Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 157

‫المملكة العربية السعودية‬

‫وزارة التعليم العالي‬


‫جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‬
‫المعهد العالي للقضاء‬
‫قسم الفقه المقارن‬

‫حقوق الطفل الواردة يف اتفاقية حقوق الطفل‬


‫(دراسة مقارنة بالفقه اإلسالمي)‬
‫بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير في الفقه المقارن‬

‫إعداد الطالب‬
‫عبد اهلل بن محمد بن عبداهلل الطواله‬

‫إشراف‬
‫د‪.‬عبد اهلل بن محمد بن ناصر الشهري‬
‫األستاذ املساعد بقسم الفقه املقارن باملعهد العايل للقضاء‬

‫العام اجلامعي‬
‫‪ 3414‬ـ ‪3415‬هـ‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫مقدمة‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬الذي أحسن كل شيء خلقه‪ ،‬وأعطى كل ذي حق حقه‪ ،‬وجعل‬

‫لإلنسان أطوارا ليعرف هبا ضعفه ﭽ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ‬


‫( )‬
‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﭼ‬

‫حنمده سبحانه‪ ،‬ونستعينه‪ ،‬ونستغفره‪ ،‬ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من‬
‫يهده اهلل فال مضل له ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شري له‪،‬‬
‫وأشهد أن حممدا عبده ورسوله‪ ،‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وعلى آله وصحبه أمجعني‪.‬‬

‫أما بعد‪-:‬‬
‫فإن معرفة العبد للحقوق اليت له والواجبات اليت عليه من املعارف اجلليلة اليت ينبغي‬
‫تعلمها‪ ،‬واالهتمام هبا‪ ،‬وذل كي يؤدي ما عليه وال يطلب ماليس له‪.‬‬

‫قال ابن تيمية ‪ -‬رمحه اهلل تعاىل ‪-: -‬‬


‫"ما من صباح يصبح إال وهلل على عبده حقوق؛ لنفسه وخللقه‪ ،‬عليه أن يفعلها‪ ،‬وحدود‬
‫عليه أن حيفظها‪ ،‬وحمارم عليه أن جيتنبها‪،‬‬

‫كما قال ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم –((إن اهلل فرض فرائض فال تضيعوها وحد حدودا فال‬
‫تعتدوها وحرم حمارم فال تنتهكوها))( )"( )‪.‬‬

‫( ) سورة(الروم) آية (‪.)45‬‬


‫( ) أخرجه الطرباين يف املعجم الكبري برقم‪ ،) / (485:‬و الدارقطين يف السنن‪ ،‬كتاب الرضاع برقم‪5 54:‬‬
‫(‪ ،) 4/4‬والبيهقي يف السنن الكربى‪ ،‬مجاع أبواب ما ال حيل أكله وما جيوز للمضطر من امليتة وغري ذل ‪ ،‬باب‬
‫مامل يذكر رحرهمه وال كان يف مع ى ما ذكر رحرهمه اما يؤكل أو يشرب(‪) / 1‬برقم‪ ، 57 4:‬قال عنه ابن حجر يف‬
‫املطالب العالية رجاله ثقات إال أنه منقطع ( ‪ ،)5 4/‬وقال عنه النووي يف األربعني النووية‪:‬حديث حسن(‪.)54‬‬
‫( ) جامع املسائل‪ ،‬ابن تيمية(‪.)4 /5‬‬
‫‪1‬‬
‫وقد اعتنت الشريعة اإلسالمية ببيان هذه احلقوق وتوضيحها سواء أكان هذا احلق هلل ‪-‬‬
‫سبحانه وتعاىل‪ ، -‬أم للرسول ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪-‬وغريه من الرسل ‪ -‬عليهم صلوات اهلل‬
‫وسالمه ‪ ،-‬أم كان ذل لإلنسان لوصف فيه استحق به هذا احلق كاألبوة مثال‪ ،‬أم لغري ذل ‪.‬‬

‫ومن هؤالء الذين اعتنت الشريعة اإلسالمية ببيان حقوقهم‪:‬األطفال‪ ،‬ملا يتصفون به من‬
‫الضعف يف األبدان والعقول‪.‬‬

‫هذا وقد اعتنت املنظمات الدولية ببيان حقوق األطفال‪ ،‬وأصدرت ألجل ذل األنظمة‬
‫اليت توضح هذه احلقوق ‪ ،‬وملا كان القائمني على وضع هذه األنظمة من غري املسلمني يف‬
‫م‬
‫الغالب‪ ،‬كان لزاما على البلدان اإلسالمية أن ال تقبل هبذه األنظمة حىت تعرضها على الشريعة‬
‫اإلسالمية فما مل خيالفها قبلته‪ ،‬وما خالفها ردته‪.‬‬

‫ومن هذه األنظمة اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن اجلمعية العامة لألمم املتحدة‬
‫عام‪ 5 1‬هـ املوافق لعام‪ 585‬م‪.‬‬

‫هذا ومن فضل اهلل علي أن يسر يل االلتحاق باملعهد العايل للقضاء ‪ -‬قسم الفقه املقارن‬
‫‪ -‬ومن متطلبات احلصول على درجة املاجستري فيه‪ ،‬تقدمي حبث تكميلي‪ ،‬وقد وقع اختياري‬
‫بعد حبث ومتحيص على هذا البحث الذي هو بعنوان (حقوق الطفل الواردة في اتفاقية‬
‫حقوق الطفل دراسة مقارنة بالفقه اإلسالمي)‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اختياره‪:‬‬ ‫أهمية الموضوع وسبب‬
‫ـ بيان عظمة اإلسالم يف كونه سابقا يف بيان حقوق الطفل‪ ،‬وأنه صاحل لكل زمان‬
‫ومكان‪.‬‬

‫ـ تنبع أمهية هذا البحث من أمهية اتفاقية حقوق الطفل حمل البحث‪ ،‬حيث أقرهتا‬
‫‪ 5‬هـ املوافق‬ ‫اجلمعية العامة لألمم املتحدة باإلمجاع وصادقت عليها ‪ 5‬دولة حىت عام‬
‫‪ 1‬م‪.‬‬ ‫لعام‬

‫ـ أمهية معرفة اجملتمع حلقوق الطفل‪ ،‬كون هذه املرحلة همر هبا كل إنسان‪ ،‬كما أهنا املرحلة‬
‫اليت تتشكل فيها شخصية الفرد‪.‬‬

‫‪5‬ـ أن معرفة حقوق الطفل حيتاجها اجملتمع‪ ،‬لضعف الطفل عن معرفة حقوقه ومن مث‬
‫املطالبة هبا‪ ،‬فمعرفتها من قبل اجملتمع تساعد يف احلفاظ على هذه احلقوق‪.‬‬

‫‪4‬ـ أمهية هذا البحث ملن يتولون صياغة األنظمة يف البلدان اإلسالمية‪ ،‬ملعرفة احلقوق اليت‬
‫كفلها اإلسالم لألطفال‪ ،‬فرتاعى يف وضع املواد اخلاصة هبم‪.‬‬

‫‪4‬ـ تعد معرفة حقوق الطفل اليت أقرهتا الشريعة اإلسالمية يف اتفاقية حقوق الطفل‪،‬‬
‫واملواد املخالفة للشريعة اإلسالمية أمرا مهما ملمثلي البلدان اإلسالمية يف األمم املتحدة وغريها‬
‫من املنظمات الدولية‪ ،‬إلبداء التحفظ إذا ما أثريت املواد املخالفة‪ ،‬والعمل على إقصائها‪.‬‬

‫‪7‬ـ خطر بعض االتفاقيات الدولية اليت تتضمن خمالفة للشريعة اإلسالمية يف بعض‬
‫موادها‪ ،‬ومنها اتفاقية حقوق الطفل‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫بعد البحث واالطالع على فهارس مكتبة املل فهد الوطنية‪ ،‬ومركز املل فيصل للبحوث‬
‫والدراسات اإلسالمية‪ ،‬ومكتبة األمري سلطان للعلوم واملعرفة التابعة جلامعة اإلمام حممد بن‬
‫سعود اإلسالمية‪ ،‬مل أجد من أفرد اتفاقية حقوق الطفل بالتأليف كدراسة مقارنة بالفقه‬
‫اإلسالمي‪ ،‬لكن هناك دراسات ذكرهتا ضمن غريها من القوانني الدولية‪،‬وهناك باحثة اقتصرت‬
‫ببحث حق الطفل يف النفقة مقارنا بالفقه اإلسالمي فقط‪،‬‬

‫وبيان هذه البحوث كالتايل‪:‬‬

‫ـ حقوق الطفل بني الشريعة اإلسالمية والقانون الدويل‪:‬‬

‫دراسة مقارنة ‪ ،‬للدكتور عبد العزيز خميمر عبد اهلادي‪.‬‬

‫من مطبوعات جامعة الكويت‪ ،‬عام ‪ 557‬م‪.‬‬

‫وقد قسم املؤلف الكتاب إىل مخسة أبواب‪:‬‬

‫الباب األول‪:‬أصالة املعاجلة اإلسالمية حلقوق اإلنسان‪.‬‬

‫الباب الثاين‪:‬حقوق الطفل عند تكوين األسرة يف الشريعة والقانون الدويل‪.‬‬

‫الباب الثالث‪:‬حقوق الطفل قبل املولد(اجلنني)يف الشريعة والقانون الدويل‪.‬‬

‫الباب الرابع‪:‬حقوق الطفل بعد امليالد يف الشريعة والقانون الدويل‪ ،‬وقسمه إىل مبحثني‪:‬‬

‫املبحث األول‪:‬حقوق الطفل املعنوية يف الشريعة والقانون الدويل‪ ،‬وذكر فيها حق الطفل يف‬
‫االسم‪ ،‬والنسب‪ ،‬واحلضانة‪ ،‬واحلياة‪ ،‬واملساواة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬وحسن املعاملة‪ ،‬واللعب‪ ،‬والرتبية‬
‫اإلهمانية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫املبحث الثاين‪:‬حقوق الطفل املادية يف الشريعة والقانون الدويل‪ ،‬وذكر فيها حق الطفل يف‬
‫الرضاعة‪ ،‬والنفقة‪ ،‬واملرياث‪.‬‬

‫الباب اخلامس‪ :‬حقوق األطفال من ذوي الظروف اخلاصة يف الشريعة اإلسالمية والقانون الدويل‪.‬‬

‫مث عقد فصال ختاميا بعنوان‪:‬نظرة تقوهمية حلقوق الطفل بني الشريعة اإلسالمية والقانون‬
‫الدويل‪.‬‬

‫ـ محاية حقوق الطفل يف القانون الدويل العام واإلسالم‪:‬‬

‫للدكتور‪ :‬منتصر سعيد محودة‪.‬‬

‫طبعة دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬عام‪ 117‬م‪.‬‬

‫وقد قسم املؤلف الكتاب إىل بابني‪:‬‬

‫الباب األول‪:‬محاية حقوق الطفل يف القانون الدويل العام‪ .‬وفيه فصالن‪:‬‬

‫الفصل األول‪:‬حقوق الطفل يف القانون الدويل العام‪.‬‬

‫الفصل الثاين‪ :‬احلماية الدولية حلقوق الطفل‪ ،‬وذكر فيه محاية األطفال من االستغالل‬
‫اجلنسي واالستغالل يف جمال العمل واالختطاف وأثناء النزاعات املسلحة‪.‬‬

‫الباب الثاين‪:‬محاية حقوق الطفل يف اإلسالم ‪.‬وفيه فصالن‪:‬‬

‫الفصل األول‪:‬حقوق الطفل يف اإلسالم‪ ،‬وذكر فيه املساواة بني الطفل الذكر واألنثى‪،‬‬
‫وحق الطفل يف الرضاع واملرياث‪ ،‬ورحرمي قتله‪ ،‬وحق اليتيم يف حفظ ماله وحسن معاملته‪.‬‬

‫الفصل الثاين‪:‬ضمانات محاية حقوق الطفل يف اإلسالم‪.‬‬

‫وذكر فيه الضمانات القضائية وغري القضائية حلماية حقوق الطفل‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ـ حقوق الطفل بني الشريعة اإلسالمية والقانون الدويل‪:‬‬

‫للدكتور حسنني احملمدي بوادي‪.‬‬

‫نشر دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬عام‪ 117‬م‪.‬‬

‫وقد قسم املؤلف الكتاب إىل أربعة فصول‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬الطفولة والسمات العامة للحق يف محايتها‪.‬‬

‫الفصل الثاين‪:‬حقوق الطفل يف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وذكر فيه حق الطفل يف احلياة‬


‫‪،‬واالسم احلسن‪ ،‬والنسب‪ ،‬والرضاعة‪ ،‬واحلضانة‪ ،‬والنفقة‪ ،‬والرتبية‪ ،‬والتعليم‪ ،‬واملرياث‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪:‬حقوق الطفل يف القانون الدويل‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪:‬محاية الطفولة يف الظروف االستثنائية‪،‬وذكر فيه محاية األطفال يف النزاعات‬


‫املسلحة‪.‬‬

‫‪5‬ـ حق النفقة للطفل دراسة فقهية مقارنة تطبيقية‪:‬‬

‫للدكتورة‪:‬نورة بنت مسلم احملمادي‪.‬‬

‫وهو حبث حمكم منشور يف جملة العدل‪ ،‬العدد الرابع واخلمسون ربيع اآلخر عام‬
‫‪ 5‬هـ‪.‬‬

‫وقد قسمت الباحثة البحث إىل ثالثة مباحث‪:‬‬

‫املبحث األول‪:‬التعريف مبصطلحات البحث‪ ،‬وفيه ثالثة مطالب‪:‬‬

‫املطلب األول‪:‬احلق يف اللغة واالصطالح وبيان أقسامه‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪:‬مع ى الطفل لغة واصطالحا وحده‪.‬‬


‫‪6‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬مع ى النفقة لغة واصطالحا وبيان أقسامها‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪:‬يف نفقة الطفل وفيه سبعة مطالب‪:‬‬

‫املطلب األول‪:‬دليل استحقاق الطفل للنفقة‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪:‬ما تشمله نفقات الطفل‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪:‬مقدار النفقة‪.‬‬

‫املطلب الرابع‪:‬شروط نفقة الطفل‪.‬‬

‫املطلب اخلامس‪:‬نفقة الطفل اليتيم‪.‬‬

‫املطلب السادس ‪:‬نفقة الطفل اللقيط‪.‬‬

‫املطلب السابع‪:‬نفقة الطفل احملضون‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬مظاهر عناية الشريعة اإلسالمية بالطفل من خالل النفقة‪.‬‬

‫ومن خالل هذا العرض يتبني لنا أن الباحثني الثالثة األوائل مل خيصوا وثيقة حقوق الطفل‬
‫بدراسة مستقلة‪ ،‬وإمنا جعلوا دراستهم حلقوق الطفل يف الشريعة اإلسالمية والقانون الدويل‬
‫عموما‪ ،‬كما أن هناك حقوقا واردة يف االتفاقية مل يذكرها الباحثون‪ ،‬وهذه الدراسة ستبينها‪-‬إن‬
‫شاء اهلل –مثل‪ :‬حق الطفل يف احلماية من القذف‪ ،‬وحقه يف حرية التدين‪ ،‬وحقه يف التعبري‬
‫دون اعتبار للحدود‪ ،‬أما البحث الرابع فهو خاص حبق الطفل يف النفقة فقط‪ ،‬ومل تتطرق‬
‫الباحثة فيه إىل باقي حقوق الطفل اليت سأذكرها‪-‬إن شاء اهلل‪-‬يف حبثي هذا‪ ،‬كما أهنا مل‬
‫تتعرض لوثيقة حقوق الطفل ومقارنتها بالفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫‪ -‬أذكر أبرز احلقوق الواردة يف اتفاقية حقوق الطفل واليت تطرق إليها الفقهاء يف‬
‫كتبهم‪.‬‬

‫‪ -‬إذا كانت املسألة من مواضع االتفاق أو اإلمجاع فأذكر حكمها بدليله مع توثيق‬
‫االتفاق أو اإلمجاع من كتب اإلمجاع أو الفقه املعتربة ‪.‬‬

‫‪ -‬إذا كانت املسألة من مسائل اخلالف فأتبع ما يلي ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬رحرير حمل النزاع إذا كانت بعض صور املسألة حمل خالف وبعضها حمل اتفاق ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬ذكر األقوال يف املسألة ونسبتها إىل قائليها من أهل العلم‪ ،‬ويكون عرض اخلالف‬
‫حسب املذاهب الفقهية ‪.‬‬

‫ج ‪ -‬االقتصار على املذاهب الفقهية املعتربة‪ ،‬مع العناية بذكر ما تيسر الوقوف عليه من‬
‫أقوال السلف الصاحل‪ ،‬وإذا مل أقف على املسألة يف مذهب ما فأسل هبا مسل التخريج ‪.‬‬

‫د ‪ -‬توثيق األقوال من مصادرها األصلية ‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬مجع أدلة األقوال مع بيان وجه االستدالل‪ ،‬وذكر ما يرد عليها من مناقشات‪ ،‬وما‬
‫جياب به عنها إن وجد ويكون ذل بعد الدليل مباشرة ‪.‬‬

‫و ‪ -‬الرتجيح مع بيان سببه‪ ،‬وذكر مثرة اخلالف إن وجدت مثرة لتل املسألة‪.‬‬

‫‪ -5‬االعتماد على أمهات املصادر واملراجع األصلية يف التحرير والتوثيق والتخريج واجلمع‪.‬‬

‫‪ -4‬الرتكيز على موضوع البحث‪ ،‬وجتنب االستطراد ‪.‬‬

‫‪ -4‬جتنب األقوال الشاذة ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -7‬العناية بدراسة ما جد من القضايا اما له صلة واضحة بالبحث ‪.‬‬

‫‪ -8‬ترقيم اآليات‪ ،‬وبيان سورها مضبوطة بالشكل ‪.‬‬

‫‪ -5‬ختريج األحاديث من مصادرها األصلية‪ ،‬وإثبات الكتاب‪ ،‬والباب‪ ،‬واجلزء‪ ،‬والصفحة‪،‬‬


‫ورقم احلديث‪ ،‬وبيان ما ذكره أهل الشأن يف درجتها‪ ،‬إن مل تكن يف الصحيحني أو أحدمها‪،‬‬
‫فإذا كانت كذل فأكتفي حينئذ بتخرجيها منهما أو من أحدمها ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ختريج اآلثار من مصادرها األصلية‪ ،‬واحلكم عليها ‪.‬‬

‫‪ -‬تصوير املسألة املراد حبثها تصويرا دقيقا قبل بيان حكمها ليتضح املقصود من‬
‫دراستها‪.‬‬

‫‪-‬التعريف باملصطلحات من كتب الفن الذي يتبعه املصطلح‪ ،‬أو من كتب‬


‫املصطلحات املعتمدة ‪.‬‬

‫‪ -‬توثيق املعاين من معاجم اللغة املعتمدة‪ ،‬وتكون اإلحالة عليها باملادة‪ ،‬واجلزء‪،‬‬
‫والصفحة ‪.‬‬

‫‪ - 5‬االعتناء باللغة العربية وقواعدها‪ ،‬وقواعد اإلمالء‪ ،‬وضبط عالمات الرتقيم‪،‬‬


‫كعالمات التنصيص لآليات الكرهمة‪ ،‬ولألحاديث الشريفة‪ ،‬ولآلثار‪ ،‬وألقوال العلماء‪ ،‬وأميز‬
‫العالمات أو األقواس فيكون لكل منها عالمته اخلاصة ‪.‬‬

‫‪ - 4‬إذا ورد يف البحث ذكر أماكن‪ ،‬أو قبائل‪ ،‬أو فرق‪ ،‬أو أشعار أو غري ذل ‪ ،‬فسأضع‬
‫هلا فهرسا خاصا إن كان هلا من العدد ما يستدعي ذل ‪.‬‬

‫‪- 4‬الرتمجة لألعالم غري املشهورين بإجياز بذكر اسم العلم‪ ،‬ونسبه‪ ،‬وتاريخ وفاته‪ ،‬ومذهبه‬
‫العقدي والفقهي‪ ،‬والعلم الذي اشتهر به‪ ،‬وأهم مؤلفاته‪ ،‬ومصادر ترمجته ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ - 7‬تكون اخلامتة متضمنة ألهم النتائج والتوصيات اليت يراها الباحث‪.‬‬

‫‪ - 8‬إتباع البحث بالفهارس الفنية املتعارف عليها وهي ‪:‬‬

‫أ‪ .‬فهرس اآليات القرآنية ‪.‬‬

‫ب‪ .‬فهرس األحاديث واآلثار ‪.‬‬

‫ج‪ .‬فهرس األعالم ‪.‬‬

‫د‪ .‬فهرس املصادر واملراجع ‪.‬‬

‫هـ‪ .‬فهرس املوضوعات ‪.‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬

‫اشتملت خطة البحث على مقدمة‪ ،‬ومتهيد‪ ،‬وفصلني‪ ،‬وخامتة‪ ،‬وفهارس‪.‬‬

‫أما املقدمة فاشتملت على أمهية البحث‪ ،‬وأسباب اختياره‪ ،‬والدراسات السابقة‪ ،‬ومنهج‬
‫البحث‪ ،‬وخطته‪.‬‬

‫التمهيد‪:‬التعريف بعنوان البحث‪:‬‬

‫وفيه ثالثة مباحث‪:‬‬

‫المبحث األول‪:‬تعريف احلقوق لغة واصطالحا‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬تعريف الطفل لغة واصطالحا يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬مقارنا مبا ورد يف‬
‫اتفاقية حقوق الطفل‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬التعريف مباهيمة اتفاقية حقوق الطفل‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪:‬الحقوق الواردة في االتفاقية للطفل والمقر له بها في الفقه اإلسالمي‪:‬‬

‫وفيه مثانية مباحث‪:‬‬

‫المبحث األول‪:‬اعتبار مصلحة الطفل الفضلى‪.‬‬

‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اعتبار مصلحة الطفل الفضلى يف اتفاقية حقوق الطفل الواردة يف املواد‬
‫الثالثة‪ ،‬والتاسعة‪ ،‬والثامنة عشر‪ ،‬والعشرين‪ ،‬واحلادية والعشرين‪ ،‬والسابعة والثالثني‪ ،‬واألربعني‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اعتبار مصلحة الطفل الفضلى يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬حق الطفل يف احلياة والنمو‪.‬‬

‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل يف احلياة والنمو يف اتفاقية حقوق الطفل الوارد يف املواد‬
‫السادسة‪ ،‬والثامنة عشر‪ ،‬والثالثة والعشرين‪ ،‬والسابعة والعشرين‪ ،‬والثانية والثالثني‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل يف احلياة والنمو يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫وفيه فرعان‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حق الطفل يف احلياة يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حق الطفل يف النمو يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬حق الطفل يف احلضانة‪.‬‬

‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل يف احلضانة يف اتفاقية حقوق الطفل الوارد يف املواد التاسعة‪،‬‬
‫و العشرين‪ ،‬واألربعني ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل يف احلضانة يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬حق الطفل يف النفقة‪.‬‬

‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل يف النفقة يف اتفاقية حقوق الطفل الوارد يف املادة السابعة‬
‫والعشرين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل يف النفقة يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬حق الطفل يف التعليم‪.‬‬

‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل يف التعليم يف اتفاقية حقوق الطفل الوارد يف املواد الثالثة‬
‫والعشرين والثامنة والعشرين والثانية والثالثني واألربعني‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل يف التعليم يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬حق الطفل يف عدم املشاركة يف احلروب‪.‬‬

‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل يف عدم املشاركة يف احلروب يف اتفاقية حقوق الطفل الوارد‬
‫يف املادة الثامنة والثالثني‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل يف عدم املشاركة يف احلروب يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫المبحث السابع‪:‬حق الطفل يف احلماية من القذف ‪.‬‬

‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل يف احلماية من القذف يف اتفاقية حقوق الطفل الوارد يف‬
‫املادة السادسة عشر‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل يف احلماية من القذف يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫المبحث الثامن‪ :‬حق الطفل يف احلماية من االختطاف‪.‬‬

‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل يف احلماية من االختطاف يف اتفاقية حقوق الطفل الوارد يف‬
‫املادة اخلامسة والثالثني‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل يف احلماية من االختطاف يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الحقوق الواردة في االتفاقية للطفل والمنازع في استحقاقه لها في‬
‫الفقه اإلسالمي‪:‬‬

‫وفيه ستة مباحث‪:‬‬

‫المبحث األول‪:‬حق الطفل يف حرية التدين‪.‬‬

‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل يف حرية التدين يف اتفاقية حقوق الطفل الوارد يف املادة‬
‫الرابعة عشر‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل يف حرية التدين يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬حق الطفل يف عدم العقاب بالضرب ‪.‬‬

‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل يف عدم العقاب بالضرب يف اتفاقية حقوق الطفل الوارد يف‬
‫املادة التاسعة عشر ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل يف عدم العقاب بالضرب يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪:‬حق الطفل يف التعبري دون أي اعتبار للحدود‪.‬‬

‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل يف التعبري دون أي اعتبار للحدود يف اتفاقية حقوق الطفل‬
‫الوارد يف املادة الثالثة عشر‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل يف التعبري دون أي اعتبار للحدود يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬حق الطفل يف التبـ ِين‪.‬‬

‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل يف التبين يف اتفاقية حقوق الطفل الوارد يف املادتني العشرين‪،‬‬
‫واحلادية والعشرين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل يف التبين يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫المبحث الخامس ‪:‬حق الطفل يف مساواته مع اجلنس اآلخر‪.‬‬

‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل يف مساواته مع اجلنس اآلخر يف اتفاقية حقوق الطفل الوارد‬
‫يف املادتني الثانية والتاسعة والعشرين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل يف مساواته مع اجلنس اآلخر يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫المبحث السادس‪ :‬حق الطفل غري املسلم يف اجلهر بشعائر دينه يف بالد املسلمني‪.‬‬

‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل غري املسلم يف اجلهر بشعائر دينه يف بالد املسلمني يف اتفاقية‬
‫حقوق الطفل الوارد يف املادتني الرابعة عشر‪ ،‬والثالثني‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل غري املسلم يف اجلهر بشعائر دينه يف بالد املسلمني يف الفقه‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫وتتضمن أهم نتائج البحث‪.‬‬

‫الفهارس‪:‬‬

‫أوال‪ :‬فهرس اآليات ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬فهرس األحاديث واآلثار ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬فهرس األعالم ‪.‬‬

‫رابعا‪:‬فهرس املصادر واملراجع ‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬فهرس املوضوعات‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫شكر وتقدير‬

‫علي بطلب العلم يف جامعة اإلمام‬


‫وبعد‪ ،‬فإين أشكر اهلل العلي القدير الذي من م‬
‫حممد بن سعود اإلسالمية ‪،‬ويسر يل هذا البحث وأسأله العفو عن التقصري والزلل‪ ،‬مث‬

‫سين الطلب ‪،‬‬


‫أشكر من ربياين صغريا‪ ،‬وأشكر زوجيت وأم أطفايل على إعانتها يل يف م‬
‫علي من مشائخ هنلت من علمهم واستقيت من فقههم‪ ،‬كما‬
‫وكل من هلم فضل م‬
‫أشكر من أعانين على هذا البحث وعلى رأسهم املشرف الشيخ الدكتور عبداهلل بن‬

‫حممد الشهري‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫التمهيد‬
‫التعريف بعنوان البحث‬
‫وفيه ثالثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪:‬تعريف الحقوق لغةً واصطالحاً‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬تعريف الطفل لغةً واصطالحاً في الفقه اإلسالمي‪ ،‬مقارناً‬ ‫‪‬‬

‫بما ورد في اتفاقية حقوق الطفل‪.‬‬


‫المبحث الثالث‪ :‬التعريف بماهيّة اتفاقية حقوق الطفل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪18‬‬
‫المبحث األول‬

‫تعريف الحقوق لغة واصطالحاً‬


‫وفيه مطلبان ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الحقوق لغة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف الحقوق اصطالحاً‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪19‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الحقوق لغة‪:‬‬

‫الحقوق لغة‪ :‬مجع واحدها م‬


‫احلق‪ ،‬واحلق نقيض الباطل‪ ،‬وحق األمر حيق وحيق حقا‪،‬‬

‫وحقوقا‪ :‬صار حقا وثبت‪ ،‬ويف التنزيل ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﭼ ( ) أي ثبت‪ ،‬وحق‬


‫احلق‪ :‬اليقني بعد الش ‪،‬‬
‫احلق‪ :‬صدق احلديث‪ ،‬و م‬
‫الشيء حيق (بالكسر) حقا‪ :‬أي وجب‪ ،‬و م‬
‫أي‪:‬‬ ‫( )‬
‫واستحق الشيء‪ :‬استوجبه‪ ،‬ويف التنزيل‪ :‬ﭽ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﭼ‬
‫استوجباه باخليانة ( )‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف الحقوق اصطالحا‪:‬‬

‫عِرف احلق بعدة تعريفات منها‪:‬‬

‫ـ هو ما يستحقه الرجل (‪.)5‬‬

‫ـ هو‪ :‬مصلحة مستحقة شرعا (‪.)4‬‬

‫ـ هو اختصاص يقرر به الشرع سلطة أو تكليفا (‪.)4‬‬

‫وهذا التعريف األخري أجودها‪ ،‬ألنه يشمل أنواع احلقوق الدينية كح ِق اهلل على عباده من‬
‫صالة وصيام وحنومها‪ ،‬واحلقوق الشخصية كح ِق التمل ‪ ،‬واحلقوق األدبية كح ِق الطاعة للوالد‬

‫( )سورة القصص آية( ‪. )4‬‬


‫( )سورة املائدة آية (‪. ) 17‬‬
‫( ) لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬مادة حقق (‪.)4 ،55/ 1‬‬
‫(‪ )5‬البناية شرح اهلداية‪ ،‬بدر الدين العيين ( ‪.) 1 / 8‬‬
‫(‪ )4‬احلق والذمة وتأثري املوت فيهما‪ ،‬علي اخلفيف(‪.) 4‬‬
‫(‪ )4‬املدخل إىل نظرية االلتزام العامة يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬مصطفى الزرقا(‪.) 1‬‬
‫‪21‬‬
‫على ولده‪ ،‬وللزوج على زوجته‪ ،‬واحلقوق العامة ‪ ،‬واحلقوق املالية كح ِق النفقة‪ ،‬وغري املالية‬
‫كح ِق الوالية على النفس‪.‬‬

‫ويتميز هذا التعريف بأنه أبان ذاتية احلق بأنه عالقة اختصاصية بشخص معني‪ ،‬كح ِق‬
‫البائع يف الثمن خيتص به‪ ،‬فإن مل يكن هناك اختصاص بأحد‪ ،‬وإمنا كان هناك إباحة عامة‬
‫كاالصطياد واالحتطاب والتمتع باملرافق العامة‪ ،‬فال يسمى ذل حقا‪ ،‬وإمنا هو رخصة عامة‬
‫للناس‪.‬‬

‫والسلطة‪ :‬إما أن تكون على شخص كح ِق احلضانة والوالية على النفس‪ ،‬أو على شيء‬
‫معني كح ِق امللكية‪.‬‬

‫والتكليف‪ :‬التزام على إنسان إما مايل كوفاء الدين‪ ،‬وإما لتحقيق غاية معينة كقيام األجري‬
‫بعمله‪.‬‬

‫ومن ميزات التعريف أنه أشار ملنشأ احل ِق يف نظر الشريعة‪ :‬وهو إرادة الشرع‪ ،‬فاحلقوق يف‬
‫اإلسالم منح إهلية تستند إىل املصادر اليت تستنبط منها األحكام الشرعية‪ ،‬فال يوجد حق‬
‫شرعي من غري دليل يدل عليه‪ ،‬فمنشأ احل ِق هو اهلل تعاىل‪ ،‬إذ ال حاكم غريه‪ ،‬وال تشريع سوى‬
‫ما شرعه‪ ،‬وليس احلق يف اإلسالم طبيعيا مصدره الطبيعة أو العقل البشري ( )‪.‬‬

‫( ) الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬وهبة الزحيلي(‪ ،) 8 5، 851/5‬وانظر احلق ومدى سلطان الدولة يف تقييده‪ ،‬للدكتور‬
‫فتحي الدريين ( ‪.) 5‬‬
‫‪21‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫تعريف الطفل لغةً واصطالحاً في الفقه اإلسالمي‪ ،‬مقارناً‬
‫بما ورد في اتفاقية حقوق الطفل‪.‬‬
‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الطفل لغة‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف الطفل اصطالحا في الفقه اإلسالمي‪ ،‬مقارنا بما ورد‬ ‫‪‬‬

‫في اتفاقية حقوق ِ‬


‫الطفل‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الطفل لغة ‪:‬‬

‫الطفل لغةً‪:‬‬

‫املولود‪ ،‬وولد كل وحشية أيضا طفل‪ ،‬واجلمع‪:‬أطفال‪ ،‬وقد يكون الطفل واحدا ومجعا قال اهلل‬

‫تعاىل‪ :‬ﭽ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﭼ( )( )‪.‬‬

‫والطِفل والطِفلة ‪ :‬الصغريان‪ ،‬والطفل‪:‬الصغري من كل شيء‪ ،‬والصيب يدعى طفال من حني‬

‫يسقط من بطن أمه إىل أن حيتلم‪ ،‬ومنه قوله تعاىل ﭽ ﭜ ﭝ ﭞ ﭼ ( ) والطِفل‪ :‬احلاجة‪،‬‬
‫وأطفال احلوائج‪:‬صغارها‪ ،‬والطِفل‪:‬الشمس عند غروهبا‪ ،‬والطِفل‪ :‬الليل‪ ،‬ويقال للنار ساعة‬
‫تقدح‪:‬طفل وطفلة(‪.)5‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف الطفل اصطالحا في الفقه اإلسالمي‪،‬مقارنا بما ورد في اتفاقية‬
‫حقوق ِ‬
‫الطفل ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫الطفل اصطالحا‪:‬هو الصيب من حني خروجه من بطن أمه إىل أن يبلغ‪.‬‬

‫( )سورة النور آية( )‪.‬‬


‫( ) خمتار الصحاح‪ ،‬أبو بكر الرازي ( ‪.) 55‬‬
‫( )سورة غافر آية(‪.)47‬‬
‫(‪ )5‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬مادة(طفل)‪.)51 – 51 / ( ،‬‬
‫(‪ )4‬انظر رد احملتار على الدر املختار‪ ،‬ابن عابدين( ‪ ،) 4 /‬زاد املسري‪ ،‬ابن اجلوزي(‪ ،)71/5‬احملرر الوجيز‪ ،‬ابن‬
‫عطيه(‪ ،)5 1/4‬االستذكار‪ ،‬ابن عبد الرب(‪ ،) 58/5‬تنوير احلوال شرح موطأ مال ‪ ،‬جالل الدين السيوطي‬
‫( ‪ ،)4 /‬عون املعبود شرح سنن أيب داوود‪ ،‬العظيم أبادي( ‪ ،) 4/‬بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع‪،‬‬
‫الكاساين( ‪ ،) 1/‬املدونة‪ ،‬اإلمام مال ( ‪ ،)5 8/‬األم‪ ،‬اإلمام الشافعي(‪ ،) 4/8‬اإلنصاف يف معرفة الراجح‬
‫من اخلالف‪ ،‬املرداوي(‪ ،)58 /5‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬ابن جنيم(‪.) 8/5‬‬
‫‪23‬‬
‫فعلى هذا ال يسمى اجلنني طفال( )‪ ،‬وتكون بداية الطفولة من خروج الصيب من بطن أمه‪،‬‬

‫كما بني ذل اهلل‪ -‬سبحانه وتعاىل‪ -‬بقوله‪ :‬ﭽ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬

‫ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﭼ( )‪ ،‬وقوله ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬

‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭼ( )‪ ،‬وأما هناية الطفولة فتكون عند بلوغ الصيب‪ ،‬وذل إما‬


‫بظهور عالمات البلوغ عليه‪:‬‬
‫كاالحتالم(‪ ،)5‬واإلنبات(‪ )4‬للذكر واألنثى‪ ،‬واحليض و احلمل لألنثى(‪ ،)4‬وإما ببلوغه السن‬
‫إذا مل تظهر عليه إحدى عالمات البلوغ‪.‬‬

‫هذا وقد حددت اتفاقية حقوق الطفل هناية سن الطفولة ببلوغه مثانية عشر سنة‪ ،‬حيث‬
‫جاء يف املادة األوىل من االتفاقية ما نصه(‪ ( :)7‬يعين الطفل كل إنسان مل يتجاوز الثامنة عشرة‬
‫ما مل يبلغ سن الرشد قبل ذل مبوجب القانون املنطبق عليه) فعلى هذا يكون تعريف الطفولة‬
‫يف االتفاقية ‪:‬كل إنسان مل يتجاوز الثامنة عشرة من عمره ما مل يبلغ سن الرشد قبل ذل‬
‫مبوجب القانون املنطبق عليه‪.‬‬
‫أما رحديد سن البلوغ (هناية الطفولة)يف الفقه اإلسالمي فللعلماء يف ذل مذاهب‪:‬‬

‫( ) رد احملتار على الدر املختار‪ ،‬ابن عابدين( ‪.) 4 /‬‬


‫( )سورة احلج آية (‪.)4‬‬
‫( )سورة غافر آية(‪.)47‬‬
‫(‪ )5‬انظر‪:‬رد احملتار على الدر املختار‪ ،‬ابن عابدين(‪ ،) 4 /4‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبري( ‪ ،) 5 /‬املغين‪ ،‬ابن‬
‫قدامة(‪.) 54/5‬‬
‫(‪ )4‬انظر‪:‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبري( ‪ ،) 5 /‬املغين‪ ،‬ابن قدامة(‪ ،) 54/5‬مواهب اجلليل يف شرح خمتصر‬
‫خليل‪ ،‬احلطاب الرعيين(‪.)54/4‬‬
‫(‪)4‬انظر‪:‬رد احملتار على الدر املختار‪ ،‬ابن عابدين(‪ ،) 4 /4‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبري ( ‪ ،) 5 /‬املغين‪ ،‬ابن‬
‫قدامة(‪ ،) 54/5‬مواهب اجلليل يف شرح خمتصر خليل‪ ،‬احلطاب الرعيين(‪.)54/4‬‬
‫(‪)7‬انظر‪:‬اتفاقية حقوق الطفل على موقع منظمة األمم املتحدة للطفولة (اليونسيف) ‪./http://www.unicef.org/arabic‬‬

‫‪24‬‬
‫المذهب األول‪ :‬أن البلوغ بالسن يكون بتمام مخس عشرة سنة قمرية للذكر واألنثى‪،‬‬
‫وهو قول اجلمهور من احلنفية( ) وبعض املالكية( )والشافعية( ) واحلنابلة(‪.)5‬‬
‫أدلتهم‪ :‬الدليل األول‪:‬استدلوا خبرب ابن عمر(‪ )4‬رضي اهلل عنهما[أن رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم جيزه وعرضه يوم اخلندق وهو ابن‬
‫ويف رواية[وأنا ابن أربع عشرة فاستصغرين] (‪ ،)7‬ويف رواية [فلم‬ ‫(‪)4‬‬
‫مخس عشرة سنة فأجازه]‬
‫جيزين ومل يرين بلغت] (‪.)8‬‬

‫وجه االستدالل‪:‬احلديث نص يف املسألة فـرد النيب صلى اهلل عليه وسلم ابن عمر رضي‬
‫اهلل عنهما يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة ألنه مل يره بلغ بـ ْعد كما صرح بذل ابن عمر‬
‫رضي اهلل عنهما وإجازته له يوم اخلندق وهو ابن مخس عشرة سنة دليل على كون البلوغ حيصل‬
‫بتمام مخس عشرة سنة‪.‬‬

‫( ) انظر‪:‬اهلداية يف شرح بداية املبتدي‪ ،‬املرغياين( ‪ ،) 8 /‬احلجة على أهل املدينة‪ ،‬حممد بن احلسن ( ‪ ،)7/‬املبسوط‪،‬‬
‫السرخسي(‪ ،) 85،5‬درر احلكام شرح جملة األحكام‪ ،‬علي حيدر(‪.) ،714‬‬
‫( ) انظر الكايف يف فقه أهل املدينة‪ ،‬ابن عبد الرب( ‪.) /‬‬
‫( ) انظر األم‪ ،‬الشافعي( ‪ ،) 1/‬احلادي الكبري‪ ،‬املاوردي( ‪ ،) 5،‬املهذب‪ ،‬الشريازي( ‪. ) 1/‬‬
‫(‪ )5‬انظر املغين‪ ،‬ابن قدامه(‪ ،) 54،5‬اهلداية على مذهب اإلمام أمحد‪ ،‬أبو اخلطاب(‪ ،) 75‬اإلنصاف يف معرفة الراجح‬
‫من اخلالف‪ ،‬املاوردي(‪.) 1/4‬‬
‫(‪ )4‬هو الصحايب اجلليل عبداهلل بن عمر بن اخلطاب القرشي‪ ،‬أسلم مع أبيه وهو صغري‪ ،‬كانت هجرته قبل هجرة أبيه‪،‬‬
‫استصغره النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬يوم بدر فرده‪ ،‬وشهد اخلندق‪ ،‬ومؤتة‪ ،‬والريموك‪ ،‬كان كثري االتباع للرسول صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪ ،‬ولد قبل املبعث بسنة ومات وهو ابن ست ومثانني‪ ،‬ودفن باحملصب‪ ،‬وكان سبب وفاته أن احلجاج أمر رجال‬
‫فسم زج رحمه وزمحه يف الطريق ووضع الزج يف ظهر قدمه‪ ،‬انظر أسد الغابة‪ ،‬ابن األثري ( ‪ ،) 4/‬سري أعالم النبالء‪،‬‬
‫الذهيب (‪.) 1 /5‬‬
‫(‪ )4‬رواه البخاري يف صحيحه برقم‪،) 17 /4(5157 :‬كتاب املغازي‪ ،‬باب غزوة اخلندق‪.‬‬
‫(‪ )7‬رواه مسلم يف صحيحه برقم‪ ،) 551/ ( 848 :‬كتاب اإلمارة ‪.‬‬
‫(‪ )8‬رواها البيهقي يف السنن الكربى برقم‪ ،)5 /4( 57:‬كتاب احلجر‪ ،‬باب بلوغ السن‪ ،‬ورواها ابن حبان يف‬
‫صحيحه برقم‪ ،) / (57 8:‬ورواها الدارقطين يف سننه برقم‪ ،) 1 / 4(5 1 :‬كتاب السري‪ ،‬وقال عنها‬
‫ابن حجر يف فتح الباري‪:‬وهي زيادة صحيحة ال مطعن فيها(‪.) 75/4‬‬
‫‪25‬‬
‫اعرتض عليه بأن احلديث ال حجة فيه‪ ،‬ألنه حيتمل أنه أجاز ذل ملا علم عليه الصالة‬
‫( )‬
‫والسالم أنه احتلم يف ذل الوقت فال يكون حجة مع االحتمال‪.‬‬

‫الرد‪ :‬هذا االحتمال بعيد لكون صاحب القصة (ابن عمر رضي اهلل عنهما) بني سبب‬
‫الرد يف يوم أحد بقوله [استصغرين]‪ ،‬وبقوله[مل يرين بلغت ]‪ ،‬ومل يذكر يف إجازته احتالما أو‬
‫غريه سوى بلوغه سن اخلامسة عشر‪ ،‬فتعني محله عليه ولو كان غريه لبينه إذ هو صاحب‬
‫القصة وأعلم بنفسه ومبا رواه من غريه( )‪.‬‬

‫الدليل الثاني‪ :‬ما رواه أنس بن مال رضي اهلل عنه أن النيب صلى اهلل عليه وسلم قال‪:‬‬
‫((الصيب إذا بلغ مخس عشرة أقيمت عليه احلدود)) ( )‪.‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬أن إقامة احلدود على الصيب عند استكماله مخس عشرة سنة دليل على‬
‫بلوغه سن التكليف ألن إقامة احلدود متعلقة بالبلوغ‪.‬‬

‫رد النيب صلى اهلل عليه وسلم سبعة عشر من الصحابة وهم أبناء أربع‬ ‫الدليل الثالث‪ ":‬م‬
‫عشرة سنة‪ ،‬ألنه مل يرهم بلغوا‪ ،‬مث عرضوا عليه وهم أبناء مخس عشرة فأجازهم "(‪.)5‬‬

‫الدليل الرابع‪" :‬أن هذا السن هو املعتاد الغالب للبلوغ"(‪.)4‬‬

‫الدليل الخامس‪" :‬أن رحديد هذا السن لقصر أعمار أهل زماننا"(‪.)4‬‬

‫( ) بدائع الصنائع‪ ،‬الكاساين( ‪.) 7 / 7‬‬


‫( ) انظر‪:‬سبل السالم‪ ،‬الصنعاين( ‪.)8 /‬‬
‫( ) رواه البيهقي يف السنن الكربى‪ ،‬كتاب احلجر‪ ،‬باب البلوغ بالسن برقم‪ ،)55 / 4( 17:‬وقال عنه‪ :‬إسناده‬
‫ضعيف ال يصح‪.‬‬
‫(‪ )5‬مغين احملتاج‪ ،‬الشربيين( ‪ ،) 44/‬ومن هؤالء ابن عمر‪-‬رضي اهلل عنهما‪ -‬روى القصة البخاري يف صحيحه‬
‫برقم‪ ،) 17 /4(5157:‬كتاب املغازي‪ ،‬باب غزوة اخلندق‪ ،‬كما مر آنفا ‪.‬‬
‫(‪ )4‬االختيار لتعليل املختار‪ ،‬ابن مودود املوصلي( ‪.)54/‬‬
‫(‪ )4‬رد احملتار‪،‬ابن عابدين (‪.) 4 /4‬‬
‫‪26‬‬
‫المذهب الثاني‪:‬أن البلوغ بالسن يكون بتمام ست عشرة سنة للذكر واألنثى‪ ،‬وهو قول‬
‫عند املالكية( )‪،‬ومل أعثر هلم على دليل‪.‬‬
‫المذهب الثالث‪ :‬أن البلوغ بالسن يكون بتمام سبع عشرة سنة للذكر واألنثى‪ ،‬وهو قول‬
‫عند املالكية( )‪ ،‬ورواية عن اإلمام أيب حنيفة لألنثى خاصة دون الذكر ( )‪.‬‬

‫ودليل من خص األنثى بتمام سبع عشرة سنة ما سيأيت ـ إن شاء اهلل ـ يف الدليل األول‬
‫ألصحاب املذهب الرابع‪ ،‬قالوا ‪ :‬وإمنا نقصنا اجلارية عاما عن الغالم لكوهنا أسرع بلوغا(‪.)5‬‬

‫الرد‪ :‬السن مع ى حيصل به البلوغ يشرتك فيه الغالم واجلارية‪ ،‬فاستويا فيه‪ ،‬كاإلنزال(‪.)4‬‬

‫المذهب الرابع‪ :‬أن البلوغ بالسن يكون بتمام مثاين عشرة سنة للذكر واألنثى‪ ،‬وهو‬
‫املشهور من مذهب املالكية(‪ ،)4‬ورواية عن اإلمام أيب حنيفة للذكر خاصة دون األنثى(‪.)7‬‬

‫أدلتهم‪:‬‬

‫الدليل األول‪:‬قوله تعاىل‪:‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚ ﭛﭜﭼ(‪.)8‬‬

‫( ) انظر منح اجلليل شرح خمتصر خليل‪ ،‬حممد عليش(‪.)87/ 4‬‬


‫)‪ ،‬مواهب اجلليل شرح خمتصر خليل‪ ،‬احلطاب الرعيين‬ ‫( ) انظر الكايف يف فقه أهل الدينة‪ ،‬ابن عبد الرب( ‪/‬‬
‫(‪.)45/4‬‬
‫( ) انظر رد احملتار على الدر املختار‪ ،‬ابن عابدين(‪ ،) /4‬املبسوط‪ ،‬السرخسي(‪ ،) 85 /5‬بدائع الصنائع‪،‬‬
‫الكاساين(‪.) 7 / 7‬‬
‫(‪ )5‬انظر العناية شرح اهلداية‪ ،‬البابريت(‪ ،) 71/5‬االختيار لتعليل املختار‪ ،‬ابن مودود املوصلي ( ‪.)54/‬‬
‫(‪ )4‬انظر املغين‪ ،‬ابن قدامة (‪.) 54/5‬‬
‫(‪ )4‬انظر شرح خمتصر خليل‪ ،‬اخلرشي(‪ ،) 5 /4‬منح اجلليل شرح خمتصر خليل‪ ،‬حممد بن أمحد املالكي(‪،)87 /4‬‬
‫الذخرية‪ ،‬القرايف(‪ 1 /5‬و ‪ 5/ 8‬و ‪ ،) 8 / 1‬بلغة السال ألقرب املسال ‪ ،‬الصاوي( ‪.)515 /‬‬
‫)‪ ،‬املبسوط‪ ،‬السرخسي(‪ ،) 85 /5‬بدائع الصنائع‪،‬‬ ‫(‪ )7‬انظر رد احملتار على الدر املختار‪ ،‬ابن عابدين(‪/4‬‬
‫الكاساين(‪.) 7 / 7‬‬
‫(‪)8‬سورة األنعام آية( ‪.) 4‬‬
‫‪27‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬أن أقل ما قيل يف األش مد أنه مثاين عشرة سنة‪ ،‬فأخذنا به احتياطا لتيقننا به‬
‫هذا أشد الصيب ( )‪.‬‬
‫الرد‪ :‬أن رحديد سن األشد خمتلف فيه‪ ،‬والتعيني باألقل رحكم‪ ،‬كما أنه قد قيل يف تفسري‬
‫هذه اآلية‪ :‬بلوغ األشد أن يؤنس رشده بعد البلوغ( )‪ ،‬فمن مل يؤنس منه رشد مل يدفع إليه‬
‫ماله وإن صار شيخا( )‪ ،‬فصار على هذا األشد غري البلوغ‪.‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬أن الشرع ملا علق احلكم واخلطاب باالحتالم فيجب بناء احلكم عليه‪ ،‬وال‬
‫يرتفع احلكم عنه مامل يتيقن بعدمه ويقع اليأس عن وجوده وإمنا يقع اليأس هبذه املدة(‪.)5‬‬
‫الرد‪ :‬نسلم أن الشرع علق احلكم واخلطاب باالحتالم‪ ،‬وإمنا قلنا برفع احلكم بغري ما‬
‫ذكرمتوه لألدلة اليت أوردناها من الشرع نفسه‪ ،‬فالشرع هو الذي علق احلكم‪ ،‬وهو الذي رفعه‪،‬‬
‫وقولكم إمنا يقع اليأس هبذه املدة رحكم ال دليل عليه‪.‬‬
‫المذهب الخامس‪ :‬أن البلوغ بالسن يكون بتمام تسع عشرة سنة للذكر واألنثى‪ ،‬وهو‬
‫قول عند املالكية(‪ ،)4‬ورواية عن اإلمام أيب حنيفة للذكر خاصة دون األنثى(‪.)4‬‬
‫دليلهم‪ :‬أن أدىن املدة لبلوغ الغالم اثنا عشر سنة‪ ،‬وقد وجب زيادة املدة على ذل ‪،‬‬
‫فإمنا يزاد سبع سنني اعتبارا بأول أمره‪ ،‬كما أشار إليه صاحب الشرع‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬‬
‫بقوله ‪((:‬مروا أوالدكم بالصالة وهم أبناء سبع سنني)) (‪.)8()7‬‬

‫( ) انظر العناية شرح اهلداية‪ ،‬البابريت(‪ ،) 71/5‬االختيار لتعليل املختار‪ ،‬ابن مودود املوصلي( ‪.)54/‬‬
‫( )انظر‪:‬تفسري البغوي ( ‪.) 15/‬‬
‫( )انظر‪:‬الكايف‪ ،‬ابن قدامة ( ‪.) /‬‬
‫(‪)5‬انظر‪:‬بدائع الصنائع‪ ،‬الكاساين ( ‪.) 7 /‬‬
‫(‪ )4‬انظر منح اجلليل شرح خمتصر خليل‪ ،‬حممد عليش (‪.)87/4‬‬
‫(‪ )4‬انظر املبسوط‪ ،‬السرخسي(‪ ،) 85/5‬اهلداية يف شرح بداية املبتدي‪ ،‬املرغياين( ‪.) 8 /‬‬
‫(‪ )7‬رواه أبو داوود يف سننه‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب مىت يؤمر الغالم بالصالة برقم‪ ،) / (554:‬وأمحد يف مسنده‬
‫برقم‪ ،) 45/ (4744:‬والدارقطين يف سننه‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب األمر بتعليم الصلوات والضرب عليها‬
‫برقم‪ ،)5 1/ ( 887:‬والبيهقي يف سننه‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب عورة الرجل برقم‪ ،) 5/ ( 5:‬وصححه‬
‫األلباين يف إرواء الغليل( ‪.)7/‬‬
‫(‪ )8‬املبسوط‪ ،‬السرخسي(‪.)45/4‬‬
‫‪28‬‬
‫الرد‪ :‬ال نسلم أن أدىن مدة البلوغ اثنا عشر سنة‪ ،‬كما أن هذا االستدالل بعيد‪ ،‬وفيه‬
‫تكلف إذ كيف يزاد على أدىن مدة البلوغ ما هو داخل فيها وهو سبع سنني واهلل أعلم‪.‬‬
‫الراجح من المذاهب‪:‬‬

‫الراجح واهلل أعلم هو املذهب األول‪ ،‬وذل لقوة ما استدلوا به‪ ،‬و ضعف استدالل بقية‬
‫املذاهب األخرى‪ ،‬وقد أخذ هبذا القول جممع الفقه اإلسالمي الدويل( )‪ ،‬واللجنة الدائمة‬
‫للبحوث العلمية واإلفتاء باململكة العربية السعودية( )‪.‬‬

‫وبعد أن استعرضنا املذاهب الفقهية يف رحديد سن البلوغ‪ ،‬اتضح لنا أن اتفاقية حقوق‬
‫الطفل بتحديدها لسن الثامنة عشر كحد للطفولة وافقت املذهب الرابع وهو مذهب مرجوح‪،‬‬
‫لكنها خالفت الفقه اإلسالمي عموما يف عدم اعتبارها لعالمات البلوغ مطلقا يف رحديد هناية‬
‫الطفولة‪ ،‬واعتمادها على السن وحده يف إثبات ذل ‪.‬‬

‫( ) انظر‪:‬قرار جممع الفقه اإلسالمي الدويل رقم‪) 8/4( 48:‬يف دورته الثامنة عشرة املنعقدة يف ماليزيا‪،‬‬
‫‪./http://www.fiqhacademy.org.sa‬‬
‫( )انظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة‪ ،‬مجع أمحد الدويش برقم‪.) 8/ 5( 474:‬‬
‫‪29‬‬
‫المبحث الثالث‬

‫التعريف بماهيّة اتفاقية حقوق الطفل‬

‫‪31‬‬
‫اتفاقية حقوق الطفل هي االتفاقية الدولية املعنية حبقوق الطفل الصادرة عن األمم‬
‫املتحدة‪ ،‬واليت اعتمدت عام ‪ 585‬م باجلمعية العامة لألمم املتحدة باإلمجاع ‪.‬‬

‫وقد حققت االتفاقية القبول العاملي تقريبا‪ ،‬وقد مت التصديق عليها من قبل ‪ 5‬دولة حىت‬
‫‪ 1‬م مبع ى مجيع دول العامل عدا الصومال وأمريكا‪ ،‬وتتضمن االتفاقية مخسة وأربعني‬ ‫عام‬
‫مادة‪ ،‬مث أضيف هلا ثالثة بروتوكوالت( )اختيارية‪ ،‬وتتلخص مبادئ االتفاقية األساسية يف ‪:‬‬

‫عدم التمييز‪ ،‬وتضافر اجلهود من أجل املصلحة الفضلى للطفل‪ ،‬واحلق يف احلياة‪ ،‬واحلق يف‬
‫البقاء‪ ،‬واحلق يف النماء‪ ،‬وحق احرتام رأي الطفل‪.‬‬

‫أما الربوتوكوالن االختياريان األوالن امللحقان باالتفاقية‪ ،‬فقد اعتمدهتما اجلمعية العامة‬
‫لألمم املتحدة يف عام ‪ 111‬م‪ ،‬ومها متعلقان حبماية األطفال من االستغالل اجلنسي‪،‬‬
‫‪ 1‬م بروتوكول اختياري ثالث متعلق بإجراء‬ ‫واملشاركة يف الصراع املسلح‪،‬مث اعتمد يف عام‬
‫تقدمي البالغات وإنشاء آلية اتصاالت لتلقيها‪ ،‬وتوفر الربوتوكوالت االختيارية امللحقة باتفاقية‬
‫حقوق الطفل شرحا مفصال للنصوص‪ ،‬ويزيدان من حجم االلتزامات على حنو أوسع اما جاء‬
‫يف االتفاقية األصلية‪ ،‬ومبوافقة الدول على االلتزام بتصديقها على االتفاقية أو االنضمام إليها‬
‫تكون قد ألزمت نفسها بتطوير وتنفيذ مجيع إجراءاهتا وسياساهتا على ضوء املصاحل الفضلى‬
‫للطفل وال تعين مصادقة الدول على املعاهدة األصلية التزاما تلقائيا بأحكام الربوتوكول ولذل‬
‫مسي اختياريا ‪.‬‬

‫هذا وقد أنشئت جلنة حقوق الطفل التابعة لألمم املتحدة‪ ،‬وهي هيئة من اخلرباء املستقلني‬
‫تراقب تنفيذ اتفاقية حقوق الطفل وكذا الربوتوكوالت االختيارية امللحقة هبا‪ ،‬وتلتزم مجيع الدول‬

‫( )الربوتوكول‪:‬يطلق على ملحق املعاهدة‪ ،‬انظر معجم اللغة العريبة املعاصرة‪،‬د‪/‬أمحد خمتار عبد احلميد( ‪) 58/‬‬

‫‪31‬‬
‫األطراف اليت صادقت على االتفاقية بأن تقدم تقارير منتظمة إىل هذه اللجنة عن كيفية تطبيق‬
‫احلقوق‪ ،‬وعلى الدول أن تقدم تقرير أويل بعد عامني من االنضمام إىل االتفاقية وبعد ذل مرة‬
‫كل مخس سنوات‪ ،‬وتقوم اللجنة بفحص تل التقارير ‪.‬‬

‫يشار إىل أن هذه االتفاقية ليست أول اتفاق عاملي حول حقوق الطفل‪ ،‬فقد اعتمدت‬
‫عصبة األمم يف عام ‪ 5 5‬م إعالن جنيف حلقوق األطفال( )‪.‬‬

‫يبقى أن ننوه إىل أن هناك جهودا إسالمية دولية يف جمال تقنني حقوق الطفل‪ ،‬وعلى‬
‫سبيل املثال فقد صدر عن منظمة التعاون اإلسالمي ما يسمى بعهد حقوق الطفل يف‬
‫اإلسالم( )‪.‬‬

‫( ) انظر موقع األمم املتحدة‪ http://www.un.org/ar/‬وتقارير جلنة حقوق الطفل التابعة لألمم املتحدة يف ذات املوقع‪،‬‬
‫موقع اليونيسف‪ ،http://www.unicef.org/arabic/‬موقع شبكة حقوق الطفل الدولية‪، http://www.crin.org/arabic/‬‬
‫موقع اجمللس العريب للطفولة والتنمية‪.http://www.arabccd.org /‬‬
‫( ) انظر جملة العدل العدد(‪) 5‬ربيع اآلخر ‪ 5 8‬هـ(‪ ) 4‬بعنوان "عهد حقوق الطفل يف اإلسالم"‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫الفصل األول‬
‫الحقوق الواردة في االتفاقية للطفل‬
‫والمقر له بها في الفقه اإلسالمي‬
‫وفيه ثمانية مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪:‬اعتبار مصلحة الطفل الفضلى‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬حق الطفل في الحياة والنمو‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثالث‪:‬حق الطفل في الحضانة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬حق الطفل في النفقة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬حق الطفل في التعليم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث السادس‪ :‬حق الطفل في عدم المشاركة في الحروب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث السابع‪:‬حق الطفل في الحماية من القذف ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثامن‪ :‬حق الطفل في الحماية من االختطاف‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪33‬‬
‫المبحث األول‬

‫اعتبار مصلحة الطفل الفضلى‬


‫وفيه مطلبان ‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اعتبار مصلحة الطفل الفضلى في اتفاقية حقوق الطفل‬ ‫‪‬‬

‫الواردة في المواد الثالثة‪ ،‬والتاسعة‪ ،‬والثامنة عشر‪ ،‬والعشرين‪ ،‬والحادية‬


‫والعشرين‪ ،‬والسابعة والثالثين‪ ،‬واألربعين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اعتبار مصلحة الطفل الفضلى في الفقه اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪34‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اعتبار مصلحة الطفل الفضلى في اتفاقية حقوق الطفل الواردة في‬
‫المواد الثالثة‪ ،‬والتاسعة‪ ،‬والثامنة عشر‪ ،‬والعشرين‪ ،‬والحادية والعشرين‪ ،‬والسابعة‬
‫والثالثين‪ ،‬واألربعين‪.‬‬

‫عرف مصطلح اعتبار مصلحة الطفل الفضلى بأنه ‪(:‬اختيار أفضل احللول وأصلح‬
‫الوضعيات ليتمتع الطفل هبا) ( ) ‪.‬‬

‫وقد نصت اتفاقية حقوق الطفل على اعتبار مصلحة الطفل الفضلى يف عدد من املواد‪ ،‬و‬
‫أن هلا األولوية على غريها‪ ،‬فقد نصت الفقرة األوىل من املادة الثالثة على أنه ‪(:‬يف مجيع‬
‫اإلجراءات اليت تتعلق باألطفال‪ ،‬سواء قامت هبا مؤسسات الرعاية االجتماعية العامة أو‬
‫اخلاصة‪ ،‬أو احملاكم أو السلطات اإلدارية أو اهليئات التشريعية‪ ،‬يويل االعتبار األول ملصاحل‬
‫الطفل الفضلى)‪ ،‬كما نصت الفقرة األوىل من املادة التاسعة على أن‪ (:‬تضمن الدول األطراف‬
‫عدم فصل الطفل عن والديه على كره منهما‪ ،‬إال عندما تقرر السلطات املختصة‪ ،‬رهنا بإجراء‬
‫إعادة نظر قضائية‪ ،‬وفقا للقوانني واإلجراءات املعمول هبا‪ ،‬أن هذا الفصل ضروري لصون‬
‫مصاحل الطفل الفضلى‪ ،‬وقد يلزم مثل هذا القرار يف حالة معينة مثل حالة إساءة الوالدين‬
‫معاملة الطفل أو إمهاهلما له‪ ،‬أو عندما يعيش الوالدان منفصلني ويتعني اختاذ قرار بشأن حمل‬
‫إقامة الطفل)‪ ،‬كما نصت الفقرة الثالثة من املادة التاسعة على أن‪ (:‬رحرتم الدول األطراف حق‬
‫الطفل املنفصل عن والديه أو عن أحدمها يف االحتفاظ بصورة منتظمة بعالقات شخصية‬
‫واتصاالت مباشرة بكال والديه‪ ،‬إال إذا تعارض ذل مع مصاحل الطفل الفضلى)‪ ،‬كما نصت‬
‫الفقرة األوىل من املادة الثامنة عشر على أن‪ (:‬تبذل الدول األطراف قصارى جهدها لضمان‬
‫االعرتاف باملبدأ القائل إن كال الوالدين يتحمالن مسؤوليات مشرتكة عن تربية الطفل ومنوه‪،‬‬

‫( ) مصلحة الطفل الفضلى من خالل بعض املسائل األسرية(تونس مثاال)‪ ،‬عائدة الريماين غربال‪ ،‬رسالة ماجستري‪،‬‬
‫اجلامعة اللبنانية‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية( )‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫وتقع على عاتق الوالدين أو األوصياء القانونيني‪ ،‬حسب احلالة‪ ،‬املسؤولية األوىل عن تربية‬
‫الطفل ومنوه‪ ،‬وتكون مصاحل الطفل الفضلى موضع اهتمامهم األساسي)‪ ،‬كما نصت الفقرة‬
‫األوىل من املادة العشرين على أنه‪ (:‬للطفل احملروم بصفة مؤقتة أو دائمة من بيئته العائلية أو‬
‫البيئة‪ ،‬احلق يف محاية‬ ‫الذي ال يسمح له‪ ،‬حفاظا على مصاحلة الفضلى‪ ،‬بالبقاء يف تل‬
‫ومساعدة خاصتني توفرمها الدولة)‪ ،‬كما نصت املادة احلادية و العشرون على أن‪ (:‬تضمن‬
‫الدول اليت تقر و‪/‬أو جتيز نظام التبين إيالء مصاحل الطفل الفضلى االعتبار األول)‪ ،‬كما نصت‬
‫الفقرة (ج) من املادة السابعة و الثالثني على أن‪ (:‬يعامل كل طفل حمروم من حريته بإنسانية‬
‫واحرتام للكرامة املتأصلة يف اإلنسان‪ ،‬وبطريقة تراعى احتياجات األشخاص الذين بلغوا سنه‪،‬‬
‫وبوجه خاص‪ ،‬يفصل كل طفل حمروم من حريته عن البالغني‪ ،‬ما مل يعترب أن مصلحة الطفل‬
‫تقتضي خالف ذل ) ‪ ،‬كما نصت الفقرة الثانية (ب‪ ) :‬من املادة األربعني على أنه‪ (:‬يكون‬
‫الضمانات التالية على األقل‪:‬‬ ‫قانون العقوبات أو يتهم بذل‬ ‫لكل طفل يدعى بأنه انته‬
‫" " قيام سلطة أو هيئة قضائية خمتصة ومستقلة ونزيهة بالفصل يف دعواه دون تأخري يف‬
‫حماكمة عادلة وفقا للقانون‪ ،‬حبضور مستشار قانوين أو مبساعدة مناسبة أخرى وحبضور والديه‬
‫أو األوصياء القانونيني عليه‪ ،‬ما مل يعترب أن ذل يف غري مصلحة الطفل الفضلى‪ ،‬وال سيما إذا‬
‫أخذ يف احلسبان سنه أو حالته) ‪،‬ويتبني اما سبق أن اتفاقية حقوق الطفل أولت عناية كبرية‬
‫باعتبار مصلحة الطفل الفضلى ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اعتبار مصلحة الطفل الفضلى في الفقه اإلسالمي‪:‬‬

‫جاءت الشريعة اإلسالمية لتحقيق املصاحل الدينية والدنيوية ومراعاهتا جلميع أفراد اجملتمع‪،‬‬
‫ومن ذل اعتبار مصلحة الطفل الفضلى بال ضرر وال ضرار( )‪.‬‬

‫يقول شيخ اإلسالم ابن تيمية‪-‬رمحه اهلل‪:-‬‬

‫"ال ريب أن اهلل يبعث األنبياء ملا فيه صالح العباد يف املعاش واملعاد‪ ،‬وال ريب أن اهلل أمر‬
‫العباد مبا فيه صالحهم وهناهم عما فيه فسادهم"( )‪،‬واملستقرأ للفقه اإلسالمي وأقوال الفقهاء‬
‫يلحظ اعتبار مصلحة الطفل جليا يف األحكام الفقهية‪ ،‬وحنن هاهنا نورد من الفقه اإلسالمي‬
‫شواهد على ما سبق دون تفصيل للخالفات‪ ،‬ألن غرضنا تقرير كون الفقه اإلسالمي راعى‬
‫مصلحة الطفل‪ ،‬فقد ذكر الفقهاء رمحهم اهلل ‪:‬‬

‫ظ له‪ ،‬لقوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ‬


‫‪-‬أنه جيب على الويل يف مال الصغري مراعاة األح م‬

‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭼ ( )(‪.)5‬‬

‫‪ -‬إن كان القصاص ح مقا للصغري مل جيز للويل أن يعفو عنه على غري مال ألنه ال حظ‬
‫للصغري يف العفو فال هملكه الويل كهبة ماله(‪.)4‬‬

‫( )انظر يف هذه القاعدة اجلليلة التحرير شرح التحبري‪ ،‬املرداوي(‪ ،)5 14/8‬الوجيز إليضاح قواعد الفقه الكلية‪،‬‬
‫البورنو( ‪.) 4‬‬
‫( ) جمموع الفتاوى‪ ،‬ابن تيمية‪ ،‬مجع ابن قاسم ( ‪.)5 4/‬‬
‫( )سورة األنعام آية ( ‪.) 4‬‬
‫(‪ )5‬انظر أس ى املطالب يف شرح روض الطالب‪ ،‬زكريا األنصاري( ‪ ،) 57/‬كشف املخدرات والرياض املزهرات‪،‬‬
‫اخللويت( ‪.)55 /‬‬
‫(‪ )4‬انظر اجملموع شرح املهذب‪ ،‬النووي(‪.)57 / 8‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ -‬حمل تعليم الصيب القرآن ودفع أجرته من ماله‪ ،‬أو من مال نفسه‪ ،‬أو بال أجرة حيث كان يف‬
‫مصلحة ظاهرة له‪ ،‬أما لو كانت املصلحة يف تعليمه صنعة ينفق على نفسه منها مع‬ ‫ذل‬
‫وعدم تيسر النفقة له إذا اشتغل بالقرآن فال جيوز لوليه شغله بالقرآن وال‬ ‫احتياجه إىل ذل‬
‫بتعلم العلم‪،‬بل يشغله مبا يعود عليه منه مصلحة وإن كان ذكيا وظهرت عليه عالمة النجابة‪.‬‬

‫نعم ما ال بد منه لصحة عبادته جيب تعليمه له ولو بليدا‪ ،‬ويصرف أجرة التعليم من ماله‬
‫على ما مر‪ ،‬وال فرق فيما ذكر من التفصيل بني كون أبيه فقيها وعدمه بل املدار على ما فيه‬
‫مصلحة الصيب( )‪.‬‬

‫‪-‬نفاذ شراء الصيب موقوف على إجازة وليه‪ ،‬ووليه خمري إن شاء أجاز يف مصلحة الصيب‬
‫ومنفعته إن رآه مفيدا‪ ،‬وإن شاء فسخ( )‪.‬‬

‫‪ -‬جترب األم على إرضاع ولدها وحضانته إن تعينت لذل واقتضته مصلحة الصغري‪ ،‬كأن‬
‫مل جيد األب من يرضعه‪ ،‬أو كان الولد ال يأخذ ثدي غريها‪ ،‬أو مل يكن لألب وال للولد‬
‫مال( )‪.‬‬

‫‪-‬للوصي على مال الصغري إيداع ماله لدى الغري إذا كان ذل يف مصلحة الصيب(‪.)5‬‬

‫‪-‬لو ازدحم اثنان كل منهما أهل اللتقاط الطفل املنبوذ جعله احلاكم عند من يراه منهما‬
‫ظ للطفل(‪.)4‬‬
‫أو من غريمها إذ الحق هلما قبل أخذه فيفعل األح م‬

‫( ) انظر حاشية الشرواين على رحفة احملتاج يف شرح املنهاج‪ ،‬الشرواين( ‪.)54 /‬‬
‫( ) انظر درر احلكام شرح جملة األحكام‪ ،‬علي حيدر( ‪.)475/‬‬
‫( ) انظر رد احملتار‪ ،‬ابن عابدين( ‪.)4 8/‬‬
‫(‪ )5‬انظر تبيني احلقائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬الزيلعي(‪ ،)7 /4‬بدائع الصنائع‪ ،‬الكاساين(‪ ،) 45/4‬مواهب اجلليل‪،‬‬
‫احلطاب الرعيين(‪.)511/4‬‬
‫(‪ )4‬انظر رحفة احملتاج يف شرح املنهاج‪ ،‬ابن حجر اهليتمي(‪ ،) 55/4‬املغين‪ ،‬ابن قدامة(‪.) /4‬‬
‫‪38‬‬
‫ومن خالل عرضنا ملا ورد يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬وما جاء يف اتفاقية حقوق الطفل حول‬
‫اعتبار مصلحة الطفل‪ ،‬يتضح أن اعتبار مصلحة الطفل من احلقوق املقرة للطفل‪ ،‬وخيتلف‬
‫الفقه اإلسالمي عن ما ورد يف االتفاقية بأنه يراعي مصلحة مجيع أفراد اجملتمع بال ضرر وال‬
‫ضرار‪ ،‬ومن ذل أن التبين ليس حقا للطفل يف الفقه اإلسالمي على ما سنذكره‪-‬إن شاء اهلل‪-‬‬
‫يف املبحث الرابع من الفصل الثاين‪ ،‬لكونه يلحق الضرر بوالد الطفل ويسلبه حق نسبة ولده‬
‫من األضرار اليت ألجلها حِرم التبين‪ ،‬بينما يف‬ ‫الذي هو سبب يف وجوده لغريه‪ ،‬ولغري ذل‬
‫االتفاقية توضع مصلحة الطفل‪-‬حسب نظر واضعيها‪-‬فوق كل اعتبار وترجح على كل‬
‫مصلحة حىت وإن كانت لألبوين( )‪.‬‬

‫( ) انظر مصلحة الطفل الفضلى من خالل بعض املسائل األسرية(تونس مثاال)‪ ،‬عائدة الريماين غربال‪ ،‬رسالة ماجستري‪،‬‬
‫اجلامعة اللبنانية‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية(‪.)58‬‬
‫‪39‬‬
‫المبحث الثاني‬

‫حق الطفل في الحياة والنمو‬


‫وفيه مطلبان ‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في الحياة والنمو في اتفاقية حقوق الطفل‬ ‫‪‬‬

‫الوارد في المواد السادسة‪،‬والثامنة عشر‪،‬والثالثة والعشرين‪ ،‬والسابعة‬


‫والعشرين‪ ،‬والثانية والثالثين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في الحياة والنمو في الفقه اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪41‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في الحياة والنمو في اتفاقية حقوق الطفل الوارد في المواد‬
‫السادسة‪ ،‬والثامنة عشر‪ ،‬والثالثة والعشرين‪ ،‬والسابعة والعشرين‪ ،‬والثانية الثالثين‪.‬‬

‫نصت اتفاقية حقوق الطفل على حق الطفل يف احلياة والنمو يف عدد من املواد‪ ،‬فقد‬
‫نصت املادة السادسة على أن‪:‬‬

‫( ‪ .‬تعرتف الدول األطراف بأن لكل طفل حقا أصيال يف احلياة‪.‬‬

‫‪ .‬تكفل الدول األطراف إىل أقصى حد امكن بقاء الطفل ومنوه‪).‬‬

‫كما نصت الفقرة األوىل من املادة الثامنة عشر على أن ‪ (:‬تبذل الدول األطراف قصارى‬
‫جهدها لضمان االعرتاف باملبدأ القائل إن كال الوالدين يتحمالن مسؤوليات مشرتكة عن تربية‬
‫الطفل ومنوه‪ ،‬وتقع علي عاتق الوالدين أو األوصياء القانونيني‪ ،‬حسب احلالة‪ ،‬املسؤولية األوىل‬
‫عن تربية الطفل ومنوه‪ ،‬وتكون مصاحل الطفل الفضلى موضع اهتمامهم األساسي)‪ ،‬كما نصت‬
‫الفقرة األوىل من املادة الثالثة والعشرين واخلاصة باملعوقني على أن‪:‬‬

‫‪ .‬تعرتف الدول األطراف بوجوب متتع الطفل املعوق عقليا أو جسديا حبياة كاملة‬
‫وكرهمة‪ ،‬يف ظروف تكفل له كرامته وتعزز اعتماده على النفس وتيسر مشاركته الفعلية يف‬
‫اجملتمع‪.‬‬

‫كما نصت الفقرة األوىل والثانية من املادة السابعة والعشرين على أن ‪:‬‬

‫( ‪.‬تعرتف الدول األطراف حبق كل طفل يف مستوى معيشي مالئم لنموه البدين والعقلي‬
‫والروحي واملعنوي واالجتماعي‪.‬‬

‫‪.‬يتحمل الوالدان أو أحدمها أو األشخاص اآلخرون املسئولون عن الطفل‪ ،‬املسؤولية‬


‫األساسية عن القيام‪ ،‬يف حدود إمكانياهتم املالية وقدراهتم‪ ،‬بتأمني ظروف املعيشة الالزمة لنمو‬
‫الطفل)‪ ،‬كما نصت الفقرة األوىل من املادة الثانية والثالثني على أن ‪ (:‬تعرتف الدول األطراف‬
‫‪41‬‬
‫حبق الطفل يف محايته من االستغالل االقتصادي ومن أداء أي عمل يرجح أن يكون خطريا أو‬
‫أن همثل إعاقة لتعليم الطفل‪ ،‬أو أن يكون ضارا بصحة الطفل أو بنموه البدين‪ ،‬أو العقلي‪ ،‬أو‬
‫الروحي‪ ،‬أو املعنوي‪ ،‬أو االجتماعي)‪.‬‬

‫ويتضح اما سبق أن االتفاقية أعطت اهتماما خاصا حبق الطفل يف احلياة والنمو‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في الحياة والنمو في الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حق الطفل في الحياة في الفقه اإلسالمي‪:‬‬

‫زخر الفقه اإلسالمي ببيان حق الطفل يف احلياة ورحرمي سلب هذا احلق منه وجترهمه‬
‫والتشديد يف ذل ‪ ،‬وقد جاء بيان حق الطفل يف احلياة يف الفقه اإلسالمي من خالل أمور‬
‫متعددة نذكر منها‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬رحرمي قتل األوالد عموما‪ ،‬والبنات خصوصا‪ ،‬والتحذير من هذا الفعل بقرنه بالشرك‬
‫وبيان خسران فاعله وأنه من تزيني الشياطني ومن أفعال املشركني والظلمة من األمم السابقة‬
‫كفرعون‪ ،‬وأنه من أعظم الذنوب ووصفه بأنه سفه وجهل وضالل‪.‬‬

‫وأدلة ذل من كتاب اهلل عز وجل‪:‬‬

‫‪-‬قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ‬

‫ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﭼ ( )‪.‬‬

‫‪-‬قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬

‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﭼ( )‪.‬‬

‫‪-‬قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬

‫ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ‬

‫ﯥ ﯦ ﯧﭼ( )‪.‬‬

‫( )سورة األنعام آية( ‪.) 4‬‬


‫( )سورة األنعام آية(‪.) 51‬‬
‫( )سورة األنعام آية(‪.) 7‬‬
‫‪43‬‬
‫قال احلافظ ابن كثري( )‪-‬رمحه اهلل‪ ":-‬إمنا كان هذا كله من تزيني الشياطني وشرعهم‬
‫ذل "( )‪.‬‬

‫‪-5‬قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ‬

‫ﮆ ﮇ ﮈ ﭼ( )‪.‬‬

‫‪-4‬قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬

‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭼ(‪.)5‬‬

‫‪-4‬قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬

‫ﮛﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬

‫ﮦﭼ(‪.)4‬‬

‫‪-7‬قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭼ(‪.)4‬‬

‫دمشقي‪ ،‬أبو الفداء‪ ،‬عماد الدين‪:‬حافظ مؤرخ‬


‫م‬ ‫ضو بن درع القرشي البصروي مث ال‬ ‫( ) هو إمساعيل بن عمر بن كثري بن م‬
‫فقيه‪.‬ولد يف قرية من أعمال بصرى الشام‪ ،‬وانتقل مع أخ له إىل دمشق سنة ‪ 714‬هـ ورحل يف طلب العلم‪ .‬وتويف‬
‫بدمشق سنة‪775‬هـ‪ .‬تناقل الناس تصانيفه يف حياته‪ ،‬من كتبه (البداية والنهاية)و(اختصار علوم احلديث)و(اختصار‬
‫السرية النبوية)‪.‬‬
‫األعالم‪ ،‬الزركلي( ‪.) 1/‬‬
‫( ) تفسر القرآن العظيم‪ ،‬ابن كثري( ‪.) 1/‬‬
‫( )سورة اإلسراء آية( )‪.‬‬
‫(‪)5‬سورة املمتحنة آية( )‪.‬‬
‫(‪)4‬سورة األعراف آية(‪.) 7‬‬
‫(‪)4‬سورة التكوير آية(‪8‬و‪.)5‬‬
‫‪44‬‬
‫‪-8‬قوله تعاىل عن املشركني‪:‬ﭽ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬

‫ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﭼ( )‪.‬‬

‫قال احلافظ ابن كثري‪-‬رمحه اهلل‪ ":-‬أم يدسه يف الرتاب أي يئد ابنته وهو أن يدفنها فيه‬
‫حية كما كانوا يصنعون يف اجلاهلية"( )‪.‬‬

‫وأما أدلة ذل من السنة‪:‬‬

‫‪-‬كان النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬إذا بايع النساء يقول هلن ‪((:‬أبايعكن على أن ال‬
‫تشركن باهلل شيئا وال تسرقن وال تزنني وال تقتلن أوالدكن)) ( ) احلديث‪.‬‬

‫‪-‬عن عبداهلل بن مسعود(‪-)5‬رضي اهلل عنه‪ -‬قال‪ :‬سئلت النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪:-‬‬
‫أي الذنب أعظم عند اهلل ؟قال‪(( :‬أن جتعل هلل ندا وهو خلق )) قلت‪ :‬إن ذل لعظيم قلت‪:‬‬
‫أي؟ قال‪((:‬وأن تقتل ولدك خشية أن يأكل مع )) (‪ )4‬احلديث‪.‬‬
‫مث م‬
‫هذا وقد أمجع املسلمون على رحرمي القتل بغري حق عموما(‪)4‬ومنه قتل األوالد‪.‬‬

‫( )سورة النحل آية(‪.)45‬‬


‫( ) تفسر القرآن العظيم‪ ،‬ابن كثري(‪.)554/5‬‬
‫( ) رواه اإلمام أمحد يف املسند برقم‪ ،)4 8/55( 714 :‬قال حمققو املسند‪(:‬صحيح لغريه)‪.‬‬
‫(‪ )5‬هو الصحايب اجلليل عبد اهلل بن مسعود بن غافل‪ ،‬أبو عبد الرمحن اهلذيل حليف بين زهرة‪ ،‬فقيه األمة كان إسالمه‬
‫قدهما أول اإلسالم حىت قال عن نفسه‪ :‬لقد رأيتين سادس ستة ما على ظهر األرض مسلم غرينا‪.‬وهو أول من جهر‬
‫بالقرآن مبكة‪ ،‬وكان خيدم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وهاجر اهلجرتني وصلى إىل القبلتني وشهد بدرا وسائر املشاهد‬
‫مع رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وشهد الريموك بعد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وهو الذي أجهز على أيب جهل‪،‬‬
‫هـ ودفن بالبقيع‪ ،‬أسد الغابة‪ ،‬ابن األثري ( ‪ ،) 8 /‬سري أعالم النبالء‪،‬‬ ‫وهو من العشرة املبشرين باجلنة وتويف سنة‬
‫الذهيب ( ‪.) 81/‬‬
‫(‪ )4‬رواه البخاري يف صحيحه برقم‪ ،)8/8(411 :‬كتاب األدب‪ ،‬باب قتل الولد خشية أن يأكل معه‪ ،‬ورواه مسلم يف‬
‫صحيحه برقم‪ ،)51/ (84:‬كتاب اإلهمان‪.‬‬
‫(‪ )4‬املغين‪ ،‬ابن قدامة(‪.) 45/8‬‬
‫‪45‬‬
‫ثانياً‪ :‬عدم إقامة احلدود والقصاص على األطفال‪.‬‬

‫إن من أبرز صور إقرار حق الطفل يف احلياة يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬هو منع إقامة القصاص و‬
‫احلدود عموما على األطفال‪ ،‬ومنها احلدود املوجبة للقتل والقصاص يف النفس‪.‬‬

‫والدليل على ذلك‪ :‬اإلمجاع‪ ،‬فالبلوغ ال خالف يف اعتباره يف وجوب احلد( )‪.‬‬
‫كما ال خالف بني أهل العلم يف أنه ال قصاص على صيب( )‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬رحرمي قصد قتل األطفال غري احملاربني يف احلروب( )‪.‬‬
‫إن من صور تقرير حق الطفل يف احلياة يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬رحرمي قتل األطفال يف احلرب‪.‬‬
‫ومن أدلة ذلك ‪:‬‬
‫‪-‬سئل ابن عباس (‪-)5‬رضي اهلل عنهما‪ :-‬هل كان النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬يقتل‬
‫الصبيان؟ فقال‪[:‬إن رسول اهلل‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬مل يكن يقتل الصبيان] (‪.)4‬‬
‫‪-‬عن ابن عمر رضي اهلل عنهما‪ ،‬قال‪ [:‬وجدت امرأة مقتولة يف بعض مغازي رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪(( ،‬فنهى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان))] (‪.)4‬‬

‫( )انظر‪:‬املغين‪ ،‬ابن قدامه(‪ ،)44/ 5‬الشرح الكبري‪ ،‬ابن قدامه(‪.) 5/ 1‬‬


‫( )انظر‪:‬املغين‪ ،‬ابن قدامه(‪ ،) 85 / 8‬الشرح الكبري‪ ،‬ابن قدامه(‪.) 41/ 5‬‬
‫( ) انظر مغين احملتاج إىل معرفة ألفاظ املنهاج‪ ،‬الشربيين (‪ ،) 5/4‬االختيار لتعليل املختار‪ ،‬ابن مودود(‪.) 1/5‬‬
‫(‪ )5‬هو الصحايب اجلليل عبد اهلل بن عباس بن عبد املطلب القرشي اهلامشي‪ ،‬أبو العباس‪ :‬حرب االمة‪ ،‬ولد مبكة‪ .‬ونشأ يف‬
‫النبوة‪ ،‬فالزم رسول اهلل صلمى اهلل عليه وسلم وروى عنه األحاديث‪ ،‬وشهد مع علي اجلمل وصفني‪ .‬وكف‬ ‫بدء عصر م‬
‫بصره يف آخر عمره‪ ،‬فسكن الطائف‪ ،‬وتويف هبا سنة‪48‬هـ‪ .‬انظر سري أعالم النبالء‪،‬الذهيب (‪ ) 81/5‬أسد الغابة‪،‬‬
‫ابن األثري ( ‪.) 5 /‬‬
‫(‪ )4‬رواه مسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب اجلهاد والسري برقم ‪.) 555/ ( 8 :‬‬
‫(‪ )4‬رواه البخاري يف صحيحه‪ ،‬كتاب اجلهاد والسري‪ ،‬باب قتل النساء يف احلرب برقم‪ ،)4 / 5( 1 4:‬ورواه مسلم يف‬
‫صحيحه‪ ،‬كتاب اجلهاد والسري برقم‪.) 45/ ( 755:‬‬
‫‪46‬‬
‫‪-‬اإلمجاع فقد قال اإلمام النووي( )‪-‬رمحه اهلل‪ -‬يف شرحه للحديث السابق‪ ":‬أمجع‬
‫العلماء على العمل هبذا احلديث إذا مل يقاتلوا"( )‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬وجوب القصاص على من قتل طفال‪.‬‬
‫وهذا احلكم الفقهي أيضا من صور تقرير حق الطفل يف احلياة يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬وذل‬

‫ألن اهلل تعاىل يقول‪ :‬ﭽﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﭼ ( )‪،‬‬


‫فالقصاص من قاتل الطفل الذي اجتمعت فيه شروط القصاص حفظ حلق الطفل يف احلياة‪.‬‬

‫ومن أدلة ذلك‪:‬‬


‫ـ عن أنس رضي اهلل عنه‪ [:‬أن يهوديا رض رأس جارية بني حجرين‪ ،‬قيل من فعل هذا‬
‫ب ‪ ،‬أفالن‪ ،‬أفالن؟ حىت مسي اليهودي‪ ،‬فأومأت برأسها‪ ،‬فأخذ اليهودي‪ ،‬فاعرتف‪ ،‬فأمر به‬
‫النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬فرض رأسه بني حجرين] (‪.)5‬‬

‫قال اإلمام ابن حجر(‪-)4‬رمحه اهلل‪-‬يف الفتح(‪:)4‬‬

‫الشافعي‪ ،‬أبو زكريا‪ ،‬حميي الدين‪ :‬عالمة بالفقه‬


‫م‬ ‫( ) هو حيىي بن شرف بن مري بن حسن احلزامي احلوراين‪ ،‬النووي‪،‬‬
‫واحلديث‪ .‬مولده ووفاته يف نوا (من قرى حوران‪ ،‬بسورية)واليها نسبته‪ ،‬تويف سنة ‪474‬هـ‪ ،‬من مؤلفاته" هتذيب‬
‫األمساء واللغات " و " منهاج الطالبني"‪ ،‬و " املنهاج يف شرح صحيح مسلم "‪ ،‬و " التقريب والتيسري " يف مصطلح‬
‫احلديث‪ ،‬و " حلية األبرار " يعرف باألذكار النووية‪ ،‬و " خالصة األحكام من مهمات السنن وقواعد اإلسالم " و‬
‫" رياض الصاحلني من كالم سيد املرسلني"‪.‬انظر طبقات الشافعيني‪ ،‬ابن كثري(‪ ،)5 1‬األعالم ‪،‬الزركلي(‪.) 55/8‬‬
‫( ) املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج ‪،‬النووي ( ‪.)58/‬‬
‫( )سورة البقرة آية(‪.) 75‬‬
‫(‪ )5‬رواه البخاري يف صحيحه برقم‪ ،) / ( 5 :‬كتاب اخلصومات باب مايذكر يف األشخاص واخلصومة بني املسلم‬
‫واليهودي‪ ،‬ورواه مسلم يف صحيحه برقم‪ ،) 55/ ( 47 :‬كتاب القسامة واحملاربني والقصاص والديات‪.‬‬
‫(‪ )4‬هو أمحد بن علي بن حممد الكناين العسقالين‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬شهاب الدين‪ ،‬ابن حجر‪ :‬من أئمة العلم والتاريخ‪،‬شافعي‬
‫املذهب‪ ،‬أصله من عسقالن (بفلسطني) ومولده ووفاته بالقاهرة‪ .‬ولع باألدب والشعر مث أقبل على احلديث‪ ،‬ورحل إىل‬
‫اليمن واحلجاز وغريمها لسماع الشيوخ‪ ،‬وعلت له شهرة فقصده الناس لألخذ عنه وأصبح حافظ اإلسالم يف عصره‪ ،‬تويف‬
‫سنة ‪77‬هـ‪ ،‬ومن مصنفاته لسان امليزان وتقريب التهذيب والكايف الشاف يف ختريج أحاديث الكشاف‪،‬نظم العقيان يف‬
‫أعيان األعيان‪،‬جالل الدين السيوطي(‪،)54‬األعالم‪ ،‬الزركلي( ‪.) 78/‬‬
‫(‪ )4‬فتح الباري‪ ،‬ابن حجر( ‪.) 58/‬‬
‫‪47‬‬
‫"اجلارية حيتمل أن تكون أمة وحيتمل أن تكون حرة لكن دون البلوغ"‪.‬‬
‫‪-‬اإلمجاع ‪ :‬فقد قال اإلمام ابن قدامة( )‪-‬رمحه اهلل‪ -‬يف املغين( )‪:‬‬
‫"وأمجع أهل العلم‪ ،‬على أن احلر املسلم يقاد به قاتله‪ ،‬وإن تفاوتا يف الكرب والصغر"‪.‬‬

‫ومن خالل عرضنا ملا ورد يف الفقه اإلسالمي حول حق الطفل يف احلياة يتضح جليا أن‬
‫هذا احلق من احلقوق املقر هبا للطفل يف الفقه اإلسالمي ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حق الطفل في النمو في الفقه اإلسالمي ‪:‬‬


‫يظهر تقرير الفقه اإلسالمي و اهتمامه حبق الطفل يف النمو يف مرحلتني من مراحل منوه‪.‬‬
‫‪،‬فاملرحلة األوىل يتجلى فيها‬ ‫األوىل ‪:‬يف السنتني األوليني من حياته‪ ،‬والثانية ‪:‬فيما بعد ذل‬
‫اهتمام الفقه اإلسالمي بنمو الطفل من خالل تقرير حقه يف الرضاع خصوصا والنفقة عموما‪،‬‬
‫واملرحلة الثانية يتجلى فيها اهتمام الفقه اإلسالمي بنمو الطفل من خالل تقرير حق النفقة له‬
‫مبا يف ذل توفري الغذاء‪ ،‬أما ما يتعلق بالنفقة فسنفرد هلا حديثا مستقال يف املطلب الثاين من‬
‫املبحث الرابع ‪-‬إن شاء اهلل‪ ،-‬وأما ما يتعلق بتقرير حق الطفل يف النمو من خالل تقرير حقه‬
‫يف الرضاع‪ ،‬فقد تعددت صور ذل يف الفقه اإلسالمي ومنها‪:‬‬
‫أوالً‪:‬وجوب إرضاع الطفل‪.‬‬
‫قرر الفقهاء‪-‬رمحهم اهلل‪ -‬وجوب إرضاع الطفل مادام حمتاجا إليه ويف سن الرضاع ( )‪،‬‬
‫وهذا التقرير منهم اهتمام واضح وجلي حبق الطفل يف النمو‪.‬‬

‫الدمشقي احلنبلي‪ ،‬أبو حممد‪ ،‬موفق الدين‪ :‬فقيه‪ ،‬من أكابر‬


‫م‬ ‫( ) هو عبد اهلل بن حممد بن قدامة اجلماعيلي املقدسي مث‬
‫احلنابلة‪ ،‬له تصانيف‪ ،‬منها‪ ":‬روضة الناظر " يف أصول الفقه‪ ،‬و " املقنع "‪ ،‬و " ملعة االعتقاد"‪ ،‬ولد يف مجاعيل (من‬
‫قرى نابلس بفلسطني) وتعلم يف دمشق‪ ،‬ورحل إىل بغداد سنة ‪ 44‬هـ فأقام حنو أربع سنني‪ ،‬وعاد إىل دمشق‪،‬‬
‫وفيها وفاته سنة‪4 1‬هـ‪.‬األعالم‪ ،‬الزركلي(‪.)47/5‬‬
‫( ) املغين‪ ،‬ابن قدامة (‪.) 45/8‬‬
‫)‪ ،‬أس ى املطالب‪ ،‬زكريا األنصاري( ‪،)554 /‬‬ ‫( ) انظر‪ ،‬الكايف‪ ،‬ابن قدامة( ‪ ) 5 /‬هناية احملتاج‪ ،‬الرملي( ‪/7‬‬
‫وذكر يف املوسوعة الفقهية الكويتية بأنه الخالف بني الفقهاء يف ذل ( ‪،) 5/‬ومل أجد من نص على عدم‬
‫اخلالف كما مل أجد من خالف‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫وأصل مشروعية اإلرضاع ‪:‬‬
‫( )‬
‫‪-‬قوله تعاىل‪:‬ﭽﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﭼ‬

‫‪ -‬قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭼ( )‪.‬‬


‫ثانياً‪ :‬إجبار األم على إرضاع صغريها‪.‬‬
‫جترب األم على إرضاع ولدها إن تعينت لذل ‪ ،‬واقتضته مصلحة الصغري كأن مل جيد األب‬
‫من يرضعه أو كان الولد ال يأخذ ثدي غريها أو مل يكن لألب وال للولد مال( )‪ ،‬وال خالف‬
‫يف ذل (‪ ،)5‬لكن اختلف فيما إذا مل تتعني لذل ‪.‬‬

‫وتحرير محل النزاع في ذلك أن نقول‪:‬‬


‫‪-‬إن تعني على األم وجب عليها إرضاع صغريها بال خالف(‪.)4‬‬

‫‪-‬إن مل يتعني على األم‪ ،‬وكانت مطلقة طالقا بائنا من والد طفلها‪ ،‬فال جيب عليها‬
‫اإلرضاع بال خالف(‪.)4‬‬
‫‪-‬إن مل يتعني على األم اإلرضاع بأن وجد من يرضع صغريها‪ ،‬وكان يأخذ ثدي غريها‪،‬‬
‫ولألب أو الولد مال واألم يف عصمة والده فهل جيب على األم إرضاع صغريها أم ال ؟‬

‫اختلف الفقهاء في ذلك على أقوال ‪:‬‬

‫( )سورة البقرة آية( )‪.‬‬


‫( )سورة الطالق آية(‪.)4‬‬
‫( ) انظر رد احملتار‪ ،‬ابن عابدين( ‪ ،)4 8/‬الكايف‪ ،‬ابن قدامة( ‪ ،) 5 /‬املدونة‪ ،‬اإلمام مال ( ‪.) 14/‬‬
‫(‪ )5‬انظر البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬ابن جنيم (‪ ،) 5/5‬رد احملتار على الدر املختار‪ ،‬ابن عابدين( ‪ ،)4 8/‬بداية‬
‫اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬ابن رشد ( ‪.)75/‬‬
‫(‪ )4‬انظر البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬ابن جنيم (‪ ،) 5/5‬رد احملتار على الدر املختار‪ ،‬ابن عابدين ( ‪،)4 8/‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬ابن رشد ( ‪.)75/‬‬
‫(‪ )4‬انظر املغين‪ ،‬موفق الدين ابن قدامة (‪ ،) 41/8‬الشرح الكبري‪ ،‬أيب الفرج ابن قدامة (‪.) 54/5‬‬
‫‪49‬‬
‫القول األول‪ :‬ال جيب على األم اإلرضاع‪ ،‬وليس للزوج إجبارها عليه‪ ،‬دنيئة كانت أم‬
‫شريفة‪ ،‬يف عصمة األب كانت أم بائنة منه‪ ،‬وهو مذهب اجلمهور من الشافعية( )‪ ،‬واحلنابلة( )‪،‬‬
‫وقول عند املالكية( )‪.‬‬
‫أدلتهم‪:‬‬

‫‪-‬قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭼ(‪.)5‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬أن األم إن امتنعت فقد تعاسرت(‪،)4‬فال جيب عليها بل يصار إىل أخرى‪.‬‬

‫‪-‬قوله تعاىل‪ :‬ﭽﯤ ﯥ ﯦ ﯧﭼ(‪.)4‬‬

‫وجه الداللة‪:‬أن مع ى اآلية أي ال تضار بإلزام اإلرضاع مع كراهتها(‪.)7‬‬

‫‪ -‬قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭼ(‪.)8‬‬

‫وجه الداللة‪:‬أن اهلل تعاىل جعل الرضاع على األب ال على األم مع وجودها‪ ،‬فدل على‬
‫أن الرضاع ليس على األم(‪.)5‬‬

‫)‪.‬‬ ‫( ) انظر البيان يف مذهب اإلمام الشافعي‪ ،‬العمراين ( ‪ ،) 44/‬اجملموع شرح املهذب‪ ،‬النووي (‪/ 8‬‬
‫( ) انظر املغين‪ ،‬موفق الدين ابن قدامة (‪ ،) 41/8‬الشرح الكبري‪ ،‬أيب الفرج ابن قدامة (‪.) 54/5‬‬
‫( ) انظر بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬ابن رشد ( ‪ ،)75/‬الكايف يف فقه أهل املدينة‪ ،‬ابن عبدالرب( ‪.)4 8/‬‬
‫(‪)5‬سورة الطالق آية(‪.)4‬‬
‫(‪ )4‬املغين‪ ،‬موفق الدين ابن قدامة (‪ ،) 41/8‬الشرح الكبري‪ ،‬أيب الفرج ابن قدامة (‪ ،) 54/5‬البيان يف مذهب اإلمام‬
‫الشافعي‪ ،‬ابن أيب اخلري ( ‪ ،) 44/‬اجملموع شرح املهذب‪ ،‬النووي (‪.) / 8‬‬
‫(‪)4‬سورة البقرة آية( )‪.‬‬
‫(‪ )7‬بدائع الصنائع‪ ،‬الكاساين (‪.)51/5‬‬
‫(‪)8‬سورة الطالق آية(‪.)4‬‬
‫(‪ )5‬بدائع الصنائع‪ ،‬الكاساين (‪.)51/5‬‬
‫‪51‬‬
‫‪-5‬وألن إجبار األم على الرضاع ال خيلو‪ :‬إما أن يكون حلق الولد‪ ،‬أو حلق الزوج‪ ،‬أو‬
‫هلما‪ :‬ال جيوز أن يكون حلق الزوج‪ ،‬ألنه ال همل إجبارها على رضاع ولده من غريها‪ ،‬وال جيوز‬
‫أن يكون حلق الولد‪ ،‬ألنه لو كان حلقه للزمها بعد الفرقة ومل يقله أحد‪ ،‬وال جيوز أن يكون‬
‫هلما‪ ،‬ألن ما ال مناسبة فيه ال يثبت احلكم بانضمام بعضه إىل بعض‪ ،‬وألنه لو كان هلما لثبت‬
‫احلكم به بعد الفرقة ( )‪.‬‬
‫‪-4‬أنه اما يلزم الوالد لولده فلزم األب على اخلصوص‪ ،‬كالنفقة‪ ،‬أو كما بعد الفرقة( )‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬جيب على األم إرضاع صغريها سواء أكانت شريفة أم دنيئة‪.‬وهو مذهب‬
‫الظاهرية( )‪ ،‬و رواية عند املالكية(‪،)5‬والزم هذا القول أن األم لو طلبت من األب شراء حليب‬
‫صناعي لرتضعه ابنه بدال عن إرضاعه من ثديها يف احلولني فإنه ال يلزم األب إجابتها لذل‬
‫لوجوب اإلرضاع على األم‪.‬‬

‫دليلهم‪:‬قوله تعاىل‪:‬ﭽﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﭼ (‪.(4‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬أن اآلية عامة ال حيل ألحد أن خيص منها شيئا إال ما خصه نص ثابت(‪.)4‬‬

‫الرد‪ :‬أن هذه اآلية تدل على الندب‪ ،‬وإن سلم أنه للوجوب فهو حممول على حال‬
‫االتفاق وعدم التعاسر(‪.)7‬‬

‫( ) املغين‪ ،‬موفق الدين ابن قدامة (‪ ،) 41/8‬الشرح الكبري‪ ،‬أيب الفرج ابن قدامة (‪.) 54/5‬‬
‫( ) املرجعني السابقني‪.‬‬
‫( ) احمللى‪ ،‬ابن حزم (‪.) 71/ 1‬‬
‫(‪ )5‬انظر بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬ابن رشد( ‪.)75/‬‬
‫(‪)4‬سورة البقرة آية( )‪.‬‬
‫(‪ )4‬احمللى‪ ،‬ابن حزم (‪.) 71/ 1‬‬
‫(‪ )7‬تبيني احلقائق‪ ،‬الزيلعي ( ‪.)57/‬‬
‫‪51‬‬
‫القول الثالث‪ :‬جيب اإلرضاع على األم إن كانت امن يرضع مثلها‪ ،‬فأما الشريفة اليت ال‬
‫يرضع مثلها فال جيب عليها اإلرضاع‪ ،‬وهو املشهور عند املالكية( )‪.‬‬

‫ووجه تفريقهم قالوا ‪:‬العرف والعادة( )‪.‬‬

‫الرد‪ :‬أن الشرع ساوى يف هذا احلكم بني الشريفة وغريها فيما ذكرناه من األدلة‪ ،‬فال‬
‫ختص إال بدليل من الشرع‪ ،‬كما أن دليل الشرع مقدم على العرف والعادة( )‪.‬‬

‫القول الرابع‪ :‬أنه جيب على األم إرضاعه ديانة فبهذا وافقوا أصحاب القول الثاين‪ ،‬وال‬
‫جيب عليها قضاء وهبذا وافقوا أصحاب القول األول‪ ،‬وهو قول احلنفية(‪.)5‬‬

‫أدلتهم‪:‬‬

‫‪-‬استدلوا يف عدم إجيابه قضاء مبا استدل به أصحاب القول األول ‪.‬‬

‫‪ -‬استدلوا يف إجيابه ديانة مبا استدل به أصحاب القول الثاين وزادوا بأن استدلوا بـ‪:‬‬

‫قوله تعاىل ‪ :‬ﭽ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﭼ(‪.)4‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬أنه قيل يف مع ى اآلية ال تضار بولدها بأن ترميه على الزوج بعدما عرفها‬
‫وألفها(‪.)4‬‬

‫( ) انظر بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬ابن رشد ( ‪ ،)75/‬الذخرية‪ ،‬القرايف (‪ ،) 71/5‬شرح خمتصر خليل‪ ،‬اخلرشي‬
‫(‪.) 14/5‬‬
‫( ) انظر بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬ابن رشد( ‪.)75/‬‬
‫( ) انظر الوجيز يف إيضاح قواعد الفقه الكلية‪ ،‬البورنو ( ‪.) 8 /‬‬
‫(‪ )5‬انظر بدائع الصنائع‪ ،‬الكاساين(‪ ،)51/5‬تبيني احلقائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬الزيلعي( ‪ ،)4 /‬رد احملتار‪ ،‬ابن‬
‫عابدين( ‪.)4 8/‬‬
‫(‪)4‬سورة البقرة آية( )‪.‬‬
‫(‪ )4‬انظر بدائع الصنائع‪ ،‬الكاساين(‪.)51/5‬‬
‫‪52‬‬
‫الرد ‪ :‬أن مع ى اآلية أي ال تضار بإلزام اإلرضاع مع كراهتها( )‪.‬‬
‫الراجح واهلل أعلم هو القول األول فال جيب على الزوجة اإلرضاع إذا مل يتعني عليها‬
‫وذل لقوة ما استدل به اجلمهور‪ ،‬ومع ذل يبقى أن األوىل لألم إرضاع ولدها‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬تأخري إقامة حد الرجم والقصاص على املرضعة حىت تفطم طفلها‪.‬‬

‫لتحرير هذه المسألة نقول‪:‬‬

‫ال خالف بني الفقهاء يف أنه ال يقام احلد على حامل حىت تضع( )‪ ،‬فإن وضعت هل‬
‫ترجم بعد الوضع‪ ،‬أم ينتظر إىل حني إرضاعها طفلها اللبأ( )‪ ،‬مث إن وجد من يتكفل بإرضاعه‬
‫رمجت وإال أخر الرجم إىل أن تفطمه بتمام حولني ؟ يف هذا قولني ألهل العلم ‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬أهنا ال ترجم حىت ترضع طفلها اللبأ‪ ،‬فإن وجد من يرضعه رمجت وإال انتظر حولني‪،‬‬
‫وهو مذهب اإلمام الشافعي(‪ ،)5‬وأمحد(‪ ،)4‬واملشهور من مذهب مال (‪. )4‬‬

‫دليلهم‪:‬‬

‫قصة املرأة الغامدية(‪ )7‬حني جاءت إىل النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،-‬فقالت‪ [:‬يا رسول اهلل‪،‬‬
‫طهرين]‪ ،‬فقال‪ (( :‬وحي ارجعي فاستغفري اهلل وتويب إليه)) فقالت‪ [:‬أراك تريد أن ترددين‬

‫( ) بدائع الصنائع‪ ،‬الكاساين (‪.)51/5‬‬


‫( ) املغين‪ ،‬ابن قدامة (‪.)57/5‬‬
‫( ) اللبأ ‪:‬هو وهو أول ما حيلب عند الوالدة‪.‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور( ‪ ) 41/‬مادة لبأ‪.‬‬
‫(‪ )5‬انظر احلاوي الكبري‪ ،‬املاوردي ( ‪ ،) 5/‬املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج‪ ،‬النووي( ‪.) 1 /‬‬
‫(‪ )4‬انظر املغين‪ ،‬موفق الدين ابن قدامة (‪ ،)57/5‬الشرح الكبري‪ ،‬ايب الفرج ابن قدامة(‪.) / 1‬‬
‫(‪ )4‬انظراملدونة‪ ،‬اإلمام مال (‪ ،)4 5/5‬االستذكار‪ ،‬ابن عبدالرب (‪.)57 /7‬‬
‫(‪ )7‬الغامدية صحابية من غامد‪ ،‬وهي قبيلة كبرية من اليمن من أزد‪ ،‬امسها سبيعة وقيل أبية بنت فرج‪ ،‬انظر مرقاة املفاتيح‬
‫شرح مشكاة املصابيح‪ ،‬علي اهلروي(‪،) 4/4‬هتذيب األمساء واللغات‪ ،‬النووي( ‪.) 7 /‬‬
‫‪53‬‬
‫كما رددت ماعز بن مال ( )]‪ ،‬قال‪(( :‬وما ذاك؟))قالت‪ :‬إهنا حبلى من الزىن‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫((آنت؟)) قالت‪ [:‬نعم]‪ ،‬فقال هلا‪(( :‬حىت تضعي ما يف بطن ))‪ ،‬قال‪ :‬فكفلها رجل من‬
‫األنصار حىت وضعت‪ ،‬قال‪ :‬فأتى النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فقال‪[ :‬قد وضعت الغامدية]‪،‬‬
‫فقال‪(( :‬إذا ال نرمجها وندع ولدها صغريا ليس له من يرضعه))‪ ،‬فقام رجل من األنصار‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫[إيل رضاعه يا نيب اهلل]‪ ،‬قال‪ :‬فرمجها( )‪.‬‬

‫ويف رواية قال‪(( :‬اذهيب فأرضعيه حىت تفطميه))‪ ،‬فلما فطمته أتته بالصيب يف يده كسرة‬
‫خبز‪ ،‬فقالت‪ [:‬هذا يا نيب اهلل قد فطمته‪ ،‬وقد أكل الطعام]‪ ،‬فدفع الصيب إىل رجل من‬
‫املسلمني‪ ،‬مث أمر هبا فحفر هلا إىل صدرها‪ ،‬وأمر الناس فرمجوها( )‪.‬‬

‫القول الثاني ‪ :‬أهنا ترجم بعد الوضع‪ ،‬وهو قول أبو حنيفة(‪ ،)5‬ومال يف رواية عنه(‪.)4‬‬

‫دليلهم‪ :‬ما جاء يف بعض روايات احلديث السابق أن امرأة أتت النيب‪-‬صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪-‬فذكرت أهنا زنت فأمر هبا أن تقعد حىت تضعه‪ ،‬فلما وضعته أتته فأمر هبا فرمجت وصلى‬
‫عليها(‪.)4‬‬

‫( ) هو ماعز بن مال األسلمي‪،‬قال ابن حبمان‪ :‬له صحبة‪ ،‬وهو المذي رجم يف عهد النيب صلمى الله عليه وآله وسلم‪،‬‬
‫ثبت ذكره يف الصحيحني وغريمها من حديث أيب هريرة وزيد بن خالد وغريمها‪ ،‬ويقال‪ :‬إن امسه غريب‪ ،‬وماعز‬
‫لقب‪،‬اإلصابة يف متييز الصحابة‪ ،‬ابن حجر(‪،)4 /4‬أسد الغابة‪ ،‬ابن األثري (‪.)4/4‬‬
‫) كتاب احلدود‪.‬‬ ‫( ) رواه مسلم يف صحيحه برقم‪/ ( 454:‬‬
‫) كتاب احلدود قال اإلمام النووي يف شرحه على‬ ‫( ) رواها مسلم يف صحيحه برقم‪/ ( 454:‬‬
‫مسلم( ‪:) 1 /‬هاتان الروايتان ظاهرمها االختالف وجيب تأويل األوىل ومحلها على وفق الثانية ألهنا قضية واحدة‬
‫والروايتان صحيح تان والثانية منهما صرحية ال همكن تأويلها واألوىل ليست صرحية فيتعني تأويل األوىل ويكون قوله يف‬
‫الرواية األوىل قام رجل من األنصار فقال إيل رضاعه إمنا قاله بعد الفطام وأراد بالرضاعة كفالته وتربيته ومساه رضاع‬
‫جمازا‪.‬‬
‫(‪ )5‬انظر ملتقى األحبر‪ ،‬إبراهيم احلليب ( ‪ ،) 5 /‬النتف يف الفتاوى‪ ،‬أبو احلسن السعدي( ‪.)4 5/‬‬
‫(‪ )4‬الكايف يف فقه أهل املدينة‪ ،‬ابن عبد الرب ( ‪ ،) 17 /‬االستذكار‪ ،‬ابن عبدالرب (‪.)57 /7‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم بنحوه يف صحيحه برقم‪ ) 5/ ( 454:‬كتاب احلدود‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫الرد ‪:‬أن هذه الرواية خمتصرة ومتامها ما جاء يف الروايات السابقة‪ ،‬فعلى هذا ال تعارض‬
‫بني هذه الروايات‪ ،‬واجلمع بني روايات احلديث أوىل من إمهال إحداها ال سيما وأن مجيع هذه‬
‫الروايات ثابتة يف الصحيح‪.‬‬

‫والراجح واهلل أعلم هو القول األول‪ ،‬وذل لصراحة الدليل الذي استدلوا به ‪.‬‬

‫وهبذا يظهر عناية الفقه اإلسالمي بنمو الطفل حيث أخر إقامة احلد عن أمه إذا مل يوجد‬
‫من يرضعه لكي يستكمل رضاعه‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬إباحة الفطر للمرضع يف شهر رمضان‪.‬‬

‫إن من صور تقرير الفقه اإلسالمي حلق الطفل يف النمو إباحة الفطر للمرضع يف هنار‬
‫رمضان وذل إذا خافت على نفسها أو طفلها( )‪.‬‬

‫وقد أمجع أهل العلم على أن املرضع إذا خافت على نفسها فلها الفطر( )‪.‬‬

‫واألصل فيه قول النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪(( :-‬إن اهلل عز وجل وضع عن املسافر شطر‬
‫الصالة وعن املسافر واحلامل واملرضع الصوم))( )‪.‬‬

‫وبعد أن استعرضنا صورا من تقرير حق الطفل يف الرضاع‪ ،‬ظهر جليا لكل ذي بصرية‬
‫تقرير الفقه اإلسالمي حلق الطفل يف النمو واهتمامه بذل ‪ ،‬واما متيز به الفقه اإلسالمي عن‬
‫االتفاقية يف هذا اجملال أنه أوىل عناية بوالدة الطفل من أجل منو طفلها اليت يرتبط بقائه ببقائها‬
‫أحيانا‪.‬‬

‫( ) انظر املغين‪ ،‬موفق الدين ابن قدامة( ‪ ،) 55/‬الشرح الكبري‪ ،‬أبو الفرج ابن قدامة ( ‪.) 1/‬‬
‫( ) انظر املرجعني السابقني‪.‬‬
‫( ) أخرجه اإلمام أمحد يف املسند برقم‪ ،) 5 / ( 5157:‬وابن ماجة يف سننه برقم‪ ،)4 / ( 447:‬كتاب‬
‫الصيام‪ ،‬باب ماجاء يف اإلفطار للحامل‪ ،‬وصححه األلباين يف مشكاة املصابيح( ‪.)4 5/‬‬
‫‪55‬‬
‫المبحث الثالث‬

‫حق الطفل في الحضانة‬


‫وفيه مطلبان ‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في الحضانة في اتفاقية حقوق الطفل الوارد‬ ‫‪‬‬

‫في المواد التاسعة‪ ،‬و العشرين‪ ،‬واألربعين ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في الحضانة في الفقه اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪56‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في الحضانة في اتفاقية حقوق الطفل الوارد في المادتين‬
‫التاسعة‪ ،‬والعشرين واألربعين‪.‬‬

‫نصت اتفاقية حقوق الطفل على حق الطفل يف احلضانة يف عدد من املواد‪ ،‬فقد نصت‬
‫الفقرة األوىل من املادة التاسعة على أن‪:‬‬

‫(تضمن الدول األطراف عدم فصل الطفل عن والديه على كره منهما‪ ،‬إال عندما تقرر‬
‫السلطات املختصة‪ ،‬رهنا بإجراء إعادة نظر قضائية‪ ،‬وفقا للقوانني واإلجراءات املعمول هبا‪ ،‬أن‬
‫هذا الفصل ضروري لصون مصاحل الطفل الفضلى‪ ،‬وقد يلزم مثل هذا القرار يف حالة معينة مثل‬
‫حالة إساءة الوالدين معاملة الطفل أو إمهاهلما له‪ ،‬أو عندما يعيش الوالدان منفصلني ويتعني‬
‫اختاذ قرار بشأن حمل إقامة الطفل)‪ ،‬ويف هذه املادة إشارة إىل حق الطفل أن يكون يف حضانة‬
‫والديه إال يف ظروف معينة‪.‬‬

‫كما نصت املادة العشرين على أن ‪:‬‬

‫( ‪ .‬للطفل احملروم بصفة مؤقتة أو دائمة من بيئته العائلية أو الذي ال يسمح له‪ ،‬حفاظا‬
‫على مصاحلة الفضلي‪ ،‬بالبقاء يف تل البيئة‪ ،‬احلق يف محاية ومساعدة خاصتني توفرمها الدولة‪.‬‬

‫‪ .‬تضمن الدول األطراف‪ ،‬وفقا لقوانينها الوطنية‪ ،‬رعاية بديلة ملثل هذا الطفل‪.‬‬

‫‪ .‬همكن أن تشمل هذه الرعاية‪ ،‬يف مجلة أمور‪ ،‬احلضانة‪ ،‬أو الكفالة الواردة يف القانون‬
‫اإلسالمي‪ ،‬أو التبين‪ ،‬أو‪ ،‬عند الضرورة‪ ،‬اإلقامة يف مؤسسات مناسبة لرعاية األطفال‪ ،‬وعند‬
‫النظر يف احللول‪ ،‬ينبغي إيالء االعتبار الواجب الستصواب االستمرارية يف تربية الطفل وخللفية‬
‫الطفل اإلثنية والدينية والثقافية واللغوية) ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫كما ونصت الفقرة الرابعة من املادة األربعني واليت تتكلم عن حالة ما إذا أرتكب الطفل‬
‫جرما على أن ‪ (:‬تتاح ترتيبات خمتلفة‪ ،‬مثل أوامر الرعاية واإلرشاد واإلشراف‪ ،‬واملشورة‪،‬‬
‫واالختبار‪ ،‬واحلضانة‪ ،‬وبرامج التعليم والتدريب املهين وغريها من بدائل الرعاية املؤسسية‪،‬‬
‫لضمان معاملة األطفال بطريقة تالئم رفاههم وتتناسب مع ظروفهم وجرمهم على السواء)‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في الحضانة في الفقه اإلسالمي‬
‫الحضانة لغةً‪ :‬من حضن الصيب حيضنه حضنا وحضانة أي جعله يف حضنه‪ ،‬واحلضن‪:‬‬
‫هو مارحت اإلبط إىل الكشح(اخلصر) ( )‪.‬‬
‫الحضانة شرعاً‪ :‬حفظ من ال يستقل بنفسه وتربيته حىت يستقل بنفسه( )‪ ،‬واحلضانة هي الكفالة( )‪،‬‬

‫وقيل احلضانة إىل التمييز‪ ،‬والكفالة إىل البلوغ(‪ ،)5‬واألصل فيها قوله تعاىلﭽﯷﯸﯹﭼ(‪.)4‬‬
‫ف من األمور املقررة يف الفقه اإلسالمي حق الطفل يف احلضانة ويتضح ذل بعدة صور منها‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬إمجاع الفقهاء على كون احلضانة حقا واجبا للطفل(‪ ،)4‬ولو كان لقيطا(‪ ،)7‬وذل‬
‫إذا ترك فوجب حفظه عن اهلالك‪ ،‬كما جيب اإلنفاق عليه‪ ،‬و إجناؤه من‬ ‫ألن الطفل يهل‬
‫املهال ‪ ،‬وهناك فرق بني حق الطفل احملضون باحلضانة‪ ،‬وحق احلاضن حبضن الطفل احملضون‬
‫‪،‬وكالمنا هنا عن األول‪ ،‬فمن عناية الفقه اإلسالمي حبقوق الطفل أن جعل احلضانة حقا‬
‫للطفل رعاية ملصاحله‪ ،‬ومن مقتضى احلضانة‪ :‬حفظ احملضون‪ ،‬وإمساكه عما يؤذيه‪ ،‬وتربيته حىت‬
‫يكرب‪ ،‬وعمل مجيع ما هو يف صاحله‪ :‬م ْن تعهد طعامه‪ ،‬وشرابه‪ ،‬وغسله‪ ،‬ونظافته ظاهرا وباطنا‪،‬‬
‫وتعهد نومه‪ ،‬ويقظته‪ ،‬والقيام جبميع حاجاته(‪.)8‬‬

‫)‪.‬‬ ‫( ) انظر لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬مادة حضن ( ‪ ،) /‬خمتار الصحاح‪ ،‬الرازي(‬
‫( ) اإلنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف‪ ،‬املرداوي (‪.)5 4/5‬‬
‫( ) جواهر العقود‪ ،‬مشس الدين املنهاجي( ‪ ،) 85/‬أس ى املطالب يف شرح روض الطالب‪ ،‬زكريا األنصاري ( ‪.)557/‬‬

‫(‪ )5‬أس ى املطالب يف شرح روض الطالب‪ ،‬زكريا األنصاري ( ‪.)557/‬‬


‫(‪)4‬سورة آل عمران آية (‪.) 7‬‬
‫(‪ )4‬انظر املقدمات املمهدات‪ ،‬حممد ابن رشد( ‪ ،)445/‬مواهب اجلليل‪ ،‬احلطاب الرعيين(‪ ،) 5/5‬املغين‪ ،‬موفق الدين‬
‫ابن قدامة (‪.) 7/8‬‬
‫(‪ )7‬انظر بلغة السال ألقرب املسال ‪ ،‬الصاوي (‪.) 75/5‬‬
‫(‪ )8‬انظر اإلنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف‪ ،‬املرداوي (‪ ،)5 4/5‬بدائع الصنائع‪ ،‬الكاساين (‪ ،)51/5‬كشاف‬
‫القناع‪ ،‬البهويت (‪.)554/4‬‬
‫‪59‬‬
‫ثانياً‪ :‬من صور تقرير الفقه اإلسالمي وعنايته حبق الطفل يف احلضانة تنظيمه حلق احلضانة‬
‫حبسن اختيار احلاضن فاحلضانة تكون لألبوين حال وجودمها واتفاقهما وعدم‬ ‫للطفل وذل‬
‫افرتاقهما‪ ،‬وإن كانا مفرتقني‪-‬والطفل دون التمييز‪-‬فلألم‪ ،‬ما مل تتزوج بإمجاع أهل العلم( )‪ ،‬ألهنا‬
‫أقرب إليه وأشفق عليه( )‪ ،‬واألصل يف ذل ما روي أن امرأة قالت‪ [:‬يا رسول اهلل إن ابين هذا‬
‫كان بطين له وعاء وثديي له سقاء وحجري له حواء وإن أباه طلقين وأراد أن ينتزعه مين]‪،‬‬
‫فقال هلا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ((:‬أنت أحق به ما مل تنكحي))( )‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬من صور تقرير الفقه اإلسالمي وعنايته حبق احلضانة للطفل أن جعل له عند التمييز‬
‫االختيار بني أبيه وأمه حال املشاحة بينهما يف حضانة الطفل‪ ،‬وقد اختلف الفقهاء رمحهم اهلل‬
‫يف مسألة التخيري للطفل بني أبيه وأمه على قولني ‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬خيري الطفل بني أبيه وأمه إذا ميز‪ ،‬وهو مذهب الشافعية(‪ ،)5‬واحلنابلة لكن‬
‫خصه احلنابلة بالغالم دون اجلارية(‪.)4‬‬
‫أدلتهم‪:‬‬
‫‪ -‬ما روي أن أبوين اختصما يف ولدمها إىل النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬وأحدمها مسلم‬
‫واآلخر كافر فخريه فتوجه إل الكافر منهما فقال النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪((-‬اللهم اهده))‬
‫فتوجه إل املسلم فقضى له به(‪.)4‬‬

‫)‪،‬‬ ‫( ) انظر الكايف يف فقه اإلمام أمحد‪ ،‬موفق الدين ابن قدامة( ‪ ،) 55/‬اختالف األئمة العلماء‪ ،‬ابن هبرية( ‪/‬‬
‫جممع األهنر شرح ملتقى األحبر‪ ،‬شيخ زاده ( ‪.)581/‬‬
‫( ) انظر املغين‪ ،‬موفق الدين ابن قدامة (‪.) 5/8‬‬
‫( ) رواه أبو داوود يف سننه برقم‪ ،) 8 / ( 74:‬كتاب الطالق‪ ،‬باب من أحق بالولد‪ ،‬وأمحد يف املسند برقم‪4717:‬‬
‫( ‪ ،) /‬وحسنه األلباين يف إرواء الغليل( ‪.) 55/‬‬
‫(‪ )5‬انظر الوسيط يف املذهب‪ ،‬الغزاىل(‪ ،) 51/4‬كفاية األخيار يف حل غاية االختصار‪ ،‬أبو بكر احلصين( ‪.)554/‬‬
‫(‪ )4‬انظر اإلقناع‪ ،‬احلجاوي (‪ ،) 41/5‬الكايف‪ ،‬ابن قدامة ( ‪.) 57/‬‬
‫(‪ )4‬رواه أمحد يف مسنده برقم‪ ،) 44/ 5( 744:‬وابن أيب شيبة يف مصنفه برقم‪ ،)5/4( 514 :‬كتاب احلدود‬
‫باب أقضية رسول اهلل‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،-‬وابن ماجة يف سننه برقم‪ ،)788/ ( 4 :‬كتاب األحكام باب‬
‫ختيري الصيب بني أبويه‪ ،‬والنسائي يف السنن الكربى برقم‪ ،) 4/4(4 45:‬كتاب الفرائض‪ ،‬الصيب يسلم أحد‬
‫أبويه‪ ،‬وقال عنه ابن حجر يف التلخيص احلبري(‪:) /5‬ويف إسناده اختالف كثري وألفاظ خمتلفة‪ ،‬وقال ابن‬
‫املنذر‪:‬اليثبته أهل النقل ويف إسناده مقال‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫اعترض‪ :‬أنه وفق بربكة دعائه ‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬الختيار األنظر فال يقاس عليه غريه( )‪.‬‬
‫الرد‪ :‬األصل يف أفعال النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬أهنا للتشريع فالتخيري تشريع‪ ،‬وال‬
‫خيص شيء إال بدليل‪.‬‬

‫‪-‬حديث أيب هريرة ‪-‬رضي اهلل عنه‪-‬قال‪[:‬جاءت أم وأب خيتصمان إىل النيب صلى اهلل‬
‫عليه وسلم يف ابن هلما‪ ،‬فقالت للنيب صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬فداك أيب وأمي‪ ،‬إن زوجي يريد أن‬
‫يذهب بابين‪ ،‬وقد سقاين من بئر أيب عنبة ونفعين‪ ،‬فقال النيب صلى اهلل عليه وسلم‪(( :‬يا غالم‪،‬‬
‫هذا أبوك‪ ،‬وهذه أم ‪ ،‬فخذ بيد أيهما شئت‪ ،‬فأخذ بيد أمه فانطلقت به)) ( )‪.‬‬

‫اعترض ‪:‬بأن حيمل ما ورد يف ختيري الغالم على أنه كان بالغا‪ ،‬بدليل أنه كان يستسقي‬
‫من بئر أيب عنبة‪ ،‬ومن يكون دون البلوغ ال يرسل إىل اآلبار للخوف عليه من السقوط( )‪.‬‬

‫الرد‪ :‬أن الغالم يف لغة العرب يطلق على الطفل(‪ ،)5‬والطفل كما سبق بيانه هو من دون‬
‫البلوغ(‪ ،)4‬كما أنه ال يسلم أن من دون البلوغ ال يرسل إىل اآلبار بل يرسل إذا كان اميزا يعرف‬
‫اخلطر وجيتنبه‪.‬‬

‫‪-‬إمجاع الصحابة‪ ،‬فقد روي العمل بالتخيري عن عدد من الصحابة ومل ينكر فكان‬
‫إمجاعا(‪.)4‬‬

‫( ) انظر تبيني احلقائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬الزيلعي( ‪.)55/‬‬


‫( ) رواه عبدالرزاق يف مصنفه برقم‪ ،) 47/7( 4 :‬ورواه أبو داوود يف سننه برقم‪ ،) 7 / ( 77:‬كتاب‬
‫الطالق‪ ،‬باب من أحق بالولد‪ ،‬والنسائي يف السنن الكربى برقم‪ ،) 5 /4( 4441:‬كتاب الطالق‪ ،‬إسالم أحد‬
‫الزوجني وختيري الولد‪ ،‬قال ابن امللقن يف خالصة البدر املنري ‪:‬صححه ابن القطان( ‪.) 45/‬‬
‫( ) انظر بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع‪ ،‬الكاساين(‪.)55/5‬‬
‫(‪ )5‬انظر لسان العرب‪ ،‬ابن منظور( ‪ )51 /‬مادة (طفل)‪.‬‬
‫(‪ )4‬ينظر ص‪. 5‬‬
‫(‪ )4‬املغين‪ ،‬ابن قدامة (‪.) 51/8‬‬
‫‪61‬‬
‫‪-5‬ألن التقدمي يف احلضانة حلق الولد‪ ،‬فيقدم من هو أشفق‪ ،‬ألن حظ الولد عنده أكثر‪،‬‬
‫واعتربنا الشفقة مبظنتها إذا مل همكن اعتبارها بنفسها‪ ،‬فإذا بلغ الطفل حدا يعرب عن نفسه‪،‬‬
‫وهميز بني اإلكرام وضده‪ ،‬فمال إىل أحد األبوين‪ ،‬دل على أنه أرفق به‪ ،‬وأشفق عليه‪ ،‬فقدم‬
‫بذل ( )‪.‬‬
‫وينبغي التنبيه أن أصحاب هذا القول اشرتطوا للتخيري شرطني مها( )‪:‬‬

‫‪-‬أن يكونا (األبوين) مجيعا من أهل احلضانة‪.‬‬

‫‪-‬أن ال يكون الغالم معتوها ‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬ال ختيري للطفل أبدا‪ ،‬وهو مذهب احلنفية( )‪ ،‬واملالكية(‪.)5‬‬

‫ودليلهم‪:‬‬
‫‪-‬قول النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬لألم‪((:‬أنيت أحق به ما مل تنكحي)) (‪.)4‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬أن النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬جعل احلق لألم ومل خيري(‪.)4‬‬

‫الرد ‪ :‬هذا حممول على ما قبل التمييز مجعا بني األحاديث(‪.)7‬‬

‫( ) املرجع السابق‪.‬‬
‫( ) املرجع السابق‪.‬‬
‫( ) انظر‪:‬رحفة الفقهاء‪ ،‬أبو بكر السمرقندي( ‪ ،) 1/‬بدائع الصنائع‪ ،‬الكاساين(‪ ،)55/5‬املعتصر من املختصر‪ ،‬أبو‬
‫احملاسن امللطي( ‪.) 4/‬‬
‫(‪ )5‬انظر القوانني الفقهية‪ ،‬ابن جزي( ‪ ،) 55/‬مواهب اجلليل‪ ،‬احلطاب الرعيين(‪ ،) 5/5‬شرح خمتصر خليل‪،‬‬
‫اخلرشي(‪.) 17/5‬‬
‫(‪ )4‬رواه أمحد يف مسنده برقم‪ ،) / ( 4717:‬و أبو داوود يف سننه برقم‪ ،) 8 / ( 74:‬كتاب الطالق‪ ،‬باب‬
‫من أحق بالولد‪ ،‬والبيهقي يف السنن الصغرى برقم‪ ،) 55/ ( 517:‬كتاب النفقات‪ ،‬باب أي الولدين أحق‬
‫بالولد‪ ،‬وصححه ابن امللقن يف البدر املنري(‪.) 7/8‬‬
‫(‪ )4‬انظر بدائع الصنائع‪ ،‬الكاساين(‪.)55/5‬‬
‫(‪ )7‬انظر عون املعبود‪ ،‬العظيم آبادي(‪.) 44/4‬‬
‫‪62‬‬
‫‪-‬حديث اختصام علي‪ ،‬وزيد( )‪ ،‬وجعفر( )‪-‬رضي اهلل عنهم‪ ،-‬يف ابنة محزة( )‪-‬رضي‬
‫اهلل عنهما‪ -‬حني قال علي‪ [:‬أنا أحق هبا وهي ابنة عمي]‪ ،‬وقال جعفر‪[ :‬ابنة عمي وخالتها‬
‫رحيت]‪ ،‬وقال زيد‪[ :‬ابنة أخي]‪ ،‬فقضى هبا النيب صلى اهلل عليه وسلم خلالتها‪ ،‬وقال‪(( :‬اخلالة‬
‫مبنزلة األم))‪ ،‬وقال لعلي‪(( :‬أنت مين وأنا من ))‪ ،‬وقال جلعفر‪(( :‬أشبهت خلقي وخلقي))‪،‬‬
‫وقال لزيد‪(( :‬أنت أخونا وموالنا)) (‪.)5‬‬
‫وجه الداللة‪:‬أن النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬مل خيريها بني عصبتها لتختار أيهم‬
‫شاءت(‪.)4‬‬

‫( )هو الصحايب اجلليل زيد بن حارثة بن شراحيل (أو شرحبيل) الكليب‪ :‬صحايب‪ .‬أختطف يف اجلاهلية صغريا‪ ،‬واشرتته‬
‫النيب ‪ -‬قبل اإلسالم ‪ -‬وأعتقه وزوجه‬
‫خدجية بنت خويلد فوهبته إىل النيب صلمى اهلل عليه وسلم حني تزوجها‪ ،‬فتبناه م‬
‫بنت عمته‪ .‬واستمر الناس يسمونه (زيد بن حممد) حىت نسخ التبين وهو من أقدم الصحابة إسالما‪ .‬وكان النيب‬
‫صلمى اهلل عليه وسلم ال يبعثه يف سرية إال مأمره عليها‪ ،‬وكان حيبه ويقدمه‪ .‬وجعل له اإلمارة يف غزوة مؤتة‪ ،‬فاستشهد‬
‫فيها عام‪8‬هـ‪ ،‬انظر أسد الغابة‪ ،‬ابن األثري( ‪، )415/‬اإلصابة يف متييز الصحابة ‪،‬ابن حجر( ‪.)555/‬‬
‫( ) هو الصحايب اجلليل جعفر بن أيب طالب (عبد مناف) بن عبد املطلب بن هاشم‪ ،‬يقال له (جعفر الطيار) وهو أخو‬
‫أمري املؤمنني علي بن أيب طالب وشقيقه‪ ،‬وكان أسن من علي بعشر سنني‪ ،‬وهو من السابقني إىل اإلسالم‪ ،‬أسلم‬
‫قبل أن يدخل رسول اهلل صلمى اهلل عليه وسلم دار األرقم ويدعو فيها‪ ،‬وهاجر إىل احلبشة يف اهلجرة الثانية‪ ،‬فلم يزل‬
‫هنال إىل أن هاجر النيب صلى اهلل عليه وسلم إىل املدينة‪ ،‬فقدم عليه جعفر‪ ،‬وهو خبيرب (سنة ‪ 7‬هـ وحضر وقعة‬
‫مؤتة بالبلقاء (من أرض الشام) سنة‪8‬هـ فنزل عن فرسه وقاتل‪ ،‬مث محل الراية وتقدم صفوف املسلمني‪ ،‬فقطعت همناه‪،‬‬
‫فحمل الراية باليسرى‪ ،‬فقطعت أيضا‪ ،‬فاحتضن الراية إىل صدره‪ ،‬وصرب‪ ،‬حىت وقع شهيدا ويف جسمه حنو تسعني‬
‫طعنة ورمية‪ ،‬فقيل‪ :‬إن اهلل عوضه عن يديه جناحني يف اجلنة‪ ،‬انظر أسد الغابة‪ ،‬ابن األثري ( ‪ ،)45 /‬اإلصابة يف‬
‫متييز الصحابة‪ ،‬ابن حجر ( ‪.)45 /‬‬
‫( ) هي عمارة بنت محزة بن عبد املطلب القرشية اهلامشية‪ ،‬ابنة عم النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،-‬وقيل امسها أمامة‪ ،‬وقيل‬
‫فاطمة‪ ،‬وتك ى أم الفضل‪ ،‬أمها سلمى بنت عميس‪ ،‬وقد زوجها النيب –صلى اهلل عليه وسلم‪-‬سلمة بن أم سلمة‪.‬انظر‬
‫أسد الغابة‪ ،‬ابن األثري(‪ ،) 54/7‬اإلصابة يف متييز الصحابة‪ ،‬ابن حجر(‪.) /8‬‬
‫(‪ )5‬رواه البخاري يف صحيحه برقم‪ ،) 85/ ( 455:‬كتاب الصلح‪ ،‬باب‪ :‬كيف يكتب هذا‪ :‬ما صاحل فالن بن‬
‫فالن‪ ،‬وفالن بن فالن‪ ،‬وإن مل ينسبه إىل قبيلته أو نسبه‪.‬‬
‫(‪ )4‬انظر املعتصر من املختصر‪ ،‬أبو احملاسن امللطي( ‪.) 4/‬‬
‫‪63‬‬
‫الرد ‪ :‬أن التخيري يكون بني األبوين عند املشاحة بعد التمييز ألهنما متساويان‪ ،‬وهنا ليس‬
‫كذل ‪ ،‬فهو خارج عن حمل النزاع‪.‬‬

‫‪ -‬ألنه ال يعرف األنظر منهما‪ ،‬وألن ختيريه ليس حبكمة ألنه لغلبة هواه هميل إىل اللذة‬
‫احلاضرة من الفراغ والكسل‪ ،‬فيختار شر األبوين وهو الذي يهمله وال يؤدبه( )‪.‬‬

‫الرد‪ :‬التقدمي يف احلضانة حلق الولد‪ ،‬فيقدم من هو أشفق‪ ،‬ألن حظ الولد عنده أكثر‪،‬‬
‫واعتربنا الشفقة مبظنتها إذا مل همكن اعتبارها بنفسها‪ ،‬فإذا بلغ الطفل حدا يعرب عن نفسه‪،‬‬
‫وهميز بني اإلكرام وضده‪ ،‬فمال إىل أحد األبوين‪ ،‬دل على أنه أرفق به‪ ،‬وأشفق عليه‪ ،‬فقدم‬
‫بذل ( )‪.‬‬

‫الراجح واهلل أعلم القول األول وهو ختيري الطفل املميز بني أبيه وأمه حال املشاحة بينهما‬
‫وذل لقوة ما استدلوا به‪ ،‬و لورود السنة بذل ‪.‬‬

‫ومبا سبق تبني تقرير الفقه اإلسالمي واهتمامه حبق الطفل يف احلضانة و متيزه حبسن ترتيب‬
‫األوىل باحلضانة‪ ،‬وجعل احلق له يف اختيار من حيضنه من بني أبويه إذا ميز‪.‬‬

‫( ) انظر رحفة الفقهاء‪ ،‬أبو بكر السمرقندي( ‪ ،) 1/‬بدائع الصنائع‪ ،‬الكاساين(‪.)55/5‬‬


‫( )املغين‪ ،‬ابن قدامة (‪.) 51/8‬‬
‫‪64‬‬
‫المبحث الرابع‬

‫حق الطفل في النفقة‬


‫وفيه مطلبان ‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في النفقة في اتفاقية حقوق الطفل الوارد في‬ ‫‪‬‬

‫المادة السابعة والعشرين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في النفقة في الفقه اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪65‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في النفقة في اتفاقية حقوق الطفل الوارد في المادة السابعة‬

‫والعشرين‪.‬‬

‫نصت اتفاقية حقوق الطفل على حق الطفل يف النفقة وذل يف املادة السابعة والعشرين‬
‫حيث تقول ‪:‬‬

‫( ‪ .‬تعرتف الدول األطراف حبق كل طفل يف مستوى معيشي مالئم لنموه البدين والعقلي‬
‫والروحي واملعنوي واالجتماعي‪.‬‬

‫‪ .‬يتحمل الوالدان أو أحدمها أو األشخاص اآلخرون املسؤولون عن الطفل‪ ،‬املسؤولية األساسية‬


‫عن القيام‪ ،‬يف حدود إمكانياهتم املالية وقدراهتم‪ ،‬بتأمني ظروف املعيشة الالزمة لنمو الطفل‪.‬‬

‫‪ .‬تتخذ الدول األطراف‪ ،‬وفقا لظروفها الوطنية وىف حدود إمكانياهتا‪ ،‬التدابري املالئمة‬
‫من أجل مساعدة الوالدين وغريمها من األشخاص املسؤولني عن الطفل‪ ،‬على إعمال هذا احلق‬
‫وتقدم عند الضرورة املساعدة املادية وبرامج الدعم‪ ،‬وال سيما فيما يتعلق بالتغذية والكساء‬
‫واإلسكان‪.‬‬

‫‪ .5‬تتخذ الدول األطراف كل التدابري املناسبة لكفالة رحصيل نفقة الطفل من الوالدين أو‬
‫من األشخاص اآلخرين املسؤولني ماليا عن الطفل‪ ،‬سواء داخل الدولة الطرف أو يف اخلارج‪،‬‬
‫وبوجه خاص‪ ،‬عندما يعيش الشخص املسؤول ماليا عن الطفل يف دولة أخرى غري الدولة اليت‬
‫يعيش فيها الطفل‪ ،‬تشجع الدول األطراف االنضمام إىل اتفاقات دولية أو إبرام اتفاقات من‬
‫هذا القبيل‪ ،‬وكذل اختاذ ترتيبات أخرى مناسبة)‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في النفقة في الفقه اإلسالمي‪:‬‬

‫النفقة يف الفقه اإلسالمي حق واجب للطفل‪ ،‬وقد اعتنت الشريعة اإلسالمية حبق النفقة‬
‫للطفل‪ ،‬وأدلة ذل مايلي‪:‬‬

‫‪-‬قوله تعاىلﭽ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ‬

‫ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﭼ ( ) ‪.‬‬

‫قال املفسرون عند هذه اآلية‪ :‬ويف هذا دليل على وجوب نفقة الولد على الوالد‪ ،‬لضعفه‬
‫وعجزه‪ ،‬ومساه اهلل سبحانه لألم‪ ،‬ألن الغذاء يصل إليه بواسطتها يف الرضاع( )‪.‬‬

‫‪-‬قوله تعاىل ﭽﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬

‫ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭼ ( )‪.‬‬

‫قال شيخ اإلسالم عند هذه اآلية‪ ":‬فأوجب نفقته محال ورضيعا بواسطة اإلنفاق على‬
‫احلامل واملرضع‪ ،‬فإنه ال همكن رزقه بدون رزق حامله ومرضعه‪ ،‬فسئلت‪ :‬فأين نفقة الولد على‬
‫أبيه بعد فطامه؟ فقلت‪ :‬دل عليه النص تنبيها‪ ،‬فإنه إذا كان يف حال اختفائه و ارتضاعه‬
‫أوجب نفقة من رحمله وترضعه‪ ،‬إذ ال همكن اإلنفاق عليه إال بذل ‪ :‬فاإلنفاق عليه بعد فصاله‬
‫إذا كان يباشر االرتزاق بنفسه أوىل وأحرى‪ ،‬وهذا من حسن االستدالل فقد تضمن اخلطاب‬
‫التنبيه بأن احلكم يف املسكوت أوىل منه يف املنطوق"(‪.)5‬‬

‫( )سورة البقرة آية( )‪.‬‬


‫( ) اجلامع ألحكام القرآن‪ ،‬القرطيب ( ‪.) 4 /‬‬
‫( )سورة الطالق آية(‪.)4‬‬
‫(‪ )5‬جمموع الفتاوى‪ ،‬ابن تيمية‪ ،‬مجع ابن قاسم(‪.) 14/ 5‬‬
‫‪67‬‬
‫‪-‬ما رواه أبو هريرة‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬قال‪ [:‬أمر النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬بالصدقة‬
‫فقال رجل‪ :‬يا رسول اهلل عندي دينار‪ ،‬فقال‪(( :‬تصدق به على نفس ))‪ ،‬قال‪ :‬عندي آخر‪،‬‬
‫قال‪(( :‬تصدق به على ولدك))‪ ،‬قال‪ :‬عندي آخر‪ ،‬قال‪(( :‬تصدق به على زوج ))‪ ،‬قال‪:‬‬
‫عندي آخر‪ ،‬قال‪(( :‬تصدق به على خادم ))‪ ،‬قال‪:‬عندي آخر‪ ،‬قال‪(( :‬أنت أبصر)) ( )‪.‬‬
‫قال شراح احلديث ‪ :‬ومع ى الصدقة يف هذا احلديث النفقة( )‪.‬‬

‫‪ -5‬ما روته أم املؤمنني عائشة‪-‬رضي اهلل عنها‪ :-‬أن هند بنت عتبة‪ ،‬قالت‪[ :‬يا رسول‬
‫اهلل إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيين ما يكفيين وولدي‪ ،‬إال ما أخذت منه وهو ال‬
‫( )‬
‫‪.‬‬ ‫يعلم]‪ ،‬فقال‪(( :‬خذي ما يكفي وولدك‪ ،‬باملعروف))‬

‫‪ -4‬اإلمجاع‪ ،‬فقد أمجع أهل العلم على أن على املرء نفقة أوالده الذين ال مال هلم(‪.)5‬‬

‫وهبذا يتبني أن الفقه اإلسالمي قد جعل للطفل حق النفقة‪ ،‬وهي تشمل أمور منها‪:‬‬
‫الطعام والكسوة والسك ى والعالج(‪.)4‬‬

‫( ) رواه أبوداوود يف سننه برقم‪ ،) / ( 4 5:‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب يف صلة الرحم‪ ،‬قال ابن امللقن يف البدر املنري‪:‬قال‬
‫البيهقي يف اخلالفيات‪:‬هذا احلديث رواته ثقات(‪.) /8‬‬
‫( )انظر معامل السنن‪ ،‬اخلطايب( ‪ ،)8 /‬شرح أيب داوود‪ ،‬العيين(‪.)541/4‬‬
‫( ) رواه البخاري يف صحيحه برقم‪ ،)44/7( 4 45:‬كتاب النفقات‪ ،‬باب إذا مل ينفق الرجل فللمرأة أن تأخذ بغري‬
‫علمه‪ ،‬وراواه مسلم يف صحيحه برقم‪ ،) 8/ ( 7 5:‬كتاب األقضية‪ ،‬باب قضية هند‪.‬‬
‫(‪ )5‬اإلمجاع‪ ،‬ابن املنذر(‪ ،) 1‬املغين‪ ،‬ابن قدامة(‪ ،) /8‬اجلامع ألحكام القرآن‪ ،‬القرطيب ( ‪.) 4 /‬‬
‫(‪ )4‬انظر رد احملتار على الدر املختار‪ ،‬ابن عابدين ( ‪ ،)47 /‬هناية احملتاج‪ ،‬الرملي(‪.) 1/7‬‬
‫‪68‬‬
‫المبحث الخامس‬

‫حق الطفل في التعليم‬


‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في التعليم في اتفاقية حقوق الطفل الوارد‬ ‫‪‬‬

‫في المواد الثالثة والعشرين والثامنة والعشرين والثانية والثالثين‬


‫واألربعين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في التعليم في الفقه اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪69‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في التعليم في اتفاقية حقوق الطفل الوارد في المواد الثالثة‬

‫والعشرين‪ ،‬و الثامنة والعشرين‪ ،‬والثانية والثالثين‪ ،‬واألربعين‪.‬‬

‫نصت اتفاقية حقوق الطفل على حق الطفل يف التعليم‪ ،‬وذل يف عدد من املواد‪ ،‬فقد‬
‫نصت الفقرة الثالثة من املادة الثالثة والعشرين اخلاصة باملعاقني على أنه‪ (:‬إدراكا لالحتياجات‬
‫من هذه املادة جمانا كلما أمكن‬ ‫اخلاصة للطفل املعوق‪ ،‬توفر املساعدة املقدمة وفقا للفقرة‬
‫ذل ‪ ،‬مع مراعاة املوارد املالية للوالدين أو غريمها امن يقومون برعاية الطفل‪ ،‬وينبغي أن هتدف‬
‫إىل ضمان إمكانية حصول الطفل املعوق فعال على التعليم والتدريب‪ ،‬وخدمات الرعاية‬
‫الصحية‪ ،‬وخدمات إعادة التأهيل‪ ،‬واإلعداد ملمارسة عمل‪ ،‬والفرص الرتفيهية وتلقيه ذل‬
‫منوه الثقايف‬ ‫بصورة تؤدى إىل رحقيق االندماج االجتماعي للطفل ومنوه الفردي‪ ،‬مبا يف ذل‬
‫والروحي‪ ،‬على أكمل وجه امكن)‪،‬كما نصت املادة الثامنة والعشرين على أن ‪ . (:‬تعرتف‬
‫الدول األطراف حبق الطفل يف التعليم‪ ،‬ورحقيقا لإلعمال الكامل هلذا احلق تدرجييا وعلى أساس‬
‫تكافؤ الفرص‪ ،‬تقوم بوجه خاص مبا يلي‪:‬‬

‫(أ) جعل التعليم االبتدائي إلزاميا ومتاحا جمانا للجميع‪.‬‬

‫(ب) تشجيع تطوير شىت أشكال التعليم الثانوي‪ ،‬سواء العام أو املهين‪ ،‬وتوفريها وإتاحتها‬
‫جلميع األطفال‪ ،‬واختاذ التدابري املناسبة مثل إدخال جمانية التعليم وتقدمي املساعدة املالية عند‬
‫احلاجة إليها‪.‬‬

‫(ج) جعل التعليم العايل‪ ،‬بشىت الوسائل املناسبة‪ ،‬متاحا للجميع على أساس القدرات‪.‬‬

‫(د) جعل املعلومات واملبادئ اإلرشادية الرتبوية واملهنية متوفرة جلميع األطفال وىف‬
‫متناوهلم‪.‬‬

‫(هـ) اختاذ تدابري لتشجيع احلضور املنتظم يف املدارس والتقليل من معدالت ترك الدراسة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ .‬تتخذ الدول األطراف كافة التدابري املناسبة لضمان إدارة النظام يف املدارس على حنو‬
‫يتمشى مع كرامة الطفل اإلنسانية ويتوافق مع هذه االتفاقية‪.‬‬

‫‪ .‬تقوم الدول األطراف يف هذه االتفاقية بتعزيز وتشجيع التعاون الدويل يف األمور‬
‫املتعلقة بالتعليم‪ ،‬وخباصة هبدف اإلسهام يف القضاء على اجلهل واألمية يف مجيع أحناء العامل‬
‫وتيسري الوصول إىل املعرفة العلمية والتقنية وإىل وسائل التعليم احلديثة‪ ،‬وتراعى بصفة خاصة‬
‫احتياجات البلدان النامية يف هذا الصدد)‪ ،‬كما نصت الفقرة األوىل من املادة الثانية والثالثني‬
‫على أن ‪ (:‬تعرتف الدول األطراف حبق الطفل يف محايته من االستغالل االقتصادي‪ ،‬ومن أداء‬
‫أي عمل يرجح أن يكون خطريا أو أن همثل إعاقة لتعليم الطفل‪ ،‬أو أن يكون ضارا بصحة‬
‫الطفل أو بنموه البدين‪ ،‬أو العقلي‪ ،‬أو الروحي‪ ،‬أو املعنوي‪ ،‬أو االجتماعي)‪ ،‬كما نصت الفقرة‬
‫الرابعة من املادة األربعني واليت تتكلم عن حالة ما إذا أرتكب الطفل جرما على أن ‪(:‬تتاح‬
‫ترتيبات خمتلفة‪ ،‬مثل أوامر الرعاية واإلرشاد واإلشراف‪ ،‬واملشورة‪ ،‬واالختبار‪ ،‬واحلضانة‪ ،‬وبرامج‬
‫التعليم والتدريب املهين وغريها من بدائل الرعاية املؤسسية‪ ،‬لضمان معاملة األطفال بطريقة‬
‫تالئم رفاههم وتتناسب مع ظروفهم وجرمهم على السواء)‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في التعليم في الفقه اإلسالمي‪:‬‬

‫إن من احلقوق املقرة للطفل يف الفقه اإلسالمي حق التعليم‪ ،‬وقد ذهب الفقهاء‪-‬رمحهم‬
‫اهلل‪ -‬يف مسألة إلزام ويل الطفل تعليمه ما حيتاجه من كتاب اهلل‪ ،‬واالعتقاد الصحيح‪ ،‬و‬
‫الطهارة‪ ،‬والصالة‪ ،‬ورحرمي الزىن‪ ،‬والسرقة‪ ،‬وحنو ذل إىل قولني‪:‬‬

‫القول األول‪:‬وجوب تعليم الصغار على أوليائهم‪ ،‬وهو قول الشافعية( )‪ ،‬و اختيار شيخ اإلسالم‬
‫ابن تيمية‪ ،‬وتلميذه ابن القيم‪-‬رمحهم اهلل‪ ،-‬حىت قال ابن القيم نقالعن شيخه ابن تيمية ‪":‬وإذا‬
‫ترك أحد األبوين تعليم الصيب وأمره الذي أوجبه اهلل عليه فهو عاص وال والية له عليه"( )‪.‬‬

‫أدلتهم‪:‬‬

‫‪-‬قوله تعاىل‪:‬ﭽ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬

‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﭼ( )‪.‬‬

‫قال علي بن أيب طالب رضي اهلل عنه‪ [:‬معناه علموهم ما ينجون به من النار] (‪.)5‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪-‬قول النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪(( :-‬مروا أوالدكم بالصالة وهم أبناء سبع سنني)) احلديث‬

‫( ) انظر اجملموع شرح املهذب‪ ،‬النووي( ‪ ،) 4/‬احلاوي الكبري‪ ،‬املاوردي(‪ ،) 41/4‬اإلقناع يف حل ألفاظ أيب شجاع‪،‬‬
‫الشربيين( ‪.)5 1/‬‬
‫( ) زاد املعاد يف هدي خري العباد‪ ،‬ابن القيم (‪.)5 4/4‬‬
‫( )سورة التحرمي آية(‪.)4‬‬
‫(‪ )5‬اجملموع شرح املهذب‪ ،‬النووي( ‪.) 4/‬‬
‫(‪ )4‬رواه أبو داوود يف سننه‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب مىت يؤمر الغالم بالصالة برقم‪ ،) / ( 554:‬وأمحد يف مسنده‬
‫برقم‪ ،) 45/ (4744:‬والدارقطين يف سننه‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب األمر بتعليم الصلوات والضرب عليها‬
‫برقم‪ ،)5 1/ ( 887:‬والبيهقي يف سننه‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب عورة الرجل برقم‪ ،) 5/ ( 5:‬وصححه‬
‫األلباين يف إرواء الغليل( ‪.)7/‬‬
‫‪72‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬أن األوالد ليسوا مبكلفني‪ ،‬فال يتجه عليهم الوجوب‪ ،‬وإمنا الطلب متوجه‬
‫على أوليائهم أن يعلموهم ذل ( )‪.‬‬
‫‪-‬قول النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪(( :-‬كلكم راع‪ ،‬وكلكم مسئول عن رعيته‪ ،‬اإلمام راع‬
‫ومسئول عن رعيته‪ ،‬والرجل راع يف أهله وهو مسئول عن رعيته‪ ،‬واملرأة راعية يف بيت زوجها‬
‫ومسئولة عن رعيتها)) ( )‪.‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬أخرب‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬أن الرجل مسئول عن أهله‪ ،‬وإذا كان كذل‬
‫فواجب عليه أن يعلمهم ما يقيهم به من النار( )‪.‬‬

‫‪ -5‬أن الويل جيب عليه النظر يف مال الصغري فتعليمه أوىل(‪.)5‬‬

‫‪-4‬أنه إن مل يتعلم الصيب الطهارة والصالة قبل البلوغ تأخر بعد البلوغ عن آداء الفرض‬
‫تشاغال بالتعليم فوجب تعليمه قبل البلوغ(‪.)4‬‬
‫(‪)4‬‬
‫القول الثاني‪ :‬أن تعليم الصغري يستحب و ال جيب‪ ،‬وهو املشهور من مذهب املالكية‬

‫أدلتهم‪:‬‬

‫‪-‬استدلوا مبا استدل به أصحاب القول األول من النصوص‪ ،‬ومحلوها على الندب(‪.)7‬‬

‫( ) فتح الباري‪ ،‬ابن حجر (‪.) 58/5‬‬


‫( ) رواه البخاري يف صحيحه برقم‪ )4/ ( 85 :‬كتاب اجلمعة‪ ،‬باب اجلمعة يف القرى واملدن‪ ،‬ورواه مسلم يف صحيحه‬
‫برقم‪ ،) 515/ ( 8 5:‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب فضيلة اإلمام العادل‪.‬‬
‫( ) شرح صحيح البخاري‪ ،‬ابن بطال (‪.) 54/7‬‬
‫(‪ )5‬اجملموع شرح املهذب‪ ،‬النووي( ‪.) 4/‬‬
‫(‪ )4‬احلاوي الكبري‪ ،‬املاوردي(‪.) 41/4‬‬
‫(‪ )4‬انظر الفواكه الدواين على رسالة أيب زيد القريواين‪ ،‬النفراوي( ‪.) 7/‬‬
‫(‪ )7‬انظر املرجع السابق( ‪.) /‬‬
‫‪73‬‬
‫‪-‬قول النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪(( :-‬أهما رجل كانت عنده وليدة( )‪ ،‬فعلمها فأحسن‬
‫تعليمها‪ ،‬وأدهبا فأحسن تأديبها‪ ،‬مث أعتقها وتزوجها فله أجران))احلديث( )‪.‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬اقرتان التعليم باإلعتاق والنكاح مع عدم وجوهبما دليل على عدم وجوبه أيضا‪.‬‬

‫الرد‪:‬ال تالزم بني االقرتان وعدم الوجوب فتعليم ماجيب واجب واالعتاق والنكاح مستحب‬

‫‪ -‬ما روي أن النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬قال‪(( :‬من كانت له بنت‪ ،‬فأدهبا فأحسن‬
‫تأديبها‪ ،‬وعلمها فأحسن تعليمها‪ ،‬وأسبغ عليها من نعم اهلل اليت أسبغ عليه‪ ،‬كانت له سرتا‬
‫وحجابا من النار)) ( )‪.‬‬

‫‪ -5‬مجْع عمر بن اخلطاب‪-‬رضي اهلل عنه‪-‬األوالد يف الكتماب وكان أول من فعل ذل ‪،‬‬
‫وأمر عليهم من يالزمهم للتعليم‪ ،‬وجعل رزقه من بيت املال‪ ،‬وكان منهم البليد والفهيم فأمره أن‬
‫يكتب للبليد يف اللوح‪ ،‬ويلقن الفهيم من غري كتب‪ ،‬وكان عمر ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬يشهدهم‬
‫على األمور اليت خياف عليها االنقطاع بطول الزمان‪ ،‬كالنسب(‪.)5‬‬

‫‪-4‬ما روي أن عمر بن اخلطاب‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬كتب إىل أمراء الشام أن يتعلموا‬
‫الغرض‪ ،‬وهمشوا بني الغرضني حفاة‪ ،‬وعلموا صبيانكم الكتابة والسباحة(‪.)4‬‬

‫والراجح واهلل أعلم القول األول‪ ،‬وذل لقوة ما استدلوا به‪ ،‬ونقول أن ما زاد عن األمور‬
‫الواجب تعليمها للطفل فتعليمها له مستحب‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫وهبذا نعلم تقرير الفقه اإلسالمي حلق الطفل يف تعليمه ما ينفعه‪.‬‬

‫( ) وليدة‪ :‬أصلها ما ولد من اإلماء يف مل رجل‪ ،‬قاله العيين‪ ،‬يف عمدة القاري شرح صحيح البخاري(‪.)75/ 1‬‬
‫( ) رواه البخاري يف صحيحه برقم‪ ،)4/7( 418 :‬كتاب النكاح‪ ،‬باب اختاذ السراري ‪.‬‬
‫( ) رواه أبو نعيم يف احللية(‪ ،)47/4‬وقال‪ :‬غريب من حديث األعمش تفرد به األموي عن طلحة‪.‬‬
‫(‪ )5‬الفواكه الدواين على رسالة أيب زيد القريواين‪ ،‬النفراوي( ‪.) 1/‬‬
‫(‪ )4‬رواه عبدالرزاق يف مصنفه برقم‪ ،) 8/5( 4 58:‬كتاب الوالء‪ ،‬باب مرياث ذي القرابة‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫المبحث السادس‬

‫حق الطفل في عدم المشاركة في الحروب‬


‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في عدم المشاركة في الحروب في اتفاقية‬ ‫‪‬‬

‫حقوق الطفل الوارد في المادة الثامنة والثالثين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في عدم المشاركة في الحروب في الفقه‬ ‫‪‬‬

‫اإلسالمي‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في عدم المشاركة في الحروب في اتفاقية حقوق الطفل‬

‫الوارد في المادة الثامنة والثالثين‪.‬‬

‫نصت اتفاقية حقوق الطفل على حق الطفل يف عدم املشاركة يف احلروب‪ ،‬وذل يف املادة‬
‫الثامنة والثالثني حيث تقول‪:‬‬

‫‪ .‬تتعهد الدول األطراف بأن رحرتم قواعد القانون اإلنساين الدويل املنطبقة عليها يف‬
‫املنازعات املسلحة وذات الصلة بالطفل‪ ،‬وأن تضمن احرتام هذه القواعد‪.‬‬

‫‪ .‬تتخذ الدول األطراف مجيع التدابري املمكنة عمليا لكي تضمن أال يشرتك األشخاص‬
‫الذين مل يبلغ سنهم مخس عشرة سنة اشرتاكا مباشرا يف احلرب‪.‬‬

‫‪ .‬متتنع الدول األطراف عن جتنيد أي شخص مل تبلغ سنه مخس عشرة سنة يف قواهتا‬
‫املسلحة‪ ،‬وعند التجنيد من بني األشخاص الذين بلغت سنهم مخس عشرة سنة ولكنها مل تبلغ‬
‫مثاين عشرة سنة‪ ،‬جيب على الدول األطراف أن تسعي إلعطاء األولوية ملن هم أكرب سنا‪.‬‬

‫‪ .5‬تتخذ الدول األطراف‪ ،‬وفقا اللتزاماهتا مبقتضى القانون اإلنساين الدويل حبماية‬
‫السكان املدنيني يف املنازعات املسلحة‪ ،‬مجيع التدابري املمكنة عمليا لكي تضمن محاية ورعاية‬
‫األطفال املتأثرين بنزاع مسلح)‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في عدم المشاركة في الحروب في الفقه اإلسالمي‪:‬‬

‫نص الفقهاء‪-‬رمحهم اهلل‪ -‬على حق الطفل يف عدم املشاركة يف احلروب‪ ،‬وذل بتقريرهم‬
‫حلق الطفل يف االمتناع عن اجلهاد‪ ،‬وعدم إلزامه بذل ‪ ،‬حيث صرحوا بأن اجلهاد ال جيب على‬
‫الصغري الذي مل يبلغ( )‪ ،‬وأدلة ذل هي‪:‬‬

‫‪-‬قوله تعاىلﭽ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬

‫ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ‬

‫ﮫﭼ( )‪،‬قيل الضعفاء ‪:‬هم الصبيان لضعف أبداهنم( )‪.‬‬

‫‪-‬خرب ابن عمر رضي اهلل عنهما[أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عرضه يوم أحد هو‬
‫(‪)5‬‬
‫ويف‬ ‫ابن أربع عشرة سنة فلم جيزه وعرضه يوم اخلندق وهو ابن مخس عشرة سنة فأجازه]‬
‫رواية[وأنا ابن أربع عشرة فاستصغرين] (‪ )4‬ويف رواية [فلم جيزين ومل يرين بلغت] (‪.)4‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬أن عدم إجازة النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬البن عمر يف اجلهاد‪ ،‬وهو يف‬
‫سن الرابعة عشرة‪ ،‬وحينها مل يبلغ دليل على عدم وجوب اجلهاد على غري البالغني(‪.)7‬‬

‫( ) انظر بدائع الصنائع‪ ،‬الكاساين (‪.)58/7‬‬


‫( )سورة التوبة آية( ‪.)5‬‬
‫( ) مغين احملتاج‪ ،‬الشربيين(‪.) 8/4‬‬
‫(‪ )5‬رواه البخاري يف صحيحه برقم‪ ،) 17 /4(5157:‬كتاب املغازي‪ ،‬باب غزوة اخلندق‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه مسلم يف صحيحه برقم‪ ،) 551 / ( 848:‬كتاب اإلمارة ‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه البيهقي يف السنن الكربى برقم ‪ ،)5 /4( 57:‬كتاب احلجر‪ ،‬باب بلوغ السن‪ ،‬ابن حبان يف صحيحه‬
‫برقم‪ ،) / (57 8:‬الدارقطين يف سننه برقم‪ ،) 1 / 4(5 1 :‬كتاب السري‪ ،‬وقال عنها ابن حجر يف فتح‬
‫الباري‪:‬وهي زيادة صحيحة ال مطعن فيها (‪.) 75/4‬‬
‫(‪ )7‬موسوعة اإلمجاع‪ ،‬مسائل اإلمجاع يف أبواب اجلهاد‪ ،‬د‪/‬صاحل احلريب(‪.)41/4‬‬
‫‪77‬‬
‫‪ -‬أن البلوغ شرط من شروط التكليف باألحكام الشرعية‪ ،‬ومنها اجلهاد فغري البالغ ال‬
‫جيب عليه ( )‪ ،‬لقول النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪(( :-‬رفع القلم عن ثالثة‪-:‬وذكر منهم‪-‬عن‬
‫الصيب حىت حيتلم))احلديث( )‪.‬‬

‫‪-5‬اإلمجاع‪ :‬فقد أمجع العلماء ‪-‬رمحهم اهلل‪ -‬على أن اجلهاد ال جيب على الصغري الذي‬
‫مل يبلغ( )‪.‬‬

‫‪-4‬الصيب ضعيف البنية(‪ )5‬وهو مظنة املرمحة(‪ )4‬فلم جيب عليه اجلهاد‪.‬‬

‫‪-4‬و ألن اجلهاد عبادة بدنية فلم جتب على الصيب كالصوم والصالة(‪.)4‬‬

‫واما سبق يتأكد لنا أن حق الطفل يف عدم املشاركة يف احلروب حق مقر يف الفقه‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وقد أحسنت االتفاقية على وضع سن اخلامسة عشرة حدا للتجنيد‪ ،‬على خالف‬
‫ما ساروا عليه يف تعريفهم للطفل بأنه الذي يبلغ الثامنة عشرة‪ ،‬حيث يوافق هذا ما جاء يف‬
‫حديث ابن عمر ‪-‬رضي اهلل عنه‪-‬السابق‪ ،‬لكن الربوتوكول االختياري امللحق باالتفاقية‬
‫واخلاص باشرتاك األطفال بالنزاعات املسلحة عاد لريفع السن إىل مثانية عشرة(‪.)7‬‬

‫( ) املرجع السابق‪ ،‬وانظر البحر الرائق‪ ،‬ابن جنيم(‪.)77/4‬‬


‫( ) رواه اإلمام أمحد يف املسند برقم‪ ) /5 ( 5715:‬ورواه أبو داوود يف سننه برقم‪ ،) 51/5( 551 :‬كتاب‬
‫احلدود‪ ،‬باب يف اجملنون يسرق أو يصيب حدا‪ ،‬وصححه األلباين يف إرواء الغليل ( ‪.)5/‬‬
‫( ) انظر مراتب اإلمجاع‪ ،‬ابن حزم(‪ ،) 5‬بداية اجملتهد‪ ،‬ابن رشد( ‪.) 5 /‬‬
‫(‪ )5‬املغين‪ ،‬ابن قدامة(‪.) 57/5‬‬
‫(‪ )4‬اهلداية‪ ،‬املرغياين(‪.)85/7‬‬
‫(‪ )4‬البيان يف مذهب اإلمام الشافعي( ‪.) 14/‬‬
‫(‪ )7‬انظر موقع اليونيسف‪. http://www.unicef.org/arabic/‬‬
‫‪78‬‬
‫المبحث السابع‬

‫حق الطفل في الحماية من القذف‬


‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في الحماية من القذف في اتفاقية حقوق‬ ‫‪‬‬

‫الطفل الوارد في المادة السادسة عشر‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في الحماية من القذف في الفقه اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪79‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ورد إقرار حق الطفل في الحماية من القذف في اتفاقية حقوق الطفل في‬

‫المادة السادسة عشرة حيث تقول المادة ‪:‬‬

‫( ‪ .‬ال جيوز أن جيرى أي تعرض تعسفي أو غري قانوين للطفل يف حياته اخلاصة أو أسرته‬
‫أو منزله أو مراسالته‪ ،‬وال أي مساس غري قانوين بشرفه أو مسعته‪.‬‬

‫‪ .‬للطفل حق يف أن حيميه القانون من مثل هذا التعرض أو املساس) ‪.‬‬

‫و بناء على هذه املادة فإن من حقوق الطفل أن حيمى من القذف‪ ،‬إذ أن القذف مساس‬
‫بشرفه ومسعته‪ ،‬كما ومن حقوقه أن حيمى من التعرض ألسرته اليت أول ما تشمل الوالدين‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في الحماية من القذف في الفقه اإلسالمي ‪:‬‬

‫صانت الشريعة اإلسالمية األعراض عن أن متس بسوء سواء أكان ذل لصغري أم كبري ‪،‬‬
‫وهلذا فقد نص يف الفقه اإلسالمي على حرمة القذف‪ ،‬بل ويعاقب القاذف عقوبة رادعة تزجره‬
‫وغريه عن هذا القول‪ ،‬أما رحرمي القذف فقد دل عليه الكتاب والسنة واإلمجاع‪ ،‬ومن ذل ‪:‬‬

‫‪-‬قوله تعاىل‪ :‬ﭽﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬

‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟﭼ( )‪.‬‬

‫‪-‬قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬

‫ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﭼ ( )‪.‬‬

‫‪-‬قول النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪((: -‬اجتنبوا السبع املوبقات))‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول اهلل وما‬
‫هن؟ قال‪(( :‬الشرك باهلل‪ ،‬والسحر‪ ،‬وقتل النفس اليت حرم اهلل إال باحلق‪ ،‬وأكل الربا‪ ،‬وأكل مال‬
‫اليتيم‪ ،‬والتويل يوم الزحف‪ ،‬وقذف احملصنات املؤمنات الغافالت)) ( )‪.‬‬

‫‪ -5‬اإلمجاع ‪:‬فقد أمجعت األمة على رحرمي القذف(‪.)5‬‬

‫وأما إذا حصل وقذف الصغري‪ ،‬فإ من قاذفه ي معزر(‪ )4‬مبا يزجره ويردع غريه عن هذا الفعل وال حي مد‪.‬‬

‫( )سورة النور آية(‪.)5‬‬


‫( )سورة النور آية‪.) 5‬‬
‫( ) رواه البخاري يف صحيحه برقم‪ ) 1/5( 744:‬كتاب الوصايا‪ ،‬باب باب قول اهلل تعاىل‪{:‬إن الذين يأكلون أموال‬
‫اليتامى ظلما‪ ،‬إمنا يأكلون يف بطوهنم نارا وسيصلون سعريا}‪ ،‬ورواه مسلم يف صحيحه برقم‪ )5 / ( 8 :‬باب‬
‫بيان الكبائر وأكربها ‪.‬‬
‫(‪ )5‬املغين‪ ،‬ابن قدامة(‪.)8 /5‬‬
‫(‪ )4‬انظر بدائع الصنائع‪ ،‬الكاساين(‪ ،)51/7‬أس ى املطالب‪ ،‬زكريا األنصاري( ‪.) 75/‬‬
‫‪81‬‬
‫قال ابن رشد( ) ‪":‬يف بداية اجملتهد عند ذكره لشروط إقامة حد القذف‪:‬‬
‫أما املقذوف فاتفقوا على أن من شرطه أن جيتمع فيه مخسة أوصاف –وذكر منها‪:-‬‬
‫البلوغ‪-‬مث قال‪:‬ومال يعترب يف سن املرأة أن تطيق الوطء( )"‪.‬ا‪.‬هـ‪،‬وكذا يف رواية عن اإلمام‬
‫أمحد أن االعتبار يف سن املقذوف للذكر واألنثى أن جيامع مثله( )‪.‬‬
‫وبعد أن علمنا أن قذف الصيب حمرم‪ ،‬وأن قاذفه يعاقب بعقوبة تردعه‪ ،‬يتبني لنا أن حق‬
‫الطفل يف احلماية من القذف مقر يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬حيث أن رحرمي القذف حيميه من أن‬
‫يقذف‪ ،‬كما أن اإلقرار بعقوبة قاذفه محاية له من أن يقذف أيضا‪.‬‬
‫أما املساس بسمعة أسرته‪ ،‬بأن يقذف أباه أو أمه‪ ،‬فكما ذكرنا اإلمجاع على رحرمي القذف‬
‫فهذه محاية لسمعة أسرته‪ ،‬وأما احلماية عن طريق عقاب القاذف‪ ،‬فقد أمجع العلماء على أن‬
‫على قائل ذل احلد بأن جيلد مثانني جلدة إذا كان املقذوف حمصنا(‪، )5‬‬

‫واألصل يف ذل قول اهلل تعاىل ‪ :‬ﭽﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬

‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟﭼ(‪.)4‬‬

‫( ) هوحممد بن أمحد بن حممد بن رشد األندلسي‪ ،‬أبو الوليد‪ :‬الفيلسوف‪ ،‬من أهل قرطبة‪ ،‬ولدسنة ‪4 1‬هـ وتويف سنة‬
‫‪ 454‬هـ‪ ،‬ويلقب بابن رشد " احلفيد " متييزا له عن ج مده أيب الوليد حممد بن أمحد (املتوىف سنة هـ‪ )4 1‬و من‬
‫مؤلفاته‪ :‬التحصيل‪ ،‬يف اختالف مذاهب العلماء‪ ،‬و " احليوان " و " فصل املقال فيما بني احلكمة والشريعة من‬
‫الضروري " يف املنطق‪ ،‬و " منهاج األدلة " يف األصول‪ ،‬انظر تاريخ اإلسالم‪ ،‬الذهيب‬ ‫م‬ ‫االتصال " و "‬
‫( ‪ ،) 1 5/‬األعالم‪ ،‬الزركلي(‪.) 8/4‬‬
‫( ) بداية اجملتهد‪ ،‬ابن رشد(‪. ) 5/5‬‬
‫( ) املغين‪ ،‬ابن قدامة(‪.)85/5‬‬
‫(‪ )5‬الشرح الكبري‪ ،‬أيب الفرج ابن قدامة(‪.) 1/ 1‬‬
‫(‪)4‬سورة النور آية(‪.)5‬‬
‫‪82‬‬
‫المبحث الثامن‬

‫حق الطفل في الحماية من االختطاف‬


‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في الحماية من االختطاف في اتفاقية حقوق‬ ‫‪‬‬

‫الطفل الوارد في المادة الخامسة والثالثين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في الحماية من االختطاف في الفقه‬ ‫‪‬‬

‫اإلسالمي‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في الحماية من االختطاف في اتفاقية حقوق الطفل الوارد‬

‫في المادة الخامسة والثالثين‪.‬‬

‫جاءت اتفاقية حقوق الطفل حبماية الطفل من االختطاف وذل بإقرارها حلق الطفل يف‬
‫احلماية من االختطاف يف املادة اخلامسة والثالثني‪ ،‬حيث تنص على أن ‪(:‬تتخذ الدول‬
‫األطراف مجيع التدابري املالئمة الوطنية والثنائية واملتعددة األطراف ملنع اختطاف األطفال‪ ،‬أو‬
‫بيعهم‪ ،‬أو االجتار هبم ألي غرض من األغراض أو بأي شكل من األشكال)‪.‬‬

‫و يقصد خبطف األطفال‪:‬‬

‫(أ)نقل طفل على حنو غري قانوين من حمل إقامته بالقوة‪ ،‬أو التهديد‪ ،‬أو اخلداع‪ ،‬أو إساءة‬
‫استخدام السلطة‪ ،‬أو اإلغواء إىل مكان يقع رحت سيطرة الشخص القائم على عملية نقل‬
‫الطفل أو شخص ثالث‪.‬‬

‫(ب)نقل الطفل على حنو غري قانوين من احلضانة القانونية لوالديه‪ ،‬أو الشخص الوصي‬
‫عليه‪ ،‬أو من يوفر له الرعاية‪.‬‬

‫سواء مت تنفيذ عملية النقل‪ ،‬أو تسهيلها‪ ،‬أو تنسيقها داخل أراضي الدولة‪ ،‬أو متت عملية‬
‫النقل إليها‪ ،‬أو عربها( )‪.‬‬

‫( ) انظر املادة ( ‪)5‬من القانون النموذجي حلماية الطفل على موقع ‪ ،/http://unterm.un.org‬التابع لألمم املتحدة‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في الحماية من االختطاف في الفقه اإلسالمي ‪:‬‬

‫االختطاف لغةً‪ :‬من اخلطف‪ ،‬وهو أخذ يف سرعة واستالب( )‪.‬‬

‫و يف الفقه اإلسالمي يعرف االختطاف بأنه‪ :‬االختالس( )‪.‬‬

‫واالختالس هو‪ :‬أخذ الشيء عالنية بسرعة مع غفلة صاحبه( )‪.‬‬

‫وإمنا يقصد الفقهاء هبذا املصطلح اختالس األموال وهو جممع على رحرهمه(‪ ،)5‬لكن ال جيب‬
‫به حد السرقة‪ ،‬ألنه ال يأخذ من حرز‪ ،‬كما أنه ليس على وجه اخلفية (‪ ،)4‬كما ال جيب به حد‬
‫احلرابة‪ ،‬ألنه يف احلرابة يعتمد احملارب على الشوكة يف احلال مع بعد الغوث ال على االختالس‬
‫واهلرب‪ ،‬وإمنا جيب به التعزير(‪.)4‬‬

‫فإذا كان اختطاف األموال جممع على رحرهمه كما أسلفنا‪ ،‬فاختطاف األطفال من باب‬
‫أوىل فهذا احلكم هو محاية للطفل من االختطاف‪ ،‬وأما من ناحية محاية الطفل من االختطاف‬
‫بزجر املختطف بالعقوبة الرادعة‪ ،‬فاختطاف األطفال باملع ى الذي جاء يف االتفاقية ال خيلو‪:‬‬

‫‪ -‬إما أن يكون كما بيناه يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬فيوجب تعزير فاعله مبا يردعه وغريه عن‬
‫هذا الفعل‪ ،‬وهذا يعد إقرارا حلق الطفل يف احلماية من االختطاف يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫( ) انظر خمتار الصحاح‪ ،‬الرازي( ‪ ،) 51‬تاج العروس‪ ،‬الزبيدي( ‪.) 4/‬‬


‫( ) انظر املغين‪ ،‬ابن قدامة(‪ ،) 15/5‬رد احملتار‪ ،‬ابن عابدين(‪ ،)55/5‬شرح الزركشي على خمتصر اخلرقي‪ ،‬الزركشي‬
‫(‪.) 5/4‬‬
‫( ) انظر رد احملتار‪ ،‬ابن عابدين(‪ ،)55/5‬الشرح الكبري مع حاشية الدسوقي‪ ،‬الدردير(‪ ،) 5 /5‬منح اجلليل‪ ،‬حممد‬
‫عليش(‪.) 5 /5‬‬
‫(‪ )5‬انظر الذخرية‪ ،‬القرايف(‪.) 44/8‬‬
‫(‪ )4‬انظر املغين‪ ،‬ابن قدامة(‪.) 15، 74/5‬‬
‫(‪ )4‬انظر الوسيط يف املذهب‪ ،‬الغزايل(‪.)555/4‬‬
‫‪85‬‬
‫‪-‬وإما أن يكون االختطاف بالقوة والتهديد جماهرة كما ورد حنوه يف تعريف االختطاف‬

‫يف املطلب السابق‪ ،‬فهذا يوجب احلد وهو حد احلرابة( )‪ ،‬واألصل فيه قوله تعاىل‪ :‬ﭽﭻ‬

‫ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ ﮄﮅﮆﮇﮈ‬

‫ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ‬

‫ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﭼ( )‪.‬‬

‫‪-‬وإما أن تكون صورة اختطاف األطفال كصورة السرقة من حيث انطباق صفة السرقة‬
‫عليها‪ ،‬وهذه يشملها نص االتفاقية بقوهلا ‪(:‬بأي شكل من األشكال)‪ ،‬فهذه املسألة وهي‬
‫سرقة الصغري احلر من حرزه‪ ،‬اختلف الفقهاء فيها هل توجب حد السرقة أم التعزير؟‪،‬‬

‫وننبه قبل عرض اخلالف إىل أمرين‪:‬‬

‫‪ -‬حرز الصغري‪ :‬دار أهله( )‪.‬‬

‫‪-‬حكي اإلمجاع على أن من سرق صبيا حرا يعرب عن نفسه ال يقطع‪ ،‬ألن له يدا على‬
‫نفسه فال يكون أخذه سرقة بل يكون خداعا(‪.)5‬‬

‫نشرع يف بيان األقوال يف مسألة سرقة الطفل احلر هل توجب احلد أم التعزير؟ فنقول‬
‫مستعينني باهلل‪:‬‬

‫)‪ ،‬شرح خمتصر خليل‪ ،‬اخلرشي(‪ ،) 14/8‬هناية املطلب يف دراية املذهب‪ ،‬اجلويين‬ ‫( ) انظر الذخرية‪ ،‬القرايف( ‪/‬‬
‫(‪.) 58/ 7‬‬
‫( )سورة املائدة آية( )‪.‬‬
‫( ) التاج واإلكليل‪ ،‬حممد بن يوسف(‪.)5 5/8‬‬
‫(‪ )5‬بدائع الصنائع‪ ،‬الكاساين(‪ ،)75/7‬فتح القدير‪ ،‬الكمال ابن اهلمام(‪.) 71/4‬‬
‫‪86‬‬
‫القول األول‪ :‬ال يقام احلد على سارق الصغري‪ ،‬وهو مذهب اجلمهور من احلنفية( )‪،‬‬
‫والشافعية( )‪ ،‬وظاهر مذهب احلنابلة وقول أكثرهم( )‪.‬‬

‫أدلتهم‪:‬‬
‫‪-‬أن الصغري احلر ليس مبال فال يقطع بسرقته(‪.)5‬‬

‫‪-‬أن سرقة الصغري كسرقة الكبري النائم‪ ،‬فكما ال يقطع بسرقة الكبري النائم فكذا يف‬
‫سرقة الصغري(‪.)4‬‬

‫القول الثاني‪ :‬يقام احلد على سارق الصغري‪ ،‬وهو قول اإلمام مال (‪ ،)4‬ورواية عن اإلمام أمحد(‪.)7‬‬
‫أدلتهم‪:‬‬
‫‪-‬عموم قوله تعاىل ﭽﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ‬

‫ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭼ(‪.)8‬‬

‫الرد‪:‬األخبار مقيدة إلطالق اآلية باشرتاط أن يكون املسروق ماال‪ ،‬فيحمل املطلق على املقيد(‪.)5‬‬

‫( ) انظر املبسوط‪ ،‬السرخسي(‪ ،) 4 /5‬بدائع الصنائع‪ ،‬الكاساين(‪.)47/7‬‬


‫( ) انظر البيان يف مذهب اإلمام الشافعي‪ ،‬حيىي بن أيب اخلري( ‪ ،)545/‬مغين احملتاج‪ ،‬الشربيين(‪.)587/4‬‬
‫( ) انظر املبدع يف شرح املقنع‪ ،‬ابن مفلح(‪ ،)5 /7‬الشرح الكبري على املقنع‪ ،‬ابن قدامة(‪ ،) 55/ 1‬العدة شرح‬
‫العمدة‪ ،‬هباء الدين املقدسي( ‪.)414‬‬
‫(‪ )5‬العدة شرح العمدة‪ ،‬هباء الدين املقدسي( ‪.)414‬‬
‫(‪ )4‬املرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ )4‬الكايف يف فقه أهل املدينة‪ ،‬ابن عبدالرب( ‪ ،) 18 /‬التهذيب يف اختصار املدونة‪ ،‬خلف ابن أيب القاسم(‪.)551/5‬‬

‫(‪ )7‬انظر املبدع يف شرح املقنع‪ ،‬ابن مفلح(‪ ،)5 /7‬الشرح الكبري على املقنع‪ ،‬ابن قدامة(‪ ،) 55/ 1‬العدة شرح‬
‫العمدة‪ ،‬هباء الدين املقدسي( ‪.)414‬‬
‫(‪)8‬سورة املائدة آية(‪.) 8‬‬
‫(‪ )5‬املبدع يف شرح املقنع‪ ،‬ابن مفلح(‪ ،)5 1/7‬كشاف القناع‪ ،‬البهويت(‪.) 5/4‬‬
‫‪87‬‬
‫‪-‬ما روي أن النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬أيت برجل يسرق الصبيان‪ ،‬مث خيرج هبم‬
‫فيبيعهم يف أرض أخرى‪ ،‬فأمر به رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فقطعت يده( )‪.‬‬

‫الرد‪ :‬احلديث ضعيف‪ ،‬وعلى تقدير صحته حيمل على األرقاء( )‪.‬‬

‫‪-‬روي عن عمر–رضي اهلل عنه‪-‬أنه قطع رجال يف غالم سرقه( )‪.‬‬

‫الرد ‪:‬أن هذا ال يثبت عن عمر –رضي اهلل عنه‪ -‬ففي سنده عن عمر راو مل يسم(‪.)5‬‬

‫‪-5‬أن الصغري مسروق أشبه البهيمة فيقطع بسرقته(‪.)4‬‬

‫الرد‪ :‬أن هذا قياس مع الفارق فالبهيمة مال‪ ،‬خبالف احلر الصغري فليس مبال‪.‬‬

‫وبعد استعراض أدلة الفريقني يرتجح يل –واهلل أعلم‪ -‬قول اجلمهور‪ ،‬وذل ملا استدلوا به‬
‫من أن الصغري احلر ليس مبال‪ ،‬ومن شروط القطع يف السرقة أن يكون املسروق ماال‪ ،‬فلما مل‬
‫يتحقق هذا الشرط يف هذه الصورة‪ ،‬فال قطع إذن‪ ،‬وإمنا فيه التعزير البليغ الرادع‪.‬‬

‫وهبذا البيان حلرمة خطف األطفال‪ ،‬و عقوبة اخلاطف‪ ،‬يتبني لنا أن الفقه اإلسالمي أقر‬
‫حق الطفل يف احلماية من االختطاف‪.‬‬

‫( ) رواه الدارقطين يف سننه برقم‪ ،) 75/5( 54 :‬كتاب احلدود‪ ،‬وقال‪ :‬تفرد به عبد اهلل بن حممد بن حيىي‪ ،‬عن‬
‫هشام‪ ،‬وهو كثري اخلطأ على هشام وهو ضعيف احلديث‪.‬‬
‫( ) مغين احملتاج‪ ،‬الشربيين(‪.)587/4‬‬
‫( ) رواه عبدالرزاق يف مصنفه عن ابن جريج قال‪:‬أخربت عن عمر برقم‪ ،) 54/ 1( 8818:‬كتاب اللقطة‪ ،‬باب‬
‫الرجل يبيع احلر‪.‬‬
‫(‪ )5‬وذل أن ابن جريج ‪-‬كما سبق يف احلاشية السابقة‪ -‬قال أخربت عن عمر‪ ،‬فبني ابن جريج وعمر‪-‬رضي اهلل عنه‪-‬‬
‫راو مل يسم‪.‬‬
‫(‪ ) 4‬انظر املبدع يف شرح املقنع‪ ،‬ابن مفلح(‪.)5 /7‬‬
‫‪88‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الحقوق الواردة في االتفاقية للطفل‬
‫والمنازع في استحقاقه لها في الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫وفيه ستة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪:‬حق الطفل في حرية التدين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬حق الطفل في عدم العقاب بالضرب ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثالث‪:‬حق الطفل في التعبير دون أي اعتبار للحدود‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬حق الطفل في التبـنِّي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الخامس ‪:‬حق الطفل في مساواته مع الجنس اآلخر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث السادس‪ :‬حق الطفل غير المسلم في الجهر بشعائر دينه في‬ ‫‪‬‬

‫بالد المسلمين‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫المبحث األول‬

‫حق الطفل في حرية التدين‬


‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في حرية التدين في اتفاقية حقوق الطفل‬ ‫‪‬‬

‫الوارد في المادة الرابعة عشر‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في حرية التدين في الفقه اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪91‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في حرية التدين في اتفاقية حقوق الطفل الوارد في المادة‬

‫الرابعة عشر‪.‬‬

‫جاء إقرار حق الطفل يف حرية اختيار الدين الذي يريده يف الفقرة األوىل من املادة الرابعة‬
‫عشر من االتفاقية حيث نصت على أن ‪ (:‬رحرتم الدول األطراف حق الطفل يف حرية الفكر‬
‫والوجدان والدين)‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في حرية التدين في الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫إن القول حبرية الطفل يف اختيار الدين الذي يريده‪ ،‬وجعل ذل من حقوقه‪ ،‬اما خالفت‬
‫فيه االتفاقية ما جاء يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬وحنن هنا ال نبحث مسألة ما إذا تدين الطفل بدين‬
‫أبويه‪ ،‬فهذا اما ال إشكال فيه يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬بل امجع الفقهاء على أن الطفل تبع ألبويه‬
‫إن كانا مسلمني وإن كانا مشركني( )‪ ،‬لكننا هنا نبحث مسألة ما إذا كان األبوين مسلمني‬
‫واختار الطفل غري دين اإلسالم‪ ،‬ففي هذه احلالة يف الفقه اإلسالمي يلزم الطفل اإلسالم‪،‬‬
‫وجيرب عليه( )‪ ،‬وال يرتك له احلرية يف اختيار غري دين اإلسالم‪.‬‬

‫وأدلة كون الطفل يلزمه اإلسالم إذا كان أبواه مسلمين ‪:‬‬

‫‪-‬قوله تعاىل‪:‬ﭽ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬

‫ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﭼ( )‪.‬‬

‫قال اإلمام البغوي(‪ )5‬رمحه اهلل عند هذه اآلية‪ ":‬معناها والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإهمان‬
‫يعين أوالدهم الصغار والكبار‪ ،‬فالكبار بإهماهنم بأنفسهم‪ ،‬والصغار بإهمان آبائهم‪ ،‬فإن الولد‬
‫الصغري حيكم بإسالمه تبعا ألحد األبوين‪ ،‬أحلقنا هبم ذريتهم املؤمنني يف اجلنة بدرجاهتم‪ ،‬وإن مل‬
‫يبلغوا بأعماهلم درجات آبائهم تكرمة آلبائهم لتقر بذل أعينهم"(‪.)4‬‬

‫( ) انظر اإلمجاع‪ ،‬ابن املنذر( ‪.)84‬‬


‫( ) انظر بدائع الصنائع‪ ،‬الكاساين (‪ ،) 4/7‬الذخرية‪ ،‬القرايف( ‪ ،) 4/‬املغين‪ ،‬ابن قدامة (‪.) 8/5‬‬
‫( )سورة الطورآية( )‪.‬‬
‫الفراء‪ ،‬أو ابن الفراء‪ ،‬أبو حممد‪ ،‬ويلقب مبحيي السنمة‪ ،‬البغوي الشافعي‪ ،‬فقيه‪،‬‬
‫(‪ )5‬هو احلسني بن مسعود بن حممد‪ ،‬م‬
‫حمدث‪ ،‬مفسر‪ .‬نسبته إىل (بـغا) من قرى خراسان‪ ،‬بني هراة ومرو‪ ،‬ولد سنة‪5 4‬هـ‪ .‬من مصنفاته‪ :‬التهذيب يف فقه‬
‫الشافعية‪ ،‬و (شرح السنة ) يف احلديث‪ ،‬و (مصابيح السنة) و (اجلمع بني الصحيحني) وغري ذل ‪ .‬تويف مبرو الروذ‬
‫عام‪4 1‬هـ‪،‬انظر تاريخ اإلسالم‪ ،‬الذهيب( ‪ ،) 41/‬األعالم‪ ،‬الزركلي( ‪.) 54/‬‬
‫(‪ )4‬معامل التنزيل‪ ،‬البغوي (‪.) 5 /5‬‬
‫‪92‬‬
‫‪-‬قول النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪(( :-‬كل مولود يولد على الفطرة‪ ،‬فأبواه يهودانه‪ ،‬أو‬
‫ينصرانه‪ ،‬أو همجسانه‪ ،‬كمثل البهيمة تنتج البهيمة هل ترى فيها جدعاء)) ( )‪.‬‬

‫وجه الداللة ‪:‬‬

‫قال ابن عبد الرب( ) يف التمهيد‪" :‬بني النيب صلى اهلل عليه وسلم حكم الطفل يف الدنيا‪،‬‬
‫فقال أبواه يهودانه ‪،‬وينصرانه ‪،‬وهمجسانه‪ ،‬يقول حكم الطفل يف الدنيا حكم أبويه ‪،‬فاعرفوا‬
‫باألبوين فمن كان صغريا بني أبوين كافرين أحلق حبكمهما‪ ،‬ومن كان صغريا بني أبوين‬ ‫ذل‬
‫مسلمني أحلق حبكمهما"( )‪.‬‬

‫‪-‬اإلمجاع ‪ ،‬فقد امجع الفقهاء على أن من أسلم أبواه مجيعا‪ ،‬وهو صغري مل يبلغ‪ ،‬أنه‬
‫يلزمه اإلسالم(‪.)5‬‬

‫‪-5‬ملا كان الطفل غري مستقل بنفسه‪،‬مل يكن له بد من ويل يقوم مبصاحله‪ ،‬ويكون تابعا‬
‫له‪ ،‬وأحق من نصب لذل األبوان‪ ،‬إذ مها السبب يف وجوده‪ ،‬وهو جزء منهما‪ ،‬وهلذا كان هلما‬
‫من احلق عليه ما مل يكن ألحد سوامها‪ ،‬فكانا أخص به‪ ،‬وأحق بكفالته‪ ،‬وتربيته من كل أحد‪،‬‬

‫( ) رواه البخاري يف صحيحه برقم‪ ،) 11/ ( 84:‬كتاب اجلنائز‪ ،‬باب ما قيل يف أوالد املشركني‪ ،‬ورواه مسلم يف‬
‫صحيحه برقم‪ ) 157/5( 448:‬كتاب القدر‪.‬‬
‫( ) هو يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري القرطيب املالكي‪ ،‬أبو عمر‪ :‬من كبار حفاظ احلديث‪ ،‬مؤرخ‪،‬‬
‫أديب‪ ،‬يقال له حافظ املغرب‪ .‬ولد بقرطبة سنة‪ ، 48‬وتويف بشاطبة سنة ‪54‬هـ‪ .‬من كتبه " الدرر يف اختصار‬
‫املغازي والسري " و " العقل والعقالء " و " االستيعاب "‪ ،‬يف تراجم الصحابة‪ ،‬و " جامع بيان العلم وفضله " و "‬
‫الشافعي‪ ،‬و " التمهيد‬
‫م‬ ‫املدخل " يف القراءات‪ ،‬و " االنتقاء يف فضائل الثالثة الفقهاء " ترجم به مالكا وأبا حنيفة و‬
‫ملا يف املوطأ من املعاين واألسانيد " و " االستذكار يف شرح مذاهب علماء األمصار و " اإلنصاف فيما بني العلماء‬
‫من االختالف " و " الكايف يف الفقه"‪،‬انظر تاريخ اإلسالم‪ ،‬الذهيب(‪ ،) 55/ 1‬األعالم‪ ،‬الزركلي (‪.) 51/8‬‬
‫( ) التمهيد‪ ،‬ابن عبد الرب(‪.)87/ 8‬‬
‫(‪ )5‬مراتب اإلمجاع‪ ،‬ابن حزم( ‪ ،) 1‬وانظر جمموع الفتاوى‪ ،‬ابن تيمية(‪.) 4/ 4‬‬
‫‪93‬‬
‫وكان من ضرورة ذل أن ينشأ على دينهما كما ينشأ على لغتهما‪ ،‬فإذا نشأ الطفل بني أبويه‬
‫كان على دينهما شرعا وقدرا( )‪.‬‬

‫هبذا العرض هلذه املسألة‪ ،‬يتبني لنا أنه ليس من حقوق الطفل حرية التدين إذا كان ذل‬
‫باملع ى الذي ذكرناه آنفا‪ ،‬وهبذا خيالف الفقه اإلسالمي ما جاء يف االتفاقية من أن للطفل حق‬
‫حرية التدين‪.‬‬

‫( ) أحكام أهل الذمة ‪،‬ابن القيم( ‪.)854/‬‬


‫‪94‬‬
‫المبحث الثاني‬

‫حق الطفل في عدم العقاب بالضرب‬


‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في عدم العقاب بالضرب في اتفاقية‬ ‫‪‬‬

‫حقوق الطفل الوارد في المادة التاسعة عشر ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في عدم العقاب بالضرب في الفقه‬ ‫‪‬‬

‫اإلسالمي‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في عدم العقاب بالضرب في اتفاقية حقوق الطفل الوارد في‬

‫المادة التاسعة عشر‪.‬‬

‫جاء إقرار حق الطفل يف عدم العقاب بالضرب يف اتفاقية حقوق الطفل يف املادة التاسعة‬
‫عشر حيث نصت على أن ‪:‬‬

‫( ‪ .‬تتخذ الدول األطراف مجيع التدابري التشريعية واإلدارية واالجتماعية والتعليمية‬


‫املالئمة حلماية الطفل من كافة أشكال العنف‪ ،‬أو الضرر‪ ،‬أو اإلساءة البدنية‪ ،‬أو العقلية‪،‬‬
‫واإلمهال أو املعاملة املنطوية على إمهال‪ ،‬وإساءة املعاملة‪ ،‬أو االستغالل‪ ،‬مبا يف ذل اإلساءة‬
‫اجلنسية‪ ،‬وهو يف رعاية الوالد (الوالدين) أو الوصي القانوين (األوصياء القانونيني) عليه‪ ،‬أو أي‬
‫شخص آخر يتعهد الطفل برعايته‪.‬‬

‫‪ .‬ينبغي أن تشمل هذه التدابري الوقائية‪ ،‬حسب االقتضاء‪ ،‬إجراءات فعالة لوضع برامج‬
‫الذين يتعهدون الطفل برعايتهم‪ ،‬وكذل‬ ‫اجتماعية لتوفري الدعم الالزم للطفل وألولئ‬
‫لألشكال األخرى من الوقاية‪ ،‬ولتحديد حاالت إساءة معاملة الطفل املذكورة حىت اآلن‪،‬‬
‫واإلبالغ عنها‪ ،‬واإلحالة بشأهنا والتحقيق فيها‪ ،‬ومعاجلتها‪ ،‬ومتابعتها‪ ،‬وكذل لتدخل القضاء‬
‫حسب االقتضاء)‪.‬‬

‫ووجه كون هذه املادة تدل على أن من حقوق الطفل عدم العقاب بالضرب‪ ،‬هو أن‬
‫مصطلح العنف عند األمم املتحدة يشمل الضرب للتأديب‪ ،‬وهذا يتضح من تفسري منظمة‬
‫يف أكثر من‬ ‫األمم املتحدة للطفولة (اليونيسف) الضرب للتأديب على أنه من العنف وذل‬

‫‪96‬‬
‫موضع‪ ،‬مثل نقدها الستخدام الضرب كوسيلة لتأديب الطالب من قبل املعلمني‪ ،‬حيث‬
‫فسرت ذل أنه من العنف( )‪ ،‬وحىت لو صدر ذل من الوالدين( )‪.‬‬

‫وقد جاء يف تقرير جلنة حقوق الطفل التابعة لألمم املتحدة يف دورهتا الثالثة والستون ورحت‬

‫عن ـوان(حــق الطفــل يف احلمايــة مــن العقوبــة البدنيــة) مانصــه( )‪(:‬طلبــت جلنــة حقــوق الطفــل إىل‬

‫الدول أن تقوم على سـبيل السـرعة بسـن أو إلغـاء مـايلزم مـن تشـريعاهتا بغيـة حظـر مجيـع أشـكال‬

‫العنف مهما كانت خفيفة داخل األسرة ويف املدارس مبا فيها العنف الذي يستخدم كشكل من‬

‫أشكال التأديب)‪.‬‬

‫أما العنف لغة ‪:‬فهو ضد الرفق(‪.)5‬‬

‫وكلمة العنف(‪ )violence‬يف اللغة اإلجنليزية‪ ،‬مشتقة من الكلمة الالتينية(‪ )vis‬أي القوة‪،‬‬
‫وقد ذكر قاموس ‪ Webster‬أن من معاين العنف امارسة القوة اجلسدية بالضرب(‪.)4‬‬

‫إن من يتحدث عن العنف من نظره اجتماعية يقسمه إىل أقسام منها‪ ،‬العنف البدين بالضرب(‪.)4‬‬

‫( ) موقع اليونسيف‪ http://www.unicef.org/arabic/‬الصفحة اخلاصة باجلمهورية العربية السورية‪،‬وكذا صفحة املركز الصحفي‪.‬‬
‫( ) انظر تقرير املسح العنقودي متعدد املؤشرات لعام‪ 114‬م للجمهورية العربية السورية ملتابعة أوضاع النساء واألطفال‬
‫(ص‪ )58:‬املنشور على موقع اليونسيف‪.. http://www.unicef.org/arabic/‬‬
‫( ) انظر تقرير جلنة حقوق الطفل التابعة للجمعية العامة لألمم املتحدة يف دورهتا الثالثة والستون لعام‪ 118‬م(ص‪) 1:‬‬
‫املنشور على موقع اليونسيف‪. http://www.unicef.org/arabic/‬‬
‫(‪ )5‬خمتار الصحاح ‪،‬الرازي(ص‪.) 5:‬‬
‫(‪ )4‬انظر العنف األسري أسبابه ومظاهره وآثاره وعالجه ‪،‬د‪/‬خالد احللييب(ص‪.)8:‬‬
‫(‪ )4‬انظر العوامل اإلجتماعية املؤدية للعنف لدى طالب املرحلة الثانوية‪ ،‬فهد الطيار(ص‪،) 1:‬اآلثار االجتماعية للعنف‬
‫املمارس على األطفال اإلناث ‪،‬وفاء املعجل(ص‪.) 4:‬‬
‫‪97‬‬
‫وقد عرفت األمم املتحدة العنف يف اإلعالن العاملي ملناهضة العنف ضد املرأة( ‪ 55‬م)‬
‫بأنه‪( :‬أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية اجلنس‪ ،‬ويرتتب عليه أو يرجح أن يرتتب عليه أذى‪ ،‬أو‬
‫معاناة للمرأة‪ ،‬سواء من الناحية اجلسمانية‪ ،‬أو اجلنسية‪ ،‬أو النفسية‪ ،‬مبا يف ذل التهديد بأفعال‬
‫من هذا القبيل‪ ،‬أو القسر‪ ،‬أو احلرمان التعسفي من احلرية‪ ،‬سواء حدث ذل يف احلياة العامة‬
‫أو اخلاصة) ( ) ويالحظ أن املفهوم فضفاض جدا همكن أن يستوعب ما يعد عنفا فعال‪ ،‬وما ال‬
‫يعد عنفا حقيقة‪ ،‬ومن ذل العقوبة بالضرب للتأديب( )‪.‬‬

‫( ) انظر مفهوم العنف ضد املرأة وجذوره التارخيية ‪،‬مها املانع ‪،‬جملة البيان ‪،‬العدد(‪،) 1‬مجادى اآلخرة ‪ 5 5‬هـ‪.‬‬
‫( ) انظر وقفات شرعية مع مفهوم العنف ضد املرأة يف االتفاقيات الدولية ‪،‬وفاء العيسى ‪،‬جملة البيان‬
‫‪،‬العدد(‪،) 1‬مجادى اآلخرة ‪ 5 5‬هـ‪.‬‬
‫‪98‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في عدم العقاب بالضرب في الفقه اإلسالمي‪:‬‬
‫جاءت الشريعة اإلسالمية بإقرار العقاب بالضرب كوسيلة من وسائل تأديب األطفال‪،‬‬
‫ونص عليها الفقهاء‪ ،‬وإن مل تكن هي الوسيلة األوىل يف ذل ‪ ،‬لكنها إحدى الوسائل الفاعلة‬
‫يف رحقيق الرتبية الرشيدة للطفل إذا ما استخدمت استخداما رشيدا بعد أن يأىب الطفل‬
‫االستجابة جملرد األمر بفعل ما ينفعه‪ ،‬أو بعد أن يأىب االنتهاء جملرد هنيه عن فعل ما يضره‪،‬‬
‫وبيان موقف الفقه اإلسالمي من هذه املسألة يتضح باآليت‪:‬‬

‫ـ نص فقهاء املذاهب األربعة‪ :‬احلنفية( ) واملالكية( ) والشافعية( ) واحلنابلة(‪ )5‬على أن لألب‬


‫ضرب ابنه على ترك الصالة إذا بلغ عشر سنني‪ ،‬بل ونص بعضهم على وجوب ضربه(‪.)4‬‬

‫ـ نص عدد من الفقهاء ـ رمحهم اهلل ـ على أن لويل الصيب أن يؤدبه بالضرب على‬
‫الطهارة إذا بلغ عشر سنني (‪)4‬بل ونص بعضهم على وجوب ذل (‪.)7‬‬

‫ـ نص الفقهاء ـ رمحهم اهلل ـ على أن للمعلم ضرب الطفل للتعليم(كتعليم القرآن(‪))8‬‬


‫بل ذكر ابن عابدين(‪ )5‬ـ رمحه اهلل ـ يف حاشيته على الدر املختار‪ ":‬أنه ال خالف يف ذل "(‪.) 1‬‬

‫)‪ ،‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬ابن جنيم(‪.)4 /4‬‬ ‫( ) انظر تبيني احلقائق شرح كنز الدقائق ‪ ،‬الزيلعي( ‪/‬‬
‫( ) انظر الذخرية ‪ ،‬القرايف( ‪. )517/‬‬
‫( ) انظر احلاوي الكبري‪،‬املاوردي( ‪.) 5/‬‬
‫(‪ )5‬انظر املغين‪،‬ابن قدامه ( ‪ ،)551/‬شرح الزركشي على خمتصر اخلرقي‪ ،‬الزركشي( ‪.)4 /‬‬
‫(‪ )4‬انظر رد احملتار ‪،‬ابن عابدين( ‪ ،) 4 /‬احلاوي الكبري‪،‬املاوردي( ‪.) 5 /‬‬
‫(‪ )4‬انظر شرح الزركشي على خمتصر اخلرقي‪ ،‬الزركشي( ‪.)4 /‬‬
‫(‪ )7‬انظر املغين‪،‬ابن قدامه ( ‪.)551/‬‬
‫(‪ )8‬انظر رد احملتار ‪ ،‬ابن عابدين ‪.)5 4/4(،‬‬
‫الدمشقي‪ :‬فقيه الديار الشامية وإمام احلنفية يف عصره‪،‬وفاته يف دمشق‬
‫م‬ ‫(‪ )5‬حممد أمني بن عمر بن عبد العزيز عابدين‬
‫عام ‪ 4‬هـ‪ .‬له ‪( ،‬رفع األنظار عما أورده احلليب على الدر املختار) و (العقود الدرية يف تنقيح الفتاوي احلامدية) ‪،‬‬
‫و (نسمات األسحار على شرح املنار ) يف األصول‪ ،‬و (حاشية على املطول) يف البالغة‪ ،‬و (الرحيق املختوم ) يف‬
‫الفرائض‪ ،‬و (حواش على تفسري البيضاوي) التزم فيها أن ال يذكر شيئا ذكره املفسرون‪.‬‬
‫األعالم‪ ،‬الزركلي(‪.)5 /4‬‬
‫(‪ ) 1‬انظر رد احملتار ‪ ،‬ابن عابدين ‪.)444/4(،‬‬
‫‪99‬‬
‫‪5‬ـ نص مجع من الفقهاء‪-‬رمحهم اهلل‪ -‬على أن لألب ضرب ابنه على الصوم إذا بلغ عشر‬
‫سنني( )‪.‬‬

‫وأدلة مشروعية عقاب الطفل بالضرب ‪:‬‬

‫ـ قول النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪(( :-‬مروا أوالدكم بالصالة وهم أبناء سبع سنني‬
‫واضربوهم عليها وهم أبناء عشر‪ ،‬وفرقوا بينهم يف املضاجع )) ( )‪.‬‬

‫‪-‬ما روي أن رجال قال للنيب صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬مم أضرب يتيمي؟ قال‪(( :‬اضربه اما‬
‫كنت ضاربا منه ولدك)) ( )‪.‬‬

‫ـ أن شرع ضرب الصيب إذا بلغ عشر سنني على الصالة وحنوها من العبادات‪ ،‬إذا مل‬
‫همتثل األمر تأديبا له وردعا وزجرا ليتخلق بفعلها‪ ،‬ويألفها‪ ،‬ويعتادها‪ ،‬ويتمرن عليها (‪.)5‬‬

‫وبعد أن ذكرنا أصل مشروعية عقاب الطفل بالضرب‪ ،‬وأن ذل اما نص عليه يف الفقه‬
‫اإلسالمي كوسيلة من وسائل تأديب الطفل‪ ،‬ننبه إىل أن الفقهاء‪-‬رمحهم اهلل‪ -‬وضعوا ضوابط‬
‫لضرب الطفل ومن هذه الضوابط‪:‬‬

‫( ) انظر تبيني احلقائق‪ ،‬الزيلعي ( ‪ ،) 5 /‬رد احملتار‪ ،‬ابن عابدين( ‪.) 4 /‬‬
‫( ) رواه أبو داوود يف سننه‪،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب مىت يؤمر الغالم بالصالة برقم‪، ) / ( 554:‬وأمحد يف مسنده‬
‫برقم‪) 45/ (4744:‬والدارقطين يف سننه ‪،‬كتاب الصالة ‪،‬باب األمر بتعليم الصلوات والضرب عليها برقم‪887:‬‬
‫( ‪ ، ) 5/‬وصححه األلباين يف‬ ‫( ‪، ،)5 1/‬والبيهقي يف سننه ‪ ،‬كتاب الصالة ‪،‬باب عورة الرجل برقم‪5:‬‬
‫إرواء الغليل( ‪.)7/‬‬
‫( ) رواه ابن أيب شيبة يف مصنفه (‪، ) 51/4‬كتاب األدب ‪،‬باب يف أدب اليتيم‪،‬ورواه الطرباين يف املعجم برقم‪55:‬‬
‫( ‪، ) 47/‬ورواه ابن حبان يف صحيحه برقم‪، ، )44/ 1( 5 55:‬وحسنه األلباين يف التعليقات احلسان على‬
‫صحيح ابن حبان(‪.) 1 /4‬‬
‫(‪ )5‬انظر رد احملتار على الدر املختار‪ ،‬ابن عابدين(‪ ،) 4/5‬املغين‪،‬ابن قدامه ( ‪.)551/‬‬
‫‪111‬‬
‫‪-‬أن يكون الطفل امن يعقل التأديب‪ ،‬فقد سئل اإلمام أمحد‪-‬رمحه اهلل‪ ،-‬عن ضرب‬
‫املعلم الصبيان فقال‪ ":‬على قدر ذنوهبم‪ ،‬ويتوقى جبهده الضرب‪ ،‬وإذا كان صغريا ال يعقل فال‬
‫يضربه"( )‪.‬‬

‫‪-‬أن يكون هذا الولد مستحقا للتأديب‪ ،‬أي أنه فعل ما يستحق التأديب عليه( )‪.‬‬

‫‪ -‬أن يقصد املؤِدب التأديب ال االنتقام لنفسه‪ ،‬فإن قصد االنتقام لنفسه مل يكن مؤِدبا‬
‫بل منتصرا( )‪.‬‬

‫‪-5‬أن ال يضربه ضربا مربحا‪ ،‬وال مدميا‪ ،‬ألن املقصود التأديب ال التعذيب(‪.)5‬‬

‫‪-4‬أن يغلب على ظنه أن الضرب يكون مفيدا‪ ،‬فإن الوسيلة إذا مل يرتتب عليها املقصد‬
‫ال تشرع (‪.)4‬‬

‫‪-4‬أن يتجنب املقاتل‪ ،‬و ما ورد النهي عن ضربه(‪ ،)4‬مثل الوجه(‪.)7‬‬

‫‪-7‬أن ال يزيد يف ضربه على عشر‪ ،‬وذل لقول النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪((:-‬ال عقوبة‬
‫فوق عشر ضربات إال يف حد من حدود اهلل)) (‪.)8‬‬

‫( ) املغين‪،‬ابن قدامة(‪.) 57/4‬‬


‫( ) الشرح املمتع ‪،‬ابن عثيمني(‪.) 11/ 5‬‬
‫( ) املرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ )5‬انظر املرجع السابق( ‪،) 1/‬أس ى املطالب‪،‬زكريا األنصاري(‪،) 4 /5‬املدخل ‪،‬ابن احلاج( ‪.) 7/‬‬
‫(‪ )4‬انظر الثمر الداين ‪،‬صاحل األزهري(ص‪.)8:‬‬
‫(‪ )4‬انظر الوسيط يف املذهب‪ ،‬الغزايل (‪.)4 /4‬‬
‫(‪ )7‬رواه مسلم يف صحيحه برقم‪ ، ) 1 4/5( 4 :‬كتاب الرب والصلة واآلداب‪.‬‬
‫(‪ )8‬رواه البخاري يف صحيحه برقم‪، ) 75/8( 4855:‬كتاب احلدود‪ ،‬باب كم التعزيز واألدب‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫قال الشيخ عبدالرمحن السعدي( )‪-‬رمحه اهلل‪":-‬الصحيح أن مع ى احلديث ‪:‬أنه ال يزاد‬
‫على عشر يف التأديبات اليت ليست على فعل حمرم‪ ،‬أو ترك واجب‪ ،‬كتأديب املعلم الصبيان‪،‬‬
‫وتأديب الرجل ولده‪ ،‬وحنو ذل "( )‪.‬‬

‫وبعد هذا العرض ملشروعية عقاب الطفل بالضرب‪ ،‬يتبني لنا أن اتفاقية حقوق الطفل‬
‫خالفت الفقه اإلسالمي يف إعطاءها احلق للطفل يف عدم عقابه بالضرب‪.‬‬

‫( ) هو عبدالرمحن بن ناصر بن عبداهلل بن ناصر بن محد السعدي ‪،‬من بين متيم ‪،‬تويف سنة ‪ 74‬هـ يف عنيزة ‪،‬له عدة‬
‫تصانيف منها تيسري الكرمي الرمحن يف تفسري كالم املنان والقواعد واألصول اجلامعة والفروق والتقاسيم البديعة النافعة‬
‫والوسائل املفيدة للحياة السعيدة‪.‬‬
‫مواقف اجتماعية من حياة الشيخ عبدالرمحن السعدي‪،‬البنه حممد ومساعد بن عبداهلل بن سليمان‬
‫السعدي(ص‪.) 5، 7:‬‬
‫( ) شرح عمدة األحكام ‪،‬عبدالرمحن السعدي(ص‪.)7 :‬‬
‫‪112‬‬
‫المبحث الثالث‬

‫حق الطفل في التعبير دون أي اعتبار للحدود‬


‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في التعبير دون أي اعتبار للحدود في‬ ‫‪‬‬

‫اتفاقية حقوق الطفل الوارد في المادة الثالثة عشر‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في التعبير دون أي اعتبار للحدود في الفقه‬ ‫‪‬‬

‫اإلسالمي‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في التعبير دون أي اعتبار للحدود في اتفاقية حقوق الطفل‬

‫الوارد في المادة الثالثة عشر‪.‬‬

‫جاء النص على كون التعبري دون أي اعتبار للحدود حق من حقوق الطفل يف املادة‬
‫الثالثة عشر من اتفاقية حقوق الطفل حيث نصت على أنه ‪:‬‬

‫( ‪ .‬يكون للطفل احلق يف حرية التعبري‪ ،‬ويشمل هذا احلق حرية طلب مجيع أنواع‬
‫املعلومات واألفكار وتلقيها وإذاعتها‪ ،‬دون أي اعتبار للحدود‪ ،‬سواء بالقول أو الكتابة أو‬
‫الطباعة‪ ،‬أو الفن‪ ،‬أو بأية وسيلة أخرى خيتارها الطفل‪.‬‬

‫‪ .‬جيوز إخضاع امارسة هذا احلق لبعض القيود‪ ،‬بشرط أن ينص القانون عليها وأن تكون‬
‫الزمة لتأمني ما يلي‪:‬‬

‫(أ) احرتام حقوق الغري أو مسعتهم‪ ،‬أو‪،‬‬

‫(ب) محاية األمن الوطين أو النظام العام‪ ،‬أو الصحة العامة أو اآلداب العامة)‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في التعبير دون أي اعتبار للحدود في الفقه اإلسالمي‪:‬‬

‫جاءت الشريعة اإلسالمية حبفظ الطفل املسلم‪ ،‬وصيانته اما يضره‪ ،‬وهتذيب سلوكه‪ ،‬بل‬
‫وأوجبت على ويل الطفل أن همنعه من كل ما يضره‪ ،‬وإن كان غري مكلف‪ ،‬ليتدرب بذل ( )‪،‬‬
‫ومن ذل أن ال همكن الطفل من اإلطالع على املعلومات واألفكار اليت رحرف فطرته السوية‪،‬‬
‫كاالطالع على كتب أهل الكفر والضالل والبدع‪،‬وهذا اما خيالف فيه الفقه اإلسالمي‬
‫االتفاقية‪ ،‬حيث جعلت من حق الطفل حرية طلب مجيع أنواع املعلومات واألفكار وتلقيها‬
‫وإذاعتها‪ ،‬دون أي اعتبار للحدود ‪.‬‬

‫فقد كان النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬حيذر الصحابة‪-‬رضي اهلل عنهم‪ -‬كل التحذير‬
‫وهمنعهم من أن يلتفتوا إىل كتب السابقني اليت نزلت على األنبياء ودخلها التحريف‪ ،‬فضال عن‬
‫غريها من كتب أهل الضالل( )‪ ،‬فقد روي أن عمر بن اخلطاب‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬أتى النيب‬
‫صلى اهلل عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتب‪ ،‬فقرأه على النيب صلى اهلل عليه‬
‫وسلم فغضب‪ ،‬وقال‪(( :‬أمتهوكون( ) فيها يا ابن اخلطاب‪ ،‬والذي نفسي بيده لقد جئتكم هبا‬
‫بيضاء نقية‪ ،‬ال تسألوهم عن شيء فيخربوكم حبق فتكذبوا به‪ ،‬أو بباطل فتصدقوا به‪ ،‬والذي‬
‫نفسي بيده لو أن موسى كان حيا‪ ،‬ما وسعه إال أن يتبعين)) (‪. )5‬‬

‫هذا وهم الصحابة‪ ،‬فكيف مبن سواهم‪ ،‬بل كيف باألطفال‪ ،‬وقد نص الفقهاء رمحهم اهلل‬
‫على عدم متكني الناس صغارهم وكبارهم من مطالعة الكتب املشتملة على الكذب والبدعة‪،‬‬

‫( ) انظر فتح الباري ‪،‬ابن حجر ( ‪.) 44/‬‬


‫( ) انظر موقف ابن تيمية من األشاعرة ‪،‬د‪/‬عبدالرمحن احملمود( ‪.)4‬‬
‫( ) (أمتهوكون) أي‪ :‬أمتحريون يف دينكم حىت تأخذوا العلم من غري كتابكم‪،‬مرقاة املفاتيح شرح مشكاة املصابيح ‪،‬علي‬
‫القاري( ‪.) 4 /‬‬
‫(‪ )5‬رواه اإلمام أمحد يف املسند برقم‪، ) 41/ ( 4 47:‬قال اهليثمي يف جممع الزوائد‪:‬فيه جمالد بن سعيد ضعفه‬
‫أمحد( ‪ ، ) 75/‬وقال األلباين يف إرواء الغليل بعد أن ساق طرق احلديث‪:‬جميء احلديث من طرق متباينة وألفاظ‬
‫متقاربة يدل على أن جمالد بن سعيد قد حفظ احلديث فهو على أقل تقدير حديث حسن واهلل أعلم(‪.) 7/4‬‬
‫‪115‬‬
‫بل نصوا على وجوب إتالفها‪ ،‬وأهنا أولىي من إتالف أواين اخلمور وآالت اللهو واملعازف( )‪،‬‬
‫فقد قال املروذي( )‪ ":‬قلت ألمحد‪ :‬استعرت كتابا فيه أشياء رديئة ترى أن أخرقه أو أحرقه‪،‬‬
‫قال‪ :‬نعم"( )‪ ،‬فعلى هذا من باب أوىل أن ال همكن الطفل اما يطلبه من املعلومات واألفكار‪،‬‬
‫دون أي اعتبار للحدود ‪.‬‬

‫كما أن اما خالفت فيه االتفاقية الفقه اإلسالمي‪ ،‬أن جعلت للطفل احلق يف التعبري دون‬
‫أي اعتبار للحدود‪ ،‬وحني وضعت بعض الضوابط مل تشر إىل ضابط يقضي بأن ال يشمل هذا‬
‫التعبري مساسا بالدين وثوابته‪ ،‬وهذا ال يقر يف الفقه اإلسالمي بأنه حق من حقوق الطفل أو‬
‫الكبري على حد سواء‪ ،‬فكما بينا يف مطلب مضى أن الصيب إذا كان امن حيكم بإسالمه جيرب‬
‫على اإلسالم وال يرتك له اخليار‪ ،‬فكذا ال يقر على أن يصدر منه أي قول خيالف اإلسالم بل‬
‫إذا صدر منه ذل يؤدب أدبا يزجره(‪ ،)5‬فعلى هذا خيالف الفقه اإلسالمي ما جاء يف اتفاقية‬
‫حقوق الطفل من أن من حقوق الطفل احلق يف حرية التعبري دون أي اعتبار للحدود ‪.‬‬

‫( ) انظر الطرق احلكمية ‪،‬ابن القيم (ص‪.) 4:‬‬


‫( ) أمحد بن حممد بن احلجاج‪ ،‬أبو بكر املروذي‪ :‬عامل بالفقه واحلديث‪ ،‬كان هو املقدم من أصحاب اإلمام أمحد لورعه‬
‫وفضله‪ ،‬خصيصا خبدمته‪ ،‬يأنس به اإلمام أمحد وينبسط إليه‪ ،‬وروى عنه مسائل كثرية‪ ،‬وهو الذي أغمضه ملا مات و‬
‫غسله‪ ،‬ووصف بأنه (كثري التصانيف) نسبته إىل مرو الروذ (من خراسان) ووفاته ببغداد سنة‪ 74‬هـ‪ ،‬طبقات‬
‫احلنابلة‪ ،‬ابن أيب يعلى( ‪ ،)44/‬األعالم ‪،‬الزركلي( ‪.) 14/‬‬
‫( ) الطرق احلكمية ‪،‬ابن القيم (ص‪.) :‬‬
‫(‪ )5‬انظر املغين ‪،‬ابن قدامة (‪.) 8/5‬‬
‫‪116‬‬
‫المبحث الرابع‬

‫حق الطفل في التبني‬


‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في التبني في اتفاقية حقوق الطفل الوارد في‬ ‫‪‬‬

‫المادتين العشرين‪ ،‬والحادية والعشرين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في التبني في الفقه اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪117‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في التبني في اتفاقية حقوق الطفل الوارد في المادتين‬

‫العشرين‪ ،‬والحادية والعشرين‪.‬‬

‫ورد إقرار حق الطفل بالتبين يف اتفاقية حقوق الطفل يف املادة العشرين حيث نصت على أن‪:‬‬

‫( ‪ .‬للطفل احملروم بصفة مؤقتة أو دائمة من بيئته العائلية أو الذي ال يسمح له‪ ،‬حفاظا‬
‫على مصاحله الفضلى‪ ،‬بالبقاء يف تل البيئة‪ ،‬احلق يف محاية ومساعدة خاصتني توفرمها الدولة‪.‬‬

‫‪ .‬تضمن الدول األطراف‪ ،‬وفقا لقوانينها الوطنية‪ ،‬رعاية بديلة ملثل هذا الطفل‪.‬‬

‫‪ .‬همكن أن تشمل هذه الرعاية‪ ،‬يف مجلة أمور‪ ،‬احلضانة‪ ،‬أو الكفالة الواردة يف القانون‬
‫اإلسالمي‪ ،‬أو التبين‪ ،‬أو‪ ،‬عند الضرورة‪ ،‬اإلقامة يف مؤسسات مناسبة لرعاية األطفال‪ ،‬وعند‬
‫النظر يف احللول‪ ،‬ينبغي إيالء االعتبار الواجب الستصواب االستمرارية يف تربية الطفل وخللفية‬
‫الطفل اإلثنية والدينية والثقافية واللغوية)‪.‬‬

‫كما ورد إقرار حق الطفل بالتبين يف اتفاقية حقوق الطفل يف املادة احلادية والعشرين حيث‬
‫نصت على أن ‪(:‬تضمن الدول اليت تقر و‪/‬أو جتيز نظام التبين إيالء مصاحل الطفل الفضلى‬
‫االعتبار األول والقيام مبا يلي‪:‬‬

‫(أ) تضمن أال تصرح بتبين الطفل إال السلطات املختصة اليت رحدد‪ ،‬وفقا للقوانني واإلجراءات‬
‫املعمول هبا وعلى أساس كل املعلومات ذات الصلة املوثوق هبا‪ ،‬أن التبين جائز نظرا حلالة الطفل‬
‫فيما يتعلق بالوالدين واألقارب واألوصياء القانونيني وأن األشخاص املعنيني‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬قد‬
‫أعطوا عن علم موافقتهم على التبين على أساس حصوهلم على ما قد يلزم من املشورة‪.‬‬

‫(ب) تعرتف بأن التبين يف بلد آخر همكن اعتباره وسيلة بديلة لرعاية الطفل‪ ،‬إذا تعذرت‬
‫إقامة الطفل لدى أسرة حاضنة أو متبنية‪ ،‬أو إذا تعذرت العناية به بأي طريقة مالئمة يف وطنه‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫(ج) تضمن‪ ،‬بالنسبة للتبين يف بلد آخر‪ ،‬أن يستفيد الطفل من ضمانات ومعايري تعادل‬
‫تل القائمة فيما يتعلق بالتبين الوطين‪.‬‬

‫(د) تتخذ مجيع التدابري املناسبة كي تضمن‪ ،‬بالنسبة للتبين يف بلد آخر‪ ،‬أن عملية التبين‬
‫ال تعود على أولئ املشاركني فيها بكسب مايل غري مشروع‪.‬‬

‫(هـ) تعزز‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬أهداف هذه املادة بعقد ترتيبات أو اتفاقات ثنائية أو متعددة‬
‫األطراف‪ ،‬وتسعى‪ ،‬يف هذا اإلطار‪ ،‬إىل ضمان أن يكون تب ى الطفل يف بلد آخر من خالل‬
‫السلطات أو اهليئات املختصة)‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في التبني في الفقه اإلسالمي ‪:‬‬

‫التبني لغةً ‪ :‬من تبنيت فالنا إذا اختذته ابنا( )‪.‬‬

‫وقد كان الرجل يف اجلاهلية يتب ى الشخص فيجعله كاالبن املولود له‪ ،‬يدعوا إليه الناس‬
‫ويرث مرياث األوالد( )‪.‬‬

‫ويستعمل العرب لفظ (ادعاء) للتعبري عن التبين‪ ،‬ويقصدون به ادعاء الولد الدعي غري‬

‫أبيه‪ ،‬أو إذا كان يدعيه غري أبيه( )‪ ،‬ومنه قوله تعاىلﭽﮇ ﮈ ﮉ ﮊﭼ(‪.)5‬‬

‫هذا وقد كان التبين معروفا يف اجلاهلية وصدر اإلسالم حىت أن النيب‪-‬صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪ -‬تب ى زيد بن حارثة رضي اهلل عنه‪ ،‬ويف ذل يقول الصحابة رضي اهلل عنهم‪[ :‬ما كنا‬

‫ندعو زيد بن حارثة إال زيد بن حممد حىت نزل يف القرآنﭽﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬

‫ﮛ ﮜﮝﭼ(‪،)4()))4‬مث نسخ إىل التحرمي بعد نزول اآلية‪ ،‬وهذا اما خالفت فيه االتفاقية ما جاء‬
‫يف الفقه اإلسالمي ‪،‬وأدلة ذل التحرمي ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬قوله تعاىل ‪ :‬ﭽ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ‬

‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬

‫( ) خمتار الصحاح‪،‬الرازي ‪،‬مادة ب ى(ص‪.)44:‬‬


‫( ) لباب التأويل ‪،‬اخلازن( ‪.)515/‬‬
‫( ) انظر املصباح املنري‪،‬أمحد بن حممد احلموي ‪،‬مادة (دعا)( ‪.) 55/‬‬
‫(‪)5‬سورة األحزاب آية(‪.)5‬‬
‫(‪)4‬سورة األحزاب آية(‪.)5‬‬
‫(‪ )4‬رواه مسلم يف صحيحه برقم‪ ) 885/5( 5 4:‬كتاب فضائل الصحابة رضي اهلل عنهم‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬

‫ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﭼ( )‪.‬‬

‫قال البغوي‪-‬رمحه اهلل‪ -‬عند هذه اآلية‪":‬كان النيب صلى اهلل عليه وسلم أعتق زيد بن‬
‫( )‬
‫حارثة‪ ،‬وتبناه قبل الوحي‪ ،‬فلما تزوج رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم زينب بنت جحش‬
‫وكانت رحت زيد بن حارثة‪ ،‬قال املنافقون تزوج حممد امرأة ابنه وهو ينهى الناس عن ذل ‪،‬‬
‫فأنزل اهلل هذه اآلية ونسخ التبين"( )‪.‬‬

‫‪-‬قول النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪(( :-‬من ادعى إىل غري أبيه وهو يعلم أنه غري أبيه‬
‫فاجلنة عليه حرام)) (‪.)5‬‬

‫‪-‬قول النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪(( :-‬ال ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو‬
‫كفر)) (‪.)4‬‬

‫( )سورة األحزاب آية( ‪5‬و‪.)4‬‬


‫( ) هي زينب بنت جحش بن رئاب األسدية‪ ،‬من أسد خزهمة‪ :‬أم املؤمنني‪ ،‬كانت قدهمة اإلسالم‪ ،‬وكانت زوجة زيد بن‬
‫حارثة‪ ،‬وامسها ( مبرة) وطلقها زيد‪ ،‬فتزوج هبا النيب صلى اهلل عليه وسلم ومساها (زينب)‪ ،‬وقد كانت تفخر بأن اهلل من‬
‫زوجها إياه‪ ،‬وهي أول امرأة صنع هلا النعش‪ ،‬توفيت عام‪ 1‬هـ‪،‬وهي أول أمرأة من نساء النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬‬
‫وفاة بعده‪ ،‬انظر أسد الغابة‪،‬ابن األثري(‪ ،) 4/7‬اإلصابة يف متييز الصحابة‪ ،‬ابن حجر(‪.) 4 /8‬‬
‫( ) معامل التنزيل ‪،‬البغوي( ‪.)417/‬‬
‫(‪ )5‬رواه البخاري يف صحيحه برقم‪ ) 44/8( 4744:‬كتاب الفرائض ‪،‬باب من ادعى إىل غري أبيه ‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه البخاري يف صحيحه برقم‪ ) 44/8( 4748:‬كتاب الفرائض ‪،‬باب من ادعى إىل غري أبيه‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫‪-5‬قول النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪(( :-‬من ادعى إىل غري أبيه أو انتمى إىل غري مواليه‬
‫فعليه لعنة اهلل واملالئكة والناس أمجعني ال يقبل اهلل منه يوم القيامة صرفا وال عدال( ))) ( )‪.‬‬

‫‪-4‬اإلمجاع ‪،‬قال ابن بطال( )‪" :‬قد أمجع العلماء أنه ال جيوز رحويل النسب‪ ،‬وقد نسخ اهلل‬

‫املواريث بالتب ى بقوله تعاىل‪:‬ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬

‫ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﭼ(‪ . )5‬وقد لعن النىب (صلى اهلل عليه وسلم) من‬


‫انتسب إىل غري أبيه"(‪.)4‬‬

‫‪-4‬أما من املعقول فللتبين آثار سلبية منها‪:‬‬

‫أ‪-‬اختالط األنساب وضياعها وجتريد الطفل من نسبه األصلي‪.‬‬


‫ب‪-‬احلقد والضغينة بسبب حجب املتب ى بعض الورثة من الرتكة حجب حرمان أو نقصان‪.‬‬
‫ج‪ -‬قطيعة الرحم ‪.‬‬
‫د‪ -‬رحرمي احلالل ورحليل احلرام‪ ،‬فالتبين همنع الزواج امن رحل له‪ ،‬وحيل اخللوة مبن رحرم عليه‪.‬‬
‫هـ‪-‬ضياع احلقوق إذ ال يعرف من جتب له أو عليه النفقة إذ أحد أسباهبا البنوة احلقيقية(‪.)4‬‬

‫( ) قيل يف مع ى الصرف والعدل أقوال منها‪ :‬أن الصرف الفريضة والعدل النافلة‪ ،‬وهو قول اجلمهور‪ ،‬وقيل العكس‪،‬‬
‫وقيل الصرف التوبة والعدل الفدية‪ ،‬وقيل املع ى ال تقبل فريضته وال نافلته قبول رضا وإن قبلت قبول جزاء‪ .‬انظر املنهاج‬
‫شرح صحيح مسلم بن احلجاج‪ ،‬النووي (‪.) 5 /5‬‬
‫( ) رواه مسلم يف صحيحه برقم‪ )555/ ( 71:‬كتاب احلج‪.‬‬
‫( ) هو أبو احلسن علي بن خلف بن عبداملل بن بطال القرطيب ويعرف بابن اللجام‪،‬كان من أهل العلم واملعرفة‬
‫والفهم‪ ،‬عين باحلديث العناية التامة ‪،‬وشرح الصحيح ‪،‬وويل قضاء لورقة‪ ،‬تويف يف صفر سنة ‪555‬هـ يف سلخ قال عنه‬
‫اإلمام الذهيب‪:‬كان ينتحل الكالم على طريقة األشعري‪ ،‬انظر تاريخ اإلسالم‪ ،‬الذهيب(‪.)75 /5‬‬
‫(‪)5‬سورة األحزاب آية(‪.)4‬‬
‫(‪ )4‬شرح صحيح البخاري ‪،‬ابن بطال (‪.)4 /7‬‬
‫(‪)4‬انظر التبين وبدائله ‪،‬د‪/‬فواز امساعيل ‪،‬جملة كلية العلوم اإلسالمية ‪،‬العدد الثالث عشر ‪ 5 5،‬هـ ‪،‬اجمللد السابع(ص‪.)4:‬‬

‫‪112‬‬
‫المبحث الخامس‬

‫حق الطفل في مساواته مع الجنس اآلخر‬


‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في مساواته مع الجنس اآلخر في اتفاقية‬ ‫‪‬‬

‫حقوق الطفل الوارد في المادتين الثانية والتاسعة والعشرين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في مساواته مع الجنس اآلخر في الفقه‬ ‫‪‬‬

‫اإلسالمي‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل في مساواته مع الجنس اآلخر في اتفاقية حقوق الطفل الوارد‬

‫في المادتين الثانية ‪،‬و التاسعة والعشرين‪.‬‬

‫أشارت اتفاقية حقوق الطفل إىل حق الطفل يف مساواته مع اجلنس اآلخر يف املادة الثانية‬
‫حيث تقول ‪ . (:‬رحرتم الدول األطراف احلقوق املوضحة يف هذه االتفاقية وتضمنها لكل طفل‬
‫خيضع لواليتها دون أي نوع من أنواع التمييز‪ ،‬بغض النظر عن عنصر الطفل‪ ،‬أو والديه‪ ،‬أو‬
‫الوصي القانوين عليه‪ ،‬أو لوهنم‪ ،‬أو جنسهم‪ ،‬أو لغتهم‪ ،‬أو دينهم‪ ،‬أو رأيهم السياسي‪ ،‬أو غريه‪،‬‬
‫أو أصلهم القومي‪ ،‬أو اإلثين‪ ،‬أو االجتماعي‪ ،‬أو ثروهتم‪ ،‬أو عجزهم‪ ،‬أو مولدهم‪ ،‬أو أي وضع‬
‫آخر‪.‬‬

‫‪ .‬تتخذ الدول األطراف مجيع التدابري املناسبة لتكفل للطفل احلماية من مجيع أشكال‬
‫التمييز أو العقاب القائمة على أساس مركز والدي الطفل‪ ،‬أو األوصياء القانونيني عليه‪ ،‬أو‬
‫أعضاء األسرة‪ ،‬أو أنشطتهم‪ ،‬أو آرائهم املعرب عنها‪ ،‬أو معتقداهتم)‪.‬‬

‫وتعبري األمم املتحدة بعدم التمييز يعين فيما يعنيه‪ :‬املساواة بني اجلنسني‪ ،‬كما نص عليه‬
‫يف املادة األوىل من اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد املرأة (سيداو) الصادرة عن‬
‫األمم املتحدة( )‪.‬‬

‫كما نصت اتفاقية حقوق الطفل إىل حق الطفل يف مساواته مع اجلنس اآلخر يف الفقرة‬
‫األوىل(د) من املادة التاسعة والعشرين حيث تقول‪( :‬توافق الدول األطراف على أن يكون تعليم‬
‫الطفل موجها حنو‪:‬إعداد الطفل حلياة تستشعر املسؤولية يف جمتمع حر‪ ،‬بروح من التفاهم‪،‬‬
‫والسلم‪ ،‬والتسامح‪ ،‬واملساواة بني اجلنسني‪ ،‬والصداقة بني مجيع الشعوب واجلماعات اإلثنية‪،‬‬
‫والوطنية‪ ،‬والدينية‪ ،‬واألشخاص الذين ينتمون إىل السكان األصليني)‪.‬‬

‫( ) انظر موقع األمم املتحدة ‪.www.un.org‬‬


‫‪114‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل في مساواته مع الجنس اآلخر في الفقه اإلسالمي‪:‬‬

‫جاءت الشريعة اإلسالمية بالعدل والرمحة جلميع اخللق‪ ،‬وأث ى الرب سبحانه على نفسه‬

‫بالعدل‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﭼ( )‪ ،‬لكن هذا العدل ال يستلزم‬


‫املساواة دائما‪ ،‬وخيطئ الكثري حني يعتقدون أن العدل هو املساواة املطلقة بني املختلفات‪ ،‬ومن‬
‫ذل التسوية بني الذكور واإلناث ‪،‬ففي الفقه اإلسالمي ال يتساوى الغالم واجلارية يف األحكام‬

‫دائما قال تعاىل ‪ :‬ﭽ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﭼ( )‪ ،‬وهذا اما خالفت فيه االتفاقية ما جاء يف‬
‫الفقه اإلسالمي‪ ،‬فالقول بالتسوية بني األطفال ذكورهم وإناثهم لدى األمم املتحدة يستلزم‬
‫أمورا يرفضها اإلسالم‪ ،‬كاالعرتاف بالشذوذ‪ ،‬فما دام ال فرق بني الذكور واإلناث ‪،‬فال همنع‬
‫الذكر من التشبه باألنثى والعكس ( )‪ ،‬وهذا معلوم رحرهمه يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬فقد لعن رسول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم املتشبهني من الرجال بالنساء‪ ،‬واملتشبهات من النساء بالرجال (‪.)5‬‬

‫هذا ومن صور عدم التسوية بني الغالم و اجلارية يف الفقه اإلسالمي مايلي‪:‬‬

‫‪ -‬املرياث‪ ،‬فقد فاضل اهلل سبحانه بني مرياث االبن والبنت وإن كانا صغارا‪ ،‬ومل يساو‬

‫بينهما‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﭼ(‪، )4‬‬

‫( )سورة األنعام آية(‪.) 4‬‬


‫( )سورة آل عمران آية(‪.) 4‬‬
‫( ) انظر وقفات شرعية مع مفهوم العنف ضد املرأة يف االتفاقيات الدولية ‪،‬وفاء العيسى ‪،‬جملة البيان‬
‫‪،‬العدد(‪،) 1‬مجادى اآلخرة ‪ 5 5‬هـ‪،‬عنف األمم املتحدة ضد املرأة ‪،‬إعداد مركز باحثات ‪،،‬جملة البيان‬
‫‪،‬العدد(‪،) 1‬مجادى اآلخرة ‪ 5 5‬هـ‬
‫(‪ )5‬رواه البخاري يف صحيحه برقم‪، ) 45/7( 4884:‬كتاب اللباس ‪،‬باب املتشبهون بالنساء واملتشبهات بالرجال‪.‬‬
‫(‪)4‬سورة النساء آية( )‪.‬‬
‫‪115‬‬
‫فالتسوية وعدم التمييز اليت دعت إليها االتفاقية خمالفة صرحية ملا هو مقرر يف أبواب الفرائض‬
‫يف الفقه اإلسالمي ‪.‬‬

‫‪ -‬العقيقة‪ ،‬فقد قالت عائشة‪-‬رضي اهلل عنها‪[ :-‬أمرنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪،‬‬
‫أن نـع مق عن الغالم شاتني‪ ،‬وعن اجلارية شاة] ( )‪.‬‬

‫‪-‬نضح( ) ما أصاب الثوب من بول الغالم‪ ،‬وغسله من بول اجلارية‪ ،‬وللفقهاء يف هذه‬
‫املسألة قوالن‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬ينضح من بول الغالم‪ ،‬ويغسل من بول اجلارية وقال به الشافعية ‪،‬‬
‫واحلنابلة(‪ ،)5‬وقيدوه بأال يكون الغالم قد طعم‪.‬‬

‫أدلتهم ‪:‬‬
‫‪ -‬عن أم قيس بنت حمصن(‪-)4‬رضي اهلل عنها‪ ،-‬أهنا أتت بابن هلا صغري‪ ،‬مل يأكل‬
‫الطعام‪ ،‬إىل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فأجلسه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يف‬
‫حجره‪ ،‬فبال على ثوبه‪ ،‬فدعا مباء‪ ،‬فنضحه ومل يغسله (‪.)4‬‬

‫( ‪ ) 144/‬كتاب الذبائح ‪،‬باب العقيقة‪،‬ورواه الرتمذي يف سننه برقم‪4 :‬‬ ‫( ) رواه ابن ماجة يف سننه برقم‪4 :‬‬
‫(‪ ) 58/5‬أبواب األضاحي ‪،‬باب ماجاء يف العقيقة‪،‬وقال‪:‬حديث عائشة حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫( ) النضح هو الرش ‪،‬االستذكار ‪،‬ابن عبدالرب( ‪.) 87/‬‬
‫( ) انظر البيان يف مذهب اإلمام الشافعي ‪،‬حيىي بن أيب اخلري( ‪.)5 7/‬‬
‫(‪ )5‬انظر املغين ‪،‬ابن قدامة ( ‪.)48/‬‬
‫(‪ )4‬هي الصحابية اجلليلة‪ :‬أم قيس‪:‬أمية بنت حمصن بن حرثان‪ ،‬ابن قيس األسدية ‪ ،‬أخت عكاشة بن حمصن‪،‬كانت‬
‫امن أسلم قدهما مبكة‪،‬وبايعت وهاجرت‪.‬‬
‫اإلصابة يف متييز الصحابة(‪.)54 /8‬‬
‫( ‪، )45/‬كتاب الوضوء ‪،‬باب بول الصبيان‪.‬‬ ‫(‪ )4‬رواه البخاري يف صحيحه برقم‪:‬‬
‫‪116‬‬
‫اعترض عليه‪ :‬بأن النضح قد يذكر ويراد به الغسل( )‪.‬‬

‫الرد‪ :‬أن الصحابية رضي اهلل عنها فرقت فقالت ‪:‬فنضحه ومل يغسله‪ ،‬فدل على أن النضح‬
‫هنا غري الغسل ‪.‬‬
‫( )‬
‫يف‬ ‫‪-‬عن لبابة بنت احلارث( )‪-‬رضي اهلل عنها‪ ،-‬قالت‪" :‬بال احلسني بن علي‬
‫(‪)5‬‬
‫النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول اهلل أعطين ثوب ‪ ،‬والبس ثوبا غريه‪،‬‬ ‫حجر‬
‫فقال‪(( :‬إمنا ينضح من بول الذكر ويغسل من بول األنثى))" (‪.)4‬‬

‫‪ -‬عن علي بن أيب طالب‪-‬رضي اهلل عنه‪ :-‬أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال يف‬
‫بول الغالم الرضيع‪(( :‬يـْنضح بول الغالم ويغسل بول اجلارية)) (‪.)4‬‬

‫( ) اللباب ‪،‬زكريا األنصاري( ‪. )85/‬‬


‫( ) هي الصحاية اجلليلة‪:‬لبابة بنت احلارث اهلاللية‪ ،‬أم الفضل زوج العباس بن عبد املطلب‪ ،‬ووالدة أوالده‪ :‬الفضل‪ ،‬وعبد‬
‫الله‪ ،‬وغريمها‪ ،‬وهي لبابة الكربى‪ ،‬مشهورة بكنيتها‪،‬أسلمت قبل اهلجرة فيما قيل‪ ،‬وقيل بعدها‪،‬وقيل أهنا أول امرأة‬
‫آمنت بعد خدجية‪،‬ماتت يف خالفة عثمان‪ ،‬انظر اإلصابة يف متييز الصحابة(‪.)54 -555/8‬‬
‫( ) هو الصحايب اجلليل‪ :‬احلسني بن علي بن أيب طالب القرشي اهلامشي‪ ،‬أبو عبداهلل رحيانة النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪،-‬‬
‫وسيد شباب أهل اجلنة‪ ،‬أمه فاطمة بنت النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،-‬قتل‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬يوم اجلمعة‪ ،‬وقيل يوم‬
‫السبت‪ ،‬وهو يوم عاشوراء من سنة إحدى وستني بالعراق‪ ،‬انظر أسد الغابة‪ ،‬ابن األثري ( ‪.) 5/‬‬
‫(‪" )5‬احلجر‪ :‬بتقدمي احلاء املفتوحة أو املكسورة على اجليم الساكنة الثوب واحلضن "‪ ،‬كفاية احلاجة يف شرح سنن ابن‬

‫ماجه‪ ،‬السندي( ‪.) 87/‬‬

‫(‪ )4‬رواه ابن ماجة يف سننه برقم‪ ) 75/ ( 4 :‬كتاب الطهارة وسننها‪،‬باب ماجاء يف بول الصيب الذي مل يطعم‬
‫( ‪ ) 1 /‬كتاب الطهارة ‪،‬باب يف بول الصيب يصيب الثوب‪،‬وصححه‬ ‫‪،‬ورواه ابو داوود يف سننه برقم‪77:‬‬
‫)‪.‬‬ ‫األلباين يف صحيح أيب داوود( ‪/‬‬
‫(‪ )4‬رواه الرتمذي يف سننه برقم‪، )755/ ( 4 1:‬أبواب السفر‪،‬باب ماذكر يف نضح بول الغالم الرضيع‪،‬قال ابن حجر‬
‫العسقالين يف التلخيص احلبري‪:‬إسناده صحيح إال أنه اختلف يف رفعه ووقفه ويف وصله وإرساله وقد رجح البخاري‬
‫صحته وكذا الدارقطين( ‪.) 87/‬‬
‫‪117‬‬
‫القول الثاني‪ :‬ال فرق بني بول الغالم وبول اجلارية‪ ،‬وأنه يغسل منهما مجيعا‪ ،‬وقال به‬
‫احلنفية( ) ‪،‬واملالكية( ) ‪ .‬دليلهم‪:‬‬
‫حديث‪(( :‬استنزهوا( ) من البول فإن عامة عذاب القرب منه)) (‪.)5‬‬
‫الرد‪:‬أن احلديث على فرض صحته عام وما ذكرنا من األحاديث خمصصة له بالنضح لبول‬
‫الغالم واخلاص مقدم على العام‪.‬‬

‫والراجح واهلل أعلم القول األول‪ ،‬لقوة أدلته وصراحتها ولكوهنا خاصة‪.‬‬

‫( ) انظر اللباب ‪،‬زكريا األنصاري( ‪. )85/‬‬


‫( ) انظر التاج واإلكليل ملختصر خليل ‪،‬حممد بن يوسف الغرناطي( ‪.) 44/‬‬
‫( ) استنزهوا من التنزه وهو البعد مبع ى تنزهوا أو مبع ى اطلبوا النزاهة من البول‪،‬سبل السالم ‪،‬الصنعاين( ‪.) 5/‬‬
‫) كتاب الطهارة ‪،‬باب جناسة البول واألمر بالتنزه منه‪ ،‬وقال‪:‬الصواب‬ ‫(‪ )5‬رواه الدارقطين يف سننه برقم‪/ ( 545:‬‬
‫مرسل‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫المبحث السادس‬
‫حق الطفل غير المسلم في الجهر بشعائر دينه‬
‫في بالد المسلمين‬
‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل غير المسلم في الجهر بشعائر دينه في بالد‬ ‫‪‬‬

‫المسلمين في اتفاقية حقوق الطفل الوارد في المادتين الرابعة عشر‪،‬‬


‫والثالثين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل غير المسلم في الجهر بشعائر دينه في بالد‬ ‫‪‬‬

‫المسلمين في الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حق الطفل غير المسلم في الجهر بشعائر دينه في بالد المسلمين في‬

‫اتفاقية حقوق الطفل الوارد في المادتين الرابعة عشر ‪،‬والثالثين‪.‬‬

‫الطفل غري‬ ‫ذكرت اتفاقية حقوق الطفل حق الطفل يف اجلهر بشعائر دينه‪-‬ومن ذل‬
‫املسلم الذي يعيش يف بالد املسلمني‪ -‬يف الفقرة الثالثة من املادة الرابعة عشر حيث نصت‬
‫على أنه ‪ ( :‬ال جيوز أن خيضع اإلجهار بالدين‪ ،‬أو املعتقدات إال للقيود اليت ينص عليها‬
‫القانون‪ ،‬والالزمة حلماية السالمة العامة‪ ،‬أو النظام‪ ،‬أو الصحة‪ ،‬أو اآلداب العامة‪ ،‬أو احلقوق‬
‫واحلريات األساسية لآلخرين)‪.‬‬

‫كما ذكرته االتفاقية أيضا يف املادة الثالثني بقوهلا ‪( :‬يف الدول اليت توجد فيها أقليات‬
‫إثنية( )‪ ،‬أو دينية‪ ،‬أو لغوية‪ ،‬أو أشخاص من السكان األصليني‪ ،‬ال جيوز حرمان الطفل املنتمى‬
‫لتل األقليات أو ألولئ السكان من احلق يف أن يتمتع‪ ،‬مع بقية أفراد اجملموعة‪ ،‬بثقافته‪ ،‬أو‬
‫اإلجهار بدينه‪ ،‬وامارسة شعائره‪ ،‬أو استعمال لغته)‪.‬‬

‫)‪.‬‬ ‫( )إثنية‪ :‬أي عرقية‪ ،‬انظر معجم اللغة العريبة املعاصرة‪،‬د أمحد خمتار عبد احلميد( ‪/‬‬

‫‪121‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حق الطفل غير المسلم في الجهر بشعائر دينه في بالد المسلمين في‬
‫الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫إن اما خالفت فيه اتفاقية حقوق الطفل ماجاء يف الفقه اإلسالمي أن جعلت للطفل غري‬
‫املسلم يف بالد املسلمني حق اجلهر بشعائر دينه ‪،‬وهذا اما نص الفقهاء‪-‬رمحهم اهلل‪ -‬على منعه‬
‫قال ابن مفلح املقدسي( )‪-‬رمحه اهلل‪ -‬يف معرض كالمه عن أهل الذمة( )‪":‬ليس هلم إظهار‬
‫شيء من شعائر دينهم يف دار اإلسالم"( ) ‪،‬وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية‪-‬رمحه اهلل‪":-‬أهل‬
‫الذمة ال يقرون على إظهار منكرات دينهم"(‪،)5‬وهذا مثل أن ال يظهر النصارى الصليب يف‬
‫شيء من طرق املسلمني‪ ،‬وال يرفعوا أصواهتم بالقراءات لشيء من كتبهم حبضرة املسلمني‪ ،‬وال‬
‫يسمعوا املسلمني شيئا من شركهم ‪.‬‬

‫وأما أدلة ذلك فهي‪:‬‬

‫‪-‬قوله تعاىل ﭽﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬

‫ﮈ ﮉﮊ ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ ﮒﮓﮔ‬

‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﭼ(‪.)4‬‬

‫( )هو عبد اهلل بن حممد بن مفلح بن حممد بن مفرج‪ ،‬العالمة شرف الدين بن القاضي مشس الدين‪ ،‬املقدسي األصل‪ ،‬مث‬
‫الدمشقي الصاحل احلنبلي‪ ،‬املعروف بابن مفلح‪ ،‬ولد يف ربيع األول سنة سبع ومخسني وسبعمائة‪ ،‬كان بارعا يف الفقه‬
‫والعربية‪ ،‬كثري االستحضار لفروع مذهبه‪ ،‬جيد احلافظة‪ ،‬ناب يف احلكم مدة بدمشق‪ ،‬وعني لقضاء احلنابلة بدمشق غري‬
‫مرة ‪ ،‬وكان دينا مشكور السرية‪ ،‬مالزما لفعل اخلري إىل أن تويف بصاحلية دمشق يف يوم اجلمعة ثامن ذي القعدة سنة أربع‬
‫وثالثني ومثامنائة‪ ،‬انظر املنهل الصايف‪ ،‬يوسف بن تغري(‪.) 7/7‬‬
‫( ) أهل الذمة‪:‬هم اللذين يؤدون اجلزية من املشركني‪ ،‬انظر تاج العروس‪ ،‬الزبيدي( ‪.) 14/‬‬

‫( ) الفروع وتصحيح الفروع ‪،‬ابن مفلح(‪.) 5 / 1‬‬


‫(‪ )5‬جمموعة الرسائل واملسائل ‪،‬ابن تيمية ( ‪.) 5 /‬‬
‫(‪)4‬سورة التوبة آية(‪.) 5‬‬
‫‪121‬‬
‫قال ابن اجلوزي( )‪-‬رمحه اهلل‪ :-‬إجراء أحكام اإلسالم عليهم هو الصغار( ) ‪.‬‬
‫ومن أحكام اإلسالم ما ذكر من عدم إظهارهم لشعائر دينهم كما وردت يف الشروط العمرية‪.‬‬

‫‪ -‬الشروط العمريمة اليت صاحل عليها عمر ابن اخلطاب‪-‬رضي اهلل عنه‪-‬نصارى الشام واما‬
‫ورد فيها أن ال يظهروا شركا‪ ،‬وال يدعوا إليه أحدا‪ ،‬وال يظهروا صلباهنم‪ ،‬وكتبهم يف شيء من‬
‫طرق املسلمني( )‪.‬‬

‫‪ -‬اإلمجاع‪ ،‬نقل غري واحد من أهل العلم اإلمجاع على الشروط العمرية(‪ ،)5‬قال شيخ‬
‫اإلسالم ابن تيمية‪-‬رمحه اهلل‪" :-‬وهذه الشروط أشهر شيء يف كتب الفقه والعلم‪ ،‬وهي جممع‬
‫عليها يف اجلملة‪ ،‬بني العلماء من األئمة املتبوعني‪ ،‬وأصحاهبم‪ ،‬وسائر األئمة"(‪ ،)4‬وقال تلميذه‬
‫ابن القيم‪-‬رمحه اهلل‪" :-‬وشهرة هذه الشروط تغين عن إسنادها‪ ،‬فإن األئمة تلقوها بالقبول‬
‫وذكروها يف كتبهم واحتجوا هبا‪ ،‬ومل يزل ذكر الشروط العمرية على ألسنتهم ويف كتبهم‪ ،‬وقد‬
‫أنفذها بعده اخللفاء وعملوا مبوجبها"(‪.)4‬‬

‫مبا سبق يتبني لنا أن جعل إظهار شعائر الدين للطفل غري املسلم يف بالد املسلمني من‬
‫حقوق الطفل اما خالفت فيه االتفاقية ما جاء يف الفقه اإلسالمي ‪.‬‬

‫( ) هو عبد الرمحن بن علي بن حممد اجلوزي القرشي البغدادي‪ ،‬أبو الفرج‪،‬حنبلي املذهب‪ ،‬عالمة عصره يف التاريخ‬
‫واحلديث‪ ،‬كثري التصانيف‪ .‬مولده سنة ‪415‬هـ ببغداد ووفاته هبا سنة ‪457‬هـ‪،‬وعرف جدهم باجلوزي جلوزة يف وسط‬
‫داره بواسط‪ ،‬ومل يكن بواسط جوزة سواها وقيل نسبته إىل (مشرعة اجلوز) من حمال بغداد‪ .‬له حنو ثالث مئة‬
‫مصنف‪ ،‬منها (تلقيح فهوم أهل اآلثار‪ ،‬يف خمتصرالسري واألخبار)و (األذكياء وأخبارهم ) و (مناقب عمر بن عبد‬
‫العزيز)و(الناسخ واملنسوخ)و(تلبيس ابليس)و(التبصرة)و(صيد اخلاطر)‪،‬انظر تاريخ اإلسالم‪ ،‬الذهيب( ‪،) 11/‬‬
‫وفايات األعيان‪،‬ابن خلكان( ‪.) 5 /‬‬
‫( ) زاد املسري ‪،‬ابن اجلوزي( ‪.) 41/‬‬
‫( ) أخرج هذه الشروط بتمامها البيهقي يف سننه الكربى برقم‪ ) 5/5( 87 7:‬مجاع أبواب الشرائط اليت يأخذها‬
‫اإلمام على أهل الذمة‪.‬‬
‫(‪ )5‬انظر مراتب اإلمجاع ‪،‬ابن حزم ( ‪.) 4/‬‬
‫(‪ )4‬اقتضاء الصراط املستقيم ‪،‬ابن تيمية ( ‪.) 44/‬‬
‫(‪ )4‬أحكام أهل الذمة ‪،‬ابن القيم ( ‪.) 44/‬‬
‫‪122‬‬
‫الخاتمة والتوصيات‬

‫‪123‬‬
‫الخاتمة‬

‫احلمدهلل محدا كثريا طيبا مباركا فيه كما حيب ربنا ويرضى والصالة والسالم على حممد بن‬
‫عبداهلل وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إىل يوم الدين ‪،‬‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫فإين أمحد اهلل تعاىل الذي يسر يل إمتام هذا البحث وأشكره سبحانه على توفيقه وإعانته‬
‫وأسأله مبنه وكرمه أن يغفر يل ماحصل من نقص وزلل‪ ،‬ويف ختام هذا البحث أضع مجلة من‬
‫النتائج اليت توصلت هلا مث أعقبها ببعض التوصيات عل اهلل أن ينفع هبا‪ ،‬فأما النتائج اليت‬
‫توصلت هلا فهي‪/:‬‬

‫‪-‬أن أصح ماقيل يف تعريف احلق بأنه اختصاص يقرر به الشرع سلطة أو تكليفا‪ ،‬وذل‬
‫لشموله مجيع أنواع احلقوق ‪.‬‬

‫‪-‬أن اجلنني ال يسمى طفال يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬وأن تعريف الطفل يف الفقه اإلسالمي‬
‫هو الصيب من حني خروجه من بطن أمه إىل أن يبلغ‪.‬‬

‫‪-‬أن تعريف الطفل لدى األمم املتحدة حبسب ما ورد يف اتفاقية حقوق الطفل هو كل‬
‫إنسان مل يتجاوز الثامنة عشر مامل يبلغ سن الرشد قبل ذل مبوجب القانون املنطبق عليه وان‬
‫هذا التحديد بسن الثامنة عشر خيالف الراجح من أقوال أهل العلم يف رحديد سن البلوغ إذ أن‬
‫الراجح رحديده ببلوغ اخلامسة عشر كما أن االتفاقية خالفت الفقه اإلسالمي عموما يف عدم‬
‫اعتبارها لعالمات البلوغ مطلقا يف رحديد هناية الطفولة واعتمادها على السن وحده يف إثبات‬
‫ذل ‪.‬‬

‫‪-5‬أن اتفاقية حقوق الطفل هلا ثقل عاملي إذ أن أكثر دول العامل قد صادقت عليها بواقع‬
‫‪ 1‬م‪.‬‬ ‫‪ 5‬دولة حىت عام‬
‫‪124‬‬
‫‪-4‬أن اعتبار مصلحة الطفل الفضلى اما ورد يف اتفاقية حقوق الطفل وأقر يف الفقه‬
‫اإلسالمي لكن بال ضرر وال ضرار‪.‬‬

‫‪-4‬أن حق الطفل يف احلياة اما ورد يف اتفاقيه حقوق الطفل وأقر يف الفقه اإلسالمي من‬
‫خالل صور متعدده كتحرمي قتل األوالد ومنع إقامة احلدود والقصاص على األطفال ورحرمي قتل‬
‫األطفال غري احملاربني يف احلروب ووجوب القصاص على من قتل طفال‪.‬‬

‫‪-7‬أن حق الطفل يف النمو اما ورد يف اتفاقية حقوق الطفل وأقر يف الفقه اإلسالمي‬
‫وذل من خالل أمور منها‪ :‬تقرير وجوب ارضاع الطفل إن كان حمتاجا لذل واقتضته مصلحة‬
‫الصغري وتأخري إقامة حد الرجم والقصاص على املرضعة حىت تفطم طفلها وإباحة الفطر‬
‫للمرضعة‪.‬‬

‫‪-8‬أن الراجح يف مسألة ما إذا مل يتعني على األم اإلرضاع هو قول اجلمهور بعدم وجوب‬
‫اإلرضاع على األم‪.‬‬

‫‪-5‬أن الراجح يف مسألة رجم الزانية املرضع اليت مل جتد من يرضع صغريها أنه ينتظر حولني‬
‫ألجل صغريها‪.‬‬

‫‪- 1‬أن حق الطفل يف احلضانة اما ورد يف اتفاقية حقوق الطفل وأقر يف الفقه اإلسالمي‬
‫من خالل إجياب حق الطفل يف احلضانة وتنظيم احلضانة حبسن اختيار احلاضن وجعل‬
‫االختيار للطفل عند التمييز فيمن حيضنه من أبويه حال املشاحة على الراجح من أقوال أهل‬
‫العلم‪.‬‬

‫‪-‬أن حق الطفل يف النفقة اما ورد يف اتفاقية حقوق الطفل وأقر يف الفقه اإلسالمي‬
‫بإمجاع الفقهاء‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫‪-‬أن حق الطفل يف التعليم اما ورد يف اتفاقية حقوق الطفل وأقر يف الفقه اإلسالمي‬
‫مقيد بكونه علما نافعا‪ ،‬وأن الراجح من قويل أهل العلم وجوب تعليم الصغار على أوليائهم‪.‬‬

‫‪-‬أن حق الطفل يف عدم املشاركة يف احلروب اما ورد يف اتفاقية حقوق الطفل وأقر يف‬
‫الفقه اإلسالمي من خالل تقرير حق الطفل يف االمتناع عن اجلهاد‪.‬‬

‫‪- 5‬أن حق الطفل يف احلماية من القذف اما أشري إليه يف اتفاقية حقوق الطفل وأقر يف‬
‫الفقه اإلسالمي من خالل رحرمي القذف وعقاب قائله‪.‬‬

‫‪- 4‬أن حق الطفل يف احلماية من االختطاف اما ورد يف اتفاقية حقوق الطفل وأقر يف‬
‫الفقه اإلسالمي من خالل رحرمي االختطاف على أي صورة كانت وعقوبة فاعله ‪.‬‬

‫‪- 4‬أن الراجح يف مسألة سرقة احلر الصغري أنه ال يقام احلد على سارقه لكونه ليس ماال‬
‫وإمنا يعزر تعزيرا بليغا يزجره‪.‬‬

‫‪- 7‬أن القول حبرية الطفل يف اختيار الدين الذي يريد وجعل ذل من حقوقه اما خالفت‬
‫فيه االتفاقية ما جاء يف الفقه اإلسالمي وليس املراد بذل ما إن تدين الطفل بدين أبويه وإمنا‬
‫إذا كان الطفل بني أبوين مسلمني واختار الطفل غري دين اإلسالم فهنا ال حق له يف ذل بل‬
‫جيرب على اإلسالم ويلزم به‪.‬‬

‫‪- 5‬أن التعبري مبصطلح العنف لدى األمم املتحدة يشمل الضرب حىت إن كان للتأديب‪.‬‬

‫‪- 1‬أن القول حبق الطفل بعدم العقاب بالضرب لكونه يعد عنفا اما خالفت فيه االتفاقية‬
‫ما جاء يف الفقه اإلسالمي حيث أن العقاب للطفل بالضرب مشروع يف الفقه اإلسالمي إذا‬
‫كان بشروطه وضوابطه املقره قي الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫‪-‬أن القول حبق الطفل يف التعبري دون أي اعتبار للحدود اما خالفت فيه االتفاقية ما‬
‫جاء يف الفقه اإلسالمي الذي منع الطفل وغريه من التعبري مبا همس الدين وثوابته‪.‬‬
‫‪126‬‬
‫‪-‬أن التبين من األمور اليت وردت يف االتفاقية على أهنا من حقوق الطفل وخالفت‬
‫بذل ما جاء يف الفقه اإلسالمي حيث أن التبين حمرم بإمجاع الفقهاء ‪.‬‬

‫‪-‬أن القول حبق الطفل يف مساواته مع اجلنس اآلخر عموما اما ورد يف االتفاقية‬
‫وبذل خيالف ما جاء يف الفقه اإلسالمي حيث أن الشريعة اإلسالمية جاءت بالعدل بينهما‬
‫ال املساواة ومن ذل عدم املساواة يف املرياث والعقيقة ‪.‬‬

‫‪- 5‬أن هناك من املصطلحات اليت تستخدمها األمم املتحدة ظاهرها احلق ورحمل يف‬
‫باطنها معاين باطلة ختالف الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪- 4‬أن الراجح يف مسألة النضح من بول الطفل أنه ينضح من بول الغالم الذي مل يطعم‬
‫ويغسل من بول اجلارية وذل لقوة ما استدلوا به‪.‬‬

‫‪- 4‬أن القول حبق الطفل غري املسلم يف اجلهر بشعائر دينه يف بالد املسلمني اما خالفت‬
‫فيه االتفاقية ما جاء يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫التوصيات‬

‫ـ إنشاء مركز إسالمي دويل متخصص يف مراجعة االتفاقيات الدولية وإبداء الرأي فيها‪،‬‬
‫يضم خنبة من املتخصصني يف الشريعة اإلسالمية والقانونيني واللغويني ويكون من ضمن عمل‬
‫هذا املركز عمل قوانني مقرتحة يف مجيع اجملاالت موافقة للشريعة اإلسالمية‪ ،‬كما ويكون من‬
‫عملها مراجعة أنظمة البلدان اإلسالمية وإبداء الرأي جتاه ما رحويه بعض أنظمتها من خمالفات‬
‫للشريعة اإلسالمية بأمل تاليف تل الدول هلا وتصحيحها‪.‬‬

‫ـ أن ال تصادق الدول اإلسالمية على شيء من االتفاقيات الدولية حىت يتم بيان‬
‫املصطلحات احملتملة وما تدل عليه من معان وذل من قبل األمم املتحدة نفسها‪.‬‬

‫ـ أن تشكل الدول اإلسالمية تكتل يف األمم املتحدة يضغط لتعديل االتفاقيات الدولية‬
‫املخالفة للشريعة اإلسالمية أو املتضمنة ملخالفة هلا ليكون موافقا للشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪5‬ـ االستفادة من املنظمات الدولية اإلسالمية القائمة يف تطبيق ما ورد يف النقاط السابقة‬
‫مثل رابطة العامل اإلسالمي وغريها‪.‬‬

‫‪ -4‬الرتيث والنظر العميق والبحث الدقيق من قبل الدول اإلسالمية يف االتفاقيات‬


‫املعروضة للمصادقة قبل اختاذ قرار باملصادقة عليها‪.‬‬

‫‪ -4‬عدم االستجابة لضغوط األمم املتحدة إذا ماكان األمر متعلق مبخالفة للشريعة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -7‬عرض االتفاقيات املعروضة للمصادقة على املختصني يف اجلامعات إلبداء الرأي ‪.‬‬

‫‪ -8‬أن يوضع يف منهج مواد التعليم للمرحلة االبتدائية دروس يف تعريف األطفال‬
‫حبقوقهم‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫‪ -5‬إنشاء مركز خاص حبقوق الطفل يتلقى البالغات اخلاصة بانتهاك حقوق الطفل‪،‬‬
‫وتوضع آلية تيسر للطفل الوصول إليه‪ ،‬وتنشر آلية التواصل يف املدارس وحنوها‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫الفهارس‬
‫فهرس اآليات ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فهرس األحاديث ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فهرس األعالم ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فهرس المصادر والمراجع ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فهرس الموضوعات ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪131‬‬
‫فهرس اآليات‬

‫رقم‬ ‫اسم‬
‫رقم الصفحة‬ ‫اآلية‬ ‫م‬
‫اآلية‬ ‫السورة‬
‫‪57‬‬ ‫‪75‬‬ ‫البقرة‬ ‫ﭽﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﭼ‬
‫‪، 41 ، 55‬‬
‫‪،4 ،4‬‬ ‫البقرة‬ ‫ﭽﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﭼ‬
‫‪47‬‬
‫آل‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ﭽ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﭼ‬
‫عمران‬
‫آل‬
‫‪45‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ﯸﭼ‬
‫ﭽﯷ ﯹ‬ ‫‪5‬‬
‫عمران‬
‫‪4‬‬ ‫النساء‬ ‫ﭽﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﭼ‬ ‫‪4‬‬

‫ﭽﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ‬
‫‪84‬‬ ‫املائدة‬ ‫‪4‬‬
‫ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﭼ‬
‫ﭽﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ‬
‫‪87‬‬ ‫‪8‬‬ ‫املائدة‬ ‫‪7‬‬
‫ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭼ‬
‫‪1‬‬ ‫‪17‬‬ ‫املائدة‬ ‫ﭽﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﭼ‬ ‫‪8‬‬

‫ﭽﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬
‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األنعام‬ ‫‪ 5‬ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ‬
‫ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧﭼ‬
‫ﭽﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬
‫‪5‬‬ ‫‪51‬‬ ‫األنعام‬ ‫‪1‬‬
‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﭼ‬
‫ﭽ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫األنعام‬ ‫ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ‬
‫ﯩ ﯪﯫ ﭼ‬
‫‪7، 7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫األنعام‬ ‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭼ‬

‫‪131‬‬
‫رقم‬ ‫اسم‬
‫رقم الصفحة‬ ‫اآلية‬ ‫م‬
‫اآلية‬ ‫السورة‬
‫ﭽﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫‪55‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬ ‫ﮛﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬
‫ﮥ ﮦﭼ‬
‫ﭽﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬
‫‪5‬‬ ‫التوبة‬ ‫‪5‬‬
‫ﮈ ﮉﮊ‬
‫ﭽﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫‪77‬‬ ‫‪5‬‬ ‫التوبة‬ ‫ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬ ‫‪4‬‬

‫ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫﭼ‬
‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫هود‬ ‫ﭽﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﭼ‬ ‫‪4‬‬

‫ﭽ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬
‫‪45‬‬ ‫‪45‬‬ ‫النحل‬ ‫‪7‬‬
‫ﮊ‬
‫‪55‬‬ ‫اإلسراء‬ ‫ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﭼ‬ ‫‪8‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫احلج‬ ‫ﭽ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﭼ‬ ‫‪5‬‬

‫ﭽﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬
‫‪8 ،8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫النور‬ ‫‪1‬‬
‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟﭼ‬
‫ﭽﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬
‫‪8‬‬ ‫النور‬
‫ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﭼ‬
‫النور‬ ‫ﭽ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﭼ‬
‫ﭽ ﭸﭹﭺ ﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ ﮄ‬
‫‪45‬‬ ‫الروم‬
‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﭼ‬
‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫القصص‬ ‫ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﭼ‬ ‫‪5‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫األحزاب‬ ‫ﭽ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ‬ ‫‪4‬‬

‫ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫‪، 1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫األحزاب‬ ‫‪4‬‬
‫ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﭼ‬

‫‪132‬‬
‫رقم‬ ‫اسم‬
‫رقم الصفحة‬ ‫اآلية‬ ‫م‬
‫اآلية‬ ‫السورة‬
‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫‪5،‬‬ ‫‪47‬‬ ‫غافر‬ ‫‪7‬‬
‫ﭞﭼ‬
‫ﭽﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫‪5‬‬ ‫الطور‬ ‫‪8‬‬
‫ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﭼ‬
‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬
‫‪55‬‬ ‫املمتحنة‬ ‫‪5‬‬
‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭼ‬
‫‪، 41 ، 55‬‬ ‫ﭽﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬
‫‪4‬‬ ‫الطالق‬ ‫‪1‬‬
‫‪47‬‬ ‫ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭼ‬
‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫التحرمي‬ ‫ﭽﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫‪–8‬‬
‫‪55‬‬ ‫التكوير‬ ‫ﭽﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳﭼ‬
‫‪5‬‬

‫‪133‬‬
‫فهرس األحاديث‬

‫((أبايعكن على أن ال تشركن باهلل شيئا وال تسرقن وال تزنني وال تقتلن أوالدكن)) ‪54 ...................‬‬
‫((اجتنبوا السبع املوبقات)) ‪8 ...................................................................‬‬
‫((استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القرب منه)) ‪8 .............................................‬‬
‫((اضربه اما كنت ضاربا منه ولدك))‪11 .........................................................‬‬
‫((اخلالة مبنزلة األم)) ‪4 .........................................................................‬‬
‫((الصيب إذا بلغ مخس عشرة أقيمت عليه احلدود)) ‪4 .............................................‬‬
‫((اللهم اهده))‪41 ..............................................................................‬‬
‫((أمتهوكون فيها يا ابن اخلطاب)) ‪14 ...........................................................‬‬
‫((أمرنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬أن نعق عن الغالم شاتني‪ ،‬وعن اجلارية شاة)) ‪4 ............‬‬
‫((إن اهلل عز وجل وضع عن املسافر شطر الصالة وعن املسافر واحلامل واملرضع الصوم)) ‪44 ............‬‬
‫((إن اهلل فرض فرائض فال تضيعوها وحد حدودا فال تعتدوها وحرم حمارم فال تنتهكوها)) ‪..............‬‬
‫((أن النيب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬أيت برجل يسرق الصبيان)) ‪88 ....................................‬‬
‫((أن جتعل هلل ندا وهو خلق )) ‪54 ..............................................................‬‬
‫((أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عرضه يوم أحد هو ابن أربع عشرة سنة فلم جيزه)) ‪77 ، 4 .......‬‬
‫((إن رسول اهلل‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬مل يكن يقتل الصبيان)) ‪54 ..................................‬‬
‫((أن يهوديا رض رأس جارية بني حجرين)) ‪57 ....................................................‬‬
‫((أنيت أحق به ما مل تنكحي)) ‪4 ، 41 .........................................................‬‬
‫((إمنا ينضح من بول الذكر ويغسل من بول األنثى)) ‪7 ..........................................‬‬
‫((أهنا أتت بابن هلا صغري‪ ،‬مل يأكل الطعام)) ‪4 .................................................‬‬
‫((أهما رجل كانت عنده وليدة‪ ،‬فعلمها فأحسن تعليمها‪ ،‬وأدهبا فأحسن تأديبها‪ ،‬مث أعتقها وتزوجها فله‬
‫أجران)) ‪75 .................................................................................‬‬
‫((تصدق به على نفس )) ‪48 ...................................................................‬‬
‫((خذي ما يكفي وولدك‪ ،‬باملعروف))‪48 ........................................................‬‬
‫((رفع القلم عن ثالثة‪-:‬وذكر منهم‪-‬عن الصيب حىت حيتلم)) ‪78 .....................................‬‬
‫((فنهى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان))‪54 ...................................‬‬
‫((كل مولود يولد على الفطرة‪ ،‬فأبواه يهودانه‪ ،‬أو ينصرانه‪ ،‬أو همجسانه)) ‪5 ..........................‬‬
‫((كلكم راع‪ ،‬وكلكم مسئول عن رعيته)) ‪7 ......................................................‬‬
‫‪134‬‬
‫((ال ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر)) ‪........................................‬‬
‫((ال عقوبة فوق عشر ضربات إال يف حد من حدود اهلل)) ‪1 .....................................‬‬
‫((ما كنا ندعو زيد بن حارثة إال زيد بن حممد حىت نزل يف القرآن)) ‪1 ............................‬‬
‫((مروا أوالدكم بالصالة وهم أبناء سبع سنني واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ‪،‬وفرقوا بينهم يف املضاجع ))‬
‫‪11 ، 7 ، 8 ...........................................................................‬‬
‫‪،‬‬ ‫((من ادعى إىل غري أبيه أو انتمى إىل غري مواليه فعليه لعنة اهلل واملالئكة والناس أمجعني)) ‪..‬‬
‫((من كانت له بنت‪ ،‬فأدهبا فأحسن تأديبها‪ ،‬وعلمها فأحسن تعليمها‪ ،‬وأسبغ عليها من نعم اهلل اليت‬
‫أسبغ عليه‪ ،‬كانت له سرتا وحجابا من النار)) ‪75 ...............................................‬‬
‫((وحي ارجعي فاستغفري اهلل وتويب إليه)) ‪4 .....................................................‬‬
‫((يا غالم‪ ،‬هذا أبوك‪ ،‬وهذه أم ‪ ،‬فخذ بيد أيهما شئت‪ ،‬فأخذ بيد أمه فانطلقت به)) ‪4 .............‬‬
‫((ينضح بول الغالم ويغسل بول اجلارية)) ‪7 ....................................................‬‬

‫‪135‬‬
‫فهرس اآلثار‬

‫روي أن عمر بن اخلطاب‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬كتب إىل أمراء الشام أن يتعلموا الغرض ‪75 .................‬‬
‫روي عن عمر–رضي اهلل عنه‪-‬أنه قطع رجال يف غالم سرقه ‪88 ......................................‬‬
‫مجْع عمر بن اخلطاب‪-‬رضي اهلل عنه‪-‬األوالد يف الكتماب‪75 .........................................‬‬
‫الشروط العمريمة اليت صاحل عليها عمر ابن اخلطاب‪-‬رضي اهلل عنه‪-‬نصارى الشام ‪.................‬‬

‫‪136‬‬
‫فهرس األعالم المترجم لهم‬

‫ابن اجلوزي ‪....................................................................‬‬


‫ابن بطال ‪......................................................................‬‬
‫ابن حجر العسقالين ‪57 ..............................................................‬‬
‫ابن رشد ‪8 ........................................................................‬‬
‫ابن عابدين ‪55 ......................................................................‬‬
‫ابن عبد الرب ‪5 .....................................................................‬‬
‫ابن قدامة‪58 ........................................................................‬‬
‫ابن كثري ‪54 ,55 ...................................................................‬‬
‫البغوي ‪,5 ...................................................................‬‬
‫املروذي‪14 ........................................................................‬‬
‫أم قيس بنت حمصن ‪4 ............................................................‬‬
‫جعفر بن أيب طالب ‪4 ..............................................................‬‬
‫زيد بن حارثة ‪4 ....................................................................‬‬
‫عبد اهلل بن عباس ‪54 ................................................................‬‬
‫عبدالرمحن السعدي ‪1 .............................................................‬‬
‫لبابة بنت احلارث‪7 ...............................................................‬‬
‫ماعز بن مال ‪45 ...................................................................‬‬

‫‪137‬‬
‫‪‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫‪ .‬اآلثار االجتماعية للعنف املمارس على األطفال اإلناث دراسة تعليمية وميدانية‪ ،‬وهو‬
‫حبث مقدم استكماال ملتطلبات احلصول على درجة املاجستري يف علم االجتماع يف‬
‫جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية ‪ .‬وفاء بنت عبدالعزيز املعجل‪ 5 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .‬اإلمجاع‪ .‬أبو بكر حممد بن إبراهيم بن املنذر النيسابوري‪ ،‬ت‪ 5‬هـ‪ .‬رحقيق ‪ :‬فؤاد عبد‬
‫املنعم أمحد‪ .‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 4 ،‬هـ ‪. ،‬دار املسلم للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .‬اإلحسان يف تقريب صحيح ابن حبان‪ .‬الدارمي‪:‬حممد بن حبان بن أمحد بن حبان بن‬
‫معاذ بن م ْعبد التميمي‪ ،‬ت‪ 45‬هـ‪ .‬ترتيب‪ :‬األمري عالء الدين علي بن بلبان‬
‫الفارسي‪.‬رحقيق وختريج‪ :‬شعيب األرنؤوط ‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 518 ،‬هـ‪.‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫‪ .5‬أحكام أهل الذمة‪ .‬ابن قيم اجلوزية ‪:‬حممد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد مشس الدين‪،‬‬
‫ت ‪74‬هـ ‪ ،‬رحقيق‪ :‬يوسف بن أمحد البكري و شاكر بن توفيق العاروري‪ .‬ط‪ .‬األوىل‪،‬‬
‫‪ 5 8‬هـ رمادى للنشر‪ ،‬الدمام‪.‬‬
‫‪ .4‬اختالف األئمة العلماء‪ .‬أبو املظفرعون الدين‪:‬حيىي بن هبـْيـرة بن حممد بن هبرية الذهلي‬
‫الشيباينم‪، ،‬ت‪441‬هـ ‪ ،‬رحقيق‪ :‬السيد يوسف أمحد‪ .‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 ،‬هـ‪ .‬دار‬
‫الكتب العلمية ‪،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .4‬االختيار لتعليل املختار‪ .‬أبو الفضل احلنفي‪ :‬عبد اهلل بن حممود بن مودود املوصلي‬
‫البلدحي‪ ،‬ت ‪48‬هـ‪ ،‬تعليق‪ :‬الشيخ حممود أبو دقيقة‪ .‬نشرعام‪ 44‬هـ‪ .‬مطبعة‬
‫احلليب ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ .7‬األربعون النووية‪.‬أبو زكريا‪ :‬حميي الدين حيىي ين شرف النووي‪ ،‬ت‪474‬هـ‪ ،‬عين به‪:‬قصي‬
‫حممد احلالق وأنور بن أيب بكر الشيخي‪ .‬الطبعة األوىل عام ‪ 5 1‬هـ‪ ،‬الناشر‪:‬دار‬
‫املنهاج للنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪-‬بريوت‪.‬‬

‫‪ ‬مرتبة على حسب حروف املعجم‬


‫‪138‬‬
‫‪ .8‬إرواء الغليل يف ختريج أحاديث منار السبيل‪ .‬حممد ناصر الدين األلباين‪،‬ت ‪ 5 1‬هـ‪،‬‬
‫إشراف‪ :‬زهري الشاويش‪.‬ط‪.‬الثانية‪ 514،‬هـ‪ .‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .5‬االستذكار‪ .‬القرطيب ‪:‬أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد النمري‪ ،‬ت ‪54‬هـ ‪،‬‬
‫رحقيق‪ :‬سامل حممد عطا و حممد علي معوض‪ .‬ط‪.‬األوىل‪ 5 ،‬هـ ‪.‬دار الكتب‬
‫العلمية ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪. 1‬أس ى املطالب يف شرح روض الطالب‪ .‬زين الدين أبو حيىي السنيكي‪ :‬زكريا بن حممد بن‬
‫زكريا األنصاري ‪،‬ت‪5 4‬هـ‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي‪.‬‬
‫‪.‬اإلصابة يف متييز الصحابة‪ .‬ابن حجر العسقالين‪ :‬أبو الفضل أمحد بن علي بن حممد‬
‫بن أمحد‪ ،‬ت ‪84‬هـ‪ .‬رحقيق‪ :‬عادل أمحد عبد املوجود وعلى حممد معوض‪ .‬ط‪ .‬األوىل‬
‫‪ 5 4،‬هـ‪ .‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪.‬األعالم‪ .‬الزركلي ‪:‬خري الدين بن حممود بن حممد بن علي بن فارس الدمشقي‪،‬‬
‫ت‪ 54‬هـ‪ ،‬ط‪ .‬اخلامسة عشر‪ 11 ،‬م‪ .‬دار العلم للماليني‪.‬‬
‫‪.‬اقتضاء الصراط املستقيم ملخالفة أصحاب اجلحيم‪ .‬ابن تيمية‪ :‬تقي الدين أبو العباس‬
‫أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم بن عبد اهلل بن أيب القاسم بن حممد احلراين احلنبلي‬
‫الدمشقي‪ ،‬ت‪7 8‬هـ‪ ،‬رحقيق‪ :‬ناصرعبد الكرمي العقل‪ .‬ط‪ .‬السابعة‪ 5 5 ،‬هـ‪ .‬دار‬
‫عامل الكتب‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪.‬اإلقناع يف حل ألفاظ أيب شجاع‪.‬مشس الدين حممد بن أمحد اخلطيب الشربيين‬ ‫‪5‬‬
‫الشافعي‪ ،‬ت‪577‬هـ ‪ ،‬رحقيق‪ :‬مكتب البحوث والدراسات‪ .‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪.‬اإلقناع يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل‪ .‬احلجاوي‪ :‬موسى بن أمحد بن موسى بن سامل‬ ‫‪4‬‬
‫بن عيسى بن سامل املقدسي‪ ،‬ت ‪548‬هـ ‪ ،‬رحقيق‪:‬عبد اللطيف حممد موسى السبكي‪.‬‬
‫دار املعرفة بريوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪.‬األم‪ .‬الشافعي ‪:‬أبو عبد اهلل حممد بن إدريس املطليب القرشي املكي‪ ،‬ت ‪ 15‬هـ‪ .‬نشر‬ ‫‪4‬‬
‫عام‪ 5 1‬هـ‪ .‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪.‬اإلنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف‪ .‬عالء الدين أبو احلسن‪ :‬علي بن سليمان‬ ‫‪7‬‬
‫املرداوي الدمشقي الصاحلي احلنبلي‪ ،‬ت‪884‬هـ‪ ،‬ط‪.‬الثانية‪ .‬دار إحياء الرتاث العريب‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫‪. 8‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪ .‬ابن جنيم املصري زين الدين بن إبراهيم بن حممد‪ ،‬ت‬
‫‪571‬هـ‪ ،‬ط‪.‬الثانية‪ .‬دار الكتاب اإلسالمي‪.‬‬
‫‪. 5‬بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ .‬ابن رشد احلفيد‪ :‬أبو الوليد حممد بن أمحد بن حممد بن‬
‫أمحد بن رشد القرطيب ‪ ،‬ت‪454‬هـ‪ ،‬نشر عام ‪ 5 4‬هـ‪.‬دار احلديث ‪،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪. 1‬بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع‪ .‬الكاساين‪ :‬عالء الدين أبو بكر بن مسعود بن أمحد‬
‫احلنفي‪ ،‬ت‪487‬هـ‪ ،‬ط‪ .‬الثانية‪ 514 ،‬هـ‪ .‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪.‬البدر املنري يف ختريج األحاديث واألثار الواقعة يف الشرح الكبري‪ .‬ابن امللقن سراج‬
‫الدين‪ :‬أبو حفص عمر بن علي بن أمحد الشافعي املصري‪ ،‬ت ‪815‬هـ‪ ،‬رحقيق‪:‬‬
‫مصطفى أبو الغيط وعبد اهلل بن سليمان وياسر بن كمال‪ ،‬ط‪ .‬االوىل‪ 5 4 ،‬هـ‪ .‬دار‬
‫اهلجرة للنشر والتوزيع ‪،‬الرياض‪.‬‬
‫‪.‬بلغة السال ألقرب املسال ( حاشية الصاوي على الشرح الصغري) ‪ .‬الصاوي‬
‫املالكي‪ :‬أبو العباس أمحد بن حممد اخللويت الشهري‪ ،‬ت ‪ 5‬هـ‪ .‬دار املعارف‪.‬‬
‫‪.‬البناية شرح اهلداية‪ .‬بدر الدين العي ى‪ :‬أبو حممد حممود بن أمحد بن موسى بن أمحد بن‬
‫حسني الغيتاىب احلنفى‪ ،‬ت‪844‬هـ ‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 1 ،‬هـ‪ .‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫‪ .‬البيان يف مذهب اإلمام الشافعي‪ .‬أبو احلسني حيىي بن أيب اخلري بن سامل العمراين‬ ‫‪5‬‬
‫اليمين الشافعي‪ ،‬ت‪448‬هـ‪ ،‬رحقيق‪ :‬قاسم حممد النوري‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 ،‬هـ‪ .‬دار‬
‫املنهاج‪ ،‬جدة‪.‬‬
‫الرزاق‬
‫حممد بن عبد م‬ ‫حممد بن م‬ ‫‪.‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ .‬مرتضى الزبيدي ‪ :‬م‬ ‫‪4‬‬
‫احلسيين‪ ،‬أبو الفيض‪ ،‬ت‪ 14 :‬هـ‪ ،‬رحقيق‪ :‬جمموعة من احملققني‪ ،‬دار اهلداية‪.‬‬
‫‪.‬التاج واإلكليل ملختصر خليل‪ .‬أبو عبد اهلل املواق ‪:‬حممد بن يوسف بن أيب القاسم بن‬ ‫‪4‬‬
‫يوسف العبدري الغرناطي املالكي‪،‬ت‪857‬هـ‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 4 ،‬هـ‪.‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫‪.‬تاريخ اإلسالم ووفيات املشاهري واألعالم‪ .‬مشس الدين أبو عبد اهلل حممد بن أمحد‬ ‫‪7‬‬
‫عواد معروف‪،‬ط‪ .‬األوىل‪ 11 ،‬م‪ .‬دار‬ ‫الذهيب ‪ ،‬ت ‪758‬هـ‪،‬رحقيق‪ :‬الدكتور بشار م‬
‫الغرب اإلسالمي‪.‬‬
‫‪141‬‬
‫‪. 8‬تبيني احلقائق شرح كنز الدقائق ‪ .‬الزيلعي ‪:‬عثمان بن علي بن حمجن البارعي فخر‬
‫هـ‪ .‬املطبعة الكربى األمريية(بوالق)‪،‬‬ ‫الدين احلنفي‪ ،‬ت ‪ 75‬هـ‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫‪. 5‬التحبري شرح التحرير يف أصول الفقه‪ .‬املرداوي ‪:‬عالء الدين أبو احلسن علي بن‬
‫سليمان الدمشقي الصاحلي احلنبلي‪ ،‬ت‪884‬هـ‪ ،‬رحقيق‪ :‬د‪ .‬عبد الرمحن اجلربين و د‪.‬‬
‫عوض القرين و د‪ .‬أمحد السراح‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 ،‬هـ‪.‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪. 1‬رحفة الفقهاء‪ .‬السمرقندي ‪:‬حممد بن أمحد بن أيب أمحد أبو بكر عالء الدين‪ ،‬ت‬
‫‪451‬هـ‪ ،‬ط‪ .‬الثانية‪ 5 5 ،‬هـ‪ .‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪.‬رحفة احملتاج يف شرح املنهاج‪ .‬أمحد بن حممد بن علي بن حجر اهليتمي‪ ،‬نشر‬
‫عام‪ 47‬هـ‪ .‬املكتبة التجارية الكربى‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪.‬التعليقات احلسان على صحيح ابن حبان ومتييز سقيمه من صحيحه وشاذه من‬
‫حمفوظه‪ .‬أبو عبد الرمحن حممد ناصر الدين‪ ،‬بن احلاج نوح بن جنايت بن آدم‪،‬‬
‫األشقودري األلباين‪ 5 1 ،‬هـ‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 5 ،‬هـ‪.‬دار با وزير للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫جدة ‪.‬‬
‫‪.‬تفسري القرآن العظيم‪ .‬أبو الفداء إمساعيل بن عمر بن كثري القرشي البصري مث‬
‫الدمشقي‪ ،‬ت‪775‬هـ ‪ ،‬رحقيق‪ :‬سامي بن حممد سالمة‪ ،‬ط‪.‬الثانية ‪ 5 1‬هـ‪ .‬دار طيبة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪. 5‬التلخيص احلبري يف ختريج أحاديث الرافعي الكبري‪ .‬ابن حجر العسقالين ‪:‬أبو الفضل‬
‫أمحد بن علي بن حممد بن أمحد‪ ،‬ت ‪84‬هـ‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 5 ،‬هـ‪ .‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫‪ . 4‬التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين واألسانيد‪ .‬النمري ‪:‬أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن‬
‫حممد بن عبد الرب بن عاصم القرطيب‪ ،‬ت ‪54‬هـ ‪ ،‬رحقيق‪ :‬مصطفى بن أمحد العلوي‬
‫وحممد عبد الكبري البكري‪ .‬نشر عام‪ 87 :‬هـ‪ .‬وزارة عموم األوقاف والشؤون‬
‫اإلسالمية‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫‪. 4‬تنوير احلوال شرح موطأ مال ‪ .‬السيوطي ‪:‬عبد الرمحن بن أيب بكر جالل الدين‪،‬‬
‫ت ‪5‬هـ ‪ ،‬نشرعام ‪ 85‬هـ‪.‬املكتبة التجارية الكربى ‪،‬مصر‪.‬‬
‫‪141‬‬
‫‪. 7‬التهذيب يف اختصار املدونة‪.‬خلف بن أيب القاسم حممد‪ ،‬األزدي القريواين‪،‬ت ‪ 7‬هـ‪،‬‬
‫رحقيق‪ :‬الدكتور حممد األمني ولد حممد سامل بن الشيخ‪ ،‬ط‪.‬األوىل‪ 5 ،‬هـ ‪.‬دار‬
‫البحوث للدراسات اإلسالمية وإحياء الرتاث‪ ،‬ديب‪.‬‬
‫‪. 8‬هتذيب األمساء واللغات‪ .‬أبو زكريا حميي الدين حيىي بن شرف النووي‪ ،‬ت ‪474‬هـ‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بريوت ‪.‬‬
‫‪ . 5‬الثمر الداين شرح رسالة ابن أيب زيد القريواين‪.‬صاحل بن عبد السميع اآليب األزهري‪،‬‬
‫ت‪ 4‬هـ‪ ،‬املكتبة الثقافية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪.51‬اجلامع الكبري(سنن الرتمذي)‪ .‬الرتمذي‪:‬حممد بن عيسى بن س ْورة بن موسى بن‬
‫الضحاك‪ ،‬ت ‪ 75‬هـ ‪ ،‬رحقيق‪ :‬بشار عواد معروف‪ ،‬عام النشر‪ 558 :‬م‪.‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪.5‬جامع املسائل‪ .‬ابن تيمية‪ :‬تقي الدين أبو العباس أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم‬
‫بن عبد اهلل احلنبلي الدمشقي‪ 7 8 ،‬هـ ‪ ،‬رحقيق ‪ :‬حممد عزير مشس‪.‬إشراف ‪ :‬بكر‬
‫بن عبد اهلل أبو زيد‪ ،‬ط‪ .‬األوىل ‪ 5 ،‬هـ‪ .‬دار عامل الفوائد للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .5‬اجلامع املسند الصحيح املختصر من أمور رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وسننه وأيامه‬
‫( صحيح البخاري)‪ .‬البخاري ‪:‬حممد بن إمساعيل أبو عبد اهلل اجلعفي‪ ،‬رحقيق‪ :‬حممد‬
‫زهري بن ناصر الناصر‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 ،‬هـ‪.‬دار طوق النجاة‬
‫‪.5‬اجلامع ألحكام القرآن( تفسري القرطيب)‪ .‬مشس الدين القرطيب‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن‬
‫أمحد بن أيب بكر بن فرح األنصاري اخلزرجي‪ ،‬ت ‪47‬هـ ‪ ،‬رحقيق‪ :‬أمحد الربدوين‬
‫وإبراهيم أطفيش‪ ،‬ط‪ .‬الثانية‪ 85 ،‬هـ‪.‬دار الكتب املصرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .55‬جواهر العقود ومعني القضاة واملوقعني والشهود‪ .‬املنهاجي ‪:‬مشس الدين حممد بن أمحد‬
‫بن علي بن عبد اخلالق‪ ،‬األسيوطي‪،‬ت ‪881‬هـ‪ ،‬رحقيق وختريج‪ :‬مسعد عبد احلميد‬
‫حممد السعدين‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 7 ،‬هـ‪ .‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪.54‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبري‪ .‬حممد بن أمحد بن عرفة الدسوقي املالكي‪،‬‬
‫ت‪ 1‬هـ ‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ .54‬حاشية السندي على سنن ابن ماجه(كفاية احلاجة يف شرح سنن ابن ماجه)‪.‬حممد بن‬
‫عبد اهلادي نور الدين السندي‪ ،‬ت‪ 8‬هـ‪.‬دار اجليل ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪142‬‬
‫‪ .57‬احلاوي الكبري يف فقه مذهب اإلمام الشافعي( شرح خمتصر املزين)‪ .‬املاوردي‪:‬أبو احلسن‬
‫علي بن حممد بن حممد بن حبيب البصري البغدادي‪ ،‬ت ‪541‬هـ‪ ،‬رحقيق‪ :‬الشيخ‬
‫علي حممد معوض ‪ -‬الشيخ عادل أمحد عبد املوجود‪ .‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 5 ،‬هـ‪ .‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بريوت ‪.‬‬
‫‪.58‬احلجة على أهل املدينة‪.‬أبو عبد اهلل حممد بن احلسن بن فرقد الشيباين‪ ،‬ت‪ 85‬هـ‪.‬‬
‫رحقيق‪ :‬مهدي حسن الكيالين القادري‪ ،‬ط‪ .‬الثالثة‪ 51 ،‬هـ‪.‬عامل الكتب ‪،‬بريوت‪.‬‬
‫‪.55‬احلق والذمة وتأثري املوت فيهما‪ .‬علي اخلفيف ‪.‬‬
‫‪.41‬احلق ومدى سلطان الدولة يف تقييده‪ ،‬د‪/‬فتحي الدريين‪ ،‬ط‪ .‬الثالثة‪ 515 ،‬هـ ‪.‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪.4‬حلية األولياء وطبقات األصفياء‪.‬أبو نعيم‪ :‬أمحد بن عبد اهلل بن أمحد بن إسحاق بن‬
‫موسى بن مهران‪ ،‬ت‪5 1‬هـ‪ ،‬عام االنشر ‪ 55‬هـ ‪.‬السعادة‪،‬مصر‪.‬‬
‫‪.4‬خالصة البدر املنري‪ .‬ابن امللقن‪ :‬سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أمحد‬
‫الشافعي املصري‪ ،‬ت‪815 :‬هـ‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 1 ،‬هـ‪ .‬مكتبة الرشد للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪.4‬درر احلكام شرح غرر األحكام‪ .‬املوىل ‪:‬حممد بن فرامرز بن علي خسرو‪،‬ت ‪884‬هـ‪،‬‬
‫دار إحياء الكتب العربية‪.‬‬
‫‪.45‬الذخرية‪ .‬القرايف‪ :‬أبو العباس شهاب الدين أمحد بن إدريس بن عبد الرمحن املالكي‪ ،‬ت‬
‫‪485‬هـ ‪ ،‬رحقيق‪ :‬حممد حجي و سعيد أعراب وحممد بو خبزة ‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪555 ،‬‬
‫م‪.‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .44‬رد احملتار على الدر املختار‪.‬بن عابدين‪ :‬حممد أمني بن عمر بن عبد العزيز الدمشقي‬
‫احلنفي‪ ،‬ت ‪ 4‬هـ‪ ،‬ط‪ .‬الثانية‪ 5 ،‬هـ ‪.‬دار الفكر‪،‬بريوت‪.‬‬
‫‪.44‬زاد املسري يف علم التفسري‪.‬مجال الدين أبو الفرج عبد الرمحن بن علي بن حممد اجلوزي‪،‬‬
‫ت‪457‬هـ‪ ،‬رحقيق‪ :‬عبد الرزاق املهدي‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 ،‬هـ‪.‬دار الكتاب العريب‪،‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫‪.47‬زاد املعاد يف هدي خري العباد‪ .‬ابن قيم اجلوزية ‪:‬حممد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد‬
‫مشس الدين‪ ،‬ت ‪74‬هـ‪ ،‬ط‪ .‬السابعة والعشرون ‪ 5 4 ,‬هـ ‪.‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫‪.48‬سبل السالم‪ .‬الصنعاين ‪:‬حممد بن إمساعيل بن صالح بن حممد احلسين‪ ،‬ت ‪ 8‬هـ‬
‫‪ ،‬دار احلديث‪.‬‬
‫‪.45‬سنن ابن ماجه‪ .‬ابن ماجه‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن يزيد القزويين‪،‬ت ‪ 7‬هـ ‪ ،‬رحقيق‪:‬‬
‫حممد فؤاد عبد الباقي ‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية ‪.‬‬
‫السج ْستاين‪ ،‬ت‬
‫‪.41‬سنن أيب داود‪.‬أبو داود‪ :‬سليمان بن األشعث بن إسحاق األزدي ِ‬
‫‪ 74‬هـ‪ ،‬رحقيق‪ :‬حممد حميي الدين عبد احلميد‪.‬املكتبة العصرية‪،‬بريوت‪.‬‬
‫‪.4‬سنن الدارقطين‪ .‬الدارقطين ‪.‬أبو احلسن علي بن عمر بن أمحد بن مهدي البغدادي‪،‬‬
‫ت‪ 84‬هـ ‪ ،‬رحقيق وتعليق‪ :‬شعيب االرنؤوط و حسن عبد املنعم شليب وعبد اللطيف‬
‫حرز اهلل و أمحد برهوم‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 5 ،‬هـ ‪.‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت ‪.‬‬
‫‪.4‬السنن الصغري للبيهقي‪ .‬أبو بكر البيهقي ‪:‬أمحد بن احلسني بن علي بن موسى‬
‫اخلراساين‪ ،‬ت‪548‬هـ‪ ،‬رحقيق‪ :‬عبد املعطي أمني قلعجي‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 1 ،‬هـ‬
‫‪.‬جامعة الدراسات اإلسالمية‪ ،‬كراتشي ‪.‬‬
‫‪.4‬السنن الكربى‪ .‬البيهقي‪ :‬أمحد بن احلسني بن علي بن موسى اخلراساين‪ ،‬أبو بكر‪ ،‬ت‪:‬‬
‫‪548‬هـ‪ ،‬رحقيق‪ :‬حممد عبد القادر عطا‪ ،‬ط‪ .‬الثالثة‪ 5 5 ،‬هـ ‪.‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بريوت ‪.‬‬
‫‪.45‬السنن الكربى‪ .‬النسائي ‪:‬أبو عبد الرمحن أمحد بن شعيب بن علي اخلراساين‪،‬‬
‫ت ‪ 1‬هـ‪ ،‬رحقيق وختريج‪ :‬حسن عبد املنعم شليب‪.‬إشراف‪ :‬شعيب األرناؤوط‪.‬تقدمي‪:‬‬
‫عبد اهلل بن عبد احملسن الرتكي‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 ،‬هـ ‪.‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪.44‬سري أعالم النبالء‪ .‬الذهيب ‪:‬مشس الدين أبو عبد اهلل حممد بن أمحد بن عثمان‪،‬‬
‫ت‪758‬هـ‪ ،‬ط‪ 5 7 .‬هـ ‪.‬دار احلديث‪ ،‬القاهره‪.‬‬
‫‪.44‬شرح الزركشي‪ .‬مشس الدين حممد بن عبد اهلل الزركشي املصري احلنبلي‪ ،‬ت ‪77‬هـ‪.‬‬
‫ط‪.‬األوىل‪ 5 ،‬هـ ‪.‬دار العبيكان‪.‬‬
‫‪.47‬الشرح الكبري على منت املقنع‪ .‬بن قدامة ‪:‬عبد الرمحن بن حممد بن أمحد املقدسي‬
‫اجلماعيلي احلنبلي‪ ،‬ت ‪48‬هـ‪ ،‬دار الكتاب العريب للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪.48‬الشرح املمتع على زاد املستقنع‪ .‬حممد بن صاحل بن حممد العثيمني ‪،‬ت ‪ 5‬هـ‪ .‬ط‪.‬‬
‫األوىل‪ 5 8 - 5 ،‬هـ‪.‬دار ابن اجلوزي‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫‪.45‬شرح سنن أيب داود‪ .‬العي ى‪ :‬أبو حممد حممود بن أمحد بن موسى بن أمحد بن حسني‬
‫الغيتاىب احلنفى‪ ،‬ت ‪844‬هـ‪ ،‬رحقيق‪ :‬أبو املنذر خالد بن إبراهيم املصري‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪،‬‬
‫‪ 5 1‬هـ ‪.‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪.71‬شرح صحيح البخارى ‪ .‬ابن بطال ‪:‬أبو احلسن علي بن خلف بن عبد املل ‪،‬‬
‫ت‪555‬هـ‪ ،‬رحقيق‪ :‬أبو متيم ياسر بن إبراهيم‪ ،‬ط‪ .‬الثانية‪ 5 ،‬هـ ‪ .‬مكتبة الرشد‪،‬‬
‫الرياض‪.‬‬
‫‪.7‬شرح عمدة األحكام‪ .‬عبد الرمحن السعدي‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 ،‬هـ‪ .‬دار التوحيد‬
‫للنشر‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪.7‬شرح خمتصر خليل‪.‬اخلرشي‪ :‬حممد بن عبد اهلل املالكي أبو عبد اهلل ‪،‬ت ‪ 1‬هـ‪ .‬دار‬
‫الفكر للطباعة‪ ،‬بريوت ‪.‬‬
‫‪.7‬صحيح أيب داود ‪ .‬األلباين‪ :‬أبو عبد الرمحن حممد ناصر الدين بن احلاج نوح بن جنايت‬
‫بن آدم‪ ،‬األشقودري‪ ،‬ت‪ 5 1‬هـ‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 ،‬هـ ‪.‬مؤسسة غراس للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫‪.75‬طبقات احلنابلة‪ .‬أبو احلسني ابن أيب يعلى‪ ،‬ت‪4 4‬هـ‪ .‬رحقيق‪ :‬حممد حامد الفقي‪ .‬دار‬
‫املعرفة‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪.74‬طبقات الشافعيني‪ .‬أبو الفداء إمساعيل بن عمر بن كثري‪،‬ت ‪775‬هـ‪ ،‬رحقيق‪ :‬د أمحد‬
‫عمر هاشم و د حممد زينهم حممد عزب‪ .‬نشر عام ‪ 5‬هـ ‪ .‬مكتبة الثقافة الدينية‪.‬‬
‫‪.74‬الطرق احلكمية‪ .‬ابن قيم اجلوزية ‪:‬حممد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد مشس الدين‪،‬‬
‫ت ‪74‬هـ‪ ،‬مكتبة دار البيان‪.‬‬
‫‪.77‬العدة شرح العمدة‪ .‬املقدسي ‪:‬عبد الرمحن بن إبراهيم بن أمحد‪ ،‬ت ‪4 5‬هـ ‪ ،‬عام‬
‫النشر‪ 5 5 :‬ه‪.‬دار احلديث‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪.78‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري‪ .‬العي ى ‪:‬أبو حممد حممود بن أمحد بن موسى بن‬
‫أمحد بن حسني الغيتاىب‪،‬ت‪844‬هـ‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب ‪،‬بريوت‪.‬‬
‫‪.75‬العناية شرح اهلداية‪ .‬البابريت ‪:‬حممد بن حممد بن حممود‪،‬ت ‪784‬هـ ‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪.81‬العنف األسري أسبابه ومظاهره وآثاره وعالجه‪،‬د‪/‬خالد بن سعود احللييب‪ ،‬مدار الوطن‬
‫للنشر‪.‬‬
‫‪145‬‬
‫‪ .8‬العوامل االجتماعية املؤدية للعنف لدى طالب املرحلة الثانوية(دراسة ميدانية ملدارس‬
‫شرق الرياض)‪ .‬فهد بن علي الطيار‪ ،‬حبث لنيل درجة املاجستري يف جامعة نايف العربية‬
‫للعوم األمنية‪ 5 4 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .8‬عون املعبود شرح سنن أيب داود‪ ،‬ومعه حاشية ابن القيم( هتذيب سنن أيب داود‬
‫وإيضاح علله ومشكالته)‪ .‬العظيم آبادي ‪:‬حممد أشرف بن أمري بن علي بن حيدر‪،‬‬
‫أبو عبد الرمحن‪ ،‬شرف احلق الصديقي‪،‬ت‪ 5‬هـ‪ ،‬ط‪ .‬الثانية‪ 5 4 ،‬هـ‪.‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪.8‬فتاوى اللجنة الدائمة‪.‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء‪.‬مجع وترتيب‪ :‬أمحد بن‬
‫عبد الرزاق الدويش‪ ،‬رئاسة إدارة البحوث العلمية واإلفتاء‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪.85‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ .‬بن حجر ‪:‬أمحد بن علي أبو الفضل العسقالين‬
‫الشافعي‪ ،‬تصحيح‪ :‬حمب الدين اخلطيب‪ .‬تعليق‪:‬عبد العزيز بن عبد اهلل بن باز‪ ،‬دار‬
‫املعرفة‪ ،‬بريوت‪ .‬ترقيم‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪.‬‬
‫‪.84‬فتح القدير‪ .‬الشوكاين ‪:‬حممد بن علي بن حممد بن عبد اهلل اليمين‪ ،‬ت ‪ 41‬هـ‪ .‬ط‪.‬‬
‫األوىل ‪ 5 5 -‬هـ‪.‬دار ابن كثريو دار الكلم الطيب ‪.‬‬
‫‪.84‬الفروع وتصحيح الفروع‪ .‬بن مفلح ‪:‬حممد بن مفلح بن حممد بن مفرج‪ ،‬أبو عبد اهلل‪،‬‬
‫ت ‪74‬هـ‪ ،‬رحقيق‪ :‬عبد اهلل بن عبد احملسن الرتكي‪ ،‬ط‪ .‬األوىل ‪ 5 5‬هـ ‪.‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪.‬‬
‫‪.87‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ .‬أ‪ .‬د‪ .‬وْهبة بن مصطفى الزحْيل مي ‪ ،‬ط‪ .‬الرابعة ‪.‬دار الفكر ‪-‬‬
‫سورية‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫‪ .88‬الفواكه الدواين على رسالة ابن أيب زيد القريواين‪ .‬النفراوي‪ :‬أمحد بن غامن بن سامل ابن‬
‫مهنا‪ ،‬ت ‪ 4‬هـ‪ ،‬عام النشر‪ 5 4 :‬هـ ‪.‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪.85‬القوانني الفقهية‪ .‬أبو القاسم‪ :‬حممد بن أمحد بن حممد بن عبد اهلل‪ ،‬ابن جزي الكليب‬
‫الغرناطي‪ ،‬ت ‪75‬هـ‪.‬‬
‫‪.51‬الكايف يف فقه اإلمام أمحد‪ .‬ابن قدامة املقدسي ‪.‬أبو حممد موفق الدين عبد اهلل بن‬
‫أمحد بن حممد بن قدامة اجلماعيلي املقدسي‪ ،‬ت ‪4 1‬هـ‪ .‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 5 ،‬هـ‬
‫‪.‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪146‬‬
‫‪.5‬الكايف يف فقه أهل املدينة‪ .‬القرطيب‪ :‬يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب بن‬
‫عاصم النمري‪ ،‬ت ‪54‬هـ‪ .‬رحقيق‪ :‬حممد حممد أحيد ولد مادي املوريتاين‪.‬ط‪ .‬الثانية‪،‬‬
‫‪ 511‬هـ‪ .‬مكتبة الرياض احلديثة‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ .5‬كشاف القناع عن منت اإلقناع‪ .‬البهوتى ‪:‬منصور بن يونس بن صالح الدين ابن‬
‫حسن بن إدريس‪ ،‬ت ‪ 14‬هـ‪ .‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪.5‬كشف املخدرات والرياض املزهرات لشرح أخصر املختصرات‪.‬عبد الرمحن بن عبد اهلل‬
‫بن أمحد البعلي اخللويت احلنبلي‪ ،‬ت ‪ 5‬هـ‪ .‬رحقيق‪ :‬حممد بن ناصر العجمي‪ .‬ط‪.‬‬
‫األوىل‪ 5 ،‬هـ ‪.‬دار البشائر اإلسالمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪.55‬كفاية األخيار يف حل غاية االختصار‪ .‬تقي الدين الشافعي ‪:‬أبو بكر بن حممد بن عبد‬
‫املؤمن بن حريز بن معلى احلسيين احلصين‪ ،‬ت‪8 5‬هـ‪ .‬رحقيق‪ :‬علي عبد احلميد‬
‫بلطجي وحممد وهيب سليمان‪ .‬ط‪ .‬األوىل‪ 555 ،‬م ‪.‬دار اخلري‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫‪.54‬لباب التأويل يف معاين التنزيل‪ .‬اخلازن‪:‬عالء الدين علي بن حممد بن إبراهيم بن عمر‬
‫الشيحي أبو احلسن‪ ،‬ت ‪75‬هـ‪ .‬تصحيح‪ :‬حممد علي شاهني‪ .‬ط‪ .‬األوىل‪5 4 ،‬‬
‫هـ‪.‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪.54‬اللباب يف اجلمع بني السنة والكتاب‪ ،‬علي بن أيب حيىي زكريا بن مسعود األنصاري‪،‬‬
‫ت‪484‬هـ‪ .‬رحقيق‪ :‬د‪ .‬حممد فضل عبد العزيز املراد‪ .‬ط‪ .‬الثانية‪ 5 5 ،‬هـ ‪.‬دار القلم‪،‬‬
‫دمشق‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪.57‬لسان العرب‪ .‬ابن منظور‪:‬حممد بن مكرم بن على أبو الفضل‪ ،‬ت ‪7‬هـ‪ .‬ط‪ .‬الثالثة‬
‫‪ 5 5 -‬هـ دار صادر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪.58‬املبدع يف شرح املقنع‪ .‬ابن مفلح‪ :‬إبراهيم بن حممد بن عبد اهلل بن حممد أبو إسحاق‪،‬‬
‫ت‪885‬هـ‪ .‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 8 ،‬هـ‪ .‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪.55‬املبسوط‪ .‬السرخسي‪ :‬حممد بن أمحد بن أيب سهل‪ ،‬ت ‪58‬هـ‪ .‬عام النشر‪ 5 5 :‬هـ‪.‬‬
‫دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ . 11‬جممع األهنر يف شرح ملتقى األحبر‪ .‬شيخي زاده‪:‬عبد الرمحن بن حممد بن سليمان‪،‬‬
‫ت‪ 178‬هـ‪ .‬دار إحياء الرتاث العريب‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫جممع الزوائد ومنبع الفوائد‪ .‬اهليثمي ‪:‬أبو احلسن نور الدين علي بن أيب بكر بن‬ ‫‪. 1‬‬
‫سليمان‪ ،‬ت‪817‬هـ‪ .‬رحقيق‪:‬حسام الدين القدسي ‪ .‬عام النشر‪ 5 5 :‬هـ‪ .‬مكتبة‬
‫القدسي‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫جمموع الرسائل واملسائل‪ .‬ابن تيمية ‪ :‬تقي الدين أبو العباس أمحد بن عبد احلليم‬ ‫‪. 1‬‬
‫احلراين‪ ،‬ت‪7 8‬هـ‪ .‬تعليق ‪ :‬السيد حممد رشيد رضا‪ .‬جلنة الرتاث العريب‪.‬‬
‫جمموع الفتاوى‪.‬ابن تيمية ‪:‬تقي الدين أبو العباس أمحد بن عبد احلليم احلراين ‪،‬ت‬ ‫‪. 1‬‬
‫‪7 8‬هـ‪ ،‬رحقيق‪:‬عبد الرمحن بن حممد بن قاسم‪ ،‬عام النشر‪ 5 4 :‬هـ ‪.‬جممع املل‬
‫فهد لطباعة املصحف الشريف‪ ،‬املدينة النبوية‪.‬‬
‫اجملموع شرح املهذب‪ .‬النووي‪ :‬أبو زكريا حميي الدين حيىي بن شرف‪ ،‬ت ‪474‬هـ‪ .‬دار‬ ‫‪. 15‬‬
‫الفكر‪.‬‬
‫احملرر الوجيز يف تفسري الكتاب العزيز‪.‬أبو حممد عبد احلق بن غالب بن عبد الرمحن بن‬ ‫‪. 14‬‬
‫متام بن عطية األندلسي احملاريب‪ ،‬ت ‪45‬هـ ‪ ،‬رحقيق‪ :‬عبد السالم عبد الشايف حممد‪،‬‬
‫ط‪ .‬األوىل ‪ 5 -‬هـ‪ .‬دار الكتب العلمية ‪،‬بريوت‪.‬‬
‫احمللى باآلثار‪ .‬أبو حممد علي بن أمحد بن سعيد بن حزم األندلسي القرطيب‪،‬‬ ‫‪. 14‬‬
‫ت‪544‬هـ‪ ،‬دار الفكرـ بريوت‪.‬‬
‫خمتار الصحاح‪ .‬الرازي‪:‬زين الدين أبو عبد اهلل حممد بن أيب بكر بن عبد القادر‬ ‫‪. 17‬‬
‫احلنفي‪ ،‬ت‪444‬هـ‪ ،‬رحقيق‪ :‬يوسف الشيخ حممد‪ ،‬ط‪ .‬اخلامسة‪ 5 1 ،‬هـ ‪.‬املكتبة‬
‫العصرية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫خمتصر تفسري البغوي‪.‬عبد اهلل بن أمحد بن علي الزيد‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 4 ،‬هـ‪ .‬دار‬ ‫‪. 18‬‬
‫السالم للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫خمتصر خالفيات البيهقي‪ .‬شهاب الدين الشافعي‪ :‬أمحد بن فـ ْرح بن أمحد بن حممد بن‬ ‫‪. 15‬‬
‫فرح اللخمى اإلشبيلى‪ ،‬ت‪455‬هـ ‪ ،‬رحقيق‪ :‬د‪ .‬ذياب عبد الكرمي ذياب عقل‪ ،‬ط‪.‬‬
‫األوىل‪ 5 7 ،‬هـ ‪.‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫املدخل إىل نظرية االلتزام العامة يف الفقه اإلسالمي‪.‬مصطفى أمحد الزرقاء ‪ ،‬طبعة دار‬ ‫‪. 1‬‬
‫القلم ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 5 1 ،‬هـ ‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫املدخل‪.‬ابن احلاج‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن حممد العبدري الفاسي‪ ،‬ت‪7 7‬هـ‪،‬‬ ‫‪.‬‬
‫دار الرتاث‪.‬‬
‫املدونة‪.‬مال بن أنس بن مال بن عامر األصبحي املدين‪ ،‬ت ‪ 75‬هـ‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪،‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪ 5 4‬هـ ‪ ,‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫مراتب اإلمجاع يف العبادات واملعامالت واالعتقادات‪ .‬ابن حزم ‪:‬أبو حممد علي بن‬ ‫‪.‬‬
‫أمحد بن سعيد األندلسي‪ ،‬ت‪544‬هـ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫مرقاة املفاتيح شرح مشكاة املصابيح‪ .‬علي بن حممد أبو احلسن نور الدين املال اهلروي‪،‬‬ ‫‪. 5‬‬
‫ت ‪ 1 5‬هـ‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 ،‬هـ ‪.‬دار الفكر‪ ،‬بريوت ‪.‬‬
‫مسند اإلمام أمحد بن حنبل‪ .‬أبو عبد اهلل أمحد بن حممد بن حنبل بن هالل بن أسد‬ ‫‪. 4‬‬
‫الشيباين‪ ،‬ت ‪ 5‬هـ ‪ ،‬رحقيق‪ :‬شعيب األرنؤوط و عادل مرشد وآخرون‪.‬إشراف‪ :‬د عبد‬
‫اهلل بن عبد احملسن الرتكي‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 ،‬هـ‪ .‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫املسند الصحيح املختصر بنقل العدل عن العدل إىل رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫‪. 4‬‬
‫وسلم‪.‬مسلم بن احلجاج أبو احلسن القشريي النيسابوري‪ ،‬ت ‪ 4‬هـ‪ .‬رحقيق‪ :‬حممد‬
‫فؤاد عبد الباقي‪ .‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫مشكاة املصابيح‪.‬حممد بن عبد اهلل اخلطيب العمري التربيزي‪ ،‬ت ‪75‬هـ‪ ،‬رحقيق‪:‬‬ ‫‪. 7‬‬
‫حممد ناصر الدين األلباين‪ ،‬ط‪ .‬الثالثة‪ 584 ،‬م‪.‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫املصباح املنري يف غريب الشرح الكبري‪.‬أمحد بن حممد بن علي الفيومي مث احلموي‪ ،‬ت‬ ‫‪. 8‬‬
‫حنو ‪771‬هـ‪ ،‬املكتبة العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫مصلحة الطفل الفضلى من خالل بعض املسائل األسرية(تونس مثاال)‪.‬عائدة الريماين‬ ‫‪. 5‬‬
‫غربال‪ ،‬رسالة لنيل املاجستري يف اجلامعة اللبنانية ‪ 114‬م‬
‫املصنف يف األحاديث واآلثار‪ .‬أبو بكر بن أيب شيبة‪:‬عبد اهلل بن حممد بن إبراهيم بن‬ ‫‪. 1‬‬
‫عثمان بن خواسيت‪ ،‬ت‪ 4‬هـ‪ ،‬رحقيق‪ :‬كمال يوسف احلوت‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 515 ،‬هـ‬
‫‪.‬مكتبة الرشد ‪،‬الرياض‪.‬‬
‫هـ‪ ،‬رحقيق‪:‬‬ ‫املصنف‪.‬عبد الرزاق بن مهام بن نافع احلمريي اليماين الصنعاين‪ ،‬ت‬ ‫‪.‬‬
‫حبيب الرمحن األعظمي‪ ،‬ط‪ .‬الثانية‪ 51 ،‬هـ‪.‬اجمللس العلمي‪ ،‬اهلند‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫املطالب العالية بزوائد املسانيد الثمانية‪ .‬ابن حجر العسقالين ‪:‬أبو الفضل أمحد بن‬ ‫‪.‬‬
‫علي بن حممد بن أمحد‪ ،‬ت ‪84‬هـ‪ ،‬رحقيق‪ ) 7( :‬رسالة علمية قدمت جلامعة اإلمام‬
‫حممد بن سعود‪.‬تنسيق‪ :‬د‪ .‬سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪،‬‬
‫‪ 5 5‬هـ ‪.‬دار العاصمة‪ ،‬السعودية‬
‫معامل التنزيل يف تفسري القرآن ( تفسري البغوي)‪ .‬البغوي‪ :‬أبو حممد احلسني بن مسعود‬ ‫‪.‬‬
‫بن حممد بن الفراء الشافعي‪ ،‬ت ‪4 1‬هـ‪ .‬رحقيق‪ :‬عبد الرزاق املهدي‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪،‬‬
‫‪ 5 1‬هـ‪.‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫معامل السنن(شرح سنن أيب داود)‪ .‬اخلطايب‪:‬أبو سليمان محد بن حممد بن إبراهيم بن‬ ‫‪. 5‬‬
‫اخلطاب البسيت‪ ،‬ت‪ 88‬هـ‪ ،‬ط‪ .‬األوىل ‪ 4‬هـ ‪.‬املطبعة العلمية‪ ،‬حلب‪.‬‬
‫املعتصر من املختصر من مشكل اآلثار‪ ,‬امللطي‪ :‬يوسف بن موسى بن حممد‪،‬‬ ‫‪. 4‬‬
‫ت ‪81‬هـ‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫املعجم الكبري‪ .‬الطرباين ‪:‬سليمان بن أمحد بن أيوب بن مطري اللخمي الشامي‪ ،‬ت‬ ‫‪. 4‬‬
‫‪ 41‬هـ‪ ،‬رحقيق‪ :‬محدي بن عبد اجمليد السلفي‪ ،‬ط‪ .‬الثانية‪ .‬مكتبة ابن تيمية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫معجم اللغة العربية املعاصرة‪ .‬أمحد خمتار عبد احلميد عمر‪ ،‬ت‪ 5 5‬هـ‪ .‬ط‪ .‬األوىل‪،‬‬ ‫‪. 7‬‬
‫‪ 5 5‬هـ‪ ،‬عامل الكتب‪.‬‬
‫املغين ‪.‬ابن قدامه‪ :‬أبو حممد موفق الدين عبد اهلل بن أمحد بن حممد‪ ،‬ت ‪4 1‬هـ‪ .‬عام‬ ‫‪. 8‬‬
‫النشر‪ 88 :‬هـ ‪.‬مكتبة القاهرة‪.‬‬
‫مغين احملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج‪ .‬الشربيين ‪ :‬حممد بن أمحد اخلطيب‬ ‫‪. 5‬‬
‫الشافعي‪ ،‬ت‪577‬هـ‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 4 ،‬هـ ‪.‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫املقدمات املمهدات‪.‬أبو الوليد حممد بن أمحد بن رشد القرطيب‪ ،‬ت‪4 1‬هـ‪ ،‬ط‪.‬‬ ‫‪. 1‬‬
‫األوىل‪ 518 ،‬هـ دار الغرب اإلسالمي‪.‬‬
‫ملتقى األحبر‪.‬إبراهيم بن حممد بن إبراهيم احلليب احلنفي‪ ،‬ت‪544‬هـ‪ ،‬رحقيق‪ :‬خليل‬ ‫‪.‬‬
‫عمران املنصور‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 5 ،‬هـ ‪.‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫منح اجلليل شرح خمتصر خليل‪ .‬حممد بن أمحد بن حممد عليش أبو عبد اهلل املالكي‪،‬‬ ‫‪.‬‬
‫ت‪ 55‬هـ‪ ،‬عام النشر‪ 515 :‬هـ‪ .‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج‪ .‬النووي‪ :‬أبو زكريا حميي الدين حيىي بن شرف‪،‬‬ ‫‪.‬‬
‫ت‪474‬هـ‪ ،‬ط‪ .‬الثانية‪ 5 ،‬هـ‪.‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫املنهل الصايف واملستوىف بعد الوايف‪ .‬يوسف بن تغري بردي بن عبد اهلل الظاهري‬ ‫‪. 5‬‬
‫احلنفي‪ ،‬ت‪875‬هـ‪ ،‬رحقيق‪:‬دكتور حممد حممد أمني‪ ،‬تقدمي‪ :‬دكتور سعيد عبد الفتاح‬
‫عاشور‪.‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪.‬‬
‫املهذب يف فقة اإلمام الشافعي‪ .‬الشريازي‪ :‬أبو اسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف‪،‬‬ ‫‪. 4‬‬
‫ت‪574 :‬هـ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫مواهب اجلليل يف شرح خمتصر خليل‪ .‬احلطاب الرعيين‪ :‬مشس الدين أبو عبد اهلل حممد‬ ‫‪. 4‬‬
‫بن حممد بن عبد الرمحن الطرابلسي‪ ،‬ت ‪545‬هـ‪ ،‬ط‪ .‬الثالثة‪ 5 ،‬هـ ‪.‬دار الفكر‪.‬‬
‫موسوعة اإلمجاع يف الفقه اإلسالمي‪ .‬د‪ /‬صاحل بن عبيد احلريب‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪،‬‬ ‫‪. 7‬‬
‫‪ 5 5‬هـ‪.‬دارالفضيلة‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫موقف ابن تيمية من األشاعرة‪.‬عبد الرمحن بن صاحل بن صاحل احملمود ‪.‬ط‪ .‬األوىل‪،‬‬ ‫‪. 8‬‬
‫‪ 5 4‬هـ‪.‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫النتف يف الفتاوى‪ .‬الس ْغدي‪:‬أبو احلسن علي بن احلسني بن حممد ‪،‬ت ‪54‬هـ‪ ،‬رحقيق‪:‬‬ ‫‪. 5‬‬
‫احملامي الدكتور صالح الدين الناهي‪ ،‬ط‪ .‬الثانية‪ 515 ،‬هـ‪.‬دار الفرقان‪،‬عمان‪.‬‬
‫نظم العقيان يف أعيان األعيان‪ .‬عبد الرمحن بن أيب بكر‪ ،‬جالل الدين‬ ‫‪. 51‬‬
‫السيوطي‪5 ،‬هـ‪ ،‬رحقيق‪ :‬فيليب حيت‪ ،‬املكتبة العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫هناية احملتاج إىل شرح املنهاج‪ .‬الرملي ‪:‬مشس الدين حممد بن أيب العباس أمحد بن محزة‬ ‫‪. 5‬‬
‫شهاب الدين‪ ،‬ت‪ 115‬هـ‪ ،‬ط‪ 515 .‬هـ ‪.‬دار الفكر‪.‬‬
‫هناية املطلب يف دراية املذهب‪ .‬اجلويين ‪:‬عبد املل بن عبد اهلل بن يوسف بن حممد‪،‬‬ ‫‪. 5‬‬
‫ت‪578‬هـ‪ ،‬رحقيق وفهرسة‪ :‬أ‪ .‬د‪ /‬عبد العظيم حممود ال مديب‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪،‬‬
‫‪ 5 8‬هـ‪.‬الناشر‪ :‬دار املنهاج‪.‬‬
‫اهلداية على مذهب اإلمام أيب عبد اهلل أمحد بن حممد بن حنبل الشيباين‪ .‬أبو اخلطاب‬ ‫‪. 5‬‬
‫الكلوذاين ‪:‬حمفوظ بن أمحد بن احلسن‪ ،‬رحقيق‪ :‬عبد اللطيف مهيم و ماهر ياسني‬
‫الفحل‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 4 ،‬هـ‪ .‬مؤسسة غراس للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫اهلداية يف شرح بداية املبتدي‪ .‬املرغيناين‪:‬علي بن أيب بكر بن عبد اجلليل الفرغاين‪ ،‬ت‬ ‫‪. 55‬‬
‫‪45‬هـ‪ ،‬رحقيق‪ :‬طالل يوسف‪.‬دار احياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫الوجيز يف إيضاح قواعد الفقه الكلية‪ .‬د‪ /‬حممد صدقي البورنو‪ ،‬ط‪ .‬اخلامسة‪،‬‬ ‫‪. 54‬‬
‫‪ 5‬هـ‪ .‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫الوسيط يف املذهب‪.‬أبو حامد حممد بن حممد الغزايل الطوسي‪ ،‬ت‪414‬هـ‪ ،‬رحقيق‪:‬‬ ‫‪. 54‬‬
‫أمحد حممود إبراهيم و حممد حممد تامر‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ 5 7 ،‬هـ‪ .‬دار السالم‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان‪ .‬أبو العباس مشس الدين أمحد بن حممد ابن خلكان‪،‬‬ ‫‪. 57‬‬
‫‪48‬هـ‪ .‬رحقيق‪ :‬إحسان عباس‪ .‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪.‬‬

‫الدوريات والمواقع اإللكترونية‬


‫ـ جملة البيان‪ ،‬العدد(‪ ) 1‬مجادى اآلخرة‪ 5 5 ،‬هـ‬
‫ـ جملة العدل ‪،‬العدد(‪ ،) 5‬ربيع اآلخر‪ 5 8 ،‬هـ‬
‫ـ جملة كلية العلوم اإلسالمية‪ ،‬العدد( )‪ 5 5‬هـ‬
‫‪5‬ـ موقع األمم املتحدة ‪/http://www.un.org/ar‬‬
‫‪4‬ـ موقع شبكة حقوق الطفل الدولية ‪. /http://www.crin.org/arabic‬‬
‫‪4‬ـ موقع جممع الفقه اإلسالمي الدويل ‪./http://www.fiqhacademy.org.sa‬‬
‫‪7‬ـ موقع منظمة األمم املتحدة للطفولة (اليونسيف) ‪./http://www.unicef.org/arabic8‬‬
‫‪5‬ـ موقع ‪، /http://unterm.un.org‬التابع لألمم املتحدة‪.‬‬
‫‪ - 1‬موقع اجمللس العريب للطفولة والتنمية‪. http://www.arabccd.org‬‬

‫‪152‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫مقدمة‪...................................................................................‬‬
‫أمهية املوضوع وسبب اختياره‪...............................................................‬‬
‫الدراسات السابقة ‪5 ........................................................................‬‬
‫منهج البحث ‪8 ............................................................................‬‬
‫خطة البحث‪1 ...........................................................................‬‬
‫التمهيد ‪ :‬التعريف بعنوان البحث‪8 .........................................................‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬تعريف احلقوق لغة واصطالحا‪5 ..........................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف احلقوق لغة ‪1 ..................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬تعريف احلقوق اصطالحا ‪1 .............................................‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬تعريف الطفل لغة واصطالحا يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬مقارنا مبا ورد يف اتفاقية حقوق‬
‫الطفل يف املادة األوىل‪.................................................................... .‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف الطفل لغة ‪..................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬تعريف الطفل اصطالحا يف الفقه اإلسالمي‪،‬مقارنا مبا ورد يف اتفاقية حقوق‬
‫الطفل يف املادة األوىل‪...................................................................‬‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬التعريف مباهيمة اتفاقية حقوق الطفل‪1 ....................................‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬احلقوق الواردة يف االتفاقية للطفل واملقر له هبا يف الفقه اإلسالمي‪..............‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬اعتبار مصلحة الطفل الفضلى‪5 ..........................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬اعتبار مصلحة الطفل الفضلى يف اتفاقية حقوق الطفل الواردة يف املواد الثالثة‪،‬‬
‫والتاسعة‪ ،‬والثامنة عشر‪ ،‬والعشرين‪ ،‬واحلادية والعشرين‪ ،‬والسابعة والثالثني‪ ،‬واألربعني‪5 .......... .‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬اعتبار مصلحة الطفل الفضلى يف الفقه اإلسالمي ‪7 .......................‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬حق الطفل يف احلياة والنمو‪51 .............................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬حق الطفل يف احلياة والنمو يف اتفاقية حقوق الطفل الوارد يف املواد السادسة‪،‬‬
‫والثامنة عشر ‪،‬والثالثة والعشرين ‪،‬والسابعة والعشرين ‪،‬والثانية الثالثني‪5 ........................ .‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حق الطفل يف احلياة والنمو يف الفقه اإلسالمي‪5 ..........................‬‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬حق الطفل يف احلضانة ‪44 ...............................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬حق الطفل يف احلضانة يف اتفاقية حقوق الطفل الوارد يف املادتني التاسعة‪،‬‬
‫والعشرين واألربعني‪47 .................................................................... .‬‬
‫‪153‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حق الطفل يف احلضانة يف الفقه اإلسالمي‪45 ..............................‬‬
‫املبحث الرابع ‪ :‬حق الطفل يف النفقة ‪44 ..................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬حق الطفل يف النفقة يف اتفاقية حقوق الطفل الوارد يف املادة السابعة والعشرين‪.‬‬
‫‪44 ......................................................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حق الطفل يف النفقة يف الفقه اإلسالمي ‪47 ...............................‬‬
‫املبحث اخلامس ‪ :‬حق الطفل يف التعليم ‪45 ...............................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬حق الطفل يف التعليم يف اتفاقية حقوق الطفل الوارد يف املواد الثالثة والعشرين‪،‬‬
‫و الثامنة والعشرين‪ ،‬والثانية والثالثني‪ ،‬واألربعني‪71 ........................................... .‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حق الطفل يف التعليم يف الفقه اإلسالمي‪7 ...............................‬‬
‫املبحث السادس ‪ :‬حق الطفل يف عدم املشاركة يف احلروب ‪74 ...............................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬حق الطفل يف عدم املشاركة يف احلروب يف اتفاقية حقوق الطفل الوارد يف املادة‬
‫الثامنة والثالثني‪74 ....................................................................... .‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حق الطفل يف عدم املشاركة يف احلروب يف الفقه اإلسالمي ‪77 ...............‬‬
‫املبحث السابع ‪ :‬حق الطفل يف احلماية من القذف ‪75 .....................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬ورد إقرار حق الطفل يف احلماية من القذف يف اتفاقية حقوق الطفل يف املادة‬
‫السادسة عشرة حيث تقول املادة ‪81 .......................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حق الطفل يف احلماية من القذف يف الفقه اإلسالمي ‪8 ...................‬‬
‫املبحث الثامن ‪ :‬حق الطفل يف احلماية من االختطاف ‪8 ..................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬حق الطفل يف احلماية من االختطاف يف اتفاقية حقوق الطفل الوارد يف املادة‬
‫اخلامسة والثالثني‪85 .......................................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حق الطفل يف احلماية من االختطاف يف الفقه اإلسالمي ‪84 ...............‬‬
‫الفصل الثاين ‪ :‬احلقوق الواردة يف االتفاقية للطفل واملنازع يف استحقاقه هلا يف الفقه اإلسالمي‪85 .. .‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬حق الطفل يف حرية التدين‪51 .............................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬حق الطفل يف حرية التدين يف اتفاقية حقوق الطفل الوارد يف املادة الرابعة‬
‫عشر‪5 ..................................................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حق الطفل يف حرية التدين يف الفقه اإلسالمي‪5 ......................... .‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬حق الطفل يف عدم العقاب بالضرب ‪54 ....................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬حق الطفل يف عدم العقاب بالضرب يف اتفاقية حقوق الطفل الوارد يف املادة‬
‫التاسعة عشر‪54 ......................................................................... .‬‬
‫‪154‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حق الطفل يف عدم العقاب بالضرب يف الفقه اإلسالمي‪55 ................ :‬‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬حق الطفل يف التعبري دون أي اعتبار للحدود ‪1 .........................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬حق الطفل يف التعبري دون أي اعتبار للحدود يف اتفاقية حقوق الطفل الوارد يف‬
‫املادة الثالثة عشر‪15 .....................................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حق الطفل يف التعبري دون أي اعتبار للحدود يف الفقه اإلسالمي ‪14 .......‬‬
‫املبحث الرابع ‪ :‬حق الطفل يف التبين ‪17 .................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬حق الطفل يف التبين يف اتفاقية حقوق الطفل الوارد يف املادتني العشرين‪،‬‬
‫واحلادية والعشرين‪18 ................................................................... .‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حق الطفل يف التبين يف الفقه اإلسالمي ‪1 .............................‬‬
‫املبحث اخلامس ‪ :‬حق الطفل يف مساواته مع اجلنس اآلخر‪.............................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬حق الطفل يف مساواته مع اجلنس اآلخر يف اتفاقية حقوق الطفل الوارد يف‬
‫املادتني الثانية ‪،‬و التاسعة والعشرين‪5 .....................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حق الطفل يف مساواته مع اجلنس اآلخر يف الفقه اإلسالمي‪4 ........... :‬‬
‫املبحث السادس ‪ :‬حق الطفل غري املسلم يف اجلهر بشعائر دينه يف بالد املسلمني‪5 .........‬‬
‫املطلب األول‪ :‬حق الطفل غري املسلم يف اجلهر بشعائر دينه يف بالد املسلمني يف اتفاقية حقوق‬
‫الطفل الوارد يف املادتني الرابعة عشر ‪،‬والثالثني‪1 ...........................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حق الطفل غري املسلم يف اجلهر بشعائر دينه يف بالد املسلمني يف الفقه‬
‫اإلسالمي‪.......................................................................... .‬‬
‫اخلامتة والتوصيات ‪....................................................................‬‬
‫اخلامتة ‪5 ............................................................................‬‬
‫التوصيات‪8 .........................................................................‬‬
‫الفهارس‪5 .............................................................................‬‬
‫فهرس اآليات ‪.....................................................................‬‬
‫فهرس األحاديث ‪5 ..................................................................‬‬
‫فهرس اآلثار ‪4 ......................................................................‬‬
‫فهرس األعالم ‪7 .....................................................................‬‬
‫فهرس املصادر واملراجع ‪8 .............................................................‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪4 .................................................................‬‬

‫‪155‬‬

You might also like