Professional Documents
Culture Documents
مسطرة تصحيح الوعاء الضريبي
مسطرة تصحيح الوعاء الضريبي
-ﺳـﻼ-
ﻣــﺎﺳـــﺘـــﺮ
اﻟــــﻘـﻀـــــﺎء اﻹداري -اﻟﻔﻮج اﻟﺜﺎﻣﻦ-
رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﯿﻞ ﺷﮭﺎدة اﻟﻤﺎﺳﺘﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري
ﺑﻌﻨﻮان
ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ:
اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﺛﻮرﯾﺔ ﻟﻌﯿﻮﻧﻲ :أﺳﺘﺎذة اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺑﻜﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق ﺳﻼ وﻣﻨﺴﻘﺔ ﻣﺎﺳﺘﺮ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ..ﻣﺸﺮﻓﺎ ورﺋﯿﺴﺎ
اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺼﺮي :اﻟﻮﻛﯿﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﯿﺔ .................................................ﻣﺆطﺮا
اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻟﺤﺴﻦ أﺑﻜﺎس :أﺳﺘﺎذ زاﺋﺮ ﺑﻜﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق ﺳﻼ ......................................................ﻋﻀﻮا
اﻷﺳﺘﺎذ ﺣﺴﻦ اﻟﯿﺤﯿﺎوي :ﻣﺴﺘﺸﺎر ﺑﺎﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط..............................................ﻋﻀﻮا
0
اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣـﻌﯿﺔ 2015 :ـ 2016
ﺗـﻘدﯾــم
ﺳﻌت اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ طوال ﻓﺗرة ﻣن ﺗﺎرﯾﺧﮭﺎ اﻟﻣرﺗﺑط ﺑظﮭور ﻣﻔﮭوم اﻟدوﻟﺔ ،إﻟﻰ
ﺗﺣﺳﯾن أوﺿﺎﻋﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻷﻣﻧﯾﺔ ،ﻓﺗطﻠب ﻣﻧﮭﺎ ذﻟك ﺿرورة إﯾﺟﺎد وﺗوﻓﯾر
ﻣوارد داﺋﻣﺔ وﻣﺳﺗﻣرة ﻟﺗﻣوﯾل أھداﻓﮭﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﮭدت ﺑﮭﺎ إزاء ﻣواطﻧﯾﮭﺎ ،ﻣن ھﻧﺎ ظﮭرت
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻛﺈﺣدى أھم اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟداﺋﻣﺔ ،ﻋن طرﯾﻘﮭﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ ﺗﻧﻔﯾذ ﺳﯾﺎﺳﺎﺗﮭﺎ
اﻟداﺧﻠﯾﺔ أو اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ.
وﺗﻌرف اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ اﻗﺗطﺎع ﻧﻘدي ﺗﻔرﺿﮫ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن
واﻻﻋﺗﺑﺎرﯾﯾن ،ﺑﺻﻔﺔ ﻧﮭﺎﺋﯾﺔ ودون ﻣﻘﺎﺑل ،ﺑﻘﺻد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻣوﯾل
اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗﺣﻘﯾق أھداف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.1
وﻣﻊ ﺗطور وظﺎﺋف اﻟدوﻟﺔ وﺗﺿﺧم ﻧﺷﺎطﮭﺎ أﺻﺑﺣت ھذه اﻷﺧﯾرة ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣوارد
ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ،ﻓﺎﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن ﻣﻔﮭوم اﻟدوﻟﺔ اﻟدرﻛﯾﺔ إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺧدﻣﺎﺗﯾﺔ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﮫ ﻓرض
اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﻟﺗﻛﺎﻟﯾف إﻟزاﻣﯾﺔ ،ﻟﯾس ﻟﮭﺎ أي ﺻﻔﺔ ﺗطوﻋﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺣﺎل ﻓﻲ
اﻟﺳﺎﺑق ،وﻗد ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف إﻣﺎ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺗﺟﺳدت ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺧدﻣﺔ ﻋﺳﻛرﯾﺔ ،أو ﺗﻛﺎﻟﯾف
ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال ﻋن طرﯾق ﻓرض اﻟرﺳوم.2
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،3أﺻﺑﺣت اﻟﺿرﯾﺑﺔ أداة ﺣﻛم وإدارة وأداة
إﺻﻼح اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻗﺗﺻﺎدي ،ﻟذا ﺗﻌددت أﻧواﻋﮭﺎ وأﺷﻛﺎﻟﮭﺎ وﺻور ﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ ،وﻋﻠﯾﮫ أﻣﺳت
اﻟﻧظم اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ أﻛﺛر ﺣﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزﻣﯾن ،ﻓﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺿراﺋب وﻏﯾﺎب اﻟﻌداﻟﺔ
ﻓﻲ ﻓرﺿﮭﺎ وﺗﺣﺻﯾﻠﮭﺎ ﺳﺑﺑﺎ ﻟﻠﺛورات وﺗﻐﯾﯾر اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
_1ﻣﻧﺻور )ﻋﺳو( :ﻗﺎﻧون اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣطﺑﻌﺔ أﻧﻔو ﺑراﻧت –ﻓﺎس ،-طﺑﻌﺔ ،2004ص .162
_2ﺣﺳن )ﻋواﺿﺔ( وﻋﺑد اﻟرؤوف )ﻗطﯾش( :اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم –دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،-دار اﻟﺧﻠود
ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ واﻟطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ- ،ﺑدون ذﻛر ﻣدﯾﻧﺔ اﻟطﺑﻊ ،-اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،1995ص .345
_3ﺧﺎﻟد ﻋﺑد ﷲ )ﻋﯾد( :اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق
–اﻟرﺑﺎط ،-ﺳﻧﺔ ،1973-1972ص .3
1
ﺣظوظ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺟد ﻗوﯾﺔ أﯾﺿﺎ ،وھذا ﻻ ﯾﺗﺣﻘق إﻻ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻧظم اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﻧﺑﺛﻘﺔ ﻣن واﻗﻌﮭﺎ
دوﻧﻣﺎ أي ﺗﻘﻠﯾد ﻓﻲ ﻓرﺿﮭﺎ ،ﻷن اﻟﺗﻘﻠﯾد اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﯾﻘود إﻟﻰ اﻟطﻼق ﺑﯾن اﻟﺗطﻠﻌﺎت
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ واﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،4وﻓﻲ ذﻟك ﯾﻘول ﺟﺑ﷼ أردان" :5إن ﻧظﺎﻣﺎ ﺿرﯾﺑﯾﺎ أﺣﺳن
ﻣﻼءﻣﺔ وأﻛﺛر واﻗﻌﯾﺔ وأﻛﺛر ﺣﯾوﯾﺔ وأﻛﺛر ﻋداﻟﺔ ﯾﺷﻛل أﺣد وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ".
وﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،ﻓﺈن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺷﻛل اﻟﻣﻧطﻠق اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻷي إﻧﺗﻘﺎل دﯾﻣﻘراطﻲ ﻣﻧﺷود،
وذﻟك ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﻣوﻗﻌﮭﺎ ﻓﻲ ﺻﻠب اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟدوﻟﺔ وﻣواطﻧﯾﮭﺎ ﻋﻣوﻣﺎ ،وﺑﯾن اﻹدارة
واﻟﻣﻠزم ﺧﺻوﺻﺎ ،ﻓﻣﺿﻣون ھذه اﻟﻌﻼﻗﺔ وطﺑﯾﻌﺔ ﺗﻧظﯾﻣﮭﺎ ،ھو اﻟوﺟﮫ اﻷﺑرز واﻟﻣؤﺷر ﻋﻠﻰ
ﻣدى اﺣﺗرام اﻟدوﻟﺔ ﻟﻣواطﻧﯾﮭﺎ .وﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﺎﻟدوﻟﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺗﻘﺎس ﺑﻣﻘدار اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣﻠزﻣﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،وﻗدرﺗﮭم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻔرض
اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،واﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﻛل ﺣرﯾﺔ ،وأﯾﺿﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﺎح ﻟﮭم ﻣن إﻣﻛﺎﻧﺎت
ﻟﻣﻧﺎزﻋﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻹﺟراءات واﻟﻘرارات اﻟﺗﻲ ﯾرون أن ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺳﺎ ﺑﺣق ﻣن ﺣﻘوﻗﮭم.
وﻟﻌل ھذا ﻣﺎ ﯾزﻛﻲ اﻟرﻏﺑﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻣﻧذ اﻟﻘدم ،ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ ﺧطﺎب اﻟﻣﻠك ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ إﻧﺷﺎء
اﻟﻣﺟﻠس اﻻﺳﺗﺷﺎري ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ 8ﻣﺎي ..." 1990إﻧﻧﺎ ﻗﻣﻧﺎ ﺑﻣﺟﮭود ﻛﺑﯾر ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﺧص اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ وﻧﻧوي أن ﻧﻘوم ﺑﻌﻔو ﺟﺑﺎﺋﻲ ،وﻧطﻠب ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن أن ﯾﺄﺗوا
ﻟﯾﺳﺗﺛﻣروا ﻋﻧدﻧﺎ وﻟﻛن إذا ﻟم ﯾﻌرﻓوا أن ﺑﻼدﻧﺎ ﺗﻧﻌم ﺑﺎﻟﺳﻠم واﻟﺿﻣﺎن اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻓﺈﻧﮭم ﻟن
ﯾﺄﺗوا ،وﺑﻘطﻊ اﻟﻧظر ﻋن اﻟﺧﺎرج واﻷﺟﺎﻧب ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل أن ﻧﻧﺻف ﻗﺑل ﻛل ﺷﻲء
رﻋﺎﯾﺎﻧﺎ وﻣواطﻧﯾﻧﺎ."...
ھﻛذا ،ﻓﺎﻟﻣوﺿوع اﻟذي ﻧود ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﮫ ﺑﺎﻟدرس واﻟﺗﺣﻠﯾل ﯾﺗﻣﺣور ﺣول اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت
اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ إﺟراء ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،وﻗد ﻓﺿﻠﻧﺎ
ﻋدم اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﻣﺳطرة اﻟﻔرض اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗﺷﻌب ﻣوﺿوﻋﻧﺎ ،وﻷن ﻣﺳطرة
اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ وﻋﻠﻰ ﻋﻛس ﻣﺳطرة اﻟﻔرض اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻻ ﺗدﻋو اﻟﻣﻠزم ﺑﺈﯾداع إﻗراره أو ﺗﺗﻣﯾﻣﮫ
_4ﺻﺑﺎح )ﻧﻌوش( :اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ،اﻟﺟزء اﻷول ،ﺷرﻛﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ واﻟﻧﺷر اﻟﻣدارس –اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء،-
اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺳﻧﺔ 1986ص .5
_5أورده ،ﻣﺻطﻔﻰ )اﻟﻛﺛﯾري( :اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ،دار اﻟﻧﺷر اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ –اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء،-
ﺳﻧﺔ ،1985ص .129
2
ﺑﺎﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﻛن اﻹدارة ﻣن رﺑط اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وإﻧﻣﺎ ﺗﺿﻊ اﻹﻗرار اﻟﻣﻘدم ﻣن ﻗﺑل
اﻟﻣﻠزم ﻣوﺿﻊ ﺷك وﻻ ﺗﺣﻣﻠﮫ ﻋﻠﻰ ﺻدﻗﮫ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﮭﻲ ﻣﺳطرة ﺗﺟﺳد أﺑرز آﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗدﺧل
اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﻺدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﺣﻛم وظﯾﻔﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠزﻣﯾن .ﻛﻣﺎ ﺗﺟﺳد
اﻟﻣظﮭر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻟﻌل أﻓﺿل ﺻﻔﺔ ﯾﺟب أن ﺗﺗﺻف ﺑﮭﺎ ﻋﻼﻗﺔ اﻹدارة ﺑﺎﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ھﻲ ﺻﻔﺔ اﻟﺗوازن اﻟﻘﺎﺋم
ﻋﻠﻰ اﻋﺗراف ﻛل طرف ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺑﺣﻘوق وواﺟﺑﺎت اﻟطرف اﻷﺧر ،وﻋﻠﻰ اﻻﺣﺗرام اﻟﻣﺗﺑﺎدل
ﻟﮭذه اﻟﺣﻘوق واﻟواﺟﺑﺎت ،ﺑل وﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎون اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺗﮭﺎ .6وﻗﺑل اﻟﺣدﯾث ﻋن
اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺛﯾرھﺎ اﻟﻣوﺿوع ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺗﻌرﯾف أوﻻ ﺑﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣوﺿوع.
وﻋﻠﯾﮫ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ" :7ﺗﻠك اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن
وﺟود ﺧﻼف ﺑﯾن اﻟﻣﻛﻠف واﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻗﯾﺎم ھذه اﻷﺧﯾرة ﺑﺗﺣدﯾد وﻋﺎء
اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو ﺗﺻﻔﯾﺗﮭﺎ أو ﺗﺣﺻﯾﻠﮭﺎ ،وﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى ﺗﻌﻧﻲ اﻟﻣﺳطرة اﻹدارﯾﺔ أو اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
اﻟﻣﻘرر ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺳﻠوﻛﮭﺎ ﻟﺗﺳوﯾﺔ ھذا اﻟﺧﻼف" .وﻋرﻓﮭﺎ أﯾﺿﺎ اﻷﺳﺗﺎذ أﺑو ﺟﺎھز ﺑﺄﻧﮭﺎ:8
"ﻣﺟﻣوع اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺳطرﯾﺔ اﻟﻼزم إﺗﺑﺎﻋﮭﺎ ﺳواء إزاء اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ أو إزاء اﻟﺟﮭﺎت
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﺑت ودراﺳﺔ اﻟﺗظﻠﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺳﻧد اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو ﻣﺑﻠﻐﮭﺎ أو اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﺻول
ﻋﻠﻰ ﺣق أو اﻣﺗﯾﺎز أﻗره اﻟﻘﺎﻧون".
وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﺣق ﻣﻣﻧوح ﻟﻠﻔرد ،وﻗد ﺗم ﺗﻌرﯾف اﻟﺣق أو
اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘواﻣﯾس واﻟﻣﻌﺎﺟم ﺑﻣﻌﺎن ﻛﺛﯾرة وﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎل ﺗﻠك اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﺑـ:
"اﻟﺛﺎﺑت ،اﻟﻣوﺟود ،اﻟﻣ ِﻠ ْك ،اﻹﯾﺟﺎب واﻹﻟزام ،اﻟﻣﺎل" .ﻗﺎل اﺑن ﻣﻧظور" :9اﻟﺣق ﻧﻘﯾض
اﻟﺑﺎطل ،وﺟﻣﻌﮫ ﺣﻘوق وﺣﻘﺎق" ،وﯾﻘول اﻹﻣﺎم اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ" :10اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺛﺎﺑت اﻟذي
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺳطرة ﻓﻧﻌﺛر ﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣدﻟوﻟﯾن اﻷول ﻟﻐوي واﻟﺛﺎﻧﻲ اﺻطﻼﺣﻲ ،ھذا
اﻷﺧﯾر اﻟذي ﯾﻌﻧﯾﻧﺎ ﻓﻲ ﻣوﺿوﻋﻧﺎ ﺑدرﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ واﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ
ﺧﺻوﺻﺎ ،ﺟﻣﯾﻊ اﻹﺟراءات واﻵﺟﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻣﺑﺎﺷرﺗﮭﺎ ﻣن طرف اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ أﺛﻧﺎء
ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﻣﺎ ﺗﺑﻌﮫ ﻣن وﺳﺎﺋل ،أو ﻣن ﺧﻼل ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
ﺑﺷﻘﯾﮭﺎ اﻹدارﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ،ﻧﺟد ﻣﻔﮭوﻣﺎ ﯾرﺗﺑط ارﺗﺑﺎطﺎ وﺛﯾﻘﺎ ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺑﺿﻣﺎﻧﺎﺗﮭﺎ ،أﻻ وھو
ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔﺗم ﺗﻌرﯾﻔﮫ ﻟﻐﺔ ﺑﺄﻧﮫ اﺳم ﻣﺷﺗق ﻣن أ َ ﻟم َْزﯾ َُﻠ ْز ِ م ُ ،إﻟزاﻣﺎ ً،
، اﻟﻣﻠزم أو اﻟﻣﻛﻠف أو اﻟﺧﺎﺿﻊ
ﻓﮭو ﻣ ُﻠ ْز ِ م ،واﻟﻣﻔﻌول ﻣ ُﻠ ْز َ م ٌ :،أﻟزم ﺧﺻﻣﮫ ﻏﻠﺑﮫ ﺑﺎﻟﺣﺟﺔ .أﻟزﻣﮫ دﻓﻊ دﯾﻧِﮫ ،أﻟزﻣﮫ ﺑدﻓﻊ دﯾﻧﮫ،
أوﺟﺑﮫ ﻋﻠﯾﮫ وﻓرﺿﮫ .12واﻟﻣﻠزم ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ ھو اﻟﺷﺧص اﻟذي ﻋﻠﯾﮫ ﺳداد دﯾن إﻟﻰ
ﺻﺎﺣب اﻟدﯾن أي اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻣﻠﻛﺔ ،وﻗد ﯾﻛون ھذا اﻟﺷﺧص إﻣﺎ ﺷﺧﺻﺎ طﺑﯾﻌﯾﺎ أو
ﺷﺧﺻﺎ ﻣﻌﻧوﯾﺎ ﻛﺎﻟﺷرﻛﺔ أو اﻟﻣؤﺳﺳﺔ أو أي ﺷﺧص اﻋﺗﺑﺎري.
وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ،ﻧﺟد اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻣن ﺣﯾث ﻣﻔﮭوﻣﮭﺎ اﻟﻌﺿوي ،ذﻟك
اﻟﺟﮭﺎز اﻹداري اﻟذي ﯾﻧﻔذ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻋن طرﯾق ﺑﺳط ﻣﺧﺗﻠف ﺳﻠطﺎﺗﮭﺎ
ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗورﯾد اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻣدﯾﻧﯾن ﻓﻲ اﺗﺟﺎه ﺧزﯾﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﮭﻲ ﺑذﻟك طرف أﺻﯾل
_11ﯾوﻧس )ﻣﻠﯾﺢ( :اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺳطرﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم واﻟﺗﻘﻧﯾﺎت
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،اﻟﻌدد اﻟﺗﺎﺳﻊ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ –اﻟرﺑﺎط ،2015 ،-ص .8
_12ﻣﻌﺟم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻧﺷر وﺗوزﯾﻊ وطﺑﺎﻋﺔ ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب –اﻟﻘﺎھرة -ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ اﻟﻧﺷر 1429ھـ2008-م.
4
ﻓﻲ اﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﻠزم ،وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﺗﻛون اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ واﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗطﺑﯾق
اﻟﻣﺳﺎطر اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺧﺗص.
إن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ﻟم ﺗﻛن وﻟﯾدة ظروف اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،ﺑل ﻛﺎﻧت ﻣﻌروﻓﺔ ﻗﺑل
ذﻟك اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،وﻛﺎﻧت ﻣﺳﺗﻣدة ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وھو اﻟﻧظﺎم اﻟذي ﻛﺎن ﻣﻌﻣوﻻ ﺑﮫ
ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ،إﻻ أﻧﮫ وﺑﻣﺟرد ﺗوﻗﯾﻊ ﻣﻌﺎھدة اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋﻣﻠت اﻟﺳﻠطﺎت اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﺗﻘوﯾض اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،واﺳﺗﺑداﻟﮫ ﺑﺄﻧظﻣﺗﮭﺎ ﺧدﻣﺔ ﻷھداﻓﮭﺎ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت
ﺗﮭدف إﻟﻰ ﻧﮭب ﺛروات اﻟﻣواطﻧﯾن ،وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﻟﺗﻔﺎدي اﻻﺻطدام ﻣﻌﮭم ،واﻣﺗﺻﺎص
ﻏﺿﺑﮭم واﺣﺗﺟﺎﺟﺎﺗﮭم ،واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺣدث ﺑﺳﺑب اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﻓﺄﻗرت ﺑﻣﺳطرة اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻟدﯾﮭﺎ وﻟﻛن ﺑﺷﻛل ﺧﺟول.13
وﻓﻲ ﻣﻐرب ﻣﺎ ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻘﻼل ،أﺻﺑﺢ اﻹﻟزام اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﻛﺗﺳﻲ ﺻﺑﻐﺔ اﻟواﺟب اﻟوطﻧﻲ
ﻣﺻدره اﻷﺳﺎس ھو اﻟدﺳﺗور ،وﻣن ﺛم ﻋرف اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﺻﻼﺣﺎت
اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﮭﻣﺔ ﺑداﯾﺔ ﻣن ﺛﻣﺎﻧﯾﻧﯾﺎت اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ،ﺷﻛﻠت اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ
واﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ إﺣدى رﻛﺎﺋز ھذا اﻹﺻﻼح ،ﺣﯾث ﻗﺎم ﺑﺗﻘﻧﯾن ﺳﻠطﺔ اﻹدارة ﻣن ﺣﯾث
ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﺗﺻﺣﯾﺢ وﻋﺎﺋﮭﺎ ،وأﻟزﻣﮭﺎ ﺑﺳﻠوك ﻣﺳطرة ﺗواﺟﮭﯾﺔ ﺗﺿﻣن ﻟﻠﻣﻠزم اﻟﺣق ﻓﻲ
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ أﺳس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟدﻓﺎع ﻋن ذﻣﺗﮫ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓرض ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻌض اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻛﺎﻹﻗرار وﻣﺳك اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ
ﻣﻘﺎﺑل ﺗﻣﺗﯾﻌﮫ ﺑﺿﻣﺎﻧﺎت ﻋدﯾدة ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻺدارة ،ﻛﻣﺎ أﺣدث ﻣﺳﺎطر
اﻻﻟﺗزام اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ﺛم ﺗواﻟت اﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻣﺗدة
ﻣﺎ ﺑﯾن 1995و ،2005إذ ﺗم ﺗﺗوﯾﺞ ذﻟك ﺑﻛﺗﺎب اﻟﻣﺳﺎطر اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻟﺳﻧﺔ 2005اﻟذي أﻋﺎد ﺻﯾﺎﻏﺔ ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺎطر اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ واﺣﺗﻔظ ﺑﺎﻟﺻﯾﻐﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻟﺑﻌض
اﻟﻣﺳﺎطر اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﺎز ﺑﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ.
_13اﻟﺣﺳن )اﻟطﺟﺔ( :ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻌﺎﻣﺔ ودورھﺎ ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟرﺑﺎط-أﻛدال ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
،1997-1996ص .5
5
واﺳﺗﻣرت ھذه اﻹﺻﻼﺣﺎت داﺋﻣﺎ ﻓﻲ اﺗﺟﺎه واﺣد وھو ﺿﻣﺎن اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻻﻧﻔﺗﺎح
وﺟﻠب اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﺑﺧﻠق ﺟو ﻣﻼﺋم ﻟﻠﻌﻣل ﻣن ﺟﮭﺔ ،وﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗدﻋﯾم وﺗﻌزﯾز دوﻟﺔ
اﻟﻘﺎﻧون واﻟﻣؤﺳﺳﺎت ،ﻓﺗم إﺻدار اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ
2007ﻟﺗﺣﻘق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷھداف أھﻣﮭﺎ ﺗﺟﻣﯾﻊ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ
ﻧص واﺣد وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺑﺳﯾطﮭﺎ.
ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣواطن اﻛﺗﺳب دﺧﻼ أو
ﺣﻘق رﻗم أﻋﻣﺎل أداء ﻣﺑﺎﻟﻎ ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺳطرﯾﺔ ﺗﺷﻛل اﻟﻌﻣود اﻟﻔﻘري
ﻟﻠﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻛﻛل وﻷي ﺣﻛﺎﻣﺔ ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺟﯾدة وﻋﺎدﻟﺔ ،ﻧظرا ﻟﻣﺎ ﺗﮭدف إﻟﯾﮫ ھذه
اﻟﻧﺻوص ﻣن ﺗﺄطﯾر ﻋﻣل اﻹدارة وإدﺧﺎﻟﮫ ﻓﻲ زﻣرة اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﻧﺻوص
اﻟﻣﺳﺎطر اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻧﺟدھﺎ ﺗﺣدد اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ﺗﺗﻣﻛن اﻹدارة ﻣن ﺗﺣدﯾد ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓرض
ﺿرﯾﺑﺔ ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ ،وﺗﺳﺎﻋد أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﺗوﺿﯾﺢ إﺟراءات ﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻌرﻓﮭﺎ
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺗﺣدﯾد اﻹدارة أﺳس اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻣراﻗﺑﺗﮭﺎ ﺑﻌد اﺳﺗﺑﻌﺎدھﺎ ﻟﻸﺳس
اﻟﻣﺻرح ﺑﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻠزم.
وﺗﻣر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻟزام اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﺑر ﻣراﺣل ﻣﺗﻌددة وﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺑﺗدئ ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﻣن
طرف اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺿراﺋب اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺗﺻرﯾﺣﻲ ،وﻣﺎ ﯾوﺿﺢ رﻏﺑﺔ
اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ ﺿﻣﺎن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﻧﺣﮫ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻌدﯾل إﻗراره ،وھو ﻣﺎ
ﯾﻌﺗﺑر أﺧر ﻣظﮭر ﻣن ﻣظﺎھر اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أﺗﻰ ﺑﮭﺎ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 2016ﺑﻣوﺟب
اﻟﻣﺎدة 221ﻣﻛرر ﻣن م ع ض وذﻟك ﻋﻧد ﻣﻼﺣظﺔ اﻹدارة ﻟﻸﺧطﺎء اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻓﻲ إﻗرارات
اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ.
وﻛﻛل اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣدة أﺳﺎس ﻋﻠﻰ ﺗﺻرﯾﺢ اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،وﺿﻣﺎﻧﺎ
ﻟﻠﻣﺳﺎواة واﻟﻌداﻟﺔ وﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺗﮭرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ﺧول اﻟﻣﺷرع ﻟﻺدارة ﺳﻠطﺔ ﻣراﻗﺑﺔ ﻣدى
ﺻﺣﺔ وﻣﺻداﻗﯾﺔ اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾدﻟﻲ ﺑﮭﺎ اﻟﺧﺎﺿﻊ وﻣدى ﻣطﺎﺑﻘﺗﮭﺎ ﻟﻠواﻗﻊ ،ھذه اﻟﺳﻠطﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣراﻗﺑﺔ واﻟﻔﺣص ﺗﻧﺗﮭﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب إﻟﻰ إﻋﻣﺎل اﻹدارة ﺳﻠطﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻷﺳس
اﻟﻣﺻرح ﺑﮭﺎ وﻓرض ﺿرﯾﺑﺔ ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ.
6
ﻟﻛل ﻣﺎ ﺳﺑق دﻓﻌﻧﺎ ﻓﺿول اﻟﺑﺣث ﻻﺧﺗﯾﺎر ھذا اﻟﻣوﺿوع ،رﻏﺑﺔ ﻣﻧﺎ ﻟﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء
ﻋﻠﻰ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻣﻠزم أﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻹدارة ﻟﺣﻘﮭﺎ ﻓﻲ ﻣراﺟﻌﺔ أﺳس ﻓرض
اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻣراﻗﺑﺔ إﻗرارات اﻟﻣﻠزم ،وﯾﻛﺗﺳﻲ ﻣوﺿوع ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء
اﻟﺿرﯾﺑﻲ أھﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوﯾﯾن اﻟﻧظري واﻟﻌﻠﻣﻲ ،ﻓﺎﻟﻧﺻوص اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﺗﺳم ﺑطﺎﺑﻊ ﺗﻘﻧﻲ
ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﮭﺎ ذات ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻣﻌﻘدة وﻋﺻﯾﺔ اﻻﺳﺗﯾﻌﺎب واﻟﻔﮭم ،وﺗﺣﺗﻣل أﻛﺛر ﻣن ﺗﻔﺳﯾر ،زد ﻋﻠﻰ
ذﻟك اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻟﮭذه اﻟﻧﺻوص ،وأﺧرھﺎ اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﻲ أﺗﻰ ﺑﮭﺎ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ
2016واﻟذي اﺳﺗﮭدف ﻛﺛﯾرا اﻟﻣﺳﺎطر اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ھذا اﻟﻣوﺿوع ﺳﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣن اﻟوﻗوف
ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎﻣن اﻟﺧﻠل واﻟﻧﻘص اﻟذي ﻻزال ﯾﻌﺗري اﻟﻧﺻوص اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟواﻗﻊ ،وھل
ﻓﻌﻼ ﺗﺣﻘق ﻣﺳطرة ﺗواﺟﮭﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠﮫ اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻣن ﺛﻘل ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ واﻟﻣﺿﻣون.
وﺗﺗﺣدد إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ أﺛر اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ودورھﺎ
ﻓﻲ ﺗﺧﻠﯾق اﻟﻘرار اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ وﺗﺣﻘﯾق ﻋداﻟﺔ ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،ﻷن اﻟﺳﺑﯾل اﻷﻧﺟﺢ ﻓﻲ ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺗﮭرب
اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﻓﻲ ﺗﻘوﯾم اﻟﺳﻠوك اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟدى اﻟﻣﻠزﻣﯾن ھو ﺗﺣﺳﯾﺳﮭم ﺑﺎﻷﻣن
اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ،وﻟن ﯾﺗﺣﻘق ھذا اﻟﻣﺑﺗﻐﻰ إﻻ إذا ﻛﺎن ھﻧﺎك أﻣن ﻗﺎﻧوﻧﻲ وأﻣن ﻗﺿﺎﺋﻲ ،وﻟﮭذا ﻓﺿﻠﻧﺎ
ﺑﺣث ﻣﺟﻣل اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﺑداﯾﺔ ﻣن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻓرﺿﮭﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺛم اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﻧﮭﺎ اﻟﻌﻣل
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ.
ﻣن ھذا اﻹﺷﻛﺎل ﺗﻧﺑﺛق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻔرﺿﯾﺎت واﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﺟﻌﻠﻧﺎھﺎ ﻧﻘطﺔ ﺑداﯾﺔ
اﻹﻧطﻼق ﻓﻲ ﻣﺷروع اﻟﺑﺣث وھﻲ:
اﻟﻔرﺿﯾﺎت:
اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ھﻲ ﻓﻲ اﻷﺻل ﺗﺷﻛل
ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺗدﻋﯾم ﻣرﻛز اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم ﺳﻠطﺎت اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ.
اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ أﺗﻰ ﺑﮭﺎ اﻹﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺟﺎءت ﺑﺄﻗﺻﻰ ﻣظﺎھر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻏﻔﻠﮭﺎ
اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﻟذﻟك ﻓﮭﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻠﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
7
اﻟﻘﺿﺎء ﯾﺑﻘﻰ أھم ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ﻋﻧد ﻣﻧﺎزﻋﺗﮫ ﻓﻲ أﺳس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ
ﻣن ﺟﺎﻧب اﻹدارة ﻟﻌدم ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن إﻟزاﻣﯾﺗﮭﺎ ﻗﺑل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ
اﻟﻘﺿﺎء .
اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ:
ﻣﺎ ھﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﻣظﺎھر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﻋﻧد ﻣراﺟﻌﺔ ﺗﺻرﯾﺣﺎﺗﮫ وأھم ﺗﺟﻠﯾﺎﺗﮭﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺳطرة اﻹدارﯾﺔ اﻟﻐﯾر ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ؟
ھل ﻣن دور ﻟﻠﺟﺎن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ ﺿﻣﺎن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠزم ﺧﺻوﺻﺎ ﺑﻌد آﺧر ﺗﻌدﯾل ﺟﺑﺎﺋﻲ
ﺑﻔﺻل ﻋﻣل اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ؟
ﻛﯾف ﺗﻌﺎﻣل اﻟﻘﺿﺎء ﻣﻊ اﻣﺗﯾﺎزات اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺳﻠطﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﺻﺣﯾﺢ أﺳﺎس
اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ؟
ارﺗﺄﯾت اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن ھذه اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ واﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﺑﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣوﺿوع إﻟﻰ ﻓﺻﻠﯾن،
اﻷول ﯾﻌﺎﻟﺞ ﻣوﺿوع اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ أطرھﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻧﺻوص
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب ،أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾذھب إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺑﺳط اﻟﻌﻣل
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻹﺟﺗﮭﺎدات اﻟﺗﻲ ﻓرﺿت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ.
وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻣﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﺎول اﻟﺑﺣث ﺣﺳب ﻣﺎ ﺳﺑق اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻣﻧﺎھﺞ ﻟﻠﺑﺣث وھﻲ
اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ واﻟوﺻﻔﻲ وذﻟك ﺑدراﺳﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ
ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ اﻟوﻋﺎء ،واﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ وأﯾﺿﺎ ﺑﻌض ﻗرارات ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ
اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ.
وﺑدرﺟﺔ أﻗل اﻋﺗﻣدﻧﺎ اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻣﻘﺎرن ﻓﻲ ﻣواطن ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣﺗﻔرﻗﺔ ﻣن اﻟﺑﺣث ،وذﻟك
رﻏﺑﺔ ﻣﻧﺎ ﻓﻲ ﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻔﻛرة ﻋﺑر اﻻﺳﺗﺷﮭﺎد ﺑﺎﻟﻧظم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ وﻣﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص
اﻟﻧظﺎم اﻟﻔرﻧﺳﻲ.
8
اﻟﻔﺻل اﻷول:
9
اﻟﻔﺻل اﻷول:
إن اﻷھﻣﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺑﮭﺎ اﻹﺟراﺋﻲ راﺟﻊ
ﺑﺎﻷﺳﺎس إﻟﻰ اﻟﺗطور اﻟﺳرﯾﻊ اﻟذي ﻟﺣق ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘواﻧﯾن ،ﻓﻣﻧذ ﺻدور ﻗﺎﻧون اﻹطﺎر ﺳﻧﺔ
1984م اﻟذي ﺳطر اﻷھداف اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻺﺻﻼح اﻟﺿرﯾﺑﻲ واﻟﻣﺷرع ﯾﺣﺎول ﻣﺳﺎﯾرة
اﻟﺗﺣوﻻت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺗﻌدﯾﻠﮫ ﻟﻠﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﺳﻧﮫ ﻷﺧرى ،ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﻋدم اﻹﻟﻣﺎم
ﺑﮭذه اﻟﻧﺻوص واﻹطﻼع ﻋﻠﯾﮭﺎ ،وﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى ﻏﻣوض اﻟﺑﻌض ﻣن ھذه اﻟﻘواﻋد
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻹدارة واﻟﻣﻛﻠف.
وإذا ﻛﺎﻧت ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺗﺿرب ﻓﻲ اﻟﻌﻣق أھم ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺗﻰ ﺑﮭﺎ
اﻹﺻﻼح اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ وھﻲ ﺣﻣل ﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ وإﻗراراﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻣل اﻟﺻدق،
ﻓﺈﻧﮭﺎ آﻟﯾﺔ ﺗﺟﺳد ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى ﻣﻔﮭوم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﺗﻣﻠﻛﮫ ﻣن اﻣﺗﯾﺎزات ،وﻟذﻟك ﻓﺈن
إﻗرار ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻠزم ﯾﻛون اﻟﺳﺑﯾل اﻷﻣﺛل ﻟﺣﻣﺎﯾﺗﮫ ﻣن ﻛل ﺗﻌﺳف أو ﺗﺟﺎوز ﻣن
اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻗد ﯾطﺎل ﻣرﻛزه اﻟﻣﺎﻟﻲ أﺛﻧﺎء ﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ ﻟﻠﻧﺻوص اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣؤطرة ﻟﺣﻘﮭﺎ
ﻓﻲ ﻣراﺟﻌﺔ إﻗرارات اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺗﺻﺣﯾﺣﮭﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻋداﻟﺔ ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﻛون
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣﺗﻣﯾﺔ ﻟﻠﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻧﺣﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻠﻣﻠزم.
وﻋﻧد اﻟﺣدﯾث ﻋن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻓﮭذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻘﺎﻧون ھو
اﻟذي ﯾﻧظﻣﮭﺎ ،وﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺷروطﮭﺎ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻹﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﮭﺎ.
ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺷﻛل ﻋﺑﺋﺎ ﻣﺎﻟﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﮭﺎ ،ﻓﮭﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﺣﻘق
ﻟﮫ ﻗدرا ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ،ﺗﻛون ﺣﺎﻓزا ﻟﮫ ﻋﻠﻰ أداﺋﮭﺎ ﺑﻛل اطﻣﺋﻧﺎن وﺑدون أدﻧﻰ ﺗﮭرب.14
ﻣن ھﻧﺎ ﯾﺣق ﻟﻧﺎ أن ﻧﺗﺳﺎﺋل ﻋن ﻣﺧﺗﻠف ﻣظﺎھر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻗرھﺎ اﻟﻣﺷرع
واﻟﻣرﺗﺑطﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺗدﻋﯾم ﻣرﻛز اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،وﻋﻠﯾﮫ ﯾﻣﻛن رد ﻣﺟﻣل اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت
_14اﻟﻣﺻطﻔﻰ )اﻟﺗراب( :اﻟﻣﺧﺗﺻر اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء واﻟﻘﺎﻧون ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ -اﻟرﺑﺎط ،-اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،2013ص
.312
10
اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﺗﺑﻌﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻣﺳطرة
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻠزم ﻗﺑل طرح اﻟﻧزاع ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﺳﺗﻧﻔﺎذ ﻣرﺣﻠﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ
ﻗد ﺗﻛون إﻣﺎ أﻣﺎم اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ أو أﻣﺎم ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣﻧطق اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،ﺗﻣﻛﯾن اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻣن ﺣﻘﮭم ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ
ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ وإﻋﺎداة ﺗﻘوﯾم اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن ﺟﺎﻧﺑﮭم ،أو ﺗﻠك اﻟﺗﻲ
ﺗم ﻓرﺿﮭﺎ ﺑﺻورة ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻹدارة ،ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺳطرة ﺗواﺟﮭﯾﺔ ﺗﻣﺛل ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ.
وﻗد ﻧظم اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺳطرة اﻟﺗواﺟﮭﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺈﺟراءات ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ
ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻵﻣرة ،ﺗوﺧﻰ ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ﺣﻔظ ﺣق اﻟﻣﻠزم ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن
ﻣراﻛزه اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ رﺗب ﻋن ﻛل ﺧرق ﻹﺟراءاﺗﮭﺎ اﻟﺟوھرﯾﺔ ﺑطﻼن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ
وإﻟﻐﺎء اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ إﺛرھﺎ ،ﻣﻊ ﺣﻔظ ﺣق اﻹدارة ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻟﻣﺳطرة
ﻣﺗﻰ ﻟم ﺗدﺧل اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ أﻣد اﻟﺗﻘﺎدم.
وﺗﺗوزع ھذه اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﺑﯾن ﺗﻠك اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋن إﺟراء إﻋﺎدة اﻟﺗﻘوﯾم )اﻟﻣطﻠب اﻷول(،
وﺗﻠك اﻟﻣواﻛﺑﺔ ﻟﺣق اﻹدارة ﻓﻲ اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ وإﻋﺎدة اﻟﺗﻘوﯾم )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻋرف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣﺳطرة اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ
اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﯾﺛﺎق اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ" :15ﻣﺟﻣوﻋﺔ
اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﮭدف ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻛﺗﺗﺑﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ
وﻓﺣص ﻣﺣﺎﺳﺑﺗﮫ ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎﻧت طرﯾﻘﺔ ﺣﻔظﮭﺎ واﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﻣﺳك اﻟدﻓﺎﺗر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟواﺟﺑﺔ
_15زوﺑﯾدة )ﻛرﯾﺑﻲ(" :اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻛﺳﺑب رﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ" ،ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ،
اﻟﻌدد ،07ﺳﻧﺔ ،2005ص .12
11
ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻣﻊ اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻣدى ﻣطﺎﺑﻘﺗﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ وﻏﯾرھﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻹدارة
اﻟﺿراﺋب ﻣﻌرﻓﺔ ﻣدى ﻣﺻداﻗﯾﺗﮭﺎ".
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻧﺳﺗﺣﺿر ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻣن ﺧﻼل ﻗرار
Pleviereاﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1987-7-13اﻟذي ﻋرف ﻣﺳطرة ﻓﺣص اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻋﻠﻰ
أﻧﮭﺎ" :16ﻣراﻗﺑﺔ ﺻدق إﻗرارات اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ وذﻟك ﺑﻣﻘﺎرﻧﺗﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ
ﻣن أﺟل ﺿﻣﺎن ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ".
إن ﺣق اﻟﻣراﻗﺑﺔ ﻓﻲ ﺷﻣوﻟﯾﺗﮫ ﯾﻌﺑر ﻋن أﺣد أھم إﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺑﺈﻋﻣﺎﻟﮫ ﯾﺗم
اﻟﺗﺷﻛﯾك ﻓﻲ إﻗرارات اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻔﺗرض ﻓﯾﮭﺎ أﻧﮭﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻘرﯾﻧﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واﻟﺻدق
ﺣﺗﻰ ﯾﺛﺑت اﻟﻌﻛس ،وﻣﺎدام أن ھذه اﻹﻗرارات ﺗ ُﺣﻣل ﻋﻠﻰ ﺻدﻗﮭﺎ ﻓذﻟك ﯾﺷﻛل أﻛﺑر ﺿﻣﺎﻧﺔ
ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،وﻣﻊ ذﻟك ﻓﻠﯾس ﻟﮫ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻻﺣﺗﺟﺎج ﻋﻠﻰ إﺟراءات
اﻟﻔﺣص ،إذ ھو ﺣق ﻣﻛﻔول ﻟﻺدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗرﺗﻛز ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋدة اﻟﺗﺻرﯾﺢ اﻟﻌﻔوي واﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ.
_16ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري(" :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ واﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﺟﺗﮭﺎدات اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ" ،اﻟﻧدوة اﻟﺟﮭوﯾﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ
اﺣﺗﻔﺎءا ﺑﺎﻟذﻛرى اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﯾﺔ ﻟﺗﺄﺳﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ اﻟرﺑﺎط 11 –10ﻣﺎﯾو ،2007ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟرﺑﺎط ،2007ص
.192
_17اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎ ﯾﺗطﻠب اﻟﻘﺎﻧون ﻣﺳﻛﮫ ﻣن اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ .وإذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻣﻣﺳوﻛﺔ
ﺑوﺳﺎﺋل إﻋﻼﻣﯾﺔ ،أو ﻛﺎﻧت اﻟوﺛﺎﺋق ﻣﺣﻔوظﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﺟذاذات ،وﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ أن ﯾﻘدم إﻟﻰ اﻟﻣﺄﻣورﯾن
ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﺳﮭﯾﻼت ﻟﺗﻣﻛﯾﻧﮭم ﻣن ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ وﺗﺣﻠﯾﻠﮭﺎ.
_18ﻣﺣﻣد )اﻟﺳﻣﺎﺣﻲ( :ﻣﺳطرة اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،1997ص .35
12
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أھﻣﯾﺔ ﺣق اﻟﻣراﻗﺑﺔ ﻛﺈﺟراء ﺿروري ﯾﺿﻣن اﺣﺗرام ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺿﻣن ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ ،إﻻ أن ھذا اﻟﺣق ﻻ ﯾﻣﻛن
اﻷﺧذ ﺑﮫ ﻋﻠﻰ إطﻼﻗﯾﺗﮫ ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺧﺿﻊ ﻹﺟراءات ﻣﺳطرﯾﺔ ﺗﺷﻛل ﺿﻣﺎﻧﺎت أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺣﻘوق
اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟواﺳﻌﺔ ﻹدارة اﻟﺿراﺋب ،ھذه اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗﺗوزع
ﺑﺎﻟﻣوازاة ﻣﻊ اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﺗﻣر ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺳطرة اﻟﻣراﻗﺑﺔ ﺑداﯾﺔ ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﺗﺣﺿﯾرﯾﺔ
ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ )اﻟﻔرع اﻷول( ،ﻣرورا ﺑﺗﻠك اﻹﺟراءات اﻟﻣواﻛﺑﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ ،واﻧﺗﮭﺎءا
ﺑﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﻔﺣص )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
ﻟﻘد ﺳن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﺟراءات ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﺣﺗراﻣﮭﺎ ﻗﺑل
اﻟﺷروع ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺣص ،وھﻲ إﺟراءات ﻓرﺿﺗﮭﺎ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت آﻣرة ﯾﺗرﺗب ﻋن ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﮭﺎ
ﺑطﻼن ﻣﺳطرة اﻟﻔﺣص واﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻻﻏﯾﺔ ،ﻧظرا ﻟﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﮫ ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ
ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،ﺗﺟﻌﻠﮫ ﻣﺳﺗﻌدا ﻟﻠﻔﺣص واﻟدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوﻗﮫ وإﺑداء أوﺟﮫ دﻓﺎﻋﮫ وﺣﺟﺟﮫ ﻗﺑل أن ﯾﻘدم
ﻛﻣﺎ أن ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ اﻋﺗﺑر ھذه اﻹﺟراءات إﻟزاﻣﯾﺔ ،وﻣرﺗﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻋدم
اﺣﺗراﻣﮭﺎ ﺑطﻼن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ وإﻟﻐﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﺑﻧﺎء ﻣﺳطرة ﻣﻌﯾﺑﺔ وﻏﯾر
ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻗﺎﻧوﻧﻲ.
وﺗﺗﻣﺛل ھذه اﻹﺟراءات ﻓﻲ ﺿرورة إﺷﻌﺎر اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻌزم اﻹدارة إﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﻔﺣص ﻣﺣﺎﺳﺑﺗﮫ )اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ( ،ﺛم ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻧوات اﻟﺗﻲ ﺳﯾﺷﻣﻠﮭﺎ اﻟﻔﺣص )اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ(،
وﻛذﻟك إﺛﺑﺎت اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﻠزم واﻋﺗﻣﺎد ھذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻟﺑداﯾﺔ اﻟﻣدة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﻔﺣص.
_19ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري(" :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ واﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﺟﺗﮭﺎدات اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ" ،اﻟﻧدوة اﻟﺟﮭوﯾﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ
اﺣﺗﻔﺎءا ﺑﺎﻟذﻛرى اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﯾﺔ ﻟﺗﺄﺳﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ اﻟرﺑﺎط 11 –10ﻣﺎﯾو ،2007ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟرﺑﺎط ،2007ص
.191
13
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :اﻹﺧطﺎر اﻟﻣﺳﺑق ﺑﺈﺟراءات اﻟﻣراﻗﺑﺔ
ﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﺑﺎﻏﺛﺔ أو اﻟﻣراﻗﺑﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺑوﻗﺔ ﺑﺈﺷﻌﺎر ،أﻟزم اﻟﻣﺷرع اﻹدارة
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ إﻋﻼم اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻧﯾﺗﮭﺎ ﻓﻲ إﺟراء اﻟﻔﺣص اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﻣﻘرر ﻣواﺟﮭﺗﮫ ﺑﮭﺎ،
وﯾﺗم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﻓق اﻹﺟراءات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 219ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب.
وھﻛذا ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 212ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب ﻋﻠﻰ أﻧﮫ" :إذا ﻗررت اﻹدارة
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻔﺣص ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺿرﯾﺑﺔ أو رﺳم ﻣﻌﯾن ،وﺟب ﺗﺑﻠﯾﻎ إﺷﻌﺎر ﺑذﻟك إﻟﻰ اﻟﺧﺎﺿﻊ
ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻺﺟراءات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 219أدﻧﺎه ﻗﺑل اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺣدد
ﻟﻠﺷروع ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺣص ﺑﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷرة ) (15ﯾوﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل".
إن اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن ﺗﺣدﯾد اﻟﻣدة اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﯾن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺣص وﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺷروع
اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺣص واﻟﻣﺣددة ﺣﺻرا ﻓﻲ ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷرة ) (15ﯾوﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،إﻧﻣﺎ ﺗم
اﻗرارھﺎ ﻛﺿﻣﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﺗﻘﯾﮫ ﻣن ﻣﺑﺎﻏﺛﺔ اﻟﻣﻔﺗش اﻟﻣﺣﻘق ،وﺗﺿرب ﻟﮫ أﺟﻼ ﻟﻼﺳﺗﻌداد
ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ ،وﻟﻺﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺧﺑﯾر ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺣص إن ھو أراد ذﻟك.
وﯾﻌﺗﺑر ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻹﺷﻌﺎر إﺟراءا إﻟزاﻣﯾﺎ ،ﯾﺗرﺗب ﻋن ﻋدم ﺳﻠوﻛﮫ اﻋﺗﺑﺎر ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ
ﻻﻏﯾﺔ ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ،واﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻏﯾر ﻣرﺗﻛزة ﻋﻠﻰ أي أﺳﺎس ﻗﺎﻧوﻧﻲ
ﺳﻠﯾم.
ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﻔروض أن ﯾﺷﻣل اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺣص اﻟﻔﺗرة اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻣراﻗﺑﺔ ،و ﻛذﻟك
اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺷﻣوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻔﺣص وﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺷروع ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺣص ،20ﺛم إﺳم اﻟﻣﻔﺗش ودرﺟﺗﮫ
ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون ﻣن ﺑﯾن "اﻟﻣﺄﻣورﯾن اﻟﻣﺣﻠﻔﯾن اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻹدارة اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺗوﻓرﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل
ﻋﻠﻰ رﺗﺑﺔ ﻣﻔﺗش ﻣﺳﺎﻋد واﻟﻣﻌﺗﻣدﯾن ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺿراﺋب" ،21وﯾﺑﻘﻰ ھذا اﻟﺗﺣدﯾد
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺻﻔﺔ اﻟﻣﻔﺗش ﺿﻣﺎﻧﺔ ھﺎﻣﺔ ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﮫ أﻗدر ﻣن ﻏﯾره ﻋﻠﻰ
_20ﺧﻼل )ﺣﺟﺎج( :ﺟﺑﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ،اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم واﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،اﻟﻌدد اﻟﺳﺎﺑﻊ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ
– اﻟرﺑﺎط ،2014 ،-ص.158
_21اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 210ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب.
14
اﻟﺳﮭر ﻋﻠﻰ ﺣﺳن إﺟراء ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺣص ،وﻛذﻟك ﺑﺣﻛم ﻧﻔﺎذه إﻟﻰ اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ھو ﻣن
ﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺎدة 212ﻣن م ع ض اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻹﺟراءات اﻟﻔﺣص ﺣددت وﺑدﻗﺔ اﻟﻣدة
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋن اﻟﺷروع اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ ،وھو ﻣﺎ ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣن ﻋﺑﺎرة ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷرة ﯾوﻣﺎ
"ﻋﻠﻰ اﻷﻗل" ،إﻻ أن اﻟﻣﻼﺣظ أﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﺷر إﻟﻰ اﻟﻣدة اﻟﻣﻌﺗﺑرة ﻛﺣد أﻗﺻﻰ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻺدارة
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ أن ﺗﺗﺟﺎوزه ﻟﻣﺑﺎﺷرة إﺟراءات اﻟﻔﺣص.
ھذا اﻹﺷﻛﺎل ﻧﺗﺞ ﻋﻧﮫ ﺗﻌدد ﻓﻲ اﻹﺟﺗﮭﺎدات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ،ﺑل وداﺧل
اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻗﺑل أن ﯾﺳﺗﻘر إﺟﺗﮭﺎدھﺎ ﻋﻠﻰ ﻗرار ﺣدﯾث ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 20
ﻣﺎرس 2014ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻹداري ﻋدد 2012/2/4/1782ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﯾﺛﯾﺎﺗﮫ" :23إن
ﻣﺳطرة ﻓﺣص اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل واﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ
اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﺗﻛون ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻷﺟل اﻟﻔﺎﺻل ﺑﯾن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗوﺟﯾﮫ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺣص
واﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺣدد ﻹﺟراء اﻟﻣراﻗﺑﺔ ﯾﻘل ﻋن 15ﯾوﻣﺎ ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻷﺟل ﯾﻔوق 15ﯾوﻣﺎ
ودون أن ﯾﺗﻌدى أﻣدا ﻣﻌﻘوﻻ ﻣن ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺟﻌل اﻟﻣﻠزم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗرﻗب داﺋم ﻟﺣﺿور
اﻟﻣﻔﺗش وﯾؤدي ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎطﮫ اﻟﻣﮭﻧﻲ ﻓﻼ ﻣﺟﺎل ﻟﻠﻘول ﺑﻛون
اﻟﻣﺳطرة ﻣﻌﯾﺑﺔ ،ﻷن اﻟﻣﻠزم ﻻ ﯾﻛون ﻣﺗﺿررا ﻣن ذﻟك ،ﺑل ﺗﻛون ﻟﮫ ﻣدة أطول ﻣن أﺟل
إﻋداد وﺛﺎﺋﻘﮫ وﻣﺳﺗﻧداﺗﮫ وھو ﻣﺎ ﻟم ﯾراﻋﮫ وﯾﺑرره اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮫ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﮫ ﺧﺎرﻗﺎ
ﻟﻠﻘﺎﻧون".
ﻟﻘد ﺟﺎء ھذا اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺑﻌﺑﺎرة "اﻷﻣد اﻟﻣﻌﻘول" ،ﻏﯾر أﻧﮫ ﻟم
ﯾﺣدد ھذا اﻷﺟل ﺗﺎرﻛﺎ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻷدﻧﻰ درﺟﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻷﺟل اﻟﻣﻌﻘول ﺣﺳب وﻗﺎﺋﻊ
ﻛل ﻧﺎزﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدا ،ﻷﻧﮫ ﻣﺎ ﻗد ﯾﻌﺗﺑر أﺟﻼ ﻣﻌﻘوﻻ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘﺿﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻗد ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻛذﻟك ﻓﻲ
ﻗﺿﺎﯾﺎ أﺧرى ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟذي ﺳﻧﮫ ھذا اﻹﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺗﻣﯾﯾز اﻷﻣد اﻟﻣﻌﻘول،
ھو ذﻟك اﻷﻣد اﻟذي ﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮫ ﺿرر أو ﺗﺄﺛﯾر ﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﮭﻧﻲ ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ
ﯾﺑﻘﻰ ھذا اﻟﺗوﺟﮫ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻣن ﺗﻌﺳف اﻹدارة
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻟطف ﻣن إﺟﺗﮭﺎد ﺑﻌض اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻠﻐﻲ ﻣﺳطرة
اﻟﻔﺣص ﻛﻠﻣﺎ ﺗﺑﯾن ﻟﮭﺎ ﻋدم إﻟﺗزام اﻟﻣﻔﺗش ﺑﺎﻟﺣﺿور ﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر ) (16اﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺣص ،ﺣﯾث اﻋﺗﺑرت أن ذﻟك ﯾﻌد ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗﻧﺎزل ﻣن اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋن
ﺣﻘﮭﺎ ﻓﻲ إﺟراء اﻟﻔﺣص وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮭﺎ إﻋﺎدة ﻣﺳطرة اﻟﻔﺣص ﻣن ﺟدﯾد واﺣﺗرام أﺟل اﻟﺧﻣﺳﺔ
ﻋﺷرة ﯾوﻣﺎ ،أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل إﺧﺑﺎر اﻟﻣﻠزم ﺑﺗﻌذر ﺣﺿور اﻟﻣﻔﺗش ﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟﻣﺣدد ﻗﺑل ﺣﻠوﻟﮫ.
أﻣﺎم ھذا اﻟﺗﺿﺎرب ،ﻧﻌﺗﻘد ﺑﺄﻧﮫ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع أن ﯾﺗدﺧل ﻟﺗﻧظﯾم ھذا اﻹﺷﻛﺎل ،ﻛﺄن
ﯾﺣدد أﺟﻼ ﺛﺎﺑﺗﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﻌداه اﻹدارة ﻹﺟراء ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ ،ﻣﺎدام أن اﻷﺟل ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ھو أﺟل ﺳﻘوط وذﻟك ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﻠﺳﯾر اﻟﻌﺎدي واﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻠزم ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻗرار
ﻣزﯾد ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺧﺻوص ﺗﻘﯾﯾد ﺣق اﻟﻣراﻗﺑﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره إﺟراء ﯾﺗرﺟم ﺳﻠطﺔ
اﻹدارة ،وأن أي ﺗﺟﺎوز ﻟﮭذه اﻟﻣدة ﯾﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗﻧﺎزل ﻣن اﻹدارة ﻋن ﺣﻘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣراﻗﺑﺔ،
ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮫ إﻋﺎدة ﺗوﺟﯾﮫ اﻹﺷﻌﺎر ﻣن ﺟدﯾد واﺣﺗرام ﻣدﺗﮫ.
وﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ ﺳﻧﺔ 2011أﺻﺑﺣت اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺈرﻓﺎق اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺣص
ﺑوﺛﯾﻘﺔ ﺗﺳﻣﻰ "ﻣﯾﺛﺎق اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ" اﻟذي ﯾوﺿﺢ ﻣﺳطرة اﻟﻔﺣص وواﺟﺑﺎت اﻟﻣﻠزم
أن ھذه اﻟﻣﺳطرة ﻻ ﺗﺗطﻠب اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﻔﺗش إﻟﻰ ﻣﻘر اﻟﻣﻠزم ﺣﺗﻰ ﯾﺗوﺟب إﺷﻌﺎره ﻣﺳﺑﻘﺎ
ﻹﻋداد وﺛﺎﺋﻘﮫ ،وإﻧﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘوم اﻹدارة ﺑﺈﺟراء اﻟﻔﺣص اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻣﺗوﻓرة
ﻟدﯾﮭﺎ ﺣول ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،واﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻣدى ﻣطﺎﺑﻘﺗﮭﺎ ﻣﻊ اﻟدﺧل اﻟﻣﺻرح ﺑﮫ
واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 29ﻣن م ع ض ،25إﻻ أن ھذا اﻟﺣق ﯾﻧظﻣﮫ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ ﺿرورة ﺗﻘدﯾم طﻠﺑﺎت اﻹطﻼع ﻛﺗﺎﺑﺔ ،وﯾﺟب أن ﺗﺑﯾن ﻧوﻋﯾﺔ
اﻟﻌﻧوان اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﺟﮭﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹطﻼع ،وإﺧﺑﺎر ھذه اﻷﺧﯾرة ﺑرﻏﺑﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ھذا
وﺗﻌﺗﺑر ھذه اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﺟوھرﯾﺔ ﯾﺗرﺗب ﻋن إﻏﻔﺎﻟﮭﺎ أو إﻏﻔﺎل ﺑﻌض ﻣﻧﮭﺎ ﺑطﻼن إﺟراءات
اﻟﻔﺣص ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺑطﻼن ﻣﺳطرة اﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻧظرا ﻟﻣﺎ ﺗﻣﺛﻠﮫ ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت ھﺎﻣﺔ
ﻟﻠﻣﻠزم.
وﺑﺧﺻوص اﻟﺳﻧوات اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﺷﻣﻠﮭﺎ اﻟﻔﺣص ،ﻓﮭﻲ ﻣﺣددة ﻓﻲ أرﺑﻊ ﺳﻧوات
اﻟﻐﯾر ﻣﺗﻘﺎدﻣﺔ ،وﯾﻣﻛﻧﮭﺎ أن ﺗﻣﺗد إﻟﻰ أرﺑﻊ ﺳﻧوات أﺧرى ﻣﺗﻘﺎدﻣﺔ ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﺗﻛون اﻷرﺑﻊ
ﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﻣوﺿوﻋﺎ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺣﺻﮭﺎ ،وإﻧﻣﺎ اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن ذﻟك
_25رﺿﺎ )اﻟﺗﺎﯾدي(" :دراﺳﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض ﺟواﻧب ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻣﺳﺗﺟدات ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ
،"2011ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑدﻓﺎﺗر اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،اﻟﻌدد ،16ﺳﻧﺔ ،2011ص .171
_26اﻟﻣﺎدة 214ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب.
_27ﻣﺣﻣد )اﻟﺳﻣﺎﺣﻲ( :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .28
17
ﺗرﺣﯾل اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﺣﻘق اﻟﻣﻠزم ﻓﻲ ھذه اﻟﺳﻧوات ﻟﺧﺳﺎرة ﻓﺈن ﻟﮫ اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗرﺣﯾل
اﻟﻌﺟز إﻟﻰ اﻟﺳﻧوات اﻟﺗﻲ ﺣﻘق ﻓﯾﮭﺎ رﺑﺢ ،وﻟذﻟك ﯾﻛون ﻟﻠﻣﻔﺗش اﻟﺣق ﺑﻔﺣص اﻟﺳﻧوات اﻟﺗﻲ
ﺻرح اﻟﻣﻠزم ﺑﺧﺎﺳرة ﻓﯾﮭﺎ ،28وھﻛذا ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺑﻧد IIIﻣن اﻟﻣﺎدة 232ﻣن م ع ض
ﻋﻠﻰ أﻧﮫ" :ﯾﻣﻛن أن ﯾﺷﻣل اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﻔﺗرات اﻷرﺑﻊ اﻷﺧﯾرة ﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو اﻟﺳﻧوات
اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘﺎدﻣﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺳﺗﻧزل ﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻌﺟز أو ﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟرﺳوم اﻟﻣؤﺟل دﻓﻌﮭﺎ واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﻔﺗرات ﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو ﺳﻧوات ﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ﻣﺗﻘﺎدﻣﺔ ﻣن اﻟدﺧول أو اﻟﺣﺻﺎﺋل اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ
ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ أو اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﺑرﺳم ﻓﺗرة ﻏﯾر ﻣﺗﻘﺎدﻣﺔ .ﻏﯾر أن اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﻻ ﯾﻣﻛن أن
ﯾﺗﺟﺎوز ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﺟﻣوع ﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻌﺟز وﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟرﺳم اﻟﻣؤﺟل اﻟﻣﺳﺗﻧزﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﺻﺎﺋل
واﻟدﺧول أو اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﺑرﺳم اﻟﻔﺗرة أو اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻘﺎدﻣﺔ".
ﯾﺷﻛل ھذا اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟذي ﯾﻠزم ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﻣدة اﻟﻣﺷﻣوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻔﺣص ﻓﻲ ﺻﻠب
اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺣص ﺿﻣﺎﻧﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،ﺗﺟﻌل ھذا اﻷﺧﯾر ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ ﺗﺎﻣﺔ
ﺑﻣﺿﻣون ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺣص واﻟﺳﻧوات اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﻛون ھﻧﺎك ﺳﻠطﺔ واﺳﻌﺔ ﻟﻺدارة ﻓﻲ
ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺳﻧوات اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ﺣﺳب ﻗﻧﺎﻋﺗﮭﺎ ودون أي ﺗﺣدﯾد ﺳﺎﺑق ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻣﻠزم ﻣن
اﻹﺳﺗﻌداد اﻟﺟﯾد ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺣص ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣددﺗﮫ اﻹدارة ﻓﻲ إﺷﻌﺎرھﺎ.
وﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﻓﺈن اﻟﻘﺿﺎء ﯾﻠزم اﻹدارة ﺑﺈﻋﺎدة ﻣﺳطرة اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺣص ﻛﻠﻣﺎ طرأ
ﺗﻐﯾﯾر ﻣن ﺟﺎﻧب اﻹدارة ﻣس أﺣد اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻓﻲ اﻹﺷﻌﺎر اﻷول ،وﻣن ذﻟك ﻣﺛﻼ،
إﺿﺎﻓﺔ إﺣدى اﻟﺳﻧوات اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ﻟﯾﺷﻣﻠﮭﺎ اﻟﻔﺣص ،أو إﺿﺎﻓﺔ ﺿرﯾﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ أو رﺳم.29
ﯾﻌد ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺣص إﻟﻰ اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣراد اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﻣﺣﺎﺳﺑﺗﮫ
وإﻗراراﺗﮫ إﺟراءا ﺿرورﯾﺎ ﻟﺻﺣﺔ ﻣﺳطرة اﻟﻔﺣص ،وﯾﺗم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ
_28رﺿﺎ )اﻟﺗﺎﯾدي( :ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،ﻣﺎﺳﺗر اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻔوج اﻟﺛﺎﻣن ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
.2016/2015ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة.
_29ﻣوﻻي ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن )أﺑﻠﯾﻼ( :اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﻣﺔ وﺧﺻوﺻﯾﺎت اﻟﻣﺎدة –ﻋﻠﻰ ﺿوء
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ واﻹﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،-ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ –اﻟرﺑﺎط ،-طﺑﻌﺔ ،2013ص .133
18
ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 219ﻣن م ع ض وذﻟك ﻗﺑل اﻟﺷروع ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺣص ﺑﻣﺎ ﻻ ﯾﻘل ﻋن
ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷرة ) (15ﯾوﻣﺎ ،وﺗﻛون اﻹدارة ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺈﺛﺑﺎت واﻗﻌﺔ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﻠزم ﺑﺈﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺣص.
وﻟﮭذا ﻓﺈن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺈﺟراءات اﻟﻔﺣص ﯾﺷﻛل ﻗﺎﻋدة ﯾﻧطﻠق ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻣﻠزم ﻟﺗﻘدﯾم ﺣﺟﺟﮫ وﺗﻧظﯾم
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻟم ﯾﺣدد ﺷﻛﻼ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻟﻠﺗﺑﻠﯾﻎ ،إﻻ أﻧﮫ ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣن
اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﺣددﺗﮭﺎ اﻟﻘواﻧﯾن ﻟﺻﺣﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ أن ﯾﻛون ﻣﻛﺗوﺑﺎ 31ﺑواﺳطﺔ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺿﻣوﻧﺔ ﻣﻊ
اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﺗوﺻل أو ﺑﺎﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋن طرﯾق أﻋوان إدارة اﻟﺿراﺋب أو أﻋوان ﻛﺗﺎﺑﺔ
اﻟﺿﺑط أو اﻟﻣﻔوﺿﯾن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن أو ﻋن طرﯾق اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ.
وھو ﻣﺎ ﯾرﺟﺢ اﺳﺗﺑﻌﺎد اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺷﻔوي ﻧظرا ﻟﻣﺎ ﯾﺣﻘﻘﮫ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻛﺗﺎﺑﻲ ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻣﮭﻣﺔ
ﺗﺛﺑت ﺻﺣﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ،ﺧﺻوﺻﺎ وأن اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺣص ﯾﻛون ﻣﺣﻛوﻣﺎ ﺑﺄﺟل ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﻔﺻل ﺑﯾن
ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺷروع اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺣص ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﯾﺗﺿﻣن ﺑﯾﺎﻧﺎت أﺧرى ﻗد ﻻ
ﺗﺳﻌف ﻣﻌﮭﺎ وﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺷﻔوي ﻓﻲ إﺛﺑﺎﺗﮭﺎ وﻣﻧﮭﺎ ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻧوات اﻟﺗﻲ ﺳﯾطﺎﻟﮭﺎ اﻟﻔﺣص.
وﺣﺗﻰ ﯾﺗﺣﻘق اﻟﮭدف ﻣن اﻷﺟل اﻟﺳﺎﺑق ﻋن ﺑداﯾﺔ ﻣﺳطرة اﻟﻔﺣص اﻟﻣﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ
ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻟﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﮭﯾﺊ دﻓﺎﻋﮫ ،ﻓﺈن اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﯾﺄﺧذ ﺑواﻗﻌﺔ
اﻟﺗوﺻل وﻟﯾس واﻗﻌﺔ اﻹرﺳﺎل ،وﻣﻧﮫ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أﻧﮫ ﻻﺣﺗﺳﺎب ﺑداﯾﺔ أﺟل اﻟﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷرة ﯾوﻣﺎ
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋن ﺣﺿور اﻟﻣﻔﺗش وﻣﺑﺎﺷرﺗﮫ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺣص ،ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة أن ﺗﺛﺑت ﺗوﺻل
اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺣص وأﻧﮭﺎ ﻣﻧﺣﺗﮫ أﺟﻼ ﻛﺎﻣﻼ ،وھو ﺗوﺟﮫ ﺣﻣﯾد ﯾواﻛب اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣﮭﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟﻶﺟﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث اﻋﺗﺑرھﺎ أﻧﮭﺎ آﺟﺎل ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺣﺳب
_30اﻟﺣﺳن )اﻟﻛﺛﯾر( :اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ واﻻﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ –اﻟرﺑﺎط،
طﺑﻌﺔ ،2012ص .39
_31اﻟﺣﺳن )اﻟﻛﺛﯾر( :ﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ.39 ،
_32ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 245ﻣن م ع ض ﻋﻠﻰ" :اﻵﺟﺎل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳﺎطر اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ھذه اﻟﻣدوﻧﺔ آﺟﺎل ﻛﺎﻣﻠﺔ
ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎب اﻟﯾوم اﻷول ﻣن اﻷﺟل وﯾوم ﺣﻠول اﻷﺟل.
19
وﻣﻧﮫ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أﯾﺿﺎ ﺑﺄن إﺛﺑﺎت اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﻠزم ﯾﻛون ﺑﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗوﺻل وﻟﯾس
اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻹرﺳﺎل ،وﯾﺑﻘﻰ ﺗوﺟﮫ ﻣﮭم ﻛرﺳﮫ اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ
واﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻛﺿﻣﺎﻧﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ،ﺧﺻوﺻﺎ وأن أﺟل اﻟﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷرة
ﯾوﻣﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺣص ھو أﺟل ﺿﯾق ﻗد ﻻ ﯾﺳﻌف أﺣﯾﺎﻧﺎ اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ
ﻻﺳﺗﻛﻣﺎل اﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت واﻟدﻓﺎع ﻋن ﻣرﻛزه اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ.
وھذا ﻣﺎ أﻛدﺗﮫ اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن ﻗراراﺗﮭﺎ وھﻲ ﺗﻛرس اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺣص ﺟﺎء ﻓﻲ أﺣد ﻗراراﺗﮭﺎ" :33ﺣﯾث إن اﻵﺟﺎل اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﯾن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗوﺻل
ﺑﺎﻹﺷﻌﺎر ﺑﺈﺟراء اﻟﺗﻔﺗﯾش وﺗﺎرﯾﺦ ﺣﺿور اﻟﻣﻔﺗش اﻟﻣﺣﻘق أﻣﺎم اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻟﻔﺣص
اﻟﻣﺳﺗﻧدات ﯾﺟب أن ﻻ ﯾﻘل ﻋن 15ﯾوﻣﺎ وأن اﻟﻌﺑرة ﻓﻲ ذﻟك ﺑﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗوﺻل ﺑﺎﻹﺷﻌﺎر
وﻟﯾس ﺑﺗﺎرﯾﺦ اﻹرﺳﺎل ﻟﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﻠزم ﻟﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﮭﯾﺊ دﻓﺎﻋﮫ".
إن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣراﻗﺑﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺷروط وﺿواﺑط ﺷﻛﻠﯾﺔ ﻧظﻣﮭﺎ اﻟﻣﺷرع
34
ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺻورة دﻗﯾﻘﺔ وأﺣﺎطﮭﺎ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﻣراﻗﺑﺔ ،وﯾﺗرﺗب ﻋن ﺧرق اﻹدارة ﻹﺣدى ھذه اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﺑطﻼن إﺟراءات
اﻟﺗﺣﻘﯾق وإﻟﻐﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋﻧﮭﺎ ﻟﻌدم ﻣﺷروﻋﯾﺗﮭﺎ ،35وﻣﻧﮫ ﻓﺈن ﺗﻠك اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻻ ﺗﻘﺗﺻر
ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋن إﺟراء اﻟﻔﺣص وإﻧﻣﺎ ﺗﻣﺗد ﻟﺗواﻛب ﻣﺳطرة اﻟﻔﺣص )اﻟﻔﻘرة
اﻷوﻟﻰ( ،ﻟﺗﺻل إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻹﻧﺗﮭﺎء ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ )اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ(.
إذا ﺻﺎدﻓت اﻵﺟﺎل اﻟﻣﺣددة ﻟﻺﺟراءات واﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ أﻋﻼه ﯾوم ﻋﯾد أو ﯾوم ﻋطﻠﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗم إرﺟﺎء ﺣﻠول اﻷﺟل إﻟﻰ
اﻟﯾوم اﻷول ﻣن أﯾﺎم اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ".
_33ﻗرار اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد 02/4/4/866ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،2003-01-33أورده:
ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،دار أﺑﻲ رﻗراق ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ
واﻟﻧﺷر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،2011ص .36
_34ﻣﺣﻣد )ﺷﻛﯾري( :اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ –دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ وﻧﻘدﯾﺔ ،-ﻣﻧﺷورات اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ
واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣؤﻟﻔﺎت وأﻋﻣﺎل ﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﻌدد ،59اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،2005ص .201
_35زوﺑﯾدة )ﻛرﯾﺑﻲ( :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .20
20
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣواﻛﺑﺔ ﻟﻣﺳطرة اﻟﻔﺣص
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 212ﻣن م ع ض ﻋﻠﻰ أﻧﮫ" :ﯾﻘوم أﻋوان إدارة اﻟﺿراﺋب ﺑﺗﺣرﯾر
ﻣﺣﺿر ﻋﻧد ﺑداﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة –أي ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻓﺣص اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ -ﯾوﻗﻌﮫ اﻟطرﻓﺎن وﺗﺳﻠم
ﻧﺳﺧﺔ ﻣﻧﮫ ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ.
.............
وﻻ ﯾﻣﻛن ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال أن ﺗﺳﺗﻐرق ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺣص اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ أﻋﻼه:
-أﻛﺛر ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ) (3أﺷﮭر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻧﺷﺂت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎدل أو ﯾﻘل ﻣﺑﻠﻎ رﻗم ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﮭﺎ
اﻟﻣﺻرح ﺑﮫ ﻓﻲ ﺣﺳﺎب اﻟﺣﺎﺻﻼت واﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﺑرﺳم اﻟﺳﻧوات اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ
ﻟﻠﻔﺣص ﻋن ﺧﻣﺳﯾن ) (50ﻣﻠﯾون اﻟدرھم دون اﺣﺗﺳﺎب اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ
اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ؛
-أﻛﺛر ﻣن ﺳﺗﺔ ) (6أﺷﮭر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻧﺷﺂت اﻟﺗﻲ ﯾﻔوق ﻣﺑﻠﻎ رﻗم ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﮭﺎ اﻟﻣﺻرح
ﺑﮫ ﻓﻲ ﺣﺳﺎب اﻟﺣﺎﺻﻼت واﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﺑرﺳم اﻟﺳﻧوات اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻔﺣص
ﻋن ﺧﻣﺳﯾن ) (50ﻣﻠﯾون اﻟدرھم دون اﺣﺗﺳﺎب اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ؛
................
ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻔﺗش أن ﯾﺷﻌر اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻺﺟراءات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ
ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 219أدﻧﺎه ﺑﺗﺎرﯾﺦ إﻧﺗﮭﺎء ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻔﺣص".
ﺗﺣدد اﻟﻣﺎدة أﻋﻼه ﺑداﯾﺔ وﻧﮭﺎﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻔﺣص ،ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﻟزاﻣﺎ ﻋﻠﻰ أﻋوان إدارة
اﻟﺿراﺋب اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر ﻋﻧد ﺑداﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻓﺣص اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻔﺗش إﺷﻌﺎر اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺈﻧﺗﮭﺎء ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻔﺣص ،وﻟﮭذا اﻹﺟراء أھﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ
ﺧﺻوﺻﺎ وأن اﻟﻣﺷرع ﺣدد ﻣدة اﻟﻔﺣص ﺑدﻗﺔ ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺳﺗﻣر ﻟﻣدة أطول.
21
ﻛﻣﺎ أن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﺗم ﻣﺑدﺋﯾﺎ ﺑﻌﯾن اﻟﻣﻛﺎن ،36ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﮫ ﯾﺟب أن ﺗﺟرى ﻋﻣﻠﯾﺎت
اﻟﻣﮭﻧﻲ 38اﻟذي ﯾﺗﺧذ أھﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﺑﺣﻛم إطﻼع اﻟﻣﻔﺗش ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺻﯾل ﺣﯾﺎة
اﻟﻣﻠزﻣﯾن ،39وﻻ ﯾﺣق ﻟﻠﻣﻔﺗش ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال إﺧراج أﯾﺔ وﺛﯾﻘﺔ أو ﻧﻘﻠﮭﺎ ﻣﻌﮫ دون أﺧذ
اﻟﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺻرﯾﺣﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ،وﯾﻛون ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ إرﺟﺎع اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳ ُﻣﺢ
ﻟﮫ ﺑﺄﺧذھﺎ ﻗﺑل ﺗوﺟﯾﮫ اﻹﻋﻼم اﻷول ﻟﻠﺗﺻﺣﯾﺢ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن اﻟﻣﻠزم ﻣن اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن اﻟرﺳﺎﻟﺔ
اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﯾﺔ.40
ﻋﻠﻰ ھذا اﻷﺳﺎس ،ﺗﺷﻛل ھذه اﻹﺟراءات ﺿﻣﺎﻧﺎت ھﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻠزم اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﻣراﻗﺑﺔ ﻟﻣﺎ
ﺗﮭدف إﻟﯾﮫ ﻣن ﺗدﻋﯾم ﻟﻠطﺎﺑﻊ اﻟﺣﺿوري ﻟﻠﻣﻠزم ﻟﺗﺗﺑﻊ إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل
إﺑﻼﻏﮫ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺳﯾر ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺗﻣﻛن ﻣن ﻓﺗﺢ ﺣوار ﻣﻌﮫ ﻟﺗﻘدﯾم ﻛل
اﻟﺗوﺿﯾﺣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻣﻼﺣظﺎت اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﺑدﯾﮭﺎ اﻟﻣﻔﺗش ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻓﺣص
اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ.
وﯾﺣق ﻟﻺدارة إﻋﺎدة اﻟﻔﺣص ﻣن ﺟدﯾد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻔﺗرات ﺳﺑق وأن ﻗﺎﻣت ﺑﻔﺣﺻﮭﺎ،
ﺷرﯾطﺔ أن ﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋن اﻟﻔﺣص اﻟﺟدﯾد ﺗﻐﯾﯾر أﺳس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ وﻗﻊ إﻗرارھﺎ
_36ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 212ﻣن م ع ض ﻋﻠﻰ أﻧﮫ...." :ﺗﻘدم اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ﺑﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺣل اﻹﻗﺎﻣﺔ اﻹﻋﺗﯾﺎدﯾﺔ ،أو
اﻟﻣﻘر اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ أو اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن أو اﻟﻣﻌﻧوﯾﯾن اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن إﻟﻰ أﻋوان إدارة
اﻟﺿراﺋب اﻟذﯾن ﯾﺗﺣﻘﻘون ﻣن ﺻﺣﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ واﻹﻗرارات اﻟﺗﻲ أدﻟﻰ ﺑﮭﺎ اﻟﺧﺎﺿﻌون ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ وﯾﺗﺄﻛدون ،ﻓﻲ ﻋﯾن
اﻟﻣﻛﺎن ﻣن ﺣﻘﯾﻘﺔ وﺟود اﻷﻣوال اﻟﻣدرﺟﺔ ﻓﻲ اﻷﺻول".
_37ﻣﺣﻣد )اﻟﺳﻣﺎﺣﻲ( :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .36
_38ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 246ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب اﻟﺻﺎدرة ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ " :2007ﯾﻠزم ﺑﻛﺗﻣﺎن اﻟﺳر
اﻟﻣﮭﻧﻲ وﻓق أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺟﺎري ﺑﮫ اﻟﻌﻣل ﻛل ﺷﺧص ﯾﺷﺎرك ،ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣزاوﻟﺔ ﻣﮭﺎﻣﮫ أو اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﮫ ،ﻓﻲ
ﺗﺣدﯾد اﻟﺿراﺋب واﻟواﺟﺑﺎت واﻟرﺳوم وﻣراﻗﺑﺗﮭﺎ واﺳﺗﺑﻔﺎﺋﮭﺎ أو اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﮭﺎ وﻛذا أﻋﺿﺎء اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد 50و 225و 226أﻋﻼه.
ﻏﯾر أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻣﻔﺗﺷﻲ إدارة اﻟﺿراﺋب أن ﯾﺳﻠﻣوا اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت أو ﻧﺳﺦ ﻣن اﻟﻌﻘود أو اﻟوﺛﺎﺋق أو اﻟﺳﺟﻼت اﻟﺗﻲ ﻓﻲ
ﺣوزﺗﮭم ﻷﺷﺧﺎص ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن أو اﻟﻣﻠزﻣﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن أو ﺧﻠﻔﮭم اﻟﻌﺎم ،إﻻ ﺑﻣوﺟب أﻣر ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻘﺎﺿﻲ
اﻟﻣﺧﺗص".
_39ﺧﻼل )ﺣﺟﺎج( :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص .160
_40رﺿﺎ )اﻟﺗﺎﯾدي( :ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،ﻣﺎﺳﺗر اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻔوج اﻟﺛﺎﻣن ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
.2016/2015ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة.
22
ﻋﻘب اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻷوﻟﻰ .41ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻔﺣص اﻷول ﺗﻛون ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻺدارة ﻟﻣﺎ ﺧﻠص ﻓﯾﮫ
ﻣن ﺑﯾن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻌﺗرف ﺑﮭﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻟﻠﻣﻠزم ﺧﻼل اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌد ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺣص ،أي
43
ﺑﻌد إﻧﮭﺎء اﻟﻣﻔﺗش ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣراﻗﺑﺔ .ﻗﯾﺎم ھذا اﻷﺧﯾر ﺑﺈﺑﻼغ اﻟﻣﻠزم ﺑﻧﮭﺎﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺣص
ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة 212ﻣن م ع ض اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ" :ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻔﺗش أن
ﯾﺷﻌر اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻺﺟراءات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 219أدﻧﺎه ﺑﺗﺎرﯾﺦ
إﻧﺗﮭﺎء ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻔﺣص".
ﻋﻠﻰ إﺛر ذﻟك ﯾﻘوم اﻟﻣﻔﺗش ﺑﺗﺣرﯾر رﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺣص ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺦ
اﻟﺷروع ﻓﻲ اﻟﻔﺣص وﺗﺎرﯾﺦ ﻧﮭﺎﯾﺗﮫ ،ﻟﻛن ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ذھب اﻹﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم
اﻹدارﯾﺔ إﻟﻰ إﻋﺗﺑﺎر ﺗﻠك اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻟﯾس ﻟﮭﺎ ﻗوة ﺛﺑوﺗﯾﺔ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺷروع ﻓﻲ اﻟﻔﺣص وإﻧﻣﺎ
.1ﺣﺎﻟﺔ إﻧﺗﮭﺎء اﻟﻔﺣص ﺑﻧﺗﯾﺟﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ،أي اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛﺷف ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن
ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋن ﺻﺣﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ،ﻓﺈن اﻹدارة ﺗﺧﺑر اﻟﺧﺎﺿﻊ
ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻔﺣص اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﺑوﺳﺎﺋل اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،وﻻ ﺗﺳﻔر
اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋن ﻓﺗﺢ ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ.
.2اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﻛﺗﺷﺎف إﺧﻼﻻت ﺟﺳﯾﻣﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ واﻟواردة ﺣﺻرا ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
213ﻣن م ع ض ،ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻛون ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﺳﺗﺑﻌﺎد ھذه اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ
وﺗﺣدﯾد أﺳﺎس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺗوﻓرة ﻟدﯾﮭﺎ ،وﺗﻛون آﻧذاك
ﻣﺟﺑرة ﺑﺈﺗﺑﺎع ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ.
ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ إﻣﺗداد ﻟﻣﺳطرة اﻟﻔﺣص اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،وھﻛذا
ﻓﻠﻺدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺣق ﺑﺗﺻﺣﯾﺢ -ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 232ﻣن م ع ض – أوﺟﮫ اﻟﻧﻘﺻﺎن أو
اﻷﺧطﺎء واﻹﻏﻔﺎﻻت اﻟﻛﻠﯾﺔ أو اﻟﺟزﺋﯾﺔ اﻟﻣﻼﺣظﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد أﺳس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو اﻟرﺳم
أو واﺟﺑﺎت اﻟﺗﺳﺟﯾل ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻹﻏﻔﺎﻻت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺿراﺋب أو اﻟرﺳوم ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ
ﯾﻘوم اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺈﯾداع اﻹﻗرارات اﻟواﺟب ﻋﻠﯾﮫ اﻹدﻻء ﺑﮭﺎ .ﻛﻣﺎ ﺗﺻﺣﺢ إدارة
اﻟﺿراﺋب أو اﻟﻧﻘﺻﺎن ﻓﻲ اﻟﺛﻣن أوﺟﮫ اﻹﻗرارات اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ اﻟﻣﻌﺑر ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود
واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت.
ﺗﺑدأ ﻣﺳطرة اﻹﻋﻼم ﺑﺗﺻﺣﯾﺢ اﻹﻟزام اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣﺗﻰ ﻻﺣظ ﻣﻔﺗش اﻟﺿراﺋب ﻣﺎ
ﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺻﺣﯾﺢ أﺳﺎس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﯾﺳﺗوي ﻓﻲ ذﻟك أن ﯾﻛون ھذا اﻷﺳﺎس
ﻧﺎﺗﺟﺎ ﻋن اﻹﻗرار اﻟذي أدﻟﻰ ﺑﮫ اﻟﻣﻠزم ،أو ﺗم ﻓرﺿﮫ ﺑﺻورة ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ.
آﻧذاك ،ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺗش اﻟﺿراﺋب ﺑﻌد ﻓﺣﺻﮫ ﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ اﻟدﺧول
ﻣﻊ ھذا اﻷﺧﯾر ﻓﻲ ﻣﺳطرة ﺗواﺟﮭﯾﺔ ﺗرﺗﻛز ﻋﻠﻰ إﺟراءات ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ دﻗﯾﻘﺔ ،وﺗﺿﻣن ﻟﻠﻣﻠزم
اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوﻗﮫ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ ﻣن ﻣﻔﺗش اﻟﺿراﺋب،
وإﻗﺎﻣﺔ ﺣوار ﻛﺗﺎﺑﻲ ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣﺎ ﻗد ﺗم رﺻده ﻣن أﺧطﺎء
وإﻏﻔﺎﻻت وﻛل ﻣظﺎھر اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت وأوﺟﮫ اﻟﻧﻘص ﻓﻲ اﻟﺛﻣن اﻟﻣﺻرح ﺑﮫ.
ﯾﮭدف ھذا اﻹﻋﻼم إطﻼع اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت اﻟﻣزﻣﻊ إدﺧﺎﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ
ﺗﺻرﯾﺣﮫ ،وﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻐﯾر ﻣرﻗم ،أي اﻟذي ﻻ ﯾﺗﺿﻣن أي ّ ﻣﺑﻠﻎ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ.47
وﻗد ﻗﯾد اﻟﻣﺷرع ﺳﻠطﺔ اﻹدارة وﺣﻘﮭﺎ ﻓﻲ إﺟراء اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ وأﻟزﻣﮭﺎ ﺑﻣﺑﺎﺷرﺗﮭﺎ ﻗﺑل
_46ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ھﻧﺎك ﻣرﺣﻠﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳطرة اﻟﺗوﺟﯾﮭﯾﺔ ﺗﻛون أﻣﺎم ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺗﺑدأ ﺑﻌد أن ﺗﻧﺗﮭﻲ
إﺟراءات اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺳطرة اﻟﺗواﺟﮭﯾﺔ إن رﻏب اﻟﻣﻠزم ﺳﻠوﻛﮭﺎ.
_47ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ )ﺧﺎﻟد( :اﻟﻣﺳطرة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣطﺑﻌﺔ دار اﻟﻧﺷر اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ،ﻋﯾن اﻟﺳﺑﻊ – اﻟدار
اﻟﺑﯾﺿﺎء ،طﺑﻌﺔ ،2002ص .163
25
اﻧﻘﺿﺎء اﻟﺳﻧﺔ اﻟراﺑﻌﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻋن اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻋﻧﮭﺎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،48ﻓﯾﻛون ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل
ﻋﻠﻰ إرﺳﺎل اﻹﻋﻼم اﻷول ﻟﻔﺗﺢ ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﻗﺑل ھذا اﻷﺟل ،49وإﻻ ﺳﻘط اﻟﺣق ﻓﻲ
ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﺗﻘﺎدم ﺣﺗﻰ وﻟو ﺑدأت ﺑﺧﺻوﺻﮭﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺣص ﻓﻲ وﻗت ﻟم ﺗﻛن ﻓﯾﮫ
ﻣﺗﻘﺎدﻣﺔ .50وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺟوھر ھذه اﻟﻣﺳطرة ﻟذﻟك ﻓﺎﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﺳﻠك إﺟراءات اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ
ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺳطري إﻟزاﻣﻲ ﯾﻌطﻲ ﻗﺎﻋدة اﻟﺗواﺟﮭﯾﺔ ﻣﺿﻣوﻧﮭﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،51وﯾﺗﺣﻘق اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻣﺎ
وﻓﻲ ھذا ﺻدر ﻗرار ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﯾﺳﺗﺑﻌد ﻓﯾﮫ ﻣﺑدأ اﻟﻌﻠم اﻟﯾﻘﯾﻧﻲ ﻣن إﺟراءات
اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :52ﻟﻛن ،ﺣﯾث إﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺗﻌﻠﯾﻼت اﻟﻘرار اﻟﻣطﻠوب ﻧﻘﺿﮫ ،ﯾﺗﺿﺢ أﻧﮫ
اﺳﺗﺑﻌد وﻋن ﺣق ﻣﺑدأ اﻟﻌﻠم اﻟﯾﻘﯾﻧﻲ ،ﻷﻧﮫ ﻻﺑد ﻣن ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻹﺟراءات اﻟﺣﺑﯾﺔ واﻟﺟﺑرﯾﺔ
ﻟﻠﻣﻠزم."...
ﺑﻌد أن ﯾﺗم إﺟراء ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻹﻋﻼم اﻷول ،ﯾﻛون ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠزم اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻧﮫ داﺧل أﺟل
_48ﻋزﯾزة )ھﻧداز( :اﻟﻣﺳﺎطر اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻘﺎﻧون واﻟﺗطﺑﯾق ،دار أﺑﻲ رﻗراق ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،2011 ،ص .55
_49ﻣن اﻷﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋن ﺻﺣﺔ اﻹﻋﻼم اﻷول ﻟﺑدأ إﺟراءات اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﻗطﻊ أﺟل اﻟﺗﻘﺎدم ،وﻟذﻟك ﻓﺈن
اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻣﻌﻣول ﺑﮭﺎ ھﻲ ﻓﺗﺢ أﺟل أرﺑﻊ ﺳﻧوات أﺧرى ﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﻧذ ﺗﺑﻠﯾﻎ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ
ﺗﺑﻠﯾﻐﺎ ﺳﻠﯾﻣﺎ.
_50ﺟﺎء ﻓﻲ أﺣد ﻗرارات ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض وھﻲ ﺗﺳﻘط ﺣق اﻹدارة ﻓﻲ اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :ﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟطﺎﻋﻧﺔ ﻗد أﺳﺳت
دﻓﺎﻋﮭﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم اﻟﻣﺣﺗﺞ ﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﻛون اﻟﺳﻧوات اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺻﺣﯾﺢ واﻟﺗﻲ ھﻲ ﻣن 1994إﻟﻰ 1997ﻟﺋن ﻛﺎﻧت ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﻔﺣص ﺑﺧﺻوﺻﮭﺎ ﻗد اﻧطﻠﻘت ﺧﻼل ﺳﻧﺔ 1998وﻓﻲ وﻗت ﻟم ﺗﻛن ﻓﯾﮫ ھذه اﻟﺳﻧوات ﻣﺗﻘﺎدﻣﺔ ﻓﺈن ﺗﺑﻠﯾﻐﮭﺎ ﺑرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ
اﻷوﻟﻰ ﺑﺧﺻوﺻﮭﺎ ﻓﻲ 2003/03/27أي ﻓﻲ وﻗت أﺻﺑﺣت ﻓﯾﮫ ﻣﺗﻘﺎدﻣﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻘط ﺣق اﻹدارة ﻓﻲ اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﻣﻧﺎزع
ﻓﯾﮫ ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋن ﺗﺣﻘﯾق ﺿرﯾﺑﺔ ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻣن ﻋدﻣﮫ."...
ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻋدد ،47اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 22ﯾﻧﺎﯾر ،2015ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻹداري ﻋدد .2013/2/4/1431ﻧﺷرة
ﻗرارات ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ،اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ ،5اﻟﻌدد ،24ﺳﻧﺔ .2015
_51ﻋزﯾزة )ھﻧداز( :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .57
_52ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻋدد ،64اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 16ﯾﻧﺎﯾر ،2014ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻹداري ﻋدد .2012/1/4/254
ﻧﺷرة ﻗرارات ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ،اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ ،4اﻟﻌدد ،18ﺳﻧﺔ .2014
26
ﺛﻼﺛﯾن ) (30ﯾوﻣﺎ ً اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﻠﻣﮫ ﻟطﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ،وﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻹﺟﺎﺑﺔ واﺿﺣﺔ
وﻣﻌﻠﻠﺔ وﻣﻔﺻﻠﺔ ﺗﺳﺗﮭدف ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻋرض اﻟﺣﺟﺞ واﻟﺑراھﯾن اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟدﻋم دﻓوﻋﺎﺗﮫ،
وﻛﻠﻣﺎ ﺗﺿﻣن ﺟواب اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻘق ﺑﮭﺎ ﻣﺻداﻗﯾﺔ
وﺟدﯾﺔ ﺟواﺑﮫ إﻻ وﺗدﻋم ﻣوﻗﻔﮫ أﻣﺎم اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺗﺟﻌﻠﮫ ﺣﺟﺔ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻣراﺣل اﻟﻼﺣﻘﺔ
ﻣن اﻟﻣﺳطرة ،53ﻣن ھﻧﺎ ﯾﺻﯾر ﺟواب اﻟﻣﻠزم ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ أداة ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ
ﻏﯾر أن اﻟﻣﻼﺣظ ﺑﮭذا اﻟﺧﺻوص ،ھو أن أﺟل اﻟﺛﻼﺛﯾن ) (30ﯾوﻣﺎ اﻟﻣﺧول ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ
ﻟﻠﻣﻠزم ﻗد ﯾﻛون ﻏﯾر ﻛﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ،ﻧظرا ﻟوﺟود ﺣﺎﻻت ﻣﻌﻘدة ﺗﺗطﻠب ﺟﮭدا
ووﻗﺗﺎ طوﯾﻼ ﻹﻋداد اﻟﺑﺣوث واﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ،54ﺧﺻوﺻﺎ وأن اﻧﺻرام أﺟل ﺛﻼﺛﯾن
) (30ﯾوﻣﺎ ﯾﻌطﻲ ﻟﻺدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺣق ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻣوﺿﻊ اﻟﺗﺣﺻﯾل،
وﺗﻔوت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠزم ﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟطﻌن أﻣﺎم اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،ﻓﻼ ﯾﺑﻘﻰ ﻟﮫ ﻣن ﺣق ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ
ﺳوى اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﺑرﻓﻊ ﻣطﺎﻟﺑﺗﮫ أﻣﺎم اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﻓﻘﺎ
ﻟﻠﺷروط اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 235ﻣن م ع ض ،55ﺛم إن ﺗﺣدﯾد أﺟل ﺟواب اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ
ﻓﻲ ﺛﻼﺛﯾن ) (30ﯾوﻣﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻷﺟل اﻟﻣﻘرر ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﻔﺗش ﻓﻲ اﻟﺟواب ﻋﺑر اﻟرﺳﺎﻟﺔ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ واﻟﻣﺣددة ﻓﻲ ﺳﺗﯾن ) (60ﯾوﻣﺎ ﯾﺧل ﺑﺎﻟﺗوازن ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻹدارة واﻟﻣﻠزم ،وﯾﻌطﻲ
ﺗﻣﯾﯾزا ﻏﯾر ﻣﺑرر ﻟﻺدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،ﻻ ﯾرﻗﻰ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﺎ أﻗرﺗﮫ ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻛﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذي ﻓرض اﻟﻌﻣل ﺑﻧﻔس اﻵﺟﺎل ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻹدارة
اﻟﻣﻠزم طﺎﻟﻣﺎ أن أﺟل اﻟﺟواب ﻻزال ﻣﻔﺗوﺣﺎ ،ﻣن أن ﯾرﺟﻊ ﻋن ﻣواﻓﻘﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻗﺗراﺣﺎت
اﻟﻣﻔﺗش ﻣﺗﻰ ﺛﺑت ﻟﮫ ﻋﻛﺳﮭﺎ ،وذﻟك ﺑﻣوﺟب رﺳﺎﻟﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﺷرﯾطﺔ أن ﺗﻘﻊ داﺧل ﻧﻔس اﻷﺟل أي
ﺛﻼﺛﯾن ﯾوﻣﺎ ً اﻟﺗﻲ ﺣددھﺎ ﻟﮫ اﻟﻘﺎﻧون ،وﺗﻔﺗﺢ ﻣن ﺟدﯾد ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ،ﻣﺳﺗﻧدا ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ
أﻧﮫ ﻟﯾس ﻣن ﺣق اﻹدارة أن ﺗﻘوم ﺑﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻗﺑل اﻧﻘﺿﺎء أﺟل ﺛﻼﺛﯾن ﯾوﻣﺎ ً اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ
ﻟﺟواب اﻟﻣﻠزم ،ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻛﻣﺎ ھو ﻣﻌﻣول ﺑﮫ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ.
ﯾﺗﺿﻣن ھذا اﻹﻋﻼم ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﺳﻧﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﺻﯾل ﻓﯾﮭﺎ ﻻﺣﻘﺎ ،وﻓﻲ ﻧﻔس
اﻟوﻗت ﯾﺗﺿﻣن ﺟواب اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣظﺎت اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،وﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺗرﺗب
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣزﻣﻊ إدﺧﺎﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم رﻓﻊ اﻟﻘﺿﯾﺔ إﻟﻰ
اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣﺗﻰ ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻣﺳطرة اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺗﺻﺣﯾﺢ ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن
ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣﻔﺗش ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻼﺣظﺎت اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮭﺎ ﻣن طرف اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺟﻌل ﺣدا ً ﻟﻣﺳطرة
اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﻧﮭﺎﺋﯾﺔ ،وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻺدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﻌدھﺎ أن ﺗﻔﺗﺢ اﻟﻣﻠف ﻣرة ﺛﺎﻧﯾﺔ وﻟو
وﺟدت ﻋﻧﺎﺻر ﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ،58وﯾﺳﺗﺷف ھذا اﻟﻣوﻗف إﻣﺎ ﺻراﺣﺔ ﻋﻧد ﺑﻌث اﻟﻣﻔﺗش
اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﯾﻌﺑر ﺑﻣوﺟﺑﮭﺎ ﻋن ﻣواﻓﻘﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣظﺎت اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗﺷف
ﺿﻣﻧﯾﺎ ﻣن ﺳﻛوت اﻟﻣﻔﺗش وﻋدم اﻟرد ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣظﺎت اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ داﺧل أﺟل ﺳﺗﯾن
) (60ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﻠﯾم ﺟواب اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺗﺻﺣﯾﺢ.
ﯾﺷﻛل ھذا اﻹﻋﻼم ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ،ﻷن ﻋدم ﺟواب اﻟﻣﻔﺗش أو ﺟواﺑﮫ ﺧﺎرج
اﻷﺟل ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮫ إﻟﻐﺎء ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ،59وﻗد ﺳﺎرت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹﺳﺗﺋﻧﺎف
اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺑﺎط ﻓﻲ اﺗﺟﺎه ﺗدﻋﯾم ﺗﻠك اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻗرار ﺣدﯾث ﻟﮭﺎ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻔرض
اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﻲ ﻟﻌﻠﺔ ﺧرق اﻟﻣﺳطرة اﻟﺗواﺟﮭﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻋدم ﺗوﺟﯾﮫ اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﺻﺣﯾﺢ
وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ﻓﺈن اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺻﺣﯾﺢ أﺳس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ
ﯾﻌﺗﺑرھﺎ ﺑﻌض اﻟﻣﺣﻠﻠﯾن اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﯾن وﻓﻘﮭﺎء اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﻗرارا ُ إدارﯾﺎ ،ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺷروط
ﺷﻛﻠﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺻﺑﺢ ﻧﺎﻓذة ،وﻟﺻﺣﺔ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل ،ﯾﺟب أن ﺗﺗﺿﻣن
اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
_60ﻗرار ﻋدد 3011ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹﺳﺗﺋﻧﺎف اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺑﺎط ،ﻣﻠف ﻋدد ،2015/7209/376ﺑﺗﺎرﯾﺦ
/22ﯾوﻧﯾو.2015/
29
وﺗﻌﺗﺑر اﻷھﻠﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻛﻠف ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن اﻟدﻓﺎع ﻋن
ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻔﺗش ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إرﺳﺎل رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻷوﻟﻰ ،أن ﯾﺿﻣن رﺳﺎﻟﺗﮫ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﺣددﺗﮭﺎ اﻟﻣﺎدة 220ﻣن م ع ض ،وھذه اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ھو ذو طﺎﺑﻊ
ﺗﻘﻧﻲ وآﺧر ذو طﺎﺑﻊ ﻗﺎﻧوﻧﻲ وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑـ:
وﻣﻧﮫ ﻧﺟد أن اﻟﻣﺎدة 220ﻣن م ع ض أﻟزﻣت اﻟﻣﻔﺗش ﺑﺄن ﯾﺷﯾر ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺗﮫ اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ
اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ أ ُ ﺳ ِﺳ َت ْ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت اﻟﻣزﻣﻊ إدراﺟﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ،
وﯾﺗرﺗب ﻋن إﻏﻔﺎل اﻟﻣﻔﺗش ذﻛر ھذه اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﺑطﻼن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﻧظرا ﻟﻣﺎ ﺗﻣﺛﻠﮫ ﻣن
ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﺗﻣﻛﻧﮫ ﻣن ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺗﺻﺣﯾﺣﺎت اﻟﻣﻔﺗش واﺑداء ﻣﻼﺣظﺎﺗﮫ ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ ،وھو
ﻣﺎ أﻛدﺗﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﮭﺎ ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :63إن ﻋدم ﺑﯾﺎن اﻟﻣﻔﺗش
ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻟداﻋﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﯾﺷﻛل اﺧﻼﻻ ﺑﺎﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ،ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮫ
ﺑطﻼن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ".
اﻟﻘرارات اﻹدارﯾﺔ ،64وﻓﻲ ظل ھذه اﻟﺛﻐرة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺣﺎوﻟت ﺑﻌض اﻟدورﯾﺎت اﻟﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ
ﻟﻺدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أھﻣﯾﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾل ،إﻻ أن ذﻟك ﻻ ﯾﻧﮭض دﻟﯾﻼ ﻋﻠﻰ إﻟزاﻣﯾﺔ ﺗﻌﻠﯾل
اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻗرارات إدارﯾﺔ ،وإﻧﻣﺎ اﻷﻣر ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗدﺧل ﺗﺷرﯾﻌﻲ ﯾﻔرض ﻋﻠﻰ
اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﺳﺑﯾب ﺗﺻﺣﯾﺣﺎﺗﮭﺎ ،وﻟﻘد أﻛد اﻻﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻋﻠﻰ أھﻣﯾﺔ ذﻟك،
وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻛر أﺳﺑﺎب اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ،ﯾﺟب أن ﺗﺗﺿﻣن رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻷوﻟﻰ
اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﮭﺎ اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌدد اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻌدد اﻟﺿراﺋب اﻟﺗﻲ اﻧﺻﺑت ﻋﻠﯾﮭﺎ ،أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌدد اﻟﺳﻧوات اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘﮭﺎ اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ
وﻟو ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺿرﯾﺑﺔ واﺣدة ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ إدارة اﻟﺿراﺋب أن ﺗﺷﯾر ﺑﺗﻔﺻﯾل ﻓﻲ
اﻹﻋﻼم اﻷول إﻟﻰ ﻛل ﺗﺻﺣﯾﺢ ﻋﻠﻰ ﺣدة ،وذﻟك ﺑﺗﺣدﯾد ﻧوع اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﮭﺎ.
وأﺧﯾرا ﯾﺟب ﻋﻠﻰ إدارة اﻟﺿراﺋب أن ﺗﺿﻣن رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻷوﻟﻰ اﻷﺳﺎس اﻟﺟدﯾد
اﻟواﺟب اﻋﺗﻣﺎده ﻛوﻋﺎء إﻣﺎ ﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،أو اﻷﺳﺎس اﻟﺟدﯾد ﻟﺗﺻﻔﯾﺔ واﺟﺑﺎت اﻟﺗﺳﺟﯾل،
ﻣﻊ ﺑﯾﺎن ﻣﺑﻠﻎ اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻷﺳﺎس اﻟﻣذﻛور ،وذﻟك ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن اﻟﻣﻠزم ﻣن
اﻹدﻻء ﺑرأﯾﮫ ﺑﺧﺻوص أﺳﺎس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،66ودﻋوة اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻟﻺدﻻء
ﺑﻌد أن ﯾﺳﺗﻧﻔذ اﻹﻋﻼم اﻷول ﺟﻣﯾﻊ إﺟراءاﺗﮫ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﻛون اﻟﻣﻠزم
ﻗد ﻣﺎرس ﺣﻘﮫ ﻓﻲ إﺑداء ﻣﻼﺣظﺎﺗﮫ ﺣوﻟﮭﺎ وﺗﺑﻠﯾﻐﮭﺎ ﻟﻠﻣﻔﺗش ،ﯾﻛون ﻟﮭذا اﻷﺧﯾر أﺟل ﺳﺗﯾن
) (60ﯾوﻣﺎ ً ﻟدراﺳﺔ ﺗﻠك اﻟﻣﻼﺣظﺎت ،ﻓﺈﻣﺎ أن ﯾﻘﺑﻠﮭﺎ أو ﯾرﻓﺿﮭﺎ رﻓﺿﺎ ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ،وأي ﻣﺎ
ﻛﺎن ﻗرار اﻟﻣﻔﺗش ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﯾﮫ ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋن طرﯾق رﺳﺎﻟﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ وﻓق
اﻹﺟراءات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 219ﻣن م ع ض.
اﻟﺷق اﻷول :ﻋﺑﺎرة ﻋن ردود وﺗﺣﻠﯾل ﻟﻣﻼﺣظﺎت اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ إذا ظل
اﻟﻣﻔﺗش ﻣﺗﻣﺳﻛﺎ ﺑﻣوﻗﻔﮫ ﺣول ﺟل اﻟﻧﻘط ﻣوﺿوع اﻟﻧزاع أو ﺑﻌﺿﮭﺎ ،وﯾﺟب ﻋﻠﻰ ھذا
اﻷﺧﯾر أن ﯾذﻛر اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ أدت ﺑﮫ إﻟﻰ اﺳﺗﺑﻌﺎد ﻣﻘﺗرﺣﺎت اﻟﻣﻠزم.
اﻟﺷق اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻋرض ﻟﻸﺳﺎس اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﺣوار اﻟﻛﺗﺎﺑﻲ اﻟﻣذﻛور ﻣﻊ
ﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﮫ واﻟﻐراﻣﺎت ﻟﻛﻲ ﯾﻌﻠم اﻟﻣﻠزم ﺑﻣﻘدار اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟذي
ﺳوف ﯾﺻﯾر ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ ،إن ھو ﻟم ﯾﻘدم طﻌﻧﺎ ﻓﻲ ھذه اﻷﺳس أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾر
وﯾﺟب أن ﺗﺗﺿﻣن اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ إﺷﺎرة واﺿﺣﺔ إﻟﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻋرض اﻟﻣﻠزم ﻟطﻌﻧﮫ أﻣﺎم
أﻧظﺎر اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ داﺧل أﺟل ﺛﻼﺛﯾن ) (30ﯾوﻣﺎ اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﻠم رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،وھو ﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم اﻟذي ﯾﺟﮭل ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ.
ﻋدم إﺣﺗرام اﻹدارة أﺟل ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮫ ﺑطﻼن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ.70
ﻟﻛن ﻣﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺧﻠف اﻟﻣﻠزم ﻋن إرﺳﺎل اﻟﺟواب ﻋن اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ داﺧل أﺟل
ﺛﻼﺛﯾن ﯾوﻣﺎ اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻛﺄﺟل ﻟﺟواﺑﮫ ،ﺛم ﯾﻘوم ﻓﻲ وﻗت ﻻﺣق ﺑﺈرﺳﺎل اﻟﺟواب وﺑﻌد أن
ﺗﻛون اﻹدارة ﻟم ﺗﺻدر ﺑﻌد ﺟداول اﻟﺗﺣﺻﯾل .ھل ﯾﻛون ھذا اﻟﺟواب ﻣﻠزﻣﺎ ﻟﻺدارة أم أﻧﮭﺎ
ﺗدﻓﻊ ﺑﻌدم ﻗﺑول ﺟواب اﻟﻣﻠزم ﻷﻧﮫ ﺟﺎء ﺧﺎرج اﻷﺟل؟
ھﻧﺎ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،ﺑﻣﺎ أﻧﮫ ﻟم ﺗﺻدر اﻹدارة ﺟداول ﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟواﺟﺑﺎت
اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﯾﺑﻘﻰ ھذا اﻟﺟواب ﻣﻠزﻣﺎ ﻟﮭﺎ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﻘﺎﻋﺳت ﻋن إﻋﻣﺎل ﺣﻘﮭﺎ ﻓﻲ ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ.71
ﻟﻘد ﻋﺎﻟﺞ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﻣﺳطرة اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻷﺳﺎس اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣن ﺧﻼل
اﻟﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 221ﻣن م ع ض ،ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺗﻧﻌت ﺑﺎﻟﻣﺳطرة اﻟﻣﺳﺗﻌﺟﻠﺔ ﻋﻧد
اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،وﺗﺳﺗﮭدف أﺳﺎﺳﺎ اﻟﺿراﺋب اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ.
وﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع ﺣدد ﺣﺎﻻت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﻟﺗدﺧل ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ھذه
اﻟﻣﺳطرة وﺑﺻﻔﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ )اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ( ،وھذا راﺟﻊ أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻣﺎ ﺗﻣﺗﺎز ﺑﮫ ﻣن ﺧﺻوﺻﯾﺔ
اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ ﺗﻣﯾزھﺎ ﻋن اﻟﻣﺳطرة اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺗﺻﺣﯾﺢ )اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ(.
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳطرة اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﻓﺈن اﻟﻣﺎدة 221ﻣن م ع ض ﺗﺧول ﻟﻺدارة أﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﺎﻟﺗﺻﺣﯾﺢ:
ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺑق ،ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻣﺷرع ﺣدد ﺣﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ﯾﻣﻛن
ﻓﯾﮭﺎ ﻟﻣﻔﺗش اﻟﺿراﺋب أن ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻟﻣﺳطرة اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﻟﻠﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،72وھذا راﺟﻊ
ﺑﺎﻷﺳﺎس إﻟﻰ اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻻﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﺛل ھذه اﻟﺣﺎﻻت ،اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﺗدﺧل
ﻻﺳﺗﯾﻔﺎء وﺗﺣﺻﯾل ﺣﻘوﻗﮭﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻣﺳﺗﺣﻘﺎﺗﮭﺎ ﻻﺣﺗﻣﺎل ﻋﺳر اﻟﻣﻠزم ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺻﻌوﺑﺔ
ﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو ﻻﺣﺗﻣﺎل إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻧدﺛﺎرھم.
واﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻣﺳطرة اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﯾﻧﺟم ﻋﻧﮭﺎ ﺗﻘﻠﯾص واﺿﺢ وﻣﻠﺣوظ ﻟﻠﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
_72ﻣوﻻي ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن )اﻟﻌﻠﻣﻲ( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،وﺣدة اﻟﻘواﻧﯾن اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﯾﺎض ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ،
ﻣراﻛش ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،2011-2010ص .98
34
اﻟﻣﻛﻔوﻟﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ،ﻓﮭو ﻻ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﺗﺄﺟﯾل اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق وﻻ ﻣن اﻷﺛر اﻟﻣوﻓق ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻛﻣﺎ ھو
اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﻌﺎدﯾﺔ.
وﻋﻠﻰ ھذا اﻷﺳﺎس ﻓﺈن اﻹدارة ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺈﺛﺑﺎت وﺟود ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺟﯾز ﻟﮭﺎ
ﺗطﺑﯾق ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻹﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ ،وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت إﺛﺑﺎت ﻣوﺟﺑﺎت ﺗﺻﺣﯾﺢ أﺳﺎس
اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻋدم اﻋﺗﻣﺎدھﺎ اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻟﻠﻣﻠزم اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟﺣﺟﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﺗﻔﺎء
ﻣﺑررات اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻣﺳطرة اﻹﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ ،73ﻷن اﻷﺻل ھو ﺗطﺑﯾق اﻟﻣﺳطرة اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻟﻣﻠزم ﺑﻣوﺟﺑﮭﺎ ﺑﺟﻣﯾﻊ ﺣﻘوﻗﮫ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻐرض ﻣن اﻟﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳطرة
اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﻟﻠﺗﺣﺻﯾل إﻧﻣﺎ ﯾﮭدف ﻟﻣواﺟﮭﺔ ﺑﻌض اﻟوﺿﻌﯾﺎت اﻟﻣﺣددة ﺣﺻرا ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن
ﻟﻺدارة اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻻت .ﺛم اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺣﻔظ ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣن اﻟﺣﻘوق واﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﻔﺎﺋدة
اﻟﻣﻠزم ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺳطرة ﺗواﺟﮭﯾﺔ 74ﺗﺗﺿﻣن ﻧﻔس ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﺳطرة اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺗﺻﺣﯾﺢ ﻣن
ﺣﯾث ﺿرورة ﺗﺑﻠﯾﻎ إﻋﻼﻣﯾن ﺿرﯾﺑﯾﯾن وداﺧل ﻧﻔس اﻵﺟﺎل وﺑﺎﺷﺗراط ﻧﻔس اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت
واﻟﺷروط اﻟﻣﻘررة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺻﺣﺔ اﻹﻋﻼم اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺻﺣﯾﺢ واﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﺗﻔﺻﯾل
ﻓﯾﮭﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
ﻣﺑدﺋﯾﺎ ﻻ ﺗﺧﺗﻠف اﻟﻣﺳطرة اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﻋن اﻟﻣﺳطرة اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﺳوى ﻓﻲ ﻧﻘطﺔ واﺣدة ،وھﻲ
إﺟﺑﺎر اﻟﻣﻠزم ﻋﻠﻰ أداء اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻗﺑل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﯾﮭﺎ .ذﻟك أﻧﮫ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺳطرة
اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺗﻘوﯾم ،ﻻ ﺗﺿطر اﻹدارة إﻟﻰ إﺻدار اﻟﺟدول اﻟﺿرﯾﺑﻲ أو اﻟﺳﻧد اﻟﺗﻧﻔﯾذي اﻟذي
ﺑﻣوﺟﺑﮫ ﺗﺑﺎﺷر اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻣﻠﻛﺔ إﺟراءات ﺗﺣﺻﯾل اﻟدﯾن اﻟﺿرﯾﺑﻲ إﻻ ﺑﻌد اﻹﻧﺗﮭﺎء ﻣن
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ اﻟوﻋﺎء ،أﻣﺎ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺳطرة اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﯾﺗم إﺻدار اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل ﺑﻣﺟرد
ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻹﻋﻼم اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻠﺗﺻﺣﯾﺢ وﻗﺑل ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ أﻣﺎم اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ ،واﻟﺣﻛﻣﺔ ﻣن ذﻟك
ھو أﻧﮫ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺳطرة اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﯾﻛون اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻻزال ﯾﺣﺗﻔظ ﺑوﺟوده وﯾﻘوم
وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﺗﻣﻧﺢ اﻟﺣق ﻟﻺدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ أن ﺗﻠﺟﺄ ﻣﺑﺎﺷرة
ﺑﻌد رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻷﺳس اﻟﺗﻲ ﻗدرﺗﮭﺎ ﻓﻲ ھذا
اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ،وأن ﺗﺻدر ﺟدول اﻟﺗﺣﺻﯾل ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﯾﮫ ،وﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋن رﻓﻊ اﻟطﻌن إﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ أﺛرا ً ﻣوﻗﻔﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ ﻗرار ﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ.
وﻣن ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﻣﺳطرة اﻟﺳرﯾﻌﺔ أﯾﺿﺎ أن اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻗرارات اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ أو
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﯾﻛون ﺻﺣﯾﺣﺎ داﺧل أﺟل ﺳﺗﯾن ) (60ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ ﻗرار اﻟﻠﺟﻧﺔ
اﻟﻣذﻛورة وﻟﯾس ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺣﺻﯾل ﻷن ھذا اﻟﻣﺑﺗﻐﻰ ﻗد ﺗﺣﻘق ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌد اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ.76
إن أھم ﺧﺎﺻﯾﺔ ﺗﻣﯾز اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ھﻲ أن ھذه اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺗﺗم ﻋﻠﻰ ﻣراﺣل،
ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗرﻓﻊ اﺑﺗداء أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ،ﺑل ﻻﺑد ﻟﮭﺎ أن ﺗﻣر ﻣن ﻣرﺣﻠﺔ اﻟطﻌن اﻹداري
)اﻟطﻠب اﻷول( ،أو اﻟطﻌن أﻣﺎم اﻟﻠﺟﺎن اﻹدارﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻗﺑل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ
اﻟﻘﺿﺎء.
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ" :77ﻣﺟﻣوع اﻟﻘواﻋد اﻟواﺟب اﺗﺑﺎﻋﮭﺎ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺑﻌض
اﻟﺣﻘوق أو ﻟﺗﺳوﯾﺔ ﺑﻌض اﻟوﺿﻌﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ" ،ﻛﻣﺎ ﺗﻌﻧﻲ" :78اﻟطﻠب اﻟذي ﯾﺗﻘدم ﺑﮫ
اﻟﻣﻠزم ﻟﻺدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻗرار ﺟﺑﺎﺋﻲ ﯾدﻋﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﮫ ﻟﻠﻘﺎﻧون أو ﺑﻌده ﻋن
اﻟواﻗﻊ ،أو ﯾﺳﺗﻌطﻔﮭﺎ ﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو اﻹﻋﻔﺎء ﻣﻧﮫ ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟظروﻓﮫ
اﻟﻣﻌﺳرة".
وﻟﻘد أﺟﻣﻌت أﻏﻠب اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻋﻠﻰ أھﻣﯾﺔ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻛﺂﻟﯾﺔ ﻹﯾﺟﺎد ﺣل
ﻟﻠﻧزاع اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،وﻣن ذﻟك ﻣﺛﻼ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذي ﻧص
ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎه ﻧﮭﺟﮫ اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻟذي أﻛد ﻋﻠﻰ إﻟزاﻣﯾﺔ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ أﻣﺎم
اﻹدارة ﻗﺑل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ،80وﯾﻣﻛن رﺻد ھذا اﻹﻟزام ﺑﻣراﺟﻌﺔ أﺳﺎﺳﮫ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛل
ﺑﻣﻼﺣظﺎﺗﮫ داﺧل أﺟل ﺛﻼﺛﯾن ﯾوﻣﺎ اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﻠﻣﮫ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻷوﻟﻰ ،ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ
ﯾﺗم وﺿﻊ اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻣوﺿﻊ اﻟﺗﺣﺻﯾل ،وﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﯾﮭﺎ إﻻ وﻓق اﻟﺷروط
اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 235ﻣن م ع ض اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﺣق اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ أﻣﺎم اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،وﻟم
ﯾﺧرج اﻟﻣﺷرع اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋن ﻗﺎﻋدة إﻟزاﻣﯾﺔ اﻟطﻌن اﻹداري اﻷوﻟﻲ إﻻ ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات ﻛﺎﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ رﺳوم اﻟﺗﺳﺟﯾل ،أﻣﺎ ﻣﺎ ﻋدى ذﻟك ﻣن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟوﻋﺎء ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺳﺗﻠزم ﺗوﺟﯾﮫ طﻌن إداري أوﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
ﯾرﻣﻲ ھذا اﻹﺟراء اﻟﺿروري إﻟﻰ ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﻠزم ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺔ إﺑداء ﺗﻌرﺿﮫ ﻋﻠﻰ ﻣوﻗف
اﻹدارة ﻓﻲ إطﺎر ﺣوار ﻣﺑﺎﺷر ﯾﻔﺳﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻺدارة ﻟﻣراﺟﻌﺔ أو ﺗوﺿﯾﺢ ﻣوﻗﻔﮭﺎ ،83ﻛﻣﺎ أﻧﮫ
إﺟراء ﻣن ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺿﻣن ﺣﻘوق اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ اﻟذي ﺿﯾﻊ ﻋﻠﯾﮫ ﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟطﻌن أﻣﺎم
اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﺗﺧﻠﻔﮫ ﻋن اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻼم اﻟﺿرﯾﺑﻲ داﺧل اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ.
وﻟﺿﻣﺎن ﺳرﻋﺔ ﺗﺳوﯾﺔ ﻣﻠﻔﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ،ﺣدد اﻟﻣﺷرع أﺟﻼ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻟﻺدارة ﯾﺗم داﺧﻠﮫ
اﻟﺑت ﻓﻲ اﻟطﻠﺑﺎت واﻟﻣﺣدد ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺛﻼث ) (3أﺷﮭر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻘدﯾم اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ،ﻏﯾر أﻧﮫ ﻣﻊ
إرﻓﺎق ﻣﻘﺎل اﻟدﻋوى ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺎدة 253ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب ﺟزاء اﻟﺣﻛم ﺑﻌدم ﻗﺑول
اﻟطﻠب ،واﺣﺎل أن اﻟﻣﺳﺗﺄﻧﻔﯾن ﻛﻣدﻋﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻹﺑﺗداﺋﯾﺔ أﺷﺎرا ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﻣﻘﺎﻟﮭﻣﺎ اﻻﻓﺗﺗﺎﺣﻲ إﻟﻰ
واﻗﻌﺔ ﺗوﺟﯾﮭﮭﻣﺎ ﻣطﺎﻟﺑﺔ إﻟﻰ ﻣدﯾر اﻟﺿراﺋب ﻓﻲ ﺷﺧص اﻟﻣدﯾر اﻟﺟﮭوي ﻟﻠﺿراﺋب ﺑﻌﯾن اﻟﺷق ﺣﻲ اﻟﺣﺳﻧﻲ ﺗوﺻل ﺑﮭﺎ ھذا
اﻷﺧﯾر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،2013/07/01وذﻟك ﻋﻠﻰ إﺛر ﺗوﺻﻠﮭﻣﺎ ﺑﺎﻷﻣر ﺑﺎﻹﺳﺗﺧﻼص اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮫ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺷﻛل ذﻟك ﺑداﯾﺔ ﺣﺟﺔ
ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ اﺣﺗراﻣﮭﻣﺎ ﻟﻠﻣﺳطرة اﻟﻣذﻛورة وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﻌدم ﻗﺑول اﻟطﻠب ﻗﺑل إﺷﻌﺎرھﻣﺎ ﺑﺎﻹدﻻء
ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻣذﻛورة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ إﺟراءا ﺟوھرﯾﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻐﺎﺿﻲ ﻋﻧﮫ ﻗﺑل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء وﺗﺧﻠﻔﮭﻣﺎ ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣطﻠوب،
وأﻧﮫ ﻟﻣﺎ أدﻟﯾﺎ ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻣن ﺗﻠك اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ رﻓﻘﺔ ﻣﻘﺎﻟﮭﻣﺎ اﻹﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻲ ،ﯾﺑﻘﻰ ﻣﻌﮫ ﻣﺎ أﺛﯾر ﻓﻲ ھذ اﻟﺷﺄن ﻣؤﺳس وﯾﺗرﺗب ﻋن ذﻟك
اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف."...
_81أﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 221اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳطرة اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﻟﻠﺗﺻﺣﯾﺢ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻌطﻲ أﯾﺿﺎ اﻟﺣق ﻟﻠﻣﻠزم ﺑﺎﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺿرﯾﺑﺔ
اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﮫ ﻋن طرﯾق اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 235م ع ض ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗﻘدﯾم طﻌن أﻣﺎم
اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻻت.
_82ﻣﺣﻣد )ﺑوﻏﺎﻟب(" :اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ" ،ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ،اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ واﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﺟﺗﮭﺎدات اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،ﻋن اﻟﻧدوة اﻟﺟﮭوﯾﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ اﻟرﺑﺎط 11-10ﻣﺎﯾو ،2007
ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻟرﺑﺎط ،2007-ص .219
83_Serhane El Houssine, Le Contentieux administratif de pleine juridiction en droit
public marocain, Thèse d’état en Bordeaux, 1989, p 380
38
ﻋدم إﻟزاﻣﯾﺔ اﻟﻣﺷرع اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﺿرورة اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن ھذه اﻟطﻠﺑﺎت ﻣن ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﻔرغ
ھذا اﻟﺣق ﻣن ﻣﺣﺗواه ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺗدﺧل ﺑﺎﻟﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﻰ أﺟل
ﺗﺷﻛل اﻟطﻠﺑﺎت اﻻﺳﺗﻌطﺎﻓﯾﺔ أﺳﻠوﺑﺎ ﻣن أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺳﯾﯾر واﻹدارة ،وآﻟﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﻣﻛن
اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻣن دﻓﻊ اﻟﺿرر ﻋﻧﮫ ،85ﺣﯾث ﯾﮭدف ﻣن وراﺋﮫ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻔﯾض ﻣن
اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو ﻣن اﻟﺟزاءات اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻧﮭﺎ واﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟوﻋﺎء ،ھذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻟﺗظﻠﻣﺎت ھو اﻟﻐﺎﻟب ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ ،وﺗﺗﻣﺗﻊ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﺷﺄﻧﮫ ﺑﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ
ﻣطﻠﻘﺔ.86
ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻣﻧﺎ ﻟدراﺳﺔ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗظﻠﻣﺎت ،ﺳﻧﻌﺗﻣد ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ ﺗوﺿﯾﺢ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت
_84ھذا ﻣﺎ اﻗﺗرﺣﺗﮫ اﻟﻣﻧﺎظرة اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﺟﺑﺎﯾﺎت اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﺑﻣرﻛز اﻟﻣؤﺗﻣرات ﺑﺎﻟﺻﺧﯾرات ﯾوﻣﻲ 29و 30أﺑرﯾل
.2013
ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣول اﻟﺗوﺻﯾﺎت واﻹﻗﺗراﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺧرﺟت ﺑﮭﺎ ھذه اﻟﻣﻧﺎظرة راﺟﻊ:
ﻣﺣﻣد )ﺷﻛﯾري( :اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ -دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ وﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺑﺳﯾط اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب ،-اﻟﺷرﻛﺔ
اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻛﺗﺎب ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،2015اﻟﺟزء اﻷول.
_85اﻟﻣﺣﺟوب )اﻟدرﺑﺎﻟﻲ( :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .173
_86ﻣﯾﻣون )رﺣو( و أﺣﻣد )اﻟﻌﻼﻟﻲ( :اﻟﺿﺎﺑط اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ وﺗﺣﺻﯾﻼ ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻺدارة
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺳﺎﻋﺔ ،اﻟﻌدد ،95اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،2016 ،ص .28
39
اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﮭﺎ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟطﻠﺑﺎت ،ﻣن ﺧﻼل ﺷروط وﻗواﻋد اﻟﺑت ﻓﻲ اﻟﺗظﻠﻣﺎت
اﻻﺳﺗﻌطﺎﻓﯾﺔ )اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ( ،وﻛذﻟك اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ھذه اﻟﺗظﻠﻣﺎت )اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ(.
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 236ﻣن م ع ض أﻧﮫ "ﯾﺟوز ﻟﻠوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أو اﻟﺷﺧص اﻟذي
ﯾﻔوض إﻟﯾﮫ ذﻟك أن ﯾﺳﻣﺢ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ وﻣراﻋﺎة ﻟﻠظروف اﻟﻣﺳﺗﻧد
إﻟﯾﮭﺎ ﺑﺎﻹﺑراء أو اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن اﻟﻌﻼوات واﻟﻐراﻣﺎت واﻟذﻋﺎﺋر اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺟﺎري ﺑﮭﺎ اﻟﻌﻣل".
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل ھذه اﻟﻣﺎدة ،أﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ رﻓﻊ طﻠب إﻟﻰ وزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
أو اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻔوض ﻟﮫ ﯾﻠﺗﻣس ﻣن ﺧﻼﻟﮫ إﻋﻔﺎﺋﮫ ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ﻣن اﻟزﯾﺎدات واﻟﻐراﻣﺎت
واﻟذﻋﺎﺋر اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﮫ ،وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ وزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
إﻻ أن اﻟواﻗﻊ ﺟرى ﻋﻠﻰ ﺗﻔوﯾض ھذا اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻔﺎﺋدة ﻣدﯾر اﻟﺿراﺋب ،وﯾﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣدﯾرﯾﺎت اﻟﺟﮭوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗودع ﻟدﯾﮭﺎ اﻟطﻠﺑﺎت أن ﺗﺗﺣﻘق ﻣن أﺳﺑﺎب وظروف اﻟﻣﺳﺗﻌطف ﻣﻊ
إﺑداء رأﯾﮭﺎ وإﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻠف ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻻﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ،وأﯾﺎ ً ﻣﺎ ﻛﺎن ﻗرار اﻹدارة
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻠزم اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ ﺑﺳﺑب اﻟﺷطط ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ ،ﻣﺎ دام أن ﻗﺑول
اﻟطﻠب ﻣن ﻋدﻣﮫ ھو راﺟﻊ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أو ﻣن ﯾﻧوب ﻋﻧﮫ ،ھذا
ﻣﺎ أﻛده ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،ﺣﯾث اﻋﺗﺑر أن ﻗرار ﻣدﯾر اﻟﺿراﺋب ﺑرﻓض ﺗﻘرﯾر إﻋﻔﺎء
أﺣد اﻟﻣﻼﻛﯾن ،ﻻ ﯾﻣﻛن وﺻﻔﮫ ﺑﺎﻟﺷطط ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺛﺑت أن ھذا اﻟﻘرار ﯾﺳﺗﻧد
إﻟﻰ وﻗﺎﺋﻊ ﻣﺎدﯾﺔ ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺣﺔ أو إﻟﻰ ﺗﻔﺳﯾر ﺧﺎطﺊ ﻟﻠﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.87
وﺗﺗﺳم اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻻﺳﺗﻌطﺎﻓﯾﺔ ﺑﻌدم ﺧﺿوﻋﮭﺎ ﻟﻘواﻋد ﺷﻛﻠﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﻏﯾر ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺄﺟل
ﻣﺣدد ﻟﺗﻘدﯾﻣﮭﺎ ،ﻓﺎﻟطﻠب ﯾرﻓﻊ ﻓﻲ ﺷﻛل رﺳﺎﻟﺔ ﻋﺎدﯾﺔ ﯾُظﮭر ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﻠزم ﻧﯾﺗﮫ اﻟﺻرﯾﺣﺔ ﻓﻲ
اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ھذه اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﯾﺣدد ﻓﯾﮭﺎ ﻣراﺟﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟزﯾﺎدات واﻟﻐراﻣﺎت
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أھﻣﯾﺔ إﻗرار ﻣﺳطرة اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻻﺳﺗﻌطﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ
ﻟﻠﻣﻛﻠف ﺑﻌدم ﺗﻘﯾﯾدھﺎ ﺑﺄي ﺷﻛﻠﯾﺎت أو إﺟراءات ﺧﺎﺻﺔ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﻋن اﻻﻟﺗزام ﺑﮭﺎ ودون
ﺗﻘﯾﯾدھﺎ ﺑﺂﺟﺎل ﻣﺣدد ،ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻊ ذﻟك ﻧﺳﺟل ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻣﺳطرة:
-ﻋدم ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺷرع ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣﺣددة ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟوﺻﯾﺔ ﻟﻘﺑول أو رﻓض
اﻟﻣطﺎﻟﺑﺎت ،وھو ﻣﺎ ﯾﻌطﻲ ﻟﻺدارة ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ واﺳﻌﺔ ،ﻗد ﺗﻣس ﺑﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن.
ﻓﻔﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﻠﺗزم ﻓﯾﮫ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺈﺛﺑﺎت ﺣﺎﻟﺗﮫ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻧد
ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻔﮭﺎ ﻟﻠﺗظﻠم ﻟذى إدارة اﻟﺿراﺋب ،ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻓرض إرادﺗﮫ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻷﻧﮭﺎ
ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻛﺎﻣل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺣﮫ ذﻟك اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣن ﻋدﻣﮫ ،وھو ﻣﺎ ﯾﻔﯾد أن
اﻹدارة ﺑﻣﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﮫ ﻣن ﺳﻠطﺔ ﻗد ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻣﻛﻠﻔﯾن ﯾوﺟدون ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﺿﻌﯾﺔ
ﺑﺣﻠول وأﺟوﺑﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻓﺎﻟﺗظﻠم اﻻﺳﺗﻌطﺎﻓﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﺻﻔﮫ اﻟﺑﻌض 89رﻏم ﻣﺎ ﻗد ﯾﺣﻘﻘﮫ ﻣن
ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﻠﻣﻛﻠﻔﯾن ﻓﻲ ﻏﯾﺎب ﺷﻛﻠﯾﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ وآﺟﺎل ﻣﺿﺑوطﺔ ،ﻓﮭو ﯾﻛرس اﻟطﺎﺑﻊ
اﻟﺳﻠطوي ﻹدارة اﻟﺿراﺋب ﺧﺎﺻﺔ أﻣﺎم ﻏﯾﺎب ﺗﻘﻧﯾن ﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﮭذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻟﺗظﻠﻣﺎت.90
-إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺗظﻠﻣﺎت اﻻﺳﺗﻌطﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ﯾﺗم اﻟﺑت ﻓﯾﮭﺎ ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ إدارة اﻟﺿراﺋب ،ﻓﺈن ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﻟﺗﻘﻧﯾن
ھذه اﻟﺳﻠطﺔ ،اﺳﺗﻠزﻣت أﺧذ رأي ﻟﺟﻧﺔ إدارﯾﺔ ﻛﻣﺎ ھو ﻣﻌﻣول ﺑﮫ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧظﺎم
اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟذي ﯾﻌطﻲ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﺑت ﻓﻲ اﻟطﻠﺑﺎت اﻻﺳﺗﻌطﺎﻓﯾﺔ ﻛﻠﻣﺎ
ﺗﺟﺎوز ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ 250.000دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري إﻟﻰ ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻌد أﺧذ
_88ﻛﻣﺎل )ﺣﻠﻣﻲ( :ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠزم ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ﺑﺣث ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻌﺎم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺳوﯾﺳﻲ اﻟرﺑﺎط ،2008-2007 ،ص .29
_89ﻋﺻﺎم )ﺑوﺳﻠﻣﺎم( :ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺧﻼل ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﺔ :رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم
اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أﻛدال
– اﻟرﺑﺎط ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،1999 – 1998ص .35
90_Habiba Mamdou, Le pouvoir discrétionnaire de l'administration fiscale au
Marocaine, Thèse de doctorat de 3éme cycle Aix Marseille, 1986, p 50.
41
رأي ﻟﺟﻧﺔ اﻟطﻌون اﻻﺳﺗﻌطﺎﻓﯾﺔ.
-ﻣﻊ ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟطﻌن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرارات اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧذة ﻓﻲ ﺷﺄن اﻟﺗظﻠﻣﺎت
اﻻﺳﺗﻌطﺎﻓﯾﺔ ،ﻓﻠﯾس ﻟﻠﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺳوى اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟطﻌن اﻟرﺋﺎﺳﻲ اﻟذي ﯾﻘدم
إﻟﻰ اﻟرﺋﯾس اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ ﻟﻣﺻدر اﻟﻘرار ،إذا ﻟم ﯾﻛن ھذا اﻟرﺋﯾس ھو ﻧﻔﺳﮫ اﻟذي اﺗﺧذ
اﻟﺗﺄﺧﯾر 92دون إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ أن ﯾﺳﺗﮭدف أﺻل اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى ﻗد ﯾﻛون ﻣوﺿوع
إن اﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻣن اﻟﺗظﻠﻣﺎت اﻻﺳﺗﻌطﺎﻓﯾﺔ ﻓﯾﮫ إﺟﺣﺎﻓﺎ ﻟﻠﻣﻠزم اﻟذي
ﯾوﺟد ﻓﻌﻼ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺻﻌوﺑﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻣﻧﻌﮫ ﻣن أداء ﻣﺎ ﻋ ُ ﻠق ﺑذﻣﺗﮫ ﻣن ﻣﺑﺎﻟﻎ أﺳﺎﺳﯾﺔ ،وھو ﻣﺎ
ﯾﺟﻌل اﻟﻣوﻗف اﻟﻣﻌﻣول ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺣﺻر طﻠﺑﺎت اﻻﺳﺗﻌطﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻐراﻣﺎت واﻟﺟزاءات ﻓﻘط دون أن ﯾﺷﻣل أﺻل اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﻻ ﯾﺣﻘق ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻣﻛﻠﻔﯾن
ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟطﻠﺑﺎت ،وھو ﻣﺎ ﻋﻣﻠت ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎدﯾﮫ،
ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺛﻼ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذي وﺳﻊ اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم طﻠﺑﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻟم ﯾﺣﺻره
ﻓﻘط ﻓﻲ اﻟﻐراﻣﺎت واﻟﺟزاءات ،وھذا ﻣﺎ ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻘراء ﺑﻧود اﻟﻔﺻل 1930-2ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذي ﻧص ﻋﻠﻰ أن" :93اﻟﺗظﻠﻣﺎت اﻻﺳﺗﻌطﺎﻓﯾﺔ ﺗﺷﻣل اﻟطﻠﺑﺎت
اﻟﮭﺎدﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻔﯾض أو اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ
_91ﻋﺻﺎم )ﺑوﺳﻠﻣﺎم( ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .36
_92وھذا ﻣﺎ ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣن ﻧص اﻟﻔﻘرة 2ﻣن اﻟﻣﺎدة 236ﻣن م .ع .ض اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ "ﺗﺟوز ﻟﮫ -أي اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف
أو اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻔوض إﻟﯾﮫ ذﻟك – أن ﯾﺳﻣﺢ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ وﻣراﻋﺎة ﻟﻠظروف اﻟﻣﺳﺗﻧد إﻟﯾﮭﺎ ،ﺑﺎﻹﺟراء
أو اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن اﻟﻌﻼوات واﻟﻐراﻣﺎت واﻟذﻋﺎﺋر اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺟﺎري ﺑﮭﺎ اﻟﻌﻣل".
93_L’article 1930 du code G.I alinéa 2 dispose: «la juridiction gracieuse Connait des
demandes tendant a obtenir: 1 le remise ou la modération d’impôt direct
régulièrement établi en cas de gêne ou d’indigence mettant les redevables dons
L’impossibilité de se libères envers le trésor … » cité par Fatima ZAZA ALAMI : «Me
contribucble marocaine» Diplôme de cycle supérieur E.N.A.P, 1984, p 101.
42
ﺣﺎﻟﺔ ﺿﯾق أو ﻋﻣل ﻟﺟﻌل اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ﯾﺳﺗﺣﯾل ﻣﻌﮭﺎ اﻟﺗﺣرر اﺗﺟﺎه اﻟﺧزﯾﻧﺔ".
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ،ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺗﺻور ھذه اﻟطﻠﺑﺎت ﺳوى ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن رﺑط اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﺗد ﻣﺟﺎﻟﮭﺎ إﻟﻰ أﻧواع اﻟﺿراﺋب اﻷﺧرى
ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ،واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك راﺟﻊ إﻟﻰ أن
اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﻓﻲ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺿراﺋب ﻟﯾﺳوا ﺳوى وﺳطﺎء 94ﺑﯾن اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻟﻣﻛﻠﻔﯾن
اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﯾن ،وﻋﻠﻰ ھذا اﻷﺳﺎس ﻓﮭﻲ ﻻ ﺗﺄﺛر ﻓﻲ ذﻣﺗﮭم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺿراﺋب
اﻟﻣﺑﺎﺷرة ھﻲ ﺿراﺋب ﺷﺧﺻﯾﺔ وﺳﻧوﯾﺔ ﺗﻛون أﻛﺛر اﻟﺗﺻﺎﻗﺎ ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻟﻠﻣﻠزم ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺑﻘﻰ أﻛﺛر ﺗﻌرﺿﺎ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺣوﻻت واﻟﺗﻘﻠﺑﺎت ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺗﻌﯾن ﻣﻌﮫ
وﻗد ﯾﺣﺻل أن ﺗﺣﺎول اﻹدارة اﺳﺗﻣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻠزم إﻟﻰ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟطﻠﺑﺎت اﻻﺳﺗﻌطﺎﻓﯾﺔ،
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد إﺟراء اﻟﻔﺣص اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﻌﻣق وﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎء إﺟراءات اﻟﻣﺳطرة اﻟﺗواﺟﮭﯾﺔ،
وإﺑداء اﻟﻣﻠزم ﻟرﻏﺑﺗﮫ ﻓﻲ طﻠب اﻟﻣﺛول أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺗﺑت ﻓﻲ أوﺟﮫ اﻟﺧﻼف اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ
ﺑﯾن اﻟﻣﻠزم واﻹدارة ﺣول ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺻرح ﺑﮭﺎ ،ﺑﺣﯾث ﺗﻌﻣل اﻹدارة ﻋﻠﻰ إﺑرام ﺻﻠﺢ
ﻓﻲ إطﺎر ﻟﺟﺎن داﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﺻﻠﺢ Commissions de Conciliationﻋوض اﻟﻣﺛول أﻣﺎم
ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﻓﺗﺗﻧﺎزل اﻹدارة ﻋن ﺑﻌض اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻣﺳﺎﺋل واﻗﻌﯾﺔ ،وﺑﻌض
اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت اﻟﺗﻲ اﺳﺗطﺎع اﻟﻣﻠزم أن ﯾﺛﺑﺗﮭﺎ ،ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ذﻟك ﯾﻘﺑل اﻟﻣﻠزم اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
وﯾطﻠب ﻣن اﻹدارة اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﺑﻌض اﻟظروف اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻧﺷﺎطﮫ اﻟﻣﮭﻧﻲ ،وﺗﻣﺗﯾﻌﮫ
ﺑﻛل اﻟﺗﺳﮭﯾﻼت وإﻋﻔﺎءه ﻣن أداء اﻟﻐراﻣﺎت واﻟﻌﻼوات اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺻرح
ﺑﮭﺎ.96
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗظﻠم اﻟﻧزاﻋﻲ اﻟطﻠب اﻟذي ﯾﻧﺎزع ﺑﻣوﺟﺑﮫ اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳطرة أو
اﻟﻘﺎﻧون اﻟواﺟب اﻟﺗطﺑﯾق ،واﻟﮭدف ﻣن ھذا اﻟﺗظﻠم ھو إﺻﻼح اﻷﺧطﺎء اﻟﺗﻲ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن
ﺗﻛون اﻹدارة ﻗد ارﺗﻛﺑﺗﮭﺎ ﻋﻧد إﺟراء اﻟﻣراﻗﺑﺔ أو ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺳﺑب ﺗطﺑﯾق
ﻓﺎﺳد ﻟﻠﻣﺳطرة أو ﻟﻠﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ أو اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ.
وﻣﺎ ﯾﻣﯾز ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟطﻠﺑﺎت ﻋن ﺳﺎﺑﻘﮫ –اﻟﺗظﻠم اﻻﺳﺗﻌطﺎﻓﻲ -ھو أن ﺳﻠطﺔ اﻹدارة
اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﺗﺑﻘﻰ ﻣﻘﯾدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﮭذا اﻟﻧوع ،وھﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻧطﻘﯾﺔ ﻣﺎ دام أن ﻣوﺿوﻋﮫ ﯾﻛون داﺋﻣﺎ
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠزم ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺧرق اﻹدارة ﻟﻠﻘواﻋد
وﺑﺎﻟﻔﻌل ﻓﺈن اﻹدارة ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑدراﺳﺔ ﻣﻌﻣﻘﺔ ﻟﻠﻣﻠف اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣوﺿوع
اﻟﻧزاع ،واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻔﯾض ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺑوت اﻟﺣق ﻓﯾﮫ أو ﺗوﺿﯾﺢ اﻷﺳﺑﺎب
ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻧﺣو ،ﻓﺈن أھﻣﯾﺔ اﻟطﻌن اﻟﻧزاﻋﻲ أﻣﺎم اﻹدارة ﯾﺄﺗﻲ ﻣن طﺎﺑﻌﮫ اﻹﻟزاﻣﻲ ﻣﻣﺎ
ﯾﺷﻛل ﺿﻣﺎﻧﺔ ھﺎﻣﺔ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑواﺳطﺗﮭﺎ اﻻﺣﺗﺟﺎج ﻋﻠﻰ ﻗرارات اﻹدارة
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﺳواء ﺗﻠك اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺟراءات اﻟﻣراﻗﺑﺔ واﻟﻔﺣص أو ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﮭﻲ ﺑﺈدﺧﺎل
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗﻘدﯾم ھﺎﺗﮫ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣرة أو ﺗﻘدﯾﻣﮭﺎ ﺧﺎرج اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺷﺎر
إﻟﯾﮭﺎ أﻋﻼه ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮫ ﻋدم ﻗﺑول اﻟدﻋوى ،وھذا ﻣﺎ أﻛدﺗﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء
ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن أﺣﻛﺎﻣﮭﺎ ،ﺑﺣﯾث ﻋﻠﻠت ﺣﻛﻣﮭﺎ رﻗم 2623ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2012/09/18ﺑﺄﻧﮫ:99
"ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ اﻟذﯾن ﯾﻧﺎزﻋون ﻓﻲ ﻣﺟﻣوع أو ﺑﻌض ﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﺿراﺋب
واﻟواﺟﺑﺎت واﻟرﺳوم اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﮭم أن ﯾوﺟﮭوا ﻣطﺎﻟﺑﺎﺗﮭم إﻟﻰ ﻣدﯾر اﻟﺿراﺋب أو
اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻔوض ﻣن ﻟدﻧﮫ ﻟﮭذا اﻟﻐرض ،وإذا ﻟم ﯾﻘﺑل اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر
ﻋن اﻹدارة أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺟواب ھذه اﻷﺧﯾرة داﺧل أﺟل اﻟﺳﺗﺔ أﺷﮭر 100اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺦ
_99ﺣﻛم ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ،ﺗﺣت رﻗم 2623اﻟﻣﻠف ﻋدد 9/11/71ﺑﺗﺎرﯾﺦ .2012/9/ 18
_100ﺣدد ھذا اﻷﺟل ﻓﻲ ﺛﻼث أﺷﮭر ﺑدل ﺳﺗﺔ أﺷﮭر ﺑﻣوﺟب أﺧر ﺗﻌدﯾل ﻟﻠﻣﺎدة 235ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب ﺑﻌد
ﺻدور ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ .2016
45
اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺟﺎز ﻟﮫ أن ﯾرﻓﻊ اﻷﻣر إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ داﺧل أﺟل اﻟﺛﻼﺛﯾن ﯾوﻣﺎ
اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻹدارة ﻋﻘب ﺑﺣث ﻣطﺎﻟﺑﺗﮫ أو ﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻧﺻرام
ذﻟك اﻷﺟل وذﻟك ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﻋدم ﻗﺑول اﻟدﻋوى اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺳﻠوك
ﻣﺳطرة اﻟﺗظﻠم اﻹداري اﻟﻘﺑﻠﻲ اﻟﻣذﻛور".
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾطﻠب اﻟﻣﻠزم إﺣﺎﻟﺔ ﻣﻠﻔﮫ ﻋﻠﻰ ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﻓﻼ ﺷﻲء ﯾﻠزﻣﮫ ﻋﻠﻰ
_101ﺣﻛم ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻣﻛﻧﺎس ،ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2013/11/13ﺣﻛم رﻗم 9/2013/1034ﻣﻠف ﻋدد رﻗم
.9/2012/121
46
أوﻻ :اﻟﺷروط اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌرﯾﺿﺔ اﻟطﻌن
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻟم ﯾﺣدد ﺷﻛﻼ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﺗﺗﺧذه ﻋرﯾﺿﺔ اﻟطﻌن ،إﻻ أﻧﻧﺎ
ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﺗﺷف ﻣن ﺧﻼل ﺑﻌض اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت أن ھذه اﻟﻌرﯾﺿﺔ ﺗﺗﺧذ ﺷﻛﻼ ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ ،وﻣن ذﻟك
ﻣﺛﻼ وﺟوب ﺗﺿﻣﯾن ﻋرﯾﺿﺔ اﻟطﻌن إﺳم وﺻﻔﺔ اﻟﻣﻠزم ﺑدﻗﺔ )ﺷﺧص ذاﺗﻲ أو ﻣﻌﻧوي(،
اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﺑرﺳﻣﮭﺎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﺛم اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺛﺎرة ،ﻓﻼ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘدم اﻟﻌرﯾﺿﺔ
ﺷﻔﺎھﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﺗﺗﺿﻣن ﻣﺳﺎﺋل واﻗﻌﯾﺔ ،وﯾﻌﺗﺑر
اﻻﻟﺗزام ﺑﮭذا اﻹﺟراء ﻣن اﻟﺷروط اﻟﺟوھرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص ﺑﺣﺳب ﻣﺎ ھو ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 31ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة
اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 7ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،10241.90ﺑﺣﯾث ﺗﺗﻔق ھذه
اﻟﻣﺳطرة ﻣﻊ ﻣﺎ ھو ﻣﻌﻣول ﺑﮫ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻠزم أن
اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﺗرﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻣﻘﺎل ﻣﻛﺗوب.
واﻟواﻗﻊ أن اﻟﻣﺳطرة اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟطﻌن اﻟﻧزاﻋﻲ ﺗﻌﺗﺑر إﺣدى أھم اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ
ﻟﻠﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻟﺻﯾﺎﻧﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوﻗﮭم ،وﺗﻣﻛﯾﻧﮭم ﻣن ﺗﻔﺎدي اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﯾن
اﻷطراف اﻟﻣﻐﯾﺑﯾن ﻛﺎﻟﺗﺄﺧﯾر وﻋدم ﺗطﺎﺑق وﺟﮭﺎت اﻟﻧظر ﺣول ﻧﻘﺎط ﺟوھرﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻟﺣﺎﻻت.103
وإذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺳطرة اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟطﻌن ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﻲ ﺗﺷﻛل إﺣدى اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘررة
ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﻓﺈن اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﻋرﯾﺿﺔ اﻟطﻌن ﯾﺷﻛل ھو اﻷﺧر ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ
ﻟﮭؤﻻء إذ ﺗﻔﯾد أن ﻣﺎ ورد ﺑﺎﻟﻌرﯾﺿﺔ ﻣن ﺻﻧﻊ اﻟﻣﻛﻠف ،إﻻ أﻧﮫ ورﻏم ھذه اﻷھﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻠﻌﺑﮭﺎ
اﻟﺗوﻗﯾﻊ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻟم ﯾﻠزم اﻟﻣﻛﻠف اﻟﻣﺷﺗﻛﻲ ﺑﺗوﻗﯾﻊ طﻠﺑﮫ ﻋﻛس ﻣﺎ ھو ﻣﻌﻣول ﺑﮫ
ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذي ﯾﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ إﻟزاﻣﯾﺔ ﺗوﻗﯾﻊ
اﻟﻣﻛﻠف أو ﻣن ﯾﻧوب ﻋﻧﮫ ﻋﻠﻰ اﻟطﻠﺑﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ إﻟﻰ ﻣدﯾر اﻟﺿراﺋب ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ ﺻﺣﺔ أو
_102ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 7ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 41.90أﻧﮫ" :ﺗطﺑق أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ
ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك".
_103ﻋﺻﺎم )ﺑوﺳﻠﻣﺎم( :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .28
47
ﻣﻘدار اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،104ﻛﻣﺎ اﺳﺗﻘر اﺟﺗﮭﺎد ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن أﺣﻛﺎﻣﮫ ﻋﻠﻰ أن
اﻟطﻠب اﻟذي ﻻ ﯾﺣﻣل ﺗوﻗﯾﻊ ﺻﺎﺣب اﻟﺷﺄن ﯾﺟﻌل ھذا اﻟطﻠب ﻣﻌﯾﺑﺎ ﺑﻌﯾب اﻟﺷﻛل.105
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺧول ﻟﮫ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮭذا اﻹﺟراء ،106وﯾﻌﻔﻰ ﻣن ﺗﻘدﯾم اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻛل ﻣن ﯾﻔﺗرض اﻟﻘﺎﻧون
وﺟودھﺎ ﻟدﯾﮭم ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻣون واﻟﻣوﺛﻘون وﻏﯾرھم ،وإذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر
ﺑﺷﺧص ﻣﻌﻧوي ،ﯾﻘدم اﻟطﻌن اﻹداري اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺧول ﻟﮫ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﺑﺎﺳم اﻟﺷﺧص
اﻟﻣﻌﻧوي ﻛرﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻹدارة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ أو اﻟرﺋﯾس أو اﻟﻣدﯾر اﻟﻌﺎم ،أو
وﯾﺗرﺗب ﻋن ﻋدم وﺟود وﻛﺎﻟﺔ أو وﻛﺎﻟﺔ ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋدم ﻗﺑول اﻟطﻌن أﻣﺎم اﻹدارة
وأﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ،وﯾﺟوز ﻟﻺدارة اﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم ﻗﺑول اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء إﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻋدم ﺻﺣﺔ
اﻟوﻛﺎﻟﺔ ،وﯾﻌﺗﺑر ھذا اﻟدﻓﻊ ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﯾﺟوز إﺛﺎرﺗﮫ ﻓﻲ ﻛل وﻗت وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣل
اﻟدﻋوى ،وﻗد أﻗر اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑدوره ھذه اﻟﻘﺎﻋدة ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺟﻠس
إن إﻟزاﻣﯾﺔ ﺗﻘدﯾم اﻟطﻌن اﻹداري ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻠزم اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻣن ﻗﺑل ﻣن ﯾوﻛﻠﮫ
ﻟﮭذا اﻟﻐرض ﯾﻌد ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﺧدم ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟوﺿﻊ ﺣد
ﻟﻛل ﺣﻠول ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺣل اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻣﺑﺎﺷرة ،109أو ﻛل ﺗطﺎول ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻛﺎﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ
ﻓﻲ اﻟوﻋﺎء اﻟذي ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﯾﻔرض اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ واﻟﺳرﯾﺔ.
وﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺗﻘدﯾم طﻌوﻧﮭم أﻣﺎم اﻹدارة داﺧل اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ م ع ض ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗﻔﯾدوا ﻣن دراﺳﺔ طﻌوﻧﮭم ،وﻟﻐﺎﯾﺔ إﻋطﺎء ﺣظوظ أوﻓر ﻟﻠﻣﻛﻠﻔﯾن
اﻟراﻏﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺿراﺋب اﻟﺗﻲ ﺗﺑدو ﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظرھم ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ ،ﻓﻘد ﻣدد
اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ آﺟﺎل اﻟطﻌن اﻟﻧزاﻋﻲ ﻣن ﺷﮭرﯾن إﻟﻰ ﺳﺗﺔ أﺷﮭر ،وھو أﺟل ﻛﺎف ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ
ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﺗدﻋﯾم ﻋرﯾﺿﺔ طﻌﻧﮫ ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟدﻓوﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوي ﻣرﻛزه أﻣﺎم
اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ.
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻣدﯾد آﺟﺎل ﺗﻘدﯾم اﻟطﻌن اﻟﻧزاﻋﻲ اﻹداري ﻓﻘد ﺧطﺎ اﻟﻣﺷرع ﺧطوة ھﺎﻣﺔ
ﻧﺣو ﺗدﻋﯾم ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺗﺣدﯾده أﺟل ﺟواب اﻹدارة
ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﮭر ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ أﺧر ﺗﻌدﯾل ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون ﻣﺎﻟﯾﺔ 2016ﺑدل ﺳﺗﺔ أﺷﮭر اﻟﺗﻲ ﻛﺎن
ﻣﻌﻣول ﺑﮭﺎ ﻗﺑل ھذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ.
ﺳﻧﺑﺣث ﻓﻲ ذﻟك اﻟطﻠﺑﺎت اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻣﺗﯾﺎز أو ﺣق ﯾﻛﻔﻠﮫ اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻠﻣﻠزم
ﺛم اﻟطﻠﺑﺎت اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻷﺧطﺎء.
_108إﺷﺎر إﻟﯾﮫ ﻣﺣﻣد )ﻣرزاق( وﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن )اﺑﻠﯾﻼ( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق ،ﻣطﺑﻌﺔ
اﻻﻣﻧﯾﺔ –اﻟرﺑﺎط،-اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،1998ص .153
_109ﻋﺻﺎم )ﺑوﺳﻠﻣﺎم( :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .30
49
أوﻻ :اﻟطﻠﺑﺎت اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻣﺗﯾﺎز أو ﺣق ﻗﺎﻧوﻧﻲ
110
ﯾﺳﻣﺢ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗظﻠﻣﺎت ﻟﻺدارة ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣراﻗﺑﺔ ذاﺗﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗراراﺗﮭﺎ
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ.111
وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ أن ﯾﺣﺗﺞ ﺑﺣق أو اﻣﺗﯾﺎز ﻧﺻت ﻋﻠﯾﮫ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ
ﻣﻧﺷوراﺗﮭﺎ أو ﻣن ﺧﻼل اﻟدورﯾﺎت اﻟﺻﺎدرة ﻋﻧﮭﺎ ،ﻷن ﻣﺛل ھذه اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗدﺧل
ﻓﻲ ﺻﻣﯾم اﻟﻌﻣل اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻺدارة ،112وﻻ ﺗرﻗﻰ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن
ﻟﻠﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر أن ﯾطﺎﻟب اﻹدارة ﺑﺗطﺑﯾق ﻣﻧﺎﺷﯾرھﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﺎﻻت ،ﻣﺎداﻣت ھذه اﻟﻣﻧﺎﺷﯾر
وﻧﻌﺗﻘد أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟب ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال أن ﺗﺗﺿﻣن ھذه اﻟدورﯾﺎت واﻟﻣﻧﺎﺷﯾر ﺣﻘوﻗﺎ إﺿﺎﻓﯾﺔ
وھو ﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﺿﻣﺎﻧﺔ ھﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻛﻠﻔﯾن ﺗﺟﻌﻠﮭم ﻓﻲ ﻣﻧﺄى ﻋن ﻛل ﺗﻌد ﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣن
ﺟﺎﻧب اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺣﺳب ﻣﺎ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ.
وﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﺟﺎء ﺣﻛم ﻣن اﺑﺗداﺋﯾﺔ أﻛ ً ﺎدﯾر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1992/12/14 115أﺷﺎر إﻟﻰ" :وﺣﯾث
أن اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟدورﯾﺔ رﻗم 309اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺿراﺋب ﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﻣﺎدھﺎ ﻟﻠﻘول ﺑﺄن
اﻟﻣدﻋﯾﺔ ﻣﻌﻔﺎة ﻣن اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ اﺑﺗداء ﻣن ﺳﻧﺔ 1986ﻣﺎ دام أن
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺣدد ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻟم ﯾدﺧﻠﮭﺎ ﺿﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻌﻔﺎة ،وأن اﻟدورﯾﺔ
ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺣل ﻣﺣل اﻟﻘﺎﻧون."...
ﯾﺳﻌﻰ اﻟﻣﻛﻠف ﻣن وراء ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟطﻠﺑﺎت ﺗﺑﺻﯾر وﺗوﻋﯾﺔ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
ﺑﺄﺧطﺎﺋﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺳﺎب ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻌد إﺟراء ﻣﺳطرة اﻟﻔﺣص واﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ،ﻟذﻟك ﻓﺈن
اﻟطﻠﺑﺎت اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻷﺧطﺎء اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻹدارة ﺗﻌطﻲ ﻓرﺻﺔ أﺧرى
ﻟﻠﻣﻠزم ﻟطﻠب إﺟراء ﻓﺣص ﺷﺎﻣل ﻹﻗراره ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛﺗﺷف اﻹدارة ﻓﻌﻼ أن إﺣدى ﻋﻣﻠﯾﺎﺗﮭﺎ ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل اﻟﻣراﻗﺑﺔ واﻟﻔﺣص ﺷﺎﺑﮭﺎ ﺧطﺄ أﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ ،وﻧظرا ﻟﺗﻌدد اﻟﺿراﺋب
واﺧﺗﻼف ﻣوﺿوﻋﮭﺎ وطﺑﯾﻌﺗﮭﺎ واﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ھذه اﻟﻣطﺎﻟﺑﺎت ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻧﺗﺞ
ﻋن ذﻟك ﺗﻌدد اﻟﻣطﺎﻟﺑﺎت ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻣوﺿوﻋﮭﺎ وﻣﺣﻠﮭﺎ ﺣﯾث ﻧﺟد:
_115ﺣﻛم أﺷﺎر إﻟﯾﮫ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن )اﺑﻠﯾﻼ( :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .141
51
.1طﻠﺑﺎت اﻟﺗﺧﻔﯾض
ﯾﻌﺗﺑر ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟطﻠﺑﺎت اﻷﻛﺛر إﺛﺎرة ﻣن طرف اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،116واﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺛﺎرة ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ
ﺗﻛون ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﺣدﯾد ﻣن ﺟﺎﻧب واﺣد ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻔرض اﻟﺟزاﻓﻲ اﻟذي ﻻ ﺗﻌﺗﻣد ﻓﯾﮫ
وﻋﻼﻗﺔ ﺑﮭذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟطﻠﺑﺎت ﺻدر ﻗرار ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :118وﺣﯾث
إﻧﮫ ﺑﺎﻹطﻼع ﻋﻠﻰ وﺛﺎﺋق اﻟﻣﻠف وﻣﺎ أدﻟﻰ ﺑﮫ اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﯾﺑﯾن أن إدارة اﻟﺿراﺋب ﻗد ﻗررت
ﺗﺧﻔﯾﺿﺎ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﻣﺑﻠﻎ 76.640.80درھم ﻣن أﺻل ﻣﺑﻠﻎ 110.692.40
درھم ﺑرﺳم اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺎت ﻟﺳﻧﺔ 1991وذﻟك ﺗدارﻛﺎ ﻣﻧﮭﺎ ﻟﻠﺧطﺄ اﻟذي وﻗﻌت ﻓﯾﮫ
واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻋدم أﺧذھﺎ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻋﻧد ﻓرﺿﮭﺎ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻋن ﺳﻧوات
1988و1989و1990و 1991ﺗرﺣﯾل ﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻌﺟز".
وﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻧد ﺑﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟطﻠﺑﺎت اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر درﺟﺔ اﻟﺗزام
اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺗﻘدﯾم ﺗﺻرﯾﺣﺎﺗﮫ ودرﺟﺔ ﺻدﻗﮭﺎ ،وھو ﻣﺎ ﯾﻣﯾز اﻟﻣﻠزم ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻋن
اﻟﻣﻠزم اﻟﻣﺗﮭرب ﺿرﯾﺑﯾﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻋطﺎء ﻧوع ﻣن اﻟﺗﻔﺿﯾل ﻟﻠﻣﻠزم ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻟﺧﻠق ﻧوع ﻣن
اﻟﻣروﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ واﻹدارة ،وﻟذﻟك ﻓﺎﻟﻣﻠزم اﻟذي ﻟم ﯾﺛﺑت ﻓﻲ ﺣﻘﮫ
ﻋرﻗﻠﺔ أو اﻋﺗراض ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣراﻗﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،واﻟذي ﻗدم اﻟوﺛﺎﺋق ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺣص،
واﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣراﺟﻌﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﻓﻣن ﺑﺎب ﺗﺷﺟﯾﻌﮫ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺷرع أﻟزام اﻹدارة ﺑﺄﺧذ ﻣطﺎﻟﺑﺗﮫ ﺑﻧوع ﻣن اﻟﺗﻔﺿﯾل واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﮭﺎ أو ﻟﺟزء
ﻣﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل.
ﺗﮭدف ھذه اﻟطﻠﺑﺎت اﻻﻋﺗراف ﻟﻠطﺎﻋن ﺑﺣﻘﮫ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺻرﯾﺢ ﻓﻲ اﻹﻋﻔﺎء اﻟﻛﻠﻲ أو
اﻟﺟزﺋﻲ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﻗد ﺣددت اﻟﻣﺎدة 6ﻣن م ع ض اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻟﮭم اﻟﺣق ﺳواء ﻓﻲ
اﻹﻋﻔﺎءات اﻟداﺋﻣﺔ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻓرﺿﮭﺎ ﺑﺎﻟﺳﻌر اﻟﻣﺧﻔض ﺑﺻﻔﺔ داﺋﻣﺔ ،ﺛم أﺻﺣﺎب اﻟﺣق
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ اﻹﻋﻔﺎء اﻟﻣؤﻗت ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻓرﺿﮭﺎ ﺑﺳﻌر ﻣﺧﻔض ﺑﺻﻔﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻣﺎدة
7ﻣن م ع ض ﻋﺎﻟﺟت ﺷروط ھذا اﻹﻋﻔﺎء.
وﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﻣﺎ دام اﻟﻣﺷرع ﻗد أﻗر إﻋﻔﺎءات ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﺈن ﻟﻠﻣﻛﻠف اﻟﺣق ﻓﻲ ﻣطﺎﻟﺑﺔ
اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺗﻣﻛﯾﻧﮫ ﻣن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ھذا اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻧظرا ﻟﻣﺎ ﯾﺷﻛﻠﮫ ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﯾﺣق ﻟﻠﻣﻛﻠف اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﮭﺎ أﻣﺎم اﻹدارة أو أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء.
وﻣن ﺻور اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﻣﻘرر ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻠﻣﻛﻠف ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﺎدة 91اﻟﻔﻘرة
اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن م ع ض ﺑﺄﻧﮫ" :ﯾﻌﻔﻰ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﮫ أي ﺷﺧص
119
ﻣن ﻣﺑﻧﻰ ﻻ ﺗزﯾد ﻣﺳﺎﺣﺗﮫ اﻟﻣﻐطﺎة ﻋن 240م 2ﻣرﺑﻊ ﺷرﯾطﺔ طﺑﯾﻌﻲ ﻣن ﺗﺳﻠﯾﻣﮫ ﻟﻧﻔﺳﮫ
أن ﯾﺳﺗﻐل اﻟﻣﺑﻧﻰ اﻟﻣذﻛور ﻟﻠﺳﻛن اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر وأن ﯾﺛﺑت ھذا اﻻﺳﺗﻐﻼل ﻟﻣدة
أرﺑﻊ ﺳﻧوات ﺗﺑدأ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﻠم رﺧﺻﺔ اﻟﺳﻛن أو أي وﺛﯾﻘﺔ ﺗﻘوم ﻣﻘﺎﻣﮭﺎ".
واﻧﺗﻔﺎء أﺣد اﻟﺷروط اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ أﻋﻼه ﯾﺟﻌل اﻟﻣﻠزم ﻏﯾر ﻣﺣق ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗﻣﺗﯾﻌﮫ
_119ﻟﻘد ﻋرف ذ ﻓرﻧﺳﯾس ﻟوﻓﯾﯾر ﻓﻲ ﻣوﺳوﻋﺗﮫ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻟﻣﻔﮭوم اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻟذات اﻟﻣﺳﻠم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺣﺻل ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻟﺷﺧص ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗوج ﻓﻲ ﻣﻠﻛﯾﺗﮫ أو ﺧدﻣﺔ ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻋﻧﺎﺻر وأدوات ﻓﻲ ﻣﻠﻛﯾﺗﮫ.
ﻣذﻛور ﺑﻣﻘﺎل :ﺟﻌﻔر )ﺣﺳون(" :ﻣﻔﮭوم اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻟذات اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺳﻠم ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ l a
،"livraison à soi même en matière de TVAﻣداﺧﻠﺔ ﺑﺎﻟﯾوﻣﯾن اﻟدراﺳﯾﯾن ﺣول "اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ واﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ" ،ﻣﻧﺷورة ﺑدﻓﺎﺗر اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،ﻋدد ،2005 ،8ص . 158
ﺑﯾد أن اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 256ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ أﻛﺛر ﺗوﻛﯾدا ﻟﻠدﻗﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر أن ھﻧﺎك
ﺗﺳﻠﯾﻣﺎ ﻟذات اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺳﻠم ﻛﻠﻣﺎ ﻋﻣد اﻟﺧﺎﺿﻊ إﻟﻰ اﻗﺗطﺎع ﺟزء ﻣن اﻟﻣﻧﺗوج أو اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﺣﺎﺟﯾﺎﺗﮫ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،أو
ﻟﺣﺎﺟﯾﺎت ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾﮫ ،أو ﻧﻘﻠﮫ أو ﺗﺣوﯾﻠﮫ ﻟﻐﺎﯾﺔ ﺗرﺗﺑط ﺑﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،أو ﺣﯾن ﺗﻛون ھذه اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت أو اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ أو
اﻟﺧدﻣﺎت أو اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﮭﺎ ،ﻣﺧوﻟﺔ ﻟﺧﺻم ﺟزﺋﻲ أو ﻛﻠﻲ ،ﻟﻠرﺳم اﻟﻣدﻓوع ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻋﻧد اﻗﺗﻧﺎﺋﮭﺎ .
_120ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض" :ﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺷﻘق اﻟﻣؤﺟرة ﻓﻲ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺔ اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺄﺟﯾرھﺎ وﻟو ﻣن
طرف ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺧرطﯾن ﻓﯾﮭﺎ ،وﻛﺎﻧت ﻣدة اﻷرﺑﻊ ﺳﻧوات ﺑﯾت ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﻠﯾم رﺧﺻﺔ اﻟﺳﻛﻧﻰ وﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﯾﺟﺎر ﻟم ﺗﻣض
ﺑﻌد ،ﻓﺈن أﺣد ﺷروط اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﮭذه اﻟﺷﻘق ﻟم ﯾﺗﺣﻘق ،وﻛﺎن ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
53
ھذا ﻣﺎ أﻛده ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻋدد 56ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 22ﯾﻧﺎﯾر 2015
ﻣﻠف إداري ﻋدد 2013/2/4/2043ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :إن اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ
اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺳﻠﻣﮫ ﺷﺧص ﻣﻧﻔرد ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻣن ﻣﺑﻧﻰ ﯾﺗطﻠب ﺷرطﺎن :أوﻟﮭﺎ أن ﺗﻛون
ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣﺑﻧﻰ اﻟﻣﻐطﺎة ﻻ ﺗزﯾد ﻋن 240ﻣﺗر ﻣرﺑﻊ ،وﺛﺎﻧﯾﮭﻣﺎ ﺗﺧﺻﯾﺻﮫ ﻛﺳﻛن رﺋﯾﺳﻲ
ﻟﻠﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺗم اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﺗواﻓر اﻟﺷرط اﻟﺛﺎﻧﻲ إﻻ ﺑﻌد ﺗﺣﻘق
اﻷول ،وھو أﻻ ﺗزﯾد اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ﻋن 240ﻣﺗر ﻣرﺑﻊ ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋﻣﺎ إذا
ﺧﺻﺻت ﻟﺳﻛن رﺋﯾﺳﻲ أو ﻟﻌﻣل ﺗﺟﺎري".
.3طﻠﺑﺎت اﻻﺳﺗرداد
ﯾﺄﺗﻲ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟطﻠﺑﺎت ﺑﻌد أن ﺗﻛون اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻗد ﻓرﺿت وﺗم ﺗﺣﺻﯾﻠﮭﺎ أو دﻓﻌﮭﺎ
ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻠزم ،وﯾرى ھذا اﻷﺧﯾر أﻧﮫ دﻓﻊ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ ﻏﯾر ﻣﺳﺗﺣﻘﺔ وﻻ ﺗﻌﻛس وﺿﻌﯾﺗﮫ
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وھﻛذا وﻟﺿﻣﺎن ﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ وﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻊ إدارة
اﻟﺿراﺋب ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺗﻘدﯾم طﻠب ﻗﺻد اﺳﺗرداد ﻣﺎ ﺗم دﻓﻌﮫ ﺑﻐﯾر وﺟﮫ ﺣق،
ﺳواء ﻛﺎن ھذا اﻟدﻓﻊ ﻋن طرﯾق اﻟﺣﺟز ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺑﻊ أو ﻋﻠﻰ إﺛر إﺻدار ﺟدول اﻟﺗﺣﺻﯾل.
وﺗﺧﺿﻊ طﻠﺑﺎت اﻟرد ھذه ﻟﻘواﻋد دﻓﻊ اﻟﻐﯾر ﻣﺳﺗﺣق ﻛﻣﺎ ھو ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣواد 12166و 12268ﻣن ظﮭﯾر اﻹﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود.
وﯾﺑﻘﻲ ھذا اﻷﺳﻠوب ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﻣﻛن اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻣن إﺳﺗرداد اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﺗﻲ
ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺔ ھﻲ اﻟﻣﺧﺎطﺑﺔ ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ،واﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﻣﺎ ﻗﺿت ﺑﺄﻧﮫ
ﻛﺎن ﻋﻠﻰ إدارة اﻟﺿراﺋب ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﻼﻛﯾن وﻟﯾس اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺔ ﺗﻛون ﻗد ﺧرﻗت اﻟﻘﺎﻧون وﻏﯾرت ﺷﺧص اﻟﻣﺧﺎطب ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ.
وﺑﺧﺻوص اﻟﻣﺣﻼت اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﮭﻧﻲ ﺑﺎﻟطﺎﺑق اﻷرﺿﻲ ،ﻓﺈن إدارة اﻟﺿراﺋب أﺛﺎرت اﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم أﺣﻘﯾﺔ
اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﺑﺷﺄن اﻟﻣﺣﻼت اﻟﻣﺳﺗﻐﻠﺔ اﺳﺗﻐﻼﻻ ﻣﮭﻧﯾﺎ ﻣن اﻟﺑﻧﺎءات اﻟﻣﺷﯾدة ﻣن
طرﻓﮭﺎ ،وھو دﻓﻊ ﻟﮫ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻟو أﻧﮭﺎ ﻧﺎﻗﺷﺗﮫ ﻟﻐﯾرت وﺟﮫ ﻗﺿﺎﺋﮭﺎ ،إﻻ أﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﻧﺎﻗﺷﮫ ﺑﺎﻟﻣرة ﻋﻠﻰ
اﻟرﻏم ﻣن اﻟﺗﻣﺳك ﺑﮫ ﻓﻛﺎن ﺑذﻟك ﻗرارھﺎ ﻣﻧﻌدم اﻟﺗﻌﻠﯾل وﻣﻌرﺿﺎ ﻟﻠﻧﻘض.:
اﻟﻘرار ﻋدد 92ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻹداري رﻗم ،2012/2/4/2055اﻟﺻدار ﺑﺗﺎرﯾﺦ 30ﯾﻧﺎﯾر .2014
_121ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 66ﻣن ظ إ ع ﻋﻠﻰ" :ﻣن ﺗﺳﻠم أو ﺣﺎز ﺷﯾﺋﺎ أو أﯾﺔ ﻗﯾﻣﺔ أﺧرى ھو ﻣﻣﻠوك ﻟﻠﻐﯾر ،ﺑدون ﺳﺑب ﯾﺑرر
ھذا اﻹﺛراء اﻟﺗزم ﺑرده ﻟﻣن أﺛرى ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎﺑﮫ".
_122ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 68ﻣن ظ إ ع ﻋﻠﻰ" :ﻣن دﻓﻊ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ ،ظﻧﺎ ﻣﻧﮫ أﻧﮫ ﻣدي ﺑﮫ ،ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻏﻠط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون أو ﻓﻲ
اﻟواﻗﻊ ،ﻛﺎن ﻟﮫ ﺣق اﻻﺳﺗرداد ﻋﻠﻰ ﻣن دﻓﻌﮫ ﻟﮫ .وﻟﻛن ھذا اﻷﺧﯾر ﻻ ﯾﻠﺗزم ﺑﺎﻟرد ،إذا ﻛﺎن ﻗد أﺗﻠف أو أﺑطل ﺣﺟﺔ اﻟدﯾن ،أو
ﺗﺟرد ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت دﯾﻧﮫ أو ﺗرك دﻋواه ﺿد اﻟﻣدﯾن اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺗﺗﻘﺎدم وذﻟك ﻋن ﺣﺳن ﻧﯾﺔ ،وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠوﻓﺎء اﻟذي ﺣﺻل ﻟﮫ ﻓﻲ
ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﻛون ﻟﻣن دﻓﻊ إﻻ اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ".
54
أدوھﺎ ﺑﻐﯾر ﺣق ،ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗم إﻋﻣﺎل ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺳرﯾﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻣوﺟﺑﮭﺎ ﺗﻔﺗرض
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻌد ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻹﻋﻼم اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺣق ﻟﻠﻣﻠزم طﻠب ﺗﻌوﯾض ﻋﻣﺎ ﻟﺣﻘﮫ ﻣن ﺿرر ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﺧطﺄ اﻹدارة .وھذا ﻣﺎ أﻛدﺗﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺑﺎط ﻓﻲ أﺣد أﺣﻛﺎﻣﮭﺎ ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﯾﮫ:123
"وﺣﯾث إﻧﮫ أﻣﺎم ھذه اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟداﻣﻐﺔ ﺗﻛون اﻟﻣدﻋﯾﺔ اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻣﺣﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ
ﺑﻣﺑﻠﻎ 178.607.12درھم اﻟذي ﺗم اﺳﺗﺧﻼﺻﮫ وﺣﺟزه ﻣﻧﮭﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﺧطﺄ ،وﻣﻊ
ﺗﻌوﯾض ﻋن اﻷﺿرار اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ذﻟك ﺗﺣدده اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﻟﮭﺎ ﻣن ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺑﻠﻎ
10.000.00درھم."...
وﻓﻲ ﺣﻛم أﺧر ﺻﺎدر ﻋن ﻧﻔس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 3ﻧوﺑر 1998ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم
98/23ت ذھﺑت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وھﻲ ﺗﻛرس ﺣق اﻟﻣﻠزم ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣدﻓوﻋﺔ ﺑﻐﯾر
ﺣق ﺣﯾث ﻋﻠﻠت ﺣﻛﻣﮭﺎ:
"...وﺣﯾث أن اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺣﺎﺋز ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ ﯾﺷﻛل ﻋﻧوان اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
ﺑﺧﺻوص اﻟواﻗﻊ واﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗواﺟد ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻷطراف.
وﺣﯾث أن اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ أﺻﺑﺣت ﺑﻌد ﺻدور ھذا اﻟﺣﻛم ﺿرﯾﺑﺔ
ﻏﯾر ﻣﺳﺗﺣﻘﺔ واﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣؤدى ﻣن طرﻓﮫ ﯾدﺧل ﻓﻲ إطﺎر اﻟدﻓﻊ اﻟﻐﯾر اﻟﻣﺳﺗﺣق.
وﺣﯾث واﻟﺣﺎﻟﺔ ھذه ﯾﺣق ﻟﻠﻣدﻋﻲ اﺳﺗرﺟﺎع اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﺗﻲ دﻓﻌﮭﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ إدارة
اﻟﺿراﺋب ﺑﺻﻔﺗﮭﺎ اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﺣددة ﻟﻠوﻋﺎء.
وﺣﯾث أن اﻟﻔواﺋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﺑررھﺎ أﯾﺿﺎ وﺗﺳﺗﺣق ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺻدور ھذا اﻟﺣﻛم
ﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺻدور اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎل.
وﺣﯾث أن ﺗﻣﺎطل اﻹدارة ﺛﺎﺑت ﻣن ﺧﻼل ﺗوﺻﻠﮭﺎ ﺑطﻠب اﺳﺗرداد اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ وﻋدم
_123ﺣﻛم ﻋدد 85ﺻﺎدر ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم -01-427ش ،د ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،2006/01/17ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ
اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﯾن ﻣواﻗف ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣوﺿوع وﺗوﺟﮭﺎت اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ2010،
ص .304
55
اﺳﺗﺟﺎﺑﺗﮭﺎ ﻟﮫ وذﻟك ﻣﻧذ ﺗﺎرﯾﺦ ،1998/01/13ﻟذﻟك ارﺗﺄت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﻟﮭﺎ ﻣن ﺳﻠطﺔ
ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺗﻣﺎطل ﻓﻲ ﻣﺑﻠﻎ 2000دھم ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ ﻣدﯾرﯾﺔ
اﻟﺿراﺋب".
رﻏﺑﺔ ﻣن اﻟﻣﺷرع اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ إﺣداث ﻧوع ﻣن اﻟﺗوازن ﺑﯾن ﻣرﻛز اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
واﻟﻣﻠزﻣﯾن ،أﻗر وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺗﻧظﻣﮫ ﻟﺟﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﻓﺗﺢ ﺣوار ﻣﻊ
اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻣﻧﺢ اﻟﻣﻠزم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ أﻣﺎﻣﮭﺎ ،وﺗﻌﺗﺑر ﻋن
ﺣق ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ،ﻟﮫ ﻛﺎﻣل اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر ﻋرض ﻧزاﻋﮫ
ﻋﻠﯾﮭﺎ إن ھو ﺻرح ﺑرﻏﺑﺗﮫ ﻓﻲ ذﻟك.
وﯾﻌﺗﺑر إﻗدام اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻛوﯾن ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺳﺎھﻣﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ
ﺗﻘوﯾﺔ وﺗدﻋﯾم اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻟﺟﻣﮭور اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﺣﻘوﻗﮭم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻛﻔﺎﻟﺗﮭﺎ ،ﻋن طرﯾق
124
ﺳﯾﻣﺎ وأن ﺗوﺳﯾﻊ إﺧﺗﺻﺎﺻﮭﺎ ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن ﺳﻼﻣﺔ ﺗﺻرﻓﺎت اﻹدارة وﻣدى ﻣطﺎﺑﻘﺗﮭﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون
وﻗد ﺗم إﺣداث ھذه اﻟﻠﺟﺎن ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ظﮭﯾر 19دﺟﻧﺑر ،1251948وﻣﻧذ ذﻟك اﻟﺗﺎرﯾﺦ
وھﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻋﻣﯾﻘﺔ ﻣﺳت أﻏﻠﺑﮭﺎ ﻗواﻋد ﺗﺷﻛﯾﻠﮭﺎ .126وﯾﻣﻛن رﺻد آﺧر ﺗﻌدﯾل طرأ
ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﮫ ﻗﺎﻧون ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺳﻧﺔ 2016اﻟذي ﻓﺻل ﻋﻣل اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋن اﻟﻠﺟﺎن
اﻟوطﻧﯾﺔ ،وﻟم ﺗﻌد ھذه اﻷﺧﯾرة ﻛدرﺟﺔ إﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ ﺗﻧظر ﻓﻲ اﻟﻣﻘرارات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻠﺟﺎن
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﺻﺑﺢ ﻟﻛل ﻟﺟﻧﺔ اﺧﺗﺻﺎص ﻧوﻋﻲ وﻗﯾﻣﻲ ﻣﺣدد ﺗﺑت
اﺑﺗداءا واﻧﺗﮭﺎءا ﻓﻲ ﺣدود ھذا اﻻﺧﺗﺻﺎص.
124اﻟﺣﺳن )طﺟﺔ(" :ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻌﺎﻣﺔ ودورھﺎ ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ " رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم دراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺑﺎط -اﻛدال -اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
1997-1998ص.25
_125اﻟﻣﻌدل اﻟظﮭﯾر 12أﺑرﯾل 1941اﻟﺻﺎدر إﺣداث زﯾﺎدة اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ وﻣؤﻗﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎر
وأرﺑﺎب اﻟﺣرف واﻟﺻﻧﺎﺋﻊ ) ﺑﺛﺎﻧﯾﺎ( اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد 1984 /08/27 -1870ص .2338
_126ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت راﺟﻊ :اﻟﺣﺳن )طﺟﺔ( ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
56
وﻛﻣﺎ ﺳﺑق اﻟذﻛر ،ﻓﺈن اﻟﻧزاع ﻻ ﯾﻌرض ﻋﻠﻰ أﻧظﺎر ھذه اﻟﻠﺟﺎن إﻻ ﺑﻌد إﻋﻼن اﻟﻣﻠزم
ﻋن رﻏﺑﺗﮫ ﻓﻲ ذﻟك وﺑﺷﻛل ﺻرﯾﺢ ﻋﻧد اﻟﺟواب ﻋﻠﻰ اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺿرﯾﺑﻲ،
وﺗﻘدم ھذه اﻟطﻌون ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻋرﯾﺿﺔ وﻓق إﺟراءات وﺷﻛﻠﯾﺎت ﻣﺣددة ،وﻻ ﺗﺧﺗص ھذه
اﻟﻠﺟﺎن ﺑﺎﻟﻧظر إﻻ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟواﻗﻌﯾﺔ دون اﻟﺧوض ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ،ﻓﺈﻧﮫ ﺑﺈﺟﻣﺎع اﻟﻔﻘﮫ واﻟﻘﺿﺎء ﺗﻌﺗﺑر ھذه اﻟﻠﺟﺎن ﻣن أھم اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻠﻣﻠزﻣﯾن ،وھو ﻣﺎ أﻛده اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 29
ﯾﻧﺎﯾر 1969ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :إن اﻟﻣﻘﺻود ﻣن إﺣداث ھذه اﻟﻠﺟﺎن ھو ﻣﻧﺢ اﻟﻣﻠزﻣﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ
اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﮭﻧﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر ﺗﻘدﯾر ﻧﻘط واﻗﻌﯾﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ أن ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ
ﺗﺣدﯾد أﺳﺎس اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣن ﻗﺑل ھﯾﺋﺎت إدارﯾﺔ" .وﻗد ﻋﺑر ﻣﻔوض اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻋن
أھﻣﯾﺔ ھذه اﻟﻠﺟﺎن ﺑﻘوﻟﮫ" :127إن اﻟﻠﺟﺎن اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺗﺑدو اﻟﯾوم ﻛﺿﻣﺎﻧﺔ ﻣﮭداة إﻟﻰ اﻟﻣﻠزم أﻛﺛر
ﻣﻣﺎ ﺗظﮭر ﻛﺄﺟﮭزة ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧزﯾﻧﺔ…".
وﻟﻺﺣﺎطﺔ ﺑﺟﺎﻧب ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن أﻣﺎم ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺳﻧﺑﺣث اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗوﻓرھﺎ ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ )اﻟﻔرع اﻷول( ،ﺛم اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﮭﺎ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ
ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ) اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
ﺗﻧظر ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﺑﺳﺑب ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ
اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،وﺑﻣﺎ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﮫ ﺗﻐﯾﯾر اﻷﺳﺎس وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺧﻼف اﻟﻘﺎﺋم واﻟﻣﺳﺗﻣر ﺑﯾن اﻟﻣﻠزم واﻹدارة
ﺣول اﻷﺳس اﻟﺟدﯾدة اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﻟذﻟك ﻓﮭﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻓض اﻟﻧزاع اﻟﻘﺎﺋم
ﺑﯾن اﻟﻣﻠزم واﻹدارة ﺑﻣﺎ ﻟﮭﺎ ﻣن ﻣﻣﯾزات وﺧﺻﺎﺋص ھﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺗﺷﻛﯾﻠﮭﺎ )اﻟﻔﻘرة
اﻷوﻟﻰ( وﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ ﻋﻣﻠﮭﺎ )اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ(.
ﻟﻘد ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻷﻋﺿﺎء اﻟذﯾن ﺗﺗﻛون ﻣﻧﮭم اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺿرﯾﺑﺔ،
.1ﻗﺎﺿﯾﺎ :رﺋﯾﺳﺎ؛
.2ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻌﻣﺎل اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ أو اﻹﻗﯾﻠم اﻟواﻗﻊ ﻣﻘر اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑداﺋرة إﺧﺗﺻﺎﺻﮫ؛
.3رﺋﯾس اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﻠﺿراﺋب أو ﻣﻣﺛﻠﮫ اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻣﮭﺎم اﻟﻛﺎﺗب اﻟﻣﻘرر؛
.4ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﯾﻛون ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻠﻔرع اﻟﻣﮭﻧﻲ اﻷﻛﺛر ﺗﻣﺛﯾﻼ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻟذي
ﯾزاوﻟﮫ اﻟطﺎﻟب.
.1ﻗﺎﺿﯾﺎ رﺋﯾﺳﺎ
إن إﻗدام اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وإﺳﻧﺎد رﺋﯾﺳﺗﮭﺎ ﻟﻌﺿو ﻣن
اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﯾﻌد وﺑﻼ ﺷك ﺧطوة ﻣﮭﻣﺔ ﻧﺣو ﺻﯾﺎﻧﺔ وﺿﻣﺎن ﺣﻘوق اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ
وھﻲ ﺧطوة إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻧﺣو ﺗدﻋﯾم ﺿﻣﺎﻧﺎﺗﮭم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻷن ﻣن ﺷﺄن وﺟود رﺟﺎل اﻟﻘﺿﺎء
ﻛرؤﺳﺎء ﺿﻣن ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ھذه اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺗدﻋﯾم رواﺑط اﻟﺛﻘﺔ ﺑﯾﻧﮭﺎ وﺑﯾن اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ
وﺑﯾن اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،وھو ﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻧﻘطﺔ ﺗﺣول ﻛﺑرى ﻟدى اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺑﻌد أن ﻛﺎﻧت
رﺋﺎﺳﺔ ھذه اﻟﻠﺟﺎن ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﻣوﻛوﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﻣﺛل اﻟﻌﺎﻣل ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﻔﯾد ﻣﻌﮫ ﺑﺄن ﺿﻣﺎﻧﺎت
اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻛوﯾن ظﻠت ﻣﺣدودة ﺑﺣﺿور ﻣﻣﺛل اﻟﻌﺎﻣل ﻋﻠﻰ رأس
اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﮫ ﻣن ﺗﺄﺛﯾر ھذا اﻷﺧﯾر ﻋﻠﻰ أﺷﻐﺎل اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑﺻﻔﺗﮫ
ﺳﻠطﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وإدارﯾﺔ ﻟﮫ ﻧﻔوذ ﻣﺎدي وﻣﻌﻧوي ،128ﯾﺳﺗﻣده ﻣن ﻧظﺎﻣﮫ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ وﻣن
ﻛل ذﻟك ﻛﺎن ﺳﺑﺑﺎ ﻟﻌزوف اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ،
ﻓﺗﺣﻛم اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ إﺗﺧﺎذ ﻗراراﺗﮭﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻟﯾرﯾﺢ أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ.
اﻹدارة واﻟﻣﻠزﻣﯾن.
إن أھﻣﯾﺔ إﺳﻧﺎد رﺋﺎﺳﺔ اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ إﻟﻰ ﻋﺿو ﻣن اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺳﯾﺑرز ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى آﺧر ،ﻓﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺧص ھذه اﻟﻠﺟﺎن ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل
_130ظﮭﯾر رﻗم 18338ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،04،1984/23اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑوﺿﻊ اﻹطﺎر ﻟﻺﺻﻼح اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ واﻟذي ﯾﺿﻣن ﻋﻠﻰ
اﻟﺧﺻوص اﻟﺿراﺋب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة :اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل – اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺎت.
اﻟﺿراﺋب اﻟﻐﯾر ﻣﺑﺎﺷرة :اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ.
اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ.
ج.ر.ﻋدد 3731ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،1984/05/02ص .551
_131إن طﺑﯾﻌﺔ ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻌﺎﻣﺔ أﺛﺎرت ﺧﻼﻓﺎ وﻧﻘﺎﺷﺎت ﻓﻘﮭﯾﺔ ﻋدﯾدة ﻟﯾس ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻘط ،ﺑل ﺣﺗﻰ ﻓﻲ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،وذﻟك راﺟﻊ ﺑﺎﻟﺧﺻوص إﻟﻰ اﺣﺟﺎم اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن ﺗﺑﯾﺎن طﺑﯾﻌﺗﮭﺎ ﺑﺷﻛل ﺻرﯾﺢ ،ھل
ھﻲ ھﯾﺂت إدارﯾﺔ أم ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ؟
اﻟراﺟﺢ ﻓﻘﮭﺎ ھو أن اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻧدرج ﺿﻣن اﻟﮭﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ ،وﻓﻲ ھذا ﯾﻘول اﻷﺳﺗﺎذ
Thierry lambertﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ » « Contrôle fiscale, principes etpratiquesﺑﺄن "ھذه اﻟﻣؤﺳﺳﺎت -ﯾﻌﻧﻲ
ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم -ﻟﯾﺳت ھﯾﺋﺎت ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﺎ ﻏﯾر ﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺑت ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ" ،ﻧﻔس اﻟﻧﮭﺞ ﺳﺎر ﻋﻠﯾﮫ اﻷﺳﺗﺎذ
Pierre La Lumièreاﻟذي ﻧﻔﻰ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻠﺟﺎن واﻋﺗﺑرھﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﺟﮭﺎز وﺟد ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻹدارة ﻓﻲ
أﻋﻣﺎل اﻟﺗﻘدﯾر واﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن اﻹدارة واﻟﻣﻛﻠف ﻟﺣل ﻧزاﻋﮭﻣﺎ.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻘﺿﺎء ﯾرﺟﺢ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وھو ﻣﺎ أﻛده ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﻋدة
ﻗرارات ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 21ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1958اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :إن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻟﻠﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،ﺗﻌﺗﺑر
ھﯾﺋﺔ إدارﯾﺔ ﻋﮭد إﻟﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟﻧظر ﻛﺳﻠطﺔ رﺋﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻗرارات اﻟﻠﺟﺎن اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،وﻟﯾس ﻟﮭﺎ أي طﺎﺑﻊ ﻗﺿﺎﺋﻲ ،وأن اﻟطﻌن ﻋن
طرﯾق دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ،إذن ﯾﺑﻘﻰ ھو اﻟﻣﻣﻛن ﻓﻲ ﻗراراﺗﮭﺎ".
ﻧﻔس اﻹﺗﺟﺎه ﺗﺑﻧﺎه اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ 1962ﺑﺧﺻوص ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺷرﻛﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺧﺎزن
اﻟﻛﺑﯾرة ) (SIGMAاﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ...." :ﯾﻼﺣظ ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ وﻣراﻋﺎة ﻟﺗﻛوﯾﻧﮭﺎ أو ﻟﻠﻘواﻋد
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﺳﯾﯾرھﺎ ،وﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘرارات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذھﺎ ،أن ھذه اﻟﻠﺟﺎن ﻻ ﺗﻌﺗﺑر ھﯾﺋﺎت ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ.
وأن اﻟطﻌون اﻟﻣﻘدﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﺿد ﻗرارات اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺷﺑﯾﮭﺔ ﺑﺎﻟطﻌون اﻟﻣﻘدﻣﺔ إﻟﻰ ﺳﻠطﺔ
رﺋﺎﺳﯾﺔ ،وﺣﯾث ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ،ﻓﺈن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ ﻻ ﺗﻌﺗﺑر ذات طﺑﯾﻌﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻓﺎﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض اﻟﻣﻘدم ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷرﻛﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺧﺎزن اﻟﻛﺑﯾرة ) (SIGMAﺿد ﻗرارات اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﻘﺑول".
ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺟﺎن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ راﺟﻊ:
-زﻛرﯾﺎء ﻣﺣﻣد )ﺑﯾوﻣﻲ(" :اﻟطﻌون اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ رﺑط اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل ،دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾن اﻟﺿرﯾﺑﯾﯾن
اﻟﻔرﻧﺳﻲ واﻟﻣﺻري" ،دار اﻹﺗﺣﺎد اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ،1974ص .260
-أﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻣﻠﯾﺟﻲ )ﻣوﺳﻰ(" :ﺗﺣدﯾد ﻧطﺎق اﻟوﻻﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ واﻹﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ" ،أطروﺣﺔ دﻛﺗوراه
اﻟدوﻟﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس ،1979ص .449
-اﻟﺣﺳن )طﺟﺔ( :ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻌﺎﻣﺔ ودورھﺎ ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-ﺟﻌﻔر )ﺣﺳون(" :اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء ﻗﺎﻧون 41.90اﻟﻣﺣدث واﻟﻣﻧظم ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ"
اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻛﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد 4ﺳﻧﺔ ،1996ص .30
59
اﻟواﻗﻌﯾﺔ وﻋدم ﺗﺧطﯾﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن ھذا اﻹﺟراء ﺳﯾﻣﻛن ﻣن اﻟﺗﺧﻔﯾف
ﻣن ﺣدة اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻋﻣل ﺟل ھذه اﻟﻠﺟﺎن ،واﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ إﻟﻐﺎء ﻗراراﺗﮭﺎ
واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺗﺻﺎص واﻟﺑت ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل ذات اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻧظرا
ﻟﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟواﻗﻌﯾﺔ.
ھذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺿﺑط اﻟﺳﯾر اﻟﺣﺳن واﻷداء اﻟﺟﯾد ﻟﮭذه اﻟﻠﺟﺎن ﻣن ﺣﯾث إﺟراءات
133
ﺑﺄن إﺳﻧﺎد رﺋﺎﺳﺔ اﻟﻠﺟﺎن إﻟﻰ ﻗﺎض ﯾﻌﺗﺑر إﺿﻔﺎء ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻧﺣو ،ﯾرى ﺑﻌض اﻟﻔﻘﮫ
ﻟﻧوع ﻣن اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ واﻟﺣﯾﺎد ﻟﻘراراﺗﮭﺎ وﺗﻌﻛس اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﮭﺎ اﺗﺟﺎه اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾرى
134
أن ﻣن ﺷﺄن ذﻟك أن ﯾﻌﯾد اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺑﻌض اﻷﺧر ﻣن اﻟﻔﻘﮫ
واﻹدارﯾﺔ.
واﻟﺟدﯾر ذﻛره ﺑﮭذا اﻟﻣﻘﺎم ،أن ھذه اﻟرﺋﺎﺳﺔ أﺛﺎرت ﻋدة ﻧﻘﺎﺷﺎت ﻓﻘﮭﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﻣن
ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة 225ﻣن م ع ض إﻛﺗﻔﻰ ﻓﻘط ﺑﺈﻧﺎطﺔ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ إﻟﻰ ﻗﺎض دون أن
ﯾﺣدد درﺟﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذي ﯾﺗوﻟﻰ ھذا اﻟﻣﻧﺻب وﻣﺟﺎل ﺗﺧﺻﺻﮫ )ﻗﺿﺎء ﻣدﻧﻲ أو ﻗﺿﺎء
إداري( .ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن ﺻدر ﻗرار ﻋن اﻟوزﯾر اﻷول ﺑﺗﺎرﯾﺦ /02ﻣﺎي1988/م ﯾﻌﯾن
ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه اﻟﻘﺿﺎة اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑرﺋﺎﺳﺔ اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺎت وﺳﺑﻘﮫ ﻗرار
ﻣﻣﺎﺛل ﺑﺗﺎرﯾﺦ /29ﻣﺎي 1986/ﯾﺧص اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ،ﻓﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ھﺎذﯾن
اﻟﻘرارﯾن أﺻﺑﺢ رؤﺳﺎء اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ھم اﻟرؤﺳﺎء اﻟﻔﻌﻠﯾون ﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ.
ھذا اﻟﺗوﺟﮫ وإن ﻛﺎن ﻟﮫ ﻣﺎ ﯾﺑرره آﻧذاك ﺣﯾث ﻛﺎن ﻧظﺎم وﺣدة اﻟﻘﺿﺎء ھو اﻟﻣﻌﻣول ﺑﮫ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ ﻏﯾﺎب ﻗﺿﺎء إداري ﻣﺗﺧﺻص ،ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻊ إﻧﺷﺎء اﻟﻣﺣﺎﻛم
إﺳﻧﺎد ھذه اﻟﻣﮭﻣﺔ إﻟﻰ ﻗﺿﺎة ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣﺎداﻣت اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﺗطﺑﯾق
اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺿراﺋب ﺗدﺧل ﺿﻣن وﻻﯾﺔ اﺧﺗﺻﺎﺻﮭم ﺑﻣوﺟب
اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ 136ﻣن ﻗﺎﻧون إﻧﺷﺎء اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ،وﻧظرا ﻟﻣﺎ ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﯾﮫ ھؤﻻء اﻟﻘﺿﺎة ﻣن
ﺗﺟرﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻗد ﺗﻧﻌﻛس ﺑﺷﻛل إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺿرﯾﺑﻲ.
.2ﻣﻣﺛل اﻟﻌﺎﻣل
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﺟود ﻗﺎض ﺿﻣن ھﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﺗﺗﻛون اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣن ﻣﻣﺛل ﻋن
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟواﻗﻊ ﻣﻘر اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑداﺋرة اﺧﺗﺻﺎﺻﮫ ،وﻛﻣﺎ ﺳﺑق ذﻛره ،ﻓﺈن ﻣﻣﺛل
اﻟﻌﺎﻣل ﻛﺎن ﺳﺎﺑﻘﺎ ﯾﺗوﻟﻰ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻗﺑل أن ﯾﺗم ﺗﺟرﯾده ﻣن ھذه اﻟﺻﻔﺔ .وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن
ﺗﻘﻠﯾص دور ﻣﻣﺛل اﻟﻌﺎﻣل ﯾدﻓﻊ ﺑﺎﺳﺗﻘﻼل ﻋﻣل ھذه اﻟﻠﺟﺎن وﺣﯾﺎدھﺎ ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ أو
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺛﻠﮭﺎ ھذا اﻟﻌﺿو.
ﯾﻣﺛل اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ رﺋﯾس ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم اﻟﺗﻲ ﻓﻲ ﺣﻛﻣﮭﺎ أو ﻣﻣﺛﻠﮫ
اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻣﮭﻣﺔ اﻟﻛﺎﺗب اﻟﻣﻘرر ،وﺣﺿوره أﺷﻐﺎل اﻟﻠﺟﻧﺔ إﻟزاﻣﻲ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﺑطﻼن
_135ظﮭﯾر ﺷرﯾف رﻗم 1.91.225ﺻﺎدر ﻓﻲ 22ﻣن رﺑﯾﻊ اﻷول 10) 1414ﺳﺑﺗﻣﺑر (1993ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم
41.90اﻟﻣﺣدﺛﺔ ﺑﻣوﺟﺑﮫ ﻣﺣﺎﻛم إدارﯾﺔ ،ج ر ﻋدد 4227ﺑﺗﺎرﯾﺦ 3ﻧوﻧﺑر ،1993ص .2168
_136ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 8ﻣن اﻟﻘﻧون 41/90ﻋﻠﻰ" :ﺗﺧﺗص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ .ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدﺗﯾن 9و 11ﻣن ھذا
اﻟﻘﺎﻧون ،ﺑﺎﻟﺑت اﺑﺗداﺋﯾﺎ ﻓﻲ طﻠﺑﺎت إﻟﻐﺎء ﻗرارات اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﺗﺟﺎوز اﻟﺳﻠطﺔ وﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘود
اﻹدارﯾﺔ ودﻋﺎوي اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑﺑﮭﺎ أﻋﻣﺎل وﻧﺷﺎطﺎت أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻣﺎ ﻋدا اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ
ﺗﺳﺑﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟطرﯾق اﻟﻌﺎم ﻣرﻛﺑﺎت أﯾﺎ ﻛﺎن ﻧوﻋﮭﺎ ﯾﻣﻠﻛﮭﺎ ﺷﺧص ﻣن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم.
وﺗﺧﺗص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﺗطﺑﯾق اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﺷﺎت وﻣﻧﺢ اﻟوﻓﺎة اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ ﻣراﻓق اﻟدوﻟﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣوظﻔﻲ إدارة ﻣﺟﻠس
اﻟﻧواب وﻋن ﺗطﺑﯾق اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت واﻟﺿراﺋب وﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻷﺟل اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ،
وﺑﺎﻟﺑت ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوي اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺣﺻﯾل اﻟدﯾون اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن
واﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ ﻣراﻓق اﻟدوﻟﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وذﻟك ﻛﻠﮫ وﻓق اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ھذا
اﻟﻘﺎﻧون.
وﺗﺧﺗص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ أﯾﺿﺎ ﺑﻔﺣص ﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻘرارات اﻹدارﯾﺔ وﻓق اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 44ﻣن ھذا
اﻟﻘﺎﻧون".
61
137
ﺑﺄن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺗﺣﺎﺷﻰ اﻟﺗﻧﺻﯾص اﻟﻣﻘررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن ھذه اﻟﻠﺟﺎن ،وﯾري اﻟﺑﻌض
ﺑﺻﻔﺔ ﺻرﯾﺣﺔ ﻋﻠﻰ أن ھذا اﻟﻣوظف اﻟﻌﺿو ھو ﻣﻣﺛل ﻟﻺدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،ﺑل إﻛﺗﻔﻰ ﺑﺈﺳﻧﺎده
ﻣﮭﻣﺔ اﻟﻛﺎﺗب اﻟﻣﻘرر ﻓﻘط وإن ﻛﺎن ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﯾداﻓﻊ ﻋن وﺟﮭﺔ ﻧظر اﻹدارة
وأطروﺣﺗﮭﺎ ،وھذا ﻣن ﺷﺄﻧﮫ إﺿﻌﺎف ﺿﻣﺎﻧﺔ ﺣﯾﺎد اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺧﺻوﺻﺎ وأن ھذا اﻟﻌﻧﺻر
ﯾﻘوم ﺑدور ﻣﮭم ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻘرار وﻓﻲ ﺳﯾر أﻋﻣﺎل ھذه اﻟﻠﺟﺎن ،ﻓﻐﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ھو اﻟﺷﺧص
اﻟذي ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق وإﻋداد اﻟﻣﻠﻔﺎت اﻟﻣوﺟﮭﺔ إﻟﻰ ھذه اﻟﻠﺟﺎن.138
إن اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﻲ أدﺧﻠت ﻋﻠﻰ ﺗﺷﻛﯾل اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻷﺟل ﺗدﻋﯾم ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﻟم
ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟرﺋﺎﺳﺔ ﺑل ﺗﺟﺎوزﺗﮭﺎ إﻟﻰ ﺷروط ﺗﻌﯾﯾن ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ،139ﻓﺈﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻣدة اﻧﺗداب ھؤﻻء اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟذي ﺗم رﻓﻌﮫ ﻣن ﺳﻧﺔ إﻟﻰ ﺛﻼث ﺳﻧوات ،ﻓﻘد طرأ
ﺗﻌدﯾل إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻣﺛﯾل اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗوﻓر اﻟﻣﺷﺗﻐﻠﯾن ﺑﺎﻟﻔﻼﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻟﮭم ﺑﺎﻟﻠﺟﻧﺔ
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وذﻟك ﺑﻌد اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ وإدراج اﻟدﺧول اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ
ﺿﻣن ﺧﺎﻧﺔ اﻟدﺧول اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل أو اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺎت.
وﯾﻌد وﺟود ھذا اﻟﻣﻣﺛل ﺿﻣن ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣﻛﺳﺑﺎ ﻟﻠﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﯾﻌﺑر
ﻋن وﻋﻲ اﻟﻣﺷرع ﺑﮭذه اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ ﻛل اﻟﻘرارات اﻟﺗﺣﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺗﺧذھﺎ اﻟﻠﺟﻧﺔ
ﺑﺻورة اﻧﻔرادﯾﺔ وﻓﻲ ﻏﯾﺎب ﺗﻣﺛﯾﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزﻣﯾن .140وإذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﻧﮭﺞ أﺳﻠوب ﺗﻌﯾﯾن
ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻣﻛﻠﻔﯾن ﻋوﺿﺎ ﻋن اﺧﺗﯾﺎرھم ﻣن طرف اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﻣﺑﺎﺷرة ،ﻓﻘد أﺛﺎر ﺑذﻟك ﺣﻔﯾظﺔ ﺑﻌض
اﻟﻔﻘﮫ اﻟذي ﯾﻔﺿل أﺳﻠوب اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره أﻛﺛر ﺗواﻓﻘﺎ ﻣﻊ روح اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،وﻟﻛون
ﺗدﺑﯾر ﻣن ھذا اﻟﻘﺑﯾل ﺳﯾﺻب ﻓﻲ إﺗﺟﺎه اﺳﺗﻘﻼل اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻌزﯾز
ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن.
141
ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣﻛﻣﺔ ﻣن ھذه اﻟﺗﻣﺛﯾﻠﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾري اﻟﺑﻌض
أو اﻻﻧﺗﺧﺎب ﺑل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣن ذﻟك ،ﻓﮭﻲ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ اﻟﻣؤھﻼت واﻟﺗﺟرﺑﺔ واﻟﺧﺑرة اﻟﺗﻲ
ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻣﻣﺛل ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻣﻣﺛﻠﯾﮫ أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ ،وﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﺳﺟﯾﻠﮫ
ﺑﮭذا اﻟﺧﺻوص ھو ﻋدم ﺗﻧظﯾم ھذا اﻟﺗﻣﺛﯾل ﺑذﻛر اﻟﺷروط واﻟﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﮭﺎ ﯾﺗم
142
إﻟﻰ اﻟﺗﺳﺎؤل ﻋن ﺟدوى ھذا اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋن اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﻣﻣﺎ دﻓﻊ اﻟﺑﻌض
اﻟﺗﻣﺛﯾل دون ﻣﻌرﻓﺔ وﺧﺑرة ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛﻠﻔون ﺑﮭﺎ ،ﻓﻛﻠﻣﺎ ﺗم اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ ﺗﻌﯾﯾن
ﻣﻣﺛل ﻛفء ﻟﮫ دراﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﺑﻣﺟﺎل ﻣﮭﻣﺗﮫ ﻛﻠﻣﺎ ﺣﻘق ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﻛﻠف.
ﻗﺑل اﻹﺻﻼح اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻟم ﺗﻛن اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻣﻔﺗش ﻟطﻠب اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﺗﺣﻛﯾم
اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﯾﻛﺗﺳﻲ ﺻﺑﻐﮫ إﻟزاﻣﯾﺔ ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﻧﺗﺞ ﻋﻧﮫ ﺗﻌﺳف اﻹدارة
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗرﻓض ﻋرض اﻟﻧزاع أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑداﻋﻲ أﻧﮫ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺳﺎﺋل
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻻ ﯾدﺧل ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص ھذه اﻟﻠﺟﺎن ،ھذا اﻟوﺿﻊ ﻛﺎن ﯾﺣول دون ﺣق اﻟﻣﻠزم ﻓﻲ أھم
وﻻ ﯾﺣق ﻟﻺدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ أن ﺗﺻدر أواﻣر ﺑﺎﺳﺗﺧﻼص اﻟدﯾن اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﻣطﺎﻟﺑﺔ
اﻟﻣﻠزم ﺑﺄداﺋﮫ إﻻ ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎء اﻟﻣﺳطرة أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﺑت ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻛﻠﻣﺎ ﺗﻌﻠق اﻷﻣر
ﺑﺎﻟﻣﺳطرة اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺗﺻﺣﯾﺢ ،وھو ﻣﺎ ذھﺑت إﻟﯾﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑوﺟدة وھﻲ ﺗﻠﻐﻲ اﻹﻋﻼم
اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣوﺟﮫ ﻟﻠطﺎﻋن اﻟذي ﺛﺑت ﺣرﻣﺎﻧﮫ ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﯾﺛﯾﺎت
اﻟﺣﻛم" :143وﺣﯾث إن اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ ﻣﻠف اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾطﺎﻟﺑﮭﺎ اﻟﻣﻠزم ﺑذﻟك وﻻ ﯾﻣﻛن ﻣطﺎﻟﺑﺗﮫ ﺑﺎﻷداء إﻻ ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎء اﻟﻣﺳطرة
اﻹدارﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺗﯾن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟوطﻧﯾﺔ.
وﺣﯾث أﻧﮫ أﻣﺎم ھذه اﻟﻣﻌطﯾﺎت ﯾﻛون اﻹﻋﻼم اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣوﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻣدﻋﻲ ﺑﺷﺄن أداء
اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻗﺑل إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧزاع ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﺎن ﺑﺎطﻼ وﻏﯾر ﻣﻧﺗﺞ ﻷي أﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺎداﻣت
اﻹدارة ﻗد ﺣرﻣت اﻟﻣﻠزم ﻣن اﻟﺣﻘوق واﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺧول ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ
اﻹدارﯾﺔ".
وﻗد رﺗب اﻟﻣﺷرع ﺟزءا ﻋن ﻋدم إﺣﺎﻟﺔ اﻹدارة ﻣﻠف اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﺑﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،وﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 225ﻣن م ع ض ﻋﻠﻰ أﻧﮫ..." :ﯾﺣدد أﺟل أﻗﺿﺎه
ﺛﻼﺛﺔ أﺷﮭر ﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺎت واﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﻣن
طرف اﻹدارة إﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻹدارة ﺑﺎﻟطﻌن اﻟﻣﻘدم ﻣن طرف اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ
أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣذﻛورة.
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗوﺟﯾﮫ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺎت واﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر داﺧل اﻷﺟل اﻟﻣﺿروب ،ﻻ
_143ﺣﻛم ﻋدد 17ﺻﺎر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2005/06/30ﻓﻲ ﻣﻠف رﻗم .171/312
64
ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺟﺎوز أﺳس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗم اﻹﻗرار ﺑﮭﺎ أو ﻗﺑوﻟﮭﺎ ﻣن ﻟدن اﻟﺧﺎﺿﻊ
ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ".
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻋدم إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻠف داﺧل اﻷﺟل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮫ ﻋدم
إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﻓرض ﺿرﯾﺑﺔ أﻛﺛر ﻣن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗم اﻹﻗرار ﺑﮭﺎ أو ﻗﺑوﻟﮭﺎ ﻣن ﻟدن
اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻣن ﺧﻼل إﺟراءات اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ.
وﯾﺷﻛل ھذا اﻟﻣﻘﺗﺿﻲ أھم ﻣﺳﺗﺟدات ﻗﺎﻧون ﻣﺎﻟﯾﺔ 2016ﻓﻲ إطﺎر ﺗدﻋﯾم ﺿﻣﺎﻧﺎت
اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ،ﻛﻣﺎ أﺻﺑﺢ اﺧﺗﺻﺎص ھذه اﻟﻠﺟﺎن ﻣﺣﺻورا ﻓﻲ اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻟدﺧول اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﺣﺳب ﻧظﺎم اﻟرﺑﺢ اﻟﺟزاﻓﻲ واﻟدﺧول واﻷرﺑﺎح اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ واﻟدﺧول
ﻓﻲ اﻷرﺑﺎح اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن رؤوس اﻷﻣوال اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ وواﺟﺑﺎت اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺗﻧﺑر.
وﻛذﻟك ﻓﺣص اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ اﻟذﯾن ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز رﻗم أﻋﻣﺎﻟﮭم اﻟﻣﺻرح ﻟﮫ
ﻓﻲ ﺣﺳﺎب اﻟﺣﺎﺻﻼت واﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ،وﻋن ﻛل ﺳﻧﺔ ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻋن اﻟﻔﺗرة ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻘﺎدﻣﺔ ﻣوﺿوع
اﻟﻔﺣص ﻋﺷر ) (10ﻣﻼﯾﯾن درھم.
أﻣﺎ ﻋن ﺷﻛﻠﯾﺎت رﻓﻊ اﻟطﻌن أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠﺿراﺋب ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻟم ﯾﺣدد ﺷﻛﻠﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟرﻓﻊ اﻟطﻌون أﻣﺎم ﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ
ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺷرط اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،144واﻟذي ﻧﺳﺗﺷﻔﮫ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻘراء اﻟﻣﺎدة 225ﻣن
م ع ض ،وﯾﺑﻘﻰ ھذا اﻟﺗوﺟﮫ إﯾﺟﺎﺑﻲ ،ذﻟك أﻧﮫ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﺷﻛﻠﯾﺎت ﻛﺛﯾرة وﻣﻌﻘدة ﻛﻠﻣﺎ
ارﺗﻔﻌت اﺣﺗﻣﺎﻻت رﻓض اﻟطﻠب ﻟﻌﯾوب ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺷﻛل ،ھذا إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﻋدم ﯾﺳر
إﺟراءات اﻟطﻌن ﯾؤدي إﻟﻰ اﺳﺗﺑﻌﺎد ھذا اﻹﺟراء ﻣن طرف اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
وﻓﻲ إطﺎر ﻗواﻋد ﺑت اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺣق ﻟﮭﺎ أن ﺗﺳﺗﻣﻊ ﻟﻠﻣﻠزم أو
_144ﻛﻣﺎل )ﺣﻠﻣﻲ( :ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠوﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ﺑﺣث ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻌﺎم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺳوﯾﺳﻲ اﻟرﺑﺎط اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ -2007
2008ص .43
_145ﻋﺻﺎم )ﺑوﺳﻠﻣﺎم( :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .65
65
ﻣﻣﺛﻠﮫ إذا ھﻲ رأت أﻧﮫ ﻣن اﻟﻼزم اﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﯾﮫ ﻟﯾﻘدم ﺑﻌض اﻟﺗوﺿﯾﺣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ،146
وﻋدم اﻹﻛﺗﻔﺎء ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﻓﻘط ،147وﺗﻛون اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣﺟﺑرة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ
ﻟطﻠب اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﯾﮫ وﺗﻘدﯾم ﺑﻌض اﻟﺗوﺿﯾﺣﺎت ،وﻛل ﺗﺟﺎھل ﻟطﻠﺑﮫ ﯾﻌﺗﺑر
ﺧرﻗﺎ ﻷﺣد أھم اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﻣس ﺑﺻﺣﺔ اﻟﻣﺳطر ،148وﻗد ﺗﻠﺟﺄ اﻟﻠﺟﻧﺔ إﻟﻰ
ﺗﻧظﯾم ﻣواﺟﮭﺔ ﺣﺿورﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻠزم واﻟﻣﻔﺗش إذا ﻣﺎ رأت أن ذﻟك ﺿرورﯾﺎ.
وﺑﻌد اﻻﺳﺗﻣﺎع ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻷطراف ﺗﺄﺗﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗداول اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﺗم ﻣﻌﮭﺎ ﻣﻐﺎدرة
اﻟﺣﺎﺿرﯾن ﻟﻠﻘﺎﻋﺔ ﺑﻣن ﻓﯾﮭم اﻟﺧﺑراء ،وﻻ ﯾﺑﻘﻰ ﺣﺎﺿرا ﺳوى ﻣن ﻟﮭم ﺣق اﻟﺗﺻوﯾت 149وھم
اﻟرﺋﯾس وﻣﻣﺛل اﻹدارة وﻣﻣﺛل اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ وﻣﻣﺛل اﻟﻌﺎﻣل ،وﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣداوﻟﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ إذا
ﺣﺿرھﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﺛﻼﺛﺔ ﻣن أﻋﺿﺎﺋﮭﺎ ﻣن ﺑﯾﻧﮭم اﻟرﺋﯾس ،وﺗﺗﺧذ ھذه اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣﻘرراﺗﮭﺎ
ﺑﺄﻏﻠﺑﯾﺔ اﻷﺻوات اﻟﺗداوﻟﯾﺔ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺳﺎوي ﯾرﺟﺢ اﻟﺟﺎﻧب اﻟذي ﺻوت ﻓﯾﮫ اﻟرﺋﯾس،
وﯾﺟب أن ﺗﺑت ھذه اﻟﻠﺟﺎن داﺧل أﺟل أﺛﻧﻲ ﻋﺷرة ﺷﮭرا ﺗﺑدأ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﻠﯾﻣﮭﺎ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺎت
واﻟوﺛﺎﺋق ﻣن اﻹدارة.
وﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻣﻘررات اﻟﻠﺟﺎن ﻣﻌﻠﻠﺔ وﻣﻔﺻﻠﺔ ﻧظرا ﻟﻣﺎ ﯾﺣﻘﻘﮫ ذﻟك ﻣن ﺗدﻋﯾم
ﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وھو ﻣﺎ ﻧﺑﮫ إﻟﯾﮫ اﻷﺳﺗﺎذ زﻛرﯾﺎ ﻣﺣﻣد ﺑﯾوﻣﻲ ﺑﻘوﻟﮫ" :إن
ﺿرورة ﺗﺳﺑﯾب اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻟﻣﻘرراﺗﮭﺎ ﯾﻣﺛل ﺿﻣﺎﻧﺔ ھﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻛﻠﻔﯾن ،وﯾﺑﻌث ﻓﻲ ﻧﻔوﺳﮭم اﻟﺛﻘﺔ،
ﻛﻣﺎ ﯾﻔﯾد أﻧﮭﺎ أطﻠﻌت ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻟﻧزاع ،وأﺣﺎطت ﺑﺎﻟطﻌن ﻣن ﻛﺎﻓﺔ ﺟواﻧﺑﮫ".
وﻟذﻟك ﻓﻣﻧذ ﺳﻧﺔ 2001أﺻﺑﺣت اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣﻘﯾدة ﺑﺷرط اﻟﺗﻌﻠﯾل ،وﻟﻛﻲ ﯾﺗﺣﻘق
اﻟﮭدف ﻣن اﻟﺗﻌﻠﯾل ،ﯾﺟب أن ﯾﺳﺗﻧد ﻓﻲ ﺗﺑرﯾره إﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﺎري ﺑﮫ اﻟﻌﻣل وﯾﺳﻣﻰ
ﺗﻌﻠﯾﻼ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ،ﻣﻊ اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻟدﺧول ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘﺎﻧون ﻷن اﻟﻣﺷرع ﺣﺿر ﻋﻠﻰ
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﺄﺗﻲ ﺗﻠك اﻟﻘرارات ﻣوﻗﻌﺔ ﻣن طرف اﻷﻋﺿﺎء اﻟﻣﻛوﻧﯾن
ﻟﻠﺟﻧﺔ ،وﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻷﺳﻣﺎﺋﮭم وﻟﻠﺻﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺎرﻛون ﺑﮭﺎ ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻟﻠﺟﻧﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗﺷﯾر
إﻟﻰ اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﮭﺎ ،وﻛذﻟك اﻷﺳﺎس اﻟذي ﺗوﺻﻠت إﻟﯾﮫ ،151وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة أﻧﮫ
ﻋﻧد اﺗﺧﺎذ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﻘررھﺎ ﯾﻘوم ﻣﻘرر اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑﺗﺑﻠﯾﻐﮫ إﻟﻰ اﻟطرﻓﯾن
ﺑرﺳﺎﻟﺔ ﻣﺿﻣوﻧﺔ ﻣﻊ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﺗوﺻل وذﻟك ﺧﻼل اﻷرﺑﻊ ) (4أﺷﮭر اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺦ
ﺻدوره.
وﯾﻛﺗﺳﻲ ھذا اﻹﺟراء أھﻣﯾﺔ ﻗﺻوى ﻷﻧﮫ ﯾﺷﻛل ﺑداﯾﺔ اﺣﺗﺳﺎب أﺟل رﻓﻊ اﻟﻧزاع أﻣﺎم
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﮭﺎ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ.
إن إﺣداث اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻛﻠﺟﻧﺔ داﺋﻣﺔ ﻛﺎن ﻟﮫ
اﻷﺛر اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺗدﻋﯾم ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن وﺗﻔﻌﯾل دور ھذه اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،وﻗد ﺗم إﺣداث ھذه اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺳﻧﺔ ،1989وﻣﻧذ ذﻟك اﻟﺗﺎرﯾﺦ وھﻲ ﺗﺧﺗص ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ
اﻟطﻌون ﺿد ﻗرارات اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﻣﺎ ﻋدى ﺗﻠك اﻟﻣﻘررات
وﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗﺑر ﻛدرﺟﺔ اﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ ﺗﻌطﻲ ﻟﻠﻣﻛﻠﻔﯾن ﻛﺎﻣل اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ إﺣﺎﻟﺔ
ﻧزاﻋﺎﺗﮭم ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻋرﯾﺿﺔ ﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻣﻠﺧﺻﺎ ﻋن وﻗﺎﺋﻊ اﻟﺧﻼف وﻋرﺿﺎ ﻟﺟﻣﯾﻊ
وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻧد إﻟﯾﮭﺎ اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻟﻘرار اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،وﻗد ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت
ﺗدﻋم ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻛﻔوﻟﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﻟﻠﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻗﺑل أن ﯾﺄﺗﻲ ﻗﺎﻧون ﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻟﺳﻧﺔ 2016ﺑﻣﺳﺗﺟدات ﺟدﯾدة ﺗﺿﻌف ﻣن ھذه اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ ،ﻓﺑﻌد أن ﻛﺎن ﻟﻠﻣﻠزم اﻟﺣق ﻓﻲ
إﺣﺎﻟﺔ ﻣﻠﻔﮫ ﻣﺑﺎﺷرة أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ دون وﺳﺎطﺔ اﻟﻣﻔﺗش أﺻﺑﺣت ﺗﺧﺿﻊ اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻟﻧﻔس
اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻌﻣول ﺑﮭﺎ أﻣﺎم اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،وأﺻﺑﺣت ھذه اﻷﺧﯾرة ﺗﺻدر ﻣﻘررات ﻧﮭﺎﺋﯾﺔ وﻟم
ﺗﻌد ﺗﺳﺗﺄﻧف أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ.
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﻻ ﺗزال اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺣﺗﻔظ
ﺑﺑﻌض ﻣﻣﯾزاﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﻘوﯾﺔ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺳواء ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
ﺗﻛوﯾﻧﮭﺎ )اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ( ،أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوي طرﯾﻘﺔ اﺷﺗﻐﺎﻟﮭﺎ )اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ(.
ﺗﺗﻛون اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠوزﯾر
اﻷول )رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺣﺎﻟﯾﺎ( ﺣﺳب ﻣﻧطوق اﻟﻣﺎدة 226ﻣن م ع ض ﻣن:
.1ﺳﺑﻌﺔ ﻗﺿﺎة ﻣﻧﺗﻣﯾن إﻟﻰ ھﯾﺋﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﯾﻌﯾﻧﮭم اﻟوزﯾراﻷول ﺑﺎﻗﺗراح ﻣن وزﯾر اﻟﻌدل؛
.3ﻣﺎﺋﺔ ) (100ﺷﺧص ﻣن ﻣﯾدان اﻷﻋﻣﺎل ﯾﻌﯾﻧﮭم اﻟوزﯾر اﻷول ﻟﻣدة ﺛﻼث ﺳﻧوات
ﺑﺻﻔﺗﮭم ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻟﻠﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ إﻗﺗراح ﻣﺷﺗرك ﻟﻛل ﻣن اﻟوزراء
_153ﺗﺷﺗرط اﻟﻣﺎدة 226ﻣن م .ع .ض أن ﯾﻛون اﻟﻣوظﻔﯾن ﺣﺎﺻﻠﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﺄھﯾل ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺿراﺋب أو ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ
أو اﻟﻘﺎﻧون أو اﻻﻗﺗﺻﺎد وأن ﺗﻛون ﻟﮭم ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ر ﺗﺑﺔ ﻣﻔﺗش أو رﺗﺑﺔ ﻣدرﺟﺔ ﻓﻲ ﺳﻠم ﻣن ﺳﻼﻟم اﻷﺟور ﯾﻌﺎدل ذﻟك وﯾﻠﺣق
اﻟﻣوظﻔون اﻟﻣذﻛورون ﺑﺎﻟﻠﺟﻧﺔ.
68
اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺻﯾد اﻟﺑﺣري واﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف
ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.154
إن اﻟﻣﻼﺣظ ﺑﺧﺻوص ھذه اﻟﺗرﻛﯾﺑﺔ أﻧﮭﺎ ﺗﻌﺗﻣد ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ آﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن ﻣﻣﺎ ﻻ
ﯾﺗرك اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﻣﻛﻠﻔﯾن ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر ﺑﻌض أﻋﺿﺎءھﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﻣﺛﻠوﻧﮭم ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﺟﻣﯾﻊ
اﻷﻋﺿﺎء ﯾﺗم ﺗﻧﺻﯾﺑﮭم ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻌﯾﯾن ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭم ﻣﻣﺛﻠﻲ
اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،وھو ﻣﺎ ﻗد ﯾﺑﻌث ﺑﺎﻟﺷك ﻓﻲ ﻧﻔوس اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺣول ﺣﻘﯾﻘﺔ ﺗﻣﺛﯾل ھؤﻻء
اﻷﻋﺿﺎء ﻟﮭم ﻣﺎدام ﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾﻧﮭم ﻣن ﻗﺑل اﻟوزﯾر اﻷول.
ﺛم إﻧﮫ ﻣن ﺷﺄن ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻘﺿﺎة ﻣن طرف اﻟوزﯾر اﻷول أن ﯾﻔﻘدھم ﻋﻧﺻر اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ
ﻋن اﻹدارة ورﺑﻣﺎ ﯾﻌرﺿﮭم ﻟﺿﻐوطﮭﺎ وإﻏراءاﺗﮭﺎ ،وﻟﯾس أﻗﻠﮭﺎ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻋﻠﻰ
156
ﻣﮭﺎﻣﮭم ،155وﻟذﻟك ﯾﺳﺗﺣﺳن أن ﯾﺗم اﻗﺗراﺣﮭم ﻣن طرف اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
وأن ﯾﻛوﻧوا ﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﯾس اﻷول ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗم اﻟﻣس ﺑﺿﻣﺎﻧﺎت
اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ،ﺛم إﻧﮫ ﻣﻊ ﻋدم ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺷرع ﻟرﺗﺑﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ وﻛذﻟك ﻣدة اﻧﺗداﺑﮫ ﺟﻌل ھذا اﻷﺧﯾر
ﺗﺣت رﺣﻣﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﺟﮭﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﺗﻌﯾﯾﻧﮫ ،وھذا ﻓﯾﮫ ﻣس ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻠﺟﻧﺔ
وﻣﺎ ﯾﻌﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع ﺑﮭذا اﻟﺧﺻوص ،ﻋدم ﺗﻌرﺿﮫ ﻟﺑﻌض اﻟطوارئ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗؤﺛر
ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻣل اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻛﺣﺎﻟﺔ اﻹﺳﺗﻘﺎﻟﺔ أو اﻟوﻓﺎة أو اﻟﻌزل ،وﻟﻌل ﻣن ﺷﺄن ھذه
اﻟﺛﻐرات اﻟﻣس ﺑﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺗﺣﺗم ﻋﻠﯾﮫ ﺿرورة ﺗﺟﺎوزھﺎ ﺑﺗﻌدﯾل
_154ﯾﺗم إﺧﺗﯾﺎر ھؤﻻء اﻟﻣﻣﺛﻠون ﻣن ﺑﯾن اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾن أﻋﺿﺎء اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ اﻷﻛﺛر ﺗﻣﺛﯾﻼ اﻟﻣواﻟﯾن ﻧﺷﺎطﺎ
ﺗﺟﺎرﯾﺎ أو ﺻﻧﺎﻋﯾﺎ أو ﺧدﻣﺎﺗﯾﺎ أو ﺣرﻓﯾﺎ أو ﻓﻲ اﻟﺻﯾد اﻟﺑﺣري وذﻟك ﻗﺑل 31أﻛﺗوﺑر ﻣن اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺳﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑدا ﺧﻼﻟﮭﺎ
ﻣﮭﺎم اﻷﻋﺿﺎء اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﻓﻲ ﺧطﯾرة اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ .إذا طرأ ﺗﺄﺧﯾر ﻋﻠﻰ ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﺟدد أو ﺣﺎل دون ذﻟك ﻋﺎﺋق وﻗﻊ
ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﺗﻣدﯾد إﻧﺗداب اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻣﺗﮭﯾﺔ ﻣﮭﺎﻣﮭم ﻟﻔﺗرة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﺳﺗﺔ أﺷﮭر.
_155ﻣﺣﻣد )اﻟﺳﻣﺎﻣﻲ( :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .73
_156ﻛﻣﺎل )ﺣﻠﻣﻲ( :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .48
_157ﻋﺻﺎم )ﺑوﺳﻠﻣﺎم( :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .51
69
ﺗﺷرﯾﻌﻲ أﺳوة ﺑﻧظﯾره اﻟﻔرﻧﺳﻲ.158
أﻣﺎ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺣﻘﻘﺗﮭﺎ اﻟﺗرﻛﯾﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗدﻋﯾم ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻓﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ إﺳﻧﺎد ﻣﮭﻣﺔ رأﺳﺗﮭﺎ إﻟﻰ أﺣد
اﻟﻘﺿﺎة اﻟذي ﯾﺗوﻟﻰ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﺳﯾرھﺎ ،و ﯾﻧوب ﻋﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺎﺑﮫ رﺋﯾس ﻟﺟﻧﺔ ﻓرﻋﯾﺔ
ﯾﻌﯾن ﻣن طرف اﻟرﺋﯾس ﻛل ﺳﻧﺔ ﺣﺳب ﻣﻧطرق اﻟﻣﺎدة 226ﻣن م ع ض ،وﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﺎ ﻛﺎن
ﻋﻠﯾﮫ اﻷﻣر ﻓﻲ اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣﻊ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﻠت ﻣﺣﻠﮭﺎ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧظر
ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،ﻓﺈن ھذه اﻷﺧﯾر ﺗﺿم ﻓﻲ ﺗرﻛﯾﺑﺗﮭﺎ ﺳﺑﻌﺔ ﻗﺿﺎة اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻔﯾد
وﯾﻌﻛس رﻏﺑﺔ اﻟﻣﺷرع ﺿﻣﺎن اﺳﺗﻘﻼل اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﮭﺎ اﺳﺗﻘﻼﻻ ﺗﺎﻣﺎ ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ
اﻹدارﯾﺔ.159
ﻛﻣﺎ أن ﺗﻌﯾن اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣن طرف اﻟوزﯾر اﻷول وﺑﺎﻗﺗراح ﻣن وزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﻌﺗﺑر
ﺧطوة إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺷرع ﻧﺣو ﺗدﻋﯾم ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ،وھو إﺟراء ﻟﮫ أھﻣﯾﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
اﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣوظﻔﯾن ﻋن إدارة اﻟﺿراﺋب ،ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺣﻘق ﻟﮭم ﺣرﯾﺔ إﺑداء اﻟرأي ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻧظرون ﻣن
ﻣﻧﺎزﻋﺎت دون اﻟﺗﻘﯾد ﺑﻣﺎ ﺗﺻدره اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ودورﯾﺎت ،وﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن
ﺗدﻋﯾم ھذه اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ھو اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﻓرﺿﮭﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟﺣﺻﺔ ﺗﻌﯾﯾن ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻹدارة وھﻲ:
-أن ﯾﻛوﻧوا ﺣﺎﺻﻠﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﺄھﯾل ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺿراﺋب أو ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ أو اﻟﻘﺎﻧون أو
اﻻﻗﺗﺻﺎد؛
-أن ﯾﻛون ﻟﮭم ﻋﻠﻰ اﻷﻗل رﺗﺑﺔ ﻣﻔﺗش أو رﺗﺑﺔ ﻣدرﺟﺔ ﻓﻲ ﺳﻠم ﻣن ﺳﻼﻟم اﻷﺟور ﯾﻌﺎدل
ذﻟك؛
158_D’après l’article 1652, code des impôt : "cette commission et composée de
trois magistrats en activité ou honoraires :
un conseiller d’état، président,
un conseiller a la cour de cassation,
un conseiller maitre a la cour de comptes, en cas d’ absence ou d’empêchement,
Os magistrats sont remplacés par des suppléants nommées dans les mêmes
conditions".
_159ﻋﺻﺎم )ﺑوﺳﻠﻣﺎم( :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .51
70
وﻷن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺑﺎﻟﺿرورة ﺗوﻓﯾر ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻟﮭم ﻓﻲ ﻟﻠﺟﻧﺔ،
ﻓﮭﻲ ﺗﺿم ﺣﺎﻟﯾﺎ ) (100ﺷﺧص ﻣن ﻋﺎﻟم اﻷﻋﻣﺎل ﯾﻌﯾﻧﮭم اﻟوزﯾر اﻷول ،وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن
أھﻣﯾﺔ ھذا اﻟﻌدد اﻟذي ﯾدﺧل ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣن اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم
160
ﻣﺎدام اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺗﻐﺎﺿﻰ ﺑﻣﮭﻣﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﮫ اﻷﻛﻣل ،إﻻ أن ھذه اﻷھﻣﯾﺔ ﺗﺑﻘﻰ ﻣﺣدودة
ﻋن ﺑﻌض اﻟﺷروط اﻟدﻧﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﮭم ﻛﻣﺎ ﻓﻌل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن ،ﻓﻌدم اﻋﺗﻣﺎد
ﺷروط إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ ھؤﻻء اﻟﻣرﺷﺣﯾن ﻛﺎﻟﻛﻔﺎءة واﻟﻣﮭﺎرة ﻣن ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﻧﺎل ﻣن ﺟودة ﻋﻣل
اﻟﻠﺟﻧﺔ.161
وﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻣﻣﺛل اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻣﻠف ﻛﻌﺿو ﻓﻲ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺳﺑق ﻟﮫ
ﻣﻧﺎﻗﺷﺗﮫ أﻣﺎم اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،إﻻ أن ھذا اﻟﻣﻧﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺛل اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ
وﺣده وﻻ ﯾﺳري ﻓﻲ ﺣق ﻣﻣﺛل اﻹدارة أو ﻏﯾره ﻣن ﺑﻘﯾﺔ أﻋﺿﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻏﯾر أن ھذا
اﻹﺷﻛﺎل ﻗد ﻻ ﻧﺟده ﻓﻲ ظل ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻗﺎﻧون ﻣﺎﻟﯾﺔ 2016اﻟذي ﻓﺻل ﻋﻣل اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
وأﺻﺑﺣت ﻛل ﻣﻧﮭﺎ ﺗﺻدر ﻣﻘررات ﻧﮭﺎﺋﯾﺔ ﻻ ﺗﻘﺑل اﻟطﻌن إﻻ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء.
ﺗﺗﻛون اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣن ﻋدة ﻟﺟﺎن ﻓرﻋﯾﺔ ،ﺣ ُ دد
163
إﻟﻰ ﺧﻣس ﻋددھﺎ ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻓﻲ ﺛﻼث ﻟﺟﺎن ﻓرﻋﯾﺔ ﻟﯾﺻل ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ 1993
ﺣﺳن ﺳﯾر ﻋﻣﻠﮭﺎ وﻟﺗﯾﺳﯾر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑت ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ ،164وﻣﺎ ﯾﻔﺳر ارﺗﻔﺎع
ﻋدد ھذه اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻔرﻋﯾﺔ ھو اﻹﻗﺑﺎل اﻟﻣﺗزاﯾد ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻠﺟﺎن وارﺗﻔﺎع ﻋدد اﻟطﻌون
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺳﻧوﯾﺎ ﻣن طرف اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﻌطﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﻣﻧطﻘﯾﺔ ﺣول ﻣدى ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ھذه اﻟﻠﺟﺎن ﻓﻲ ﺣل اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﺑﯾن اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﺔ
واﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺧﺻوص ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،وﻟذﻟك ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻔرﻋﯾﺔ
ﻣن ﺑﯾن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﻛﻠف.
وﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻣﻔﺗش اﻟذي وﺟﮭت إﻟﯾﮫ ﻋرﯾﺿﺔ اﻟطﻌن اﻟﻣرﻓوﻋﺔ إﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧظر
ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣطﺎﻟﺑﺎت اﻟﺗواﺟﮭﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﻛن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣن
اﻟﺑت ﻓﯾﮭﺎ ،وﺣﺗﻰ ﯾﺿﻣن اﻟﻣﺷرع ﺣق اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ اﻟطﻌن أﻣﺎم اﻟﻠﺟﺎن اﻟوطﻧﯾﺔ ﺣدد
أﺟل أﻗﺻﺎه ﺛﻼﺛﺔ ) (3أﺷﮭر ﻟﺗﻘوم اﻹدارة ﺑﺗﺳﻠﯾم ﺗﻠك اﻟﻣطﺎﻟﺑﺎت واﻟوﺛﺎﺋق إﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ
ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﯾﺑدأ ھذا اﻷﺟل ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻹدارة ﺑﺎﻟطﻌن اﻟﻣﻘدم
ﻣن طرف اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣذﻛورة .وﻓﻲ إطﺎر ﺗدﻋﯾﻣﮫ ﻟﺗﻠك اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
رﺗب اﻟﻣﺷرع ﺟزاءا ﻋن ﺗﺧﻠف اﻹدارة ﻋن ﺗوﺟﯾﮫ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺎت واﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺟراءات
اﻟﻣﺳطرة اﻟﺗواﺟﮭﯾﺔ داﺧل اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ،وﯾﺗﻣﺛل ھذا اﻟﺟزاء ﻓﻲ ﻋدم أﺣﻘﯾﺔ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
ﻓﻲ ﻓرض ﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺗﺟﺎوز اﻷﺳس اﻟﺗﻲ ﺗم اﻹﻗرار ﺑﮭﺎ أو ﻗﺑوﻟﮭﺎ ﻣن ﻟدن اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ.
وﯾﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع ھﻧﺎ وﺣد ﺑﯾن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﺧﺻوص إﺟراءات
رﻓﻊ اﻟدﻋوى أﻣﺎ ﻛﻠﺗﺎ اﻟﻠﺟﻧﺗﯾن ،أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟطﻠﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺗﺧذ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾر
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﻘررھﺎ ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع أﻟزم اﻹدارة ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟوﺛﺎﺋق واﻟﻣطﺎﻟﺑﺎت إﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ
اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ داﺧل أﺟل أﻗﺻﺎه ﺷﮭران ) (2اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ
ﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑرﺳﺎﻟﺔ اﻹﺷﻌﺎر اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 225ﻣن م ع ض ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﻧﻔس اﻟﺟزاء.
ﺗﺗﺣدد ھذه اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت وﺗرﺗﺑط ﺑﻘواﻋد اﺟﺗﻣﺎع اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﻌﺗﺑر ﻣداوﻻﺗﮭﺎ
ﺻﺣﯾﺣﺔ وﻗراراﺗﮭﺎ ﺳﻠﯾﻣﺔ وﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ،وﻟﮭذه اﻟﻐﺎﯾﺔ ﯾﻘوم اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺷرف ﻋﻠﻰ ﺳﯾر
اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﮭدف إﻟﻰ ﺗﮭﯾﺊ اﺟﺗﻣﺎﻋﺎﺗﮭﺎ ،ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر
ﯾﻌﮭد إﻟﻰ ﻣوظف أو أﻛﺛر ﻣن أﻋﺿﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ إﻋداد اﻟﻣﻠﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗوزع ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻔرﻋﯾﺔ
اﻟﻣﻧﺑﺛﻘﺔ ﻋﻧﮭﺎ ،وﻣن اﻹﺟراءات اﻟﻣﮭﻣﺔ ﻟﻌﻘد ﺟﻠﺳﺎت اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﺳﺗدﻋﺎء
اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ،وﯾﺗوﻟﻰ ھذه اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﻛﺎﺗب اﻟﻣﻘرر اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺈﺧﺑﺎر اﻟطرﻓﯾن )اﻹدارة واﻟﻣﻠزم(
ﺑﺗﺎرﯾﺦ اﻧﻌﻘﺎد ﺟﻠﺳﺎت اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻗﺑل ﺣﻠول ﻣوﻋدھﺎ ﺑﻣﺎ ﻻ ﯾﻘل ﻋن ﺛﻼﺛﯾن ﯾوﻣﺎ وﻓق
إﺟراءات اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،وﻟﻌل ﻣﺎ ﯾﻘوي ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﻓﻲ ھذا اﻟﺟﺎﻧب
ھو إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﯾﮫ إذا ﻣﺎ رأت ذﻟك ﺿرورﯾﺎ.
وﺗﻛون ﺟﻠﺳﺎت اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺳرﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻛﺎﺗب اﻟﻣﻘرر ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﻛل ﺟﻠﺳﺔ ﺗذﻛﯾر
ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﺑﻘﻰ أھم ﺿﻣﺎﻧﺔ ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻣﻛﻠف ﻟﺗدﻋﯾم دﻓﺎﻋﮫ ھو ﻓﺗﺢ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ
ﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾﻧوب ﻋﻧﮫ أو ﺧﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﺿراﺋب ،وھذه اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻓرﺿﮭﺎ طﻐﯾﺎن اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﻘﻧﻲ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﺗﺳﺎﻣﮭﺎ ﺑﺎﻟﺗﻌﻘﯾد ،166وإﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑذوي اﻟﺧﺑرة ﻟﯾس ﻗﺎﺻرا ﻋﻠﻰ
إن ﻗرار اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ھو اﻟﮭدف اﻟذي ﯾﺳﻌﻰ إﻟﯾﮫ ﺑﻘﯾﺔ
167
اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ أطراف اﻟﻧزاع ،ﻷﻧﮫ ﯾﺿﻊ ﺣدا ﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم
ﺑﺎﻟﻔﺣص ﻗﺑل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ،وﯾﺻدر ﻋﻠﻰ أﺛر ﻣﻘررات اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺟداول ﺗﺣﺻﯾل
اﻟﺿراﺋب اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﻘررات اﻟﻣذﻛورة اﻟﺗﻲ إﻣﺎ أن ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺻﺣﺔ اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﻣدﻟﻰ
ﺑﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،أو اﺳﺗﺑﻌﺎدھﺎ وﺗﺣدﯾد اﻷﺳﺎس اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣﺟﺳدا ﻓﻲ ﺟداول
ﻟﻠﺗﺻﺣﯾﺣﺎت اﻟﺗﻲ أﯾدﺗﮭﺎ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،وھذا اﻟﻘرار ﯾﻛون ﻣﻠزﻣﺎ ﻟﻠطرﻓﯾن أي اﻹدارة اﻟﺗﻲ
ﺗﺣﺗﺳب اﻟﺿراﺋب اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻗرار اﻟﻠﺟﻧﺔ وإﺻدار ﺟدوﻟﮭﺎ ،واﻟﻣﻠزم اﻟذي ﯾﺻﺑﺢ
ﻣﺟﺑرا ﻋﻠﻰ اﻷداء ﺑﻣﺟرد وﺿﻊ اﻟﺟدول ﻣوﺿﻊ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ.168
وﯾﻔﺗرض ﻟﺻﺣﺔ اﻟﻣﻘرر أن ﯾﺻدر ﻣوﻗﻌﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟرﺋﯾس واﻟﻌﺿوﯾن اﻟﻠذﯾن ﺣﺿرا
اﻟﻣداوﻟﺔ ،وﯾﺷﻛل ھذا اﻹﺟراء ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﯾﻣﻛﻧﮫ ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺻدر اﻟﻘرار .وﯾﺗم
إﺻدار اﻟﻣﻘرر ﻓﻲ ﻏﯾﺑﺔ اﻟﺧﺑﯾر أو اﻟﺧﺑﯾرﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻠﺟوء إﻟﯾﮭم ﻟﻼﺳﺗﺷﺎرة وﻓﻲ ﻏﯾﺎب
اﻟﻣﻠزم أو وﻛﯾﻠﮫ وﻣﻣﺛل اﻹدارة ،ﻓﺈذا اﺗﺧذت اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻗرارھﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻌﺎﻛﺳﺔ ﻓﺈن ھذا
اﻟﻣﻘرر ﯾﻌد ﻻﻏﯾﺎ وﺑﺎطﻼ ﻧظرا ﻟﻺﺧﻼل ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺳطرﯾﺔ اﻟﻣﺗطﻠﺑﺔ ﻟﺻﺣﺔ ﺟﻠﺳﺎت
اﻟﻠﺟﻧﺔ.169
وﻗد أوﺟب اﻟﻣﺷرع ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﻠزم اﻟﻣﻘرر اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺟﻧﺔ
اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣﺗﺿﻣﻧﺎ اﻷﺳﺎس اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،وﻓق إﺟراءات اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 219
م ع ض ﺧﻼل أﺟل اﻷرﺑﻌﺔ أﺷﮭر اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺻدور اﻟﻣﻘرر ،وأوﻛل ھذه اﻟﻣﮭﻣﺔ إﻟﻰ
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺧطﺎ ﺧطوة ھﺎﻣﺔ ﻋﻘب اﻹﺻﻼح اﻟﺿرﯾﺑﻲ
ﺑﺈﻟزاﻣﯾﺔ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﺑﺗﺳﺑﯾب ﻣﻘرراﺗﮭﺎ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻛﻣﺎ ھو ﻣﻔروض ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ،
وﯾﻌﺗﺑر ﺷرط اﻟﺗﻌﻠﯾل إﺟراء ﺟوھري ﯾﺗرﺗب ﻋن ﻋدم اﺣﺗراﻣﮫ ﺑطﻼن ﻣﻘرر اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣﺎ دام أن
اﻟﻣﺷرع ﻗد ﻧص ﻋﻠﯾﮫ ﺻراﺣﺔ ﻟﺻﺣﺔ اﻟﻣﻘررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻔرﻋﯾﺔ.
وﺗﺑرز أھﻣﯾﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾل ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺣﻘﻘﮫ ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺔ ھﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﺗﺟﻌﻠﮫ ﯾطﻣﺋن ﻟﻘرار اﻟﻠﺟﻧﺔ
اﻟﻔرﻋﯾﺔ ،ﻷن ھذا اﻹﺟراء ﯾﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ذﻛر اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﺎدﯾﺔ وإﺟراءات
اﻟﻣﺳطرة ﻓﻲ ﺻﻠب اﻟﻘرار ،ﻣﻣﺎ ﯾﺑرر اﻟﺟﮭد اﻟﻣﺑذول ﻣن طرف اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑذﻛر اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ
ﺑﻧت ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻗرارھﺎ وﺗوﺧﻲ اﻟﻌداﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﯾﻘف ﺣﺎﺟزا ﺿد أي ﺗﺣﯾز أو ﺗﺣﻛم ﻣن طرف
وﯾﺟب أن ﺗﺻدر ﻣﻘررات اﻟﻠﺟﻧﺔ داﺧل اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﺣدده اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ إﺛﻧﻲ
ﻋﺷرة ﺷﮭرا ،وﯾﻌﺗﺑر ﺣﺻر ھذا اﻷﺟل ﻓﻲ أﺛﻧﻲ ﻋﺷر ﺷﮭرا ﺑدل ﺳﻧﯾﺗﯾن اﻟذي ﻛﺎن ﻣﻌﻣول ﺑﮫ
ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﺎدرة طﯾﺑﺔ ﻣن اﻟﻣﺷرع ،ﺗوﺧﻰ ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ﺗﻘﻠﯾص ﻣدة اﻟﻧزاع وﻋدم إطﺎﻟﺗﮫ ﻣﺎدام أن
ھذه اﻟﻣﻘررات ﯾﻣﻛن اﻟطﻌن ﻓﯾﮭﺎ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ،وھﻛذا ﺟﺎء ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﺳﻧﺔ
) 171(1997/1996وﺣدد اﻟﻣدة ﻓﻲ أﺛﻧﻲ ﻋﺷر ﺷﮭرا ﻛﺣد أﻗﺻﻰ ﯾﺟب أن ﯾﻔﺻل ﺑﯾن ﺗﺎرﯾﺦ
ﺗﻘدﯾم ﻋرﯾﺿﺔ اﻟطﻌن إﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ وﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻘرر اﻟﻣﺗﺧذ ﻓﻲ ﺷﺄﻧﮫ.
وﻗد أﺛﺎر ﺗطﺑﯾق ھذا اﻟﻧص إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺑت اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟطﻌون ﺧﺎرج
ﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺣدد ﻟﮭﺎ.
أﻣﺎم ھذا اﻷﺷﻛﺎل ﺗدﻓﻊ اﻹدارة ﺑﺄن اﻷﺟل ﯾﻛﺗﺳﻲ ﺻﺑﻐﺔ ﺗوﺟﯾﮭﯾﺔ وﺗﺳﺗدل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑﺄن
_170اﻟﺣﺳن )اﻟﻛﺎﺳم(" :اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟطﻌون اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻟﻣﺳطرة واﻟﻘرارات ﻟﺻﺎدرة ﻋﻧﮭﺎ" ،ﻣﻧﺷورات دﻓﺎﺗر
اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،ﻋدد 16ﺳﻧﺔ ،2011ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺟدﯾدة ،اﻟرﺑﺎط ،ص .100
_171ظﮭﯾر ﺷرﯾف رﻗم 1-97-77اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ،1996/07/29ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﻲ رﻗم 8.96ﻟﻠﺳﻧﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
) (1997/1996ج ر ﻋدد 4391ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،07،1996/01ص .1224
76
اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾرﺗب أي أﺛر ﻋﻠﻰ ﻋدم اﺣﺗراﻣﮫ ،172وﯾذھب ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﮫ إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻷﺟل
اﻟﻣﺣدد ﯾﻛﺗﺳﻲ ﺻﺑﻐﺔ ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎوزه ﺑطﻼن ﻣﻘرر اﻟﻠﺟﻧﺔ ،ﻓﺎﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن ﺗﺣدﯾده
ھو اﻟﺣث ﻋﻠﻰ ﺳرﻋﺔ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت ،173ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻷﺳﺗﺎذ ﻣﺻطﻔﻰ ﺑوﻣﻠﯾك ﯾرﺟﺢ ﻣﮭﻣﺔ
وﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 226اﻟﺑﻧد IVﻣن م ع ض ﻟﻧﺟدھﺎ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ" :ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻧﺻرم
اﻷﺟل اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ أﻋﻼه وﻟم ﺗﺗﺧذ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﻘررھﺎ ﻻ
ﯾﺟوز ﻟﮭﺎ إدﺧﺎل أي ﺗﺻﺣﯾﺢ ﻋﻠﻰ ﻗرار اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ أو ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ
اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻣن ﻟدن اﻹدارة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺻورة ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﻋدم اﻹدﻻء
ﺑﺎﻹﻗرار أو ﺑﺳﺑب إﻗرار ﻏﯾر ﺗﺎم".
وﻓﻲ اﻋﺗﻘﺎدﻧﺎ ،أن اﻟﻣﺎدة رﺗﺑت أﺛر اﻟﺑطﻼن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘررات اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﺧﺎرج اﻵﺟل
وﺗﺗﺿﻣن أﺳس ﺟدﯾدة ﻏﯾر ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺻرح ﺑﮭﺎ اﻟﻣﻠزم ﻓﻲ إﻗراراﺗﮫ أو ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻓرﺿﺗﮭﺎ
اﻹدارة ﺑﺻورة ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ وأﺧﺿﺗﮭﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻟﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ،وﻟﻌل اﻟﻣﺷرع ﻛﺎن ﯾﮭدف ﻣن
وراء ھذا اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ ﺗﻠك اﻷﺳس أو اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﺎوز اﻷﺳس اﻟﻣﺻرح ﺑﮭﺎ ،وﺑﻣﻔﮭوم
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻓﺈن اﻟﻠﺟﻧﺔ ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ اﺗﺧﺎذ ﻣﻘررھﺎ ﺧﺎرج اﻷﺟل ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز أﺳس ﻓرض
اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺻرح ﺑﮭﺎ أو اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺻورة ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ،وﻛل ﺗﺟﺎوز ﻟذﻟك
ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮫ ﺑطﻼن ﻣﻘرر اﻟﻠﺟﻧﺔ ،وھذا اﻟﺗوﺟﮫ ﻣن ﺷﺄﻧﮫ ﺻﯾﺎﻧﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺑﻘﻰ
ﻣﮭددة ﻋﻧد ﺟرد ھذا اﻷﺟل ﻣن طﺑﯾﻌﺗﮫ اﻹﻟزاﻣﯾﺔ ،وﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﺟﻧﺔ ﻟﻠﺑت
وھو ﻣﺎ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﺗوﺟﮫ ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺗﻘﻠﯾﺻﮫ ﻟﻣدة اﻟﺑت.
ﻣن ﺧﻼل ﻣﺿﻣون اﻟﻔﺻل اﻷول ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻋﻣل ﻋﻠﻰ
ﺗوزﯾﻊ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻠﻣﻠزم اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻹﺟراءات ﻣراﺟﻌﺔ وﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ
ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗدرﯾﺟﯾﺔ ﻣﺗﻣﯾزة ،ﺑداﯾﺔ ﻣن اﻹدﻻء ﺑﺎﻟﺗﺻرﯾﺢ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﺷﻛل أول إﺟراء ﯾﻘوم ﺑﮫ
اﻟﻣواطن ﻟﯾدﺧل داﺋرة اﻻﻟﺗزام اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ،وﯾدﺧل ﺑﻌد ذﻟك ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي ﯾﻣﻛﻧﮫ ﻣن
ﺣﻣﺎﯾﺔ وﯾﻣﺗﻌﮫ ﺑﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﮭﻣﺔ ،وإﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﻓﺗﺢ ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ وﻋرض ﻧﺗﺎﺋﺟﮭﺎ
اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮭﺎ ﻣن طرف اﻟﻣﻠزم أﻣﺎم ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ.
ﻟﻛل ذﻟك ﻻ ﯾﺣق ﻟﻠﻣﻠزم اﻻﻋﺗراض واﻻﺣﺗﺟﺎج ﻋﻠﻰ إﺟراءات اﻟﻣراﻗﺑﺔ واﻟﻔﺣص ﻋﻠﻰ
اﻟرﻏم ﻣن أﻧﮫ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺿﻣﺎﻧﺔ ﺻدق إﻗراراﺗﮫ ﻷن ذﻟك ﯾﺷﻛل أھم اﻣﺗﯾﺎزات اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﺔ
ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،ﻓﻠﯾس ﻟﮫ ﻣن ﺣق ﺳوى اﻻﻋﺗراض واﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ أﻣﺎم اﻹدارة ﻓﻲ اﻷﺳس
اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎء اﻟﻣﻔﺗش وﻓﺗﺢ ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﻣﻌﮫ ،ﺛم اﻻﻋﺗراض
ﻋﻠﻰ ﻛل ﻋﻣل إﺟراء رأى ﻓﯾﮫ ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﮫ ﻟﻠﻘﺎﻧون وﻣن ذﻟك ﻣﺻﺎدرة اﻹدارة ﻟﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع
ﻋن ﻧﻔﺳﮫ ،وﻣن ﻣظﺎھر ھذا اﻟﺧرق ﻋدم اﺣﺗرام اﻟﻣﻔﺗش ﻟﻸﺟل اﻟﺳﺎﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺷروع اﻟﻔﻌﻠﻲ
ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ واﻟﻔﺣص ،وﻛذﻟك ﻋدم إﺧﺑﺎره ﺑﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ أﻣﺎم اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ واﺧﺗﺻﺎص ﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ.
وﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﻠزم ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء
اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﮫ ﺣﺗﻰ ﺗﺗﺣﻘق اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن
اﻟﻣﻠزم ﻣن ﺧﻼل ﺗﻠك اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﺳﯾﺟد ﻧﻔﺳﮫ أﻣﺎم ﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﻲ ﯾﺣﻣﻲ ﺣﻘوﻗﮫ ﻣن أي ﺗﻌﺳف
وھو ﻣﺎ ﻟﮫ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠوك اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻟدى اﻟﻣﻠزﻣﯾن ،ﻓﺎﻟﮭدف اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻣن ﺗدﻋﯾم اﻟطﺎﺑﻊ
اﻟﺗواﺟﮭﻲ ﻟﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ھﻲ ﺿﻣﺎن ﺗواﺻل ﻓﻌﺎل وﻧﺎﺟﺢ ﻣﻊ اﻟﻣﻠزﻣﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﻟذﻟك
ﻓﻛل ﻧظﺎم ﺟﺑﺎﺋﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎدئ اﻟﺣﻛﺎﻣﺔ اﻟﺟﯾدة واﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ،ﺑﺎﻟﺿرورة ﺳﯾﺧﻠق ﻟﻧﺎ ﻣﻠزم
ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﺗﺷﺑﻊ ﺑﻘﯾم اﻟﻣواطﻧﺔ وﺣرﯾص ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣرارﯾﺔ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﺔ ﻟﻣﺎ ﺗﺣﻘﻘﮫ ﻟﮫ ﻣن
ﻓواﺋد اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وأﻣﻧﯾﺔ.
وھو ﻣﺎ ﺣرص اﻟﻣﺷرع ﻣﻧذ إﺻدار ﻗﺎﻧون اﻹطﺎر ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾره ﻋﺑر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
78
اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻛﺎﻟﺣرص ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟﻣﻠزم ﻓﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﻔﻌﻠﻲ ﻹﺟراءات
اﻟﻣراﻗﺑﺔ واﻟﺗﺻﺣﯾﺢ واﻟدﺧول ﻣﻌﮫ ﻓﻲ ﺣوار ﻣﺑﺎﺷر ﻋﺑر ﻣﺳطرة ﺗواﺟﮭﯾﺔ ،وﻣﻧﺣﮫ ﺣق اﻟﺗظﻠم
واﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ أﻣﺎم اﻹدارة ﻟﻠﻌدول ﻋن ﻗراراﺗﮭﺎ اﻟﻣﺟﺣﻔﺔ أو طﻠب اﻟﻌﻔو ﻣﻧﮭﺎ.
ﺛم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟطﻌن أﻣﺎم اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر أﺧر ﺣﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ
إﺟراءات ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ أو ﻓﻲ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠزم ﻋﻘب اﻧﺗﮭﺎء إﺟراءات
اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ.
79
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
80
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻧد اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء
ﻟﻘد ﻟﻌﺑت اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ وھﻲ ﺗﺑت ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ دورا ﻣﮭﻣﺎ ﻓﻲ ﺗدﻋﯾم
اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻟﻠﻣﻠزم اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﮭﺎ
دور أﻛﺛر أھﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻛرﯾس ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺗﮫ.
وﺗﺟﺳد ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻔﮭوم اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،ﻋﻠﻰ
اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ أﺳس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ھﻲ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻣﻘررة ﺑﻣوﺟب
اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ﻏﯾر أن ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾق ﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﯾﺧﺗﻠف ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻋن
ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ أﻣﺎم اﻟﮭﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ .ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﺳﺗﺄﺛر ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ
اﻹدارﯾﺔ ﺑﺣﯾز ﺧﺎص وﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣﺗﻣﯾزة ﻟﻛوﻧﮭﺎ ﺧﺻم وﺣﻛم ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ،ﻓﺈن اﻟﮭﯾﺋﺎت
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﮭﺎ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﮭﺎ اﻟﺗﺎﻣﺔ واﻟﻣطﻠﻘﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺻرﻓﺎت اﻹدارة
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وأﻋﻣﺎﻟﮭﺎ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﺗ ُﻔﺿل ﻋﻠﻰ ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺎت ،وﻟﮭذا أﺻﺑﺣت اﻟﯾوم اﻟرﻗﺎﺑﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﻓرھﺎ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻣﺳﺎطر اﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﻲ أھم
اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻣﻠزم اﻟذي ﯾﻧﺎزع ﻓﻲ أﺳﺎس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻘب إﺟراء ﻣﺳطرة
اﻟﻔﺣص واﻟﺗﺻﺣﯾﺢ.
ﺛم إن اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻟوﻋﺎء ﻻ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﻣﺟرد ﻣﻧﺢ اﻟﻣﻠزم ﺣق ﻣﺧﺎﺻﻣﺔ اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻠﺣﺻول
ﻋﻠﻰ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺗﮭﺎ ،وإﻧﻣﺎ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﻣدى ﻧﺟﺎح اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻷﻓراد
ﻓﺎﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ أﺣﻛﺎﻣﮫ اﻟﻣﺗﻌددة ﯾﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟدرع اﻟذي ﯾﻘﻲ اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻣن
وﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ،2016أﺻﺑﺢ ﺑﺈﻣﻛﺎن اﻟﻣﻠزم رﻓﻊ ﻧزاﻋﮫ إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء
داﺧل أﺟل ﺳﺗﯾن ﯾوﻣﺎ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﻘرر اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ اﻟﺻﺎدر ﻋن إﺣدى اﻟﻠﺟﻧﺗﯾن ﺣﺳب
اﻻﺧﺗﺻﺎص ،ودون اﻧﺗظﺎر ﺻدور أﻣر ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻌﻛس ﺗدﻋﯾﻣﺎ إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ
ﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ.
وﻻ ﯾﺣد ﻣن ﺣق اﻟﻣﻠزم ﻓﻲ اﻟطﻌن أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﺳوى اﺣﺗرام ﺑﻌض اﻟﻘواﻋد اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻓرﺿﮭﺎ اﻟﻣﺷرع ،وأﻟزم اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﻣراﻗﺑﺔ ﻣدى اﺳﺗﻛﻣﺎل ﻣﻘﺎﻻت اﻟدﻋوى
ﻟﻠﺷروط اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗطﻠﺑﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻟﻘﺑول اﻟطﻌن ،ﺳواء ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺑﻣوﺟب أﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون
اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،أو ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺷروط اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﻷﺧرى اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠﺿراﺋب ،وﻣن ذﻟك ﻣﺛﻼ اﺣﺗرام ﺿواﺑط اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ وآﺟﺎﻟﮭﺎ ﻗﺑل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء،
ﻏﯾر أن اﻟﻘدرة اﻹﺑداﻋﯾﺔ واﻻﺟﺗﮭﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣﻛﻧﺗﮫ ﻣن ﻋدم اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
_176ﻣﺣﻣد )ﺑوﻏﺎﻟب(" :اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ" ،ﻣداﺧﻠﺔ ﺿﻣن أﺷﻐﺎل اﻟﻧدوة
اﻟﺟﮭوﯾﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ 10و 11ﻣﺎي ،2007ﺧﻣﺳون ﺳﻧﺔ ﻣن اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺗﺣت ﻋﻧوان
"اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ واﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﺟﺗﮭﺎدات اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ" ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ –اﻟرﺑﺎط ،2007 ،-ص .224
82
ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ،وﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻣﻧﮫ ﻓﻲ ﺗدﻋﯾم اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻟﻠدﻋوى ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب
اﻟﺷﻛﻠﻲ أﻗر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﺣق اﻟﻣﻠزم.
83
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟدﻋوى واﻟﻣﺳﺎطر
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
إن وﺟود اﻹدارة ﻛﺄﺣد طرﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﯾﺑرر ﺿرورة وﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺣدﯾث
ﻋن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛﻔﻠﮭﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻟﻠﻣﻠزم ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره طرﻓﺎ ﻋﺎدﯾﺎ وﻣﺟردا ﻣن أي ﺳﻠطﺔ
وﻟﮭذا ﻓﺈن اﻟﻘﺿﺎء ﯾﻛﻔل ﻟﻠﻣﻠزم ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﻣﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل طﺑﯾﻌﺔ اﻟدﻋوى
178
وذﻟك ﺑﺎﻟﻧظر ﻟﻣوﺿوﻋﮭﺎ وﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻛدﻋوى ﻗﺿﺎء اﻟﺷﺎﻣل ﻓﻲ اﻷﺻل
اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻓﯾﮭﺎ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌدى اﻹﻟﻐﺎء إﻟﻰ ﺗﻌدﯾل اﻟﻘرار اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ واﺳﺗﺑداﻟﮫ أو إﺻدار أواﻣر
ﻟﻺدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ أو اﻟﺣﻠول ﻣﺣﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﺿﻊ اﻟﺿرﯾﺑﻲ واﻟﻣراﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻟﻸطراف ،واﺳﺗﺛﻧﺎءا ﻛدﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﺑﺳﺑب اﻟﺷطط ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر
ﺑﻘرارات إدارﯾﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻧﻔﺻﺎل ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ رﺑط اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،179واﻟﻘﺿﺎء اﻹداري وھو ﯾﺗدﺧل
ﻟﻠﺑت ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﯾﻠﻌب دورا ﺗﻔﺳﯾرﯾﺎ ﻟﻠﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻓﮭو ﯾﺷﻛل ﻣﺻدرا ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ.
ﻓﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺻﺎرﻣﺔ ﻟﻣدى اﺣﺗرام اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻟﺧﺎﺿﻊ
ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺧﻼل ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء ،ﻋﻣل اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﺳﯾس ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻘواﻋد اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻠطﯾف واﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣدة اﻹﺟراءات اﻟﻣﺳطرﯾﺔ ،وﻣﺳﺗﺣﺿرا ﻓﻲ ذﻟك
_177ﻋﺑد اﻟﻣﻌطﻲ )اﻟﻘﺎدوري(" :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ" ،ﻧدوة" :اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري
وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي" ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘروﯾﯾن ﻣﻧﺷورات ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ أﻛﺎدﯾر ،ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻧدوات وﻣﺣﺎﺿرات ،1ﻣﻧﻌﻘدة ﯾوم
17ﻣﺎي ،1996ص .78
_178أﺳﻣﺎء )أﺑو اﻟرﺿﺎ( :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص وﺣدة اﻟﻘواﻧﯾن اﻹﺟراﺋﯾﺔ واﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﯾﺎض ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
–ﻣراﻛش ،-اﻟﺳﻧﺔ .2011/2010
_179ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص
96و .97
84
اﻟدور اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹداري وھو ﯾﻧظم اﻟدﻋوى ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻔﺻل 32ﻣن ق م م آﺧذا
ﻟم ﯾرﺗﺑط وﺟود اﻟدﻋوى اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﺈﺣداث اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ،ﺑل ﻛﺎﻧت ھذه اﻟدﻋوى
ﻣﻌروﻓﺔ ﻣن ﻗﺑل ،إﻻ أن إﺣداث اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ أﻋطﻰ ﻟﻠدﻋوى اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ أﺑﻌﺎدھﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ وﺳﺎھم إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻟﺗوازن ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﯾن اﻹدارة واﻟﻣﻠزم ،ﻓدور
اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑوﺟﮫ ﺧﺎص واﻹداري ﻋﻣوﻣﺎ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺣدودا ،ﻧظرا ﻟﻛوﻧﮫ ﻻ
ﯾﮭﺗم إﻻ ﺑﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗﺻدي ﻟﻛل ﻣﺎ ﻗد ﯾﺣدث ﻓﻲ ﻛل ﻧزاع
ﻋﻠﻰ ﺣدة ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺑﻘﻰ ﻟﻼﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﺄوﯾل اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
وﺗﺣدﯾد ﻣﺿﻣوﻧﮭﺎ وﺳد ﺛﻐراﺗﮭﺎ ،181وھو ﻣﺎ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري وﻣن ﺧﻼﻟﮫ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻗﺎﻧون ﻗﺿﺎﺋﻲ .ھذا ﻣﺎ ﻋﺑر ﻋﻧﮫ اﻟﻔﻘﯾﮫ اﻟﻔرﻧﺳﻲ "ﺟورج ﻓﯾدﯾل
"George Vedelاﻟذي اﻋﺗﺑر أن اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﺑﻔرﻧﺳﺎ ﺗﻌود ﻗﯾﻣﺗﮫ إﻟﻰ ﻛوﻧﮫ ﻗد ﺗم
وﻗد ﺟرى اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺳط رﻗﺎﺑﺔ أوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟواﻧب اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ،
ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻣراﻗﺑﺔ ﻣدى ﺳﻼﻣﺔ اﻟدﻋوى ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل ،إذ أن أي إﺧﻼل ﺑﺎﻟﺟواﻧب اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ
ﻟﻠدﻋوى اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮫ ﻋدم ﻗﺑول اﻟدﻋوى ﺷﻛﻼ ،دون اﻟوﻟوج ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ ﺟوھر
اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟدﻓوع اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟطرﻓﻲ اﻟﻧزاع.
ﺿﻣﺎﻧﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻛرﺳﮭﺎ اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ واﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﺳﺎطر رﺑط اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺧﻼل ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻷﺳﺎس اﻟﺿرﯾﺑﻲ.184
وھذا ﻣﺎ ﻋﺑر ﻋﻧﮫ أﺳﺗﺎذﻧﺎ ﻣﺣﻣد ﻗﺻري ﻓﻲ ﻣؤﻟﻔﮫ ،185ﺣﯾث اﻋﺗﺑر" :أن اﻟﻌداﻟﺔ
اﻹدارﯾﺔ ﻻ ﺗﺗﺣﻘق ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﺧﯾر إﻻ إذا ﺟﻣﻌت ﺑﯾن اﻟﺗﺑﺳﯾط وﺳرﻋﺔ اﻹﺟراءات وﺿﻣﺎن
اﻟﺣﻘوق".
وﺗﺗﻣﺛل ھذه اﻟﺷﻛﻠﯾﺎت ﻓﻲ آﺟﺎل رﻓﻊ اﻟدﻋوى أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء )اﻟﻔرع اﻷول( ،واﻟﺷﻛﻠﯾﺎت
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﻘﺎل اﻟطﻌن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وأطراف اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﺗظﻠم اﻹداري )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
إن اﻟﻘﺿﺎء ﺣرﯾص ﻛل اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﺣﺗرام اﻟﻣﺳطرة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻛﯾﻔﻣﺎ ﻛﺎﻧت
ﻣرﺣﻠﺗﮭﺎ ،وأﻣﺎم أي ﺟﮭﺔ ،إدارﯾﺔ ﻛﺎﻧت أم ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ .ﻓﮭو ﺻﺎرم ﻓﻲ اﺣﺗرام اﻵﺟﺎل اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ
اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﺳواء ﻣن طرف اﻹدارة أو ﻣن طرف اﻟﻣﻠزم ،ﻓﯾﻧﮭﺞ ﻓﻲ ﻣواﻗﻔﮫ ھذه إﻋﻣﺎل
_183ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ" ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص
.99
_184ﻋﺑد اﻟﺣق )ﻋﻣﯾﻣﻲ( :أﺣﻛﺎم اﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل
اﻟدﻛﺗوراه ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أﻛدال –اﻟرﺑﺎط ،-ﺳﻧﺔ
،2013/2012ص .209
_185ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ" ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص
.99
86
اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺿﯾق ﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن أي ﺗﻘدﯾم ﻟدﻋوى ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣن طرف
اﻟﻣﻠزم ﺧﺎرج اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد أو ﻗﺑل أواﻧﮫ ﯾؤدي ﺑﺎﻟﺿرورة إﻟﻰ رﻓض اﻟدﻋوى ،186وﻗد ﺣدد
اﻟﻣﺷرع ھذا اﻷﺟل ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺳﺗﯾن ) (60ﯾوﻣﺎ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﻘررات
اﻟﺻﺎدرة اﻟﻠﺟﺎن ،187وﯾﺗﻘﻠص ھذا اﻷﺟل إﻟﻰ ﺛﻼﺛﯾن ) (30ﯾوﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻠزم ﻣطﺎﻟﺑﺔ
إﻟﻰ اﻹدارة ﺑداﯾﺔ ﻣن اﻟﯾوم اﻟﻣواﻟﻲ ﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺟواب ﻋن اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺟواب
اﻹدارة ﺧﻼل أﺟل ﺛﻼﺛﺔ ) (3أﺷﮭر اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻘدﯾم اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ،ﯾﺗم رﻓﻊ اﻟﻧزاع داﺧل أﺟل
اﻟﺛﻼﺛﯾن ) (30ﯾوﻣﺎ اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻧﺻرام أﺟل اﻟﺟواب ،188وھذا ﻣﺎ أﻛدﺗﮫ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﻘد اﺳﺗﻘر اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺻﯾﻠﺔ ﻣﮭﻣﺔ ﻣن
اﺟﺗﮭﺎداﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺑول دﻋوى اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ رﺑط اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ ،ﺣﺗﻰ وﻟو
ﻗدﻣت ﻗﺑل أواﻧﮭﺎ )اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ( ،أو ﺑﻌد أن ﯾﻛون اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻗد اﻧﺻرم وﻟم ﯾرﻓﻊ اﻟﻣﻠزم
ﻧزاﻋﮫ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء )اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ(.
وﻋﻠﯾﮫ ،ﺳﻧﺣﺎول إﺑراز ﻣﻌﺎﻟم اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟطﻌن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣن
ﺣﯾث آﺟﺎل رﻓﻊ دﻋوى اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ اﻟوﻋﺎء.
_186ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺑﺎط ﻋدد 522اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2014/02/05ﻣﻠف ﻋدد .9/13/529
"وﺣﯾث إن اﻟﺛﺎﺑت ﻣن وﺛﺎﺋق اﻟﻣﻠف اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻌﻼ ﺗوﺻل ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2008/09/24
وأﻧﮫ ﺗﻘدم إﻟﻰ اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﺗظﻠم إداري ﺗوﺻﻠت ﺑﮫ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،2008/09/29إﻻ أﻧﮫ واﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻌدم ﺟواﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ ھذا
اﻟﺗظﻠم ﻟم ﯾﺗﻘدم ﺑدﻋواه إﻻ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2010/04/19أي ﺑﻌد ﻓوات اﻷﺟل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 243ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠﺿراﺋب اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺟواب اﻹدارة داﺧل أﺟل اﻟﺳﺗﺔ أﺷﮭر اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ،ﺟﺎز ﻟﻠﻣﻠزم
ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ رﻓﻊ طﻠب إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ داﺧل أﺟل اﻟﺛﻼﺛﯾن ﯾوﻣﺎ اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻧﺻرام أﺟل اﻟﺟواب ،ﻣﻣﺎ
ﺗﺑﻘﻰ ﻣﻌﮫ دﻋوى اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف )اﻟﻣدﻋﻲ( ﺣﻠﯾﻔﺔ ﻋدم اﻟﻘﺑول ﻟﺗﻘدﯾﻣﮭﺎ ﺧﺎرج اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﺣﻛم اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻟﻣﺎ ﻧﺣﺎ ﻏﯾر ھذا
اﻟﻣﻧﺣﻰ ﻣﺟﺎﻧﺑﺎ ﻟﻠﺻواب وواﺟب اﻹﻟﻐﺎء".
_187اﻟﻣﺎدة 242ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب.
_188اﻟﻣﺎدة 243ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب.
87
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻗﺑول اﻟدﻋوى ﺷﻛﻼ وﻟو ﻗدﻣت ﻗﺑل اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟرﻓﻌﮭﺎ
ﻗﺿﺎءا
ﻟﻘد اﺳﺗﻘر اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻋﻠﻰ اﻟﻘول أن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟطﻌن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻗﺑل ﺟواب
اﻹدارة واﻧﻘﺿﺎء اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻟﺟواﺑﮭﺎ وھو ﺛﻼﺛﺔ أﺷﮭر اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻘدﯾم اﻟﺷﻛﺎﯾﺔ أﺛﻧﺎء
ﺳﯾر اﻟدﻋوى ﻻ ﺗﺄﺛﯾر ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻗﺑول اﻟدﻋوى ،ذﻟك أن اﻹدارة ﺑﺟواﺑﮭﺎ ﺧﻼل اﻟﻣﺳطرة
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﻛون ﻗد ﺣددت ﻣوﻗﻔﮭﺎ ﻣن ﺷﻛﺎﯾﺔ اﻟطﺎﻋن ،وذﻟك ﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻗد أﺻﺑﺣت
وﻗد أﺻﺑﺣت ھذه اﻟﻘﺎﻋدة ﻣﺗواﺗرة ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ وﻛذﻟك اﻟﻐرﻓﺔ
اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ –ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ ،-وھو ﻣﺎ أﻛدﺗﮫ ھذه اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ ﻗرار ﻟﮭﺎ
ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :190ﺣﯾث ﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣن اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣذﻛورة اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻧﺎزع ﻓﯾﮭﺎ إدارة اﻟﺿراﺋب،
أﻧﮭﺎ ﺗﺷﻛل ﺗظﻠﻣﺎ ﺑﺎﻟﻣﻔﮭوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل ،وھﻲ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ
أن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺣرﯾرھﺎ ھو ،1999-03-22وأن ﺧﺎﺗم إدارة اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ -24
1999-03وﻗدم دﻋواه اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﺑﻌد ذﻟك ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1999-04-20وﻻ ﺗﺄﺛﯾر ﻟﻌدم
اﻧﺗظﺎره ﻣرور اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻟﺟواب إدارة اﻟﺿراﺋب طﺎﻟﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺗﻣﺳﻛت ﻓﻲ ﺟواﺑﮭﺎ أﻣﺎم
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﻧﺎزع ﻓﯾﮭﺎ ،وﺟددت ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ
ﻓﯾﻛون اﻟﻣدﻋﻲ ﻗد ﺳﻠك ﻣﺳطرة اﻟﺗظﻠم وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون ،زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﺗوﻓر دﻋواه ﻋﻠﻰ ﻛل
اﻟﺷروط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻘﺑوﻟﮭﺎ ﺷﻛﻼ".
وﻗد أﻛدت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻹدارﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻲ ﻗرارھﺎ ﻋدد 322
ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2008-07-09ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :ﺣﯾث ﺗﻌﯾب اﻟﻣﺳﺗﺄﻧﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟدرﺟﺔ
اﻷوﻟﻰ ﻛوﻧﮭﺎ ﻗﺑﻠت اﻟدﻋوى رﻏم ﺗﻘدﯾﻣﮭﺎ ﻗﺑل اﻧﺻرام اﻷﺟل اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻺدارة.
_189ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ" ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص
.100
_190ﻗرار ﻋدد 21ﻣؤرخ ﻓﻲ 2000/10/05ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد ،1999/1/4/1263أورده:
ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ" ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .301
88
وﺣﯾث ﻟﺋن ﻛﺎﻧت اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن ﺳن اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ ھﻲ ﺗﻣﻛﯾن
اﻹدارة ﻣن ﻣراﺟﻌﺔ ﻣوﻗﻔﮭﺎ وﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء إﯾﺟﺎد ﺣل ودي ﻟﻠﻧزاع ﻗﺑل ﻋرﺿﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء
ﻓﺈﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣذﻛرات اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮭﺎ ﻣن طرف إدارة اﻟﺿراﺋب ،ﯾﺗﺿﺢ أن ھذه اﻷﺧﯾرة
ﻧﺎﻗﺷت ﻣوﺿوع اﻟدﻋوى وﺑﺳطت أوﺟﮫ دﻓﺎﻋﮭﺎ ،ﻣﻠﺗﻣﺳﺔ رد اﻟطﻠب وھو ﻣﺎ ﯾﻌد ﻣن ﺟﺎﻧﺑﮭﺎ
ﺗﻌﺑﯾرا ﺻرﯾﺣﺎ ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻗﺑول ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاع وﻓﻘﺎ ﻟﻠطرق اﻟﻣوﻣﺄ إﻟﯾﮭﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺎ
191
ﻋدﯾم اﻟﺟدوى ﺗﻣﺳﻛت ﺑﮫ ﻣن ﺧرق ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة 36ﻣن ﻛﺗﺎب اﻟﻣﺳﺎطر اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ
اﻟﺟدﯾر ذﻛره ﺑﮭذا اﻟﺧﺻوص ،أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻗد ﻗﻠص ﻣن أﺟل ﺟواب
اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﺗظﻠﻣﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻌﻣوﻻ ﺑﮫ ﻗﺑل دﺧول ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ رﻗم
ﻟﻺدارة ﺑﻣوﺟب اﻟﺗﻌدﯾل اﻷﺧﯾر ﻟﻠﻣﺎدة 235ﻣن م ع ض أﺟل ﺛﻼﺛﺔ ) (3أﺷﮭر ﺑدل ﺳﺗﺔ )(6
أﺷﮭر ﻟﻠﺟواب ،وإﻻ اﻋﺗﺑر ﺳﻛوﺗﮭﺎ ﺧﻼل اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ رﻓض ﺿﻣﻧﻲ ﻟﻠطﻠب ﯾﺣق
ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ ﺧﻼ اﻟﺷﮭر اﻟﻣواﻟﻲ ﻻﻧﺗﮭﺎء أﺟل ﺟواب اﻹدارة واﻟﻣﺣدد ﺣﺎﻟﯾﺎ
ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﮭر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻘدﯾم اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ،وﻣن ﺷﺄن ﺗﻘﻠﯾص ھذا اﻷﺟل ﺗﺳرﯾﻊ وﺛﯾرة ﺗﺳوﯾﺔ
اﻟﻣﻠﻔﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺳواء أﻣﺎم اﻹدارة أو أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ،وھو ﻣﺎ ﯾﺣﻘق اﻣﺗﯾﺎز ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ
ﻻﺳﺗﻘرار أوﺿﺎﻋﮫ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻋدم اﻧﺗظﺎر رد اﻹدارة ﻟﻣدة طوﯾﻠﺔ ﻣﺎدام أن اﻟﻣﻠزم أﺻﺑﺢ ﯾﻠﺟﺄ
ﻟرﻓﻊ دﻋواه إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﺣﺗﻰ ﻗﺑل اﻧﻘﺿﺎء أﺟل ﺟواب اﻹدارة ﻛﻣﺎ ﻣر ﻣﻌﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
ﻛﻣﺎ ﻧﺷﯾر ھﻧﺎ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ أﺧرى ﻗﺑل اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻧظر ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺛﺑوت ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻠزم
ﻟﺷﻛﺎﯾﺗﮫ ﺧﺎرج اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺗﻘدﯾﻣﮭﺎ واﻟﻣﺣدد –ﺣﺎﻟﯾﺎ -ﻓﻲ ﺛﻼث ) (3أﺷﮭر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ
اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻛﻣﺎ ھو ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 235ﻣن م ع ض ،وﻣﻊ ذﻟك
_191ﺣﻠت ﻣﺣﻠﮭﺎ اﻟﻣﺎدة 235ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب ﺑداﯾﺔ ﻣن ﺳﻧﺔ .2007
_192ظﮭﯾر ﺷرﯾف رﻗم 1.15.150ﺻﺎدر ﻓﻲ 7رﺑﯾﻊ اﻷول 19) 1437دﯾﺳﻣﺑر (2015ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ رﻗم
70.15ﻟﻠﺳﻧﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،2016ج ر ﻋدد 9 – 6423رﺑﯾﻊ اﻷول 21) 1437دﯾﺳﻣﺑر .(2015
89
ﺗﺟﯾﺑﮫ اﻹدارة ﻋن ﻣوﺿوع ﺷﻛﺎﯾﺗﮫ ﻓﯾﻌﻣد إﻟﻰ رﻓﻊ ﻣﻧﺎزﻋﺗﮫ ﺣوﻟﮭﺎ داﺧل أﺟل ﺷﮭر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ
اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ.
ردا ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻋﺗﺑر اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري أن طﻌﻧﮫ ﻣﻘﺑول ﺷﻛﻼ ﻟﺗﻘدﯾﻣﮫ وﻓق اﻟﺷروط
واﻵﺟﺎل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟطﻌن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،إذ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻺدارة ﻓﻲ ھﺎﺗﮫ اﻟﺣﺎﻟﺔ أن ﺗﺣﺗﺞ
ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣدﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺧرق اﻟﻣذﻛور ﻣﺎدام أﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﺗﻣﺳك ﺑﮫ ﻓﻲ ﻣﻌرض ﺟواﺑﮭﺎ ﻋن
193
اﻟذي ﻗﺿﻰ ﺑﺄﻧﮫ" :ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻺدارة أن رﻓض اﻟﺷﻛﺎﯾﺔ ،وھو ﻣﺎ أﻗره ﺣﻛم إدارﯾﺔ وﺟدة
ﺗﺣﺗﺞ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟطﺎﻋن ﺑﻌدم ﺗﻘدﯾم ﺷﻛﺎﯾﺗﮫ داﺧل اﻵﺟﺎل اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻣﺎدام أﻧﮭﺎ ﻟم
ﺗﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺧرق اﻟﺷﻛﻠﻲ اﻟﻣذﻛور ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﺟواب ﻋن ﻣوﺿوع اﻟﺷﻛﺎﯾﺔ ،وأن ﺟواﺑﮭﺎ ﻋن
ﻣوﺿوع ﺗﻠك اﻟﺷﻛﺎﯾﺔ دون إﺛﺎرة ﺧرق اﻷﺟل اﻟﻣذﻛور ﺑﻣﻧﻌﮭﺎ ﻣن اﻟﺗﻣﺳك ﺑﮫ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ
اﻟﻧزاع اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ".
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻗﺑول اﻟدﻋوى ﺷﻛﻼ وﻟو رﻓﻌت ﺧﺎرج اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟرﻓﻌﮭﺎ
ﻗﺿﺎءا
إذا ﻛﺎﻧت ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة 235ﻣن م ع ض ﺗﺣدد ﺑدﻗﺔ أﺟل ﺟواب اﻹدارة ﻋﻠﻰ
ﺷﻛﺎﯾﺔ اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ) (3أﺷﮭر ﺗﺑﺗدأ ﻣن اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺛﺑت ﻟﺗوﺟﯾﮫ ﻣطﺎﻟﺑﺗﮫ
ﻟﻺدارة ،ﻓﺈﻧﮫ وﻣﻊ ذﻟك ﻗد ﻻ ﺗﺟﯾب اﻹدارة ﺑﺻﻔﺔ ﻧﮭﺎﺋﯾﺔ أو أﻧﮭﺎ ﻗد ﺗﺟﯾب ﻓﻲ وﻗت ﻻﺣق
ﻋﻠﻰ ﻣﺿﻲ اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻟﮭﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻛﺄﺟل أﻗﺻﻰ ﻟدراﺳﺔ اﻟﺷﻛﺎﯾﺔ واﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻧﮭﺎ ،ﻓﺑﺧﺻوص
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ أي ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻠﺗزم اﻹدارة اﻟﺻﻣت طوال اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻟﺟواﺑﮭﺎ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع
أﺟﺎز ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ رﻓﻊ دﻋواه إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻣﻛﺎﻧﯾﺎ داﺧل
اﻟﺷﮭر اﻟﻣواﻟﻲ ﻻﻧﻘﺿﺎء أﺟل اﻟﺟواب وھو اﻟﺷﮭر اﻟراﺑﻊ اﻟﻣواﻟﻲ ﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻘدﯾم اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ،وﻛل
ﺗﺟﺎوز ﻟﮭذا اﻷﺟل ﯾرﺗب ﻋدم ﻗﺑول اﻟدﻋوى ﺷﻛﻼ ﻟﺗﻘدﯾﻣﮭﺎ ﺧﺎرج اﻷﺟل.194
ﻻ ﺗﺟﯾﺑﮫ ﻋن ﺗﻠك اﻟﺷﻛﺎﯾﺔ ،195وﻋﻧد رﻓﻊ اﻟﻧزاع إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﺗﺛﯾر ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺗﮫ اﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم
ﻗﺑول اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﺷﻛﻼ ﻟﻌدم اﺣﺗرام أﺟل اﻟطﻌن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣﺣدد ﺑﺎﻟﻣﺎدة 235ﻣن م ع ض.
ﺗﺻدﯾﺎ ﻟﮭذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ذھب اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ –ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ -إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺄن ﻣطﺎﻟﺑﺔ
إدارة اﻟﺿراﺋب ﻟﻠﻣﺷﺗﻛﻲ ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ ﻟﺷﻛﺎﯾﺗﮫ ﯾﻔﺗﺢ ﻟﮫ أﺟﻼ ﺟدﯾدا ﻻﺣﺗﺳﺎب أﺟل رﻓﻊ
اﻟطﻌن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،وﻗﺿﻰ ﺑﻘﺑول اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم داﺧل اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن أﺟل
وﯾﺑرز اﻟوﺟﮫ اﻵﺧر ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى آﺟﺎل رﻓﻊ اﻟدﻋوى ﻓﻲ
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﺎطﺄ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ ﺟواﺑﮭﺎ ﻋن ﺷﻛﺎﯾﺔ اﻟطﺎﻋن إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎء اﻷﺟل
اﻟﻣﺣدد ﻟﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺟواب اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة 235-ﻣن م ع ض ،-ﻓﻲ ھﺎﺗﮫ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ
ﯾﺗردد اﻟﻘﺿﺎء ﺑﻘﺑول اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﺣﺳب ﺗوﺟﮫ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،ﺣﯾث ذھﺑت ﻏرﻓﺗﮫ اﻹدارﯾﺔ
وھﻲ ﺗﻠﻐﻲ ﺣﻛم إدارﯾﺔ ﻓﺎس اﻟﺗﻲ ﻗﺿت ﺑﻌدم ﻗﺑول اﻟطﻌن ﻟﺗﻘدﯾﻣﮫ ﺧﺎرج أﺟل اﻟﺳﺑﻌﺔ أﺷﮭر
–ﺳﺑﻌﺔ أﺷﮭر ﺳﺎﺑﻘﺎ /ﺣﺎﻟﯾﺎ أرﺑﻌﺔ أﺷﮭر -اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻘدﯾم اﻟﺷﻛﺎﯾﺔ ،ﺑﻌدﻣﺎ أن ﻛﺎن اﻟطﺎﻋن
ﻗد ﺗوﺻل ﺑﻘرار رﻓض ﺷﻛﺎﯾﺗﮫ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ﻻﺣق وﻋﻠﻰ إﺛر ذﻟك ﺗﻘدم ﺑطﻌن ﺣول ﻗرار اﻟرﻓض
داﺧل أﺟل ﺷﮭر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ إﯾﺎه ،ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ھذا ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :197ﻟﻛن
ﺣﯾث إن ﻗرﯾﻧﺔ اﻟرﻓض اﻟﺿﻣﻧﻲ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺳﻛوت إدارة اﻟﺿراﺋب ﺳﺗﺔ ﺷﮭور ﻣن
ﺗوﺻﻠﮭﺎ ﺑﺎﻟﺗظﻠم ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻣﺎدة 114ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 17.89ﺣول اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ
_195ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ" ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص
.101
_196ﻗرار اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻋدد 482ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد 635/4/2/4ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2004-02-04أورده:
ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ" ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .101
_197ﻗرار اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻋدد 39ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻹداري ﻋدد 2002/1/4/1638ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،2004/01/15أورده:
ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ" ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 313
91
اﻟدﺧل واﻟﻧﺻوص اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﮫ ھﻲ ﻗرﯾﻧﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣطﺎﻟب ﺑﺄداء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺣﺗﻰ
ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ ﻣن ﻣوﻗف إدارة اﻟﺿراﺋب ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟذي ﻗدره اﻟﻣﺷرع أﻣﺎ إذا ﻣﺎ ارﺗﺄت
إدارة اﻟﺿراﺋب ﺗﺣﻘﯾق ھذه اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ ﻋن طرﯾق اﻟرﻓض اﻟﺻرﯾﺢ ﺑﻌد أن ﯾﻛون اﻷﺟل ﻗد
اﻧﺗﮭﻰ وﻟم ﺗﺑد ﻓﻲ رﻓﺿﮭﺎ اﻟﺻرﯾﺢ ﻣﺎ ﯾﻔﯾد أﻧﮫ ﻣﺟرد ﺗﺄﻛﯾد ﻷي رﻓض ﺳﺎﺑق ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺷﺄن
ﻓﻲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ ﻓﻼ ﻣﺟﺎل ﻟﺣﺳﺎب أﺟل اﻟطﻌن اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس رﻓض ﻟﯾس ﻟﮫ ﻣﺣل وأن
اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف وﻣﺎ ﻗﺿﻰ ﺑﺧﻼف ذﻟك ﯾﻛون ﻗد ﻣس ﺑﺈﺣدى اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘررت ﻟﺻﺎﻟﺢ
ﻣن ﻓرﺿت ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺿرﯾﺑﺔ".
وﻗد أﻛدت اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ھذا اﻻﺟﺗﮭﺎد ﻓﻲ ﻗرار ﻻﺣق ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1982004-08-07ﺟﺎء
ﻓﻲ ﺣﯾﺛﯾﺎﺗﮫ" :ﺣﯾث ﻟﺋن ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺎدة 114ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧظم ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل
ﺗوﺟب ﺗﻘدﯾم ﺗظﻠم إداري ﯾﺳﺑق اﻟطﻌن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﺟب ﻣﻣﺎرﺳﺗﮫ داﺧل آﺟﺎل ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن
ﺟواب اﻹدارة ﻋﻠﻰ اﻟﺗظﻠم ،ﻓﺈن اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ أﻋﻼه ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺄن
ﺗﻘدﯾم اﻟطﻌن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﯾﻛون داﺧل اﻟﺷﮭر اﻟﻣواﻟﻲ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻹدارة ﻗرارھﺎ ﺑﺎﻟرﻓض
إﻟﻰ اﻟﻣﺗظﻠم وﺣﯾث إن طﻌن اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ ﺟواب ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺿراﺋب
اﻟﺟﮭوﯾﺔ ﺑﻔﺎس اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ 1999-11-23اﻟﻣرﻓق ﺑﺎﻟﻣﻠف ،وھو اﻟﺟواب اﻟﻣﺗﺿﻣن
ﻟرﻓض اﻟﺗظﻠم ﻓﻲ اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺗﻧﺎزع ﻓﯾﮭﺎ وﻻ دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ ھذا اﻟﺟواب ،ﻓﻛﺎن
اﻟطﻌن اﻟﻣﻘدم ﻟذﻟك ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1999-12-18واﻗﻌﺎ داﺧل اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ وﻟم ﯾﻛن اﻟﺣﻛم
اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻋﻠﻰ ﺻواب ﻋﻧدﻣﺎ اﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗظﻠم ﻟﺣﺳﺎب أﺟل اﻟطﻌن رﻏم ﺟواب
اﻹدارة اﻟذي ﻟم ﯾﺗﺿﻣن أي ﺗﺣﻔظ ﺑوﺟود أي رﻓض ﺳﺎﺑق ﻋﻠﻰ رﻓﺿﮭﺎ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ".
ھﻛذا إذا ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ ﺑﺄن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ وﻣن ﻓوﻗﮭﺎ اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض
أﻗروا ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺟﻣود اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻵﺟﺎل رﻓﻊ اﻟدﻋوى ،ﻟﺗﺣﻔظ ﻗدر اﻹﻣﻛﺎن ﺣق اﻟﻣﻠزم ﻓﻲ أھم ﺿﻣﺎﻧﺔ وھﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ
ﻓﻲ ﻗرارات اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ،ﻓﻠو ﺗﺷدد اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﺣرﻓﻲ
_198ﻗرار اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻋدد 1150ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻹداري ﻋدد 2001/1/4/1202ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،2004/8/7ﻣﻧﺷورات
ﻣﺟﻠﺔ دﻓﺎﺗر اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،ﻋدد ،2005/9ص .12
92
ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 235ﻣن م ع ض ﻟﻣﺎ اﻧﺗﮭﻰ إﻟﻰ ﺑﺳط رﻗﺎﺑﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧﻼﻓﺎت
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط اﻟﺿرﯾﺑﺔ.
ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻧﺟد ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﺎ ﯾﻔﯾد ﻋدم ﻗﺑول اﻟطﻠب ﻣﺎدام اﻟﻧزاع ﻻزال ﻟم
ﯾﺳﺗﻧﻔذ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟطﻌن أﻣﺎم اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،ﻧذﻛر ﺑﺎﻷﺧص ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض
ﻋدد 97اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 30ﯾﻧﺎﯾر 2014ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻹداري ﻋدد 2012/2/4/2127
ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﻧطوﻗﮫ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :إن اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ إذا اﺧﺗﺎر ﻋرض اﻟﻧزاع ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﺎن
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء دون اﺳﺗﻧﻔﺎد ﻣﺳطرة اﻟﻠﺟﺎن ﺑﺻدور ﻗرار ﻋﻧﮭﺎ،
واﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﻣﺎ ﺛﺑت ﻟﮭﺎ أن اﻟﻧزاع ﻛﺎن ﻣﻌروﺿﺎ أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌون
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﻗت ﺗﻘدﯾم اﻟدﻋوى وﻗﺿت ﺑﻌدم ﻗﺑول اﻟطﻠب ،ﺗﻛون ﻗد طﺑﻘت اﻟﻘﺎﻧون وﻟم ﺗﻛن
ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺎﻟﺟواب ﻋﻣﺎ أﺛﯾر ﺑﺷﺄن أن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﯾﻌﺗﺑر ﺗﻧﺎزﻻ ﻋن ﻣﺳطرة اﻟﻠﺟﺎن
طﺎﻟﻣﺎ أن ھﻧﺎك ﻗرارا ﺻدر ﻋن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وأﻧﮫ ﺗم اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ
ﯾﺳﺗوﺟب اﻧﺗظﺎر اﺳﺗﻧﻔﺎد اﻟﻣﺳطرة ﻟﻐﺎﯾﺗﮭﺎ اﺳﺗﺑﻌﺎدا ﻟﻛل ﺗﻧﺎﻗض ﺑﯾن ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﻘرر
اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮫ وﻣﺎ ﻗد ﯾﺻدر ﻋن اﻟﻘﺿﺎء ﻣن أﺣﻛﺎم".
ﯾﺑﻘﻰ ﻟﮭذا اﻟﺗوﺟﮫ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﯾﺟﺎﺑﯾﺎﺗﮫ ﻣن ﺣﯾث ﺗﻣﻛﯾن اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﻔﺎدة
ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻔﺎﺋدﺗﮫ وﻟﻐﺎﯾﺔ ﻧﮭﺎﯾﺗﮭﺎ.
إن ﺗﺄﻛﯾد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ إﻟزاﻣﯾﺔ اﻟطﻌن اﻹداري ﻗﺑل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟم ﯾﺛﻧﻲ
اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻣن ﻗﺑول ﺑﻌض اﻟطﻌون ﻓﻲ اﻟوﻋﺎء اﻟﻣرﻓوﻋﺔ إﻟﯾﮫ ﺣﺗﻰ ﻣﻊ ﺛﺑوت ﻋدم
اﺣﺗرام اﻟﻣﻠزم ﻟﮭذا اﻹﺟراء اﻟﺷﻛﻠﻲ اﻟﺿروري ﻟﻘﺑول اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻗﺿﺎءا ،وﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﯾﻣﺛل
ھذا اﻻﺟﺗﮭﺎد اﺳﺗﺛﻧﺎءا ﻣن اﻷﺻل ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻗد رﺳﺦ ﻗﺎﻋدة إﻟزاﻣﯾﺔ اﻟﺗظﻠم
اﻹداري ﻟﻣﺎ ﯾﺣﻘﻘﮫ ھذا اﻹﺟراء ﻣن اﯾﺟﺎﺑﯾﺎت ﻟﻠﻣﻠزم وﻟﻺدارة ﻋﻠﻰ ﺣد اﻟﺳواء ،أھﻣﮭﺎ ﺗﻣﻛﯾن
93
اﻹدارة ﻣن ﻓرض رﻗﺎﺑﺔ ذاﺗﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘرارات اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟوﻋﺎء ،199أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﻣﻠزم ﻓﺈﻧﮫ ﯾوﻓر ﻋﻠﯾﮫ إﺟراءات طوﯾﻠﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء وﻣﻛﻠﻔﺔ ﻣﺎدﯾﺎ ،إﻻ أﻧﮫ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت
ﻗد ﯾﺟد اﻟﻘﺿﺎء ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻻ ﺗﺟﯾز اﻟﺗﻘﯾد ﺑﮭذا اﻹﺟراء اﻟﺷﻛﻠﻲ ،ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻛﻣﺎ ﻟو
ﻛﺎن اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻏﯾر ﻣﺧﺎطب ﺑذﻟك اﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﻧﺎزع ﺑﺷﺄﻧﮫ )اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ(،
أو أن اﻹدارة ﻟم ﺗﺣﺗرم ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺣﮫ )اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ(.
ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻧﺣو ،ﻓﻛﻠﻣﺎ ﺳﻣﺣت اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻹﺑداع واﻻﺟﺗﮭﺎد إﻻ
وﻛرس ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﮭﻣﺔ ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺈﻋﻣﺎﻟﮫ ﻣﺑدأ اﻟﻣروﻧﺔ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق اﻟﻧﺻوص
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺗﻔﺳﯾر اﻟﺷك ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻠزم ،واﺳﺗﺑﻌﺎده ﺣﯾﻧﺎ آﺧر اﻟﺗﺄوﯾل اﻟﺿﯾق ﻟﻠﻧص اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ،
وﻣن ﺻور ھذا اﻹﺑداع واﻻﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن اﻻﻋﺗداد ﺑﺎﻟﺗظﻠم اﻟذي ﯾﻘدﻣﮫ اﻟﻣﻠزم إﻟﻰ ﺟﮭﺔ أو
ﺟﮭﺎت ﻏﯾر ﻣﺧﺗﺻﺔ 200ﻣﺎدام أن ھذه اﻷﺧﯾرة ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﮭﺎ إﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗظﻠم إﻟﻰ اﻟﺟﮭﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ
اﺳﺗﻘر اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن أﺣﻛﺎﻣﮫ وﻗراراﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ
اﻹدارﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ رﻓﻊ اﻟدﻋوى أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﻛﺷرط أﺳﺎﺳﻲ ﻟﺻﺣﺔ اﻟدﻋوى ﺷﻛﻼ ﻓﻲ
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺎزع ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﻠزم ﻓﻲ ﺻﻔﺗﮫ ﻛﻣﻠزم ﺣﻘﯾﻘﻲ ﺑﺿرﯾﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ دأب اﻟﻘﺿﺎء
ﻋﻠﻰ إﻋﻔﺎء اﻟﻣﻠزم ﻣن ﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗظﻠم اﻹداري ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﻧﻔﻲ ﻋﻧﮫ ﺻﻔﺔ ﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ھذا ﻣﺎ
_199ﻧذﻛر ﻣﺛﻼ ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻹدارﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻋدد 286ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2007/10/30ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم
2007/7/52ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :وﺣﯾث ﻛﺎﻧت اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺗظﻠم اﻹداري ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره إﺟراءا إﻟزاﻣﯾﺎ ﻻ ﺗﺳﺗﻘﯾم دﻋوى اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ
ﺑدوﻧﮫ ھﻲ ﺗﻣﻛﯾن اﻹدارة ﻣن ﻣراﺟﻌﺔ ﻣوﻗﻔﮭﺎ وﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء اﻟﺑﺣث ﻋن ﺳﺑﯾل ﻹﯾﺟﺎد ﺣل ﻟﻔض اﻟﻧزاع ﺣﺑﯾﺎ".
_200ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد 588ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2006/07/04ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻹداري ﻋدد .2003/2/4/904
_201ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد )اﻟﺻﺣراوي( :ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻟﻠﻣﻠزم ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﺗدﺑﯾر اﻟﺷﺄن اﻟﻌﺎم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ –اﻟﺳوﯾﺳﻲ -اﻟرﺑﺎط،
ﺳﻧﺔ ،2010ص .77
94
أﻛده اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗرار ﻟﮫ ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :202وﺣﯾث إﻧﮫ ﻟﺋن ﻛﺎن اﻟﻔﺻل 114ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
رﻗم 17.89اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل ﯾوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠزم ﺑﺗﻠك اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻗﺑل أن
ﯾرﻓﻊ دﻋواه إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﯾﺗظﻠم ﻟدى ﻣدﯾر اﻟﺿراﺋب وﻓﻘﺎ ﻟﻺﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺣددھﺎ اﻟﻧص
اﻟﻣذﻛور ﻓﺈن اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﯾﻧﺎزع ﻓﻲ ﺻﻔﺗﮫ ﻛﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺧﺻوص اﻟﺳﻧوات ﻣن 1991
إﻟﻰ 1993وﻟم ﺗدل إدارة اﻟﺿراﺋب ﺑﺄي ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﺗﺻرﯾﺢ أو اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗزﻋم
أﻧﮭﺎ ﻗدﻣت إﻟﯾﮭﺎ وﻻ ﺑﻣﺎ ﯾﻔﯾد ﺳﻠوﻛﮭﺎ ﻣﺳطرة اﻟﻔرض اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻔﺻل
103ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ ،أﻣﺎ اﻟﺗظﻠم اﻟﻣﺣﺗﺞ ﺑﮫ ﻣن إدارة اﻟﺿراﺋب ﻓﯾﮭم ﺿرﯾﺑﺔ
أﺧرى اﻟرﺑﺢ اﻟﻣﮭﻧﻲ ذات اﻟﺟدول 56900641ﻓﻛﺎﻧت ﺻﻔﺔ اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﻧﺎزﻋﺎ ﻓﯾﮭﺎ
ﺟدﯾﺎ وﻻ ﻣﺣل ﻓﻲ ﻣﺛل ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﺗظﻠم ﻟدى إدارة اﻟﺿراﺋب ﺷرطﺎ ﻻزﻣﺎ ﻟﻘﺑول
اﻟطﻌن أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ."...
ﺑﻌد ھذا اﻟﻘرار اﻟذي أﺗﻰ ﺑﺷرط اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺟدﯾﺔ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ اﻟﻣﻠزم ﻟﻺﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ
اﻹدارﯾﺔ ،ﺻدر ﻗرار آﺧر ﻋن ﻧﻔس اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :203وﺣﯾث ﻟم ﺗﻘدم إدارة
اﻟﺿراﺋب دﻟﯾﻼ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻋﻠﯾﮫ أي ﻧﺷﺎط آﺧر ﻓﻲ اﻟﻌﻧوان اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﮫ
اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻓﮭو ﻏﯾر ﻣﻌﻧﻲ ﺑﻣﻘﺗﺿﯾﺎت
اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن اﻟظﮭﯾر رﻗم 1-61-442اﻟﻣﺣﺗﺞ ﺑﮫ اﻟذي ﻻ ﯾﺧﺎطب إﻻ اﻷﺷﺧﺎص
اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن واﻟﺷرﻛﺎت اﻟذﯾن ﯾﻣﺎرﺳون ﻣﮭﻧﺔ أو ﺗﺟﺎرة أو ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻟﻔﺎﺋدﺗﮭم.
_202ﻗرار اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻋدد 22اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2000/10/05ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻹداري ﻋدد 1999/1/4/1289
ﻣﻧﺷور ﺑﻘﺿﺎء اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿراﺋب واﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﻔﺗرة ﻣﺎ ﺑﯾن 1997و ،2004ﻣﺟﻠﺔ
دﻓﺎﺗر اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،ﻋدد ،2005/9ص 43وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ.
_203ﻗرار اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻋدد 588ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2006/07/04ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد 2003/2/4/904ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ
ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،ﻋدد 67ﯾﻧﺎﯾر ،2007ص .310
95
ﺑﺎﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺗﻧﺎزع ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ وﺑﮭذه اﻟﻌﻠﺔ ﯾﻛون اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻣﺻﺎدﻓﺎ ﻟﻠﺻواب ﻓﯾﻣﺎ ﻗﺿﻰ
ﺑﮫ وﻣن اﻟﻣﺗﻌﯾن ﺗﺄﻛﯾده".
ﯾﺗﺣدد اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋدة إﻟزاﻣﯾﺔ ﺳﻠوك ﻣﺳطرة اﻟطﻌن اﻹداري ﻗﺑل اﻟطﻌن
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧرق اﻹدارة ﻟﻣﺳطرة اﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ﻛﺄن ﺗﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ دون
ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﻠزم ﻣن اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﮫ واﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻣﻧﺎﻗﺷﺗﮫ ﻓﻲ إطﺎر
اﻟﻣﺳطرة اﻟﺗواﺟﮭﯾﺔ ﻗﺑل ﻓرﺿﮭﺎ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻋﻠﯾﮫ.
ھذا ﻣﺎ أﻛدﺗﮫ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻹدارﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻓﻲ ﻗرار ﻟﮭﺎ ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :وﺣﯾث إﻧﮫ
وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك وﻟﺋن ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﻋن اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻋﻠﯾﮫ ﻗﺑل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﺳﻠوك ﻣﺳطرة
اﻟﺗظﻠم اﻹداري ،ﻓﺈن ذﻟك ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣدى اﺣﺗرام اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺎطر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻋدم ﺗﻘﯾدھﺎ ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة أﻋﻼه
ﻗﺑل ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣوﺿوع اﻟطﻌن ﯾﺻﺑﺢ ﻣﻌﮫ اﻟﺗظﻠم ﺗظﻠﻣﺎ ﺟوازﯾﺎ واﻟﺗﻘﯾد ﺑﮫ ﻏﯾر ﻻزم
وﻣن ﺗم ﺗﻛون ﻣﻌﮫ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣﺛﺎرة ﺑﮭذا اﻟﺷﺄن ﻏﯾر ﻣﺟدﯾﺔ".
ھذا اﻟﺗوﺟﮫ أﻛدﺗﮫ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻓﻲ ﻗرارﯾن ﺣدﯾﺛﯾن ﺻﺎدرﯾن ﻓﻲ ﻧﻔس
اﻟﺗﺎرﯾﺦ 30ﯾﻧﺎﯾر :2014
ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ ﺑورﺣﯾم أﺣﻣد ﺿد اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب اﻟﻘرار ﻋدد 89ﻓﻲ اﻟﻣﻠف
اﻹداري ﻋدد 2012/2/4/1993ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :ﻟﻛن ،ﺣﯾث إن ﻣﺳطرة اﻟﺗظﻠم اﻹداري ﻻ
ﺗﻛون واﺟﺑﺔ إﻻ إذا ﻛﺎﻧت إدارة اﻟﺿراﺋب ﻗد ﻓرﺿت اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﺳطرة ﺳﻠﯾﻣﺔ ﺗﺗﻘﯾد
ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟﻧﺻوص اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟواﺟﺑﺔ اﻟﺗطﺑﯾق ﺣﺳب اﻷﺣوال ،وﻣن ﺟﻣﻠﺗﮭﺎ اﻟﻣﺳطرة
اﻟﺗواﺟﮭﯾﺔ .أﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﺎزﻟﺔ اﻟﺣﺎل ﻓﺈﻧﮫ ﻟم ﯾﺛﺑت أن اﻹدارة ﻗد أﺣﺎﻟت اﻟﻧزاع ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟطﻠب اﻟذي ﺗﻘدم ﺑﮫ اﻟﻣﻠزم ،واﻋﺗﺑرت ﺑﺄن اﻹﺷﻌﺎر
ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟطﻌن أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻻ أﺛر ﻟﮫ .وأن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣﻌﯾﺑﺔ
وردت اﻟدﻓﻊ اﻟﻣﺛﺎر ﺑﺷﺄن ﺧرق اﻟﻣﺎدة 235ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺳطرة
96
اﻟﺗظﻠم اﻹداري ﺗﻛون ﻗد طﺑﻘت اﻟﻘﺎﻧون ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﺳﻠﯾﻣﺎ ،وﻟم ﺗﺧرق اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺣﺗﺞ
ﺑﺧرﻗﮭﺎ وﻣﺎ ﺑﺎﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﯾر أﺳﺎس".
وﻓﻲ اﻟﻘرار اﻵﺧر ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :204ﻟﻛن ،ﺣﯾث إن اﻟﻣﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﺔ ﻓﻲ
ﻗﺿﺎء ھذه اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﻣﺳطرة اﻟﺗظﻠم اﻹداري ﻻ ﺗﻛون واﺟﺑﺔ ﻗﺑل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء إذا
ﺛﺑت أن إدارة اﻟﺿراﺋب ﺧرﻗت اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ،واﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﺻدرة اﻟﻘرار
اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮫ اﻟﺗﻲ ﺛﺑت ﻟﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل وﺛﺎﺋق اﻟﻣﻠف أن اﻹدارة ﻟم ﺗدل ﺑﻣﺎ ﯾﻔﯾد إﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ
أﻧظﺎر اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ورﺗﺑت ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻘول ﺑﻌد اﺣﺗراﻣﮭﺎ ﻟﻠﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻠﻣﻠزم وﻣن
ﺗم اﻋﺗﺑﺎره ﻏﯾر ﻣﻠزم ﺑﺳﻠوك ﻣﺳطرة اﻟﺗظﻠم اﻹداري ،ﺗﻛون ﻗد راﻋت ﻣﺟﻣل ﻣﺎ ذﻛر ﻣﺎدام
أن اﻟطﻌن أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ وإﺷﻌﺎر اﻟﻣﻠزم ﺑﺣﻘﮫ ﻓﻲ ذﻟك ﯾﻛون ﻣرھون ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻠف
ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﻋدم اﺗﺧﺎذھﺎ ﻗرارا ﺑﺷﺄﻧﮫ داﺧل 24ﺷﮭرا ھو ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗم إﺛﺑﺎﺗﮫ ﻓﻲ
اﻟﻧﺎزﻟﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﻘرار ﻏﯾر ﺧﺎرق ﻟﻠﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺣﺗﺞ ﺑﮫ وﻣﻌﻠﻼ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮫ اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ واﻟوﺳﯾﻠﺔ
ﻋﻠﻰ ﻏﯾر أﺳﺎس".
205
ﺑﺄن ھذا اﻟﺗوﺟﮫ اﻟذي ﺳﺎرت ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﺣﺎﻛم ھذا وﯾرى أﺣد اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل
اﻹدارﯾﺔ ﻏﯾر ﺳﻠﯾم ،ﻣدﻋﻣﺎ رأﯾﮫ ھذا ﺑﺄن ﺧرق اﻹدارة ﻟﻣﺳطرة اﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﺄﺗﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ
إﺧﻼل اﻟﻣﻠزم ﺑواﺟﺑﺎﺗﮫ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻋﺎدة ﻓﻲ:
وﺑذﻟك ﯾﻛون اﻟﻣﻠزم ھو اﻟﻣﺗﺳﺑب اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﺧرق ﻣﺳطرة اﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،وأن
أﻏﻠب اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻓﯾﮭﺎ اﻹدارة ﺑﺧرق ﻣﺳطرة اﻟﻔرض ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺿراﺋب اﻟﺗﺻرﯾﺣﯾﺔ،
_204ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻋدد 93اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2014/01/30ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻹداري ﻋدد .2012/2/4/1994
_205ﺑوﺑﻛر )اﻷﺑﯾض(" :اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﺗﻣﮭﯾدﯾﺔ :ﻋبء ﺛﻘﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠزم أم ﻣﺳطرة ﻧﺎﺟﻌﺔ ﻟﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ" ،اﻟﻧدوة
اﻟوطﻧﯾﺔ ﺣول ﻣوﺿوع اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ﻣﻧﺷورات دﻓﺎﺗر اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،اﻟﻌدد ،16
ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺟدﯾدة –اﻟرﺑﺎط ،2011 ،-ص .398
97
ﻧظرا ﻟﻛون اﻟﻣﻠزم ﻟم ﯾﻣﻛن اﻹدارة ﻣن ﻋﻧوان ﺻﺣﯾﺢ ﻟﻠﺗﺧﺎطب ﻣﻌﮫ ،أو ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ
أﺻﻼ ﻣن اﻟﺗﺻرﯾﺢ اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟواﺟب اﻹدﻻء ﺑﮫ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎدﯾﺔ
ﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻣﺳطرة اﻟﻔرض اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﻟﯾس ﻣن اﻟﻌدل ﻣواﺟﮭﺔ اﻹدارة ﺑﻌدم اﺣﺗرام
ﻣﺳطرة اﻟﻔرض أو اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ.
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن وﺟﺎھﺔ اﻟرأي اﻟﺳﺎﺑق ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﻛﺷف ﻋن إﺧﻼل اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ،
إﻻ أﻧﮫ وﻣﻊ اﺳﺗﻌراض اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أﻋﻼه ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﺗوﺟﮫ اﻟذي ﺳﻠﻛﮫ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري
ﻓﻲ إﻋﻔﺎء اﻟﻣﻠزم ﻣن اﻟﺗظﻠم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺟدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﺔ أو ﺧرق ﻣﺳطرة اﻟﻔرض
اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ﯾﻌد أﻗﺻﻰ ﻣظﺎھر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻏﻔﻠﮭﺎ اﻟﻣﺷرع وﺗدارﻛﮭﺎ اﻟﻘﺿﺎء ﺗرﺳﯾﺧﺎ ﻟﻣﺑدأ
اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻹﺟراﺋﻲ .ﻓﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﺳﺎغ ﻣﻧطﻘﯾﺎ ﺗﻛﻠﯾف اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﺣﺗرام
إﺟراءات اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ وﺷروطﮫ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﺗﺧرق ﻓﯾﮫ اﻹدارة اﻟﺗزاﻣﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ
ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﻔﻲ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﻠزم ﺻﻔﺗﮫ ﻛﻣﻠزم
ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ.
ﻗﺑل أن ﻧﺧﺗم ھذا اﻟﻣطﻠب ،ﻧود أن ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺳﻌﯾﮫ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠزم ﻣﻧﺣﮫ
إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺻﺣﯾﺢ ﻋﯾوب ﻣﻘﺎﻟﮫ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﺳواء ﺗﻌﻠﻘت ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ ،أو ﺑﺄداء اﻟرﺳوم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،أو
ﺑﺎﻟﺗوﺟﯾﮫ اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﻠدﻋوى )ﻗﺿﺎء اﻟﺷﺎﻣل/ﻗﺿﺎء اﻹﻟﻐﺎء( ،أو إرﻓﺎق اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻣﻘﺎل
206
ﻧورد اﻟدﻋوى ،وذﻟك ﻣﺎ أﻛدﺗﮫ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺑﺎط ﻓﻲ ﻗرار ﺣدﯾث ﻟﮭﺎ
ﺣﯾﺛﯾﺎﺗﮫ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ:
" ،...ﺣﯾث ﺻﺢ ﻣﺎ ﻧﻌﺎه اﻟﻣﺳﺗﺄﻧﻔﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ،ذﻟك ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟدرﺟﺔ
اﻷوﻟﻰ رﺗﺑت ﻋﻠﻰ ﻋدم إرﻓﺎق ﻣﻘﺎل اﻟدﻋوى ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ واﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ
اﻟﻣﺎدة 235ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب ﺟزاء اﻟﺣﻛم ﺑﻌدم ﻗﺑول اﻟطﻠب ،واﻟﺣﺎل أن
اﻟﻣﺳﺗﺄﻧﻔﯾن ﻛﻣدﻋﯾن ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ أﺷﺎرا ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﻣﻘﺎﻟﮭﻣﺎ
اﻻﻓﺗﺗﺎﺣﻲ إﻟﻰ واﻗﻌﺔ ﺗوﺟﯾﮭﮭﻣﺎ ﻣطﺎﻟﺑﺔ إﻟﻰ ﻣدﯾر اﻟﺿراﺋب ﻓﻲ ﺷﺧص اﻟﻣدﯾر اﻟﺟﮭوي
_206ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺑﺎط ﻋدد 3130اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2015/06/25ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد
.2015/7209/36
98
ﻟﻠﺿراﺋب ﺑﻌﻲ اﻟﺷق ﺣﻲ اﻟﺣﺳﻧﻲ ﺗوﺻل ﺑﮭﺎ ھذا اﻷﺧﯾر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،2013-07-01وذﻟك
ﻋﻠﻰ إﺛر ﺗوﺻﻠﮭﻣﺎ ﺑﺎﻷﻣر ﺑﺎﻻﺳﺗﺧﻼص اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮫ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺷﻛل ذﻟك ﺑداﯾﺔ ﺣﺟﺔ ﻋﻠﻰ
ﺻﺣﺔ اﺣﺗراﻣﮭﻣﺎ ﻟﻠﻣﺳطرة اﻟﻣذﻛورة وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﻌدم ﻗﺑول اﻟطﻠب
ﻗﺑل إﺷﻌﺎرھﻣﺎ ﺑﺎﻹدﻻء ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻣذﻛورة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ إﺟراءا ﺟوھرﯾﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻐﺎﺿﻲ
ﻋﻧﮫ ﻗﺑل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣطﻠوب ،وأﻧﮫ ﻟﻣﺎ أدﻟﯾﺎ ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻣن ﺗﻠك اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ
رﻓﻘﺔ ﻣﻘﺎﻟﮭﻣﺎ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻲ ،ﯾﺑﻘﻰ ﻣﻌﮫ ﻣﺎ أﺛﯾر ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن ﻣؤﺳس وﯾﺗرﺗب ﻋن ذﻟك
اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف".
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى إﺟراءات اﻟدﻋوى اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳطرة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
ﯾﻘﺻد ﺑﺈﺟراءات اﻟدﻋوى اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻣﺟﻣوع اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت واﻟﺧطوات اﻟﺗﻲ ﯾﺟب اﺣﺗراﻣﮭﺎ
أﺛﻧﺎء اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ،ﺳواء ﻣن طرف اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ أو ﻣن طرف
اﻟﻣﻠزم .وﺑﻣﺎ أن اﻟﻘﺿﺎء ﯾﻌد ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻠزم ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ ﻛل ﺗﻌﺳف أو ﺷطط
ﺻﺎدر ﻣن ﺟﺎﻧب اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﮫ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﯾﮫ ﺳﻠوك ﻋدد ﻣن اﻹﺟراءات
207
ﻓﻲ اﻟطﻌن ﻓﻲ ﺻﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﺎول اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ﺗﻌزﯾز واﺣﺗرام ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻠزم
ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﻓﻲ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ھذه اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣﻌﯾﺑﺔ.
إن اﻟﻧزاع اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ھو ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻗﺿﺎء ﺷﺎﻣل وﻗﺿﺎء إﻟﻐﺎء ،وﺟل ﻣواﺿﯾﻊ اﻟﻧزاﻋﺎت
اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻻ ﺗﺧﻠو ﻣن أﺣد اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾن إﻣﺎ اﻹﺳﻘﺎط اﻟﻛﻠﻲ أو اﻟﺟزﺋﻲ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،208ﻓﺎﻟﻣﻠزم ﯾوﺟﮫ
دﻋواه ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻣوﺿوع اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،واﻟﻔرق ﻟﯾس ﻓﻘط ﺷﻛﻠﻲ ﯾﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ أداء
اﻟرﺳوم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو ﻋدم أداﺋﮭﺎ ،ﻓﻣﺎ ﯾﻘﺻده اﻟﻣﻠزم ھو أن ﯾﺻﺑﺢ ﻣدﻋﯾﺎ ﺑﻛل ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻻ
_207ﯾوﻧس )ﻣﻠﯾﺢ( :اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺳطرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم واﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ،
اﻟﻌدد ،9ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ –اﻟرﺑﺎط ،2015 ،-ص .153
_208وﻟو أن اﻟﻣﺷرع اﺳﺗﻌﻣل ﻣﺻطﻠﺢ اﻹﻟﻐﺎء ،ﻏﯾر أﻧﮫ وﺣﺳب ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ﯾﻔﺿل اﺳﺗﻌﻣﺎل
ﻣﺻطﻠﺢ اﻹﺳﻘﺎط وﻟﯾس اﻹﻟﻐﺎء.
99
ﻣﺟرد طﺎﻋن ،وھو ﻣﺎ ﯾرﺟﺢ دﻋوى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺷﺎﻣل ﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺗﮭﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣوﺿوع وﻟﺣﺳم
اﻟﻧزاع ﻓﻲ اﻟﺟوھر.209
وﻗد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 8ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 41.90ﺑﺄن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﺗﺧﺗص ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ
اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﺗطﺑﯾق اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت
واﻟﺿراﺋب ،...أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟطﻌن ﻓﻲ ﻣﻘررات اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺛﯾرھﺎ ﻣﺳطرة
ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻷﺳﺎس اﻟﺿرﯾﺑﻲ واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺿراﺋب اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗدﺧل ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص
اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ .وﻗد ورد ﺗﻌدادھﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 33ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون وﺑﻣوﺟب اﻟﻧﺻوص
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾل ﻋﻠﯾﮭﺎ ھذه اﻟﻣﺎدة وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑـ:
اﻟﺷرﻛﺎت.
وﻣن ھذا اﻟﻣﻧطﻠق وﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدﺗﯾن 225و 226ﻣن م ع ض ،ﻓﺈن طﺑﯾﻌﺔ
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﻋن طرﯾق ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻠزم
ﺑﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ إﺛر ﻣﻘرر اﻟﻠﺟﺎن ،أي ﻓﻲ ﺟوھر اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
وﻣﺎ ﯾﺗﺻل ﺑﺗﺣدﯾد أ ُ ﺳ ُﺳﮭﺎ ﻣن ﻣﻌطﯾﺎت واﻗﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﺟوھر اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،وﻟﯾس ﻓﻲ اﻟﻣﻘرر
ذاﺗﮫ اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻠﺟﺎن ،ﻓﺎﻷﻣر ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺿﻣون ھذه اﻟﻣﻘررات ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺎﻟﻧزاع ﯾﻧﺷر
اﻟﺧﻼف ﻣن ﺟدﯾد أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﺟواﻧﺑﮫ اﻟواﻗﻌﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻌﺎ ،211وﻏﺎﯾﺔ اﻟدﻋوى ھﻲ
ﻣﻘرر اﻟﻠﺟﺎن ﻣﺟرد وﺳﯾﻠﺔ ﻹﺛﺎرة ھذا اﻟﺧﻼف ﻓﻧﻛون أﻣﺎم دﻋوى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺷﺎﻣل.212
ھذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧزاع ﻓﻲ أﺳس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻘب إﺟراء ﻣﺳطرة
اﻟﻣراﻗﺑﺔ واﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﯾﺗﻌﻠق إﻣﺎ ﺑﺎﻹﺳﻘﺎط اﻟﻛﻠﻲ أو اﻟﺟزﺋﻲ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،وأن ﻗﺿﺎء اﻹﻟﻐﺎء ﻻ
ﯾﻔﻲ ﺑﺎﻟﻐرض ﻟﻣﺣدودﯾﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ،ﻛﻣﺎ أن إﻟﻐﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ھو ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﯾس ﻣن
213
وإﻧﻣﺎ ﯾﻌود اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﯾﮫ إﻟﻰ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﻣوﺟب اﻟﻔﺻل 71 اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ
ﻣن اﻟدﺳﺗور ،214ﻛﻣﺎ أن دﻋوى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺷﺎﻣل ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘق اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن رﻓﻊ اﻟﻧزاع أﻣﺎم
اﻟﻘﺿﺎء ﺑﻌد إﺟراءات طوﯾﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﺳطرة اﻟﺗواﺟﮭﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻠزم واﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ.
وﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﻧﺟد ﺣﻛﻣﺎ ﺻﺎدرا ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻔﺎس ،اﻋﺗﺑر اﻟدﻋﺎوى
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ دﻋوى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺷﺎﻣل ﺣﯾث ﻗﺿﻰ 215ﺑـ" :إن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺳواء
ﻣﺎ ارﺗﺑط ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﺑﺎت واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺛﺎر ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ
ﺗﺣﺻﯾﻠﮭﺎ أو ﺑﺎﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ھﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺔ ذاﺗﯾﺔ ﺻرﻓﺔ ﺗﺧول
ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ دورا ﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻟﻠﻧزاع ﺑﻔﺣص اﻟواﻗﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون وﺗﻣﻛﻧﮭﺎ ﻣن إﻋﺎدة اﻟﻣراﻛز
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﮭﺎ أو ﺑﺗﻐﯾﯾر اﻻﻗﺗطﺎﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﮭﺎ
اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ وﻣن ﺗم ﻓﮭﻲ ﻣن ﺻﻣﯾم وﻻﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺷﺎﻣل ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑدﻟﯾل إﻓراد
_212ﺟﻌﻔر )ﺣﺳون(" :اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء ﻗﺎﻧون 41.90اﻟﻣﺣدث واﻟﻣﻧظم ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم
اﻹدارﯾﺔ" اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد 4ﺳﻧﺔ ،1996ص .298
_213ھذا ﻣﺎ ﻧﺑﮫ إﻟﯾﮫ ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻹدارﯾﺔ ﻋدد 4969اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2013/12/25ﻓﻲ
اﻟﻣﻠف رﻗم 9/13/816ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :وﺣﯾث ﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺛﺎﺑت أن ﻣﻧﺎط اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ واﻟدﻋوى اﻟﺣﻛم ﺑﺑطﻼن ﻣﺳطرة اﻟﻔرض
اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﺈن ﻓﻲ ﻗﺿﺎء ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﺑطﻼن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺟﺎوز ﻟﻠﻣطﻠوب ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺿراﺋب ﻻ ﺗﻔرض وﻻ
ﺗﻠﻐﻰ إﻻ ﺑﻧص اﻟﻘﺎﻧون اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺳﺗوﺟب ﺗﻌدﯾل ﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم ﺑﺟﻌﻠﮫ ﺑﺑطﻼن ﻣﺳطرة اﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﻲ".
_214ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 71ﻣن دﺳﺗور 2011ﻋﻠﻰ أن" :ﯾﺧﺗص اﻟﻘﺎﻧون ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣواد اﻷﺧرى اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﯾﮫ
ﺻراﺣﺔ ﺑﻔﺻول أﺧرى ﻣن ھذا اﻟدﺳﺗور ،ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﯾﺎدﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
.......-
-اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ووﻋﺎء اﻟﺿراﺋب ،وﻣﻘدارھﺎ وطرق ﺗﺣﺻﯾﻠﮭﺎ؛"
_215ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻔﺎس ،1995/03/22-95/35ﻣﻠف " 17/95اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻻﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ
اﻹداري" .أوردﺗﮫ:
ﻋزﯾزة )ھﻧداز( :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .171
101
اﻟﻣﺷرع ﻟﮭﺎ ﺑﺎﺑﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺣدث ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ )اﻟﻔﺻول ﻣن 28إﻟﻰ 36ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم (41-90وذﻟك ﺑﻌدﻣﺎ ﺗﺣدث ﻋن اﺧﺗﺻﺎص ھذه اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل دﻋﺎوى
إﻟﻐﺎء اﻟﻘرار اﻹداري ﻓﻲ ﺑﺎب ﻣﺳﺗﻘل )اﻟﻔﺻول ﻣن 20إﻟﻰ 25ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣذﻛور(".
وﻗد أﻛد ذﻟك ﺣﻛم آﺧر ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ﺑﺗﺎرﯾﺦ
2011/06/15ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد 2010/09/307ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﯾﺛﯾﺎﺗﮫ" :وﺣﯾث ﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺛﺎﺑت
أن ﻣﻧﺎط اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺿرﯾﺑﺔ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗؤطر ﺿﻣن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺷﺎﻣل وﻟﯾس ﺿﻣن ﻗﺿﺎء
اﻹﻟﻐﺎء".
ﻛﻣﺎ اﺳﺗﻘر اﻻﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺳﺎﺑﻘﺎ –ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ -ﻋﻠﻰ
اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺳطرة اﻟﻣراﺟﻌﺔ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق دﻋوى اﻟﻘﺿﺎء
اﻟﺷﺎﻣل ،ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ وھو ﯾﺣﺎول وﺿﻊ ﻣﻌﯾﺎر ﻟﻠﻔﺻل ﺑﯾن
دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ودﻋوى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺷﺎﻣل ﺑﺧﺻوص اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :216وﻣن
ﺟﮭﺔ أﺧرى ﺣﯾث إن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻻ ﺗدﺧل ﻓﻲ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء إﻻ اﺳﺗﺛﻧﺎءا ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﻧﻌدام اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﺷﺧص اﻟﻣﺧﺎطب ﺑﮭﺎ ﻓﺗﺑﻘﻰ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻓﻲ ﻏﯾر ذﻟك ﺑوﺟﮫ ﻋﺎم
ﻟوﻻﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺷﺎﻣل ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺎداﻣت اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺳطرة
اﻟﻣراﺟﻌﺔ واﻹﺟراءات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﻧطﺎق ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 43وﻣﺎ ﺑﻌده ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
30.85اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ".
ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣراﺟﻌﺔ اﻷﺳﺎس اﻟﺿرﯾﺑﻲ
ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺄﺣذ ﺷﻛل دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻣن طرف اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ إﻻ ﻓﻲ ﺣدود ﺿﯾﻘﺔ ﺟدا
ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻧﻌدام اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺧﺎطب ﺑﮭﺎ ،وﻻ ﯾﺟوز ﻓﻲ ﻏﯾر ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ
وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ،ﻓﺈن إدراج اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣراﺟﻌﺔ أﺳس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ وإﻋﺎدة
ﺗﻘوﯾﻣﮭﺎ ﺿﻣن وﻻﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺷﺎﻣل ،ﯾﻌﺗﺑر ﺿﻣﺎﻧﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﺑﺎﻟﻧظر ﻟﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﮫ
اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻣن ﺳﻠطﺎت أﺛﻧﺎء ﻓﺣﺻﮫ ﻟﻠﻧزاع ،ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺗﻌﺑﯾر Jean
" Michel le Berreﯾﺗوﻓر ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺔ ﻣﺷﺎﺑﮭﺔ ﻟﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﮭﺎ اﻹدارة وھﻲ ﺗﻔرض
اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎزع ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ ،إذ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻠﻐﻲ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻘط ﺑل ﯾﻌﯾد ﺗﺣدﯾد ﻣﺑﻠﻐﮭﺎ اﻟواﺟب دﻓﻌﮫ
ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻠزم" .218ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﺳﻠطﺎت اﻟواﺳﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﮭﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ
219
ﺑﺻﻔﺔ ﻣﻔﺗش ﺳﺎم ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ .ھذه اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ،ﻓﺈﻧﮫ أﺻﺑﺢ ﯾﺗﺻف ﺣﺳب ﺑﻌض اﻟﻔﻘﮫ
ﺗﻘﺗﺿﻲ أن اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻘﺎﺿﻲ ھو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﺗﺟﺳﯾد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻣﺑدأ اﻟﺗوﻓﯾق اﻟواﺟب
واﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﺑﯾن ﺣق اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻗﺗﺿﺎء اﻟدﯾن اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﻠزم،
وواﺟب ھذا اﻷﺧﯾر ﻓﻲ ﺗﺣﻣﻠﮫ ﻋﻠﻰ ﻗدر اﺳﺗطﺎﻋﺗﮫ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻗﺑل إﺣداث اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ،ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ھﻲ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻣﻲ أﺻﻼ إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺷﺎﻣل :اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ،اﻟﻌﻘود
اﻹدارﯾﺔ ،اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ،ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ واﻟﺿراﺋب .وﺟﺎء اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 41.90اﻟﻣﺣدﺛﺔ ﺑﻣوﺟﺑﮫ
_217ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 23ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 41.90اﻟﻣﺣدﺛﺔ ﺑﻣوﺟﺑﮫ ﻣﺣﺎﻛم إدارﯾﺔ " :ﻻ ﯾﻘﺑل اﻟطﻠب اﻟﮭﺎدف إﻟﻰ إﻟﻐﺎء
ﻗرارات إدارﯾﺔ إذا ﻛﺎن ﻓﻲ وﺳﻊ اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺎﻷﻣر أن ﯾطﺎﻟﺑوا ﺑﻣﺎ ﯾدﻋوﻧﮫ ﻣن ﺣﻘوق ﺑطرﯾق اﻟطﻌن اﻟﻌﺎدي أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء
اﻟﺷﺎﻣل".
218_Jean Michel le Berre : « contentieux fiscal et contentieux administratif
général », revue Française de Finance publique L.G.D.J N° 17 , 1987 p 22.
_219ﻋﻣر )اﻟﺻﺎدق(" :اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ...ﻣﻔﺗﺷﺎ ﺳﺎﻣﯾﺎ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ أو أﺳﻠوب وﺳﺎﺋل اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ" ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻌﯾﺎر ،اﻟﻌدد ،22ص .6
103
220
ﻟﯾﻧﻘل ھذا اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻣن وﻻﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم وﻻﯾﺔ ﻣﺣﺎﻛم إدارﯾﺔ
اﻹدارﯾﺔ.
وإذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺧول ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ اﻟﺑت ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﺗطﺑﯾق
اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺿراﺋب ،ﻓﺈن ھذا اﻟﺗطور ﻟم ﯾﻛﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
ﺳن ﻣدوﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﻣطﺑﻘﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻛﻣﺎ ھو ﻣﻌﻣول ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻣﺛﻼ ،ﻓﻣﺎ ﺗزال ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻘواﻋد اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري اﻟﻣﻐرﺑﻲ
ھﻲ ﻧﻔس اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت أﻣﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣدﻧﻲ ،221وﻟم ﺗﺳﺎﯾر اﻟﻣﺑدأ اﻟذي ﺳﺎر
ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذي ﻛرس ﻣﺑدأ اﺳﺗﻘﻼل اﻟﻘﺎﻧون واﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن
اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺔ ،وأﯾﺿﺎ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧظر ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﺑﺻورة آﻟﯾﺔ
وﻟذﻟك ﻓﺎﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻣﻐرﺑﻲ وھو ﯾﺑت ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﻣﻧﮭﺎ ﺑﻣﺳطرة ﻣراﺟﻌﺔ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻟم ﯾﺧرج ﻋن إطﺎر اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ
ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،223وﻟﻌﻠﻧﺎ ﻧﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻣن
ق اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ اﻟﺳﻧد اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻘول ﺑﺗطﺑﯾق ﻗواﻋد اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﯾﮭﺎ:
"ﺗطﺑق أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص
ﻗﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك".
_220أﻧظر اﻟظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف رﻗم 1-9-225ﺑﺗﺎرﯾﺦ 22رﺑﯾﻊ اﻷول 10) 1414ﺳﺑﺗﻣﺑر (1993اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ
ﻋدد 3) 4227ﻧوﻧﺑر .(1993
_221ﺷﺎدﯾﺔ إﺑراھﯾم )اﻟﻣﺣروﻗﻲ( :اﻹﺟراءات ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻹدارﯾﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر ،طﺑﻌﺔ ،2005ص
.80
_222ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم )اﻟﻣﺳﺎوي( :اﻟﻘواﻋد اﻹﺟراﺋﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺑﯾﺿﺎوي ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،2012ص
.25
_223ﺣﯾﺎة )اﻟﺑﺟداﻧﻲ( :ﻗواﻋد اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ –دراﺳﺔ ﻧﻣﺎذج ﻣن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ واﻹﺷﻛﺎﻻت
اﻟﻣطروﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻟﻌﻣﻠﻲ ﺧﻼل ﻣراﺣل اﻟوﻋﺎء واﻟﺗﺻﻔﯾﺔ واﻟﺗﺣﺻﯾل ،-ﻣﻧﺷورات ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ،ﺳﻠﺳﻠﺔ
دراﺳﺎت ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،اﻹﺻدار اﻟﺛﺎﻟث ،ﻓﺑراﯾر ،2010ص .68
104
ﻛﻣﺎ ﻧﺟد اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻرﯾﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ ﻣواد اﻟﻘﺎﻧون
وﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﺈن ﺣق اﻟﻣﻠزم ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟدﻋوى اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺔ
ﻓﻲ ﻣﻘررات اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﺷروط ﺑﺎﺣﺗرام اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب.
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 242ﻣن م ع ض ،225ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع ﺣدد أﺟل ﺳﺗﯾن )(60
_224ﻣن ذﻟك:
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :ﺗرﻓﻊ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻣﻘﺎل ﻣﻛﺗوب ﯾوﻗﻌﮫ ﻣﺣﺎم
ﻣﺳﺟل ﻓﻲ ﺟدول ھﯾﺋﺔ ﻣن ھﯾﺋﺎت اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن ﺑﺎﻟﻣﻐرب ،ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك ،اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ
ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 32ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ".
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة اﻟراﺑﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ..." :وﯾطﺑق اﻟﻔﺻل 329واﻟﻔﺻل 333وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮫ إﻟﻰ اﻟﻔﺻل
336ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﻘرر ،وﺗﻣﺎرس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ورﺋﯾﺳﮭﺎ
واﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﻘرر اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻣﺳﻧدة ﺑﺎﻟﻔﺻول اﻷﻧﻔﺔ اﻟذﻛر ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺗﯾب إﻟﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ورﺋﯾﺳﮭﺎ اﻷول
واﻟﻣﺳﺗﺷﺎر اﻟﻣﻘرر"؛
اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎدﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻘﺿﺎة ،ﻓﺈن اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻧدھﺎ اﻟﺑﺎب اﻟﺧﺎﻣس ﻣن اﻟﺟزء
اﻟﺧﺎﻣس ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺣﺎﻛم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ورﺋﯾﺳﮭﺎ اﻷول ورؤﺳﺎء اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺗﻣﺎرس ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺗﯾب،
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻘﺿﺎة اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ،اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ورﺋﯾﺳﮭﺎ ورﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ".
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة اﻟﻌﺎﺷرة اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :ﺗطﺑق أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻗواﻋد اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 27وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮫ إﻟﻰ اﻟﻔﺻل 30ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك ﻓﻲ ھذا
اﻟﻘﺎﻧون أو ﻓﻲ ﻧﺻوص أﺧرى ﺧﺎﺻﺔ".
_225اﻟﻣﺎدة 242ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب اﻟﻣﺣدﺛﺔ ﺑﻘﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 2007واﻟﻣﻌدﻟﺔ ﺑﻘﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ
.2016
105
اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻣﻘررات اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻟﺗﺻرﯾﺢ اﻟﻠﺟﺎن
اﻟﻣذﻛورة ﺑﻌدم اﻻﺧﺗﺻﺎص ،وﯾﺑدأ ھذا اﻷﺟل ﻣن اﻟﯾوم اﻟﻣواﻟﻲ ﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣﻘررات
اﻟﻠﺟﺎن ،وﺣﺳب ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ أن ﯾﻧﺎزع ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻓﻲ
ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻣﺳﺎطر اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 221
و 224ﻣن م ع ض داﺧل أﺟل ﺳﺗﯾن ) (60ﯾوﻣﺎ اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر
ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ إﻣﺎ ﻋن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ھذا اﻷﺟل ﻗد ﯾﺣﺗﺳب ﻣن
ﺗﺎرﯾﺦ ﺻدور اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل أو ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻹﯾرادات أو اﻷﻣر ﺑﺎﻻﺳﺗﺧﻼص ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻟﺿراﺋب اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ إﺛر اﻟﻣﻘررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت
ﻧﮭﺎﺋﯾﺔ.
وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺣﺗرام اﻵﺟﺎل ،ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺣق رﻓﻊ اﻟدﻋوى ﺿد اﻟﻣﻘررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن
اﻹدارة أو ﻋن اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﺧﺻوص ﻣﺳطرة اﻟﻣراﺟﻌﺔ إﻻ ﻟﻣن ﻟﮫ اﻟﺻﻔﺔ واﻷھﻠﯾﺔ
واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻹﺛﺑﺎت ﺣﻘوﻗﮫ ،وھو ﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺗﻘﯾﮫ ﻣن ﺗطﺎول
اﻟﻐﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﮫ اﻟﺿرﯾﺑﻲ.
106
أوﻻ :ﻣﺳطرة ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ
ﻣن ﺳﻣﺎت اﻟﻣﺳطرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ أﻧﮭﺎ ﻣﺳطرة ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ﺗﻘدم ﻓﻲ ﺷﻛل
ﻋرﯾﺿﺔ ،ﻓﻼ ﯾﺗﺻور أن ﺗﺟرى اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻓﻲ ﻋﻣل ﻻ ﯾﻌرف ﺳوى اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت واﻷرﻗﺎم
واﻟﻣﺳﺗﻧدات ﺑطرﯾﻘﺔ ﺷﻔوﯾﺔ ،وﻟذا ﻓﻘد اﺳﺗﻘرت إﺟراءات اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺳطرة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،وھذا اﻷﻣر ﻛﺎن ﻣﻌﻣوﻻ ﺑﮫ ﺣﺗﻰ ﻗﺑل ﺗﻌدﯾل اﻟﻔﺻل 45ﻣن ق م م ﺑظﮭﯾر 10
وﻗد ﺗم ﺗﻛرﯾس ھذا اﻟﻣﺑدأ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻧص ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 3ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم
41.90اﻟﻣﺣدﺛﺔ ﺑﻣوﺟﺑﮫ ﻣﺣﺎﻛم إدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﺗرﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻹدارﯾﺔ ﺑﻌرﯾﺿﺔ ﻣﻛﺗوﺑﺔ ،وﯾﻌﺗﺑر ﻣﺑدأ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣراﻓﻌﺎت ﻣن أھم اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﯾﺳﯾر
ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ إطﺎر ﺗدﻋﯾم ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ اﻟذي ﯾﻘﺎﺿﻲ اﻹدارة ﻓﻲ أﺳﺎس
ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻘب ﻣراﺟﻌﺔ إﻗراراﺗﮫ وﺗﺻرﯾﺣﺎﺗﮫ ،إذ ﺳﯾﻣﻛن ھﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن دراﺳﺔ
ﻣﻠف اﻟدﻋوى ﺑﺷﻛل ﺟدي وﺑﺗﻌﻣق ﻛﺑﯾر ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻣﻛن اﻟطرﻓﯾن ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣن
وﺗﻌﺗﺑر ھذه اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ ﻣن أھم ﺳﻣﺎت ﻣﺳطرة اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،ﻷﻧﮭﺎ
ﺗرﺗﺑط ﺑﺄھم ﺣق ﺗﻛﻔﻠﮫ اﻟدﻋوى وھو اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﻣراﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم .ﺛم إن
ﺟﻌل اﻟﻣﺳطرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﺳطرة ﺣﺿورﯾﺔ ،ھو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺿﻣﺎﻧﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ
ﻟﻠﻣﻛﻠف اﻟذي ﯾوﺟد ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺗوازﻧﺔ ﻣﻊ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺄﺛر ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون
_226اﻟﻌرﺑﻲ )اﻟﻛزداح( :اﻟطﻌون اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل اﻟدﻛﺗوراه ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق،
وﺣدة ﻋﻠم اﻹدارة واﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أﻛدال –اﻟرﺑﺎط-
ﺳﻧﺔ ،2004-2003ص 99ﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ.
_227ﻣﺣﻣد )ﻣرزاق( وﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن )أﺑﻠﯾﻼ( :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 207وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ.
107
وﺑﺎﻣﺗﯾﺎزات ﻣﺗﻌددة أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ،ﻓﮭﻲ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن طﻠﺑﺎﺗﮫ أو
وﯾﻌﻧﻲ ﻛون اﻟﻣﺳطرة ﺣﺿورﯾﺔ ﻻ ﯾﺟوز إﻋﻣﺎل اﻷﺛر اﻟذي رﺗﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺣﺿور
اﻷطراف أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻌﺎدﯾﺔ )وھو اﻟﺷطب( ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟدﻋوى اﻹدارﯾﺔ ،وﻣﻧﮭﺎ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ،
ﻷن ھذا اﻷﺛر ﻣﻘرر ﻛﺟزاء ﻋﻠﻰ اﻟطرف اﻟذي ﯾﮭﻣل ﻓﻲ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ دﻋواه وﺣﺿور اﻟﺟﻠﺳﺔ
اﻟﻣﺣددة ﻟﻧظرھﺎ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧظﺎم اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺣﺿﯾر اﻟدﻋوى وﺗﮭﯾﺋﮭﺎ
ﻟﻠﻔﺻل ﻓﯾﮭﺎ ،إذ ﻻ ﯾﺗﺻور ﺻدور ﺣﻛم ﺑدون ﺗﻣﻛﯾن اﻟﺧﺻوم ﻣن إﺑداء دﻓوﻋﺎﺗﮭم واﻟرد ﻋﻠﻰ
ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ أﺛﯾرت ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎل اﻻﻓﺗﺗﺎﺣﻲ ،وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أطوار اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺻدر
اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺗﺧﻠﻲ ﻣن ﻟدن اﻟﻘﺎﺿﻲ أو اﻟﻣﺳﺗﺷﺎر اﻟﻣﻘرر .وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧﻠف أﺣد اﻟطرﻓﯾن ﻋن
ﺗﻘدﯾم ﻣﺳﺗﻧﺗﺟﺎﺗﮫ داﺧل اﻷﺟل اﻷول أو اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻣﺿروب ﻟﮫ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﺷﺎر اﻟﻣﻘرر ،ﯾﺗم
وﺗﺗﺟﺳد اﻟﻣﺳطرة اﻟﺗواﺟﮭﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺑﺎدل اﻟﻣذﻛرات ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻓﻲ
ﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣل اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ إﻟﻰ أن ﯾﻘﻔل ﺑﺎب اﻟﻣراﻓﻌﺔ ،واﻟواﻗﻊ أن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻘﺿﺎء
ﺗﺷﯾر ﻓﻲ ﺣﯾﺛﯾﺎﺗﮭﺎ إﻟﻰ اﻹﻟﺗزام ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﺑﮭذه اﻟﻘﺎﻋدة وھذا ﻣﺎ ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘرار
اﻵﺗﻲ:230
وﺑﻌد ﺗﻌﻘﯾب اﻟﻣدﻋﻲ ﺑواﺳطﺔ ﻧﺎﺋﺑﮫ اﻟراﻣﻲ إﻟﻰ رد دﻓوﻋﺎت اﻟطرف اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ
وﺗﺄﻛﯾد اﻟطﻠب."...
وﻛﻣﺎ ﺳﺑق اﻟذﻛر ﻓﺈن اﻟﻣﺳطرة اﻟﺣﺿورﯾﺔ ﻟﮭﺎ أھﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻠزم اﻟذي ﯾﻧﺎزع اﻹدارة
ﻓﻲ أﺳس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو ﻓﻲ طرﻗﺔ ﻓرﺿﮭﺎ أو ﻣﺷروﻋﯾﺗﮭﺎ ،ﻷﻧﮫ ﯾﻘف أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ
ﻣرﻛز ﻣﺗﺳﺎوي ﻣﻊ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،وھو ﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﮫ ﻣن اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻣراﻛزه اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻛل
أرﯾﺣﯾﺔ ودون أن ﯾﺣس ﺑﺎﻟﻔﺎرق اﻟذي ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن اﻹدارة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺄﺛر ﺑﺣﻛم وظﯾﻔﺗﮭﺎ ﺑﺣق
اﻟﺗدﺧل ﻟرﺑط اﻟﺿرﯾﺑﺔ.
وﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠزم اﺳﺗﺣﺿﺎر ﺗﻠك اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﺎز ﺑﮭﺎ ﻋرﯾﺿﺔ اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗرﻓض دﻋواه ،ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺿرورة ﺗﻘدﯾم طﻌن أوﻟﻲ
إﻟﻰ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻗﺑل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء .ﺑﻌد ﺗﺳﺟﯾل اﻟدﻋوى ﯾﺣﯾل رﺋﯾس
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻠف ﺣﺎﻻ إﻟﻰ ﻗﺎض ﻣﻘرر ﯾﻘوم ﺑﺗﻌﯾﯾﻧﮫ ،ﯾﺗﺧذ ھذا اﻷﺧﯾر ﺟﻣﯾﻊ
اﻹﺟراءات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺟﻌل اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺟﺎھزة ﻟﻠﺣﻛم وﯾﺄﻣر ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟﺗﻲ ﯾرى وﺟودھﺎ
ﺿرورﯾﺎ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ.
109
وﺑﻣﺎ أن اﻟدﻋوى اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﻧدرج ﻓﻲ أﻏﻠﺑﮭﺎ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺷﺎﻣل ،ﻓﺈن ﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﻘرر ﺗﺑدو ﻣرﺣﻠﺔ ﺣﺎﺳﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻛﯾﯾف اﻟدﻋوى
وﺗوﺟﯾﮭﮭﺎ ،ﺑﺣﯾث ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺟﻣﯾﻊ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻣﺳطرﯾﺔ اﻟﻣﺗوﻓرة ﻟدﯾﮫ ﻟﻛﻲ
ﯾُظﮭر ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻹﻟزام اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﯾطﺑﻘﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻷطراف .وﻣن ﺿﻣن اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗوﻓرة ﻟدﯾﮫ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺳﺗدﻋﺎء اﻹطراف وﺗﺑﺎدل اﻟﻣذﻛرات ،ھﻧﺎك وﺳﯾﻠﺗﻲ اﻟﺑﺣث وإﺟراء اﻟﺧﺑرة
وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ.231
إن إﺟراءات اﻟﺑﺣث اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻌﮭﺎ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺿﻣون
ﻋن ﻣﺣﺗوى اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ ﻣن اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﻟﻛون ھذه اﻟﻣﺳطرة
ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﺳﺗﻌﻣل أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﻰ اﻟﺷﮭود ﻗﺻد اﺳﺗﻛﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق
وﺟﻣﻊ أﻛﺑر ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﻔﯾدة ﻓﻲ ﺳﺑر أﻏوار اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﻌﻘدة ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻻ ﺗﻌﺗﺑر
أﻗوال اﻟﺷﮭود ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣﻘﺑوﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﯾﻣﯾن ﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﮫ ﻓﻲ ھذه اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت .ﻟدى
ﯾﺗم اﻟﻠﺟوء ﻋﺎدة إﻟﻰ ﻣﺳطرة اﻟﺑﺣث ﻣن أﺟل اﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﻰ اﻷطراف أﻧﻔﺳﮭم اﻟذﯾن ﻗد ﯾدﻟون
وﺗﮭدف إﺟراءات اﻟﺑﺣث ﺗﻌﻣﯾق اﻟﻧﻘﺎش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،وﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ
اﻟﻣﻘرر ﺗﻧظﯾم اﻟﻧﻘﺎش ﺑﻣﺎ ﻟﮫ ﻣن ﺳﻠطﺎت واﺳﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟدﻋوى اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،ھذه
اﻟﺳﯾطرة واﻟﮭﯾﻣﻧﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣد ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻺدارة ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻘﻊ
ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﻘرر ﺧﻠق ﻧوع ﻣن اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﺧﺻﻣﯾن ﻣن ﺧﻼل ﺳﻠطﺗﮫ ﻓﻲ إدارة
اﻟﻧﻘﺎش ،ﯾﺣﻘق ھذا اﻟدور اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺟﻌﻠﮫ ﻓﻲ ﻣرﻛز
ﻣﺗﺳﺎوي ﻣﻊ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء وﯾﻘﺎرﻋﮭﺎ ﺑﻧﻔس اﻟوﺳﺎﺋل واﻷدﻟﺔ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت.
وﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﻘرر ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺟد ﻧﻔﺳﮫ أﻣﺎم آراء ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ ﺑﯾن
اﻹدارة واﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺣول ﺗﻘدﯾر اﻹﻟزام اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺳواء ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﺳطرﯾﺔ أو ﻣن
اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ،وﯾﻌود ﺗﺑﺎﯾن اﻵراء إﻟﻰ اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﺗﻧﺎﻗض ﻟﻠﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ
ﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ أن اﻟﺣﻛم اﻟﺗﻣﮭﯾدي اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﺟراء اﻟﺧﺑرة ،ﯾروم ﻣن ﺧﻼﻟﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري إﻟﻰ
اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺑﻌض اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﻓﮭﻣﮭﺎ أو اﻟﺣﺳم ﻓﯾﮭﺎ ،ﻟﻛوﻧﮭﺎ ﺗﺳﺗﻠزم اﻹﺣﺎطﺔ
235
ﺑﺄﻧﮭﺎ" :اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت وﻗد ﻋرف اﻷﺳﺗﺎذ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺗوﻓﯾق اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣؤﻟﻔﮫ
واﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻣﻌﯾن ﻣن طرف اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻓﻧﯾﺔ ﯾﺄﻧس اﻟﻘﺎﺿﻲ
ﻣن ﻧﻔﺳﮫ اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ أو اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﮭﺎ".
وﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ ﻧﺻوص ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻧﺟد أن اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻧظﻣت ﻣن
ﺧﻼل اﻟﻔﺻول ﻣن 59إﻟﻰ ،66وﻣﺎ دام ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﯾﺣﯾل ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﮫ 7
ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ
اﻹداري ﻻ ﯾﺟد ﻣﻧﺎﺻﺎ ﻣن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺳطرﯾﺔ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ ،236أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص
اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب ،ﺗم إﺧﺿﺎع اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﺟراءات ﻟﺗﺗﻼءم
وﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،وذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻟﺗﻌدﯾل اﻟذي طرأ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة 242
ﻣن م ع ض اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﻣﺳطرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﺑﻧد 1ﻣن اﻟﻣﺎدة 7ﻣن ﻗﺎﻧون
_234ﻋﺻﺎم )اﻟوراري(" :اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر" ،ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎء
اﻟﻣدﻧﻲ ﺳﻠﺳﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺣﺎث ،اﻟﻌدد اﻟﺳﺎﺑﻊ اﻟﺟزء اﻷول اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑـ"اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺗﺣﺻﯾل اﻟدﯾون اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ"،
ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺟدﯾدة –اﻟرﺑﺎط ،2014 ،-ص 165وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ.
_235ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز )ﺗوﻓﯾق( :ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة –اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء،-
ﺳﻧﺔ ،1995ص .183
_236ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم )اﻟﻣﺳﺎوي( :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .183
_237ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 2009ﻓﻲ ﺑﻧدھﺎ اﻷول اﻟﻣﻌدل ﻟﻠﻣﺎدة 242ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠﺿراﺋب ﻋﻠﻰ أﻧﮫ "ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻣﻌﯾن ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﻛون ﻣﺳﺟﻼ ﻓﻲ ﺟدول ھﯾﺋﺔ اﻟﺧﺑراء اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﯾن
اﻟﻣﻌﺗﻣدﯾن وﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﮫ:
-أن ﯾﺳﺗﻧد ﻓﻲ ﺧﻼﺻﺎﺗﮫ ﻋﻠﻰ دﻓوع أو وﺛﺎﺋق ﻟم ﯾﺗم اطﻼع اﻟطرف اﻷﺧر ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺣﻼل اﻟﻣﺳطرة اﻟﺗواﺟﮭﯾﺔ؛
-أن ﯾﺑدي رأﯾﮫ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻏﯾر ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﮭم ﻣطﺎﺑﻘﺔ اﻟوﺛﺎﺋق واﻷوراق اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﮫ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻧظم ﻟﮭﺎ".
112
وﻣن ھذه اﻹﺟراءات أﻧﮫ" :ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻣﻌﯾن ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﻛون
ﻣﺳﺟﻼ ﻓﻲ ﺟدول ھﯾﺋﺔ اﻟﺧﺑراء اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﯾن أو ﻓﻲ ﻻﺋﺣﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﯾن اﻟﻣﻌﺗﻣدﯾن ،وﻻ ﯾﻣﻛن
ﻟﮫ:
-أن ﯾﺳﺗﻧد ﻓﻲ ﺧﻼﺻﺎﺗﮫ ﻋﻠﻰ دﻓوع أو وﺛﺎﺋق ﻟم ﯾﺗم اطﻼع اﻟطرف اﻵﺧر ﻓﻲ
اﻟدﻋوى ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺧﻼل اﻟﻣﺳطرة اﻟﺗواﺟﮭﯾﺔ؛
-أن ﯾﺑدي رأﯾﮫ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻏﯾر ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﮭم ﻣطﺎﺑﻘﺔ اﻟوﺛﺎﺋق واﻷوراق
اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﮫ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻧظم ﻟﮭﺎ".
وﺑﻣﺎ أن ھذا اﻟﻧص ﺟﺎء ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺎدة 242ﻣن م ع ض ﻓﺈﻧﮫ ﯾﮭم ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺿراﺋب اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣراﻗﺑﺔ ﺿرﯾﺑﯾﺔ .وﯾﺗرﺗب ﻋن ﺗﻌدي اﻟﺧﺑﯾر ﻟﻠﻘﯾد
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ أﻋﻼه ﻋدم ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺑرة وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻟﻐﺎء اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣﺳﺗﻧد ﻋﻠﯾﮭﺎ.
ذﻟك ﻣﺎ أﻛده ﻗرار ﺣدﯾث ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :238ﺣﯾث إن اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 242وﻻﺳﯾﻣﺎ ﺗﻠك اﻟواردة ﺑﺎﻟﻔﻘرة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ
أﻧﮫ" :ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻣﻌﯾن ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ ...وﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﮫ أن ﯾﺳﺗﻧد ﻓﻲ ﺧﻼﺻﺎﺗﮫ
ﻋﻠﻰ دﻓوع أو وﺛﺎﺋق ﻟم ﯾﺗم اطﻼع اﻟطرف اﻵﺧر ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺧﻼل اﻟﻣﺳطرة
اﻟﺗواﺟﮭﯾﺔ ،أن ﯾﺑدي رأﯾﮫ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻏﯾر ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﮭم ﻣطﺎﺑﻘﺔ اﻟوﺛﺎﺋق واﻷوراق
اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﮫ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻧظم ﻟﮭﺎ" ،وھﻲ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت إﺟراﺋﯾﺔ ﺗﺳري ﺑﺄﺛر ﻓوري وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت
اﻟﺧﺑرة اﻟﻣﻧﺟزة ﻓﻲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ ﻗد ﺗﻣت اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن 2010-06-22ﺣﺳب ﻣﺣﺿر اﻟﺣﺿور
ﻟدى اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻣﻧﺗدب ﻣﺣﻣد اﻟﺳرﻏﯾﻧﻲ ،ﻓﺈن ھذا اﻷﺧﯾر ﯾﻛون ﻣﺧﺎطﺑﺎ ﺑﮭذه اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت وھو
ﻟﻣﺎ اﻋﺗﻣد اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮭﺎ أﻣﺎﻣﮫ ﻷول ﻣرة واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾوﻋﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﺻرح ﺑﮭﺎ اﻟﺗﻲ
اﻋﺗﻣدﺗﮭﺎ اﻹدارة واﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠطﻌون اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ واﻟﺗﻲ أدت ﺑﮫ إﻟﻰ اﻗﺗراح إرﺟﺎع ﻣﺑﺎﻟﻎ
ﻓواﺗﯾر اﻟﺧﺻم ) (factures d’avoirﻟﺑﯾﻊ ﺳﻠﻊ ﻣرﻓوﺿﺔ ﻣن طرف زﺑﻧﺎء اﻟﺷرﻛﺔ ﻣن
ﻣﺑﻠﻎ 335.450,42درھم إﻟﻰ ﻣﺑﻠﻎ 129.850,42درھم ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻛون ﻗد ﺧﺎﻟف
اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻵﻓﺔ اﻟذﻛر واﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﻣﺎ ﻋﻠﻠت ﻗرارھﺎ اﻟﻣﺳﺗﻧد إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﺧﺑرة رﻏم ﻣﺎ ذﻛر
_238ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻋدد 136ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 13ﻓﺑراﯾر 2014ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻹداري ﻋدد .2012/2/4/1926
113
وﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ أﻋﻼه ،ﺗﻛون ﻗد ﺧﺎﻟﻔت اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣذﻛر ذي اﻷﺛر
اﻟﻔوري وﻋرﺿت ﻗرارھﺎ ﻟﻠﻧﻘض اﻟﺟزﺋﻲ ﺑﺧﺻوص اﻟﺑﯾوﻋﺎت اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ أﻋﻼه".
اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ إﺛر ﻣراﻗﺑﺔ ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،239ﺑﺣﯾث ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﺗﻘدم اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﺑطﻌن
ﺿد ﻣﻘرر اﻟﻠﺟﺎن ﯾﺗﻣﺳك ﻓﯾﮫ ﺑﺄن ﻣﺣﺎﺳﺑﺗﮫ ﻣﻧﺗظﻣﺔ وأن اﻹدارة ﻏﯾر ﻣﺣﻘﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﺑﻌﺎدھﺎ،
وأن اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺑﻧت ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺻﺣﯾﺣﺎت ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ،أو أن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟﻣﺻﺣﺣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎر اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺳﺗﺟﯾب اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟطﻠﺑﮫ ﺑﺈﺟراء ﺧﺑرة ﻓﻲ
اﻟﻣوﺿوع أو ﺗطﻠﺑﮭﺎ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﮭﺎ ،وھو ﺗوﺟﮫ ﯾﻌﻛس اﻟرﻏﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺧﺎﺿﻊ
ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ اﻟذي ﯾﻧﺎزع ﻓﻲ أﺳس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﻷن ﻣﺟرد اﻷﻣر ﺑﺈﺟراء ﺧﺑرة أو طﻠﺑﮭﺎ ﻣن
ﻗﺑل اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﯾﻔﺳر وﺟود ﺟدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺗﺣﺗم ﻣﻌﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ أﺧذه
ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر.
وﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ﻓﺈن ﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺧﺑرة ﻣن ﻋدﻣﮫ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ
اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ،وھو ﻣﺎ ﻗﺿت ﺑﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء وھﻲ ﺗﺑرر ﻗرارھﺎ ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ
اﻟﺧﺑرة ﺑـ" :240إن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﺗﻣﻠك ﻣن ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺣﺟﺞ واﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣدﻟﻰ
ﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ،ﺗرى ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واﻟﺑت ﻓﻲ
اﻟﻧﺎزﻟﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺟب اﻟﻘﺎﻧون ،اﻷﻣر اﻟذي ﻻ ﻏﻧﻰ ﻟﮭﺎ ﻣﻌﮫ ﻣن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﺧﺑرة ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣوﺿوع".
_239ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن )أﺑﻠﯾﻼ(" :ﺧﺻوﺻﯾﺎت اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ" ،اﻟﻧدوة اﻟوطﻧﯾﺔ ﺣول ﻣوﺿوع اﻹﺷﻛﺎﻻت
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ﻣﻧﺷورات دﻓﺎﺗر اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،اﻟﻌدد ،16ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺟدﯾدة –اﻟرﺑﺎط،-
،2011ص .111
_240ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2004/03/15ﺑﺎﻟﻣﻠف ﻋدد 2003/1186غ ﻣﻧﺷور ﺑﺎﻟﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋدد 6-5ﺻﻔﺣﺔ .168
114
وﻓﻲ ﻗرار آﺧر ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻹدارﯾﺔ ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :241وﺣﯾث ﻟﺋن ﻛﺎن اﻟﺛﺎﺑت أن
اﻟﺧﺑرة إﺟراء ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺳطرﯾﺔ ﻓﺈن اﻷﻣر ﺑﮭﺎ ﯾﺑﻘﻰ رھﯾن ﺑﺈدﻻء اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف
وﻟو ﺑداﯾﺔ ﺣﺟﺔ ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ وﺳﻼﻣﺔ اﻟﺛﻣن اﻟﻣﺻرح ﺑﮫ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﺳﯾﻣﺎ وأن
اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻋﺿدت دﻓﻌﮭﺎ ﺑﺳﻼﻣﺔ ﺗﻘدﯾراﺗﮭﺎ ﺑﻌﻘد ﻋدﻟﻲ ﻣؤرخ ﻓﻲ 2007-02-16
وآﺧر ﻣؤرخ ﻓﻲ 2007-02-28اﻟذﯾن ﺗم اﻋﺗﻣﺎدھﻣﺎ ﻛﻣرﺗﻛز ﻹﻋﺎدة اﻟﺗﻘدﯾر وأﻧﮫ ﻓﻲ
ﻏﯾﺎب ذﻟك ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﻣوﺟب ﻟﻸﻣر ﺑﮭﺎ وأﻧﮫ ﺻﺢ ﻣﺎ اﻧﺗﮭﻰ إﻟﯾﮫ ﻗﺿﺎء ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ".
ﻛﻣﺎ أن ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺧﺑﯾر ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻟرأي واﻻﺳﺗﺷﺎرة ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻔﻧﯾﺔ دون
اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟواردة طﺑﻌﺎ ﻓﻲ اﻟدﻋوى ،وﻟﮭذا ﻓﺎﻟﺧﺑراء ﯾﻌﺗﺑرون ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﺳﺎﻋدي
اﻟﻘﺿﺎء ،وﺣﺗﻰ ﯾﺗﺣﻘق اﻟﮭدف ﻣن اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠزم أو ﺣﻘوق اﻟﺧزﯾﻧﺔ
ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻟﻠﺧﺑﯾر ﺗﺟرﺑﺔ وﺗﻛوﯾن ھﺎﻣﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ،واﻟﮭﻧدﺳﺔ ،وﺗﺣﻘﯾق
اﻟﺧطوط ،واﻟطب ،وﻛﻠﮭﺎ ﻓروع ﻟﻠﻣﻌرﻓﺔ ﻗد ﯾﺣﺗﺎﺟﮭﺎ اﻟﻘﺿﺎة ﻋﺎدة ﻟﻠﺣﺳم ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻲ
ﺗﻌرض ﻋﻠﯾﮭم ،وﻟﻠدﻓﺎع ﻋن اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم وﻋن ﺣﻘوق اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
وﻻ ﺷﻲء ﯾﻣﻧﻊ اﻟﺧﺑﯾر ﻣن اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن اﻟﻣﻠف اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﺑرﻣﺗﮫ ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗم ﻗﺑوﻟﮭﺎ ﺻراﺣﺔ أو ﺿﻣﻧﺎ ﻣن طرف اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﺣﺗﻰ ﺗﻠك اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت اﻟﺗﻲ
ﻟم ﺗﺗم اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﯾﮭﺎ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ،واﻟﻣﺑرر وراء ھذا اﻷﻣر أن اﻟطﻌن أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﯾﻧﺷر
242
ﻣن أن اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗم ﻣﻠف اﻟﻧزاع ﻣن ﺟدﯾد ،وﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻣﺎ ﯾراه ﺑﻌض اﻟﻔﻘﮫ
اﻟﻘﺑول ﺑﮭﺎ ﻻ ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻣوﺿوع أي ﺗﺣﻘﯾق ﻣن طرف اﻟﺧﺑﯾر ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧرى ﺑﺄن ﻻ ﺷﻲء
ﯾﻣﻧﻊ اﻟﺧﺑﯾر ﻣن اﻟﺑﺣث ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﻘﺑول ﺑﮭﺎ ﻣن طرف اﻟﺧﺎﺿﻊ
ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻹدارﯾﺔ أو أﻣﺎم اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،وذﻟك ﻣﺗﻰ ﺷﻣل اﻟطﻌن ھذه
اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت ،وﻋدم ﺗﺟزﺋﺔ ﻣﻠف اﻟﻧزاع واﻋﺗﺑﺎره وﺣدة ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻧظرا ﻟﻣﺎ ﯾﻣﺛﻠﮫ ذﻟك ﻣن
ﺗﺣﻘﯾق ﻟﻠﻌداﻟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،وﻣن ﺿﻣﺎن ﻟﺣﻘوق اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،وﻧظرا ﻷن اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت
_241ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻹدارﯾﺔ ﻋدد 4522ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2013/12/04ﻣﻠف ﻋدد .9/13/1032
_242ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن )أﺑﻠﯾﻼ(" :ﺧﺻوﺻﯾﺎت اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ" ،اﻟﻧدوة اﻟوطﻧﯾﺔ ﺣول ﻣوﺿوع اﻹﺷﻛﺎﻻت
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .118
115
اﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﻘﺑول ﺑﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﺛﺎر ﻣﻧﺎزﻋﺔ ﺑﯾن اﻹدارة واﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻹدارﯾﺔ
ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻠزم اﻟرﺟوع ﻋن ﻗﺑوﻟﮫ ﻟﮭﺎ واﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﻣن ﺟدﯾد ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺧﺑﯾر ﻋﻧدﻣﺎ
ﺗﺳﻧد ﻟﮫ ﻣﮭﻣﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﯾﻛون أﻗرب إﻟﻰ إﻋﺎدة ﻣﺳطرة اﻟﻔﺣص
ﻣن ﺟدﯾد.
ﯾﻌﺗﺑر اﻹﺛﺑﺎت ﻣرﺣﻠﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﯾر اﻟدﻋوى أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ،وﻋﻠﻰ ھذا اﻷﺳﺎس ﻓﺈن
ﻛل طرف ﯾﻌﻣل ﻣن ﺟﺎﻧﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﺗدﻋﯾم ﻣﻠﻔﮫ ﺑﺎﻟﺣﺟﺞ واﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺄﻛﯾد إدﻋﺎءاﺗﮫ أﻣﺎم
اﻟﻘﺿﺎء ،243ﻛﻣﺎ أن ﻟﻺﺛﺑﺎت دور أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻓض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺷﻛل ﻣرﺣﻠﺔ
اﻻﻧطﻼق ﻓﻲ ﻣﺳﺎر إﺟراءات اﻟدﻋوى إﻟﻰ أن ﯾﺻدر ﻓﯾﮭﺎ ﺣﻛم ﻣﻧﮭﻲ وﻗﺎطﻊ ﻟﻠﻧزاع.244
إن ﻣﻔﮭوم اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ھو إﻋطﺎء اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺻﻼﺣﯾﺔ إﺛﺑﺎت
اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﺗﻧﺎزع ﻓﻲ ﺷﺄﻧﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﻠزم ،وﺗﺗﻣﺛل ھذه اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺷروط إﻋﻣﺎل اﻟﻧﺻوص
اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،وﺧﺻوﺻﺎ إﺛﺑﺎت اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،وأﺳس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وإﺟراءات ﻓرﺿﮭﺎ
وﺗﺻﺣﯾﺣﮭﺎ ،ﻓﺿﻼ ﻋن إﺛﺑﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ،أﻣﺎ اﻟﻣﻠزم ﻓﻐﺎﯾﺗﮫ ﻣن اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ھو إﺛﺑﺎت اﻧﻌدام ﺻﻔﺗﮫ ﻛﻣﻠزم ﺑﺎﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻛون ﻏﺎﯾﺗﮫ ھﻲ
إﺛﺑﺎت دﺧﻠﮫ أو إﺛﺑﺎت رﻗم أﻋﻣﺎﻟﮫ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﯾن ،245أو إﺛﺑﺎت ﺧرق اﻹدارة ﻹﺟراء ﻣن إﺟراءات
اﻟﻣﺳطرة اﻟﺗواﺟﮭﯾﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻋﻧد ﻣراﺟﻌﺔ أﺳس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ وإﻋﺎدة ﺗﻘوﯾﻣﮭﺎ.
وﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﻌبء اﻷﻛﺑر ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ،246
وﻟو أﻧﮭﺎ ﺗﻛون ﻓﻲ أﺣﯾﺎن ﻛﺛﯾرة ﻓﻲ ﻣوﻗف اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ،وﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر ھذا اﻟﺗوﺟﮫ ﻓﻲ
إن ﺗﺣدﯾد اﻟﺟﮭﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻣل ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﯾس ﺑﺎﻷﻣر اﻟﯾﺳﯾر،
ﺑل ھو ﻣﺳﺄﻟﺔ ﯾﺟب أن ﯾراﻋﻲ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟدﻋوى اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﻣﻣﯾزاﺗﮭﺎ
ﻋن ﻣﺎ ﯾﺟري ﺑﮫ اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﻟﻛن اﻟواﻗﻊ أن اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻧﻔس اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت
اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﻋﻛس ﻣﺎ ھو ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻷﺧرى ،وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣﻧﮭﺎ،
ﻓﻣﺛﻼ ﻧﺟد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ أﻓرز ﻟﻧظﺎم اﻹﺛﺑﺎت ﺣﯾزا ﺧﺎﺻﺎ ﻓﻲ ﻗواﻧﯾﻧﮭﺎ.247
وأھم ﻗﺎﻋدة ﯾﺧﺿﻊ ﻟﮭﺎ اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ،ﻗﺎﻋدة ارﺗﺑﺎط ﺗوزﯾﻊ ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت
ﺑﺎﻟﻣرﻛز ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،248ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ،أن ﻣن ﯾﺗﺣﻣل ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت ھو ﻣن ﯾدﻋﻲ
ﺧﻼف اﻟظﺎھر أﺻﻼ أو اﻟظﺎھر ﻋرﺿﺎ أو اﻟظﺎھر ﻓرﺿﺎ ،249وھذه اﻟﻘﺎﻋدة ﻣﺻدرھﺎ اﻟﻔﺻل
400ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود اﻟذي ﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ" :إذا أﺛﺑت اﻟﻣدﻋﻲ وﺟود اﻻﻟﺗزام
ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾدﻋﻲ اﻧﻘﺿﺎءه أو ﻧﻔﺎذه اﺗﺟﺎھﮫ أن ﯾﺛﺑت إدﻋﺎﺋﮫ" .ﻛﻣﺎ أن اﻟﻔﺻل 399ﻣن
ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون 250ﺳن ﻗﺎﻋدة ﻣﻔﺎدھﺎ أﻧﮫ ﻣن ﯾدﻋﻲ اﻟﺣق ﻋﻠﯾﮫ إﺛﺑﺎﺗﮫ ،وﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﻠزم ﯾﺗواﺟد
داﺋﻣﺎ ﻓﻲ ﻣرﻛز اﻟﻣدﻋﻲ ﻓﺈن ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت ﺣﺳب ﻣﻧطق ھذه اﻟﻘﺎﻋدة ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯾﮫ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻻ
ﺗﺗﺣﻣل اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻠﺟﺄ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﺑﺻﻔﺗﮭﺎ
ﻣدﻋﯾﺔ ﻻ ﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ،وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻌﮭﺎ ﺿد ﻣﻘررات اﻟﻠﺟﻧﺔ
ﺛم ھﻧﺎك ﻗﺎﻋدة أﺧرى ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ أن ﻣن ﯾﺗﺣﻣل ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت ﻣن أﻟزﻣﮫ اﻟﻣﺷرع
ﺑﺎﺣﺗرام اﻟﺗزام ﺟﺑﺎﺋﻲ ،وﺗﺄﻛﯾدا ﻟﮭذا اﻟﻣﺑدأ ذھﺑت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻹدارﯾﺔ ﺑﻣراﻛش ﻓﻲ
ﻗرار ﻟﮭﺎ إﻟﻰ أﻧﮫ" :251وﺣﯾث ﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺛﺎﺑت أن اﻷﺳﺎس ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻣﺳﺗﺄﻧﻔﺔ ھو اﻻدﻋﺎء
وھﻛذا ﻓﺈن ﺗوزﯾﻊ ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت ﺑﯾن اﻹدارة واﻟﻣﻠزم ﯾﺷﻛل ﺿﻣﺎﻧﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ
ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،ﺧﺻوﺻﺎ وأن أھم اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ اﻹﺛﺑﺎت ﺑﺧﺻوص اﺣﺗرام اﻹدارة
ﻹﺟراءات اﻟﻔﺣص واﻟﻣراﻗﺑﺔ ﺗوﺟد ﺗﺣت ﺣﯾﺎزة إدارة اﻟﺿراﺋب ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻣرﻛزھﺎ أﻗوى
ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﻠزم ،وﻟﮭذا ﯾﻛون ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺗدﻋﯾم إﻗراره ﺑﺈﺛﺑﺎت اﻟدﺧول ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾق أﺣد اﻟﻧﺻوص اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون رﺑﺣﺎ ،أو رﻗم أﻋﻣﺎل ،أو ﻋﻣﻠﯾﺔ
ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،وﯾﺑﻘﻰ ﻟﻺدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺣق ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﻋن طرﯾق
اﻹطﻼع وﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣﻠزم اﻟذي ﺗﺷك ﻓﻲ ﺻدق إﻗراره وﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﻘدرﺗﮫ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ وإﺛﺑﺎت ﻗﯾﺎﻣﮭﺎ
ﺑﺈﺟراءات اﻟﻣراﻗﺑﺔ واﻟﻔﺣص وﻓق ﻣﺎ ھو ﻣﻘرر ﻗﺎﻧوﻧﺎ.
وﻗد ﺳﺎر اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣﯾل اﻟﻣﻛﻠف ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﻣﻧﮭﺎ:
ﻟﻌل أھم ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﺣﻣﻲ ﺣﻘوق اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ اﺳﺗﺑﻌﺎد اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ
ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻣدﻧﯾﺔ –اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ -ﻣن اﻟﺗطﺑﯾق ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣﺎﻻت ،ووﺿﻊ ﻋبء
اﻹﺛﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻛﺎھل اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﺑﺣث ﻋن ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺗزام اﻹدارة ﺑﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻣﺳﺎطر
اﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﻣﻧﮭﺎ ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء ،ﻓﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻻ وﺟود ﻷي
ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺳطري ﺧﺎص وﻻ ﻗﺎﻋدة ﻣﺣددة ﺗﻘﯾده ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺈﺳﻧﺎد ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻣطﺑﻘﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،252وﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ
اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﮫ اﻟﺧﺻوﻣﺔ ،وﻟﺗوزﯾﻊ ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾراه ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ،
وﺑﻣﺎ أن اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ھﻲ اﻟﻣوﻛول ﻟﮭﺎ ﺗطﺑﯾق اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ،ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻛون
ﺣرة ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل أي وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت ﺗراھﺎ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﻛون اﻟﻣﻛﻠف
ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﻘﯾد ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺣددھﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟﻺﺛﺑﺎت ،وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ھﻧﺎ ﺑﺎﻹﺛﺑﺎت ﻋن طرﯾق
اﻹﻗرار أو اﻟﺗﺻرﯾﺢ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ،وﺑﺎﻹﺛﺑﺎت ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ وﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﺗﮫ ﻣن وﺛﺎﺋق
ﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ.
_252ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن )أﺑﻠﯾﻼ( :اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺧﺻوﺻﯾﺎت اﻟﻣﺎدة ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص
.307
253_Christophe de la MARDIERE : la preuve objective dans le contentieux fiscal.
Revue de droit fiscal n° 14 Avril 2006.
119
وﻧظرا ﻟدور اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﮫ اﻟدﻋوى ،ﻓﻠﮫ ﺳﻠطﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر وﺳﺎﺋل
اﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ وﻗوﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺳم اﻟﻧزاع ،ﻓﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﯾﻣﯾن وﺷﮭﺎدة اﻟﺷﮭود ﻓﺈن ﺑﺎﻗﻲ اﻟوﺳﺎﺋل
ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻷﺧذ ﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،أﻣﺎ إذا ﻗدﻣت وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت
ورأى اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺳﺗﺑﻌدھﺎ ﻛﻠﮭﺎ أو ﯾﺳﺗﺑﻌد ﺟزءا ﻣﻧﮭﺎ ،ﻓﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾوﺿﺢ أﺳﺑﺎب ﻋدم
اﻗﺗﻧﺎﻋﮫ ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺳﺗﺑﻌدة وﻣﺎ ﺣﻣﻠﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷﻛﯾك ﻓﯾﮭﺎ.
واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر ،أﻧﮫ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﺛﺑﺎت ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺄﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﺷﺧص أن
ﯾﻘدم دﻟﯾﻼ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻧﻔﺳﮫ ،ﻓﺈﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﯾﺟوز اﻹﺛﺑﺎت ﺑواﺳطﺔ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ،
وھذه اﻟوﺛﺎﺋق ﺗوﺿﻊ رھن إﺷﺎرة اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻺطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﺗﮫ ﻣن ﺑﯾﺎﻧﺎت،
254
وھو ﻣﺎ ﻗد ﯾﺷﻛل ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻣﮭﻣﺔ اﻟﻣﻠزم ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻹدارة ﺑﺈﺛﺑﺎت ﺻدق ﻣﺣﺎﺳﺑﺗﮫ
واﻧﺗظﺎﻣﮭﺎ ﻟﺗدﻋﯾم ﻣوﻗﻔﮫ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗم اﺳﺗﺑﻌﺎدھﺎ .وﯾرﺗﻛز ﺗدﺧل اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ھذا
اﻹطﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﺳطري ﻓﻲ ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ،وﻣدى اﻟﺗزام اﻹدارة ﺑﺎﻟﺿﻣﺎﻧﺎت
وﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻠﻣﻠزم.
_254ﺧﺻوﺻﺎ ﺑﻌد أن ﻓرض اﻹﺻﻼح اﻟذي ﺟﺎء ﺑﮫ ﻗﺎﻧون اﻹطﺎر ﻟﺳﻧﺔ 1984اﻟذي ﺟﻌل ﻣﺳك اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﺗزاﻣﺎ
إﺟﺑﺎرﯾﺎ ﯾﺷﻣل أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣﻠزﻣﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ،واﺧﺗﯾﺎرﯾﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺑﻌض اﻵﺧر اﻟذي ﻻ ﯾﺻل داﺧﻠﮫ أو رﻗم أﻋﻣﺎﻟﮫ ﺣدا
ﻣﻌﯾﻧﺎ ،وﻣواﻛﺑﺔ ﻟﮭذا اﻟدور ﻓﻘد أﺣﺎط اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺑﻌدة ﺿواﺑط ﺣﺗﻰ ﯾﺿﻣن اﻋﺗﺑﺎرھﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻧﺎﺟﻌﺔ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت.
120
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣوﺿوﻋﻲ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻠزﻣﯾن اﻟﺗﻲ ﻋﻣل اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻋﻠﻰ
ﺗﻛرﯾﺳﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻘواﻋد اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ واﻟﻣﺳطرﯾﺔ ،ﻓﻘد واﺻل اﻟﻘﺿﺎء دوره اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻓﻲ
ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻣﻠﻛﺎ ﻟﮫ وﻟﯾﺳت ﻣﻠﻛﺎ ﻟﻠﺧﺻوم ،ﻣﻣﺎ ﺣذا ﺑﮫ إﻟﻰ ﺗرﺳﯾﺦ ﻣﺟﻣوﻋﺔ
ﻣﮭﻣﺔ ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠزم ،ﺣﯾث اﺳﺗﺟﺎب ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟطﻠﺑﺎت اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ إﻟﻐﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻌل اﻟﺗﻘﺎدم أو اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ.
وﻗد ﻋﻣل اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻋﻠﻰ ﺑﻠورة ﻗواﻋد واﺟﺗﮭﺎدات ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﮭﻣﺔ ﺗﺳﻌﻰ ﻟﺗﻛرﯾس
ﺣﻘوق اﻟﻣﻠزﻣﯾن وﺗﺣﺻﯾﻧﮭﺎ ﻣن ﻛل ﺷطط أو ﺗﻌﺳف أو ﺧطﺄ ،ﻗد ﯾﺻدر ﻋن اﻹدارة
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣرﺗﻛزا ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣواطن ﻏﯾر ﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ إﻟﻰ أن ﺗﺛﺑت اﻹدارة
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺟﮫ اﻻﻟﺗزام.
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب ،ﻧﺟد اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗطرﻗت إﻟﻰ
ﺣﺎﻻت اﻟﺑطﻼن ھﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻣن ﻣن اﻟﻣﺎدة 220ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﯾﮭﺎ
ﻋﻠﻰ أﻧﮫ " :ﺗﻛون ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﻻﻏﯾﺔ :
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗوﺟﯾﮫ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺣص إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺎﻷﻣر أو ﻣﯾﺛﺎق اﻟﺧﺎﺿﻊ
ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ أو ھﻣﺎ ﻣﻌﺎ داﺧل اﻷﺟل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ) 212اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ
ﻣن اﻟﺑﻧد اﻷول(.
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗﺑﻠﯾﻎ ﺟواب اﻟﻣﻔﺗش ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣظﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ داﺧل اﻷﺟل
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ أﻋﻼه.
وﻻ ﯾﺟوز إﺛﺎرة ﺣﺎﻻت اﻟﺑطﻼن اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ أﻋﻼه ﻣن ﻟدن اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻷول ﻣرة
أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ".
ﻣﺎ ﻋدى اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة أﻋﻼه ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾرﺗب ﺟزاء
اﻟﺑطﻼن ﻋﻠﻰ أي إﺟراء ،إﻻ أن اﻟﻘﺿﺎء اﺳﺗﻘر ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن أﺣﻛﺎﻣﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﻛرﯾس
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﮭﺎدﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﺑطﻼن ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠزم.
121
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺗوﺳﻊ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﺑطﻼن اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻗﺎﻋدة ﻻ ﺑطﻼن إﻻ ﺑﺿرر
إذا ﻛﺎن اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻻ ﯾﺟوز إﻻ إذا ﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻘﺎﻧون ﺻراﺣﺔ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻗﺎﻋدة
"ﻻ ﺑطﻼن إﻻ ﺑﻧص" ،وأﻧﮫ ﺣﯾث ﻣﺎ ﻧص اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺟزاء اﻟﺑطﻼن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺣﻛم
ﺑﮫ وﻟو ﻟم ﯾﺗﺣﻘق ﺿرر اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻣﺑدأ اﻟﺑطﻼن اﻟوﺟوﺑﻲ أو اﻟﺑطﻼن ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓﺈن
ﺗطﺑﯾق ھذﯾن اﻟﻣﺑدأﯾن أﺛﺎرا ﺻﻌوﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،إذ ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺷرع أن ﯾﺗﻘﺻﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻹﺟراءات اﻟﻣﮭﻣﺔ وﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺟزاء ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ ،وﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى
ﻓﻘد أدى اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ إﻟﻰ إھدار اﻟﺣق ﻣن أﺟل اﻟﺷﻛل اﻟذي ﻟم ﺗﻛن ﻟﮫ
أھﻣﯾﺔ ﺗﺑرر ﺗوﻗﯾﻊ ھذا اﻟﺟزاء ،وﻟﮭذا اﺗﺟﮫ اﻟﻔﻘﮫ واﻟﻘﺿﺎء إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق ﻗﺎﻋدة "ﻻ ﺑطﻼن إﻻ
ﺑﺿرر" واﻟﺗﻲ ﻣﻘﺗﺿﺎھﺎ أن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﯾﻛون ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺎﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﺑﻣﺟرد اﻟﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﯾﮫ
ﺻراﺣﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻟﯾس ﻟﮫ ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﺑﮫ ﻣن ﻋدﻣﮫ ،وإﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﻌﯾﺎر
اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑطﻼن ھو ﺗﺣﻘق اﻟﺿرر ﻣن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ.255
ﻋﻠﻰ ھذا اﻻﺗﺟﺎه ،ذھب اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ إﻟﻰ اﻻﻧطﻼق
ﻣن اﻟﻣﺑدأ اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر ﻟﻠﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑطﻼن ،ذﻟك أن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري وھو ﯾﻘرر
ﺑطﻼن ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻻ ﺗﻘﯾده ﻗﺎﻋدة "ﻻ ﺑطﻼن إﻻ ﺑﻧص" ،ﺑل ﯾﺟﻧﺢ إﻟﻰ
ﺗطﺑﯾق ﻗﺎﻋدة "ﻻ ﺑطﻼن إﻟﻰ ﺑﺿرر" ،وﻟﮭذا اﻟﺗوﺟﮫ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ أھﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺗدﻋﯾم ﻣرﻛز
اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻣﺎدام اﻟﻧﺻوص اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻻ ﺗرﺗب اﻟﺑطﻼن ﻋن اﻹﺧﻼﻻت اﻟﻣﺳطرﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﯾن ﻓﻘط ،دون أن ﺗﻌم ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻧﺗﺞ ﻋن
ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣراﺟﻌﺔ ورﺑط اﻟﺿرﯾﺑﺔ )اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ( ،واﻟﺿرر ﯾﻛﻣن ھﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﻔوﯾت اﻟﻔرﺻﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠزم ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ أﺳﺎس اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻣﺳطرة اﻟﺗواﺟﮭﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧﮫ ﻣن ﺗﻘدﯾم أدﻟﺗﮫ وﻣﺳﺗﻧداﺗﮫ وﺗﺻﺣﯾﺢ ﻣراﻛزه اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ )اﻟﻔﻘرة
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ( ،ﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن ﺳﻠوك إﺟراءاﺗﮭﺎ ﻗد ﺗﺣﻘﻘت ﺑﺎﻟﻔﻌل.256
_255ﻓﺗﺣﻲ )واﻟﻲ( :ﻧظرﯾﺔ اﻟﺑطﻼن ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌﺎت ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ﺑﺎﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺳﻧﺔ ،1959
ص .212
_256ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .19
122
وﻣن اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻓﻘد أﺛﺎر ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻟﮭذه اﻟﻘﺎﻋدة ﺣﻔﯾظﺔ اﻹدارة
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻧﺗﻘدت ﺗوﺟﮫ اﻟﻘﺿﺎء إﻟﻰ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر ﺟزاء اﻟﺑطﻼن ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت
اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﻘرﻧﮭﺎ اﻟﻣﺷرع ﺑﺄي ﺟزاء.
أﻣﺎم ھذا اﻟﺧﻼف ﻧرى ﻣن ﺣﻘﻧﺎ أن ﻧﺗﺳﺎءل :ھل اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟذي ﯾﺣدد ﺣﺎﻻت
اﻟﺑطﻼن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﯾن ﻓﻘط ﯾﻘﯾد اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﺑﮫ؟ وﻣن اﻟذي ﯾﻘرر ﺟزاء اﻟﺑطﻼن
ھل ﯾﻛون ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ أم اﻟﻘﺿﺎء ﻣن ﺧﻼل اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘرارات
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ؟ وأﯾﮭﻣﺎ ﯾﻛﻔل ﺿﻣﺎﻧﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ھل اﻟﺑطﻼن ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ أم اﻟﺑطﻼن
ﺑﺿرر.
اﻟﻔرع اﻷول :اﻷﺳﺎس اﻟذي اﻋﺗﻣده اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻟﻠﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑطﻼن
ﯾﺳﺗﻣد اﻟﺑطﻼن ﻗوﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ إﻣﺎ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻣﻼ ﺑﻣﺑدأ "ﻻ
257
ﻋﻣﻼ ﺑﻘﺎﻋدة "ﻻ ﺑطﻼن إﻻ ﺑطﻼن إﻻ ﺑﻧص" ،وإﻣﺎ ﻣن ارﺗﺑﺎطﮫ ﺑﺣﺻول ﺿرر ﻟﻠﻣﻠزم
ﺑﺿرر" اﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن اﻟﻔﺻل 49ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ )اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ( ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻼ
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺣﻛم ﺑﮫ إﻻ إذا ﺗﺿررت ﻓﻌﻼ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻠزم ﺑﻌد إﺛﺑﺎت وﺟﮫ اﻟﺿرر
اﻟﺣﺎﺻل وأن اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن اﻹﺟراء ﻟم ﺗﺗﺣﻘق.
ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى إذا ﻛﺎن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ ھو ﻗﺎﻧون ﻣﺳطري وإﺟراﺋﻲ ﺑﺎﻣﺗﯾﺎز ،ﻓﺈن
ﻣﻘﺗﺿﯾﺎﺗﮫ ﺗﻌد ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻗواﻋده آﻣرة ﯾﺗرﺗب ﻋن اﻹﺧﻼل ﺑﮭﺎ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑطﻼن وﻟو ﻟم
ﯾرﺑطﮭﺎ اﻟﻣﺷرع ﺻراﺣﺔ ﺑﺟزاء اﻟﺑطﻼن )اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ(.
ﺗﻌﺗﺑر ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ ،ﺗﺧﻔﯾﻔﺎ ﻟﻧظرﯾﺔ ﺗﻘﯾﯾد ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑطﻼن،
وﻣؤداھﺎ أن اﻟﺑطﻼن ﻻ ﯾﺣﻛم ﺑﮫ وﻟو ﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻘﺎﻧون ﺻراﺣﺔ ،إﻻ إذا ﺗﺣﻘق ﺿرر ﻣن
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،وأﺳﺎس ھذا اﻟﻣﺑدأ أن اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ھﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﺈذا ﻟم ﯾﻠﺣق
ﺿرر ﺑﮭذه اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﺈن اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻌداﻟﺔ وﻣﻧﺎﻓﯾﺎ ﻹرادة اﻟﻣﺷرع.
_257اﻟﺣﺳن )ﻛﺛﯾر( :اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ واﻻﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص
.161
123
وﻣﺎ ﯾﻣﯾز ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ أﻧﮭﺎ ﺗﺗﻘﻲ ﻋﯾوب ﻧظرﯾﺔ اﻟﺑطﻼن اﻹﺟﺑﺎري ،ﻓﻼ ﺗؤدي إﻟﻰ ﻏﻠﺑﺔ
اﻟﺷﻛل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿﻣون وﺿﯾﺎع اﻟﺣق ﻟﻣﺟرد ﺧطﺄ ﻓﻲ اﻟﺷﻛل ،وھﻲ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﺗﺗﺧﻠص
ﻣن ﻋﯾوب ﻧظرﯾﺔ اﻟﺑطﻼن اﻻﺧﺗﯾﺎري ،إذ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺳﻠطﺔ ﻣطﻠﻘﺔ وإﻧﻣﺎ ﯾﻘﯾده
وﺟوب ﺗﺣﻘق اﻟﺿرر.
ھﻛذا ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 20ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌﺎت اﻟﻣﺻري" :ﯾﻛون اﻹﺟراء ﺑﺎطﻼ إذا ﻧص
اﻟﻘﺎﻧون ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺑطﻼﻧﮫ أو إذا ﺷﺎﺑﮫ ﻋﯾب ﻟم ﺗﺗﺣﻘق ﺑﺳﺑﺑﮫ اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن اﻹﺟراء.
وﻻ ﯾﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑطﻼن رﻏم اﻟﻧص ﻋﻠﯾﮫ إذا ﺛﺑت ﺗﺣﻘق اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن اﻹﺟراء".
ﻓﺈذا ﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﺑطﻼن ،ﻓﺈن اﻹﺟراء ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ وﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻣن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﮫ
ﻹﺛﺑﺎت أي ﺿرر ،ﻋﻠﻰ أﻧﮫ رﻏم اﻟﻧص اﻟﺻرﯾﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺑطﻼن ﻓﻼ ﯾﺣﻛم ﺑﮫ إذا أﺛﺑت اﻟطرف
-اﻟذي ﻣن ﻣﺻﻠﺣﺗﮫ ﻋدم اﻟﺣﻛم ﺑﮫ -أن اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن اﻹﺟراء ﻗد ﺗﺣﻘﻘت.
أﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﻧص اﻟﻣﺷرع ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺟزاء اﻟﺑطﻼن ﻓﺈن ھذا ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﺣﻛم ﺑﮫ،
ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﺷﺗرط أن ﯾﺛﺑت ﻣن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن إﺛﺑﺎت اﻟﺿرر اﻟﺣﺎﺻل ﻟﮫ وأن اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن
اﻹﺟراء ﻟم ﺗﺗﺣﻘق.
وﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﻧﮭﺞ ﺳﺎر اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،258ﻓﻧﺟده ﻣﺛﻼ أﻟزم اﻟﻣﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن إﺛﺑﺎت
اﻟﺿرر ﺣﺗﻰ وإن ﺧرق اﻹﺟراء ﻗﺎﻋدة ﺟوھرﯾﺔ أو ﻗﺎﻋدة ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،رﻏم أن ﻓرﯾﻘﺎ ﻣن
اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﯾرون اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺟوھرﯾﺔ اﻹﺟراء ﻣوﺟﺑﺔ ﻟﻠﺑطﻼن دون اﺷﺗراط ﺣﺻول
اﻟﺿرر.
_258ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 114ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻣﻌدل ﻓﻲ 2008/9/11ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
« Aucun acte de procédure ne peut être déclaré nul pour vice de forme si la nullité
n’en est pas expressément prévue par la loi, sauf en cas d’inobservation d’une
formalité substantielle ou d’ordre public.
La nullité ne peut être prononcée qu’à charge pour l’adversaire qui l’invoque de
prouver le grief que lui cause l’irrégularité, même lorsqu’il d’une formalité
substantielle ou d’ordre public ».
124
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻓﺎﻟﻣﻼﺣظ أﻧﮫ ﻟم ﯾﺧرج ﻋن ھذا اﻹطﺎر ،إذ ﻧص ﻓﻲ
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل 49ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ" :ﯾﺳري ﻧﻔس اﻟﺣﻛم
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺣﺎﻻت اﻟﺑطﻼن واﻹﺧﻼﻻت اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ واﻟﻣﺳطرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻘﺑﻠﮭﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ إﻻ إذا ﻛﺎﻧت
ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷطراف ﻗد ﺗﺿررت ﻓﻌﻼ".
ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﯾﻣﯾز ﻋﻠﻰ ﻏرار ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن
اﻟﺑطﻼن اﻟﻣوﺿوﻋﻲ اﻟذي ﯾﻌد ﺟزاء ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻠف رﻛن ﻣن أرﻛﺎن اﻟﻌﻘد ،259واﻟﺑطﻼن
اﻹﺟراﺋﻲ أو اﻟﻣﺳطري اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﺟزاء ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻻﻟﺗزام ﺑﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﮫ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺳطرﯾﺔ
ﻛﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،إﻻ أن اﻟﺳؤال اﻟﻣطروح ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ھو :ھل اﻟﺑطﻼن اﻟﻣﺳطري ﻣن
اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﺑطﻼن اﻟﻣوﺿوﻋﻲ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود؟
ﯾذھب اﻷﺳﺗﺎذ ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم اﻟطﺎﻟب إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﺑطﻼن اﻟﻣﺳطري ﻟﯾس ﻣن اﻟﻧظﺎم
اﻟﻌﺎم ،إذ ﯾﺗوﻗف اﻟﺗﻣﺳك ﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﺿرر اﻟطرف اﻟﻣﻌﻧﻲ –اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ -ﻓﻼ ﯾﻛﻔﻲ أن
ﯾﺛﯾر اﻟطرف اﻟﺑطﻼن ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗﺟﺎب ﻟﮫ ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن أن ﯾﻛون ذﻟك ﻣﻌززا ﺑﺗﺿرر ﻣﺻﺎﻟﺣﮫ
ﻓﻌﻼ ،ﻓﻠو أراد اﻟﻣﺷرع أن ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺑطﻼن اﻟﻣﺳطري ﻣن ﺻﻣﯾم اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،ﻟﻣﺎ أوﻗف
ﻣﻣﺎرﺳﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺿرر اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر ﺑل وﻟذھب ﺑﻌﯾدا ﻋﻠﻰ ﻏرار ﻣﺎ ﻓﻌل ﻓﻲ ﻗﺎﻧون
اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ﻟﯾﻌطﻲ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﺗﺛﯾره ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ.260
ھﻛذا ﯾﺗﺿﺢ أن إﻋﻣﺎل اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻟﻘﺎﻋدة ﻻ ﺑطﻼن إﻻ ﺑﺿرر ﺗﺣﻘق ﻟﻠﻣﻠزم
ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﺟﺎﻻ واﺳﻌﺎ ﻹﺛﺎرة ﺣﺎﻻت ﺑطﻼن ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﺟﻣﯾﻊ
إﺟراءات اﻟﻣراﻗﺑﺔ واﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻔﺣص ،وﺑذﻟك ﺗﺗﺟﺎوز ھذه اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺿﯾق
ﻟﺣﺎﻻت ﺑطﻼن إﺟراءات اﻟﻔﺣص واﻟﻣﺣددة ﺣﺻرا ﻓﻲ م ع ض ،ﻓﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠزم اﻟﺧﺎﺿﻊ
ﻟﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﺳوى إﺛﺑﺎت وﺟﮫ اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣﻘﮫ ﻣن ﺟراء ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣراﺟﻌﺔ ،وإﺛﺎرﺗﮫ
أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ.
_259ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة ھﻧﺎ إﻟﻰ أن اﻟﺑطﻼن ﻓﻲ اﻟﻌﻘود ﻣﻧظم ﻣن اﻟﻔﺻل 306إﻟﻰ اﻟﻔﺻل 311ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت
واﻟﻌﻘود.
_260ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم )اﻟطﺎﻟب(" :اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ" ،ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﺎﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ
واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﻋدد ،67-66ﺳﻧﺔ ،2006ص 29و ص .31
125
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺗﻘرﯾر ﺟزاء اﻟﺑطﻼن ﻣﺗﻰ ﺗﺑث اﻹﺧﻼل ﺑﻘﺎﻋدة ﺟوھرﯾﺔ ﻣن اﻟﻧظﺎم
اﻟﻌﺎم
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻛون اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻧص ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺗﯾن ﻟﻠﺑطﻼن ﻓﻘط ،إﻻ أن اﻟﻘﺿﺎء
اﻹداري اﻋﺗﺑر ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ھذا اﻟﻘﺎﻧون ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،261ذﻟك أﻧﮫ ﻗﺎﻧون إﺟراﺋﻲ وﻣﺳطري
ﺑﺎﻣﺗﯾﺎز ،ﯾﻔرض ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻗﺑل ﺗﺣﻘﯾق ﻛل ﻓرض ﺿرﯾﺑﻲ أن ﺗﺗﺑﻊ إﺟراءات
ﺟوھرﯾﺔ آﻣرة ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،وأن ﻛل إﺧﻼل ﺑﮭﺎ ﯾرﺗب ﺟزاء اﻟﺑطﻼن وﻟو ﻟم ﯾﻧص
اﻟﻣﺷرع ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ ﺟزاء ،إذ أن اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ ھﻲ ﻗﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻠزﻣﺔ ﺗﻘﺗرن
ﺑﺎﻟﺟزاء ،وأن ﻣن ﺷﺄن إﻋﻣﺎل اﻟﺑطﻼن ﻛﺟزاء اﺣﺗرام اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺣددھﺎ اﻟﻣﺷرع
ﻟﺻﺣﺔ ﻣﺳطرة اﻟﻣراﺟﻌﺔ ،وإﻻ ﻣﺎ اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن وﺿﻊ اﻟﻣﺷرع ﻟﺗﻠك اﻹﺟراءات إن ﻟم ﺗﻌﻣل
اﻹدارة ﻋﻠﻰ اﺣﺗراﻣﮭﺎ واﻟﺗﻘﯾد ﺑﮭﺎ؟
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺑطﻼن ﻛﺟزاء ﯾﻣﻛن أن ﯾرﺗﺑﮫ اﻟﻣﺷرع ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘﺿﻲ ﺑﮭﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
ﺑﻐﯾر ﻧص إذا اﻓﺗﻘر اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ أﺣد اﻟﺷروط اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺻﺣﺗﮫ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،وھﻛذا ﻓﻌﻠﻰ اﻟرﻏم
ﻣن ﻋدم ﺗﻧﺻﯾص اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺟزاء ﺑﺷﺄن ﻋدم اﺣﺗرام اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺑﻌض ﻣن
إﺟراءات ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻻﻟﺗزام اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺟزاء اﻟﻣﻘرر ﻓﻲ اﻟﺑﻧد VIIIاﻟﻣﺎدة 220
واﻟﺑﻧد IVاﻟﻣﺎدة 221ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب ،إﻻ أن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ھذه اﻟﻣﺳﺎطر ﺟﺎءت
ﻋﻠﻰ ﺻﯾﻐﺔ اﻟوﺟوب ،ﻣﻣﺎ ﯾﻔﯾد ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ إﺟراءات ﺟوھرﯾﺔ ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،وأن اﻹدارة
ﻣﺟﺑرة ﻻ ﻣﺧﯾرة ﻋﻠﻰ اﺣﺗرام ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﯾﮭﺎ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺣﻛم ﺑﺑطﻼﻧﮭﺎ ،وﻗد أﻛدت اﻟﻐرﻓﺔ
262
ذﻟك ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ إﺑطﺎل ﻣﺳطرة ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻘوﻟﮭﺎ أن " :ﻣﺳطرة ﻓرض اﻹدارﯾﺔ
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺷﻛل ﺿﻣﺎﻧﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﺗرﺗب ﻋن اﻹﺧﻼل ﺑﮭﺎ اﻟﺑطﻼن ﻟﺗﻌﻠﻘﮭﺎ ﺑﺣق اﻟدﻓﺎع
اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻣن ﻗﺑﯾل اﻹﺟراءات اﻟﺟوھرﯾﺔ اﻵﻣرة ".
ھﻛذا ﻓﺈن اﻟﻘواﻋد اﻹﺟراﺋﯾﺔ واﻟﻣﺳطرﯾﺔ اﻟواﺟب ﺳﻠوﻛﮭﺎ ﻣن طرف اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
ﻗﺑل ﺗﺻﺣﯾﺢ أﺳﺎس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ھﻲ ﻗواﻋد إﺟراﺋﯾﺔ ﻟﮭﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﺣﻘوق
إن اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﺳواء ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ أو اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺣرﯾص
ﻋﻠﻰ ﺗﻣﺗﯾﻊ اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻔﺎﺋدﺗﮫ ،وﻛل إﺧﻼل ﺑﺗﻠك اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗﻌﺗﺑر ﻟﺻﯾﻘﺔ ﺑﺣق اﻟدﻓﺎع ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮭﺎ اﻟﺑطﻼن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ إﺟراءات ﺟوھرﯾﺔ آﻣرة ﯾﺟب اﻟﺗﻘﯾد
ﺑﮭﺎ واﺣﺗراﻣﮭﺎ ﻣن طرف اﻹدارة ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن ،إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻘﺎﻋدة أن اﻹﺟراء ﻏﯾر
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮫ أي أﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ وأن ﻣﺎ ﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺎطل ﻓﮭو ﺑﺎطل.265
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ رﺗب اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ اﻟﺑطﻼن ﺧﺎرج اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﻧﺻوص
ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
ﻟﻘد ذھب اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺳواء ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ أو اﻟﻐرﻓﺔ
اﻹدارﯾﺔ إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻛل إﺟراء ﻣن ﺷﺄﻧﮫ اﻟﻣس ﺑﺎﻟﺣﻘوق واﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺧوﻟﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﻠزﻣﯾن أﺛﻧﺎء ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ وﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﯾﻌﺗﺑر ﺑﺎطﻼ وﻻ ﯾﻣﻛن أن
ﯾﻧﺗﺞ أﺛره اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،ﺑل إن اﻟﻘﺿﺎء ﻟم ﯾﻘف ﻋﻧد ھذا اﻟﺣد
وإﻧﻣﺎ ﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻓﮭم وﺗﻔﺳﯾر ﺗﻠك اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ،وﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺑﺗﻐﻰ اﻟﻣﺷرع ﻣن
وراء ﺳﻧﮫ ﻟﺗﻠك اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ،وﻟم ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﻔﮭم اﻟﺿﯾق ﻟﮭﺎ ،وﻗرر ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺟزاء اﻟﺑطﻼن
ﺣﺗﻰ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾرد ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ ﺟزاء ،ﺧﺻوﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﺳطرة اﻟﻔﺣص
)اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ( أو ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ )اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ(.
_263ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم )ﺑرﺣﯾﻠﻲ(" :ﺗﻌذر اﺣﺗرام ﻣﺳطرة اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﻣدى ﺗﺄﺛﯾره ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ إﺟراءات اﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﻲ" ،ﻣﻘﺎل
ﻣﻧﺷور ﺑﺳﻠﺳﻠﺔ دﻓﺎﺗر ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ،ﻋدد 8ﺳﻧﺔ .2005
_264ﻓﻘد أﻛد اﻟﻔﻘﯾﮫ اﻟﻔرﻧﺳﻲ دو ﻟوﺑﺎدﯾر ھذه اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻗﺎﺋﻼ" :إن ﻣﺑدأ ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ﯾﻌطﻲ اﻟﺣق ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر أن
ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﻋﻠم ﺑﻛل ﺗدﺑﯾر ﻣزﻣﻊ اﺗﺧﺎذه وﻛذا أﺳﺑﺎﺑﮫ ﻟﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﮫ ﺗﻘدﯾم أوﺟﮫ دﻓﺎﻋﮫ."..
André Delaubadère, « traité de droit administratif » 8 éme édition p 316.
_265ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص
129وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ.
127
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﺳطرة ﻓﺣص اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻹﺷﻛﺎل اﻟذي طرﺣﮫ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺣص ﺣول ﻋﺑﺎرة "ﺗوﺟﯾﮫ" ،واﻟﺗﻲ
اﻋﺗﺑرھﺎ اﻟﻘﺿﺎء ﺗﻔﯾد اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﯾﺄﺗﻲ اﻟﻣﺷرع ﺑﻌد ذﻟك وﯾﻛرس اﻟﺗوﺟﮫ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر
وﯾﻧص ﻋﻠﻰ إﻟزاﻣﯾﺔ "ﺗﺑﻠﯾﻎ" اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺣص ﻗﺑل اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺣدد ﻟﺷروع ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﻔﺣص ،ﻓﺈن اﻷﻣر اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذي ﯾطرﺣﮫ ھذا اﻹﺟراء ھو اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟذي ﯾﺗﻌﯾن ﻓﯾﮫ اﻟﺷروع
ﻓﻌﻼ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺣص ﺑﻌد اﻟﺗوﺻل ﺑﺎﻹﺷﻌﺎر ،ﻓﺎﻟﻣﺎدة 212ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب
ﺗوﺟب ﺑﺄن ﯾﻛون اﻟﻔﺎﺻل اﻟزﻣﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾن ھو 15ﯾوﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل -ﻛﻣﺎ ﺳﺑق أن ﺑﯾﻧﺎه
ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن ھذا اﻟﺑﺣث ،-أي أن ﻛل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻓﺣص ﺷرع ﻓﯾﮭﺎ ﻗﺑل إدراك ذﻟك اﻷﺟل
ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮫ ﺑطﻼن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﺑرﻣﺗﮭﺎ ﺑﺻرﯾﺢ ﻧص اﻟﻣﺎدة 220ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣدوﻧﺔ،
ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﺑﻘﻰ اﻟﺗﺳﺎؤل ﻗﺎﺋﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧﻠف ﻓﯾﮭﺎ اﻹدارة ﻋن اﻟﻣوﻋد اﻟذي ﺣددﺗﮫ
ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺷروع ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺗﯾش ﺑﻌد اﺳﺗﯾﻔﺎء ﻣدة ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ
اﻟﺗوﺻل ﺑﺎﻹﺷﻌﺎر.266
ﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظر اﻹدارة ﻓﺈن اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن اﻹﺟراء ﻗد ﺗﺣﻘﻘت ﺑﻣﻧﺢ اﻟﻣﻠزم ﻣدة ﺗﻔوق 15
ﯾوﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﺷروع ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ،وھو ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﮫ اﻟﻣﻠزم ﻷن اﻟﻣدة اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ
ﺗﻣﻛﻧﮫ ﻣن اﻻﺳﺗﻌداد اﻟﺟﯾد وﺗﮭﯾﺊ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ،267وھو طرح ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻓﮭم ﺿﯾق
268
ﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﯾﺣﮭﺎ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺣص واﻟﺗﻲ اﻋﺗﺑرﺗﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺑﺎط
270
ﻟﺗؤﻛد اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ وﻓﻲ ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎه ذھﺑت اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ
ﺑﻔﺎس ..." :ﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺈن اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ارﺗﺄت ﺗﻐﯾﯾر ﺗﺎرﯾﺦ ﻣوﻋد إﺟراء
اﻟﺗﻔﺗﯾش واﺳم اﻟﻣﻔﺗش اﻟﻣﺣﻘق ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮭﺎ إﺷﻌﺎر اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑذﻟك ﺑرﺳﺎﻟﺔ
ﻣﺿﻣوﻧﺔ ﻣﻊ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﺗوﺻل ﻻ أن ﺗﺷﻌرھﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﻻﺣق وھو ﯾوم 1996/9/26
ﺑﺎﺳﺗﺑدال اﻟﻣﻔﺗش اﻟﻣﺣﻘق وﺑرﺳﺎﻟﺔ ﻋﺎدﯾﺔ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻣﻠﯾﮫ اﻟﻧص ،وأن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ
ﻟﻣﺎ ﺑﻧت ﻗﺿﺎﺋﮭﺎ ﻋﻠﻰ أن ﺗﻐﯾﯾر ﺗﺎرﯾﺦ إﺟراء اﻟﺗﻔﺗﯾش وﻗﯾﺎﻣﮭﺎ ﺑﺗﻌﯾﯾن أﺟل ﺟدﯾد ﯾﻌد ﺗﻧﺎزل
ﻣن اﻹدارة ﻋن اﻹﺷﻌﺎر اﻷول ﺑﺈﺟراء اﻟﺗﻔﺗﯾش ﺗﻛون ﻗد ﺑﻧت ﻗﺿﺎﺋﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺳﻠﯾم ﻣﻣﺎ
ﯾﺗﻌﯾن ﻣﻌﮫ ﺗﺄﯾﯾده ".
وﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﻧﮭﺞ ﺳﺎرت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺑﺎط 271وھﻲ ﺗﻠﻐﻲ ﺣﻛم ﻹدارﯾﺔ
272
ﺟﺎء ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف" :إن اﻹدارة اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻟم ﺗﺣﺿر ﻓﻲ اﻟرﺑﺎط
اﻟﻣوﻋد اﻟﻣﺣدد ﻟﻠﺷروع ﻓﻲ اﻟﻔﺣص وھو اﻟﯾوم اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر اﻟﻣواﻟﻲ ﻟﺗوﺻل اﻟﻣﺳﺗﺄﻧﻔﺔ
ﻣن ھﻧﺎ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﺑﺟﻣﯾﻊ ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﮫ ﻣﺗﻔق ﻋﻠﻰ ﺿرورة إﻋﺎدة
ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﻠزم ﺑﺈﺷﻌﺎر ﺟدﯾد ﻟﻠﻔﺣص ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣوﻋد اﻟﻣﺣدد ﻓﻲ اﻹﺷﻌﺎر اﻷول ،وذﻟك
اﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻧﻔس اﻟﻌﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻓرﺿت اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ھذا اﻷﺧﯾر ﺑداﯾﺔ وھﻲ اﻟﺣﯾﻠوﻟﺔ دون ﻣﺑﺎﻏﺛﺔ
ﺛم إﻧﮫ ﻣن ﺑﯾن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗوﺳﻊ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻟﻠﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑطﻼن واﻟﻣرﺗﺑطﺔ
ﺑﻣﺳطرة ﻓﺣص اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ،ﻧﺟد ﺣﺎﻟﺔ إﻟﻐﺎء ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﺑﻌﻠﺔ ﻋدم إﺛﺑﺎت اﻹدارة أﻧﮭﺎ
ﺷرﻋت ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺣص ﺑﻌد اﻧﺻرام ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﯾوﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺣص،274
ﻓﺎﻹدارة ﺗﺗﺣﻣل ﻋﺑﺊ إﺛﺑﺎت ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺷروع ﻓﻲ اﻟﻔﺣص اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ إﺛﺑﺎت اﻟواﻗﻌﺔ ﺑﺟﻣﯾﻊ
اﻟوﺳﺎﺋل اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻹﺛﺑﺎت ،وﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﺣﻘﮭﺎ ﺳوى أن ﺗﻛون اﻟوﺳﯾﻠﺔ
اﻟﻣﺳﺗدل ﺑﮭﺎ ﺗﺻﻠﺢ ﻓﻌﻼ ﻹﺛﺑﺎت اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ .وﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد اﻋﺗﺑرت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ
275
أن" :رﺳﺎﻟﺔ اﻹﺧﺑﺎر اﻟﺗﻲ ﺗوﺟﮭﮭﺎ اﻹدارة إﻟﻰ اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺑﺎﻟرﺑﺎط
ﺗﻛون ﺣﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺷروع ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺣص ﻷن ﺗﻠك اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﺻﻠﺢ ﻟﻼﺳﺗدﻻل
ﻋﻠﻰ واﻗﻌﺔ ﻣﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻹدارة وﺗﺣﺗﺞ ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﻠزم ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن
اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣذﻛورة ھﻲ ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟواﻗﻌﺔ ﻣﻐﺎﯾرة وھﻲ إﺧﺑﺎر ھذا اﻷﺧﯾر ﺑﺎﻧﺗﮭﺎء ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﻔﺣص ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺿﻣﯾﻧﮭﺎ واﻗﻌﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ واﻋﺗﻣﺎد ذﻟك ﻛﺣﺟﺔ".
ﻛﻣﺎ ذھﺑت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣﻧﺣﻰ ﻓﻲ اﻟﻘرار ﻋدد 121اﻟﻣﺷﺎر
إﻟﯾﮫ آﻧﻔﺎ واﻟذي ورد ﻓﯾﮫ" :وأن أﺟل ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﯾوﻣﺎ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﯾن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗوﺻل وﺗﺎرﯾﺦ
اﻟﺿراﺋب( ﻟم ﺗدل ﺑﺄي ﻣﺣﺿر ﯾﺛﺑت ﺑداﯾﺔ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺷروع ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺣص".276
ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧطﺄ ﻓﯾﮭﺎ اﻹدارة ﻓﻲ إﻋﻣﺎل اﻟﻣﺳطرة اﻟواﺟﺑﺔ اﻟﺗطﺑﯾق،277
ﻛﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻠك ﻓﯾﮭﺎ اﻹدارة ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻷﺳﺎس اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺑﯾن ﻟﮭﺎ أن
اﻟﻣﻠزم ﺣﻘق رﻗم ﻣﻌﺎﻣﻼت ﯾﻔوق ﻣﻠﯾون درھم طوال ﺳﻧﺗﯾن ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺗﯾن واﻟذي ﯾﺟﻌﻠﮫ ﻻ ﯾﺧﺿﻊ
ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺣﺳب اﻟﻧظﺎم اﻟﺟزاﻓﻲ وإﻧﻣﺎ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺣﺳب ﻧظﺎم اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺻﺎﻓﯾﺔ أو
اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،واﻟﺣﺎل أﻧﮫ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺳﻠوك ﻣﺳطرة اﻟﻔﺣص أوﻻ ﻣﺗﺑوﻋﺔ
278
إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﺑﺑطﻼن ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ ﺑﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ،ﻓﻘد ذھﺑت اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ
اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل ﺑﻌد أن ﺗﺑﯾن ﻟﮭﺎ أن ﻣﺳطرة ﺗﻠك اﻟﻣراﺟﻌﺔ ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺳﻠوك ﻛل ﻣن
279
وﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺣص اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 105
280
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن رﻗم ﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻗد ﻓﺎق اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 107
اﻟﺣد اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﺧول ﻟﮫ اﻟﺑﻘﺎء ﺗﺣت ﻧظﺎم اﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺟزاﻓﻲ ،ھﻛذا ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘرار" :ﻟﻛن،
ﺣﯾث أن اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﺗﺑﯾن ﻟﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف أﻧﮭﺎ ﻓﺎﻗت اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ
اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ إطﺎر اﻟرﺑﺢ اﻟﺟزاﻓﻲ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 20ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺣدث
ﺑﻣوﺟﺑﮫ ﺿرﯾﺑﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل ﻛﻣﺎ ﺗؤﻛد ذﻟك اﻹدارة ،ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮭﺎ أن ﺗﺳﻠك ﻣﺳطرة
اﻟﻔﺣص اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 105اﻟﺗﻲ ﺗوﺟب ﻋﻠﯾﮭﺎ أن ﺗوﺟﮫ ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ
رﺳﺎﻟﺔ ﻣوﺻﻰ ﺑﮭﺎ ﻣﻊ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﺗﺳﻠم ﺑﻌزﻣﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻔﺣص ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻟﻣدة ﻻ ﯾطﺎﻟﮭﺎ
ﻛﻣﺎ ﺗﻌرﻓﻧﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌرض ﺣدﯾﺛﻧﺎ ﻋن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺟراء ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ وإﻋﺎدة اﻟﺗﻘوﯾم –اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﻣن
اﻟﻔﺻل اﻷول -ﻓﺈن ھذه اﻟﻣﺳطرة إﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺗﻧﺗﮭﻲ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻋﺎدﯾﺔ ﺑﺟواب اﻟﻣﻠزم ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣظﺎت
اﻟﻣﻔﺗش ﺑﻘﺑوﻟﮭﺎ ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ،أو ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ ﺑطﻠب اﻟﻣﻠزم ﻣن اﻟﻣﻔﺗش إﺣﺎﻟﺔ ﻣﻠﻔﮫ
ﻋﻠﻰ أﻧظﺎر اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺣﺳب ﻧوﻋﯾﺔ اﺧﺗﺻﺎص ﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ ،ھذا اﻷﺧﯾر
اﻟذي ﯾﺗﺳﻠم اﻟﻣطﺎﻟﺑﺎت اﻟﻣوﺟﮭﺔ إﻟﻰ اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﯾﺳﻠﻣﮭﺎ ﻟﮭﺎ ،وﯾﺑﻠﻎ ﻣﻘررو ھذه اﻟﻠﺟﺎن
اﻟﻣﻘررات اﻟﺻﺎدرة ﻋﻧﮭﺎ وﻓق اﻹﺟراءات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 219أﻋﻼه.282
ھذه اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﻘﺗﺿﺑﺔ واﻟﻘﺎﺻرة ﻟﻠﺑﻧد اﻟﻣذﻛور ﺟﻌل اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺑﮭﺎ إﺣﺎﻟﺔ طﻌن
اﻟﻣﻠزم ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻷﺟل اﻟﻣﻘرر ﻟذﻟك ﻣﺳﺎﺋل ﻏﺎﻣﺿﺔ ،ﻣﻊ أن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺄﺣﻛﺎم
إﺟراﺋﯾﺔ ﯾﻔﺗرض ﻓﯾﮭﺎ أن ﺗﻛون ﻣﻧظﻣﺔ ﺑدﻗﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﺷرع ،وھو ﻣﺎ ﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم
ﺗﻔﺳﯾرات وﺗﺄوﯾﻼت ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ ﻟﻠﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،دأﺑت اﻹدارة ﺑﺧﺻوﺻﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺑرﯾر ﻣوﻗﻔﮭﺎ
ﺑﻌدم إﺣﺎﻟﺔ طﻌن اﻟﻣﻠزم ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن إﻟﻰ ﻋدم وﺟود أي ﻣﻘﺗﺿﻰ
ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﻠزﻣﮭﺎ ﺑﺗﻠك اﻹﺣﺎﻟﺔ ،وأن ذﻟك ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮫ ﺑطﻼن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ
اﻟﻣﺣدد ﺣﺎﻻﺗﮫ ﺣﺻرا ﻓﻲ اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻣن ﻣن اﻟﻣﺎدة 220ﻣن م ع ض ،وﻟﯾس ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ ﻋدم
إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻠف ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،ﺛم إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ ھذه اﻷﺧﯾرة اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﻰ ﻣﻘر ﺧﺎص
_282ھذه ھﻲ اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت واردة ﻓﻲ اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻟث ﻣن اﻟﻣﺎدة 220إﺛر ﺻدور اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب ﻗﺑل أن
ﯾطﺎﻟﮭﺎ اﻟﺗﻌدﯾل ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺳﻧﺔ 2010اﻟذي أﺿﺎف إﻟﻰ اﻟﻔﻘرة اﻟﻣﺳطر ﻋﻠﯾﮭﺎ " :ﯾﺗﺳﻠم اﻟﻣﻔﺗش اﻟﻣطﺎﻟﺑﺎت
اﻟﻣوﺟﮭﺔ إﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﯾﺳﻠﻣﮭﺎ ﻟﮭﺎ ﻣﺻﺣوﺑﺔ ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺟراءات اﻟﻣﺳطرة اﻟﺗواﺟﮭﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻣﻛن ھذه اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣن اﻟﺑث".
_283رﺿﺎ )اﻟﺗﺎﯾدي( :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .173
132
إﻻ أن اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺳﺎﺑﻘﺎ اﺳﺗﺑﻌدت ﺟﻣﯾﻊ ھذه اﻟﺗﺑرﯾرات وﻛﺎن ﻟﮭﺎ
284
واﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :ﻟﻛن ﺣﯾث ﻣوﻗف ﺣﺎﺳم ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻛﻣﺎ ورد ﻓﻲ أﺣد ﻗراراﺗﮭﺎ
إن اﻟﺛﺎﺑت ﻣن اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ وﺟﮭﮭﺎ اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻋن طرﯾق اﻟﺑرﯾد اﻟﻣﺿﻣون ﺑﺗﺎرﯾﺦ -13
2001-07أﻧﮫ ﯾطﻠب ﻓﯾﮭﺎ ﻣن إدارة اﻟﺿراﺋب إﺣﺎﻟﺔ ﻣﻠﻔﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾر
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وأن اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف )ﻣدﯾر اﻟﺿراﺋب( ﻻ ﯾﻧﺎزع ﻓﻲ ذﻟك ﺑل أﻛده ﻓﻲ اﻟﻣذﻛرة اﻟﻣدﻟﻰ
ﺑﮭﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2004-08-27اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﮭﺎ أن ﻣﻠف اﻟﻣدﻋﻲ أﺣﯾل ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠﺑﮫ ﻋﻠﻰ
اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ اﻧﺗظﺎر ﺻدور ﻗرار اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ.
وﺣﯾث إن اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻟم ﯾدل ﺑﻣﺎ ﯾﻔﯾد إﺣﺎﻟﺔ ﻣﻠف اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻋﻠﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ
ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻹدارة ﺗﺣرم اﻟﻣدﻋﻲ ﻣن إﺣدى اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﺗﻛون ﻣﺳطرة اﻟﻔرض اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون وﯾﻛون اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻋﻧدﻣﺎ ﻗﺿﻰ
ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﻣذﻛور ﺻﺎﺋﺑﺎ وواﺟب اﻟﺗﺄﯾﯾد".
285
ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :ﻋدم ھذا ﻣﺎ أﻛدﺗﮫ أﯾﺿﺎ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ أﺣد ﻗراراﺗﮭﺎ
اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻹدارة ﻟطﻠب اﻟﻣﻠزم ﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧزاع ﻋﻠﻰ أﻧظﺎر اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺳﺎ ﺑﺈﺣدى
اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﮫ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،ﯾﺟﻌل اﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣﻌﯾﺑﺎ ،وﻻ ﯾؤﺛر ﻓﻲ ذﻟك اﺳﺗدﻻﻟﮭﺎ –
أي اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ -ﺑﺎﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻐﯾﺔ اﻷوﻟﻰ واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺗﯾن ﻷﺳﺑﺎب وطرﯾﻘﺔ
ﻣراﺟﻌﺔ اﻟﺛﻣن اﻟﻣﺻرح ﺑﮫ وﺑﺄﺣﻘﯾﺗﮭﺎ –اﻹدارة -ﺑﺳﻠوك اﻟﻣﺳطرة اﻟﺳرﯾﻌﺔ".
286
ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :ﻟﻛن ،ﺣﯾث إﻧﮫ وﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺣﻛم وﻓﻲ ﻗرار آﺧر ﻟﻧﻔس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻋن ﺻواب أن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺿراﺋب وإن ﻛﺎﻧت ﺗﺑﯾﺢ ﻟﻠﻣﻔﺗش ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺳطرة
اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺿرﯾﺑﺔ أن ﯾﻘوم ﺑﻔرض اﻟﺿراﺋب ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻷﺳس اﻟﻣﺑﻠﻎ إﻟﻰ اﻟﺧﺎﺿﻊ
ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺈن ذﻟك ﻻ ﯾﻌﻔﻲ اﻹدارة ﻣن إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧزاع ﻋﻠﻰ أﻧظﺎر
_284ﻗرار ﻋدد 294ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻹداري ﻋدد 2006/2/4/140وﻛذﻟك ﻗراراھﺎ ﻋدد 654ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2007/6/27ﻓﻲ
اﻟﻣﻠف اﻹداري ﻋدد .2005/2/4/1558أورده:
رﺿﺎ )اﻟﺗﺎﯾدي( :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .173
_285ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺑﺎط ﻋدد 2488اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2011/10/03ﻣﻠف ﻋدد .9/10/622
_286ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺑﺎط ﻋدد 4847اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2013/12/18ﻣﻠف ﻋدد .9/13/201
133
اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﺗﻰ طﻠب ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻣﻠزم ذﻟك ﻷن ﻋدم ﻗﯾﺎﻣﮭﺎ ﺑﻣﺎ ذﻛر ﯾﻌﺗﺑر
ﻣﺻﺎدرة ﻟﺿﻣﺎﻧﺔ ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺣرﻣﺎﻧﮭم ﻣن
ﻣﺳطرة ﺗواﺟﮭﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣذﻛورة وأن اﻷﺛر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
225ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ إﻧﻣﺎ ﯾﻧﺳﺣب ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﻣﻛن اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣن اﻟﺑث ﻓﻲ اﻟﻧزاع ﻟﯾس
ﻻ ﯾرﺟﻊ ﻟﺗﮭﺎون اﻹدارة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ طﻌن اﻟﻣﻠزم ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ إﻻ ﺑﻌد ﻓوات اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻟﻠﺑث
وأن اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟم ﺗدل ﺑﻣﺎ ﯾﺛﺑت إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻠف ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ رﻏم طﻠب اﻟﻣﻠزم
ذﻟك ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2008-05-22ﻣﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﻌﮫ اﻟﺣﻛم ﻟﻣﺎ ﻗﺿﻰ ﺑﺑطﻼن ﻣﺳطرة ﻓرض
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻣﺻﺎدف ﻟﻠﺻواب وواﺟب اﻟﺗﺄﯾﯾد".
287
ﻟﺗﻘرر ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﮭﺎ" :وﺣﯾث إﻧﮫ ﺑﺎﻹطﻼع وﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﻧﮭﺞ ﺳﺎرت إدارﯾﺔ اﻟﺑﯾﺿﺎء
ﻋﻠﻰ وﺛﺎﺋق وﻣذﻛرات اﻷطراف ﺳﯾﻣﺎ ﺟواب إدارة اﻟﺿراﺋب ﯾﺗﺑﯾن أﻧﮭﺎ ﻟم ﺗدل ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻣﺎ
ﯾﻔﯾد إﺣﺎﻟﺔ ﻣﻠف اﻟﻣدﻋﻲ ﻋﻠﻰ أﻧظﺎر اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ رﻏم ﻣطﺎﻟﺑﺗﮫ ﺑذﻟك ﺑرﺳﺎﻟﺗﮫ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
ﺧﻼل اﻟﻣﺳطرة اﻟﺗواﺟﮭﯾﺔ واﻟﻣﺗوﺻل ﺑﮭﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،2006-12-29ورﻏم إﻧذارھﺎ ﻣن
طرف اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺧﻼل إﺟراءات ﺳرﯾﺎن اﻟدﻋوى ،اﻷﻣر اﻟذي ﺗﻛون ﻣﻌﮫ ﻣﺳطرة اﻟﻔرض
اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون وﻣﺳﺎﺳﺎ ﺑﺣق اﻟدﻓﺎع اﻟﻣﺧول ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻟﻠﻣﻠزم ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوﻗﮫ
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﻣﺎ اﻗرھﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺿرﯾﺑﻲ".
وﺑﻣﺎ أن ﻋﻠﺔ ﺑطﻼن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم إﺣﺎﻟﺔ طﻌن اﻟﻣﻠزم ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ھو ﺧرق
ﺣق ﻣن ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ،ﻓﺈن ﻧﻔس اﻟﺣﻛم ﺗﺄﺧذه اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﯾﮭﺎ ﺗﻠك اﻹﺣﺎﻟﺔ وﻟﻛن ﺑﻌد
ﻓوات اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻟﻠﺟﺎن ﻣن أﺟل اﻟﺑث ﻓﻲ اﻟطﻌن أي 12ﺷﮭرا ﻣن ﺗﻘدﯾم ھذا اﻷﺧﯾر،
طﺎﻟﻣﺎ أن اﻹدارة ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘﺎﻋﺳت ﻋن إﺣﺎﻟﺔ اﻟطﻌن ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺧﺎرج اﻷﺟل اﻟﻣذﻛور ﻣﻣﺎ
وﻟﻌل ھذا ﻣﺎ دﻓﻊ اﻟﻣﺷرع إﻟﻰ اﻟﺗدﺧل ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون ﻣﺎﻟﯾﺔ 2011ﻟﻠﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ:
"...ﯾﺣدد أﺟل أﻗﺻﺎه أرﺑﻌﺔ أﺷﮭر ﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣطﺎﻟﺑﺎت واﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﻣن طرف
اﻹدارة ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻹدارة ﺑﺎﻟطﻌن اﻟﻣﻘدم ﻣن
طرف ﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣذﻛورة" ،ﻗﺑل أن ﯾﺗم اﻟﺗﻘﻠﯾص ﻣن ھذه اﻟﻣدة إﻟﻰ ﺛﻼث
أﺷﮭر ﺑﻣوﺟب آﺧر ﺗﻌدﯾل ﺻدر ﻋن طرﯾق ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 2016اﻟذي ﻋرف ﺗﻘﻠﯾص
ﻛﺑﯾر ﻟﻶﺟﺎل.
ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﯾﺎق ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻺدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﺧص اﻟﻣﻔﺗش اﻟﻣﺣﻘق أن
ﺗﻘرر ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﯾﺗﻌﯾن إﺣﺎﻟﺔ اﻟطﻌن ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو اﻟوطﻧﯾﺔ أم ﻻ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻗدم ﺧﺎرج
اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ أو ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل ﺗﺧرج ﻋن اﺧﺗﺻﺎص ھذه اﻷﺧﯾرة ،ﻷن ذﻟك ﯾﺗﻧﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﻗﺎﻋدة
ﻋدم ﺟواز اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﺻﻔﺗﮭﺎ ﻛﺧﺻم وﺣﻛم ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻹﻟزام اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ
اﻹدارة ھو إﻟزام ﻣطﻠق ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن ﻣوﻗﻔﮭﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻘدﯾم اﻟطﻌن وﻣوﺿوﻋﮫ واﻟذي ﯾرﺟﻊ
أﻣر اﻟﺑث ﻓﯾﮫ إﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎل ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻧزاع ﺑﻣﻔردھﺎ ،وھذا ﻣﺎ ﺑﻧت ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ
289
ﺣﻛﻣﮭﺎ ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻣﺳطرة ﻓرض اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﺑﺷﺄن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح ﺑﺎﻟرﺑﺎط
اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ وذﻟك ﺑﺳﺑب إﺣﺟﺎم اﻹدارة ﻋن إﺣﺎﻟﺔ طﻌن اﻟﻣدﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻋﺗﻘﺎدا ﻣﻧﮭﺎ
ﻟﻘد أﺟﺎز اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ أن ﯾﻧﺎزع أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻗرار ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺳواء اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو اﻟوطﻧﯾﺔ ﻋﻘب ﺑﺣث طﻌن اﻟﻣﻠزم
ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ وذﻟك داﺧل أﺟل اﻟﺳﺗﯾن ) (60ﯾوﻣﺎ اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣﻘررات اﻟﻠﺟﺎن
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،291وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﻘرر اﻟﻣذﻛور أﺟﺎز اﻟﻘﺿﺎء رﻓﻊ اﻟطﻌن داﺧل ﻧﻔس
اﻷﺟل ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﺻدار ﺟداول ﻟﻼﺳﺗﺧﻼص ،أو اﺳﺗﺻدار اﻟﺳﻧد اﻟﺗﻧﻔﯾذي ﻷداء اﻟدﯾن
292
ﻟﮭﺎ أﻟﻘت ﻓﯾﮫ ﻋبء إﺛﺑﺎت ﺗﺎرﯾﺦ ﺻدور اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،وھو ﻣﺎ أﻛدﺗﮫ إدارﯾﺔ ﺑوﺟدة ﻓﻲ ﺣﻛم
اﻟﺟداول اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﺣﺗﻰ ﯾﺑﺗدئ أﺟل طﻌن اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :وإن
ﻛﺎﻧت اﻹدارة ﻗد أﺛﺎرت ﻣﺎ ﻓﻲ اﻹﻋﻼم اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻟﻠﺟداول إﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺷروع ﻓﻲ
اﻟﺗﺣﺻﯾل ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻟم ﺗدل ﺑﻣﺎ ﯾﻔﯾد ﺗﺑﻠﯾﻎ ھذه اﻹﻋﻼﻧﺎت ﻟﻠﻣﻠزم ﺑﻧﻔس اﻟﺗﺎرﯾﺦ وأﻧﮫ ﺑﻌدم ﺛﺑوت
ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻧﺷر وﻧﻔﻲ اﻟﻣﻠزم ﺗوﺻﻠﮫ ﺑﺎﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟوارد ﻓﻲ اﻹﻋﻼﻧﺎت ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﯾﺑﻘﻰ أﺟل اﻟطﻌن
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﻔﺗوﺣﺎ".
وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ،ﻓﺈﻧﮫ أﻣﺎم ﺻراﺣﺔ اﻟﻣﺎدة 242ﻣن م ع ض ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠزم رﻓﻊ
طﻌﻧﮫ ﻓﻲ ﻗرارات اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﺗﻰ ﺗم ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ ﺑﺗﻠك اﻟﻣﻘررات ،وداﺧل اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
ﻟﻠدﻋوى وإﻻ ﺳﻘط ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻹدﻋﺎء.
أﻣﺎ إذا اﻧﺗﮭت اﻟﻠﺟﺎن إﻟﻰ إﺑرام اﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻟﻣﻠزم واﻹدارة ﻓﯾﺑﻘﻰ ھذا اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻠزم
ﻟﻠطرﻓﯾن ﻣﻌﺎ ،وﻻ ﯾﺟوز اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ إﻻ ﺑﻣوﺟب اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻣدى ﺻﺣﺔ ھذا اﻻﺗﻔﺎق ﺑﻌدم
وﺟود ﻣﻧﺎورات ﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ ﻣﺛﻼ ،أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﺧطﺄ ﻣﺎدي ﺗﻘﻧﻲ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣﺳﺎب اﻟﺿرﯾﺑﺔ
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق.
وأﻗرت ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺣﻛم أن اﻻﺗﻔﺎق ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺻدور ﻗرار ﻋن ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم
اﻟوطﻧﯾﺔ ﯾﺟوز اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟرﺳﻣﻲ داﺧل أﺟل اﻟﺷﮭرﯾن اﻟﻣواﻟﯾﯾن ﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺻدور
اﻟﺟداول اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ.294
وﯾﻛون ﻟﻺدارة وﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺣق اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻣﻘررات ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻣﻔﺗوﺣﺎ ﻓﻲ
ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﺎﻻت وھو ﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﺿﻣﺎﻧﺔ ھﺎﻣﺔ ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﯾﻣﻛﻧﮫ ﻣن اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻗرارات
اﻟﻠﺟﺎن ﻣﺎدام أن ھذه اﻟﻣﻘررات ﺗﻌﺗﺑر ﻗرارات إدارﯾﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠطﻌن ،وذﻟك ﻣﺗﻰ ﺗﺑﯾن ﻋدم
ﻣﺷروﻋﯾﺔ ھذه اﻟﻘرارات ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻠزم )اﻟﻔرع اﻷول( ،ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﺗﺑﻘﻰ أھم ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ
اﻹطﻼق ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ وﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ واﻟﻛﺷف
ﻋن اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺻﺎدﻗﺔ واﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻻﺗﺟﺎه اﻟذي ﯾﺣﻘق اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ أن ﯾﻧﺎزع أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺧﺗص ﻓﻲ اﻟﻣﻘررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن
ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وذﻟك ﻣﺗﻰ أﺛﺑت ﻋدم اﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻣﻠزم ﻟﺣﺿور ﺟﻠﺳﺎت ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم
)اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ( ،وﻛذﻟك اﻟﻣﻘررات اﻟﺗﻲ ﻻﻣﺳت اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ )اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ( ،ﺛم ﺑطﻼن
ﻣﻘرر اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻟﻺﺧﻼل ﺑﻘﺎﻋدة "ﻻ ﯾﺿﺎر أﺣد ﺑطﻌﻧﮫ" )اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ(.
_293ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑوﺟدة ﻋدد 1999/32ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1999/02/17ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم .1998/94
أوردﺗﮫ:
رﺷﯾدة )اﻟﺻﺎﺑري( :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .163
_294ﻣﺣﻣد )اﻟﺑراﻧﺻﻲ( :ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ودورھﺎ ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،أطروﺣﺔ
ﻟﻧﯾل اﻟدﻛﺗوراه ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،وﺣدة اﻟﺗﻛوﯾن واﻟﺑﺣث ﻓﻲ أﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ –ﺳﻼ ،-اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،2013/2012ص .283
137
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :ﻋدم اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺑت ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟواﻗﻌﯾﺔ دون اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﻣﻧوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑث ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺗﻔﺳﯾر
وﺗﺄوﯾل اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وأن اﻟﻣﻠزم ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﻌرﺿﮭﺎ أﻣﻠم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ
اﻟﻧزاع اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻧظر ﻓﯾﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺷﺎﻣل ،واﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠك ﻓﯾﮫ
ﺳﻠطﺔ ﺗﺻﺣﯾﺢ ﺟﻣﯾﻊ اﻷوﺿﺎع اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﺔ ،ﺳواء اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟواﻗﻊ أو اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓﺈن
اﻟﻣﻠزم ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﯾﻣﻠك ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻣﻘرر اﻟﻠﺟﺎن
ﺳواء اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﺑﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ أو اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﺑﻣﺳطرة اﻟﻣﺛول أﻣﺎم
296
وھﻲ ﺗﻠﻐﻲ ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻟﺑت ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ
اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ" :إن اﻟﻣﺷرع ﺣﺻر اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌون
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟواﻗﻌﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻘدﯾر ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن أﺳﺎس
اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﯾﻣﻛﻧﮭﺎ ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﻣراﻗﺑﺔ ﺗطﺑﯾق اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟواﺿﺣﺔ ﻟﻠﺗوﺻل إﻟﻰ
ﺗﺣدﯾد أﺳﺎس اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻼ ﺗﻛون ﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻣوض اﻟﻧص أو ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر
ﺑﻣﺳﺄﻟﺔ إﺟراﺋﯾﺔ ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ ﻋن ﺗﺣدﯾد أﺳﺎس اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﺛل ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣراﻋﺎة ﻣﻔﺗش اﻟﺿراﺋب
ﻟﻸﺟل اﻟذي ﯾﺟب أن ﯾﻌطﻰ ﻟﻠﻣﻠزم ﻣن ﻗﺑل."...
وﻗد ﺣﺎوﻟت اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻗرارھﺎ اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر
إﯾﺟﺎد ﻣﻌﯾﺎر ﻟﻠﻔﺻل ﺑﯾن اﻟواﻗﻊ واﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻠﺟﺎن ،ﻣﻌﺗﺑرة أن ﺗﻘدﯾر ﻗﯾﻣﺔ
اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد أﺳﺎس اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻣراﻗﺑﺔ ﺗطﺑﯾق اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟواﺿﺣﺔ
_295ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص
.81
_296ﻗرار اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻋدد 1026ﺑﺗﺎرﯾﺦ 06ﯾوﻟﯾوز 2001ﺑﺎﻟﻣﻠف اﻹداري 99/626أورده:
ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .56
138
ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺳﺄﻟﺔ واﻗﻊ ،أﻣﺎ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺻوص اﻟﻐﺎﻣﺿﺔ أو اﻟﺑت ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ إﺟراﺋﯾﺔ ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ ﻋن
وﻣﺎ ﯾﻌﻧﯾﻧﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻘﺎم ،أﻧﮫ ﻛﻠﻣﺎ ﺗﺿرر اﻟﻣﻠزم ﻣن ﻗرار اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ورأى أﻧﮭﺎ
دﺧﻠت ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘﺎﻧون ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺗﻔﺳﯾر ﻗرارھﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﮫ ﺗﻘدﯾم طﻌن ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻘرر
ﺑﺳﺑب ﻋدم اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟذي طﺎﻟﮫ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﺗﻌدي اﻟﻠﺟﺎن ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء ،ﻓﮭو
اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﻟﮫ اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘﺎﻧون واﻟﻧﺻوص اﻟﻐﺎﻣﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟذي ﯾﻌﺑر ﻋن
روح اﻟﺗﺷرﯾﻊ وﺗوﺟﮫ اﻟﻣﺷرع ،وھذا ﯾﺷﻛل ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺗوﺳﻊ اﻟﻠﺟﺎن ﻓﻲ
ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻐﺎﻣﺿﺔ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ اﺟﺗﮭﺎداﺗﮭﺎ ،وﺑﺎﻟﻧظر أﯾﺿﺎ إﻟﻰ أن ھذه اﻟﻠﺟﺎن ﺗﺿم
ﻋﻧﺎﺻر ﺗﺎﺑﻌﯾن ﻹدارة اﻟﺿراﺋب ﻗد ﯾطوﻋون اﻟﻧص اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﻐﺎﻣض ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻹدارة.
ﻟﻘد أﻗر اﻻﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﺿرورة ﺣﺿور أو ﻋﻠﻰ
اﻷﻗل اﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻣﻠزم أو ﻣن ﯾﻣﺛﻠﮫ ﻟﺣﺿور أﺷﻐﺎل اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،وأن اﻹﺧﻼل ﺑذﻟك
298
ﯾﺷﻛل ﻣﺳﺎ ﺑﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،وﻗد ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ
وھﻲ ﺗﻠﻐﻲ ﻣﻘرر اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮫ ،واﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوﺋﮫ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﺣﯾث أن اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻔﺻل 41ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺣﺗﺞ ﺑﺧرﻗﮫ ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أن ﺗﺟﺗﻣﻊ
اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة ﺑﺗﻌﯾﯾن ﻣن رﺋﯾس اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟذي ﯾوﺟﮫ اﻟدﻋوة إﻟﻰ اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن
اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺿﻣوﻧﺔ اﻟوﺻول ﻣﻊ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﺗﺳﻠم ﻗﺑل اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺣدد
ﻟﻼﺟﺗﻣﺎع ﺑﻣﺎ ﻻ ﯾﻘل ﻋن 15ﯾوﻣﺎ.
_297ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص
.55
_298ﻗرار اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻋدد 12ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،2001/01/04ﻣﻠف إداري رﻗم .2000/1/4/107أورده:
ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 56وﻣﺎ
ﺑﻌدھﺎ.
139
وﺣﯾث ﯾﺗﺿﺢ ﻣﻣﺎ ذﻛر وﺟود اﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ أم ﻣن ﯾﻣﺛﻠﮫ إﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺻدر ﻣﻘررات ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻣراﻛز ﺳﯾﻣﺎ وأن رأﯾﮭﺎ ﯾﻛون ﻣﻌﻠﻼ وﯾﺑﻠﻎ ﻟﻸطراف وﯾﻣﻛن
اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ ﻗﺿﺎء وأن اﻹﺧﻼل ﺑذﻟك ﻣن ﺷﺄﻧﮫ اﻟﻣس ﺑﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع".
ﻣن ھﻧﺎ ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺷدﯾد اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﻠﻣﻠزم ﻣن
ﺧﻼل ﻣراﻗﺑﺗﮫ ﻟﻣدى اﺣﺗرام ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺑﺎﺳﺗدﻋﺎء ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن
299
ﺑﺗـﺎرﯾﺦ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠزم وﯾﺗﺟﻠﻰ ذﻟك أﯾﺿﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻗرار آﺧر ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ
2008-04-02ورد ﻓﯾﮫ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :وﺣﯾث إن اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف اﻟذي ھو اﻹدارة ﻗد أدﻟت ﺑﻣﺎ ﯾﻔﯾد
اﺳﺗدﻋﺎء ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺎﻟﺑرﯾد اﻟﻣﺿﻣون ﻣﻊ ﺗوﺻﻠﮫ ﻟﻠﺟﻠﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﻘدﺗﮭﺎ
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2002-06-13وأرﺟﺄت اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻟﺟﻠﺳﺔ 2002-09-16اﻟﺗﻲ ﺣﺿر
ﻓﯾﮭﺎ اﻟرﺋﯾس وﻋﺿوان ،ﻓﻛﺎﻧت ﺑذﻟك ﻣﺗﺂﻟﻔﺔ وﻓق ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﺎدة 41اﻟﻣﺣﺗﺞ ﺑﺧرﻗﮭﺎ
ﻣﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﻌﮫ اﻟطﻠب ﻏﯾر ﻣؤﺳس وﯾﻛون اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻋﻧدﻣﺎ ﻗﺿﻰ ﺑﺧﻼف ذﻟك ﻏﯾر
ﺻﺎﺋب وﻣﻌرﺿﺎ ﻟﻺﻟﻐﺎء".
ﻛﻣﺎ ﻛرس اﻻﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺿﻣﺎﻧﺔ اﺳﺗدﻋﺎء اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻣن
ﺧﻼل إﻟﻐﺎء ﻣﻘرر ھذه اﻟﻠﺟﺎن ﻣﺗﻰ ﺛﺑت ﻋدم اﺳﺗدﻋﺎء اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ وھو ﻣﺎ ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣن
300
ﻣﻔﮭوم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣن ﻣﺿﻣون ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﺻدر ﻋن اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ
ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2005-02-17ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :وﺣﯾث ﺗﺑﯾن ﺻﺣﺔ ﻣﺎ ﻋﺎب ﺑﮫ اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف )إدارة
اﻟﺿراﺋب( اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ذﻟك أن اﻟﺛﺎﺑت ﻣن اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﮭﺎ ﻣﻘﺎل اﻟدﻋوى أن
اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﺗﻌﺗرف ﺑﺗوﺻﻠﮭﺎ ﺑﺎﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺟﻠﺳﺔ اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﺑﺗﺎرﯾﺦ -11-14
2003وأﻧﮫ ﺑطﻠب ﻣن ﻣﻣﺛل اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣدﻋﯾﺔ ﻗﺎﻣت اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﺗﺄﺟﯾل اﻟﺟﻠﺳﺔ إﻟﻰ ﯾوم
،2003-12-24وﻗد وﺟﮭت إﻟﯾﮭﺎ اﻻﺳﺗدﻋﺎء ﻟﺣﺿور ھذه اﻟﺟﻠﺳﺔ ﺑﻌﻧواﻧﮭﺎ اﻟذي ﺳﺑق أن
ﺗوﺻﻠت ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻻﺳﺗدﻋﺎء اﻷول ،ﻓرﺟﻊ اﻟطﻲ ﺑﻣﻼﺣظﺔ أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺳﻛن اﻟﻌﻧوان ،ﻓﺗﻛون ﻗد
اﺣﺗرﻣت اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 46ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 58.30اﻟﻣﻧظم
_299ﻗرار اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻋدد 296ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،2008/04/02ﻣﻠف إداري رﻗم .412/4/2/06
_300ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻋدد 796ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2005/02/17ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻹداري ﻋدد .505/3/04
140
ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ وﺗﻛون اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﻗﺿت ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل اﺳﺗﻧﺎدا
إﻟﻰ ﻋدم اﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن طرف اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ودون ﻣﻧﺎزﻋﺔ ھذه اﻷﺧﯾرة
ﻓﻲ أﺳس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو ﻓﻲ ﻣﺳطرة ﻓرﺿﮭﺎ ﻣﺟﺎﻧﺑﺎ ﻟﻠﺻواب وواﺟب اﻹﻟﻐﺎء".
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :ﺑطﻼن ﻣﻘرر اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻟﻺﺧﻼل ﺑﻘﺎﻋدة "ﻻ ﯾﺿﺎر أﺣد ﺑطﻌﻧﮫ"
إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺄﻧﮫ ﻻ ﯾﺿﺎر أﺣد ﺑطﻌﻧﮫ ﻻرﺗﺑﺎطﮫ ﺑﺣﻘوق
اﻟدﻓﺎع ﻓﻘد طﺑﻘت اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ھﺎﺗﮫ اﻟﻘﺎﻋدة ﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ اﻟطﻌون اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﺿد ﻗرارات
اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،وﻗد اﺳﺗﺧﻠﺻت رأﯾﮭﺎ ھذا ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟواﺟﺑﺔ اﻟﺗطﺑﯾق
وﺧﺻوﺻﺎ ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻔﺻل 107ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣﻊ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 89.17اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑـ ض ع د ،ﺣﺎﻟﯾﺎ
اﻟﻣﺎدة 220ﻣن م ع ض ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻋدم ﺗﻘدﯾم اﻟطﻌن ﻓﻲ ﺑﻌض ﻧﻘط ﻣﻘرر اﻟﻠﺟﺎن ﺗﻌﺗﺑر
302
ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :ﻟﻛن ﺣﯾث أن دور اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠطﻌن اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﻗد ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرارھﺎ
ھو دور ﺗوﻓﯾﻘﻲ وﺗﺣﻛﯾﻣﻲ ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻻﺧﺗﺻﺎﺻﮭﺎ وﺑﺎﻟذات اﻟﻔﺻﻠﯾن 39
و 41ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋل اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﺎل ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﻔﺻل 107ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل ،ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﺗﻠك اﻟﻠﺟﻧﺔ أن ﺗﻌﯾد اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﻘﯾﯾم
اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺑﻠﺗﮭﺎ اﻷطراف ،وأن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ ﺻواب ﻋﻧدﻣﺎ أوردت ﻧص اﻟﻔﺻل
39ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﺎل ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﻔﺻل 107اﻟﻣذﻛور وﺑﻣﻘﺗﺿﺎه
ﯾﻌﺗﺑر ﻋدم ﺗﻘدﯾم اﻟطﻌن داﺧل اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻗﺑوﻻ ﺿﻣﻧﯾﺎ ﻟﻣﻘرر اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾر
اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﺳﺗﻧﺗﺟت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن ذﻟك أن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣﻘﯾدة ﺑﺄﺳﺑﺎب اﻟطﻌن اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﮭﺎ
اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ."...
_301ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص
.57
_302ﻗرار اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻋدد 241ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2000/02/17ﺑﺎﻟﻣﻠف اﻹداري .98/1/5/572أورده:
ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .58
141
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ
إذا ﻛﺎن اﻟﮭدف اﻟﻣﻧﺷود ﻣن ﻟﺟوء أطراف اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ
ﯾﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻓض اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ واﻻﺣﺗﻛﺎم إﻟﻰ ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﮭذا اﻟﻣوﺿوع ،ﻓﺈن
اﻷﻣر ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ وﺗﺷﮭد ﻋﻠﯾﮫ أﯾﺿﺎ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﺧﺻوص ﻻ ﯾﺗﻌﻠق وﺣﺳب
ﺑﺑطﻼن ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺿرﯾﺑﺔ وإﻟﻐﺎء ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ إذا ﻛﺎن ﻻ ﯾﺗﻔق واﻟﻣﻘدرة
اﻟﺗﻛﻠﯾﻔﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم وإﻧﻣﺎ ﯾﺗﻌداه ﺗﺣدﯾد ﻣﺑﻠﻐﮫ أﯾﺿﺎ )اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ( .ﻏﯾر أن اﻟﻣﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ
اﻟﻐﺎﻟب اﻷﻋم ھو إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﻋﺎدة اﻹدارة اﻟﻣﺳطرة ﻣن ﺟدﯾد دون أن ﯾﻛون ﻟﮭﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﻐﯾﯾر
أﺳس اﻟﺗﻲ ﻗدرﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳطرة اﻟﻣﻌﯾﺑﺔ )اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ(.
إن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻓﻲ إﻟﻐﺎء ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾدﺧل ﺿﻣن ﺻﻣﯾم
ﺑﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ .ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻻ ﺑﻘوم ﻓﻘط ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺑطﻼن اﻟﻣﺳطرة وﻣن ﺛم إﻟﻐﺎﺋﮭﺎ ،ﺑل إﻧﮫ ﻓﻲ إﻟﻐﺎﺋﮫ ﯾﺳﻘط ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣوﺿوع
اﻟﻧزاع ﺟزﺋﯾﺎ أو ﻛﻠﯾﺎ إذا ﺛﺑت ﻟﮫ ﻣﺎ ﯾدﻋو ﻟذﻟك .وأﻛﺛر ﻣن ذﻟك ﻓﻘد ﺗﺻل ﺳﻠطﺗﮫ إﻟﻰ ذروﺗﮭﺎ
ﺑﺗﺣدﯾده ﻣﺑﻠﻎ اﻟدﯾن اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠزم
ھذا اﻟﺗوﺟﮫ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻟﻐﺎء ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ
ﻻ ﺗﻔرﺿﮫ ﻓﻘط اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠت اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﮭﺎ
ﺑﯾن ﯾدي اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ،ﺑل إن اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﻣﻧطﻘﯾﺔ واﻟﺳرﻋﺔ ﻓﻲ اﻷداء اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺗﻔرض
_303ﻧﺟﺎة )اﻟﻌﻣﺎري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﯾن إﺳﮭﺎم وﺣدود ﺧﻠق ﺷروط ﺗطﺑﯾق اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل
اﻟدﻛﺗوراه ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،وﺣدة اﻟﺗﻛوﯾن واﻟﺑﺣث اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺳن اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﯾن اﻟﺷق –اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ،-ﺳﻧﺔ ،2004ص .238
142
أوﻻ :ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ
ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﯾﺷﻛل أﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت
اﻟدور اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺧﺻوص ،ﻷﻧﮭﺎ
ﺗﺟﻌﻠﮫ ﻓﻲ ﻣوﻗف ﻣﺳﺎوي ﻟﻣﺎ ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﯾﮫ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وأﺟﮭزﺗﮭﺎ اﻟﻣﺗﺷﻌﺑﺔ ﻣن اﻣﺗﯾﺎزات
ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻓرﺿﮭﺎ.
وﻗد اﻋﺗﺑر اﻷﺳﺗﺎذان Aubyو Dragoأن اﻟذي ﯾﻣﯾز ﺣﻘﺎ اﻟﻧزاع اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ھو
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻌﺗرف ﺑﮭﺎ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ،ﻓﻌوض إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﻟﻐﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻗﺎﻧوﻧﻲ
ﺳﻠﯾم ،ﻓﺈن ھذا اﻷﺧﯾر ﯾﻣﻛﻧﮫ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﺗﻐﯾﯾر اﻟﺗﻘدﯾرات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻗﯾﻣت ﻣن طرف
إن ﺗﻘﻠﯾص اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋن اﻟﻣﻠزم ﺑﮭﺎ ﯾﺻدر ﻋن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﺻﻠﮫ إﻟﻰ
ﻋدم ﺗﻧﺎﺳب اﻟﻌبء اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﻘرر ﻣن اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﻘدرة اﻟﺗﻛﻠﯾﻔﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم.305
واﻟﻣﺟﺎل اﻟﺧﺻب ﻟﻣﺛل ھذا اﻟﺗدﺧل ﯾظل ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟﺣﺎﻻت ،ﻣرھون ﺑﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﮫ إدارة
اﻟﺿراﺋب ﻓﻲ إطﺎر ﺳﻠطﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣدﯾد اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،ذات اﻟﻣوﻗف ﯾﻔرض ﻧﻔﺳﮫ ﻋﻠﻰ
اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻣﻠزم اﻟذي ﺳﺑق ﺧﺿوﻋﮫ ﻟﻠﺗﺻﺣﯾﺢ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻐدارة
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ.306
وﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﺣق ﻟﻠﻣﻠزم ﺑﺎﻟطﻌن أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﯾظل ﻗﺎﺋﻣﺎ ،ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ
اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻣﺷﺎرﻛﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻟﮫ ﻋﺑر ﺣواره ﻣﻊ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺣول ﺗﺣدﯾد اﻷﺳس
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،وﻛذﻟك ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟذي ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﮫ اﻹدارة ﻓﻲ اﻓﺗﺗﺎح إﺟراءات ﺗﺻﺣﯾﺢ
ﻛﻣﺎ أن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﻛﻣﺎ ﺳﺑق أن ﺑﯾﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻋرض اﻟﻣﻠزم اﻟﻧزاع
ﻋﻠﻰ ھﯾﺋﺔ إدارﯾﺔ أﺧرى ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،وأن ھذه اﻟﻘرارات ھﻲ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ
ﻟﻠطﻌن أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺷﺎﻣل ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،وﻣﻧﮫ ،ﻓﺈن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ وھو ﯾﺑت ﻓﻲ
اﻟﻘرارات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،ﻻ ﯾﻧظر ﻓﯾﮭﺎ ﺑﮭدف إﻟﻐﺎﺋﮭﺎ ﻓﻘط ،وإﻧﻣﺎ ﯾﻔﺻل ﻓﻲ
اﻟﻧزاع اﻟﻣﺛﺎر ﻣن اﻟﻣﻠزم اﻟﻣﺷﺗﻛﻲ ﻣن ﺗﺟﺎوز ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻟﻣﻘدرﺗﮫ اﻟﺗﻛﻠﯾﻔﯾﺔ.
ﻓﺎﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﺑﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺣددة ﻋﻠﻰ إﺛر ﻣﻘرر
اﻟﻠﺟﻧﺔ ،أي ﻓﻲ ﺟوھر اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﻣﺎ ﯾﺗﺻل ﺑﺗﺣدﯾد أﺳﺎﺳﮭﺎ ﻣن ﻣﻌطﯾﺎت واﻗﻌﯾﺔ
وﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﻟﯾس ﻓﻲ اﻟﻣﻘرر اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻠﺟﻧﺔ ذاﺗﮫ ،ﻓﺎﻷﻣر إذن ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ
ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻣﻘررات اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑﻘدر ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺿﻣون ھذه اﻟﻣﻘررات ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺎﻟﻧزاع ﯾﻧﺷر ﻣن
ﺟدﯾد اﻟﺧﻼف أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ .ﻓﻐﺎﯾﺔ اﻟدﻋوى اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﺳم ﻓﻲ ﺟوھر اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ.308
ﻟذﻟك ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﻣﺗﻠك ﻛﺎﻣل اﻟﺳﻠطﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﺑﺎﻟﺗﺧﻔﯾض ﻣن ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ
ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﻛون ﻟدﯾﮫ اﻟﻘﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ ﺑﺄﺣﻘﯾﺔ اﻟﻣﻠزم ﺑﮭذه اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ،وﻗد ﯾﺳﺗﻌﯾن ﻓﻲ ذﻟك ﺑﺧﺑﯾر،
وﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺳﻌﯾﮫ ﻟﺗﺣدﯾد ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟواﺟب أداءه ،ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ
ﺑﺈﻟزاﻣﯾﺔ رد اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺣﺻﻠﺔ ﺑﻐﯾر وﺟﮫ ﺣق ﻣن طرف اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ أداﺋﮭﺎ ﻗﺑل
وھو ﻣﺎ ﯾﺑدو ﻣﻌﮫ أن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﮫ ھذا ﯾﻘوم ﺑﺗﺄﺳﯾس اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣن ﺟدﯾد اﻧطﻼﻗﺎ
ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺟﻌﻠﮫ ﯾظﮭر ﺑﻣظﮭر اﻟﻣﻧﻔذ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﮭذا اﻟﺗﺷرﯾﻊ وھو
إذا ﻛﺎﻧت اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﯾﺣق ﻟﮭﺎ ﻣﻣﺎرﺳﺔ إﺟراءات ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻷﺳﺎس اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺗﻲ
ﺗﻣﻠك اﻹدارة ﺑﻣوﺟﺑﮭﺎ ﺗﺻﺣﯾﺢ أوﺟﮫ اﻟﻧﻘﺻﺎن واﻷﺧطﺎء واﻹﻏﻔﺎﻻت اﻟﻛﻠﯾﺔ واﻟﺟزﺋﯾﺔ
اﻟﻣﻼﺣظﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد أﺳﺎس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ ﺣدود اﻟﺳﻧوات ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻘﺎدﻣﺔ أي داﺧل أﺟل
أرﺑﻊ ) (4ﺳﻧوات ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻣﻧﺷﺋﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،ﻓﺈن ﻛل ھذه اﻹﺟراءات ﯾﺟب أن
ﺗﻛون ﻣؤطرة ﺑﺎﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﻣﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﺧﺻوص ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﻠزم ﺑﺈﺟراءات ﻣﺳطرة
اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺗواﺟﮭﯾﺔ ،وﻟﻘد رﺗب اﻟﻘﺿﺎء ﺣﺎﻻت ﻛﺛﯾرة ﻟﺑطﻼن ھذه اﻟﻣﺳطرة ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﺣﻘوق
اﻟﻣﻠزم.
وﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻧﺟد أﻛﺛر ﺣﺎﻻت ﺑطﻼن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﺗرﺗﺑط ﺑﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﻠزم ﻹﺟراءات اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﺑﺎﻟﻌﻧوان اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻣﻠزم واﻟﻣﺣدد وﺟوﺑﺎ ﻓﻲ إﻗراراﺗﮫ أو
310
ﺗﺣﻔظ ﻟﻠﻣﻠزم ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻹﻋﻼم ﻋﻘوده ،ﻓﻲ ذﻟك أﺻدرت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾﺿﺎء ﺣﻛﻣﺎ
اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﮫ" :ﯾﺟب أن ﯾﺗم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺎﻟﻌﻧوان اﻟﻣﺣدد ﻣن طرف اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ
إﻗراراﺗﮫ أو ﻋﻘوده أو ﻣراﺳﻼﺗﮫ اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮭﺎ إﻟﻰ ﻣﻔﺗش اﻟﺿراﺋب اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﮫ ﻣﻛﺎن ﻓرض
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺗﻘﯾد إدارة اﻟﺿراﺋب ﺑﺎﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣذﻛورة أن ﻣﺳطرة
ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺎطﻠﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺟب إﻟﻐﺎء اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻧﮭﺎ".
وﻣن أﺟل ﺗﻛرﯾس ﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﻓﻘد اﺳﺗﺑﻌد اﻟﻘﺿﺎء ﻣﺑدأ اﻟﻌﻠم
اﻟﯾﻘﯾﻧﻲ ﻣن ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﻠزم ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ،ﻣﻊ أن اﻟﻌﻠم اﻟﯾﻘﯾﻧﻲ ﯾﻌﺗد ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻹداري ﻛﻣﺎ
اﺳﺗﻘر ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ إطﺎر ﺳرﯾﺎن دﻋوى إﻟﻐﺎء ﻣﻘررات اﻹدارة ﺑﺳﺑب
_310ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء رﻗم 476ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2012/03/15ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد .9/11/100
ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﺳﻠﺳﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺣﺎث –اﻟﻌدد " -7اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺗﺣﺻﯾل اﻟدﯾون اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ" ،اﻟﺟزء اﻷول ،ص
.342
145
اﻟﺷطط ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ وﻛﻣﺎ أﻛد ﻋﻠﯾﮫ ﻛذﻟك اﻟﻔﻘﮫ اﻹداري ،إﻻ أﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺿرﯾﺑﻲ
ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﻋﺗداد ﺑﮫ ﻧظرا ﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻋﯾﻧﯾﺔ وﺗؤﻛد
اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺷﺧﺻﻲ ،وﻟذﻟك وﺣﺳب اﻻﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﺗد إﻻ ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﻘررة
ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،وھو ﻣﺎ ذھﺑت إﻟﯾﮫ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻓﻲ ﻗرار 311ﺣدﯾث ﻟﮭﺎ ﺳﺑق ذﻛره.
وﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى ﻓﺈن اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ إطﺎر ﺳﻌﯾﮫ إﻟﻰ ﺿﻣﺎن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠزﻣﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ
ﯾذھب إﻟﻰ ﻧﻔﻲ ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺿﺎﻣن ﻋﻧﮭم ،ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر أﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌدد اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺧﺎطﺑﯾن
ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﻣواﺟﮭﺗﮭم ﺑﺈﺟراءات اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ واﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﻛل ﻋﻠﻰ ﺣدة
وإﻻ أﻟﻐﯾت ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ وﺳﻘطت اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﺑﻣوﺟﺑﮭﺎ ﻋن اﻟﺷﺧص
اﻟذي ﻟم ﯾﺑﻠﻎ ﺑﺈﺟراء ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ أو ﺑﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ،وھو ﻣﺎ أﻗرﺗﮫ اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ
312
ﻓﻲ ﻗرار ﻟﮭﺎ وھﻲ ﺗﻧﻘض ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﺎﻟرﺑﺎط ﺟﺎء ﻓﻲ ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض
ﻣﻧطوﻗﮫ" :ﺣﯾث إن ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ رﺳوم اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻣﺳطرة ﺗواﺟﮭﯾﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﺗﺑﻠﯾﻎ
اﻟﻣﻠزم ﺑرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻷوﻟﻰ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 12ﻣﻛرر ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﻣطﺑق ﻋﻠﻰ
اﻟﻧﺎزﻟﺔ ،وأن ﺗﻌدد اﻟﻣﺷﺗرﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺎع ﻟﺋن ﻛﺎن ﯾﺟﻌﻠﮭم ﻣﺗﺿﺎﻣﻧﯾن ﻣن ﺣﯾث إﺟراءات
ﺗﺣﺻﯾل رﺳوم اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟواﺟﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺷراء ،إﻻ أن ھذا اﻟﺗﺿﺎﻣن ﻻ ﻣﺟﺎل ﻹﻋﻣﺎﻟﮫ
ﺑﺧﺻوص ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗوﺟب ﺗﺑﻠﯾﻎ ﻛل ﻣﻠزم ﻋﻠﻰ ﺣدة ﺑرﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﻔﺗش
اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ وﻣﺑﻠﻐﮫ ،وﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﺗوﺟﯾﮫ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﻷﺣد اﻟﻣﺷﺗرﯾن
ﻟﺗرﺗﯾب اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺑﺎﻗﯾن وﻟو ﻛﺎﻧوا ﯾﻘﯾﻣون ﺑﻧﻔس اﻟﻌﻧوان ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن
رﺳوم اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻣن اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺷﺧص اﻟﻣﻠزم وﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻗﺗﻧﺎء اﻟﻣﺟرات
ﻣن طرﻓﮫ .واﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﻣﺎ اﻋﺗﺑرت أن اﻟﻌﻘﺎر ﻣوﺿوع اﻟﺗﺿرﯾب ﻋﻘﺎر ﻣﺷﺎر ﺑﯾن اﻟطﺎﻟﺑﺔ
) (...وﺷرﯾﻛﮭﺎ ) ،(...وأن اﻟﻣﻔﺗش اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺳﺟﯾل ﺑﺎدر إﻟﻰ إرﺳﺎل اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﯾﺔ
اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن اﻷﺳﺎس اﻟﺟدﯾد اﻟذي ﺗﻌﺗزم اﻹدارة اﻋﺗﻣﺎده ﻻﺣﺗﺳﺎب اﻟواﺟﺑﺎت
_311ﻗرار اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻋدد 64اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 16ﯾﻧﺎﯾر 2014ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻹداري ﻋدد
.2012/1/4/254
_312ﻗرار اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻋدد 388اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 30ﻏﺷت 2012ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻹداري ﻋدد
.2011/2/4/845ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻧﺷرة ﻗرارات ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض –اﻟﻌدد -18ﺳﻧﺔ ،2013ص 46ﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ.
146
اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ،ﺗوﺻل ﺑﮭﺎ )ب ح( ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2004-07-09ﺑﺎﻟﻌﻧوان
اﻟﻛﺎﺋن ﺑزﻧﻘﺔ ﻛﺎﺑوﺳﯾن رﻗم 86اﻟﻣﻧزه ﻣﻛﻧﺎس وھو ﻧﻔس اﻟﻌﻧوان اﻟذي ﺗﻘﯾم ﺑﮫ اﻟﻣﺳﻣﺎة
)ب ھـ( ،واﻋﺗﺑرت أن ھذه اﻷﺧﯾرة ﻗد ﻋﻠﻣت ﺑﺎﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻣن طرف اﻹدارة
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣوﺟﮫ إﻟﻰ ﺷرﯾﻛﮭﺎ ورﺗﺑت ﻋﻠﻰ ذﻟك آﺛﺎر ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺗواﺟﮭﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﮭﺎ
ﺗﻛون ﻗد ﺧرﻗت ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع وﺧﺎﻟﻔت ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة 12ﻣﻛرر ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺗﺳﺟﯾل
اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎزﻟﺔ وﻋرﺿت ﻗرارھﺎ ﻟﻠﻧﻘض".
ﻣن ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﺣﺎﻣﻲ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗوﻓﯾر ﺿﻣﺎﻧﺎت
ھﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﻣن ﺣﯾث ﺗﻘرﯾر ﺑطﻼن ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻛﻠﻣﺎ ﺛﺑت ﻟﮫ ﺧرق
اﻹدارة ﻟﻠﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﺣﻘﮭﺎ ﻓﻲ ﻣراﺟﻌﺔ أﺳس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،أو ﻛﻠﻣﺎ ﺑدا ﻟﮫ
وﺟﮫ اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣق اﻟﻣﻠزم ،وھﻧﺎك ﺣﺎﻻت أﺧرى رﺗب اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻧﮭﺎ ﺑطﻼن ﻣﺳطرة
اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ وإﻟﻐﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ إﺛرھﺎ وﻣﻧﮭﺎ ﻋدم ذاﻛر أﺳﺑﺎب اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ وﻣﺑﻠﻎ
اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﺣﺎﻻت اﻷﺧرى اﻟﻣوﺟﺑﺔ ﻟﺑطﻼن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﻗﺿﺎءا.
وﯾﺷﻣل ﺑطﻼن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﺟﻣﯾﻊ اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺧذة ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ
اﻷﺳﺎس اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣن أوﻟﮭﺎ ﻟﻐﺎﯾﺔ اﻹﺟراء اﻟذي ﻛﺎن ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ﺑطﻼﻧﮭﺎ ﻣﺎدام اﻟﻣﺷرع ﻧص
ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺑطﻼن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ وﻟﯾس ﺑطﻼن اﻹﺟراء اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻗﻲ ﺣد ذاﺗﮫ .إﻻ أن
اﻹدارة ﺗﻣﻠك ﺣق إﻋﺎدة اﻟﻣﺳطرة ﻣن ﺟدﯾد ﻣﺎ ﻟم ﺗﺗﻘﺎدم اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺷﻣوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻣراﺟﻌﺔ.
إذا ﻛﺎن اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺳطرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ،
ﯾرﺗب ﺑطﻼﻧﮭﺎ ﻟﺗﻌﻠﻘﮭﺎ ﺑﺈﺟراءات ﺟوھرﯾﺔ ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،ﻓﮭل ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛم ﺑﺑطﻼن
ﺗﻠك اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﻗﺿﺎء ،اﻧﻘﺿﺎء اﻻﻟﺗزام اﻟﺿرﯾﺑﻲ؟ ھل ﯾﻣﻛن
ﻹدارة اﻟﺿراﺋب أن ﺗﺻﺣﺢ اﻟﺧﻠل اﻟﻣﺳطري اﻟﻣذﻛور ﻟﺗﻌﯾد ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ
147
إطﺎر ﻣﺳطرة أﺧرى ﺳﻠﯾﻣﺔ313؟ ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ھل اﻟﺑطﻼن ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ ھو ﺑطﻼن
ﻣطﻠق ﻻ ﯾﻣﻛن ﻣﻌﮫ إﺻﻼح اﻟﻌﯾوب واﻹﺧﻼﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺷوب ﻣﺳطرة اﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﻲ
وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﻓﻘدان اﻟﺣق ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻟﻣﺳطرة أم ھو ﺑطﻼن ﻧﺳﺑﻲ314؟ وﻣﺎ ھﻲ اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن اﻹﺟراءات اﻟﺑﺎطﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻷﺳﺎس اﻟﺿرﯾﺑﻲ وأﺛرھﺎ ﻋﻠﻰ
اﻻﻟﺗزام اﻟﺿرﯾﺑﻲ؟
ﻛﻣﺎ ﺳﺑق وأن ﺑﯾﻧﺎ ﻓﻲ ﻣوﻗف ﺳﺎﺑق ،أﻧﮫ ﺑﺈﻣﻛﺎن اﻹدارة إﻋﺎدة ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺗﻲ
أﺑطﻠﮭﺎ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺣدود اﻟﺳﻧوات ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻘﺎدﻣﺔ -أي داﺧل أﺟل أرﺑﻊ ) (4ﺳﻧوات -ﻣن
ﺗﺎرﯾﺦ اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻣﻧﺷﺋﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،وذﻟك ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﺳﺎھﻣﺔ اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
اﻟﺿراﺋب ﻹﻋﺎدة ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻹﺟراء اﻟﺑﺎطل315؟ أي ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون
ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺎطﻼ إﻣﺎ ﻟﻌﯾب ﻓﻲ اﻹﺟراءات أو اﻟﻣﺳطرة ،ﻓﮭل ھذا اﻹﺟراء اﻟﺑﺎطل ﯾرﺗب
آﺛﺎره اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻗطﻊ اﻟﺗﻘﺎدم 316ﻣﻣﺎ ﯾﻔﺗﺢ ﻟﻺدارة أﺟﻼ ﺟدﯾدا ﻗﺻد إﻋﺎدة اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣﻌﯾﺑﺔ؟
أم أن ذﻟك اﻹﺟراء اﻟﺑﺎطل ﯾﺳﻠب ﺣﻘﮭﺎ ﻓﻲ ذﻟك وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻧﻘﺿﺎء اﻻﻟﺗزام اﻟﺿرﯾﺑﻲ؟
_313ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص
.60
_314رﺷﯾدة )اﻟﺻﺎﺑري( " :ﻣﺟﺎل اﻟﺑطﻼن ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻟﺿرﯾﺑﻲ واﻷﺛر اﻟﻧﺳﺑﻲ اﻟﻣﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮫ " ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﺳﻠﺳﻠﺔ
دﻓﺎﺗر ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻋدد 8ﺳﻧﺔ ،2005ص .105
_315ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص
.61
_316ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم )ﺑرﺣﯾﻠﻲ(" :ﺗﻌذر اﺣﺗرام ﻣﺳطرة اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﻣدى ﺗﺄﺛﯾره ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ إﺟراءات اﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﻲ" ،ﻣﻘﺎل
ﻣﻧﺷور ﺑﺳﻠﺳﻠﺔ دﻓﺎﺗر ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻋدد 8ﺳﻧﺔ ،2005ص .76
148
317
ﻻ ﻟﻘد أﺛﺎر ھذا اﻹﺷﻛﺎل ﺧﻼﻓﺎ ﺑﯾن اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر أن اﻹﺟراء اﻟﺑﺎطل
ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻗطﻊ اﻟﺗﻘﺎدم ﺑﻧص اﻟﻔﺻل 381ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره اﻟﺷرﯾﻌﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﻓراغ ﺗﺷرﯾﻌﻲ ،وﺑﯾن اﻟﻘﺿﺎء اﻟذي اﺳﺗﺑﻌد ﺗطﺑﯾق اﻟﻔﺻل اﻟﻣذﻛور ﻟﻌدة
اﻋﺗﺑﺎرات.
ﻓﺄﻣﺎ ﻣوﻗف اﻹدارة ﻣن أﺛر اﻹﺟراء اﻟﺑﺎطل ﻋﻠﻰ ﻗطﻊ اﻟﺗﻘﺎدم ،ﻓﻘد ذھﺑت إﻟﻰ اﻟﻘول ﻋﻠﻰ
أﻧﮫ رﻏم ﻋدم إﺷﺎرة اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻷﺛر اﻹﺟراء اﻟﺑﺎطل ﻋﻠﻰ ﻗطﻊ اﻟﺗﻘﺎدم واﻟذي ﯾﺧول
ﻟﻺدارة ﻓﺗﺢ أﺟل ﺟدﯾد ﺗﻣﻛن ﻣﻌﮫ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن إﻋﺎدة اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣﻌﯾﺑﺔ ﻓﻲ إطﺎر
ﻣﺳطرة أﺧرى ﺳﻠﯾﻣﺔ ،ﻓﺈﻧﮫ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟذي
ﯾرﺟﻊ إﻟﯾﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﺟود ﻧص ﺧﺎص ،ﻧﺟد ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ﯾﻧص
ﻓﻲ ﻓﺻﻠﮫ 381ﻋﻠﻰ أﻧﮫ" :ﯾﻧﻘطﻊ اﻟﺗﻘﺎدم ﺑﻛل ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ أو ﻏﯾر ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﯾﻛون ﻟﮭﺎ
ﺗﺎرﯾﺦ ﺛﺎﺑت وﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ أن ﺗﺟﻌل اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣطل ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ وﻟو رﻓﻌت أﻣﺎم
ﻗﺎض ﻏﯾر ﻣﺧﺗص أو ﻗﺿﻰ ﺑﺑطﻼﻧﮭﺎ ﻟﻌﯾب ﻓﻲ اﻟﺷﻛل".
ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣن اﻟﻧص أﻋﻼه أن ﺑطﻼن اﻹﺟراء اﻟﻘﺎطﻊ ﻟﻠﺗﻘﺎدم ﻟﻌﯾب ﻓﻲ اﻟﺷﻛل ﻻ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ
ﻗطﻊ اﻟﺗﻘﺎدم ،وأن اﻟﻣﺷرع ﺳوى ﺑﯾن اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻊ أﻣﺎم ﻗﺎض ﻏﯾر ﻣﺧﺗص وﺑﯾن
اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﺑﺎطﻠﺔ ﺷﻛﻼ .وﻗد ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻣوﻓﻘﺎ ﻓﻲ ھذه اﻟﺗﺳوﯾﺔ ﻣﺎ داﻣت أن اﻟﻧﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺣق ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ ﻛﻠﺗﺎ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن وأن ﻗرﯾﻧﺔ اﻹھﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻘﺎدم
ﻏﯾر ﻣﺗوﻓرة ،318وھذا اﻟﺗوﺟﮫ اﻟذي ﺳﺎر ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺟﺎء ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﺗوﺟﮫ اﻟﻔرﻧﺳﻲ
اﻟذي أﺧذ ﻓﻘط ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو ﻏﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻊ أﻣﺎم ﻗﺎض ﻏﯾر ﻣﺧﺗص ﻛﺳﺑب
ﻗﺎطﻊ ﻟﻠﺗﻘﺎدم ،واﻋﺗﺑر اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﺑﺎطﻠﺔ ﻟﻌﯾب ﻓﻲ اﻟﺷﻛل ﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻗطﻊ اﻟﺗﻘﺎدم.319
_317ﻧﺷﯾر ھﻧﺎ إﻟﻰ أن اﻟﻘﺻد ﻣن اﻹﺟراء اﻟﺑﺎطل ھو اﻹﺟراء اﻟﻘﺎطﻊ ﻟﻠﺗﻘﺎدم دون ﻏﯾره واﻟذي ﺻدر ﺑﺷﺄﻧﮫ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ
ﻗﺿﻰ ﺑﺑطﻼﻧﮫ.
_318ﺳﻌﯾد )دﻏﯾﻣر( :ﻗطﻊ اﻟﺗﻘﺎدم ووﻗﻔﮫ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑﺎﻟرﺑﺎط ﺳﻧﺔ 1975ص .65-64
_319اﻟﻣﺎدة 2247ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ.
149
320
أﻧﮫ ﻣﺎ دام أن اﻹدارة ﻗد ﻋﺑرت ﻋن ﻧﯾﺗﮭﺎ وﻓﻲ ھذا ﺗﻘول اﻷﺳﺗﺎذة رﺷﯾدة اﻟﺻﺎﺑري
ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوﻗﮭﺎ داﺧل اﻵﺟﺎل اﻟﻣﻘررة ﻟذﻟك ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﻌﺑرة ﻓﻲ ﻗطﻊ اﻟﺗﻘﺎدم
ﻟﯾﺳت ﺑﺻﺣﺔ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑل ﺑﺗﺣﻘق ﻧﯾﺔ اﻹدارة ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوﻗﮭﺎ ،وأن اﻟﺷﻛل ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﺳوى
وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣق وﻣن ﺗم ﻻ ﯾﺳﺗﻘﯾم اﻟﻘول ﺑﺄن اﻹﺧﻼل ﺑﮫ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺿﯾﺎع اﻟﺣق ﺑرﻣﺗﮫ.321
ﻛﻣﺎ ذھب ﺑﻌض اﻟﻔﻘﮫ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎه ،ﻟﻣﺎ اﻋﺗﺑر أن روح اﻟﻧص أﻋﻼه وﻣﻌﻧﺎه اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ
ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣﻧﮫ أن ﺗﻘرﯾر ﺑطﻼن إﺟراءات ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾرﺗب آﺛﺎره
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗطﻊ اﻟﺗﻘﺎدم ،وﻟﻺدارة اﻟﺣق ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣﺧﺗﻠﺔ ﺷﻛﻼ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن
ﺗطﺑﯾق ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻔﻘرة اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ
ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظر أﺧرى ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻺدارة ،ﻓﺎﻻﻟﺗزام اﻟﺿرﯾﺑﻲ واﺟب دﺳﺗوري
ووطﻧﻲ وﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﻣواطﻧﺔ ﻟﺗﻣوﯾل ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺷﺄن اﻟﻌﺎم ،وﻻ ﯾﻌﻘل أن ﯾﺑطﻠﮫ ﻓﺳﺎد ﻣﺳطرة
ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺿرﯾﺑﺔ وأن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون وﻣﻧﮭﺎ ﻣﺑدأ اﻻﻟﺗزام اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﺿﻣون
دﺳﺗورﯾﺎ ﺗﺟﻌل اﻹدارة ﻣﺣﻘﺔ ﻓﻲ إﻋﺎدة ﻣﺳطرة ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ داﺧل أﻣد اﻟﺗﻘﺎدم ،وأﻧﮫ ﻻ
ﯾﻌﻘل أن ﺗﻛون إﺟراءات ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻗﺎطﻌﺔ ﻟﻠﺗﻘﺎدم واﻟﺣﺎل أن اﻷﻣر
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺿرﯾﺑﺔ ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻓﻘط ،وأن إﺟراءات ﻣﺳطرة ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺻورة ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻛﺿرﯾﺑﺔ
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ،ﻧﺳﺗﺧﻠص ﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظر اﻹدارة أن ﺑطﻼن اﻟﻣﺳطرة ﻻ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ
ﻗطﻊ اﻟﺗﻘﺎدم ﻣﺎ داﻣت اﻹدارة ﻟم ﺗﮭﻣل ﺣﻘﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺑﺎﺷرة إﺟراءات اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ داﺧل أﺟل
_320رﺷﯾدة )اﻟﺻﺎﺑري( :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .106
_321ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص
.62
_322وداد )ﺻدري( :ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻷﺳﺎس اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ص .111-110أورده:
ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .63
_323ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص
.67
150
اﻟﺗدارك ،وﻋﺑرت ﻋن ﻧﯾﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻠك اﻹﺟراءات ،وﻣن ﺗم ﻓﺈن ﺑطﻼن اﻟﻣﺳطرة ﻧﺗﯾﺟﺔ
اﻹﺧﻼل اﻟذي ﺷﺎب ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻻ ﯾﻣﻧﻊ إدارة اﻟﺿراﺋب ﻣن ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺧطﺄ
اﻟﻣﺳطري اﻟﻣذﻛور وإﻋﺎدة ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ وﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﻌﯾﺑﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺳطرة أﺧرى
ﺳﻠﯾﻣﺔ.
ھذا ﻋن ﻣوﻗف اﻹدارة ،أﻣﺎ ﻋن ﻣوﻗف اﻟﻘﺿﺎء ﻣن أﺛر اﻹﺟراء اﻟﺑﺎطل ﻋﻠﻰ ﻗطﻊ اﻟﺗﻘﺎدم،
ﻓﯾذھب إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﮫ ،وﻣﻊ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺷرع اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﻘﺎدم ﻓﻲ اﻟﻔﺻول 388وﻣﺎ
ﺑﻌده ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود وﺣدد ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 381ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون وأﺳﺑﺎب ﻗطﻌﮫ
ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻗد أوﺟب ﻗواﻋد ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم وأﺳﺑﺎب ﻗطﻌﮫ ووﻗﻔﮫ
ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 232ﻣن م ع ض ،وﺑذﻟك ﯾﺧﺿﻊ ﺗﻧظﯾم اﻟﺗﻘﺎدم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺿرﯾﺑﻲ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ أﻋﻼه ،وﻟﻛﻲ ﺗﻌﺗﺑر اﻹﺟراءات اﻟﻘﺎطﻌﺔ ﻟﻠﺗﻘﺎدم
ﺻﺣﯾﺣﺔ ﯾﺟب أن ﺗﺑﻠﻎ ﺑﺻﻔﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وداﺧل اﻵﺟﺎل اﻟﻣﺣددة ،وأن ﺗﺗﺿﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت
اﻟﺟوھرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻣﺷرع ،ﻓﺄﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻺﺟراء اﻟﺑﺎطل وأﺛره ﻋﻠﻰ ﻗطﻊ اﻟﺗﻘﺎدم ﻓﻘد
ذھﺑت إدارﯾﺔ اﻟرﺑﺎط 324إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺄن" :اﻹﺷﻌﺎرات اﻟﺗﻲ ﺗوﺟﮭﮭﺎ اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن
اﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻗﺎطﻌﺔ ﻟﻠﺗﻘﺎدم اﻟرﺑﺎﻋﻲ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﯾﺟب أن ﯾﺗوﺻل ﺑﮭﺎ اﻟﻣﻠزم ﺑﺻﻔﺔ ﻓﻌﻠﯾﺔ ﺗﺣت
طﺎﺋﻠﺔ اﺳﺗﺑﻌﺎدھﺎ واﻟﺣﻛم ﺑﺳﻘوط اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻟﺗﻘﺎدﻣﮭﺎ".
أﻋﻼه325؟ وھل ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾق ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ أﻣﺎم اﻟﻔراغ اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ
اﻟذي ﯾﻌرﻓﮫ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻟﻠﻘول ﻣن ﺧﻼﻟﮫ ﺑﺄن اﻹﺟراء اﻟﺑﺎطل ﻓﻲ ﻣﺳطرة ﻓرض
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﯾﻘطﻊ اﻟﺗﻘﺎدم وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺧول ﻟﻺدارة اﻟﺣق ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻟﻣﺳطرة ﺑرﻣﺗﮭﺎ ﻣن ﺟدﯾد326؟
ﻓﻔﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ھل ﯾﺗم ﺗطﺑﯾق اﻟﻧص اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود
ﺑﺻﻔﺗﮫ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم اﻟذي ﯾرﺟﻊ إﻟﯾﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﺟود ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻧص
اﻟﺧﺎص؟ أم ﯾﺟب ﻋدم اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺻوص اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﺑطﻼن ﻣﺳطرة
ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﻲ – ﻟﻣﺎ ﻟﮭﺎ ﻣن ارﺗﺑﺎط ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﺣق اﻟدﻓﺎع
اﻟﻣﺧول ﻟﻠﻣﻠزم -ﻻ ﯾﻛون ﻟﮭﺎ أﺛر ﻓﻲ ﻗطﻊ اﻟﺗﻘﺎدم ﻋﻣﻼ ﺑﻘﺎﻋدة "ﻣﺎ ﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺎطل ﻓﮭو
ﺑﺎطل"؟.
327
إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﺑطﻼن ﻟﻌﯾب ﻓﻲ ﻓﻲ ھذا ﯾذھب اﻷﺳﺗﺎذ ﻣﺣﻣد ﻗﺻري ﻓﻲ ﻣؤﻟﻔﮫ
اﻟﺷﻛل ﻛﻣﺎ ھو وارد ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 381اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر ﯾﻧﺻرف إﻟﻰ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﻏﯾر
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﻻ ﺗﻠﻣﯾﺣﺎ وﻻ ﺗﺻرﯾﺣﺎ ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﻣﺳطرﯾﺔ ﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو
ﺗﺻﺣﯾﺢ وﻋﺎﺋﮭﺎ ،ھذه اﻷﺧﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر أﺟﺎﻻﺗﮭﺎ ،آﺟﺎﻻت ﺳﻘوط ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮭذه اﻹﺟراءات داﺧل أﺟل ﻣﻌﯾن ،ﯾﻧﺗﺞ ﻋن اﻹﺧﻼل ﺑﮭﺎ ﻓﻘدان اﻟﺣق.
ﻛﻣﺎ أن اﻹﺟراءات اﻟﻣﺳطرﯾﺔ ﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺎ
دام أن اﻹدارة ﻟم ﺗﻘم دﻋوى ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺿد اﻟﻣﻠزم ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﻏﯾر ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ
ﻷﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺗواﻓر ﻓﯾﮭﺎ ﺷروط ھذه اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ،ﺑل ھﻲ ﻣﺟرد إﺟراءات ﺗﻣﮭﯾدﯾﺔ ﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ،
وھو ﻣﺎ ﯾﻔﺿﻲ ﻟﻠﻘول إﻟﻰ اﺳﺗﺑﻌﺎد ﺗطﺑﯾق ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 381ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت
واﻟﻌﻘود.
ﺑﻘواﻋد إﺟراﺋﯾﺔ ﻟﮭﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ،وﺧرﻗﮭﺎ ﯾرﺗب ﺿررا ﻟﻠﻣﻠزم وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻓﺈن اﻟﺣﻛم ﺑﺑطﻼن ھﺎﺗﮫ اﻹﺟراءات ﻻ ﯾرﺗب أي أﺛر ﻓﻲ ﻗطﻊ اﻟﺗﻘﺎدم ،وﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﻲ ھذه
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗطﺑﯾق ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 381ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ،ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻷﻣر
ﯾﺗﻌﻠق ھﻧﺎ ﺑﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو ﺗﺻﺣﯾﺣﮭﺎ -أي ﻣرﺣﻠﺔ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،-وھو
ﺑطﺑﯾﻌﺗﮫ دﯾن ﻏﯾر ﺛﺎﺑت إذ ﻻ ﯾزال ﻓﻲ طور اﻹﻧﺷﺎء وﯾﻣﻛن أن ﺗدﺧل ﻋﻠﯾﮫ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
أو اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﺗﻌدﯾﻼت وﺗﻐﯾﯾرات ،إذ أن ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟﯾﺳت ﻛﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺣﺻﯾل
اﻟدﯾون اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ واﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﮭﺎ إذ أﺣﺎل اﻟﻣﺷرع ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻣدوﻧﺔ اﻟﺗﺣﺻﯾل ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
329
ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘطﻊ اﻟﺗﻘﺎدم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 123
381ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود .واﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﻗﺎﻧوﻧﺎ
ﻣﺳﺗﻘﻼ ﺑذاﺗﮫ وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾق ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت أﺧرى إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﮫ ،إﻻ ﻣﺎ ﺗﻣت اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﯾﮫ
ﺻراﺣﺔ.
ﻟﻘد ﺧول اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻟﻺدارة ﺣق ﺗﺻﺣﯾﺢ أوﺟﮫ اﻟﻧﻘﺻﺎن واﻹﻏﻔﺎل واﻷﺧطﺎء
اﻟﻣﻌﺑر ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻲ إﻗرارات اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ 31دﺟﻧﺑر ﻣن اﻟﺳﻧﺔ اﻟراﺑﻌﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ
ﻟﻠﺳﻧﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،أي أن اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻋن ﺳﻧﺔ 2012ﺗﺗﻘﺎدم ﺑﺎﻧﺻرام
أﺟل 4ﺳﻧوات أي ﺑﻌد ﺗﺎرﯾﺦ ،2016-12-31وھﻛذا ﻓﻌﻠﻰ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟرﺳﺎﻟﺔ
اﻷوﻟﻰ اﻟﻘﺎطﻌﺔ ﻟﻠﺗﻘﺎدم ﻗﺑل اﻟﺗﺎرﯾﺦ أﻋﻼه ﻓﺗﻔﺗﺢ ھذه اﻟرﺳﺎﻟﺔ أﺟﻼ ﺟدﯾدا 4-ﺳﻧوات -ﻹﻋﺎدة
ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ وﻓق اﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺑطﻼن ھذه اﻟﻣﺳطرة.
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة أﻋﻼه ﻧﺟد ﺟزاء اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن أﻋﻼه ھو إﻟﻐﺎء ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﺑرﻣﺗﮭﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﺑطﻼن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ
ﯾﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ﺑطﻼﻧﮭﺎ ﻣﺎ دام أن اﻟﻣﺷرع ﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ
ﺑطﻼن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ وﻟﯾس ﺑطﻼن اﻹﺟراء اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﮫ ،ﻟذﻟك ﻓﻠو أن إدارة
اﻟﺿراﺋب اﺣﺗرﻣت ﻣﺳطرة اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺣص وأﺟل ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ،وﻟم ﺗﻠﺗزم ﺑﺄﺟل
ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﺑطﻼن ﯾﻠﺣق ﺟﻣﯾﻊ إﺟراءات اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ
واﻟﺑﺎطﻠﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻹدارة أن ﺗﻌﯾد ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﻣن اﻟﺑداﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرط ﻋدم ﺗﻐﯾﯾر اﻷﺳﺎس
اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟوارد ﺑﺎﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ،330وﻟو أن اﻟﺑﻌض ﯾرى ﺑﺄن اﻹدارة ﻓﻲ
إﻋﺎدﺗﮭﺎ ﻟﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻛﺎﻣل اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺣدود آﺟﺎل اﻟﺗﻘﺎدم ﻹﺻﻼح
اﻹﻏﻔﺎﻻت واﻷﺧطﺎء ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻣﺎ ﺗم ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳطرة اﻟﺑﺎطﻠﺔ ھو ﺑﺎطل ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﯾﯾد اﻹدارة ﺑﺎﻟﺗﻣﺳك ﺑﺑﻌض أﺟزاﺋﮭﺎ ﻷن ﻣﺎ ﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺎطل ﻓﮭو ﺑﺎطل.331
_330ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص
.71
_331اﻟﺣﺳن )ﻛﺛﯾر(" :ﺑطﻼن اﻟﻣﺳطرة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب" ﻣﻧﺷورات
اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻋدد 100-99ﯾوﻟﯾوز-أﻛﺗوﺑر ﺳﻧﺔ .2011ص .226
154
332
ﻟﺗﻘول ﺑﺄن اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻟﮭﺎ إﻻ أن إدارﯾﺔ ﻓﺎس ذھﺑت ﻋﻛس ھذا اﻻﺗﺟﺎه اﻷﺧﯾر
اﻟﺧﯾﺎر ﻓﻲ" :أن ﺗﻌﯾد ﻣﺳطرة ﺗﺻوﯾب اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻛﺎﻣﻠﮭﺎ اﺑﺗداء ﻣن ﺗوﺟﯾﮫ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺣص
وﺗﺑﻠﯾﻐﮫ ﻟﻠﻣﻠزم وﻣواﺻﻠﺔ ﺑﺎﻗﻲ اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗطﻠﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺻوﯾب داﺧل ﻣدة اﻟﺗﻘﺎدم ﺑﻌد
اﺣﺗﺳﺎب ﻣدة اﻟوﻗف ﺷرﯾطﺔ أﻻ ﺗﺗﻌدى اﻷﺳس اﻟﺗﻲ ﺳﺑق ﻓرﺿﮭﺎ ﻓﻲ ظل اﻟﻣﺳطرة
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﺔ".
أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص ﺑطﻼن اﻹﺟراء اﻟﻘﺎطﻊ ﻟﻠﺗﻘﺎدم وأﺛره ﻋﻠﻰ ﻗطﻊ اﻟﺗﻘﺎدم ،ﻓﺈﻧﮫ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ذﻛره ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ أﻋﻼه ﻓﺈن ﻗواﻋد اﻟﺗﻘﺎدم وآﺟﺎﻟﮫ ﻻ اﺟﺗﮭﺎد ﻓﯾﮫ ،ﻛﻣﺎ أن
أﺣﻛﺎم اﻟﺗﻘﺎدم ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب ﺗﺧﺎطب اﻹﺟراءات اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ دون اﻟﺑﺎطﻠﺔ.
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻹﺟراء اﻟﺳﻠﯾم وﺣده ﻣن ﯾﻘطﻊ اﻟﺗﻘﺎدم وﯾرﺗب آﺛﺎره ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻓﺗﺢ أﺟل
ﺟدﯾد ﻟﻺدارة ﻹﻋﺎدة ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﻣن ﺑداﯾﺗﮭﺎ وﻟﯾس ﻓﻘط اﻹﺟراء اﻟﻔﺎﺳد ،333وﻓﻲ ھذا
334
إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﻌد إﻟﻐﺎء ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺗﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧون : اﻟﻣﻧﺣﻰ ذھﺑت إدارﯾﺔ وﺟدة
"ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺄن اﻹﻟﻐﺎء ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳطرة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻺدارة ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛر ﺗﺻﺣﯾﺢ
اﻟوﺿﻊ ﺑﺈﺟراء ﻣﺳطرة ﺳﻠﯾﻣﺔ ﻟﻠﻣراﺟﻌﺔ وﺑﺗﻣﺗﯾﻊ اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ".
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎه ذھﺑت إدارﯾﺔ اﻟرﺑﺎط 335إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺄن" :ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺣﻛم ﻧﮭﺎﺋﻲ
ﺑﺑطﻼن ﻣﺳطرة اﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺷﻛﻼ وﻟﯾس إﻟﻐﺎؤھﺎ ﻛﻠﯾﺎ ﯾﺧول ﻟﻺدارة ﺗﺻﺣﯾﺢ
اﻹﺟراءات اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ وﻻ ﯾﺳﻘط ﺣﻘﮭﺎ ﻓﻲ ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﺎ دام أن أﺟل اﻟﺗﻘﺎدم
اﻟرﺑﺎﻋﻲ ﻟم ﯾﻣض ﺑﻌد".
ﻟﻺﺧﻼل ﺑﺎﻷﺟل اﻟﻣذﻛور ،وﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻹﺟراء اﻟﻣﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﺑطﻼن اﻟﻣﺳطرة ﻓﺎﺳدا وھو أﺟل
ﺳﻘوط ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾرﺗب أي أﺛر ﻓﻲ ﻗطﻊ اﻟﺗﻘﺎدم وﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺑطﻼن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻘﻰ
_336ﻛﺎن ھذا اﻷﺟل ﻣﺣدد ﻓﻘط ﻓﻲ 60ﯾوﻣﺎ وﺑدﺧول ﻗﺎﻧون ﻣﺎﻟﯾﺔ 2008أﺻﺑﺢ ﻣﺣددا ﻓﻲ 90ﯾوﻣﺎ ،اﻧظر اﻟﻣﺎدة
224ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب
_337ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺑط وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص
.75
156
ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧﺟد ﺑﺄن اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺣﻘق ﻟﻠﻣﻠزم ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺗﻣﯾزة ،ﻓﻌﻠﻰ
اﻟرﻏم ﻣن ﺣرﺻﮫ اﻟﺷدﯾد ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﺣﺗرام ﻣﺳﺎطر ﺗﺣدﯾد اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،وﺻراﻣﺗﮫ
ﻓﻲ ﻣراﻗﺑﺔ درﺟﺔ اﺣﺗرام اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﯾﻣر ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻧزاع اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻗﺑل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء،
وﻣن ذﻟك اﺣﺗرام آﺟﺎل رﻓﻊ اﻟدﻋوى وﻛذﻟك ﺿرورة اﺳﺗﻛﻣﺎل ﻣرﺣﻠﺔ اﻟطﻌن اﻹداري ،إﻻ أن
اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻓﺗﺣت اﻟﻣﺟﺎل ﻓﻲ اﻟوﻗت ذاﺗﮫ ﻟﻠﺗﺣﻠل ﻣن ھذه اﻹﺟراءات واﻟﺷﻛﻠﯾﺎت ﻓﻲ
ﺣﺎﻻت اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،ووﺿﻌت أﯾﺿﺎ ﻗواﻋد ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄﺟل رﻓﻊ اﻟدﻋوى اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ
أﺳس ﻓرض اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ.
ﻛﻣﺎ أن إدراج اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺿﻣن وﻻﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺷﺎﻣل ﯾﻛﻔل ﻟﻠﻣﻠزم
ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ وﺗﺟﻌﻠﮫ ﻓﻲ ﻣوﻗف ﻗوة أﻣﺎم اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،وﻛل ذﻟك ﯾﻛﻔﻠﮫ اﻟدور اﻟﻣﺗﻣﯾز
ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك إﺟراءات اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺧﺻوص ﺻﺣﺔ
ﻣﺳطرة وأﺳس ﻓرض اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،وﯾﺗﺟﻠﻰ ھذا اﻟدور ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت ﺑﯾن
اﻟﻣﻠزم واﻹدارة وﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﻌﯾﻧﺔ إﻟﻘﺎء ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻛﺎھل اﻹدارة ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن
اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري داﺋﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﺗﺟﺄ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺗﺣﻠل ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وإﻗرار
ﻗواﻋد أﺧرى اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﺗوﻓﯾر ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم اﻟذي ﯾﻧﺎزع ﻓﻲ ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ وأﺳﺎس
ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺗرﺗب ﻋﻧﮭﺎ.
وﻟم ﯾﻘف اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻧد ھذا اﻟﺣد ﺑل ﺗﺟﺎوز ذﻟك إﻟﻰ ﺗوﺳﯾﻊ ﺣﺎﻻت ﺑطﻼن ﻣﺳطرة
اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ،وﻟم ﯾﻘﯾده ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن اﻟﻠﺗﯾن ﺣددھﻣﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟﺑطﻼن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ،
واﻋﺗﻣد ﻓﻲ ﺗوﺟﮭﮫ ھذا ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋدة "ﻻ ﺑطﻼن إﻻ ﺑﺿرر" ﻣﺗﺟﺎھﻼت اﻟﻘﺎﻋدة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ "ﻻ
ﺑطﻼن إﻻ ﺑﻧص" ،وھو ﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﮫ ﺣﺎﻻت ﻋدﯾدة ﺻرح اﻟﻘﺿﺎء ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺑطﻼن ﻣﺳطرة
اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ وﺗرك ﻟﻺدارة اﻟﺣق ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻟﻣﺳطرة ﻣن ﺟدﯾد ﻣﺗﻰ ﻟم ﯾﺗدﺧل ﻓﻲ ﻋداد
اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺗﻘﺎدﻣﺔ.
157
ﺧﺎﺗﻣﺔ:
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺳﺎطر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻣؤﺷرا ﻟﻣﺳﺗوى ﺗﻘدم
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﺷﺗﻰ اﻟﻣﯾﺎدﯾن ،ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺿﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣواطن .ھذه اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﺿﺑط
واﺣﺗرام اﻹﺟراءات اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
وﯾﻌد اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺣك اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﮭذه اﻟﻣﺳﺎطر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﺑﯾل اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﺗﻔﻌﯾﻠﮭﺎ
وﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﺳﻠﯾم اﻟﻣﻌﺑر ﻋن ﻧﯾﺔ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ إﻗرارھﺎ.
وﻋﻠﯾﮫ ،وﻣن ﺧﻼل ھذا اﻟﺑﺣث اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ
ﻧﺧﻠص إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺣﺎول ﻓﻌﻼ ﺗوﻓﯾر ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻻﺑﺄس ﺑﮭﺎ ﻟﻠﻣﻠزم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
ﻣﺧﺗﻠف ﻣﺳﺎطر اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑداﯾﺔ ﻣن ﻣﺳطرة اﻟﻣراﺟﻌﺔ واﻟﻔﺣص ﺛم ﻣﺳطرة
اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ واﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ أﻣﺎم اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وأﻣﺎم ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم.
أﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻛرس ﺑﻌدا ﺣﻣﺎﺋﯾﺎ أﻛﺛر ﻋﻣﻘﺎ وأﻗرب
ﻟﻠواﻗﻊ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺿﺑط وإﺣﻛﺎم رﻗﺎﺑﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ ﻣﺳطرة اﻟﻔرض
اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣق اﻹدارة ﻓﻲ اﻟﻣراﻗﺑﺔ ،وﻗد
دﻋم أﯾﺿﺎ اﻟﻣﺳطرة اﻟﺗواﺟﮭﯾﺔ وﻣﻧﺣﮭﺎ ﻋﻧﺎﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺿﻣﺎن ﺣق اﻟﻣﻠزم ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن ذﻣﺗﮫ
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وھو ﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺑﺳﯾط إﺟراءات اﻟطﻌن اﻹداري
واﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وﻻ ﯾﺗﻘﯾد ﻓﻲ ﻣواﻗف ﻛﺛﯾرة ﺑﺟﻣود اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ.
ورﻏم أھﻣﯾﺔ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣﮭﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟﻠﻣﻠزم ،إﻻ أن اﻟﻘﺿﺎء ﯾﺑﻘﻰ ﻟﮫ
اﻟدور اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻧوع ﻣن اﻟﺗوازن ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠزم ﻣن
158
ﺗﻌﺳف اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣراﺟﻌﺔ ،وﻣﻊ ذﻟك ﻧﺳﺟل ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﻲ
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻼﺣظﺎت ﻧﻘﺗرح ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ.
160
ﻻﺋﺣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ:
.Iاﻟﻣراﺟﻊ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
.1اﻟﻛﺗب:
اﻟﻛﺗب اﻟﻌﺎﻣﺔ:
اﺑن ﻣﻧظور :ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ،اﻟﻣﺟﻠد اﻷول ،دار اﻟﻣﻌﺎرف ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر -اﻟﻘﺎھرة ،-ﺳﻧﺔ
1330ھـ.
أﺑو ﺑﻛر )اﻟرازي( :ﻣﺧﺗﺎر اﻟﺻﺣﺎح ،ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻟﺑﻧﺎن ،ﺳﻧﺔ اﻟﻧﺷر .1986
أﺑو ﺟﺎھز :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻹدارﯾﺔ واﻹﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﺟرﯾدة
اﻻﺗﺣﺎد اﻹﺷﺗراﻛﻲ ،ﻋدد .1994/05/01
اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ :اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺑﯾروت-ﻟﺑﻧﺎن ،ﺳﻧﺔ 1403ھـ1983 -م.
اﻟﻣﺻطﻔﻰ )اﻟﺗراب( :اﻟﻣﺧﺗﺻر اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء واﻟﻘﺎﻧون ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ -اﻟرﺑﺎط،-
اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ .2013
أﻣﯾﻧﺔ ﺟﯾران )اﻟﺑﺧﺎري( :اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،دﻋوى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺷﺎﻣل ،اﻟﻣﻧﺷورات اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ .1994
161
ﻣﻌﺟم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻧﺷر وﺗوزﯾﻊ وطﺑﺎﻋﺔ ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب –اﻟﻘﺎھرة -ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ
اﻟﻧﺷر 1429ھـ.2008-
اﻟﻛﺗب اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ:
اﻟﺣﺳن )اﻟﻛﺛﯾر( :اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ واﻻﺟﺗﮭﺎد
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ –اﻟرﺑﺎط ،-طﺑﻌﺔ .2012
ﺣﺳن )ﻋواﺿﺔ( وﻋﺑد اﻟرؤوف )ﻗطﯾش( :اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم –
دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،-دار اﻟﺧﻠود ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ واﻟطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ- ،ﺑدون ذﻛر ﻣدﯾﻧﺔ
اﻟطﺑﻊ ،-اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ .1995
ﺧﺎﻟد ﻋﺑد ﷲ )ﻋﯾد( :اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم
اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق –اﻟرﺑﺎط ،-ﺳﻧﺔ .1973-1972
ﺧﻼل )ﺣﺟﺎج( :ﺟﺑﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ،اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم واﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ،
اﻟﻌدد اﻟﺳﺎﺑﻊ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ – اﻟرﺑﺎط .2014 ،-
ﺻﺑﺎح )ﻧﻌوش( :اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ،اﻟﺟزء اﻷول ،ﺷرﻛﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ واﻟﻧﺷر
اﻟﻣدارس –اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ،-اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺳﻧﺔ .1986
ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ )ﺧﺎﻟد( :اﻟﻣﺳطرة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣطﺑﻌﺔ دار اﻟﻧﺷر اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ،
ﻋﯾن اﻟﺳﺑﻊ – اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ،طﺑﻌﺔ .2002
ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر )ﺗﯾﻌﻼﺗﻲ( :اﻟﻧزاع اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى أﺳس ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ وإﺣﺗﺳﺎﺑﮭﺎ ،در اﻟﻧﺷر اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ .1997
ﻋزﯾزة )ھﻧداز( :اﻟﻣﺳﺎطر اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻘﺎﻧون واﻟﺗطﺑﯾق ،دار أﺑﻲ رﻗراق ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻷوﻟﻰ.2011 ،
ﻛرﯾم )ﻟﺣرش( :اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ وواﻗﻊ
اﻹﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﻣطﺑﻌﺔ طور ﺑرﯾس -اﻟرﺑﺎط ،-طﺑﻌﺔ .2010
ﻣﺣﻣد )اﻟﺳﻣﺎﺣﻲ( :ﻣﺳطرة اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ .1997
162
ﻣﺣﻣد )ﺷﻛﯾري( :اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ –دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ وﻧﻘدﯾﺔ ،-ﻣﻧﺷورات اﻟﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣؤﻟﻔﺎت وأﻋﻣﺎل ﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﻌدد ،59اﻟطﺑﻌﺔ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ .2005
ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري(" :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ واﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﺟﺗﮭﺎدات اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ"،
اﻟﻧدوة اﻟﺟﮭوﯾﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ اﺣﺗﻔﺎءا ﺑﺎﻟذﻛرى اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﯾﺔ ﻟﺗﺄﺳﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ اﻟرﺑﺎط
11 –10ﻣﺎﯾو ،2007ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟرﺑﺎط .2007
ﻣﺣﻣد )ﻣرزاق( وﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن )أﺑﻠﯾﻼ( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق،
ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ –اﻟرﺑﺎط ،-اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﺳﻧﺔ .1998
ﻣﺻطﻔﻰ )اﻟﻛﺛﯾري( :اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ،دار اﻟﻧﺷر
اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ –اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ،-ﺳﻧﺔ .1985
ﻣﺻطﻔﻰ )ﻣﻌﻣر( ،ﻣظﺎھر اﻟﻧزاع ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻹدارة واﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺧﻼل
ﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻷﺳس اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،ﻧدوة اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ.2009 ،
ﻣوﻻي ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن )أﺑﻠﯾﻼ( :اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﻣﺔ
وﺧﺻوﺻﯾﺎت اﻟﻣﺎدة –ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ واﻹﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،-ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ –
اﻟرﺑﺎط ،-طﺑﻌﺔ .2013
ﯾوﻧس )ﻣﻠﯾﺢ( :اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺳطرﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ
اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم واﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،اﻟﻌدد اﻟﺗﺎﺳﻊ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ –اﻟرﺑﺎط.2015 ،-
.2اﻷطروﺣﺎت واﻟرﺳﺎﺋل:
اﻷطروﺣﺎت:
اﻟﻌرﺑﻲ )اﻟﻛزداح( :اﻟطﻌون اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل
اﻟدﻛﺗوراه ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،وﺣدة ﻋﻠم اﻹدارة واﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أﻛدال –اﻟرﺑﺎط -ﺳﻧﺔ .2004-2003
ﻋﺑد اﻟﺣق )ﻋﻣﯾﻣﻲ( :أﺣﻛﺎم اﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل اﻟدﻛﺗوراه ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌوم
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أﻛدال –اﻟرﺑﺎط ،-ﺳﻧﺔ .2013/2012
163
ﻧﺟﺎة )اﻟﻌﻣﺎري( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﯾن إﺳﮭﺎم وﺣدود ﺧﻠق ﺷروط ﺗطﺑﯾق اﻟﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل اﻟدﻛﺗوراه ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،وﺣدة اﻟﺗﻛوﯾن واﻟﺑﺣث اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ،
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺳن اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﯾن اﻟﺷق –اﻟدار
اﻟﺑﯾﺿﺎء ،-ﺳﻧﺔ .2004
ﻧﺻﯾر )ﻣﻛﺎوي( :ﺗﺄوﯾل اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل
اﻟدﻛﺗوراه ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،وﺣدة اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ –ﺳﻼ ،-ﺳﻧﺔ .2013
رﺳﺎﺋل اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ:
اﻟﺣﺳن )اﻟطﺟﺔ( :ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻌﺎﻣﺔ ودورھﺎ ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ
ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟرﺑﺎط-أﻛدال ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ .1997-1996
ﺳﻌﯾد )دﻏﯾﻣر( :ﻗطﻊ اﻟﺗﻘﺎدم ووﻗﻔﮫ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل
دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑﺎﻟرﺑﺎط ﺳﻧﺔ .1975
ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺷﻛور "اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ واﻟﺣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ"رﺳﺎﻟﺔ
اﻟﺳﻠك اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﻣدرﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻺدارة ﺳﻧﺔ .1993/1992
ﻋﺻﺎم )ﺑوﺳﻠﻣﺎم( :ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺧﻼل ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻟﺿرﯾﺑﺔ :رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد
اﻟﺧﺎﻣس ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أﻛدال – اﻟرﺑﺎط ،اﻟﺳﻧﺔ
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ .1999 – 1998
ﻛﻣﺎل )ﺣﻠﻣﻲ( :ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠزم ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ﺑﺣث ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت
اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺳوﯾﺳﻲ اﻟرﺑﺎط.2008-2007 ،
164
اﻟرﺳﺎﺋل:
أﺳﻣﺎء )أﺑو اﻟرﺿﺎ( :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ
ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص وﺣدة اﻟﻘواﻧﯾن اﻹﺟراﺋﯾﺔ واﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﯾﺎض ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ –ﻣراﻛش ،-اﻟﺳﻧﺔ
.2011/2010
ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد )اﻟﺻﺣراوي( :ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻟﻠﻣﻠزم ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ،
رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﺗدﺑﯾر اﻟﺷﺄن اﻟﻌﺎم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ –اﻟﺳوﯾﺳﻲ -اﻟرﺑﺎط ،ﺳﻧﺔ .2010
ﻣﺣﻣد )اﻟﺑراﻧﺻﻲ( :ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ودورھﺎ ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل اﻟدﻛﺗوراه ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،وﺣدة اﻟﺗﻛوﯾن واﻟﺑﺣث
ﻓﻲ أﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
–ﺳﻼ ،-اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ .2013/2012
ﻣوﻻي ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن )اﻟﻌﻠﻣﻲ( :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ،
رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،وﺣدة اﻟﻘواﻧﯾن اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﯾﺎض ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻣراﻛش ،اﻟﺳﻧﺔ
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ .2011-2010
.3اﻟﻣﺟﻼت واﻟﻣﻧﺷورات:
إﺑراھﯾم )اﻟﺷﯾﻛر(" :اﻹﺧﻼﻻت اﻟﻣﺳطرﯾﺔ وأﺛرھﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺗزام اﻟﺿرﯾﺑﻲ" ،ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور
ﺑﺳﻠﺳﻠﺔ دﻓﺎﺗر ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ،ﻋدد ،16ﺳﻧﺔ .2011
اﻟﺣﺳن )اﻟﻛﺎﺳم(":اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟطﻌون اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻟﻣﺳطرة واﻟﻘرارات ﻟﺻﺎدرة
ﻋﻧﮭﺎ" ،ﻣﻧﺷورات دﻓﺎﺗر اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ،ﻋدد ،16ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺟدﯾدة ،اﻟرﺑﺎط،
ﺳﻧﺔ .2011
اﻟﺣﺳن )اﻟﻛﺛﯾر(" :ﺑطﻼن اﻟﻣﺳطرة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣدوﻧﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب" ﻣﻧﺷورات اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻋدد 100-99
ﯾوﻟﯾوز-أﻛﺗوﺑر ﺳﻧﺔ .2011
165
اﻟﻣﺣﺟوب )اﻟدرﺑﺎﻟﻲ(" :آﻟﯾﺔ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاع اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﻣﺣﻠﻲ" ،ﻣﻘﺎل
ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣدﻧﻲ – ﺳﻠﺳﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺣﺎث ،اﻟﻌدد ،7ﺳﻧﺔ .2014
اﻟﻣﺻطﻔﻰ )ﻣﻌﻣر( :اﻟﻧدوة اﻟوطﻧﯾﺔ ﺣول اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ.2009 ،
ﺑوﺑﻛر )اﻷﺑﯾض(" :اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﺗﻣﮭﯾدﯾﺔ :ﻋبء ﺛﻘﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠزم أم ﻣﺳطرة ﻧﺎﺟﻌﺔ ﻟﺣل
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ" ،ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑدﻓﺎﺗر اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،اﻟﻌدد ،16ﺳﻧﺔ .2011
ﺑوﺷﻌﯾب )اﻟﺑوﻋﻣري(" :اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ" ،اﻟﻧدوة اﻟوطﻧﯾﺔ ﺣول ﻣوﺿوع
اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ﻣﻧﺷورات دﻓﺎﺗر اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ،
اﻟﻌدد ،16ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺟدﯾدة –اﻟرﺑﺎط.2011 ،-
ﺟﻌﻔر )ﺣﺳون(" :اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء ﻗﺎﻧون 41.90
اﻟﻣﺣدث واﻟﻣﻧظم ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ" اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد 4
ﺳﻧﺔ .1996
ﺣﯾﺎة )اﻟﺑﺟداﻧﻲ( :ﻗواﻋد اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ –دراﺳﺔ ﻧﻣﺎذج ﻣن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ واﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻣطروﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻟﻌﻣﻠﻲ ﺧﻼل ﻣراﺣل اﻟوﻋﺎء واﻟﺗﺻﻔﯾﺔ
واﻟﺗﺣﺻﯾل ،-ﻣﻧﺷورات ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ،ﺳﻠﺳﻠﺔ دراﺳﺎت ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،اﻹﺻدار
اﻟﺛﺎﻟث ،ﻓﺑراﯾر .2010
رﺿﺎ )اﻟﺗﺎﯾدي(" :دراﺳﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض ﺟواﻧب ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺿوء
ﻣﺳﺗﺟدات ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ،"2011ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑدﻓﺎﺗر اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،اﻟﻌدد ،16
ﺳﻧﺔ .2011
رﺷﯾدة )اﻟﺻﺎﺑري(" :ﻣﺟﺎل اﻟﺑطﻼن ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻟﺿرﯾﺑﻲ واﻷﺛر اﻟﻧﺳﺑﻲ اﻟﻣﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮫ" ،ﻣﻘﺎل
ﻣﻧﺷور ﺑﺳﻠﺳﻠﺔ دﻓﺎﺗر ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ،ﻋدد 8ﺳﻧﺔ .2005
زوﺑﯾدة )ﻛرﯾﺑﻲ(" :اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻛﺳﺑب رﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ" ،ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس
اﻟدوﻟﺔ،اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻌدد ،07ﺳﻧﺔ .2005
ﺳﻠوى اﻟﻔﺎﺳﻲ )اﻟﻔﮭري(" :ﻣﺳﺗﺟدات اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري" ،ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛم
اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ،ﻋدد .103
166
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن )أﺑﻠﯾﻼ(" :ﺧﺻوﺻﯾﺎت اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ" ،اﻟﻧدوة اﻟوطﻧﯾﺔ ﺣول
ﻣوﺿوع اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ﻣﻧﺷورات دﻓﺎﺗر اﻟﻣﺟﻠس
اﻷﻋﻠﻰ ،اﻟﻌدد ،16ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺟدﯾدة –اﻟرﺑﺎط.2011 ،-
ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم )ﺑرﺣﯾﻠﻲ(" :ﺗﻌذر اﺣﺗرام ﻣﺳطرة اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﻣدى ﺗﺄﺛﯾره ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ إﺟراءات
اﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﻲ" ،ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﺳﻠﺳﻠﺔ دﻓﺎﺗر ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ،ﻋدد 8ﺳﻧﺔ .2005
ﻋﺑد اﻟﻣﻌطﻲ )اﻟﻘﺎدوري(" :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ"،
ﻧدوة" :اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي" ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘروﯾﯾن ﻣﻧﺷورات ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺷرﯾﻌﺔ أﻛﺎدﯾر ،ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻧدوات وﻣﺣﺎﺿرات ،1ﻣﻧﻌﻘدة ﯾوم 17ﻣﺎي .1996
ﻋﺻﺎم )اﻟوراري(" :اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر"،
ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣدﻧﻲ ﺳﻠﺳﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺣﺎث ،اﻟﻌدد اﻟﺳﺎﺑﻊ اﻟﺟزء اﻷول
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑـ"اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺗﺣﺻﯾل اﻟدﯾون اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ" ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺟدﯾدة
–اﻟرﺑﺎط.2014 ،-
ﻋﻣر )اﻟﺻﺎدق(" :اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ...ﻣﻔﺗﺷﺎ ﺳﺎﻣﯾﺎ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ أو أﺳﻠوب وﺳﺎﺋل اﻟرﻗﺎﺑﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ" ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻌﯾﺎر ،اﻟﻌدد .22
ﻣﺣﻣد )ﺑوﻏﺎﻟب(":اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ" ،ﻣﻘﺎل
ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ،اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ واﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﺟﺗﮭﺎدات اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،ﻋن
اﻟﻧدوة اﻟﺟﮭوﯾﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ اﻟرﺑﺎط 11-10ﻣﺎﯾو ،2007ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻟرﺑﺎط .2007-
ﻣﺣﻣد )ﺣﺟﺎج(" :ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﯾن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب
واﻻﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ" ،ﻣﻧﺷورات ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣدﻧﻲ ،ﺳﻠﺳﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺣﺎث ،اﻟﺟزء
اﻷول ،اﻟﻌدد 7ﺳﻧﺔ .2014
ﻣﺣﻣد )ﻗﺻري(" :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ واﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﺟﺗﮭﺎدات اﻟﻣﺟﻠس
اﻷﻋﻠﻰ" ،اﻟﻧدوة اﻟﺟﮭوﯾﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ اﺣﺗﻔﺎءا ﺑﺎﻟذﻛرى اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﯾﺔ ﻟﺗﺄﺳﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ
اﻟرﺑﺎط 11 –10ﻣﺎﯾو ،2007ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟرﺑﺎط .2007
167
ﻣﯾﻣون )رﺣو( وأﺣﻣد )اﻟﻌﻼﻟﻲ( :اﻟﺿﺎﺑط اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ وﺗﺣﺻﯾﻼ،
اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺳﺎﻋﺔ ،اﻟﻌدد ،95اﻟطﺑﻌﺔ
اﻷوﻟﻰ.2016 ،
.4اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ:
ظﮭﯾر ﺷرﯾف رﻗم 1.11.91ﺻﺎدر ﻓﻲ 27ﻣن ﺷﻌﺑﺎن 29) 1432ﯾوﻟﯾو (2011
ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﻧص دﺳﺗور 2011اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد 5964ﻣﻛرر اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 28
ﺷﻌﺑﺎن 30) 1432ﯾوﻟﯾو .(2011
ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود اﻟﺻﺎدر ﺑظﮭﯾر 9رﻣﺿﺎن 12) 1331أﻏﺳطس (1913
ظﮭﯾر ﺷرﯾف رﻗم 1.91.225ﺻﺎدر ﻓﻲ 22ﻣن رﺑﯾﻊ اﻷول 10) 1414ﺳﺑﺗﻣﺑر
(1993ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 41.90اﻟﻣﺣدث ﺑﻣوﺟﺑﮫ ﻣﺣﺎﻛم إدارﯾﺔ اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ
ﻋدد 4227ﺑﺗﺎرﯾﺦ .1993/11/03
168
: اﻟﻣﺣﺎﺿرات.6
ﻣﺎﺳﺗر اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻔوج، ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ:( رﺿﺎ )اﻟﺗﺎﯾدي
. ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة.2016/2015 اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،اﻟﺛﺎﻣن
: اﻟﻣراﺟﻊ ﺑﺎﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ.II
Abdellah (BOUDAHRIN) : le contentieux fiscal, Edmar, Casablanca,
1984.
169
Jean – clandi Ricci : pouvoir discrétionnaire de
l’administration fiscale, éd, puf, Aix- Marseille, 1997.
Jean Michel le Berre : « contentieux fiscal et contentieux
administratif général », revue Française de Finance publique
L.G.D.J N° 17 , 1987.
J.C Martinez et P. Dimarta, « droit fiscal contemporain :
l’impôt, le fix le com tribucable » ED LITEC ; 1986.
Martin Collet, Procédures fiscales: contrôle contentieux et
recouvrement de l’impôt, pressés universitaire de France. 2 février
2011.
Mohamed (BRAHIMI): « la deconcentration et la décentralisation
au Maroc : Revue Marocaine des Finance Publiques et d’économie
N°8, 1992.
170
ﻣﻼﺣق اﻟﺑﺣث
ﻋﻣل ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ
وﺳﺎﺋل ﻋﻣل إدارة اﻟﺿراﺋب
171
ﻓﮭرس اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت:
ﻣﻘدﻣﺔ1...........................................................................................:
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﺳطرة ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ9:
172
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﻣﺿﻣون اﻹﻋﻼم ﺑﺗﺻﺣﯾﺢ اﻹﻟزام اﻟﺿرﯾﺑﻲ30.............................:
173
اﻟﻔرع اﻷول :اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗوﻓرھﺎ ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم57.......................:
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟدﻋوى واﻟﻣﺳﺎطر
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ84................................................................:
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻗﺑول اﻟدﻋوى ﺷﻛﻼ وﻟو ﻗدﻣت ﻗﺑل اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟرﻓﻌﮭﺎ
ﻗﺿﺎءا88...................................................................:
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻗﺑول اﻟدﻋوى ﺷﻛﻼ وﻟو رﻓﻌت ﺧﺎرج اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟرﻓﻌﮭﺎ
ﻗﺿﺎءا90.....................................................................:
174
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺟواﻧب اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺈﻟزاﻣﯾﺔ اﻟطﻌن اﻹداري93.............:
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺗوﺳﻊ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﺑطﻼن اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻗﺎﻋدة ﻻ ﺑطﻼن إﻻ
ﺑﺿرر122..............................................................:
175
اﻟﻔرع اﻷول :اﻷﺳﺎس اﻟذي اﻋﺗﻣده اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻟﻠﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم
ﺑﺎﻟﺑطﻼن123........................................................:
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺗﻘرﯾر ﺟزاء اﻟﺑطﻼن ﻣﺗﻰ ﺗﺑث اﻹﺧﻼل ﺑﻘﺎﻋدة ﺟوھرﯾﺔ ﻣن اﻟﻧظﺎم
اﻟﻌﺎم126................................................................:
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ رﺗب اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ اﻟﺑطﻼن ﺧﺎرج اﻟﺣﺎﻻت
اﻟﻣﻧﺻوص ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون127........................................:
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺑطﻼن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﻟﻌدم إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻔﺗش طﻌن اﻟﻣﻠزم ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﺎن132:
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :ﺑطﻼن ﻣﻘرر اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻟﻺﺧﻼل ﺑﻘﺎﻋدة "ﻻ ﯾﺿﺎر أﺣد ﺑطﻌﻧﮫ"141...........:
ﺧﺎﺗﻣﺔ158........................................................................................:
ﻻﺋﺣﺔ اﻟراﺟﻊ161................................................................................:
ﻣﻼﺣق171.......................................................................................:
اﻟﻔﮭرس177.....................................................................................:
177