Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 24

‫مجلة الدراسات القانونية المقارنة‬

EISSN:2600-6154 1431-1411.‫ص‬.‫ ص‬،)2021( 02‫ العـــدد‬/07 ‫المجلد‬ ISSN:2478-0022

‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬


Judicial assessment of compensation for moral damage
in Algerian legislation
‫ نسيمة حشود‬.‫د‬.‫أ‬
Pr. Hachoud Nassima
22 ‫ جامعة لونيسي علي البليدة‬،‫ كلية الحقوق والعلوم السياسية‬،‫أستاذ التعليم العالي‬
Pr, Faculty of Law and political science
Lounici Ali Blida2 University
Email: hachoud.sira@gmail.com

2021/12/22:‫تاريخ النشر‬ 2021/11/23:‫تاريخ القبول‬ 2021/00/04 :‫تاريخ إرسال المقال‬

:‫ملخص‬
‫ وذلك باعتبار أف‬،‫تعد القضايا اؼبتعلقة بالتعويض وجربه من أبرز القضايا اليت زبص السلطة التقديرية للقاضي‬
.‫السلطة التقديرية الزمة من لوازـ الوظيفة القضائية وقائمة جنبا إُف جنب مع السلطة القضائية‬
‫ مكرر من القانوف اؼبدين وذلك بعد‬182 ‫أقر اؼبشرع اعبزائري دببدأ التعويض عن الضرر اؼبعنوي يف نص اؼبادة‬
ّ ‫لقد‬
‫ حيث جاءت معظم نصوص القانوف اؼبدين مرنة تسمح للقاضي بإهباد اغبل اؼبناسب للنزاع اؼبطروح‬،2005 ‫تعديل‬
‫ ويظهر ذلك يف كيفية‬،‫ فبا فتح اجملاؿ الواسع للقاضي بإعماؿ سلطتو التقديرية يف ؾباؿ التعويض عن الضرر اؼبعنوي‬،‫أمامو‬
.‫قياـ القاضي بالنشاط الذىٍت يف ترتيب اغبق يف التعويض وربديد مقداره‬
:‫كلمات مفتاحية‬
.‫ التعويض عن الضرر اؼبعنوي‬،‫ الضرر اؼبعنوي‬،‫التقدير القضائي‬
Abstract:
Issues related to compensation and redress are among the most prominent cases
related to the discretionary authority of the judge, considering that the discretionary
power is a necessary requirement of the judicial position and is listed alongside the
judicial authority.
The Algerian legislator has approved the principle of compensation for moral
harm in the text of Article 182 bis of the Civil Code, after the amendment of 2005,
when most of the provisions of the civil law were flexible allowing the judge to find
an appropriate solution to the dispute before him, which opened the door for the
judge to implement his discretionary power in the field of compensation for damage

1416
Email:hachoud.sira@gmail.com ‫ نسيمة حشود‬:‫المؤلف المرسل‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬
‫‪The moral, and this appears in how the judge undertakes the mental activity in‬‬
‫‪arranging the right to compensation and determining its amount.‬‬
‫‪Keywords:‬‬
‫‪judicial assessment, moral harm, compensation for moral damage.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫تعد القضايا اؼبتعلقة بالتعويض وجربه من أبرز القضايا اليت زبص السلطة التقديرية للقاضي‪ ،‬باعتبار أف السلطة‬
‫التقديرية الزمة من لوازـ الوظيفة القضائية‪ ،‬فبا فتح اجملاؿ الواسع إلعماؽبا يف ؾباؿ التعويض بشقية اؼبادي واؼبعنوي‪،‬‬
‫يسا لسيادة دولة القانوف‪ ،‬مع ضماف النزاىة والشفافية يف جانب التعويض عن الضرر اؼبعنوي‪،‬‬ ‫حفاظًا على اغبق وتكر ً‬
‫وأماـ ىذا الوضع كاف على اؼبشرع التدخل بالنص على جرب الضرر عن طريق مبدأ التعويض عنو‪ ،‬من خالؿ صبلة من‬
‫النصوص القانونية‪ ،‬حيث نظم أحكامو يف اؼبواد ‪ 124 ،133‬مث اؼبواد‪187-182‬من القانوف اؼبدين‪.‬‬
‫وؼبا كاف الضرر اؼبعنوي من األضرار اليت يصعب تقويبها ماديا‪ ،‬كونو إحساس يشعر بو اؼبتضرر ويدركو وحده‪ ،‬لذا‬
‫خوؿ للقاضي السلطة ال تقديرية يف اغبكم بالتعويض عنو‪ ،‬وىذا ما أقره اؼبشرع يف اؼبادة‪ 182‬مكرر من القانوف اؼبدين بعد‬
‫تعديلو سنة ‪ ،2005‬كما يلتزـ القاضي عند تقديره للتعويض صبلة من العناصر من أجل اغبكم بالتعويض اؼبناسب‬
‫واؼبنصف‪ ،‬وكل ذلك يتم يف وقت مع ُت مع احتفاظ القاضي باغبق يف إعادة النظر من جديد يف مبلغ التعويض احملكوـ‬
‫بو‪ ،‬وتكوف الدعوى ىي الوسيلة القضائية القتضاء اغبق يف جرب الضرر‪.‬‬
‫وقد منح اؼبشرع اغبرية اؼبطلقة للقاضي يف تقديره للتعويض‪ ،‬ووضع ؽبا ضوابطًا معينة تتجلى يف رقابة احملكمة‬
‫العليا‪ ،‬غَت أنو َف يبُت اؼبعايَت اليت يستند إليها القاضي يف تقديره‪ ،‬بل خوؿ لو سلطة تقديرية للبثث يف ذلك‪ ،‬فبا‬
‫يستوجب عليو الرجوع إُف القواعد العامة‪ ،‬األمر الذي يطرح اإلشكالية اآلتية‪ :‬ما مدى اعمال القاضي لسلطته‬
‫التقديرية في التعويض عن الضرر المعنوي ؟‬
‫ولإلجابة على اإلشكالية أ عاله اعتمدنا اؼبنهج التثليلي يف ربليل ؾبمل النصوص القانونية ذات الصلة بتقدير‬
‫القاضي للتعويض عن الضرر اؼبعنوي‪ ،‬وسلطتو اؼبمنوحة قانونًا يف شأف اغبكم بالتعويض‪.‬‬
‫لذا مَّت تقسيم دراستنا إُف مبثثُت‪:‬األوؿ يتمثور حوؿ الضرر اؼبعنوي يف تقدير القاضي؛ ّأما الثاين سنتعرض فيو‬
‫لتقدير القاضي للتعويض عن الضرر اؼبعنوي‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الضرر المعنوي في تقدير القاضي‬
‫يعترب الضرر األساس الذي تقوـ عليو مسؤولية الشخص ويكوف موجبا للتعويض‪ ،‬قد يصيب الضرر الشخص يف‬
‫تعويضا إذا ما أصاب صاحب‬ ‫ً‬ ‫سالمتو اعبسدية أو يف شعوره وؾبمل حقوقو اؼبالية‪،‬كما يتطلب الضرر اؼبعنوي‬
‫أمرا حتميًا‪ ،‬وفقا لسلطتو التقديرية واالعتبارات اليت يراعيها عند تقديره‪ ،‬من‬
‫اغبق‪ ،‬فبا هبعل معرفة كيفية تقدير القاضي لو ً‬
‫خالؿ الوقوؽ على التعريف بالضرر اؼبعنوي أساس التعويض عنو (اؼبطلب األوؿ)‪ ،‬وكذا شروط وصور الضرر اؼبعنوي‬
‫واؼبستثق التعويض (اؼبطلب الثاين)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الضرر المعنوي‬

‫‪1417‬‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬
‫إف التطرؽ ؼبوضوع التعويض عن الضرر اؼبعنوي وبتم علينا التعريف بو وىذا ما سنراه يف(الفرع األوؿ)‪ ،‬ومن مث‬
‫عرض أساس التعويض عن الضرر اؼبعنوي يف (الفرع الثاين)‪ ،‬أما يف(الفرع الثالث) سنعاًف فيو مدى قابلية ىذا الضرر‬
‫للتعويض‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الضرر المعنوي‬
‫إف الضرر اؼبعنوي من أكثر اؼبواضيع اليت أوالىا الفقهاء والقضاة‪ ،‬وغَتىم من اىتموا هبذا الشق اؼبهم‪ ،‬واذبهوا إُف‬
‫إرسائها وبياف مفهومها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التعريف القانوني للضرر المعنوي‬
‫بداية نشَت إُف أف فقهاء القانوف ال يستعملوف مصطلح الضرر اؼبعنوي إال نادرا‪ ،‬ويكثروف من استعماؿ مصطلح‬
‫الضرر األ ديب‪ ،‬وقد اختلفت تعريفاهتم للضرر األديب فمنهم من يعرفو بأنو "الضرر الذي يصيب اإلنساف يف شعوره أو‬
‫عاطفتو أو كرامتو أو شرفو دوف أف يتسبب لو خسارة مادية‪ ،".‬فهو إذف ال يصيب مصلثة مادية(‪ ،)1‬حيث يتمثل ىذا‬
‫الضرر يف اآلالـ النفسية اليت يعانيها اؼبتضرر‪ ،‬من جراء اآلالـ اؼبعنوية والنفسية بسبب التشوىات والعاىات‪ ،‬إضافة إُف ما‬
‫يشعر بو من قلق على مصَته(‪.)2‬‬
‫كما ىناؾ من يعرفو على أنو‪ :‬الضرر الذي يقع على اؼبشاعر اإلنسانية ويسبب أؼبا داخليا ال يشعر بو إال‬
‫اؼبضرور‪ ،‬وقد يسبب مرضا نفسيا‪ ،‬وكل ما يتعدى الناحية اؼبادية كالتشوه اعبماِف ولو َف يؤثر يف قوة اإلنساف وقدرتو على‬
‫العمل‪ ،‬واغبرماف من اؽبدوء والطمأنينة‪ ،‬أو خرؽ حرمة اؼبنزؿ‪ ،‬كل ذلك يف ـبتلف صوره يعطي اؼبتضرر اغبق يف التعويض‬
‫شأنو شأف الضرر اؼبادي(‪.)3‬‬
‫وقد نص اؼبشرع اعبزائري يف اؼبادة ‪ 182‬مكرر على مبدأ التعويض عن الضرر اؼبعنوي غَت أنو َف يعط تعريفا‬
‫صروبا للضرر اؼبعنوي بل اكتفى بتعداد صوره‪ ،‬كما أضاؼ ىذه اؼبادة إُف نص اؼبادة‪ 131‬اػباصة بالتقدير القضائي‬
‫للتعويض‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعريف الفقهي للضرر المعنوي‬
‫عرؼ بعض الفقهاء الضرر األديب (اؼبعنوي) بأنو‪« :‬الضرر غَت االقتصادي" وىو الذي يب س اغبياة الشعورية‬
‫والعاطفية لإلنساف‪ ،‬كما يب س رفاىيتو وىو هبذه اؼبثابة ال يبكن تقديره باؼباؿ‪ ،‬إضافة إُف ذلك قبد جانبا من الفقو يعترب‬
‫الضرر اؼبعنوي على أنواعو فمنو ما يسمى الكياف االجتماعي للشخص كاػبدش‪ ،‬الشرؼ‪ ،‬ومنو ما يب س حقا ثابتا‬
‫لإلنساف كاظبو أو خصوصيتو‪ ،‬ومنو ما يب س الشعور والعواطف وأيضا ما يصيب اعبسم كتشويو الوجو(‪.)4‬‬
‫بينما اعتربه اذباه فقهي أخر تعويض حقيقي يقوـ بوظيفة إصالحية جرب الضرر‪ ،‬فضال عن الوظيفة الرادعة يف‬
‫حالة اػبطأ اؼبوصوؼ‪ ،‬واليت أظباىا الفقو الفرنسي بنظرية الًتضي(‪.)5‬‬
‫وؾبمل القوؿ أف الضرر األديب يشمل األَف واغبزف الذي يصيب اإلنساف سواءً كاف ناصبا عن أضرار جسدية‬
‫سببت لو األَف‪ ،‬ومست الشعور والعاطفة وصبيع النواحي األدبية ‪،‬كإيذاء السمعة أو معتقدات دينية‪ ،‬كما يشمل اؼبساس‬

‫‪1418‬‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬
‫باغبقوؽ اؼبعنوية لإلنساف‪ ،‬أي اغبقوؽ اللصيقة بالشخصية اإلنسانية‪ ،‬كثقو يف اغبرية‪ ،‬القوؿ والفعل وحقو يف‬
‫خصوصياتو ومكانتو االجتماعية والعائلية واؼبهنية‪ ،‬كثق التأليف وحقوقو اؼبدنية إصباال‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األساس القانوني للتعويض عن الضرر المعنوي‬
‫(‪)6‬‬
‫على مبدأ التعويض عن الضرر اؼبعنوي‪ ،‬وذلك إثر‬ ‫نصت اؼبادة ‪182‬مكرر من القانوف اؼبدين اعبزائري‬ ‫لقد ّ‬
‫تعديلو‪ ،‬والذي يعترب األساس القانوين للتعويض عن الضرر اؼبعنوي‪ ،‬غَت أنو سابقا كاف أساس التعويض يقوـ على‬
‫نظريتُت‪ ،‬نظرية الًتضية ونظرية العقوبة اػباصة‪.‬‬
‫اعترب أنصار نظرية العقوبة اػباصة‪ ،‬أنو هبوز التعويض عن الضرر اؼبعنوي‪ ،‬غَت أهنم ال يعتربوف التعويض وسيلة‬
‫لًتضية اؼبضرور وعبرب الضرر الذي غبق بو اؼبضرور‪ ،‬بل عقوبة خاصة توقع على اؼبذنب‪.‬‬
‫العقوبة اػباصةنوع من الغرامة اؼبالية للمتضرر طبقا للقانوف اػباص وربدد على ضوء خطأ اؼبذنب‪ ،‬ويكوف ؽبا‬
‫طابع عقايب(‪ ، )7‬وقد استندوا يف رأيهم إُف أف الضرر األديب مفًتض وال يقبل التقييم واإلصالح وتتناىف فكرة التعويض عنو‬
‫مع األخالؽ‪ ،‬ذلك أف افًتاض الضرر يف بعض صوره أمر قائم‪ ،‬كما يف حالة التعويض الناجم عن وفاة االنساف‪.‬‬
‫فمن ناحية أخرى يعترب التعويض عن الضرر اؼبعنوي من العقوبة اليت ورد النص عليها شرعا‪ ،‬وذلك يف ربديد عقاب‬
‫ُت َج ْل َد ًة َوَال تَػ ْقبَػلُوا َؽبُ ْم َش َه َاد ًة‬‫ِ‬ ‫ات مثُم ََف يأْتُوا بِأَربػع ِة شهداء فَ ِ‬
‫القذؼ يف قولو تعاُف‪":‬والم ِذين يػرمو َف الْمثصنَ ِ‬
‫وى ْم َشبَان َ‬
‫اجل ُد ُ‬
‫ْ َ َْ َ ُ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ َْ ُ ُ ْ َ‬
‫اس ُقو َف"(‪.)8‬‬‫ك ىم الْ َف ِ‬ ‫َِٰ‬
‫أَبَ ًدا ۚ َوأُولَئ َ ُ ُ‬
‫فالتعويض يف ىذه اغبالة يعترب نوع من العقوبة‪ ،‬يف حُت أف اؼبسؤولية اؼبدنية ال هتدؼ حاليا إُف زجر اؼبخطئ‬
‫وتأديبو‪ ،‬وإمبا هتدؼ إُف تعويض الذي يقاس جبسامة الضرر‪ ،‬ال جبسامة اػبطأ الذي كاف يستند عليو لتثديد مقدار‬
‫العقوبة(‪.)9‬‬
‫أما بالنسبة لنظرية الًتضية‪ ،‬فينطلق أنصارىا من فكرة أساسية مفادىا أف اؽبدؼ العاـ من التعويض‪ ،‬سواء كاف عن‬
‫ضرر مادي أو عن ضرر معنوي‪ ،‬يكمن يف منح اؼبضرور ترضية تالئم الضرر الذي غبقو(‪.)10‬‬
‫يعترب جرب الضرر اؼبعنوي إصالحا للمضرور ومواساة لو وبدؿ يواسي ما قد يصيبو من جراء الفعل الضار‪ ،‬وبالتاِف‬
‫ال يعٍت ؿبو األَف هنائيا إمبا زبفيفا آلالـ اؼبضرور ومواساة لو‪ ،‬فالشعور بالرضا الذي وبدثو اغبكم بالتعويض أثر معنوي وبل‬
‫ؿبل األذى الذي أنتجو الضرر اؼبعنوي(‪ ،)11‬وىبفف من التبعات النفسية للمضرور‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مبدأ قابلية الضرر المعنوي للتعويض‬
‫ال يبكن إنزاؿ شرؼ الشخص واعتباره وعواطفو منزلة األمواؿ العادية‪ ،‬فبا جعل تقدير التعويض عن الضرر اؼبعنوي‬
‫باؼباؿ صعب‪ ،‬طاؼبا أنو ال يبكن ؿبو أثار تلك األضرار اؼبعنوية باؼباؿ‪ ،‬وىذا ما جعل الفقو ينقسم إُف معارض ومؤيد‬
‫لفكرة التعويض عنو‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الرأي المعارض لمبدأ التعويض عن الضرر المعنوي‬
‫عارض جانب من الفقو فكرة التعويض عن الضرر اؼبعنوي حبجة أنو يصعب تقديره نقدا‪ ،‬كما أف التعويض عنو ال‬
‫يبثو األحزاف واآلالـ واألوجاع(‪ ،)12‬إذ أف الضرر اؼبعنوي لي س لو مظهر خارجي‪ ،‬لذا كاف ؿبور ىذه األثار أمرا‬
‫‪1419‬‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬
‫مستثيال‪ ،‬إذ كيف يبثي اآلالـ النفسية اليت تصيب اإلنساف من جراء قذفو أو إىانتو‪ ،‬وكيف هبرب شرؼ شخص انتهك‬
‫عرضو وثلم شرفو؟‬
‫ويستند أنصار ىذا الرأي يف قوؽبم أنو يصعب تقومي الضرر األديب باؼباؿ ألف التثقق من مداه يتطلب الغوص يف‬
‫أعماؽ النف س البشرية‪ ،‬ؼبعرفة األآلـ الفعلية اليت أصابت اؼبضرور‪ ،‬وىذا أمر غَت ميسور لتفاوت األفراد يف الشعور‬
‫والعواطف واألحاسي س(‪.)13‬‬
‫كما أهنم يقولوف أف التعويض عن الضرر اؼبعنوي من الناحية العملية هبد صعوبات يف إثبات وقوع ىذا الضرر‬
‫اؼبعنوي وربديد نطاقو‪ ،‬وركز معارضي مبدأ التعويض عن الضرر اؼبعنوي على الطابع غَت االقتصادي أو غَت اؼباِف ؽبذا‬
‫النوع من الضرر‪ ،‬ورفضوا التعويض عنو ألنو يستثيل ؿبو أثاره(‪.)14‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرأي المؤيد لمبدأ التعويض عن الضرر المعنوي‬
‫يري أنصار ىذا االذباه إمكانية التعويض عن الضرر اؼبعنوي‪ ،‬ألنو ال يثَت أي صعوبة من حيث اؼببدأ‪ ،‬فهو قابل‬
‫للتعويض شأنو شأف الضرر اؼبادي‪.‬‬
‫إعترب أنصار ىذا الرأي أف التعويض وسيلة إلرضاء النف س هبعل اؼبريض يتثمل أالمو ويسهى عنها‪ ،‬بتوظيف اؼباؿ‬
‫دبا يعود عليو بالنفع‪ ،‬فإذا يبكن التعويض من ربقيق اؼبنفعة اؼببتغاة يكوف الضرر اؼبعنوي قد عوض(‪ ،)15‬ضف إُف ذلك أف‬
‫اؼبسؤولية اؼبدنية ال هتدؼ إُف إزالة الضرر إمبا إُف إصالحو‪ ،‬وإصالحو ال يعٍت إزالتو‪ ،‬وإمبا فتح اجملاؿ للضثية للثصوؿ‬
‫على ما يعادؿ ويوازي فقده(‪ ، )16‬فمثال يف حالة إصابة شخص بأَف نفسي فذلك ينتج عنو نقص يف طاقة الشخص‬
‫وقدرتو على العمل‪ ،‬ف اغبكم لو بتعويض نقدي كبَت ينتج للمضرور مراجعة أكرب األطباء النفسانيُت ليعيد لو اطمئنانو‬
‫وىبفف عليو أؼبو‪ ،‬وكذا نشر تكذيب اإلشاعات اليت أذيعت عن اؼبضرور يف اعبرائد يزيل أو ىبفف من ىذا الضرر‬
‫اؼبعنوي‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬موقف المشرع الجزائري من الضرر المعنوي‬
‫جاء القانوف اؼبدين اعبزائري الصادر سنة ‪ 1975‬خاليا من أي نص يؤكد صراحة مبدأ جواز التعويض عن الضرر‬
‫اؼبعنوي‪ ،‬فهل سكوت اؼبشرع اعبزائري دليل قاطع على أنو ال يأخذ بالتعويض عن الضرر اؼبعنوي؟‬
‫أورد اؼبشرع اعبزائري نص اؼبادة ‪ 124‬من القانوف اؼبدين عاما ومطلقا‪ ،‬وَف وبدد نوع الضرر الذي يصيب الغَت‬
‫لكن ما يستفاد من النص ذاتو أف اؼبشرع ال يبيز بُت التعويض عن الضرر اؼبادي واؼبعنوي‪ ،‬ألف النص العاـ ال ىبصص‬
‫بدوف نص خاص(‪ ، )17‬حيث وقع اؼبشرع اعبزائري يف القصور ؼبا سكت على النص صراحة على مبدأ التعويض عن‬
‫الضرر اؼبعنوي يف القانوف اؼبدين باعتباره الشريعة العامة‪ ،‬وأف نية اؼبشرع اعبزائري اذبهت إُف عدـ التعويض عن الضرر‬
‫اؼبعنوي بالرغم من النص عليو يف قوانُت متفرقة‪ ،‬نذكر منها على سبيل اؼبثاؿ قانوف اإلجراءات اعبزائية يف نص اؼبادة‪4/3‬‬
‫(‪)18‬‬
‫‪.‬‬ ‫على أنو‪ ":‬تقبل دعوى اؼبسؤولية اؼبدنية عن كافة أوجو الضرر سواء كانت مادية أو جثمانيو أو أدبية‪"...‬‬
‫منو يتبُت أف قبوؿ الدعوى اؼبدنية اؼبرتبطة بالدعوى العمومية يكوف عن كافة أنواع الضرر اؼبادي أو اعبثماين أو‬
‫اؼبعنوي‪.‬‬
‫‪1420‬‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬
‫كما منثت اؼبادة ‪ 351‬مكرر من نف س القانوف للمثكوـ عليو اؼبستفيد من الرباءة ولذوي حقوقو اغبق يف طلب‬
‫التعويض عن الضرر اؼبادي واؼبعنوي‪.‬‬
‫لقد جاء يف اؼبادة ‪ 08‬من قانوف العمل على أنو‪ ":‬يضمن القانوف ضباية للعامل أثناء فبارسة عملو من كل أشكاؿ‬
‫اإلىانة والقذؼ والتهديد والضغط أو ؿبولة ضبلو على التشيع والتبعية‪ ،‬كما يضمن لو التعويض عن األضرار اؼبادية‬
‫واؼبعنوية اليت تلثق بو(‪.)19‬‬
‫كما نصت اؼبادة‪ 1/5‬من قانوف رقم‪ 11/84‬اؼبتضمن قانوف األسرة اعبزائري اليت قضت أف‪ ":‬اػبطبة وعد بالزواج‬
‫ولكل من الطرفُت العدوؿ عنها‪ ،‬إذ ترتب عن العدوؿ ضرر مادي أو معنوي‪ ،‬ألحد الطرفُت جاز اغبكم بالتعويض"(‪.)20‬‬
‫منو جاز التعويض عن الضرر اؼبعنوي الذي سببو العدوؿ عن اػبطبة سواء كاف العدوؿ من اػباطب أو اؼبخطوبة‪.‬‬
‫ونص عليو األمر رقم‪ 15-74‬اؼبتعلق بإلزامية التأمُت على السيارات وبنظاـ التعويض عن األضرار(‪)21‬اؼبعدؿ‬
‫واؼبتمم بالقانوف رقم‪ ،31-88‬الذي جاء يف نصوصو بالتعويض عن الضرر اؼبعنوي بسبب الوفاة لذوي اغبقوؽ‪.‬‬
‫ال يبك ن اعبزـ أف اؼبشرع اعبزائري َف يؤخذ بالتعويض عن الضرر اؼبعنوي‪ ،‬خاصة وأنو قد نص عليو يف القانوف‬
‫اؼبدين وكذا يف تشريعات أخرى متفرقة(‪ ، )22‬وقد تدارؾ اؼبشرع اعبزائري بضرورة سد الفراغ اؼبوجود يف القانوف اؼبدين‪ ،‬إثر‬
‫تعديل القانوف اؼبدين اعبزائري يف ‪ ،2005‬الذي أخذ دببدأ التعويض عن الضرر اؼبعنوي بصريح العبارة يف نص‬
‫اؼبادة‪ 182‬مكرر واليت جاءت كاآليت‪ ":‬يشمل التعويض عن الضرر اؼبعنوي كل مساس باغبرية أو الشرؼ أو السمعة"‪.‬‬
‫َف تعرؼ ىذه اؼبادة الضرر اؼبعنوي اؼبوجب للتعويض‪ ،‬بل اكتفت بتعداد صوره اؼبتمثلة يف اؼبساس حبرية اؼبضرور أو‬
‫ظبعتو أو شرفو‪ ،‬لكن دبوجب ىذا التعديل أصبح مبدأ التعويض عن الضرر اؼبعنوي شأنو شأف الضرر اؼبادي سباما‪ ،‬وىو‬
‫أمر غَت متنازع عليو‪ ،‬وال يقبل أي تأويل للمثاكم يف ىذا االذباه إُف يومنا ىذا(‪ ،)23‬حيث أصبع الفقهاء والقضاء‬
‫الفرنسي على إقرار التعويض عن الضرر اؼبعنوي منذ عاـ ‪ 1943‬بالرغم من عدـ وجود نص صريح‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬شروط وصور الضرر المعنوي المستحق للتعويض‬
‫يرى فقهاء القانوف أف الضرر اؼبعنوي مثلو مثل الضرر اؼبادي من حيث وجوده ونشأتو على النثو الذي يكوف فيو‬
‫الفقو اؼبدين‪ ،‬وىذا ما سنربزه يف (الفرع األوؿ)‪ ،‬إُف جانب ىذه الشروط ذكر اؼبشرع اعبزائري صور الضرر اؼبعنوي اؼبختلفة‬
‫اؼبوجبة للتعويض (الفرع الثاين)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شروط الضرر المعنوي‬
‫اختلف الفقهاء يف عد الشروط الواجبة يف الضرر القابل للتعويض‪ ،‬ويبكن إصباؽبا يف أف يكوف الضرر ؿبققا‪ ،‬وأف‬
‫يكوف مباشرا وشخصيا‪ ،‬وأف يصيب مصلثة مشروعة للمتضرر‪ ،‬وأف ال يكوف قد سبق تعويضو‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أن يكون الضرر محققا‬
‫من غَت اؼبفًتض مطالبة اؼبضرور بالتعويض إال إذا كاف الضرر الذي يدعيو ؿبققا‪ ،‬أي قد حصل فعال وذبسدت‬
‫أثاره على الواقع‪ ،‬فال يكوف الضرر افًتاضيا أو احتماليا(‪ ،)24‬ومثاؿ ذلك أف يبوت شخص أو يصاب يف جسده جبرح أو‬
‫يف مالو أو مصلثة مالية(‪،)25‬أما الضرر احملتمل فال يستوجب التعويض إال إذا وقع يف اؼبستقبل(‪ ،)26‬ومثاؿ ذلك أف يلقى‬
‫‪1421‬‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬
‫شخص ماء النار الكاوية على أخر فيصاب ىذا األخَت بالتشوىات وبعد ذلك يشفى من اإلصابة‪ ،‬غَت أف التقارير‬
‫الطبية أكدت أنو يف حاجة إُف عمل جراحة ذبميل بعد فًتة معينة ستة (‪ )6‬أشهر مثال لتخفيف اإلصابة‪ ،‬عندئذ هبوز‬
‫اغبكم لو بالتعويض عن مصروفات العملية اعبراحية(‪.)27‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن يكون الضرر مباشرا وشخصيا‬
‫ال يكوف قابال للتعويض سواء يف اؼبسؤولية العقدية أو اؼبسؤولية التقصَتية إال الضرر اؼبباشر دوف الضرر غَت‬
‫اؼبباشر‪.‬‬
‫والضرر اؼبباشر ىو الذي يكوف مظهرا من مظاىرا الرابطة السببية بُت الفعل الضار والضرر‪ ،‬فال يكفي وقوع الضرر‬
‫لقياـ اؼبسؤولية‪ ،‬بل البد أف يكوف نتيجة مباشرة لفعل الضار(‪.)28‬‬
‫يكوف معيار الضرر اؼبباشر‪ ،‬ما جاء يف نص اؼبادة‪2/182‬من القانوف اؼبدين‪ ،‬ومقتضى نص اؼبادة أف الضرر‬
‫اؼبباشر ىو الذي ال يستطيع الرجل العادي أف يتوقاه‪ ،‬هبذا اعبهد كاف الضرر ىنا غَت مباشر وال يبكن التعويض عنو‪.‬‬
‫ا لضرر اؼبباشر يبكن أف يكوف متوقعا أو غَت متوقع‪ ،‬وقد استقر اؼبشرع اعبزائري على غرار اؼبشرعُت الفرنسي‬
‫واؼبصري على مبدأ التعويض عن الضرر اؼبباشر اؼبتوقع وغَت اؼبتوقع يف حالة الغش واػبطأ اعبسيم وىذا يف اؼبسؤولية‬
‫العقدية دوف الضرر غَت اؼبباشر(‪ ،)29‬حيث تنص اؼبادة‪ 2/182‬من القانوف اؼبدين على أنو‪":‬غَت أنو إذا كاف االلتزاـ‬
‫جسيما إال بتعويض الضرر الذي كاف يبكن توقعو عادة‬‫ً‬ ‫مصدره العقد فال يلتزـ اؼبدين الذي َف يرتكب غشا أو خطأ‬
‫وقت التعاقد"‪.‬‬
‫كما هبب أف يكوف الضرر شخصيا بالنسبة لطالب التعويض فال يبلك أحدا غَته اؼبطالبة بالتعويض عنو‪ ،‬وإال‬
‫كانت الدعوى غَت مقبولة حبيث ال دعوى بال مصلثة(‪ ،)30‬دبعٌت أف يكوف رافع الدعوى ىو اؼبتضرر نفسو أو من لو‬
‫صفة قانونية كالوكيل أو اػبلف العاـ‪ ،‬وذلك استنادا إُف قاعدة "ال دعوى بال مصلثة"‪ ،‬أو دبعٌت أخر أف الضرر هبب أف‬
‫يصيب اؼبدعى بصورة شخصية فيكوف األذى قد غبق جبسده أو مالو أو اعبانب اؼبعنوي‪ ،‬فًتفع الدعوى من اؼبضرور‪.‬‬
‫وقد يبتد الضرر الشخصي ويصيب أشخاص أخرين غَت اؼبضرور نفسو ومثاؿ ذلك كما لو تويف زوج وىو اؼبعيل‬
‫الوحيد ألسرتو اؼبكونة من زوجتو وأوالده‪ ،‬فنجد أف يف اؼبثاؿ األصلي يبثل يف الوفاة حيث أدت ىذه األخَتة إُف فقداف‬
‫الزوجة واألوالد العائل الوحيد واغبرماف من النفقة‪ ،‬وىذا ما يعرؼ بالضرر اؼبرتد أو الضرر اؼبنعك س(‪ ،)31‬ومثاؿ ذلك‬
‫الضرر الذي يصيب والد الضثية نتيجة القلق الذي انتابو عدة شهور نتيجة اعتقاده بعد إمكانية شفائو‪ ،‬وللخلف نتيجة‬
‫الضرر الذي أصاب السلف من جراء اغبادث سواء كاف وارث أو غَت وارث‪ ،‬وىذا الضرر اؼبرتد قد يكوف ماديا مىت أخل‬
‫دبصاٌف مالية أو أدبيا مىت أخل دبصاٌف غَت مالية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أال يكون الضرر قد سبق تعويضه‬
‫األصل أف الغاية من التعويض من الضرر اؼبعنوي ىو جرب الضرر ولي س إثراء اؼبتضرر على حساب الفاعل‪ ،‬أو‬
‫إنزاؿ العقاب عليو‪ ،‬ألف التعويض وظيفتو ؿبو األذى أو التخفيف عنو‪.‬‬

‫‪1422‬‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬
‫اؼببدأ العاـ أف اؼبتضرر ال هبوز لو أف وبصل على أكثر من تعويض‪ ،‬دبعٌت أنو ال يبكن لو اعبمع بُت مبلغ التعويض‬
‫وأي مبلغ أخر(مبلغ تأمُت أو ايراد‪ ،)...‬ربمل مبدأ التعويض‪ ،‬إال يف حاالت خاصة جدا(‪ ،)32‬ويظهر ذلك إذا كاف‬
‫اؼبضرور مؤمنا على نفسو ضد ما قد يصيبو من حوادث‪ ،‬فإنو يبكنو بعد اغبصوؿ على تعويض شركة التأمُت‪ ،‬وأف يطالب‬
‫بعد ذلك ؿبدث الضرر دبا يشمل مبلغ التأمُت(‪.)33‬‬
‫رابعا‪ :‬أن يصيب الضرر ح ًقا مكتسبًا أو مصلحة مشروعة‬
‫ال يكفي يف الضرر أف يكوف ؿبققا شخصيا ومباشرا حىت يكوف قابال للتعويض‪ ،‬بل هبب أف يب س حقا ثابتا وبميو‬
‫القانوف‪ ،‬أو مصلثة مشروعة غَت ـبالفة للنظاـ العاـ واآلداب العامة‪ ،‬واغبق يعٍت حق الشخص يف سالمة جسده وحياتو‬
‫من األذى(‪ ،)34‬كثق اإلنساف يف اغبياة ويف سالمة أعضائو وحقو يف اغبرية الشخصية‪ ،‬إذ ال يشًتط إذف أف يكوف اغبق‬
‫اؼبعتدى عليو حق ماليا كثق اؼبلكية مثال‪ ،‬ولكن أي حق وبميو القانوف ماديا كاف أو معنويا(‪.)35‬‬
‫كما هبب أف تكوف اؼبصلثة غَت ـبالفة للنظاـ العاـ واآلداب العامة‪ ،‬دبعٌت أف تكوف مشروعة‪ ،‬ومن قبيل األضرار‬
‫اليت تعط ي لصاحبها حقا مشروعا يف طلب التعويض عن األضرار الناصبة عن اآلالـ اعبسمانية والنفسية للضثية‪،‬‬
‫األضرار اليت تصيب الشخص بالتبعية عن طريق ضرر أصاب شخص أخر كالقتل مثال‪ ،‬إذا أصاب ميت يف حياتو وترتب‬
‫عليو إصابة أبنائو بضرر يبثل يف عدـ اإلنفاؽ عليهم وإعالتهم‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬صور التعويض عن الضرر المعنوي‬
‫مبدأ التعويض عن الضرر اؼبعنوي لقي ؾباال واسعا يف القضاء‪ ،‬حىت أف احملاكم أصبثت تستجيب لكافة طلبات‬
‫التعويض عنو‪ ،‬دوف التقيد حبالة معينة‪ ،‬ومن خالؿ ىذا الفرع سنربز حاالت الضرر األديب‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الضرر الناتج عن المساس بالشرف‬
‫يتم تع كل شخص يف اجملتمع حبق يف الشرؼ يبكنو من احملافظة على احًتاـ ظبعتو وكرامتو‪ ،‬ويقضي ىذا اؼببدأ كل‬
‫مساس بالشرؼ والسمعة شفاىة‪ ،‬بالسب والشتم واالفًتاء الكاذب وىتك العرض وإيذاء السمعة عن طريق الشائعات‬
‫اؼبغرضة ضررا معنويا واجب التعويض(‪ ،)36‬حبيث يؤدي اؼبساس هبذا اغبق يف اغبط من مكانة اإلنساف واحتقاره عن طريق‬
‫التشهَت بو ونسب إليو أفعاؿ معينة‪ ،‬ولعل أحسن دليل على ذلك اؼبواد اؼبعدلة يف قانوف العقوبات اعبزائري اليت وصلت‬
‫إُف حد اغبب س والغرامة اؼبالية مع العلم أف تقدير ذلك مًتوؾ لسلطة قاضي اؼبوضوع‪ ،‬ويف ىذا الصدد قضت دائرة‬
‫األحواؿ الشخصية باجملل س القضائي ؼبدينة مستغاّف دببلغ طبسة مائة(‪500‬دج) لتعويض عن الضرر اعبسماين واؼبعنوي‬
‫الذي غبق زوجة بسبب طردىا ثالثة أياـ تلي زواجها حبجة أهنا ليست بكرا مع أف الزوج َف يدخل هبا وَف ىبتل هبا‬
‫فلثقها جراء ذلك االهتاـ بشرفها وكرامتها(‪.)37‬‬
‫إ ُف جانب ىذا قبد ما ورد يف القرار الصادر عن ؿبكمة أميزور الذي قضى بدفع مبلغ ماِف جملموعة من اإلخوة‬
‫نتيجة الضرر اؼبعنوي الذي أصاهبم جراء اؼبساس بسمعتهم‪ ،‬إذ يعد اإلخالؿ بااللتزامات الزوجية من األضرار اؼبعنوية اليت‬
‫توجب تعويض الطرؼ اؼبضرور‪ ،‬حيث ال يًتدد القضاء يف اغبكم بذلك عبميع اغباالت اليت يصاب فيها الزوج أو الزوجة‬
‫بضرر يب س الشرؼ كثالة اػبيانة الزوجية مثال(‪.)38‬‬
‫‪1423‬‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬
‫من صور االعتداء على السمعة والشرؼ أيضا‪ ،‬قبد االعتداء على اغبق اؼبعنوي للمؤلف‪ ،‬فكل صاحب عمل‬
‫أديب أو علمي وبق لو أف يعًتض على أي تصرؼ من شأنو ربريف عملو‪ ،‬وأف يطالب بالتعويض عن انتهاؾ حقو‪ ،‬فقد‬
‫(‪)39‬‬
‫‪،‬‬ ‫صاحبها‬ ‫قاؿ بعض الفقهاء‪ ،‬أف حقوؽ اؼبؤلف اؼبعنوية حقيقة كاؼبلكية اؼبادية ألف موضوعها دائما من إنتاج ذىن‬
‫وتأكيدا على ذلك ما جاء يف نص اؼبادة‪ 22‬من األمر رقم(‪ ،)14-73‬اؼبؤرخ يف ‪ 03‬أفريل‪ ،1973‬اليت تنص على‬
‫أنو‪ ":‬يتمتع اؼبؤلف حبق احًتاـ اظبو وصفتو وإنتاجو‪ ...‬ىذا اغبق مرتبط بشخصيتو دائما وغَت قابل للتثويل والتقادـ‪،‬‬
‫وىو حق منتقل إُف ورثتو أو ـبوؿ للغَت يف إطار قوانُت اعباري هبا العمل"(‪.)40‬‬
‫كما نصت اؼبادة ‪ 47‬من القانوف اؼبدين على التعويض عن اغبقوؽ اللصيقة بالشخصية اليت وردت كااليت‪ ":‬لكل‬
‫من وقع عليو اعتداء غَت مشروع يف حق من اغبقوؽ اؼبالزمة لشخصيتو‪ ،‬أف يطلب وقف ىذا االعتداء والتعويض عما‬
‫يكوف قد غبقو من ضرر"‪.‬‬
‫يفهم من نص اؼبادة أف اؼب شرع اعبزائري عمل على ضباية اػباصة لألفراد وأقر حق التعويض عن االعتداء على ىذه‬
‫اغبياة اػباصة‪ ،‬وتتخذ ىذه االعتداءات صور عديدة منها اغبديث عن أعراض الناس والتلميح اؼبهُت أو السيئ لسَتهتم‪،‬‬
‫وكذلك االعتداء على االسم واللقب العائلي ومثاؿ ذلك قياـ شخص بانتثاؿ لقب شخص أخر كلقب الشهرة طاؼبا أف‬
‫االنتثاؿ واقع على أحد العناصر اؼبميزة للشخص‪ ،‬كل ىذه االعتداءات تشكل أضرارا معنوية‪.‬‬
‫يشكل عرض الصور الفوتوغرافية اعتداءً على اغبياة الشخصية خاصة مع وسائل البثث اغبديثة‪ ،‬والذي‬
‫يستوجب التعويض عنو باعتباره ضررا معنويا‪ ،‬وىذا ماجاء يف قرار احملكمة العليا‪ ،‬اليت قضت بتعويض عن الضرر اؼبعنوي‬
‫قدره ‪ 5.000.00‬دج الذي غبق اؼبدعو(ز‪،‬خ) ضد شركة ذات اؼبسؤولية احملدودة(ع‪.‬أ) الستعماؽبا صورتو بدوف علمو‬
‫على أحد غالؼ ؾبلة إشهارية ربت عنواف مصاب بداء السكري دوف موافقة اؼبدعو(ز‪.‬خ) فبا سبب لو أضرار معنوية‬
‫لم س بكرامتو(‪.)41‬‬
‫ل ّ‬
‫ثانيا‪ :‬الضرر الجمالي‬
‫يقصد بو التشوىات والندبات اليت تصيب جسم اإلنساف نتيجة اإلصابات الالحقة بو‪ ،‬وتظهر أنبيتو كصورة من‬
‫صور الضرر اؼبعنوي يف ؾباؿ التجميل‪ ،‬الذي يسبب تارة يف إنقاص صباؿ اعبسم وما ينجر عن ذلك من تشوه(‪.)42‬‬
‫قد هبتمع الضررين اعبسماين واعبماِف يف أف واحد وفقا لقرار ؿبكمة باري س يف ‪ ،1913/10/23‬إال أف النوع‬
‫من الضرر تظهر أنبيتو يف ؾباؿ جراحة التجميل‪ ،‬اليت هتدؼ بدورىا إُف معاعبة التشوىات اػبلقية اليت يتولد هبا اإلنساف‬
‫أو الناصبة عن حوادث أو مرض ما(‪.)43‬‬
‫يتمثل الضرر اعبماِف يف أي تغيَت يف اؼبظهر الطبيعي عبسم اإلنساف‪ ،‬وال يقتصر ىذا الضرر على التغيَت الذي‬
‫يصيب األجزاء اؼبكشوفة من اعبسم بل يبتد إُف صبيع األجزاء واألعضاء حىت تلك اليت ال يتم الكشف عنها يف أوقات‬
‫معينة(‪.)44‬‬

‫‪1424‬‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬
‫وتعويض الضرر اعبماِف أمر متفق عليو وال يثَت إشكاال يف القضاء‪ ،‬ألف ىذا الضرر قد يبنع اؼبصاب من فبارسة مهنتو‬
‫السابقة أو يؤدي على األقل إُف عرقلتها‪ ،‬مثل التشويو الذي يصيب وجو الفناف أو الفنانة أو عارضة األزياء‪ ،‬أو مضيفة‬
‫الطَتاف(‪.)45‬‬
‫هبذا الصدد قضت ؿبكمة مصر الكلية بأف األمراض يف ذاهتا من العورات اليت هبب سًتىا حىت لو كانت‬
‫صثيث ة‪ ،‬فإذاعتها يف ؿبافل عامة وعلى صبهرة اؼبستمعُت يسيئ إُف بعض اؼبرضى إذا ذكرت أظبائهم‪ ،‬وعلى األخص‬
‫بالنسبة لفتيات ألنو يضع عراقيل يف طريق حياهتن ويعرقل صفو أماؽبن وىذا يستوجب التعويض(‪.)46‬‬
‫ثالثا‪ :‬الضرر بحرمان اإلنسان من مباهج الحياة‬
‫تتجسد ىذه الصورة يف حرماف الشخص اؼبتضرر من التمتع باغبياة‪ ،‬وذلك نتيجة إلصابة اؼبتضرر جسديا‪،‬‬
‫باإلضافة إُف األَف اعبسدي والنفسي وأَف فقدانو فرصة التمتع دبواىبو ونشاطاتو اؼبهنية والثقافية والفنية وىواياتو الرياضية‬
‫والًتفيهية(‪.)47‬‬
‫يعد ىذا اغبرماف سببا يف إضعاؼ قدراتو العقلية واعبسدية أو كالنبا معا‪ ،‬فبا ينتج عدـ الراحة والرضا عن النف س‪،‬‬
‫فإذا كاف طفل مثال فمن شأف اإلصابة أف ربرمو من التمتع بطفولتو(‪.)48‬‬
‫رابعا‪ :‬الضرر المتعلق باآلالم الجسمانية والنفسية‬
‫عادة ما يرافق اإلصابة اعبسدية أَف عضوي(جسماين) وأَف نفسي‪ ،‬فاألَف اعبسدي يتمثل يف ضرر يصيب اعبسم‬
‫كالعاىة اليت تعجز صاحبها عن الكسب وتسبب لو أؼبا أو تلف أحد األعضاء نتيجة حادث عمل أو تشوه يف الوجو أو‬
‫(‪)49‬‬
‫ضررا معنويا خبالؼ الضرر اؼبادي‪ ،‬مع العلم أف ىناؾ ارتباط‬
‫األعضاء ‪ ،‬وىذه اآلالـ اعبسمانية للمصاب ربدث ً‬
‫بينهما‪ ،‬وبدوف الضرر اؼبادي ال وجود ؼبثل ىذه اآلالـ‪ ،‬واليت تستوجب التعويض(‪.)50‬‬
‫أما الضرر النفسي فيظهر فيما زبلفو اإلصابة من ىواج س وقلق وكذا اضطرابات نفسية‪ ،‬إمبا تصيب اؼبضرور يف‬
‫تفكَته وشعوره وعواطفو وقيمتو اؼبعنوية‪ ،‬وىذه األمور ىي من مكونات النف س البشرية‪ ،‬شخصية حبتة يستثيل على‬
‫اػبرباء واألطباء وحىت القضاة التأكد من وجودىا وقياسها ومعرفة مقدارىا(‪.)51‬‬
‫وقد اختلفت اآلراء الفقهية حوؿ تعويض عن الضرر العاطفي(النفسي)‪ ،‬وقد انقسموا إُف مؤيد ومعارض لفكرة‬
‫التعويض عن الضرر النفسي‪ ،‬واستقر القضاء الفرنسي على التعويض عن ىذا النوع من الضرر بل أنو توسع يف تطبيقو‪،‬‬
‫وأصبح يقضي حىت مالك اغبيواف بالتعويض عن الضرر العاطفي الذي يلثقو بسبب فقدانو ألليفو بفعل الغَت(‪.)52‬‬
‫كما يتم التعويض عن الضرر الذي يصيب اؼبرء نتيجة وفاة شخص عزيز عليو‪ ،‬وما ىبلف منو من حزف وأسى‬
‫وشعور بالوحدة واالضطراب الالحق بالشعور باحملبة‪ ،‬وذلك من جراء فعل غَت ؿبقق أتاه الفاعل(‪.)53‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تقدير القاضي للتعويض عن الضرر المعنوي‬
‫إف سلطة القاضي اؼبدين يف تقدير التعويض ليست مطلقة‪ ،‬بل توجد ىناؾ بعض العناصر واؼبعايَت اليت هبب‬
‫مراعاهتا عند اغبكم بالتعويض عن الضرر اؼبعنوي‪ ،‬وىذا ما يتطلب البثث عن الضرر اؼبعنوي اؼبستثق للتعويض‪ ،‬وفقا‬

‫‪1425‬‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬
‫لسلطتو التقديرية باغبكم بالتعويض‪ ،‬ارتأينا إُف تقسيم ىذا اؼببثث إُف مطلبُت‪ ،‬لبصص(اؼبطلب األوؿ) لعناصر التعويض‬
‫عن الضرر اؼبعنوي(اؼبطلب الثاين) لدعوى التعويض ورقابة احملكمة العليا‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬عناصر تقدير القاضي للتعويض عن الضرر المعنوي‬
‫األصل أنو عند إصابة الشخص بضرر معُت‪ ،‬حصولو على تعويض كامل يغطي كافة الضرر أي ما أصابو‪ ،‬حبيث‬
‫ال تبقى ال خسارة بدوف تعويض وال كسب يزيد عن قيمة الضرر‪.‬‬
‫يستند القاضي يف تقديره للتعويض عن الضرر اؼبعنوي إُف عدة عناصر‪ ،‬حبيث يستوجب منو التعويض دبا أصاب‬
‫اؼبضرور من خسارة وما فاتو من كسب مع مراعاتو للظروؼ اؼبالبسة‪ ،‬تفويت الفرصة‪ ،‬النفقة اؼبؤقتة‪ ،‬وكذا من الضرر ما‬
‫يطرأ علي و تغيَتا‪ ،‬حبيث تزيد جسامة اإلصابة اؼبعنوية للمضرور‪ ،‬ما يلزـ القاضي يف بعض اغباالت بتقدير تعويض مؤقت‪،‬‬
‫نظرا لكونو حالة اؼبضرور ستلزـ االستعجاؿ‪ ،‬كل ذلك ينثصر يف عناصر التعويض وىذا ما سنراه يف (الفرع األوؿ)‪ ،‬كما‬
‫يقضي األمر االعتداد بوقت اغبكم القضائي يف ربديد قيمة الضرر الذي يتوقف عليو تقدير التعويض‪ ،‬قد يتم وقت وقوع‬
‫الضرر أو وقت الضرر أو وقت صدور اغبكم‪ ،‬وىذا ما سنعرضو يف (الفرع الثاين)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تقدير التعويض عن الضرر المعنوي‬
‫يستند القاضي يف تقديره للتعويض عن الضرر اؼبعنوي إُف عدة معطيات‪ ،‬وذلك حىت يتمكن من تقدير تعويض‬
‫مناسب وجابر للضرر‪ ،‬حبيث أوجب عليو تقدير التعويض دبراعاة ىذه العناصر‪.‬‬
‫أوال‪ :‬ما لحق المضرور من خسارة وما فاته من كسب‬
‫جاء يف نص اؼبادة ‪ 182‬من القانوف اؼبدين على أنو"‪ ...‬ويشمل التعويض ما غبق الدائن من خسارة وما فاتو من‬
‫كسب بشرط أف يكوف ىذا نتيجة طبيعية لعدـ الوفاء بااللتزاـ أو للتأخر يف الوفاء بو‪ ،‬ويعترب الضرر نتيجة طبيعية إذا َف‬
‫يكن يف استطاعة الدائن أف يتوقاه ببذؿ جهد معقوؿ‪ ،‬غَت أنو إذا كاف االلتزاـ مصدره العقد فال يلتزـ اؼبدين الذي َف‬
‫يرتكب غشا أو خطأ جسيما إال بتعويض الضرر الذي كاف يبكن توقعو عادة وقت التعاقد"‪.‬‬
‫يتضح لنا من نص اؼبادة أف اؼبشرع َف يًتؾ للقاضي أحقية التقدير بالنسبة للتعويض حسب ميولو الشخصي بل‬
‫وضع لو معايَت يستند إليها يف تقديره‪ ،‬حبيث ال يزيد عنو وال يقل‪ ،‬وهبب أف يكوف معياره يف كلتا اؼبسؤوليتُت سواء كاف‬
‫الضرر مادي أو معنوي ىو‪ " :‬ما غبق اؼبضرور من خسارة وما فاتو من كسب"‪ ،‬ويقصد اؼبشرع ىنا من كلمة " اػبسارة"‬
‫ليست اػبسارة اؼبادية فقط‪ ،‬بل تعداه لتشمل اػبسارة اؼبعنوية‪.‬‬
‫ويرتكز التعويض على عنصرين مهمُت اػبسارة اليت أصابت اؼبضرور من جراء الفعل الضار والكسب الذي فاتو‬
‫على أف يكوف ذلك نتيجة طبيعية للعمل الضار‪ ،‬إذ ينبغي على القاضي أف يستثضرنبا يف تقديره للتعويض عن الضرر‬
‫اؼبعنوي‪ ،‬وىذا حىت ال يتثوؿ التعويض إُف وسيلة إثراء للمضرور على حساب ؿبدث الضرر(‪ ،)54‬ويظهر ذلك يف الضرر‬
‫اؼبعنوي‪ ،‬لو أف شخصا تكلم عن صاحب مدرسة لتعليم البنات أنو ذو أخالؽ سيئة وحقَت ونشر صورتو وىو يدخل‬
‫مكانا ـبل للثياء‪ ،‬فبا اضطر إُف إغالؽ مدرستو وبيع أثاثها بثمن خب س لدفع أجور اؼبدرسُت‪ ،‬ويف ىذه اغبالة على‬
‫الشخص الذي س بو أف يتثمل ما فات من كسب اؼبشروع مدة عاـ أو عامُت‪ ،‬حسب تقدير القاضي‪ ،‬ألف األغلب أال‬

‫‪1426‬‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬
‫يستمر تأثَت اإلشاعة أكثر‪ ،‬وبالتاِف فتعطيل منفعة اؼبدرسة بإشاعة سوء أخالؽ مديرىا من اؼبتسبب يف إتالؼ منافعها أف‬
‫يضمن التعويض عنها(‪ ،)55‬فالقاضي عند تقديره ؽبذا الضرر اؼبعنوي يراعي ما غبق اؼبدير من خسارة جراء اإلشاعات‬
‫وتشويو ظبعتو وما فاتو من كسب وربح جراء غلقو للمدرسة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الظروف المالبسة‬
‫تنص اؼبادة ‪ 131‬من القانوف اؼبدين على‪ ":‬يقدر القاضي مدى التعويض عن الضرر الذي غبق اؼبصاب طبق‬
‫ألحكاـ اؼبادتُت‪ 282،281‬مكرر مع مراعاة الظروؼ اؼبالبسة‪ ،‬فإف َف يتيسر لو وقت اغبكم أف يقدر مدى التعويض‬
‫بصفة هنائية‪ ،‬فلو أف وبتفظ للمضرور باغبق يف أف يطالب خالؿ مدة معينة بالنظر من جديد يف التقدير‪.‬‬
‫من خالؿ نص اؼبادة يتبُت لنا أف القاضي يراعي يف تقدير التعويض الظروؼ اؼبالبسة اليت تالب س اؼبضرور أو ىي‬
‫الظروؼ الشخصية اليت ربيط بو حبيث تدخل ىذه األخَتة عند ربديد القاضي التعويض عن الضرر اؼبعنوي‪ ،‬دوف أف‬
‫يأخذ القاضي يف تلك الظروؼ اليت تالب س اؼبسؤوؿ باعتبارىا ال تؤثر يف التعويض(‪ ،)56‬حبيث يراعي القاضي يف تقدير‬
‫التعويض ىذه الظروؼ لوقوع الضرر‪ ،‬أي الظروؼ الشخصية اليت تتصل حبالة اؼبضرور الصثية واؼبالية‪...‬اٍف‪ ،‬واليت تدخل‬
‫يف ربديد قدر الضرر اؼبعنوي الذي أصابو(‪.)57‬‬
‫اؽبدؼ من مراعاة ىذه الظروؼ ترجع إُف كوهنا تعترب من الظروؼ الظاىرة دبعيار الرجل العادي أو اغبريص‪،‬‬
‫فالتخصص يقاـ لو وزف يف مباشرة األخصائي ألعمالو‪ ،‬وكوف الشخص قرويا يقاـ لو وزف يف مايباشره من نشاط يف‬
‫بيئتو(‪ )58‬طبقا للقرار الصادر عن احملكمة العليا بتاريخ ‪.1993/01/06‬‬
‫ذبدر اإلشارة أف اؼبسؤولية تتوفر ولو حسنت نية اؼبسؤوؿ‪ ،‬مادامت أركاهنا قائمة من خطأ وضرر وعالقة سببية‪،‬‬
‫ويقصد حبسن النية االستقامة والنزاىة‪ ،‬كما يف اغبالة اليت تنص عليها اؼبادة‪ 182‬فقرة األخَتة من التقنُت اؼبدين فيكوف‬
‫التعويض كامال جابرا عبميع األضرار يف حالة ارتكاب غش أو خطأ جسيم فال يكوف ملزما إال دبا كاف متوقعا من‬
‫الضرر‪ ،‬ويتم تقدير حسن النية وربديدىا من خالؿ مراعاة الظروؼ اػبارجية للشخص‪ ،‬وذلك قياسا على مسلك الرجل‬
‫العادي يف يقظتو وذكائو(‪.)59‬‬
‫ثالثا‪ :‬تفويت الفرصة‪:‬‬
‫يعترب تفويت الفرصة ضررا قائما وؿبققا بذاتو‪ ،‬يستوجب التعويض‪ ،‬وتتمثل تفويت الفرصة بافًتاض أف اؼبدعي كاف‬
‫يأمل يف منفعة كانت ستؤوؿ إليو من خالؿ انتهازه ؽبذه الفرصة‪ ،‬واليت كاف يعوؿ عليها أهنا سبكنو من ربقيق أملو فيما لو‬
‫سارت األمور على وفق ؾبراىا الطبيعي(‪ ، )60‬ومثاؿ ذلك أف يتعاقد طالب أو مرشح لوظيفة مع سائق سيارة على نقلو‬
‫من قريتو إلجراء امتثاف أو مباراة‪ ،‬وقد أعلم السائق بذلك فيتخلف يف إنفاذ عقد النقل فبا حرـ الطالب أو اؼبًتشح من‬
‫التقدـ لالمتثاف أو اؼبباراة‪.‬‬
‫يكمن الضرر اغباصل يف اغبرماف بالذات وال يتعداه إُف النجاح والتعيُت‪ ،‬ألهنما ؿبتمالف وغَت أكيدين‪ ،‬فبا‬
‫يستوجب يف ىذه اغبالة التعويض عن ضياع الفرصة ال عن نتائجها لكوف ىذه األخَتة أمر احتماِف‪ ،‬ألف الطالب قد‬

‫‪1427‬‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬
‫ىبفق أو ينجح‪ ،‬ولكن عدـ اؼبشاركة يف االمتثاف أو اؼبباراة أمر حقيقي‪ ،‬وضياع فرصة اؼبشاركة ىو ضرر ؿبقق وجب‬
‫التعويض عنو‪ ،‬مع مراعاة القاضي إلمكانيات الطالب العلمية واستعداداتو الشخصية والظروؼ اليت أحاطت بوضعو‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الضرر المتغير‬
‫يقصد بالضرر اؼبتغَت ما يًتدد بُت الزيادة والنقصاف بغَت استقرار يف اذباه بذاتو وىذا التغيَت قد وبدث تبعا لظروؼ‬
‫بُت فًتة وأخرى‪ ،‬وبالتاِف على القاضي أف يأخذ بعُت االعتبار تلك التغَتات اؼبتوقعة عند تقديره للضرر اليت تبدوا ؿبتملة‬
‫الوقوع أو اليت ال يبلك فيها من القرائن اليت سبكنو من تقديره فإف لو حق تأجيل الفصل فيها‪ ،‬ويقدر القاضي الضرر اؼبتغَت‬
‫وقت صدور اغبكم أو القيمة وقت اغبكم(‪.)61‬‬
‫نالحظ أنو إذا كاف القاضي قد أغفل تلك التغَتات احملتملة وَف يفصل فيها ال سلبا وال إهبابيا‪ ،‬فبإمكاف اؼبضرور‬
‫يف حالة تفاقم الضرر أف يتقدـ إُف نف س احملكمة مطالب ا بإعادة النظر يف مقداره‪ ،‬أما يف حالة العك س‪ ،‬فال يبكن‬
‫للمسؤوؿ اؼبطالبة بإعادة النظر يف اغبكم الكتساب اغبكم قوة الشيء اؼبقضي فيو(‪.)62‬‬
‫لقد عاعبت اؼبادة‪ 131‬من القانوف اؼبدين حالة الضرر اؼبتغَت‪ ،‬حيث نصت‪ ..." :‬فإف َف يتيسر لو وقت اغبكم‬
‫أف يقدر مدى التعويض بصفة هنائية‪ ،‬فلو أف وبتفظ للمضرور باغبق يف أف يطالب خالؿ مدة معينة بالنظر من جديد يف‬
‫التقدير"‪.‬‬
‫يتضح من نص اؼبادة أف اؼبشرع اعبزائري قد أقر صراحة على إمكانية إعادة النظر من جديد يف التعويض اؼبقدر‬
‫سلفا‪ ،‬ويف قرار ص ادر عن احملكمة العليا فقد أقرت على وجوب االحتفاظ للمضرور حبق إعادة تقدير التعويض من‬
‫جديد‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬النفقة المؤقتة‬
‫قد وبدث أثناء نظر دعوى اؼبسؤولية اؼبدنية‪ ،‬أف تقضي ؿبكمة اؼبوضوع بنفقة مؤقتة ريثما ربكم بالتعويض بصفة‬
‫هنائية ويراعي يف ىذه النفقة أال تتجاوز التع ويض الذي ستثكم بو بصفة هنائية‪ ،‬وىو اؼبعموؿ بو يف اؼبمارسات القضائية‬
‫اعبزائرية‪ ،‬وىو ما يسمى " التعويض اعبزئي اؼبسبق"‪ ،‬لكن حىت يتجسد ىذا اغبق البد من توفر شروط وىي‪:‬‬
‫‪ -‬أف يكوف ىناؾ فعل ضار ارتكبو اؼبدعى عليو‪.‬‬
‫‪ -‬أف تكوف عناصر التعويض التزاؿ يف حاجة ؼبدة طويلة إلعداده‪.‬‬
‫‪ -‬أف تكوف ىناؾ ضرورة ملثة للطلب هبذه النفقة‪.‬‬
‫‪ -‬أف يكوف مبلغ النفقة من مبلغ التعويض الذي ينتظر أف يقدر بو الضرر(‪.)63‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬وقت تقدير التعويض‬
‫قد يصاب الشخص بضرر معُت عن خطأ اؼبسؤوؿ‪ ،‬مث يطرأ يف وقت الحق تغيَت على ىذا الضرر سواء بالنسبة‬
‫لقيمتو أو بالنسبة ؼبداه‪ ،‬ويثار يف ىذا الشأف الوقت الذي يتعُت على القاضي االعتداد بو عند ربديد قيمة الضرر الذي‬
‫يبٌت عليو تقدير التعويض(‪.)64‬‬
‫لتثديد وقت تقدير التعويض يبكن الًتدد بُت وقتُت وقت وقوع الضرر ووقت صدور اغبكم النهائي للتعويض‪.‬‬
‫‪1428‬‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬
‫أوال‪ :‬وقت صدور الحكم‬
‫جرت أحكاـ القضاء على تقدير التعويض ومالبساتو على أساس صبيع الظروؼ يوـ صدور اغبكم النهائي‪،‬‬
‫ويقصد بالظروؼ ما أؿ إليو الضرر من خطورة أو ربسن‪ ،‬وكذلك البفاض قيمة النقود وارتفاع األسعار(‪ ،)65‬فاغبكم‬
‫بالتعويض منشأ لو ال كاشف‪ ،‬ألف اغبق يف التعويض يظل حدا غَت ؿبدد اؼبقدار‪ ،‬فاغبكم ىو الذي وبدد مقدار‬
‫التعويض‪ ،‬إذ وجب االعتداد جبميع العناصر اليت توجد يف وقت اغبكم(‪.)66‬‬
‫قد يرى القاضي عندما ال يتيسر لو وقت اغبكم تقدير التعويض بصفة هنائية‪ ،‬أف وبتفظ للمضرور باغبق يف أف‬
‫يطالب خالؿ مدة بالنظر من جديد يف التقدير‪ ،‬كما ال يوجد ما يبنع القاضي اغبكم بالتعويض اؼبؤقت‪ ،‬إذا ما طلب‬
‫ذلك اؼبضرور لتغطية نفقات العالج ومصاريف التنقل‪ ،‬مىت كاف تقدير وبتاج إُف مدة عبمع عناصره‪ ،‬بشرط أف يكوف‬
‫مبلغ التعويض اؼبؤقت أقل من مبلغ التعويض اؼبنتظر(‪.)67‬‬
‫ثانيا‪ :‬وقت وقوع الضرر‬
‫يعتد بالضرر من وقت وقوعو كتاريخ لنشوء اغبق يف التعويض ألف اؼبسؤولية إمبا تًتتب على ما وقع من ضرر‪ ،‬وإنو‬
‫قبل أف يصاب الشخص بالضرر ال يتصور نشوء حق لو يف التعويض عما يصيبو(‪ ،)68‬وتظهر أنبية ذلك من حيث‬
‫احتساب عناصر الضرر اؼبستثق عنا التعويض‪ ،‬من حيث ربديد اؼبضرور باالنعكاس الذي يستثق تعويضا عما أصابو‬
‫من ضرر شخصي ناتج عما انعك س عليو من ضرر أصاب اؼبضرور اؼبباشر(‪ ،)69‬واؼبشكلة تتمثل يف أنو قد سبضي مدة‬
‫طويلة بُت ىذين الوقتُت حبيث يتغَت الضرر بأف ىبف أو يزيد‪.‬‬
‫تنص اؼبادة ‪ 131‬من القانوف على ما يلي‪ ..." :‬فإف َف يتيسر لو وقت اغبكم أف يقدر مدى التعويض‪."...‬‬
‫يفهم من نص اؼبادة أف اؼبشرع اعبزائري جعل وقت إصدار اغبكم ىو الوقت اؼبعموؿ بو لتقدير التعويض عن‬
‫الضرر‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دعوى التعويض ورقابة المحكمة العليا على نشاط القاضي التقديري‬
‫تعد الدعوى الوسيلة اؼبتاحة القتضاء اغبق يف جرب الضرر سواء تعلق األمر باؼبضرور أو ذويو‪ ،‬وذلك إللزامو‬
‫بإصالح خطأه اؼبرتكب‪.‬‬
‫فالضرر ىو سبب الدعوى‪ ،‬إذ بغَت وجود ضرر ال وجود ؼبصلثة‪ ،‬وبدوف ىذه األخَتة فال وجود للدعوى‪،‬‬
‫فاؼبصلثة ىي أساس الدعوى‪ ،‬ذلك أف موضوع دعوى اؼبسؤولية ىو التعويض الذي يطالب بو اؼبضرور عما أصابو من‬
‫حق من حقوقو أو مصلثة مشروعة‪ ،‬ومنو سنتطرؽ يف ىذا اؼبطلب إُف دعوى التعويض (الفرع األوؿ)‪ ،‬ومسألة تقادـ‬
‫دعوى التعويض يف(الفرع الثاين )‪ ،‬بينما خصصنا(الفرع الثالث ) لضوابط السلطة التقديرية من خالؿ دور احملمة العليا يف‬
‫رقابة نشاط القاضي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬دعوى التعويض‬
‫يقصد بدعوى التعويض‪ ،‬الوسيلة القضائية اؼبقررة للمضرور غبماية حقو‪ ،‬وذلك من خالؿ حصولو على التعويض‬
‫اعبابر للضرر الالحق بو من اؼبسؤوؿ‪ ،‬وذلك يف حالة إذا َف يتم ذلك رضاءً(‪ ،)70‬فهي الوسيلة اؼبعتادة لاللتجاء للقضاء‪،‬‬
‫‪1429‬‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬
‫فالنشاط القضائي يرتكز أساسا يف الدعوى‪ ،‬وفبا ينشأ عن رفعها إُف القضاء من خصومة‪ ،‬ووفقا ألحكاـ القانوف‪،‬‬
‫وىبضع تقدير التعويض لسلطة قاضي اؼبوضوع كونو من اؼبسائل الواقعية اليت تستقل بتقديره احملكمة‪.‬‬
‫من خالؿ ىذا التعريف يتضح أف الدعوى اؼبدنية موضوعها اؼبطالبة حبق ثابت‪ ،‬أو ؿبتمل الثبوت أو بتنفيذ التزاـ‬
‫متعهد بو‪ ،‬يتبناه شخص أو أكثر يدعى اؼب دعى ضد شخص أو اكثر باعتباره صاحب حق سلب منو يرغب يف‬
‫اسًتجاعو‪ ،‬ض د شخص أو أكثر باعتباره صاحب حق سلب منو يرغب يف اسًتجاعو‪ ،‬ضد شخص أو أكثر وىو اؼبدعى‬
‫عليو‪ ،‬واؼبدعى قد يبقى مدعى إذا ما تأكد فعال أنو صاحب حق‪ ،‬وقد يتثوؿ إُف مدعى عليو إذا ما أثبت خصمو أنو‬
‫ال وجو للنزاع الذي تبناه(‪.)71‬‬
‫أو االعتباري اؼبتقدـ إُف القضاء مطالبا اغبكم لو دبا يدعيو يف مواجهة شخص أخر يدعى اؼبدعى عليو"‪.‬‬
‫اؼبدعي ىو من غبق بو ضرر(اؼبضرور)‪ ،‬وىو الذي يطالب بالتعويض فغَت اؼبضرور لي س لو حق يف التعويض‪،‬‬
‫ويثبت ىذا اغبق للمضرور نفسو أو نائبو أو خلفو ولكل من ذويو‪.‬‬
‫ويشًتط لقبوؿ التعويض توفر الشروط اؼبنصوص عليو قانونا يف اؼبادة ‪13‬من قانوف اإلجراءات اؼبدنية واإلدارية‬
‫واؼبادة‪ 65‬من نف س القانوف(‪)72‬واؼبتعلقة بالصفة واؼبصلثة واألىلية‪.‬‬
‫من الشروط الالزمة لرفع الدعوى قبد اآلجاؿ واؼبواعيد‪ ،‬إذ أف مباشرة الدعوى يكوف ؿبصورا يف مواعيد وأجاؿ‬
‫ؿبددة ‪ ،‬وعليو فإف صاحب اغبق لي س لو اغبرية يف اختيار اؼبواعيد لعرض دعواه على القضاء‪ ،‬بل عليو رفعها يف اؼبيعاد‬
‫احملددة قانونا‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مسألة تقادم دعوى التعويض‬
‫يعترب التقادـ قرينة على النزوؿ عن اغبق‪ ،‬فمن يًتؾ حقا معينا ويسكت عن اؼبطالبة حبقو يفهم أنو تنازؿ عن ذلك‬
‫اغبق‪ ،‬وىناؾ نوعُت من التقادـ‪ ،‬التقادـ اؼبكسب واؼبسقط‪ ،‬والتقادـ يقوـ على اعتبارات عامة تتصل بالصلح العاـ‬
‫للمجتمع فهو يستند إُف ضرورة اجتماعية‪ ،‬يكوف ملزما لنظاـ اجملتمع حبي يستلزـ أف يوضع حدا للمنازعة يف أمر‬
‫معُت(‪.)73‬‬
‫يستلزـ لقبوؿ دعوى التعويض عدـ تقادـ اغبق الذي يؤس س عليو دعوى التعويض‪ ،‬فالشخص اؼبتمتع بالصفة‬
‫واؼبصلثة يف رفع ىذه الدعوى هبب أف يكوف حقو الشخصي والذايت موجودا وثابتا وَف يسقط بالتقادـ(‪ ،)74‬وتقادـ‬
‫دعوى التعويض يتمثل يف ثالثة أنواع ىي‪ :‬إما الطويل ( طبقا للمادة ‪ 308‬من القانوف اؼبدين أي ‪ 15‬سنة ) أو اؼبتوسط‬
‫( طبقا للمادة ‪ 309‬من نف س القانوف)‪ ،‬والقصَت طبقا للمادة ‪ 310‬و ‪ 311‬من نف س القانوف‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬رقابة المحكمة على السلطة التقديرية للقاضي‬
‫سبق لنا إثبات قياـ السلطة التقديرية للقاضي‪ ،‬كما ثبت لنا أهنا سلطة فعالة لدى القاضي يف فهم الواقع وإعماؿ‬
‫القانوف عليو وأشرنا اُف أف القاضي يبارس ىذه السلطة التقديرية يف كل غبظة من غبظات نشاطو القضائي‪ ،‬ومنو سنتطرؽ‬
‫لدراسة ربديد معٌت الرقابة على أعماؿ القاضي للسلطة التقديرية (أوال)‪،‬وعلى رقابة احملكمة العليا على سلطة القاضي يف‬
‫تقدير التعويض (ثانيا)‪.‬‬
‫‪1430‬‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬
‫أوال‪ :‬معنى الرقابة على السلطة التقديرية للقاضي‬
‫ذىب رأي من الفقو إُف القوؿ بأف القاضي وظيفتو تتلخص يف أف وبكم وفقا للقانوف‪ ،‬وأف ارادتو ليست منعدمة‬
‫عند مباشرتو لوظيفتو القضائية فالقوؿ بانعداـ أرادة القاضي يؤدي إُف انعداـ السلطة التقديرية‪ ،‬غَت أف ىذه السلطة‬
‫اؼبمنوحة للقاضي ليست فبنوحة كي يباشرىا على ىواه‪ ،‬إمبا يباشرىا على كبو متناسب وصثيح‪ ،‬إذ أف والية القضاء‬
‫ربتوي والية التقدير أو سلطة التقدير‪.‬‬
‫نطاؽ الرقابة على سلطة القاضي التقديرية يبتد ليشمل تقدير القاضي ؼبسائل الواقع‪ ،‬كما يشمل تقدير ؼبسائل‬
‫ال قانوف‪ ،‬وبناء على ذلك فإف النشاط الذىٍت الذي يقوـ بو القاضي ال ىبضع للرقابة اؼبباشرة للمثكمة‪ ،‬وإمبا ىبضع‬
‫لرقابتها غَت مباشرة عن طريق ما تقوـ بو ىذه األخَتة من رقابة عناصر ىذا النشاط‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬رقابة المحكمة العليا على سلطة القاضي في تقدير التعويض‬
‫تناوؿ اؼبشرع اعبزائري اختصاصات احملكمة العليا يف قانوف إ‪.‬ـ(‪ ،)75‬وذلك بالنص عليها يف اؼبادة ‪ 358‬حيث بُت‬
‫أف احملكمة العليا زبتص دبراقبة مدى مطابقة اغبكم اؼبطعوف فيو للقانوف(‪.)76‬‬
‫إف للمثكمة العليا اغبق يف فبارسة الرقابة على ما تقوـ بو ؿبكمة اؼبوضوع من االعتداد بعناصر تقدير التعويض‬
‫ولي س حملكمة اؼبوضوع أف زبتار ما تريد اختياره‪ ،‬أو إغفالو من بُت ىذه العناصر‪ ،‬وىذا ىو اؼببدأ‪ ،‬إال أف ىناؾ بعض‬
‫القرارات احملكمة تسَت ضد ىذا اؼببدأ‪ ،‬ألهنا زبلط بُت تقدير القاضي للتعويض دببلغ ثابت أو نصاب معُت أو قيمة ثابتة‬
‫وبُت عناصر تقدير التعويض(‪.)77‬‬
‫فاألوُف ىي مسألة واقع زبضع لتقدير قاضي اؼبوضوع وفقا ؼبا توضح لو جسامة أو يسر الضرر دوف رقابة عليو من‬
‫احملكمة‪ ،‬ولكن كيفية تطبيق القانوف على الواقع ىو الذي يكوف ؿبل رقابة احملكمة‪ ،‬وتنصب ىذه الرقابة على مدى‬
‫احًتاـ القاضي للعناصر واؼبعايَت اليت وضعها اؼبشرع أماـ القاضي للوصوؿ إُف تقدير التعويض الذي يتناسب مع الضرر‪.‬‬
‫طبقا ؼبا جاء يف القرار الصادر بتاريخ ‪،)78(2001/02/14‬عن احملكمة العليا إذ َف يشًتط أف يضمن القاضي‬
‫يف حكمو العناصر اليت استعملها للوصوؿ إُف تقدير التعويض فبا يتناسب والضرر‪ ،‬بل اكتفى بوجود معاينة الطابع‬
‫التعسفي والضرر اؼبادي واؼبعنوي الناتج عنو ومع ذلك فإف احملكمة العليا يف قرارات أخرى ؽبا تأخذ باؼببدأ اؼبذكور سابقا‪،‬‬
‫وتوجب ذكر العناصر اليت اعتمدىا القاضي يف الوصوؿ إُف تقرير التعويض‪ ،‬مثل ما جاء يف القرار الصادر بتاريخ‬
‫(‪)80‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪1993/01/06‬‬ ‫‪)79(،2002/07/25‬والقرار اؼبؤرخ يف‬
‫حيث أنو خبصوص التعويضات اؼبعنوية فإف منثها يدخل ضمن السلطة التقديرية لقضاة اؼبوضوع‪ ،‬وىي ال زبضع‬
‫لرقابة احملكمة العليا "‪.‬‬
‫كذلك ما جاء يف القرار الصادر عن احملكمة العليا بتاريخ ‪" )81( 2000/03/28‬حيث أنو إذا كاف القضاة غَت‬
‫ملزمُت بتثديد عناصر التعويض عن الضرر اؼبعنوي بإعتبار ىذا األخَت يتعلق باؼبشاعر واآلالـ الوجداين‪ ،‬فإف التعويض‬
‫عن الضرر اؼبادي ال بد من ربديد عناصر "‪.‬‬

‫‪1431‬‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫قد بينا من خالؿ ىذا اؼبوضوع األنبية البالغة للقاضي اؼبدين يف إعمالو لسلطتو التقديرية يف ؾباؿ التعويض‬
‫القضائي بوجو عاـ‪ ،‬ويف ؾباؿ التعويض عن الضرر اؼبعنوي بوجو خاص‪.‬‬
‫يعد التعويض جرب الضرر الذي أصاب اؼبضرور وللقاضي حرية اغبكم يف ذلك بالطريقة اليت يراىا مالئمة عبرب‬
‫الضرر بصفة عامة‪ ،‬والضرر اؼبعنوي بصفة خاصة‪ ،‬واؼبتمثلة يف التعويض العيٍت أو التعويض باؼبقابل‪ ،‬وعلى القاضي أف‬
‫يراعي يف حكمو مبدأ الطابع الكامل والعادؿ للضرر الذي أصاب اؼبضرور‪ ،‬مع أف اؼبشرع اعبزائري منح للقاضي سلطة‬
‫واسعة يف مسألة التعويض‪ ،‬إال أنو توجد قيود يف نطاؽ إعمالو ؽبذه السلطة‪ ،‬حيث ينبغي عليو إعماؽبا من أجل اؼبصلثة‬
‫العامة‪.‬‬
‫كما تطرقنا إُف مبدأ التعويض عن الضرر اؼبعنوي اؼبستثق للتعويض واغبكم بو من طرؼ القاضي‪ ،‬وذلك بعد‬
‫التطرؽ لصوره اؼبختلفة والشروط الواجب توافرىا يف ىذا الضرر‪ ،‬غَت أنو على القاضي أف يراعي يف تقديره عناصر‬
‫واعتبارات معينة أثناء عملية التقدير‪ ،‬كما عاعبنا دور احملكمة العليا اليت سبارس نشاط رقايب على القاضي اؼبوضوع‪ ،‬ويف‬
‫إطار ربديده للتعويض عن الضرر‪.‬‬
‫وبناء على ما سبق يبكن القوؿ أف التوازف غَت موجود يف مسألة التعويض عن األضرار اؼبعنوية‪ ،‬وذلك باختالؼ‬
‫نوع وجسامة الضرر‪.‬‬
‫ومن خالؿ ىذه الدراسة يبكن استخالص النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬كرس اؼبشرع فكرة السلطة التقديرية للقاضي يف ـبتلف فروع القانوف دبا يف ذلك القانوف اؼبدين‪ ،‬وىذا منذ فجر‬
‫االستقالؿ‪ ،‬وقد جعل من القواعد الصادرة دبوجب ىذه السلطة التقديرية قواعد خاصة ال ترقى إُف العمومية‪ ،‬إال اذا َّت‬
‫اجتهادا قضائيا واجب التطبيق‪.‬‬
‫ً‬ ‫اقرارىا من طرؼ احملكمة العليا جبميع غرفها ؾبتمعة‪ ،‬حينما تصبح‬
‫‪ -2‬يستمد القاضي اؼبدين سلطتو يف القانوف اؼبدين الذي نص يف اؼبادة األوُف منو على اؼبصادر اليت وبكم وفقها القاضي‬
‫وحسب مبادئها‪ ،‬فالقاضي ىنا يطبق القانوف ويستنبط منها أفكاره ويبٍت عليها أحكامو‪.‬‬
‫‪ -3‬تعترب السلطة التقديرية جوىر العمل القضائي وىي مالزمة لو‪ ،‬يبارسها القاضي يف كل مراحل الدعوى فهي ذات‬
‫طبيعة واحدة يف كل فروع القانوف‪ ،‬غَت أهنا تكوف متميزة يف القانوف اؼبدين حبكم اؼبسائل اليت يتناوؽبا فبا هبعل دور‬
‫القاضي اهبابيا وفعاال‪.‬‬
‫‪ -4‬خبصوص اؼبصادر اليت يستمد منها القاضي سلطتو التقديرية فهي جاءت بالتدريج يف نص اؼبادة األوُف من ؽ‪ .‬ـ‪.‬‬
‫ج‪ .‬وتتجلى يف مصادر رئيسية وأخرى احتياطية‪.‬‬
‫‪ -5‬يستند القاضي اؼبدين يف جرب الضرر إُف أحكاـ اؼبسؤولية التقصَتية‪ ،‬وكذا أحكاـ الشريعة‪ ،‬واليت مبناىا القاعدة‬
‫الدينية الكربى (ال ضرر وال ضرار)‪.‬‬
‫‪ -6‬يبارس القاضي اؼبدين نوعُت من التقدير‪ ،‬تقدير موضوعي حىت يصل إُف منح تعويض عادؿ للطرؼ اؼبضرور‪ ،‬وتقدير‬
‫شخصي يأخذ فيو بعُت االعتبار الظروؼ الشخصية لألطراؼ‪ ،‬ألف الضرر مسألة شخصية زبتلف من شخص إُف آخر‪.‬‬

‫‪1432‬‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬
‫‪ -7‬للقاضي اغبرية يف اغبكم بالتعويض للمضرور‪ ،‬وذلك بالطريقة اليت يراىا مالئمة عبرب الضرر‪ ،‬إما أف يكوف عينيا أو‬
‫دبقابل‪.‬‬
‫‪ -8‬السلطة التقديرية ىي مالزمة للوالية القضائية وهبب إخضاعها إُف صبلة من الضوابط اليت ربكم العمل القضائي‪.‬‬
‫‪ -9‬أخذ اؼبشرع اعبزائري دببدأ التعويض عن الضرر اؼبعنوي يف نص اؼبادة ‪ 182‬مكرر بعد تعديل ‪ 2005‬بعدما كاف‬
‫التعويض عنو ؿبل خالؼ قبل ذلك‪.‬‬
‫‪ -10‬وبكم القاضي بالتعويض الذي يراه ‪ ،‬وذلك مىت توافرت شروط وعناصر الضرر اؼبعنوي الالحق باؼبضرور‪ ،‬وال هبب‬
‫إغفاؿ أي شرط من الشروط وأي عنصر من العناصر اليت استند عليها يف تقديره‪.‬‬
‫‪ -11‬أعطى اؼبشرع للمضرور اغبق يف إعادة النظر يف التعويض اؼبقرر سلفا‪ ،‬وذلك عند تغَت وتفاقم الضرر‪ ،‬وعلى‬
‫القاضي مراعاة ذلك‪.‬‬
‫‪ -12‬شروط الضرر اؼبعنوي ىي نفسها شروط الضرر اؼبادي‪ ،‬ويف حالة توفرىا فإنو يبكن للمضرور اؼبطالبة بالتعويض عن‬
‫الضرر اؼبعنوي الذي أصابو‪.‬‬
‫‪ -13‬يقدر القاضي التعويض عن الضرر اؼبعنوي اؼببلغ الذي يراه مناسبا وكاؼ إلرضاء اؼبضرور‪ ،‬علما أف التعويض اؼباِف‬
‫ال يبثو الضرر‪ ،‬إال أنو يعطي للمضرور ترضيو زبفف عنو الضرر‪.‬‬
‫‪-14‬يعتد عند تقدير التعويض عن الضرر بتاريخ صدور اغبكم ولي س بتاريخ وقوع الضرر باعتبار أف االحكاـ الصادرة‬
‫بالتعويض عن الضرر‪ ،‬ىي أحكاـ مقررة للثصوؿ ولي س منشئة ؽبا‪ ،‬فيقوـ ويكوف ملزـ الدفع ويتمتع حبماية قانونية من‬
‫تاريخ اغبكم‪.‬‬
‫‪ -15‬وىبضع القاضي اؼبدين أثناء فبارستو لنشاطو التقديري يف ؾباؿ التعويض عن الضرر إُف رقابة قانونية تتمثل يف صبلة‬
‫القيود اليت ىبضع ؽبا أثناء أدائو للوظيفة القضائية عموما‪ ،‬وىذه الرقابة ال تنصب على النشاط الذىٍت الذي يقوـ بو‬
‫القاضي‪ ،‬وإمبا تكوف على مدى احًتاـ القاضي للعناصر واؼبعايَت اليت وضعها لو اؼبشرع للوصل إُف تقدير التعويض الذي‬
‫يتناسب مع اؼبضرور‪.‬‬
‫رغم أف اؼبشرع اعبزائري نظم مسألة التعويض وخوؿ القاضي سلطة التقدير يف ترسانة من النصوص القانونية‪ ،‬إال‬
‫أنو أغفل عدة نقاط ىامة الواجب أخذىا بعُت االعتبار‪ ،‬قبيزىا يف‪:‬‬
‫‪ -1‬حبذا لو أ مف اؼبشرع اعبزائري تطرؽ إُف تعريف السلطة التقديرية للقاضي بالنص عليها بصريح العبارة‪ ،‬حيث نص‬
‫عليها ضمنيا يف القانوف اؼبدين باعتباره الشريعة العامة‪.‬‬
‫‪ -2‬يستثسن لو أف اؼبشرع اعبزائري أعطى التعريف للضرر اؼبعنوي وَف يكتف بتعداد صوره يف اؼبادة ‪ 182‬مكرر‪.‬‬
‫‪ -3‬أغفل اؼبشرع اعبزائري وضع أحكاـ خاصة بالتعويض عن الضرر اؼبعنوي‪ ،‬وىذا األمر الذي وبيلنا دائما إُف تطبيق‬
‫األحكاـ العامة‪ ،‬يفضل لو أف اؼبشرع اعبزائري وضع معيار خاص بالتعويض عن الضرر اؼبعنوي‪ ،‬كما واغباؿ يف الضرر‬
‫اؼبادي‪.‬‬

‫‪1433‬‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬
‫بناءً على كل ىذه النقائص القانونية كاف على اؼبشرع تدارؾ ىذا وذلك بازباذ بعض التعديالت فيما ىبص اؼبواد‬
‫اؼبنظمة للتعويض عن الضرر اؼبعنوي‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫أوال‪:‬القرآن الكريم‬
‫ثانيا‪:‬النصوص القانونيةوالتنظيمية‬
‫أ‪ -‬الدستور‪:‬‬
‫‪ -1‬اؼبرسوـ الرئاسي رقم ‪ 438-96‬اؼبؤرخ يف ‪ ،1996/12/07‬اؼبتضمن دستور‪ 96‬اؼبعدؿ‪ ،‬اعبريدة الرظبية‪،‬‬
‫العدد‪ ،76‬اؼبؤرخة يف ‪.1996/12/08‬‬
‫ب‪ -‬القوانين‪:‬‬
‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 154-66‬اؼبؤرخ يف‪ ،1966/06/08‬يتضمن قانوف اإلجراءات اؼبدنية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬جعدد‪ 47‬لسنة‬
‫‪ ،1966‬معدؿ ومتمم(ملغى)‪.‬‬
‫‪ -2‬األمر رقم ‪ 155-66‬اؼبتضمن قانوف اإلجراءات اعبزائية‪ ،‬اؼبؤرخ يف ‪ ،1966/06/08‬اعبريدة الرظبية العدد‪،48‬‬
‫اؼبؤرخة يف ‪ ،1966/07/10‬اؼبعدؿ و اؼبتمم‪.‬‬
‫‪ -3‬األمر رقم‪ ،58-75‬اؼبؤرخ يف ‪ 1975/09/26‬اؼبتضمن القانوف اؼبدين‪ ،‬اعبريدة الرظبية العدد‪ 78،‬اؼبؤرخة يف‬
‫‪ ،1975/09/30‬اؼبعدؿ واؼبتمم بالقانوف‪ ،10/05‬اعبريدة الرظبية العدد ‪ ، 44‬اؼبؤرخة يف ‪.2005/06/20‬‬
‫‪ -4‬القانوف رقم‪ ،09-08‬اؼبؤرخ يف ‪ 25‬فرباير‪ ،2008‬اؼبتضمن قانوف اإلجرءات اؼبدنية واإلدارية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬جعدد‪،21‬‬
‫لسنة‪.2008‬‬
‫ج‪ -‬األحكام القضائية‪:‬‬
‫‪ -1‬احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة اؼبدنية‪ ،‬قرار رقم‪،87411‬مؤرخبتاريخ‪ ،1993/01/06‬نشرة القضاة‪ ،‬عدد‪.50‬‬
‫‪ -2‬احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة اؼبدنية‪ ،‬قرار رقم‪ ،23149‬مؤرخ بتاريخ‪ ،2000/03/28‬اجمللة قضائية‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬لسنة‬
‫‪.2003‬‬
‫احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة اؼبدنية‪ ،‬قرار رقم‪ ،214574‬مؤرخ بتاريخ‪ ،2001/02/14‬اجمللة قضائية‪ ،‬العدد األوؿ‪،‬‬
‫سنة‪.2002‬‬
‫‪ -3‬احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة اؼبدنية‪ ،‬قرار رقم‪ ،215762‬مؤرخ بتاريخ‪ ،2002/07/25‬اجمللة قضائية‪ ،‬العدد األوؿ‪،‬‬
‫سنة‪.2002‬‬
‫‪ -4‬احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة اؼبدنية‪ ،‬قرار رقم‪ ،575980‬مؤرخ يف ‪ ،2010/07/22‬قضية الشركة ذات اؼبسؤولية احملدودة‬
‫(ع‪.‬أ) ضد(ز‪.‬خ)‪ ،‬ؾبلة احملكمة العليا‪ ،‬عدد‪.2،2010‬‬
‫ثالثا‪ :‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬ابراىيم سيد أضبد‪ ،‬اؼببادئ القضائية للتقادـ يف اؼبواد اؼبدنية واعبزائري‪ ،‬منشأة اؼبعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪.2000 ،‬‬
‫‪1434‬‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬
‫‪ -2‬أضبد اغبسن اغبياري‪ ،‬اؼبسؤولية اؼبدنية للطبيب يف ضوء النظاـ القانوين األردين والنظاـ القانوين اعبزائري‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار‬
‫الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪.2008 ،‬‬
‫‪ -3‬أضبد شوقي ؿبمد عبد الرضبن‪ ،‬مدى التعويض عن تغيَت الضرر يف جسم اؼبضرور ومالو(يف اؼبسؤولية اؼبدنية العقدية‬
‫والتقصَتية)‪ ،‬الناشر اؼبعارؼ اإلسكندرية‪،‬د‪.‬ب‪.‬ف‪.2000،‬‬
‫‪ -4‬إدري س فاضلي‪ ،‬الوجيز يف النظرية العامة لإللتزاـ‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬اعبزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -5‬أسامة السيد عبد السميع‪ ،‬التعويض عن الضرر األديب‪ ( ،‬دراسة تطبيقية يف الفقو اإلسالمي والقانوف)‪ ،‬دار اعبامعة‬
‫اعبديدة‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪ -6‬العريب بلثاج‪ ،‬النظرية العامة لاللتزاـ يف القانوف اؼبدين اعبزائري‪ ،‬اعبزء الثاين‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬اعبزائر‪.‬‬
‫‪ -7‬جالؿ علي العدوي‪ ،‬مصادر اإللتزاـ(دراسة مقارنة يف القانونُت اؼبصري واللبناين)‪ ،‬داراعبامعية‪.1994،‬‬
‫‪ -8‬سليماف بوذياب‪ ،‬مبادئ القانوف اؼبدين( دراسة نظرية وتطبيقات عملية يف القانوف‪-‬اغبق‪-‬اؼبوجب واؼبسؤولية)‪،‬‬
‫اؼبؤسسة اعبامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪ -9‬سليماف مرقص‪ ،‬الوايف يف شرح القانوف اؼبدين(الفعل الضار واؼبسؤولية اؼبدنية)‪ ،‬اجمللد األوؿ‪،‬ط‪،‬د‪.‬ب‪.‬ف‪.1992،‬‬
‫‪ -10‬سيد السيد علي‪ ،‬التعويض عن اعماؿ السلطات العامة(دراسة مقارنة)‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ف‪.2012،‬‬
‫‪ -11‬عبد العزيز اللصاصمة‪ ،‬اؼبسؤولية اؼبدنية التقصَتية الفعل الضار( أساسها وشروطها)‪ ،‬نظرية االلتزاـ يف ضوء القانوف‬
‫اؼبدين اؼبقارف‪ ،‬دار الشروؽ للنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪.2002 ،‬‬
‫‪ -12‬عبد الكرمي فودة‪ ،‬التعويض اؼبدين يف (اؼبسؤولية اؼبدنية والتقصَتية)‪ ،‬دار اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬القاىرة‪،‬د‪.‬س‪.‬ف‪.‬‬
‫‪ -13‬علي فيالِف‪ ،‬اإللتزمات ( الفعل اؼبستثق التعويض)‪ ،‬موّف للنشر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬اعبزائر‪.2013،‬‬
‫‪ -14‬ؿبمد الصربي السعدي‪ ،‬النظرية العامة لإللتزامات(أحكاـ اإللتزاـ)‪ ،‬الواضح يف شرح القانوف اؼبدين‪ ،‬دار اؽبدى‪،‬‬
‫اعبزائر‪.2010،‬‬
‫‪ -15‬ؿبمد امُت عابدين‪ ،‬التعويض بُت الضرر اؼبادي واالديب واؼبوروث‪ ،‬دار الفكر اعبامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ -16‬ؿبمد عبد الغفور العماوي‪ ،‬التعويض عن األضرار اعبسدية واألضرار اجملاورة ؽبا(دراسة مقارنة) بُت الشريعة‬
‫والقانوف‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬األردف‪.2012 ،‬‬
‫‪ -17‬ؿبمود عادؿ ؿبمود‪ ،‬االلتزاـ بالتثذير يف ؾباؿ تداوؿ اؼبنتجات اػبطرة (دراسة مقارنة)‪ ،‬منشورات اغبليب اغبقوقية‪،‬‬
‫لبناف‪.2016 ،‬‬
‫‪ -18‬ؿبود جالؿ ضبزة‪ ،‬العمل غَت اؼبشروع باعتباره مصدرا لاللتزاـ (القواعد العامة‪ ،‬القواعد اػباصة)‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات‬
‫اعبامعية‪ ،‬اعبزائر‪.1985 ،‬‬
‫‪ -19‬مصطفى اعبماؿ‪ ،‬مصادر أحكاـ اإللتزاـ(دراسة مقارنة)‪ ،‬منشورات اغبليب اغبقوقية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬د‪،‬س‪،‬ف‪.‬‬
‫‪ -20‬مصطفى العوجي‪ ،‬القانوف اؼبدين( اؼبسؤولية اؼبدنية)‪ ،‬اعبزء الثاين‪ ،‬منشورات اغبليب اغبقوقية‪ ،‬لبناف‪.‬‬

‫‪1435‬‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬
‫‪ -21‬منذر الفضل‪ ،‬النظرية العامة لإللتزامات (دراسة مقارنة بُت الفقو اإلسالمي والقوانُت الوضعية)‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪،‬‬
‫اعبزء األوؿ‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪.1997،‬‬
‫‪ -22‬نبيل ابراىيم سعد‪ ،‬النظرية العامة لإللتزاـ(مصادر اإللتزاـ)‪ ،‬دار اعبامعة اعبديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2009 ،‬‬
‫‪ -23‬نبيل صقر‪ ،‬التقادـ يف التشريع اعبزائري نصا‪ ،‬شرحا‪،‬وتطبيقا‪ ،‬اعبزائر‪،‬د‪.‬س‪.‬ف‪.‬‬
‫رابعا‪:‬المقاالت‪:‬‬
‫‪ -1‬رائد كاظم ؿبمد اغبداد‪ "،‬التعويض يف اؼبسؤولية التقصَتية"‪ ،‬ؾبلة الكوفة‪ ،‬كلية القانوف والعلوـ السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫الكوفة‪ ،‬العدد‪.08‬‬
‫خامسا‪ :‬األطروحات والمذكرات‪:‬‬
‫أ‪ -‬األطروحات‪:‬‬
‫‪ -1‬شهرزاد بوسطلة‪ ،‬جرب الضرر اؼبعنوي يف الفقو اإلس المي ويف القانوف الوضعي( دراسة تطبيقية يف قوانُت األحواؿ‬
‫الشخصية العربية)‪ ،‬مذكرة لنيل درجة الدكتوراه يف العلوـ اإلسالمية‪ ،‬كلية الشريعة واالقتصاد‪ ،‬جامعة األمَت عبد القادر‪،‬‬
‫قسنطينة‪.2017،‬‬
‫ب‪ -‬المذكرات‪:‬‬
‫‪ -1‬السعيد مقدـ‪ ،‬التعويض عن الضرر اؼبعنوي يف اؼبسؤولية اؼبدنية (دراسة مقارنة)‪ ،‬رسالة ماجستَت يف العقود‬
‫واؼبسؤولية‪ ،‬معهد اغبقوؽ والعلوـ اإلدارية‪ ،‬جامعة اعبزائر‪.1992،‬‬
‫‪ -2‬شريف حبماوي ‪ ،‬التعويض عن األضرار اعبسدية بُت األساس التقليدي للمسؤولية اؼبدنية واألساس اغبديث‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة اؼباجستَت يف القانوف اػباص‪ ،‬كلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة بلقايد‪ ،‬تلمساف‪.2008 ،‬‬
‫‪ -3‬كريبة عباشي‪ ،‬الضرر يف اجملاؿ الطيب‪ ،‬مذكرة لنيل اؼباجستَت يف القانوف‪ ،‬كلية اغبقوؽ والعلوـ السياسية‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2011 ،‬‬
‫‪ -4‬فروبة كماؿ‪ ،‬اؼبسؤولية اؼبدنية للطبيب‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة اؼباجستَت يف القانوف اػباص‪ ،‬كلية اغبقوؽ والعلوـ‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2012،‬‬
‫‪ -5‬زاىية عيساوي‪ ،‬اؼبسؤولية اؼبدنية للصديدِف ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة اؼباجستَت يف القانوف‪ ،‬فرع قانوف اؼبسؤولية اؼبهنية‪،‬‬
‫كلية اغبقوؽ والعلوـ السياسية‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪.2012 ،‬‬
‫‪ -6‬سناء طبي س‪ ،‬اؼبسؤولية اؼبوضوعية للمنتج كألية تعويضية لضثايا حوادث اؼبنتوجات اؼبعيبة(دراسة مقارنة)‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة اؼباجستَت يف القانوف‪ ،‬قانوف العقود‪ ،‬كلية اغبقوؽ والعلوـ السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،‬‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ -7‬صربينةأيت ساحل‪ ،‬أيت معمر ججيقة‪ ،‬الضرر الطيب‪ ،‬مذكرة زبرج لنيل شهادة اؼباسًت يف اغبقوؽ‪ ،‬كلية اغبقوؽ‬
‫والعلوـ السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرضبن مَتة‪ ،‬جباية‪.2013 ،‬‬

‫‪1436‬‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬

‫‪ -1‬ؿبود جالؿ ضبزة‪ ،‬العمل غَت اؼبشروع باعتباره مصدرا لاللتزاـ (القواعد العامة‪ ،‬القواعد اػباصة)‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬اعبزائر‪ ،1985 ،‬ص‪.106‬‬
‫‪-2‬ؿبمود عادؿ ؿبمود‪ ،‬االلتزاـ بالتثذير يف ؾباؿ تداوؿ اؼبنتجات اػبطرة (دراسة مقارنة)‪ ،‬منشورات اغبليب اغبقوقية‪ ،‬لبناف‪ ،2016 ،‬ص‪.182‬‬
‫‪ -3‬سليماف بوذياب‪ ،‬مبادئ القانوف اؼبدين( دراسة نظرية وتطبيقات عملية يف القانوف‪-‬اغبق‪-‬اؼبوجب واؼبسؤولية)‪ ،‬اؼبؤسسة اعبامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫لبناف‪ ،‬ص‪.153‬‬
‫‪-4‬اؼبرجع نفسو‪.‬‬
‫‪ -5‬عبد العزيز اللصاصمة‪ ،‬اؼبسؤولية اؼبدنية التقصَتية الفعل الضار( أساسها وشروطها)‪ ،‬نظرية االلتزاـ يف ضوء القانوف اؼبدين اؼبقارف‪ ،‬دار الشروؽ للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردف‪ ،2002 ،‬ص‪.90-89‬‬
‫‪-6‬أمر رقم‪ ،58-75‬اؼبؤرخ يف ‪ 1975/09/26‬اؼبتضمن القانوف اؼبدين‪ ،‬اعبريدة الرظبية العدد‪ 78،‬اؼبؤرخة يف ‪ ،1975/09/30‬اؼبعدؿ واؼبتمم‬
‫بالقانوف‪ ،10/05‬اعبريدة الرظبية العدد ‪ ، 44‬اؼبؤرخة يف ‪.2005/06/20‬‬
‫‪ -7‬السعيد مقدـ‪ ،‬التعويض عن الضرر اؼبعنوي يف اؼبسؤولية اؼبدنية (دراسة مقارنة)‪ ،‬رسالة ماجستَت يف العقود واؼبسؤولية‪ ،‬معهد اغبقوؽ والعلوـ اإلدارية‪ ،‬جامعة‬
‫اعبزائر‪،1992،‬ص‪.73‬‬
‫‪-8‬سورة النور‪،‬اآلية ‪04‬‬
‫‪ -9‬السعيد مقدـ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.03‬‬
‫‪ -10‬أسامة السيد عبد السميع‪ ،‬التعويض عن الضرر األديب‪ ( ،‬دراسة تطبيقية يف الفقو اإلسالمي والقانوف)‪ ،‬دار اعبامعة اعبديدة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ص‪.239‬‬
‫‪ -11‬شهرزاد بوسطلة‪ ،‬جرب الضرر اؼبعنوي يف الفقو اإلسالمي ويف القانوف الوضعي( دراسة تطبيقية يف قوانُت األحواؿ الشخصية العربية)‪ ،‬مذكرة لنيل درجة‬
‫الدكتوراه يف العلوـ اإلسالمية‪ ،‬كلية الشريعة واالقتصاد‪ ،‬جامعة األمَت عبد القادر‪ ،‬قسنطينة‪،2017،‬ص‪84‬‬
‫‪-12‬كريبة عباشي ‪ ،‬الضرر يف اجملاؿ الطيب‪ ،‬مذكرة لنيل اؼباجستَت يف القانوف‪ ،‬كلية اغبقوؽ والعلوـ السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2011 ،‬ص‪.26‬‬
‫‪ -13‬حسن علي الذنوف‪ ،‬اؼببسوط يف شرح القانوف اؼبدين(الضرر)‪ ،‬دار وائل‪ ،‬البثرين‪ ،‬دوف سنة طبع‪.‬‬
‫‪-14‬عبد العزيز اللصاصمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.100‬‬
‫‪ -15‬كريبة عباشي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ -16‬عبد العزيز اللصاصمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.102‬‬
‫‪ -17‬أضبد اغبسن اغبياري‪ ،‬اؼبسؤولية اؼبدنية للطبيبفي ضوء النظاـ القانوين األردين والنظاـ القانوين اعبزائري‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪،‬‬
‫‪،2008‬ص‪.‬ص‪.133-132‬‬
‫‪-18‬أمر رقم ‪ 155-66‬اؼبتضمن قانوف اإلجراءات اعبزائية‪ ،‬اؼبؤرخ يف ‪ ،1966/06/08‬اعبريدة الرظبية العدد‪ ،48‬اؼبؤرخة يف ‪ ،1966/07/10‬اؼبعدلواؼبتمم‪،‬‬
‫مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-19‬مصطفى العوجي‪ ،‬القانوف اؼبدين( اؼبسؤولية اؼبدنية)‪ ،‬اعبزء الثاين‪ ،‬منشورات اغبليب اغبقوقية‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص‪.167‬‬
‫‪ -20‬علي فيالِف‪ ،‬اإللتزمات( الفعل اؼبستثق التعويض)‪ ،‬موّف للنشر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬اعبزائر‪،2013،‬ص‪.213‬‬
‫‪ -21‬ؿبمد امُت عابدين‪ ،‬التعويض بُت الضرر اؼبادي واالديب واؼبوروث‪ ،‬دار الفكر اعبامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.126‬‬
‫‪-22‬سليماف بوذياب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ -23‬ؿبمد أمُت عابدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.126‬‬
‫‪ -24‬سليماف بوذياب‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.15‬‬
‫‪-25‬علي فيالِف‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.297‬‬
‫‪-26‬صربينةأيت ساحل ‪ ،‬أيت معمر ججيقة‪ ،‬الضرر الطيب‪ ،‬مذكرة زبرج لنيل شهادة اؼباسًت يف اغبقوؽ‪ ،‬كلية اغبقوؽ والعلوـ السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرضبن مَتة‪،‬‬
‫جباية‪،2013،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -27‬ؿبمد أضبد عابدين‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.59‬‬
‫‪ -28‬مصطفى العوجي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.220‬‬
‫‪-29‬سيد السيد علي‪ ،‬التعويض عن اعماؿ السلطات العامة(دراسة مقارنة)‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ف‪،2012،‬ص‪.310‬‬

‫‪1437‬‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬

‫‪-30‬منذر الفضل‪ ،‬النظرية العامة لإللتزامات ( دراسة مقارنة بُت الفقو اإلسالمي والقوانُت الوضعية)‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪ ،‬اعبزء األوؿ‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عماف‪،1997،‬ص‪.399‬‬
‫‪-31‬العريب بلثاج‪ ،‬النظرية العامة لاللتزاـ يف القانوف اؼبدين اعبزائري‪ ،‬اعبزء الثاين‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬اعبزائر‪،1999،‬ص‪.166‬‬
‫‪-32‬رائد كاظم ؿبمد اغبداد‪ "،‬التعويض يف اؼبسؤولية التقصَتية"‪ ،‬ؾبلة الكوفة‪ ،‬كلية القانوف والعلوـ السياسية‪ ،‬جامعة الكوفة‪ ،‬العدد‪،08‬ص‪.78‬‬
‫‪-33‬شريف حبماوي ‪ ،‬التعويض عن األضرار اعبسدية بُت األساس التقليدي للمسؤولية اؼبدنية واألساس اغبديث‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة اؼباجستَت يف القانوف اػباص‪،‬‬
‫كلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة بلقايد‪ ،‬تلمساف‪ ،2008 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ -34‬إدري س فاضلي‪ ،‬الوجيز يف النظرية العامة لإللتزاـ‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬اعبزائر‪،2009 ،‬ص‪.216‬‬
‫‪ -35‬علي فيالِف‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.277‬‬
‫‪ -36‬السيد مقدـ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.156‬‬
‫‪ -37‬احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة اؼبدنية‪ ،‬قرار رقم‪ ،575980‬مؤرخ يف ‪ ،2010/07/22‬قضية الشركة ذات اؼبسؤولية احملدودة (ع‪.‬أ) ضد(ز‪.‬خ)‪ ،‬ؾبلة احملكمة‬
‫العليا‪ ،‬عدد‪،2،2010‬ص‪.157‬‬
‫‪ -38‬كريبة عباشي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.23‬‬
‫‪ -39‬صربينةأيت ساحل‪ ،‬أيت معمر ججيقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪ -40‬ؿبمد عبد الغفور العماوي‪ ،‬التعويض عن األضرار اعبسدية واألضرار اجملاورة ؽبا(دراسة مقارنة) بُت الشريعة والقانوف‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫‪،2012‬ص‪.146‬‬
‫‪ -41‬اؼبرجع نفسو‪،‬ص‪.150‬‬
‫‪ -42‬أسامة السيد عبد السميع‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.‬ص‪.294-293.‬‬
‫‪ -43‬مصطفى العوجي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.180‬‬
‫‪ -44‬كريبة عباشي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.24‬‬
‫‪ -45‬إدريسفاضلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.225‬‬
‫‪ -46‬كريبة عباشي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -47‬ؿبمد عبد الغفور العماري‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.164‬‬
‫‪ -48‬السعيد مقدـ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.149‬‬
‫‪ -49‬مصطفى العوجي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.172‬‬
‫‪ -50‬ؿبمد الصربي السعدي‪ ،‬النظرية العامة لإللتزامات(أحكاـ اإللتزاـ)‪ ،‬الواضح يف شرح القانوف اؼبدين‪ ،‬دار اؽبدى‪ ،‬اعبزائر‪،2010،‬ص‪.74‬‬
‫‪ -51‬جالؿ علي العدوي‪ ،‬مصادر اإللتزاـ(دراسة مقارنة يف القانونُت اؼبصري واللبناين)‪ ،‬دار اعبامعية‪،1994،‬ص‪.‬ص‪.393-392.‬‬
‫‪ -52‬مصطفى اعبماؿ‪ ،‬مصادر أحكاـ اإللتزاـ(دراسة مقارنة)‪ ،‬منشورات اغبليب اغبقوقية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬د‪،‬س‪،‬ف‪،‬ص‪،‬ص‪.250-249.‬‬
‫‪ -53‬نبيل ابراىيم سعد‪ ،‬النظرية العامة لإللتزاـ(مصادر اإللتزاـ)‪ ،‬دار اعبامعة اعبديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2009 ،‬ص‪.448‬‬
‫‪ -54‬العريب بلثاج‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.269‬‬
‫‪ -55‬عبد اهلل لفقَتي‪ ،‬لطيفة األغواطي‪ ،‬حسُت ماحي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.78‬‬
‫‪ -56‬فروبة كماؿ‪ ،‬اؼبسؤولية اؼبدنية للطبيب‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة اؼباجستَت يف القانوف اػباص‪ ،‬كلية اغبقوؽ والعلوـ السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي‬
‫وزو‪،2012،‬ص‪..328‬‬
‫‪ -57‬منذر الفضل‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.328‬‬
‫‪ -58‬مصطفى العوجي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.67‬‬
‫‪-59‬اؼبرجع نفسو‪.‬‬
‫‪ -60‬فروبة كماؿ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.274‬‬
‫‪ -61‬سناء طبي س ‪ ،‬اؼبسؤولية اؼبوضوعية للمنتج كألية تعويضية لضثايا حوادث اؼبنتوجات اؼبعيبة(دراسة مقارنة)‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة اؼباجستَت يف القانوف‪ ،‬قانوف‬
‫العقود‪ ،‬كلية اغبقوؽ والعلوـ السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،2015 ،‬ص‪.123‬‬

‫‪1438‬‬
‫التقدير القضائي للتعويض عن الضرر المعنوي في التشريع الجزائري‬ ‫نسيمة حشود‬

‫‪ -62‬زاىية عيساوي‪ ،‬اؼبسؤولية اؼبدنية للصديدِف‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة اؼباجستَت يف القانوف‪ ،‬فرع قانوف اؼبسؤولية اؼبهنية‪ ،‬كلية اغبقوؽ والعلوـ السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫تيزي وزو‪،2012،‬ص‪.169‬‬
‫‪ -63‬سناء طبي س‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.123‬‬
‫‪ -64‬أضبد شوقي ؿبمد عبد الرضبن‪ ،‬مدى التعويض عن تغيَت الضرر يف جسم اؼبضرور ومالو(يف اؼبسؤولية اؼبدنية العقدية والتقصَتية)‪ ،‬الناشر اؼبعارؼ‬
‫اإلسكندرية‪،‬د‪.‬ب‪.‬ف‪،2000،‬ص‪.03‬‬
‫‪-65‬إدريسفاضلي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.236‬‬
‫‪ -66‬السعيد مقدـ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.198‬‬
‫‪-67‬إدريسفاضلي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.236‬‬
‫‪ -68‬السعيد مقدـ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.199‬‬
‫‪ -69‬أضبد شوقي ؿبمد عبد الرضبن‪ ،‬السعيد مقدـ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -70‬عبد الكرمي فودة‪ ،‬التعويض اؼبدين يف (اؼبسؤولية اؼبدنية والتقصَتية)‪ ،‬دار اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬القاىرة‪،‬د‪.‬س‪.‬ف‪،‬ص‪.175‬‬
‫‪ -71‬سليماف مرقص‪ ،‬الوايف يف شرح القانوف اؼبدين(الفعل الضار واؼبسؤولية اؼبدنية)‪ ،‬اجمللد األوؿ‪،‬ط‪،‬د‪.‬ب‪.‬ف‪،1992،‬ص‪.569‬‬
‫‪ -72‬قانوف رقم‪ ،09-08‬اؼبؤرخ يف ‪ 25‬فرباير‪ ،2008‬اؼبتضمن قانوف اإلجرءات اؼبدنية واإلدارية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬جعدد‪ ،21‬لسنة‪.2008‬‬
‫‪ -73‬نبيل صقر‪ ،‬التقادـ يف التشريع اعبزائري نصا‪ ،‬شرحا‪،‬وتطبيقا‪ ،‬اعبزائر‪،‬د‪.‬س‪.‬ف‪،‬ص‪.06‬‬
‫‪ -74‬ابراىيم سيد أضبد‪ ،‬اؼببادئ القضائية للتقادـ يف اؼبواد اؼبدنية واعبزائري‪ ،‬منشأة اؼبعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪،2000 ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ -75‬األمر رقم ‪ 154-66‬مؤرخ يف‪ ،1966/06/08‬يتضمن قانوف اإلجراءات اؼبدنية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬جعدد‪ 47‬لسنة ‪ ،1966‬معدؿ ومتمم(ملغى)‪.‬‬
‫‪ -76‬تنص اؼبادة ‪ 152‬من اؼبرسوـ الرئاسي‪ 438-96‬اؼبؤرخ يف ‪ 1996/12/07‬اؼبتضمن دستور‪ 96‬اؼبعدؿ‪ ،‬مرجع سابق‪" ،‬سبثل احملكمة العليا اؽبيئة اؼبقومة‬
‫ألعماؿ اجملال س القضائية واحملاكم‪"...‬‬
‫‪ -77‬فروبة كماؿ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -78‬احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة اؼبدنية‪ ،‬قرار رقم‪ ،214574‬مؤرخ بتاريخ‪ ،2001/02/14‬اجمللة قضائية‪ ،‬العدد األوؿ‪ ،‬سنة‪،2002‬ص‪.195‬‬
‫‪ -79‬احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة اؼبدنية‪ ،‬قرار رقم‪ ،215762‬مؤرخ بتاريخ‪ ،2002/07/25‬اجمللة قضائية‪ ،‬العدد األوؿ‪ ،‬سنة‪،2002‬ص‪.279‬‬
‫‪ -80‬احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة اؼبدنية‪ ،‬قرار رقم‪،87411‬مؤرخبتاريخ‪ ،1993/01/06‬نشرة القضاة‪ ،‬عدد‪.50‬‬
‫‪ -81‬احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة اؼبدنية‪ ،‬قرار رقم‪ ،23149‬مؤرخ بتاريخ‪ ،2000/03/28‬اجمللة قضائية‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬لسنة ‪،2003‬ص‪.593‬‬

‫‪1439‬‬

You might also like