه العوارض‪ ،‬حتى يمكنه العودة‬
‫إلى ممارسة عمله‪ ،‬بدل اعتماد هذه اآللية ابتداء وانتهاء‪ ،‬حتى يكون االعفاء مستند على إثبات يجعله‬
‫موضوعي‪.‬‬
‫وما يزيد األمر غموضا‪ ،‬ماقررته الفقرة األخيرة من نفس المادة االنفة الذكر‪ ،‬عندما منحت للرئيس‬
‫الحكومة بناء على اقتراح من وزير العدل‪ ،‬ومجرد إبداء للرأي من قبل لجنة المادة ‪ 11‬من ق‪.‬ت‪ ،‬حق‬
‫ممارسة هذا اإلعفاء‪ ،‬مما قد يعرض الموثقين المعنيين للمحاباة أو التعسف‪ ، ،‬في الوقت الذي يمكنه‬
‫تفادي ذلك بإعطاء القوة التنفيذية لمقترح لجنة المادة‪ ، 11‬باعتبارها األقرب من الوقائع المحيطة بكل‬
‫ملف‪ ،‬ويترك لمؤسسة الوزير األول سلطة التحكيم بين تظلم الموثق المعني‪ ،‬وقرار اللجنة السابقة‪.‬‬
‫كما أن حالة اإلعفاء بسبب العوارض المرضية التي تقررها المادة‪ ، 22‬ال تقتصر أثارها على الموثق‬
‫المعفي فحسب‪ ،‬وإنما تمتد إلى زبنائه كذلك‪ ،‬إذ قد يتضرر بسبب قصور مقتضيات المادة ‪ 23‬من ق‪.‬ت‬
‫المحددة فقط لإلجراءات الالحقة لهذا اإلعفاء‪ ،‬والتي وإن كانت أوجبت على الموثق المعفي هنا تسليم‬
‫خلفه كل أصول العقود‪ ،‬وملحقاتها‪ ،‬والسجالت‪ ،‬والوثائق المحفوظة لديه والقيم المودعة‪ ،‬إال أنها لم تحدد‬
‫أجال زمنيا دقيقا إلتمام ذلك‪ ،‬مما قد يؤدي إلى ضياع حقوق األطراف المتعاقدة لديه‪.‬‬
‫)‪2‬حق الموثق في طلب االنتقال‪:‬‬
‫المكتبة القانونية االلكترونية‬
‫‪www.bibliojuriste.club‬‬
‫خولت المادة ‪ 21‬من ق‪.‬ت‪ ،‬الحق للموثق في أن ينتقل من مقر عمله إلى مقر اخر‪ ،‬استجابة لطلبه‪،‬‬
‫وعلى هذا األساس فال يمكن في أي حال من األحوال نقل الموثق من مقر عمله إلى مقر اخر‪ ،‬وهو ال‬
‫يرغب في ذلك‪ ،‬وحتى النصوص التأديبية لم تنص على نقل الموثق من مقر عمله إلى مقر اخر كعقوبة‬
‫تأديبية‪ ،‬وأن أمر انتقال هذا الموثق يكون بقرار من رئيس الحكومة باقتراح من وزير العدل وبعد إبداء‬
‫اللجنة المنصوص عليها في المادة ‪ 11‬من ق‪.‬ت بذلك‪.‬‬

‫كما نصت كذلك على أن هذا االنتقال له شروط ومعايير ستحدد بنص تنظيمي‪ ،‬وهو‬
‫المرسوم رقم ‪ 2.1.725‬الذي نص في المادة ‪ 37‬منه على أنه يشترط لقبول طلب االنتقال‪:‬‬

‫‪Ÿ‬أن يكون الموثق قد مارس المهنة بصفة فعلية في مقر عمله المعين به؛‬ ‫•‬

‫‪Ÿ‬أن تتوفر فيه المعايير المنصوص عليها في هذا المرسوم‬ ‫•‬

‫‪ Ÿ‬أن يتوفر مكتب شاغر أو محدث في المحل المراد االنتقال إليه‪ ،‬مع مراعاة‬ ‫•‬

‫المصلحة التوثيقية‪.‬‬

‫كما حددت معايير هذا االنتقال في المواد )‪(38-39-40‬من المرسوم أعاله‪ ،‬حيث تم‬
‫تقسيم جميع المدن المغربية إلى أربع مجموعات( أ ‪-‬ب ‪-‬ج – د)‪ ،‬كما يلي‪:‬‬

‫المجموعة د‬ ‫المجموعة ج‬ ‫المجموعة ب‬ ‫المجموعة أ‬

‫باقي المدن‬ ‫الجديدة‪ ،‬وجدة‪،‬‬ ‫سال‪ ،‬تمارة‪ ،‬فاس‪،‬‬ ‫الرباط‬


‫الناضور‪ ،‬سطات‪،‬‬ ‫مراكش‪ ،‬مكناس‪،‬‬ ‫الدار البيضاء‬
‫أسفي‪ ،‬تطوان‬ ‫أكادبر‪ ،‬طنجة‬
‫والقنيطرة‬

‫ويشترط لالنتقال من مجموعة إلى أخرى التوفر على أقدمية تتراوح ما بين سنة إلى‬
‫خمس سنوات بحسب أهمية كل مجموعة‪ ،‬كما يلي‪:‬‬

‫من مجموعة‬ ‫من مقر إلى آخر‬ ‫من مجموعة أدنى من مجموعة أدنى من مجموعة أدنى‬
‫أعلى إلى أخرى‬ ‫داخل نفس‬ ‫إلى مجموعة أعلى إلى مجموعة أعلى إلى مجموعة أعلى‬
‫أدنى‬ ‫المجموعة‬ ‫بثالث درجات‬ ‫بدرجتين( من د‬ ‫بدرجة واحدة( من‬
‫(من د إلى أ مثال)‬ ‫إلى ب مثال)‬ ‫د إلى ج مثال)‬
‫غير محددة المدة‬ ‫سنة واحدة‬ ‫خمس سنوات‬ ‫أربع سنوات‬ ‫ثالث سنوات‬
‫المكتبة القانونية االلكترونية‬
‫‪www.bibliojuriste.club‬‬
‫إال أن المشرع وضع استثناء يتعلق بعدم مراعاة للمدد المذكورة في حالة االنتقال من‬
‫مجموعة ذات أهمية أعلى إلى أخرى ذات أهمية أدنى‪ ،‬وهذه األهمية تبدو من خالل‬
‫التصنيف السابق للمجموعات أعاله‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أنه إذا فاقت الطلبات عدد األماكن الشاغرة المطلوبة‪ ،‬فإنه طبقا للمادة ‪40‬‬
‫من المرسوم‪ ،‬يراعى في الترجيح بين طلبات االنتقال مجموع النقط التي يتوفر عليها كل‬
‫طلب‪ ،‬حيث تحتسب نقطة عن كل سنة بالنسبة إلى األقدمية في المهنة‪ ،‬ونقطة عن كل سنة‬
‫بالنسبة إلى األقدمية في مقر العمل الحالي‪ ،‬وربع نقطة عن كل شهر بالنسبة إلى أقدمية‬
‫الطلب التي تحتسب من تاريخ تسجيله بمكتب الضبط المركزي‪.‬‬

‫المحور الثاني ‪ :‬واجبات الموثقين العصريين على ضوء التشريع المغربي‪.‬‬

‫بخصوص الواجبات الملقاة على عاتق الموثقين العصريين‪ ،‬فقد اختلف الدارسون بشأنها من‬
‫حيث تقسيمها و تنميطها ‪.‬فمنهم من قسمها إلى التزامات يجب أن يتحملها الموثق و موانع يجب أن‬
‫يتفاداها في ممارسته لمهنته ‪.‬وهناك من قسمها إلى واجبات الموثقين العصريين قبل بدء مهامهم و أثناء‬
‫مزاولة مهامهم مرتكزا على المسار المهني للموثق‪.‬‬
‫أما المعيار الذي سوف نعتمده في هذا المجال بخصوص هذا العرض‪ ،‬يرتبط أساسا بمصدر‬
‫الواجب أو االلتزام بحيث سنقسم هذا المحور إلى قسمين ‪ :‬التزامات الموثق حسب القانون رقم ‪32-09‬‬
‫المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق أوال و التزامات الموثق حسب قوانين أخرى ثانيا‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬التزامات الموثق حسب القانون المنظم لمهنة التوثيق‪.‬‬


‫بالرجوع لبنود القانون رقم ‪ 32-09‬نجدها إما تنص على أعمال يجب أن يقوم بها الموثق و ينضبط‬
‫إليها أو تنص على مجموعة من الموانع التي يجب عليه تفاديها و عدم القيام بها‪.‬‬

‫التزامات وواجبات الموثق‬ ‫•‬

‫تتحدد الواجبات الملقاة على عاتق الموثق العصري و التي يلزمه احترامها في األعمال التالية‪:‬‬
‫أ – واجب التوقيع على العقد فور آخر توقيع لألطراف‪.‬‬
‫المكتبة القانونية االلكترونية‬
‫‪www.bibliojuriste.club‬‬
‫هذا الواجب يتماشى مع معيار المصلحة العامة المتمثلة في حماية مصالح الناس و اإلجابة عن‬
‫احتياجاتهم والتي يهدف قانون مهنة التوثيق إلى تحقيقها‪.‬‬
‫و حيث أن حفظ ضرورة المال من الكليات األساسية التي جاءت بها الشريعة اإلسالمية‬
‫للمحافظة عليها و جودا وعدما‪ ،‬بناء على التأسيس القرآني الذي يحرم أكل أموال الناس بغير وجه‬
‫حق‪.‬‬
‫فان المشرع لم يغفل هذه المراعاة أيضا‪ ،‬بما يكفل تحقيق المصلحة العامة ألصحاب العقود حيث‬
‫قرر في المادة ‪ 44‬من القانون المنظم لمهنة التوثيق انه يجب على الموثق أن يوقع العقد فور آخر‬
‫توقيع لألطراف‪ ،‬و بذلك يكتسب العقد الصبغة الرسمية و يكتسب الحجية في مواجهة الجميع‪.‬‬

‫ب ‪-‬واجب تقديم نسخ من المحررات و العقود بعد اإلشهاد بمطابقتها لألصل من طرفه إلدارة‬
‫التسجيل‪.‬‬
‫هذا الواجب تنص عليه مقتضيات المادة ‪ 47‬من القانون ‪ ، 32-09‬ونميز بمقتضاها بين أربع‬
‫عمليات أساسية‪:‬‬
‫األولى إجبارية و تتعلق بتقديم نسخا من المحررات و العقود بعد اإلشهاد بمطابقتها لألصل من‬
‫طرف الموثق لمكتب التسجيل قصد استيفاء إجراء التسجيل و أداء الواجب في األجل المحدد قانونا ‪.‬‬

‫الثانية إجبارية كذلك و تهم انجاز اإلجراءات الضرورية للتقييد في السجالت العقارية و غيرها‬
‫لضمان فعاليتها‪.‬‬
‫إال أن كلمة و غيرها الواردة بهذه الفقرة يثور بشأنها تساؤل حول المقصود منها‪.‬‬

‫أما العمليتين الثالثة و الرابعة المتعلقتين بالنشر و التبليغ فهما اختياريتين بمعنى انه يمكن القيام بهما‬
‫من طرف الموثق كما يمكن القيام بهما من طرف األطراف المعنية و ذلك تحت مسؤوليتهم بشرط‬
‫توضيح ذلك في صلب العقد أو في وثيقة مستقلة ثابتة التاريخ يوقعها الطرف المعني‪.‬‬
‫بخصوص هذا اإلجراء األخير يثور التساؤل حول ثبوت التاريخ بالنسبة للوثيقة المستقلة و مدى‬
‫تعارضها مع أحكام المادة ‪ 4‬من مدونة الحقوق العينية بمعنى هل يجب تحرير هذه الوثيقة من طرف‬
‫األشخاص المنصوص عليهم في المادة المذكورة أم يجوز تحريرها من طرف الغير شريطة إثبات‬
‫تاريخها من طرف السلطة المختصة‪.‬‬
‫المكتبة القانونية االلكترونية‬
‫‪www.bibliojuriste.club‬‬
‫ج ‪-‬واجب حفظ العقود و تسليم النظائر و النسخ‬
‫يجب على الموثق أن يحفظ تحت مسؤوليته أصول العقود و الوثائق الملحقة بها و صور الوثائق‬
‫التي تثبت هوية األطراف ‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن جميع األصول و الفهارس التي يكونها الموثقون‬
‫تمثل" األرشيف العامة‪".‬‬
‫الذي ينظمه القانون رقم ‪ 99-69‬المتعلق باألرشيف و يراد باألرشيف في مدلول هذا القانون‬
‫جميع الوثائق كيفما كان تاريخها و شكلها و حاملها المادي التي ينتجها أو يتسلمها كل شخص طبيعي‬
‫أو معنوي و كل مصلحة أو هيئة عامة أو خاصة خالل مزاولة نشاطهم‪.‬‬
‫يتم تكوين هذه الوثائق و حفظها ألجل الصالح العام رعيا لما تستلزمه الحاجة إلى التدبير و‬
‫إثبات حقوق األشخاص الطبيعيين أو المعنويين الخاضعين للقانون العام أو الخاص و البحث العلمي‬
‫ولما تقتضيه صيانة التراث الوطني ويعتبر واجب حفظ أصول العقود وفق برنامج تدبير األرشيف‬
‫الذي يمكن من تدبير الوثائق من يوم إحداثها إلى تاريخ تصنيفها النهائي‪ ،‬من مظاهر حفظ المصلحة‬
‫العامة التي جاء بها المشرع من خالل تنظيم مهنة التوثيق‪.‬‬
‫و ضمانا للمصلحة الخاصة كذلك فقد اوجب على الموثق صاحب المكتب أو من ينوب عنه أو‬
‫الموثق المسير للمكتب في حالة الشركة تسليم نظائر و نسخ أصول العقود و نظائر أصول الوثائق‬
‫الملحقة بها‪.‬‬
‫فنظير العقد يقصد به صورة من أصله يذيلها الموثق بتوقيعه و خاتمه‪ ،‬و يشار فيها إلى مطابقتها‬
‫ألصلها من طرف رئيس المحكمة االبتدائية التي يمارس الموثق مهنته بدائرة نفوذها ‪.‬بعكس نسخ‬
‫أصول العقود التي تحرر وفق مقتضيات تحرير العقد نفسه مع احترام ترتيب الفقرات و ترقيم‬
‫الصفحات و اإلشارة إلى عددها في أخر صفحة ثم بعد ذلك يوقع الموثق و يضع خاتمه على كل‬
‫صفحة من صفحات النسخة و بعدها يشهد بمطابقتها ألصلها و يؤرخها و بالتالي تصبح جاهزة‬
‫للتسليم لمن له الحق فيها‪ .‬م‬

‫و تجدر اإلشارة إلى أن توقيع الموثق على نسخة العقد المراد اإلدالء به خارج المغرب يجب أن‬
‫يخضع إلجراء التصديق من طرف الرئيس األول لمحكمة االستئناف المعنية ما لم تنص االتفاقيات‬
‫على مقتضيات مخالفة‬
‫أما نظائر أصول الوثائق الملحقة بالعقد فيقصد بها النسخ المصورة التي يشهد الموثق بمطابقتها‬
‫ألصولها‪.‬‬
‫المكتبة القانونية االلكترونية‬
‫‪www.bibliojuriste.club‬‬
‫إن المشرع قد حدد األشخاص الذين لهم الحق في االطالع على أصول العقود و ملحقاتها وان‬
‫يتسلموا نسخا و نظائر على سبيل الحصر و هم ‪:‬األطراف‪ ،‬ورثتهم في حالة الوفاة ووكالئهم‪.‬‬
‫ومما تجدر اإلشارة إليه أن كلمة وكيل جاءت مطلقة بمعنى أنها تهم النيابة بأنواعها الثالث النيابة‬
‫االتفاقية و القانونية و القضائية‪.‬‬

‫د ‪-‬واجب المحافظة على السر المهني( م)‪24‬‬


‫فالسر المهني هو عبارة عن كل واقعة أو معلومة أو أمر يعلم به الشخص سواء أفضي إليه به أو‬
‫علم به نتيجة تجربة أو مالحظة أو سماع أو رؤية ‪ ،‬بمناسبة ممارسته لمهنته أو بسببها‪ ،‬وكان‬
‫لصاحب السر أو الغير من الوسط المهني مصلحة مشروعة في كتمانه و يترتب على إفشائه أو‬
‫اإلفضاء به ضرر لصاحبه‬
‫و بغض النظر عن الطبيعة القانونية للسر المهني ‪ ،‬فان كتمانه يعتبر واجبا أخالقيا و قانونيا‬
‫يتوجب على الموثق أن يحترمه وان يحافظ على أسرار األطراف المتعاملة معه بمفهومها الواسع ‪،‬‬
‫ومن تم عليه أن يمتنع عن تسليم مستندات أو ملخصات منها أو النظائر و النسخ ألصول العقود أو‬
‫الوثائق الملحقة بها إال لمن له الحق فيها طبقا للقانون كما يمنع عليه التصريح بأية واقعة أو معلومة‬
‫بخصوص العمليات التي ينجزها في إطار مهمته‪.‬‬
‫إال أن هذا الواجب ليس على إطالقه ‪ ،‬بل يستثنى منه ما أباحه له القانون كالمعلومات التي‬
‫يقدمها لهيآت التفتيش أو بناء على قرار الوكيل العام للملك و غير ذلك من الوقائع التي يجيز له‬
‫القانون إعطاء التصريحات حول العمليات المنجزة من طرفه‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة انه إذا كان الحفاظ على السر المهني تبرره المصلحة الشخصية للعميل ‪ ،‬فال‬
‫غرو أن المشرع ابتغى إلزام الموثقين بهذا االلتزام من اجل تحقيق و حماية المصلحة العامة بحيث‬
‫تنتشر الثقة و تتوطد الروابط بين المتعاملين من جهة و بينهم و بين الموثقين من جهة أخرى‪.‬‬

‫ه ‪-‬واجب اإلدالء بشهادة طبية داخل االجل القانوني للموثق الذي تجاوز سن السبعين‪.‬‬
‫حفاظا على المصلحة التوثيقية لألطراف فان المشرع بمقتضى المادة ‪ 22‬من قانون مهنة التوثيق‬
‫قد ألزم كل موثق بلغ سبعين سنة من العمر أن يدلي خالل الثالثة أشهر األولى من كل سنة بشهادة‬
‫طبية من مصالح الصحة التابعة للقطاع العام تثبت قدرته على االستمرار في ممارسة المهنة بكيفية‬
‫عادية ‪.‬‬
‫ومن المالحظات التي تستوجب التوقف بخصوص هذا المقتضى نذكر‪:‬‬
‫المكتبة القانونية االلكترونية‬
‫‪www.bibliojuriste.club‬‬
‫ضرورة اإلدالء بشهادة طبية صادرة عن مصالح الصحة التابعة للقطاع العام ‪،‬تحيلنا على‬ ‫•‬

‫السؤال التالي ‪ :‬ما هو السبب وراء استبعاد المشرع الشواهد الطبية الصادرة عن أطباء القطاع‬
‫الخاص ؟ علما أن القطاع الخاص بحكم التنافسية حول جودة الخدمات الطبية يتوفر على احدث‬
‫التجهيزات التي ربما ال يتوفر عليها القطاع العام‪ ،‬كما أن األطباء ذوو الكفاءة العالية جلهم‬
‫يفضلون العمل بالقطاع الخاص نظرا لضعف التحفيزات المقدمة لهم في القطاع العام فضال عن‬
‫إطار و بيئة االشتغال ‪.‬هذا إن كان األمر يتعلق بالكفاءة و الجودة أما إن كان يتعلق بالنزاهة فان‬
‫الواقع يوضح العكس بتاتا‪.‬‬
‫حصر مدة اإلدالء بالشهادة الطبية في مدة الثالثة أشهر األولى من كل سنة بعد السبعين سنة‬ ‫•‬

‫تحت طائلة اإلعفاء من مزاولة المهنة ‪ .‬هذا الجزاء ال يتناسب في نظرنا مع طبيعة المخالفة‬
‫فالمادة ‪ 75‬تقرر العزل في المرتبة الرابعة وهو أقصى عقوبة ينص عليها القانون‪ ،‬مما يجعلها‬
‫ال تتناسب مع الفعل المرتكب من طرف الموثق المتمثل في عدم تقديم الشهادة الطبية داخل‬
‫األجل ‪.‬علما أن هذا األمر ال يشكل خطا جسيما وهو عمل ال يشكل خرقا لقواعد المهنة وال يضر‬
‫بالمصلحة العامة المرجوة من العملية الثوثيقية ‪ ،‬بل على العكس ربما الجزاء المطبق على هذا‬
‫الفعل البسيط قد ال تقتصر أثاره على الموثق المعفى فحسب و إنما تمتد إلى زبنائه كذلك ‪،‬إذ قد‬
‫يتضرروا بسبب قصور مقتضيات المادة ‪ 23‬المحددة فقط لإلجراءات الالحقة لهذا اإلعفاء و‬
‫التي و إن كانت أوجبت على الموثق المعفى تسليم خلفه كل أصول العقود و ملحقاتها و السجالت‬
‫و الوثائق و القيم المودعة ‪ ،‬إال أنها لم تحدد أجال زمنيا دقيقا إلتمام ذلك مما تغيب معه الحماية‬
‫القانونية لألطراف و بالتالي حماية مصالحهم التعاقدية‪.‬‬

‫و ‪-‬التحقق من هوية األطراف و إسداء النصح لهم‪.‬‬


‫في إطار المسؤولية الملقاة على عاتق الموثق و التي ترتبط بالتعرف على هوية األشخاص‬
‫المتعاقدين أو الشهود فقد أجاز له المشرع حماية لمصلحته الشخصية من الوقوع في األخطاء التي قد‬
‫تؤثر على قوة العقود التي يحررها التحقق من هوية األطراف و صفتهم و أهليتهم للتصرف و مطابقة‬
‫الوثائق المدلى بها إليه للقانون ‪.‬و ذلك بالكيفية التي تمكنه من هذه الغاية ‪ ،‬حيث تركت المادة ‪ 37‬التي‬
‫نصت على جواز هذا اإلجراء ‪ ،‬الكيفية و المنهجية لسلطة الموثق‪.‬‬
‫و يضاف إلى هذه المهام و المسؤوليات الملقاة على عاتق الموثق‪ ،‬و اجب إسداء النصح‬
‫لألطراف كما يجب عليه أن يبين لهم ما يعلمه بخصوص موضوع عقودهم و أن يوضح لهم اإلبعاد و‬
‫اآلثار التي قد تترتب عن العقود التي يتلقاها‪.‬‬
‫المكتبة القانونية االلكترونية‬
‫‪www.bibliojuriste.club‬‬
‫فإذا كان واجب النصح واضحا كأن يبين لألطراف مميزات العملية التي قد يقدمون عليها و‬
‫إعالمهم بطبيعة و مميزات محل التعاقد و عدم التستر على العيوب التي تظهر له كالقيود الواردة على‬
‫الحق المراد التعاقد بشأنه‪ ،‬فان توضيح األبعاد و اآلثار التي قد تترتب عن العقود التي يتلقاها تبدو‬
‫غامضة خصوصا وأنها تنصرف إلى المستقبل الذي تحكمه ظرفيات ال يمكن التنبؤ بها على وجه اليقين‬
‫خصوصا اآلثار االقتصادية لموضوع التعاقد التي تحكمها عوامل متقلبة باستمرار‪.‬‬
‫كما أوجبت المادة ‪ 37‬على الموثق كذلك توضيح ما يعلمه بخصوص موضوع عقود األطراف و‬
‫نركز بخصوص هذا الواجب على كلمة "ما يعلمه "بمعنى أن الذي ال يعلمه فهو غير مطالب بتوضيحه‬
‫الشيء الذي يتعارض مع المادة ‪ 27‬التي تحمل المسؤولية للموثق على التصريحات و البيانات التي يعلم‬
‫مخالفتها للحقيقة أو كان بإمكانه معرفتها أو العلم بها‪.‬‬
‫فافتراض العلم هنا يلقي على عاتق الموثق عبء إثبات عدم علمه و معرفته بمخالفات البيانات و‬
‫التصريحات للوقائع و هو حكم ظني بسوء نية الموثق‪.‬‬

‫ز ‪-‬واجب تسليم السلطة مع الموثق الخلف‪.‬‬


‫تم تنظيم هذا الواجب من خالل المواد ‪ 23-57‬و ‪87‬من قانون المهنة ‪ ،‬وقد ميز المشرع بين‬
‫ثالث حاالت يجب فيها على الموثق تسليم السلط مع خلفه وهي‪:‬‬
‫الحالة األولى ‪ :‬حالة إعفاء الموثق من مزاولة مهامه إما بناء على طلبه أو بناء على حالته الصحية التي‬
‫تحول دون ممارسته للمهام هواما تبعا إلخالله بواجب اإلدالء بشهادة طبية خارج األجل المحدد بالنسبة‬
‫لكل موثق جاوز سن السبعين من عمره‪.‬‬
‫ففي هذه الحاالت اوجب المشرع على الموثق المعفى تسليم خلفه كل أصول العقود و ملحقاتها و‬
‫السجالت و الوثائق المحفوظة لديه و القيم المودعة ‪.‬وقد بينت المادة ‪ 23‬كيفية إجراء هذا التسليم (‬
‫محضر موقع من الطرفين بحضور الوكيل العام للملك لذا محكمة االستئناف أو من ينوب عنه و ممثل‬
‫عن الوزير المكلف بالمالية و رئيس المجلس الجهوي للموثقين آو من ينوب عنهم‪).‬‬
‫تنص الفقرة األخيرة من المادة المذكورة على انه إذا تعذر حضور الموثق المعفى أو امتنع عن‬
‫الحضور ناب عنه رئيس المجلس الجهوي ‪ ،‬فالنيابة هنا مقررة بالقانون لفائدة رئيس المجلس الجهوي‬
‫شخصيا دون إمكانية تمثيله بأحد الموثقين و ال حتى نواب رئيس المجلس الجهوي ‪.‬نفس الشيء بالنسبة‬
‫للموثق المعفى كان من األجدى أن تتاح له فرصة تعيين من ينوب عنه في ذلك حفاظا على مصالحه‬
‫الخاصة المادية و المعنوية إن وجدت‪ ،‬خصوصا إذا كان الخلف سيزاول مهامه بنفس مكتب الموثق‬
‫المعفى‪.‬‬
‫المكتبة القانونية االلكترونية‬
‫‪www.bibliojuriste.club‬‬
‫و نالحظ على المشرع أيضا عدم تحديد مدة معينة الستيفاء هذه اإلجراءات‪.‬‬
‫من خالل مقتضيات هذه المادة يتبين توجه المشرع إلى تغليب المصلحة العامة التي تقتضي‬
‫استمرار المزاولة بالمكتب ضمانا لحقوق الناس التي تجري تصرفاتهم بشكل دائم ال تخضع لعوارض‬
‫الموثق الطبيعية و اإلنسانية‪ ،‬و هو نظر مصلحي يقوم على أساس الفهم المقاصدي لنصوص الشريعة‪.‬‬
‫و هذا األمر تؤكده المادة ‪ 29‬من قانون تنظيم المهنة التي تنص على انه إذا امتنع الموثق عن‬
‫القيام بواجبه بدون سبب مشروع تحمل مسؤولية الضرر المترتب عن هذا االمتناع ‪.‬أي بما فيه الضرر‬
‫الذي يصيبه جراء التفريط في واجباته مدام المفرط أولى بالخسارة‪.‬‬
‫كما أن مضمون المادة ‪ 23‬لم تتطرق للحالة التي يكون فيها الموثق المعفى من مزاولة مهامه‬
‫شريكا لموثق آخر‪ ،‬الشيء الذي يثير السؤال حول مدى أحقية الموثق الشريك في الخالفة‪.‬‬

‫الحالة الثانية ‪ :‬تتعلق بتعويض موثق بموثق آخر و حالة حذف مكتب الموثق‪.‬‬
‫ففي الحالة األولى تتم عملية تسليم السلط بين الموثق الذي تم تعويضه و الموثق الذي يحل محله‬
‫بنفس الكيفية المنصوص عليها في الحالة األولى ‪ .‬إال انه في هذه الحالة حدد المشرع اجل شهر واحد‬
‫ابتداء من تاريخ التعيين أو من أداء اليمين حسب الحاالت‪ ،‬و أوضح انه إذا كان الموثق المراد تعويضه‬
‫ال يمارس مهامه تولى هذا اإلجراء النائب أو الموثق المسير للمكتب في حالة الشركة و هذا األمر قد‬
‫يتحقق كذلك في حالة الموثق المعفى‪.‬‬
‫أما في الحالة الثانية المتعلقة بحذف مكتب الموثق فنصت الفقرة الثانية من المادة ‪ 57‬على‬
‫إمكانية تسليم الوثائق لموثق أو مجموعة من الموثقين دون تحديد إي معيار يمكن االستناد إليه في هذا‬
‫التوزيع مما يعطي للجهات الوصية سلطة تقديرية واسعة في هذا الشأن‪.‬‬
‫و تسليم السلط بين الطرفين قد يكون رسميا و قد يكون مؤقتا و في هذه الحالة األخيرة أجاز‬
‫المشرع إمكانية حفظ أصول العقود زو الوثائق و المستندات بالمكتب المحذوف مع إسناد االختصاص‬
‫في تدبيرها للموثق المعين‪.‬‬
‫و سعيا من المشرع إلى تحقيق التوازن بين المصلحة العامة و المصلحة الخاصة للموثق فقد قرر‬
‫من خالل الفقرة الرابعة من المادة ‪ 57‬حفظ حقوق الموثق المعوض أو ورثته عند وفاته في حالة‬
‫تعويضه بموثق آخر يشغل مكتبه‪ ،‬و التي عبر عنها المشرع ب" مقابال لتعويض قيمة العناصر المادية‬
‫و المعنوية المرتبطة بتسيير المكتب " التي اكتسبها الموثق من خالل العالقات االجتماعية و الثقة التي‬
‫جعلت من مكتبه وجهة للمتعاقدين‪.‬‬
‫الحالة الثالثة ‪ :‬تتعلق بالموثق المعزول أو الموقوف عن مزاولة المهام‪:‬‬
‫المكتبة القانونية االلكترونية‬
‫‪www.bibliojuriste.club‬‬
‫ففي هذه الحالة نصت المادة ‪ 87‬على وجوب تسليم هذا األخير للموثق المعين في محله‬
‫األصول و السجالت وجميع المحفوظات داخل اجل ‪ 15‬يوم من تاريخ تبليغه مقرر العزل و ذلك وفق‬
‫نفس المسطرة المشار إليها في الحالة األولى مضمون المادة‪23 .‬‬
‫غير انه في حالة انتهاء مدة اإليقاف أو إلغاء قرار العزل فان الوثائق المشار إليها أعاله ترجع‬
‫إلى المعني باألمر‪.‬‬
‫أما إذا تم عزله فان هذه الوثائق تسلم إلى خلفه بنفس المسطرة المذكورة بالمادة ‪ 23‬من قانون‬
‫المهنة‪.‬‬
‫يمكن أن نستخلص من هذه المادة أن عملية تسليم السلط في هذه الحالة تكون على مرحلتين‪:‬‬
‫مرحلة أولى يكون فيها التسليم مؤقتا للموثق المعين في محل الموثق المعزول أو الموقوف إلى حين‬
‫البث النهائي في القضية من طرف الجهات المختصة‪.‬‬
‫و مرحلة ثانية يكون فيها التسليم نهائيا إما بإرجاع الوثائق إلى المعني باألمر أو تسليمها إلى خلف‬
‫الموثق كما سبقت اإلشارة إلى ذلك‪.‬‬
‫و السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الحالة هو ‪:‬من يتحمل مسؤولية األخطار و المخاطر و‬
‫تبعات تدبير المكتب خالل الفترة البينية من تاريخ التوقيف أو العزل إلى تاريخ انتهاء التوقيف أو الغاء‬
‫قرار العزل؟‬
‫فاذا كانت المادة ‪ 88‬قد عالجت تبعات تسيير المكتب من طرف الموثق المكلف المتمثلة في تدبير‬
‫األجراء و تأدية أجورهم ومستحقاتهم عند االقتضاء و غيرها مع اإلشارة إلى إحالل المجلس الجهوي‬
‫للموثقين محل المكتب لتغطية الخصاص و اتخاذ التدابير الكفيلة لتجاوز ذلك‪ ،‬فإنها لم تتطرق لمسالة‬
‫الخطأ المهني للموثق المكلف أو األجراء ‪ ،‬و كذلك للمخاطر التي يمكن أن تحصل داخل المكتب في هذه‬
‫الفترة ( الطرد التعسفي مثال‪).‬‬
‫و ما يثير انتباهنا كذلك هو إمكانية تقديم طلب من رئيس المجلس الجهوي للموثقين إلى السيد‬
‫رئيس المحكمة االبتدائية الواقع بدائرة نفوذها المكتب‪ ،‬يلتمس فيه األمر بإغالق هذا األخير ‪.‬و هذا األمر‬
‫خطير بالنظر لآلثار التي ستلحق بالموثق الموقوف عند رجوعه لمزاولة عمله‪.‬‬
‫و الصواب في نظرنا أن المشرع كان عليه اعتماد المقاربة التشاركية و إسناد هذا األمر للجنة‬
‫التسليم المؤقت المتكونة من الوكيل العام للملك لدى محكمة االستيناف بحكم سلطة الرقابة على الموثقين‬
‫و ممثل الوزير المكلف بالمالية بحكم خبرته في تحليل المعطيات المالية المتعلقة بتدبير المكتب إضافة‬
‫إلى رئيس المجلس الجهوي للموثقين ‪.‬وذلك حفاظا على مصالح الموثق الذي ال زال القضاء لم يحسم‬
‫المكتبة القانونية االلكترونية‬
‫‪www.bibliojuriste.club‬‬
‫أمره بحكم نهائي ‪.‬و تفاديا للمفسدة التي قد تجلبها عملية اتخاذ القرار األحادي الذي من الممكن أن يستند‬
‫على أسباب و بواعث شخصية كاالنتقام مثال‪.‬‬

‫الموانع التي يجب على الموثق تفاديها‪.‬‬ ‫•‬

‫كما اوجب المشرع على الموثق مجموعة من اإلجراءات التي يجب عليه القيام بها وعدم اإلخالل‬
‫بها‪ ،‬تفاديا لعدم مساءلته مهنيا و قضائيا عند االقتضاء ‪.‬فقد اوجب عليه االمتناع عن القيام بمجموعة من‬
‫األعمال المتنافية مع أخالقيات مهنة التوثيق التي تهدف إلى تحقيق التوازن بين المصلحة العامة و‬
‫المصلحة الخاصة رعاية لمصالح الناس الذين تدفعهم حاجتهم إلى توثيق عقودهم إلى اللجوء إلى‬
‫الموثقين‪.‬‬
‫و بالرجوع لمقتضيات القانون المنظم لمهنة التوثيق‪ ،‬نجده قد عالج الموانع التي يجب على الموثق‬
‫تفاديها من خالل المواد ‪ 25-30-31-32-33-34-52-90-91‬منه‪.‬‬
‫يمنع على الموثق تسليم المستندات او ملخص منها لغير من له الحق فيها طبقا للقانون‬ ‫•‬

‫(م‪25).‬‬
‫فالدين لهم الحق في تسلم هذه المستندات حسب المادة ‪ 55‬هم‪:‬‬
‫األطراف المتعاقدة‬ ‫•‬

‫ورثة الطرف المتعاقد المتوفى‬ ‫•‬

‫الوكيل‬ ‫•‬

‫االمتناع عن تلقي العقد في حالتين( م ‪30) :‬‬ ‫•‬

‫وجود مصلحة مباشرة أو غير مباشرة في العقد للموثق نفسه أو لزوجه أو‬ ‫•‬

‫أصوله أو فروعه‪.‬‬
‫وجود قرابة او مصاهرة بين الموثق أو بين زوجه أو أصوله أو فروعه مع احد‬ ‫•‬

‫اإلطراف إلى الدرجة الرابعة بإدخال الغاية‪.‬‬


‫تجدر اإلشارة إلى أن الفقرة األولى ينقصها تحديد درجة األصول و الفروع على غرار الفقرة‬
‫الثانية‪.‬‬

‫ج ‪-‬االمتناع عن تلقي العقود التي يكون فيها احد الموثقين المزاولين في نفس المكتب بصفته شريكا‬
‫أو زوجه أو احد أقاربهم أو أصهارهم طرفا فيها أو معنيا بها( م‪31) .‬‬
‫المكتبة القانونية االلكترونية‬
‫‪www.bibliojuriste.club‬‬
‫نالحظ أن المشرع على مستوى هذه المادة قد توسع في مجال العقود التي يمنع على الموثق‬
‫تلقيها في حالة وجود احد أقارب الموثق الشريك طرفا فيها أو معنيا بها ‪.‬فكلمة األقارب تتسع لتشمل‬
‫األبوة و األمومة و البنوة و األخوة و العمومة و تشمل كذلك األخوال و األصهار‪.‬‬

‫د ‪-‬عدم قبول شهادة زوجة الموثق أو أقاربه أو زوج و أقارب شريكه أو زوج و أقارب أطراف‬
‫العقود من الدرجة الرابعة وكذا المتمرنون بمكتبه و أجرائه( م‪32).‬‬

‫ه ‪-‬يمنع على كل موثق ‪:‬‬


‫أن بتسلم أمواال أو يحتفظ بها مقابل فوائد‪.‬‬ ‫•‬

‫أن يستعمل و لو مؤقتا مبالغ أو قيما توجد في عهدته بأي صفة كانت فيما لم‬ ‫•‬

‫تخصص له‪.‬‬
‫أن يحتفظ بالمبالغ التي في عهدته لحساب الغير بأية صفة كانت و يجب عليه‬ ‫•‬

‫وضعها فور تسلمها بصندوق اإليداع و التدبير (‪ .‬م)‪33‬‬


‫بخصوص المقتضى األخير من هذه المادة ‪ ،‬يطرح التساؤل حول الفورية بوضع المبالغ التي في‬
‫عهدته بصندوق اإليداع و التدبير ‪ ،‬فتوظيف المشرع للفظة " فور تسلمها " يعتبر تعبيرا مبهما و‬
‫مستحيال عمليا و غير مفهوم قانونيا ‪.‬مما قد يجعل الموثق عرضة لعقوبات تأديبية في كل وقت و‬
‫حين بحسب التفسير الزمني للفورية‪.‬‬
‫كما أن تحديد صندوق اإليداع و التدبير كجهة وحيدة يجب وضع المبالغ التي في عهدة الموثقين‬
‫بها فيه إضرار بمبدأ المنافسة الحرة بين البنوك و غبن هيئة الموثقين بحكم الفوائد الهزيلة التي‬
‫يمنحها الصندوق‪.‬‬

‫و ‪-‬االمتناع عن الموانع المنصوص عليها في المادة‪34.‬‬


‫و عدده تسعة ‪ ،‬منها ما يتعلق بتحرير العقود و االحتفاظ بالعقود في مقر عمله حصرا‪ ،‬و منها‬
‫ما يهم النظام العام ‪ ،‬و منها ما تمنع اللجوء إلى السماسرة و اقتسام األتعاب و المستحقات و غيرها‪.‬‬

‫ز – منع الموثق من تسليم أصل العقد المحفوظ لديه إال بمقتضى مقرر قضائي‪.‬‬
‫بمقتضى هذا النص ال يجوز مطلقا تسليم أصل العقد المحفوظ لدى الموثق تحت أية ذريعة كانت‬
‫باستثناء المقرر القضائي الذي يقضي بذلك‪.‬‬
‫المكتبة القانونية االلكترونية‬
‫‪www.bibliojuriste.club‬‬
‫في حالة صدور مقرر قضائي يقضي بتسليم أصل العقد المحفوظ لجهة معينة ‪ ،‬فان الموثق‬
‫يتعين عليه قبل تسليمه‪ ،‬إعداد نظير ألصل العقد يحتفظ به بمكتبه و يحل محل األصل إلى حين‬
‫إرجاعه و نفس األحكام تسري على أصول الملحقات‪.‬‬
‫إن االستثناء الوارد على هذا المنع القانوني في الحقيقة ال زال في حاجة إلى المزيد من التوضيح‬
‫‪.‬خصوصا حول كيفية التسليم ( يدا بيد – بمحضر بين الطرفين المسلم و المتسلم – تحت إشراف‬
‫جهة معينة )‪...‬و ذلك لتقرير مسؤولية المحافظة عليه و إرجاعه سالما للموثق المعني ‪.‬‬

‫ح – منع الموثق من القيام بعملية اإلشهار سواء بنفسه أو بواسطة الغير إال في الحدود التي‬
‫قررها القانون و هي‪:‬‬
‫الحق في التوفر على موقع في وسائل االتصال االلكترونية شريطة الحصول على إذن‬ ‫•‬

‫مسبق من رئيس المجلس الجهوي للموثقين و التقيد بالمضمون التالي‪:‬‬


‫‪.‬اإلشارة إلى نبذة عن حياة الموثق و مساره الدراسي و المهني‬
‫‪.‬اإلشارة إلى ميادين اهتماماته القانونية و أبحاثه‬
‫الحق في اللوحة البيانية الموضوعة خارج البناية التي بها مكتبه أو بداخلها ‪ ،‬على أن‬ ‫•‬

‫تتضمن فقط‪:‬‬
‫‪.‬االسم الكامل‬
‫‪.‬الصفة كموثق‬
‫‪.‬اللقب ( دكتور مثال)‬
‫ثانيا ‪ :‬الواجبات المقررة بقوانين اخرى‬

‫إلزام الموثق بإشعار المصلحة المكلفة بسجل األمالك العقارية بكل العمليات التوثيقية‬ ‫•‬

‫المتعلقة بالعقار غير المحفظ ‪:‬‬


‫بمقتضى الفقرة الثانية من المادة ‪ 4‬من القانون المتعلق بوضع وحفظ السجل الوطني لألمالك العقارية‪،‬‬
‫يتعين على الموثقين والعدول وكتاب الضبط بجميع المحاكم أن يوجهوا إلى المصلحة المكلفة بسجل‬
‫األمالك العقارية نسخة موجزة من جميع الرسوم واألحكام المتعلقة بوضعية العقارات غير المحفظة‪.‬‬
‫و هكذا فان الموثقين ملزمون بتوجيه الوثائق التالي‪:‬‬
‫جميع الرسوم المبرمة بين األحياء و جميع األحكام النهائية الرامية إلى تأسيس حق عيني أو نقله‬ ‫•‬

‫أو التصريح به أو تعديله أو إبطاله‪.‬‬


‫المكتبة القانونية االلكترونية‬
‫‪www.bibliojuriste.club‬‬
‫جميع عقود اإليجار العقارات التي تتجاوز مدتها ثالث سنوات‪،‬‬ ‫•‬

‫جميع رسوم األيلولة االرثية أو الوصايا‪.‬‬ ‫•‬

‫إلى مكتب مسح األراضي قصد تضمينها في الوثائق الخاصة بسجل األمالك العقارية‪.‬‬

‫واجبات بمقتضى قانون المالية‪:‬‬ ‫•‬

‫واجب تضمين العقود البيانات والتصاريح التقديرية الالزمة لتصفية واجبات التسجيل‪.‬‬ ‫•‬

‫بالنسبة للموثقين العبريين فهم ملزمون بترجمة عقودهم شفهيا لمفتش الضرائب‪.‬‬ ‫•‬

‫واجب تقديم سجالت التحصين إلى المفتش قصد التأشير عليها واستيفاء إجراءات التسجيل‬ ‫•‬

‫وأداء الواجبات في األجل المحدد تحت طائلة إلزامه شخصيا بأداء الواجبات والذعائر و‬
‫الزيادات‪.‬‬
‫واجب إيداع نسخة من العقد العرفي الذي قام بتحريره لدى مكتب التسجيل المختص تحت‬ ‫•‬

‫طائلة تطبيق قواعد التضامن‪.‬‬


‫واجب تسلم العقود العرفية الغير مسجلة أو المستخلصة منها من اجل إيداعها بالمحفوظات‬ ‫•‬

‫وإلحاقها بالعقد الذي يحيل عليها وتقديمها إلجراءات التسجيل ‪.‬‬


‫لإلشارة فان كل موثق اخل بهذه الواجبات يكون ملزما شخصيا عن كل مخالفة ‪ ،‬و ذلك بأداء الواجبات‬
‫المترتبة على العقود و كذا الذعيرة و الزيادات المنصوص عليها قانونا‪.‬‬

‫واجبات تتعلق بتسليم النسخ التنفيذية و الصور و النسخ الرسمية‪:‬‬ ‫•‬

‫ال يجوز للموثق تسليم أية نسخة إن لم تكن تتضمن مراجع وصل األداءات مبينة فيها‬ ‫•‬

‫الواجبات بكيفية حرفية وتامة تحت طائلة غرامة قدرها ‪ 100‬درهم‪.‬‬


‫ال يمكن أن يسلم الموثق أية نسخة تنفيذية أو صورة أو نسخة رسمية قبل تسجيل العقد تحت‬ ‫•‬

‫طائلة غرامة قدرها ‪ 250‬درهم ‪.‬‬

‫واجبات تجاه أصحاب الحقوق‪:‬‬ ‫•‬

‫واجب عدم تسليم األموال التي يحوزها للورثة أو الدائنين أو األشخاص اآلخرين الذين لهم‬ ‫•‬

‫الحق في الحصول على المبالغ المحروسة أو المودعة إال بعد إثبات أداء الضرائب والرسوم‬
‫الواجبة على األشخاص الذين يمتلكون تلك األموال ‪.‬‬
‫المكتبة القانونية االلكترونية‬
‫‪www.bibliojuriste.club‬‬
‫واجب الحصول على إذن بتوثيق عقود تتعلق بنزالء المؤسسة السجنية‪:‬‬ ‫•‬

‫وجوب الحصول على إذن من النيابة العامة التي تقع في دائرتها المؤسسة السجنية في حالة‬ ‫•‬

‫إبرام عقد يكون طرفاه احد النزالء بها‬


‫إذا تعلق األمر بمعتقل احتياطي ‪ ،‬فان االختصاص في تسليم اإلذن يكون للسلطة القضائية‬ ‫•‬

‫المكلفة بالقضية ‪.‬‬

‫واجب طلب تقديم شهادة اإلبراء من الضرائب و الرسوم‪:‬‬ ‫•‬

‫وجوب طلب تقديم شهادة من المصالح المكلفة بالتحصيل تثبت أداء المبالغ الرسوم المتعلقة‬ ‫•‬

‫بسنة تفويت أو انتقال الملكية والسنوات السالفة في حالة تفويت العقار ‪.‬‬

‫واجبات تجاه أرشيف المغرب‬ ‫•‬

‫المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 99-69‬المتعلق باألرشيف توجب على الموثقين إرجاع األرشيف‬
‫العامة إلى الهيئة التي أنتجتها أو إلى أرشيف المغرب حسب منطوق الفقرة الرابع منها التي تنص‬
‫على انه" ‪ :‬يتعين على كل شخص خاص طبيعيا كان أو معنويا في حوزته أرشيف عامة بأية صفة‬
‫من الصفات أن يردها إلى الهيئة التي أنتجتها أو إلى أرشيف المغرب"‬
‫و تتمثل األرشيف العامة في جميع الوثائق التي تكونها في إطار مزاولة نشاطها ‪:‬‬
‫الدولة و الجماعات المحلية و المؤسسات و المنشآت العامة‪،‬‬ ‫•‬

‫الهيئات الخاصة المكلفة بإدارة مرفق من المرافق العامة في ما يتعلق باألرشيف الناتجة‬ ‫•‬

‫عن نشاط هذا المرفق‪.‬‬


‫و تشمل األرشيف العامة كذلك األصول و الفهارس التي يكونها الموثقون والعدول وسجالت‬
‫الحالة وسجالت مصلحة التسجيل‪.‬‬
‫و لكن المادة ‪ 4‬من نفس القانون استثنت الموثق من هذا الواجب عندما نصت على واجب تسليم‬
‫الهيئات المذكورة أرشيفها عند انتهاء نشاطها إلى أرشيف المغرب ما لم تسند اختصاصاتها إلى هيئة‬
‫تخلفها‪.‬‬
‫المكتبة القانونية االلكترونية‬
‫‪www.bibliojuriste.club‬‬
‫المادة ‪ 4 :‬يتعين على كل إدارة أو هيئة أو مؤسسة مشار إليها في المادة ‪ 3‬أعاله ‪ ،‬عند انتهاء‬
‫نشاطها أن تسلم أرشيفها إلى أرشيف المغرب ما لم تسند اختصاصاتها إلى هيئة تخلفها‪.‬‬

You might also like