‫أبو القاسم الشابي‬

‫الشابي[عدل]‬ ‫حياة أبي القاسم‬

‫النشأة[عدل]‬

‫ولد أبو القاسم الشابي في يوم األربعاء في الرابع والعشرين من فبراير عام ‪1909‬م الموافق للثالث من شهر صفر سنة ‪ 1327‬هـ في قرية الَّش اِّبية‬
‫في والية توزر بتونس‪.‬‬
‫وقد كان ميالده في عائلة ثرية ومتعلمة حيث درس والده محمد الشابي في جامعة الزيتونة ثم التحق في ‪ 1901‬بجامع األزهر بالقاهرة وعندما‬
‫تحصل على اإلجازة عاد إلى تونس ليتم تعينه قاضيًا‪ .‬قضى أبوه‪ ،‬الشيخ محمد الشابي حياته الوظيفية في القضاء بمختلف المدن التونسية‪ ،‬ومن‬
‫األرجح أن يكون الشيخ محمد نقل أسرته معه وفيها ابنه البكر أبو القاسم وهو يتنقل بين هذه البلدان‪ ،‬ويبدو أن الشابي الكبير قد بقي في زغوان إلى‬
‫صفر من سنة ‪1348‬هـ – أو آخر تموز‪-‬يوليو ‪ 1929‬حينما مرض مرضه األخير ورغب في العودة إلى توزر‪ ،‬ولم يعش الشيخ محمد الشابي‬
‫طويًال بعد رجوعه إلى توزر فقد توفي في الثامن من أيلول –سبتمبر ‪ 1929‬الموافق للثالث من ربيع الثاني ‪ 1348‬هـ‪.‬‬
‫الشابي[عدل]‬ ‫تأثيرات‬
‫في ثالثينيات القرن الماضي‪ ،‬لم يكن العالم العربي الخاضع للسيطرة االستعمارية بالكامل مشموًال‪ ،‬مع‬ ‫[‪]12‬‬
‫لم يكن للشابي تأثير كبير على معاصريه‪.‬‬
‫استثناءات قليلة‪ ،‬في التيارات الشعرية الحديثة مثل السريالية والمستقبلية والدادائية‪ ]13[.‬حتى هذه الفترة‪ ،‬كانت هناك فجوة بين الشعر العربي والشعر‬
‫[‪]13‬‬
‫الغربي الحديث‪ ،‬ولم يتخلل الشعر العربي بالكامل التيارات الشعرية الجديدة إال خالل األربعينيات‪.‬‬
‫[‬
‫لم يكن حتى سبعينيات القرن الماضي أن أطلقت الحركة األدبية‪ ،‬في غير العمودي والحر‪ ،‬من قبل شعراء شباب مثل حبيب زناد وطاهر حمامي‬
‫‪ ]14‬وفضيلة الشاب‪ ]15[،‬ابن عم أبي القاسم والشبيبة‪ -15 .‬أول شاعر يترك المقاييس الكالسيكية‪ ]16[.‬إنهم يحررون أنفسهم من المقاييس الشعرية‬
‫العربية‪ ،‬وحتى الشعر الحر‪ ،‬وينغمسون في الشعر الحر لجاك بريفير الستحضار التجارب اليومية بلغة ملونة يسهل الوصول إليها‪ ]18[]17[]14[.‬بعيًد ا عن‬
‫هذه الحركة‪ ،‬يكتب شعراء آخرون مثل صالح كرمادي في اللهمة الحية (‪ )1970‬بالكلمات التونسية النموذجية‪ ،‬وحافظوا على الشعر حًر ا‬
‫[‪]14‬‬
‫ويبحثون عن موضوعات أكثر عالمية‪ ]18[،‬مما يؤدي إلى زعزعة استقرار «شديد االلتزام»‪.‬‬

‫حتى القرن الحادي والعشرين‪ ،‬ظل الشابي واحًد ا من أكثر الشعراء العرب قراءة على نطاق واسع للمتحدثين باللغة العربية‪ ]19[.‬وهو أيًض ا أشهر‬
‫شاعر تونسي في العالم العربي‪ ]12[،‬ومن أعظم الشعراء العرب في القرن العشرين‪ ]20[،‬وأعظم شعراء شمال أفريقيا في نفس القرن[‪ ]21‬وشخصية مهمة‬
‫[‬
‫في األدب العربي الحديث‪ ]22[.‬أصبحت ترانيمه «مؤثرة لشعراء تونس والعرب»‪ ]17[.‬أدرج شعره أيًض ا في البرامج المدرسية والجامعية‬
‫[‪]23‬‬
‫‪ ]20‬وأطروحاته مكرسة بانتظام له‪.‬‬
‫اإلرث[عدل]‬
‫ـ أعماله‬
‫ترك الشابي ما مجموعه ‪ 132‬قصيدة ومقالة نشرت في مجالت مختلفة[‪ ]24‬في كل من مصر وتونس[‪ ]26[]25‬لكنه لم يفلح على الرغم من ثالث‬
‫محاوالت قام بها‪ ،‬لنشر ديوانه‪ ،‬وهو مجموعة من القصائد التي اختارها قبل وقت قصير من وفاته[‪ ]27‬وقد ُن شرت فقط في عام ‪ ]28[1955‬في القاهرة‬
‫بعد ‪ 21‬عاًما‪ ]25[.‬تم ذلك بفضل شقيقه االمين‪ ،‬ساعده الشاعر المصري أحمد زكي أبو شادي‪ ،‬فنان الرسوم المتحركة لمجلة أبولو‪ُ ]29[.‬ت رجم الديوان‬
‫إلى عدة لغات‪ ،‬وُأعيد إصداره في عدة مناسبات‪ ،‬ال سيما بمناسبة الذكرى السنوية الثالثين لوفاته‪ ،‬مع مقدمة كتبها األمين الشابي‪ ]27[.‬وأدى هذه‬
‫االحتفال إلى مهرجان دولي يستمر من ‪ 24‬إلى ‪ 28‬فبراير ‪ ،1966‬وأعلن خاللها الشاذلي القليبي‪ ،‬وزير الثقافة‪:،‬‬

‫"إنها شهادة علي اإلخالص أن نفكر [‪ ]...‬لتوسيع دائرة المشاركين في هذه الذكرى السنوية‪ ،‬بحيث يكون هذا المهرجان في انسجام مع إرادة‬
‫[‪]30‬‬
‫الشاعر [‪ :]...‬واظهار التاثير الذي أراده في جميع أنحاء العالم العربي‪.‬‬

‫ويتم تنظيم ندوة بمناسبة الذكرى الخمسين لوفاته‪ُ :‬ينظر إلى الشابي على انه «الشاعر الصوفي والقومي والثوري والفيلسوف»‪ ]30[.‬كما يرفع‬
‫ومع ذلك فأن جان فونتين يالحظ أنه على الرغم من أنه «يتحدث عنه ما ال يقل عن‬ ‫[‪]31‬‬
‫ميخائيل النعيمي الشابي إلى مستوي «الشاعر الفريد»‪.‬‬
‫‪ 2000‬كتاب و‪ 600‬مقال [‪ ،]...‬إال أن القارئ ليست لديه أعماله الكاملة تحت تصرفه بعد‪ .‬وتلك التي تم نشرها بواسطة دار النشر التونسية‪،‬‬
‫[‪]32‬‬
‫بمناسبة الذكرى الخمسين لوفاته في عام ‪( 1984‬مجلدين بدون ترقيم للصفحات في كل مجلد)‪ ،‬ليست [كاملة]»‪.‬‬
 ‫االعتراف بعبقرية الشابي حدثت في الواقع في وقت متأخر‪ .‬وعلي الرغم من أن حالته الصحية لم تكن جيدة‪ ،‬فقد ترك الشابي إرثا كبيرا‪ ]24[.‬تأسف‬
‫نجالء العرفاوي أن الشابي هو «بشر وأن الطبيعة كانت قاسية»[‪ ]24‬وتلخص قدرته على الجمع بين المرض والشعر في هذه الشروط‪« :‬في حربه‬
‫[‪]33‬‬
‫ضد المرض‪ ]...[ ،‬كان الشعر بالنسبة له التعبير عن ألم المواجهة»‪.‬‬

‫كان عام ‪ 2009‬الذكرى المئوية لميالد الشاعر‪ .‬ولذلك تخللها برنامج ثقافي وأدبي‪ ،‬يهدف إلى إثراء الحياة[‪ ]34‬الثقافية التونسية‪ .‬وهكذا تم تكريمه يوم‬
‫‪ 9‬يوليو في مهرجان قرطاج الدولي‪ ،‬خالل االوبريت باسم الصباح الجديد‪ ،‬تحرير وإخراج وحيدة صغير بلطجي‪ ،‬ومشهد لحاتم دربال مع موسيقى‬
‫الملحن رشيد يديس[‪ ]20‬وسيناريو محسن بن نفيسة[‪ ،]35‬ولعب دور الشاعر الممثل مهدي عياش‪ ]36[.‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬بنك تونس (‪ )BT‬نشر‬
‫مجموعة من قصائده الثالثين‪ ،‬مع مقدمة جديدة لرئيسه التنفيذي علياء عبد هللا‪ .‬وهذا الكتاب هو في الواقع إعادة إصدار لمجموعة نشرت أصال في‬
‫عام ‪ 1984‬بمناسبة الذكرى المئوية للبنك ويتضمن مقدمة من قبل عز الدين مدني وإدخال بوبكر مبروك‪ ،‬الرئيس التنفيذي السابق ل]‪ BT.[37‬في‬
‫[‪]37‬‬
‫طبعة عام ‪ ،2009‬هو منمق النص مع لوحات من عبد العزيز القرجي‪ ،‬محمود السهيلي‪ ،‬حاتم المكي وزبير تركي‪.‬‬