Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 45

‫مدينة جنران‬

‫‪1‬‬
‫الفصل االول‬
‫مقدمة‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫تزخر مناطق اململكة ابلكثري من املواقع الرتاثية املتنوعة اليت جتسد القيمة التارخيية والرتاثية‬
‫للمملكة بصفتها ملتقى للحضارات اإلنسانية وممرا لقوافل التجارة القدمية‪.‬‬
‫فحضارة اململكة غنية‪ ،‬كما أن إرثها الثقايف امللموس حمفوظ يف آاثرها وتراثها‪ ،‬وهو‬
‫الرابط املرئي بني ماضي اململكة وحاضرها‪ ،‬واألهم من ذلك مستقبلها‪ ،‬فاململكة تقع يف ملتقى‬
‫عدد من احلضارات والتيارات الثقافية املتقاطعة‪.‬‬

‫ففي جمال اآلاثر ال تكاد ختلو حمافظة من حمافظات اململكة من مواقع أثرية متثل شاهدا‬
‫على احلضارات القدمية اليت استوطنت أرض اجلزيرة العربية‪ ،‬حيث تتنوع هذه اآلاثر ما بني‬
‫القصور‪ ،‬والفنون الصخرية‪ ،‬واألسوار واملباين اليت أظهرهتا احلفرايت األثرية‪ ،‬واملنشآت الصخرية‬
‫وغريها‪.‬‬
‫وتعد منطقة جنران من املناطق الضاربة يف أعماق التاريخ‪ ،‬حيث مرت عليها حضارات‬
‫متعددة وضعتها من أهم املدن اليت تزخر ابآلاثر والنقوش التارخيية‪ ،‬ويصل عدد املواقع األثرية يف‬
‫املنطقة إىل أكثر من ‪ 100‬موقع أثري‪.‬‬

‫حيث تتمتع املنطقة بوجود آاثر ومواقع هامة تعود للفرتات البيزنطية واألموية والعباسية‪،‬‬
‫وكلها تؤكد أن املنطقة كانت ذات موقع جتاري وزراعي مهمني‪ ،‬كما أهنا ذات عمق حضاري‬
‫الفت‪.‬‬

‫وتعد جنران‪ ،‬مبا سجله التاريخ فيها‪ ،‬متحفا اترخييا بعد اكتشاف آاثر عديدة‪ ،‬منها‬
‫نقوش وكتاابت ابخلط املسند‪ ،‬وهو اخلط الذي استخدمته دولة (محري) بني (‪115‬ق‪.‬م و‪14‬م)‪،‬‬
‫وقد حلت رموز وإشارات النقوش املوجودة نظرا لقرهبا من الكتابة العربية‪ ،‬حىت أنه عثر على‬
‫نقوش هريوغليفية ومصرية قدمية يف املنطقة بني قرية( القابل) مشاال (والسودا واحلمر) جنواب‪ ،‬يعود‬
‫‪3‬‬
‫اترخيها للعصور اإلسالمية األوىل‪ ،‬ووجدت نقوش كوفية أخرى على صخور جبل (املسماة)‬
‫الذي يقع على بعد ‪ 15‬كم من منطقة جنران‪ ،‬وابإلضافة إىل هذا كله مت العثور على رسوم‬
‫للخيول واجلمال والنعام والظباء والثعابني‪ ،‬ومصنوعات يدوية هامة منها أدوات طحن احلبوب‬
‫وبئر ارتوازية مبنية بطريقة هندسية دقيقة‪.‬‬

‫وساهم موقع جنران االسرتاتيجي يف أن تكون ممرا لقبائل غرب ووسط اجلزيرة العربية‪ ،‬كما‬
‫متيزت بوجودها بني دول ذات حضارات‪ ،‬األمر الذي جعلها مركزا مهما عرب طريق التجارة‬
‫القدمي‪ ،‬الذي يتجه إىل مشال شرق اجلزيرة العربية‪ ،‬وصوال إىل بالد ما بني النهرين أو مكة املكرمة‬
‫واملدينة املنورة والعال مث البرتاء وبالد الشام ومصر‪.‬‬

‫وقد احتفظت مدينة جنران برتاثها املعماري الفريد واملتنوع يف الشكل وطريقة البناء والزينة‬
‫واملسميات‪ ،‬وتعد البيوت التقليدية يف جنران جزءاً أصيالً من هذا الرتاث املعماري يف اجلزيرة‬
‫العربية بكل ما حتويه من حلول معمارية عکست ظروف البيئة احمللية (مناخية‪ ،‬جغرافية‪،‬‬
‫اجتماعية)‪ ،‬وكذلك ما حتويه من حلول تصميمية منسجمة مع احتياج الفرد واجملتمـع من حيث‬
‫العادات والتقاليد الضاربة يف أعماق التاريخ‪.‬‬

‫ولدراسة هذا املوضوع ولإلملام جبوانبه اتبعنا خطة تتضمن ثالث فصول ‪ ،‬إضافة إىل‬
‫مقدمة وخامتة ‪.‬تطرقنا يف الفصل األول إىل املوقع اجلغرايف والتارخيي بنجران و اتريخ جنران‬
‫أما الفصل الثاين تطرقت إىل االعمال امليدانية يف منطقة جنران ‪ ،‬وتناولت يف الفصل الثالث‬
‫املوقع اجلغرايف ملوقع االخدود ‪ ،‬واتريخ االخدود ‪ ،‬واالعمال امليدانيه يف املوقع ‪ ،‬واملكتشفات‬
‫املعماريه يف املوقع ‪ ،‬واملعثورات األثرية وأخرياً خامتة حتتوي على نتائج البحث‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‬

‫املوقع اجلغرايف والتارخيي لنجران‬

‫املوقع اجلغرايف والتارخيي لنجران‬

‫تقع منطقة جنران يف اجلزء اجلنويب‬


‫الغريب من السعودية‪ ،‬أي‪ :‬يف األطراف‬
‫الشرقية ملنطقة الدرع العريب اليت متتد‬
‫عرب املنطقة الواسعة حىت أقصى جنوب‬
‫اجلزيرة‪ ،‬وذلك على خط الطول‬
‫(‪ )٤٣،٥٢‬شرقًا‪ ،‬وخط العرض (‪،۱۷‬‬
‫مشاال تقريبًا(‪.)1‬‬
‫‪ً )۲۰‬‬
‫وحيد منطقة جنران من الغرب‬
‫منطقة عسري‪ .‬ومن الشرق‪ :‬املنطقة‬
‫الشرقية‪ .‬ومن الشمال منطقة الرايض‪ .‬ومن اجلنوب اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ويتبع منطقة (جنران) يف‬
‫تشكيلها احلديث عدة حمافظات‪ ،‬هي‪ :‬حمافظة شرورة‪ ،‬وحمافظة حبوان‪ ،‬وحمافظة يدمة‪ ،‬وحمافظة‬
‫بدر اجلنوب وحمافظة اثر ‪ ،‬وحمافظة خباش‬
‫وتبلغ مساحتها حوايل ‪١٣,٥٠٠‬كم‪ ، 2‬تغطي الصحراء جزءا كبريا من هذه املساحة‪ ،‬وهو اجلزء‬
‫الذي متثله إمارة شرورة التابعة إداراي ملنطقة جنران(‪.)2‬‬

‫‪ ) 1‬عبد هللا بن عبد الرمحن اهلمداين ‪ .‬خالصة اتريخ جنران ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،2019 ،‬ص‪22‬‬
‫‪ ) 2‬صاحل بن حممد بن جابر آل مريح ‪.‬هذه بالدان جنران ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،‬الرائسة العامة لرعاية الشباب ‪ ،‬الرايض ‪،‬‬
‫‪1992‬م ‪ ،‬ص‪13‬‬

‫‪5‬‬
‫ويرتاوح منسوب املرتفعات يف منطقة جنران بني ‪ ۹۰۰‬و ‪۱۸۰۰‬م عن سطح البحر‬
‫وحييط مبنطقة جنران جبال من الشمال ومن اجلنوب ابرتفاعات شاهقة تقل كلما اجتهنا شرقًا إىل‬
‫أن تغور يف رمال الربع اخلايل ‪.‬‬
‫وتقع جنران يف أرض منبسطة يتوسطها وادي جنران الذي خيرتق املنطقة من غرهبا إىل‬
‫شرقها حيث يصب يف رمال الربع اخلايل يف ما يسمى بـ «رملة ايم» ‪.‬‬

‫‪ -‬التضاريس‪:‬‬

‫وميكن تقسيم تضاريس منطقة جنران إىل ثالثة أنواع‪ ،‬وهي على النحو التايل(‪: )1‬‬
‫املنطقة اجلبلية ‪ :‬حتيط اجلبال مبنطقة جنران من ثالث جهات‪ ،‬هي‪ :‬الغرب والشمال واجلنوب‪،‬‬
‫وتتميز تلك املناطق ابعتدال مناخها صي ًفا‪ ،‬كما أن حوهلا عدة قرى‪ ،‬من أشهرها ‪ :‬بدر اجلنوب‬
‫وحبوان ‪ ،‬ويدمه‪ ،‬واثر‪ .‬وأهم األودية هي‪ :‬وادي جنران‪ ،‬والذي ميتد من الغرب إىل الشرق بطول‬
‫يزيد على (‪ )١٥٠‬كم‪ ،‬وعرض يرتاوح بني (‪ )٥:٢‬كم يف بعض األماكن‪ ،‬وهذا الوادي أتيت سيوله‬
‫من جبال اليمن الشمالية عرب منفذين رئيسني‪ ،‬مها‪( :‬شوك والعرض)‪ ،‬جيتمعان قبل املضيق يف‬
‫املكان املقام فيه السد حاليًا غرب املوفجة‪ ،‬وترفده عدة روافد بعد خروجه من املوفجة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫الثافرة‪ ،‬ومحضني‪ ،‬وحلي‪ ،‬واملعني‪ ،‬وشعب ‪،‬بران ‪،‬وهنوقة‪ ،‬والعجمة‪ ،‬وأاب الرشاش‪ ،‬وذي محي‪،‬‬
‫واحلج‪ ،‬وسقام‪ ،‬وعقرم‪ ،‬وظلم‪ ،‬والشرفة وغريها‪ ،‬حيث يستمر حىت يصب يف رمال الربع اخلايل‬
‫(‪)2‬‬
‫فيما يسمى بـ «رملة ايم»‬

‫‪ ) 1‬عبد هللا بن عبد الرمحن اهلمداين ‪ .‬خالصة اتريخ جنران ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،2019 ،‬ص‪28‬‬
‫‪ ) 2‬جغرافية اململكة العربية السعودية إقليم جنوب غرب اململكة»‪ ،‬أتليف الدكتور‪ :‬عبد الرمحن صادق الشريف ‪ ،‬ص‬
‫‪٤٠٠‬‬
‫‪6‬‬
‫املنطقة السهلية‪ :‬تقع وسط املنطقة على الضفتني الشمالية واجلنوبية لوادي جنران‪ ،‬وهي عبارة‬
‫عن جمموعة من القرى القدمية ذات املياه الوفرية‪ ،‬وتنتشر هبا املزارع‪ ،‬وخاصة مزارع النخيل‪.‬‬
‫املنطقة الصحراوية ‪ :‬وهي متثل اجلزء الواقع شرق مدينة جنران‪ ،‬وتسمى «رملة ايم»‪ ،‬والذي متثله‬
‫صحراء الربع اخلايل‪ ،‬وينتهي فيه وادي جنران‪ ،‬ووادي حبوان‪ ،‬ومن أهم مدنه‪ :‬شرورة ‪.‬‬

‫األودية يف جنران‪:‬‬

‫▪ وادي جنران ‪.‬‬


‫▪ وادي حبوان‪ :‬الذي يعرف قدميا حببونن يوازي وادي جنران من الشمال‪ ،‬أتيت سيوله من‬
‫جبال ‪،‬قحطان ووادعة غرًاب عرب منفذين مها‪ :‬كهالن ومطارة يف القرن ‪ ،‬ويعرف من بدايته بـ‬
‫صيحان»‪ ،‬وترفده عدة روافد بعد خروجه من القرن‪ ،‬وتشكل وادي حبوان منها‪ :‬شكاللة‬
‫وحالل‪ ،‬وتلتقي ابجملمع‪ ،‬هذا من اجلهة اجلنوبية‪ ،‬أما الشمالية فريفده وادي بدر الذي يصب‬
‫فيه عند شعيب «قاب»‪ ،‬ويستمر متجها شرقًا‪ ،‬ويرفده وادي اثر الذي يتحد معه شرقا‬
‫عمود الرحبة‪ ،‬مث اجلَِزم الذي يصب يف السواد‪ ،‬وجيتمع مع وادي ترمية‪ ،‬ويصبان معا يف وادي‬
‫حبوان‪ ،‬مث ترفده من اجلنوب روافد عرقان وصخي‪ ،‬وتستمر حىت تلتقي مع وادي جنران يف‬
‫الرملة (‪.)1‬‬
‫▪ وادي بدر اجلنوب ‪ :‬يبدأ من العشة الشمالية الغربية‪ ،‬ويتجه إىل اجلنوب الشرقي حىت يصب‬
‫جنواب‬
‫يف «قاب»‪ ،‬وعلى ضفتيه تتناثر قرى وحاضرة بدر من املضمار مشاال ‪ .‬حىت احلمضة ً‬
‫▪ وادي اثر ‪ :‬يبدأ من اجلبال الغربية مبوازاة وادي حبوان من الشمال‪ ،‬وله عدة روافد ‪ ،‬ويتجه‬
‫إىل اجلنوب الشرقي حىت يلتقي بوادي حبوان شرق عمود الرحبة‪.‬‬

‫‪ ) 1‬انظر ‪ :‬كتاب جغرافية اململكة العربية السعودية إقليم جنوب غرب اململكة»‪ ،‬أتليف الدكتور عبد الرمحن صادق‬
‫الشريف‪ ،‬ص ‪)٤٠٩ - ٤٠٧‬‬
‫‪7‬‬
‫▪ وادي وسط ‪ :‬وادي طلحام ‪ ،‬وادي الصحن‪ ،‬وادي اللجام ‪،‬وادي احلبط‪ ،‬وادي احلجر‪،‬‬
‫وذمبه‪ ،‬وكلها جتتمع يف الشغااي وسنح على أطراف الرملة(‪.)1‬‬

‫۔ املناخ‪:‬‬

‫تتميز (جنران) ابستثناء منطقة شرورة والربع اخلايل مبناخها املعتدل صيفا‪ ،‬ودافئ شتاء‪،‬‬
‫حيث تبلغ درجة احلرارة العظمى ‪ ٤٠‬درجة مئوية‪ ،‬والصغرى ‪ ٣‬درجات مئوية‪ ،‬واملتوسطة ‪٢٤‬‬
‫تبعا الختالف الفصول وتباين املناطق بني املرتفعات واملنخفضات‪ ،‬وتشتد الربودة‬
‫درجة مئوية‪ً ،‬‬
‫يف املناطق اجلبلية يف فصل الشتاء‪ ،‬وتسقط األمطار يف فصل الربيع والصيف(‪.)2‬‬

‫التسمية‪:‬‬

‫يرد اسم «جنران» يف الكثري من الرواايت التارخيية ويف كثري من كتب الرحالة العرب واألجانب‬
‫دون تعليل هلذه التسمية اتركني ذلك لرواايت سابقة أوردت ذلك (‪.)3‬‬
‫تذكر لنا بعض الرواايت أن النجران خشبة يدور عليها راتج الباب‪ ،‬وتضيف أهنم قالوا ‪:‬‬
‫حىت تركت الباب ليس له صرير‬ ‫وصدت الباب يف النجران‬

‫وع َمَرها وهو شخص‬


‫وأضافت هذه الرواية أهنا مسيت كذلك نسبة إىل أول من نزهلا َ‬
‫يدعى ‪ /‬جنران ابن زيدان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان‪ .‬وقد صار هذا الشخص إىل‬
‫ائدا حىت انتهى إىل واد فنزل به فسمي جنران به(‪. )4‬‬
‫جنران ألنه رأى رؤاي فهالته فخرج ر ً‬

‫‪ ) 1‬عبد هللا بن عبد الرمحن اهلمداين ‪ .‬خالصة اتريخ جنران ‪ ،‬ص‪32‬‬


‫‪ ) 2‬عبد هللا بن عبد الرمحن اهلمداين ‪ .‬خالصة اتريخ جنران ‪ ،‬ص‪33‬‬
‫‪ ) 3‬صاحل بن حممد بن جابر آل مريح ‪.‬هذه بالدان جنران ‪ ،‬ص‪13‬‬
‫‪ ) 4‬ايقوت احلموي ‪ -‬معجم البلدان ج ‪ ٥‬ص ‪. ٢٦٦‬‬
‫‪8‬‬
‫ويف رواية أخرى ورد اسم جنران بن زيد بن سبأ وهكذا جند أن تسمية جنران سواء لغوايً‬
‫أو نسبياً تكاد تكون مكملة لبعضها البعض ‪ ،‬فاذا قلنا إن النجران خشبة تدور (أو) يدور عليها‬
‫رجل (أو) راتج الباب فهذا صحيح ‪ ،‬ألن موقع جنران تُ ُّ‬
‫عد فعالً شبيهة ابخلشبة اليت تدور‬
‫عليها رجل الباب ‪ ،‬وذلك ألمهية موقعها الذي حتتله ‪ ،‬وهذا الذي أكسبها ميزة مهمة جعلتها‬
‫حمط التقاء القوافل التجارية بني اليمن واحلجاز وأطراف شبه اجلزيرة العربية األخرى ‪ ،‬كما أن‬
‫موقعها أيضاً أكسبها قوة اقتصادية نتيجة لتنوع حماصيلها الزراعية ‪ ،‬وألن سوقها التجاري أييت‬
‫ضمن األسواق النشطة واملهمة يف شبه اجلزيرة ‪ ،‬وإذا نظران إىل الشق النسيب من االسم جنده جاء‬
‫أيضاً مكمالً للشق اللغوي حيث صارت املنطقة ملتقى للعديد من القبائل العربية اليت نزلتها‬
‫واستقرت هبا منذ أن انتجعها جنران بن زيد زيدان) بن سبأ املهاجر من اليمن ‪ ،‬فعرفت املنطقة‬
‫ابمسه لكونه ساهم ابستقراره يف هذا الوادي يف اجتماع هذه القبائل هناك وابلتايل يف هنضتها‬
‫العمرانية(‪.)1‬‬

‫حديث موجز عن اتريخ جنران‬

‫تعترب منطقة جنران من املناطق اليت مل يُكتب عنها الشيء الكثري وكل ما جنده هو إشارات‬
‫يف بعض املصادر وشيء يسري يف بعض املراجع اليت كتبت عن جنوب اجلزيرة العربية‪ ،‬ومما‬
‫دوراً جتارًاي مهما‬
‫نستخلصه من هذه الكتب نرى أن منطقة جنران تعترب من البلدان اليت لعبت ً‬
‫بفضل موقعها على مفرتق الطرق التجارية القدمية اليت كانت تربط جنوب اجلزيرة العربية بشماهلا‬
‫وابلعامل القدمي‪ ،‬حيث كانت مركزا مهما لتجارة التوابل والبخور وقد تعرضت املدينة لغزوات‬

‫‪ ) 1‬غيثان بن علي بن جريس ‪ .‬جنران دراسة اترخيية حضارية ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ط‪ ، 2‬فهرسة مكتبة امللك فهد الوطنية ‪ ،‬اهبا ‪،‬‬
‫‪2013‬م ‪ ،‬ص‪33‬‬

‫‪9‬‬
‫عديدة من قبل ملوك ممالك جنوب اجلزيرة العربية اهلدف منها السيطرة على خرياهتا الزراعية‬
‫واالستفادة من موقعها االسرتاتيجي والتجاري (‪.)1‬‬
‫عرفها اليواننيون كسوق جتاري على طريق القوافل اليت حتمل عروض جتارة البخور والتوابل‬
‫واآلفاوية والعقيق واألصباغ مـن العربية السعيدة‪ ،‬وبعض مناطق اجلزيرة‪ ،‬وتعود إليها حمملة‬
‫مبنتجات اليوانن وعروض فارس ومنسوجات وسيوف الشام‪.‬‬
‫ومن جنران تتوزع طرق شىت يف جنوب اجلزيرة وشرقها‪ ،‬وقبل ذلك‪ ،‬ويف أثنائه كان للرواد‬
‫األوائل من اليوانن فضل تعريف قومهم أبقطار من اجلزيرة‪ ،‬وابألخص ما كان على طرق القوافل‬
‫والشواطئ البحرية‪ ،‬ومن تلك املعلومات تزودت محلة اإلسكندر‪ ،‬غري أن احلملة مل يكتب هلا‬
‫النجاح ألسباب أمهها مـوت اإلسكندر(‪.)2‬‬
‫وجند أنه يف سنة ‪ ٢٤‬ق‪.‬م‪ .‬تعرضت جنران لغزو روماين على يد محلة "أوليوس غاليوس"‬
‫الذي أرسله الرومان حيث كانت جنران احملطة األوىل يف هذه احلملة‪ ،‬وقد احتلتها هذه احلملة‬
‫الرومانية بعد حرب شديدة‪ ،‬ولكن مل يطل بقاء الرومان يف هذه البالد‪.‬‬

‫وبعد امتداد سلطان الرومان على مصر وسوراي‪ ،‬وبالد األنباط العربية‪ ،‬تطلعت مطامع‬
‫(قيصر أغسطس) إىل أرض البخور والتوابل واألصباغ أغلى عروض التجارة العاملية آنذاك‪ .‬حماوالً‬
‫أن حيقق مشروعه الرائد ـ الذي مل حتققه محلة اإلسكندر ‪ -‬فأصدر أمره على وايل بتجهيز محلة‬
‫لغزو اجلزيرة العربية‪ ،‬وبني ‪ ٩٢٤‬ق ‪ .‬م توجه القائد (يوليوس) يقود احلملة من مصر إىل ميناء‬
‫النبطي( لويكا كوما)‪ ،‬ومن هناك صارت برفقته بعض شيوخ ورؤساء العرب‪ ،‬ووالت احلملة سريها‬
‫املضين والقتال املرير‪ ،‬مع ما قاسوه من نقص يف األقوات وشح يف املياه‪.‬‬

‫‪ ) 1‬جواد علي املفصل يف اتريخ العرب قبل اإلسالم ج ‪ ٢‬ص ‪. ٥٠٧‬‬


‫‪ ) 2‬عبد الواحد حممد راغب ‪ .‬البيان يف اتريخ جازان وعسري وجنران ‪ ،‬ج‪ ، 1‬الطبعة األوىل ‪1995 ،‬م ‪،‬ص‪23‬‬

‫‪10‬‬
‫وصلت إىل جنران ‪ -‬كما يقال ‪ -‬وقد قطعت احلملة املسافة من لويكا كوما إىل ذلك املوضع يف‬
‫ستة أشهر‪ ،‬أما يف العودة فقطعتها يف أقل من ذلك(‪.)1‬‬
‫ويف سنة ‪۳۱۳‬م اهتم القيصر قسطنتني بنشر املسيحية والتبشري هبا يف أرجاء إمرباطوريته‬
‫والبالد اجملاورة‪ ،‬وأخرياً ممكن املبشرون من أتسيس كنائس يف شبه اجلزيرة العربية وغريها‪ ،‬منها ما‬
‫هو بعدن وسقطرة وجنران واحلرية‪.‬‬
‫هذا ما ورد يف املصادر الغربية‪ .‬أما املصادر العربية فنكتفي بتلخيص ما جاء يف اتريخ‬
‫الطربي عن بعض أهايل جنران أهنم كانوا أهـل شـرك يعبدون األواثن‪ ،‬وكان هلم ساحر يعلم‬
‫غلماهنم فبعث شخص يسمى (الثامر) ابنه (عبد هللا) مع غلمان أهل جنران إليه‪ ،‬وكان قد وصل‬
‫إليها شخص يسمى (فيمون) نصب خيمته على ذلك الطريق املؤدي إىل الساحل‪ ،‬فكان ابن‬
‫الثامر إذا مر بصاحب اخليمة أعجبـه مـا يـرى من عبادته فجعل جيلس إليه حىت دخل يف دينه‪،‬‬
‫وصار داعياً للنصرانية يف قومه(‪.)2‬‬
‫ولعل أول إشارة صرحية ماذكر يف القرآن الكرمي يف سورة الربوج عن «األخدود»‪ ،‬حيث‬
‫إن أهل األخدود املشار إليهم كانوا يقطنون جنران حتت حكم الدولة احلمريية‪ .‬وبعد ظهور‬
‫اإلسالم أرسل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم خالد بن الوليد يف شهر ربيع اآلخر أو مجادى‬
‫األوىل سنة عشر إىل بين احلارث بن كعب ليدعوهم إىل اإلسالم قبل أن يقاتلهم‪ ،‬فإن استجابوا‬
‫فهذا خري وإن مل يفعلوا فليقاتلهم‪ ،‬وأخذ خالد بن الوليد يرسل الركبان ليطوفوا البالد ويدعو‬
‫الناس إىل دين هللا مث استجابوا لداعي احلق‪ ،‬وأبلغ خالد بن الوليد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫بذلك فأمره رسول هللا أبن يقبل إليه ومعه وفد بين احلارث بن كعب‪ ،‬ففعل ذلك (خالد) وأقبل‬

‫‪ ) 1‬عبد الواحد حممد راغب ‪ .‬البيان يف اتريخ جازان وعسري وجنران ‪ ،‬ص‪24‬‬
‫‪ ) 2‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪25‬‬

‫‪11‬‬
‫ومعه وفد بين احلارث بن كعب ومنهم ‪ :‬قيس بن احلصني ويزيد بن عبد املدان‪ ،‬ويزيد بن احملجل‬
‫وعبد هللا بن قراد الزايدي‪ ،‬وشداد بن عبدهللا القناين‪ ،‬وعمر بن عبد هللا الضبايب(‪.)1‬‬
‫وبعد أن أعلن هؤالء إسالم بين احلارث بن كعب أمام رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫عادوا إىل بالدهم‪ ،‬مث أرسل الرسول الكرمي عمر بن حزم يعلمهم شرائع اإلسالم‪ ،‬وجيمع الصدقة‪،‬‬
‫وقد خرج فيهما بعد من بقي على النصرانية من جنران بعد أن أمر بذلك اخلليفة عمر بن‬
‫اخلطاب رضي هللا عنه أبن ال يبقى يف جزيرة العرب دين آخر غري اإلسالم (‪.)2‬‬
‫مث توالت األحداث على منطقة جنران وضعف بنو احلارث بن كعب مما سهل الطريق‬
‫أمام بطون عديدة من مهدان إىل الدخول إىل جنران يف القرن الثالث‪ ،‬وأصبح هلذه القبائل‬
‫ابإلضافة إىل قبائل وادعة وزن وكلمة (يف جنران) تساوي وزن احلارث بن كعب‪ ،‬وقد دخلت‬
‫مهدان إىل جنران بسبب قرهبا منها من حيث املوقع‪ ،‬وأخذت ابلزحف على جنران ولكن ببطء‬
‫مستغلة ضعف بين احلارث بن كعب الذين ضعفت مقاوهتم ‪ ،‬وأصبحت ايم كلها يف هناية القرن‬
‫الثالث تسكن منطقة جنران (‪.)3‬‬

‫وجاء يف اتريخ الطربي أنه وصل خرب وفاة رسول هللا إىل جنران‪ ،‬وإن هبا أربعني ألفاً من‬
‫بين األفعى ‪ ،‬وحيدثنا التاريخ أن من سكان جنران من هم من بين احلارث من مذحج وقوم من‬
‫األزد‪ ،‬ويقول املسعودي إن أزد جنران تالشوا يف (مذحج) (‪.)4‬‬

‫‪ ) 1‬صاحل بن حممد بن جابر آل مريح ‪.‬هذه بالدان جنران ‪ ،‬ص‪17‬‬


‫‪ ) 2‬الطربي ‪ -‬اتريخ الطربي ج ‪ ۳‬ص ‪. ١٣١‬‬
‫‪ ) 3‬صاحل بن حممد بن جابر آل مريح ‪.‬هذه بالدان جنران ‪ ،‬ص‪18‬‬
‫‪ ) 4‬الطربي ‪ -‬اتريخ الطربي ج ‪ ۳‬ص ‪. ١٣١‬‬

‫‪12‬‬
‫وعلى كل فغالب الظن ‪ -‬إن مل يكن األقرب لليقني ـ فإن قبائل جنران بسبب موقع جنران‬
‫اجلغرايف والعزلة اليت فرضتها حروهبا مع جرياهنا‪ ،‬كل ذلك يرجح أنه مل ختتلط هبم أي قبيلة منذ‬
‫إسالمهم إىل اآلن‪ .‬ابستثناء آل املكرمي الذين انتقلوا إىل جنران بزعامتهم قبل (‪ )۲۸۰‬سنة ‪-‬‬
‫تقريباً ـ من اترخينا احلاضر‪.‬‬

‫وقد كانت منطقة جنران كثرية االضطراابت شأهنا يف ذلك شأن بقية مناطق اجلزيرة‬
‫حروان مع الكثري من جرياهنا‪ ،‬وبقيت حتكم نفسها حسب القوانني واألنظمة‬
‫العربية‪ ،‬ودخلت ً‬
‫القبلية إىل أن جاء موعدها مع التاريخ املشرق يف العشرين من شعبان سنة ‪١٣٥٠‬هـ‪ ،‬وأعلن‬
‫أهايل منطقة جنران والءهم للدولة السعودية‪ ،‬ومنذ ذلك التاريخ أصبحت جنران اتبعة للحكم‬
‫السعودي‪ ،‬ومت توقيع معاهدة الطائف يف ‪ ٦‬صفر ‪١٣٥٣‬هـ بني الدولة السعودية وحكومة اإلمام‬
‫حيىي ‪ ،‬لتبدأ من ذلك عالقة جديدة يسودها الود والتفاهم واالحرتام املتبادل بني الدولة السعودية‬
‫والدولة اليمنية(‪. )1‬‬

‫‪ ) 1‬خري الدين الزركلي ‪ -‬شبه اجلزيرة يف عهد امللك عبدالعزيز ج ‪ ٢‬ص ‪٦٠٤‬‬
‫‪13‬‬
‫الفصل الثاين‬
‫االعمال امليدانيه يف منطقة جنران‬

‫‪14‬‬
‫▪ تضاريس وطبيعة األرض يف منطقة جنران وكيف تؤثر على األنشطة امليدانية‬

‫يف منطقة جنران‪ ،‬تتميز التضاريس اجلغرافية بتنوعها وتعقيداهتا‪ ،‬حيث تشمل جمموعة متنوعة من‬
‫املناظر الطبيعية اليت تؤثر بشكل كبري على األنشطة امليدانية يف املنطقة‪.‬‬
‫تتكون التضاريس يف جنران من سالسل جبلية ووداين‪ ،‬ومناطق صحراوية وشبه صحراوية‪ .‬تعترب‬
‫اجلبال والوداين مواقع مهمة لألنشطة امليدانية مثل رحالت التسلق واملشي ملسافات طويلة‪،‬‬
‫حيث توفر اجلبال حتدايت مثرية للمغامرين والفرص الستكشاف الطبيعة اخلالبة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬قد‬
‫تشكل التضاريس الوعرة والتضاريس اجلبلية حتدايت للوصول إىل بعض املناطق النائية‪ ،‬مما‬
‫مالئما لألنشطة امليدانية‪.‬‬
‫وجتهيزا ً‬
‫ً‬ ‫يتطلب ختطيطًا دقي ًقا‬
‫جيدا‬
‫استعدادا ً‬
‫ً‬ ‫أما املناطق الصحراوية والشبه صحراوية يف جنران‪ ،‬فتعترب بيئة جافة وقاسية تتطلب‬
‫لألنشطة امليدانية‪ .‬حتتاج الفرق امليدانية إىل التعامل مع التحدايت املتعلقة ابلظروف اجلوية‬
‫القاسية ونقص املياه‪ ،‬وحتديد الطرق املناسبة للتنقل والوصول إىل املناطق النائية‪ .‬ابإلضافة إىل‬
‫ذلك‪ ،‬قد تكون املناطق الصحراوية مواقع حمتملة لوجود احلياة الربية‪ ،‬مما يتطلب اختاذ‬
‫االحتياطات الالزمة للحفاظ على السالمة واحلفاظ على التوازن البيئي‪.‬‬

‫فرصا متعددة لألنشطة امليدانية‪،‬‬


‫بشكل عام‪ ،‬توفر التضاريس اجلغرافية املتنوعة يف منطقة جنران ً‬
‫أيضا التخطيط اجليد والتجهيز املناسب للتعامل مع التحدايت الفريدة لكل بيئة‪.‬‬
‫ولكنها تتطلب ً‬
‫▪ أتثري البيئة الطبيعية يف جنران على األعمال امليدانية وسبل احلفاظ عليها‬

‫حيواي يف حتديد نطاق ونوعية األنشطة امليدانية وأتثريها على‬


‫دورا ً‬
‫البيئة الطبيعية يف جنران تلعب ً‬
‫البيئة نفسها‪ .‬هناك عدة طرق ميكن أن تؤثر هبا البيئة الطبيعية يف جنران على األعمال امليدانية‪،‬‬
‫وكذلك سبل احلفاظ عليها‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫أوالً‪ ،‬التغريات املناخية‪ :‬تعترب مناخات جنران جافة وساخنة‪ ،‬وميكن أن تتسبب التقلبات املناخية‬
‫املفاجئة يف حتدايت إضافية لألعمال امليدانية مثل الفيضاانت النادرة أو اجلفاف الشديد‪ .‬لذا‪،‬‬
‫جيب أن أتخذ الفرق امليدانية هذه التحدايت يف االعتبار عند التخطيط والتنفيذ‪ ،‬وتطوير‬
‫اسرتاتيجيات مالئمة للتعامل معها‪.‬‬

‫اثنياً‪ ،‬التنوع البيولوجي‪ :‬حيتوي إقليم جنران على تنوع بيولوجي كبري‪ ،‬مبا يف ذلك النبااتت‬
‫واحليواانت الربية اليت تعيش يف البيئات الصحراوية واجلبلية‪ .‬جيب على الفرق امليدانية أن حترتم‬
‫هذا التنوع البيولوجي وتتخذ اإلجراءات الالزمة حلمايته خالل األنشطة امليدانية‪ ،‬مثل جتنب‬
‫التلوث وتقليل التأثري على املوائل الطبيعية‪.‬‬

‫هاما يف‬
‫دورا ً‬
‫حيواي يف البيئة الطبيعية يف جنران‪ ،‬وتلعب ً‬
‫موردا ً‬
‫اثلثًا‪ ،‬املوارد املائية‪ :‬تعترب املياه ً‬
‫الزراعة واحلياة الربية واحتياجات السكان احملليني‪ .‬لذا‪ ،‬جيب على الفرق امليدانية العمل على‬
‫محاية وتوفري املوارد املائية‪ ،‬وتطوير اسرتاتيجيات فعالة إلدارة االستخدام املستدام هلذه املوارد‪.‬‬
‫ابعا‪ ،‬التلوث البيئي‪ :‬قد تتعرض البيئة الطبيعية يف جنران للتلوث نتيجة ألنشطة مثل التعدين‬
‫رً‬
‫والصناعة والزراعة‪ ،‬مما يؤثر سلبًا على احلياة الربية وجودة املوارد الطبيعية‪ .‬جيب على الفرق‬
‫امليدانية العمل على تقليل التلوث وتطبيق إجراءات احلفاظ على البيئة خالل أعماهلا‪.‬‬
‫ابختصار‪ ،‬جيب على الفرق امليدانية يف جنران أن تكون حساسة لتأثريات البيئة الطبيعية على‬
‫أنشطتها‪ ،‬وأن تتخذ اإلجراءات الالزمة للحفاظ على هذه البيئة لألجيال القادمة‪.‬‬

‫▪ أتثريات الطقس واملناخ يف جنران على سري األعمال امليدانية وسالمة الفرق‬

‫تفصيال‪:‬‬
‫ً‬ ‫أتثريات الطقس واملناخ يف جنران على سري األعمال امليدانية وسالمة الفرق بشكل أكثر‬
‫احلرارة العالية‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫جدا خالل فصل الصيف‪ ،‬حيث ميكن أن تصل درجات‬
‫جنران تشهد درجات حرارة عالية ً‬
‫كبريا لألعمال امليدانية‪،‬‬
‫حتداي ً‬
‫احلرارة إىل مستوايت مرتفعة تفوق ‪ 45‬درجة مئوية‪ .‬هذا ميثل ً‬
‫حيث ميكن أن يؤدي التعرض للحرارة الشديدة إىل حدوث حاالت اإلغماء والتعرض لإلصابة‬
‫بضرابت الشمس‪ .‬لذا‪ ،‬جيب على الفرق امليدانية اختاذ إجراءات وقائية مثل ارتداء املالبس‬
‫الفضفاضة واخلفيفة واستخدام القبعات وشرب السوائل ابنتظام لتجنب التعرض للحرارة الزائدة‪.‬‬

‫اجلفاف‪:‬‬
‫مؤثرا على سري األعمال امليدانية يف جنران‪ .‬يعتمد العديد‬
‫عامال ً‬
‫النقص يف املياه والرتبة اجلافة يعد ً‬
‫من األنشطة امليدانية على توافر املياه‪ ،‬سواء لري النبااتت أو الستخدامها يف البناء أو ألغراض‬
‫أخرى‪ .‬ابإلضافة إىل ذلك‪ ،‬اجلفاف قد يؤثر على اإلنتاج الزراعي وابلتايل يؤثر على السالمة‬
‫الغذائية واالقتصادية للمجتمع احمللي‪ .‬لذا‪ ،‬جيب على الفرق امليدانية اختاذ إجراءات إلدارة املوارد‬
‫املائية بشكل فعال واستخدام تقنيات الري الفعالة لتقليل استهالك املياه‪.‬‬
‫العواصف الرملية‪:‬‬

‫العواصف الرملية تعترب ظاهرة شائعة يف منطقة جنران نتيجة للطقس اجلاف والرايح القوية‪ .‬تؤثر‬
‫هذه العواصف على رؤية الفرق امليدانية وقد تسبب مشاكل تنفسية لدى األفراد‪ .‬لتجنب هذه‬
‫املخاطر‪ ،‬جيب على الفرق امليدانية استخدام وسائل الوقاية الشخصية مثل النظارات الواقية وأقنعة‬
‫الوجه‪ ،‬ابإلضافة إىل أتمني املعدات واملوارد الثمينة من التلوث ابلرمال‪.‬‬
‫الفيضاانت النادرة‪:‬على الرغم من ندرة حدوث الفيضاانت يف جنران‪ ،‬إال أهنا قد حتدث يف بعض‬
‫األحيان نتيجة لألمطار الغزيرة‪ ،‬مما يؤدي إىل فيضان األودية والشعاب املائية‪ .‬جيب على الفرق‬
‫امليدانية تقدمي استعدادات مسبقة ملواجهة هذه احلاالت‪ ،‬مثل رصد توقعات الطقس وتطبيق‬
‫إجراءات الطوارئ وحتديد املناطق اآلمنة لإلخالء‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫▪ استغالل املوارد احمللية يف أعمال امليدانية يف جنران‬

‫‪ .1‬املياه‪:‬‬

‫حيواي يف أعمال امليدانية‪ .‬ميكن استغالل‬


‫أمرا ً‬
‫يعترب استخدام املياه بشكل فعال واستدامة ً‬
‫مصادر املياه احمللية مثل اآلابر واآلابر اجلوفية وجتميع مياه األمطار لتلبية احتياجات الشرب‬
‫والري واالستخدامات األخرى‪ .‬كما ميكن تطبيق تقنيات توفري املياه مثل نظم الري احلديثة‬
‫وتقنيات جتميع وختزين املياه لضمان استدامة املوارد املائية‪.‬‬

‫‪ .2‬الطاقة‪:‬‬
‫ميكن االعتماد على مصادر الطاقة املتجددة مثل الطاقة الشمسية والرايح لتشغيل املعدات‬

‫واألجهزة يف امليدان‪ .‬يـُ َع ُّد تثبيت ألواح مشسية واستخدام مولدات الرايح وسبل ختزين الطاقة ً‬
‫أمورا‬
‫مهمة لضمان توفري الطاقة بشكل مستدام واقتصادي‪.‬‬
‫‪ .3‬املوارد الطبيعية األخرى‪:‬‬

‫ميكن استخدام املوارد الطبيعية احمللية مثل الصخور والرتبة يف بناء املنشآت امليدانية وتنفيذ‬
‫األعمال اإلنشائية‪ .‬جيب احلرص على استخدام هذه املوارد بشكل مستدام لتجنب االستنزاف‬
‫غري املستدام ومحاية التنوع البيولوجي والبيئي‪.‬‬
‫‪ .4‬إدارة النفاايت‪:‬‬
‫جيب تطبيق إجراءات فعالة إلدارة النفاايت املتولدة خالل األعمال امليدانية‪ ،‬مبا يف ذلك فصل‬
‫النفاايت وإعادة التدوير والتخلص منها بطرق آمنة وصديقة للبيئة‪ .‬ميكن إعادة استخدام بعض‬
‫املواد النفاايت يف األعمال البنائية أو يف صناعات أخرى‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫▪ جهود تعزيز التنمية االقتصادية من خالل األعمال امليدانية‬

‫حيواي من جهود تعزيز التنمية االقتصادية وحتقيق‬


‫تعترب األعمال امليدانية يف منطقة جنران جزءًا ً‬
‫التنمية املستدامة يف املنطقة‪ .‬من خالل األعمال امليدانية‪ ،‬ميكن حتقيق جمموعة من الفوائد‬
‫االقتصادية واالجتماعية للمجتمع احمللي‪:‬‬
‫خلق فرص العمل‪:‬‬

‫توفر األعمال امليدانية فرص عمل حملية للسكان احملليني‪ ،‬سواء يف جماالت البنية التحتية مثل‬
‫البناء والطرق‪ ،‬أو يف القطاعات الزراعية والصناعية واخلدمية األخرى‪ .‬هذا يساهم يف خفض‬
‫معدالت البطالة وتعزيز دخل األسر‪.‬‬

‫تطوير املهارات‪:‬‬
‫فرصا لتطوير وتعزيز مهارات العمال احملليني‪ ،‬سواء من خالل التدريبات‬
‫تقدم األعمال امليدانية ً‬
‫امليدانية أو من خالل العمل املباشر والتعلم من اخلربة‪ .‬هذا يعزز قدرات العمال وميكنهم من‬
‫حتقيق مزيد من االستقاللية املهنية واالقتصادية‪.‬‬
‫تنشيط االقتصاد احمللي‪:‬‬

‫تساهم األعمال امليدانية يف تنشيط االقتصاد احمللي من خالل زايدة الطلب على السلع‬
‫واخلدمات احمللية‪ ،‬وتوفري فرص التوظيف احمللية‪ ،‬ودعم الصناعات احمللية‪ .‬يؤدي ذلك إىل منو‬
‫اقتصادي أكثر استدامة وازدهار للمجتمع احمللي‪.‬‬
‫تعزيز االستثمار‪:‬‬
‫تشجع األعمال امليدانية على االستثمار احمللي من خالل خلق بيئة مالئمة لألعمال‪ ،‬وتوفري‬

‫‪19‬‬
‫فرص لالستفادة من املوارد احمللية‪ ،‬وحتفيز الرايدة واالبتكار‪ .‬ميكن أن تنشط األعمال امليدانية‬
‫أيضا سوق العمل وجتذب املستثمرين األجانب‪.‬‬
‫ً‬
‫حتسني مستوى احلياة‪:‬‬

‫تؤدي األعمال امليدانية إىل حتسني مستوى احلياة للسكان احملليني من خالل توفري الفرص‬
‫االقتصادية والتنموية‪ ،‬وحتسني البنية التحتية‪ ،‬وتوفري اخلدمات األساسية مثل املياه والصرف‬
‫الصحي والطاقة‪.‬‬

‫▪ قدرة إجراء األعمال امليدانية حبالة وجودة البنية التحتية‬

‫يف جنران‪ ،‬تتأثر قدرة إجراء األعمال امليدانية حبالة وجودة البنية التحتية بشكل كبري‪ .‬إليك‬
‫تفاصيل أكثر حول هذا اجلانب‪:‬‬

‫حالة البنية التحتية‪:‬‬

‫تتضمن البنية التحتية يف جنران شبكة الطرق واجلسور واملباين وخطوط الكهرابء واملياه والصرف‬
‫الصحي‪ ،‬ابإلضافة إىل اخلدمات األخرى املهمة لألعمال امليدانية‪ .‬يرتاوح حال البنية التحتية من‬
‫منطقة إىل أخرى يف املنطقة‪ ،‬حيث قد تكون بعض املناطق مزودة ببنية حتتية متطورة وفعالة‪،‬‬
‫بينما حتتاج املناطق األخرى إىل حتسينات كبرية‪.‬‬
‫جودة البنية التحتية‪:‬‬

‫تتأثر جودة البنية التحتية بعوامل متعددة مثل التمويل‪ ،‬والتخطيط‪ ،‬والصيانة الدورية‪ .‬قد تواجه‬
‫البنية التحتية يف بعض املناطق حتدايت مثل االهرتاء والتآكل نتيجة للعوامل البيئية مثل الطقس‬
‫القاسي والعواصف الرملية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تعمل السلطات احمللية ابستمرار على حتسني وتطوير البنية‬
‫التحتية من خالل مشاريع حتسني الطرق وتوسيع شبكات اخلدمات األساسية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫أتثري البنية التحتية على القدرة على إجراء األعمال امليدانية‪:‬‬

‫‪ .1‬الوصول والتنقل‪ :‬يؤثر حالة الطرق واجلسور على قدرة الفرق امليدانية على الوصول إىل املواقع‬
‫والتنقل بينها بكفاءة‪ .‬الطرق اجليدة واملناسبة تسهل عمليات النقل وتقلل من تكاليف الوقت‬
‫واملال‪.‬‬
‫‪ .2‬توفر اخلدمات األساسية‪ :‬جودة خدمات مثل املياه والكهرابء والصرف الصحي تؤثر بشكل‬
‫كبري على قدرة الفرق امليدانية على العمل بفعالية‪ .‬توفر اخلدمات اجليدة تقلل من مشاكل‬
‫التوقفات غري املربرة وحتسن من ظروف العمل‪.‬‬
‫‪ .3‬األمان والسالمة‪ :‬يسهم وجود بنية حتتية جيدة يف حتسني السالمة واألمان للعمال امليدانيني‪،‬‬
‫مبا يف ذلك توفري اإلانرة اجليدة وتوفري املسارات اآلمنة وتوفري خدمات الطوارئ‪.‬‬

‫أساسا أساسيًا لنجاح األعمال امليدانية يف جنران‪ ،‬وحتسني‬


‫بشكل عام‪ ،‬تعترب البنية التحتية اجليدة ً‬
‫جودهتا وتوفريها يعزز الكفاءة والفعالية والسالمة يف تنفيذ األعمال امليدانية‪.‬‬

‫مهما يف دعم احلياة اجملتمعية وأتثري األعمال امليدانية‬


‫دورا ً‬
‫▪ الزراعة والرعاية ً‬
‫مهما يف دعم احلياة اجملتمعية وأتثري األعمال امليدانية‪ .‬هنا‬
‫دورا ً‬
‫يف جنران‪ ،‬تلعب الزراعة والرعاية ً‬
‫بعض اجلوانب اليت تسلط الضوء على دورمها وأتثريمها‪:‬‬
‫‪ .1‬الزراعة‪:‬‬

‫مصدرا رئيسيًا‬
‫ً‬ ‫‪ -‬الزراعة تُعترب جزءًا أساسيًا من االقتصاد احمللي يف جنران‪ ،‬حيث تشكل‬
‫للدخل والتمويل للعديد من األسر‪.‬‬
‫‪ -‬يُزرع يف جنران حماصيل خمتلفة مثل احلبوب واخلضروات والفواكه‪ ،‬وتُعترب هذه احملاصيل جزءًا‬
‫مهما من توفري الغذاء للسكان احملليني والتجارة الزراعية‪.‬‬
‫ً‬

‫‪21‬‬
‫‪ -‬توفر الزراعة فرص عمل حملية‪ ،‬سواء كان ذلك يف جمال الزراعة نفسها أو يف القطاعات‬
‫اخلدمية املرتبطة هبا مثل التسويق والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .2‬الرعاية‪:‬‬

‫مهما من االقتصاد‬
‫‪ -‬فيما يتعلق ابلرعاية‪ ،‬تُعترب تربية املاشية وتربية احليواانت األخرى جزءًا ً‬
‫احمللي يف جنران‪.‬‬
‫حيواي يف توفري اللحوم واحلليب واملشتقات احليوانية األخرى اليت تعترب‬
‫دورا ً‬
‫‪ -‬تلعب الرعاية ً‬
‫جزءًا أساسيًا من نظام الغذاء احمللي‪.‬‬
‫‪ -‬توفر تربية املاشية فرص عمل يف جماالت مثل الرعاية والتسويق والتوزيع‪ ،‬وتعزز من التنوع‬
‫االقتصادي يف املنطقة‪.‬‬

‫أتثريمها على األعمال امليدانية واحلياة اجملتمعية‪:‬‬

‫‪ .1‬توفري فرص العمل‪:‬‬


‫يساهم قطاع الزراعة والرعاية يف توفري فرص عمل حملية للسكان احملليني‪ ،‬مما يعزز من‬
‫االستقالل االقتصادي ويقلل من معدالت البطالة‪.‬‬

‫‪ .2‬توفري الغذاء‪:‬‬
‫تساهم الزراعة والرعاية يف توفري الغذاء األساسي للمجتمع‪ ،‬مما حيسن من األمن الغذائي‬
‫ويساهم يف حتسني مستوى التغذية للسكان‪.‬‬

‫‪ .3‬تعزيز التنمية احمللية‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫يعزز النشاط الزراعي والرعوي التنمية احمللية واالقتصادية يف جنران من خالل توفري دخل إضايف‬
‫للمزارعني واملربني واملشرتين والتجار احملليني‪.‬‬
‫‪ .4‬التنوع البيئي‪:‬‬

‫يسهم قطاع الزراعة والرعاية يف احلفاظ على التنوع البيئي والزراعي يف املنطقة‪ ،‬ويعزز االستدامة‬
‫البيئية واالقتصادية‪.‬‬

‫▪ إجراءات األمن والسالمة الالزمة أثناء القيام ابألعمال امليدانية‬

‫يف ظل الظروف األمنية يف جنران‪ ،‬من األمهية مبكان اختاذ إجراءات األمن والسالمة الالزمة أثناء‬
‫القيام ابألعمال امليدانية‪ .‬إليك بعض اإلجراءات اليت جيب اختاذها‪:‬‬
‫‪ .1‬تقييم املخاطر‪:‬‬

‫قبل البدء يف العمل امليداين‪ ،‬جيب إجراء تقييم شامل للمخاطر احملتملة والتهديدات األمنية‬
‫احملتملة يف املنطقة‪ .‬يشمل ذلك دراسة الوضع األمين احلايل وتقييم األماكن والظروف اليت ميكن‬
‫أن تؤثر على سالمة العمل‪.‬‬
‫‪ .2‬تدريب الفرق‪:‬‬

‫جيب توفري تدريب مكثف لفرق العمل حول إجراءات السالمة واألمان‪ ،‬مبا يف ذلك التعامل‬
‫مع حاالت الطوارئ واستخدام األدوات واملعدات الواقية بشكل صحيح‪.‬‬

‫‪ .3‬استخدام املعدات الواقية‪:‬‬


‫جيب توفري واستخدام املعدات الواقية مثل اخلوذ ونظارات السالمة وقفازات العمل ومحاية‬
‫السمع لضمان سالمة العمال يف البيئات اخلطرة‪.‬‬
‫‪ .4‬التعاون مع السلطات احمللية‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫ينبغي التواصل والتنسيق املستمر مع السلطات احمللية وقوات األمن احمللية للحصول على‬
‫معلومات حمدثة حول الوضع األمين وتوجيهات السالمة‪.‬‬
‫‪ .5‬التخطيط اجليد‪:‬‬

‫جيب وضع خطط متقدمة للتعامل مع حاالت الطوارئ احملتملة مثل اهلجمات أو احلوادث‪،‬‬
‫وجيب على الفرق امليدانية تدريب على تنفيذ هذه اخلطط‪.‬‬
‫‪ .6‬مراقبة البيئة احمليطة‪:‬‬

‫جيب على الفرق امليدانية مراقبة البيئة احمليطة ابستمرار للكشف املبكر عن أي هتديدات أمنية‬
‫حمتملة واختاذ اإلجراءات الالزمة بسرعة‪.‬‬

‫‪ .7‬االتصال والتواصل‪:‬‬
‫جيب وضع نظام فعال لالتصال والتواصل داخل الفرق امليدانية ومع اجلهات املعنية األخرى‪،‬‬
‫مبا يف ذلك إقامة نقاط اتصال واضحة وحتديث املعلومات بشكل مستمر‪.‬‬

‫‪ .8‬التنسيق مع القوى األمنية‪:‬‬


‫ينبغي التنسيق مع القوى األمنية احمللية والتعاون معها يف حاالت الطوارئ أو يف حالة وجود‬
‫هتديدات أمنية‪.‬‬

‫▪ الرعاية الصحية واخلدمات الطبية الضرورية للعمال امليدانيني يف جنران‬


‫أمرا ابلغ األمهية‬
‫توفري الرعاية الصحية واخلدمات الطبية الضرورية للعمال امليدانيني يف جنران يعد ً‬
‫لضمان سالمتهم ورفاهيتهم أثناء أداء أعماهلم‪ .‬إليك بعض السبل اليت ميكن توفريها وتسهيل‬
‫الوصول إليها‪:‬‬
‫‪ .1‬العناية الصحية األولية‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫جيب توفري خدمات الرعاية الصحية األولية للعمال امليدانيني‪ ،‬مثل العيادات الطبية املتنقلة أو‬
‫املراكز الصحية اجملاورة للمواقع العمل‪ .‬ميكن أن تشمل هذه اخلدمات فحوصات الصحة العامة‬
‫وعالج اإلصاابت البسيطة وتقدمي النصائح الطبية‪.‬‬
‫‪ .2‬التأمني الطيب‪:‬‬

‫يُفضل توفري خطط أتمني صحي للعمال امليدانيني‪ ،‬سواء كانت من خالل الشركة أو من‬
‫خالل التأمني الصحي الوطين إذا كانت متاحة‪ .‬ميكن أن تشمل هذه اخلطط تغطية للعالج‬
‫الطيب واألدوية والفحوصات الطبية الالزمة‪.‬‬

‫‪ .3‬اإلسعافات األولية‪:‬‬
‫جيب توفري التدريب املناسب للعمال امليدانيني حول كيفية تقدمي اإلسعافات األولية يف‬
‫حاالت الطوارئ الطبية‪ ،‬مبا يف ذلك معاجلة اجلروح والكسور واحلروق والصدمات‪.‬‬

‫‪ .4‬الوصول إىل املستشفيات واملرافق الطبية‪:‬‬


‫ينبغي وضع خطط لنقل العمال املصابني أو املرضى إىل املستشفيات واملرافق الطبية املناسبة يف‬
‫حاالت الطوارئ أو احلاالت اليت تتطلب رعاية طبية متقدمة‪.‬‬
‫‪ .5‬التواصل مع الطاقم الطيب‪:‬‬

‫جيب توفري وسائل فعالة للتواصل مع الطاقم الطيب‪ ،‬سواء عن طريق اهلاتف أو الربيد‬
‫اإللكرتوين أو االتصال املباشر‪ ،‬لطلب املشورة الطبية والتوجيهات يف حاالت الطوارئ‪.‬‬

‫حيوًي يف تقدمي اإلغاثة واإلسعافات األولية خالل حاالت الطوارئ‬


‫دورا ً‬
‫▪ الفرق امليدانية ً‬
‫والكوارث‬

‫‪25‬‬
‫حيواي يف تقدمي اإلغاثة واإلسعافات األولية خالل حاالت‬
‫يف جنران‪ ،‬تلعب الفرق امليدانية د ًورا ً‬
‫الطوارئ والكوارث‪ .‬إليك دورهم وأمهية تواجدهم يف هذه السياقات‪:‬‬
‫‪ .1‬التقدمي السريع للمساعدة‪:‬‬

‫‪ -‬تتمتع الفرق امليدانية ابلقدرة على االستجابة السريعة حلاالت الطوارئ والكوارث‪ ،‬مما‬
‫ميكنها من تقدمي املساعدة واإلغاثة بشكل فوري للضحااي‪.‬‬
‫‪ .2‬تقدمي اإلسعافات األولية‪:‬‬

‫‪ -‬يتمتع أفراد الفرق امليدانية ابملهارات الالزمة لتقدمي اإلسعافات األولية للمصابني‪ ،‬مثل‬
‫معاجلة اجلروح‪ ،‬والتنفس الصناعي‪ ،‬وإنعاش القلب‪ ،‬وتوفري الرعاية األولية للضحااي‪.‬‬

‫‪ .3‬تقدمي املساعدة النفسية‪:‬‬


‫‪ -‬ابإلضافة إىل العالج الطيب‪ ،‬تقدم الفرق امليدانية الدعم النفسي والعاطفي للضحااي‬
‫واملتضررين من احلوادث والكوارث‪ ،‬مما يساعدهم على التعامل مع التجارب الصعبة‪.‬‬

‫‪ .4‬تقدمي اخلدمات اإلنسانية‪:‬‬


‫‪ -‬يقوم أفراد الفرق امليدانية بتقدمي الدعم واملساعدة اإلنسانية للمتضررين‪ ،‬مثل توزيع املواد‬
‫الغذائية واملياه واملأوى للنازحني واملتضررين‬

‫‪ .5‬التنسيق مع اجلهات املعنية‪:‬‬


‫‪ -‬تعمل الفرق امليدانية على التنسيق مع اجلهات احمللية والوطنية املعنية ابلطوارئ والكوارث‬
‫لتوجيه اجلهود وتوفري الدعم الالزم‪.‬‬
‫‪ -‬تقدم الفرق امليدانية املعلومات والتوجيهات الالزمة للسكان احملليني بشأن اإلجراءات‬
‫الواجب اختاذها للسالمة الشخصية والوقاية من املخاطر‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫موقع االخدود‬

‫‪27‬‬
‫‪ ‬املقدمة‬

‫مدينة األخدود التارخيية الواقعة وسط جنران على ضفاف واديها الشهري واليت كانت تعرف سابقا‬
‫ابسم رقمات ـ إىل عصر الدولة احلمريية‪ ،‬وتعاقبت عليها احلضارات قبل أن تشهد يف عام ‪520‬‬
‫م أول وأكرب حمرقة اترخيية ارتكبت حبق ساكنيها من قبل ملك محري وراح ضحيتها اآلالف من‬
‫املؤمنني‪ ،‬وهي القصة اليت خلدها القرآن الكرمي يف سورة الربوج حتيط هبا املنازل من كل مكان‪.‬‬
‫فرغم مرور مئات السنني إال أن العظام اهلشة السوداء والرماد الكثيف والفحم واحلجارة املتناثرة‬
‫على أطراف املباين شاهدة على احلريق اهلائل الذي أصاب أهايل مدينة األخدود يف عام ‪525‬‬
‫من امليالد وتروي تلك األطالل واملباين وكل حجر وحبة رمل حتكي قصة أصحاب األخدود وما‬
‫حصل هلم على أيدي ملك محري وهي شاخمة حىت اليوم يكتنفها الغموض واألسرار رغم البحث‬
‫والتنقيب إال أهنا واقع شهد حادثتها القرآن الكرمي يبني من هؤالء وكيف حصل األمر وملاذا‬
‫أحرقوا ؟ ألهنم آمنوا ابهلل العلي احلميد‪.‬‬
‫ويتحدث املدير التنفيذي لفرع اهليئة العامة للسياحة واآلاثر مبنطقة جنران صاحل بن حممد آل‬
‫مريح عن هذه املدينة التارخيية «رقمات» أو مدينة األخدود األثرية واليت تقع على مساحة ‪5‬‬
‫كيلو مرتات مربعة على احلزام اجلنويب من وادي منطقة جنران مازال يكتنفها الغموض واألسرار‬
‫رغم عمليات التنقيب واحلفر املتواصل ملدة عشر سنوات متتالية‪ .‬ويشري صاحل آل مريح مدير‬
‫إدارة اآلاثر مبنطقة جنران إىل أن منطقة األخدود األثرية حتتاج إىل مايقارب ‪ 30‬سنة ملعرفة مجيع‬
‫أسرارها‪ ،‬وإن ما مت اكتشافه لآلن ال ميثل إال جزءا من آاثرها ومعاملها‪.‬‬
‫إسالمية قدمية‬
‫وقال آل مريح «منذ مت التنقيب يف منطقة األخدود األثرية‪ ،‬ومنذ عام ‪1997‬م اكتشفنا العديد‬
‫من القطع األثرية وكذلك شواهد القبور اليت ختص املنطقة اإلسالمية‪ ،‬مشريا إىل احتواء املدينة‬

‫‪28‬‬
‫األثرية على منطقة إسالمية هبا جزء من القبور اإلسالمية املدون عليها اسم صاحبها واتريخ‬
‫وفاته‪ .‬كما مت اكتشاف العديد من املدافن يف األجزاء األخرى من املدينة واليت تعود إىل ماقبل‬
‫امليالد‪.‬‬
‫وحول شواهد القبور اليت وجدت يف منطقة األخدود األثرية قال آل مريح «إن الشواهد وجدت‬
‫يف اجلزء اجلنويب من املدينة‪ ،‬ويبدو ومن خالل احلفرايت وعمليات التنقيب أن املنطقة الشمالية‬
‫واجلنوبية منها سكنت ما بعد اإلسالم‪ ،‬واستخدم اجلزء اجلنويب منها كمقابر إسالمية مستدال‬
‫بشاهد مكتوب عليه اسم صاحبه راشد بن سامل واتريخ وفاته ‪ 542‬من اهلجرة‪.‬‬
‫وأضاف إن قلعة األخدود األثرية الداخلية مل جند فيها أي أثر إسالمي يدل على استخدامه من‬
‫قبلهم سكنا أو مأوى‪ ،‬وقد امتد السكن من املنطقة الشمالية واجلنوبية‪.‬‬
‫وأوضح آل مريح أنه مت أيضا اكتشاف أقدم مسجد بين يف منطقة جنران يعود اترخيه للقرن األول‬
‫اهلجري وهو يقع يف اجلزء الشمايل من موقع األخدود‪.‬‬
‫واستطرد «هناك عدة أخاديد حفرت يف املوقع وما زال رماد وآاثر احلريق موجودة حىت اآلن‪.‬‬
‫ويضيف «لقد أجرينا منذ فرتة جمسات اختبارية أوضحت لنا أن األخدود ممتد إىل األلف األول‬
‫قبل امليالد واستمر إىل األلف األول امليالدي‪ ،‬وبعدها حدث احلريق وحادثة األخدود‪ ،‬كما عثران‬
‫على نقوش ابخلط املسند‪ ،‬وهذا اخلط له فرتة معينة يف التاريخ فهو يعاصر ممالك جنوب اجلزيرة‬
‫العربية‪.‬‬
‫وعن جنس البشر الذين كانوا يعيشون هناك‪ ،‬يقول صاحل آل مريح «هم من جنوب اجلزيرة‬
‫العربية‪ ،‬وال ختتلف ألواهنم وبشرهتم عن القبائل املوجودة حاليا والساكنة يف املنطقة‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل نقوش األرجل والكفوف اليت وجدانها‪ ،‬فلم جند فرقا بني اإلنسان القاطن األخدود يف‬
‫تلك الفرتة وبني اإلنسان احلايل‪ ،‬وهذا ينفي الزعم أبهنم كانوا عمالقة أو ضخام البنية‪ ،‬لكنهم‬
‫كانوا أشداء أقوايء‪ ،‬كما وجدان بعض احللي واعتمادهم على الفضة والربنز والذهب يف الزينة‪«.‬‬
‫‪29‬‬
‫وحول ما حتتويه منطقة األخدود يضيف أهنا «عبارة عن مبان متهدمة ابق منها األساسات‬
‫واجلدران‪ ،‬وبعض القطع احلجرية الضخمة كالرحى ومنطقه السوق التجاري»‪ .‬أيضا هناك بعض‬
‫الكتاابت والنقوش على الصخر ابخلط املسند الذي كان يستخدمه عرب اجلنوب وينتشر يف‬
‫املدينة الفخار الذي كان األداة املستخدمة يف ذلك الوقت‪ .‬ويضيف آل مريح إن أول ما‬
‫يصادفه الزائر أثناء زايرته للموقع‪ ،‬جدار دائري (سور) مشيد من احلجارة املربعة‪ ،‬ومزين من‬
‫األعلى بشرفات حييط ابملنطقة بكاملها‪ ،‬وبعد الدخول من البوابة تقابلك أشجار األراك برائحتها‬
‫الزكية‪ ،‬وفور االنتهاء منها جتد أمامك قلعة كبرية مهدمة أجزاؤها‪ ،‬وتقابلك أثناء الدخول من ابهبا‬
‫نقوش ورسوم حيوانية وإنسانية‪ ،‬وأمساء ألشخاص نقشت على اجلدار‪.‬‬
‫وأضاف بعد ذلك جتد أمامك مكاان مرتفعا‪ ،‬تشاهد أثناء الوقوف عليه كافة املدينة وأجزاءها‬
‫وأحياءها‪ .‬وأثناء تنقلك يف القلعة املهدمة جتد أماكن للتنقيب واحلفرايت اليت جتري الكتشاف‬
‫آاثرها‪ .‬وقد تتعثر فجأة لتجد أمامك عظاما مفحمة وهشة وآاثر رماد يف موقعها وعلى اجلدار‬
‫احمليطة‪.‬‬
‫ويضيف آل مريح قائال «قد ذكرت قصة أصحاب األخدود يف القرآن الكرمي يف سورة (الربوج)»‬
‫وميكن االستزادة عن موقع األخدود األثري من خالل كتب املستشرقني واملؤرخني وعلماء اآلاثر‬
‫ومؤلفي الكتب بنجران وغريه ومنهم دليلنا صاحل آل مريح‪.‬‬
‫من جهته قال الدكتور حسني عايض آل محد عضو جملس إدارة اندي أديب جنران فيما خيص‬
‫قصة األخدود إنه بسبب احلادثة قضي على الدولة احلمريية وسقوطها كما سيأيت الحقا حيث‬
‫أن سقوطها مهد املناخ لظهور اإلسالم وانتشاره فيما كانت جنران آنذاك إحدى أهم حاضرات‬
‫الدولة احلمريية اليت تقام هبا األسواق وتبادل املنافع بني التجار‪ ،‬ومنسوجات وسيوف الشام‬
‫ومنتجات الروم واليوانن مرورا ابحلرية ومن جنران تذهب إىل طرق شىت هبذه البضائع والقوافل‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫▪ األواين املنزلية‬
‫‪ .1‬املطارح‪ :‬وعاء لتقدمي اخلبز والتمر أبحجام خمتلفة‪.‬‬
‫‪ .2‬الدرجة‪ :‬أشبه ابملطارح حلمل األمتعة على الرأس وتستخدمه النساء‪.‬‬
‫‪ .3‬املهجان‪ :‬سفرة طعام دائرية الشكل‪.‬‬
‫‪ .4‬املكنسة‪ :‬صنعت من اخلوص للتنظيف‪.‬‬
‫‪ .5‬الغطااي‪ :‬قطع دائرية مزخرفة لتغطية آنية احلجر اليت تسمى (املداهن)‪.‬‬
‫‪ .6‬الربمة‪ :‬وعاء لطبخ اللحم وحفظ السمن والزبد‪.‬‬
‫‪ .7‬التنور‪ :‬فرن من الفخار للخبز وغريه‪.‬‬
‫‪ .8‬الزير‪ :‬وعاء تربيد للماء‪.‬‬
‫‪ .9‬الكوز‪ :‬وعاء صغري للوضوء أو الغسيل‪.‬‬
‫‪ .10‬املدهن والقدح‪ :‬وكالمها يستعمالن لغرض واحد وهو وضع املرق هبما ويستعمل أيضا‬
‫املدهن ملا يسمى الرب مغطى ابلسمن وخيتلف عن القدح بلونه األسود فهو مصنوع من احلجر‬
‫وله يدان صغرياتن من نفس اخلامة أما القدح فهو بين مصنوع من اخلشب وله يد واحدة يتدىل‬
‫منها ما يسمى ابلعروة هي عبارة عن يد للقدح فيها شرائح من اجللد تستعمل للزينة فقط‪.‬‬
‫▪ تعاقب احلضارات‬
‫‪ ‬املرحلة األوىل‬
‫بدأت قبل اكثر من (‪ )1.5‬مليون سنة من الوقت احلاضر واستمرت حىت حواىل ‪ 2000‬ق‪.‬م‬
‫وتعرف حبضارة العصر احلجري‪.‬‬
‫‪ ‬املرحلة الثانية‬
‫بدأت قبل سنة (‪ )1000‬ق‪.‬م وشهدت نشأة مدينة جنران القدمية وازدهار التجارة الربية اليت‬
‫سامهت يف نشأة العديد من املدن التجارية األخرى يف أحناء اجلزيرة العربية خالل األلف األول‬
‫‪31‬‬
‫ق‪.‬م حيث أصبحت جنران خالل الفرتة من ‪600‬ق‪.‬م إىل ‪300‬ق‪.‬م من ابرز املدن التجارية‬
‫املميزة حلضارة جنوب اجلزيرة العربية وكانت تقوم على نفس موقع األخدود احلايل ‪ hrn‬حيث‬
‫كانت تقوم فيه النقوش ابسم ن ج را ن‪ ،‬ومتثل القلعة أبرز معاملها‪.‬‬
‫‪ ‬املرحلة الثالثة‬
‫بدأت حبلول عام ‪300‬ق‪.‬م و انتهت حبلول فجر اإلسالم وتعرف ابلفرتة البيزنطية ومتثلت يف‬
‫مشال شرق املوقع (مشال شرق القلعة) وكانت حادثة األخدود أبرز حادثة يف تلك الفرتة حيث‬
‫كانت جنران تشكل جزءا من احتاد سياسي يضم إىل جانبها دولة كنده بزعامة الدولة احلمريية‪.‬‬
‫وكانت البداية املتبعة آنذاك املسيحية اليت انتشرت يف جنران وآمن هبا الناس مما سبب يف وقوع‬
‫حادثة األخدود كما أسلفنا‪.‬‬
‫‪‬املرحلة الرابعة‬
‫املرحلة اإلسالمية واليت بدأت يف السنة التاسعة والعاشرة للهجرة حيث مل يعد لألخدود مكان‬
‫التجمع الرئيسي يف جنران وإمنا انتشر العيش خارج املوقع يف أحناء متفرقة من الوادي‪ ،‬حيث تذكر‬
‫املصادر التارخيية أن جنران قبل اإلسالم بقليل يف فجر اإلسالم كانت سوقا من أسواق العرب‬
‫املشهورة واستمرت املدينة آهلة ابلسكان حىت القرن الرابع اهلجري حيث يوجد دالئل أثرية يف‬
‫املتحف تشري إىل أن االستيطان يف جنران مل يتوقف واألرجح أنه استمر حىت الوقت احلاضر‪.‬‬
‫▪ أمثال شعبية‬
‫▫ خطط يف ماء وأقبص يف حديد‪.‬‬
‫▫ الباب اللي جييك منه ريح سده واسرتيح‪.‬‬
‫▫ ما خيمج املاء إال أخس البقر‪.‬‬
‫▫ اللي ما يعرف الصقر يشويه‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫األُخدود وعرفت سابقاً ابسم «رقمات» هي مدينة اترخيية ويعود اتريخ القلعة اليت تشكل‬
‫العنصر األبرز يف املوقع إىل الفرتة املمتدة من ‪ 500‬ق‪.‬م إىل منتصف األلف األول امليالدي‬
‫وهي فرتة االستيطان الرئيس للموقع‪ .‬تقع األخدود على ضفاف وادي جنران يف منطقة جنران يف‬
‫اململكة العربية السعودية‪ .‬اشتهرت املدينة ابملذحبة التارخيية اليت أوقعها ذو نواس امللك احلمريي يف‬
‫سنة ‪ 520‬حبق مسيحيي املنطقة (أصحاب األخدود) وهو األمر الذي سجل يف القرآن الكرمي‪.‬‬
‫▪ التسمية‬

‫مسيت األخدود هبذا االسم‪ ،‬نسبةً إىل األخدود الذي مت حفره وإشعاله ابلنار‪ ،‬وإلقاء املؤمنني‬
‫ابلدين اجلديد فيه‪ .‬وأخدود‪ ،‬يعين‪َ :‬ش ٌّق مستطيل غائر يف األرض‪ ،‬أو فتحة عميقة يف األرض‪.‬‬

‫▪ وصف املدينة والتنقيب‬

‫املدينة مربعة الشكل وتبلغ مساحتها ‪ 4‬كيلو مرتات مربعة‪ ،‬وتقع على احلزام اجلنويب لوادي‬
‫جنران‪ ،‬على بعد ‪ 25‬كيلو مرت من مدينة جنران بني قرييت القابل واجلربة‪ .‬بدأ التنقيب يف املنطقة‬
‫يف هناايت القرن العشرين‪ .‬اكتشفت العديد من القطع األثرية واملدافن والقبور واليت يعود بعضها‬
‫إىل قبل امليالد وبعضها إىل احلقب اإلسالمية‪ .‬أظهرت احلفرايت أن القبور تقع يف اجلزء اجلنويب‬
‫يف حني كانت املنطقة الشمالية من املدينة واجلنوبية من القبور مستخدمة لسكن املسلمني‬
‫وقبورهم واليت سجل على بعضها اسم صاحبها واتريخ وفاته‪ .‬القلعة الرئيسة ال يوجد هبا أيّة آاثر‬
‫إسالمية‪ ،‬واكتشف املنقبون مسجداً يعود إىل القرن اهلجري األول يف اجلزء الشمايل من املدينة‪.‬‬
‫عثر على بعض الكتاابت واليت تعود إىل حقبة ممالك جنوب شبه اجلزيرة العربية‪.‬‬

‫املباين مل يبق منها إال أساساهتا وجدراهنا‪ ،‬وعثر على قطع حجرية ضخمة‪ ،‬وعثر على منطقة‬
‫السوق‪ .‬عثر أيضاً على فخار يعود إىل تلك املنطقة‪ ،‬ابإلضافة إىل بعض اجملوهرات املصنوعة من‬
‫الفضة والنحاس والذهب‪ .‬املدينة حماطة بسور حجري ومزين من األعلى وتنتشر أشجار األراك‬

‫‪33‬‬
‫بعد الدخول من بوابة السور وبعد األشجار توجد قلعة متهدمة عليها نقوش ورسوم حيوانية‬
‫وإنسانية وأمساء ألشخاص منقوشة على اجلدران‪ .‬تنتشر يف املنطقة آاثر الرماد والعظام املتفحمة‪.‬‬

‫▪ آاثر األخدود‪:‬‬

‫تقع آاثر األخدود يف قرية القابل على الضفة اجلنوبية لوادي جنران من الناحية اجلنوبية‪ ,‬وتعد من‬
‫أهم املواقع األثرية مبنطقة جنران‪ ,‬وهي املدينة اليت ورد ذكرها يف القران الكرمي يف سورة الربوج‬
‫قال تعاىل‪ (:‬قتل أصحاب األخدود‪ ,‬النار ذات الوقود‪ ,‬إذ هم عليها قعود‪ ,‬وهم على ما يفعلون‬
‫ابملؤمنني شهود)‪(.‬االايت‪.)7-4‬‬

‫يعد موقع األخدود األثري من أبرز املواقع األثرية ابملنطقة‪ ,‬وهو املوقع الذي كانت تقوم عليه‬
‫مدينة جنران القدمية‪ ,‬ويقع على الضفة اجلنوبية لوادي جنران‪ ,‬بني قرييت القابل واجلربة‪ ,‬واملوقع‬
‫يتمثل يف مدينة مركزية حييط هبا سور بطول ‪235‬م‪ ,‬وعرض ‪220‬م‪ ,‬بنيت أساسات مبانيها من‬
‫األحجار املنحوتة بعناية ابرتفاعات ترتاوح بني ‪ 4-2‬أمتار‪ ,‬ومتثل القلعة الفرتة الرئيسية‬
‫لالستيطان يف األخدود اليت رمبا بدأت قبل ‪ 600‬ق‪.‬م ‪ ,‬واستمرت حىت هناية القرن الثالث‬
‫امليالدي‪ ،‬وهي الفرتة اليت تتزامن مع ازدهار حضارة جنوب اجلزيرة العربية‪ ,‬ويف خارج السور‬
‫تنتشر تالل أثرية حتتوي على أساسات مبان من احلجر ومن الطني‪ ،‬وتنتشر عليها الكسر‬
‫الفخارية بكثافة‪ ,‬ومتثل الفرتة التالية حلضارة جنوب اجلزيرة العربية‪ ,‬إىل جانب الفرتة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫▫ صورة من تنقيب يف االخدود األاثرية‬

‫▫ صورة من النقش على الصخور من أاثر االخدود‬

‫‪35‬‬
‫‪ ‬االعمال امليدانيه يف املوقع (من حفرًيت اطالل )‬

‫‪ .1‬اهلدف والسياق األثري‪:‬‬

‫‪ -‬أسباب األعمال امليدانية يف موقع األخدود يف جنران‪:‬‬

‫‪ -‬احلفاظ على الرتاث الثقايف والتارخيي‪ :‬كجزء من جهود احلفاظ على الرتاث الثقايف‬
‫والتارخيي للمنطقة‪ ،‬مت إجراء األعمال امليدانية يف موقع األخدود يف جنران لتوثيق ودراسة اآلاثر‬
‫املوجودة فيه واحلفاظ عليها لألجيال القادمة‪.‬‬
‫‪ -‬فهم التطورات الثقافية والتارخيية‪ :‬كانت األعمال امليدانية تستهدف فهم التطورات الثقافية‬
‫والتارخيية يف املنطقة عرب العصور‪ ،‬مبا يف ذلك فرتات االستقرار واهلجرة والتبادل الثقايف‪.‬‬

‫‪ -‬البحث العلمي واألكادميي‪ :‬هتدف األعمال امليدانية إىل إنتاج حبوث ودراسات أكادميية‬
‫تسهم يف توسيع املعرفة حول التاريخ القدمي للمنطقة وتوفري إضاءة جديدة على احلضارات‬
‫والثقافات اليت ازدهرت فيها‪.‬‬

‫‪ -‬السياق األثري واألمهية التارخيية والثقافية‪:‬‬

‫موقعا اسرتاتيجيًا على مدى العصور‪،‬‬


‫‪ -‬املوقع االسرتاتيجي‪ :‬يعد موقع األخدود يف جنران ً‬
‫حيث كان يتمركز يف منطقة جتارية وثقافية حيوية‪.‬‬
‫‪ -‬آاثر احلضارات القدمية‪ :‬حيتوي موقع األخدود على آاثر وبقااي للحضارات القدمية اليت‬
‫هاما لفهم اتريخ املنطقة وتطورها عرب العصور‪.‬‬
‫مصدرا ً‬
‫ً‬ ‫استوطنت املنطقة‪ ،‬مما جيعله‬
‫مهما لتوثيق الرتاث الثقايف والتارخيي للمنطقة‪،‬‬
‫مكاان ً‬
‫‪ -‬توثيق الرتاث‪ :‬يعترب موقع األخدود ً‬
‫حيث تشكل اآلاثر املوجودة فيه جزءًا ال يتجزأ من اهلوية الثقافية لسكان املنطقة‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ -‬مصدر للبحث والتعلم‪ :‬يوفر موقع األخدود فرصة للباحثني والعلماء لدراسة التاريخ‬
‫والثقافة يف املنطقة والتعرف على تطوراهتا عرب العصور‪.‬‬

‫‪ .2‬منهج البحث والتقنيات املستخدمة‪:‬‬

‫‪ -‬املنهجية وتقنيات احلفر‪:‬‬

‫‪ -‬قبل البدء يف األعمال امليدانية‪ ،‬قام الفريق إبجراء دراسات مسبقة لتحديد املواقع احملتملة‬
‫للحفر واليت حتمل أعلى احتماالت الكتشاف آاثر‪.‬‬
‫‪ -‬مت استخدام تقنيات االستشعار عن بعد‪ ،‬مثل الصور اجلوية وتقنيات االستشعار‬
‫الفضائي‪ ،‬لتحديد األماكن احملتملة للحفر وحتديد اهلياكل األثرية حتت سطح األرض‪.‬‬
‫‪ -‬يف عمليات احلفر‪ ،‬استخدم الفريق تقنيات حفر حديثة مثل احلفر ابآلالت اآللية‬
‫لتسهيل عملية احلفر وتقليل الوقت واجلهد‪.‬‬

‫‪ -‬مت استخدام تقنيات الرسم الثالثي األبعاد ونظم املعلومات اجلغرافية (‪ )GIS‬لتوثيق‬
‫املواقع وحتليل البياانت األثرية بشكل أكثر دقة‪.‬‬
‫‪ -‬التحدايت التقنية وكيفية التغلب عليها‪:‬‬

‫‪ -‬واجه الفريق التحدايت التقنية املتعلقة ابلظروف البيئية‪ ،‬مثل الطقس الساخن والرمال‬
‫الكثيفة اليت قد تؤثر على العمل امليداين وتقنيات احلفر‪.‬‬

‫‪ -‬مت التغلب على هذه التحدايت من خالل استخدام معدات محاية خمصصة للظروف‬
‫البيئية القاسية وتوفري الظروف املالئمة للفريق العامل‪.‬‬
‫‪ -‬كما واجه الفريق التحدايت التقنية املتعلقة بتحليل البياانت األثرية‪ ،‬حيث قد تكون‬
‫بعض اآلاثر متضررة أو غري مكتملة‪ ،‬مما يتطلب تقنيات حتليل دقيقة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -‬مت التغلب على هذه التحدايت من خالل استخدام تقنيات التصوير والتحليل احلاسويب‬
‫املتطورة الستعادة البياانت وحتليلها بشكل فعال‪.‬‬
‫ابلتأكيد‪ ،‬سنستعرض اآلن االكتشافات والنتائج الرئيسية اليت مت العثور عليها يف موقع األخدود‬
‫حتليال هلا من منظور أثري واترخيي‪:‬‬
‫يف جنران‪ ،‬ونقدم ً‬
‫‪ .3‬االكتشافات والنتائج‪:‬‬

‫‪ -‬االكتشافات الرئيسية‪:‬‬
‫‪ -‬مت العثور على بقااي مباين قدمية تشري إىل وجود جمتمع متقدم يف املنطقة يف فرتات خمتلفة‬
‫من التاريخ‪.‬‬
‫‪ -‬مت اكتشاف أدوات وآنية فخارية تعكس منط احلياة واألنشطة اليومية للسكان القدماء‪،‬‬
‫مثل الزراعة والصيد واحلرف اليدوية‪.‬‬

‫‪ -‬مت العثور على آاثر تشري إىل نشاط جتاري وثقايف مع احلضارات اجملاورة‪ ،‬مما يشري إىل‬
‫وجود عالقات جتارية مع الشرق األوسط وشبه اجلزيرة العربية‪.‬‬
‫‪ -‬مت اكتشاف أدلة على النظم الدينية والطقوس الدينية اليت كانت متارس يف املنطقة‪ ،‬مبا يف‬
‫ذلك املعابد واملقابر الدينية‪.‬‬
‫‪ -‬التحليل والتأثري التارخيي‪:‬‬

‫‪ -‬تعكس االكتشافات تطور احلياة االجتماعية واالقتصادية والثقافية يف املنطقة عرب‬


‫العصور‪ ،‬وتسلط الضوء على احلضارات اليت ازدهرت فيها وتفاعلها مع البيئة احمليطة‪.‬‬
‫‪ -‬توفر األدوات واألطالل املكتشفة أدلة قيمة على منط احلياة والتقنيات املستخدمة‬
‫والتبادل الثقايف بني احلضارات املختلفة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -‬تساهم االكتشافات يف إثراء فهمنا للحضارات القدمية يف املنطقة وتوثيق اترخيها وتعزيز‬
‫اهلوية الثقافية للمجتمعات احلالية‪.‬‬
‫‪ -‬قد تؤدي النتائج إىل إعادة تقييم السياق الثقايف والتارخيي للمنطقة وأتثريها على‬
‫احلضارات األخرى يف املنطقة وخارجها‪.‬‬

‫‪ .4‬اآلفاق املستقبلية والتوجيهات للبحث املستقبلي‪:‬‬

‫‪ -‬استكشاف اهلياكل األثرية اإلضافية‪ :‬ميكن توجيه البحث املستقبلي حنو استكشاف املزيد‬
‫من اهلياكل األثرية املوجودة يف موقع األخدود‪ ،‬مما قد يسفر عن اكتشافات جديدة تسلط الضوء‬
‫على منط احلياة والتطور التارخيي للمنطقة‪.‬‬

‫‪ -‬حتليل املواد األثرية بشكل متقدم‪ :‬ميكن توجيه البحث حنو حتليل املواد األثرية املكتشفة‬
‫بواسطة تقنيات متقدمة‪ ،‬مثل حتليالت احلمض النووي لفهم أصول السكان القدماء وعالقتهم‬
‫ابحلضارات األخرى‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة التطورات االجتماعية والثقافية‪ :‬ميكن أن يركز البحث املستقبلي على فهم التطورات‬
‫االجتماعية والثقافية يف املنطقة عرب العصور‪ ،‬وكيف أتثرت ابلعوامل البيئية والتبادل الثقايف مع‬
‫احلضارات اجملاورة‪.‬‬

‫‪ -‬الرتكيز على التواصل الثقايف والتجاري‪ :‬ميكن توجيه البحث حنو فهم التواصل الثقايف‬
‫والتجاري بني سكان املنطقة واحلضارات األخرى‪ ،‬وكيف أثر هذا التفاعل على تطور اجملتمعات‬
‫يف املنطقة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ -‬استخدام التكنولوجيا احلديثة يف البحث األثري‪ :‬ميكن توجيه البحث حنو استخدام‬
‫التكنولوجيا احلديثة‪ ،‬مثل تقنيات االستشعار عن بعد وحتليالت البياانت الكبرية‪ ،‬لتوسيع نطاق‬
‫البحث وزايدة دقته وفعاليته‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم املعارض والفعاليات الثقافية‪ :‬ميكن توجيه اجلهود حنو تنظيم معارض وفعاليات ثقافية‬
‫تسلط الضوء على اكتشافات موقع األخدود وتعزز الوعي الثقايف والتارخيي بني اجلمهور احمللي‬
‫والدويل‪.‬‬
‫فهما أعمق وأمشل‬
‫ابستكشاف هذه اآلفاق وتوجيه البحث املستقبلي حنوها‪ ،‬ميكن أن حنقق ً‬
‫لتاريخ وثقافة موقع األخدود يف جنران ومسامهته يف اتريخ املنطقة أبكملها‪.‬‬

‫‪ ‬مكتشفات معمارية مهمة يف موقع األخدود يف جنران‪:‬‬


‫‪ .1‬بقااي هياكل سكنية قدمية‪ :‬تشمل بقااي منازل ٍ‬
‫ومبان سكنية تعكس منط احلياة للسكان‬
‫القدماء يف املنطقة‪.‬‬
‫‪ .2‬آاثر قصور ومباين حكومية‪ :‬تشري إىل وجود هياكل تستخدم لألغراض احلكومية أو اإلدارية‬
‫يف العصور القدمية‪.‬‬
‫‪ .3‬بقااي معابد ومراكز دينية‪ :‬تشمل هياكل معبدية ومقابر دينية تعرب عن املمارسات الدينية‬
‫والطقوس الروحية للسكان القدماء‪.‬‬
‫‪ .4‬أنظمة ختزين املياه‪ :‬تعكس هياكل لتجميع وختزين املياه‪ ،‬مثل اآلابر والربك وأنظمة الري‬
‫هاما يف أتمني املياه للسكان‪.‬‬
‫دورا ً‬
‫القدمية‪ً ،‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ .5‬بقااي أسوار وأبراج الدفاع‪ :‬تدل على وجود أنظمة دفاعية تستخدم حلماية املوقع من‬
‫اهلجمات اخلارجية‪.‬‬
‫‪ .6‬نقوش ورسومات جدارية‪ :‬تشمل رسومات جدارية ونقوش تعرب عن الفنون والتقاليد الثقافية‬
‫للحضارات القدمية يف املنطقة‪.‬‬

‫‪ .7‬مواقع مقابر ومقابر مجاعية‪ :‬تشري إىل عادات الدفن والتفاعل مع املوت يف احلضارات‬
‫القدمية‪ ،‬وتوفر أدلة على التقاليد اجلنائزية‪.‬‬

‫‪ .8‬هياكل جتارية وأسواق‪ :‬تعكس وجود جتارة نشطة وتبادل ثقايف مع احلضارات اجملاورة‪ ،‬من‬
‫خالل بقااي أسواق ٍ‬
‫ومبان جتارية‪.‬‬
‫‪ .9‬معامل معمارية فنية‪ :‬تشمل بقااي أعمدة وأقواس وزخارف معمارية تعرب عن املهارات الفنية‬
‫واهلندسية للحضارات القدمية‪.‬‬

‫‪ .10‬مواقع صناعية وحرفية‪ :‬توضح وجود صناعات حملية وحرفية متارسها احلضارات القدمية‪،‬‬
‫مثل الصناعات اليدوية وحمطات الصهر واملعامل‪.‬‬

‫‪ ‬املعثورات األثرية‪:‬‬

‫‪ .1‬قطع أاثث وأدوات من الفخار أو احلجر‪ :‬تشمل هذه القطع األاثث اليومي واألدوات‬
‫املستخدمة يف احلياة اليومية‪ ،‬مثل األواين واألدوات املنزلية وأدوات الطهي والتخزين املصنوعة من‬
‫الفخار أو احلجر‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ .2‬زجاجيات مزخرفة وأواين زجاجية‪ :‬تشمل زجاجيات متنوعة مثل أواين الطعام واألواين‬
‫الشراب واملرااي والزجاجيات املزخرفة اليت تعكس مهارة الصناعة الزجاجية للحضارات القدمية‪.‬‬
‫‪ .3‬قطع من الفخار املزخرف‪ :‬تتنوع هذه القطع من األواين املنزلية إىل الزخارف الفنية‪ ،‬وتعكس‬
‫تقنيات التزيني املتقدمة واألساليب الفنية املتبعة يف تلك احلقبة‪.‬‬

‫‪ .4‬عمالت نقدية وختم معدين‪ :‬متثل هذه العمالت واخلتوم النقدية وسيلة التبادل املايل‬
‫املستخدمة يف احلياة االقتصادية وتعكس النظام املايل واالقتصادي للحضارات القدمية‪.‬‬

‫‪ .5‬آاثر أدوات زراعية مثل حماريث ومقراض‪ :‬تعكس هذه اآلاثر األدوات املستخدمة يف الزراعة‬
‫فهما للتقنيات الزراعية وأساليب اإلنتاج يف تلك احلقبة‪.‬‬
‫والزراعة والرعي‪ ،‬وتوفر ً‬
‫‪ .6‬أدوات صيد مثل األسهم والسنانري‪ :‬متثل هذه األدوات وسائل الصيد املستخدمة من قبل‬
‫السكان القدماء للحصول على الغذاء من احليواانت احمللية وتوفري اللحوم واجللود‪.‬‬

‫‪ .7‬آاثر أدوات حرفية مثل السكاكني واملطارق‪ :‬تعكس هذه اآلاثر األدوات احلرفية واألدوات‬
‫اليت استخدمها احلرفيون يف صناعة األشياء اليومية مثل األدوات واألواين واحللي‪.‬‬

‫قطعا فنية مت استخدام‬


‫‪ .8‬حتف من املعادن الثمينة مثل الذهب والفضة‪ :‬متثل هذه التحف ً‬
‫املعادن الثمينة يف صناعتها‪ ،‬وتشمل اجملوهرات واألواين الفنية والديكورات‪.‬‬
‫‪ .9‬أدوات للطهي وختزين الطعام‪ :‬تعكس هذه األدوات أساليب وتقنيات ختزين وحتضري الطعام‬
‫املستخدمة من قبل السكان القدماء‪ ،‬وتشمل األواين واإلانء واألدوات ذات الصلة‪.‬‬
‫‪ .10‬زخارف وحتف فنية من مواد خمت‬

‫لفة‪ :‬متثل هذه الزخارف والتحف الفنية القطع الفنية املستخدمة لتزيني املباين واألاثث وتعبري‬
‫الفنانني عن ذوقهم وأسلوهبم الفين‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ ‬امللخص‬

‫ملتقى‬
‫تتميز منطقة جنران يف اململكة العربية السعودية بتنوعها التارخيي والثقايف‪ ،‬حيث تعترب ً‬
‫كزا جتارًاي قدميًا على طرق التجارة القدمية‪ .‬حتتضن املنطقة أكثر من‬
‫للحضارات اإلنسانية ومر ً‬
‫‪ 100‬موقع أثري يعكس حضارات متعددة‪ ،‬مبا يف ذلك الفرتات البيزنطية واألموية والعباسية‪.‬‬
‫تشمل اآلاثر القصور والفنون الصخرية واألسوار واملباين اليت تعود للعصور القدمية‪.‬‬
‫جنران تعترب متح ًفا اترخييًا حيث مت اكتشاف العديد من اآلاثر‪ ،‬مبا يف ذلك النقوش والكتاابت‬
‫ابخلط املسند واهلريوغليفية واملصرية القدمية‪ .‬وتربز اآلاثر العديد من الرسوم الصخرية اليت تصور‬
‫احلياة اليومية واحلرف والزراعة‪.‬‬
‫تقع جنران جغرافيًا يف اجلزء اجلنويب الغريب من السعودية‪ ،‬وتتميز بتضاريس متنوعة تشمل املناطق‬
‫اجلبلية والسهلية والصحراوية‪ .‬وتتميز املنطقة بوجود وادي جنران الذي يعربها من الغرب إىل‬
‫هاما للمياه والزراعة‪.‬‬
‫مصدرا ً‬
‫ً‬ ‫الشرق ويعد‬
‫مهما من الرتاث املعماري يف املنطقة‪ ،‬حيث تعكس‬
‫وتعترب البيوت التقليدية يف جنران جزءًا ً‬
‫تصاميمها الظروف احمللية والعادات والتقاليد الضاربة يف التاريخ‪.‬‬

‫بشكل عام‪ ،‬متثل منطقة جنران إرًاث ثقافيًا غنيًا جيسد التنوع الثقايف والتارخيي للمملكة العربية‬
‫السعودية‪.‬‬

‫تتميز منطقة جنران يف اململكة العربية السعودية بتضاريسها املتنوعة واليت تشمل السالسل اجلبلية‬
‫والوداين‪ ،‬إىل جانب املناطق الصحراوية والشبه صحراوية‪ .‬تلك التضاريس تؤثر بشكل كبري على‬
‫فرصا لرحالت التسلق واملشي ملسافات طويلة يف اجلبال‬
‫األنشطة امليدانية يف املنطقة‪ ،‬حيث توفر ً‬
‫والوداين‪ ،‬ولكنها تشكل حتدايت للوصول إىل املناطق النائية‪ .‬ابإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تتطلب‬
‫نظرا للبيئة اجلافة والقاسية‪ .‬تؤثر البيئة‬
‫جيدا لألنشطة امليدانية ً‬
‫استعدادا ً‬
‫ً‬ ‫املناطق الصحراوية‬
‫‪43‬‬
‫أيضا على األعمال امليدانية وسبل احلفاظ عليها‪ ،‬حيث يتعني على الفرق‬
‫الطبيعية يف جنران ً‬
‫امليدانية التحرك حبذر للتعامل مع التحدايت املتعلقة ابملناخ واملوارد املائية والتلوث‪ .‬استغالل‬
‫مهما للحفاظ على البيئة وحتقيق‬
‫أمرا ً‬
‫أيضا ً‬
‫املوارد احمللية يف أعمال امليدانية يف جنران يعترب ً‬
‫االستدامة‪ ،‬مبا يف ذلك االعتماد على مصادر املياه احمللية والطاقة املتجددة‪ ،‬وإدارة النفاايت‬
‫بشكل فعال‪.‬‬

‫تتحدث القطعة عن مدينة األخدود التارخيية يف منطقة جنران ابململكة العربية السعودية‪ ،‬اليت تعترب‬
‫هاما حيمل العديد من األاثر والتاريخ القدمي‪ .‬يشري املؤلف إىل أحداث اترخيية مهمة‬
‫موقعا ً‬
‫ً‬
‫وخاصة حمرقة أهل األخدود اليت وقعت عام ‪ 520‬م على يد ملك محري‪ ،‬واليت ذكرت يف القرآن‬
‫الكرمي يف سورة الربوج‪.‬‬

‫أيضا االكتشافات األثرية يف املنطقة‪ ،‬مثل القطع األثرية وشواهد القبور اليت‬
‫القطعة تستعرض ً‬
‫تعود إىل الفرتة اإلسالمية وما قبلها‪ .‬كما تسلط الضوء على املدينة األثرية نفسها وتصف حالتها‬
‫احلالية وما تضمه من آاثر وبقااي مبان متهدمة‪.‬‬

‫أيضا التطور التارخيي للمنطقة منذ العصور القدمية حىت الفرتة اإلسالمية‪ ،‬ويشري‬
‫ويتناول املؤلف ً‬
‫إىل أهم املراحل واحلضارات اليت مرت هبا املدينة‪ ،‬مثل العصر احلجري والتجارة الربية والفرتة‬
‫البيزنطية‪.‬‬
‫ختاما‪ ،‬يُذكر املؤلف أن موقع األخدود حيمل أمهية كبرية اترخيية وأثرية‪ ،‬ويشجع على استكشافه‬
‫ً‬
‫ودراسته لفهم اتريخ املنطقة وثقافتها القدمية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫املراجع‬
‫‪ -‬آل مريح ‪ ،‬صاحل بن حممد بن جابر‪.‬هذه بالدان جنران ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،‬الرائسة العامة لرعاية الشباب ‪،‬‬
‫الرايض ‪1992 ،‬م‬
‫‪ -‬بن جريس ‪ ،‬غيثان بن علي‪ .‬جنران دراسة اترخيية حضارية ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ط‪ ، 2‬فهرسة مكتبة امللك فهد‬
‫الوطنية ‪ ،‬اهبا ‪2013 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬احلموي ‪ ،‬شهاب الدين ايب عبد هللا ايقوت ‪ .‬معجم البلدان ج ‪ ، ٥‬بريوت‪ :‬دار صادر ‪1977 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬راغب ‪ ،‬عبد الواحد حممد‪ .‬البيان يف اتريخ جازان وعسري وجنران ‪ ،‬ج‪ ، 1‬الطبعة األوىل ‪1995 ،‬م‬
‫‪ -‬الزركلي ‪ ،‬خري الدين‪ .‬شبه اجلزيرة يف عهد امللك عبدالعزيز ج ‪ ، ٢‬ط‪ ، 3‬بريوت ‪ :‬دار العلم للماليني ‪،‬‬
‫‪1985‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬الشريف ‪ ،‬عبد الرمحن صادق ‪ .‬جغرافية اململكة العربية السعودية إقليم جنوب غرب اململكة ‪ ،‬الرايض ‪:‬‬
‫دار املريخ ‪1984 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬الطربي ‪ ،‬أيب جعفر حممد بن جرير ‪ .‬اتريخ الطربي ج ‪ ، ۳‬بريوت ‪ :‬دار سويدان ‪.‬‬
‫‪ -‬علي ‪ ،‬جواد ‪ .‬املفصل يف اتريخ العرب قبل اإلسالم ج ‪ ، ٢‬ط‪ ، 2‬بغداد ‪ :‬مكتبة النهضة ‪1978 ،‬م‬
‫‪ -‬اهلمداين ‪ ،‬عبد هللا بن عبد الرمحن‪ .‬خالصة اتريخ جنران ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪2019 ،‬م‬
‫‪ -‬كتاب‪" :‬جنران‪ :‬دراسة يف التاريخ واحلضارة" للمؤلف عبد هللا بن عبد العزيز النعيم‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب‪" :‬اتريخ جنران‪ :‬احلقبة اإلسالمية" للمؤلف علي بن عبدهللا السامل‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب‪" :‬اتريخ اجلزيرة العربية‪ :‬الفرتة احلمريية" للمؤلف فهد بن عبد هللا الشبل‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب‪" :‬اآلاثر اإلسالمية يف جنران" للمؤلف حممد بن مسلم القحطاين‪.‬‬
‫منوذجا" للمؤلف عبد هللا بن عبد هللا‬
‫‪ -‬كتاب‪" :‬مدن اجلنوب العريب يف العصور اإلسالمية‪ :‬األخدود ً‬
‫العطوي‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب‪" :‬األاثر القدمية يف اململكة العربية السعودية" للمؤلف عبد هللا بن حممد الفارسي‪.‬‬

‫‪45‬‬

You might also like