غابة المعمورة رئة حاضرة الرباط وسلا

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 2

‫‪Université Mohammed V- Agdal‬‬ ‫جامعة محمد الخامس‪-‬أكدال‬

‫‪Faculté des Lettres et des Sciences Humaines‬‬ ‫كلية اآلداب والعلوم الإلنسانية‪،‬‬
‫‪Département de géographie‬‬ ‫شعبة الجغرافيا‬
‫‪Laboratoire de géographie Physique pour Etudes et Recherches‬‬ ‫مختبر الجغرافيا الطبيعية للدراسات واألبحاث البيئية‬
‫‪Environnementales‬‬

‫غابة المعمورة رئة حاضرة الرباط وسال‬


‫بين إكراهات التنمية السوسيو‪-‬اقتصادية‬
‫و ضرورات التهيئة والصون البيئي‬
‫األستاذ الدكتور محمد الطيلسان‬

‫اليوم العالمي لألرض‬


‫‪ -26‬أبريل ‪2012‬‬ ‫‪ -1‬تقديم‬
‫‪ -2‬اإلشكالية‬
‫موقع غابة المعمورة من‬
‫‪ -‬تشغل الغابات مساحات أساسية من المجال‬
‫تتعرض المنظومة البيئية لغابة المعمورة اليوم لضغوط بشرية متنوعة‪ ،‬أدت إلى‬
‫المجال الغابوي بالمغرب‬
‫القروي‪ ،‬تصل نسبتها في بعض البلدان إلى أكثر‬
‫تراجع المجال الغابوي‪ ،‬من حيث المساحة والكثافة‪ ،‬الشيء الذي أضحى يهدد‬
‫استمرار وجوده‪ ،‬كما يطرح مشكل تراجع التنوع اإلحيائي به‪ ،‬وما سيترتب عنه من‬
‫من ‪ .%10‬كما هو الحال في المغرب‪.‬‬
‫أخطار تنشيط اساليب ومظاهر التصحر‪.‬‬
‫‪ -‬تمثل البيئة الغابوية تراثا ً طبيعيا ً ثمينا ً للحياة‬
‫‪ -‬فقد كان استعمال غابة المعمورة رعوي باألساس‪ ،‬يمارس من طرف ساكنة محلية‬ ‫البشرية‪ ،‬يكتنز في ذاكرته تفاصيل التطور‬
‫من أصل امازيغي وعربي (زمور‪ ،‬السهول‪ ،‬عامر واحصين)‪ ،‬عرفت خالل العقد‬
‫األخير من القرن الماضي تطورا ديموغرافيا مهما (أ)؛‬
‫اإلحيائي الطويل للمجال المغربي‪ ،‬مما يتطلب‬
‫العناية به والحفاظ عليه‪.‬‬
‫‪ -‬لكن حاليا وأمام تزايد االستغالل الجائر للسكان القرويين ارتباطا بتطور قطيع‬
‫الماشية (ب)‪ ،‬والحيز الزراعي خصوصا المسقي (ج)‪ ،‬وضغط طلب المناطق‬ ‫‪ -‬كما توفر موارد عيش أساسية أو تكميلية لنسب‬
‫الحضرية المجاورة على الموارد الطبيعية لغابة المعمورة (د)‪ ،‬أصبحت تشكل وسطا‬
‫بيئا مندمجا بصفة مباشرة ضمن منطقة نفوذ المدن الساحلية الرئيسية للرباط وسال‬
‫مهمة من سكان البوادي‪ ،‬بل تقدم مداخيل مهمة‬
‫والقنيطرة ‪ ،‬وكذا المدن الداخلية الصغيرة مثل تيفلت والخميسات‪.‬سيدي يحي الغرب؛‬ ‫للدولة وكذا الجماعات المحلية‪.‬‬

‫‪ -‬لقد أضحى مجال هذه الغابة يشكل احتياطا عقاريا أساسيا‪ ،‬لبناء مدن تابعة وبنية‬
‫تحتية محلية وأخرى وطنية (طرق سيارة وغيرها)‪ ،‬إضافة إلى استعمال فضاء الغابة‬ ‫‪ -3‬تطور استراتيجيات التعامل مع المجال الغابوي‬
‫ألنشطة ترفيهية عشوائية لسكان المدن‪ ،‬استعمال أصبحت له عواقب سلبية أكثر على‬
‫الوضع الحالي والمستقبلي لهذا الموئل الغابوي الفريد بالمغرب؛ الشيئ الذي أصبح‬
‫يشكل عقبة أمام برامج صيانتها وحماية مكوناتها البيئية‪.‬‬
‫‪-1‬مرحلة ما قبل الحماية‪ :‬سابقا كانت الغابة مندمجة في المجال القبلي لكل مجموعة بشرية ‪ ،‬حيث تمثل‬
‫من هنا يأتي تساؤلنا عن حول وضعية الغابة بين؛‬ ‫ركيزة أساسية للعيش يتم استغاللها حسب أعراف قبلية صارمة‪.‬‬
‫‪ -‬الفقر االجتماعي الذي فرض على السكان تكثيف استغالل الغابة وتغيير طرقه‬
‫وإلغاء أعرافه لدرجة تصل أحيانا ً إلى حد االستنزاف؛‬ ‫‪-2‬الفترة االستعمارية‪ :‬تميزت بإخضاع المجال الغابوي لملكية الدولة وتقنين استعماالته من خالل ظهير‬
‫‪10‬أكتوبر ‪ 1917‬والقوانين المواكبة‪ ،‬الشيء الذي أدت إلى تحطيم أنظمة اإلنتاج السابقة وفتح الغابة أمام‬
‫‪ -‬ضغط مشاريع التنمية المحلية والوطنية‪ ،‬التي ستؤدي إلى التوسع العمراني لمجمع‬ ‫استعماالت جديدة سمحت بهيمنة المقاوالت الرأسمالية على االقتصاد الغابوي‪.‬‬
‫الحضري للرباط‪-‬سال وبناء الطريق السيار‪...‬إلخ؛‬
‫‪-3‬مرحلة ما بعد االستقالل‪ :‬والتي تميزت؛‬
‫‪ -‬لذلك أضحى بالضرورة‪ ،‬إلى جانب تلبية متطلبات التنمية البشرية‪ ،‬العمل على‬ ‫‪ -‬باستمر النهج السابق عمليا ً منذ االستقالل حتى سبعينات القرن الماضي‪.‬‬
‫تأهيل المجال الغابوي من أجل المحافظة على البيئة الطبيعية والموارد الغابوية‬ ‫‪ -‬صدور ظهير سنة ‪ 1976‬وتبني مبدأ الالمركزية في ميدان تسيير الملك الغابوي مع إعادة االعتبار‬
‫الفريدة بالمنطقة‪.‬‬ ‫للسكان المحليين من خالل منتخبي الجماعات المحلية‪ ،‬التي أصبحت تستفيد من ‪ %80‬من المداخيل‬
‫الغابوية‪ ،‬مقابل القيام بأشغال متنوعة تهم تهيئة وتنظيم االستغالل في هذا المجال‪.‬‬
‫وعلى الرغم من تنفيذ مشاريع تنموية وسن سياسة تهيئة مجال غابة المعمورة‪ ،‬فإن النتائج لم تكن‬
‫مرضية‪.‬‬

‫(أ) التطور الديمغرافي للسكان المحليين بمجال غابة المعمورة‬

‫(ب) تطور قطيع الماشية بمجال غابة المعمورة‬

‫(ج) تطور القطاع الزراعي بمجال غابة المعمورة‬ ‫(د) تطور المجال الحضري واألنشطة االقتصادية للرباط وسـال على حساب مجال غابة المعمورة‬

‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪UNIVERSITE MOHAMMED V – FACULTE DES LETTRES ET DES SIENCES HUMAINES RABAT‬‬
‫‪ B.P 1040‬ص‪.‬ب‪ Rabat - MAROC .‬الرباط – المغرب ‪ - FAX -‬فاكس ‪037- 77 -20 -68‬‬
‫الهاتف ‪Tél : 77.19.89 /77.18.73/77.18.93 :‬‬
‫ب‪ -‬تناقص التنوع اإلحيائي عبر فقدان اصناف نباتية أصيلة وتقلص الكثافة الشجرية بداخل‬
‫‪-4‬مظاهر تدهور المجال الغابوي للمعمورة‬
‫وفي هوامش الغابة‬
‫أ‪ -‬تراجع مساحة غابة البلوط الفليني بالمعمورة‬

‫‪160000‬‬
‫‪140000‬‬
‫‪120000‬‬
‫‪100000‬‬
‫‪80000‬‬
‫‪60000‬‬
‫‪40000‬‬
‫‪20000‬‬
‫‪0‬‬
‫‪1913 1917 1941 1950 1953 1972 1985 1992 2000‬‬

‫د‪ -‬نسبة الفقر لدى الساكنة المحلية في مجال غابة المعمورة الجنوبية‬
‫ج‪ -‬تقلص المجال الرعي‪-‬غابوي ‪ sylvo-pastoral‬بفعل انتشار الزراعات العصرية‪.‬‬

‫‪ -5‬تطلعات التنمية لجهة الرباط‪ -‬سال‪-‬زمور‪-‬زعير‪،‬‬


‫بغابة المعمورة – كما تعكسها معطيات الشكلين اسفله‬
‫خالصة‪:‬‬
‫أضحى من الضروري اتباع مقاربة جديدة‪:‬‬

‫‪ -‬تعتمد نهج سياسة تشاركية لدى الساكنة‬


‫المحلية‪ ،‬تسمح لهم بتقديم انتقاداتهم‬
‫وتصوراتهم حول المشاريع المقترحة؛‬

‫‪ -‬تنفيذ مشاريع ترمي من جهة إلى إخراجه‬


‫هذه الساكنة من دائرة الفقر‪ ،‬وتحقيق تنمية‬
‫متوازنة ومستدامة من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬خلق إطار قانوني جديد يفرض التعايش بين‬


‫الساكنة المحلية والمجال الغابوي الفريد من‬
‫نوعه في المغرب‪.‬‬

‫تظهر الصورة أهمية غابة‬


‫المعمورة كمنتجع لسكان المدن‬
‫المجاورة‬

You might also like