Professional Documents
Culture Documents
التعلق، مفهومه، أنماطه، وتأثيره على شخصية الفرد.
التعلق، مفهومه، أنماطه، وتأثيره على شخصية الفرد.
*حورية مزيان
**أ.د.فتيحة كركوش
* جامعة البليدة 2لونيسي علي
** جامعة البليدة 2لونيسي علي
ملخص:
يمثل التعلق تلك الرابطة االنفعالية العاطفية التي تجمع بين الطفل ومن يقوم برعايته
منذ الشهور األولى للنمو وصوال إلى تكوين النماذج العاملة الداخلية وأنماط معينة للتعلق
تمثل مجموعة من االستراتيجيات التي يتبنّاها الفرد في تسيير عالقاته المستقبلية ،وهي
تبنى انطالقا من عالقته اإلرتباطية األولية.
فإن الدراسة الحالية تهدف إلى التعريف بنظرية التعلق وأهم المفاهيم المرتبطة وعليه ّ
بها وكيف يمكن للعالقة األولية مع األم أن تؤثر في تكوين شخصية الفرد من الناحية
النفسية واإلجتماعية العالئقية ،وذلك من خالل تبني آراء مجموعة من الباحثين الرائدين
في نظرية التعلق على غرار بولبي وأنسوورث.
كلمات مفتاحية :التعلق ،أنماط التعلق ،النماذج العاملة الداخلية.
مقدمة:
يعتبر التعلق رابطة انفعالية عاطفية بين الطفل ومن يقوم برعايته ،تُنسج هذه الرابطة
منذ األسابيع األولى لتتطور وتصبح أكثر تميّزا ووضوحا مع نمو الطفل ،إلى أن يستدخل
هذا األخير صورة متميّزة للتعلق يُكوّن من خاللها ما يسمّى بالنماذج العاملة الداخلية التي
تعتبر كمخططات عقلية لها بالغ األثر في جميع مراحل حياة الفرد وفي مختلف عالقاته
مع اآلخرين.
فإن للتعلق مكانة مميزة في حياة الفرد ،حيث كان هناك اهتمام كبير بدراسته ليس وعليه ّ
فقط في مرحلة الطفولة من خالل العالقة اإلزدواجية (أم -طفل) ،بل تع ّداه ليشمل مختلف
مراحل الحياة ،حيث تؤثر النماذج العاملة الداخلية ونوعية التعلق الذي ينتمي إليه الفرد في
تطور شخصيته وفي نوعية استجابته لمختلف العالقات اإلجتماعية ،إذ يعتبر نظام التعلق
عامل مقاومة أو خطر لمختلف االضطرابات النفسية.
239
.1مفهوم التعلق:
يُع ّد التعلق شكال من أشكال العالقات الحميمة بين الطفل ومقدم الرعاية ،حيث أشار
أن هذا المفهوم ُق ّدم ألوّل مرة من طرف جون بولبي
سيالمي ( )Sillamy. N, 2003إلى ّ
Bowlby. Jفي سنة 1959على خلفية أعمال السلوكي هارالو( )Harlowالتي قام بها
على القردة ،إذ هدفت أعمال هذا األخير إلى الكشف عن العالقة اإلرتباطية بين الرضيع
واألم من خالل تجربته على رُ ضع القردة ،حيث تمثلت التجربة في تفرقة الرضع القردة
عن أمهاتهم البيولوجية عند الوالدة مباشرة ووضعهم وحيدين في األقفاص أين توجد أُمين
في شكل دمى :األم األولى بخيط من حديد مزودة برضاعة ،بينما األم الثانية مزودة بغطاء
أن الرُ ضع القردة هرعوا نحو هذه األخيرة حيث فضلوا االتصال مكسو بالفرو ،والنتيجة ّ
وحرارة الغطاء المكسو بالفرو على الحاجة البيولوجية المتمثلة في الغذاء .وبالتالي طوّر
بولبي (- )Bowlby. J, 1980اعتمادا على هذه األعمال -مفهوم التعلق بصفة تتعارض
مع الطرح السيكولوجي القائل ّ
بأن اإلرتباط باألم هدفه إشباع الحاجات البيولوجية ،مُعتبرا
أن التعلق يُشبع بُعدين لدى الرضيع :البعد البيولوجي المتمثل في تلبية الحاجات والبعدّ
أن التعلق هو سياق فطري مشترك بين جميع النفسي المتمثل في البحث عن األمان ،ورأى ّ
البشر تكون فيه مجموع الميكانيزمات األولية كاالبتسامة والمص واالحتضان والبكاء التي
تظهر بصفة جد مبكرة عند الرضيع كأساس قاعدي لبناء التعلق.
على هذا األساس ،عُ رّ ف التعلق عند بولبي -نقال عن منار بني والشريفين (-)2012
على أنّه نزعة فردية داخلية لدى كل إنسان تجعله يميل إلى إقامة عالقة عاطفية حميمة
مع األشخاص األكثر أهمية في حياته ،تبدأ أسسها األولى مع الوالدة وتستمر مدى الحياة،
حيث قال بولبي ( )Bowlby. J, 1984, p09أنّه« :من المهم للتوازن العقلي للرضيع
أن يكون قادرا على عيش عالقة حميمة بصفة مستمرة مع األم أو مع الشخص الذي يق ّدم
مكن كليهما من إيجاد السعادة والرضا».له الرعاية ،عالقة تُ ّ
إضافة إلى ذلك ،فقد أشار بولبي ( )Bowlby. J, 1984إلى أهمية الروابط الوجدانية
أو التعلق في حياة الفرد ،إذ تحمي هذه الروابط حياة الطفل من خالل حب أمّه ورعايتها
المستمرة له ،فهي وظيفة بقائية أساسية في حياته ،كما أنّها من أهم أسس الصحة النفسية
للطفل ،ألنها تُعد المؤثر الرئيسي في اآلداء الوظيفي للشخصية باعتبارها تضع أسس
اإلتّجاهات نحو الحياة والناس والعالقات والمستقبل ،وعليه ّ
فإن نوعية الرابط العالئقي
الذي يك ّونُه الطفل مع مق ّدم الرعاية يُعتبر أحد المحددات الرئيسية لشخصيته في المستقبل.
أن التعلق يُمثّل «مجموع
من جهته ،أشار سيالمي ( )Sillamy. N, 2003, p 30إلى ّ
الروابط التي تنشأ بين الرضيع واألم بداية بإحساسات وإدراكات الرضيع اتّجاه أمّه وبصفة
متبادلة من األم التي تستجيب لمتطلبات رضيعها» .وأوضح شيفر( -)Shaverنقال عن
240
أن التعلق هو رابطة عاطفية قوية بين شخصين أيزنك (ّ -)Eysench. M, 2001
تتميّز بالتبادل العاطفي والرغبة في المحافظة على القرب بينهما ،في حين أكد كل من
باباليا وفلدمان ( )Papalia,& Feldman, 1999في تعريفهما للتعلق على مساهمة
كل من الطفل ومقدم الرعاية في نوعية رابطة التعلق ،حيث عرّ فاه بأنّه رابطة انفعالية
قوية ومتبادلة بين الرضيع ومقدم الرعاية ،ألن كالهما يُساهم في تحديد نوعية هذا التعلق.
.2مفاهيم مرتبطة بالتعلق:
فيما يلي سنتطرق إلى أهم المفاهيم المرتبطة بنظرية التعلق التي تساعد على فهم أفضل
أن هذه المفاهيم قاعدية في نظرية التعلق.لهذه األخيرة ،باعتبار ّ
1.2سلوك التعلق:
يُقصد بسلوك التعلق حسب قيدناي وقيدناي (Guedeney. N, Guedeney. A,
)2005سلوكات الرضيع المُوجّ هة نحو تعزيز التقارب ،والمتمثلة في سلوكات اإلبتسامة،
المالغاة...الخ ،فهي سلوكات مؤشرة تُنذر األم برغبات الطفل وحاجاته للتفاعل معها.
فسلوك البكاء مثال يدفع األم للتقرب نحو الطفل والقيام بأفعال تؤدي إلى الحد من بكائه،
ومع النمو يُطور الطفل سلوكات أخرى كسلوك التعلق والمشي التي تعتبر سلوكات نشطة
للطفل تسمح له بالتقرب ومتابعة صور التعلق ،هذه السلوكات ذات الطبيعة الفطرية تعتبر
كنوع من تعلق الطفل بأمّه وهي تُعزز التعلق المتبادل بين الطفل واألم.
كل السلوكات التي تسمح للشخص أن ّكل من قيدناي وقيدناي ( )Ibidإلى ّ أشار ّ
ّ
المفضلة والمُميزة يمكن اعتبارها باإلرتباط أو الحفاظ على التقارب مع بعض صور التعلق
أن مفهوم سلوك كسلوك للتعلق .و أوضح زياناح ( )Zeanah. C,1993من جهته ّ
التعلق أصبح أكثر تعقيدا باعتباره ال يقتصر على الوصف السلوكي للمخططات الخمس
لألفعال (وهي عبارة عن سلوكات تهدف إلى التعلق وصفها بولبي سنة 1969بأنّها تمثل
المهارات الفطرية الخمسة للتعلق ،وتتمثل في سلوكات المص والتشبث والبكاء واإلبتسامة
ومتابعة النظر) ،ولكنّه معرف كوحدة وظيفية ،فليست خصوصية السلوك في ح ّد ذاته
هي ما يهم بقدر ما يهم كيف نتج هذا السلوك وكيف سينتهي ،فإذا كان السلوك يهدف إلى
تعزيز التقارب فإنّه يعمل كسلوك للتعلق بغض النظر عن نوعية هذا السلوك ،وبذلك نصل
إلى مصطلح آخر للتعلق يتمثل في «مفهوم التوازن الوظيفي للسلوكات» الذي يُشير إلى
مجموع السلوكات المختلفة في طبيعتها ولكنّها تتقاسم معنى مُوحد وتخدم وظائف متشابهة.
2.2صورة التعلق:
اعتبر بولبي ( )Bowlby. J, 1984صورة التعلق هي تلك الصورة التي يُوجّ ه إليها
الطفل سلوك التعلق ،وبالتالي يمكن أن يُمثل صورة للتعلق كل شخص يدخل في تبادل
إجتماعي نشط ودائم مع الرضيع ويستجيب بسهولة إلشاراته ومتطلباته.
241
وعليه يمكن القول بوجود ع ّدة صور للتعلق تكون مُتدرجة بناء على الرعاية المقدمة
للطفل وكذا خصائص مقدم الرعاية ومدى قدرته على اإلستجابة لحاجات الرضيع ،فالطفل
لديه استعداد فطري لإلرتباط ،والذي يتطور تدريجيا مع نمو الطفل إلى أن يُكوّن هذا
األخير صورة متميّزة للتعلق ،تستمر معه في كل المراحل يلجأ إليها في أوقات الحاجة أو
المعاناة.
3.2العالقة اإلرتباطية:
يُقصد بها نقال عن قيدناي وقيدناي ()Guedeney. N, Guedeney. A, 2005
تلك العالقة التي تُبنى تدريجيا انطالقا من اإلستعدادات الفطرية التي يتم تعديلها بتفاعل
الطفل مع بيئته اإلجتماعية ،حيث يقترب هذا األخير بصفة تفضيلية نحو صور مميّزة
للبحث عن الحنان والراحة والسند والحماية ،ويُمثل القلق عند وجود الغريب وردود الفعل
ّ
المفضلة. ضد الفراق عالمات عن تكوين الطفل لتعلق نحو الصورة
في هذا السياق ،قد وصفت أنسوورث (- )1989نقال عن قيدناي وقيدناي (-)Ibid
أربع سمات تُميّز عالقات اإلرتباط عن العالقات االجتماعية األخرى تتمثل في:
البحث عن التقارب، •
المفهوم القاعدي لألمن (بمعنى استكشاف أكثر حرية بوجود صورة التعلق)، •
مفهوم سلوك االلتجاء (بمعنى العودة نحو صورة التعلق عندما يعترض الفرد تهديد •
مُحتمل)،
ردود الفعل ضد االنفصال (الإرادية). •
بالنسبة لبولبي(ّ )Bowlby. J, 1984
فإن الوظائف الثالثة لعالقة اإلرتباط تتمثل في
البحث عن التقارب والبحث عن قاعدة آمنة وكذا البحث عن ملجأ آمن.
4.2نظام التعلق:
يُمثّل مجموع سلوكات التعلق ،فقد عرّ فه قيدناي وقيدناي (Guedeney. N,
« )Guedeney. A, 2005, p15كنوع من التقارب وما يُوفره من شعور بالحماية
واألمن ،فكل ما يُشجع التقارب ويُعطي الشعور بالحماية يدخل في إطار نظام التعلق».
المحفزة على التقارب؛ إذ يعتبر نظاما ذي هدف خارجي يتمثل ّ فهو بمثابة مجموع األنظمة
في تحقيق التقارب الجسدي مع صورة التعلق من خالل سياق اإلحتواء؛ فالطفل يتفاعل مع
محيطه ويُترجم دالالته ،وفي حالة المعاناة والفجيعة يبحث عن التقارب مع صورة التعلق،
إذ يعتمد تنظيم مختلف سلوكات التعلق على جملة من المؤشرات الداخلية والخارجية التي
يُنشط من خاللها نظام التعلق أو العكس ،وبناء على ذلك تتمثل العوامل المُنشطة للنظام في
كل العوامل المُنبئة بالخطر أو المُؤ ّدية للضغط ،حيث تُقسّ م هذه العوامل إلى عوامل داخلية
مرتبطة بالطفل كالتعب واأللم ،وعوامل خارجية مرتبطة بمحيطه وتضم كل المنبهات
242
بالخطر مثل وجود الغريب والوحدة وغياب صورة التعلق...وغيرها.
أمّا عامل اإلنطفاء لنشاط نظام التعلق فيتمثل في تحقيق التقارب مع صورة التعلق ،وقد
أن نظام التعلق هو نظام نشط باستمرار ،فالطفل اعتبر بولبي (ّ )Bowlby. J, 1984
عندما يُدرك العوامل المحيطة به كمؤشرات آمنة يتوجه نحو أهداف ونشاطات أخرى مع
استمرار النظام في مراقبة المحيط كمنبع محتمل للضغط ،أمّا في حالة إدراك هذه العوامل
كمؤشرات على الخطر يتم تفعيل نظام التعلق من خالل البحث عن اإلتصال والتقارب مع
صورة التعلق وعدم الشعور بالرضا ّ
إال باإلرتباط معها.
يتميز نظام التعلق ،إذن ،بالديمومة واإلستقرار ،ويستمر مع كل مراحل نمو الطفل
وتفاعله مع المحيط ،حيث يمر تطوره حسب قيدناي وقيدناي (Guedeney. N,
)Guedeney. A, 2005بثالثة مراحل تتمثل في:
من 0إلى 6أشهر :تتمثل هذه المرحلة في تأسيس سياق التمييز، •
من 6أشهر إلى 3سنوات :تمثل فترة تأسيس مخططات التعلق بناء على أنظمة التغذية •
الرجعية (بمعنى الطفل يختار صور التعلق بناء على ما يتلقاه من رعاية وشعور
باألمن) للوصول إلى الهدف األساسي وهو البقاء بالقرب من صورة التعلق.
بعد سن الثالثة :نشهد في هذه المرحلة تكوين عالقة تبادلية ،حيث يُطوّر الطفل إرادة •
خاصة وفهم نحو توجهات اآلخر ما يزيد من قدراته المعرفية وي ّ
ُمكنه من تحمّل اإلبتعاد
عن صورة التعلق.
ويندرج تحت نظام التعلق جملة من األنظمة (بما فيها نظام التعلق في حد ذاته) تسمى
باألنظمة التحفيزية الكبرى تتمثل في:
1.4.2نظام اإلستكشاف :يرتبط بسلوك الفضول وحب اإلستكشاف ،يتم تنشيطه بفعل
مؤشرات المحيط الخارجي ،ويعتمد على مدى إدراك الطفل لوجود الخطر ووجود
قاعدة آمنة للتعلق .فحسب بولبي (ّ )Bowlby. J, 1984
فإن التعلق يوفر التوازن بين
سلوكات اإلستكشاف وسلوكات البحث عن التقارب مع األخذ باإلعتبار وجود صورة
للتعلق والخطر الموجود في المحيط المادي واإلجتماعي ،حيث توفر صورة التعلق
«قاعدة آمنة» تُق ّدم للطفل الشعور باألمن المادي والنفسي مما يسمح له باإلستكشاف
ومحاولة التحكم في محيطه؛ فالتعلق وسلوك اإلستكشاف يتأثران بكيفية إدراك الطفل
لمدى وجود وحساسية صورة التعلق.
2.4.2نظام االنتماء :ويسمى أيضا بنظام االجتماعية (،)système de sociabilité
يُعرّ فه قيدناي وقيدناي ( )Guedeney. N, Guedeney. A, 2005بوصفه نظام
تابع لنظام التعلق ،ويعتبره بولبي ( )Bowlby. J, 1984مرتبطا باستعداد بيولوجي
يساهم في بقاء الفرد ،حيث تبدأ الدافعية اإلجتماعية مع الوالدة وتتطور بشكل أكبر بداية
243
من الشهر الثاني.
تختلف عوامل تنشيط هذا النظام عن عوامل تنشيط نظام التعلق ،حيث يُفترض ّ
أن هذا
وصف موراي ()Murray النظام يتم تفعيله عندما ال يكون نظام التعلق كذلك .من جهتهّ ،
-نقال عن قيدناي وقيدناي ( -)Guedeney. N, Guedeney. A, 2005هذا النظام
كممثل لجميع مظاهر الصداقة وحسن النية ( )friendliness and goodwillالمنبثقة
من الرغبة في القيام باألشياء بمرافقة اآلخر ،حيث عبّر ايمد - Emdeنقال عن قيدناي
وقيدناي ( -)Guedeney. N, Guedeney. A, 2005عن هذا المفهوم بمصطلح
«القيام به معا « we-goمشيرا إلى ّ
أن هذا النظام يرتبط بتكوين األخالق واإلجتماعية،
ويصف دافعية الفرد لإلنخراط إجتماعيا مع اآلخرين.
3.4.2النظام خوف-قلق :يُمثّل القدرة على المراقبة والتحكم في تعديل المؤشرات المنبهة
بوجود الخطر والرد عليها سواء كانت هذه المؤشرات إجتماعية أو غير ذلك.
وعليه يتعلق األمر في هذا النظام -حسب بولبي ( -)Bowlby. J, 1984بتسجيل
واستجابة الطفل لوضعية خطر مُدرك ،يتقاسم هذا النظام نفس العوامل المنشطة له مع نظام
التعلق ،ويظهر مع نهاية السنة األولى.
5.2قاعدة األمن:
اعتبر قيدناي وقيدناي ( )Guedeney. N, Guedeney. A, 2005قاعدة األمن
بمثابة الثقة مع مُقدم الرعاية الذي يُع ّد مرجعا ي ّ
ُوفر السند والحماية ،وهذا مهما كان سن
الفرد ،حيث يُمثّل التقارب الجسدي عامال مُهما في المراحل األولى من الحياة ليصبح
تدريجيا مفهوم األمن مفهوم عقالني وانفعالي (.)mentalisé et émotionnel
فإذا استطاع الطفل تكوين قاعدة أمن يُمكنه -انطالقا من الثقة بوجود صورة التعلق
واستمراريتها -اكتشاف العالم من حوله ،حيث تُمثّل العوامل المحيطة بالطفل أبعادا تُوجّ ه
حركاته باإلبتعاد أو اإلقتراب من صورة التعلق حسب تقديراته لمصادر الخطر ،وعليه
كلّما كانت قاعدة األمن سليمة ومُوفرة للحماية كلما زادت قدرة الفرد على اإلكتشاف
ومواجهة الخطر والعكس (حيث نشير هنا إلى ّ
أن الفرد يرتبط بمقدم الرعاية سواء أ ّدى ما
عليه من توفير للحماية واألمن بصفة صحيحة وسليمة أو ال ،وهذا ما يميّز نظرية التعلق
عن نظرية السند).
.3بناء عالقة التعلق وأنماطه:
فإن التعلق يمتد من الطفولة األولى إلى سن الرشد ،حيث تعتبر كما سبق وأن ذكرنا ّ
ّ
العالقة األولية مع مقدم الرعاية اللبنة األولى التي تتشكل على أساسها عالقة التعلق ،هذه
العالقة هي ما يسمح للطفل ببناء انفعاالته ،أفكاره ،استراتيجياته وتصوراته عن العالم
الخارجي ضمن نمط معيّن للتعلق.
244
.1.3بناء عالقة التعلق:
اعتبر كوبا (ّ )Cupa. D, 2000
أن التعلق يُمثل أوّل نسق عالئقي بين الرضيع
ومقدم الرعاية ،هذا النسق يتم بناؤه تدريجيا بداية من المراحل األولى للنمو ،حيث وصفت
أنسوورث (- )Ainsworth. Mنقال عن كوبا ( - )Ibidسياق التعلق من خالل أربع
مراحل ،هي كما يلي:
المرحلة األولى :تُمثل األشهر األولى لنمو الطفل ،إذ ال يكون هناك تعلق على الرغم •
من قدرة الطفل على التعرف على بعض المؤشرات الحسية المرتبطة باألم كرائحتها
أو صوتها.
المرحلة الثانية :يكون فيها التعلق غير متميّز (أو في طور التكوين) ،إذ ينجذب •
الرضيع في هذه المرحلة نحو صورة الشخص ويتفاعل معه من خالل مظاهر اللّذة
أن الطفل في هذه كاالبتسامة ،ولكن شخص آخر بإمكانه بسهولة استخالف األم؛ بمعنى ّ
المرحلة يستجيب للعديد من المثيرات بغض النظر عمّن يُقدمها.
المرحلة الثالثة :هنا يصبح التعلق محددا (مع نهاية السنة األولى تقريبا) ،حيث يبحث •
الطفل بصفة خاصة عن الشخص مُقدم الرعاية الذي يتمثل غالبا في شخص األم
ويضطرب عند غيابها ،فهي تُمثّل مصدر أمن وحماية بالنسبة له.
المرحلة الرابعة :في هذه المرحلة تُستدخل صورة األم (تقريبا مع السنة الثانية والثالثة) •
وتُصبح نموذجا داخليا عامال ،حيث يصبح الطفل قادرا على تحمّل غياب األم وبالتالي
يسير نحو درجة أكبر من اإلستقاللية.
أن التعلق يُمثل ذلك اإلرتباط المتبادل بين الطفل ومن يقوم وعليه نستخلص ممّا سبق ّ
س مبكرا في حياة الطفل ويكون له أثر عميق على شخصيته المستقبلية ،حيث برعايته ،يتأسّ ُ
ّ
يتجاوز مفهوم التعلق االزدواجية «أم -طفل» ليشمل كل العالقات التي يُشكلها الفرد مع
اآلخرين في محيطه سواء كانت عالقات صداقة وحب ،أو تقارب ،وتكون استجابة الفرد
وردود فعله نحو العالقات المستقبلية مبنية على ما تلقاه من مشاعر الحماية واألمن في
مرحلة الطفولة.
.2.3أنماط التعلق:
عرّ ف قيدناي وقيدناي ( )Guedeney. N, Guedeney. A, 2006نمط التعلق
كمجموعة من االستراتيجيات والتصورات المرتبطة بأهداف محورية للذات ،حيث
تعتبر أساليب التعلق كأنماط تنظيمية للتوقعات والحاجات العاطفية والستراتيجيات تنظيم
االنفعاالت والسلوكات االجتماعية ،فهي تشمل التصورات واالستراتيجيات اإلنفعالية
والسلوكية لتنظيم العواطف التي يختبرها الفرد في عالقاته القريبة ،هذه التصورات
واالستراتيجيات التي يستجيب الفرد في عالقاته وفقا لها تستمد مصدرها من التفاعالت
المبكرة بين الطفل ومقدمي الرعاية .وضمن هذه التصورات ،يظهر «نموذج الذات»
245
وفيه يدرك الفرد نفسه إمّا كشخص جدير بالحب ،ناجح اجتماعيا وكفء ،أو على العكس
من ذلك يدرك نفسه كشخص غير جدير بالحب ،غير ناجح اجتماعيا وغير كفء؛ وهو
األمر الذي أوضحه كونواي ( ،)Conway. MA, 2005مضيفا أنّه يظهر نموذج آخر
للتصورات يتمثل في «نموذج اآلخرين» وتعتمد التصورات فيه على كيفية إدراك الفرد
لآلخرين كأفراد حساسين أو غير حساسين اتّجاه حاجاته وكمدعمين له أو ال ،وعليه ّ
فإن
استراتيجيات التعلق تخص حاجات الثقة وأهمية الدور الذي يوليه الفرد لتقبل أو رفض
اآلخرين في سعيه لتحقيق أهدافه.
بالنظر إلى أهمية أنماط التعلق باعتبارها األساس الذي تتحدد وفقه عالقات الفرد
واستجاباته في مختلف تفاعالته االجتماعية ،انصب االهتمام أيضا على دراسة أنماط
التعلق واستمراريتها من الطفولة إلى سن الرشد ،حيث أقيمت العديد من الدراسات حول هذا
الموضوع من بينها الدراسة التجريبية التي أنجزتها ماري أنسوورث وآخرون ()1978
نظموا المالحظات المرتبطة باالزدواجية -نقال عن كوبا ( ،-)Cupa, D, 2000حيث ّ
والتبادل بين سلوك التعلق واالستكشاف عند الرضيع من خالل «وضعية الغريب»،
هذه الوضعية المخبرية المتمثلة في اإلنفصال واإللتقاء مع أحد الوالدين (األب أو األم)
فتحت المجال لمالحظات سلوكية ،حيث توصلت أنسوورث إلى وجود ثالثة أصناف من
اإلستجابات عند اإللتقاء مع الوالدين ح ّددت من خاللها أنماطا للتعلق ،هذه األنماط العالئقية
قائمة على نوعية التعبيرات العالئقية للطفل اتّجاه والديه ،إذ تتمثل هذه األنماط في:
نمط التعلق اآلمن :يصف طفل يميل إلى اإلحتجاج عند اإلنفصال (الفراق) عن الوالد، •
لكنّه يستقبل الوالد عند عودته بتعبير اإلرتياح مرفوقا بالبحث عن التقارب واإلتّصال،
ما يسمح له فيما بعد بالعودة لالستكشاف.
النمط غير اآلمن -التجنبي :يصف طفال تبدو عليه عدم الحاجة إلى المواساة أو الراحة •
وعدم التأثر برحيل الوالد ويتجاهله أو يتجنبه عند عودته ،كما يظهر غير قادر على
استخدام الوالد كمنبع للراحة ،فسلوكه يُشير إلى اإلستقاللية القهرية (autonomie
)compulsiveالتي وصفها بولبي في - 1969نقال عن كوبا (،-)Cupa, D, 2000
حيث يُعطي الطفل شعورا باستقاللية كبيرة وال يستعمل الوالد كقاعدة أمن.
النمط غير اآلمن -المتناقض :وهو يخص طفال منزعجا من وضعية الفراق ،هذا الطفل •
يبحث عن الراحة عند اللّقاء ولكن فور ما يحدث اإلتّصال يتجاهله ويكون ذلك غالبا
ضمن نوبة غضب أو استسالم لمعاناة سلبية.
إلى جانب هذه األنماط التي ح ّددتها أنسوورث ،أضافت مان وآخرون (Main. M, et
)coll, 1985تصنيفا آخر للتعلق ،يصف أطفاال يظهر لديهم التعلق غير آمن مصحوب
بسلوكات ال تُعبّر بشكل واضح عن توجهات الطفل ونواياه ،كما أنّها تظهر غير منظمة
(مشوشة) في تسلسلها ،متقطعة وغريبة مصحوبة بنمطيات وخالية من استراتيجية متناسقة
246
للتعلق عند اإللتقاء مع الوالد ،حيث تختلف استجاباتهم هنا عن أحد استراتيجيات التعلق
اآلمن وغير اآلمن ،إذ يُظهر الطفل في هذا النمط سلوكات غريبة ،خائفة وغير مُوجهة،
لذلك سُ مّي هذا النمط من التعلق «بالنمط غير اآلمن ،غير المنظم و/أو غير الموجه».
. 4النماذج العاملة الداخلية:
بيّنت العديد من الدراسات حول السلوكات االجتماعية لألفراد -على غرار دراسات
بولبي( -)Bowlby. J, 1984أنّه يوجد نظام للتعلق يحكم السلوكات المُوجهة نحو البحث
عن لفت انتباه ،سند وحماية أشخاص آخرين أو تجنب الرفض منهم ،فنظرية التعلق تترجم
الحاجة المشتركة لألفراد لتكوين روابط عاطفية؛ فهي تُسلّم ّ
بأن األفراد مدفوعين بيولوجيا
����������������������������������������������������������((�Griffin. D, Bar
إلى تطوير مثل هذه الروابط ،حيث تقترح حسب قريفن وبارثولوماو
)tholomew. K, 1994نظرية تصف عمل نظام التعلق عند الشخص واإلختالف بين
استراتيجيات التعلق عند األفراد استنادا على تجاربهم في الحياة ،تُ ّ
نظم هذه اإلستراتيجيات
من طرف ما يُسّ مى بالنماذج العاملة الداخلية التي تتشكل بدءا من التجارب التي يتلقاها
الفرد من محيطه ،فالطفل يُطور -انطالقا من التبادالت األولى مع مقدم الرعاية -نماذج
عالئقية تساعده على فهم وتفسير سلوك المقربين ،كما تسمح له بتوقع ردود فعل اآلخرين،
وبذلك فهي تؤثر على سلوكه في عالقاته المختلفة.
بالرجوع إلى ما جاء عن باولبي ( ،)Bowlby. J, 1980نجده قد استمد هذا
المفهوم من عالم النفس البريطاني كريك ( )Craikسنة 1943لإلشارة إلى هذه النماذج
العقلية التي ي ّ
ُشكلها الفرد ،مبرزا طبيعتها الدينامية من حيث دورها العملي في حياة الطفل
باعتبارها الحلقة النمائية التاريخية التي تُفسّ ر كيفية تأثير ظروف الماضي بظروف الحاضر
والمستقبل ،إذ أنّها تُسيّر طريقة الفرد في اإلدراك والتّصرف في عالقاته البين -شخصية.
ُشكل الطفل نموذج الذات ونموذج اآلخرين من خالل هذه النماذج الداخلية، وعليه ،ي ّ
فبناء على تفسيره الستجابات اآلخر يُدرك الفرد نفسه كشخص جدير بمحبة اآلخرين،
ناجح اجتماعيا وكفء ،وفي هذه الحالة يكون نموذج الذات إيجابيا .أمّا إذا كان العكس،
أن الفرد يُدرك نفسه كشخص غير جدير بمحبة اآلخرين ،غير ناجح وغير كفء فهنا أي ّ
يكون نموذج الذات سلبيا أمّا نموذج اآلخرين ،فيعتمد على كيفية إدراك الفرد لآلخرين
كأفراد حساسين أو ال نحو حاجاته ،وبالتالي إذا استنتج الطفل أنّه يُمكنه اإلعتماد على
وجود واستمرارية صور التعلق يُطور نموذج للتعلق ايجابي نحو اآلخرين ،لكن إذا أدرك
اآلخرين كأفراد غير حساسين أو غير مهتمين بحاجاته ،فان نموذج اآلخرين يكون لديه
سلبيا.
أن هذه النماذج العاملة الداخلية والعواطف المرتبطة بها مدى الحياة بصفة يتبيّن ّ
الواعية تُسيّر الطريقة التي يُدرك بها الفرد اآلخرين وتُح ّدد كيفية استجابته في مختلف
247
عالقاته البين -شخصية.
لذلك ،أشار كل من قيدناي وقيدناي ()Guedeney. N, Guedeney. A, 2005
إلى أنّه لتحديد السن الذي ّ
تتشكل فيه هذه النماذج العاملة الداخلية استند بولبي إلى أعمال
بياجيه )1947( Piagetحول استمرارية الموضوع ،حيث أشار إلى أنّه قبل سن الخمسة
أشهر الطفل ال يدرك التواجد المستمر للموضوع عندما يكون هذا األخير مخفيا عن مجال
أن الموضوع الذي ال يُرى يعني أنّه مفقود ،فال يحاول البحث عنه نظره ،إذ يعتقد الرضيع ّ
وإذا أعيد تقديم هذا الموضوع له فإنّه ال يدركه على أنّه نفس الموضوع األوّل .لكن عندما
أن الطفل يصبح قادرا على التّعرف عن الموضوع المفقود والبحث عنه يحدث العكس؛ أي ّ
عند اختفائه فذلك يدل على بداية اكتسابه لما يسمى «باستمرارية الموضوع» ،ويحدث ذلك
حسب بولبي ( )Bowlby. J, 1988في منتصف السنة األولى من العمر عندما يصبح
الطفل قادرا على بناء تصورات عن أمّه ،ممّا يعني استدخال صورتها لتصبح فيما بعد
فإن القدرة على التعرف وتذكر األم تظهر قبلنموذج داخلي عامل .فحسب بولبي (ّ )Ibid
أن األم من وجهة النظر العاطفية هي القدرة على التعرف أو تذكر شخص آخر باعتبار ّ
أكثر داللة ( )plus significativeمن اآلخرينّ ،
ألن الطفل تربطه معها تبادالت أكبر
وأكثر تنوعا.
ّ
تتشكل النماذج العاملة الداخلية انطالقا من الوسط الذي يعيش فيه الفرد بداية وبالتالي
من المراحل األولى للحياة ،حين يصبح الطفل قادرا على التّعرف والبحث عن الموضوع
المفقود؛ وبمعنى أدق عندما يصبح الطفل قادرا على تصور الموضوع ،فتوقعاته حول
مدى وجود وحساسية صور التعلق تُدرج في إطار نموذج داخلي عامل للتعلق يتحكم الحقا
في طريقة إدراكه لألحداث والعالقات الجديدة بناء على ما تلقاه من قبل ،فمثال الطفل
الذي عانى من حرمان عاطفي في مراحل الطفولة األولى ،لكن فيما بعد تلقى رعاية من
عائلة مستقبلة متفهمة ومحبة يميل إلى الحفاظ على نماذجه العاملة الداخلية القاعدية ،حيث
وبأن اآلخرين غير قادرين علىّ يستمر في أغلب الحاالت باإلعتقاد بأنّه غير جدير بالحب
اإلستجابة لتوقعاته ،وبذلك فكلّما كانت صور التعلق األولى توفر قاعدة أمن وحماية كلما
كانت استجابات الفرد في عالقاته سليمة؛ ممّا يعني أن النموذج الداخلي العامل للفرد قادر
على تكييف األحداث الجديدة وتسيير سلوكات التعلق بصفة سليمة تسمح بالوصول إلى
الهدف المحدد المتمثل في العودة إلى قاعدة آمنة تسمح بتخفيض مشاعر الحصر والتجنب
في العالقات البين -شخصية ،فالسلوكات والعواطف اإليجابية التي تظهر عند األفراد الذين
تلقوا الرعاية من والدين متفهمين وحساسين لحاجاتهم ترجع إلى نموذج داخلي عامل يُوفر
نمط آمن للتعلق .أمّا السلوكات الحصرية والعواطف السلبية المالحظة عند األفراد من
والدين غير متفهمين وغير ملبين لحاجاتهم فيرجع إلى نموذج داخلي عامل يُوفر نمط غير
آمن للتعلق.
248
أن التعلق يظهر من خالل ميل الفرد للبحث عن التقارب واإلتصال من ثمة ،يمكن القول ّ
مع شخص محدد أو عدة أشخاص ممّن يُوفرون له الشعور بالحماية واألمن ،حيث يتحدد هذا
الميل وفقا للنماذج العاملة الداخلية للتعلق التي تتبلور انطالقا من التجارب السابقة مع صور
التعلق األولى لتُؤثر ،فيما بعد ،في كل التبادالت اإلجتماعية الحالية للفرد ،وتُسيّر مواقفه
أن أي اضطراب على في مختلف عالقاته البين -شخصية ،ومن هنا تظهر أهمية التعلق إذ ّ
مستوى التبادالت العاطفية األولى مع صور التعلق التي تتشكل على أساسها النماذج العاملة
الداخلية سيؤدي إلى إضطراب سيكوباتولوجي على مستوى العالقات المستقبلية للراشد
ومنه يظهر دور التعلق في البناء السليم لشخصية الراشد وأهميته في مرحلة الطفولة.
خاتمة:
يعتبر التعلق سياقا داخليا يتميّز بالديمومة واإلستمرارية من الطفولة إلى سن الرشد،
يتدخل في تشكيل شخصية الفرد وتوافقه النفسي ،إذ ّ
أن أي خلل في نظام التعلق يزيد
من احتمال اضطراب عالقات الفرد المستقبلية ،فهو يُمثل عامل خطر في ظهور العديد
من اإلضطرابات النفسية كاإلكتئاب واالضطرابات الحصرية وكذا اضطرابات الشخصية
الحدية بما فيها اضطرابات المرور إلى الفعل.
فالتعلق ،إذن ،الذي ينطلق تشكيله من العالقة األولى «أم -طفل» له تأثير كبير على
النمو النفسي العاطفي للفرد من جميع النواحي؛ فالعالقات المبكرة األولى مع صور التعلق
هي المحدد األساسي لنوعية العالقات المستقبلية للفرد باعتبار ّ
أن هذه العالقات قائمة
على أساس النماذج العاملة الداخلية التي تتميز سيرورتها بالديمومة من الطفولة إلى
فإن أي حرمان على مستوى العالقات المبكرة مع مقدم الرعاية يؤدي إلىالرشد ،وبالتالي ّ
اضطراب في هذه النماذج العاملة الداخلية ،ما يعني اضطراب العالقات البين شخصية
للفرد.
249
:المراجع باللغة العربية
قلق اإلنفصال وأنماط التعلق باألمهات البديالت:)2012( أ. الشريفين، م. منار بني-1.
مجلة،لدى عيّنة خاصة من األطفال األيتام والمحرومين في ضوء بعض المتغيرات
.126 -85 ص،22 عدد، مصر،كلية التربية باإلسماعيلية
250