Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 14

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬


‫– جامعة حسيبة بن بوعلي – شلف‬
‫كلية العلوم االنسانية و االجتماعة‬
‫قسم العلوم االجتماعية‬
‫تخصص علو النفس العيادي‬

‫ترجمة ‪:‬‬
‫‪CHAPITRE 4 :‬‬
‫‪Clinique de syndrome psychotraumatique chronique .‬‬
‫‪Névrose traumatique , état de stress post-traumatique et autre‬‬
‫‪séquelles‬‬

‫تحت اشراف ‪:‬‬ ‫من اعداد ‪:‬‬

‫ودادسامية‬
‫رحال‬‫شرشالي‬
‫د‪/‬‬ ‫‪‬‬
‫شبلي حياة‬ ‫‪‬‬

‫السنة الجامعية ‪2025 - 2024 :‬‬


‫‪ :‬حسب لويس كروك‬

‫غالبا ما تحدث بداية أمراض الصدمة النفسية المزمنة بعد هجوم أو كارثة في نهاية الفترة ما بعد‬
‫المباشرة ‪ , post- immédiate‬في غضون ‪ 3‬الى ‪ 30‬يوما بعد الحدث ‪ .‬و لكن يحدث أن تظهر‬
‫أعراض الصدمة النفسية على مراحل و أن الضحية ال يتشاور اال في وقت متأخر ‪ ,‬عندما تكتمل‬
‫متالزمة العواقب ‪ .‬لفترة طويلة ‪ ,‬لم تكن األمراض الناجمة عن الصدمة معروفة اال لدائرة محدود من‬
‫األطباء النفسيين العسكريين ‪ :‬المرضى الذين يعانون من مثل هذه األمراض لم يعبروا عن معاناتهم ‪,‬‬
‫اما ألنهم كانوا يخجلون منها أو ألنهم كانوا يأملون في أن تمر مع مرور الوقت ‪ ,‬واكن مع ظهور عدد‬
‫كبير من متالزمات ما بعد حرب فيتنام بين المحاربين األمريكيين القدامى الذين شاركوا في هذه الحرب‬
‫‪.‬‬

‫فقد برزت أمراض ما بعد الصدمة ولم يعد المرضى يترددون في استشاراتهم بغض النظر ‪ ,‬في‬
‫الممارسة العملية ‪ ,‬لوحظت مجموعة كاملة من المتالزمات ‪ .‬اضطرابات الصدمة النفسية المتأخرة و‬
‫المزمنة ‪ ,‬بعضها مبكر و البعض األخر متأخر ‪ ,‬و بعضها مصحوب بأعراض خفيفة و البعض األخر‬
‫متعدد األعراض ‪ ,‬من خالل هذا النطاق يشكل المظهر العيادي الضطراب ما بعد الصدمة بمعايير‬
‫الدقيقة نموذجيا يمكن لألطباء االتفاق عليها ‪ ,‬لكن كما هو محدد في (‪ )DSM‬العصاب الصدمي المؤلم‬
‫‪ ,‬الذي تم تنظيمه على شكل عصاب مع التأثير على شخصية المريض يمثل تنوعا حادا ال يزال يتم‬
‫على الرغم من اعتماده جميع الحاالت ‪ ,‬ومالحظته بشكل متكرر و الذي يستخدمه ‪ ICD-10‬لألمراض‬
‫االخرى تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة ‪ .‬يحتفظ بالتشخيص المحدد لتعديل الشخصية الدائم بعد‬
‫تجربة الكارثة‬

‫عصاب الصدمة ‪ ,‬اضطراب ما بعد الصدمة أو متالزمة الصدمة النفسية المتأخرة و الدايمة ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫تم تعري‪HH‬ف عص‪HH‬اب الص‪HH‬دمة من قب‪HH‬ل الط‪HH‬بيب النفس‪HH‬ي العص‪HH‬بي األلم‪HH‬اني هيرم‪HH‬ان أوبنه‪HH‬ايم في ع‪HH‬ام‬
‫‪ 1888‬في موضوع حوادث السكك الحديدية ‪ ,‬وهو كيان تصنيفي تم اس‪HH‬تخدامه ط‪HH‬وال الق‪HH‬رن العش‪HH‬رين‬
‫لتعيين االضطرابات النفسية المؤلمة المزمنة التي تم تحديدها على أنها اث‪H‬ار الحق‪H‬ة للص‪H‬دمات العاطفي‪H‬ة‬
‫ال ‪HH‬تي تح ‪HH‬دث بع ‪HH‬د وق ‪HH‬وع الح ‪HH‬وادث الهجم ‪HH‬ات و الك ‪HH‬وارث و أح ‪HH‬داث الح ‪HH‬رب ‪ .‬تتم ‪HH‬يز بوج ‪HH‬ود أع ‪HH‬راض‬
‫مرض‪HH‬ية ‪ ,‬و ال‪HH‬تي ال توج‪HH‬د إال فيه‪HH‬ا وت‪HH‬دل على تش‪HH‬خيص ‪ ,‬وبتغ‪HH‬ير ت‪HH‬راجعي في الشخص‪HH‬ية مم‪HH‬ا ي‪HH‬برر‬
‫تص‪HH‬نيفها بين العص‪HH‬اب ‪ ,‬وق‪HH‬د تم في الثمانين‪HH‬ات تس‪HH‬ميتها النوزولوجي‪HH‬ا الجدي‪HH‬دة و من قب‪HH‬ل (‪ )DSM‬ال‪HH‬ذي‬
‫رفض مفهوم العصاب و ادعى أنه يحل محله تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة ‪ .‬اضطراب م‪HH‬ا بع‪HH‬د‬
‫الصدمة ‪ ,‬وبعد‬
‫ف ‪HH‬ترة وج ‪HH‬يزة س ‪HH‬ار ‪ ICD-10‬في مراجع ‪HH‬ة العاش ‪HH‬رة في ع ‪HH‬ام ‪ 1992‬على خطى األمرك ‪HH‬يين من خالل‬
‫اعتماد تش‪H‬خيص اض‪H‬طراب م‪H‬ا بع‪H‬د الص‪H‬دمة و اع‪H‬ترف أيض‪H‬ا بالتش‪H‬خيص الجدي‪H‬د لالض‪H‬طرابات النفس‪H‬ية‬
‫الدائم‪HH H‬ة ‪ ,‬وتع‪HH H‬ديل الشخص‪HH H‬ية بع‪HH H‬د تجرب‪HH H‬ة كارث‪HH H‬ة في الح‪HH H‬االت الش‪HH H‬ديدة ال‪HH H‬تي تنط‪HH H‬وي على تغي‪HH H‬ير في‬
‫الشخص‪HH‬ية تحت ت‪HH‬أثير الص‪HH‬دمة ال‪HH‬تي تتواف‪H‬ق في الواق‪H‬ع م‪HH‬ع العص‪HH‬اب الص‪HH‬دمي ل‪HH‬دى أوبنه‪HH‬ايم و جاني‪HH‬ه و‬
‫فروي ‪HH‬د البعادن ‪HH‬ا عن ‪ l’ecart des querelles d’école‬ل ‪HH‬ذلك تم اختي ‪HH‬ار كلم ‪HH‬ة اجه ‪HH‬اد ب ‪HH‬دل كلم ‪HH‬ة‬
‫عص‪HH‬اب ذات الص‪HH‬بغة الفرويدي‪HH‬ة التحليلي‪HH‬ة لكي ينعكس الواق‪HH‬ع العي‪HH‬ادي بأمان‪HH‬ة أك‪HH‬بر نق‪HH‬ترح ذل‪HH‬ك ض‪HH‬من‬
‫المجموع‪HH H‬ة العام‪HH H‬ة من بين متالزم‪HH H‬ات الص‪HH H‬دمة النفس‪HH H‬ية‪ ,‬الفوري‪HH H‬ة أو م‪HH H‬ا بع‪HH H‬د الص‪HH H‬دمة المت‪HH H‬أخرة و‬
‫المزمنة ‪.‬‬
‫تتم‪HH H‬يز بين متالزم‪HH H‬ة الص‪HH H‬دمة النفس‪HH H‬ية المزمن‪HH H‬ة و ال‪HH H‬تي تغطي جمي‪HH H‬ع التشخيص‪HH H‬ات الم‪HH H‬ذكورة أعاله و‬
‫متغيراتها صورة العيادية غير كاملة أو غير نمطية ‪.‬‬
‫الصور العيادية لمتالزمة الصدمة النفسية ‪:‬‬
‫تح‪HH‬دث متالزم‪HH‬ة الص‪HH‬دمة النفس‪HH‬ية المزمن‪HH‬ة في االش‪HH‬خاص ال‪HH‬ذين تعرض‪HH‬وا لح‪HH‬دث ص‪HH‬ادم محتم‪HH‬ل وال‪HH‬ذين‬
‫تعرضوا له بالفعل كصدمة ‪.‬‬
‫تنقسمم صورته السريرية الى ثالثة أجزاء ‪:‬‬
‫‪ -‬اعادة تجربة الحدث المثير للقلق‬
‫_ تغيرات في الشخصية‬
‫‪ -‬األعراض الغير محددة‬
‫‪ -1‬المعيار المسبب للمرض ‪ :‬التعرض لتجربة نفسية مؤلمة ‪:‬‬
‫لكي يت‪HH‬أثر الش‪HH‬خص بمتالزم‪HH‬ة الص‪HH‬دمة النفس‪HH‬ية ‪ ،‬يجب أن يك‪HH‬ون م‪HH‬رة بتجرب‪HH‬ة نفس‪HH‬ي مؤلم‪HH‬ة في أص‪HH‬ل‬
‫هذا الم‪H‬رض ‪ .‬وه‪H‬ذا يع‪H‬ني ليس فق‪H‬ط التع‪H‬رض لح‪H‬دث يحتم‪H‬ل أن يس‪H‬بب ص‪H‬دمة نفس‪H‬ية و لكن التع‪H‬رض‬
‫له كصدمة ‪ ،‬لذلك فان نفس الحدث الذي يمكن أن نختبره كضحية أو شاهد أو حتى كممثل ‪.‬‬
‫يمكن أن يسبب صدمة في موضوع ما وليس موضوع أخر ‪ ،‬أو صدمة في موضوع معين ‪.‬‬
‫احياءات تثير الصدمة ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ان اع ‪HH‬ادة احي ‪HH‬اء الص ‪HH‬دمة بش ‪HH‬كل مف ‪HH‬اجئ أي أن يعيش الم ‪HH‬ريض تجربت ‪HH‬ه المؤلم ‪HH‬ة بش ‪HH‬كل مكث ‪HH‬ف ‪ ،‬ض ‪HH‬د‬
‫ارادته وبطريقة متكررة هو اسم مرضي لمتالزمة الصدمة النفسية ‪ ،‬وال يالحظ اال في هذه المتالزمة‬
‫مقارنة مع طقوس العصاب الوسواسي التي يفرضها الشخص على نفسه هي ذات طبيعة أخرى ‪ .‬كم‪H‬ا‬
‫هي الحال مع الصورة النمطية للفصام ‪.‬‬
‫في ح‪HH‬ال العص‪HH‬اب الص‪HH‬دمي يطل‪HH‬ق على ه‪HH‬ذا الن‪HH‬وع من الحي‪HH‬اة اس‪HH‬م متالزم‪HH‬ة التك‪HH‬رار ‪ .‬يمكن أن تتجلى‬
‫اعادة احياء الصدمة في سبع طرق هي ‪:‬‬
‫اعادة احياء الصدمة ‪ :‬اس‪HH‬ترجاع الهلوس‪HH‬ة غالب‪HH‬ا م‪HH‬ا يظه‪HH‬ر على ش‪HH‬كل هلوس‪HH‬ة بص‪HH‬رية مفاجئ‪HH‬ة تعي‪HH‬د‬ ‫‪‬‬
‫انتاج الحدث الم‪H‬ؤلم و ال‪H‬ذي ي‪H‬رى في‪H‬ه الم‪H‬ريض نفس‪H‬ه في البداي‪H‬ة يس‪H‬تبعد أي نق‪H‬د ويل‪H‬تزم الموض‪H‬وع‬
‫تمام‪HH‬ا الهلوس‪HH‬ة ‪ ،‬فهي اع‪HH‬ادة انت‪HH‬اج لنفس الشخص‪HH‬يات و م‪HH‬واقفهم و ايم‪HH‬اءاتهم ‪ ،‬ان‪HH‬ه مش‪HH‬هد دين‪HH‬اميكي‬
‫غ‪HH‬ير ث‪HH‬ابت يعي‪HH‬د انت‪HH‬اج المش‪HH‬هد االنت‪HH‬اجي ك‪HH‬الفيلم ‪ ،‬في بعض األحي‪HH‬ان تك‪HH‬ون ه‪HH‬ذه الهلوس‪HH‬ة البص‪HH‬رية‬
‫مصحوبة بهلوسة سمعية شميه حسية و حتى ذوقية‬
‫االحياء بالوهم عن الهلوسة ‪ :‬أن يضع هلوسته للمشهد الصادم أو المهاجم على المنظر الطبيعي‬ ‫‪‬‬
‫أو صورة ظليه مدركة بالفعل‪.‬‬
‫الذاكرة القسرية ‪ :‬عن اعادة احياء بالهلوسة أو الوهم بمعنى أنها فكرة الحدث التي تنش‪HH‬أ في العق‪HH‬ل‬ ‫‪‬‬
‫بال صورة و ال صوت ‪.‬‬
‫االج‪00‬ترار ال‪00‬ذهني ‪ :‬الح ‪HH‬دث أو أس ‪HH‬بابه أو عواقب ‪HH‬ه أيض ‪HH‬ا ش ‪HH‬كال من أش ‪HH‬كال اع ‪HH‬ادة الحي ‪HH‬اة و خاص ‪HH‬ة‬ ‫‪‬‬
‫االسئلة المتواصلة التي تفرض نفسها على ذهن الضحية و الرثاء المتكرر‬
‫الش‪00‬عور كم‪00‬ا ل‪00‬و أن الح‪00‬دث س‪00‬وف يح‪00‬دث م‪00‬رة أخ‪00‬رى ‪ :‬ه ‪HH‬و ش ‪HH‬كل من اش ‪HH‬كال متالزم ‪HH‬ة التك ‪HH‬رار‬ ‫‪‬‬
‫المف‪HH‬اجئ ‪ ،‬حيث يك‪HH‬ون ل‪HH‬دى الش‪HH‬خص انطب‪HH‬اع بأن‪HH‬ه منغمس م‪HH‬رة أخ‪HH‬رى في الح‪HH‬ديث ويش‪HH‬عر بنفس‬
‫الضيق ‪.‬‬
‫التصرف كما لو أن الحدث يحدث مرة أخرى‪ :‬بمكن أن يكون عامال أولي‪HH‬ا ‪ ،‬ولكن‪HH‬ه يمكن أن تك‪HH‬ون‬ ‫‪‬‬
‫أيض‪HH H‬ا من فع‪HH H‬ل أك‪HH H‬ثر تعقي‪HH H‬دا من اله‪HH H‬روب االس‪HH H‬تباقي أو القص‪HH H‬ة المتك‪HH H‬ررة أو التمثي‪HH H‬ل المس‪HH H‬رحي‬
‫التكراري ‪ ،‬و التأمل العني‪HH‬د في ذكري‪HH‬ات الح‪H‬رب ‪ ،‬وفي األطف‪HH‬ال ‪ ،‬اللعب المتك‪HH‬رر ال‪HH‬ذي يعي‪HH‬د انت‪HH‬اج‬
‫الحادث أو الهجوم‬
‫ك‪00‬ابوس التك‪00‬رار ‪ :‬ال ‪HH‬ذي يتم تجربت ‪HH‬ه بش ‪HH‬كل مكث ‪HH‬ف ب ‪HH‬دال من مج ‪HH‬رد التفك ‪HH‬ير في ‪HH‬ه يجع ‪HH‬ل الموض ‪HH‬وع‬ ‫‪‬‬
‫يس ‪HH H‬ترجع الح ‪HH H‬دث ‪ ،‬و يث ‪HH H‬ير نفس الخ ‪HH H‬وف ونفس ايم ‪HH H‬اءات ال ‪HH H‬دفاع تحت ت ‪HH H‬أثير ه ‪HH H‬ذه الك ‪HH H‬وابيس ‪،‬‬
‫مستيقظين في ذهول متعرقين و تسارع خفقات القلب ‪.‬‬
‫ك ‪HH‬ل ه ‪HH‬ذه المظ ‪HH‬اهر لإلحي ‪HH‬اء تظه ‪HH‬ر في ثالث س ‪HH‬جالت الض ‪HH‬يق النفس ‪HH‬ي ‪l’détresse psychique dé‬‬
‫‪ l’orage neurovégétatif‬و تص‪HH H‬لب موق‪HH H‬ف الجس‪HH H‬م ‪ .‬أن ت‪HH H‬ذكر جميعه‪HH H‬ا ام‪HH H‬ا بش‪HH H‬كل عف‪HH H‬وي وفق‪HH H‬ا‬
‫لدينامكي ‪HH‬ة ال واعي ‪HH‬ة خاص ‪HH‬ة بك ‪HH‬ل موض ‪HH‬وع ‪ ،‬أو اس ‪HH‬تجابة لمث ‪HH‬ير ي ‪HH‬ذكرنا بالص ‪HH‬دمة تس ‪HH‬تهدف حادث ‪HH‬ا أو‬
‫محادثة أو حقيقة بسيطة تتمثل في االضطرار الى ذلك أو اخيرا في صالح خفض مستوى الوعي ‪.‬‬
‫هن‪HH‬اك مرض‪HH‬ى تظه‪HH‬ر عليهم ك‪HH‬ل مظ‪HH‬اهر االحي‪HH‬اء ه‪HH‬ذه ‪ ،‬و اخ‪HH‬رون مخلص‪HH‬ون لبعض‪HH‬ها فق‪HH‬ط ‪ ،‬وفيم‪HH‬ا‬
‫يتعلق بتواتر و ايقاع هذه االحياءات ‪ ،‬فق‪H‬د يتع‪H‬رض له‪H‬ا الم‪H‬ريض ك‪H‬ل ي‪H‬وم ‪ ،‬أو ع‪H‬دة م‪H‬رات في الي‪H‬وم ‪،‬‬
‫أو مرتين في األسبوع ‪ ،‬أو نادرا ‪.‬‬
‫لق‪HH‬د أوض‪HH‬حت ج‪HH‬انيت ‪ 1919‬جي‪HH‬دا الط‪HH‬ابع العني‪HH‬دة و المض‪HH‬ايق لمتالزم‪HH‬ة التك‪HH‬رار الص‪HH‬دمي من خالل‬
‫تناول االية الشهيرة من رسالة بوالو الخامسة ‪ :‬عندما يسعى رجل ‪ ،‬تحث‪HH‬ه بعض ال‪HH‬ذكريات الس‪H‬يئة الى‬
‫البحث عن االحياء ‪ ،‬و البعض االخر الذي يكون ملخصا للبعض فقط ‪.‬‬
‫‪ - 2‬تغيرات في الشخصية ‪:‬‬
‫أفاد معظم ضحايا الصدمات أنهم تغيروا في شخصيتهم منذ تعرضهم للصدمة‪ .‬في الواقع ال‬
‫يتعلق األمر بتغيير كامل في الشخصية‪ ،‬بالمعنى الحرفي للكلمة‪ ،‬بل يتعلق بطريقة التعبير عن أنفسه‬
‫لإلشارة إلى التغيير العميق الذي خضعت له شخصيتهم‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإن اإلعالن عن أن‬
‫شخًص ا ما قد تغير في شخصيته يعني ضمنًا أنه يتذكر الشخصية القديمة‪ ،‬وأنه يشير إليها‪ ،‬وبالتالي‬
‫يحافظ عليها بشكل أو بآخر‪ .‬في الواقع‪ ،‬يشير هؤالء المرضى المصابون بصدمات نفسية إلى أنهم لم‬
‫يعودوا ينظرون إلى أنفسهم كما كانوا من قبل ‪ ،‬وأن من حولهم يجدونهم قد تغيروا في طريقة‬
‫تصرفهم وفي عالقاتهم مع اآلخرين‪.‬‬
‫هذا التغير في الشخصية تحت تأثير الصدمة قد الحظه أبرز األطباء في عالج العصاب الصدمة ‪.‬‬
‫تحدث أبراهام وفيرينزي (‪ ،)1918‬طالب فرويد الذين تم حشدهم في الجيوش النمساوية األلمانية‬
‫خالل الحرب العالمية األولى‪ ،‬عن الهجمات على النرجسية واالنحدار الليبيدي‪ ،‬في حين تحدث‬
‫شاربنتييه (‪ ،)1917‬على الجبهة الفرنسية‪ ،‬عن العودة إلى الصبيانية العقلية‪ .‬بمعنى دوبري (‪)1918‬‬
‫قال سيميل أحد المعجبين بفرويد‪ ،‬وهو يراقب عصابيته الحربية في المستشفى العسكري في بوزنان‪،‬‬
‫إن دفن شخصيتهم جاء بعد الدفن الجسدي الناجم عن انفجار القذيفة التي ارتدت ؛ حتى أنه سيتحدث‬
‫عن تغيير الروح‪ ،‬للتأكيد على أهمية هذه التغييرات‪ .‬الحًقا‪ ،‬حدد المحلل النفسي األمريكي شاتان (‬
‫‪ )1974‬تغير الشخصية باعتباره اضطراًبا عميًقا يكمن وراء أعراض متالزمة المحاربين القدامى في‬
‫فيتنام ما بعد فيتنام‪ .‬نحن أنفسنا (‪ )1974‬نطلق على الشخصية العصبية التي تعاني من الصدمة ما‬
‫أصبحت عليه الشخصية بعد تأثير الصدمة‪ :‬جبان‪ ،‬أناني‪ ،‬يبحث عن الحماية من اآلخرين وعرضة‬
‫للتأمالت المريرة‪ .‬ولكن بالنسبة لفينيشيل‪ ،‬في الفصلين من عمله نظرية التحليل النفسي للعصاب (‬
‫‪ )1945‬المخصص للعصاب الصدمة ‪ ،‬فإننا ندين بأفضل تحليل وصفي لهذا التغيير في الشخصية‪.‬‬
‫بالنسبة لفينيشيل‪ ،‬يسبب العصاب الصدمة انسداًد ا ثالثًي ا في وظائف األنا‪ ،‬وظائف تصفية البيئة‪،‬‬
‫وظائف الوجود في العالم ووظائف الحب والعالقات مع اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ -‬لم يعد الشخص المصاب بالصدمة قادرًا على تصفية ما هو خطير في البيئة مما هو غير ضار‬
‫كل شيء يبدو خطيرًا ومهددًا له؛ إنه في حالة تأهب دائم‪ ،‬يراقب البيئة يكون مع الشك ‪ ،‬يقفز عند‬
‫أدنى ضجيج‪ ،‬يتجمد كالحائط إذا سمع أحدًا يسير خلفه ويقاوم بشدة النوم ليًال‪.‬‬
‫* ال يتعلق األمر بصعوبات بسيطة في النوم‪ ،‬بل بمقاومة عاطفية للنوم‪ ،‬ألن االستسالم له هو‬
‫بمثابة استرخاء يقظته‪ .‬ومن هنا جاءت السلوكيات التي تأخر النوم‪ :‬االلتزام بمالبسك‪ ،‬ومشاهدة‬
‫التلفاز‪ ،‬وتدخين سيجارة تلو األخرى‪ ،‬وترك الضوء مضاًء في غرفة النوم‪ ،‬والذهاب إلى الفراش في‬
‫وقت متأخر قدر اإلمكان‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬سيكون النوم خفيفًا‪ ،‬مع االستيقاظ بقلق عند أدنى‬
‫ضجيج‪.‬‬
‫‪ -‬يفقد المصاب بالصدمة إرادته في التواجد في العالم‪ ،‬يبدو العالم بعيًد ا وغير واقعي وغير مثير‬
‫لالهتمام بالنسبة له‪ .‬يتخلى الشخص المصاب بالصدمة عن هواياته واألنشطة المحفزة له سابقًا ‪ ،‬لم‬
‫يعد عمله يثير اهتمامه (وبالتالي التغييرات المتقلبة في الوظيفة والمهنة على ما يبدو) ويبدو المستقبل‬
‫مسدوًد ا بالنسبة له‪ .‬ومن هنا تثبيط حافزه وفقدانه للمبادرة وكبته وانسحابه االجتماعي مرارة‪.‬‬
‫‪ -‬لقد فقد الشخص المصاب بالصدمة قدرته على إقامة عالقة موضوعية مع اآلخرين‪ ،‬أي القدرة على‬
‫اعتبار اآلخرين كائًنا حًر ا‪ ،‬أو ذاًتا أخرى‪ .‬وقد أكد المؤلفون القدماء على االنحدار الليبيدي للشخص‬
‫المصاب بالصدمة‪ ،‬والذي يكرس كل حبه إلصالح نفسه المجروحة‪ ،‬متأثًر ا بنرجسيته‪ ،‬ولم يعد متاًح ا‬
‫لمحبة اآلخرين حًقا‪ ،‬الذين يهاجمهم بطلب المساعدة راض أبدا‪.‬‬
‫في النهاية‪ ،‬منذ التجربة المؤلمة‪ ،‬لم يعد لدى المريض نفس الطريقة في إدراك العالم‪ ،‬وتقديره‪،‬‬
‫والتفكير فيه‪ ،‬وحبه‪ ،‬والرغبة فيه‪ ،‬والتصرف فيه‪ .‬لقد أسس مع العالم ومع اآلخرين ومع نفسه نوًع ا‬
‫جديًد ا من العالقة‪ ،‬يتميز باالستمرار غير الطبيعي لذاكرة التجربة المؤلمة الخام‪ ،‬وذلك بإبعاد نفسه‬
‫عن العالم الحقيقي وتبني "موقف جديد تجاه اآلخرين"‪ .‬كالهما مشبوه ومتملك عبثا‪ .‬هذه الشخصية‬
‫المؤلمة (ما أصبحت عليه الشخصية تحت تأثير الصدمة) هي البعد األعمق لمتالزمة الصدمة‬
‫النفسية‪ .‬وهذا ما يبني الصورة السريرية إلى مستويين‪ ،‬المستوى الكامن لتغير الشخصية‪ ،‬والمستوى‬
‫السطحي لألعراض الناتجة عن هذا التغير‪ ،‬أعراض التكرار (ثمرات هذه العالقة الجديدة مع العالم‬
‫ومع الزمن الذي هو التثبيت الحصري على ذكرى الصدمة)‪ ،‬وأعراض المعاناة المختلفة‪ ،‬والتي‬
‫تسمى غير محددة‪ ،‬والتي سنقوم اآلن بحصرها‬
‫األعراض الغير محددة ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫تسمى األعراض غير المحددة بهذا االسم ألنه يمكن مالحظتها أيًض ا في حاالت عقلية أخرى‪ .‬لكن‬
‫الدليل التشخيصي واإلحصائي لالضطرابات النفسية (‪ )DSM‬األمريكي يعتبرها أعراًض ا مصاحبة‪،‬‬
‫خارجة عن التشخيص المحدد الضطراب ما بعد الصدمة‪ .‬وتشمل هذه الوهن والقلق واألعراض‬
‫النفسية العصبية واالضطرابات النفسية الجسدية واضطرابات السلوك واضطرابات الشخصية‪.‬‬

‫جميع ضحايا الصدمة أصيبوا بالوهن االرهاق و التعب هذا هو الوهن الثالثي‪ ،‬الجسدي والنفسي‬
‫والجنسي‪ .‬يشكو المرضى من التعب الجسدي غير الطبيعي (التعب في الصباح‪ ،‬واإلرهاق عند أدنى‬
‫جهد‪ ،‬وما إلى ذلك)‪ .‬كما يشكون من اإلرهاق العقلي‪ ،‬وعدم القدرة على الحفاظ على انتباههم أثناء‬
‫المحادثة أو القراءة‪ ،‬وتراجع الذاكرة االكتسابية‪ ،‬والنسيان مع مرور الوقت (أدخل إلى غرفة وفي‬
‫يدي قلم رصاص‪ ،‬ولم أعد أتذكر ما جئت ألفعله هناك‪ ،)...‬من التباطؤ المثالي وصعوبة التركيز‪.‬‬

‫وأخيرًا ‪ ،‬يشكون من اإلرهاق الجنسي وانخفاض الرغبة الجنسية ‪ -‬فتيات صغيرات أصبحن متجمدات‬
‫وشباب أصبحوا عاجزين جنسيًا‪ ،‬أو فقدوا الرغبة الجنسية والمتعة‪ - .‬لقد أصبح المصابون بصدمة‬
‫نفسية قلقين‪ ،‬مع حدوث أزمات ‪.‬‬
‫القلق وحالة التوتر القلق لم يعودوا قادرين على العيش دون قلق أو خوف‪ ،‬ويخافون دائًم ا من‬
‫األسوأ (إذا تأخر األطفال في العودة إلى المنزل من المدرسة‪ ،‬فذلك ألنهم تعرضوا لحادث أو تم‬
‫اختطافهم؛ وإ ذا رن الهاتف‪ ،‬فهذا يعني أنهم أنه سيأتي بأخبار سيئة)‪ .‬من وقت آلخر‪ ،‬وبدون سبب أو‬
‫دافع مثير (وبهذه الطريقة يتم تمييز نوبات القلق هذه عن ذكريات الماضي)‪ ،‬يقع هؤالء األشخاص‬
‫ضحية لنوبات القلق‪ ،‬النفسية (الشعور بخطر غير دقيق ولكنه وشيك) والجسدية (اإلحساس الحنجري‬
‫والعصبي)‪ .‬تضيق الصدر‪ ،‬عدم انتظام دقات القلب‪ ،‬الشحوب‪ ،‬التعرق‪ ،‬التشنجات الحشوية‪ ،‬الخ)‪.‬‬

‫‪ -‬يقوم العديد من ضحايا الصدمات بإثراء صورتهم السريرية بمظاهر نفسية عصبية مستعارة من‬
‫العصاب التحويلي‪ :‬األزمات الهستيرية أو التحوالت‪ ،‬الرهاب‪ ،‬الطقوس الوسواسية‪ .‬هناك الكثير مما‬
‫يمكن قوله عن هذه المضاعفات النفسية العصبية (‪ )Fenichel, 1945‬أو باألحرى البنى الفوقية (‬
‫‪ :) Crocq, 1974‬هل يتم تسهيلها من خالل ميول وعادات الشخصية الميالة‪ ،‬والتي من شأنها أن‬
‫تلون عصابها المؤلم عن عصابها النفسي السابق؟ أم أنها تقترحها التجربة المؤلمة نفسها والتي من‬
‫شأنها أن تكون هستيرية بشكل شرعي (تعرض لكدمة على الذراع أثناء سيؤدي الحدث إلى إجراء‬
‫تحويل محرك بسهولة أكبر على هذا ذراع في ذكرى الحدث)‪ ،‬رهابي (مثل ضحية هجوم إرهابي في‬
‫المترو سيكون لديه رهاب من وسيلة النقل هذه)‪ ،‬أو أخيًر ا مولد طقوس التحقق من الحماية‪ ،‬الوسواس‬
‫(مثل ضحية الهجوم على بلده سينهض من سريره عدة مرات متتالية كل مساء ليتأكد من أن باب‬
‫منزله مغلق)؟‬

‫‪ -‬يعاني العديد من ضحايا الصدمات من شكاوى جسدية (الصداع‪ ،‬وآالم الظهر‪ ،‬وآالم المعدة‪ ،‬وما‬
‫إلى ذلك)‪ ،‬ونسبة كبيرة منهم يظهرون في األيام أو األسابيع التالية للصدمة مع اضطرابات نفسية‬
‫جسدية مميزة‪ ،‬مع تلف األعضاء‪ ،‬الربو‪ ،‬ارتفاع ضغط الدم‪ ،‬الذبحة الصدرية‪ .‬وقرحة المعدة والتهاب‬
‫القولون التشنجي واألكزيما والشرى والصدفية والقصبات والثعلبة وحتى تضخم الغدة الدرقية‬
‫والسكري‪ .‬ستكون الشكوى الجسدية لغة بين األشخاص الذين تقمع ثقافتهم إظهار المعاناة النفسية‪ ،‬أو‬
‫بين الشخصيات المفردية‪ ،‬دون ميل سواء إلى التعبير اللفظي‪ ،‬أو التمثيل اإليمائي‪ ،‬أو التمثيل العقلي‪:‬‬
‫لم يبق‪ ،‬للشكوى‪ ،‬سوى الشكوى‪ .‬لغة الجهاز‪.‬‬
‫على أية حال‪ ،‬فإن هذه االضطرابات النفسية الجسدية الناجمة عن الصدمات النفسية كانت‬
‫معروفة منذ زمن طويل (أبلغ األطباء النفسيون العسكريون األمريكيون عن تكرارها خالل الحرب‬
‫العالمية الثانية [ألكسندر‪ )]1946 ،‬وهي أكثر عدًد ا مما نعتقد‪( .‬العديد من األطباء الجسديين‪ ،‬في‬
‫وجود مثل هذا االضطراب‪ ،‬اتجه نحو االستكشافات الجسدية وال تفكر في البحث عن سبب نفس ‪.) .‬‬

‫يعاني جميع ضحايا الصدمات تقريًب ا بعد الصدمة من اضطرابات سلوكية وشخصية‪ .‬يتعلق‬
‫األمر في المقام األول بسلوكيات األكل‪ :‬فقدان الشهية أو الشره المرضي‪ ،‬مع تغير ملحوظ في‬
‫مدى بضعة أشهر‪ .‬ثم هناك سلوكيات فموية أخرى تتضمن اإلفراط في استهالك التبغ‬ ‫الوزن على‬
‫المخدرات المختلفة (إدمان المخدرات بعد الصدمة)‪ .‬وأخيًر ا‪ ،‬يتعلق األمر بالسلوك‬ ‫أو الكحول أو‬
‫(محاوالت االنتحار) أو العدوان المغاير (المشاجرات والمشاجرات) وحتى‬ ‫العدواني الذاتي‬
‫السلوك العدواني اإلجرامي أو اإلجرامي‪ .‬ومن بين قدامى المحاربين في فيتنام‪ ،‬وصف بومان (‬
‫‪ )1990‬متالزمة رامبو بأنها عدوان وحشي دفع بعض المحاربين القدامى إلى ارتكاب هجمات‬
‫مسلحة في البنوك‪ ،‬أو حتى العيش بوحشية في غابة كاليفورنيا‪ ،‬مسلحين ببندقية‪ ،‬وإ طالق النار على‬
‫المشاة‬

‫‪ :‬مالحظة‬

‫كان السيد ف‪ ،.‬وهو عامل بناء‪ ،‬من بين ‪ 3000‬متفرج سقطوا أكثر من عشرة أمتار في انهيار‬
‫مدرج في ملعب فورياني خالل مباراة لكرة القدم في ‪ 5‬مايو ‪ .1992‬وكان عمره آنذاك ‪ 28‬عاًم ا‪.‬‬
‫لقد شهد سقوطه في مفاجأة كاملة وعدم الفهم‪ .‬سمع نفًس ا قوًيا وشعر بنفسه ُيسحب إلى الخلف‪ ،‬وظهره‬
‫إلى الجزء الخلفي المرن لمقعده البالستيكي‪ .‬يخبرنا أن سقوطه بدا وكأنه سيستمر إلى‬ ‫مستنًد ا‬
‫األبد‪ .‬ثم وجد نفسه محاصًر ا على األرض وسط مجموعة من العوارض المعدنية‪ ،‬ولم يصب بأذى‬
‫بأعجوبة من الكسور‪ ،‬رغم إصابته بكدمات‪ ،‬وكان يخشى أال يأتي أحد وينقذه‪ .‬وبمجرد إطالق‬
‫سراحه‪ ،‬تجول لفترة طويلة مثل الزومبي في الملعب‪ ،‬متأماًل المصابين وإ ثارة خدمات الطوارئ ‪. .‬‬

‫نراه مرة أخرى بعد مرور عام‪ ،‬كجزء من فحص الخبراء آلثاره الالحقة‪ .‬وأخبرنا أنه بعد أيام قليلة‬
‫كان يعتقد أنه تعافى من مشاعره وكان سعيًد ا ألنه نجا دون أن يصاب بأذى‪ ،‬على الرغم من أن‬
‫الكارثة خلفت قتلى وعدة مئات من الجرحى‪ .‬لكنه منذ األسبوع األول كان ينزعج خاصة في المساء‬
‫عند النوم من استرجاع الحادث (شعر بنفسه يسقط إلى الوراء)‪ ،‬وكذلك من أحالم ‪ ،‬حيث وقع‬
‫سقوطه مرة أخرى كما في فيلم بالحركة البطيئة ‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬بقي في حيرة لعدة أسابيع‪،‬‬
‫غير قادر على فصل عقله عن أحاسيس وصور الحادث‪ ،‬ومحاوًال عبثًا فهم ما حدث‪ .‬ثم تعرض‬
‫لنوبات قلق نفسي وجسدي (الشعور باالختناق‪ ،‬عدم انتظام دقات القلب‪ ،‬التعرق)؛ ثم استولى عليه‬
‫رهاب السقاالت واألماكن المرتفعة‪ ،‬لدرجة أنه يصاب بالدوار إذا صعد السلم‪ ،‬مما يسبب له‬
‫صعوبات في ممارسة عمله كالبناء‪ ،‬ثم يتوقف عن العمل لفترة طويلة‪ ،‬عندما يصبح مريضا بمجرد‬
‫رؤية السقاالت المعدنية‪ .‬كما امتدت رهابه إلى الشرفات والساللم والمصاعد‪ ،‬مما يزيد من تعقيد‬
‫حياته‪ .‬إضافة إلى أنه يشكو من آالم في الظهر‪ ،‬وهو ذكرى لكدماته‪ ،‬ويستمر في استشارة األطباء‬
‫وإ جراء فحوصات إضافية (لم تكتشف أي آفة) لهذه اآلالم الوهمية‪ .‬ال ينام جيًد ا وأصبح متذمًر ا‬
‫وسريع االنفعال ‪.‬‬

‫‪A‬الحدث الصادم‬ ‫‪A‬الحدث الصادم‬ ‫‪A1‬الحدث المؤلم‬


‫‪ A1‬العنف واالستثناء‬ ‫‪ A1‬التهديد بالقتل أو اإلصابة‬ ‫‪A1‬تهديد استثنائي‬
‫‪ A1 bis‬يتعلق بالشخصية أو‬ ‫‪ A2‬الخوف و العجز والرعب‬ ‫‪ A2‬يسبب الضيق ألي شخص‬
‫الظروف‬
‫‪A2‬تجربة الخوف الهراء قلة‬
‫المساعدة‬

‫‪ B‬متالزمة التكرار‬ ‫‪ B‬إحياء األعراض‬ ‫أ‪B‬أعراض استعادة‬


‫طرائق ظهورها‬ ‫‪ B1‬التصورات و الصور‬ ‫‪ B1‬الذكريات‬
‫‪ B1‬الهلوسة‬ ‫االرجاعية‬ ‫‪ B2‬أحالم و كوابيس‬
‫‪ B2‬األوهام‬ ‫‪ B1 bis‬الذكريات المتكررة و‬ ‫ا‪B3‬لقلق اذا تعرض لمحفز مثير‬
‫‪ B3‬الذكرة القسرية‬ ‫المتطفلة‬ ‫للذكريات‬
‫‪ B4‬االجترار العقلي‬ ‫‪ B3‬عاش كما لو‬ ‫‪B3 bis‬عدوان اذا تعرض‬
‫‪ B1 ter‬تصرف كما لو ‪ ,...‬لعبة ‪ B5‬عش كما لو‪ ,.....‬أزمات‬ ‫للتحفيز مثير للذكريات‬
‫عاطفية‬ ‫متكررة‬
‫تصرف وكأن ‪ ( ...‬سلوكيات‬ ‫‪ B2‬األحالم المتكررة‬
‫الضيق اذا تعرضت لمحفز مثير ‪ B6‬التكرار )‬
‫‪ B7‬تكرار الكابوس‬ ‫‪ B4‬للذكريات‬
‫‪B5‬اضطراب عصبي نمائي اذا ظروف حدوثة‬
‫‪ -‬عفوي ‪ ,‬يتم استفزازه عن‬ ‫كان التحفيز مثير للذكريات‬
‫طريق التحفيز‬ ‫ارتجاع من الصحوة أو التسمم‬
‫‪- -‬يتم تسهيله عن طريق‬ ‫‪B3 bis‬‬
‫تغير الوعي (النوم ‪)...‬‬ ‫‪ -‬الضيق‬
‫‪ -‬سجالته من التعبير‬ ‫االضطرابات العصبية النمائية‬
‫الضيق ‪ ,‬العاصفة العصبية ‪,‬‬
‫تصلب المزقف‬
‫‪D‬فرط النشاط العصبي‬ ‫‪D‬التنشيط العصبي الخضري‬
‫‪D‬أعراض غير محددة‬ ‫‪D3‬صعوبة التركيز‬ ‫‪D3‬القلق االكتئاب ‪ ,‬األفكار‬
‫‪ D1‬القلق‬ ‫االنتحارية‬
‫‪ D2‬الوهن الثالثي‬ ‫‪D4‬اضطراب سلوكي ‪ ,‬تعاطي‬
‫‪D3‬األعراض النفسية العصبي‬ ‫الكحول‬
‫‪ D4‬االضطرابات النفسية‬ ‫‪D2‬شدة الغضب‬
‫الجسدية‬
‫‪ D5‬اضطرابات السلوك‬

‫‪ C‬تغير الشخصية‬ ‫‪D4‬اليقظة المفرطة‬ ‫‪D1‬فرط اليقظة ‪ ,‬حالة التنبيه‬


‫‪ Ca‬حجب وظيفة التشريح‬ ‫‪ D5‬رد فعل مفاجئ مبالغ‬ ‫‪D2‬األرق‬
‫‪ C1‬حالة التنبيه‬ ‫صعوبة النوم و النوم المتقطع‬ ‫‪C‬سياق التخدير النفسي و التبلد‬
‫‪ C2‬الفزع عند أي محفز‬ ‫‪D1‬‬ ‫العاطفي‬
‫مقاومة النوم و االستيقاظ المتكرر‬ ‫تجنب المثيرات المثيرة للذكريات ‪C‬تجنب المحفزات المثيرة‬
‫‪C3‬‬ ‫للذكريات ‪ ,‬تثبيط االستجابة‬ ‫‪C1‬‬
‫‪ C4‬سلوك التجنب‬ ‫العامة‬ ‫تجنب األنشطة و المواقف‪C2‬‬
‫ا ‪C5‬زالة من البيئة‬ ‫‪C1‬تجنب األفكار و المشاعر‬ ‫‪ C8‬المثيرة للذكريات‬
‫‪Cb‬حجب وظيفة الوجود‬ ‫المثيرة للذكريات‬ ‫‪ C5‬عدم الحساسية البيئية‬
‫‪C6‬تقليل االهتمام بوقت الفراغ و‬ ‫‪C2‬تجنب األنشطة و األماكن و‬ ‫االنعزال عن اآلخرين‬
‫‪C7‬العملِ االنطباع عن المستقبل‬ ‫األشخاص اللذين يذكرون جانبا‬ ‫تتغير في الشخصية بعد تجربة‬
‫المسدود ا‬ ‫ما ‪......‬‬ ‫الكوارث‬
‫‪ C8‬االنطباع بالنفصال عن العالم‬ ‫العجز‬ ‫‪e‬االنعزال عن اآلخرين‬
‫‪Cc‬وظيفة حجب المودة‬ ‫‪a‬الموقف العدائي وعدم الثقة تجاه ‪C3‬عدم القدرة على تذكر جانب‬
‫عدم القدرو على حب االخرين‬ ‫ما‬ ‫العالم ‪b‬‬
‫‪C9‬‬ ‫‪C4‬انخفاض االهتمام باألنشطة‬ ‫‪ c‬االنسحاب االجتماعي‬
‫‪ C10‬االنحدار النرجسي‬ ‫‪d‬الشعور بالفراغ أو الفقدان االمل ‪C7‬الشعور بالمستقبل المسدود‬
‫‪ C12‬التهيج‬ ‫‪C5‬الشعور باالنفصال عن‬ ‫النطباع بأنك على الحافة مهدد‬
‫‪ C13‬االنسحاب االجتماعي‬ ‫االخرين‬
‫‪C6‬يؤثر التقييد على عدم القدرة‬
‫على الحب‬
‫‪ irritabilité‬التهيج‪D2‬‬
‫‪ F‬يسبب معاناة كبيرة و خلال في ‪ F‬معاناة نفسية و عجز اجتماعي‬ ‫‪ F‬تعديل الشخصية بعد تجربة‬
‫متغير ( مجموعة من الحاالت )‬ ‫األداء االجتماعي‬ ‫الكارثة ‪ :‬تدهور األداء‬
‫االجتماعي‬

‫‪ E‬في جميع الحالت المستديمة ‪,‬‬ ‫‪ E‬يتأخر اذا ‪ éclos‬بعد ‪6‬‬ ‫‪ : Latence E‬بضعة أسابيع أو‬
‫وحتى المزمنة‬ ‫أشهر من الصدمة و يستمر‬ ‫أشهر اضطراب ما بعد‬
‫‪Temps de latence dans‬‬ ‫االضطراب أكثر من شهر ( >‬ ‫الصدمة ‪:‬عابر أو دائم ‪,‬‬
‫‪tous les cas Affection‬‬ ‫‪ 3‬أشهر‬ ‫التعافي تعديل الشخصية ‪ :‬ال‬
‫‪durable. Voire chronique‬‬ ‫يساوي حاد أكبر من ‪ 3‬أشهر‬ ‫رجعة فيه‬
‫) مزمن‬

‫‪Variantes et équivalences nosographiques . « panorama » des‬‬


‫‪syndromes psychotraumatiques différés et chroniques‬‬

‫والذي ُيترجم‪ PTSD‬منذ عام ‪ 1980‬قدم الدليل التشخيصي و االحصائي األمريكي اضطراب مابعد‬
‫الصدمة ‪ ،‬لإلشارة إلى متالزمة الصدمة النفسية المزمنة ‪ ،‬يجب أن يستوفي تشخيص اضطراب ما‬
‫بعد الصدمة جميع الفئات األربع للمعايير السريري ‪:‬‬

‫أ‪ .‬شرط أساسي لتجربة معيشية مؤلمة؛ ‪A préalable d’’une expérience vécue‬‬ ‫‪‬‬
‫‪traumatique‬‬

‫ب‪ .‬إعادة تجربة األعراض (مطلوب ‪ 1‬من أصل ‪)5‬؛ ‪B symptômes de reviviscence (1‬‬ ‫‪‬‬
‫)‪exigé sur 5‬‬

‫ج‪ .‬سلوك التجنب وتقليل التفاعل (‪ 3‬مطلوب من أصل ‪)7‬؛‪C conduit d’evitement et‬‬ ‫‪‬‬
‫)‪émoussement de la réactivité (1 exigé sur 5‬‬

‫د‪ -‬األعراض المعروفة بفرط النشاط العصبي )الخضري ((مطلوب ‪ 2‬من أصل‪D 5‬‬ ‫‪‬‬
‫‪symptômes dits d’hyperrréactivité neurovégétative‬‬
‫فيما يتعلق بالمعايير ب‪ ،‬سنالحظ تكراًر ا‪ :‬يتم تعريف اضطراب ما بعد الصدمة كأعراض إلعادة الحياة‬
‫المستقلة (جنًبا إلى ‪ )à coté des souvenirs forcés B1‬جنب مع الذكريات القسرية [‪،]B1‬‬
‫والكوابيس المتكررة [‪ ،]B2‬والتجربة والتصرف "كما لو كان الحدث يحدث مرة أخرى" [‪،)]B3‬‬
‫والتجربة والتصرف "كما لو كان الحدث يحدث مرة أخرى" [‪ ،)]B3‬حقيقة التعرض للضيق (‪ )B4‬أو‬
‫ظهور تفاعالت عصبية (‪ des réactions neurovégétatives )B5‬في حالة التعرض لمحفز يذكر‬
‫بالصدمة‪ .‬هذا هو االنغماس في التكرار‪ ،‬ألن جميع أعراض اإلحياء األخرى المذكورة أعاله تكون‬
‫مصحوبة بضيق عصبية‪ ،‬وكلها‪ ،‬باإلضافة إلى حدوثها التلقائي‪ ،‬يمكن أن تنشأ استجابة لمحفز مثير‬
‫للذكريات‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أيًض ا إلى أن المعيار ‪ ( C‬التجنب والتخفيف) يتوافق تقريًبا مع تغير الشخصية‬
‫المؤلم‪ .‬في نهاية المطاف‪ ،‬فإن اضطراب ما بعد الصدمة‪ ،‬في حين أن له أي ميزة في االستجابة ‪.‬‬

‫يقدم لنا الواقع السريري في الواقع مجموعة كاملة من الحاالت ‪" -‬بانوراما" (‪)Crocq, 1992a‬‬
‫‪ -‬مع تأخير بسيط أو كبير في تفشيها‪ ،‬عابرة أو دائمة‪ ،‬حميدة أو شديدة‪ ،‬غير مزعجة اجتماعًيا أو‬
‫معيقة للغاية‪ ،‬بعضها منها تستجيب للمعايير السريرية للعصاب المؤلم أو اضطراب ما بعد الصدمة‬
‫األمريكي أو الكيانات التي حددها التصنيف الدولي لألمراض ‪ ،10 -‬وبعضها اآلخر يشمل فقط عدد‬
‫قليل من العناصر السيميولوجية (ما يسمى بالحاالت غير المكتملة)‪ ،‬وال يزال البعض اآلخر يحجب‬
‫السيميولوجيا المحددة تحت واجهة من األمراض المرتبطة بها‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬الحالة النفسية‬
‫الجسدية أو المزاجية أو االكتئابية ‪.‬‬

‫‪Evolition :‬‬

‫إذا لم يتم عالجه‪ ،‬أو تم عالجه بشكل سيئ ألن الطبيب‪ ،‬استجابة للطلب المحدود‪ ،‬وصف ببساطة‬
‫الحبوب المنومة ومزيالت القلق ومضادات االكتئاب لتقليل األعراض الظاهرة لألرق والقلق والكبت‪ ،‬أو‬
‫ألن المريض يركز بغيرة على الصدمة التي تعرض لها ‪ -‬فلن ينفتح‪ .‬بالنسبة للمعالج‪ ،‬فإن الحيرة‬
‫واألسئلة التي كان من الممكن حلها بالحوار والتحويل‪ ،‬تتطور متالزمة الصدمة النفسية في وضع‬
‫مزمن‪ ،‬حتى نهاية الحياة‪ ،‬مع حدوث نهضات وتقلبات وفًقا إلعادة استحضار األحداث أو التقاعد مما‬
‫يحرم المعالج من الحيرة واألسئلة التي كان من الممكن حلها بالحوار والتحويل‪ .‬المريض من أنشطة‬
‫التحويل له‪ .‬من النادر جًد ا أن يحرر المريض نفسه سريًع ا (في غضون بضعة أشهر أو سنة) من قبضة‬
‫الصدمة التي تعرض لها في محاولة للتعبير عن تأثيراته اللفظية‪ ،‬والتي سيكون خاللها قد نجح في‬
‫االكتشاف‪ ،‬بمفرده أو في المجتمع‪ .‬حضور المعالج هو المعنى السري للتجربة الحياتية التي يعيشها‬
‫الفرد‪ .‬حدد الدليل التشخيصي واإلحصائي لالضطرابات النفسية (‪( )DSM-IV‬بشكل تعسفي إلى حد ما)‬
‫نوعين تقدميين من اضطراب ما بعد الصدمة‪ :‬النوع الحاد‪ ،‬إذا استمرت األعراض ألكثر من شهر واحد‬
‫وأقل من ‪ 3‬أشهر‪ ،‬والنوع المزمن إذا استمرت ‪ 3‬أشهر أو أكثر‪.‬وقد تم وصف أنواع معينة‪ ،‬حسب‬
‫العمر (صدمات األطفال والمراهقين) وبحسب نوع العدوان (االعتداءات الجسدية‪ ،‬االغتصاب‪،‬‬
‫الحوادث‪ ،‬الكوارث‪ ،‬الحرب‪ ،‬الترحيل‪ ،‬أخذ الرهائن‪ ،‬التعذيب )‪.‬‬

You might also like