الجريمة الإلكترونية والإجراءات التشريعية لمواجهتها في الجزائر

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 28

‫العدد الحادي عشر‬

‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬ ‫سبتمبر‪2018‬‬

‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬


‫‪Criminalité électronique et action législative pour y remédier en Algérie‬‬
‫تاريخ قبول املقال للنشر‪2018/05/09 :‬‬ ‫تاريخ إرسال املقال ‪2018/03/31 :‬‬
‫د‪ .‬بوضي ــاف إسمهان ‪ /‬جامعة محمد بوضياف ‪ -‬املسيلة‬

‫ملخص‪:‬‬
‫لقد تناولت في هذه املقالة اإلطار املفاهيمي للجريمة اإللكترونية وإبراز مدى إهتمام‬
‫املشرع الجزائري بتنظيمها والتصدي لها بإعتبار الجريمة االلكترونية من الجرائم املستحدثة‬
‫الناتجة عن املمارسة السيئة للتكنولوجيا املعلوماتية‪.‬‬
‫إذ نجد ان املشرع الجزائري قد قام بسن نصوص قانونية لقمع الجريمة املعلوماتية‬
‫وذلك بسبب التزايد الالمتناهي لإلعتداءات على األنظمة املعلوماتية في الجزائر‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الجريمة اإللكترونية‪ ،‬إجراءات مواجهة الجريمة اإللكترونية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪Résumé :‬‬
‫‪Dans cet article, j›ai discuté du cadre conceptuel de la cybercriminalité et sou-‬‬
‫‪ligné l›intérêt du législateur algérien concernant son organisation afin de la com-‬‬
‫‪battre en tant que crime électronique suite à la pratique frauduleuse concernant les‬‬
‫‪technologies de l›informatique.‬‬
‫‪Le législateur algérien a promulgué des textes légaux visant à réprimer la cy-‬‬
‫‪bercriminalité en raison du nombre croissant d›attaques contre les systèmes infor-‬‬
‫‪matiques en Algérie.‬‬
‫‪Mots clés : Crime électronique, Action contre la cybercriminalité, Algérie.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪348‬‬
‫العدد الحادي عشر‬
‫سبتمبر‪2018‬‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬

‫مقدم ـ ــة ‪:‬‬


‫تميزالقرن العشرين باختراعات هائلة على املستوى التقني بفضل ظهور وانتشاراستعمال‬
‫الكمبيوتر واستحداث شبكات املعلومات ‪ ،‬حتى أصبح يعرف بقرن املعلوماتية وأو�‪De Linfor‬‬
‫‪ ،le siecle matique‬حيث أصبحت املعلوماتية وأدواتها وسائل ضرورية في العمليات البنكية أو‬
‫سجالت الشركات وحتى عالقات الدولة مع األفراد‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أهمية الوسائل اإللكترونية وإيجابيات إستعمالها‪ ،‬إال أن اإلستخدام غير‬
‫املشروع لها‪ ،‬قد أدى إلى ظهور نوع جديد من الجرائم سميت بالجرائم اإللكتروني ة �‪les infrac‬‬
‫‪ tion électroniquee‬أوالجرائم املعلوماتية ‪ les infraction informatique‬أوجرائم األنترنت �‪Cri‬‬
‫‪ ، minalite par internet‬وهذه املصطلحات كلها تعبر عن مجموعة الجرائم املرتبطة باألنظمة‬
‫اإللكترونية والشبكة املعلوماتية وخصوصا على شبكة األنترنت‪.‬‬
‫وبتنامي معدالت الجريمة وتطور أشكالها وتهديدها املباشر قد دق ناقوس مجتمعات‬
‫العصر الراهن لحجم املخاطر وهول الخسائر الناجمة عن هذه الجرائم التي تستهدف االعتداء‬
‫على املعطيات بداللتها التقنية الواسعة‪.‬‬
‫فهي جريمة تقنية تنشأ في الخفاء وتوجه للنيل من الحق في املعلومات املنقولة عبر نظم‬
‫وشبكات املعلومات وفي مقدمتها األنترنت‪ ،‬وتظهرمدى خطورتها في االعتداءات التي تمس الحياة‬
‫الخاصة لألفراد وتهدد األمن والسيادة الوطنيين وتشيع فقدان الثقة بالتقنية وتهدد إبداع‬
‫العقل البشري‪.‬‬
‫وأصبح يواجه املؤلفون في البيئة الرقمية املتشابكة العديد من املشاكل بسبب سهولة‬
‫الوصول إلى مؤلفاتهم واستنساخها‪ ،‬في ظل تقاعس أو مواكبة التشريعات التقليدية للسرعة‬
‫التي تتطور بها التكنولوجيا الحديثة وعصر املعلوماتية‪ ،‬وعدم قدرتها على التكيف مع الوضع‬
‫الحالي‪.‬‬
‫األمرالذي دفع بالدول إلى العمل مليا للحد من هذه الجرائم من خالل التوعية والوسائل‬
‫الوقائية األمنية وغيرها‪ ،‬بحيث بات لزاما أن يواكب تطور الجريمة وأساليبها تطورا في مجال‬
‫السياسة التشريعية عموما والسياسة الجنائية على وجه الخصوص‪ ،‬بعد أن أصبح واضحا‬
‫التهديد املباشرللمنظومة الحقوقية الذي يتسبب فيه إساءة استخدام شبكة املعلوماتية‪.‬‬
‫وترتيبا على هذه املعطيات نطرح اإلشكالية التالية ‪ :‬ما مدى معالجة املشرع الجزائري‬
‫للجريمة اإللكترونية؟‬
‫لإلملام بجميع عناصراملوضوع محل البحث اقترحنا الخطة التالية ‪:‬‬

‫‪349‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد الحادي عشر‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬ ‫سبتمبر‪2018‬‬

‫املبحث األول ‪ :‬ماهية الجريمة اإللكترونية‬


‫املبحث الثاني ‪ :‬املكافحة التشريعية للجريمة اإللكترونية في الجزائر‬

‫املبحث األول ‪ :‬ماهية الجريمة اإللكترونية‬


‫تعد الجرائم املعلوماتية من الجرائم املستحدثة والتي ظهرت في عصرنا الحديث‪،‬‬
‫والسبب يعود إلى إرتباط هذه الجرائم بوسائل التقنيات الحديثة من أجهزة كمبيوتر وشبكات‬
‫األنترنت واملواقع اإللكترونية‪ ،‬تعد األنترنت من أكبر شبكات الكمبيوتر ذات اإلرتباط الوثيق‬
‫بالجرائم املعلوماتية وكلمة انترنت (‪ )Internet‬وفي اللغة مشتق من اللغة اإلنجليزية (‪Internet‬‬
‫‪ )Network‬أي شبكة التشبيك ويعني أنها شبكة تربط مجموعة من أجهزة الكمبيوتر املتصلة‬
‫ببعضها البعض وتستطيع تبادل املعلومات فيما بينها‪ ،‬أما عن مفهوم الجرائم املعلوماتية فإنه‬
‫ال يوجد إلى الوقت الحالي تعريف جامع مانع لهذا النوع من الجرائم‪ ،‬وقد اختلف الفقه القانوني‬
‫في تعريفها‪.‬‬
‫أما التشريعات فنجد بعض التشريعات عرفت الجرائم املعلوماتية بطريقة غير مباشرة‬
‫وبعضها لم يتعرض لتعريف الجرائم املعلوماتية فمهمة املشرع هي تجريم األفعال ووضع الجزاء‬
‫املناسب لها‪.‬‬
‫سوف نستعرض في هذا املبحث مفهوم الجرائم اإللكترونية في املطلب األول من خالل‬
‫التطرق أوال إلى تعريف الجريمة اإللكترونية من الناحية الفقهية والقانونية في الفرع األول مرورا‬
‫بالتطرق للطبيعة القانونية للجريمة اإللكترونية‪.‬‬
‫ثم نستعرض في الفرع الثاني أركان وخصائص الجريمة اإللكترونية وصوال في األخير إلى‬
‫أنواع الجرائم اإللكترونية واملدرجة في املطلب الثاني‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬مفهوم الجريمة اإللكترونية‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الجريمة اإللكترونية وطبيعتها القانونية‬
‫أ‪-‬أتعريف الجريمة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ 1-‬التعريف الفقهي للجريمة اإللكترونية‪:‬‬
‫إن مسألة وضع تعريف للجريمة اإللكترونية كانت محال إلجتهادات الفقهاء‪ ،‬لذا ذهب‬
‫الفقهاء في تعريف الجريمة اإللكترونية مذاهب شتى ووضعوا تعريفات مختلفة‪ ،‬ويتراوح تعريف‬
‫الجريمة اإللكترونية بين الجرائم التي ترتكب بواسطة الحاسوب إلى الجرائم التي ترتكب بأي‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪350‬‬
‫العدد الحادي عشر‬
‫سبتمبر‪2018‬‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬

‫نوع من املعدات الرقمية‪ ،‬وتعرف الجرائم اإللكترونية على أنها الجرائم التي ترتكب بإستخدام‬
‫الحاسوب والشبكات واملعدات التقنية مثل الجوال‪.‬‬
‫وهناك من عرفها على أنها الجرائم ذات الطابع املادي التي تتمثل في كل سلوك غيرقانوني‬
‫من خالل إستخدام األجهزة اإللكترونية ينتج منها حصول املجرم على فوائد مادية أو معنوية‬
‫مع تحميل الضحية خسارة مقابلة‪ ،‬وغالبا ما يكون هدف هذه الجرائم هو القرصنة من أجل‬
‫السرقة أو إتالف املعلومات املوجودة في األجهزة‪ ،‬ومن تم ابتزاز األشخاص بإستخدام تلك‬
‫املعلومات‪.1‬‬
‫فقد انقسم أنصارتعريف الجريمة من الجانب التقني والفني فالبعض استند إلى موضوع‬
‫الجريمة والبعض األخرإلى وسيلة الجريمة‪. 2‬‬
‫‪ -‬أهم التعريفات التي استندت على موضوع الجريمة‪:‬‬
‫ويذهب أصحاب هذا اإلتجاه الفقهي إلى التركيزعلى الجانب املوضوعي في تعريف الجريمة‬
‫املعلوماتية بإعتباران هذه الجريمة ليست الجريمة التي يستخدم الحاسب اآللي كأداة في إرتكابها‬
‫حسب بل تقع على الحاسب األلي او في داخل نظامه‪.‬‬
‫فعرفت الجريمة املعلوماتية من قبل أنصار هذا اإلتجاه بأنها (نشاط غير مشروع لنسخ‬
‫او تغيير او حذف أو الوصول الى املعلومات املخزونة داخل الحاسب أو التي تحول عن طريقه)‬
‫وعرفت كذلك بأنها(غش معلوماتي ينصرف إلى كل سلوك غير مشروع يتعلق باملعلومات‬
‫املعالجة ونقلها)‪.3‬‬
‫‪ -‬أهم التعريفات التي استندت على وسيلة الجريمة‪:‬‬
‫‪ -‬إن أنصار هذا اإلتجاه ينطلقون من أن جريمة الكمبيوتر تتحقق بإستخدام الكمبيوتر‬
‫كوسيلة إلرتكاب الجريمة‪ ،‬وبالتالي تعرف على أنها «فعل إجرامي يستخدم الكمبيوتر في إرتكابه‬
‫كأداة رئيسية» كما تعرف بأنها «كل أشكال السلوك غير املشروع الذي يرتكب بإستخدام‬
‫الحاسوب» وكذلك تعرف بأنها «الجريمة التي تلعب فيها البيانات الكمبيوترية والبرامج‬
‫املعلوماتية دورا رئيسا» وإنها كل فعل أوإمتناع من شأنه اإلعتداء على األمواج املادية أواملعنوية‬
‫يكون ناتجا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن تدخل التقنية املعلوماتية» يعتبر هذا التعريف‬
‫األخير الرأي الراجح لتبنيه من قبل العديد من الباحثين والدارسين نظرا لشمولية بحيث يعبر‬
‫‪4‬‬
‫عن الطابع التقني أو املميزالذي تنطوي تحته أبرز صور الجريمة اإللكترونية‪.‬‬
‫ويعرفها مكتب تقييم التقنية بالواليات املتحدة األمريكية بأنها ‪»:‬الجريمة التي تلعب فيها‬
‫البيانات الحاسوبية‪ ،‬والبرامج املعلوماتية دورا رئيسيا» ‪ ،‬وقد اتجه جانب كبير من الفقهاء‬
‫إلى إعتماد التعريف الذي تبنته منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ( ‪ ) OCDE‬للجريمة‬
‫‪351‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫العدد الحادي عشر‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬ ‫سبتمبر‪2018‬‬

‫املعلوماتية في اجتماع باريس عام ‪ ،1983‬من أنها‪ »:‬كل سلوك غير مشروع‪ ،‬أو غير أخالقي‪ ،‬أو‬
‫غير مصرح به‪ ،‬يتعلق باملعالجة اآللية للبيانات أو نقلها»‪ ،‬وهو تعريف تبنى أكثر من معيار‪،‬‬
‫يتعلق األول بوصف السلوك‪ ،‬أما الثاني فاتصال السلوك باملعالجة اآللية للبيانات أو نقلها‪. 5‬‬
‫كما يعرفها خبراء منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪ OECD‬بأنها « كل سلوك غير‬
‫مشروع أو غيرأخالقي أو غيرمصرح به يتعلق باملعالجة اآللية للبيانات أو نقلها «‪ .‬ويعرفها الفقيه‬
‫الفرن�سي ‪ Vivant‬بأنها» مجموعة من األفعال املرتبطة باملعلوماتية والتي يمكن أن تكون جديرة‬
‫بالعقاب‪. 66‬‬
‫وقد جاء في توصيات مؤتمراألمم املتحدة العاشرملنع الجريمة ومعاقبة املجرمين املنعقد‬
‫في فيينا سنة ‪ 2000‬تعريف الجريمة اإللكترونية بأنها «أية جريمة يمكن إرتكابها بواسطة‬
‫نظام حاسوبي أو شبكة حاسوبية‪ ،‬أو داخل نظام حاسوبي‪ ،‬والجريمة تلك تشمل من الناحية‬
‫املبدئية‪ ،‬جميع الجرائم التي يمكن إرتكابها في بيئة إلكترونية‪.‬‬
‫أما التعريف الدولي للجريمة اإللكترونية فهو يعتمد في الغالب على الغرض من استخدام‬
‫املصطلح‪ :‬فهناك عدد محدود من األفعال التي تمس السرية والنزاهة وبيانات الكمبيوتروأنظمة‬
‫تمثل جوهر الجريمة اإللكترونية‪ ،‬كما أن هناك أعمال متعلقة بالكمبيوتر لتحقيق مكاسب‬
‫شخصية أو مالية أو ضرر بما في ذلك األفعال املتصلة بجرائم محتويات الكمبيوتر‪.7‬‬
‫‪ 2-‬التعريف القانوني للجريمة اإللكترونية‪:‬‬
‫ّأما بالنسبة للتعریف الذي جاء به املشرع الجزائري للجرائم املتصلة بتكنولوجیات‬
‫اإلعالم واإلتصال فإنه يعرفها بأنها‪« :‬جرائم املساس بأنظمة املعالجة اآللیة للمعطیات املحددة‬
‫في قانون العقوبات وأي جریمة أخرى ترتكب أو یسهل إرتكابها عن طریق منظومة معلوماتیة أو‬
‫نظام لإلتصاالت اإللكترونية»‪ ،‬وبهذا فقد ُوفق املشرع برأینا في تعریفه ألنه جمع الحاالت التي‬
‫تكون فیها نظم املعلوماتیة وشبكات اإلتصال إما موضوعا للجریمة أو وسیلة أو دعامة لجرائم‬
‫تقلیدیة‪ ،‬ولوال هذه النظم املعلوماتیة وشبكات اإلتصاالت ما كان أن نصبغ صفة املعلوماتیة‬
‫على هذه الجرائم‪.8‬‬
‫على خالف املشرع الفرن�سي الذي لم يعطي تعريفا للجريمة اإللكترونية فإن املشرع‬
‫الجزائري قد إصطلح على تسميتها بمصطلح الجرائم املتصلة بتكنولوجيا اإلعالم واإلتصال‪،‬‬
‫وعرفها بموجب املادة الثانية من القانون ‪ 04-09‬على أنها «جرائم املساس بأنظمة املعالجة‬
‫اآللية للمعلومات املحددة في قانون العقوبات أو أية جريمة ترتكب أو يسهل إرتكابها عن طريق‬
‫منظومة معلوماتية أو نظام لالتصاالت اإللكترونية‪.‬‬
‫ويالحظ على هذا التعريف ما يلي‪:‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪352‬‬
‫العدد الحادي عشر‬
‫سبتمبر‪2018‬‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬

‫أوال‪ :‬أن املشرع الجزائري قد إعتمد على معيار الجمع بين عدة معايير لتعريف الجريمة‬
‫اإللكترونية أولها معياروسيلة الجريمة وهو نظام اإلتصاالت االلكترونية‪ ،‬وثانيها معيارموضوع‬
‫الجريمة املساس بأنظمة املعالجة اآللية للمعطيات‪ ،‬وثالثها معيار القانون الواجب التطبيق أو‬
‫الركن الشرعي للجريمة املنصوص عليها في قانون العقوبات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬كما حدد املشرع الجزائري نطاق الجريمة اإللكترونية وذلك عن طريق إقراره بأن‬
‫الجريمة اإللكترونية ترتكب في نظام معلوماتي أو يسهل إرتكابها عليه‪ ،‬وهذا ما يوسع من نطاق‬
‫مجال الجرائم اإللكترونية في القانون الجزائري‪.9‬‬
‫ب‪ -‬الطبيعة القانونية للجريمة اإللكترونية‪:‬‬
‫تكمن الطبيعة الخاصة لهذه الجرائم في قدرة شبكة املعلومات على نقل وتبادل معلومات‬
‫ذات طابع شخ�صي وعام في آن واحد مما يؤدي إلى إرتكاب الفعل‪ ،‬والسبب في ذلك توسع بنوك‬
‫املعلومات بأنواعها عالوة على رغبة األفراد وسعيهم إلى ربط حواسبهم بالشبكة‪ ،‬على أساس‬
‫أن هذه الجرائم ترتكب ضمن نطاق املعالجة اإللكترونية للبيانات سواء أكان في تجميعها أو‬
‫تجهيزها أم في إدخالها إلى الحاسب املرتبط بشبكة املعلومات ولغرض الحصول على معلومات‬
‫معينة كما قد ترتكب هذه الجرائم في مجال معالجة النصوص‪ ،‬وصعوبة التكييف القانوني‬
‫لهذه الجرائم تكمن في طبيعتها الخاصة‪.‬‬
‫بحيث أن القواعد التقليدية لم تكن مخصصة لهذه الظواهر اإلجرامية املستحدثة‪،‬‬
‫وبالتالي تطبيقها على هذا النوع من الجرائم يثير مشاكل عديدة في مقدمتها مسألة اإلثبات‪،‬‬
‫ومتابعة مرتكبيها وعلى ضوء اإلعتبارات السابقة يمكن القول بأن هذه الجرائم تتمتع بطبيعة‬
‫قانونية خاصة‪.10‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أركان الجريمة اإللكترونية وخصائصها‬
‫أ‌‪ -‬أركان الجريمة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -1‬الركن املادي للجريمة اإللكترونية‪:‬‬
‫تنهض الجريمة على ركنين رئيسيين هما الركن املادي والركن املعنوي‪ ،‬فال بد للجريمة‬
‫املعلوماتية إذن من ركن مادي يمثل كيانها امللموس ويعبرعن إرادة الفاعل بصورة يمكن إثباتها‪،‬‬
‫وال بد أيضا من ركن معنوي يعبرعن إرادة املجرم املعلوماتي‪.‬‬
‫‪1 1-‬الركن املادي‪:‬‬
‫البد من فعل أو إمتناع يمكن إثباته إذ ال عبرة بما في خلد اإلنسان من أفكارألنها ال تدخل‬
‫دائرة التجريم‪ ،‬والركن املادي هنا يختلف من حال ألخرحسب التصنيف الذي يقع على الفعل‬
‫‪353‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫العدد الحادي عشر‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬ ‫سبتمبر‪2018‬‬

‫وعليه ال يمكن حصر الجريمة املعلوماتية تحت تكييف واحد‪ ،‬فقد تشكل الواقعة املرتكبة‬
‫والتي تحمل وصف الجريمة املعلوماتية واقعة قذف أو تهديد أو تحريض وبشكل مطابق تماما‬
‫ملا يجري عليه قانون العقوبات من خالل بعض القواعد التي ينطبق حكمها حتى على الجرائم‬
‫الواقعة عن طرق جهاز الكمبيوتر ‪ ،‬وهذا ال يسبب إشكاال‪ ،‬إذ يمكن تطبيق نصوص قانون‬
‫العقوبات على هذه السلوكيات التقليدية‪ ،‬إال أن هناك أنواعا من السلوك يتطلب التمييزبينها‬
‫وبين سابقتها ‪ ،‬وهذا ما يدعو للتدخل التشريعي‪.11‬‬
‫يتكون الركن املادي للجريمة اإللكترونية من السلوك اإلجرامي والنتيجة والعالقة‬
‫السببية‪ ،‬علما أنه يمكن تحقق الركن املادي دون تحقق النتيجة‪ ،‬كالتبليغ عن الجريمة قبل‬
‫تحقيق نتيجتها‪( ،‬مثال‪ :‬إنشاء موقع للتشهيربشخص معين دون طرح هذا املوقع على الشبكة اإل‬
‫أنه ال مناص من معاقبة الفاعل)‪.‬‬
‫يتخذ الركن املادي في هذه الجريمة عدة صور بحسب كل فعل إيجابي مرتكب (مثال ‪:‬‬
‫جريمة الغش املعلوماتي‪ :‬الركن املادي فيها هو تغيير الحقيقة في التسجيالت اإللكترونية أو‬
‫املحررات اإللكترونية‪.12‬‬
‫‪ 2-‬الركن املعنوي للجريمة اإللكترونية‪:‬‬
‫تعد الجرائم املعلوماتية كغيرها من الجرائم والتي تفترض باألساس وجود القصد العام‬
‫(العلم‪ ،‬واإلرادة) لتحديد املسؤولية الجنائية‪ ،‬وال يمكن تصور وجود قصد خاص بالجريمة‬
‫دون أن يسبقه القصد العام‪ ،‬أما عن وجود القصد الخاص في الجرائم املعلوماتية‪ ،‬فهذا يرجع‬
‫بالدرجة األولى إلى طبيعة الجريمة املرتكبة والنية الخاصة لدى الجاني من وراء القيام بالفعل‬
‫غيراملشروع أو إرتكاب الجريمة‪.13‬‬
‫يتكون الركن املعنوي للجريمة اإللكترونية من عنصرين هما العلم واإلردة‪.‬‬
‫‪ -‬العلم‪ :‬هو إدراك الفاعل لألمور‪.‬‬
‫‪ -‬أما اإلرادة‪ :‬فهي اتجاه السلوك اإلجرامي لتحقيق النتيجة‪.‬‬
‫طبقا للمبادئ العامة املعروفة في قانون العقوبات‪ ،‬قد يكون القصد الجنائي عاما‬
‫وخاصا‪ ،‬القصد الجنائي العام‪ :‬هو الهدف املباشر للسلوك اإلجرامي وينحصر في حدود إرتكاب‬
‫الفعل‪.‬‬
‫أما القصد الجنائي الخاص‪ :‬هو ما يتطلب توافره في بعض الجرائم دون األخرى فال يكتفي‬
‫الفاعل بإرتكابه الجريمة‪ ،‬بل يذهب إلى التأكد من تحقيق النتيجة (مثال‪ :‬في جريمة القتل ال‬
‫يكتفي الجاني بالفعل بل يتأكد من إزهاق روح املجني عليه) وعليه ما هو القصد الجنائي الذي‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪354‬‬
‫العدد الحادي عشر‬
‫سبتمبر‪2018‬‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬

‫يجب توافره في الجريمة اإللكترونية؟‬


‫األصل إن الفاعل في الجريمة اإللكترونية يوجه سلوكه اإلجرامي نحو إرتكاب فعل غير‬
‫مشروع أو غير مسموح به مع علمه وقاصدا ذلك ومهما يكن ال يستطيع إنتفاء علمه كركن‬
‫للقصد الجنائي العام‪.‬‬
‫إذن فالقصد الجنائي العام متوافر في جميع الجرائم اإللكترونية دون أي إستثناء ولكن‬
‫هذا ال يمنع أن بعض الجرائم اإللكترونية تتوافر فيها القصد الجنائي الخاص (مثال‪ :‬جرائم‬
‫تشويه السمعة عبراألنترانت‪ ،‬وجرائم نشرالفيروسات عبرالشبكة)‪ .‬وفي كل األحوال يرجع األمر‬
‫للسلطة التقديرية للقا�ضي‪.14‬‬
‫ويرى الباحث أن القصد العام والخاص في جرائم املعلوماتية هو أسا�سي لتحديد‬
‫املسؤولية الجزائية‪ ،‬والذي يحدد وجود قصد خاص في بعض الجرائم املعلوماتية هو طبيعة‬
‫الجريمة ونية اإلضرار أو النية الخاصة للجاني والتي يمكن استشفائها من مكونات كل جريمة‬
‫على حدا وبشكل مستقل‪ ،‬وبالتالي فإن الجرائم املعلوماتية وكجرائم مستحدثة هي كغيرها من‬
‫الجرائم التقليدية يشترط وجود الركن املعنوي لقيام الجريمة وال يتصور قيام أي نوع من أنواع‬
‫الجرائم املعلوماتية دون وجود الركن املعنوي‪.‬‬
‫أما عن اإلثبات في توافر الركن املعنوي في الجرائم املعلوماتية فهو يقع على عاتق النيابة‬
‫العامة واملحكمة املختصة بالنظر في مثل هذا النوع من القضايا‪ ،‬واملحكمة صاحبة الصالحية‬
‫بتقدير وجود سوء النية من عدمها ووزن البيانات وتمحيصها بما لها من صالحية بإعتبارها‬
‫صاحبة القرارالنهائي بالفصل في الدعاوى املرفوعة أمامها‪.15‬‬
‫ب ‪ -‬خصائص الجريمة اإللكترونية‪.‬‬
‫للجريمة اإللكترونية مجموعة من الخصائص التي تنفرد بها عن الجرائم التقليدية‪،‬‬
‫ومن أهم هذه الخصائص أن الجرائم اإللكترونية تتطلب وجود جهاز إلكتروني ومعرفة كيفية‬
‫إستخدامه وإن الهدف من هذه الجرائم الكيانات املعنوية لهذا الجهاز‪ ،‬كما أن الجريمة‬
‫اإللكترونية ال حدود لها‪ ،‬وهذه الجرائم صعبة اإلثبات واإلكتشاف‪ ،‬ولذلك فهي مغرية‬
‫للمجرمين‪ ،‬وعلى ضوء ما سبق سنتناول هذه الخصائص بالتفصيل عبرما هو تال‪:16‬‬
‫‪ -1‬انها جريمة عابرة للحدود الدولية‪:‬‬
‫الجريمة اإللكترونية ذات بعد دولي‪ ،‬أي أنها عابرة الحدود‪ ،‬فهي قد تتجاوز الحدود‬
‫الجغرافية بسبب أن تنفيذها يتم عبر الشبكة املعلوماتية‪ ،‬وهو ما يثير في كثير من األحيان‬
‫تحديات قانونية إدارية فنية‪ ،‬كما ينتج عنه صعوبات سياسية بشأن مواجهتها السيما فيما‬
‫يتعلق بإجراءات املالحقة الجنائية‪.17‬‬
‫‪355‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫العدد الحادي عشر‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬ ‫سبتمبر‪2018‬‬

‫‪ -2‬الجريمة اإللكترونية صعبة اإلكتشاف واإلثبات‪:‬‬


‫تتميز الجريمة اإللكترونية عن الجرائم التقليدية بأنها صعبة اإلثبات‪ ،‬وهذا راجع إلى‬
‫إفتقاد وجود اآلثار التقليدية للجريمة‪ ،‬وغياب الدليل الفيزيقي (بصمات‪ ،‬تخريب‪ ،‬شواهد‬
‫مادية) وسهولة محو الدليل أو تدميره في زمن متناه القصر‪ ،‬يضاف إلى ذلك نقص خبرة الشرطة‬
‫والنظام العدلي‪ ،‬وعدم كفاية القوانين القائمة‪.18‬‬
‫ال تحتاج جرائم اإلعتداء على برامج ومعلومات الحاسب اإللكتروني إلى أي عنف او جثث‬
‫أو سفك للدماء أو أثار إقتحام لسرقة األموال ‪ ،‬وإنما هي بيانات ومعلومات تغير أو تعدل أو‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تمحى كليا أو جزئيا من السجالت املخزونة في ذاكرة الحاسب اإللكتروني‪ ،‬لذا يكون من الصعب‬
‫إكتشافها ومن ثم تطبيق الجزاء الجنائي على مرتكبها‪.19‬‬
‫‪ -3‬يتطلب إلرتكابها وجود جهازاإللكتروني ومعرفة بتقنية إستخدامه‪.‬‬
‫إن ما يميز الجريمة اإللكترونية عن غيرها من الجرائم‪ ،‬أنها تتطلب وجود علم كافي‬
‫بالجوانب الفنية كالتقنية إلستخدام الحاسوب واإلنترنت‪ ،‬وتعتبر العالقة بين مدى الدراية‬
‫بالجوانب الفنية والتقنية للحاسوب وبين الجريمة اإللكترونية عالقة طردية‪ ،‬فكلما زادت‬
‫الخبرة لدى األفراد بمعرفة تقنية الحاسوب‪ ،‬زاد إحتمال إستخدام خبرتهم بشكل غيرمشروع‪.‬‬
‫وأثبت الواقع العلمي‪ ،‬أن الجرائم اإللكترونية قد ترتكب من خالل الهواتف املحمولة‪,‬‬
‫خاصة بعد ظهور أجهزة الهاتف الذكية كالتي هي في الحقيقة عبارة عن أجهزة كمبيوتر‬
‫صغيرة‪ ،‬والتي من خاللها يتم اإلتصال بشبكة اإلنترنت‪ ،‬ويسهل تخزين ونقل املعلومات من‬
‫خاللها‪ ،‬وليس كما ذكربعض الباحثين بأن الحاسب اآللي هو األداة الوحيدة في إرتكاب الجريمة‬
‫اإللكترونية‪ ,‬ففي أيامنا هذه نرى أنه يمكن تصنف الهواتف املحمولة الذكية ضمن أجهزة‬
‫الكمبيوتر‪ ,‬كذلك ألنه ال يختلف عن الحاسوب سوى في الحجم‪ -‬بل أن الهواتف الذكية يمكن‬
‫من خاللها اإلتصال املباشربخالف ‪ -‬الحاسب اآللي أما بالنسبة للوظائف األخرى فتتم ممارسة‬
‫جميع وظائف الحاسب اآللي من خالل الهاتف الذكي‪.‬‬
‫ويتمثل عالج املشكلة السابقة من خالل وجود برامج حماية على كل أجهزة الحاسوب‬
‫سواء املنزلية أو املتوافرة في أماكن العمل‪ ،‬وذلك لضمان الحفاظ على األسرار الشخصية‬
‫واملهنية‪ ،‬وعدم جعل الجهازمتصل باألنترانت والتيارالكهربائي خارج وقت اإلستخدام له‪. 20‬‬
‫‪ -4‬الجرائم اإللكترونية جرائم األذكياء‪:‬‬
‫إن مرتكب الجريمة اإللكترونية في الغالب شخص يتميز بالذكاء‪ ،‬والدهاء ذو مهارات‬
‫تقنية عالية ودراية باألسلوب املستخدم في مجال أنظمة الحاسب وكيفية تشغيله‪ ،‬وكيفية‬
‫تخزين املعلومات والحصول عليها‪ ،‬في حين أن مرتكب الجريمة التقليدية في الغالب شخص أمي‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪356‬‬
‫العدد الحادي عشر‬
‫سبتمبر‪2018‬‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬

‫بسيط متوسط التعليم‪.2121‬‬


‫املطلب الثاني ‪ :‬أنواع الجرائم اإللكترونية‬
‫تعد الجرائم اإللكترونية من الجرائم املستحدثة‪ ،‬والتي إختلف الفقه في تصنيفها إلى عدة‬
‫مسميات‪ ،‬ولم تراع أغلب التقسيمات خصائص الجرائم اإللكترونية وموضوعها‪ ،‬وإن أهم ما‬
‫يميز الجرائم اإللكترونية عن غيرها هو أن هذه الجرائم تستهدف الكيانات املعنوية للحاسب‬
‫اآللي‪ ،‬وترتكب بواسطة جهاز إلكتروني‪ ,‬أما ما يستهدف الكيانات املادية للحاسب اآللي فيندرج‬
‫تحت صور الجرائم التقليدية‪.‬‬
‫وإختالف الفقه في تقسيم الجرائم اإللكترونية هو نتيجة ظهور جرائم جديدة من حين‬
‫ألخر‪ ،‬حيث أن الجرائم اإللكترونية ال حصر لها‪ ،‬وال يمكننا أن نجملها بكل أصنافها وأشكالها‪،‬‬
‫فهي متغيرة ومتجددة‪ ،‬فكلما ظهرت وسيلة جديدة إلستخدام الحاسب األلي واألنترنت ظهرت‬
‫معه جريمة جديدة‪.22‬‬
‫إذ لم يستقرالفقهاء على معيارواحد لتصنيف الجرائم اإللكترونية وذلك راجع إلى تشعب‬
‫هذه الجرائم‪ ،‬وسرعة تطورها‪ ،‬فمنهم من يصنفها بالرجوع إلى وسيلة إرتكاب الجريمة ‪ ،‬أو على‬
‫أساس محل الجريمة‪ ،‬وعلى هذا األساس يمكن تقسيمها إلى‪:23‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الجرائم الواقعة بواسطة النظام املعلوماتي‬
‫يعد الحاسب اآللي في هذا النوع من الجرائم وسيلة لتسهيل النتيجة اإلجرامية ومضاعفا‬
‫لجسامتها ويهدف الجاني من وراءها إلى تحقيق ربح مادي بطريقة غيرمشروعة‪ ،‬تستخدم النظام‬
‫املعلوماتي في حد ذاته أو برامجه كوسيلة لتنفيذ الجريمة‪ ،‬وتنقسم هذه الجرائم بدورها إلى‪:24‬‬
‫أ‪-‬الجرائم الواقعة على األشخاص‪:‬‬
‫ان للحياة الشخصية خصوصية وحرمة ال يجوز ألي شخص أن يقتحمها‪ ،‬ومثال ذلك‬
‫اإلعتداء على املعلومات اإللكترونية الخاصة باملحامين أو األطباء أو املحاسبين أو غيرهم من‬
‫املهنيين‪ ،‬وقد تتم هذه الجريمة من خالل اإلطالع على البيانات واملعلومات الخاصة بشخص ما‬
‫أو تسجيل مكاملات أو فيديو أو مراقبته‪.‬‬
‫ويتمثل الركن املادي في جريمة نشر مواد إباحية بالسلوك الذي يتخذه الفاعل بتهيئة‬
‫صفحات تحمل في طياتها مواد مخلة باألداب العامة‪ ،‬ويقوم بنشرها عبر األنترنت‪ ،‬أما الركن‬
‫املعنوي وهو الحالة النفسية للجاني أي أنه كان يقصد نشر الصور ولديه العلم واإلرادة على‬
‫ذلك‪.25‬‬

‫‪357‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد الحادي عشر‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬ ‫سبتمبر‪2018‬‬

‫ب‪-‬الجرائم الواقعة على األموال‪:‬‬


‫لقد صاحب ظهور شبكة األنترنت تطورات كثيرة في شتى املجاالت‪ ،‬حيث أصبحت معظم‬
‫املعامالت التجارية تتم من خالل هذه الشبكة‪ ،‬مثل البيع والشراء‪ ،‬مما إنجرعنه تطور وسائل‬
‫الدفع والوفاء وأضحت جزء ال يتجزأ من هذه املعامالت‪ ،‬وفي خضم هذا التداول املالي عبر‬
‫األنترنت انتهز بعض املجرمين الفرصة من أجل السطو عليها‪ ،‬حيث ابتكرت عدة طرق من أجل‬
‫ذلك‪ ،‬على غرار السطو والسرقة‪ ،‬والتحويل اإللكتروني غير املشروع لألموال وقرصنة أرقام‬
‫البطاقات املمغنطة‪.26‬‬
‫في ظل التحول من املعامالت التجارية التقليدية إلى املعامالت التجارية اإللكترونية وما‬
‫أنجزعنه من تطور وسائل الدفع والوفاء‪ ،‬وفي خضم التداول املالي عبراألنترنت‪ ،‬أصبحت هذه‬
‫املعامالت عرضة لشتى أنواع الجرائم ومنها‪:‬‬
‫‪‬السطو على أرقام بطاقات اإلئتمان والتحويل اإللكتروني الغيرمشروع‪.‬‬
‫‪‬القماروغسيل األموال عبراألنترانت‪.‬‬
‫‪‬جريمة السرقة والسطو على أموال البنوك‪.‬‬
‫‪‬تجارة املخدرات عبراألنترنيت‪.27‬‬
‫جـ‪ -‬الجرائم الواقعة على أمن الدولة‪:‬‬
‫إستغلت الكثير من الجماعات املتطرفة الطبعة اإلتصالية لألنترنت من أجل بث‬
‫معتقداتها وأفكارها‪ ،‬بل تعداه األمرإلى ممارسات تهدد أمن الدولة املعتدى عليها‪ ،‬خاصة املتمثلة‬
‫في اإلرهاب والجريمة املنظمة‪ ،‬اللذان أخذا معنى آخرفي إستعمال األنترنت‪ ،‬التي سمحت لهم في‬
‫إرتكاب جرائم غاية الشك في حق املجتمعات والدول‪ ،‬بل األخطرمن ذلك أتاحت‪ ،‬األنترنت لكثير‬
‫من الدول ممارسة التجسس على دول أخرى‪ ،‬وذلك باإلطالع على مختلف األسرار العسكرية‬
‫اإلقتصادية لهذه األخيرة‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالدول التي يكون فيها نزاعات‪ ،‬ويبقى املساس‬
‫باألمن الفكري من بين اخطر الجرائم املرتكبة عبر األنترنت‪ ،‬حيث تعطي األنترنت فرصا للتأثير‬
‫على معتقدات وتقاليد مجتمعات بأكملها مما يسهل خلق الفو�ضى‪.28‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الجرائم الواقعة على النظام املعلوماتي‬
‫إضافة إلى الجرائم املعلوماتية التي تقع بإستخدام النظام املعلوماتي هناك نوع آخر من‬
‫الجرائم املعلوماتية يمس النظام املعلوماتي ويستهدف إما املكونات املادية للنظام املعلوماتي أو‬
‫املكونات املنطقية أو املعلومات املدرجة بالنظام املعلوماتي‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪358‬‬
‫العدد الحادي عشر‬
‫سبتمبر‪2018‬‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬

‫أ‪ -‬الجرائم الواقعة على املكونات املادية للنظام املعلوماتي‪:‬‬


‫يقصد باملكونات املادية للنظام املعلوماتي باألجهزة واملعدات امللحقة به والتي تستخدم‬
‫في تشغيله كاألسطوانات والشرائط والكابالت‪ ،‬ونتيجة للطبيعة املادية لهذه املعدات تكون‬
‫الجرائم الواقعة عليها تقليدية كأن تكون محل للسرقة وخيانة األمانة أو اإلتالف العمدي أو‬
‫اإلحراق أو العبث بمفاتيح التشغيل‪ ،‬مما يترتب عليها خسائر كبيرة‪ ،‬ولقد حدث هذا النوع من‬
‫الجرائم في فرنسا‪ ،‬وأدى إلى إتالف معدات مؤسسة كبيرة ومتخصصة في بيع األنظمة وتوثيق‬
‫املعلومات الحسابية‪ ،‬وقدرت الخسائربـ ‪5‬ماليين فرنك فرن�سي‪.29‬‬
‫ب‪ -‬الجرائم الواقعة على املعلومات املدرجة بالنظام املعلوماتي‪:‬‬
‫نعتقد أن هذه الصورة تعتبر بدون شك أكثر الصور إنتشارا وخطورة حيث يتم بواسطة‬
‫اإلحتيال إدخال معطيات في نظم املعالجة اآللية للمعطيات أوإتالفها أوحذفها أوتغييراملعطيات‬
‫املدرجة‪.30‬‬
‫وقد عالج املشرع الجزائري هذا النمط من الجرائم من خالل نص املادة ‪ 394‬مكرر من‬
‫قانون العقوبات والتي تنص على أنه «يعاقب بالحبس من ستة (‪ )6‬أشهر إلى ثالث (‪ )3‬سنوات‬
‫وبغرامة مالية من ‪ 5000.00‬دج إلى ‪ 20.000.00‬دج كل من أدخل بطريق الغش معطيات في‬
‫نظام املعالجة اآللية أو أ ال أو ّ‬
‫عدل بطريق الغش املعطيات التي يتضمنها‪ ،‬من خالل هذا النص‬ ‫ز‬
‫و من أجل معالجة عناصر هذه الجريمة يتوجب تحديد معنى اإلتالف ثم الوسائل التي يتحقق‬
‫بها اإلتالف‪.‬‬
‫يعرف البعض اإلتالف بأنه هو ذلك الفعل الذي يجعل ال�شيء غيرالصالح لإلستعمال أو‬
‫بإعدام صالحيته أو تعطيله ( وقف عمله) سواء بصفة كلية أو جزئية‪.‬‬
‫ويقصد كذلك باإلتالف إفناء مادة ال�شيء أو هالكه كليا و بالتالي توقف ال�شيء تماما على‬
‫أن يؤدي منفعته ولو لم تفنى مادته سواء كان هذا التوقف كليا أو جزئيا و يكون ال�شيء غير‬
‫صالح لإلستعمال بجعله ال يقوم بوظيفته املرصود لها على النحو األكمل‪.‬‬
‫كما يقصد أيضا بإتالف برامج الحاسوب اآللي و معلوماته إتالف أو محو تعليمات البرامج‬
‫والبيانات ذاتها ويطلق عليها مصطلح تدمير نظم املعلومات وعادة ال يستهدف مرتكب هذا‬
‫اإلعتداء فائدة مالية لنفسه بل ملجرد إعاقة نظام املعلومات‪.‬‬
‫وعلى ضوء هذه التعريفات يمكن القول بأن اإلتالف ال يتحقق فقط في التأثير على مادة‬
‫ال�شيء بل يتحقق كذلك حتى في حالة اإلنتقاص من قيمة ال�شيء اإلقتصادية مما يعني أن‬
‫الحكمة من اإلتالف هي ليس التعرض ملادة ال�شيء وإنما العبرة بمدى مساس الفعل بقيمته‬
‫املالية ذلك أن الفعل الذي يترتب عنه فقدان ال�شيء لقيمته املالية أو اإلنتقاص منها هو الذي‬
‫‪359‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫العدد الحادي عشر‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬ ‫سبتمبر‪2018‬‬

‫يحقق اإلعتداء الذي يعاقب عليه القانون على إعتبار أنه قد ذهب بأهمية ال�شيء بالنسبة‬
‫ملالكه‪.‬‬
‫ومن اجل اإلشارة إلى مدلول اإلتالف إستخدم املشرع الجزائري عدة تعابيرحيث إستخدم (أدخل‬
‫‪.‬أ ال ‪ّ ،‬‬
‫عدل) وإن كان لهذه التعابير مدلوالت خاصة إال أنها تندرج تحت مدلول اإلتالف و هو‬ ‫ز‬
‫ما ذهبت إليه بعض التشريعات املقارنة خاصة التشريع الفرن�سي‪ ،‬و بالتالي يمكن القول كذلك‬
‫أن املشرع الجزائري قد أورد هذه الصور التي يتحقق بها اإلتالف على سبيل املثال ال الحصر‪،‬‬
‫وبمعنى أخر يمكن أن يتحقق اإلتالف بصور أخرى غير تلك التي أوردها املشرع الجزائري في‬
‫قانون العقوبات‪.‬‬
‫إن املقصود باإلتالف في هذا اإلطار ذلك الذي يوجه إلى الجانب املنطقي و املعنوي في الحاسب‬
‫اآللي‪ ،‬و الذي بات يشكل قيمة إقتصادية عالية‪ ،‬فإتالف برامج و معلومات الحاسب اآللي فيه‬
‫إفقاد ملنفعة هذه البرامج واملعلومات‪.31‬‬
‫جـ‪ -‬الجرائم الواقعة على البرامج اإللكترونية‪:‬‬
‫وتنقسم هذه الجرائم بدورها إلى الجرائم الواقعة على البرامج التطبيقية‪ ،‬عن طريق تحديد‬
‫البرنامج أوال ثم التالعب به أوتعديله‪ ،‬ومن أمثلتها قيام أحد املبرمجين بالبنوك األمريكية بتعديل‬
‫برنامج بإضافة دوالر واحد على كل حساب يزيد عن عشرة دوالرات وقام بتقييد املصاريف‬
‫الزائدة في حساب خاص به أطلق عليه اسم ‪.zzwick‬‬
‫وكذلك تضم هذه الجرائم‪ .‬الجرائم الواقعة على برنامج التشغيل وهي البرامج املسؤولة‬
‫عن عمل النظام املعلوماتي‪ ،‬ومن حيث قيامها بضبط ترتيب العمليات الخاصة بالنظام‪ ،‬وتقوم‬
‫هذه الجريمة عن طريق تزويد البرنامج بمجموعة تعليمات إضافية للوصول إليها بشيفرة تسمح‬
‫بالدخول إلى جميع املعطيات التي يتضمنها النظام املعلوماتي ومثالها‪ :‬جريمة تصميم برنامج‬
‫وهمي من خالله يتم تنفيذ الجريمة‪ ،‬ومثاله ما قامت به إحدى الشركات التأمين األمريكية في‬
‫مدينة لوس أنجلوس بواسطة مبرمجها‪ ،‬إذ قامت بتصميم برنامج يقوم بتصنيع وثائق تأمين‬
‫ألشخاص وهميين بلغ عددهم ‪ 46000‬بهدف تقا�ضي هذه الشركة لعموالت من اتحاد شركات‬
‫التأمين‪.32‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬املكافحة التشريعية للجريمة اإللكترونية في الجزائر‬
‫رغبة من املشرع الجزائري في التصدي لظاهرة اإلجرام اإللكتروني و ما یصاحبها من أضرار‬
‫معتبرة على األفراد وعلى مؤسسات الدولة من جهة‪ ،‬ومحاولة منه للتدارك الفراغ التشریعي‬
‫القائم في هذا املجال من جهة أخرى‪ ،‬عمد منذ األلفیة الثانیة الى تعدیل العدید من القوانین‬
‫الوطنیة بما فیها التشریعات العقابیة على رأسها قانون العقوبات لجعلها تتجاوب مع التطورات‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪360‬‬
‫العدد الحادي عشر‬
‫سبتمبر‪2018‬‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬

‫اإلجرامية في مجال تكنولوجیة اإلعالم و اإلتصال‪ ،‬وقام باستحداث قوانین أخرى خاصة‬
‫لضمان الحمایة الجنائیة للمعامالت اإللكترونية‪ ،‬ومع هذا فیبقى السؤال مطروح حول مدى‬
‫فعلیة وفعالیة هذه القوانین في مواجهة الجرائم اإللكترونية‪.‬‬
‫نتناول في هذا املبحث مظاهر مكافحة املشرع الجزائري للجريمة اإللكترونية من خالل‬
‫التطرق إلى دور القوانين العامة الجزائرية في مكافحة الجريمة اإللكترونية وذلك في املطلب‬
‫األول‪ ،‬وصوال في األخير إلى دراسة القوانين والهياكل الخاصة في مكافحة الجريمة اإللكترونية‬
‫بالجزائروذلك في املطلب الثاني‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬مكافحة الجريمة اإللكترونية بموجب القوانين العامة‬
‫حاول املشرع الجزائري‪ ،‬إصدار قوانين عامة وخاصة وهياكل وأجهزة للتصدي للجرائم‬
‫اإللكترونية‪ ،‬فهناك جهود معتبرة قام بها املشرع الجزائري في محاربة قراصنة األنترنت وإحالتهم‬
‫قانونا على املحاكم‪ ،‬متأثرا بجل الدول العربية التي وضعت قوانين ملكافحة الجريمة اإللكترونية‪،‬‬
‫ومن أهم األمور التي أولها املشرع الجزائري أهمية قصوى أمن الدولة والحفاظ على النظام‬
‫العام‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬مكافحة الجريمة اإللكترونية بموجب الدستور الجزائري والقانون املدني‬
‫أ‪ -‬مكافحة الجريمة اإللكترونية بموجب الدستور الجزائري‪ :‬لقد كفل دستور الجزائر‬
‫لسنة ‪ 1996‬وكذا التعديل الطارئ عليه بموجب القانون املعدل له سنة ‪ 2016‬حماية حقوق‬
‫األساسية والحريات الفردية‪ ،‬وعلى أن تضمن الدولة عدم إنتهاك حرمة اإلنسان‪ ،‬وقد تم‬
‫تكريس هذه املبادئ الدستورية في التطبيق بواسطة نصوص تشريعية أوردها قانون العقوبات‬
‫واإلجراءات الجنائية وقوانين خاصة أخرى والتي تحظر كل مساس بهذه الحقوق‪ ،‬ومن أهم‬
‫املبادئ الدستورية العامة‪:‬‬
‫املادة ‪ :38‬الحريات األساسية وحقوق اإلنسان واملواطن مضمونة‪.‬‬
‫املادة ‪ :44‬حرية اإلبتكارالفكري والفني والعلمي مضمونة للمواطن ‪ ،‬حقوق املؤلف يحميها‬
‫القانون‪.‬‬
‫ال يجوز حجز أي مطبوع أو تسجيل أو أية وسيلة أخرى من وسائل التبليغ واإلعالم إال‬
‫بمقت�ضى أمر قضائي‪ ،‬الحريات األكاديمية وحرية البحث العلمي مضمونة وتمارس في إطار‬
‫القانون‪.‬‬
‫تعمل الدولة على ترقية البحث العلمي وتثمينه خدمة للتنمية املستدامة لألمة‪.‬‬
‫إذ ال يجوز إنتهاك حرمة حياة املواطن الخاصة‪ ،‬وحرمة شرفه‪ ،‬كما أن القانون يحمي‬
‫‪361‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫العدد الحادي عشر‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬ ‫سبتمبر‪2018‬‬

‫سرية املراسالت واالتصاالت الخاصة بكل أشكالها مضمونة‪ .‬أن القانون يحمي حقوق املؤلف‬
‫وال يجوز حجز أي مطبوع أو تسجيل أو أية وسيلة أخرى من وسائل التبليغ واإلعالم إال أمر‬
‫قضائي‪.33‬‬
‫ب‪ -‬مكافحة الجريمة اإللكترونية بموجب القانون املدني الجزائري‪ :‬ترتيبا على األهمية‬
‫الدستورية لحرمة الحياة الخاصة فقد سارع املشرع ونص على أن لكل من وقع عليه اعتداء‬
‫غير مشروع في حق من الحقوق املالزمة لشخصيته أن يطلب وقف هذا اإلعتداء مع التعويض‬
‫عما يكون قد لحقه من ضرر في املادة ‪ 124‬من التقنين املدني الجزائري «كل عمل أيا كان‬
‫يرتكبه املرء يسبب ضررا للغيريلزم من كان سببا في حدوثه بالتعويض» وقد جاء هذا النص‬
‫عاما وشامال ألي إعتداء يقع على أي حق من الحقوق املالزمة للشخصية بما فيها الحق في‬
‫الحياة الخاصة‪ ،‬وقد أورد هذا النص مبدأ مهما هو حق من وقع إعتداء على حياته الخاصة في‬
‫التعويض عما لحقه من ضرر‪ ،‬فاملسؤولية املدنية ترتب الحق في الحكم بالتعويض «فالفعل‬
‫الضار هو أساس املسؤولية» وهو الركن األسا�سي الذي يؤسس عليه الحق في رفع الدعوى‬
‫القضائية عن اإلعتداءات اإللكترونية التي تمس بالحياة الخاصة على شبكة األنترنت‪ ،‬وهو‬
‫عنصر متحول وصعب التحديد في الجرائم التي تمس الخصوصية على املواقع اإللكترونية ملا‬
‫تشكله من صعوبات في اإلثبات‪ ،‬وفي تحديد هوية املعتدى‪ ،‬وفي هذه املسألة املشرع الجزائري‬
‫حذا حذو املشرع الفرن�سي الذي أقام املسؤولية عن الفعل اإللكتروني الشخ�صي على أساس‬
‫الخطأ الواجب اإلثبات فال يكفي أن يحدث الضرر الذي يمس عناصرالحياة الخاصة بل يجب‬
‫أن يكون ذلك الفعل اإللكتروني قد وصل إلى درجة الخطأ الذي يشكل إعتداء قابل لإلثبات وإن‬
‫وقع على الشبكة‪.34‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة اإللكترونية بموجب قانون العقوبات‬
‫الجزائري وقانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‬
‫أ‪ -‬مكافحة الجريمة اإللكترونية بموجب قانون العقوبات الجزائري ‪ :‬لقد تطرق املشرع‬
‫الجزائري إلى تجريم األفعال املاسة بأنظمة الحاسب األلي وذلك نتيجة تأثره بما أفرزته الثورة‬
‫املعلوماتية من أشكال جديدة من اإلجرام مما دفع املشرع الجزائري إلى تعديل قانون العقوبات‬
‫بموجب القانون رقم ‪15- 04‬املؤرخ في ‪10‬نوفمبر‪ 2004‬املتمم ألمررقم ‪ 15 -22‬املتضمن قانون‬
‫العقوبات تحت عنوان املساس بأنظمة املعالجة األلية للمعطيات ويتضمن هذا القسم ثمانية‬
‫مواد من املادة ‪ 394‬مكرر إلى ‪ 394‬املادة مكرر‪.735‬‬
‫وبغرض تدارك الفراغ القانوني ‪ ،‬فقد قام املشرع الجزائري بموجب القانون رقم ‪-04‬‬
‫‪ 36 15‬بإستحدث جملة من النصوص والتي جرم من خاللها األفعال املتصلة باملعالجة اآللیة‬
‫للمعطیات‪ ،‬وحدد لكل فعل منها ما یقابله من الجزاء‪ ،‬إذ قام املشرع الجزائري بسن» جملة من‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪362‬‬
‫العدد الحادي عشر‬
‫سبتمبر‪2018‬‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬

‫القواعد القانونیة املوضوعیة والتي حدد من خاللها كل األفعال املاسة بنظم املعالجة اآللیة‬
‫للمعطیات وما یقابلها من جزاء أو عقوبة ‪ ،37‬وإلى جانب ذلك فقد قام املشرع الجزائري بسن‬
‫قواعد إجرائیة جدیدة تتعلق بالتحقیق تتماش مع الطبیعة املمیزة للجرائم اإللكترونية وذلك‬
‫من خالل تعدیل قانون اإلجراءات الجزائية بموجب قانون رقم ‪.2238-06‬‬
‫إذ نصت املادة ‪ 394‬مكرر منها يلي‪« :‬يعاقب بالحبس من ثالثة أشهر إلى سنة وبغرامة‬
‫من ‪50000‬إلى ‪ 100000‬دج كل من يدخل أو يبقى عن طرق الغش في كل أو جزء من منظومة‬
‫للمعالجة األلية للمعطيات أو يحاول ذلك»‪ ،‬وتضاعف العقوبة إذا ترتب عن ذلك حذف أو‬
‫تغيير ملعطيات املنظومة وإذا ترتب عن األفعال املذكورة أعاله تخريب نظام إشتغال املنظومة‬
‫«تكون العقوبة الحبس من ستة أشهر إلى سنتين والغرامة من ‪50000‬إلى ‪150000‬دج» ‪،‬‬
‫وذلك مهما كانت قاعة املعلوماتية أو طبيعتها لذلك يمكن أن تندرج ضمن هذه اإلعتداءات تلك‬
‫التي تمس ببعض صور الحياة الخاصة‪ ،‬ونصت املادة ‪ 394‬مكرر ‪ 2‬على أنه‪ »:‬يعاقب ‪...‬كل من‬
‫يقوم عمدا وعن طريق الغش بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬تصميم أو بحث أو تجميع أو توفيرأو نشرأو اإلتجارفي معطيات مخزنة أو معالجة أو‬
‫مراسلة عن طريق منظومة معلوماتية يمكن أن ترتكب بها الجرائم املنصوص عليها في هذا‬
‫القسم‪.‬‬
‫‪ -2‬حيازة أو إفشاء أو نشر أو استعمال ألي غرض كل املعطيات املتحصل عليها من‬
‫إحدى الجرائم املنصوص عليها في هذا القسم»‪.‬‬
‫وتضيف املادة ‪ 394‬مكرر‪ 6‬أنه باإلضافة إلى العقوبات األصلية أي الحبس والغرامة‬
‫وباإلحتفاظ بحقوق الغير الحسن النية يحكم بالعقوبات التكميلية التالية‪« :‬يحكم بمصادرة‬
‫األجهزة والبرامج والوسائل املستخدمة مع إغالق املواقع التي تكون محال لجريمة من‬
‫الجرائم املعاقب عليها وفقا لهذا القسم‪ ،‬عالوة على إغالق املحل أو املكان اإلستغالل إذا‬
‫‪39‬‬
‫كانت الجريمة قد إرتكبت بعلم مالكها»‬
‫ب‪ -‬مكافحة الجريمة اإللكترونية بموجب قانون اإلجراءات الجزائية الجزائرية‪:‬‬
‫بالنسبة ملتابعة الجريمة اإللكترونية تتم بنفس اإلجراءات التي تتبع بها الجريمة التقليدية‪،‬‬
‫كالتفتيش واملعاينة وإستجواب املتهم والضبط والتسرب والشهادة والخبرة‪.40‬‬
‫نجد أن املشرع نص على تمديد اإلختصاص املحلي لوكيل الجمهورية في الجرائم‬
‫اإللكترونية في املادة ‪ 37‬قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ونص على التفتيش في املادة ‪45‬الفقرة‪741‬‬
‫من نفس القانون املعدلة حيث إعتبرأن التفتيش املنصب على املنظومة املعلوماتية يختلف عن‬
‫التفتيش املتعارف عليه‪ ،‬في القواعد اإلجرائية العامة من حيث الشروط الشكلية واملوضوعية‪،‬‬
‫فالتفتيش وإن كان إجراء من اإلجراءات التحقيق قد أحاطه املشرع بقواعد صارمة‪ ،‬وبالتالي‬
‫‪363‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫العدد الحادي عشر‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬ ‫سبتمبر‪2018‬‬

‫ال تطبق األحكام الواردة في املادة ‪ 44‬من قانون اإلجراءات الجزائية إذا تعلق األمر بالجرائم‬
‫اإللكترونية‪ ،‬ونص على توقيف النظرفي جريمة املساس بأنظمة املعالجة في املادة ‪ 51‬الفقرة ‪6‬‬
‫وكذا على «إعتراض املراسالت وتسجيل األصوات وإلتقاط الصور من املادة ‪65‬مكرر‪. 42 5‬‬
‫لقد أدرك املشرع الجزائري جیدا بأن املواجهة الفعالة لإلجرام اإللكتروني ال تكون فقط‬
‫بإرساء قواعد قانونیة موضوعیة ذات طبیعة ردعیة‪ ،‬إنما ال بد من مصاحبة هذه القواعد‬
‫بقواعد أخرى إجرائیة وقائیة وتحفظیة ‪ ،‬والتي من شأنها أن تفادى وقوع الجریمة اإللكترونیة‬
‫أو على األقل الكشف عنها في وقت مبكر یسمح بتدارك مخاطرها‪ ،‬وهو ما إستدركه املشرع‬
‫بتضمین القانون رقم‪ 22-06‬املعدل لقانون اإلجراءات الجزائیة تدابیرإجرائیة مستحدثة تتعلق‬
‫بالتحقیق في الجرائم اإللكترونیة تتمثل في مراقبة اإلتصاالت اإللكترونیة تسجیلها والتسرب‪.‬‬
‫یقصد بإعتراض املراسالت إعتراض أو تسجیل أو نسخ املراسالت التي تكون في شكل‬
‫بیانات قابلة لإلنتاج و التوزیع‪ ،‬التخزین‪ ،‬اإلستقبال و العرض‪ ،‬التي تتم عن طریق قنوات أو‬
‫وسائل اإلتصال السلكیة و الالسلكیة في إطارالبحث و التحري عن الجریمة و جمع األدلة عنها‪.‬‬
‫ولقد أشار املشرع الجزائري إلى ظروف وكیفیة اللجوء هذا اإلجراء في املادة ‪ 65‬مكرر ‪5‬‬
‫من قانون اإلجراءات الجزائية على النحو‪ « :‬إذا اقتضت ضرورات التحري في الجریمة املتلبس‬
‫بها‪ ،‬أو التحقیق اإلبتدائي في ‪...‬الجرائم املاسة بأنظمة املعالجة اآللیة للمعطیات‪ ...‬یجوز‬
‫لوكیل الجمهوریة املختص أن يأذن‪:‬‬
‫‪ -‬باعتراض املراسالت التي تتم عن طریق وسائل اإلتصال السلكیة والالسلكي‪.‬‬
‫‪ -‬وضع الترتیبات التقنیة‪ ،‬دون موافقة املعنیین‪ ،‬من أجل التقاط و تثبیت وبث‬
‫وتسجيل الكالم املتفوه به بصفة خاصة أو سریة من طرف شخص أو عدة أشخاص في‬
‫أماكن خاصة أو عمومیة أو التقاط صور لشخص أو عدة أشخاص یتواجدون في مكان‬
‫خاص»‪.‬‬
‫فموجب هذه املادة فان املشرع الجزائري یسمح لسلطات التحقیق واإلستدالل إذا‬
‫إستدعت ضرورة التحري في الجریمة املتلبس بها‪ ،‬أو التحقیق في الجریمة اإللكترونیة‪ ،‬اللجوء‬
‫الى إجراء إعتراض املراسالت السلكیة الالسلكیة وتسجیل املحادثات و األصوات و التقاط‬
‫الصور‪ ،‬و اإلستعانة بكل الترتیبات التقنیة الالزمة لذلك من اجل الوصول إلى الكشف عن‬
‫مالبسات الجریمة و إثباتها دون أن یتقیدوا بقواعد التفتیش و الضبط املألوفة‪.‬‬
‫ومع هذا فان املشرع الجزائري لم یطلق حق اللجوء إلى هذا اإلجراء‪ ،‬بل أحاطه بمجموعة‬
‫من الضمانات القانونیة التي تحد من تعسف سلطات اإلستدالل و التحري وتصون الحقوق و‬
‫‪43‬‬
‫الحریات العامة و الحیاة الخاصة لألفراد‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪364‬‬
‫العدد الحادي عشر‬
‫سبتمبر‪2018‬‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة اإللكترونية بموجب القوانين والهياكل الخاصة‬


‫الفرع األول ‪ :‬مكافحة الجرائم اإللكترونية بموجب القوانين الخاصة‬
‫أ‪ -‬القانون الخاص بحماية حق املؤلف والحقوق املجاورة‪ :‬يرى معظم الفقه أن «املوقع‬
‫اإللكتروني مصنف متعدد األغراض»‪ ،‬يتم إستخدامه من الشركات التجارية كعالمة تجارية‬
‫لتمييز منتجاتها املعروضة للتسويق أو الدعاية عن غيرها على شبكة األنترنت‪ ،‬أو كإسم تجاري‬
‫أو شعار لجذب الجمهور‪ ،‬كما يمكن أن يستغل كمصنف أدبي أو فني من املؤلفين عند عرض‬
‫أفالمهم السينمائية أولوحاتهم الزيتية أوألعاب الفيديو‪ ...‬وغيره‪ ،‬وفي كل الحاالت يختارصاحب‬
‫املوقع العنوان الذي يريده في شكل عالمة أو إسم تجاري أو مصنف بهدف تحديد هويته عبر‬
‫الشبكة لكي يعرض ما يريد من سلعة أو خدمة عند إبرام العقد مع إحدى الشركات التي تقدم‬
‫الخدمات على الشبكة‪ ،‬وبمجرد تسجيل إسم املوقع يح�ضى بالحماية القانونية املقررة لحق‬
‫امللكية الفكرية الذي يتضمنه‪ ،‬أي يتحديد القانون الواجب التطبيق حسب الطبيعة القانونية‬
‫للمواقع فعند تسجيل املوقع كمصنف أدبي أو فني «ال يجوز أن يعتدى على أي جانب من‬
‫جوانب الحياة الخاصة لألفراد» كإستعمال إسم كامل لشخص معين معروف دون الحصول‬
‫على موافقة من صاحبها أو إستغالل صورة أي شخص في املوقع دون املوافقة منه‪ ،‬واملصنف‬
‫من حيث املفهوم ال ينصرف فقط إلى املادة امللموسة في الخطوط والتماثيل أو اللوحات الزيتية‬
‫وإنما هي الفكرة املدرجة في املحل امللموس وهي جوهر اإلبداع األدبي أو الفني ألنها األساس‬
‫الذي يقوم عليه املصنف‪ ،‬أما املادة التي نفذت عليها املادة ما هي إال وسيلة لنقله إلى الجمهور‬
‫وقياسا لذلك على موضوعنا تصبح مواقع األنترنت الوسيلة املستخدمة لعرض املصنفات على‬
‫الجمهور‪ ،‬وبهذه الصورة فإن حماية مواقع األنترنت التي تستغل مصنفا أدبيا أو فنيا على شبكة‬
‫األنترنت بقانون حق املؤلف والحقوق املجاورة ينتج عنه حماية الحق األدبي واملالي للموقع‬
‫املسجل كمصنف‪ ،‬وحماية قانونية ألي حق آخريتم اإلعتداء عليه مثل الحياة الخاصة لألفراد‬
‫كالحق في اإلسم والصورة واملعلومات الخاصة‪ ...‬وفي كل األحوال ال يمكن الفصل بين حماية‬
‫املصنف املستعمل في املوقع وحماية املوقع في حد ذاته ألنهم يخضعون لقانون حق املؤلف‬
‫والحقوق املجاورة في الوقت نفسه‪ ،‬ألن حماية املوقع تؤدي بالضرورة إلى عدم محتوياته بما في‬
‫ذلك املصنف‪.44‬‬
‫ب‪ -‬قانون البريد واإلتصاالت الالسلكية‪ :‬بإستقراء القانون الذي يحدد القواعد العامة‬
‫املتعلقة بالبريد واإلتصاالت‪ ،‬الحظنا أن هناك تسارع في مواكبة التطور الذي شهدته التشريعات‬
‫العاملية مسايرة للتطور التكنولوجي‪ ،‬لذلك بات من السهولة بمكان إجراء التحويالت املالية عن‬
‫الطريق اإللكتروني‪ ،‬ذلك ما نصت عليه املادة ‪ 87‬منه‪ ،‬كما نصت املادة ‪ 2/84‬منه على إستعمال‬
‫حواالت دفع عادية أو إلكترونية أو برقية‪ ،‬كما نص في املادة ‪ 105‬منه على إحترام املراسالت‪،‬‬
‫بينما أتت املادة ‪ 127‬منه بجراء لكل من تسول له نفسه وبحكم مهنته أن يفتح أو يحول أو‬

‫‪365‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد الحادي عشر‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬ ‫سبتمبر‪2018‬‬

‫يخرب البريد أو ينتهكه يعاقب الجاني بالحرمان من كافة الوظائف أو الخدمات العمومية من‬
‫خمس إلى عشرسنوات‪.45‬‬
‫جـ‪-‬القانون الخاص بالوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيا اإلعالم واإلتصال‬
‫ومكافحتها‪ :‬لقد جاء في القانون ‪ 04-09‬مجموعة من التدابیر الوقائیة التي یتم إتخاذها مسبقا‬
‫من طرف مصالح معینة لتفادي وقوع جرائم معلوماتیة أو الكشف عنها وعن مرتكبیها في وقت‬
‫مبكر‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬مراقبة اإلتصاالت اإللكترونیة‪ :‬لقد نصت املادة ‪ 04‬من القانون ‪ 04-09‬على أربع‬
‫حاالت التي یجوز فیها لسلطات األمن القیام بمراقبة املراسالت واإلتصاالت اإللكترونیة‪ ،‬وذلك‬
‫بالنظرإلى خطورة التهدیدات املحتملة وأهمیة املصلحة املحمیة وهي‪:‬‬
‫‪ -‬للوقایة من األفعال التي تحمل وصف جرائم اإلرهاب و التخریب و جرائم ضد أمن‬
‫الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تتوفرمعلومات عن احتمال وقوع إعتداء على منظومة معلوماتیة على نحو یهدد‬
‫مؤسسات الدولة أو الدفاع الوطني أو النظام العام‪.‬‬
‫‪ -‬لضرورة التحقیقات و املعلومات القضائیة حینما یصعب الوصول إلى نتیجة تهم‬
‫األبحاث الجاریة دون اللجوء إلى املراقبة اإللكترونیة‪.‬‬
‫‪ -‬في أطارتنفیذ طلبات املساعدات القضائیة الدولیة املتبادلة‪.‬‬
‫‪-2‬إقحام مزودي خدمات اإلتصاالت اإللكترونیة في مسار الوقایة من الجرائم‬
‫املعلوماتیة‪ :‬وذلك من خالل فرض علیهم مجموعة من اإللتزامات مذكورة في املواد ‪،11 ،10‬‬
‫‪ 12‬بالشكل التالي‪:‬‬
‫‪ -‬اإللتزام بالتعاون مع مصالح األمن املكلف بالتحقیق القضائي عن طریق جمع أو‬
‫تسجیل املعطیات املتعلقة باإلتصاالت و املراسالت و وضعها تحت تصرفها مع مراعاة سریة‬
‫هذه اإلجراءات و التحقیق‪.‬‬
‫‪ -‬اإللتزام بحفظ املعطیات املتعلقة بحركة السیروكل املعلومات التي من شانها أن تساهم‬
‫في الكشف عن الجرائم ومرتكبیها‪ ،‬وهذین اإللتزامين موجهین لكل مقدمي خدمات اإلتصاالت‬
‫اإللكترونیة ( ‪ ) Fournisseurs de services‬دون إستثناء‪.‬‬
‫‪ -‬اإللتزام بالتدخل الفوري لسحب املحتویات التي یسمح لهم اإلطالع علیها بمجر العلم‬
‫طریقة مباشرة أو غیرمباشرة بمخالفتها للقانون‪ ،‬و تخزینها أو جعل الوصول إلیها غیرممكن‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪366‬‬
‫العدد الحادي عشر‬
‫سبتمبر‪2018‬‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬

‫‪ -‬اإللتزام بوضع ترتیبات تقنیة للحد من إمكانیة الدخول إلى املوزعات التي تحتوي على‬
‫معلومات متنافیة مع النظام العام و اآلداب العامة مع إخطاراملشتركین لدیهم بوجودها‪.‬‬
‫ونشیر إلى أن هذین اإللتزامین یخصان فقط مقدمي الدخول إلى األنترنیت ( �‪Fournis‬‬
‫‪.) seurs D’accès a l’internet‬‬
‫إضافة الى التدابیر الوقائیة السالفة الذكر تبنى املشرع في القانون رقم ‪ 04-09‬إجراءات‬
‫جديدة یدعم بها تلك املنصوص علیها في قانون اإلجراءات الجزائیة الخاصة بمكافحة جرائم‬
‫تكنولوجیة اإلعالم و اإلتصال تتلخص فیما یلي‪:‬‬
‫‪-‬السماح للجهات القضائیة املختصة و ضباط الشرطة بالدخول لغرض التفتیش ولو‬
‫عن بعد إلى منظومة معلوماتیة أو جزء منها و املعطیات املعلوماتیة املخزنة فیها و إستنساخها‪،‬‬
‫مع أمكانیة تمدید التفتیش لیشمل املعطیات املخزنة في منظومة معلوماتیة أخرى التي یمكن‬
‫الدخول إلیها بواسطة املنظومة األصلیة‪ ،‬بشرط إخطارالسلطات املختصة مسبقا‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانیة اإلستعانة بالسلطات األجنبیة املختصة للحصول على املعطیات محل البحث‬
‫املخزنة في منظومة معلوماتیة موجودة خارج اإلقلیم الوطني‪ ،‬و ذلك طبقا لإلتفاقیات الدولیة‬
‫و مبدأ املعاملة باملثل‪.‬‬
‫‪ -‬توسیع دائرة إختصاص الهیئات القضائیة الجزائرية لتشمل النظر في الجرائم املتصلة‬
‫بتكنولوجیة اإلعالم و اإلتصال املرتكبة من طرف األجانب خارج اإلقلیم الوطني‪ ،‬عندما تكون‬
‫مؤسسات الدولة الجزائریة والدفاع الوطني واملصالح اإلستراتیجیة للدولة الجزائریة مستهدفة‪.‬‬
‫‪ -‬السماح للسلطات الجزائریة املختصة اللجوء إلى التعاون املتبادل مع السلطات‬
‫األجنبیة في مجال التحقیق و جمع األدلة للكشف عن الجرائم املتصلة بتكنولوجیة اإلعالم و‬
‫اإلتصال عبر الوطنیة و مرتكبیها‪ ،‬و ذلك عن طریق تبادل املعلومات أو إتخاذ تدابیر احترازية في‬
‫إطاراإلتفاقیات الدولية ومبدأ املعاملة باملثل‪.46‬‬
‫د‪ -‬قانون التأمينات ‪ :‬قد تطرق هذا القانون كذلك إلى تنظيم الجريمة اإللكترونية‬
‫من خالل هيئات الضمان اإلجتماعي‪ ،‬في نصوص قانونية عديدة تخص البطاقة اإللكترونية‬
‫التي تسلم للمؤمن له إجتماعيا مجانا بسبب العالج وهي صالحة في كل التراب الوطني‪ ،‬وكذا‬
‫للجزاءات املقررة في حالة اإلستعمال غيراملشروع أو من يقوم عن طريق الغش بتعديل أو نسخ‬
‫أو حذف كلي أو جزئي للمعطيات التقنية أو اإلدارية املدرجة في البطاقة اإللكترونية للمؤمن له‬
‫إجتماعيا أو في املفتاح اإللكتروني لهيكل العالج أو في املفتاح اإللكتروني ملهن الصحة للبطاقة‬
‫اإللكترونية حسب املادة ‪ 93‬مكرر‪.247‬‬

‫‪367‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد الحادي عشر‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬ ‫سبتمبر‪2018‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة اإللكترونية بموجب الهياكل الخاصة‬


‫أ‪ -‬الهيئة الوطنية لوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيا اإلعالم واإلتصال‪ :‬نصت‬
‫على إنشاء هذه الهیئة املادة ‪1 3‬من القانون ‪ 04/09‬املؤرخ في ‪ 05‬أوت ‪ 2009‬املتضمن القواعد‬
‫الخاصة للوقایة من الجرائم املتصلة بتكنولوجیات اإلعالم واإلتصال ومكافحتها « تنشأ هیئة‬
‫وطنیة للوقایة من الجرائم املتصلة بتكنولوجیات اإلعالم واإلتصال ومكافحته‪ .‬تحدد تشكیلة‬
‫الهیئة وتنظیمها وكیفیات سیرها عن طریق التنظیم »‪ ،‬أما مهامها فقد أوردتها املادة ‪ 14‬من‬
‫نفس القانون‪.‬‬
‫ّ ّ‬
‫‪ -‬تنظیم الهیئة ‪ :‬بالرغم من األهمیة املرجوة من هذه الهیئة إال أنه لم یتم إلى حد الساعة‬
‫فإن خاص بها یحدد تشكیلتها‬ ‫إنشاءها‪ ،‬ولم یصدر تنظیم تشكیلتها ستحوي مجموعة من ّ‬
‫وتنظیمها وسیرها‪ .‬وبإستقراء نصوص القانون ‪ 04/09‬فإن تشكیلتها ستحوي مجموعة من‬
‫ضباط الشرطة القضائیة والتي ستسمح لهم هذه الصفة بتنفیذ املهام التي أوكلها املشرع‬
‫ُ‬
‫لهذه الهیئة‪ ،‬وهو نفس األمر ملا هو في فرنسا إذ أنشأت الوكالة املركزیة ملكافحة اإلجرام املتعلق‬
‫بتكنولوجیات اإلعالم واإلتصال‬
‫‪Office central de lutte contre la criminalité liée aux technologie l›information‬‬
‫‪ et de la communication‬وهي هیئة للمدیریة تابعة ‪ ،‬العامة للشرطة الوطنیة الفرنسیة‬
‫وخاضعة للمدیریة املركزیة للشرطة القضائیة‪ ،‬نشأت سنة ‪.2000‬‬
‫فإن للهیئة دوران أساسیان یمكن أن تلعبهما في حالة‬ ‫‪ -‬مهام الهیئة ‪ :‬من خالل إسمها َّ‬
‫تأسیسها‪:‬‬
‫‪ /1‬الوقایة من الجرائم املتصلة بتكنولوجیات اإلعالم واإلتصال ‪َّ :‬إن إجراءات الوقایة‬
‫تكون بتوعیة مستعملي تكنولوجیات اإلعالم واإلتصال بخطورة الجرائم التي یمكن أن یكونوا‬
‫ضحایاها وهم یتصفحون أو یستعملون هذه التكنولوجیات‪ ،‬ومن أهم هذه الجرائم‪ :‬التجسس‬
‫على اإلتصاالت والرسائل اإللكترونیة‪ ،‬التالعب بحسابات العمالء أوببطاقات ائتمانهم‪ ،‬إختراق‬
‫أجهزة الشركات واملؤسسات الرئیسیة أو الجهات الحكومیة‪..‬إلخ‪.‬‬
‫‪2/‬مكافحة الجرائم املتصلة بتكنولوجیات اإلعالم واإلتصال‪ :‬بحسب نص املادة ‪14‬‬
‫من القانون ‪ 04/09‬فهناك نوعان من املكافحة تقوم بهما هذه الهیئة‪:‬‬
‫‪ -‬مساعدة السلطات القضائیة ومصالح الشرطة القضائیة في التحریات التي تجریها‬
‫بشأن الجرائم املتصلة بتكنولوجیات اإلعالم واإلتصال بما في ذلك تجمیع املعلومات ٕوانجاز‬
‫الخبرات القضائیة املادة ‪ 14‬فقرة ب من القانون ‪، 04/09‬وبالنسبة للوكالة املركزیة ملكافحة‬
‫اإلجرام املتعلق بتكنولوجیات اإلعالم واإلتصال بفرنسا‪ ،‬فإن لها مهام أدرجها املرسوم رقم‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪368‬‬
‫العدد الحادي عشر‬
‫سبتمبر‪2018‬‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬

‫‪ 405- 2000‬املؤرخ في ‪ 15‬ماي ‪ 2000‬املتضمن إنشاء هذه الهیئة تتمثل في‪:48‬‬


‫‪‬تنشیط وتنسیق على املستوى الوطني عملیات املكافحة ضد الفاعلین واملشتركین في‬
‫إرتكاب الجرائم املتصلة بتكنولوجیات اإلعالم واإلتصال‪.‬‬
‫‪‬لقیام بإذن من السلطات القضائیة بجمیع إجراءات التحري واألعمال التقنیة الخاصة‬
‫بالتحقیقات كمساعدة ملصالح الشرطة القضائیة املختصة بتحقیقات لجرائم خاصة‬
‫أرتكبت أو سهل إرتكابها استعمال تكنولوجیات اإلعالم واإلتصال‪ ،‬ولكن دون املساس‬
‫بإختصاص باقي الهیئات الوطنیة املختصة بمكافحة جرائم معینة نص علیها القانون‪.‬‬
‫‪ ‬تقدیم املساعدة ملصالح األمن والدرك الوطنیین‪ ،‬ولجمیع إدارات ومصالح الدولة‬
‫املركزیة (املدیریات العامة املختلفة) فیما یخص الجرائم التي تدخل في اختصاص هذه‬
‫الهیئة‪ ،‬إذا طلبت منها هذه املصالح ذلك‪ ،‬ودون أن یؤدي ذلك إلى رفع ید هذه املصالح‪.‬‬
‫‪‬التدخل من تلقاء نفسها بعد موافقة السلطات القضائیة املسبقة (املادة ‪ 4‬فقرة ‪ 2‬من‬
‫القانون ‪ 04/09‬في كل مرة تفرضها الظروف من أجل البحث املیداني في وقائع مرتبطة‬
‫بتحقیق تقوم به‪.‬‬
‫‪‬من أجل القیام بمهامها فلها تركیز‪ ،‬تحلیل‪ ،‬إستقراء كل املعلومات املتعلقة بأفعال‬
‫أو جرائم متصلة بتكنولوجیات اإلعالم واإلتصال‪ ،‬واإلتصال بكل من مصالح األمن‬
‫والدرك الوطنیین‪ ،‬إدارات ومصالح الدولة ( املدیریات العامة )‪ ،‬وكذلك كل اإلدارات‬
‫واملصالح العامة للدولة املعنیة للقیام بمهامها‪.‬‬
‫‪‬یجب على مصالح األمن والدرك الوطنیین‪ ،‬إدارات ومصالح الدولة ( املدیریات العامة‬
‫) في أقرب اآلجال إخطار الهیئة بالجرائم املتصلة بتكنولوجیات اإلعالم واإلتصال فیما‬
‫تسمح به القوانین‪ -‬وخاصة منها ما یتعلق بالسراملنهي‪ -‬بما كشفته أو وصل إلى علمها من‬
‫جرائم متصلة بتكنولوجیات اإلعالم واإلتصال‪.‬‬
‫‪ /3‬تبادل املعلومات مع نظیراتها في الخارج قصد جمع كل املعطیات املفیدة في التعرف‬
‫على مرتكبي الجرائم املتصلة بتكنولوجیات اإلعالم واإلتصال وتحدید مكان تواجدهم‪ :‬في‬
‫هذا الشأن تقوم الهیئة على املستوى الوطني بتنشیط وتنسیق األعمال التحضیریة الضروریة‬
‫ومن ثم تشاركها مع املنظمات (الهيئات) ملماثلة لها على مستوى الدول‪ ،‬بدون املساس بتطبیق‬
‫اإلتفاقیات الدولیة ومبدأ املعاملة باملثل‪ ،‬كما أنها تدرس الروابط العملیاتیة مع الهیئات‬
‫واملصالح املختصة مع الدول األخرى من أجل البحث عن جمیع املعلومات املتعلقة بالجرائم‬
‫املعلوماتیة وكذلك التعرف على الفاعلین وأماكن تواجدهم‪.49‬‬

‫‪369‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد الحادي عشر‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬ ‫سبتمبر‪2018‬‬

‫ب‪ -‬املعهد الوطني لألدلة الجنائية على اإلجرام‪ :‬يتكون من إحدى عشرة دائرة متخصصة‬
‫في مجاالت مختلفة‪ ،‬جميعها تضمن إنجازالخبرة‪ ،‬التكوين والتعليم وتقديم املساعدات التقنية‪،‬‬
‫ودائرة اإلعالم األلي واإللكتروني مكلفة بمعالجة وتحليل وتقديم كل دليل رقمي يساعد للعدالة‪،‬‬
‫كما تقدم مساعدة تقنية للمحقيقين في املعاينات‪.50‬‬
‫جـ‪ -‬الهيئات القضائية الجزائية املتخصصة‪َّ :‬إن السلطة القضائیة ستتعامل تأكیدا في‬
‫ّ‬
‫قضایا الجرائم املتصلة بتكنولوجیات اإلعالم واإلتصال‪ ،‬والسیما بعد اللجوء الواسع واملتزاید‬
‫إلى الشبكات الرقمیة في حیاة املواطنین‪ ،‬بینما یتطلب األمرمظاهرتقنیة وقانونیة ملعالجة هذه‬
‫القضایا‪ ،‬وعلى هذا فإن حتمیة املعرفة ولو في حدها األدنى ملعالجة فعالة في هذه املواد التي‬
‫تجتاح املجال العقابي‪.‬‬
‫ومنذ سنة ‪ 2003‬وفي إطار إصالح العدالة‪ ،‬قامت وزارة العدل بإطالق برنامج تكوین‬
‫خاص بالقضاة هدفه رفع مستوى أداء القضاة‪ ،‬لیواكب التطور القانوني الجاري الخاص‬
‫بجرائم املعلوماتیة ألجل هذا تم إجراء أوال‪ :‬دمج مادة « الجریمة املعلوماتیة « في برنامج تكوین‬
‫طلبة املدرسة الوطنیة للقضاء على شكل ملتقیات ینشطها خبراء‪ ،‬العدید من دورات التكوین‬
‫في مختلف مجاالت الجرائم املتصلة بتكنولوجیات اإلعالم واإلتصال منظمة بالخارج لصالح‬
‫القضاة ٕواطارات وزارة العدل في إطار التعاون الثنائي‪ ،‬ومنها‪ :‬التعاون الجزائري الفرن�سي‪،‬‬
‫الجزائري البلجیكي‪ ،‬والجزائري ‪ .‬األمریكي الذي تناول خاصة التكوین املتخصص في امللكیة‬
‫الفكریة املتمحورة حول التزویر املتصل بالبیئة الرقمیة وال شك َّأن تخصیص جهات القضاء‬
‫وتخصص القضاة هما من السمات الحدیثة البارزة للتنظیم القضائي الجزائري ‪ ،‬وقد جاء في‬
‫إتفاقیة التمویل الجزائریة األوربیة ملشروع دعم إصالح العدالة في الجزائر َّأن ‪ :‬هذا املشروع‬
‫یهدف إلى دعم التخصص وتكوین القضاة داخل وخارج الوطن لإلستجابة للمتطلبات املستجدة‬
‫الناتجة عن التزاید املستمر للمنازعات التي یجب علیهم الفصل فیها‪ ،‬ونظرا ألهمیة التخصص‬
‫القضائي فقد عقد له عدة مؤتمرات دولیة منها‪ :‬مؤتمرروما سنة ‪، 1958‬مؤتمرنیس سنة ‪1972‬‬
‫‪،‬مؤتمرریو دي جانیرو لسنة ‪، 1978‬وقد أكدت هذه املؤتمرات أن التخصص في مجال القضاء‬
‫فعال في رفع مستوى العمل القضائي‪ ،‬ولنظام التخصص جانبین هما‪:‬‬ ‫له أهمیة كبیرة ودور ّ‬
‫تخصص القضاة‪ ،‬وتخصیص جهات القضاء ‪.‬‬
‫ویتجه النظام القضائي الجزائي إلى إرساء فكرة القضاء املتخصص‪ ،‬وما یؤكد ذلك ما‬
‫نص علیه القانون رقم ‪ 14/04‬املؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪ 2004‬املعدل واملتمم لقانون اإلجراءات‬
‫الجزائیة (ق‪.‬إ‪.‬ج) على َّأنه یجوز تمدید دائرة اإلختصاص للمحكمة وكذا لوكیل الجمهوریة‬
‫وقا�ضي التحقیق عن طریق التنظیم في جرائم املخدرات والجریمة املنظمة عبرالحدود الوطنیة‪،‬‬
‫والجرائم املاسة بأنظمة املعالجة اآللیة للمعطیات وجرائم تبییض األموال واإلرهاب والجرائم‬
‫ُ‬
‫املتعلقة بالتشریع الخاص بالصرف‪ ،‬كما نصت املادة ‪ 40‬مكرر من ق إ ج على َّأنه « تطبق قواعد‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪370‬‬
‫العدد الحادي عشر‬
‫سبتمبر‪2018‬‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬

‫هذا القانون املتعلقة بالدعوى العمومیة والتحقیق واملحاكمة أمام الجهات القضائیة التي یتم‬
‫توسیع إختصاصها املحلي طبقا للمواد ‪ 329 ،37، 40‬من هذا القانون مع مراعاة أحكام املواد‬
‫من ‪ 40‬مكرر ‪ 1‬إلى ‪ 40‬مكرر ‪ 5‬أدناه»‪.‬‬
‫ٕواذا كان للقضاء املتخصص جانبین هما تخصص القضاة واألجهزة القضائیة املتخصصة‬
‫فإن هذه األخیرة تتطلب رصد إمكانیات مادیة وبشریة ضخمة‪ ،‬وهو األمرالذي نعتقد َّأنه جعل‬
‫املشرع الجزائري لتالفي هذه العقبات التي تواجه القضاء املتخصص یختار أسلوب األقطاب‬
‫لكنه یوسع من دائرة اإلختصاص اإلقلیمي‬‫القضائیة‪ ،51‬فیتجنب إنشاء هیئات قضائیة جدیدة ّ‬
‫للمحاكم لتشكل أقطاب قضائیة ویمنحها إختصاص نوعي معین في مواد معینة دون أن یمنعها‬
‫ذلك من الفصل في املواد التي تدخل ضمن إختصاصها العادي‪ ،‬وهذا ما یجعلنا نعتقد من‬
‫جانب آخر َّأن التخصص الذي سیسود التنظیم القضائي الجزائري سیرتكز أكثر على الجانب‬
‫البشري أي تخصص القضاة‪ ،‬لیشكل ذلك حجرالزاویة لفكرة األقطاب القضائیة‪.‬‬
‫هذه األقطاب الجزائیة املتخصصة طبقا لنصوص املرسوم التنفیذي رقم ‪348 /06‬‬
‫املؤرخ في ‪ 05‬أكتوبر‪ 2006‬املتضمن تمدید اإلختصاص املحلي لبعض املحاكم ووكالء الجمهوریة‬
‫وقضاة التحقیق(جریدة رسمیة رقم‪( 63 :‬في جرائم املخدرات والجریمة املنظمة عبر الحدود‬
‫الوطنیة‪ ،‬والجرائم املاسة بأنظمة املعالجة اآللیة للمعطیات وجرائم ریع الخاص بالصرف‪َّ ،‬‬
‫وألن‬
‫الجریمة املنظمة تشمل جرائم تبییض األموال واإلرهاب والجرائم املتعلقة بالتش متنوعة تتعلق‬
‫ُ‬
‫بسلوكیات خطیرة ألنها تستهدف األشخاص واملمتلكات والدولة‪ ،‬وترتكب من طرف عدة أفراد‬
‫تعد الجرائم املعلوماتیة بشكل من األشكال جریمة منظمة ترتكب‬ ‫یتصرفون بطریقة منظمة‪ُّ ،‬‬
‫عن طریق الشبكات الرقمیة‪ ،‬والتي یمكن معالجتها عن طریق األقطاب الجزائیة املتخصصة‪،‬‬
‫وكما الحظنا سابقا فإن الحركة املتزایدة والضروریة أدت إلى تركیزاإلختصاص القضائي في إطار‬
‫اإلهتمام بجدوى وفاعلیة الجهازالقضائي في مكافحة الجرائم املستحدثة‪.52‬‬
‫الخاتمــة‪:‬‬
‫أهم النتائج التي توصلت لها الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬لم يتفق الفقهاء على تعريف جامعا مانعا للجريمة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬تبين من خالل دراسة خصائص الجريمة اإللكترونية أنها تتمتع بطبيعة قانونية مغايرة‬
‫تماما للجريمة التقليدية‪.‬‬
‫‪ -‬قصور القوانين التقليدية أمام هذه الجرائم املستحدثة‪.‬‬
‫‪ -‬رغم إجتهاد املشرع الجزائري للتصدي لهذه الجريمة‪ ،‬إال أنه لم يخصها بقانون قائم‬
‫بذاته للتحكم فيها بصرامة‪.‬‬
‫‪371‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫العدد الحادي عشر‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬ ‫سبتمبر‪2018‬‬

‫‪ -‬إن التطور التكنولوجي والتقني يحتم على املشرع تعديل القواعد القانونية‪ ،‬خاصة فيما‬
‫يتعلق بحقوق امللكية الفكرية والحقوق املجاورة لم تعد قابلة للتطبيق في بيئة الرقمية‪.‬‬
‫‪ -‬أن النصوص الوضعية لحماية حقوق املؤلف والحقوق املجاورة تعتبرغيركافية ملواجهة‬
‫اإلعتداءات الواقعة عليها عبراألنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة مراجعة التشريعات الوطنية من خالل تشديد الوصف الجنائي والعقوبات‬
‫املقررة لألنماط اإلجرامية للجريمة املعلوماتية‪ ،‬بغية تحقيق الردع والقضاء على اإلجرام‬
‫املعلوماتي‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة تعديل بعض التشريعات الجزائرية الحالية وخاصة في مجال امللكية الفكرية‬
‫بما يتالئم مع طبيعة جرائم األنترنت‪ ،‬والتقنية‪ ،‬وتثقيف العاملين في الجهات ذات العالقة بهذه‬
‫التعديالت وشرحها لهم بشكل واضح‪.‬‬
‫‪ -‬اإلسراع في اصدارالقوانين التنظيمية‪ ،‬من خالل وضع مدونة قواعد السلوك في مجال‬
‫املعلوماتية‪ ،‬تتناسب والتطورات التي يعرفها اإلجرام املعلوماتي‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة إبرام إتفاقات عربية ودولية في مجال مكافحة الجرائم املعلوماتية‪ ،‬وذلك‬
‫لتحديد إطاراإلختصاص القضائي الدولي والتعاون في كشف وإثبات الجريمة املعلوماتية‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة إيجاد الوسائل املناسبة للتعاون الدولي للمكافحة هذه الجريمة من الناحية‬
‫اإلجرائية بهدف التوفيق بين التشريعات الخاصة بهذه الجرائم كالتعاون الدولي على تبادل‬
‫املعلومات وتسليم املجرمين وقبول أي دولة لألدلة املجموعة في دول أخرى لضمان الحماية‬
‫العاملية الفعالة لبرامج املعطيات األلية والكمبيوتروشبكة األنترنت ككل‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة شركات التقنية واألنترنت في اتخاذ إجراءات أمنية مناسبة‪ ،‬سواءا من حيث‬
‫سالمة املنشآت أو ما يختص بقواعد حماية األجهزة‪ ،‬والبرامج‪.‬‬
‫‪ -‬التنسيق إلنشاء مركز معلومات عربي مشترك يهتم برصد وتحليل جرائم الحاسوب‪،‬‬
‫يضم معلومات مكتملة عن أي واقعة ومعلومات عن املدانين واملشتبه بهم‪.‬‬
‫‪ -‬اإلستعانة بمختصين وخبراء قادرين على تشخيص الجريمة والعمل على تكوين فرق من‬
‫الضبطية القضائية والقضاة مع توفير كافة الوسائل املادية والتقنية الالزمة لها ألداء عملها‬
‫ومهامها على أحسن صورة‪.‬‬
‫‪ -‬عقد دورات مكثفة للكوادرالبشرية العاملين في حق التحري والتحقيق‪ ،‬واملحاكمة حول‬
‫جرائم املساس بأنظمة املعالجة اآللية للمعطيات وتطبيقات الحاسوب‪ ،‬والجرائم املرتبطة بها‪،‬‬
‫والنظر في تضمين مناهج التحقيق الجنائي في كليات‪ ،‬ومعاهد تدريب الشرطة موضوعات عن‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪372‬‬
‫العدد الحادي عشر‬
‫سبتمبر‪2018‬‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬

‫جرائم األنترانت‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة خلق ثقافة إجتماعية جديدة تندد بجرائم األنترنت مع تفعيل أسلوب التوعية‬
‫والتهذيب لدى مستخدمي شبكة اإلتصاالت العاملية وحثهم على اإلستخدام األمثل لهذه‬
‫التقنيات‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة نشر الوعي الرقمي بين املستخدمين وكيفية تفادي التعدي على بياناتهم‬
‫الشخصية وتعريفهم بحجم الخطورة التي ترصدهم في حالة عدم إتخاذ اإلحتياطات الوقائية‬
‫الالزمة‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع الجامعات واملراكز البحثية على تنظيم العديد من الندوات واملؤتمرات التي‬
‫تعالج تطور اإلجرام املعلوماتي وكيفية مكافحة الجريمة املعلوماتية والحد من أثارها‪.‬‬
‫الهوامش ‪:‬‬
‫‪ 1‬مختارية بوزيدي‪ ،‬ماهية الجريمة االلكترونية‪ ،‬امللتقى الوطني “أليات مكافحة الجرائم االلكترونية في التشريع الجزائري”‪ ،‬الجزائر‬
‫العاصمة‪ ،‬بتاريخ ‪29‬مارس ‪ ،2017‬ص‪.09‬‬
‫أنظر ايضا‪ :‬مجمع البحوث والدراسات‪ ،‬الجريمة اإللكترونية في املجتمع الخليجي وكيفية مواجهتها‪ ،‬أكاديمية السلطان قابوس لعلوم‬
‫الشرطة‪ ،‬سلطنة عمان‪،2016 ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 2‬فضيلة عاقلي‪ ،‬الجريمة اإللكترونية وإجراءات مواجهتها من خالل التشريع الجزائري‪ ،‬املؤتمرالدولي الرابع عشر«الجرائم اإللكترونية»‪،‬‬
‫طرابلس‪ ،‬بتاريخ ‪ 25-24‬مارس ‪ ،2017‬ص ‪.118‬‬
‫‪ 3‬عادل يوسف عبد النبي الشكري‪ ،‬الجريمة املعلوماتية وأزمة الشرعية الجزائية‪ ،‬مجلة مركز دراسات الكوفة‪ ،‬جامعة الكوفة «كلية‬
‫القانون»‪ ،‬العدد السابع‪ ،2008،‬ص ‪. 113‬‬
‫فضيلة عاقلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.118‬‬ ‫‪4‬‬

‫ياسمينة بونعارة‪ ،‬الجريمة اإللكترونية‪ ،‬مجلة املعيارلكلية أصول الدين‪ ،‬جامعة األميرعبد القادر‪ ،2015/06/19،‬العدد ‪ ، 39‬ص‪.4‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 6‬محمد علي قطب‪ ،‬الجرائم املعلوماتية وطرق مواجهتها‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬وزارة الداخلية “ األكاديمية امللكية للشرطة”‪ ،‬البحرين‪،‬‬
‫مارس ‪ ،2010‬ص ‪.02‬‬
‫مختارية بوزيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪ 8‬أنهال عبد القادراملومني‪ ،‬الجرائم املعلوماتية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دارالثقافة للنشروالتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2008 ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ 9‬نمديلي رحيمة‪ ،‬خصوصية الجريمة اإللكترونية في القانون الجزائري والقوانين املقارنة‪ ،‬املؤتمر الدولي الرابع عشر‪ ،‬طرابلس‪ ،‬بتاريخ‬
‫‪25-24‬مارس‪ ،2017‬ص ‪.100‬‬
‫محمد زكي أبو عامروعلي عبد القادرالقهوجي‪ ،‬قانون العقوبات “ القسم الخاص”‪ ،‬دارالنهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1993 ،‬ص‪.09‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ 11‬بن غدفة شريفة و القص صليحة‪ ،‬الجريمة اإللكترونية املمارسة ضد املرأة على صفحات األنترنات وطرق محاربتها‪ ،‬أعمال امللتقى‬
‫الوطني‪“ ،‬آليات مكافحة الجرائم االلكترونية في التشريع الجزائري”‪ ،‬الجزائر‪29 ،‬مارس ‪ ،2017‬ص ‪.48‬‬
‫‪ 12‬فضيلة عاقلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.120-119‬‬
‫‪ 13‬لورنس سعيد الحوامدة‪“ ،‬الجرائم املعلوماتية أركانها وآلية مكافحتها” دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬مجلة ميزان للدراسات القانونية‬
‫والشرعية‪ ،‬األردن‪ ،2016/08/13 ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ 14‬فضيلة عاقلي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.120‬‬

‫‪373‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد الحادي عشر‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬ ‫سبتمبر‪2018‬‬

‫‪ 15‬لورنس سعيد الحوامدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26-25‬‬


‫‪ 16‬يوسف خليل يوسف العفيفي‪ ،‬الجرائم االلكترونية في التشريع الفلسطيني “دراسة تحليلية مقارنة”‪ ،‬رسالة لنيل شهادة املاجستير‬
‫في القانون العام‪ ،‬كلية الشريعة والقانون “الجامعة اإلسالمية”‪ ،‬غزة ‪ ،2013،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ 17‬ابراهيم رمضان إبراهيم عطايا‪ ،‬الجريمة اإللكترونية وسبل مواجهتها في الشريعة اإلسالمية واألنظمة الدولية‪ ،‬مجلة كلية الشريعة‬
‫والقانون بطنطا‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬العدد ‪ ،30‬ص ‪.374‬‬
‫أنظرأيضا‪ :‬عبد هللا دغش العجمي‪ ،‬املشكالت العلمية والقانونية للجرائم اإللكترونية “دراسة مقارنة”‪ ،‬رسالة استكمال للحصول على‬
‫درجة املاجستيرفي القانون العام‪ ،‬األردن ‪ ،2014 ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 18‬ذياب مو�سى البدانية‪ ،‬امللتقى العلمي “الجرائم املستحدثة في ظل املتغيرات والتحوالت اإلقليمية والدولية خالل الفترة من ‪/09/ 3-2‬‬
‫‪، ”2014‬ورقة علمية بعنوان الجرائم اإللكترونية‪ :‬املفهوم واألسباب‪ ،‬كلية العلوم اإلستراتيجية‪ ،‬عمان‪ ،2014 ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 19‬عادل يوسف عبد النبي الشكري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪ 20‬يوسف خليل يوسف العفيفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 21‬ابراهيم رمضان ابراهيم عطايا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.373‬‬
‫‪ 22‬يوسف خليل يوسف العفيفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 23‬حفوظة األمير عبد القادر و غرداين حسام‪ ،‬الجريمة اإللكترونية وآليات التصدي لها‪ ،‬امللتقى الوطني “آليات مكافحة الجرائم‬
‫اإللكترونية في التشريع الجزائري‪ ،‬الجرائر‪29،‬مارس ‪ ،2017‬ص ‪.93‬‬
‫نمديلي رحيمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪ 25‬يوسف خليل يوسف العفيفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬


‫أنضا أيضا‪ :‬مركز هردو لدعم التعبير الرقمي‪ ،‬التنظيم القانوني والجرائم اإللكترونية ما بين املعلومات وتقييد الحريات‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،2018‬ص‪.8‬‬
‫‪ 26‬صغير يوسف‪ ،‬الجريمة املرتكبة عبر االنترنت‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير في القانون “تخصص القانون الدولي لألعمال”‪ ،‬جامعة‬
‫مولود معمري –تيزي وزو‪ -‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،2013 ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ 27‬الباحث حفوظة األميرعبد القادرو غرداين حسام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.93‬‬
‫‪ 28‬ناصر محمد البقهي‪ ،‬اثر التحويل مجتمع معلوماتي على األمن الفكري‪ ،‬املؤتمر الوطني األول لألمن الفكري املفاهيم والتحديات‪،‬‬
‫كر�سي األمير نايف بن عبد العزيز لدراسات األمن لفكري بجامعة امللك سعود‪ ،‬اململكة السعودية‪ 25 -22 ،‬جمادى‪ .‬األولى ‪ 1430‬ه‪،‬‬
‫ص ‪.18‬‬
‫‪ 29‬نمديلي رحيمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.104-103‬‬
‫‪ 30‬سومية عكور‪ ،‬الجرائم املعلوماتية وطرق مواجهتها قراءة في املشهد القانوني واألمني‪ ،‬امللتقى العلمي “حول الجرائم املستحدثة في ظل‬
‫املتغيرات والتحوالت اإلقليمية والدولية”‪ ،‬كلية العلوم اإلستراتيجية‪ ،‬األردن‪ ،2014/09/04-02 ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ 31‬احمد بن مسعود‪ ،‬جرائم املساس بأنظمة املعالجة األلية للمعطيات في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة‬
‫الجلفة‪ ،‬املجلد العاشر‪ ،‬العدد األول‪ ،‬ص ‪.487-486‬‬
‫نمديلي رحيمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.104‬‬ ‫‪32‬‬

‫فضيلة عاقلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.127‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪ 34‬حسين نوارة‪ ،‬آليات تنظيم املشرع الجزائري لجريمة اإلعتداء على الحق في الحياة الخاصة إلكترونيا‪ ،‬امللتقى الوطني “اليات‬
‫مكافحة الجرائم االلكترونية في التشريع الجزائري”‪ ،‬الجزائر‪29 ،‬مارس ‪ ،2017‬ص ‪.122 -121‬‬
‫فضيلة عاقلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.127‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪ 36‬قانون رقم ‪ 15-04‬مؤرخ في ‪ 2004/11 /10‬يعدل ويتمم االمررقم ‪ ،156-66‬يتضمن قانون العقوبات‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪،71‬‬
‫صادربتاريخ ‪ ،2004/11/10‬معدل ومتمم‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪374‬‬
‫العدد الحادي عشر‬
‫سبتمبر‪2018‬‬
‫الجريمة اإللكترونية واإلجراءات التشريعية ملواجهتها في الجزائر‬

‫‪ 37‬قانون رقم ‪ 22-06‬مؤرخ في ‪ 2006/12/20‬يعدل ويتمم االمررقم ‪ ،155-66‬يتضمن قانون االجراءات الجزائية‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،84‬صادربتاريخ ‪.2006/12/24‬‬
‫‪ 38‬براهيمي جمال‪ ،‬مكافحة الجريمة االلكترونية في التشريع الجزائري‪ ،‬املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬العدد ‪ ،2‬الصادرة في ‪ ،2016/11/15‬ص ‪.125-124‬‬
‫حسين نوارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.119-118‬‬ ‫‪39‬‬

‫فضيلة عاقلي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.130‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪ 41‬مولود ديدان‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬األمر‪ ، 02 -11‬داربلقيس ‪،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫فضيلة عاقلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.130‬‬ ‫‪42‬‬

‫براهيمي جمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.140 -139-138‬‬ ‫‪43‬‬

‫حسين نوارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.121-120‬‬ ‫‪44‬‬

‫فضيلة عاقلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪ 46‬براهيمي جمال ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.154-151‬‬


‫فضيلة عاقلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.132‬‬ ‫‪47‬‬

‫‪ 48‬ملعرفة مهام الهیئة الوطنیة للوقایة من الجرائم املتصلة بتكنولوجیات اإلعالم واالتصال ومكافحتها املستقبلیة‪.‬‬
‫أنظر ‪www. legifrance..gouv . .fr/affich texte.de‬‬
‫‪ 49‬عبد الفتاح بیومي حجازي‪ ،‬اإلثبات الجنائي في جرائم الكمبیوترواألنترنت‪ ،‬دارالكتب القانونیة‪ ،‬مصر‪، 2007 ،‬ص ‪.233 -232‬‬
‫فضيلة عاقلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.133‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪ 51‬عماربوضياف‪ ،‬النظام القضائي الجزائري‪ ،‬دار ریحانة‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪. 229،230‬‬
‫‪ 52‬أحمد مسعود مريم‪ ،‬آليات مكافحة جرائم تكنولوجيا اإلعالم واالتصال في ضوء القانون رقم ‪ ،04/09‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير‪،‬‬
‫تخصص قانون جنائي ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح “ كلية الحقوق” ‪ ،‬ورقلة ‪، 2013-2012،‬ص ‪.50-49‬‬

‫‪375‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬

You might also like