Professional Documents
Culture Documents
الرهن الرسمي-الفوج 14
الرهن الرسمي-الفوج 14
الرهن الرسمي
الحمد هلل الذي أنار لنا درب العلم والمعرفة وأعاننا على أداء
هذا الواجب ووفقنا إلنجاز هذا العمل
نتوجه بجزيل الشكر واالمتنان إلى كل من ساعدنا من قريب
أو من بعيد على إنجاز هذا العمل
وفي تذليل ما واجهناه من صعوبات
ونخص بالذكر
األستاذة المشرفة :نوال بوهالي
التي لم تبخل علينا بتوجيهاتها ونصائحها القيمة
التي كانت عونا لنا في إتمام هذا البحث
شكرا أستاذتنا الفاضلة.
إهداء
اليوم بفضل من هللا سبحانه وتعالى وتوفيقه ننتظر هذه اللحظات التي لطالما
حلمنا بها بعد مسيرة دراسية حملت في طياتها الكثير من الصعوبات والتعب.
بدعائهم ورضاهم
آباؤنا وأمهاتنا
وفي األخير
نسأل هللا أن يجعل بحثنا المتواضع نقطة بداية لمشوار مهني مشرف
مقدمة
مقدمة
المقدمة:
إن قصور فكرة الضمان العام وعدم كفایة وسائل حمایة الضمان العام للدائن فرض
وجود تأمینات خاصة تكفل له استیفاء كل حقه ،فظهرت التأمینات العینیة التي قوامها
تخصیص مال للوفاء بحق الدائن ویبقى هذا المال مثقال بالتأمین ولو انتقلت ملكیته إلى الغیر
ألن صاحب التأمین یخوله القانون حق تتبع المال المثقل به والتنفیذ علیه من أجل استیفاء
دینه من ثمنه أو ما یحل محل هذا الثمن ،كمبلغ تعویض ،أو مبلغ تأمین ،أو مقابل نزع
ملكیته للمنفعة العامة ،ویكون متقدما على الدائنین العادیین أو الدائنین الذین لهم تأمینات
الحقة على تأمینه .كما أن التأمینات العینیة ال تحرم الدائن من أن یمارس حقه على الضمان
العام لمدینه إال إذا أتفق على خالف ذلك ،وقد نظم المشرع الجزائري الحقوق العینیة التبعیة
ضمن أحكام القانون المدني في المواد من 882إلى 1001منه ،وباعتبار أن نطاق
دراستنا هو الرهن العقاري الذي یشمل الرهن الرسمي ،فلم نشر إلى باقي التأمینات
األخرى.
أسباب اختيار الموضوع:
من أبرز األسباب التي دفعتني الختیار هذا الموضوع أسباب موضوعیة وأسباب ذاتیة،
ومن األسباب الذاتیة أني من خالل دراستي للقانون المدني في السنة الثالثة لیسانس نظام
كالسیكي لمست صعوبة في الرهن الرسمي ،لذلك اتجهت لدراسته بنوع من التفصیل وذلك
لإللمام واإلحاطة به ،كما أنه یعد من مواضیع الساعة ،خصوصا أنه یرد على العقار الذي
له دور فعال في تنمیة االقتصاد الوطني ،ومن األسباب الموضوعیة التخصص الذي اتبعته
في الماستر قانون عقاري وكونه السبب الرئیسي في األزمة العالمیة للرهن العقاري لسنة
.2008
أهمية الموضوع:
-یعتبر الرهن الرسمي عائدا من العوائد االقتصادیة ،وذلك من خالل القروض التي تمنحها
البنوك.
-للرهن الرسمي دور وأهمیة في الحیاة االقتصادیة ،ألنه یمنح للدائن الضمان الكافي
وبالتالي تشجیعه على االقتراض ،مما یؤدي إلى تنمیة األموال واستثمارها.
-یوفر الرهن الرسمي ضمان عیني للدائنین المرتهنین.
-الرهن الرسمي یساهم في تطویر الحیاة االجتماعیة.
أ
مقدمة
أهداف الموضوع:
نه دف من خالل دراستنا إلى تبیان األهمیة البالغة للرهن الرسمي كتأمین عیني،
والتعرف على شروط انعقاده الموضوعیة والشكلیة ،وكذلك معرفة آثار الرهن الرسمي
بالنسبة للمتعاقدین ،بالنسبة للغیر أیضا وكذلك معرفة أسباب انقضائه.
الدراسات السابقة:
وجدت دراسات سابقة لهذا الموضوع من بینها:
-عقد الرهن الرسمي في القانون الجزائري ،مذكرة ماجستیر للطالبة باشا شایب كریمة،
جامعة البلیدة .2001
-أحكام عقد الرهن الرسمي في القانون المدني الجزائري لشوقي بناسي ،أستاذ مساعد في
كلیة الحقوق ،بن عكنون ،جامعة الجزائر.2009،
-الواضح في شرح القانون المدني لمحمد صبري السعدي ،أستاذ القانون المدني بجامعة
قسنطینة وباتنة وعنابة -الجزائر .2010
اإلشكالية:
قسمت بحثي إلى فصلین حیث تناولت في الفصل األول ماهیة الرهن الرسمي وتطرقت
في المبحث األول منه إلى مفهوم الرهن الرسمي وفي المبحث الثاني شروط انعقاد الرهن
الرسمي .وفي الفصل الثاني تناولنا فیه آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه وتناولت فیه
آثار الرهن الرسمي بالنسبة للمتعاقدین كمبحث أول وآثار الرهن الرسمي بالنسبة للغیر
كمبحث الثاني ،وأسباب انقضائه كمبحث ثالث.
ب
الفصل األول
ماهية الرهن الرسمي الفصل األول
تمهيد:
یعد الرهن الرسمي تأمینا عینیا عرفه القانون الروماني ،وكان الشيء المرهون یبقى في
حیازة الراهن إلى حین حلول أجل الدین ،حیث یستوفي الدائن دینه كامال من مدینه ،أو یقوم
ببیع العقار المرهون -الذي یضمن الدین -في المزاد العلني طبقا إلجراءات قانونیة ثم
یستوفي حقه من ثمن العقار .كما أن القانون الفرنسي لسنة 1804قد عرف نظام الر هن
الرسمي وسواء كان مصدره االتفاق أو القانون أو القضاء ،وقد أخذت التشریعات العربیة
بما تضمنه القانون الفرنسي ( )1804في المادة ،2114فوردت المادة 1030مدني
مصري ،والمادة 882مدني جزائري ،والمادة 1285مدني عراقي ،والمادة 120من
قانون الملكیة العقاریة اللبناني ،والمادة 1071مدني سوري.
إن الرهن الرسمي باعتباره من التأمینات العینیة یقوم على فكرة مؤداها تخصیص مال
معین من أجل ضمان الدین ،وهذا المال الذي یضمن الدین یقتصر على العقار كأصل عام
وفقا للمادة 886من القانون المدني الجزائري.
4
ماهية الرهن الرسمي الفصل األول
5
ماهية الرهن الرسمي الفصل األول
مدني جزائري وإن كانت هذه المادة قد حددت لنا الرهن الرسمي االتفاقي فقط فهناك العدید
من المالحظات الموجهة لهذه المادة.
-1التعريف التشريعي للرهن الرسمي:
وفقا للمادة 882مدني جزائري التي تنص على ما یلي ":الرهن الرسمي عقد یكسب به
الدائن حقا عینیا على عقار لوفاء دینه ،یكون له بمقتضاه أن یتقدم على الدائنین التالین له في
المرتبة في استیفاء حقه من ثمن ذلك العقار في أي ید كان.
من خالل هذه المادة التي عرفت الرهن الرسمي والتي جاءت مقتضبة و منقولة حرفیا
عن القانون المصري یمكن إبداء مالحظات تتمثل فیما یلي:
-النقل الحرفي لهذه المادة عن المادة 1030مدني مصري مع اختالفات طفیفة في
الصیاغة ،مع العلم أن المادة 1030منقولة عن المادة 2114مدني فرنسي والتي أصبحت
بموجب األمر رقم 06/346تحمل رقم 2393فعرفت الرهن الرسمي بأنه " :حق عیني
على العقارات المخصصة للوفاء بااللتزام وهو بطبیعته غیر قابل للتجزئة ،ویبقى بأكمله
على العقارات المرهونة وعلى كل جزء منها ،ویتبعها في أیة ید انتقلت إلیها".
ومن جهة أخرى فإن المادة 882عرفت الرهن الرسمي بأنه عقد ،لكن مصادر الرهن
الرسمي ال تتمثل في العقد فقط فقد تشمل الحكم القضائي ،أو یكون الرهن بحكم القانون ،فقد
عرف المشرع عقد الرهن ولكن المنطق یقتضي تعریف الشيء بعناصره ومقوماته ولیس
بمصدره وبذلك یكون التعریف السابق قد اقتصر على تعریف الرهن الرسمي الذي یكون
مصدره العقد مع أن المادة 883مدني جزائري تورد مصدرین آخرین للرهن الرسمي.
ومن جهة ثالثة فإن المشرع أورد تعریفا لعقد الرهن الرسمي في النطاق الذي أورد فیه
الحقوق العینیة والتبعیة (التأمینات العینیة) فمن المفروض إیراد تعریف العقد الرسمي یكون
في نطاق العقود.
-إن النص قد اقتصر على ذكر الدائنین التالیین في المرتبة للدائن الذي له رهن رسمي عند
تزاحم الدائنین مما یوحي بأن حق التقدم (األفضلیة) مقتصر على أصحاب الحقوق العینیة
التبعیة المقیدة ،والحقیقة أن صاحب الرهن الرسمي المقید یتقدم على سائر الدائنین أصحاب
التأمینات العینیة المقیدة التالین له في المرتبة وعلى الدائنین العادیین الذي ال تقید حقوقهم
و لهم حق في الضمان العام على جمیع أموال مدینهم وفقا للمادة 188مدني فینبغي تدارك
هذا النقص ،1وإضافة تعدیل للمادة یشمل عبارة ...":أن یتقدم على الدائنین العادیین"...
لیتفق هذا مع ما نصت علیه المادة 907مدني جزائري ":یستوفي الدائنون المرتهنون
حقوقهم تجاه الدائنین العادیین من ثمن العقار المرهون"...
1علي عـلي سلیمان ،ضرورة إعادة النظر في القانون المدني الجزائري ،دیوان المطبوعات الجامعیة ،الجزائر ،دون
سنة ،ص .181
6
ماهية الرهن الرسمي الفصل األول
-إن المادة 882لم تذكر أهم میزة یتمتع بها الرهن الرسمي وهي احتفاظ الراهن بحیازة
العقار المرهون ،ولعل غیاب هذه المیزة في صلب المادة هو عدم ورودها في القانون
المدني الفرنسي والذي تأثر به المشرع الجزائري كثیرا.
-إن المادة 882أوردت عبارة ...":من ثمن ذلك العقار"....حیث یالحظ بأن حق التقدم
یمارسه الدائن المرتهن من أجل استیفاء حقه إال على ثمن ذلك العقار 1الذي یضمن الدین
بعد إجراءات التنفیذ علیه وبیعه في المزاد العلني ،لكن هذا العقار قد یهلك هالكا كلیا أو
تنزع ملكیته للمنفعة العامة فهل هذه األحوال تحرم الدائن المرتهن من استیفاء حقه؟ في
الحقیقة أن حق الدائن المرتهن یكون على مبلغ التعویض الذي یتحصل على الراهن عند
التعدي على عقاره ،أو یكون على مبلغ التأمین إذا كان العقار مؤمنا علیه ،أو یكون على
المبلغ المالي المقرر نتیجة نزع ملكیة العقار المرهون للمنفعة العامة ،ویحل الدائن في ذلك
حسب المادة 900مدني جزائري التي تنص على نظریة الحلول العیني.
-إن المادة 882أوردت عبارة "....لوفاء دینه "...والصواب هو "للوفاء بدینه" ولكن
المشرع لم یقم بتعدیل هذا الخطأ رغم أن القانون المدني قد تم تعدیله في سنة ، 2005وفي
سنة 2007ومازالت النصوص تتضمن العدید من النقائص واألخطاء والتعارض خصوصا
في األحكام المنظمة للتأمینات الشخصیة (الكفالة) والتأمینات العینیة (الرهن الرسمي ،حق
التخصیص ،الرهن الحیازي الوارد على المنقول والوارد على العقار ،وحقوق االمتیاز
بنوعیها).
وحتى تكون المادة غیر معیبة تبرز تعریفا دقیقا شامال للرهن الرسمي كان من األصوب
واألجدر أن تكون صیاغتها كالتالي " :الرهن الرسمي هو حق من الحقوق العینیة التبعیة
یتقرر بمقتضى عقد رسمي أو بمقتضى حكم أو بمقتضى القانون على عقار یملكه المدین أو
أي شخص آخر من أجل وفاء الدین للدائن حیث یكون له بمقتضاه أن یتقدم على الدائنین
العادیین والدائنین التالین له في المرتبة له في استیفاء حقه في أي ید كان من ثمن ذلك
العقار ،أو مما یحل محل هذا العقار من تعویض أو من مبلغ تأمین أو من مقابل نزع ملكیة
العقار المرهون للمنفعة العامة".
-2التعريف الفقهي للرهن الرسمي:
إن فقهاء القانون المدني قد أعطوا تعریفات كثیرة للرهن الرسمي ولغیره ال یسعنا ذكرها
كلها في هذا المقام لذا أذكر بعضها وأشملها على اعتبار أن الفقه هو المؤهل لوضع
التعریفات:
-الرهن الرسمي هو حق عیني ینشأ بموجب عقد رسمي هو الرهن ویتقرر ضمانا للوفاء
بدین ،وهذا الحق العیني یتقرر على حق مملوك للمدین أو لكفیل عیني وبموجبه یكون
1سي یوسف زاهیة حوریة ،الوافي في عقد الرهن الرسمي في القانون المدني الجزائري ،دراسة مقارنة بأحكام القانون
الفرنسي والمصري مدعمة باجتهادات قضائیة وفقهیة ،دار هومة ،دون سنة ،ص.16
7
ماهية الرهن الرسمي الفصل األول
للــدائن الحق في استیفاء دینه من ثمن هذا العقار ،مقدما في ذلك على الدائنین العادیین لمالك
هذا العقار وللدائنین أصحاب الحقوق العینیة على هذا العقار المتأخرین في المرتبة ،ومتتبعا
1
هذا العقار تحت ید من انتقلت إلیه ملكیته.
-الرهن الرسمي هو حق عیني تبعي یترتب على عقار مملوك للمدین أو غیره بمقتضى
عقد رسمي ضمانا للوفاء بااللتزام ،حیث یمنح صاحبه (الدائن) حقا في التتبع وآخر في
2
األفضلیة.
-الرهن الرسمي تأمین عیني ال یتخلى فیه المالك عن حیازة العقار المرهون ،فهو رهن
یخول للدائن عند حلول أجل االستحقاق حق توقیع الحجز على ذلك العقار وبیعه وهو في
3
حیازة أي شخص كان ،وأن یوفي حقه باألفضلیة من الثمن.
ویمكن لنا أن نقترح التعریف الفقهي الراجح للرهن الرسمي :هو حق عیني تبعي ینشأ
بموجب عقد ،أو حكم قضائي أو بموجب القانون ،للدائن على عقار مملوك للمدین أو غیره
ویكون للدائن بمقتضى هذا الحق أن یتقدم على غیره من الدائنین العادیین ،والدائنین التالین
له في المرتبة في استیفاء حقه من المقابل النقدي لهذا العقار وأن یتتبع العقار في أي ید
یكون.
4
المطلب الثاني :خصائص حق الرهن الرسمي
إن الرهن الرسمي هو حق من الحقوق العینیة العقاریة ،غیر أنه حق تبعي ولیس من
الحقوق العینیة األصلیة وهو غیر قابل للتجزئة وینشأ بمقتضى عقد رسمي ال ینقل الحیازة.
وسنبین هذه الخصائص في ما یلي:
-1حق عيني:
تظهر صفة العینیة في أن للدائن المرتهن حقا مباشر على العقار المرهون یخوله أفضلیة
ویسمح له بتتبع العقار تحت أي یدكان والتنفیذ علیه ،دون حاجة لتدخل المدین الراهن أو
إرادته.
1سمیر تناغو ،التأمينات العينية والشخصية ،منشأة المعارف ،اإلسكندریة ،2008 ،ص .19
2رمضان أبو السعود ،التأمينات الشخصية والعينية ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ، 1995 ،ص.285
3محمد حسنین ،الوجيز في التأمينات الشخصية والعينية في القانون المدني الجزائري ،المؤسسة الوطنیة للكتاب،
الجزائر ،1986 ،ص.111
4بالل سلیــــــــــــــــمة ،التأمينات العينية التبعية ،دروس عبر الخط موجهة لطلبة السنة الثالثة حقوق تخصص قانون
خاص في مقیاس العقود الخاصة السداسي السادس ،2022-2021 ،ص .09
8
ماهية الرهن الرسمي الفصل األول
9
ماهية الرهن الرسمي الفصل األول
بالل سلیــــــــــــــــمة ،التأمينات العينية التبعية ،مرجع سابق ،ص .09 1
10
ماهية الرهن الرسمي الفصل األول
بالل سلیمة ،التأمينات العينية التبعية ،مرجع سابق ،ص .10 1
11
ماهية الرهن الرسمي الفصل األول
علي فیاللي ،االلتزامات النظرية العامة للعقد ،موفم للنشر ،الجزائر ،2012 ،ص.82 1
شوقي بناسي ،أحكام عقد الرهن الرسمي في القانون المدني الجزائري ،دار هومة ،الجزائر ،2009 ،ص .108 2
یسمینة ریحاني ،الرهن الرسمي كضمان بنكي ،كلیة الحقوق بن عكنون ،الجزائر ،2006 ،ص .15 3
12
ماهية الرهن الرسمي الفصل األول
1یعرف العقد الرسمي من خالل المادة 324ق.م.ج" العقد الرسمي عقد یثبت فیه موظف أو ضابط عمومي أو شخص
مكلف بخدمة عامة ،ما تم لدیه أو ما تلقاه من ذوي الشأن وذلك طبقا لألشكال القانونیة وفي حدود سلطته واختصاصه"
2شوقي بناسي ،المرجع السابق ،ص .90
3قانون 02- 06مؤرخ في 20فیفري ، 2006جریدة رسمیة ،رقم 14المتضمن تنظیم مهنة الموثق.
4عبد الحلیم بوشكیوة ،مجلة الواحات للبحوث والدراسات ،جامعة جیجل ،العدد ، 6الجزائر 2009 ،ص 24
5شرف الدین أحمد ،التأمینات الشخصیة والعینیة ،د.د .ن ،مصر ،د .س .ن .ص .19
13
ماهية الرهن الرسمي الفصل األول
قابال للتنفیذ متى حل أجل الدین دون حاجة إلى حكم 1،كذلك فإن اشتراط الرسمیة یتطلب
2
االئتمان ذاته وذلك بكتابة العقد كتابة صحیحة.
أما في فرنسا ومصر فاالتجاه الغالب یرى أن الرسمیة ال تشترط إال في رضي الراهن
أما الدائن فال تشترط فیه الرسمیة أي یمكن لرضاه أن یتم بصورة ضمنیة ،بینما الفقیه
السنهوري وبعض الفقهاء اآلخرون یرون خالف ذلك ویعتبرون أن الرسمیة ضروریة لكل
3
من الراهن والمرتهن.
وتظهر أهمیة الرسمیة بالنسبة لالئتمان العقاري فیما یقضیه استیفاؤها من تخصیص
للدین المضمون بالرهن وتخصیص العقار من خالل البیانات المستلزمة في الورقة.
4
الرسمیة.
ثانيا :الجزاء المترتب على تخلف الرسمية
لقد اتفقت كلمة الفقهاء على أن الجزاء المترتب على تخلف الرسمیة في عقد الرهن
الرسمي هو البطالن المطلق ذلك أن الرسمیة ركن فیه ال یقوم العقد بدونها 5.یعتبر عقد
الرهن الرسمي عقد شكلي ،وال یكون صحیحا إال إذا كان في ورقة رسمیة ،وعلیه یترتب
على تخلف الرسمیة بطالن الرهن الرسمي بطالنا مطلقا ،وعقد الرهن الرسمي الباطل ال
یمكن أن یكون وعد بالرهن ألن عقد الوعد بالرهن یجب أن یكون هو أیضا في ورقة
رسمیة ،شأنه في ذلك شأن عقد الرهن الرسمي 6،وهذا ما نصت علیه الفقرة الثانیة من
المادة 71ق.م.ج" وإذا اشترط القانون لتمام العقد استفاء شكل معین فهذا الشكل یطبق أیضا
على االتفاق المتضمن الوعد بالتعاقد".
وبالرجوع إلى نص المادة 104ق.م.ج" إذا كان العقد في شق منه باطال أو قابال
لإلبطال ،فهذا الشق وحده هو الذي یبطل ،إال إذا تبین أن العقد ما كان لیتم بغیر الشق الذي
وقع باطال أو قابال لإلبطال فیبطل العقد كله".
وعلى هذا إذا كان العقد یتضمن االتفاق على إنشاء رهن ضمانا لهذا الدین ،فإن العقد
یبطل باعتباره رهنا ویبقى صحیحا بالنسبة للدین حیث ال یشترط في إبرامه أي شكل
خاص ،وإذا تبین أن الدین ما كان لینشأ بغیر الرهن الضامن له ،ففي هذه الحالة یبطل العقد
1
كله.
ویسأل الموثق مسؤولیة تقصیریة إذا لم یقم بمهنته أو ارتكب خطأ ،وقد یسأل مسؤولیة
عقدیة إن هو باشر العمل بوصفه كوكیل عن الطرفین ،وهذا ما نصت علیه المادة 53من
قانون 02- 06بقولها ":دون اإلخالل بالمسؤولیة الجزائیة والمدنیة المنصوص علیها في
التشریع المعمول به ،یتعرض الموثق عن كل تقصیر في التزاماته المهنیة ،أو بمناسبة
تأدیتها إلى العقوبات التأدیبیة المنصوص علیها في هذا القانون".
ثالثا :أثر اشتراط الرسمية في عقد الرهن
إذا كان المشرع یشترط إفراغ الرهن الرسمي في شكل معین فإنه یلزم توفر هذا الشرط
أیضا في الوكالة والوعد بالرهن كما سیأتي.
-1التوكيل في الرهن الرسمي :قد یباشر الشخص التصرف القانوني بنفسه وقد ینیب في
ذلك شخص آخر ،حیث تنص المادة 572من ق.م.ج على ما یلي" :یجب أن یتوفر في
الوكالة الشكل الواجب توفره في العمل القانوني الذي یكون محل الوكالة ما لم یوجد نص
یقضي بخالف ذلك " ،نستنتج من نص هذه المادة أنه یجب أن تكون الوكالة رسمیة لمباشرة
عقد الرهن الرسمي ،ألن هذا األخیر هو عقد رسمي هذا من جهة ومن جهة ثانیة نعلم أن
الرهن الرسمي هو من أعمال التصرف ال من أعمال اإلدارة ،لذلك ال تكفي الوكالة العامة
فیه ،ویجب أن تكون الوكالة خاصة وذلك طبقا لنص المادة 574فقرة 1من ق.م.ج" البد
من وكالة خاصة في كل عمل لیس من أعمال اإلدارة السیما في البیع والرهن والتبرع
والصلح واإلقرار والتحكیم وتوجیه الیمین والمرافعة أمام القضاء".
ومن جهة ثالثة ولما كان الرهن الرسمي لیس من التبرعات بل هو من أعمال التصرف
فلیس من الضروري أن یعین العقار محل الرهن في التوكیل ،ومن ثمة فإنه یجوز للوكیل
أن یرهن أي عقار مملوك للموكل رهنا رسمیا ،أما إذا كان الموكل لیس المدین بل هو كفیل
عیني فالغالب أن یكون متبرعا فإذا ثبتت عنده نیة التبرع فإنه یجب علیه أن یحدد في توكیله
بالرهن العقار بالذات الذي یخول الوكیل لرهنه.2
-2الوعد بالرهن :یرتب القضاء في فرنسا أثر للوعد بالرهن الرسمي حتى ولو لم یفرغ
هذا الوعد في شكل رسمي بوصفه اتفاقا أو عقدا رضائیا ،ینشأ بموجبه التزام بعمل على
عاتق الواعد بأن یبرم الرهن الرسمي في عقد رسمي ،فإذا امتنع أو تعذر علیه ذلك فال
یكون للمحكمة أن تلزم بتوثیق العقد لكنها تستطیع أن تجبره بدفع التعویض والحكم برهن
قضائي ،وفي الجزائر تنص المادة 71الفقرة 2ق.م.ج" وإذا اشترط القانون لتمام العقد
سمیر عبد السید تناغو ،المرجع السابق ،ص .139 1
عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص 288- 287 2
15
ماهية الرهن الرسمي الفصل األول
ستفاء شكل معین فهذا الشكل یطبق على االتفاق المتضمن الوعد بالتعاقد" ،فإذا امتنع أمكن
للموعود له أن یحصل على حكم یقوم مقام العقد ،إذا حاز قوة الشيء المقضي به وهذا ما
تناولته المادة 72ق.م.ج.
أما إذا تم الوعد بالرهن الرسمي في ورقة عرفیة ،فیكون الوعد باطال لتخلف الشكل لكن
یمكن أن یكون صحیحا كاتفاق ملزم یمكن بموجبه الحكم بالتعویض على الواعد.1
رابعا :نفقات عقد الرهن الرسمي
تنص المادة 883الفقرة الثانیة من ق.م.ج" وتكون مصاریف العقد على الراهن إال إذا
ا تفق على غیر ذلك"،وبمقتضى هذا النص تكون نفقات العقد سواءا ما تقتضیه الرسمیة من
مصروفات أو نفقات أخرى على عاتق الراهن 2،غیر أنه ال یوجد مانع قانوني أن یتفق
األطراف على خالف ذلك ،إذ أن المسالة تتعلق بقاعدة مكملة ،یجوز االتفاق على خالفها،
ومن ثمة یجوز االتفاق على أن یتحمل الدائن المرن هذه المصاریف أو على األقل یتم
3
توزیعها بینه وبین الراهن مناصفة أو نسبة معینة.
وإذا كان مالك العقار المرهون هو غیر المدین أي كفیل عیني وهذا نادر ،فإن نفقات العقد
تكون على هذا الكفیل العیني ألنه مالك العقار المرهون ،إال إذا اتفقا على غیر ذلك وال یمنع
من رجوع مالك العقار المرهون بمصروفات العقد التي دفعها على المدین ألنه هو الذي
4
استفاد من العقد فیلتزم بنفقته.
عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص .289- 288 1
16
الفصل الثاني
آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه الفصل الثاني
تمهيد:
إذا توفرت شروط انعقاد العقد الرسمي الموضوعية والشكلية ،ترتب عليه آثار فيما بين
المتعاقدين ،وإذا اتخذت اإلجراءات الالزمة لشهره عن طريق القيد أصبح الرهن ساريا في
مواجهة الغير ،وينقضي الرهن الرسمي شأنه في ذلك شأن جميع الحقوق العينية التبعية ،إما
بطريقة تبعية النقضاء الدين المضمون ،وإما بطريقة أصلية أي بصفة مستقلة عن انقضاء
هذا االلتزام األصلي ،وعلى هذا الجانب سوف يقسم هذا الفصل إلى ثالث مباحث :آثار
الرهن الرسمي بالنسبة للمتعاقدين كمبحث أول ،آثار الرهن الرسمي بالنسبة للغير في
المبحث الثاني وانقضاء الرهن الرسمي في المبحث الثالث.
18
آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه الفصل الثاني
السعدي محمد صبري ،الواضح في شرح القانون المدني ،التأمينات العينية ،دار الهدى ،عين مليلة الجزائر ،2010 ،ص .90 1
عبد الرحمان فايز أحمد ،التأمينات العينية والشخصية ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،2007 ،ص .34 2
علي هادي العبيدي ،الوجيز في شرح القانون المدني ،الحقوق العينية ،ط ،11دار الثقافة ،األردن ،2014 ،ص .273 3
19
آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه الفصل الثاني
الدائن ولم يقبل الدائن بقاء الدين بال تأمين ،فللمدين الخيار بين أن يقدم تأمينا كافيا أم أن
يوفي الدين فورا قبل حلول األجل".
يقصد بهالك العقار هالكه المادي كاحتراقه أو تهدمه ،والهالك القانوني خروج العقار
المرهون من ذمة الراهن والدليل على ذلك أن المشرع اعتبر في المادة 900ق.م.ج نزع
ملكية العقار المرهون للمنفعة العامة صورة من صور هالك العقار ،مع أنها ال تؤدي دائما
1
إلى هالك العقار ماديا.
ثالثا :سلطات الراهن على التصرف في العقار المرهون
الراهن يحتفظ بسلطاته كمالك مع بعض القيود ،حيث يبقى للراهن جميع سلطات المالك
من استعمال أو استغالل أو تصرف ،غير أن هذه السلطات مقيدة بعدم اإلضرار بضمان
2
الدائن.
وتصرف المدين الراهن ال يؤثر في حق الدائن المرتهن الذي يكون قيد حقه قبل شهر
تصرف الراهن مثل ما ورد في نص المادة 894ق.م.ج " يجوز للراهن أن يتصرف في
العقار المرهون ،على أن أي تصرف يصدر منه ال يؤثر في حق الدائن المرتهن" ،أما
التصرفات التي يباشرها الراهن بعد انعقاد الرهن وقبل القيد والتي من شأنها اإلضرار
بالدائن تعتبر خروجا عن التزامه بضمان الرهن ويترتب عليه سقوط األجل وحلول أجل
الوفاء بالدين نظرا إلضعاف التأمين وهذا كما بينته المادة 211ق.م.
رابعا :سلطة الراهن في إدارة العقار المرهون
تنص المادة 895ق م ج " إن للراهن الحق في إدارة العقار المرهون وفي قبض ثماره
إلى وقت التحاقها بالعقار".
ويتضح من هذا النص أن للراهن الحق في الثمار الناتجة عن استغالل العقار المرهون
حتى يتم تسجيل تنبيه نزع الملكية لهذا العقار ،عندئذ تلحق الثمار بالعقار ،وتكون محجوزة
3
لحساب الدائنين وتضم قيمتها إلى قيمة العقار المرهون.
بناسي شوقي ،أحكام عقد الرهن الرسمي في القانون المدني الجزائري ،دار هومة ،الجزائر ،2009 ،ص .205 1
20
آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه الفصل الثاني
شرف الدين أحمد ،التأمينات الشخصية والعينية ،د.د .ن ،مصر ،د .س .ن ،ص .176 3
21
آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه الفصل الثاني
يبيعه دون مراعاة لإلجراءات التي فرضها القانون ولو كان هذا االتفاق قد أبرم بعد الرهن،
غير أنه يجوز بعد حلول الدين أو قسط منه االتفاق على أن يتنازل المدين لدائنه عن العقار
المرهون وفاءا لدينه.
ويتضح من نص هذه المادة أن المشرع أبطل االتفاق على تملك الدائن المرتهن للعقار
المرهون عند عدم الوفاء ،وأيضا االتفاق على بيع العقار دون اإلجراءات التي فرضها
القانون وهذا ما سيأتي بيانه.
-1بطالن شرط تملك العقار المرهون عند عدم الوفاء:
يقع باطال كل شرط يمكن الدائن المرتهن من تملك العقار المرهون عند عدم استيفاء حقه
عند حلول أجل الدين سواء كان في مقابل الدين أو أي ثمن معلوم آخر ،والغرض من بطالن
هذا الشرط هو حماية الراهن من استغالل المرن ،والبطالن يرد على الشرط فقط ،أما
الرهن فيبقى صحيحا 1،ويلجأ الدائن المرن إلى هذا الشرط حتى يستغل موقف الراهن،
وعادة ما يكون الراهن ضعيفا ،وقد أراد المشرع حماية الراهن من هذا االستغالل المخالف
2
للنظام العام ،فنص صراحة على أن هذا االتفاق يكون باطال.
وأخيرا يالحظ أن المادة 903الفقرة الثانية من ق.م.ج تنص على ما يلي" :غير أنه
يجوز بعد حلول الدين أو قسط منه االتفاق على أن يتنازل المدين لدائنه على العقار
المرهون وفاء لدينه" ،ويتضح أنها تنص صراحة على صحة االتفاق بين الدائن المرتهن
والمدين الراهن بعد حلول أجل الدين أو قسط منه ،على تنازل المدين لدائنه عن العقار
3
المرهون قضاءا لدينه.
-2بطالن شرط بيع العقار المرهون دون إجراءات
ويعرف هذا الشرط بشرط الطريق الممهد ،وهو أن يتفق الراهن والمرتهن على أنه متى
حل أجل الدين ولم يفي به المدين ،أمكن للدائن المرن أن يبيع العقار المرهون دون إتباع
اإلجراءات القانونية ،كأن يباع بالطريق الودي أو بأي طريق آخر ،فإنه يكون باطال بطالنا
مطلقا 4،وقد نصت على ذلك الفقرة األولى من المادة 903ق.م.ج وهدف تقرير البطالن
هو خشية استقالل الدائن المرتهن لضعف مركز الراهن فيفرض عليه هذا الشرط ،وبذلك
1محمدي سليمان ،محاضرات في الرهن الرسمي ،جامعة الجزائر ،2001 ،ص .17
2السنهوري عبد الرزاق أحمد ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،ج ،10ط ، 3منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،لبنان،
،2011ص .422
22
آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه الفصل الثاني
يحرم الراهن من الحماية التي فرضها له القانون بإتباع إجراءات معينة في بيع العقار
1
المرهون بيعا بالمزاد العلني.
كما يشكل هذا الشرط خطورة على الراهن ألنه يجرده من الحماية التي يقره له القانون،
فقد أبطل المشرع االتفاق سواء ورد في عقد الرهن ذاته أو في عقد الحق ،مادام قد تم قبل
2
حلول أجل الدين.
باشا كريمة شايب ،عقد الرهن الرسمي في القانون الجزائري ،مذكرة ماجستير ،جامعة البليدة ،2001 ،ص .123 2
23
آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه الفصل الثاني
1أبو السعود رمضان محمد ،محمد محمود زهران ،التأمينات العينية والشخصية ،دار المطبوعات الجامعية اإلسكندرية،1998 ،
ص .373
2السعدي محمد صبري ،مرجع سابق ،ص .134
3باشا كريمة شايب ،مرجع سابق ،ص .124
4بناسي شوقي ،مرجع سابق ،ص .307
24
آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه الفصل الثاني
25
آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه الفصل الثاني
وحتى يكون الحائز على بينة من أمره ،ويمكنه تحديد موقفه من الخيارات الممنوحة له
قانونا يجب أن يكون إنذار الحائز مصحوبا بتبليغ التنبيه إليه ،وهذا ما يمكنه من معرفة نوع
السند الحاصل التنفيذ بمقتضاه ،والعقار الجاري التنفيذ عليه ،ومقدار الدين المطلوب الوفاء
1
به.
اتخاذ إجراءات البيع ضد الحائز :إذا لم يقم الحائز بقضاء الدين أو بتطهير العقار أو
2
بتخليته للعقار ،ستمر الدائن المرن في اتخاذ إجراءات التنفيذ في مواجهته.
وهذه اإلجراءات فصلها قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية في الكتاب الثالث في التنفيذ
الجبري للسندات التنفيذية من الباب الخامس في الحجوز
-2أثر مباشرة إجراءات حق التتبع في مواجهة الحائز
قبل مباشرة الدائن المرن لحق التتبع على العقار يظل الحائز متمتعا بالسلطات التي يخوله
إياه حق الملكية من استعمال واستغالل وتصرف ،ولم تقيد هذه السلطات إال بالقدر الذي
3
يكفل سالمة الرهن وعدم إنقاص قيمته إنقاصا كبيرا.
وطبقا لنص المادة 888و المادة 930من ق.م.ج ،فإن الثمار ال تلحق بالعقار المرهون
إال من تاريخ إنذار الحائز بالدفع أو التخلية ،في حين نجد المادة 732من ق.إ.م.إ تنص
على إلحاق الثمار بالعقار من تاريخ قيد أمر الحجز بالمحافظة العقارية ،فال يوجد شك أن
النص األول هو الواجب التطبيق ،فليس هناك ما يمنع من ترتيب اآلثار المتصلة بتقييد حق
4
الحائز في استغالل العقار وقبض ثماره من مجرد إعالن اإلنذار وقبل تسجيله.
ذلك أن هذه اآلثار تتعلق بتقييد حقوق الحائز في تأجير العقار واالنتفاع به ،وهذه القيود ال
تتصل بحقوق الغير بل تمس سلطة خاصة بالحائز ،فال تحتاج إذن إلى اتخاذ إجراء من
إجراءات التسجيل ،فتسجيل التنبيه يترتب عن أن كل تصرف من الحائز في العقار
المرهون ال يكون نافذا في مواجهة الدائن ،أما تسجيل إنذار الحائز يفيد فقط إعالم الغير
بالحجز على العقار ،كما يفيد الدائن ألن التأشير به يحول دون سقوط التنبيه.5
كذلك ال يجوز للمدين الراهن وال لحائز العقار وال الكفيل العيني من يوم تسجيل الحجز،
أن ينقل ملكية العقار المحجوز عليه ،وال أن يرتب عليه حقوق عينية وإال كان تصرف
باطال ،ومع ذلك يبقى الحق لبائع العقار المحجوز أو لمقرض ثمنه وللشريك المقاسم في أن
يقيدوا حقوق امتيازاتهم في المواعيد وباألوضاع المنصوص عليه قانونا 6،ولكن المادة
إبراهيم سعد نبيل ،التأمينات العينية والشخصية ،منشأة المعارف ،مصر ،1982 ،ص .118 3
ب نت الخوخ مريم ،فعالية الرهن العقاري كضمان ،مذكرة ماجستير ،كلية الحقوق بن عكنون ،الجزائر ،2012 ،ص .35 4
26
آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه الفصل الثاني
736من ق.إ.م.إ أجازت نفاذ التصرفات وذلك بقولها ":إذا أودع المدين المحجوز عليه ،أو
حائز العقار أو الكفيل العيني بأمانة الضبط ،أو بين يدي المحضر القضائي قبل جلسة
المزايدة ،مبلغا كافيا بأصل الدين والمصاريف المترتبة عليه للدائنين المقيدين في الشهادة
العقارية والحاجزين ،فإن كل التصرفات الواردة على العقار والمتعلقة بنقل الملكية أو
بترتيب تأمينات عينية عليه ،تكون نافذة".
ثالثا :موقف الحائز من مباشرة الحق في التتبع
قد يلجأ الحائز لمحاولة إفشال مباشرة الدائن المرن لحق التتبع ،ينصب على التمسك بكل
دفع يسمح له بمنع إجراءات التنفيذ في مواجهته ،فإن أخفق فله الخيار في عدة وسائل منحها
1
إياه المشرع.
27
آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه الفصل الثاني
28
آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه الفصل الثاني
الدين المضمون انقضى الرهن وبقي الدين المضمون به قائما ،وعلى إثر ذلك يتحول الدائن
1
المرن إلى دائن عادي ،ولهذا يصح القول أن الرهن انقضى بصفة رسمية.
رابعا :إتحاد الذمة
ينقضي الرهن في هذه الحالة باجتماع صفتا الدائن المرن ومالك العقار المرهون في شخص
واحد 2،فقد يتم ذلك بانتقال ملكية العقار المرهون إلى الدائن المرن بأي سبب كان ،كأن
يرسو العقار المرهون على الدائن المرتهن أو أن يشتري الدائن المرن العقار المرهون ،وقد
3
يتم أيضا بأن يرث الدائن المرن العقار أو بأن يوصى له به.
وفي ح الة زوال السبب الذي أدى إلى إتحاد الصفتين بأثر مستند عاد حق الرهن كما لو
أبطل أو فسخ العقد الذي نقل ملكية العقار المرهون إلى الدائن المرن لحقه ،وبالتالي ال يوجد
4
ما يمنع الدائن المرن من مباشرة حقه.
وقد يكون للمالك مصلحة في االحتفاظ بالرهن على العقار الذي آلت إليه ملكيته ،وهذا في
حالة وجود دائنين مرنين آخرين على العقار ،وذلك لكي يستطيع االحتجاج برهنه عليهم إذا
5
استعملوا حقهم ونفذوا على العقار.
خامسا :الهالك الكلي للعقار المرهون
ينقضي الرهن الرسمي هالك العقار كلية ،فإذا كان الهالك جزئيا فإن الجزء اآلخر يبقى
ضامنا لكل الدين عمال بقاعدة عدم تجزئة الرهن ،وكذلك يجب فهم مدلول الهالك بالمعنى
الواسع 6،فقد يكون هالكا ماديا ينتج عنه هالك ع ،العقار ،وقد يكون هالكا قانونيا مثل حالة
نزع الملكية للمنفعة العامة ،وقد يكون الهالك بسبب الراهن أو بسبب أجنبي وهذا ما سبق
التطرق إليه في التزام الراهن بضمان سالمة الرهن 7،وينقضي الرهن إذا هلك العقار
المرهون ،وبذلك ينتقل حق الدائن المرن إلى التعويض أو مبلغ التأمين أو مقابل نزع الملكية
8
للمنفعة العامة طبقا لقاعدة الحلول العيني.
سادسا :التقادم
لم ينص القانون المدني الجزائري على انقضاء الرهن الرسمي مستقال عن الدين بالتقادم،
خاصة وأن التقادم ال تسمح به القواعد العامة.
ريحاني يسمينة ،الرهن الرسمي كضمان بنكي ،كلية الحقوق بن عكنون ،الجزائر ،2006 ،ص .72 8
29
آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه الفصل الثاني
30
خاتمة
خاتمة
وفي األخير نخلص إلى أن المشرع الجزائري ،وفق إلى حد كبير في تنظيم أحكام الرهن
الرسمي باعتباره أحد أهم وسائل االئتمان في عصرنا هذا ،فالرهن الرسمي هو عقد يكتسب
به الدائن حقا عينيا على عقار لوفاء دينه ،يكون له بمقتضاه أن يتقدم على الدائنين التالين له
في الم رتبة الستيفاء حقه من ذلك العقار في أي يد كان ،ولكي ينعقد الرهن صحيحا البد من
توفر شروطه الشكلية التي تعتبر شرطا مهما ،فبالنسبة للدائن المرتهن فإنها تزوده بسند قابل
للتنفيذ عند حلول أجل الدين ،ويترتب على اإلخالل بها بطالن العقد ،وشروط موضوعية
وتشمل الشروط الموضوعية العامة من رضا ،محل وسبب وشروط الموضوعية الخاصة
المتمثلة في تخصيص الرهن وأهلية الراهن والدائن المرتهن ،وملكية الراهن للعقار
المرهون ،وإذا انعقد عقد الرهن الرسمي صحيحا فإن ملكية العقار المرهون تبقى للراهن،
وفي مقابل ذلك يلتزم بالمحافظة على قيمة العقار ،وفي حالة إخالله بالتزام ضمان سالمة
العقار المرهون ،فمن حق الدائن المرتهن اتخاذ اإلجراءات التحفظية لوقف إخالل المدين
بضمان سالمة العقار المرهون ،ولقد ألزم المشرع الجزائري المدين الراهن بضمان هالك
العقار أو تلفه وفي مقابل هذا أعطى المشرع الحق للدائن المرن في التنفيذ على العقار
المرهون ،وتتبعه في أي يد يكون واقتضاء حقه متقدما على الدائنين العاديين والتالين له في
المرتبة ،وقد أبطل المشرع كل اتفاق يسمح باكتساب ملكية العقار المرهون في حالة حلول
أجل الدين ولم يتم الوفاء به ،وأبطل كذلك بيع العقار المرهون دون إتباع اإلجراءات
المنصوص عليها قانونا وذلك حماية للمدين الذي يكون في حالة ضعف .وفي حالة انتقال
العقار المرهون إلى الغير ،فإن للدائن المرتهن الحق في تتبع العقار في أي يد كان ،والتنفيذ
عليه عند حلول آجال الدين ولم يتم الوفاء به ،وال يثبت حق التتبع إال بتوافر جملة من
الشروط في شخص من يباشره وهو الدائن المرتهن ،وفي شخص من يباشر ضده وهو
الحائز.
وفي حال التنفيذ على العقار وتم بيعه ،فللحائز الرجوع على المالك السابق للعقار المرهون
بدعوى الضمان ،ويرجع الحائز أيضا على المدين بما دفع زيادة على ما هو مستحق في
ذمته بمقتضى سند ملكيته ،وكذلك يحل الحائز محل الدائنين الذين وفاهم حقوقهم.
قائمة المراجع
قائمة المصادر والمراجع:
القرآن الكريم:
-1سورة البقرة.
-2سورة المدثر.
المعاجم:
-1إبراهيم سعد نبيل ،التأمينات العينية والشخصية ،منشأة المعارف ،مصر.1982 ،
-2أبو السعود رمضان محمد ،محمد محمود زهران ،التأمينات العينية والشخصية ،دار
المطبوعات الجامعية اإلسكندرية.1998 ،
-3بناسي شوقي ،أحكام عقد الرهن الرسمي في القانون المدني الجزائري ،دار هومة،
الجزائر.2009 ،
رمضان أبو السعود ،التأمينات الشخصية والعينية ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية، -4
.1995
-5السعدي محمد صبري ،الواضح في شرح القانون المدني ،التأمينات العينية ،دار
الهدى ،عين مليلة الجزائر.2010 ،
سمير تناغو ،التأمينات العينية والشخصية ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية.2008 ، -6
-7السنهوري عبد الرزاق أحمد ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،ج ،10ط،3
منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،لبنان.2011 ،
سي يوسف زاهية حورية ،الوافي في عقد الرهن الرسمي في القانون المدني -8
الجزائري ،دراسة مقارنة بأحكام القانون الفرنسي والمصري مدعمة باجتهادات قضائية
وفقهية ،دار هومة ،دون سنة.
شرف الدين أحمد ،التأمينات الشخصية والعينية ،د.د .ن ،مصر ،د .س .ن. -9
-10عبد الرحمان فايز أحمد ،التأمينات العينية والشخصية ،دار النهضة العربية،
القاهرة.2007 ،
-11العبيدي علي هادي ،الوجيز في شرح القانون المدني ،الحقوق العينية ،ط ،11دار
الثقافة ،األردن.2014 ،
-12علم الدين محي الدين إسماعيل ،التأمينات العينية في القانون المصري والمقارن،
ط ،4دار النهضة العربية ،مصر.1994 ،
-1علي بن هادية ،معجم عربي مدرسي ،الجزء الثاني ،المؤسسة الوطنية للكتاب ،الجزائر،
دون سنة.
-13علي عـلي سليمان ،ضرورة إعادة النظر في القانون المدني الجزائري ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،دون سنة.
-14علي فياللي ،االلتزامات النظرية العامة للعقد ،موفم للنشر ،الجزائر.2012 ،
-15علي محمد علي قاسم ،تصرفات العدل في المرهون وما يترتب عليها من أحكام في
الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.2002 ،
الكتب:
-1محمد حسنين ،الوجيز في التأمينات الشخصية والعينية في القانون المدني الجزائري،
المؤسسة الوطنية للكتاب ،الجزائر.1986 ،
المجالت:
-1عبد الحليم بوشكيوة ،مجلة الواحات للبحوث والدراسات ،جامعة جيجل ،العدد ،6
الجزائر 2009 ،ص .24
النصوص القانونية:
القوانين واألوامر:
-1األمر رقم 58- 75المؤرخ في 26سبتمبر ، 1975المعدل والمتمم بالقانون رقم - 05
10المؤرخ في 20جويلية ، 2005المتضمن القانون المدني.
-2قانون 02- 06مؤرخ في 20فيفري ، 2006جريدة رسمية ،رقم 14المتضمن تنظيم
مهنة الموثق.
-3قانون رقم 09- 08مؤرخ في ، 2008- 02-23المتضمن لقانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية ،الجريدة الرسمية ،عدد .2008 ،21
المحاضرات:
-1بالل سليــــــــــــــــمة ،التأمينات العينية التبعية ،دروس عبر الخط موجهة لطلبة السنة
الثالثة حقوق تخصص قانون خاص في مقياس العقود الخاصة السداسي السادس-2021 ،
.2022
-2محمدي سليمان ،محاضرات في الرهن الرسمي ،جامعة الجزائر.2001 ،
المذكرات والرسائل الجامعية:
-1باشا كريمة شايب ،عقد الرهن الرسمي في القانون الجزائري ،مذكرة ماجستير ،جامعة
البليدة .2001
-2بنت الخوخ مريم ،فعالية الرهن العقاري كضمان ،مذكرة ماجستير ،كلية الحقوق بن
عكنون ،الجزائر .2012
-3ريحاني يسمينة ،الرهن الرسمي كضمان بنكي ،كلية الحقوق بن عكنون ،الجزائر،
.2006
الفهرس
شكر وعرفان
اإلهداء
الفهرس
مقدمة................................................................................أ-ب.
الفصل األول :ماهية الرهن الرسمي
تمهيد.04.................................................................................
المبحث األول :مفهوم الرهن الرسمي05............................................
المطلب األول :تعريف الرهن الرسمي05............................................
المطلب الثاني :خصائص حق الرهن الرسمي08.....................................
المطلب الثالث :خصائص عقد الرهن الرسمي10....................................
الخاتمة