Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 44

‫الجمهورية الوطنية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬


‫جامعة – لونيسي علي – البليدة ‪2‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس‬


‫الموضوع‪:‬‬

‫الرهن الرسمي‬

‫تحت إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫نوال بوهالي‬ ‫‪ ‬فتحي خالة‬
‫‪ ‬عبد المالك خميري‬
‫‪ ‬رمزي كفايفي‬
‫‪ ‬إدريس هني‬
‫‪ ‬محمد عادل خالفي‬
‫‪ ‬زين الدين كربوش‬
‫‪ ‬عادل خالد‬
‫‪ ‬نور الهدى كنوز‬
‫‪ ‬فوزية خالدي‬
‫‪ ‬زينب قراوة‬
‫‪ ‬وئام قادري‬
‫السنة الجامعية‪2024-2023 :‬‬
‫شكر وتقدير‬

‫الحمد هلل الذي أنار لنا درب العلم والمعرفة وأعاننا على أداء‬
‫هذا الواجب ووفقنا إلنجاز هذا العمل‬
‫نتوجه بجزيل الشكر واالمتنان إلى كل من ساعدنا من قريب‬
‫أو من بعيد على إنجاز هذا العمل‬
‫وفي تذليل ما واجهناه من صعوبات‬
‫ونخص بالذكر‬
‫األستاذة المشرفة‪ :‬نوال بوهالي‬
‫التي لم تبخل علينا بتوجيهاتها ونصائحها القيمة‬
‫التي كانت عونا لنا في إتمام هذا البحث‬
‫شكرا أستاذتنا الفاضلة‪.‬‬
‫إهداء‬

‫اليوم بفضل من هللا سبحانه وتعالى وتوفيقه ننتظر هذه اللحظات التي لطالما‬

‫حلمنا بها بعد مسيرة دراسية حملت في طياتها الكثير من الصعوبات والتعب‪.‬‬

‫ها نحن اليوم نقطف ثمارها والحمد هلل‪.‬‬

‫نهدي هذا العمل المتواضع إلى‬

‫إلى من نورو لنا الدروب‬

‫بدعائهم ورضاهم‬

‫آباؤنا وأمهاتنا‬

‫إلى إخوتنا وأخواتنا وكل من مد لنا يد العون إلنجاز هذا البحث‬

‫وفي األخير‬

‫نسأل هللا أن يجعل بحثنا المتواضع نقطة بداية لمشوار مهني مشرف‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫إن قصور فكرة الضمان العام وعدم كفایة وسائل حمایة الضمان العام للدائن فرض‬
‫وجود تأمینات خاصة تكفل له استیفاء كل حقه‪ ،‬فظهرت التأمینات العینیة التي قوامها‬
‫تخصیص مال للوفاء بحق الدائن ویبقى هذا المال مثقال بالتأمین ولو انتقلت ملكیته إلى الغیر‬
‫ألن صاحب التأمین یخوله القانون حق تتبع المال المثقل به والتنفیذ علیه من أجل استیفاء‬
‫دینه من ثمنه أو ما یحل محل هذا الثمن‪ ،‬كمبلغ تعویض‪ ،‬أو مبلغ تأمین‪ ،‬أو مقابل نزع‬
‫ملكیته للمنفعة العامة‪ ،‬ویكون متقدما على الدائنین العادیین أو الدائنین الذین لهم تأمینات‬
‫الحقة على تأمینه ‪.‬كما أن التأمینات العینیة ال تحرم الدائن من أن یمارس حقه على الضمان‬
‫العام لمدینه إال إذا أتفق على خالف ذلك‪ ،‬وقد نظم المشرع الجزائري الحقوق العینیة التبعیة‬
‫ضمن أحكام القانون المدني في المواد من ‪ 882‬إلى ‪ 1001‬منه‪ ،‬وباعتبار أن نطاق‬
‫دراستنا هو الرهن العقاري الذي یشمل الرهن الرسمي‪ ،‬فلم نشر إلى باقي التأمینات‬
‫األخرى‪.‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫من أبرز األسباب التي دفعتني الختیار هذا الموضوع أسباب موضوعیة وأسباب ذاتیة‪،‬‬
‫ومن األسباب الذاتیة أني من خالل دراستي للقانون المدني في السنة الثالثة لیسانس نظام‬
‫كالسیكي لمست صعوبة في الرهن الرسمي‪ ،‬لذلك اتجهت لدراسته بنوع من التفصیل وذلك‬
‫لإللمام واإلحاطة به‪ ،‬كما أنه یعد من مواضیع الساعة‪ ،‬خصوصا أنه یرد على العقار الذي‬
‫له دور فعال في تنمیة االقتصاد الوطني‪ ،‬ومن األسباب الموضوعیة التخصص الذي اتبعته‬
‫في الماستر قانون عقاري وكونه السبب الرئیسي في األزمة العالمیة للرهن العقاري لسنة‬
‫‪.2008‬‬
‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫‪ -‬یعتبر الرهن الرسمي عائدا من العوائد االقتصادیة‪ ،‬وذلك من خالل القروض التي تمنحها‬
‫البنوك‪.‬‬
‫‪ -‬للرهن الرسمي دور وأهمیة في الحیاة االقتصادیة‪ ،‬ألنه یمنح للدائن الضمان الكافي‬
‫وبالتالي تشجیعه على االقتراض‪ ،‬مما یؤدي إلى تنمیة األموال واستثمارها‪.‬‬
‫‪ -‬یوفر الرهن الرسمي ضمان عیني للدائنین المرتهنین‪.‬‬
‫‪ -‬الرهن الرسمي یساهم في تطویر الحیاة االجتماعیة‪.‬‬

‫أ‬
‫مقدمة‬

‫أهداف الموضوع‪:‬‬
‫نه دف من خالل دراستنا إلى تبیان األهمیة البالغة للرهن الرسمي كتأمین عیني‪،‬‬
‫والتعرف على شروط انعقاده الموضوعیة والشكلیة‪ ،‬وكذلك معرفة آثار الرهن الرسمي‬
‫بالنسبة للمتعاقدین‪ ،‬بالنسبة للغیر أیضا وكذلك معرفة أسباب انقضائه‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫وجدت دراسات سابقة لهذا الموضوع من بینها‪:‬‬
‫‪ -‬عقد الرهن الرسمي في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستیر للطالبة باشا شایب كریمة‪،‬‬
‫جامعة البلیدة ‪.2001‬‬
‫‪ -‬أحكام عقد الرهن الرسمي في القانون المدني الجزائري لشوقي بناسي‪ ،‬أستاذ مساعد في‬
‫كلیة الحقوق‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2009،‬‬
‫‪ -‬الواضح في شرح القانون المدني لمحمد صبري السعدي‪ ،‬أستاذ القانون المدني بجامعة‬
‫قسنطینة وباتنة وعنابة ‪-‬الجزائر ‪.2010‬‬
‫اإلشكالية‪:‬‬

‫‪ ‬ما هو الرهن الرسمي‪ ،‬وما هي مختلف آثاره‪ ،‬وما هي طرق انقضائه؟‬


‫ولإلجابة على هذا التساؤل اتبعت الخطة اآلتیة‪:‬‬

‫قسمت بحثي إلى فصلین حیث تناولت في الفصل األول ماهیة الرهن الرسمي وتطرقت‬
‫في المبحث األول منه إلى مفهوم الرهن الرسمي وفي المبحث الثاني شروط انعقاد الرهن‬
‫الرسمي‪ .‬وفي الفصل الثاني تناولنا فیه آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه وتناولت فیه‬
‫آثار الرهن الرسمي بالنسبة للمتعاقدین كمبحث أول وآثار الرهن الرسمي بالنسبة للغیر‬
‫كمبحث الثاني‪ ،‬وأسباب انقضائه كمبحث ثالث‪.‬‬

‫ب‬
‫الفصل األول‬
‫ماهية الرهن الرسمي‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫یعد الرهن الرسمي تأمینا عینیا عرفه القانون الروماني‪ ،‬وكان الشيء المرهون یبقى في‬
‫حیازة الراهن إلى حین حلول أجل الدین‪ ،‬حیث یستوفي الدائن دینه كامال من مدینه‪ ،‬أو یقوم‬
‫ببیع العقار المرهون ‪ -‬الذي یضمن الدین ‪ -‬في المزاد العلني طبقا إلجراءات قانونیة ثم‬
‫یستوفي حقه من ثمن العقار‪ .‬كما أن القانون الفرنسي لسنة ‪ 1804‬قد عرف نظام الر هن‬
‫الرسمي وسواء كان مصدره االتفاق أو القانون أو القضاء‪ ،‬وقد أخذت التشریعات العربیة‬
‫بما تضمنه القانون الفرنسي (‪ )1804‬في المادة ‪ ،2114‬فوردت المادة ‪ 1030‬مدني‬
‫مصري‪ ،‬والمادة ‪ 882‬مدني جزائري‪ ،‬والمادة ‪ 1285‬مدني عراقي‪ ،‬والمادة ‪ 120‬من‬
‫قانون الملكیة العقاریة اللبناني‪ ،‬والمادة ‪ 1071‬مدني سوري‪.‬‬
‫إن الرهن الرسمي باعتباره من التأمینات العینیة یقوم على فكرة مؤداها تخصیص مال‬
‫معین من أجل ضمان الدین‪ ،‬وهذا المال الذي یضمن الدین یقتصر على العقار كأصل عام‬
‫وفقا للمادة ‪ 886‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ماهية الرهن الرسمي‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الرهن الرسمي‬


‫إن إعطاء تعریف لعقد الرهن الرسمي یستدعي بحث ذلك من جانبین أحدهما لغوي‪،‬‬
‫والثاني اصطالحي من أجل الوقوف على مدلول هذا المصطلح باعتبار أنه كان محل دراسة‬
‫و مناقشة من طرف فقهاء القانون‪ ،‬وحظي بتعریف تشریعي على الرغم من أن التعریف‬
‫من لدن الفقه ولیس من اختصاص المشرع‪ ،‬لذا نبین معنى هذا العقد‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الرهن الرسمي‬
‫أوال‪ :‬التعريف اللغوي للرهن الرسمي‬
‫إن إعطاء تعر یف لعقد الرهن الرسمي یقتضي بحثه من الجانب اللغوي‪ ،‬حیث أن‬
‫الرهن في اللغة‪ :‬ما وضع عندك لینوب عنه ما أخذ منك‪ ،‬یقال رهن المتاع بالدین عنه عند‬
‫فالن‪ :‬أي حبسه عنده لینوب مناب الدین‪ ،‬ویجمع على رهون كفلس وفلوس ویجمع على‬
‫رهان كسهم وسهام قال هللا تعالى‪ ":‬فرهان مقبوضة‪ ،1"...‬ویجمع أیضا على ر هین یقال أنا‬
‫رهین بكذا أي مأخوذ به قال هللا تعالى‪ ":‬كل نفس بما كسبت رهینة‪ ،2"..‬أي محبوسة بوابل‬
‫ما كسبت من المعاصي‪ ،‬ویطلق الرهن على العین المرهونة تسمیة للمفعول باسم المصدر‬
‫‪3‬‬
‫فیقال رهنت الرجل شیئا‪.‬‬
‫ویأتي الرهن بمعنى الدوام واالستمرار أي الثبوت والدوام‪ ،‬فیقال الحالة راهنة أي ثابتة‪،‬‬
‫وماء راهن أي راكد ونعمة راهنة أي دائمة وثابتة‪.‬‬
‫وإذا كان الرهن یطلق على الثبوت والدوام فیطلق أیضا على الحبس كقوله تعالى‪ " :‬كل‬
‫نفس بما كسبت رهینة" أي محبوسة بكسبها وعملها‪.‬‬
‫فالرهن مصدره في اللغة العربیة من فعل‪ :‬رهن یرهن و یعني ثبت ودام بالمكان وأقامه‬
‫وضعه تحت یده رهنا فهو مرهون‪ ،‬ویقال اإلنسان رهن عمله أي مأخوذ به‪ ،‬وأنا لك رهن‬
‫‪4‬‬
‫بكذا أي أنا ضامن وكفیل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعريف اإلصطالحي للرهن الرسمي‬
‫إن إعطاء تعریف للرهن الرسمي من الناحیة االصطالحیة یبرز في التعریف التشریعي‪،‬‬
‫وكذا التعریف الفقهي للرهن الرسمي حیث نص علیه المشرع الجزائري في المادة ‪882‬‬

‫‪ 1‬سورة البقرة‪ ،‬جزء من اآلیة ‪.238‬‬


‫‪ 2‬سورة المدثر‪ ،‬اآلیة ‪.38‬‬
‫‪ 3‬علي محمد علي قاسم‪ ،‬تصرفات العدل في المرهون وما يترتب عليها من أحكام في الفقه اإلسالمي والقانون‬
‫الوضعي‪ ،‬دار الجامعة الجدیدة‪ ،‬اإلسكندریة‪ ،2002 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 4‬علي بن هادیة‪ ،‬معجم عربي مدرسي‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬المؤسسة الوطنیة للكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون سنة‪ ،‬ص ‪.409‬‬

‫‪5‬‬
‫ماهية الرهن الرسمي‬ ‫الفصل األول‬

‫مدني جزائري وإن كانت هذه المادة قد حددت لنا الرهن الرسمي االتفاقي فقط فهناك العدید‬
‫من المالحظات الموجهة لهذه المادة‪.‬‬
‫‪ -1‬التعريف التشريعي للرهن الرسمي‪:‬‬
‫وفقا للمادة ‪ 882‬مدني جزائري التي تنص على ما یلي‪ ":‬الرهن الرسمي عقد یكسب به‬
‫الدائن حقا عینیا على عقار لوفاء دینه‪ ،‬یكون له بمقتضاه أن یتقدم على الدائنین التالین له في‬
‫المرتبة في استیفاء حقه من ثمن ذلك العقار في أي ید كان‪.‬‬
‫من خالل هذه المادة التي عرفت الرهن الرسمي والتي جاءت مقتضبة و منقولة حرفیا‬
‫عن القانون المصري یمكن إبداء مالحظات تتمثل فیما یلي‪:‬‬
‫‪ -‬النقل الحرفي لهذه المادة عن المادة ‪ 1030‬مدني مصري مع اختالفات طفیفة في‬
‫الصیاغة‪ ،‬مع العلم أن المادة ‪ 1030‬منقولة عن المادة ‪ 2114‬مدني فرنسي والتي أصبحت‬
‫بموجب األمر رقم ‪06/346‬تحمل رقم ‪ 2393‬فعرفت الرهن الرسمي بأنه‪ " :‬حق عیني‬
‫على العقارات المخصصة للوفاء بااللتزام وهو بطبیعته غیر قابل للتجزئة‪ ،‬ویبقى بأكمله‬
‫على العقارات المرهونة وعلى كل جزء منها‪ ،‬ویتبعها في أیة ید انتقلت إلیها‪".‬‬
‫ومن جهة أخرى فإن المادة ‪ 882‬عرفت الرهن الرسمي بأنه عقد‪ ،‬لكن مصادر الرهن‬
‫الرسمي ال تتمثل في العقد فقط فقد تشمل الحكم القضائي‪ ،‬أو یكون الرهن بحكم القانون‪ ،‬فقد‬
‫عرف المشرع عقد الرهن ولكن المنطق یقتضي تعریف الشيء بعناصره ومقوماته ولیس‬
‫بمصدره وبذلك یكون التعریف السابق قد اقتصر على تعریف الرهن الرسمي الذي یكون‬
‫مصدره العقد مع أن المادة ‪ 883‬مدني جزائري تورد مصدرین آخرین للرهن الرسمي‪.‬‬
‫ومن جهة ثالثة فإن المشرع أورد تعریفا لعقد الرهن الرسمي في النطاق الذي أورد فیه‬
‫الحقوق العینیة والتبعیة (التأمینات العینیة) فمن المفروض إیراد تعریف العقد الرسمي یكون‬
‫في نطاق العقود‪.‬‬
‫‪ -‬إن النص قد اقتصر على ذكر الدائنین التالیین في المرتبة للدائن الذي له رهن رسمي عند‬
‫تزاحم الدائنین مما یوحي بأن حق التقدم (األفضلیة) مقتصر على أصحاب الحقوق العینیة‬
‫التبعیة المقیدة‪ ،‬والحقیقة أن صاحب الرهن الرسمي المقید یتقدم على سائر الدائنین أصحاب‬
‫التأمینات العینیة المقیدة التالین له في المرتبة وعلى الدائنین العادیین الذي ال تقید حقوقهم‬
‫و لهم حق في الضمان العام على جمیع أموال مدینهم وفقا للمادة ‪ 188‬مدني فینبغي تدارك‬
‫هذا النقص‪ ،1‬وإضافة تعدیل للمادة یشمل عبارة‪ ...":‬أن یتقدم على الدائنین العادیین‪"...‬‬
‫لیتفق هذا مع ما نصت علیه المادة ‪ 907‬مدني جزائري‪ ":‬یستوفي الدائنون المرتهنون‬
‫حقوقهم تجاه الدائنین العادیین من ثمن العقار المرهون‪"...‬‬

‫‪ 1‬علي عـلي سلیمان‪ ،‬ضرورة إعادة النظر في القانون المدني الجزائري‪ ،‬دیوان المطبوعات الجامعیة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون‬
‫سنة‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪6‬‬
‫ماهية الرهن الرسمي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬إن المادة ‪ 882‬لم تذكر أهم میزة یتمتع بها الرهن الرسمي وهي احتفاظ الراهن بحیازة‬
‫العقار المرهون‪ ،‬ولعل غیاب هذه المیزة في صلب المادة هو عدم ورودها في القانون‬
‫المدني الفرنسي والذي تأثر به المشرع الجزائري كثیرا‪.‬‬
‫‪ -‬إن المادة ‪ 882‬أوردت عبارة‪ ...":‬من ثمن ذلك العقار‪"....‬حیث یالحظ بأن حق التقدم‬
‫یمارسه الدائن المرتهن من أجل استیفاء حقه إال على ثمن ذلك العقار‪ 1‬الذي یضمن الدین‬
‫بعد إجراءات التنفیذ علیه وبیعه في المزاد العلني‪ ،‬لكن هذا العقار قد یهلك هالكا كلیا أو‬
‫تنزع ملكیته للمنفعة العامة فهل هذه األحوال تحرم الدائن المرتهن من استیفاء حقه؟ في‬
‫الحقیقة أن حق الدائن المرتهن یكون على مبلغ التعویض الذي یتحصل على الراهن عند‬
‫التعدي على عقاره‪ ،‬أو یكون على مبلغ التأمین إذا كان العقار مؤمنا علیه‪ ،‬أو یكون على‬
‫المبلغ المالي المقرر نتیجة نزع ملكیة العقار المرهون للمنفعة العامة‪ ،‬ویحل الدائن في ذلك‬
‫حسب المادة ‪ 900‬مدني جزائري التي تنص على نظریة الحلول العیني‪.‬‬
‫‪ -‬إن المادة ‪ 882‬أوردت عبارة "‪....‬لوفاء دینه‪ "...‬والصواب هو "للوفاء بدینه" ولكن‬
‫المشرع لم یقم بتعدیل هذا الخطأ رغم أن القانون المدني قد تم تعدیله في سنة ‪، 2005‬وفي‬
‫سنة ‪ 2007‬ومازالت النصوص تتضمن العدید من النقائص واألخطاء والتعارض خصوصا‬
‫في األحكام المنظمة للتأمینات الشخصیة (الكفالة) والتأمینات العینیة (الرهن الرسمي‪ ،‬حق‬
‫التخصیص‪ ،‬الرهن الحیازي الوارد على المنقول والوارد على العقار‪ ،‬وحقوق االمتیاز‬
‫بنوعیها)‪.‬‬
‫وحتى تكون المادة غیر معیبة تبرز تعریفا دقیقا شامال للرهن الرسمي كان من األصوب‬
‫واألجدر أن تكون صیاغتها كالتالي‪ " :‬الرهن الرسمي هو حق من الحقوق العینیة التبعیة‬
‫یتقرر بمقتضى عقد رسمي أو بمقتضى حكم أو بمقتضى القانون على عقار یملكه المدین أو‬
‫أي شخص آخر من أجل وفاء الدین للدائن حیث یكون له بمقتضاه أن یتقدم على الدائنین‬
‫العادیین والدائنین التالین له في المرتبة له في استیفاء حقه في أي ید كان من ثمن ذلك‬
‫العقار‪ ،‬أو مما یحل محل هذا العقار من تعویض أو من مبلغ تأمین أو من مقابل نزع ملكیة‬
‫العقار المرهون للمنفعة العامة"‪.‬‬
‫‪ -2‬التعريف الفقهي للرهن الرسمي‪:‬‬
‫إن فقهاء القانون المدني قد أعطوا تعریفات كثیرة للرهن الرسمي ولغیره ال یسعنا ذكرها‬
‫كلها في هذا المقام لذا أذكر بعضها وأشملها على اعتبار أن الفقه هو المؤهل لوضع‬
‫التعریفات‪:‬‬
‫‪ -‬الرهن الرسمي هو حق عیني ینشأ بموجب عقد رسمي هو الرهن ویتقرر ضمانا للوفاء‬
‫بدین‪ ،‬وهذا الحق العیني یتقرر على حق مملوك للمدین أو لكفیل عیني وبموجبه یكون‬
‫‪ 1‬سي یوسف زاهیة حوریة‪ ،‬الوافي في عقد الرهن الرسمي في القانون المدني الجزائري‪ ،‬دراسة مقارنة بأحكام القانون‬
‫الفرنسي والمصري مدعمة باجتهادات قضائیة وفقهیة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬دون سنة‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪7‬‬
‫ماهية الرهن الرسمي‬ ‫الفصل األول‬

‫للــدائن الحق في استیفاء دینه من ثمن هذا العقار‪ ،‬مقدما في ذلك على الدائنین العادیین لمالك‬
‫هذا العقار وللدائنین أصحاب الحقوق العینیة على هذا العقار المتأخرین في المرتبة‪ ،‬ومتتبعا‬
‫‪1‬‬
‫هذا العقار تحت ید من انتقلت إلیه ملكیته‪.‬‬
‫‪ -‬الرهن الرسمي هو حق عیني تبعي یترتب على عقار مملوك للمدین أو غیره بمقتضى‬
‫عقد رسمي ضمانا للوفاء بااللتزام‪ ،‬حیث یمنح صاحبه (الدائن) حقا في التتبع وآخر في‬
‫‪2‬‬
‫األفضلیة‪.‬‬
‫‪ -‬الرهن الرسمي تأمین عیني ال یتخلى فیه المالك عن حیازة العقار المرهون‪ ،‬فهو رهن‬
‫یخول للدائن عند حلول أجل االستحقاق حق توقیع الحجز على ذلك العقار وبیعه وهو في‬
‫‪3‬‬
‫حیازة أي شخص كان‪ ،‬وأن یوفي حقه باألفضلیة من الثمن‪.‬‬
‫ویمكن لنا أن نقترح التعریف الفقهي الراجح للرهن الرسمي‪ :‬هو حق عیني تبعي ینشأ‬
‫بموجب عقد‪ ،‬أو حكم قضائي أو بموجب القانون‪ ،‬للدائن على عقار مملوك للمدین أو غیره‬
‫ویكون للدائن بمقتضى هذا الحق أن یتقدم على غیره من الدائنین العادیین‪ ،‬والدائنین التالین‬
‫له في المرتبة في استیفاء حقه من المقابل النقدي لهذا العقار وأن یتتبع العقار في أي ید‬
‫یكون‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص حق الرهن الرسمي‬
‫إن الرهن الرسمي هو حق من الحقوق العینیة العقاریة‪ ،‬غیر أنه حق تبعي ولیس من‬
‫الحقوق العینیة األصلیة وهو غیر قابل للتجزئة وینشأ بمقتضى عقد رسمي ال ینقل الحیازة‪.‬‬
‫وسنبین هذه الخصائص في ما یلي‪:‬‬
‫‪ -1‬حق عيني‪:‬‬
‫تظهر صفة العینیة في أن للدائن المرتهن حقا مباشر على العقار المرهون یخوله أفضلیة‬
‫ویسمح له بتتبع العقار تحت أي یدكان والتنفیذ علیه‪ ،‬دون حاجة لتدخل المدین الراهن أو‬
‫إرادته‪.‬‬

‫‪ 1‬سمیر تناغو‪ ،‬التأمينات العينية والشخصية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندریة‪ ،2008 ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ 2‬رمضان أبو السعود‪ ،‬التأمينات الشخصية والعينية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 1995 ،‬ص‪.285‬‬
‫‪ 3‬محمد حسنین ‪ ،‬الوجيز في التأمينات الشخصية والعينية في القانون المدني الجزائري‪ ،‬المؤسسة الوطنیة للكتاب‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،1986 ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ 4‬بالل سلیــــــــــــــــمة‪ ،‬التأمينات العينية التبعية ‪ ،‬دروس عبر الخط موجهة لطلبة السنة الثالثة حقوق تخصص قانون‬
‫خاص في مقیاس العقود الخاصة السداسي السادس‪ ،2022-2021 ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪8‬‬
‫ماهية الرهن الرسمي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬حق تبعي ‪:‬‬


‫ینشأ الرهن الرسمي ضمانا للوفاء بحق شخصي‪ ،‬ویرتبط به وجودا وعدما‪ .‬واألصل أن‬
‫یبرم عقد الرهن الرسمي بعد نشوء الحق الشخصي الذي یضمنه أو في نفس الوقت مثل‬
‫عقود القرض المقترنة بعقد رهن رسمي للعقار المقدم ضمانا‪.‬‬
‫‪ -3‬حق عقاري‪:‬‬
‫طبقا للفقرة األولى للمادة ‪ 886‬من القانون المدني الجزائري فالرهن الرسمي ال یرد من‬
‫حیث األصل إال على العقارات‪ ،‬واستثناءا من ذلك قد یرد الرهن الرسمي على بعض‬
‫المنقوالت بالنظر ألهمیتها وعدم إمكانیة إخضاعها لقواعد الرهن الحیازي‪ ،‬ومن بینها السفن‬
‫طبقا للمادة ‪ 55‬من القانون البحري والرهن الرسمي للطائرات طبقا للمادة ‪ 31‬من قانون‬
‫الطیران المدني‪.‬‬
‫‪ -4‬حق غير قابل للتجزئة‪:‬‬
‫مفاد ذلك أن كل جزء من العقار المرهون ضامن لكل الدین وكل جزء من الدین مضمون‬
‫بالعقار المرهون كله‪ ،‬هذا ما لم یرد اتفاق أو نص في القانون خالف ذلك (المادة ‪ 892‬من‬
‫القانون المدني)‪.‬‬
‫‪ -5‬حق مصدره االتفاق‪:‬‬
‫ینشأ الرهن الرسمي بموجب العقد‪ ،‬ولكن المادة ‪ 383‬من القانون المدني تركت المجال‬
‫مفتوحا إلمكانیة أن ینشأ الرهن الرسمي بموجب حكم قضائي أو بنص القانون‪ .‬ومع ذلك‬
‫یبقى العقد هو المصدر األول للرهن الرسمي بدلیل تعریف المشرع له بذلك في المادة ‪882‬‬
‫من القانون المدني‪ .‬ویتمیز العقد المنشئ للرهن الرسمي بالخصائص التالیة‪:‬‬

‫‪ ‬یعتبر عقدا رسمیا(المادة ‪ 883‬من القانون المدني)‪.‬‬


‫‪ ‬یعتبر عقدا ملزما لجانبین‪.‬‬
‫‪ ‬یعتبر عقد معاوضة‪.‬‬
‫‪ -6‬حق ناشئ بمقتضى عقد رسمي ال ينقل الحيازة‪:‬‬
‫من خصائص الرهن الرسمي أیضا أنه عقد رسمي غیر ناقل للحیازة وبینت ذلك المادة‬
‫‪ 883‬من القانون المدني الجزائري‪( :‬ال ینعقد الرهن إال بعقد رسمي‪)...‬‬

‫‪9‬‬
‫ماهية الرهن الرسمي‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص عقد الرهن الرسمي‬


‫إن عقد الرهن الرسمي هو عقد كباقي العقود حیث یشتمل على جملة من الخصائص‬
‫تمیزه وهي ‪ :‬عقد شكلي (أوال)‪ ،‬ملزم لجانب واحد (ثانیا)‪ ،‬وعقد معاوضة بحیث أن االلتزام‬
‫‪1‬‬
‫الذي ینشأ عنه یكون بمقابل (ثالثا)‪ ،‬كما أنه عقد مسمى (رابعا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عقد الرهن الرسمي عقد شكلي‬
‫قرر المشرع الجزائري بموجب الفقرة األولى من المادة ‪ 883‬قانون مدني جزائري‪:‬‬
‫" ال ینعقد الرهن إال بعقد رسمي ‪ ."....‬وهذا یعني أن تطابق اإلرادتین ال یكفي النعقاده بل‬
‫یجب إفراغ ذلك الرضا في محرر رسمي‪ ،‬حیث اشترط القانون تحریر الرهن الرسمي في‬
‫ورقة رسمیة مع ذكر بیانات معینة في تلك الورقة‪ ،‬فإذا لم یتوافر هذا الشكل في العقد وقع‬
‫باطال‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عقد الرهن الرسمي عقد ملزم لجانب واحد‬
‫بالنظر للطبیعة الخاصة لعقد الرهن الرسمي فهو عقد ال ینشئ التزامات إال في ذمة‬
‫الراهن‪ ،‬یلزم الراهن فقط دون أن یلزم الدائن المرتهن‪ ،‬حیث یلتزم الراهن سواء كان هو‬
‫المدین نفسه أو الكفیل العیني بالتزامین هما‪ :‬االلتزام بإنشاء حق عیني على العقار المرهون‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وااللتزام بضمان سالمة حق الر هن‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عقد الرهن الرسمي عقد معاوضة‬
‫یعد عقد الرهن الرسمي عقد معاوضة ألن الراهن ال یتبرع للمرتهن بالرهن‪ ،‬بل یقدمه‬
‫بمقابل سواء أكان هذا المقابل هو وفاء بالتزام تعهد به المدین للدائن أو كان هو قیام الدائن‬
‫بتقدیم قرض للمدین أو منحه أجال ‪ .‬ویبقى عقد الرهن الرسمي عقد معاوضة حتى ولو كان‬
‫الراهن هو غیر المدین أي الكفیل العیني‪ ،‬إذ لیس من الضروري في عقود المعاوضة أن‬
‫یكون العوض قد أعطي ألحد المتعاقدین‪ ،‬بل یكفي إعطاؤه للغیر‪ ،‬وهو المدین هنا‪ ،‬لكن إذا‬
‫تلقى الدائن الرهن تبرعا من الكفیل العیني كان الرهن الرسمي عقد تبرع‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬عقد الرهن الرسمي هو عقد مسمى‬
‫إن عقد الرهن الرسمي هو عقد مسمى وهذا یظهر من خالل إعطاء المشرع تسمیة له‪،‬‬
‫ووضع له أحكام تفصیلیة‪ ،‬فبعدما قدم المشرع تعریف للرهن الرسمي في المادة ‪ 882‬من‬
‫القانون المدني الجزائري‪ ،‬تناول أحكامه في ثالثة فصول‪ ،‬حیث تناول في الفصل األول‬

‫بالل سلیــــــــــــــــمة‪ ،‬التأمينات العينية التبعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.10‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪10‬‬
‫ماهية الرهن الرسمي‬ ‫الفصل األول‬

‫إنشاء الرهن الرسمي في المواد من ‪ 883‬إلى ‪ ، 893‬وتناول آثار الرهن في الفصل‬


‫الثاني‪ ،‬فقرر أثر الرهن بین المتعاقدین‪ ،‬وأثره بالنسبة للغیر في المواد من ‪ 894‬إلى ‪،932‬‬
‫ثم تناول في الفصل الثالث انقضاء الرهن بصفة تبعیة مع الدین المضمون وبصفة أصلیة‬
‫مستقال عن انقضاء هذا الدین في المواد من ‪ 933‬إلى ‪.1936‬‬

‫بالل سلیمة‪ ،‬التأمينات العينية التبعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪11‬‬
‫ماهية الرهن الرسمي‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬شروط انعقاد الرهن الرسمي‬


‫المطلب األول‪ :‬الشروط الموضوعية النعقاد عقد الرهن الرسمي‬
‫یتم عقد الرهن الرسمي بتوافر الشروط الموضوعیة العامة المعروفة في النظریة العامة‬
‫للعقد‪ ،‬سالمة التراضي والمحل والسبب‪ ،‬ومن جهة أخرى شروط موضوعیة خاصة‬
‫بطرفي هذا العقد‪ ،‬فیشترط في عقد الرهن التراضي الذي یتم عن طریق تبادل الطرفین‬
‫التعبیر عن إرادتیهما المتطابق ‪ 1،‬وأطراف عقد الرهن الرسمي هما الراهن والدائن‬
‫المرتهن‪ ،‬وغالبا ما یكون الراهن هو المدین نفسه‪ ،‬وفي أحوال نادرة قد یكون شخصا آخر‬
‫‪2‬‬
‫غیر المدین یقوم برهن ماله‪ ،‬ضمانا لوفاء بدین غیره‪ ،‬ویسمى اصطالحا بالكفیل العیني‪،‬‬
‫ویجب أن تكون إرادة المتعاقدین صحیحة غیر مشوبة بعیوب التراضي من غلط وتدلیس‬
‫وإكراه واستغالل‪ ،‬ویشترط كذلك أن یكون كل من الراهن والدائن المرن أهال لمباشرة عقد‬
‫الرهن الرسمي‪.‬‬
‫وكذلك یلز م وجود المحل الذي هو إنشاء حق عیني على عقار مملوك للراهن لضمان‬
‫الوفاء بالتزام یترتب في ذمة الراهن نفسه أو في ذمة غیره‪ 3،‬وقد تكلم عنه المشرع‬
‫الجزائري في القانون المدني في المواد من ‪ 92‬إلى ‪.95‬‬
‫السبب في الرهن الرسمي هو ضمان الدین‪ ،‬وقد تناوله المشرع أیضا في المواد ‪97‬‬
‫و‪ 98‬من ق‪.‬م‪.‬ج وفیما یلي یتم عرض باقي الشروط بالتفصیل باعتبار أن هذه األخیرة‬
‫یقترن توافرها في كل العقود‪،‬ألن إنشاء عقد الرهن الرسمي یخضع لشروط موضوعیة‬
‫خاصة تتعلق بطرفیه وشروط تتعلق باألموال والحقوق التي یجوز أن یرد عنها الرهن‪،‬‬
‫وأخرى تتعلق بالدین المضمون‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط الشكلية النعقاد عقد الرهن الرسمي‬
‫ال یكفي إنشاء عقد الرهن الرسمي توافر شروطه الموضوعیة‪ ،‬بل یجب أن یفرغ هذا‬
‫العقد في شكل رسمي مثلما ورد في الفقرة األولى من المادة ‪ 883‬ق‪.‬م‪.‬ج والتي تنص على‬
‫أنه‪ ":‬ال ینعقد الرهن إال بعقد رسمي‪ "...‬واشتراط إفراغ الرهن الرسمي في شكل معین جاء‬
‫نتیجة لحمایة الراهن والمرن وكذا فعالیة الرهن‪ ،‬وعلى ذلك تتم دراستنا‪.‬‬

‫علي فیاللي‪ ،‬االلتزامات النظرية العامة للعقد‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.82‬‬ ‫‪1‬‬

‫شوقي بناسي‪ ،‬أحكام عقد الرهن الرسمي في القانون المدني الجزائري‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.108‬‬ ‫‪2‬‬

‫یسمینة ریحاني‪ ،‬الرهن الرسمي كضمان بنكي‪ ،‬كلیة الحقوق بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪12‬‬
‫ماهية الرهن الرسمي‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬المقصود بالرسمي‬


‫إن األصل في العقود هو الرضا لكن عقد الرهن یخرج عن هذا األصل حیث یجب أن‬
‫یكون رسمیا‪ 1،‬أي یفرغ عقد الرهن في شكل معین‪ ،‬ویقصد بالرسمیة في هذا المقام أن‬
‫یحرر عقد الرهن من قبل ضابط عمومي وفقا لألشكال التي یتطلبها القانون‪ ،‬ویعتبر الموثق‬
‫الضابط العمومي المكلف بتحریر العقود الرسمیة‪ 2،‬وهذا ما نصت علیه المادة ‪ 03‬من‬
‫القانون ‪ 3،02-06‬على أن" الموثق ضابط عمومي مفوض من قبل السلطة العمومیة یتولى‬
‫تحریر العقود التي یشترط فیها القانون الصبغة الرسمیة‪ ،‬وكذا العقود التي یرغب‬
‫األشخاص إعطاءها هذه الصبغة‪.‬‬
‫وهذا یعني أن صحة الضمان مرتبطة بتحریر عقد الرهن الرسمي من طرف موثق‪ ،‬وفي‬
‫حالة غیاب هذه الشكلیة عقدا باطال بطالنا مطلقا طبقا لنص المادة ‪ 883‬ق‪.‬م‪.‬ج " ال ینعقد‬
‫الرهن إال بعقد رسمي"‪...‬‬
‫وبذلك فعقد الموثق هو نوع من العقود الرسمیة وباعتبارها من الوثائق القانونیة التي‬
‫تمثل عنصرا هاما من عناصر الضمان‪ ،‬باإلضافة إلى أن الرسمیة تزود الدائن منذ إبرام‬
‫العقد‪ ،‬بسند قابل للتنفیذ یغنیه عن إجراءات التقاضي في حالة عدم وفاء المدین بالدین عند‬
‫حلول أجله‪.4‬‬
‫وبذلك الرهن الرسمي یعتبر عقدا شكلیا ال ینعقد إال بتوافر عناصر الشكلیة‬
‫والموضوعیة واشتراط إفراغ عقد الرهن الرسمي في شكل معین‪ ،‬جاء نتیجة لحمایة الراهن‬
‫والمرن وكذا االئتمان ذاته‪ ،‬فبالنسبة للراهن تعتبر الرسمیة تذكیرا له بخطورة ما هو مقدم‬
‫علیه من تصرف قد ینتهي بفقدان العقار المرهون فیتریث في األمر‪ ،‬وهو غالبا ما یقوم‬
‫وبدافع تحقیق مصلحة عاجلة بترتیب رهن على عقار أمال في أن تتحسن ظروفه في‬
‫المستقبل ثم یخیب ظنه في عجزه عن الوفاء بالدین ویباع العقار بالمزاد العلني بقیمة الدین‬
‫الذي علیه‪ ،‬أما بالنسبة للمرن فالرسمیة تجعله في مأمن من خطر عدم ملكیة الراهن للعقار‬
‫المرهون أو عدم أهلیته للتصرف فیه‪ 5،‬وباإلضافة إلى ذلك تضع الرسمیة في یده سندا‬

‫‪ 1‬یعرف العقد الرسمي من خالل المادة ‪ 324‬ق‪.‬م‪.‬ج" العقد الرسمي عقد یثبت فیه موظف أو ضابط عمومي أو شخص‬
‫مكلف بخدمة عامة‪ ،‬ما تم لدیه أو ما تلقاه من ذوي الشأن وذلك طبقا لألشكال القانونیة وفي حدود سلطته واختصاصه"‬
‫‪ 2‬شوقي بناسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ 3‬قانون ‪ 02- 06‬مؤرخ في ‪ 20‬فیفري ‪، 2006‬جریدة رسمیة‪ ،‬رقم ‪ 14‬المتضمن تنظیم مهنة الموثق‪.‬‬
‫‪ 4‬عبد الحلیم بوشكیوة‪ ،‬مجلة الواحات للبحوث والدراسات‪ ،‬جامعة جیجل‪ ،‬العدد ‪ ، 6‬الجزائر ‪ 2009 ،‬ص ‪24‬‬
‫‪ 5‬شرف الدین أحمد‪ ،‬التأمینات الشخصیة والعینیة‪ ،‬د‪.‬د ‪.‬ن‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪ .‬س‪ .‬ن‪ .‬ص ‪.19‬‬
‫‪13‬‬
‫ماهية الرهن الرسمي‬ ‫الفصل األول‬

‫قابال للتنفیذ متى حل أجل الدین دون حاجة إلى حكم‪ 1،‬كذلك فإن اشتراط الرسمیة یتطلب‬
‫‪2‬‬
‫االئتمان ذاته وذلك بكتابة العقد كتابة صحیحة‪.‬‬
‫أما في فرنسا ومصر فاالتجاه الغالب یرى أن الرسمیة ال تشترط إال في رضي الراهن‬
‫أما الدائن فال تشترط فیه الرسمیة أي یمكن لرضاه أن یتم بصورة ضمنیة‪ ،‬بینما الفقیه‬
‫السنهوري وبعض الفقهاء اآلخرون یرون خالف ذلك ویعتبرون أن الرسمیة ضروریة لكل‬
‫‪3‬‬
‫من الراهن والمرتهن‪.‬‬
‫وتظهر أهمیة الرسمیة بالنسبة لالئتمان العقاري فیما یقضیه استیفاؤها من تخصیص‬
‫للدین المضمون بالرهن وتخصیص العقار من خالل البیانات المستلزمة في الورقة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫الرسمیة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجزاء المترتب على تخلف الرسمية‬
‫لقد اتفقت كلمة الفقهاء على أن الجزاء المترتب على تخلف الرسمیة في عقد الرهن‬
‫الرسمي هو البطالن المطلق ذلك أن الرسمیة ركن فیه ال یقوم العقد بدونها‪ 5.‬یعتبر عقد‬
‫الرهن الرسمي عقد شكلي‪ ،‬وال یكون صحیحا إال إذا كان في ورقة رسمیة‪ ،‬وعلیه یترتب‬
‫على تخلف الرسمیة بطالن الرهن الرسمي بطالنا مطلقا‪ ،‬وعقد الرهن الرسمي الباطل ال‬
‫یمكن أن یكون وعد بالرهن ألن عقد الوعد بالرهن یجب أن یكون هو أیضا في ورقة‬
‫رسمیة‪ ،‬شأنه في ذلك شأن عقد الرهن الرسمي‪ 6،‬وهذا ما نصت علیه الفقرة الثانیة من‬
‫المادة ‪ 71‬ق‪.‬م‪.‬ج" وإذا اشترط القانون لتمام العقد استفاء شكل معین فهذا الشكل یطبق أیضا‬
‫على االتفاق المتضمن الوعد بالتعاقد‪".‬‬
‫وبالرجوع إلى نص المادة ‪ 104‬ق‪.‬م‪.‬ج" إذا كان العقد في شق منه باطال أو قابال‬
‫لإلبطال‪ ،‬فهذا الشق وحده هو الذي یبطل‪ ،‬إال إذا تبین أن العقد ما كان لیتم بغیر الشق الذي‬
‫وقع باطال أو قابال لإلبطال فیبطل العقد كله‪".‬‬
‫وعلى هذا إذا كان العقد یتضمن االتفاق على إنشاء رهن ضمانا لهذا الدین‪ ،‬فإن العقد‬
‫یبطل باعتباره رهنا ویبقى صحیحا بالنسبة للدین حیث ال یشترط في إبرامه أي شكل‬

‫‪ 1‬سمیر عبد السید تناغو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.150‬‬


‫‪ 2‬أحمد شرف الدین‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫‪ 3‬ال یمكن أن یكون هناك عقد نصف رسمي انظر‪ :‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.282‬‬
‫‪ 4‬رمضان محمد أبو السعود‪ ،‬محمد محمود زهران‪ ،‬التأمینات العینیة والشخصیة‪ ،‬دار المطبوعات الجامعیة‪،‬‬
‫اإلسكندریة‪، 1998 ،‬ص ‪.274‬‬
‫‪ 5‬شوقي بناسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ 6‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.282‬‬
‫‪14‬‬
‫ماهية الرهن الرسمي‬ ‫الفصل األول‬

‫خاص‪ ،‬وإذا تبین أن الدین ما كان لینشأ بغیر الرهن الضامن له‪ ،‬ففي هذه الحالة یبطل العقد‬
‫‪1‬‬
‫كله‪.‬‬
‫ویسأل الموثق مسؤولیة تقصیریة إذا لم یقم بمهنته أو ارتكب خطأ‪ ،‬وقد یسأل مسؤولیة‬
‫عقدیة إن هو باشر العمل بوصفه كوكیل عن الطرفین‪ ،‬وهذا ما نصت علیه المادة ‪ 53‬من‬
‫قانون ‪ 02- 06‬بقولها‪ ":‬دون اإلخالل بالمسؤولیة الجزائیة والمدنیة المنصوص علیها في‬
‫التشریع المعمول به‪ ،‬یتعرض الموثق عن كل تقصیر في التزاماته المهنیة‪ ،‬أو بمناسبة‬
‫تأدیتها إلى العقوبات التأدیبیة المنصوص علیها في هذا القانون"‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أثر اشتراط الرسمية في عقد الرهن‬
‫إذا كان المشرع یشترط إفراغ الرهن الرسمي في شكل معین فإنه یلزم توفر هذا الشرط‬
‫أیضا في الوكالة والوعد بالرهن كما سیأتي‪.‬‬
‫‪ -1‬التوكيل في الرهن الرسمي‪ :‬قد یباشر الشخص التصرف القانوني بنفسه وقد ینیب في‬
‫ذلك شخص آخر‪ ،‬حیث تنص المادة ‪ 572‬من ق‪.‬م‪.‬ج على ما یلي‪" :‬یجب أن یتوفر في‬
‫الوكالة الشكل الواجب توفره في العمل القانوني الذي یكون محل الوكالة ما لم یوجد نص‬
‫یقضي بخالف ذلك "‪ ،‬نستنتج من نص هذه المادة أنه یجب أن تكون الوكالة رسمیة لمباشرة‬
‫عقد الرهن الرسمي‪ ،‬ألن هذا األخیر هو عقد رسمي هذا من جهة ومن جهة ثانیة نعلم أن‬
‫الرهن الرسمي هو من أعمال التصرف ال من أعمال اإلدارة‪ ،‬لذلك ال تكفي الوكالة العامة‬
‫فیه‪ ،‬ویجب أن تكون الوكالة خاصة وذلك طبقا لنص المادة ‪ 574‬فقرة ‪ 1‬من ق‪.‬م‪.‬ج" البد‬
‫من وكالة خاصة في كل عمل لیس من أعمال اإلدارة السیما في البیع والرهن والتبرع‬
‫والصلح واإلقرار والتحكیم وتوجیه الیمین والمرافعة أمام القضاء"‪.‬‬
‫ومن جهة ثالثة ولما كان الرهن الرسمي لیس من التبرعات بل هو من أعمال التصرف‬
‫فلیس من الضروري أن یعین العقار محل الرهن في التوكیل‪ ،‬ومن ثمة فإنه یجوز للوكیل‬
‫أن یرهن أي عقار مملوك للموكل رهنا رسمیا‪ ،‬أما إذا كان الموكل لیس المدین بل هو كفیل‬
‫عیني فالغالب أن یكون متبرعا فإذا ثبتت عنده نیة التبرع فإنه یجب علیه أن یحدد في توكیله‬
‫بالرهن العقار بالذات الذي یخول الوكیل لرهنه‪.2‬‬
‫‪ -2‬الوعد بالرهن‪ :‬یرتب القضاء في فرنسا أثر للوعد بالرهن الرسمي حتى ولو لم یفرغ‬
‫هذا الوعد في شكل رسمي بوصفه اتفاقا أو عقدا رضائیا‪ ،‬ینشأ بموجبه التزام بعمل على‬
‫عاتق الواعد بأن یبرم الرهن الرسمي في عقد رسمي‪ ،‬فإذا امتنع أو تعذر علیه ذلك فال‬
‫یكون للمحكمة أن تلزم بتوثیق العقد لكنها تستطیع أن تجبره بدفع التعویض والحكم برهن‬
‫قضائي‪ ،‬وفي الجزائر تنص المادة ‪ 71‬الفقرة ‪ 2‬ق‪.‬م‪.‬ج" وإذا اشترط القانون لتمام العقد‬
‫سمیر عبد السید تناغو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.139‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪288- 287‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪15‬‬
‫ماهية الرهن الرسمي‬ ‫الفصل األول‬

‫ستفاء شكل معین فهذا الشكل یطبق على االتفاق المتضمن الوعد بالتعاقد"‪ ،‬فإذا امتنع أمكن‬
‫للموعود له أن یحصل على حكم یقوم مقام العقد‪ ،‬إذا حاز قوة الشيء المقضي به وهذا ما‬
‫تناولته المادة ‪ 72‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫أما إذا تم الوعد بالرهن الرسمي في ورقة عرفیة‪ ،‬فیكون الوعد باطال لتخلف الشكل لكن‬
‫یمكن أن یكون صحیحا كاتفاق ملزم یمكن بموجبه الحكم بالتعویض على الواعد‪.1‬‬
‫رابعا‪ :‬نفقات عقد الرهن الرسمي‬
‫تنص المادة ‪ 883‬الفقرة الثانیة من ق‪.‬م‪.‬ج" وتكون مصاریف العقد على الراهن إال إذا‬
‫ا تفق على غیر ذلك"‪،‬وبمقتضى هذا النص تكون نفقات العقد سواءا ما تقتضیه الرسمیة من‬
‫مصروفات أو نفقات أخرى على عاتق الراهن‪ 2،‬غیر أنه ال یوجد مانع قانوني أن یتفق‬
‫األطراف على خالف ذلك‪ ،‬إذ أن المسالة تتعلق بقاعدة مكملة‪ ،‬یجوز االتفاق على خالفها‪،‬‬
‫ومن ثمة یجوز االتفاق على أن یتحمل الدائن المرن هذه المصاریف أو على األقل یتم‬
‫‪3‬‬
‫توزیعها بینه وبین الراهن مناصفة أو نسبة معینة‪.‬‬
‫وإذا كان مالك العقار المرهون هو غیر المدین أي كفیل عیني وهذا نادر‪ ،‬فإن نفقات العقد‬
‫تكون على هذا الكفیل العیني ألنه مالك العقار المرهون‪ ،‬إال إذا اتفقا على غیر ذلك وال یمنع‬
‫من رجوع مالك العقار المرهون بمصروفات العقد التي دفعها على المدین ألنه هو الذي‬
‫‪4‬‬
‫استفاد من العقد فیلتزم بنفقته‪.‬‬

‫عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.289- 288‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد صبري السعدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬ ‫‪2‬‬

‫شوقي بناسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.107‬‬ ‫‪3‬‬

‫عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.286‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫إذا توفرت شروط انعقاد العقد الرسمي الموضوعية والشكلية‪ ،‬ترتب عليه آثار فيما بين‬
‫المتعاقدين‪ ،‬وإذا اتخذت اإلجراءات الالزمة لشهره عن طريق القيد أصبح الرهن ساريا في‬
‫مواجهة الغير‪ ،‬وينقضي الرهن الرسمي شأنه في ذلك شأن جميع الحقوق العينية التبعية‪ ،‬إما‬
‫بطريقة تبعية النقضاء الدين المضمون‪ ،‬وإما بطريقة أصلية أي بصفة مستقلة عن انقضاء‬
‫هذا االلتزام األصلي‪ ،‬وعلى هذا الجانب سوف يقسم هذا الفصل إلى ثالث مباحث‪ :‬آثار‬
‫الرهن الرسمي بالنسبة للمتعاقدين كمبحث أول‪ ،‬آثار الرهن الرسمي بالنسبة للغير في‬
‫المبحث الثاني وانقضاء الرهن الرسمي في المبحث الثالث‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬آثار الرهن الرسمي بالنسبة للمتعاقدين‬


‫المطلب األول‪ :‬آثار الرهن الرسمي بالنسبة للمدين الراهن‬
‫أوال‪ :‬االلتزام بضمان سالمة الرهن‬
‫تنص المادة ‪ 898‬ق‪.‬م‪.‬ج "يلتزم الراهن بضمان سالمة الرهن‪ ،‬وللدائن المرتهن أن‬
‫يعترض على كل عمل أو تقصير من شأنه إنقاص ضمانه إنقاصا كبيرا‪ ،‬وله في حالة‬
‫االستعجال أن يتخذ ما يلزم من الوسائل التحفظية الالزمة وأن يرجع على الراهن بما ينفق‬
‫في ذلك"‪.‬‬
‫ويعني ذلك أن الراهن يلتزم كما يلتزم البائع بضمان التعرض واالستحقاق فهو يلتزم‬
‫بضمان فعله الشخصي باالمتناع عن كل تعرض مادي أو قانوني كما يلتزم بضمان تعرض‬
‫‪1‬‬
‫الغير للدائن المرتهن تعرضا قانونيا بسبب يرجع إليه‪.‬‬
‫كذلك يلتزم الراهن بضمان سالمة الرهن‪ ،‬وللدائن المرتهن أن يعترض على كل عمل أو‬
‫تقصير يكون من شأنه إنقاص ضمانه إنقاصا كبيرا‪ ،‬وله في حالة االستعجال القصوى أن‬
‫يتخذ ما يلزمه من الوسائل التحفظية‪ ،‬وأن يرجع على الراهن بما ينفق في ذلك‪ ،‬والتزامه‬
‫‪2‬‬
‫بضمان السالمة يعني امتناع الراهن عن أي عمل ينقص قيمة العقار المرهون‪.‬‬
‫كما ال يجوز له القيام بأي عمل يؤدي إلى حصول نقص أو تخريب في المال المرهون‬
‫كقيامه دم العقار المرهون أو نزع بعض ملحقاته أو التصرف‪ ،‬كذلك لو ادعى شخص ملكية‬
‫العقار المرهون أو ادعى بحق عيني عليه بحيث أنه لو ثبت هذا الحق لكان ساريا في‬
‫‪3‬‬
‫مواجهة المرن‪ ،‬ففي هذه الحالة يجب على الراهن أن يتصدى لهذه الدعوى‪.‬‬
‫وإذا أخل الراهن بالتزامه بضمان سالمة الرهن أو عجز عن ذلك‪ ،‬فللدائن المرن أن‬
‫يطلب التنفيذ العيني‪ ،‬أن يطالب بسقوط األجل والوفاء بالحق فورا‪ ،‬وله أن يطلب بتقديم‬
‫‪4‬‬
‫تأمين آخر كاف للوفاء بحقه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ضمان هالك العقار المرهون أو تلفه‬
‫تطبيقا لضمان الراهن سالمة العقار المرهون نصت المادة ‪ 899‬ق‪.‬م‪.‬ج على أنه " إذا‬
‫تسبب الراهن بخطئه في هالك العقار المرهون أو تلفه كان للدائن المرتهن الخيار بين أن‬
‫يطلب تأمينا كافيا أو أن يستوفي حقه فورا‪ .‬وإذا نشأ الهالك أو التلف عن سبب ال ينسب إلى‬

‫السعدي محمد صبري‪ ،‬الواضح في شرح القانون المدني‪ ،‬التأمينات العينية‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.90‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الرحمان فايز أحمد‪ ،‬التأمينات العينية والشخصية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2007 ،‬ص ‪.34‬‬ ‫‪2‬‬

‫علي هادي العبيدي‪ ،‬الوجيز في شرح القانون المدني‪ ،‬الحقوق العينية‪ ،‬ط‪ ،11‬دار الثقافة‪ ،‬األردن‪ ،2014 ،‬ص ‪.273‬‬ ‫‪3‬‬

‫أنظر المادة ‪ ،211‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪19‬‬
‫آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الدائن ولم يقبل الدائن بقاء الدين بال تأمين‪ ،‬فللمدين الخيار بين أن يقدم تأمينا كافيا أم أن‬
‫يوفي الدين فورا قبل حلول األجل"‪.‬‬
‫يقصد بهالك العقار هالكه المادي كاحتراقه أو تهدمه‪ ،‬والهالك القانوني خروج العقار‬
‫المرهون من ذمة الراهن والدليل على ذلك أن المشرع اعتبر في المادة ‪ 900‬ق‪.‬م‪.‬ج نزع‬
‫ملكية العقار المرهون للمنفعة العامة صورة من صور هالك العقار‪ ،‬مع أنها ال تؤدي دائما‬
‫‪1‬‬
‫إلى هالك العقار ماديا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬سلطات الراهن على التصرف في العقار المرهون‬
‫الراهن يحتفظ بسلطاته كمالك مع بعض القيود‪ ،‬حيث يبقى للراهن جميع سلطات المالك‬
‫من استعمال أو استغالل أو تصرف‪ ،‬غير أن هذه السلطات مقيدة بعدم اإلضرار بضمان‬
‫‪2‬‬
‫الدائن‪.‬‬
‫وتصرف المدين الراهن ال يؤثر في حق الدائن المرتهن الذي يكون قيد حقه قبل شهر‬
‫تصرف الراهن مثل ما ورد في نص المادة ‪ 894‬ق‪.‬م‪.‬ج " يجوز للراهن أن يتصرف في‬
‫العقار المرهون‪ ،‬على أن أي تصرف يصدر منه ال يؤثر في حق الدائن المرتهن"‪ ،‬أما‬
‫التصرفات التي يباشرها الراهن بعد انعقاد الرهن وقبل القيد والتي من شأنها اإلضرار‬
‫بالدائن تعتبر خروجا عن التزامه بضمان الرهن ويترتب عليه سقوط األجل وحلول أجل‬
‫الوفاء بالدين نظرا إلضعاف التأمين وهذا كما بينته المادة ‪ 211‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬سلطة الراهن في إدارة العقار المرهون‬
‫تنص المادة ‪ 895‬ق م ج " إن للراهن الحق في إدارة العقار المرهون وفي قبض ثماره‬
‫إلى وقت التحاقها بالعقار"‪.‬‬
‫ويتضح من هذا النص أن للراهن الحق في الثمار الناتجة عن استغالل العقار المرهون‬
‫حتى يتم تسجيل تنبيه نزع الملكية لهذا العقار‪ ،‬عندئذ تلحق الثمار بالعقار‪ ،‬وتكون محجوزة‬
‫‪3‬‬
‫لحساب الدائنين وتضم قيمتها إلى قيمة العقار المرهون‪.‬‬

‫بناسي شوقي‪ ،‬أحكام عقد الرهن الرسمي في القانون المدني الجزائري‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.205‬‬ ‫‪1‬‬

‫السعيدي محمد صبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬ ‫‪2‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.120‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪20‬‬
‫آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آثار الرهن الرسمي بالنسبة للدائن المرتهن‬


‫أوال‪ :‬حق الدائن المرتهن في التنفيذ على العقار المرهون‬
‫إن حق الدائن المرتهن في التنفيذ على العقار المرهون‪ ،‬يختلف بحسب ما إذا كان هذا التنفيذ‬
‫‪1‬‬
‫في مواجهة المدين أو في مواجهة شخص أخر غير المدين الكفيل العيني‪.‬‬
‫‪ -1‬التنفيذ في مواجهة المدين‪:‬‬
‫يحق للدائن التنفيذ على العقار المرهون باإلضافة إلى حقه في التنفيذ على كل أموال‬
‫المدين األخرى من عقارات أو منقوالت‪ ،‬فهو كدائن له حق الضمان العام على جميع أموال‬
‫مدينه الحاضرة والمستقبلية‪ ،‬إذ يجوز له أن يحجز على أي مال من أموال المدين‪،‬وأن يبيعه‬
‫‪2‬‬
‫ويستوفي حقه من ثمنه‪ ،‬دون أن يكون له في ذلك أي حق في التقدم على سائر الدائنين‪.‬‬
‫أما إذا حل أجل الدين وامتنع المدين على الوفاء‪ ،‬ففي هذه الحالة للمرتهن استعمال حقه‬
‫في التنفيذ على العقار المرهون من خالل بيعه واستيفاء الدين متقدما على الدائنين العاديين‬
‫والدائنين التالين له في المرتبة‪ ،‬ويجب أن يتم استيفاء الدين من ثمن العقار المرهون طبقا‬
‫لإلجراءات المنصوص عليها في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية وهذا ما نصت عليه‬
‫صراحة المادة ‪ 902‬في فقرتها األولى من ق‪.‬م‪.‬ج " يمكن للدائن بعد التنبيه على المدين‬
‫بالوفاء‪ ،‬أن ينفذ بحقه على العقار المرهون ويطلب بيعه في اآلجال ووفقا لألوضاع المقررة‬
‫في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ -2‬التنفيذ في مواجهة الكفيل العيني‬
‫تنص المادة ‪ 901‬ق‪.‬م‪.‬ج " إذا كان الراهن شخصا أخر غير المدين فال يجوز التنفيذ‬
‫على ماله إال على ما رهن من ماله‪ ،‬وال يكون حق الدفع بتجريد المدين إال إذا وجد اتفاق‬
‫يقضي بغير ذلك"‪.‬‬
‫فإذا كان الراهن شخصا آخر غير المدين كالكفيل العيني‪ ،‬أو كانت ملكيته العقارية قد‬
‫انتقلت إلى يد حائز فال يستطيع الدائن أن ينفذ بحقه إال بحقه على حق الرهن‪ 3،‬ومن جهة‬
‫أخرى فإن التنفيذ على العقار المرهون المملوك للكفيل العيني ال يمنع الدائن المرن إلى‬
‫جانب ذلك من التنفيذ على مال المدين ذاته باعتبار الدائن المرتهن دائنا ‪2‬عاديا له حق‬
‫‪4‬‬
‫الضمان العام على سائر أموال المدين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬بطالن الشروط الجائرة في حق الراهن‬
‫تنص المادة ‪ 903‬ق‪.‬م‪.‬ج " يكون باطال كل اتفاق يجعل للدائن الحق عند عدم استيفاء‬
‫الدين وقت حلول أجله في أن يتملك العقار المرهون في نظير ثمن معلوم أيا كان‪ ،‬أو في أن‬
‫بناسي شوقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.240‬‬ ‫‪1‬‬

‫السعيدي محمد صبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.107‬‬ ‫‪2‬‬

‫شرف الدين أحمد‪ ،‬التأمينات الشخصية والعينية‪ ،‬د‪.‬د ‪.‬ن‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪ .‬س‪ .‬ن‪ ،‬ص ‪.176‬‬ ‫‪3‬‬

‫عبد الرحمان فائز أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪21‬‬
‫آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يبيعه دون مراعاة لإلجراءات التي فرضها القانون ولو كان هذا االتفاق قد أبرم بعد الرهن‪،‬‬
‫غير أنه يجوز بعد حلول الدين أو قسط منه االتفاق على أن يتنازل المدين لدائنه عن العقار‬
‫المرهون وفاءا لدينه‪.‬‬
‫ويتضح من نص هذه المادة أن المشرع أبطل االتفاق على تملك الدائن المرتهن للعقار‬
‫المرهون عند عدم الوفاء‪ ،‬وأيضا االتفاق على بيع العقار دون اإلجراءات التي فرضها‬
‫القانون وهذا ما سيأتي بيانه‪.‬‬
‫‪ -1‬بطالن شرط تملك العقار المرهون عند عدم الوفاء‪:‬‬
‫يقع باطال كل شرط يمكن الدائن المرتهن من تملك العقار المرهون عند عدم استيفاء حقه‬
‫عند حلول أجل الدين سواء كان في مقابل الدين أو أي ثمن معلوم آخر‪ ،‬والغرض من بطالن‬
‫هذا الشرط هو حماية الراهن من استغالل المرن‪ ،‬والبطالن يرد على الشرط فقط‪ ،‬أما‬
‫الرهن فيبقى صحيحا‪ 1،‬ويلجأ الدائن المرن إلى هذا الشرط حتى يستغل موقف الراهن‪،‬‬
‫وعادة ما يكون الراهن ضعيفا‪ ،‬وقد أراد المشرع حماية الراهن من هذا االستغالل المخالف‬
‫‪2‬‬
‫للنظام العام‪ ،‬فنص صراحة على أن هذا االتفاق يكون باطال‪.‬‬
‫وأخيرا يالحظ أن المادة ‪ 903‬الفقرة الثانية من ق‪.‬م‪.‬ج تنص على ما يلي‪" :‬غير أنه‬
‫يجوز بعد حلول الدين أو قسط منه االتفاق على أن يتنازل المدين لدائنه على العقار‬
‫المرهون وفاء لدينه"‪ ،‬ويتضح أنها تنص صراحة على صحة االتفاق بين الدائن المرتهن‬
‫والمدين الراهن بعد حلول أجل الدين أو قسط منه‪ ،‬على تنازل المدين لدائنه عن العقار‬
‫‪3‬‬
‫المرهون قضاءا لدينه‪.‬‬
‫‪ -2‬بطالن شرط بيع العقار المرهون دون إجراءات‬
‫ويعرف هذا الشرط بشرط الطريق الممهد‪ ،‬وهو أن يتفق الراهن والمرتهن على أنه متى‬
‫حل أجل الدين ولم يفي به المدين‪ ،‬أمكن للدائن المرن أن يبيع العقار المرهون دون إتباع‬
‫اإلجراءات القانونية‪ ،‬كأن يباع بالطريق الودي أو بأي طريق آخر‪ ،‬فإنه يكون باطال بطالنا‬
‫مطلقا‪ 4،‬وقد نصت على ذلك الفقرة األولى من المادة ‪ 903‬ق‪.‬م‪.‬ج وهدف تقرير البطالن‬
‫هو خشية استقالل الدائن المرتهن لضعف مركز الراهن فيفرض عليه هذا الشرط‪ ،‬وبذلك‬

‫‪ 1‬محمدي سليمان‪ ،‬محاضرات في الرهن الرسمي‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2001 ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ 2‬السنهوري عبد الرزاق أحمد‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ ،10‬ط‪ ، 3‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،2011‬ص ‪.422‬‬

‫بناسي شوقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.253‬‬ ‫‪3‬‬

‫شرف الدين أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.179‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪22‬‬
‫آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يحرم الراهن من الحماية التي فرضها له القانون بإتباع إجراءات معينة في بيع العقار‬
‫‪1‬‬
‫المرهون بيعا بالمزاد العلني‪.‬‬
‫كما يشكل هذا الشرط خطورة على الراهن ألنه يجرده من الحماية التي يقره له القانون‪،‬‬
‫فقد أبطل المشرع االتفاق سواء ورد في عقد الرهن ذاته أو في عقد الحق‪ ،‬مادام قد تم قبل‬
‫‪2‬‬
‫حلول أجل الدين‪.‬‬

‫أحمد عبد الرحمان فايز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬ ‫‪1‬‬

‫باشا كريمة شايب‪ ،‬عقد الرهن الرسمي في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،2001 ،‬ص ‪.123‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪23‬‬
‫آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آثار الرهن الرسمي بالنسبة للغير‬


‫المطلب األول‪ :‬حق التقدم‬
‫يقصد بحق التقدم حق الدائن المرتهن في استفاء حقه من ثمن العقار المرهون أو من‬
‫‪1‬‬
‫المال الذي حل محله متقدما في ذلك على الدائنين العاديين والدائنين التالين له في المرتبة‪،‬‬
‫وتنص المادة ‪ 907‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ":‬يستوفي الدائنون المرتهنون حقوقهم اتجاه الدائنين العاديين‬
‫من ثمن العقار المرهون أو من المال الذي حل محل هذا العقار بحسب مرتبة كل منهم‪ ،‬ولو‬
‫كانوا أجروا القيد في يوم واحد"‪ ،‬ويتضح منها أن حق الدائن المرن في التقدم ينصب على‬
‫‪2‬‬
‫ثمن العقار المرهون عند بيعه‪ ،‬كما ينصب أيضا على ما يحل محله من أموال‪.‬‬
‫ويشير هذا النص أيضا إلى ميزة التقدم التي يتمتع بها الدائن المرتهن وترتيب الدائنين في‬
‫حالة مباشرة التقدم وإذا تحددت مرتبة الدائن‪ ،‬فقد أجاز له القانون التنازل عن مرتبة رهنه‪،‬‬
‫ولكن قيد هذا التنازل بقيود معينة‪ 3،‬وعلى هذا سوف يتم التطرق في هذا المطلب إلى تبيين‬
‫القاعدة في تحديد مرتبة الدائن المرتهن ثم االستثناءات الواردة عن هذه القاعدة‪ ،‬وفي األخير‬
‫التنازل عن مرتبة الرهن‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حق التتبع‬
‫إن حق التتبع هو التنفيذ على العقار المرهون الذي انتقل إلى الحائز بأي سبب من أسباب‬
‫الملكية‪ ،‬أو انتقل إليه حق متفرع عنها قابل للرهن‪ ،‬وهذا في حالة عدم وفاء المدين بالدين‬
‫عند حلول أجله‪ ،‬إال إذا اختار الحائز أن يدفع الدين‪ ،‬أو يطهر العقار المرهون‪ ،‬أو يتخلى‬
‫عنه‪.‬‬
‫أوال‪ :‬شروط مباشرة حق التتبع‬
‫إن الحق في التتبع ال يثبت إال بعد توافر جملة من الشروط في شخص من يباشرها وهو‬
‫الدائن المرن‪ ،‬وفي شخص من يباشر ضده وهو الحائز‪ ،‬ويعتبر حائز للعقار كل من انتقلت‬
‫إليه بسبب من األسباب ملكية العقار المرهون أو أي حق عيني آخر قابل للرهن دون أن‬
‫‪4‬‬
‫يكون مسؤوال مسؤولية شخصية عن الدين المضمون‪.‬‬

‫‪ 1‬أبو السعود رمضان محمد‪ ،‬محمد محمود زهران‪ ،‬التأمينات العينية والشخصية‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية اإلسكندرية‪،1998 ،‬‬
‫ص ‪.373‬‬
‫‪ 2‬السعدي محمد صبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪ 3‬باشا كريمة شايب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪ 4‬بناسي شوقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.307‬‬

‫‪24‬‬
‫آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات مباشرة الحق في التتبع‬


‫إذا ثبت للدائن المرن الحق في التتبع جاز له مباشرة تتبع العقار المرهون تحت يد‬
‫الحائز‪ ،‬لكن ذلك متوقف على احترامه إلجراءات معينة منصوص عليها في كل من القانون‬
‫‪1‬‬
‫المدني وقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ -1‬بيان إجراءات الحق في التتبع‬
‫تنص المادة ‪ 923‬من ق‪.‬م‪.‬ج على أنه‪ ":‬إذا لم يختر الحائز أن يقضي الديون المقيدة أو‬
‫يطهر العقار من الرهن أو يتخلى عن العقار‪ ،‬فال يجوز للدائن المرتهن أن يتخذ في مواجهته‬
‫نزع الملكية وفقا ألحكام قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية إال بعد إنذاره بدفع الدين‬
‫المستحق أو تخلية العقار‪ ،‬ويكون اإلنذار بعد التنبيه على المدين بنزع الملكية أو مع هذا‬
‫التنبيه في وقت واحد‪".‬‬
‫ويتضح من هذا النص أن إجراءات التتبع هي‪:‬‬
‫‪ ‬التنبيه على المدين بالوفاء‪ :‬وهذا التنبيه يسمى بالتنبيه العقاري أو تنبيه نزع الملكية وهو‬
‫ال يتم إال بناءا على سند تنفيذي للمرن ضد المدين الراهن‪ 2،‬وهو ورقة من أوراق‬
‫المحضرين يتضمن فضال عن بيانات خاصة بالدين المطلوب الوفاء به والعقار المطلوب‬
‫نزع ملكيته‪ ،‬إنذار المدين بدفع الدين وإال سيسجل نزع الملكية ويباع العقار جبرا عن‬
‫‪3‬‬
‫الحائز‪.‬‬
‫وقد أحالتنا المادة ‪ 923‬من ق‪.‬م‪.‬ج إلى أحكام قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية المنظمة‬
‫لهذا الموضوع في المواد ‪، 744، 743، 734، 726، 725، 721‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫‪ ‬إنذار الحائز بالدفع أو التخلية‪ :‬إذا لم يقم الحائز بقضاء الديون المقيدة أو يطهر العقار‬
‫من الرهن أو يتخلى عن هذا العقار‪ ،‬فال يجوز للدائن المرن أن يتخذ في مواجهته إجراءات‬
‫نزع الملكية وفقا لما قرره قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية إال بعد إنذاره بدفع الدين‬
‫المستحق أو تخلية العقار‪ 4،‬ويكون اإلنذار بعد التنبيه على المدين بنزع الملكية أو مع‬
‫‪5‬‬
‫التنبيه في وقت واحد‪.‬‬
‫وإذا توالى انتقال ملكية العقار المرهون من حائز إلى آخر فيكون اإلنذار إلى الحائز‬
‫‪6‬‬
‫األخير‪.‬‬

‫‪ 1‬بناسي شوقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬


‫‪ 2‬السعدي محمد صبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ 3‬علم الدين محي الدين إسماعيل‪ ،‬التأمينات العينية في القانون المصري والمقارن‪ ،‬ط‪، 4‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،1994 ،‬ص‬
‫‪.215‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادتين ‪ 911‬و ‪ 922‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ 5‬أنظر المادة ‪ 923‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ 6‬السعدي محمد صبري ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.154‬‬

‫‪25‬‬
‫آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وحتى يكون الحائز على بينة من أمره‪ ،‬ويمكنه تحديد موقفه من الخيارات الممنوحة له‬
‫قانونا يجب أن يكون إنذار الحائز مصحوبا بتبليغ التنبيه إليه‪ ،‬وهذا ما يمكنه من معرفة نوع‬
‫السند الحاصل التنفيذ بمقتضاه‪ ،‬والعقار الجاري التنفيذ عليه‪ ،‬ومقدار الدين المطلوب الوفاء‬
‫‪1‬‬
‫به‪.‬‬
‫‪ ‬اتخاذ إجراءات البيع ضد الحائز‪ :‬إذا لم يقم الحائز بقضاء الدين أو بتطهير العقار أو‬
‫‪2‬‬
‫بتخليته للعقار‪ ،‬ستمر الدائن المرن في اتخاذ إجراءات التنفيذ في مواجهته‪.‬‬
‫وهذه اإلجراءات فصلها قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية في الكتاب الثالث في التنفيذ‬
‫الجبري للسندات التنفيذية من الباب الخامس في الحجوز‬
‫‪ -2‬أثر مباشرة إجراءات حق التتبع في مواجهة الحائز‬
‫قبل مباشرة الدائن المرن لحق التتبع على العقار يظل الحائز متمتعا بالسلطات التي يخوله‬
‫إياه حق الملكية من استعمال واستغالل وتصرف‪ ،‬ولم تقيد هذه السلطات إال بالقدر الذي‬
‫‪3‬‬
‫يكفل سالمة الرهن وعدم إنقاص قيمته إنقاصا كبيرا‪.‬‬
‫وطبقا لنص المادة ‪ 888‬و المادة ‪ 930‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬فإن الثمار ال تلحق بالعقار المرهون‬
‫إال من تاريخ إنذار الحائز بالدفع أو التخلية‪ ،‬في حين نجد المادة ‪ 732‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ تنص‬
‫على إلحاق الثمار بالعقار من تاريخ قيد أمر الحجز بالمحافظة العقارية‪ ،‬فال يوجد شك أن‬
‫النص األول هو الواجب التطبيق‪ ،‬فليس هناك ما يمنع من ترتيب اآلثار المتصلة بتقييد حق‬
‫‪4‬‬
‫الحائز في استغالل العقار وقبض ثماره من مجرد إعالن اإلنذار وقبل تسجيله‪.‬‬
‫ذلك أن هذه اآلثار تتعلق بتقييد حقوق الحائز في تأجير العقار واالنتفاع به‪ ،‬وهذه القيود ال‬
‫تتصل بحقوق الغير بل تمس سلطة خاصة بالحائز‪ ،‬فال تحتاج إذن إلى اتخاذ إجراء من‬
‫إجراءات التسجيل‪ ،‬فتسجيل التنبيه يترتب عن أن كل تصرف من الحائز في العقار‬
‫المرهون ال يكون نافذا في مواجهة الدائن‪ ،‬أما تسجيل إنذار الحائز يفيد فقط إعالم الغير‬
‫بالحجز على العقار‪ ،‬كما يفيد الدائن ألن التأشير به يحول دون سقوط التنبيه‪.5‬‬
‫كذلك ال يجوز للمدين الراهن وال لحائز العقار وال الكفيل العيني من يوم تسجيل الحجز‪،‬‬
‫أن ينقل ملكية العقار المحجوز عليه‪ ،‬وال أن يرتب عليه حقوق عينية وإال كان تصرف‬
‫باطال‪ ،‬ومع ذلك يبقى الحق لبائع العقار المحجوز أو لمقرض ثمنه وللشريك المقاسم في أن‬
‫يقيدوا حقوق امتيازاتهم في المواعيد وباألوضاع المنصوص عليه قانونا‪ 6،‬ولكن المادة‬

‫شوقي بناسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.319‬‬ ‫‪1‬‬

‫باشا كريمة شايب ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.136‬‬ ‫‪2‬‬

‫إبراهيم سعد نبيل‪ ،‬التأمينات العينية والشخصية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪ ،1982 ،‬ص ‪.118‬‬ ‫‪3‬‬

‫ب نت الخوخ مريم‪ ،‬فعالية الرهن العقاري كضمان‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.35‬‬ ‫‪4‬‬

‫بنت الخوخ مريم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.35‬‬ ‫‪5‬‬

‫أنظر المادة ‪ 735‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪26‬‬
‫آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 736‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ أجازت نفاذ التصرفات وذلك بقولها‪ ":‬إذا أودع المدين المحجوز عليه‪ ،‬أو‬
‫حائز العقار أو الكفيل العيني بأمانة الضبط‪ ،‬أو بين يدي المحضر القضائي قبل جلسة‬
‫المزايدة‪ ،‬مبلغا كافيا بأصل الدين والمصاريف المترتبة عليه للدائنين المقيدين في الشهادة‬
‫العقارية والحاجزين‪ ،‬فإن كل التصرفات الواردة على العقار والمتعلقة بنقل الملكية أو‬
‫بترتيب تأمينات عينية عليه‪ ،‬تكون نافذة"‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬موقف الحائز من مباشرة الحق في التتبع‬
‫قد يلجأ الحائز لمحاولة إفشال مباشرة الدائن المرن لحق التتبع‪ ،‬ينصب على التمسك بكل‬
‫دفع يسمح له بمنع إجراءات التنفيذ في مواجهته‪ ،‬فإن أخفق فله الخيار في عدة وسائل منحها‬
‫‪1‬‬
‫إياه المشرع‪.‬‬

‫بناسي شوقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.322‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪27‬‬
‫آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أسباب انقضاء الرهن الرسمي‬


‫المطلب األول‪ :‬انقضاء الرهن الرسمي بصفة أصلية‬
‫قد ينقضي الرهن الرسمي دون أن ينقضي الدين المضمون به‪ ،‬وفي هذه الحالة يصبح‬
‫الدائن المرن دائنا عاديا ويبقى حقه على أساس ذلك‪ 1،‬ويكون ذلك بالنزول عن الرهن‬
‫وتطهير العقار المرهون‪ ،‬وهالك العقار المرهون‪ ،‬إتحاد الذمة وأخيرا يثور التساؤل حول‬
‫انقضاء الرهن الرسمي بالتقادم وهذا ما سنتطرق إليه‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تطهير العقار المرهون‬
‫كما رأينا سابقا التطهير هو تخليص العقار المرهون وتحريره من الحقوق المقيدة التي‬
‫تثقله‪ ،‬وقلنا أن التطهير يتم بطريقين‪ ،‬تطهير يتم بطريق اختياري وتطهير يتم بحكم القانون‪،‬‬
‫والذي يهمنا في هذا المقام هو التطهير االختياري‪ 2‬والذي نصت عليه المادة ‪ 934‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج بقولها‪ " :‬إذا تمت إجراءات التطهير انقضى حق الرهن الرسمي نهائيا ولو زالت‬
‫ألي سبب من األسباب ملكية الحائز الذي طهر العقار"‪.‬‬
‫إذا قام الحائز بتطهير العقار المرهون وفق اإلجراءات المنصوص عليها في المادتين ‪916‬‬
‫‪3‬‬
‫و‪ 917‬من ق‪.‬م‪.‬ج فإن الرهن ينقضي ويصبح العقار محرر من الرهون التي كانت تثقله‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬بيع العقار بيعا جبريا بالمزاد العلني‬
‫تنص المادة ‪ 936‬من ق‪.‬م‪.‬ج على أنه‪ " :‬إذا بيع العقار المرهون بيعا جبريا بالمزاد‬
‫العلني سواء كان ذلك في مواجهة مالك العقار أو الحائز أو الحارس الذي سلم إليه العقار‬
‫عند التخلية‪ ،‬فإن حقوق الرهن على هذا العقار تنقضي بإيداع الثمن الذي رسا به المزاد‪ ،‬أو‬
‫يدفعه إلى الدائنين المقيدين الذين تسمح مرتبتهم باستيفاء حقوقهم من هذا الثمن"‪ ،‬نخرج من‬
‫نص المادة سالفة الذكر أن الرهن ينقضي عند بيع العقار المرهون بالمزاد العلني متى تم‬
‫إيداع الثمن الذي رسا به المزاد لدى خزانة المحكمة‪ ،‬أو يسلم إلى أحد الدائنين المقيدة حقوقه‬
‫منه‪.‬‬
‫ولكن قد ال يأخذ أحد الدائنين المرنين المتأخرين في المرتبة حقه‪ ،‬هنا ينقضي الرهن‬
‫‪4‬‬
‫بصفة أصلية ويبقى الدين شخصيا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬النزول عن الرهن‬
‫ويقصد به نزول الدائن المرن عن الرهن دون الدين المضمون‪ ،‬ويكون ذلك إما صراحة أو‬
‫ضمنا‪ ،‬وال يشترط في النزول شكل خاص‪ 5،‬فإذا تنازل الدائن المرن عن حق الرهن دون‬

‫السعدي محمد صبري ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.196‬‬ ‫‪1‬‬

‫بناسي شوقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.418‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمدي سليمان ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪3‬‬

‫السنهوري عبد الرزاق أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.642-641‬‬ ‫‪4‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.644‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪28‬‬
‫آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الدين المضمون انقضى الرهن وبقي الدين المضمون به قائما‪ ،‬وعلى إثر ذلك يتحول الدائن‬
‫‪1‬‬
‫المرن إلى دائن عادي‪ ،‬ولهذا يصح القول أن الرهن انقضى بصفة رسمية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬إتحاد الذمة‬
‫ينقضي الرهن في هذه الحالة باجتماع صفتا الدائن المرن ومالك العقار المرهون في شخص‬
‫واحد‪ 2،‬فقد يتم ذلك بانتقال ملكية العقار المرهون إلى الدائن المرن بأي سبب كان‪ ،‬كأن‬
‫يرسو العقار المرهون على الدائن المرتهن أو أن يشتري الدائن المرن العقار المرهون‪ ،‬وقد‬
‫‪3‬‬
‫يتم أيضا بأن يرث الدائن المرن العقار أو بأن يوصى له به‪.‬‬
‫وفي ح الة زوال السبب الذي أدى إلى إتحاد الصفتين بأثر مستند عاد حق الرهن كما لو‬
‫أبطل أو فسخ العقد الذي نقل ملكية العقار المرهون إلى الدائن المرن لحقه‪ ،‬وبالتالي ال يوجد‬
‫‪4‬‬
‫ما يمنع الدائن المرن من مباشرة حقه‪.‬‬
‫وقد يكون للمالك مصلحة في االحتفاظ بالرهن على العقار الذي آلت إليه ملكيته‪ ،‬وهذا في‬
‫حالة وجود دائنين مرنين آخرين على العقار‪ ،‬وذلك لكي يستطيع االحتجاج برهنه عليهم إذا‬
‫‪5‬‬
‫استعملوا حقهم ونفذوا على العقار‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الهالك الكلي للعقار المرهون‬
‫ينقضي الرهن الرسمي هالك العقار كلية‪ ،‬فإذا كان الهالك جزئيا فإن الجزء اآلخر يبقى‬
‫ضامنا لكل الدين عمال بقاعدة عدم تجزئة الرهن‪ ،‬وكذلك يجب فهم مدلول الهالك بالمعنى‬
‫الواسع‪ 6،‬فقد يكون هالكا ماديا ينتج عنه هالك ع‪ ،‬العقار‪ ،‬وقد يكون هالكا قانونيا مثل حالة‬
‫نزع الملكية للمنفعة العامة‪ ،‬وقد يكون الهالك بسبب الراهن أو بسبب أجنبي وهذا ما سبق‬
‫التطرق إليه في التزام الراهن بضمان سالمة الرهن‪ 7،‬وينقضي الرهن إذا هلك العقار‬
‫المرهون‪ ،‬وبذلك ينتقل حق الدائن المرن إلى التعويض أو مبلغ التأمين أو مقابل نزع الملكية‬
‫‪8‬‬
‫للمنفعة العامة طبقا لقاعدة الحلول العيني‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬التقادم‬
‫لم ينص القانون المدني الجزائري على انقضاء الرهن الرسمي مستقال عن الدين بالتقادم‪،‬‬
‫خاصة وأن التقادم ال تسمح به القواعد العامة‪.‬‬

‫بناسي شوقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.421‬‬ ‫‪1‬‬

‫السعدي محمد صبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.198‬‬ ‫‪2‬‬

‫السنهوري عبد الرزاق أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.648‬‬ ‫‪3‬‬

‫العبيدي علي هادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.296‬‬ ‫‪4‬‬

‫السعدي محمد صبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.198‬‬ ‫‪5‬‬

‫محمدي سليمان ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬ ‫‪6‬‬

‫انظر‪ :‬المواد ‪ 900، 899، 898‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫ريحاني يسمينة‪ ،‬الرهن الرسمي كضمان بنكي‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.72‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪29‬‬
‫آثار الرهن الرسمي وأسباب انقضائه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثاني‪ :‬انقضاء الرهن الرسمي بصفة تبعية‬


‫رأينا أنه من خصائص الرهن الرسمي أنه حق تابع بمعنى‪ ،‬أنه ال ينشأ إال لضمان دين‬
‫معين‪ ،‬فهو يتبعه في نشوئه كما يتبعه أيضا في انقضائه كما تنص على ذلك المادة ‪ 893‬في‬
‫فقرا األولى من ق‪.‬م‪.‬ج على أنه‪ " :‬ال ينفصل الرهن عن الدين المضمون‪ ،‬بل يكون تابعا له‬
‫في صحته وفي انقضائه‪ ،‬ما لم ينص القانون على غير ذلك"‪.‬‬
‫وإلى جانب ذلك تنص المادة ‪ 933‬من ق‪.‬م‪.‬ج بأنه‪ " :‬ينقضي حق الرهن الرسمي‬
‫بانقضاء الدين المضمون‪ ،‬ويعود معه إذا زال السبب الذي انقضى به الدين‪ ،‬دون إخالل‬
‫بالحقوق التي يكون الغير حسن النية كسبها في الفترة مابين انقضاء الحق وعودته"‪.‬‬
‫ويستنتج من هذه المادة أن الرهن الرسمي ينقضي تبعا النقضاء الدين المضمون وأن‬
‫‪1‬‬
‫الرهن الرسمي يرجع عند سبب زوال انقضاء الدين المضمون‪.‬‬
‫أوال‪ :‬انقضاء الرهن الرسمي تبعا النقضاء الدين المضمون‬
‫بمقتضى نص المادة ‪ 933‬من ق‪.‬م‪.‬ج نجد أن الرهن يتبع الدين األصلي في نشأته‬
‫وانقضائه‪ ،‬إال أنه يجب أن ينقضي الدين كله لكي ينقضي الرهن الرسمي عمال بمبدأ عدم‬
‫‪2‬‬
‫تجزئة الرهن‪.‬‬
‫وأسباب انقضاء الدين عديدة منصوص عليها في القواعد العامة وهي‪ :‬الوفاء بالدين‪،‬‬
‫المقاصة‪ ،‬التجديد‪ ،‬إتحاد الذمة‪ ،‬الوفاء بمقابل‪ ،‬التقادم‪...‬الخ‪ ،‬وعليه إذا انقضى الدين األصلي‬
‫‪3‬‬
‫كليا ألحد األسباب انقضى معه الرهن بالتبعية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عودة الرهن الرسمي عند زوال سبب االنقضاء‬
‫في حالة زوال السبب الذي انقضى به الدين عاد الرهن تبعا له‪ ،‬كما في حالة إبطال الوفاء‬
‫بسبب نقص أهلية الموفى‪ ،‬أو أن الوفاء قد تم بشيء غير مملوك له فيرجع الدين كما كان‬
‫ويعود الرهن لتأمينه‪ 4،‬لكن دون اإلخالل بالحقوق التي كسبها الغير حسن النية على العقار‬
‫المرهون في الفترة مابين انقضاء الرهن وعودته متى تم شهرها‪.5‬‬

‫بناسي شوقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.435‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمدي سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪2‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪3‬‬

‫السعدي محمد صبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.195‬‬ ‫‪4‬‬

‫ريحاني يسمينة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.70‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪30‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫وفي األخير نخلص إلى أن المشرع الجزائري‪ ،‬وفق إلى حد كبير في تنظيم أحكام الرهن‬
‫الرسمي باعتباره أحد أهم وسائل االئتمان في عصرنا هذا‪ ،‬فالرهن الرسمي هو عقد يكتسب‬
‫به الدائن حقا عينيا على عقار لوفاء دينه‪ ،‬يكون له بمقتضاه أن يتقدم على الدائنين التالين له‬
‫في الم رتبة الستيفاء حقه من ذلك العقار في أي يد كان‪ ،‬ولكي ينعقد الرهن صحيحا البد من‬
‫توفر شروطه الشكلية التي تعتبر شرطا مهما‪ ،‬فبالنسبة للدائن المرتهن فإنها تزوده بسند قابل‬
‫للتنفيذ عند حلول أجل الدين‪ ،‬ويترتب على اإلخالل بها بطالن العقد‪ ،‬وشروط موضوعية‬
‫وتشمل الشروط الموضوعية العامة من رضا‪ ،‬محل وسبب وشروط الموضوعية الخاصة‬
‫المتمثلة في تخصيص الرهن وأهلية الراهن والدائن المرتهن‪ ،‬وملكية الراهن للعقار‬
‫المرهون‪ ،‬وإذا انعقد عقد الرهن الرسمي صحيحا فإن ملكية العقار المرهون تبقى للراهن‪،‬‬
‫وفي مقابل ذلك يلتزم بالمحافظة على قيمة العقار‪ ،‬وفي حالة إخالله بالتزام ضمان سالمة‬
‫العقار المرهون‪ ،‬فمن حق الدائن المرتهن اتخاذ اإلجراءات التحفظية لوقف إخالل المدين‬
‫بضمان سالمة العقار المرهون‪ ،‬ولقد ألزم المشرع الجزائري المدين الراهن بضمان هالك‬
‫العقار أو تلفه وفي مقابل هذا أعطى المشرع الحق للدائن المرن في التنفيذ على العقار‬
‫المرهون‪ ،‬وتتبعه في أي يد يكون واقتضاء حقه متقدما على الدائنين العاديين والتالين له في‬
‫المرتبة‪ ،‬وقد أبطل المشرع كل اتفاق يسمح باكتساب ملكية العقار المرهون في حالة حلول‬
‫أجل الدين ولم يتم الوفاء به‪ ،‬وأبطل كذلك بيع العقار المرهون دون إتباع اإلجراءات‬
‫المنصوص عليها قانونا وذلك حماية للمدين الذي يكون في حالة ضعف‪ .‬وفي حالة انتقال‬
‫العقار المرهون إلى الغير‪ ،‬فإن للدائن المرتهن الحق في تتبع العقار في أي يد كان‪ ،‬والتنفيذ‬
‫عليه عند حلول آجال الدين ولم يتم الوفاء به‪ ،‬وال يثبت حق التتبع إال بتوافر جملة من‬
‫الشروط في شخص من يباشره وهو الدائن المرتهن‪ ،‬وفي شخص من يباشر ضده وهو‬
‫الحائز‪.‬‬
‫وفي حال التنفيذ على العقار وتم بيعه‪ ،‬فللحائز الرجوع على المالك السابق للعقار المرهون‬
‫بدعوى الضمان‪ ،‬ويرجع الحائز أيضا على المدين بما دفع زيادة على ما هو مستحق في‬
‫ذمته بمقتضى سند ملكيته‪ ،‬وكذلك يحل الحائز محل الدائنين الذين وفاهم حقوقهم‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫القرآن الكريم‪:‬‬
‫‪ -1‬سورة البقرة‪.‬‬
‫‪ -2‬سورة المدثر‪.‬‬

‫المعاجم‪:‬‬
‫‪ -1‬إبراهيم سعد نبيل‪ ،‬التأمينات العينية والشخصية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪.1982 ،‬‬
‫‪ -2‬أبو السعود رمضان محمد‪ ،‬محمد محمود زهران‪ ،‬التأمينات العينية والشخصية‪ ،‬دار‬
‫المطبوعات الجامعية اإلسكندرية‪.1998 ،‬‬
‫‪ -3‬بناسي شوقي‪ ،‬أحكام عقد الرهن الرسمي في القانون المدني الجزائري‪ ،‬دار هومة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫رمضان أبو السعود‪ ،‬التأمينات الشخصية والعينية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪.1995‬‬
‫‪ -5‬السعدي محمد صبري‪ ،‬الواضح في شرح القانون المدني‪ ،‬التأمينات العينية‪ ،‬دار‬
‫الهدى‪ ،‬عين مليلة الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫سمير تناغو‪ ،‬التأمينات العينية والشخصية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.2008 ،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫‪ -7‬السنهوري عبد الرزاق أحمد‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ ،10‬ط‪،3‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2011 ،‬‬
‫سي يوسف زاهية حورية‪ ،‬الوافي في عقد الرهن الرسمي في القانون المدني‬ ‫‪-8‬‬
‫الجزائري‪ ،‬دراسة مقارنة بأحكام القانون الفرنسي والمصري مدعمة باجتهادات قضائية‬
‫وفقهية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬دون سنة‪.‬‬
‫شرف الدين أحمد‪ ،‬التأمينات الشخصية والعينية‪ ،‬د‪.‬د ‪.‬ن‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪ .‬س‪ .‬ن‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫‪ -10‬عبد الرحمان فايز أحمد‪ ،‬التأمينات العينية والشخصية‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪.2007 ،‬‬
‫‪ -11‬العبيدي علي هادي‪ ،‬الوجيز في شرح القانون المدني‪ ،‬الحقوق العينية‪ ،‬ط‪ ،11‬دار‬
‫الثقافة‪ ،‬األردن‪.2014 ،‬‬
‫‪ -12‬علم الدين محي الدين إسماعيل‪ ،‬التأمينات العينية في القانون المصري والمقارن‪،‬‬
‫ط‪ ،4‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪.1994 ،‬‬
‫‪ -1‬علي بن هادية‪ ،‬معجم عربي مدرسي‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫دون سنة‪.‬‬
‫‪ -13‬علي عـلي سليمان‪ ،‬ضرورة إعادة النظر في القانون المدني الجزائري‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون سنة‪.‬‬
‫‪ -14‬علي فياللي‪ ،‬االلتزامات النظرية العامة للعقد‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬
‫‪ -15‬علي محمد علي قاسم‪ ،‬تصرفات العدل في المرهون وما يترتب عليها من أحكام في‬
‫الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2002 ،‬‬

‫الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬محمد حسنين‪ ،‬الوجيز في التأمينات الشخصية والعينية في القانون المدني الجزائري‪،‬‬
‫المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪.1986 ،‬‬

‫المجالت‪:‬‬
‫‪ -1‬عبد الحليم بوشكيوة‪ ،‬مجلة الواحات للبحوث والدراسات‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬العدد ‪،6‬‬
‫الجزائر ‪ 2009 ،‬ص ‪.24‬‬
‫النصوص القانونية‪:‬‬
‫القوانين واألوامر‪:‬‬
‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 58- 75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪، 1975‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪- 05‬‬
‫‪ 10‬المؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪، 2005‬المتضمن القانون المدني‪.‬‬
‫‪ -2‬قانون ‪ 02- 06‬مؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪، 2006‬جريدة رسمية‪ ،‬رقم ‪ 14‬المتضمن تنظيم‬
‫مهنة الموثق‪.‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ 09- 08‬مؤرخ في ‪، 2008- 02-23‬المتضمن لقانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪،‬عدد ‪.2008 ،21‬‬

‫المحاضرات‪:‬‬
‫‪ -1‬بالل سليــــــــــــــــمة‪ ،‬التأمينات العينية التبعية‪ ،‬دروس عبر الخط موجهة لطلبة السنة‬
‫الثالثة حقوق تخصص قانون خاص في مقياس العقود الخاصة السداسي السادس‪-2021 ،‬‬
‫‪.2022‬‬
‫‪ -2‬محمدي سليمان‪ ،‬محاضرات في الرهن الرسمي‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2001 ،‬‬
‫المذكرات والرسائل الجامعية‪:‬‬
‫‪ -1‬باشا كريمة شايب‪ ،‬عقد الرهن الرسمي في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة‬
‫البليدة ‪.2001‬‬
‫‪ -2‬بنت الخوخ مريم‪ ،‬فعالية الرهن العقاري كضمان‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق بن‬
‫عكنون‪ ،‬الجزائر ‪.2012‬‬
‫‪ -3‬ريحاني يسمينة‪ ،‬الرهن الرسمي كضمان بنكي‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2006‬‬
‫الفهرس‬
‫شكر وعرفان‬
‫اإلهداء‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة‪................................................................................‬أ‪-‬ب‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الرهن الرسمي‬
‫تمهيد‪.04.................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الرهن الرسمي‪05............................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الرهن الرسمي‪05............................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص حق الرهن الرسمي‪08.....................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص عقد الرهن الرسمي‪10....................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬شروط انعقاد الرهن الرسمي‪12.....................................‬‬


‫المطلب األول‪ :‬الشروط الموضوعية النعقاد عقد الرهن الرسمي‪12................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط الشكلية النعقاد عقد الرهن الرسمي‪12.....................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬آثار الرهن الرسمي وانقضاؤه‬


‫تمهيد‪18.................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬آثار الرهن الرسمي بالنسبة للمتعاقدين‪19..........................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬آثار الرهن الرسمي بالنسبة للمدين الراهن‪19.......................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آثار الرهن الرسمي بالنسبة للدائن المرتهن‪21......................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آثار الرهن الرسمي بالنسبة للغير‪24...............................‬‬


‫المطلب األول‪ :‬حق التقدم‪24..........................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حق التتبع‪24..........................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أسباب انقضاء الرهن الرسمي‪28.................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬انقضاء الرهن الرسمي بصفة أصلية‪28...........................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬انقضاء الرهن الرسمي بصفة تبعية‪30.............................‬‬

‫الخاتمة‬

You might also like