Professional Documents
Culture Documents
دور خلايا التكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف في حماية الحقوق.
دور خلايا التكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف في حماية الحقوق.
(الفوج الثاني)
الجامعية2222-2222 :
1 السنة
2
3
4
مقدمة
يعد موضوع العنف ضد النساء واألطفال من المواضيع التي حظيت باهتمام كبير سواء على الصعيد
الوطني أو الدولي ،باعتباره انتهاكا للكرامة اإلنسانية وخرقا للمواثيق الدولية وهدرا لحقوق اإلنسان.
فظاهرة العنف تشكل أحد أبرز صور االنتهاكات الجسيمة لحقوق اإلنسان والحريات األساسية وعقبة أمام
تحقيق المساواة والتنمية ،ومكافحتها ال تتأتى إال بإرساء ثقافة مجتمعية مرتكزة على قيم حقوق اإلنسان
وعلى مبادئ اإلنصاف والمساواة ،ثقافة تقر بضرورة تمكين النساء وتوفير الحماية لهن وألبنائهن.
فالمطلع على وضعية المرأة والطفل وأساليب معاملتهم في العقود السابقة يندهش من المعاملة التي كانوا
يعاملون بها ،فالمرأة كانت تعامل معاملة البضائع تباع وتشترى كما كان األطفال يحرمون من حقهم في
الحياة حيث يتم قتلهم بمجرد والدتهم وكان يمارس عليهم أبشع أنواع األذى ،بل كانوا يدفنون أحياء ليقدموا
قربانا إلى اآللهة.1
إلى أن جاء اإلسالم والذي نظر للمرأة والطفل نظرة تكريم حيث اعتبر الدين اإلسالمي نقطة تحول في الحياة
البشرية ،وذلك من خالل القضاء على األعراف التي كانت تحط من قيمة المرأة والطفل ،كما ضمن لهما
الحق في الحياة والعيش الكريم وشرع لهما من األحكام ما يرفع من شأنهما ويحفظ كرامتهما بنبذ كل أشكال
التمييز والعنف ،وقد أسست لهذه الكرامة اإلنسانية مجموعة من اآليات القرآنية التي دعت إلى حماية
المرأة والطفل.
َ َ ْ َ ْ ُ َ ُ ُ َ ْ َ ِّ َ ْ ُ َ
ي ذن ٍب ق ِتلت} وقوله فالشريعة اإلسالمية حرمت قتل األطفال بدليل قوله تعالى{ :وإذا الموءودة س ِئلت * ِبأ ِ
َ َ ُ ِّ َ َ َ ُ ُ ْ ُ َ َ َّ َ ْ ُ ُ ُ ْ َ ًّ َ ُ َ َ ِ ٌ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ْ ُ َ ُ َِّ
وء ما ب ِشر ِب ِه عز وجل{ :و ِإذا ب ِشر أحدهم ِباألنثى ظل وجهه مسودا وهو ك ِظيم * يتوارى ِمن القو ِم ِمن س ِ
ُ َ ُّ َ َ َأ ُي ْمس ُك ُه َع َلى ُهون َأ ْم َي ُد ُّس ُ
اب أال َس َاء َما َي ْحك ُمون} ،كما جاء في الكتاب الحكيم أيضا قوله تعالى: ِ ر الت ي فِ ه ٍ ِ
وهنَّ { َوَال َت ْق ُت ُلوا َأ ْوَال َد ُك ْم م ْن إ ْم َالق َن ْح ُن َن ْر ُز ُق ُك ْم َ إ َّي ُ
اه ْم} وقوله تعالىَ { :و َعاش ُر ُوه َّن ب ْال َم ْع ُروف َفإ ْن َكر ْه ُت ُم ُ
ِ ِ ِ ِ ِ
َ َو ِ َّ
ِ ِ ٍ
َْ َْ َ
ُ َ ً
ف َع َس ى أن تك َر ُهوا ش ْيئا َو َي ْج َع َل الله ِف ِيه خ ْي ًرا ك ِث ًيرا} فهذه اآلية الكريمة ترشد إلى معاملة النساء معاملة
بالمعروف والحسنى.
ومع ذلك ظلت مشكلة العنف سارية إذ لم تقتصر على مجتمع معين وال على فئة معينة ،بل شملت كل
الثقافات وتعدت كل الحدود والفئات االجتماعية.2
1نوفل يخليفي ،العنف ضد األطفال-دراسة عملية ،-بحث نهاية التدريب ،المعهد العالي للقضاء ،الفوج ،62فترة التدريب،6022-6002
الصفحة .6
2خديجة الفياللي ،العنف األسري ضد المرأة بالمغرب أية حماية؟ -العنف الزوجي نموذجا ،-رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا
المعمقة في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس ،السنة الجامعية
،6002-6002الصفحة .2
5
ومع تطور الحياة اليومية تطورت مظاهر العنف الممارس على المرأة والطفل وتعددت أشكاله ،لتكشف
عن أنواع جديدة من العنف وأكثرها خطورة ،ويتعلق األمر بالعنف األسري والذي يعد من أبرز مظاهر
العنف وأكثرها شيوعا د اخل املجتمعات ،كونه يطال المرأة داخل مؤسسة األسرة والتي من المفترض أن
تكون وحدة األمان واالستقرار التي ينطلق منها الفرد إلى مجتمعه.
وإلى عهد قريب كان العنف ينظر إليه کشأن داخلي ال ينبغي التصريح به علنا إلى أن أصبح في ظل التطور
الحضاري مسألة مكشوفة وموضوعة على طاولة البحث والتدقيق والمساءلة واإلدانة ،حيث أضحى في
العقد األخير من القرن العشرين من أهم القضايا التي أميط عنها اللثام وزعزعت سلطتهـا التي تخفي وراءها
مجموعة من الممارسات العدوانية والالإنسانية.
وهكذا تعالت األصوات المنادية بضرورة التدخل الدولي إلقرار حماية خاصة للمرأة والطفل من كل أشكال
العنف ،وعليه بادرت الدول إلى إصدار العديد من المواثيق والمعاهدات الدولية مما أدى إلى انبثاق
مجموعة من المنظمات والهيئات على رأسها منظمة األمم المتحدة التي عملت على خلق مجموعة من
المبادئ واآلليات التي شكلت األرضية األساسية لكل االستراتيجيات وبرامج العمل في وضع التدابير القانونية
واإلجرائية الرامية إلى حماية كل من المرأة والطفل وضمان حقوقها.3
وفي هذا اإلطار صادق المغرب على عدة اتفاقيات دولية وسار على نهجها حيث أولى حيزا هاما لحماية النساء
واألطفال ضمن ترسانته القانونية وذلك باعتماده تشريعات وطنية منها بالخصوص القانون الدستور
كأسمى تشريع داخلي بالمملكة وتأتي بعده باقي القوانين ،ويبقى للقانون الجنائي الدور الرئيس ي لحماية
النساء واألطفال نظرا لما يوفره من جانب ردعي اتجاه منتهكي حقوق هذه الفئة ويضاف له باقي القوانين
التي تعرض فيها المشرع لحماية النساء واألطفال ( مدونة األسرة ،مدونة الشغل ،قانون المسطرة الجنائية،
قانون الحالة المدنية ،قانون كفالة األطفال المهملين ،قانون الجنسية ،وهكذا فدستور 1122جاء
بمجموعة من اإلصالحات وتضمن ميثاقا للحقوق والحريات ورسخ مبادئ وقيم تصب في اتجاه حماية حقوق
المرأة والطفل والنهوض بهذه الحقوق وحظر كل أشكال التمييز.
كما قامت المملكة المغربية بتبني مجموعة من االستراتيجيات الوطنية أولها استراتيجية وطنية لمواجهة
ظاهرة العنف ضد النساء سنة ،1111ثم وضع مخطط تنفيذي لها سنة 1112واعتماد رؤية جديدة
لمناهضة العنف ضد النساء لسنة ،1121ثم االستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد النسا -1111
،1101ولعل ما أفرزته هذه االسراتيجيات المتعاقبة هو العمل على االرتقاء بمستوى التكفل بالنساء
واألطفال ضحايا العنف.
3محمد بلحاج الفحصي ،حماية األطفال ضحايا االستغالل في المنظومة الجنائية الدولية ،مقال منشور بمجلة محيط للدراسات
واألبحاث الدراسية ،العدد األول ،سنة ،6020الصفحة .29
6
وسعيا نحو إرساء منظور جديد يتوخى توفير تكفل حقيقي لهذه الفئة من املجتمع وفي سبيل تحقيق هذه
الغاية أحدثت خاليا للتكفل منذ سنة 1112أعقبتها خلق لجان محلية وجهوية باعتبارها آليات للتنسيق.
والتكفل القضائي بالنساء واألطفال ضحايا العنف يشكل جزءا ال يتجزأ إلى جانب الخاليا الموجودة
بالمصالح المركزية والالمركزية للقطاعات المكلفة بالعدل والصحة وبالشباب وبالمرأة وكذا المديرية
العامة لألمن الوطني والقيادة العليا للدرك الملكي.
وفي ظل ما شهده املجتمع من ظهور أشكال جديدة للعنف األمر الذي دفع الحركات النسائية للقيام
بمطالبات وحمالت تحسيسية ملحاربة مختلف أنواع العنف الموجه للمرأة ،ووضعت ضمن أولوياتها ضرورة
وجود قانون يحمي النساء من العنف بمختلف أشكاله وعلى نحو يتالءم والمعايير الدولية ،وفعال
استطاعت تحقيق مطالبها ،حيث شهدت الساحة القانونية صدور قانون 210.20المتعلق بمحاربة العنف
ضد النساء.
وذلك إيمانا بأن التصدي للعنف المسلط على النساء واالرتقاء الفعلي بالتكفل بهن يحتاج إلى مقاربة
قانونية حيث اعتبر هذا القانون أول التفاتة تشريعية تهتم بمحاربة العنف ضد النساء بأبعادها الوقائية
والزجرية والحمائية ثم التكفلية ،فالبعد التكفلي يأخد حيزا مهما من هذا القانون ،إذ تم وضع خاليا التكفل
في إطارها القانوني والمؤسساتي فضال عن إحداثه ألول مرة لجنة وطنية للتكفل كآلية للتنسيق ،ليعقبه
المرسوم التطبيقي الصادر بتاريخ 21أبريل ،1122الذي حدد بدقة تأليف جميع الخاليا وحدد كيفيات
عمل اللجنة الوطنية.
فخاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف آلية تبنتها وزارة العدل كخطوة من أجل ترجمة خطة عملها
والتزاماتها الدولية والوطنية تعزيزا للحماية الجنائية للمرأة والطفل وتسهيل ولوجهما إلى مرفق العدالة،
بهدف ضمان تكفل قضائي فعال مبني على أساس إنساني موجه لفائدة المرأة من جهة وتحقيق المصلحة
الفضلى للطفل من جهة ثانية.4
كما اتسم مسار إحداثها بالتدرج إذ ظهرت أولى مالمحها بموجب الرسالة الدورية الصادرة عن وزير العدل
بتاريخ 02دجنبر 1112التي وضعت اإلطار العام لدور هذه الخاليا في االرتقاء بالعمل القضائي وإعطائه
البعد االجتماعي واإلنساني مع وضع خطة عملية لتحقيق هذه األهداف ،كما كان يطلق عليها اسم الخلية
القضائية ملحاربة العنف ضد النساء ،وتم إحداثها على صعيد املحاكم االبتدائية المتواجدة بكل من مدينة
فاس وطنجة والرباط ،ليتم تعميمها وتوسيع نشاطها بمختلف محاكم المملكة وهو ما جاء به القانون
210.20المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء.
4خديجة المصمودي ،الحماية الجنائية للمرأة بين االلتزامات الدولية والقانون الوطني ،رسالة لنيل دبلوم نهاية التكوين في سلك الماستر،
ماستر المنظومة الجنائية والحكامة األمنية ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة ابن زهر بأكادير ،السنة الجامعية
،6062-6060الصفحة .20
7
فالتكفل بالنساء واألطفال هو توفير الوقاية والحماية من كافة مظاهر العنف والقهر االجتماعي ،التي يمكن
أن تتعرض لها هذه الفئة وقد كان وال زال يمثل األولوية في الفكر اإلنساني ،ويعتبر موضوعا وثيق الصلة
بثقافة حقوق اإلنسان كما هي متعارف عليها عالميا ،إذ يتمحور حول كيان المرأة والطفل بهدف إعادة
االعتبار لهما وإلنسانيتهما وصيانة حقوقهما وحرياتهما األساسية.
فالتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف يعتبر من أهم مقومات كل قانون يتوخى مناهضة هذه الظاهرة
وحماية النساء واألطفال منه ،ويقتض ي بموازاة مع التجريم والعقاب تحديد سبل اإلنصاف وضمان تدابير
حمائية ناجعة ووضع آليات عملية وفعالة للتكفل بالنساء واألطفال الضحايا ،تشمل ما قبل المسار
القضائي وأثناءه بدءا من االستقبال واالستماع والتوجيه وتلقي الشكايات ومرورا بالبحث والتحري
والتحقيق إلى المتابعة واملحاكمة والحكم والتنفيذ.
ولعل الهدف األساي ي من إحدا هذه الخاليا ،هو ضمان نجاعة وفعالية المؤسسة القضائية في مجال
توفير الحماية للنساء واألطفال وتيسير ولوجهم للمحاكم ،وتوفير املخاطب المتخصص في قضاياهم
وإعطاء لتدخله البعد اإلنساني واالجتماعي المالئم ألوضاعهم من جهة وتعزيز سبل التعاون والتنسيق من
جهة أخرى مع باقي القطاعات الحكومية وغير الحكومية.5
ويقصد بخاليا التكفل بالنساء واألطفال ،تلك اآللية التي تبنتها وزارة العدل ،كخطوة من أجل ترجمة خطة
عملها والتزاماتها الوطنية والدولية تعزيزا للحماية الجنائية المرأة والطفل وتسهيال لولوجهما إلى مرفق
العدالة بهدف ضمان تكفل قضائي فعال ،مبني على أساس إنساني موجه لفائدة المرأة من جهة ،وتحقيق
المصلحة الفضلي للطفل من جهة ثانية.6
إضافة إلى إحدا خاليا التكفل بالنساء واألطفال بمقرات النيابات العامة باملحاكم االبتدائية واالستئناف
تم إحدا مكاتب المساعدة االجتماعية ،لتشمل في سنة 1121قضاء الحكم والتحقيق ،إيمانا منها بالدور
المهم الذي لعبته في تأهيل الجانب الحقوقي على مستوى اإلجراءات القضائية الموجهة لفائدة المرأة
والطفل وفي تفعيل استراتيجية وزارة العدل والمقاربة التي تنهجها في التكفل وحماية النساء عن طريق توفير
مخاطب متخصص في مجال المساعدة االجتماعية والذي من شأنه أن يضفي الطابع اإلنساني على تدخالت
مرفق العدالة ويضع النساء في جو مالئم يساعدهن على البوح بأدق التفاصيل التي تعرضن لها والمعاناة
التي عشنها ،بما سيساعد املحكمة على اتخاذ العقوبة األنسب في حق مرتكب العنف.
إن موضوع دور خاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف في حماية الحقوق يكتس ي أهمية بالغة على
عدة مستويات يمكن اختزالها في الجانب االجتماعي والمؤسساتي ،فظاهرة العنف ضد النساء واألطفال
باعتبارها قضية اجتماعية باألساس ،وبالنظر لما تخلفه من آثار وانعكاسات سلبية على السالمة الجسدية
5ربيع الكرامة ،قراءة نقدية لمشروع قانون 201321المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط ،سنة
( ،6022بدون ذكر عدد الطبعة) ،الصفحة .29
6خديجة المصمودي ،الحماية الجنائية للمرأة بين االلتزامات الدولية والقانون الوطني ،مرجع سابق ،الصفحة .20
8
والنفسية لكل من النساء واألطفال بل كذلك على األسرة واملجتمع ككل ومحاولة كسر الصمت عن
الظاهرة ،ذلك أن األمر يتعلق بظاهرة تمارس غالبا في فضاء مغلق ،الش يء الذي يفرض تسليط الضوء على
موضوع خاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف للوقوف على دور هذه الخاليا في توفير الحماية لهذه
الفئة.
أما بالنسبة لألهمية القانونية لهذا الموضوع فتتجلى في الوقوف عند مختلف اإلجراءات المسطرية المتبعة
في تفعيل المقتضيات الحمائية الخاصة بالنساء واألطفال خالل مسار التكفل بهما ،والوقوف كذلك عند
آليات التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف وتناولها بالدراسة والتحليل ودورها في تطويق ظاهرة العنف
ضد هذه الفئات وما يقتضيه ذلك من توفير حماية خاصة لهما كلما تعرضت حقوقهما لالنتهاك ،وكذا
تسليط الضوء على سبل تعزيز التنسيق بين جميع المتدخلين في عملية التكفل ودور العمل القضائي في
حماية هذه الفئة.
كما أن هذا الموضوع يطرح إشكالية مفادها:
إلى أي حد استطاعت خاليا التكفل توفيرالحماية للنساء واألطفال ضحايا العنف؟
ولإلجابة عن هذه اإلشكالية سيتم االعتماد على المنهج التحليلي من خالل شرح وتحليل النصوص
القانونية واالتفاقيات الدولية وتحليل مراحل التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف فضال عن دراسة
وتحليل لألحكام والقرارات القضائية ذات الصلة بالموضوع.
المنهج اإلحصائي من خالل تقديم بعض المعطيات اإلحصائية للعنف ضد النساء واألطفال من سنة
1122إلى سنة 1111والمتعلقة بتدابير الحماية واإلحصائيات الصادرة عن خاليا التكفل بالنساء واألطفال
ضحايا العنف على مستوى املحاكم واألمن الوطني والدرك الملكي والمستشفيات العمومية.
المنهج المقارن :وذلك باستحضار كل من التشريع الفرنس ي والتونس ي والمصري والكردستاني واللبناني.
9
الفصل األول
10
الفصل األول :التنظيم العام لخاليا التكفل بالنساء
واألطفال ضحايا العنف
عرف المغرب في السنوات الماضية تطورا ملحوظا على مستوى الترسانة القانونية المنظمة لوضعية األسرة
المرأة والطفل بصفة خاصة ،بدءا بالمصادقة على مجموعة من االتفاقيات الدولية وصوال إلى تحيين عدة
نصوص قانونية سعيا إلى مالمتها مع االتفاقيات الدولية التي وقع عليها في هذا الباب.
وتفعيال لدور المملكة المغربية في هذا السياق الحقوقي والقانوني عملت وزارة العدل على توفير العناية
واالهتمام الالزمين لضمان الحماية القضائية للنساء واألطفال ضحايا العنف على اختالف أوضاعهم وزجر
كل أنواع اإلساءة التي يمكن أن تقع هذه الفئة ضحية لها وذلك بإحدا خاليا للتكفل بالنساء واألطفال
بجميع محاكم المملكة ،ولعل الهدف األساي ي من إحدا هذه الخاليا ضمان نجاعة وفعالية المؤسسة
القضائية في مجال توفير الحماية للنساء واألطفال وتيسير ولوجهم للمحاكم وتوفير املخاطب المتخصص
في قضاياهم وإعطاء لتدخله البعد اإلنساني واالجتماعي المالئم ألوضاعهم من جهة ،وتعزيز سبل التعاون
والتنسيق من جهة أخرى مع باقي القطاعات.
تبعا لذلك سيتم تقسيم في هذا الفصل لماهية خاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف {المبحث
األول} وعمل خاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف في {المبحث الثاني}.
خديجة المصمودي ،الحماية الجنائية للمرأة بين االلتزامات الدولية والقانون الوطني ،مرجع سابق ،الصفحة .20 7
11
وتبعا لذلك سيتم التطرق لإلطار المفاهيمي لخاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف في {المطلب
األول} ،ثم نطاق حماية النساء واألطفال ضحايا العنف في {المطلب الثاني}.
12
أوال :تعريف خاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف
تباينت التعاريف المتعلقة بخاليا التكفل بالنساء واالطفال ضحايا العنف ،وتنوعت ضيقا واتساعا حسب
الزاوية التي ينظر بها ،وعليه سنقف عند بعض المفاهيم لتحديد تعريف دقيق لخاليا التكفل بالنساء
واالطفال ضحايا العنف.
أصبح مفهوم خاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف التي أحدثت داخل محاكم المملكة في
السنوات األخيرة يتردد بكثرة على السنة الناس قاطبة والوافدين منهم على المؤسسات القضائية ،حيث إن
هذه الخاليا أصبحت تمثل مخاطبا لوزارة العدل والحريات لدى مجموعة من الهيئات الحكومية وغير
الحكومية ،عبر اللقاءات والندوات المنعقدة والمراسالت التي توجه للمحاكم في هذا الشأن والذي يتم ربطه
غالبا بصفة أوتوماتيكية ،أوال بذلك الفضاء المعد داخل الحكمة وأيضا بالمساعد(ة االجتماعي(ة .
يمكن القول أن مفهوم خاليا التكفل بالنساء واألطفال يتعدى بكثير ذلك المفهوم المادي المرتبط بالفضاء
املخصص الستقبال النساء واألطفال ضمانا ألريحية و نجاعة التواصل مع المرأة والطفل.
فيقصد بها تلك اآللية التي تبنتها وزارة العدل والحريات كخطوة من أجل ترجمة خطة عملها والتزاماتها
الوطنية ،تعزيزا للحماية الجنائية للمرأة والطفل وتسهيال لولوجهما إلى مرفق العدالة.8
وعليه تعتبر خاليا التكفل النساء واألطفال المنظومة المؤسساتية التي بلورت كإجابة القطاع العدل تنفيذا
لالستراتجيات الوطنية بهدف ضمان تكفل ناجع مبني على أساس النوع االجتماعي الموجه ضد المرأة من
جهة وتحقيق المصلحة الفضلى للطفل من جهة أخرى والتكفل بقضاياهم وتضم إليها عددا من المهنيين
كل حسب اختصاصاته ومجال تدخله يشتغلون بشكل هيكلي خارج ذلك الفضاء املحد تنفيذا
للمقتضيات التي جاء بها القانون في مجال الحماية الجنائية للمرأة والطفل.9
إن خاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف تتواجد على صعيد كل محكمة ابتدائية واستئناف تعنى
بتوفير الوقاية والحماية من كافة مظاهر العنف الذي يمكن أن تتعرض لها النساء واألطفال وتشكل همزة
وصل بين القضاء والضحايا وتقوم بتقديم كل المساعدات القانونية الهادفة إلى تسريع البت في ملفات
العنف ،وضمان الخدمات الصحية واإلدارية للضحايا.
وعليه تعتبر هذه الخاليا األداة التنفيذية لبلورة استراتيجية وزارة العدل في ميدان التكفل بالنساء األطفال
واالرتقاء بالعمل القضائي في هذا املجال التي تسهر على تتبعها وتنفيذها الخلية المركزية للتكفل بالنساء
واألطفال التابعة لمديرية الشؤون الجنائية والعفو.10
8خديجة المصمودي ،الحماية الجنائية للمرأة بين االلتزامات الدولية والقانون الوطني ،مرجع سابق ،الصفحة .20
9أنس سعدون ،تجربة خاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف بالمغرب الحصيلة واآلفاق ،مقال منشور بمجلة الفقه والقانون،
العدد ،10سنة ،6022الصفحة .26
10وزارة العدل والحريات موجز الدليل العملي للمعايير النموذجية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف ،مديرية الشؤون الجنائية
والعفو.
13
ثانيا :خاليا التكفل بالنساء واألطفال وفق دليل المعاييرالنموذجية
يعتبر دليل المعايير النموذجية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف ،المرجع األساي ي والمهم في توجيه
وتأطير عمل خاليا التكفل بالنيابة العامة.
فالدليل العملي للمعايير النموذجية نجده حدد نقط تدخل هذه الخاليا لدى املحاكم عبر النقط التالية:11
استقبال النساء واألطفال ضحايا العنف واألطفال في وضعية صعبة ،واألطفال في وضعية إهمال وتقديم
الدعم النفس ي لهم؛
االستماع إلى كل من المرأة والطفل في أي من الوضعيات المذكورة ،وتعريفهم بالحقوق التي يخولها لهم
القانون والقيام بمهام التوجيه واإلرشاد؛
توجيه النساء واألطفال ضحايا العنف إلى وحدات التكفل بالنساء واألطفال بالمصالح الطبية لتقديم
العالج والحصول على شهادة طبية؛
تتبع وضعية المرأة؛
مواكبة مسار التكفل القضائي واطالعهم على كل المراحل التي تهم قضاياهم؛
القيام بناء على أمر قضائي ،أو بناء على أمر من وكيل الملك بمجموعة من اإلجراءات منها:
زيارة أماكن إقامة الضحايا مع العمل على إنجاز بحث اجتماعي ورفع تقرير إلى الجهة التي أمرت به؛
تفقد أماكن اإليواء بالنسبة لألطفال والنساء وإنجاز تقرير بذلك؛
اإلسهام في التنسيق بين أجهزة خلية التكفل القضائي وباقي الجهات األخرى المعنية؛
القيام بمهمة المقرر في أشغال اللجان املحلية والجهوية للتكفل بالنساء واألطفال وإنجاز تقرير بخصوص
اجتماع هذه اللجن؛
تسهيل الولوج إلى المعلومة المتعلقة بهذا النوع من القضايا؛
تدبير الشؤون اإلدارية للخلية القضائية للتكفل بالنساء واألطفال ومسك السجالت الخاصة بقضايا المرأة
والطفل ،وذلك تحت إشراف رئيس كتابة الضبط.
11يونس النهاري ،التكفل بقضايا النساء واألطفال أماما النيابة العامة وأقسام قضاء األسرة ،مقال منشور بموقع:
،frssiwa.blogspot.comتم االطالع عليه بتاريخ 22غشت ،6061على الساعة :الرابعة زواال.
14
الفقرة الثانية :التعريف بالنساء واألطفال ضحايا العنف
من خالل هذه الفقرة سيتم التعريف بالنساء ضحايا العنف {أوال} ثم التعريف باألطفال ضحايا العنف
{ثانيا}.
أوال :التعريف بالنساء ضحايا العنف
تتعرض المرأة ألشكال مختلفة من العنف والذي وإن اختلفت أسبابه ودوافعه فإن آثاره تبقى من المفاعيل
األساسية التي تهدر حقوق المرأة وتضرب استقرار املجتمع وإذا كانت ظاهرة العنف ذات أهمية كبيرة نظرا
لكونها من الظواهر المبرزة النحراف سلوك أفراد املجتمع ،فإنها تستدعي ضرورة التدخل ملحاصرتها
ومكافحتها ،ولذلك فإن اإلحاطة بها من الناحية المفاهيمية تبقى مسألة غاية في األهمية ،قصد تحديد
أنواعها كما أن كشف مختلف أشكال العنف تعتبر مسألة هامة كونها تشكل تشخيصا لواقع الظاهرة
وكشفا لمستوياتها في املجتمع المغربي.12
فالعنف لغة هو" :الخرق باألمر وقلة الرفق به أو عدم الرفق ،ليشمل كل سلوك يتضمن معاني الشدة
والقسوة والتوبيخ ،"13لكن المفهوم والسياق اللغوي ما هو إال شرح ظاهري جاء بصيغة العموم ،وعليه ال
بد من ضبط معناه االصطالحي للوصول إلى المعنى الحقيقي وبدقة.
فالعنف يتخذ صورا متعددة سواء داخل األسرة أو في املحيط الخارجي ،كما نجده ال يخص فئة معينة بذاتها
بل يشمل كل الفئات وكل الطبقات لذا شكل حيزا هاما لدى الفقهاء ،إلدراكهم بأنه ظاهرة حقيقية مستمرة
ومتفاقمة يوما بعد يوم ،فحاول كل منهم وضع تعريف لمصطلح العنف للوصول إلى تحديد تعريف جامع
مانع له ،كل حسب تخصصه.
ومن بين التعاريف التي جاء بها فقه علم النفس االجتماعي بالنسبة لمصطلح العنف أنه سلوك أو فعل
يتسم بالعدوانية يصدر من فرد قد يكون فردا أو جماعة أو طبقة اجتماعية بهدف استغالل وإخضاع طرف
آخر في إطار عالقة قوة غير متكافئة مما يتسبب في أضرار مادية أو معنوية أو نفسية أو كلها مجتمعة.14
وقد عرف الفقه الفرنس ي العنف بأنه المساس المباشر والحقيقي بجسم اإلنسان على وجه ينال من
سالمته أو يلحق األذى به.15
12لميسي عابد ،ظاهرة العنف ضد النساء قراءة في القوانين واالحصائيات ،مؤلف جماعي ،التمكين االجتماعي واالقتصادي والسياسي
للمرأة ،القنيطرة ،سنة ،6066الطبعة األولى ،الصفحة .12
13محمد بن مكرم بن علي أبو الفضل جمال الدين ابن منظور ،معجم لسان العرب ،دار المعارف ،القاهرة( ،2292 ،بدون ذكر عدد
الطبعة) ،الصفحة .1211
14خديجة المصمودي ،الحماية الجنائية للمرأة بين االلتزامات الدولية والقانون الوطني ،مرجع سابق ،الصفحة .12
15
Michele Laure Rassal; droit penal special infractions des et contre les particuliers, Dalloz 1997, n°
446, p 447.
15
وانطالقا مما سبق يمكن تعريف العنف بأنه ذلك السلوك العدواني الصادر من الجاني ضد املجني عليه
ب غية استغالله والسيطرة عليه ،مشكال بذلك عالقة غير متكافئة ،من شأنها إحدا
أضرار بمختلف صورها.
وتعرفه المنظمة العالمية للصحة بأنه" :االستعمال العمدي للسلطة أو القوة الجسدية أو التهديد
باستعمالها من طرف اإلنسان ضد نفسه أو ضد شخص آخر أو مجموعة أو جماعة ما ،مما يؤدي أو يحتمل
أن يؤدي إلى إحدا جروح أو إلى الموت أو إلى إحدا أضرار نفسية أو عاهات أو عجز."16
والمرأة قد تتعرض ألشكال مختلفة من العنف ،فالعنف ضد المرأة كما يعرف باسم العنف القائم على نوع
الجنس ،والعنف الجنس ي والجسدي هو مصطلح يستخدم بشكل عام لإلشارة إلى أي أفعال عنيفة تمارس
بشكل متعمد أو بشكل استثنائي تجاه النساء.
ويقصد بمصطلح العنف ضد المرأة أي عمل من أعمال العنف القائم الذي يترتب عليه أذى بدني أو جنس ي
أو نفس ي أو اجتماعي ،وكذا معاناة المرأة كالتهديد بالقيام بعمل معين أو اإلكراه على القيام بعمل أو
الحرمان التعسفي من الحرية سواء في الحياة العامة أو الخاصة ويتخذ العنف الذي يمارس على المرأة عدة
أشكال وتقف وراءه عدة أسباب باختالف المسبب في هذا العنف ودوافعه ،من عنف لفظي وجسدي من
كالم إلى سب وشتم وقذف إلى ضرب وجرح ،كسر ،بتر عضو من أعضاء الجسم ،الحرق ،الحرمان من األكل
والحبس في مكان معين ومظاهر العنف متنوعة من االغتصاب والتحرش الجنس ي أو بالتهديد أو االعتداء17...
وينص إعالن األمم المتحدة بشأن القضاء على العنف ضد المرأة على أن" :العنف ضد المرأة هو مظهر
من مظاهر عالقات القوة غير المتكافئة تاريخيا بين الرجال والنساء" و"العنف ضد المرأة هو إحدى
اآلليات االجتماعية الحاسمة التي تضطر المرأة بموجبها إلى الخضوع بالمقارنة مع الرجل."18
وقد عرفت األمم المتحدة العنف الممارس ضد المرأة بأنه" :أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس
ويترتب عليه ،أو يرجح أن يترتب عليه أذى أو معاناة للمرأة ،سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو
النفسية ،بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية ،سواء حد
ذلك في الحياة العامة أو الخاصة".
ويعتبر اإلعالن العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة ،أول صك دولي يعرف العنف في مادته األولى حيث
جاء فيه ما يلي" :أي فعل عنيف قائم على أساس الجنس ينجم عنه أو يحتمل أن ينجم عنه أذى أو معاناة
16تعريف صدر في التقرير العالمي للمنظمة العالمية للصحة حول العنف والصحة ،سنة .6006
17بشرى العلوي ،العنف المسلط على المرأة يعد انتهاكا صريحا لحقوق االنسان ،مقال منشور بمجلة الودادية الحسنية للقضاة ،مجلة
دورية تعنى بالشأن القضائي والقانوني ،العدد األول ،أبريل ،سنة ،6002الصفحة .290
18اإلعالن العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة ،اعتمدته الجمعية العامة لألمم المتحدة بموجب قرارها ،29/202المؤرخ في 60
شتنبر .2221
16
جسدية أو جنسية أو نفسية للمرأة بما في ذلك التهديد باقتراف مثل هذا الفعل واإلكراه أو الحرمان
التعسفي من الحرية سواء وقع ذلك في الحياة العامة أو الخاصة ."19
والمشرع المغربي بموجب القانون 20022.02المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء قدم تعريفا للعنف ضد
النساء بل واألكثر من ذلك عدد أنواعه وأشكاله (الجسدي والنفس ي ،الجنس ي واالقتصادي .
بحيث جاء في المادة األولى من هذا القانون بأنه" :العنف ضد المرأة :كل فعل مادي أو معنوي أو امتناع
أساسه التمييز بسبب الجنس ،يترتب عليه ضرر جسدي أو نفس ي أو جنس ي أو اقتصادي للمرأة؛
العنف الجسدي :كل فعل أو امتناع يمس أو من شأنه المساس بالسالمة الجسدية للمرأة ،أيا كان مرتكبه
أو وسيلته أو مكان ارتكابه؛
العنف الجنس ي :كل قول أو فعل أو استغالل من شأنه المساس بحرمة جسد المرأة ألغراض جنسية أو
تجارية ،أيا كانت الوسيلة المستعملة في ذلك؛
العنف النفس ي :كل اعتداء لفظي أو إكراه أو تهديد أو إهمال أو حرمان ،سواء كان بغرض المس بكرامة
المرأة وحريتها وطمأنينتها ،أو بغرض تخويفها أو ترهيبها؛
العنف االقتصادي :كل فعل أو امتناع عن فعل في طبيعة اقتصادية أو مالية يضر ،أو من شأنه أن يضر
بالحقوق االجتماعية أو االقتصادية للمرأة".
والمشرع التونس ي على غرار المشرع المغربي نجده هو اآلخر يعرف العنف ضد المرأة في القانون رقم 85
لسنة 1122المتعلق بالقضاء على العنف ضد المرأة 21وذلك في الفصل 0منه بأنه " :كل اعتداء مادي أو
معنوي أو جنس ي أو اقتصادي ضد المرأة أساسه التمييز بسبب الجنس والذي يتسبب في إيذاء أو ألم أو
ضرر جسدي أو نفس ي أو جنس ي أو اقتصادي للمرأة ويشمل أيضا التهديد بهذا االعتداء أو الضغط أو
الحرمان من الحقوق والحريات ،سواء في الحياة العامة أو الخاصة ويتضمن أيضا التهديد بالهجوم ،أو
الضغط أو الحرمان من الحقوق والحريات ،سواء في الحياة العامة أو الخاصة" ،كما ذهب هو اآلخر إلى
تعداد أنواع وأشكال العنف إلى عنف مادي وجنس ي وسياي ي ومعنوي ،اقتصادي ،وحدد المقصود بكل نوع
شأنه شأن المشرع المغربي.
وعلى خالف المغرب والتونس ففي مصر ال يوجد تعريف محدد للعنف ضد النساء والفتيات في التشريعات
الجزائية ،في حين أن المادة 1من قانون الحماية من العنف األسري لعام 1122تعرف العنف األسري بأنه:
"الجرائم التي يرتكبها أفراد األسرة بحق أي من أفرادها اآلخرين".
22اتفاقية حقوق الطفل ،اعتمدت وعرضت للتوقيع واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة 62/22المؤرخ في /60
نونبر ،2292تاريخ بدء التنفيذ 6دجنبر ،2220وفقا للمادة 22من االتفاقية.
18
وصفوة القول فكل من الطفل والشخص الصغير والحد نفس المعنى في المواثيق الدولية وأن مناط
اتحاد التعريف به هو عدم تجاوزه لسن 05سنة.
كما أن المشرع المغربي لم يضع أي تعريف للطفل شأنه في ذلك شأن باقي التشريعات المقارنة وإيمانا منه
بعدم صمود التعاريف مع تعاقب األيام والسنين ترك أمر تعريف الطفل للفقه بشتى مشاربه وتوجهاته،
غير أنه في المقابل وظف العديد من المرادفات للطفل ومنها الوليد (المادة 212من القانون الجنائي .
ثم جمع بين الطفل والوليد في (المادة 021من القانون الجنائي كما جمع بين الطفل والصغير في (المادة 012
من القانون الجنائي واستعمل الصغيرالذي بلغ سن التمييز (المادة 122واستعمل كذلك مصطلح الحدث
في القانون الجنائي وقانون المسطرة الجنائية ومدونة الشغل والقانون المتعلق بتسيير المؤسسات
السجنية ،كما استعمل مصطلح القاصر في العديد من مواد القانون الجنائي كالمواد (-222-222-229-222- 22
. 991 – 222
ولعل الجامع والموحد بين كافة هاته التسميات أو المصطلحات التي ألبسها المشرع المغربي للطفل هو
عدم تجاوزها لسقف عمري حدد في 22سنة ،مما يقوم دليال على توطيد المشرع المغربي للرؤية الشمولية
والكونية والمتساوية لهاته الفئة ذكورا وإناثا ،مغاربة وأجانب مقيمين وعابرين والجئين أو مهاجرين أو
منحدرين من عالقة شرعية أو غير شرعية.
وإلى جانب المرأة التي قد تتعرض للعنف فالطفل هو اآلخر قد يكون ضحية عنف ،فقد عرفت اتفاقية
حقوق الطفل الصادرة سنة 230151في المادة 01العنف ضد األطفال بأنه ":كافة أشكال العنف أو الضرر
أو اإلساءة ا لبدنية أو العقلية واإلهمال ،أو المعاملة المنطوية على إهمال وإساءة المعاملة أو االستغالل
بما في ذلك اإلساءة الجنسية" إذن فالعنف ضد األطفال يتضمن كل أشكال العنف الجسدي والنفس ي
والجنس ي واإلهمال والتخلي.
والطفل بطبيعته من الفئات الهشة ،فعندما يتعرض للعنف يكون أكثر هشاشة ويحتاج إلى دعم صحي
ونفس ي واجتماعي وقانوني ،وهذا الدعم ينبغي استمراره في مختلف المراحل إلى أن يتجاوز اآلثار السلبية
التي خلفتها له الجريمة لذا يتعين مواكبته أمام املحكمة بعدما تحرك النيابة العامة الدعوى العمومية
في مواجهة الجاني ،فالنيابة العامة وبصفتها تمثل املجتمع وتدعم موقف الحق والقانون بصفة عامة
والضحية بصفة خاصة ،وهذا الدعم ال يقتصر على النيابة العامة لوحدها وإنما تساهم فيه المساعدة
االجتماعية بشكل فعال وناجع كما يلعب املجتمع المدني من خالل الجمعيات دورا أساسيا فيه ،ومن أهم
23اتفاقية حقوق الطفل ،اعتمدت وعرضت للتوقيع واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة 62/22المؤرخ في 60نونبر
،2292تاريخ بدء التنفيذ 6دجنبر ،2220وفقا للمادة 22من االتفاقية.
19
الحقوق التي يكفلها القانون للضحية أمام املحكمة حق االنتصاب كمطالب بالحق المدني في إطار الدعوى
المدنية التابعة.24
وبالرجوع للمادة 7من قانون المسطرة الجنائية نجدها تنص على أنه" :يرجع الحق في إقامة الدعوى
المدنية للتعويض عن الضرر الناتج عن جناية أو جنحة أو مخالفة ،لكل من تعرض شخصيا لضرر
جسماني أو مادي أو معنوي تسببت فيه الجريمة المباشرة".
والطفل الضحية طبقا للمادة المذكورة يكون من حقه االنتصاب كمطالب بالحق المدني في إطار الدعوى
المدنية التابعة إال أن المشرع المغربي في الفصل األول من قانون المسطرة المدنية 25نص على شرط
األهلية الذي يقصد به أن يكون ":المدعي متمتعا باألهلية القانونية لممارسة حقوقه".
واألهلية نوعان أهلية وجوب وأهلية أداء ،فبالنسبة ألهلية الوجوب هي ":صالحية الشخص لثبوت الحقوق
وااللتزامات له وعليه وهي مالزمة للشخص تثبت لإلنسان من وقت والدته حيا إلى حين وفاته ،بصرف النظر
عن كونه عاقل أو غير عاقل صغيرا أو كبيرا ذكرا أو أنثى" أما أهلية األداء فهي صالحية الشخص لممارسة
حقوقه الشخصية والمالية ونفاذ تصرفاته ،ونوع األهلية الذي يهمنا في إطار مقتضيات الفصل األول من
قانون المسطرة المدنية هو أهلية األداء.
فإذا كان الشخص كامل األهلية يحق له التقاض ي أي رفع الدعوى أمام القضاء ،أما إذا كان الشخص فاقد
األهلية أو ناقصها ،فإن التقاض ي يكون لنائبه القانوني.26
ومادام أن الطفل ال يتوفر على األهلية القانونية التي تمكنه من تقديم الطلبات المدنية بنفسه فإن وليه
القانوني هو الذي ينوب عنه في تقديمها ،وإذا لم يكن للطفل ممثل قانوني ،فإن النيابة العامة تتقدم
بملتمس إلى املحكمة لتعيين وكيل خصوص ي يتقدم بالطلبات المدنية لفائدته وهذا ما نصت عليه المادة
282من قانون المسطرة الجنائية.
وإذا كانت األفعال الجرمية المرتكبة في حق الطفل منسوبة لممثله القانوني ،فإن املحكمة املحالة عليها
القضية تعين للطفل وكيال خصوصيا ليقوم بتقديم الطلبات المدنية لفائدته وهذا ما نصت عليه الفقرة
الثانية من المادة 282من قانون المسطرة الجنائية ويمارس الوكيل المذكور جميع الصالحيات والحقوق
التي للمطالب بالحق المدني ،كما يتولى مواكبة الطفل الضحية خالل المسطرة القضائية كاملة إلى غاية
صيرورة الحكم نهائيا وتنفيذه.27
24نجيبة بوقديدة ،توجه المحكمة االبتدائية بفاس حول موضوع التكفل القضائي بالنساء واألطفال ،بحث نهاية التدريب ،المعهد العالي
للقضاء ،الفوج ،22فترة التدريب ،6029-6022الصفحة .22
25ينص الفصل األول من قانون المسطرة المدنية على أنه ":ال يصح التقاضي إال ممن له الصفة واألهلية ،والمصلحة ،إلثبات حقوقه"...
26حنان سعيدي ،قانون المسطرة المدنية" الجزء األول " ،مطبعة وراقة ،مكناس ،سنة ،6062الطبعة األولى ،الصفحة .69
27نجيبة بوقديدة ،توجه المحكمة االبتدائية بفاس حول التكفل القضائي بالنساء واألطفال ،مرجع سابق ،الصفحة .26
20
وباإلضافة إلى حق االنتصاب كمطالب بالحق المدني في إطار الدعوى المدنية التابعة أعطى المشرع للطفل
ضحية الفعل الجرمي حق تحريك الدعوى العمومية عن طريق تقديم استدعاء مباشر في مواجهة الجاني
إلى املحكمة مباشرة مع االنتصاب كمطالب بالحق المدني أمام قاض ي التحقيق حسب األحوال.28
المطلب الثاني :نطاق حماية النساء واألطفال ضحايا العنف
إن الحديث عن نطاق حماية النساء واألطفال ضحايا العنف يقتض ي استحضار اإلعالنات الدولية لحقوق
اإلنسان بصفة عامة وكذلك االتفاقيات الخاصة بحماية المرأة والطفل من مختلف أشكال التمييز،
فالمواثيق الدولية ركزت على ضرورة اعتبار هذه الحقوق عالمية وعمومية باعتبارها تنطلق من طبيعة
اإلنسان أخدا بعين االعتبار الفئات املجتمعية التي تتطلب بطبيعتها حماية أكثر ،األمر يتعلق بالمرأة
والطفل كما يشكل العنف ضد هذه الفئة انتهاكا جسيما لحقوق اإلنسان والحريات األساسية.
وأمام تنامي هذه الظاهرة أصبحت تشكل تهديدا ليس على السالمة الجسدية والنفسية للمرأة فقط بل
كذلك على الكيان األسري واملجتمعي ،ووعيا بالتداعيات املجتمعية واالقتصادية لهذه الظاهرة بادر المغرب
إلى اتخاذ التدابير الالزمة للتصدي لها ولتكريس حقوق المرأة التي تعد جزء ال يتجزأ من الحقوق اإلنسانية.
ولدراسة نطاق حماية النساء واألطفال ضحايا العنف ال بد من التطرق للحماية المقررة لهما سواء على
المستوى الدولي وكذلك على المستوى الوطني ،وعلى هذا األساس سيقسم هذا المطلب إلى فقرتين بحيث
ستخصص {الفقرة األولى} لنطاق حماية النساء ضحايا العنف في حين ستخصص {الفقرة الثانية} لنطاق
حماية األطفال ضحايا العنف.
28نصت المادة 22من قانون المسطرة الجنائية على أنه ":يمكن للطرف المدني أن يتقدم بطلباته بعد فتح التحقيق ،وفي أية مرحلة
وكيفما كان نوع الجريمة".
21
أوال :حماية النساء من العنف عن طريق االتفاقيات الدولية
أولى املجتمع الدولي أهمية قصوى لمسألة حقوق المرأة ،كونها جزء ال يجزأ من حقوق اإلنسان كما ركزت
المواثيق الدولية على ضرورة اعتبار هذه الحقوق عالمية وعمومية باعتبارها تنطلق من طبيعة اإلنسان،
وأخدت بعين االعتبار بعض الفئات التي تتطلب حماية أكثر من ضمنها المرأة حيث أنها ظلت تعاني لفترة
طويلة من اإلقصاء والتمييز والعنف...
وعليه سيتم االقتصار على ذكر نماذج من االتفاقيات الدولية التي كان لها الدور الكبير في مناهضة العنف
ضد النساء والتأسيس لخاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف ،األمر يتعلق باإلعالن العالمي لحقوق
اإلنسان والعهدان الدوليان لحقوق اإلنسان االقتصادية واالجتماعية والمدنية والسياسية.
اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان كأساس لحماية المرأة
يعد اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان 29أول ميثاق دولي يشير وبصورة محددة إلى العنف ضد المرأة إلى
جانب المساواة بين الرجال والنساء في الحقوق ونبذ كل المعامالت الحاطة بالكرامة اإلنسانية ،حيث نص
في المادة األولى منه على أنه ":يولد جميع الناس أحرار ومتساوين في الكرامة والحقوق ،وهم قد وهبوا العقل
والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح اإلخاء".
كما نصت المادة الثالثة منه على أنه " :لكل فرد الحق في الحياة والحرية وفي األمان على شخصه" ،وأيضا
نصت المادة الخامسة منه على أنه" :ال يجوز إخضاع أحد للتعذيب وال للمعاملة أو العقوبة القاسية أو
الالإنسانية أو الحاطة بالكرامة" كما أن هذا اإلعالن أحاط األسرة بعناية واهتمام حيث اعتبرها النواة
الطبيعية واألساسية في املجتمع ،ولها حق التمتع بحماية املجتمع الدولي.30
ومن خالل ما تم بسطه يتضح أن اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان حاول جاهدا سد أي باب من شأنه أن
يؤدي إلى انتهاك حق من حقوق المرأة وما دام أن العنف هو انتهاكا لكرامتها وحقوقها األساسية فاإلعالن
جاء لنبذ العنف وحماية المرأة ،غير أنه بالرغم من التأكيد الواضح والصريح في نص اإلعالن العالمي على
المساواة بين الرجل والمرأة في جميع الحقوق ونبذ العنف إال أن الواقع تجاه وضع المرأة كان مختلف حينها
في معظم دول العالم.
وتجدر اإلشارة إلى أن هذا اإلعالن شجع على صدور مواثيق واتفاقيات متعددة إلضفاء مزيدا من الحماية
على المرأة.
العهدان الدوليان لحقوق اإلنسان االقتصادية واالجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية كأساس
لحماية المرأة
29اإلعالن العالمي لحقوق االنسان لسنة ،2229اعتمد بموجب قرار الجمعية العامة 629ألف ،المؤرخ في 20دجنبر .2229
30سالم علي محمد الطنحاني ،حماية المرأة والطفل في المواثيق الدولية ،دراسة نظرية مع التطبيق على الحالة اإلماراتية ،رسالة
الدكتوراه في العلم والسياسة ،كلية االقتصاد والعلوم السياسية ،جامعة القاهرة ،السنة الجامعية ،6022-6021الصفحة .22
22
نتيجة لما تعانيه المرأة من االعتداء على حقوقها ومن أجل حماية حقوق وحريات األفراد جاء العهدين
الدوليين بحقوق ملزمة قانونا على كافة األفراد دون تمييز ،بل وتلزم كذلك الدول المنتمية إلى عضويتها على
توقيع وتنفيذ ما جاءت به بنود العهدين.
فالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية 31نص على مبدأ المساواة بين الرجال والنساء
والتمتع بجميع الحقوق ،حيث أقر للمرأة الحق في الحياة والحق في التحرر من كافة أنواع المعامالت
القاسية أو الالإنسانية أو الحاطة بكرامتها ،فقد جاء في المادة الثالثة منه على أنه تتعهد الدول األطراف
في هذا العهد بكافة تساوي الرجال والنساء في حق التمتع بجميع الحقوق المدنية والسياسية المنصوص
عليها في هذا العهد ومن أهم هذه الحقوق الحق في الحياة فرغم كونه حقا طبيعيا ومالزما لإلنسان والقانون
أن يحمي هذا الحق وال يجوز حرمان أحد من حياته تعسفا إال أن لجوء بعض األنظمة الحاكمة إلى إهداره
بشكل تعسفي ألسباب عنصرية أو عقدية أو سياسية دفع األمم المتحدة إلى التأكيد عليه وذلك من خالل
التنصيص على عدم إخضاع أي فرد للتعذيب أو المعاملة الالإنسانية أو العقوبة القاسية.32
كما تضمن العهد الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية 33ضمانات أساسية للنساء وذلك
بالنص صراحة على المساواة بين الرجل والمرأة والحق في التمتع بالحقوق في جميع املجاالت كما ألزمت
الدول األطراف بالتعهد بمبدأ المساواة وذلك وفقا للمادة 2من هذا العهد والتي نصت على أنه " :تتعهد
الدول األطراف في هذا العهد بضمان مساواة الذكور واإلنا في حق التمتع بجميع الحقوق االقتصادية
واالجتماعية والثقافية المنصوص عليها في هذا العهد".
ومن خالل المادة 02يتضح أن العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية أولى هو
اآلخر حماية لألسرة ،حيث أكدت هذه المادة على ضرورة تخويلها -األسرة-أوسع حماية ومساعدة ممكنة.
يمكن القول أنه من خالل مبدأ المساواة المنصوص عليه في كل من العهدين وكذا من خالل نبذ كل أشكال
العنف والمعاملة القاسية والحاطة بالكرامة اإلنسانية للمرأة فإنها شملت بحماية مثلها مثل الرجل كما تم
حظر أي عنف يمارس ضدها ،إال أنه وبالرغم من إلزامية العهدين فالتمييز ظل مستفحال ،والعنف هو
شكل من أشكال التمييز ضد المرأة ومن أجل ذلك تم إحدا اتفاقيات خاصة بالمرأة.
31العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ،اعتمد وعرض للتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة
في القرار 6600ألف المؤرخ في 22دجنبر ،2222تاريخ بدء التنفيذ 1يناير 2292وفقا للمادة .22
32نهى القاطرجي ،المرأة في منظومة األمم المتحدة رؤية إسالمية ،منشورات المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،بيروت،
سنة ،6002الطبعة األولى ،الصفحة .291
33العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،اعتمد وعرض للتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة
لألمم المتحدة 6600ألف د / 62-المؤرخ في 22شتنبر ،2222تاريخ بدء التنفيذ 1يناير .2292
23
حسب اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة 34فالتمييز يعد شكال من أشكال العنف،
فقد عرفته هذه االتفاقية في مادتها األولى بأنه ":أي تفرقة أو استبعاد أو تقييد يتم على أساس الجنس
ويكون من أثاره أو أغراضه ،توهين أو إحباط االعتراف للمرأة بحقوق اإلنسان والحريات األساسية في
الميادين السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والمدنية أو في أي ميدان آخر ،أو توهين أو إحباط
تمتعها بهذه الحقوق أو ممارستها لها بصرف النظر عن حالتها الزوجية وعلى أساس المساواة بينها وبين
الرجل".
كما دعت في المادة الثانية جميع الدول األطراف إلى نهج سياسة تستهدف القضاء على صور التمييز ضد
المرأة ،هنا ال بد من اإلشارة إلى أن العنف الذي تتعرض له النساء يتعارض ويعوق تحقيق المساواة والسلم
والتنمية ،ويشكل خرقا صريحا للحقوق اإلنسانية والحريات األساسية ويعوق جزئيا أو كليا تمتع النساء
بهذه الحقوق والحريات.
وفي إطار تفعيل الحماية الدولية ،تم إقرار بروتوكول اختياري ملحق باتفاقية القضاء على جميع أشكال
التمييزضد المرأة 35وذلك من أجل تعزيز هذه االتفاقية.
كما أكد المؤتمرالدولي لحقوق االنسان لسنة 0112بفيينا على أن تلتزم كل دولة باالنخراط في االتفاقية
الخاصة بالقضاء على جميع أشكال التمييز بمالءمة تشريعاتها الوطنية مع قواعد االتفاقية وأن تدمج في
ذلك أيضا أفعال العنف المرتكب في إطار األسرة دون أن تنفي عنها صفة الجريمة بدعوى أنها تدخل في إطار
الخصوصية.36
34اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ،اعتمدتها الجمعية العامة وعرضتها للتوقيع وللتصديق بقرارها 290/02المؤرخ
في 29دجنبر .2292
35بروتوكول اختياري ملحق باتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة عرض للتوقيع والتصديق واالنضمام بموجب قرار
الجمعية العامة لألمم المتحدة في الدورة 22بتاريخ 2أكتوبر ،2222ودخل حيز التنفيذ في 66دجنبر ،6000وفقا ألحكام المادة .22
36فاتحة اليزيدي ،الحماية الجنائية للمرأة من العنف الزوجي ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،وحدة العلوم الجنائية
وحقوق االنسان ،كلية الحقوق ،جامعة محمد الخامس بالرباط ،السنة الجامعية ،6020-6002الصفحة .12
24
ببعض أنواع العنف على سبيل المثال والتي يمكن تصنيفها في إطار العنف الجسدي والنفس ي والجنس ي
وغيرها من الممارسات المؤذية للمرأة.
وفيما يتعلق بدور الدول تؤكد المادة الرابعة من اإلعالن أنه على الدول أن تصوغ وبدون تأخير برنامجا
للقضاء على كل أشكال العنف ضد المرأة وأن تعمل على جعل التشريعات الوطنية قادرة على حماية المرأة
من ممارسة العنف ،وعلى معاقبة ممارسيه ضد النساء وإزالة األضرار المترتبة على خضوع النساء
لممارسات العنف ،وأن تضمن لهن وألبنائهن مساعدة خاصة ،بما فيها إعادة التأهيل والعالج والتوجيه
والخدمات الطبية واالجتماعية وكل اإلجراءات الكفيلة بإعادة التأهيل الجسيمة والنفسية.37
إضافة إلى مجموعة من اإلجراءات التي طالب الدول باتباعها ،كل ذلك لمناهضة العنف وحماية المرأة وهذا
ما جاءت به المادة الرابعة من اإلعالن العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.
37الجمعية المغربية لحقوق النساء ،العنف ضد النساء أية حماية؟ أعمال المناظرة الوطنية ،مطبعة فضالة ،الدار البيضاء ،يناير ،2222
(بدون ذكر الطبعة) ،الصفحة .62
25
فقد ذهب المشرع لحماية المرأة من الجرائم ذات الطابع الجنس ي التي تتناول باالعتداء عرض الضحية
ويتعلق األمر باالغتصاب وهتك العرض ،فبالنسبة لجريمة هتك العرض ذهب إلى تحديد حاالت هتك
العرض والعقوبة الالزمة لكل حالة واألكثر من ذلك فالمشرع اعتبر العنف ظرفا مشددا حتى يبسط حماية
أكثر للمرأة التي ينتهك جسدها وشرفها ،واعتبر األفعال الجرمية المقرونة بهذا الظرف تشكل أفعاال جنائية
كما اعتبر اقتران هتك العرض بالعنف واالفتضاض وارتكابه من طرف أحد أصول الضحية يمنع تمتع
المتهم الجاني بظروف التخفيف ،وهذا ما كرسته محكمة النقض في إحدى قرارتها حيث اعتبرت أن نية
االنتقام لدى الجاني تعتبر قرينة قوية على توافر ظرف العنف المبرر لقيام الجناية.38
أما فيما يتعلق بجريمة االغتصاب فقد عرف الفصل 654من القانون الجنائي االغتصاب بأنه ":مواقعة
رجل المرأة بدون رضاها" كما تمت إضافة بموجب الفقرة الثانية من هذا الفصل ذوات العاهات والحوامل
حيث شدد العقوبة في حق الفاعل ،وبذلك يكون المشرع قد وسع من مفهوم المرأة الوارد في الفقرة األولى
من نفس الفصل بل واألكثر من ذلك يكون بهذا قد وسع من دائرة الحماية الجنائية لتشمل المرأة بصفة
عامة كما أنه تم تجريم العنف في حق الزوجة بموجب الفصل 626من القانون الجنائي.
ومدونة األسرة هي األخرى ومن أجل النهوض بحقوق اإلنسان بصفة عامة والمرأة بصفة خاصة تبنت
نصوصا إلنصاف المرأة من ذلك نذكر تخويل النيابة العامة سلطة إرجاع الزوجة إلى بيت الزوجية في الحال
مع اتخاد التدابير الكفيلة بضمان أمنها وسالمتها (المادة 90من مدونة األسرة .
ومن أجل تطويق العنف النفس ي الممكن وقوعه على المرأة المطلقة نص المشرع على مقتض ى هام وهو
سكن الزوجة خالل العدة في بيت الزوجية أو في بيت مالئم (المادة 22من مدونة األسرة ،كما سمح لها إن هي
عجزت عن إثبات العنف للضرر سلوك مسطرة الشقاق (المادة 22من مدونة األسرة .
إضافة إلى ما خوله المشرع للمرأة من طلب وضع حد للعنف عن طريق طلب التطليق للضرر ،حيث اعتبر
المشرع كل تصرف مشين من الزوج أو مخل باألخالق الحميدة ضررا يلحق بالزوجة وإساءة مادية أو معنوية
تجعلها غير قادرة على االستمرار في العالقة الزوجية طبقا للمادة 22من المدونة وسمح لها بطلب التطليق
لرفع العنف المادي المتمثل في عدم اإلنفاق (المادة 211من مدونة األسرة أو رفع العنف النفس ي المتمثل في
غيبة الزوج أو الحكم عليه بعقوبة حبسية ألكثر من ثال سنوات وهذا ما نصت عليه المادتين 212و211
من مدونة األسرة أو المتمثل في عيب بالزوج مؤثر على استقرار الحياة الزوجية بدليل ما جاء في المادة 212
من مدونة األسرة أو المتمثل في اإليالء والهجر (المادة 221من مدونة األسرة .
38قرار صادر عن الغرفة الجنائية بمحكمة النقض ،عدد ،990/1ملف جنائي عدد ،6029/1/2/29222بتاريخ ،6029/02/02
مشار إليه لدى أقبور حسين ،السياسة الجنائية المغربية لحماية المرأة ،رسالة لنيل دبلوم نهاية التكوين في ماستر المنظومة الجنائية
والحكامة األمنية ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة ابن زهر بأكادير ،السنة الجامعية ،6060/6062الصفحة
.69
26
كما قض ى المشرع بنهائية األحكام القضائية الصادرة في موضوع التطليق طبقا للمادة 212من المدونة إنهاء
للضرر بمفهومه الواسع وبشكل ال يقبل المراجعة.
39القانون 201321المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء ،الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم ،2232932صادر في 2جمادى االخرة
66( ،2212فبراير .)6029
40أنظر الباب الثاني من القانون 201321المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء.
41تنص المادة الثامنة من قانون 201321المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء على أنه ":تتمم على النحو التالي أحكام القانون رقم
66302المتعلق بالمسطرة الجنائية المشار إليه بالمادة ".96-2-6
27
ضرورة إفراغ التعهد في شكل كتابي بحضور موظف مختص ،ومن بين التشريعات التي نصت على هذا
التدبير نجد المشرع الكردستاني في قانون محاربة العنف األسري.
-إشعار المعتدي بأنه يمنع عليه التصرف في األموال المشتركة للزوجين ويتمحور هذا التدبير حول
الحيلولة دون تبديد أو تفويت األموال المشتركة للزوجين حيث يقض ي هذا اإلشعار بحظر التصرف في
األموال ،وهو ما يجعل المعتدي في وضعية قانونية صعبة إذ يقض ي هذا اإلشعار إلى تجميد يد الشخص
من التصرف في الممتلكات تحت طائلة المعاقبة.
-إحالة الضحية على مركز االستشفاء قصد العالج ،وهذا التدبير جاء مراعاة لوضعيته الصحية سواء
تعلق األمر بالصحة البدنية أو الصحة النفسية وقد أحسن المشرع صنعا بسنه هذا التدبير لما يكفله من
حماية الضحية لكون العنف يترك آثارا مدمرة ،42وهو نفس التدبير الذي نص عليه المشرع الكردستاني43
في قانون مناهضة العنف األسري ،أما بخصوص المشرع اللبناني فقد ألزم بنقل الضحية للعالج على نفقة
المشكو منه.44
-األمرباإليداع بمؤسسات اإليواء أومؤسسات الرعاية االجتماعية للمرأة المعنفة أوالتي تحتاج وترغب
في ذلك ،وهذا التدبير جاء مراعيا لمشكل اإليواء في الحالة التي تجد المعنفة نفسها عرضة للشارع ،أو ترغب
في االبتعاد من العنف الممارس عليها إال أنه يطرح التساؤل في هذا السياق حول مدى إمكانية تنزيل هذا على
مستوى الممارسة ويعد هذا التدبير من التدابير التي نص عليها المشرع الكردستاني في قانون محاربة
العنف األسري حيث نص على توفير مراكز اإليواء لضحايا العنف األسري بخدمات شبكة الحماية
االجتماعية.
وقد أقر المشرع اللبناني هو اآلخر مقتض ى توفير المكان اآلمن مع جعله على نفقة المشكو منه وفق
قدرته ،45ولهذا الغرض أنشأ المشرع اللبناني صندوقا يتمتع بالشخصية المعنوية يتولى مساعدة ضحايا
العنف األسري وتأمين الرعاية لهم والذي يمول من الدولة والهبات.
-منع املحكوم عليه من االتصال بالضحية أو االقتراب من مكان تواجدها أو التواصل معها بأية وسيلة،
حيث خول المشرع المغربي للجهات القضائية حكما ونيابة عامة وقضاء التحقيق حسب األحوال إمكانية
42محمد اغربي ،األبعاد السيكولوجية لألطفال ضحايا الطالق ،مقال منشور بمجلة المعيار ،العدد ،22دجنبر ( ،6020بدون ذكر
الطبعة) ،الصفحة .269
43تنص المادة الرابعة /ثانيا 6 /من قانون مناهضة العنف األسري بكردستان على ما يلي ":يتضمن أمر الحماية ما يلي :نقل الضحية
إلى أقرب مستشفى أو مركز صحي للعالج عند الحاجة أو إذا طلبت الضحية ذلك".
44تنص المادة / 22الفقرة (ج) من قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري اللبناني على ما يلي " :إذا نتج عن
العنف ما يستوجب عالجا طبيا أو استشفائيا تنقل ضحية العنف إلى المستشفى على أن يتكلف المشكو منه بنفقات العالج ،إذا امتنع
المشكو منه عن تسليف النفقات المبينة -في البند 1من الفقرة (ب) وفي الفقرة (ج) من هذه المادة تطبق في حقه األصول المتبعة لتنفيذ
أحكام النفقة في قانون أصول المحاكمات المدنية .خالفا للمادة 222من قانون أصول المحاكمات المدنية ،يصدر قرار حبس المشكو
منه الممتنع عن تسليف النفقات المذكورة انفا عن النيابة العامة"
45تنص المادة 22من قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري اللبناني على ما يلي-1... ":نقل الضحية وسائر
األشخاص المذكورين إذا رغبوا إلى مكان آمن على نفقة المشكو منه وفق قدرته".
28
الحكم أو األمر بمنع الشخص املحكوم عليه أو المتابع من االتصال بالضحية ،وهو نفس التدبير الذي عمل
به المشرع التونس ي في القانون 92لسنة 1122المتعلق بالقضاء على العنف ضد المرأة ،46مع وجوب
التنصيص في قرار الحماية على مدته التي ال يمكن أن تتجاوز في كل األحوال ستة أشهر مع إمكانية تمديدها
مرة واحدة ولنفس المدة بقرار معلل لقاض ي األسرة 47إذ يقع اتخاذ هذا التدبير في حاالت الخطر الملم
بالضحية أو بأطفالها المقيمين معها ،كحالة تعرضها العتداء جنس ي أو عنف جسدي مما يخش ى معه من
تواصل الخطر.48
وتجدر اإلشارة إلى أن الصلح المبرم بين الزوجين يضع حدا لتنفيذ المنع من االتصال بالضحية ،إال أنه في
حالة التراجع عن التنازل نتيجة إعادة التعنيف يمكن للمحكمة أن تستأنف التدبير القاض ي بمنع االقتراب
حرصا على سالمة الزوجة المعنفة.
فالضحية قد تتنازل للمتهم للحفاظ على بيت الزوجية لكنها قد تتراجع عن تنازلها ،نظرا لمعاودته تعنيفها،
في هذه الحالة تقرر املحكمة استئناف الحكم لهذا التدبير مرة أخرى ،فهي تقرر ذلك بالرغم من قيام
العالقة الزوجية ،قد يتضح أن هذا األمر يتعارض مع الحقوق المتبادلة بين الزوجين في إطار المادة 92من
مدونة األسرة لكن يمكن القول أن الهدف من وراء استئناف الحكم بهذا التدبير أن هذا المنع يكون نتيجة
معاودة تعنيف الزوج لزوجته ،ومن هنا تتضح أهمية هذا التدبير ومدى انعكاسه اإليجابي على
سالمة الزوجة المعنفة.
-خضوع ا ملحكوم عليه خالل المدة المشار إليها سلفا المتعلقة بالمنع من االتصال بالضحية أو أثناء
تنفيذه لعقوبة سالبة للحرية لعالج نفس ي مالئم ،وذلك إلعادة الجاني إلى وضعه الطبيعي ،ومن
خصوصيات هذا التدبير تحقيق حماية متبادلة للطرفين فهو وقائي حمائي للمعنفة وعالجي للمعنف.
وتجدر اإلشارة إلى أن المعنف يبقى تحت المراقبة طيلة مدة العالج إذ يعد الطبيب المعالج تقريرا عن تطور
حالة املحكوم عليه بالخضوع للعالج النفس ي كل ثالثة أشهر على األقل للتأكد من تحسن سلوكه وتفادي
عودته إلى نفس األفعال التي أدين من أجلها ،فإذا استقر رأي الطبيب المعالج على إنهاء هذا التدبير قبل
الوقت املحدد له ،فإنه يخطر قاض ي تطبيق العقوبات بواسطة تقرير مفصل يبرر ذلك ،مع وجوب إشعار
الضحية بنتيجة تقرير الطبيب المعالج بقرار القاض ي الزجري ،49وفي هذا الصدد نورد حكم يقض ي بإيداع
46ينص الفصل 11من القانون 29المتعلق بالقضاء على العنف ضد النساء التونسي على ما يلي" :يمكن لقاضي األسرة بموجب قرار
الحماية أن يتخذ أحد التدابير التالية :المنع من االتصال بالضحية أو األطفال المقيمين معها في المسكن العائلي أو في مكان العمل أو في
مكان الدراسة أو في مركز اإليواء أو في أي مكان يمكن أن يتواجدوا فيه".
47ينص الفصل 12من قانون 29المتعلق بالقضاء على العنف ضد النساء التونسي على ما يلي " :يجب أن يتم التنصيص في قرار
الحماية على مدته التي ال يمكن أن تتجاوز في كل الحاالت ستة أشهر.
ويمكن لقاضي األسرة التمديد من مدة قرار الحماية الصادر عنه وعن محكمة االستئناف مرة واحدة لنفس المدة بمقتضى قرار معلل
يخضع لنفس اإلجراءات المبينة في الفصول 16 12 10من هذا القانون"
48مكرم العزيزي ،اختصاص قاضي األسرة على ضوء القانون األساسي المتعلق بالقضاء على العنف ضد المرأة ،مقال منشور بمجلة
الوقائع القانونية ،العدد الثاني ،دجنبر ،6022الصفحة .209
49الفصل 6-99المضاف إلى مجموعة القانون الجنائي بمقتضى المادة 2من القانون .201321
29
متهم في قضية عنف زوجي بمؤسسة للعالج النفس ي جاء في إحدى حيثياته...":وحيث إن املحكمة ارتأت
الحكم بخضوع المتهم لعالج نفس ي على يد طبيب متخصص وذلك لمدة سنة 1أشهر"50...
وفي قرار آخر صادرا عن استئنافية تازة بتاريخ ،51يتعلق بإحدى قضايا العنف الزوجي والذي جمع بين
تدبيرين للحماية ،األول يتعلق بالمنع من االتصال بالضحية واالقتراب منها والثاني إخضاع املحكوم
عليه للعالج النفس ي.
عموما توفق المشرع المغربي في إقرار تدابير حمائية للنساء ضحايا العنف مع إقرانها بجزاءات حال
مخالفتها وذلك بمقتض ى الفصلين 52010-2و ،53010-1وهو نفس ما أقره المشرع الكردستاني 54وكذا
المشرع التونس ي.55
وعليه يمكن القول أن كل هذه التدابير التي جاء بها القانون 210.20المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء
تكتس ي أهمية بالغة في التخفيف من أثر العنف الواقع على المرأة والمنع من تفاقم آثاره والحد من األسباب
المؤدية إليه ،وألجل ذلك فرئاسة النيابة العامة تعمل على تتبع تفعيل هذه التدابير.
وفي هذا الصدد نشير إلى اإلحصائيات المتعلقة بهذه التدابير على الشكل التالي:56
50حكم المحكمة االبتدائية بوجدة في ملف جنحي رقم ،262ملف رقم ،612/6222/6029الصادر بتاريخ 09يناير ( ،6022غير
منشور).
51قرار محكمة االستئناف بتازة ،عدد ،622ملف جنحي عنف ضد نساء عدد ،6022_6212_19الصادر بتاريخ ،20/20/6022
(غير منشور).
52ينص الفصل 161-2من القانون الجنائي المضاف بمقتضى القانون 201321على ما يلي" :يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين
وغرامة من 63000إلى 60000درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين من خرق تدبير المنع من االتصال بالضحية أو االقتراب منها أو
التواصل معها بأي وسيلة أو رفض الخضوع لعالج نفسي مالئم تطبيقا للفصول 99-2و."99-1
53ينص الفصل 323-2على ما يلي" يعاقب من شهر إلى ثالثة أشهر وغرامة من 2000إلى 60000درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين
فقط على مخالفة تدابير الحماية المشار إليها في المادة 96-2-6من قانون المسطرة الجنائية".
54تنص المادة الرابعة من قانون مناهضة العنف األسري لكوردستان على ما يلي ":في حالة انتهاك أمر الحماية يعاقب المخالف بالحبس
مدة ل تزيد عن 29أو بغرامة ال تقل عن 1003000دينار".
55ينص الفصل 19من قانون محاربة العنف ضد النساء التونسي على ما يلي ":يعاقب بالسجن مدة أقصاها ستة أشهر أو بخطية قدرها
ألف دينار أو بكلتا العقوبتين كل من يتصدى أو يحول دون تنفيذ قرارات ووسائل الحماية ،والمحاولة موجبة للعقاب" .كما ينص الفصل
19من نفس القانون على أنه "يعاقب السجن مدة عام وبخطية قدرها خمسة االف دينار كل من يتعمد خرق قرارات ووسائل الحماية
بعد تنفيذها والمحاولة موجبة للعقاب".
56تقرير رئاسة النيابة العامة حول تنفيذ السياسة الجنائية وسير النيابة العامة ،سنة ،6062الصفحة .699
30
عدد تدابير سنة 2020 عدد تدابير سنة 2021 النسبة المئوية
9000
7923
8000
7000
6000
5000
4000 3114
2740
3000
1857 1870 1651
2000 1130967
1000 8 23% 91 24% 12% 100 123 2% 35% 134 366 5% 100%
0
ارجاع المحضون لمنع من االتصال أو إحالة الضحية على اشعار المعتدي بأنه انذار المعتدي بعدم األمر باإليداع المجموع
االقتراب من مع حاضنته بمؤسسات االيواء أو مراكز االستشفاء يمنع عليه التصرف االعتداء مع التعهد
الضحية بذلك في األموال قصد العالج الرعاية االجتماعية
أو التواصل معها المشتركة للزوجين
بأي وسيلة
وهكذا فقد عرفت سنة 1112ارتفاعا مهما في عدد التدابير المتخذة ،حيث تم تسجيل نسبة تطور توازي
29 ٪مقارنة بالتدابير المتخذة سنة .1111
57مليكة ابن المهدي ،دور خاليا التكفل بالنساء واألطفال في تطويق ظاهرة العنف ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص،
ماستر األسرة في القانونين المغربي والمقارن ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة ابن زهر بأكادير ،السنة الجامعية
،6060-6022الصفحة .26
58المختار العيادي ،تأمالت حول مشروع االستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف ضد النساء ،6010/6060 :مقال منشور بمجلة فضاء
المعرفة القانونية ،العدد السادس ،يونيو ،6062الصفحة .612
31
وبفضل هذا التدخل االستراتيجي الذي ترجم سنة 1112إلى مخطط عملي شامل ،تحققت مجموعة من
المبادرات أحدثت تغييرات مهمة على صعيد كل مجال من مجاالت التدخل منها:59
-برنامج تمكين 1122-1112الذي كان من بين أهدافه االستراتيجية تقديم خدمات التكفل بالنساء
والفتيات ضحايا العنف.
-إحدا منظومة معلوماتية مؤسساتية للعنف المبني على النوع االجتماعي كآلية مؤسساتية سنة 1112
وذلك بهدف تجميع مختلف البيانات والمعطيات الخاصة بالنساء والفتيات ضحايا العنف المبني على النوع
االجتماعي على الصعيدين الجهوي والوطني ،تعزز بإجراء البحث الوطني األول حول العنف ضد النساء سنة
، 1112الذي سعى إلى قياس مدى انتشار هذه الظاهرة في املجتمع وإلى تحديد نوع ومكان حدوثه وخصائص
النساء المعنفات ،إضافة إلى قياس مدى لجوء النساء المعنفات للتبليغ عن االعتداء لدى المصالح
املختصة.
وأماما تزايد االهتمام الحكومي واملجتمعي بقضية مناهضة العنف ضد النساء وذلك بعد 21سنوات من
اعتماد االستراتيجية الوطنية ملحاربة العنف ضد النساء ،كان ال بد من استشراف رؤية استراتيجية جديدة
في هذا املجال لسنة ،1121من خالل إطالق تقييم حكومي الستراتيجية وخطة عمل مناهضة العنف ضد
النساء بالمغرب ،وتقويم وتطوير اإلطار االستراتيجي الذي تم العمل به منذ سنة ،1110مع العمل على خلق
نفس جديد في مجال مناهضة العنف ضد النساء ،أساسه توافق كل اإلرادات الحكومية والسياسية
واملجتمعية.
وعلى هذا األساس وفي إطار تعزيز استجابة السياسات العمومية الحتياجات النساء وتفعيل انتقائية العمل
الحكومي ،تم اعتماد الخطة الحكومية للمساواة إكرام في أفق المناصفة 60وإنشاء مؤسسة للرصد
والتقييم ،منها المرصد الوطني ملحاربة العنف ضد النساء 61والمرصد الوطني لتحسين صورة المرأة في
59اإلطار االستراتيجي لمناهضة العنف ضد النساء ،6022-6026وزارة األسرة والتضامن والمساواة والتنمية االجتماعية ،مطبعة
أكدال ،الرباط ،طبعة ،6022الصفحة .22
60وقد تضمنت تدابير ركزت على حماية النساء وتمكينهن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا كما أفردت مجالها الثاني لمناهضة جميع
أشكال التمييز والعنف ضد النساء ،كإطار استراتيجي جديد يوحد الرؤى والقوى الفاعلة في مجال مناهضة العنف ضد النساء ،حيث
يرصد هذا المجال
-جهود القطاعات المعنية في محاربة كل أشكال التمييز والعنف على المستويين القانوني والمؤسساتي من خالل العديد من اإلجراءات
الهادفة إلى تعزيز الترسانة القانونية والتنظيمية لحماية النساء ومحاربة التمييز ،وتحسين المعرفة العلمية بهذه الظاهرة وإنشاء نظام
التتبع والرصد ،ودعم السياسة الوقائية من خالل التصدي ألسباب العنف الممارس ضد النساء والرفع من الوعي المجتمعي بمخاطر
هذه الظاهرة وكذا تحسين التكفل بالنساء ضحايا العنف عن طريق تطوير مجموعة من الخدمات أصدر اإلطار االستراتيجي لمناهضة
العنف ضد النساء .6022-6026
61تم إحداثه سنة ، 6022الذي يشكل خطوة مهمة إلعطاء عملية الرصد بعدا غنيا ،سواء من ناحية تجميع المعطيات والمؤشرات أو
على مستوى استثمارها في إعداد تقارير وخطط تميز بالموضوعية.
32
اإلعالم ،62وتطوير منظومة الشراكة مع جمعيات املجتمع المدني ،63وفي هذا السياق تم إطالق خطتين
حكوميتين للمساواة:
" الخطة الوطنية للمساواة (إكرام "641121-1121 2و "الخطة الوطنية للمساواة (إكرام -1122 1
."651111
التوقيع على إعالن مراكش بتاريخ 25مارس :2222حيث ترأست صاحبة السمو األميرة اللة مريم رئيسة
االتحاد الوطني للنساء بالمغرب مراسيم االحتفال باليوم العالمي للمرأة والذي توج بالتوقيع على إعالن
مراكش للتكفل بالنساء ضحايا العنف ،66ونتج عن هذا اإلعالن مبادرات ملموسة حول آليات التكفل
بالنساء ضحايا العنف ،وكذا النهوض بثقافة الالعنف وفقا لبرنامج معد لهذا الغرض.
إحداث منصات رقمية وآليات للتشكي عن بعد :على إثر حالة الطوارئ الصحية إثر تفش ي فيروس كوفيد
،22بادرت رئاسة النيابة العامة إلى إحدا منصات رقمية بمختلف النيابات العامة ،تخص خاليا التكفل
بالنساء ضحايا العنف ،وذلك لتمكين المرأة الضحية من تقديم شكايتها دون الحاجة إلى تنقلها إلى مقر
املحكمة.
62تم إحداثه سنة ،6022كلية وطنية لرصد وتتبع صورة المرأة في مختلف الوسائط االعالمية المكتوبة والسمعية والبصرية ،وجوابا
مؤسساتيا لمطلب مجتمعي قوي لتحسين صورة المرأة في اإلعالم.
63نظرا ألهمية فهم الظاهرة وحجمها وطبيعتها على الصعيد الوطني ،وأهمية توثيق وقياس هذا العنف من خالل توفير البيانات
واإلحصاءات الضرورية لوضع سياسات وبرامج عمومية واقعية وناجعة في هذا الشأن أولت الحكومة المغربية أهمية بالغة لتطوير
المعرفة بهذه الظاهرة عبر إرساء وتنويع مصادر المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع.
64الخطة الحكومية "إكرام – 6022-6026 "2التي أعدتها وزارة التضامن واألسرة والتنمية االجتماعية والمساواة بتنسيق مع مختلف
القطاعات الحكومية.
65الخطة الحكومية "إكرام – ،6062-6029 6منشورات وزارة األسرة والتضامن والتنمية االجتماعية.
66وقع على هذا إعالن مراكش كل من الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض رئيس النيابة العامة ،وزير التربية الوطنية والتكوين
المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ،ووزير الصحة ،وزير الثقافة والشباب والرياضة ،ووزير التضامن والتنمية االجتماعية
والمساواة واألسرة ،باإلضافة إلى الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي ،ورئيسة الهيأة العليا لالتصال السمعي
البصري.
33
أوال :اآلليات الدولية لحماية األطفال من العنف
تبرز اآلليات الدولية في مكافحة ظاهرة العنف ضد األطفال من خالل مجموعة من اإلعالنات واالتفاقيات
الصادرة عن منظمة األمم المتحدة وتلك الصادرة عن بعض الهيئات المتخصصة بحماية الطفل.
المو اثيق الدولية الخاصة بحقوق الطفل
عرفت سنة 2222البدايات األولى لتدخل املجموعة الدولية لصالح الطفل وذلك بإصدار أول اتفاقية تحمي
الطفل من االستغالل في القطاع الصناعي ،ولقصور هذه االتفاقية واقتصارها على جانب معين من قضايا
الطفل تطلب األمر انتظار تأسيس عصبة األمم ليصدر أول إعالن في التاريخ يهم الطفولة وهو إعالن جنيف
لكن عدم استقرار الساحة الدولية بفعل الحربين العالميتين جعل مسلسل حماية الطفل يتعثر ليأخذ
انطالقته الحقيقية مع اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ثم ليتوج بإصدار اتفاقية حقوق الطفل.
اإلعالن العالمي لحقوق الطفل لسنة 0181
نص اإلعالن العالمي لحقوق الطفل لسنة 670181على أن الجمعية العامة تنادي من خالله بضرورة أن
ينعم الطفل بطفولة هنيئة وأن يتمتع بالحقوق والحريات الواردة في هذا اإلعالن وقد اشتمل على 21مبادئ
وصار بذلك من أهم الوثائق الدولية الخاصة بحقوق الطفل كما دعا هذا اإلعالن السلطات املحلية
والحكومات إلى حماية الطفولة ووقاية الطفل من اإلهمال والقسوة واالستغالل سواء كان هذا األخير
استغالال اقتصاديا أو جسمانيا ...
وكذلك يحظر اإلعالن استرقاق الطفل وتجارة الرقيق التي تجد سوقا رائجة وسهلة في األطفال ،وهذا النوع
من التجارة أبشع ما يمكن أن يحطم الطفولة ،كما يحظر استخدام الطفل المتهان حرفة أو عمل معين قبل
بلوغه السن المالئم خاصة إذا كان من شأن ذلك أن يلحق الضرر بصحته وأن يحرمه من التعليم وأن يؤثر
بشكل سلبي على نموه الجسمي ونضجه العقلي والخلقي.68
وتجدر اإلشارة إلى أن حقوق الطفل لم تصبح واقعا ملموسا إال بعد صياغة اتفاقية األمم المتحدة الخاصة
بحقوق الطفل ،وذلك مع بروز الحاجة إلى صياغتها نظرا لكون أن اإلعالن العالمي لحقوق الطفل 2292لم
يكن يتمتع بقوة إلزامية بقدر ما كان وثيقة معنوية الش يء الذي أدى بالجمعية العامة إلى مطالبة لجنة
حقوق االنسان بصياغة اتفاقية خاصة بحقوق الطفل.
حماية الطفل من العنف في ظل اتفاقية حقوق الطفل 0151
67اإلعالن العالمي لحقوق الطفل ،اعتمد ونشر بموجب قرار الجمعية العامة ،2192المؤرخ في 60نونبر .2222
68انظر المبدأ التاسع من اإلعالن العالمي لحقوق الطفل ،حق الطفل في الحماية القانونية من القسوة واالستغالل.
34
عرفت اتفاقية حقوق الطفل 692222الطفل بكونه كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشر مالم يبلغ سن الرشد
قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه وتهدف هذه االتفاقية إلى وضع معايير دولية لحماية األطفال من
كافة صور اإلساءة واالستغالل ،فقد أكدت على أنه يجب على الدول األطراف أن تتخذ جميع التدابير الالزمة
لحماية الطفل من كافة أشكال العنف أو الضرر أو اإلساءة البدنية أو العقلية واإلهمال أو المعاملة
المنطوية على إهمال ،أو إساءة المعاملة أو االستغالل ،بما في ذلك اإلساءة الجنسية حتى عندما يكون في
رعاية والديه أو الوص ي القانوني عليه أو أي شخص آخر يتعهد برعايته بدليل ما جاءت به المادة 22من
اتفاقية حقوق الطفل لسنة .2222
كما تحظر االتفاقية أي تعرض تعسفي أو غير قانوني للطفل في حياته الخاصة ،وأي مساس بشرفه أو
سمعته وللطفل الحق في أن يحميه القانون من مثل هذا التعرض أو المساس وهو ما نصت عليه المادة
21من اتفاقية حقوق الطفل لسنة .2222
أما فيما يتعلق بالحماية من االستغالل االقتصادي ،فقد دعت االتفاقية الدول األطراف إلى حماية الطفل
من أداء أي عمل يرجح أن يمثل خطر على تعليم الطفل أو يعوقه أو يكون ضارا بصحة الطفل وبنموه البدني
أو العقلي أو الروحي أو المعنوي أو االجتماعي كما أقرت كذلك بموجب المادة 02حماية خاصة لألطفال
ضد جميع أشكال االستغالل الجنس ي واختطاف األطفال وبيعهم أو االتجار بهم.
منها:
االتفاقية رقم ،71202بشأن تحديد السن األدنى لقبول األطفال في العمل.
االتفاقية رقم ،72221المتعلقة "بحظر أسوأ أشكال عمل األطفال"
69اعتمدتها الجمعية العامة لألمم المتحدة وعرضتها للتوقيع والمصادقة واالنضمام بقرارها رقم 62 /22الصادر في 60نونبر 2292
وقد صادق عليها المغرب بمقتضى ظهير رقم 2321121بتاريخ 2222. 62ونشر في الجريدة الرسمية عدد 2220بتاريخ 22دجنبر
.2222
70سميرة شويشو ،مكانة الطفل في وضعية صعبة في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المتخصصة
في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس ،السنة الجامعية -6009
،6002الصفحة .19
71اتفاقية رقم 219المتعلقة بتحديد السن األدنى لقبول األطفال في العمل ،الصادرة سنة ،2291والتي دخلت حيز التطبيق سنة .2292
72اعتمدت هذه االتفاقية من قبل المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولية في 29يونيو 2222من قبل منظمة العمل الدولية ودخلت حيز
التنفيذ 22نونبر .6000
35
وفي هذا السياق ،اتجهت منظمة العمل الدولية إلى تقديم المساعدة التقنية المباشرة للدول األعضاء في
إطار البرنامج الدولي للقضاء على ظاهرة تشغيل األطفال ،IPECوالذي تمخض عنه مجموعة من اللقاءات
والمؤتمرات الدولية:
مؤتمر ستوكلوهم حول مكافحة االستغالل التجاري والجنس ي لألطفال ،حيث أفض ى هذا المؤتمر إلى
إصدار إعالن وخطة عمل ستوكهولم سنة 2221اللذين اعتمدا من قبل 211دولة ،وقد التزمت هذه الدول
بوضع استراتيجيات وخطط عمل في إطار مبادئ توجيهية متفق عليها.
مؤتمر أوسلو حول تشغيل األطفال .2222
مؤتمر يوكوهاما باليابان سنة 1112الذي يعتبر من أهم المؤتمرات التي تعنى بحماية األطفال من االستغالل
الجنس ي بشراكة مع الفاعلين في مجال الطفولة وعلى رأسهم اليونيسيف.
يضاف إلى هذه املجهودات البروتوكول الملحق باتفاقية حقوق الطفل بشأن بيع األطفال واستغاللهم
في البغاء والمواد اإلباحية ،73وقد اعتمدته األمم المتحدة كأساس الحماية الخاصة لألطفال ضد جميع
أشكال االستغالل الجنس ي واختطاف األطفال أو بيعهم أو االتجار بهم ألي غرض.
وبذلك يلزم البروتوكول الدول األطراف باتخاذ التدابير الالزمة لتجريم بيع األطفال باعتباره أي فعل أو
عملية تجارية يتم بموجبها نقل الطفل من جانب أي شخص أو مجموعة أشخاص إلى شخص آخر أو
مجموعة أخرى مقابل أجر ،وأي شكل من العوض وكذلك تجريم استغالل األطفال في البغاء لغرض أنشطة
جنسية واستغاللهم في المواد اإلباحية بتصويرهم بأي وسيلة كانت.
وتشمل مقتضيات البروتوكول باإلضافة إلى ذلك االنتهاكات ذات الصلة بإنتاج أو توزيع أو نشر ،أو استيراد
أو تصدير األطفال أو عرض أو بيع وحيازة مواد إباحية متعلقة بالطفل حيث يلزم البروتوكول الدول
األطراف كحد أدنى بتجريم االستغالل الجنس ي التجاري لألطفال في قوانينها الجنائية كتغطية شاملة
لألنشطة التالية سواء تم ارتكابها على المستوى املحلي أو عبر الحدود ما بين الدول ،وسواء أكانت ترتكب
بشكل فردي أم منتظم من خالل:74
-عرض طفل ما أو تسليمه أو القبول بتسليمه بأية وسيلة من الوسائل األغراض استغالل الطفل جنسيا.
-حمل أو تعاطي طفل أي نشاط جنس ي غير مشروع.
-استغالل األطفال في الدعارة ،أو غيرها من الممارسات الجنسية غير المشروعة أو استغاللهم في العروض
أو المواد اإلباحية.
73اعتمد وعرض للتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة ،621الدرة الرابعة والخمسون المؤرخ في 62ماي
،6000دخل حيز التنفيذ في 29يناير .6006
74المادة 1من البروتوكول االختياري ،المتعلق ببيع األطفال واستغاللهم في البناء وفي المواد اإلباحية.
36
وكذلك البروتوكول االختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن إشراك األطفال في المنازعات المسلحة75
حيث يلزم البروتوكول الدول األطراف ،ضمان عدم إشراك األطفال الذين لم يبلغوا الثامنة عشرة من العمر
في األعمال الحربية ،76والتجنيد اإلجباري في قواتها المسلحة.
يجب التأكيد على أن البروتوكولين نصا على مجموعة من اإلجراءات للحد من هذه الظواهر باعتبارها من
أهم مظاهر العنف التي يعاني منه األطفال.
ولم يقف االهتمام الدولي بحماية األطفال من العنف عند هذا الحد ،فهناك مجهودات تبدلها منظمة األمم
المتحدة للطفولة -اليونيسيف-77على المستوى العملي من المساعدات لألطفال خصوصا ضحايا العنف
بشتى أنواعه.
وفي نفس السياق ،تدخل أيضا املجهودات المبذولة على الصعيد اإلقليمي مثال:
-اتفاقية مجلس أوربا بشأن الجريمة اإللكترونية واتفاقية املجلس األوربي سنة 1119العمل ضد االتجار
باألشخاص.
وقد أقر الميثاق اإلفريقي لحقوق ورفاهية الطفل سنة 2221وجوب اتخاذ الدول األطراف جميع اإلجراءات
التشريعية واإلدارية واالجتماعية والتربوية لحماية الطفل من كافة أشكال التعذيب أو المعاملة غير
اإلنسانية أو المهينة ،وخاصة اإليذاء البدني أو العقلي ،أو إساءة المعاملة ،بما في ذلك االعتداء الجنس ي
أثناء رعاية الطفل.
بعد أن تم التطرق ملختلف مظاهر وتجليات الحماية الدولية لألطفال من خالل النصوص الدولية التي
تعالج حماية الطفل من العنف ،سنعمل على توضيح كيفية معالجة الحماية التشريعية الوطنية لظاهرة
العنف ضد األطفال.
ثانيا :حماية الطفل في التشريع المغربي
عمل المغرب على بذل مجهودات بهدف حماية الطفولة من االنتهاكات التي تقوض حقوقها وذلك باعتماده
تشريعات وطنية منها بالخصوص القانون الدستور كأسمى تشريع داخلي بالبلد وتأتي بعده باقي القوانين،
ويبقى للقانون الجنائي الدور الرئيس ي لحماية الطفل نظرا لما يوفره من جانب ردعي اتجاه منتهكي حقوق
الطفل ويضاف له باقي القوانين الجنائية الخاصة التي تعرض فيها المشرع لحماية الطفل.
ومع تطور منظومة الحقوق المعتمدة على المستوى الدولي خاصة المتعلقة بالطفل بموجب معاهدات
دولية أصبحت التشريعات الوطنية للدول منها المغرب ذات التأثر بالتوجه الدولي لحقوق الطفل عرفت
75عرض للتوقيع والتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة 621الدورة الرابعة والخمسون المؤرخ في 62
ماي 6000ودخل التنفيذ في 61فبراير .6006
76المادة 6من البروتوكول ،بشأن إشراك األطفال في المنازعات المسلحة.
77ظهر في بداية األمر سنة 2222كصندوق مؤقت أطلق عليه "صندوق طوارئ األمم المتحدة بهدف توفير الطعام والمسكن والملبس
األطفال الدول التي كانت ضحية العدوان في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
37
تطورا واهتمام كبيرين في المغرب منذ عقد التسعينات خاصة مع اعتماد دستور 2221الذي نص على التزام
المغرب بحقوق اإلنسان كما هي متعارف عليها عالميا.78
وفي هذه الفترة صادق المغرب على عدة اتفاقيات دولية تعنى بحقوق اإلنسان عامة والطفل خاصة ،ومع
اعتماد دستور 1122أقر بسمو المواثيق الدولية على القوانين الداخلية للمملكة مما أصبح معه المغرب
ملزما بمالءمة تشريعاته الوطنية بما يتناسب وروح تلك االتفاقيات.
حماية الطفل في الدستورالمغربي
تعتبر الدساتير الوطنية بمثابة التشريعات المعبرة على إرادة الدول من حيث رسم التوجهات العامة لها
ومنها باألساس التشريعية التي ستتعامل بها اتجاه المواثيق الدولية ،عبر تضمينها المبادئ المراد ترجمتها في
تشريعاتها الداخلية املختلفة.
والمغرب كان من الدول األوائل المصادقة والمنضمة 79لعدة مواثيق دولية ذات الصلة بالطفل ولتسجيل
االهتمام بالمواثيق الدولية ،فإن المغرب بموجب دستور 2221و 2221عبر فيهما على التزامه بحقوق
اإلنسان كما هي متعارف عليها دوليا.80
وهذا ما لم يكن منصوص عليه في سابق دساتير المملكة ،مما يعكس ذلك الرغبة الواضحة في النهوض
بحماية حقوق اإلنسان ومن بينها تلك المقررة للطفل ،باعتبار حقوقه جزء من حقوق اإلنسان ككل.
وتم التأكيد في دستور 2200على تمسك المغرب بحقوق اإلنسان كما هي متعارف عليها دوليا بصريح العبارة
في تصدير الدستور.
كما أكد من خالل الفصل 22منه على تشبته الدائم بمبادئ الكرامة والمساواة بين جميع البشر وتمسكه
بمبادئ حقوق اإلنسان كما هي متعارف عليها عالميا ،وأكد كذلك على عدم جواز المساس بالسالمة
الجسدية أو المعنوية ألي شخص في أي ظرف ومن قبل أي جهة كانت خاصة أو عامة ،كما نص في الفصل
22منه على أن "الدولة تسعى لتوفير الحماية القانونية ،واالعتبار االجتماعي والمعنوي لجميع األطفال،
بكيفية متساوية بصرف النظر عن وضعيتهم العائلية".
ومن خالل ما تم بسطه يتضح أن الدستور ارتقى بحق الطفل في الحماية وجعله حقا دستوريا.
ولإلشارة فإن الدستور الحالي تضمن فصول تتعلق بحماية الطفل ،كما تعمل الدولة في سبيل ذلك برصد
كل ما من شأنه أن يضمن تلك الحماية سواء التشريعية أو المؤسساتية التي جاء ذكرها في الفصل 22منه،
78رشيد اقرجي :المغرب وااللتزامات الدولية في مجال حقوق االنسان ،مطبعة دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع ،الرباط ،سنة
،6002الطبعة األولى ،الصفحة .61
79يقصد بالتصديق ،القبول ،الموافقة واالنضمام حسب المادة 6من اتفاقية فيينا المنظمة لقانون المعاهدات لعام ،2222بأنها ذلك اإلجراء
الدولي الذي به تعترف الدولة على المستوى الدولي برضاها االلتزام بالمعاهدة.
80رشيد اقرجي ،المغرب وااللتزامات الدولية في مجال حقوق اإلنسان ،مرجع سابق ،الصفحة .19
38
وذلك بخالف سابق الدساتير التي لم تشر للطفل في صلب فصولها وهذا ما يعتبر من بوادر التفاعل مع ما
تم التنصيص عليه في تصدير الدستور خاصة الجانب المتعلق بالطفل.
وبهذا يتضح السير الواضح للمغرب نحو ترسيخ وحماية حقوق اإلنسان-الطفل-كما هي متعارف عليها دوليا.
وقد خصص الدستور المغربي لفئة األطفال حماية ذات فعالية كبيرة لضمان حقوقها وخصوصا بعد
التأكيد على تخصيص الحماية الالزمة للطفل ،ذلك أنه تضمن مقتضيات تروم النهوض
بأوضاع األطفال وأسرهم.81
81نعيمة البالي ،مالءمة التشريع المغربي التفاقيات حقوق الطفل ،أطروحة دكتوراه في القانون ،شعبة القانون العام ،وحدة التكوين
والبحث الدينامية الجديدة للعالقات الدولية ،كلية الحقوق ،جامعة محمد األول بوجدة ،السنة الجامعية ،6001-6006الصفحة .222
82بنطاهر حورية ،الحماية القانونية لألسرة في التشريع الجنائي المغربي ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون المنازعات ،كلية الحقوق،
جامعة موالي إسماعيل بمكناس ،السنة الجامعية ،6026-6022الصفحة .19
83ينص الفصل 212من القانون الجنائي ":يعاقب بالحبس من خمس الى عشر سنوات كل من اختطف شخصا أو يقبض عليه أو يحبسه
أو يحجزه دون أمر من السلطات المختصة وفي غير الحاالت التي يجيز فيها القانون أو يوجب ضبط األشخاص".
39
وقد نص الفصل 222من القانون الجنائي على أنه في الحاالت المشار إليها في الفصول من 222إلى 220
على أنه يعاقب على االختطاف باإلعدام إذا نتج عنه موت القاصر.
-حماية الطفل من االستغالل الجنس ي :لقد جرم القانون الجنائي العديد من األفعال لحماية الطفل نجد
جريمة االغتصاب وهتك عرض قاصر فبالنسبة لالغتصاب فنظرا لخطورة هذه الجريمة وتأثيراتها
الجسدية والنفسية تم تشديد العقوبة في حالة ما إذا كانت الضحية قاصر تقل عن ثمان عشر سنة وهو
ما نص عليه الفصل 292من القانون الجنائي وفي هذا اإلطار كذلك تم تشديد العقوبة إذا ما اقترن هتك
العرض بالعنف.
-تجريم تحريض األطفال على الفساد وتسخيرهم في المواد اإلباحية حيث يتعرض األطفال من الذكور
واإلنا لوسائل اإلغراء والتحريض على الدعارة والبغاء ويسهل استدراجهم بشتى الطرق ،وقد عدد القانون
الجنائي مجموعة من األفعال التي يأتيها الجاني بهدف استغالل األطفال في الدعارة والبغاء ،ويمكن تصنيفها
على الشكل اآلتي:
تجريم تحريض األطفال على الدعارة وتشجيعهم عليها ،وتسهيلها لهم (الفصل 222من القانون الجنائي
تجريم استخدام األطفال أو استدراجهم الرتكاب الدعارة أو البغاء (الفصل 222من القانون الجنائي .
تجريم بيع األطفال ونقلهم من شخص أو مجموعة أشخاص إلى شخص آخر أو مجموعة أشخاص بمقابل
كيفما كان نوعه (الفصل 212-2من القانون الجنائي
تجريم استغالل األطفال في المواد اإلباحية (الفصل 910-1من القانون الجنائي .
تجريم التحرش الجنس ي بالطفل (الفصل 910-2من القانون الجنائي .
84العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ،اعتمد وعرض للتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة في
القرار 6600ألف ،المؤرخ في 22دجنبر ،2222دخل حيز التنفيذ 1يناير 2292وفقا للمادة .22
41
بإحدا خاليا للتكفل بالنساء واألطفال ،والتي تعتبر اآللية التنفيذية الستراتيجية وزارة العدل في ميدان
التكفل بالنساء واألطفال.85
وعليه سيخصص هذا المبحث للحديث عن الخدمات التي تقدمها هذه الخاليا بالنسبة للنساء واألطفال
ضحايا العنف وهذا ما سيتم التطرق له من خالل {المطلب األول} الذي سيخصص للحديث عن لمسار
التكفل بالنساء ضحايا العنف على أن يخصص {المطلب الثاني} للحديث عن مسار التكفل مسار التكفل
باألطفال.
ولمعالجة إجراءات التكفل بالنساء ضحايا العنف يقتض ي التطرق إلى ثالثة مراحل:
المرحلة األولى تشمل إ جراءات البحث التمهيدي إلى جانب الرعاية الطبية البدنية والنفسية التي تمنح
للضحايا إلى غاية صدور قرار المتابعة واإلحالة على املحكمة.
المرحلة الثانية وهي مرحلة الدعوى القضائية أو املحاكمة وتشمل كافة اإلجراءات التي تباشرها املحكمة
عند نظرها في القضية على مستوى درجتي التقاض ي ابتدائيا واستئنافيا.
ثم المرحلة الثالثة وهي مرحلة التنفيذ وتهتم باإلجراءات الالحقة على الدعوى القضائية وصدور الحكم.
وعليه سيتم تقسيم هذا المطلب إلى فقرتين بحيث ستخصص {الفقرة األولى} لمرحلة ما قبل املحاكمة
على أن تخصص {الفقرة الثانية} لمرحلتي املحاكمة والتنفيذ.
85امنة أفروخي ،خاليا من أجل تكفل قضائي ناجع بالنساء واألطفال ،مقال منشور بمجلة الشؤون الجنائية ،العدد األول ،سنة ،6022
الصفحة .22
42
لنجاح مسار التكفل وبالضبط في هذه المرحلة ،تم إحدا خاليا للتكفل بالنساء واألطفال بكافة محاكم
المملكة ،ويتولى تسيير إجراءات هذه المرحلة ممثل النيابة العامة حيث يسهر هذا األخير على التدخل
بوجه السرعة لحظة علمه بوقوع فعل جرمي يكتس ي طبيعة عنف ضد امرأة ،وكذلك فكل اإلجراءات
الموالية وجب أن تكون تحت إشراف النيابة العامة ،بدءا من الفحص الطبي والنفس ي للضحية والحرص
على توفير كل الضمانات لكي تقدم الضحية شكايتها بدون أي إكراه أو ضغط ،إلى غاية إجراء المتابعة،
وتتجلى هذه المراحل فيما يلي:86
أوال :مرحلة االستقبال واالستماع
تتولى خاليا التكفل بالنساء ضحايا العنف مهام االستقبال واالستماع والدعم والتوجيه والمرافقة لفائدة
النساء ضحايا العنف وذلك طيلة مسار التكفل:87
إجراءات استقبال الضحية:
تعتبر هذه المرحلة ذات أهمية خاصة ،وأثر كبير على مدى نجاعة آليات التكفل من عدمها بل ويتحدد من
خاللها االنطباع حول مدى وجود آليات حقيقية للتكفل بها لدى المؤسسة القضائية ،لذا يتعين الحرص
على احترام سير مجموعة من اإلجراءات وفقا لما نص عليه دليل المعايير النموذجية للتكفل باألطفال
والنساء ضحايا العنف ،وتتجلى هذه اإلجراءات فيما يلي:88
االستقبال األولي لدى النيابة العامة بحيث أن هذا االستقبال يجب أن يكون من طرف المساعدة
االجتماعية لدى الخلية التي تقدم الدعم النفس ي للضحية ،وبعد ذلك تستقبل الضحية من طرف نائب
وكيل الملك عضو الخلية بحضور المساعدة االجتماعية بفضاء خاص يراعي خصوصية وضعيتها وظروفها
اإلنسانية واالجتماعية ويتم االطالع على كافة الوثائق التي تتوفر عليها الضحية من شكايات وغيرها.
واالستقبال يتم من خالل مرحلتين فالمرحلة األولى يتم فيها االستقبال من طرف المساعدة االجتماعية
والمرحلة الثانية يتم االستقبال من طرف ممثل للنيابة العامة ولعل أن االستقبال الثنائي للمرأة المعنفة
تبقى الطريقة األفضل ،خاصة مع ما كشفت عنه من نتائج إيجابية من بعث الطمأنينة في نفس الضحية.
وبمجرد تعبير الضحية عن رغبتها في تقديم الشكاية يتم فتح ملف وتعبأ االستمارة اإلحصائية الخاصة
بالعنف ضد النساء ويتم بعد ذلك المرور لمرحلة االستماع.
86الدليل العملي للمعايير النموذجية للتكفل القضائي بالنساء واألطفال ،مرجع سابق ،الصفحة .26
87ينص الفصل 20من القانون 201321المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء على أنه...":تتولى هذه الخاليا مهام االستقبال واالستماع
والدعم والتوجيه والمراقبة ،لفائدة النساء ضحايا العنف"...
88الدليل العملي للمعايير النموذجية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف ،مرجع سابق ،الصفحة .90
43
فاالستماع يتيح للمرأة المعنفة صياغة المشاكل والصعوبات واأللم وإعطائها حجما يختلف حسب وضعية
الراهنة أي التي تكون عليها داخل وسطها األسري واالجتماعي.
ولالستماع أهداف أساسية من بينها:
-إعطاء الكلمة للنساء ضحايا العنف ومساعدتهم على كسر حاجز الصمت؛
-الدفع بالنساء ضحايا العنف إلى تحديد قصدهن مع عدم إعطاء الحلول أو حتى التعبير عن انتظارات
واضحة من اإلجراء الذي ينبغي على الخلية اتباعه؛
-تجاوز الحاجز النفس ي والخوف من العنف وتفريغ الضغط النفس ي وعدم اعتبار العنف مسألة طبيعية؛
-تشجيع طلب المساعدة من اآلخرين ،وأيضا يساعد االستماع على الوعي بخطورة العنف وآثاره السلبية
على الصحة الجسدية والنفسية على المعنفة واملحيطين بها؛
فمرحلة االستماع تعتبر جد مهمة في مسار التكفل بالمرأة ضحية العنف ،وإذا كان األصل أن الضابطة
القضائية هي التي تتولى البحث في الجرائم واالستماع ألطراف الشكاية والبحث في موضوع الشكاية المقدمة
سواء أمام النيابة العامة أو أمامها مباشرة ،فإن االستثناء الذي جاءت به خاليا التكفل بالنساء هو أن
االستماع للمرأة ضحية العنف يتم من طرف نائب وكيل الملك المكلف بالخلية بصفته ضابطا ساميا
للشرطة القضائية.89
حيث تعمل النيابة العامة على االستماع للمرأة ضحية العنف في أغلب الحاالت ،وذلك حرصا على مصلحة
المرأة المعنفة ونجاعة البحث ،ومن أجل تحقيق السرعة في البحث في موضوع الشكاية وتفادي توجيهها إلى
الضابطة القضائية تفاديا للضغط الذي يمكن أن تعيشه لدى مراكز الدرك أو الشرطة على عكس فضاء
الخلية الذي يخلق لديها جوا من الطمأنينة واألمان.
واالستماع للضحية يتم بحضور المساعدة االجتماعية ،حيث يعمل ممثل النيابة العامة على إعطاء
الضحية فرصة لتقديم أقوالها بحرية وبدون أي ضغط الش يء الذي تساعده فيه المساعدة االجتماعية
التي يكون دورها هو التخفيف من حدة الخوف لدى الضحية.
والمالحظ أن أغلب املحاكم توكل مهمة اإلشراف على الخلية للمرأة التي تشغل صفة نائب وكيل الملك،
وذلك ألن المرأة الضحية تستطيع أن تبوح للمرأة مثلها بما ال تبوح به أمام الرجل.
ويدور محضر االستماع الذي تقوم به نائبة وكيل الملك حول هوية الضحية وهوية المعتدي وعالقة
الضحية به واستفسارها على نوع العنف الممارس عليها ،هل عنف جسدي أو جنس ي أو معنوي والوسائل
التي استعملت في العنف كع ترك الضحية تتكلم عن وقائع قضيتها بتلقائية ودون توقف وبالطريقة التي
89تنص المادة 22من قانون المسطرة الجنائية على أنه ":تضم الشرطة القضائية إضافة الى الوكيل العامة للملك ووكيل الملك ونوابهما
وقاضي التحقيق بوصفهم ضباطا سامين للشرطة القضائية"...
44
تفضلها مع عدم اإلصرار على أخذ تفاصيل لم ترد الضحية اإلدالء بها لحاجة في نفسها ،خاصة إذا لم تكن
ضرورية للبحث وتفادي األسئلة التي من شأنها تكريس المزيد من الخوف والهواجس في نفسية الضحية
والسيما األسئلة المباشرة مع عدم طرح أي سؤال من شأنه تحسيس الضحية أن لها يد في تعرضها للعنف
أو أنها كانت سببا في تحقق هذا العنف ويتم استفسارها عن الجهة األمنية املختصة باالستماع إليها في الحالة
التي يقرر ممثل النيابة العامة إرسالها إلى الضابطة القضائية قصد االستماع إليها.
وتضمن أقوال الضحية في محضر استماع والذي يتضمن تاريخ وساعة تلقي الشكاية وهوية المشتكية
والتعريف بالمشتكى به ،ونوع االعتداء الذي تعرضت له وكذا مكان وقوع االعتداء وتاريخه وساعته ،إضافة
تحديد ما إذا وقع االعتداء بحضور أشخاص ،وفيما إذا كان لديها شهود حضروا االعتداء أم ال ،والوقوف
على ط بيعة العنف موضوع الشكاية ومدى جسامته ،والتأكد مما إذا استعمل المعني باألمر سالحا أو
استخدم أداة في االعتداء ونوعها.90
يمكن القول أن االستماع للضحية مباشرة ووفقا للمشار إليه أعاله يتيح لممثل النيابة العامة التعرف عن
قرب على طبيعة االعتداء وخصوصياته ومدى خطورته ومعاينة ما قد يكون قد ترتب عنه من آثار ظاهرة،
وتضمين ذلك في صلب الشكاية.
كما يسمح له ذلك باطالع الضحية على طبيعة المسطرة واإلجراءات القانونية الالزم اتباعها وإعطائها صورة
عن حقوقها المترتبة قانونا والمتعلقة بالقضية موضوع الشكاية .كما يمكن هذا االستماع عضو النيابة
العامة من أخذ انطباع واضح عما ينبغي اتخاذه من إجراءات فورية إضافة إلى أن محضر االستماع يضمن
فيه ما عاينته المساعدة االجتماعية من آثار للعنف على جسد الضحية في حالة العنف الجسدي ،وفي آخر
املحضر يجب أن يتضمن توقيع المشتكية وممثل النيابة العامة.91
وتجدر اإلشارة إلى أن نشاط خاليا التكفل لسنة 1112عرف ارتفاعا ملحوظا مقارنة بسنة 1111إذ بلغ
مجموعة 221021إجراء ،حيث استقبال النساء المعنفات ( 22292حالة واالستماع إليهن (21122
حالة .92
90الدليل العملي للمعايير النموذجية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف ،مرجع سابق ،الصفحة .21
91انظر الملحق رقم (.)2
92التقرير السنوي لرئاسة النيابة العامة حول تنفيذ السياسة الجنائية وسير النيابة العامة ،6062الصفحة .692
45
حيث يصدر ممثل النيابة العامة الذي استمع للضحية مباشرة تعليماته لضابط الشرطة القضائية
المكلف بإجراء األبحا في قضايا العنف ،الذي يتعين عليه أن يصاحب الضحية بداية إلى المصالح الطبية
املختصة ،أو يتخذ كل ما يلزم ليسهل عليها ولوج هذه المصالح إلجراء الفحوصات وإنجاز شهادة طبية93
تثبت الحالة الصحية للضحية ،ويمكن أيضا عند االقتضاء تكليف المساعدة االجتماعية بمصاحبة
الضحية لهذه الغاية.
أما إذا تعلق األمر بزوجة معنفة فإننا نكون أمام حالة خاصة تستدعي توفير الحماية الكافية بالشكل الذي
يضمن منع استمرار تعرضها للعنف حيث تحتاج هذه األخيرة للمزيد من العناية خاصة في مرحلة البحث
التمهيدي بسبب قابلية تعرضها للعنف في حالة عودتها لبيت الزوجية لذلك فالنيابة العامة ملزمة باتباع
مجموعة من التدابير نوردها على الشكل التالي:94
-ضمان منع استمرار تعرضها للعنف؛
-التأكد من رغبتها في الرجوع إلى بيت الزوجية في الحالة التي تكون فيها مطرودة قبل مباشرة أي إجراء بهذا
الخصوص؛
-تجنب االستماع إليها بحضر أبنائها بالتفصيل الذي من شأنه اإلساءة إليهم؛
-العمل على اتخاذ ما يلزم من تدابير لضمان عودة سريعة ومالئمة لألطفال إلى بيت األسرة وإذا لم تكن
الزوجة ترغب في الرجوع إلى بيت الزوجية فإنه يتعين العمل على تمكينها بالسرعة الالزمة من أمتعتها
الشخصية وحاجيات أبنائها ولوازمهم.
وإذا قام الزوج بحرمان الزوجة المعنفة من أبنائها فإنه يتعين على النيابة العامة اتخاذ اإلجراءات الضرورية
والكفيلة بتمكينها من الحصول على أبنائها خصوصا بالنسبة لحاالت األطفال في طور الحضانة اعتبارا
لمصلحتهم الفضلى وفي حاالت العنف الزوجي المستمرة والمتكررة ينبغي أخد ذلك بعين االعتبار بالنظر لما
يوحي تكرار العنف ومعاودة ممارسته من طرف الزوج من خطورة هذا األخير وإصراره على إيذاء الزوجة
واألطفال ،وعدم نجاعة ما تم اتخاذه من إجراءات وتدابير ،وعليه ينبغي اإلسراع بتقديم المعنف أمام
النيابة العامة مع حت الضابطة القضائية على ضرورة التعجيل باتخاذ المتعين بشأنه أمام ثبوت خطورته
على أمن وسالمة الضحية وأبنائها كما ينبغي التدخل بكل سرعة وجدية من طرف عناصر الضابطة
القضائية بالشكل الذي من شأنه توفير الحماية الناجعة والفعالة للضحية ودرء األخطار التي
تحدق بها وبأبنائها.95
96أحمد قيلش ،التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف على ضوء السياسة الجنائية بالمغرب ،الواقع والرهانات ،مرجع سابق ،صفحة
.96
97الدليل العملي للمعايير النموذجية للتكفل القضائي بالنساء واألطفال ،مرجع سابق ،الصفحة .29
47
إشمال الحكم الصادر في الشق المتعلق بالمطالب المدنية بالنفاذ المعجل تفعيال المقتضيات الفصل
021من قانون المسطرة الجنائية؛
الحرص على النطق باألحكام محررة بالجلسة ،مع تسليم نسخة منها لكل طرف عند حضوره؛
استئناف األحكام الصادرة في موضوع العنف ضد النساء كلما كانت هناك مصلحة.
ثانيا :مرحلة التنفيذ
إن المسار التكفلي بالنساء ضحايا العنف ال يكتمل إال بالعناية بمرحلة التنفيذ كمرحلة أساسية تتمكن
من خاللها الضحية من استيفاء حقوقيا خاصة المدنية منها ،باإلضافة إلى ضرورة مواكبة دعمها النفس ي
ما بعد املحاكمة ،غير أن هذه المواكبة النفسية تظل متعذرة بتعذر وجود الطب النفس ي داخل تأليف
الخلية القضائية كما أنه في بعض الحاالت ال يتواجد كذلك حتى في المستشفيات العمومية.
وعموما يرشدنا الدليل العملي للمعايير النموذجية للتكفل إلى مجموعة من اإلجراءات يتعين اتخاذها لبلوغ
أهداف مسار التكفل خالل هذه المرحلة:
أن يتولى اإلشراف على هذه المرحلة قاض ي التنفيذ؛
أن تستمر المساعدة القضائية حتى في هذه المرحلة أيضا؛
أن يشرع في مباشرة إجراءات التنفيذ بمجرد تقديم طلب بذلك ويعذر المنفذ املحكوم عليه.
الوفاء بما قض ى به الحكم حاال؛
أن يتم تفعيل مقتضيات الفقرة الثانية من الفصل 221من قانون المسطرة المدنية 98المتعلق باإلذن
بإجراء حجز تحفظي على أموال المدين لضمان استيفاء حقوق املحكوم لها؛
أن يباشر التنفيذ على األموال المنقولة فإن لم توجد يجرى التنفيذ على األموال العقارية للمحكوم عليه،
وعلى المنفذ أال يسارع إلى إنهاء عملية التنفيذ بتحرير محضر امتناع أو بعدم وجود ما يحجز على الرغم
من تملك المنفذ عليه لما يمكن أن يقع عليه التنفيذ ،فالمالحظ عمليا بأن مساطر التنفيذ تنتهي عادة
بتحرير محضر بعدم وجود ما يحجز بمجرد امتناع المنفذ عليه عن التنفيذ وإعالن رفضه بالرغم من تملكه
المنقوالت وعقارات وأرصدة بنكية أو مداخيل شهرية قارة فال بد من تفعيل كافة المساطر
المتعلقة بالتنفيذ.99
98تنص الفقرة الثانية من الفصل 220على أنه...":إذا طلب المدين اجاال أخبر العون الرئيس الذي يأمر بحجز أموال المدين تحفظيا
إذا بدا ذلك ضروريا للمحافظة على حقوق المستفيذ من الحكم"...
99الدليل العملي للمعايير النموذجية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف ،مرجع سابق ،الصفحة .29
48
المطلب الثاني :مسارالتكفل باألطفال
إذا كانت خلية التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف تلعب دورا مهما في مجال التكفل بالمرأة وتنزيل
النصوص القانونية الخاصة بحمايتها على أرض الواقع ،فإن دورها يشمل التكفل بالطفل باعتباره أكبر فئة
ضعيفة داخل املجتمع وال تقوى على الدفاع عن نفسها ،هذا التكفل الذي يروم إلى الوقاية والحماية والعالج
والتربية واإلدماج بغاية الوصول بالطفل في وضعية سليمة إلى املحطة التي يصبح فيها
قادرا على حماية نفسه.
وتشكل خاليا التكفل باألطفال بمحاكم المملكة آلية أساسية في مجال توفير الحماية الالزمة لألطفال على
اختالف أوضاعهم وتيسير ولوجهم للعدالة وتوفير املخاطب المتخصص في قضاياهم ،في إطار مقاربة
إنسانية واجتماعية تخدم مصالحهم الفضلى بالدرجة األولى وعلى هذا األساس سيتم تقسيم هذا المطلب
إلى فقرتين بحيث ستخصص {الفقرة األولى} للتكفل باألطفال ضحايا العنف على أن تخصص {الفقرة
الثانية} للتكفل باألطفال في وضعية خاصة.
100التقرير السنوي لرئاسة النيابة العامة حول تنفيذ السياسة الجنائية وسير النيابة العامة لسنة ،6062الصفحة .101
101موجز الدليل العملي للمعايير النموذجية للتكفل بالنساء واألطفال ،مرجع سابق ،الصفحة .21
49
أوال :التكفل بالطفل الضحية أمام جهازالشرطة القضائية
طبقا للمواد 62-20و 61من قانون المسطرة الجنائية فإن الجهات التي يجب تبليغها بالجرائم المرتكبة
ضد األطفال هم الوكالء العامون ووكالء الملك ،وضباط الشرطة القضائية لكونهم هم املختصون بتلقي
الشكايات والوشايات وألزمهم بالبحث فيها ،ومن أجل ضمان حماية أكثر لألطفال فإن المشرع وسع من
دائرة الجهات التي يمكن تبليغها بالعنف ضد األطفال حيث نص في المادة 62من قانون المسطرة
الجنائية على أنه ":يجب على كل من شاهد ارتكاب جريمة تمس باألمن العام ،أو بحياة شخص أو أمواله أن
يبلغ وكيل الملك ،أو الوكيل العام للملك ،أو الشرطة القضائية وإذا كان الضحية قاصرا أو معاقا ذهنيا،
تبلغ أي سلطة قضائية أو إدارية مختصة"
وكذلك المادة 87من نفس القانون التي تنص على أنه عند إشعار الضابط بحالة تلبس بجناية أو جنحة،
يتعين عليه أن يخبر النيابة العامة فورا وينتقل في الحال إلى مكان ارتكابها إلجراء المعاينات ،فالضابطة
القضائية هي أول من يتحرك لتقديم المساعدة للطفل الضحية والتكفل به وإسعافه ،حيث يكون للطفل
الضحية مجموعة من الحقوق وبناء على ذلك فإن الضابط ينتقل لعين المكان ويقوم بالمعاينات الالزمة
مع استعانته بخبير في حالة ما إذا كانت المعاينات ال تقبل التأخير وهذا ما نصت عليه المادة 46من قانون
المسطرة الجنائية.
مع العلم أن هذه المعاينة يجب أن يصاحبها فحص جسم الضحية ويضمن باملحضر الحالة التي وجده
عليا بكل دقة مع أخذ صور لها إن أمكن ومعاينة مكان الحاد ومحيطه مع مباشرة التحريات الضرورية
بالبحث وتحديد مختلف ظروف القضية من حيث الزمان والمكان ،وتحديد طبيعة العنف واألدوات
المستعملة فيه وتلقي أي إفادة في الموضوع مع الحرص على أن يحال الضحية على وحدة التكفل بالنساء
واألطفال ضحايا العنف بالمستشفى اإلقليمي لضمان تكفل أكثر نجاعة ،ومن أهم اإلجراءات التي يقوم بها
ضابط الشرطة القضائية ما يلي:
االستماع للطفل الضحية :إن االستماع للطفل الضحية يتطلب تقنيات خاصة ذلك أن التواصل مع
األطفال يتطلب بعض المهارات التي تمكن من ضمان حماية أنجع ولن يتحقق ذلك إال إذا كان ضابط
الشرطة القضائية يتصف بالقدرة على استخدام لغة بسيطة تناسب الطفل وثقافته وكذلك القدرة على
كسب ثقة الطفل مع التحلي بالصبر البلوغ هذا الهدف مع القدرة على فهم تعبيرات األطفال وخاصة منها
الرمزية.102
دون أن ننس ى اإلشارة إلى ضرورة توفر ضابط الشرطة القضائية على تقنيات االستماع لما لها من دور كبير
في مساعدة الطفل الضحية على التعبير.
102الدليل العملي للمعايير النموذجية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف ،مرجع سابق ،الصفحة .29-29
50
والمشرع الفرنس ي ،أخد على عاتقه ضمان حماية إجرائية خاصة للطفل الضحية ،وهو ما بلوره في مسطرة
التحقيق والبحث ،إذ أوجب على الشرطة القضائية التنفيذ بالتسجيل المسموع والمرئي بالخصوص إذا
كان الطفل ضحية اعتداء جنس ي103
وإن كانت هذه التقنيات تبقى نسبية وقد تختلف من ثقافة إلى أخرى إال أن خطوطها العريضة أثبتت
نجاعتها لذلك ينبغي مراعاة هذه التقنيات ما أمكن عند االستماع للطفل ومن بين هذه التقنيات:
-إخبار الطفل بأن ما سيصرح به سيبقى سريا؛
-استخدام لغة بسيطة يقيمها الطفل مع تكرار الكالم إذا شك الضابط بأن الطفل لم يفهم شيئا؛
-تجنب األسئلة المباشرة مع استخدام أحاديث عامة ال يشعر معها الطفل بأنه يخضع لالستجواب مع
اتباع صبغة الود واالبتعاد ما أمكن عن الرسمية حتى يشعر الطفل باالرتياح؛
-إتاحة الفرصة للطفل ليطرح التساؤالت التي يرغب في طرحها ،وإعطاء خالصة ألقواله ومن األفضل إنهاء
الحديث بأقوال تبعث على األمل والتأكيد له بأنه سيتلقى الدعم والمساندة.
إنجازاملحضر :املحضر هنا يجب أن يكون أكثر دقة مراعاة لكون ضحية العنف في هذه الحالة طفال فضال
عن التقيد باإلجراءات الشكلية التي نصت عليها المادة 26من قانون المسطرة الجنائية مع األخذ بعين
االعتبار خصوصية أنواع العنف الذي يطال الطفل.
يجب أن يتضمن املحضر اسم املحرر وصفته ومكان عمله وتوقيعه ويشار فيه إلى تاريخ وساعة إنجاز
اإلجراء ،وساعة تحرير املحضر إذا كانت تخالف إنجاز اإلجراء ويتضمن الهوية الكاملة للمستمع إليه
وتصريحاته بدقة وموضوعية ومن واجب الضابطة القضائية تسريع اإلجراءات مع الحرص على استمرار
االتصال أثناء البحث مع ممثل النيابة العامة إلخباره بتقدم البحث وتلقي تعليماته بشأن اإلجراءات
المتخذة في حق المشتبه فيه وبشأن الطفل الضحية الضمان أكبر حماية له وكذلك لتوفير الشهود وإحالة
المسطرة على النيابة العامة فور انتهاء البحث.104
ثانيا :التكفل بالطفل الضحية أمام النيابة العامة
طبقا لمقتضيات المادتين 62و 61من قانون المسطرة الجنائية يتضح أن النيابة العامة تحرص على
استقبال الطفل ضحية العنف واالستماع إليه ما أمكن حرصا على مصلحته الفضلى ،حيث يتلقى كل من
الوكيل العام للملك لدى محاكم االستئناف ووكيل الملك لدى املحاكم االبتدائية إجراءات الشكايات
واملحاضر واتخاذ اإلجراءات المالئمة بشأنها.
103رحمة خودي ،دور خاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،األسرة والقانون،
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة موالي إسماعيل بمكناس ،السنة الجامعية ،6062-6060الصفحة .20
104الدليل لعملي للمعايير النموذجية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف ،مرجع سابق ،الصفحة .90-22
51
وللطفل أيضا الحق في التقدم بمفرده مباشرة إلى النيابة العامة بشكاية أو للتبليغ عما تعرض له من اعتداء
ويتعين على النيابة العامة في هذه الحالة استقباله واالستماع إليه ومباشرة إجراءات البحث تحت إشرافها،
وبعد إنجاز البحث وتحرير املحاضر القانونية في الموضوع تتخذ النيابة العامة أحد اإلجراءات التالية:105
-متابعة الفاعل أو الفاعلين وإحالتهم على املحكمة مباشرة أو على قاض ي التحقيق حسب الحاالت؛
-حفظ المسطرة إذا لم تكن هناك عناصر كافية تبرر المتابعة وتبليغ مقدم الشكاية بقرار الحفظ المتخذ
بشأن شكایته خالل 29يوما من اتخاذ هذا القرار؛
وفي إطار تفعيل عمل الخاليا باملحاكم ،يتم إحالة المساطر والشكايات المتعلقة بالعنف ضد األطفال على
ممثل النيابة العامة في خلية التكفل باملحكمة ليتخذ اإلجراء القانوني المناسب بشأن التكفل بالطفل
الضحية ،والتنسيق مع مختلف الفاعلين والمتدخلين المهتمين باألطفال ضحايا العنف.
بما في ذلك تفعيل مقتضيات المادة 802من قانون المسطرة الجنائية ،التي أعطت الصالحية للنيابة
العامة إذا ارتكبت جناية أو جنحة ضد طفل ،عرضه على خبرة طبية أو نفسية لتحديد نوع وأهمية األضرار
الالحقة به ،وبيان ما إذا كان يحتاج إلى عالج مالئم لحالته حاال أو مستقبال.
كما يمكن للنيابة العامة تقديم ملتمس لقاض ي األحدا أو المستشار المكلف باألحدا بإجراء الخيرة
المذكورة أو بإيداع الحد الضحية لدى شخص جدير بالثقة ،أو مؤسسة خصوصية أو جمعية ذات نفع
عام مؤهلة لذلك أو بتسليمه لمصلحة أو مؤسسة عمومية مكلفة برعاية الطفولة ،إلى أن يصدر حكم بهائي
في موضوع الجنابة أو الجنحة.106
وينبغي التأكيد هنا على الدور األساي ي المنوط بخلية التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف خالل هذه
المرحلة المهمة من مسار التكفل التي تتولى تقديم العديد من الخدمات بما في ذلك خدمة االستقبال في
أماكن خاصة ،من شأنها توفير الطمأنينة والتوجيه والدعم النفس ي للضحية ثم االستماع إليه مع مراعاة
تقنيات االستماع ،والسهر بتنسيق مع مختلف الفاعلين خاصة.
وإحدا التكفل بالنساء واالطفال ضحايا العنف بالمستشفيات على توفير الخدمة الطبية المتمثلة في
الفحص والعالج الجسدي والنفس ي والحصول على شهادة طبية كانطالقة لجمع وسائل اإلثبات ثم
الحصول على الدعم والمواكبة الذي توفره جمعيات املجتمع المدني ،فضال عن مواكبة الضحية وتتابع
حالتها أثناء فترة املحاكمة وبعدها.
والمساعدة االجتماعية يعتبر تدخلها أساسيا وحاسما في تجسيد هذه اإلجراءات بشكل فعال يضمن تكفال
ناجعا بالطفل ،حيث إن المساعدة االجتماعية هي التي تتولى استقبال الطفل الضحية وتوجيهه إلى
105وزارة العدل والحريات ،مديرية الشؤون ال جنائية والعفو ،الدراسة التشخيصية حول تقييم نظام عدالة األحداث ،بدون مطبعة،
،6022الصفحة .22
106الدليل العملي للمعايير النموذجية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف ،مرجع سابق ،الصفحة .96
52
المصالح الطبية بغرض تلقي العالجات والحصول على شهادة طبية تحدد مدة العجز وكذا تتولى المساعدة
االجتماعية مصاحبة الضحية لهذه الغاية عند االقتضاء.
وبعد مرحلة االستقبال يتم االستماع إليه وتعد مرحلة االستماع أهم مرحلة كما سبقت اإلشارة إلى ذلك،
والتي تتوالها المساعدة االجتماعية باعتبارها األقدر على مباشرة هذه المهمة ،ويتم االستماع في فضاء
خاص باألطفال ،وذلك بما تتوفر عليه من إمكانيات وقدرات على تقديم الدعم النفس ي للطفل وزرع الثقة
في نفسه ،ومنحه شعور باالطمئنان واألمان من أجل أن يتمكن من البوح بحيثيات واقعة العنف الذي
تعرض إليه وهو ما تم يتواجد في كل من املحكمة االبتدائية واالستئنافية بالقنيطرة والتي تتوفر خلية
التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف على فضاء خاص باستقبال األطفال مجهز ومؤهل بطريقة تمنح
الطفل راحة نفسية واطمئنان.107
فتبدأ مرحلة االستماع إلى األطفال في محضر قانوني تتوفر فيه الشروط القانونية للمحضر التي نص عليها
الفصل 12من قانون المسطرة الجنائية ،حيث أن االستماع للطفل يتطلب تقنيات خاصة والتي يتلقى
بخصوصها كل من ممثل النيابة العامة المكلف بالخلية والمساعدة االجتماعية تكوينا خاصا بشكل دوري.
حيث تعطى للطفل الحرية من أجل التصريح بكل ما يريده وتفادي الضغط عليه ومحاصرته باألسئلة ،حيث
تعمل المساعدة االجتماعية على محاولة جعله يبوح بجميع معطيات واقعة العنف دون أن توجه إليه
أسئلة كثيرة ،ويتم االستماع للطفل بحضور وليه القانوني في حالة وجوده رفقته.
وتنتهي عملية االستماع بتحرير محضر قانوني وفق نموذج معد ،تتوفر فيه الشروط القانونية وجميع
المعطيات المتعلقة بمحرري املحضر وصفتهم وهوية األطراف والتصريحات التي تلقاها المعاينات التي قام
بها وأسماء الشهود إضافة إلى تاريخ املحضر ثم التوقيع عليه.
فجميع حاالت األطفال المعنفين والتي ترد على املحكمة يتم االستماع إليها من طرف نائب وكيل الملك
والمساعدة االجتماعية ،عكس حاالت العنف ضد النساء التي يتم في بعض الحاالت توجيهها إلى الضابطة
القضائية من أجل االستماع إليها ،وكل هذا من أجل تفادي تعرض الطفل للضغط والخوف الذي يمكن أن
يتعرض له داخل مركز الشرطة أو الدرك لكون النيابة العامة تعمل على توفير الحماية النفسية أوال قبل
الحماية الجسدية.108
وبعد إنجاز املحضر يتم تسجيل الشكاية من طرف المساعدة االجتماعية في سجل الكتروني يحمل اسم
سجل شكايات العنف ضد األطفال ويضمن فيه رقم الشكاية ومعلومات األطراف واإلجراء المتخذ من طرف
ممثل النيابة العامة.
109أحمد قيلش ،التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف على ضوء السياسة الجنائية بالمغرب ،الواقع والرهانات ،مرجع سابق،
الصفحة .26
110الدليل العملي للمعايير النموذجية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف ،مرجع سابق ،الصفحة .29
54
الجريمة تقوم النيابة العامة بتقديم ملتمس لقاض ي األحدا بإيداع الحد ضحية العنف لدى شخص
جدير بالثقة ،أو مؤسسة خصوصية ،أو إحدى جمعيات ذات المنفعة العامة أو تسليمه لمؤسسة عمومية
مكلفة برعاية الطفولة إلى حين صدور حكم نهائي في الجنحة المرتكبة.111
وتفعيال للمقتضيات الحمائية التي خص بها المشرع المغربي األطفال ضحايا الجرائم عملت النيابات
العامة لدى مختلف محاكم المملكة على تقديم الملتمسات الضرورية إلى قضاة األحدا والمستشارين
المكلفين باألحدا ،من أجل اتخاذ تدابير الحماية المالئمة حسب احتياجات كل حالة تطبيقا ألحكام
المادتين 802و 800من قانون المسطرة الجنائية.
وقد بلغ عدد التدابير التي تم اتخاذها سنة 2220لفائدة األطفال ضحايا الجرائم ،بناء على ملتمسات
النيابة العامة على مستوى املحاكم االبتدائية ومحاكم االستئناف ما مجموعه 2122تدبيرا ،مسجلة بذلك
ارتفاعا ملحوظا مقارنة بنظيرتها سنة 2222التي اتخذ خاللها 2220تدبيرا .ويأتي تسليم الطفل الضحية
لولي أمره أو الوص ي في مقدمة التدابير المتخذة بما مجموعه 222تدبيرا (أي بنسبة ، %91,21يليه تدبير
التسليم لمؤسسة عمومية مكلفة برعاية الطفولة بما قدره 029تدبيرا.112
أما بعد صدور الحكم في الجنحة المرتكبة ضد الطفل يمكن للنيابة العامة أن تحيل القضية على قاض ي
األحدا إذا ارتأت أن مصلحة الطفل تقتض ي ذلك وتطلب منه اتخاد إحدى تدابير الحماية المناسبة في
حقه.
وتجدر اإلشارة أن تدابير الحماية التي تم الحديث عنها يتم تطبيقها من أجل حماية الطفل وضمان استقراره
داخل محيطه وتفادي تعرضه للعنف مرة أخرى أو أن ينتج عن ذلك العنف انحراف في سلوك الطفل ،حيث
إن مصلحة الطفل في بعض الحاالت تكون في تسليمه إلحدى المؤسسات التربوية والتي ال يتم اللجوء إليها
إال كمالذ أخير وألقصر مدة الزمة وفي حاالت استثنائية مثال:
-إذا كان االعتداء ضد الطفل صادر عن والديه أو أولياء أموره؛
-إذ كان العنف نتيجة إهمال من والديه أو أولياء أموره؛
-إذا كان سلوك الوالدين يشكل خطرا على صحة الطفل الجسدية والنفسية وسلوكه األخالقي.
حيث تراعي النيابة العامة المصلحة الفضلى للطفل والتي غالبا ما تقتض ي وجوده مع والديه إال أن هناك
بعض الحاالت يكون محيطه األسري غير كافي وغير قادر على حمايته مما يتطلب إيداعه لدى جهات أخرى.
111محمد أزراف ،الطفل الضحية في التشريع الجنائي المغربي ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة عبد المالك السعدي بطنجة ،السنة الجامعية ،6020-6002الصفحة .626
112التقرير السنوي لرئاسة النيابة العامة حول تنفيذ السياسة الجنائية وسير النيابة العامة لسنة ،6062الصفحة .102
55
فرئاسة النيابة العامة تولي أهمية خاصة لقضايا األطفال ،سواء كانوا ضحايا االعتداءات الجسدية أو
الجنسية ،أو كانوا في نزاع مع القانون أو في وضعية صعبة ،حيث تعتبر المصلحة الفضلي الطفل الهدف
الرئيس ي والغاية األسمى ألي إجراء متخذ في القضايا المرتبطة باألطفال.
ويتجلى اهتمام النيابة العامة بحماية الطفل من خالل دوريات رئيس النيابة العامة ،التي ركزت على عدة
مواضيع كتسجيل األطفال بالحالة المدنية (الدورية رقم 21م .ن .ع بتاريخ 22مارس 1131122والدورية
رقم 22س ر .ن .ع بنفس التاريخ ،التي تم بمقتضاها توجيه أعضاء النيابة العامة إلى التفاعل اإليجابي مع
جميع قضايا األسرة وإيالئها العناية الالزمة للمساهمة في استقرار وتمامك األسر ،واطمئنان أفرادها
واستحضار المصالح الفضلى لألطفال وحقوقهم.114
وكذلك الدورية رقم 11س/ر .ن .ع بتاريخ 12مارس 1122التي وجهت أعضاء النيابة العامة إلى االضطالع
بدورهم في مراعاة المصلحة الفضلى لألطفال.115
113دورية رئيس النيابة العامة ،رقم 22س /رن ع ،حول الحملة الوطنية لتسجيل األطفال غير المسجلين في سجالت الحالة المدنية،
بتاريخ 22مارس .6029
114دورية رئيس النيابة العامة ،رقم 29س /ر ن ع ،حول قضايا األسرة ،بتاريخ 22مارس .6029
115دورية رئيس النيابة العامة ،رقم 22س /ر ن ع ،حول تقصي المصلحة الفضلى لألطفال في تماس مع القانون ،بتاريخ 22نونبر
.6022
116فاتحة اليزيدي ،خاليا التكفل بالنساء واألطفال " المحكمة االبتدائية بتمارة نموذجا" ،بحث نهاية التكوين ،المعهد العالي للقضاء،
الفوج ،22فترة التدريب ،6029-6022الصفحة .22
56
وباعتبارهم في حاجة إلى تدابير حمائية تسمح بتقديم الرعاية الضرورية لهم ،وكفيلة بوقايتهم وحمايتهم من
خطر االنحراف الذي يتهدد سلوكهم بفعل الظروف املحيطة بهم والمشار إليها في المادة 920من نفس
القانون.117
وتفعيال لهذه التدابير الحمائية ،تتلقى النيابة العامة التبليغات بخصوص وجود طفل في وضعية صعبة كما
أنها تعمد إلى تقديم ملتمساتها الرامية إلى تحريك هذه المساطر ،بعد التشخيص السليم لوضعية الطفل
في مراعاة تامة لمصلحته الفضلى.
فالمشرع المغربي حدد الجهات المكلفة بالتبليغ عن األطفال في وضعية صعبة في الشرطة والدرك الملكي
والسلطة املحلية ،إضافة إلى األبوين أو الحاضن أو الوص ي أو المقدم أو الكافل وكذا المؤسسة المكلفة
بالرعاية ،كما أدرج مدير المؤسسات التعليمية والتكوين المنهي والمدرسون في خانة الجهات المكلفة بتبليغ
النيابة العامة في حالة وجود الطفل في إحدى الحاالت التي نص عليها الفصل 920من القانون الجنائي.
وتتلقى خلية التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف التبليغات وذلك عن طريق إما املحاضر التي يحررها
ضباط الشرطة القضائية في حالة إذا ما وجدو طفل متشرد أو متسول أو مختلط مع المنحرفين ،أو عن
طريق تقارير ترفعها المؤسسات التعليمية وتقوم الضابطة القضائية بالتنسيق مع النيابة العامة والتي بناء
على وضعية الطفل تعطي تعليماتها للضابطة القضائية إما بإرجاع الطفل إلى منزله وتسليمه لعائلته إذا كان
ذلك ممكنا وإنجاز محضر بذلك وإرساله إلى النيابة العامة على شكل معلومات قضائية ،وإما تقديم الطفل
أمام النيابة العامة.
وبعد إحضار الطفل من طرف الضابطة القضائية ووضع محضره لدى ممثل النيابة العامة تعمل
المساعدة االجتماعية على استقبال الطفل وتقديم الدعم النفس ي واالجتماعي له ثم االستماع له وفق
تقنيات سبق التحد عنها وبناء على املحضر أو التقرير الموضوع بين يدي ممثل النيابة العامة الذي
يدرسه من أجل التأكد من وجود إحدى األسباب املحددة في الفصل 920من القانون الجنائي وما إذا كان
الطفل تنطبق عليه شروط حماية األطفال الموجودين في حالة صعبة.
وتقوم المساعدة االجتماعية بفتح ملف خاص للطفل وتسجيله في سجل خاص يحمل اسم سجل األطفال
في وضعية صعبة ،وتضمن في هذا السجل مجموعة من البيانات من الرقم الترتيبي الذي يفتح الملف ،ورغم
محضر الضابطة القضائية أو رقم التقرير ،وتاريخه ،واسم الطفل وسنه وجنسه ،وبيان وضعيته الصعبة،
والتدبير المطلوب اتخاده من قاض ي األحدا .118
117تنص المادة 221من قانون المسطرة الجنائية على ما يلي" :يعتبر الحدث البالغ من العمر أقل من ست عشرة ( 22سنة ) في
وضعية صعبة ،إذا كانت سالمته البدنية أو الذهنية أو النفسية أو األخالقية أو تربيته معرضة للخطر من جراء اختالطه بأشخاص
منحرفين أو معرضين لالنحراف أو معروفين بسوء سيرتهم أو من ذوي السوابق في اإلجرام ،أو إذا تمرد على سلطة أبويه أو حاضنه
أو الوصي عليه أو المقدم عليه أو كافله أو الشخص أو المؤسسة المكلفة برعايته ،أو لكونه اعتاد الهروب من المؤسسة التي يتابع بها
دراسته أو تكوينه ،أو هجر مقر إقامته ،أو لعدم توفره على مكان صالح يستقر فيه".
118مليكة ابن المهدي ،دور خاليا التكفل بالنساء واألطفال في تطويق ظاهرة العنف ،مرجع سابق ،الصفحة .92
57
وبعد هذا وإذا ارتأى وكيل الملك أن الطفل هو في وضعية صعبة يحيل ملفه على قاض ي
األحدا بنفس املحكمة.
فالنيابة العامة هي الجهة الوحيدة التي لها الحق في تقديم ملتمس إلى قاض ي األحدا باتخاذ التدابير
الكفيلة بحماية الطفل ،ولذلك فهي ترفع الملف إلى قاض ي التحقيق مرفق بملتمس النيابة العامة لحماية
حد في وضعية صعبة ،ويتضمن هذا الملتمس نوع الملف ورقمه واسم الحد والحالة التي وجد عليها،
والتماس من النيابة العامة إلى قاض ي األحدا باعتبار الحد المذكور في وضعية صعبة واتخاذ التدابير
المالئمة لحمايته ،ويوقع هذا الملتمس من طرف ممثل النيابة العامة المكلف بالخلية.
ويتولى قاض ي األحدا دراسة الملف واالستماع للطفل ووليه والتأكد من وصف الوضعية الصعبة ،وإذا
تبين له أن الطفل هو فعال في وضعية صعبة فإنه يتخذ في حقه تدبيرا من تدابير الحراسة المؤقتة
المنصوص عليها في المادة 222من قانون المسطرة الجنائية.119
وفي هذا الصدد تجدر اإلشارة إلى أنه قد بلغ عدد التدابير المتخذة لفائدة األطفال في وضعية صعبة بناء
على ملتمسات النيابة العامة لسنة ،1112ما مجموعه 2012تدبيرا.120
كما يمكن للنيابة العامة أن تطلب من قاض ي األحدا تمديد مفعول التدبير المأمور به من طرف قاض ي
األحدا أو تغييره أو إلغاء التدبير إذا رأت أن مصلحة الحد تقتض ي ذلك ويمكن لها كذلك الطعن في
قرار قاض ي األحدا كلما رأت في ذلك مصلحة للطفل في وضعية صعبة ويمكن للمساعدة االجتماعية
بانتداب من قاض ي األحدا إجراء بحث اجتماعي حول حالة الطفل ووضعيته داخل المركز أو المؤسسة
التي تم إيداعه بها.
وتقوم بإنجاز تقرير مفصل عن عملية التتبع والزيارة التي قامت بها للطفل في وضعية صعبة وإحالته على
قاض ي األحدا ،الذي يبني عليه مجمل قرارته فيما يخص إنهاء التدبير أو تغييره ،كما يمكنه أن يقرر تسليم
الطفل لعائلته إذا تبين له من تقرير المساعدة االجتماعية أن وضعيته تم تقويمها.
119تدابير نظام الحراسة المؤقتة المنصوص عليها في الفصل 292من قانون المسطرة الجنائية هي تسليمه:
2-الى ابويه او الوصي عليه او المقدم عليه او كافله او الى حاضنه او الى اي شخص جدير بالثقة
6-الى مركز للمالحظة.
1-الى قسم االيواء بمؤسسة عمومية أو خصوصية معدة لهذه الغاية.
-2-الى مصلحة عمومية او مؤسسة عمومية مكلفة برعاية الطفولة او الى مؤسسة صحية باألخص في حالة ضرورة معالجة
الحدث من التسمم.
- 2-إلى احدى المؤسسات أو المعاهد المعدة للتربية أو الدراسة او التكوين المهني او للمعالجة التابعة للدولة أو إلدارة عمومية
مؤهلة لهذه الغاية او الى مؤسسة خصوصية مقبولة للقيام بهذه المهمة.
- 2إلى جمعية ذات منفعة عامة مؤهلة لهذه الغاية.
كما يمكن بمركز مقبول مؤهل إذا كانت حالة الحدث الصحية أو النفسانية أو سلوكه تستوجب فحصا عميقا لمدة ال
تتجاوز ثالثة أشهر.
120التقرير السنوي لرئاسة النيابة العامة حول تنفيذ السياسة الجنائية وسير النيابة العامة لسنة ،6062الصفحة .102
58
وال يقتصر دور النيابة العامة على استقبال الطفل وتلقي التبليغ عن حالة وجود طفل في وضعية صعبة،
إذ يستمر دورها حتى بعد تسلم قاض ي األحدا لملف الطفل وذلك في مراقبة التدابير التي يأمر بها هذا
األخير وله الحق في طلب تغييره او تمديده أو االستغناء عنه وال تنس ى دور المساعدة االجتماعية في زيارة
االماكن المودع بها الطفل.
وعموما فإن االرتقاء بوضعية هذه الفئة التي غالبا ما تكون بدون مأوى يتطلب توفير بنيات مستقلة
ومتخصصة الستقبال األطفال في وضعية صعبة تستجيب الحتياجاتهم وتجنبهم خطر االختالط بفئات
أخرى من األطفال لها خصوصيتها ،كاألطفال في نزاع مع القانون المودعين بمراكز حماية الطفولة الرتكابهم
جرائم لما قد يكون لذلك من انعكاسات سلبية على سلوكهم ووضعهم بصفة عامة.
121حسن إبراهيمي ،الطفل المغربي بين الكفالة والتبني في العمل القضائي ،بحث نهاية التمرين ،المعهد العالي للقضاء بالرباط ،الفوج
،12المدة التدريبية ،6009/6002الصفحة .1
122القانون رقم 22302المتعلق بكفالة األطفال المهملين ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ،2-06-296الصادر في فاتح ربيع الثاني
21/ 2261يونيو 6006منشور بالجريدة الرسمية عدد 2012بتاريخ 20جمادى الثاني 22 / 2261غشت .6006
59
االبتدائية صالحية استقبال األطفال المهملين وتلقي التبليغات عن حاالت اإلهمال وتوفير مؤسسة ترعاه،
وضمان تسجيله بسجالت الحالة المدنية ،دون أن ننس ى دورها في مسطرة الكفالة.
وأوجب على كل من عثر على طفل في وضعية إهمال أن يقدم له المساعدة والعناية الالزمة ،وأن يبلغ مصالح
الشرطة أو الدرك أو السلطات املحلية بمكان العثور عليه كما أن المادة 202من نفس القانون قد حددت
الجزاء الجنائي عن عدم تقديم المساعدة والرعاية لكل طفل مهمل ولم يبلغ المصالح املختصة بمكان
العثور على الطفل المهمل ،وهو ما ينسجم مع الفصل 212من القانون الجنائي.123
وتقوم جريمة عدم التصريح بالعثور على وليد يتوفر العناصر األساسية لها والتي تتمثل في العثور على وليد
مهمل وعدم إخطار الجهات املحلية بذلك والقصد الجنائي124مما يعني أن مجرد العثور على الوليد المهمل
ال يعتبر في حد ذاته فعال مجرما يعاقب عليه القانون وإنما ال بد من توفر الفعل السلبي المتمثل في عدم
إخطار السلطات املختصة.125
وتجدر اإلشارة إلى أن أغلب حاالت األطفال المهملين يكون للضابطة القضائية السبق في اكتشافها ووضع
اليد عليها ،حيث فور بلوغ علم الضابطة بوجود حالة طفل مهمل تقوم باإلجراءات األولية لحماية وضمان
سالمته وكل هذا تحت إشراف النيابة العامة التي تعطي تعليماتها بإنجاز بحث حول الطفل المهمل وإنجاز
محضر يتضمنه الحالة التي وجد عليها الطفل ومكان العثور عليه وحالته الصحية ووصف للظروف
املحيطة به وجميع اإلجراءات التي قام بها ضابط الشرطة القضائية وتحيل املحضر على خلية التكفل
بالنساء واألطفال والتي تباشر بعدها اإلجراءات الالحقة للتكفل بالطفل.126
وفي بعض الحاالت يتم استقبال الطفل المهمل بخلية التكفل بالنساء واألطفال متى كان سنه يسمح بذلك،
وخاصة إذا كان الطفل هو من لجأ لطلب الحماية ،وهنا يبرز دور المساعدة االجتماعية التي تقوم باستقبال
الطفل وتقديم الدعم النفس ي واالجتماعي له واالستماع إليه.
وبعد توصل النيابة العامة باملحضر المنجز من طرف الضابطة يقوم نائب وكيل الملك المكلف بالخلية
بالتأكد من وضعية اإلهمال ،ومدى توفر إحدى الحاالت المنصوص عليها في المادة األولى من قانون كفالة
األطفال المهملين ويعمل ممثل النيابة العامة على توفير رعاية عاجلة لألطفال الرضع المتخلى عنهم ألن
وضعيتهم تحتاج إلى سرعة التدخل.
123ينص الفصل 964من القانون الجنائي على أنه ":من عثر على وليد ولم يخبر به ضابط الحالة المدنية وال السلطات المحلية
يعاقب بالحبس من شهر إلى شهرين وغرامة من مائة وعشرين إلى مائتي درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط".
124أدولف رييوليت ،القانون الجنائي في شروح ،منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية ،طبعة ( ،2220بدون ذكر
الطبعة) ،الصفحة .290
125أحمد البنوضي ،دور النيابة العامة في قضايا األسرة ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص وحدة التكوين
والبحث في قانون األسرة المغربي والمقارن ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة عبد المالك السعدي بطنجة ،السنة
الجامعية ،6002-6002الصفحة .99
126عبد العزيز عدوي ،ضوابط األسرة وحقوقها على ضوء مدونة األسرة والتشريع اإلسالمي والعمل القضائي ،المطبعة والوراقة
الوطنية ،6029 ،الطبعة األولى ،الصفحة .662
60
وإذا كانت أغلب حاالت األطفال المهملين هي من فئة األطفال حديثي الوالدة ،والتي تكون والدتهم نتيجة
عالقة غير شرعية ،والتي تصرح األمهات برغبتهن في التخلي عنهم ،حيث يقوم نائب وكيل الملك بإيداع
الطفل المهمل لدى إحدى مؤسسات أو مراكز الرعاية االجتماعية الخاصة بالطفولة.127
ويكون هذا اإليداع عن طريق انتداب ضابط الشرطة القضائية بمكان العثور على الطفل أو مكان الوالدة
الغير شرعية للقيام بإيداع الطفل لدى إحدى الجهات المكلفة برعاية األطفال وموافاة النيابة العامة بما
يفيد هذا اإليداع.128
والنيابة العامة تعمل على إعطاء تعليمات للضابطة القضائية بإيداع الطفل خاصة الحديث الوالدة فور
العثور عليه أو تصريح األم بالتخلي عنه ،على أن يتم وضع محضر البحث والتحري بخلية التكفل
بالنساء واألطفال الحقا.
وتحرص خلية التكفل بالنساء واألطفال على أن توفر للطفل المهمل جميع الحقوق األساسية التي يتمنع
بها األطفال في سنه ومن بين هذه الحقوق الحق في أن يكون مسجال في سجالت الحالة المدنية.129
بعد القيام بإ جراءات تسجيل الطفل بالحالة المدنية يقدم وكيل الملك طلبا للتصريح باإلهمال مرفقا
بنسخة من محضر الضابطة القضائية إلى املحكمة االبتدائية الواقع بدائرة نفوذها مقر إقامة الطفل ،أو
مكان العثور عليه أو مقر المركز االجتماعي المودع به.
فإذا كان الطفل مجهول األبوين فإن املحكمة تصدر حكما تمهيديا تبين فيه كافة البيانات الالزمة للتعريف
بالطفل باالستناد إلى األبحا والوثائق المرفقة بالمقال ،ولها القيام بكافة األبحا والخبرات قبل إصدار
حكمها ،ويتم في هذه الحالة تعليق الحكم بمكاتب السلطة املحلية بمكان العثور على الطفل أو الموجود به
مقر إقامته أو المؤسسة المودع بها ،أو في أي مكان تقريره املحكمة وذلك لمدة 0أشهر ،إذ بمض ي هذه
المدة ولم يتقدم أي شخص إلثبات أبوته له ،تصرح املحكمة بأن الطفل مهمل ،وبعد صدور الحكم
باإلهمال تعمل خلية التكفل بالنساء واألطفال على توجيه نسخة من الحكم ونسخة من رسم الوالدة إلى
127تنص المادة 2من القانون 22302المتعلق بكفالة األطفال المهملين على أنه ":يقوم وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية الواقع بدائرة
نفوذها مقر إقامة الطفل أو مكان العثور عليه بإيداع الطفل مؤقتا بإحدى المؤسسات أو المراكز المذكورة في المادة 9أدناه ،إما تلقائيا
أو بناء على إشعار من طرف الغير "...
128عبد القادر قرموش ،كفالة األطفال المهملين ،دراسة تحليلية نقدية لظهير 21يونيو ،6006بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة
في القانون الخاص ،وحدة األسرة والطفولة ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس ،السنة
الجامعية ،6001-6006الصفحة .222
129تنص المادة 2من القانون 22302المتعلق بكفالة األطفال المهملين على أنه " ":يقوم وكيل الملك عند االقتضاء بكل اإلجراءات
الرامية إلى تسجيل الطفل بالحالة المدنية قبل تقديمه طلب التصريح باإلهمال ومن بينها إقامة الدعوى وكل ذلك مع مراعاة أحكام
القانون المتعلقة بالحالة المدنية ،" ...وطبقا لمقتضيات المادة 29من قانون الحالة المدنية رقم 36.23المتعلق بالحالة المدنية فإن
التصريح األولي يكون من طرف أقرباء المولود حسب الترتيب المحدد في المادة ،29غير أنه إذا تعلق األمر بمولود من أبوين
مجهولين ،أو مولود وقع التخلي عنه بعد الوضع ،يصرح بوالدته وكيل الملك بكيفية تلقائية او بناء على طلب من السلطة اإلدارية
المحلية أو بطلب من يعنيه األمر معززا تصريحه بمحضر يحرر في هذا الشأن ،وبشهادة طبية تحدد عمر المولود
على وجه التقريب.
61
القاض ي المكلف بشؤون القاصرين وإلى مركز اإليواء الذي يتواجد به الطفل ،130ويترتب عن صدور الحكم
بإهمال الطفل وضعا جديدا بالنسبة لهذا األخير ،إذ يصبح طفال مهمال يمكن تقديم طلبات الكفالة بشأنه.
فتسليم الطفل المهمل ال يتم إال بعد صدور أمر بإسناد الكفالة من طرف القاض ي المكلف بشؤون القاصر
باعتباره الجهة الوحيدة التي لها صالحية البت في طلبات إسناد الكفالة ،إال أن سلوك هذه المسطرة
واالنتظار إلى حين صدور أمر بإسناد الكفالة من شأنه أن يؤدي إلى اإلضرار بالطفل المهمل ،في هذه المرحلة
يمكن لوكيل الملك قبل صدور األمر بشأن الكفالة أن يقرر تسليم الطفل مؤقتا للشخص أو المؤسسة
المؤهلة قانونا ويتم هذا التسليم بواسطة محضر يحرر من طرف ممثل النيابة العامة أو
الضابطة القضائية وبعد استكمال إجراءات التسليم المؤقت يأتي دور القاض ي المكلف بشؤون القاصرين
مما لهذا األخير من دور مهم في حماية الطفل المهمل باعتباره الجهة الوحيدة التي لها صالحية البت في
طلبات إسناد الكفالة.
وقد قيد المشرع الراغبين في كفالة الطفل المهمل بمجموعة من الشروط والتي ميز فيها بين األشخاص
الطبيعيون والمعنويون.
فبالنسبة لألشخاص الطبيعيون اشترط المشرع المغربي أن يكون الشخصين طالبي كفالة الطفل المهمل
زوجين ،وأن يكونا مسلمان وأن يكونا بالغين لسن الرشد القانوني مع كونهما صالحين للكفالة أخالقيا
واجتماعيا وأال يكون سبق الحكم على كالهما أو أحدهما من أجل جريمة ماسة باألخالق أو جرائم ضد
األطفال ،ويعتبر هذا شرطا للتأكد من مدى صالحيتهما لرعاية طفل وكذلك اشترط المشرع المغربي أن
يكونا سليمين من كل مرض معد أو مانع من تحمل مسؤوليتهما وأال يكون بينهما وبين الطفل الذي يرغبان
في كفالته أو بينهما وبين والديه نزاع قضائي ،أو خالف عائلي يخش ى منه على مصلحة المكفول ،حيث يكون
للمحكمة السلطة التقديرية للوقائع الموضوعية واستنباط ما إذا كان النزاع يؤثر في واجبات الكفالة أو ال
يؤثر ،وذلك سواء كان قائما أو انتهى.131
ففي قرار صادر عن استئنافية مكناس والذي أسس فيه المستأنفان استئنافهما على القرار الجنائي
القاض ي باإلدانة صدر سنة 2221وقد مضت ثالثين سنة على رد االعتبار والتمسا الغاء الحكم المستأنف
والحكم بإسناد كفالة الطفل لهما كما أدلت النيابة العامة باستئناف فرعي التمست من خالله تأييد الحكم
المستأنف والبت في وضعية الطفلة المهملة ...وبكون الجريمة التي كان قد أدين بها المستأنف فيرجع تاريخ
130المادة 2من القانون 22302المتعلق بكفالة األطفال المهملين ...":إذا تبين للمحكمة أن الطفل مجهول األبوين ،فإنها تصدر حكما
تمهيديا يتضمن كافة البيانات الالزمة للتعريف بالطفل ومنها أوصافه ومكان العثور عليه وتأمر وكيل الملك بالقيام بما يلزم لتعليق الحكم
وخاصة في مكاتب الجماعة المحلية والقيادة بمكان العثور على الطفل ،أو عند االقتضاء في أحد المكانين اآلخرين المذكورين في الفقرة
الثانية من المادة الرابعة أعاله أو فيهما معا أو في أي مكان آخر تراه المحكمة مالئما ،وذلك لمدة ثالثة أشهر يمكن أثناءها ألبوي
الطفل أن يعرفا بنفسيهما ويطالبا باسترداده.
إذا انصرمت هذه المدة ،دون أن يتقدم أي شخص إلثبات أبوته للطفل ويطالب باسترداده ،فإن المحكمة تصدر حكما تصرح
فيه بأن الطفل مهمل".
131مريم الولشكي ،الطفولة المهملة دراسة سوسيو قانونية ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية ،جامعة عبد المالك السعدي بطنجة ،السنة الجامعية ،6026-6020 :الصفحة .202
62
اقترافها الى 12سنة خلت وقد استرجع المعني باألمر اعتباره ،وتبعا لذلك تشفع للمستأنفين في كفالة
الطفلة موضوع الطلب مما يتعين الحكم لهما بذلك.132
ويتضح أنه ال يتم تسليم الطفل المهمل لطالب الكفالة إال بعد استيفائه للشروط املحددة قانونا والتأكد
من توفرها مما في ذلك تحقيق المصلحة الفضلى للطفل.
أما بالنسبة لألشخاص المعنويون فتسند الكفالة إلى المؤسسات العمومية المكلفة برعاية األطفال
والهيئات والمنظمات والجمعيات المتوفرة على الوسائل المادية والموارد والقدرات البشرية المؤهلة
لرعاية األطفال وحسن تربيتهم.133
وسواء تعلق األمر باألشخاص الطبيعيون أو المعنويون فإنه يتعين على الراغب في الكفالة تقديم طلب
بشأن إسناد الكفالة مرفقا بالوثائق المثبتة وبنسخة من رسم الوالدة للطفل المراد كفالته إلى القاض ي
المكلف بشؤون القاصرين املختص 134وبعد قيام هذا األخير بجمع المعلومات والمعطيات المتعلقة
بالظروف التي ستتم فيها الكفالة يصدر أمرا بإسناد كفالة الطفل المهمل إلى الشخص أو الجهة التي تقدمت
بالطلب وذلك إذا أسفر البحث عن توفر الشروط المتطلبة قانونا.
وفي حالة ما إذا كان البحث إيجابيا ،أي في الحالة التي تتوافر فيها الشروط المطلوبة في طالب الكفالة ،فإن
القاض ي المكلف بشؤون القاصرين يصدر أمرا بإسناد كفالة الطفل المهمل إلى الشخص أو الجهة التي
تقدمت بالطلب ويكون هذا األمر مشموال بالنفاذ المعجل بقوة القانون.
وعلى مستوى العمل القضائي جاء في تصدير قرار محكمة االستئناف بورزازات" :إرفاق الكافلين طلبهما
بجميع الوثائق المنصوص عليها قانونا ،كما أن إنجاز البحو االجتماعية طبقا للمادة 21من قانون 29.12
المتعلق بكفالة األطفال المهملين يجعل طلبهما مطابقا للقانون "135وعلى نفس النهج سارت املحكمة
االبتدائية بالرباط _قسم قضاء األسرة_ حيث جاء في تصدير الحكم ":استجابة طلب الكفالة للشروط
المنصوص عليها قانونا سواء من خالل الوثائق المدلى بها أو من خالل البحو االجتماعية المنجزة ،يجعل
إسناد الكفالة اليها موافق للقانون".136
ويترتب عن األمر المتعلق بإسناد كفالة الطفل المهمل تتبع ومراقبة شؤون الطفل المكفول في مدى وفاء
الكافل بالتزاماته ،حيث إن هذه المراقبة تشكل إجراء وقاني يحمي الطفل المكفول ،وذلك لما لوحظ في
132قرار صادر عن محكمة االستئناف بمكناس ،عدد ،262ملف رقم ،22290/60/99بتاريخ ( ،6060/02/22غير منشور).
133محمد الشافعي ،كفالة األطفال المهملين دراسة في القانون المغربي " التبني في القانون الفرنسي" ،مرجع سابق ،الصفحة .12
134الدليل العملي للمعاير النموذجية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف ،مرجع سابق ،الصفحة .266
135قرار محكمة االستئناف بورزازات عدد ،692ملف األحوال الشخصية عدد ،6026 /229بتاريخ 09نونبر ،6026مشار إليه
لدى :مصطفى سدني ،كفالة األطفال المهملين في التشريع المغربي ،مجلة البوغاز للدراسات القانونية والقضائية ،العدد الثاني ،أكتوبر
،6022ص .102
136حكم المحكمة االبتدائية بالرباط ،عدد ،262ملف رقم ،6020/99الصادر بتاريخ 61غشت ( ،6020غير منشور).
63
الواقع من أوضاع مزرية ألطفال أسندت كفالتهم إلى اشخاص لم تتم مراقبتهم وال متابعة تنفيذهم
اللتزاماتهم المترتبة عن إسنادهم الكفالة.137
ويمكن القول أن دور القاض ي المكلف بشؤون القاصرين في مراقبة وتتبع شؤون المكفول بكل الصالحيات
التي أوكلها إياه قانون الكفالة قد استوفى كل الشروط التي تجعله يحقق مصلحة الطفل المكفول وذلك من
خالل اعتماد القاض ي المكلف بشؤون القاصرين في مراقبته شؤون المكفول على وسائل إثبات واقعية
المراقبة هذه الوسائل تتمثل في األبحا التي تجريها كل من النيابة العامة أو السلطة املحلية أو المساعدة
االجتماعية أو المصالح القنصلية.
إضافة إلى إرفاق أمر القاض ي المكلف بشؤون القاصرين القاض ي بإلغاء الكفالة بضمانات التنفيذ المعجل
والقوة العمومية حماية للطفل المكفول من الكافل؛ فإذا أصدر القاض ي المكلف بشؤون القاصرين أمرا
يقض ي بإلغاء كفالة الطفل المكفول عن الكافل ،وامتنع هذا األخير عن تنفيذ مقتضيات هذا األمر القضائي
فإن القاض ي يحيل الملف على النيابة العامة لتسهر على تنفيذه بواسطة القوة العمومية أو بما تراه مالئما
من الوسائل ،مع اتخاذ اإلجراءات المناسبة لمصلحة الطفل المكفول.
وتجدر اإلشارة إلى أنه رغم أن المشرع في قانون الكفالة جعل من النيابة العامة جهازا مساهما في تتبع
ومراقبة شؤون الطفل المكفول ومدى وفاء الكافل بالتزاماته ،إال أن هذه الرقابة ليست مباشرة وإنما جعلها
المشرع بعد أن يعهدها إليها القاض ي المكلف بشؤون القاصرين.
فالنيابة العامة وبعد قيامها بهذه المراقبة فهي ال تملك الصالحية في إلغاء الكفالة ،وإنما تكتفي فقط بوضع
تقارير األبحا التي قامت بها بين يدي القاض ي أو تقترح عليه التدابير التي تراها مالئمة وتقديم الملتمسات
الضرورية بما فيها الغاء الكفالة.138
وقد تفاعلت دورية رئيس النيابة العامة عدد /21س /ر ن ع الصادرة بتاريخ 21أبريل ،1112مع هذا األمر،
ووجهت تعليمات لقضاة النيابة العامة بضرورة تتبع تنفيذ الكفالة ،ومدى وفاء الكافل بالتزاماته ،وذلك
بمسك سجل في الموضوع قصد التتبع والمواكبة والضبط والمراقبة ،مع االستعانة بالمساعدين
االجتماعيين في عملية التتبع ،وترتيب اآلثار القانونية في حالة إخالل الكافلين بالتزاماتهم ،بما في ذلك تقديم
ملتمس إلغاء الكفالة ،أو تعديلها.
137عبد القادر قرموش ،الدور القضائي الجديد في قانون األسرة المغربي ،منشورات المعارف ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط،
طبعة ،6021الصفحة .99
138رئاسة النيابة العامة ،دليل النيابة العامة بشأن كفالة األطفال المهملين ،مديرية الشؤون الجنائية والعفو ،أكتوبر ،6062الصفحة
.26
64
65
الفصل الثاني
66
التفكير في إحدا آليات للتنسيق وتطوير قدرات المتدخلين وكفاءاتهم ،وتقديم خدمات شاملة بشكل
احترافي.
إن أولى ثمرات هذا السعي نحو إقرار آليات للتكفل بالنساء واألطفال ،جسدته االستراتيجية الوطنية من
أجل اإلنصاف والمساواة ،واالستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد النساء والخطة الوطنية
للطفولة "مغرب جدير بأطفاله" ،حيث أكدت كل منها الحاجة إلى استحضار البعد التكاملي في معالجة
أوضاع هذه الفئات ومعالجة واقع هشاشتها والتركيز في كل ذلك على ضرورة تجميع قدرات كل
المتدخلين ،وتركيز جهودهم ضمانا لنجاعتها وإمعانا في الحرص على توجيهها نحو خدمة الطفل والمرأة،
وفق تصور جماعي يراعي محدودية اإلمكانيات وخطورة ما آلت إليه أوضاعهما ،والحرص على ابتكار أكثر
األساليب قدرة على تحقيق التكفل بهما وفق منظور يعتمد المصلحة الفضلى لكل منهما.
إن المقاربة التشاركية والمندمجة التي أقرتها االستراتيجيات الوطنية ،أكدت دائما على ضرورة إيجاد
آليات للربط والتواصل والتنسيق بين كل الجهات المتدخلة في التكفل ،وهو ما استجابت إليه كل
القطاعات الحكومية المعنية من خالل إحدا خاليا لدى المصالح الخارجية والمرافق العمومية
التابعة لكل من وزارة الصحة ومصالح األمن الوطني والدرك الملكي ،وجسدته أيضا الخاليا املحدثة بكافة
محاكم المملكة والتي أوكل لها مهام التنسيق بين مجهودات الخلية باملحكمة وباقي القطاعات الحكومية
الممثلة بكافة مدن المملكة وإلى جانبها هيئات املجتمع المدني ،إيمانا بما يمكن أن تسهم به هذه األخيرة
في مسار التكفل بالنساء واألطفال.
وعليه فقد اعت برت هذه الخاليا نواة لتطوير آليات التنسيق مع باقي الشركاء الفاعلين في مجال حماية
النساء واالطفال ،وهو ما تعزز بتكليف هاته الخاليا بمهام التكفل باألطفال أيضا تكريسا لحرص الوزارة
على إيالء هذه الفئة ما ينبغي من اهتمام وعناية ،واعترافا أيضا بالنتائج التي تم تحقيقها في تفعيل سبل
التنسيق ،السيما فيما يتعلق باالنفتاح الملحوظ لمكونات القطاعات الحكومية المعنية على باقي هيئات
املجتمع المدني.139
من جهة أخرى اعتبرت هذه الخاليا األداة التنفيذية لبلورة خطة وزارة العدل في ميدان التكفل بالنساء
واألطفال واالرتقاء بالعمل القضائي في هذا املجال ،هذه الخطة التي تسهر على تتبعها وتنفيذها الخلية
المركزية للتكفل بالنساء واألطفال التابعة لمديرية الشؤون الجنائية والعفو بوزارة العدل.
وقد تعزز هذا المسار بمجهودات كل من اللجان املحلية واللجان الجهوية والوطنية للتكفل بالنساء
واألطفال ،والتي فتحت آفاقا أوسع وأرحب للتنسيق وتحقيق التكامل فيما يتم بذله من جهود.
139الدليل العملي للمعايير النموذجية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف ،مرجع سابق ،الصفحة .269
67
وبعد التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف في مراحله األولى من استقبال واستماع ،ففي حالة اقتناع
النيابة العامة بمتابعة المشتكى به يأتي دور الجهاز القضائي املختص في استئناف مسار التكفل في إطار
محاكمة عادلة.
وتأسيسا لما سبق سيتم التطرق من خالل هذا الفصل آلليات التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف
في {المبحث األول} على أن يتم التطرق لدور العمل القضائي في حماية النساء واألطفال ضحايا العنف
في {المبحث الثاني}
140مرسوم رقم 63293922صادر في 20أبريل 6022بتطبيق القانون رقم 201321المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء ،جريدة
رسمية عدد ،2992صادر في 06ماي .6022
141تنص المادة 20من القانون 201321المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء" ":تحدث خاليا التكفل بالنساء ضحايا العنف بالمحاكم
االبتدائية ومحاكم االستئناف وبالمصالح المركزية والالممركزة للقطاعات المكلفة بالصحة وبالشباب وبالمرأة وكذا للمديرية العامة
لألمن الوطني والقيادة العليا للدرك الملكي"...
68
تشكل خاليا التكفل بالنساء واألطفال نقطة االتصال األولى بين القضاء والفئات المعنية واملخاطب
المباشر لباقي المؤسسات الشريكة في هذا املجال كما تشكل أيضا نقطة ارتكاز لتفعيل التنسيق بين
مختلف المتدخلين وتتألف هذه الخاليا من مختلف مكونات الجسم القضائي داخل املحكمة باإلضافة
إلى توظيف مساعدات اجتماعيات يتكلفن باستقبال الضحايا وهو ما من شأنه أن يدعم عمل هذه ومن
أجل تعزيز عمل هذه الخاليا وهذا ما سيتم التطرق إليه من خالل {الفقرة األولى} التي ستخصص
لتأليف ومهام خلية التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف ،ومن أجل تعزيز عمل هذه الخاليا والرفع
من قدرات أعضائها تم وضع مجموعة من الموارد البشرية المؤهلة وكذا موارد اللوجستيكية للمض ي
قدما بهذه الخطة وبالتالي ستخصص {الفقرة الثانية} لوسائل عمل خلية التكفل بالنساء واألطفال
ضحايا العنف.
الفقرة األولى :تأليف ومهام خلية التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف
إن وزارة العدل والحريات عند وضعها لخطة التكفل بالنساء واألطفال من خالل إحدا الخاليا أخذت
بعين االعتبار التنوع واالختالف والشمولية لتمثيل كافة المؤسسة القضائية ضمانا لجودة أداء الخلية
في تنفيذ وبلورة دورها وعلى هذا األساس سيتم التطرق لتأليف خلية التكفل بالنساء واألطفال ضحايا
العنف{أوال} ومهام خلية التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف{ثانيا}.
142أنس سعدون ،تجربة خاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف بالمغرب الحصيلة واآلفاق ،مقال منشور بالمجلة المغربية
لنادي القضاة ،العدد الخامس ،سنة ،6029الصفحة .222
69
وتجدر اإلشارة إلى أنه بموجب القانون 02.29تم التنصيص على مأسسة المساعدة االجتماعية باملحاكم
وإحدا مكاتب المساعدة االجتماعية بكل من املحاكم االبتدائية ومحاكم االستئناف وذلك بموجب
المادة 91منه.
كما أنه بلغ عدد المساعدات والمساعدين االجتماعيين باملحاكم ما مجموعه .227
وباعتبار الموظفات المكلفات بمهام المساعدة االجتماعية ينتمين لهيئة كتابة الضبط فكان لزاما ضم
هذا الجهاز لعضوية هذه الخاليا ،وتتألف الخلية من نائب وكيل الملك وقاض األحدا ومساعدة
اجتماعية ،ممثل القطاع الوزاري المكلف بالصحة وممثل القطاع الوزاري المكلف بالشباب ،ممثل
القطاع الوزاري المكلف بالمرأة.143
كما تم إسناد مهام التنسيق داخل الخلية إلى جهاز النيابة العامة بالنظر لخصوصية موقعها كجهاز
مشرف على عمليات البحث التمهيدي المنجزة من طرف الشرطة القضائية ودورها الفاعل في الدعوى
العمومية منذ تحريكها إلى غاية مرحلة تنفيذ األحكام الصادرة بشأنها وبحكم طبيعة عالقة هذا الجهاز
مع محيطه من قطاع صحي ومجتمع مدني وهيئات أخرى مما يجعل جهاز النيابة العامة هي التي تستطيع
اإلحاطة بظروف اشتغال وإكراهات عمل هذه الجهات وحدود إمكانياتها.
143وزارة التضامن والتنمية االجتماعية والمساواة واألسرة ،دليل الخاليا واللجان المؤسساتية للتكفل بالنساء ضحايا العنف ،مطبعة
،Editions-AZأكدال ،الرباط ،سنة ،6062الصفحة .22
70
وإلى جانب دور ممثل النيابة العامة تقوم المساعدة االجتماعية بدور فعال في هذا اإلطار ويمكن اختزاله
فيما يلي:
استقبال النساء واألطفال ضحايا العنف واألطفال في وضعية صعبة واألطفال في وضعية مخالفة
للقانون واألطفال في وضعية إهمال ،وكذا النساء واألطفال ضحايا االتجار بالبشر وتقديم الدعم
النفس ي لهم؛
االستماع لكل من المرأة والطفل وتعريفهم بالحقوق التي يخولها لهم القانون ،والقيام بمهام
التوجيه واإلرشاد وتزويدهم بالمطويات 144التي توضح مسار التكفل بالنسبة لكل فئة؛
توجيه األطفال والنساء الضحايا إلى وحدات التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف بالمصالح
الطبية ،لتقديم العالج والحصول على الشهادة الطبية ومصاحبتهم عند االقتضاء؛
تتبع وضعية المرأة والطفل ومواكبة مسار التكفل القضائي واطالعهم على كل المراحل التي تهم
قضاياهم ومالها؛
القيام بناء على أمر قضائي أو إذن من وكيل الملك بإنجاز أبحا اجتماعية ،ورفع تقارير بشأنها
إلى الجهة التي أمرت بها وزيارة أماكن إقامة الضحايا من النساء واألطفال ،وإنجاز تقرير بذلك
وتفقد أماكن اإليواء بالنسبة لألطفال والنساء وإنجاز تقرير بذلك وتفقد أماكن إيداع األطفال
بكافة المؤسسات وإنجاز تقرير بذلك؛
اإلسهام في تعزيز التنسيق بين مكونات الخلية القضائية للتكفل بالنساء واألطفال وبين هذه
المكونات وباقي الشركاء المعنيين بمسار التكفل لدى القطاعات األخرى سواء الحكومية أو غير
الحكومية.
القيام بمهمة المقرر في أشغال اللجن املحلية واللجان الجهوية للتكفل بالنساء واألطفال وإنجاز
تقارير بخصوص اجتماعات هذه اللجن؛
المساعدة في تسهيل الولوج إلى المعلومة المتعلقة بهذا النوع من القضايا ومعرفة مالها وضبط
اإلحصائيات؛
تدبير الشؤون اإلدارية للخلية القضائية للتكفل بالنساء واألطفال ومسك السجالت الخاصة
بقضايا المرأة والطفل وذلك تحت إشراف رئيس كتابة الضبط ورئيس كتابة النيابة العامة.
ومن جهة أخرى فإن دور المساعدات االجتماعيات المعينات لدى الخاليا كان له أثر ملحوظ أيضا في
تحسين استقبال وولوج النساء واألطفال للمحاكم ،الذي أضفى بعدا اجتماعيا وإنسانيا على تدخل
يتضح من خالل الجدول أعاله أن خلية التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف استقبلت خالل سنة
2201ما مجموعه 04241طفال ضحية عنف بزيادة تقدر بنسبة ٪12مقارنة مع سنة 2205والتي تم
فيها استقبال 02160طفال ،وزيادة كذلك في نسبة الحاالت التي تم االستماع إليها ،حيث تم االستماع ل
5622طفال خالل سنة 2201خالفا لسنة 2205التي تم االستماع خاللها ل 7024طفال.
إال أنه هناك اخفاض في عدد جلسات العنف ضد األطفال حيث شهدت سنة 2706 ،1205جلسة
متعلقة بالعنف ضد األطفال عكس سنة 2201التي شهدت 2212جلسة متعلقة بالعنف ضد
األطفال.
النيابة العامة حول تنفيذ السياسة الجنائية وسير النيابة العامة لسنة ،6029الصفحة .612 145التقرير السنوي لرئاسة
النيابة العامة حول تنفيذ السياسة الجنائية وسير النيابة العامة لسنة ،6022الصفحة .166 146التقرير السنوي لرئاسة
النيابة العامة حول تنفيذ السياسة الجنائية وسير النيابة العامة لسنة ،6060الصفحة .622 147التقرير السنوي لرئاسة
النيابة العامة حول تنفيذ السياسة الجنائية وسير النيابة العامة لسنة ،6062الصفحة .129 148التقرير السنوي لرئاسة
72
أما خالل سنة 2222مقارنة بسنتي 1122و 1122فهناك انخفاض سواء على مستوى الحاالت التي تم
استقبالها والتي تم االستماع إليها حيث بلغ عدد الحاالت التي تم استقبالها خالل هذه السنة إلى ما
مجموعه 5250و 2606بالنسبة للحاالت التي تم االستماع إليها كما بلغ عدد الجلسات خاللها ل 2268
جلسة بنسبة تقل عن سنتي 1122و.1122
إال أنه خالل سنة 2220استقبلت الخلية ما مجموعه 02150طفال ضحية ،بنسبة ارتفاع تقدر ب
02.12مقارنة مع سنة ،2222التي تم خاللها استقبال 5250طفال كما شهدت هذه السنة ارتفاعا في
عدد الحاالت التي تم االستماع اليها حيث بلغ 7220حالة وبنسبة تفوق بكثير سنة ،1111كما شهدت
سنة 1112ارتفاعا في عدد جلسات العنف ضد األطفال مقارنة بالسنوات السابقة الذي بلغ 2862
جلسة.
بالنسبة لنشاط خاليا التكفل بالنساء:
عدد عدد عدد عدد عدد عدد نوع
جلسات الزيارات الحاالت الحاالت الحاالت الحاالت النشاط
العنف المنجزة التي تم المستفيد التي تم التي تم
ضد من طرف انجاز بحث من ة االستماع استقبالها
النساء المساعد( اجتماعي المساعد اليها
ة) بشأنها من ة
االجتماعية طرف القانونية
لمؤسسات المساعدة
الرعاية أو االجتماعية السنة
مراكز
االيواء
149التقرير السنوي لرئاسة النيابة العامة حول تنفيذ السياسة الجنائية وسير النيابة العامة لسنة ،6029الصفحة .612
150التقرير السنوي لرئاسة النيابة العامة حول تنفيذ السياسة الجنائية وسير النيابة العامة لسنة ،6022الصفحة .162
151التقرير السنوي لرئاسة النيابة العامة حول تنفيذ السياسة الجنائية وسير النيابة العامة لسنة ،6060الصفحة .696
152التقرير السنوي لرئاسة النيابة العامة حول تنفيذ السياسة الجنائية وسير النيابة العامة لسنة ،6062الصفحة .620
73
من خالل الجدول يمكننا القول أن سنة 2201شهدت ارتفاعا سواء على مستوى عدد حاالت األطفال
التي تم استقبالها واالستماع إليها حيث تم استقبال 024412طفال خالفا لسنة 2205التي تم فيها
استقبال 12267وتم االستماع ل 62272طفال نسبة تفوق سنة 2205التي تم االستماع خاللها
ل 25722طفال ،إال أنه انخفض عدد المستفيدين من المساعدة القانونية حيث بلغ عددهم خالل سنة
1291 1122مستفيد بنسبة تقل عن عددهم في سنة 2205والتي عرفت 20855مستفيدا من
المساعدة القانونية ،إال أنه خالل سنتي 2222و 2220نالحظ انخفاضا في عدد الحاالت التي تم
استقبالها مقارنة مع 2201حيث بلغ عدد الحاالت التي تم استقبالها سنة 80087 ،2222حالة و في سنة
2220ما مجموعه 56685حالة ،أما بالنسبة للحاالت التي تم االستماع إليها فقد عرفت انخفاضا سنة
2222مقارنة مع سنة 2220حيث شهدت ما مجموعه 22257حالة خالفا لسنة 2220التي شهدت
ارتفاعا في عدد الحاالت التي تم االستماع إليها والتي بلغت 62276حالة ،كما أن المستفيدين من
المساعدة القانونية خالل هذه السنة بلغ 06627مستفيد بنسبة تفوق السنوات الماضية.
الفقرة الثانية :وسائل عمل خلية التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف
من أجل تحسين أداء خاليا التكفل بالنساء واألطفال ،واالرتقاء بالعمل القضائي في هذا املجال عملت
وزارة العدل والحريات على دعم هذه الخاليا بالموارد المادية {أوال} والبشرية الكفيلة باضطالعها بمهامها
{ثانيا}
153الدورية الصادرة عن وزير العدل والحريات تحت عدد 62س 1 /بتاريخ .6029 /20 /9
74
وتجهيز هذه الخاليا بالمعدات والتجهيزات الضرورية من أجل توفير فضاء مالئم الستقبال النساء
واألطفال في ظروف تراعي أوضاعهم االجتماعية الخاصة ،وتعتبر خلية التكفل بالقنيطرة ضمن املحاكم
النموذجية من حيث التجهيز وكذا من حيث الخدمات التي تقدمها للوافدين عليها.
ومن أجل تسهيل الولوج إلى خدمات الخاليا ،تم طبع بطائق وعالمات التشوير الخاصة بهذه الخاليا
لتسهيل الولوج إليها من طرف المتقاضين المستفيدين من خدماتها وكذا المطويات المعدة لفائدتهم من
أجل تعريفهم بالخدمات الموضوعة رهن إشارتهم ،حيث تم إعداد مطوية خاصة بالمرأة والطفل
الضحية ،الطفل في وضعية مخالفة للقانون ،الطفل في وضعية صعبة ،الطفل المهمل الطفل.154
فضال عن تطوير وسائل تجميع المعلومات والرفع من جودتها من خالل دعم تجربة المنظومة
المعلوماتية حول العنف ضد النساء من أجل تطوير المعلومات في هذا الباب ورصد الظاهرة وأبعادها،
مع الشروع في إحدا برنامج مماثل حول قضايا الطفل المعروضة على القضاء؛ كما تم إحدا
المطبوعات والسجالت لضبط مسار قضايا النساء واألطفال لدى جميع محاكم المملكة من أجل توفير
إمكانية الحصول على معلومات وإحصائيات علمية في هذا النوع من القضايا لما لذلك من وقع إيجابي
في تطوير العمل القضائي في هذا الباب ،ما يقتض ي إعادة تزويد املحاكم سنويا بها وكذا توفير اآلليات
المعلوماتية التي تسهل عمل الخاليا في مجال تجميع المعلومات ورصدها وتوجيهها إلى اإلدارة المركزية
الستغاللها.
وفي نفس اإلطار ومن أجل حث املحاكم على العمل بهذه السجالت وتفعيل العمل بها تم توجيه
دورية لجميع محاكم المملكة سنة 1122حول العمل بالسجالت والمطبوعات بعد تزويد السادة
المديرين الفرعيين بهذه السجالت قصد توزيعها على كافة املحاكم لبدء العمل بها رسميا مطلع سنة
، 1121حيث جاء في هذه الدورية " ...لذا اهيب بكم العمل على حث كتابة الضبط وكتابة النيابة العامة
لديكم على العمل بالسجالت والمطبوعات الجديدة والحرص على حسن مسكها واستعمالها ،واتخاذ ما
يلزم لتجميع القضايا والملفات الخاصة بالنساء واألطفال بشكل يسهل تدبيرها ومسك السجالت
الخاصة بها "...
ومن أجل توحيد عمل هذه الخاليا أعدت وزارة العدل والحريات الدليل العملي للمعايير النموذجية
للتكفل بالنساء واألطفال ،يتوخى تفعيل مسار عملي واضح ومتكامل للتكفل القضائي بالنساء واألطفال،
مرورا بكافة المراحل التي تعرفها العملية القضائية بدء من مرحلة البحث التمهيدي إلى غاية مرحلة
التنفيذ.
155امنة افروخي ،خاليا من أجل تكفل قضائي ناجع بالنساء واألطفال ،مجلة الشؤون الجنائية والعفو ،العدد األول ،دجنبر ،6022
الصفحة .22
76
النساء واالطفال واالتجار بالبشر إضافة إلى التنصيص على ضرورة التكفل بالضحية بكيفية فورية
وتقديم الحماية لها بالسرعة التي يتطلبها الموقف فضال على ضرورة توفر املحاكم على فضاء خاص
الستقبال ضحايا العنف مجهزة بما يراعي خصوصية أوضاعهم النفسية واالجتماعية.
ثم عمل المغرب على المصادقة على جل الصكوك الدولية الخاصة بحماية المرأة والطفل 156السيما
اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة وكذلك تبني مجموعة من االستراتيجيات الوطنية
ابتداء من سنة ،1111وأبرز ما أفرزته هذه االستراتيجيات هو العمل على االرتقاء بمستوى التكفل
بالنساء واألطفال ضحايا العنف سعيا نحو إرساء منظور يتوخى توفير تكفل حقيقي لهذه الفئة وألجل
ذلك أحدثت وزارة العدل بكافة محاكم المملكة خاليا للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف منذ سنة
1112لكن رغم ذلك ظلت المرأة تعاني من مظاهر التمييز الذي يعتبر العنف من أبرز تجلياته وكذلك
نفس األمر بالنسبة للطفل ،الش يء الذي أدى إلى إصدار القانون رقم 210.20المتعلق بمحاربة العنف
ضد النساء والذي يعد بمثابة أول التفاتة تشريعية اهتمت بمحاربة العنف ضد النساء في أبعادها
الوقائية والزجرية والحمائية والتكفلية 157وبموجبه تم التنصيص على إحدا خاليا للتكفل بالنساء
واألطفال ضحايا العنف بجميع محاكم الممملكة وآليات للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف إال أنه
ليس ال يتضمن مقتضيات لعمل لهذه الخاليا ومسار التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف مما يتعين
معه الرجوع للدليل العملي باعتباره المرجع الوحيد المنظم لعمل هذه الخاليا.
156أحمد قيلش ،التكفل بالنساء ضحايا العنف على ضوء السياسة الجنائية بالمغرب ،الواقع والرهانات ،مؤلف جماعي :السياسة الجنائية
بالمغرب الواقع واالفاق :6029-6002 ،دار األمنية ،الرباط ،طبعة ،6029الصفحة .22
157تنص المادة 20من القانون 201321على أنه ":تحدث خاليا للتكفل بالنساء ضحايا العنف بالمحاكم االبتدائية ومحاكم االستئناف،
والمصالح المركزية والالمركزية القطاعات المكلفة بالصحة والشباب وبالمرأة وكذا بالمديرية العامة لألمن الوطني والقيادة العليا للدرك
الملكي.
تتولى هذه الخاليا المحدثة على مستوى المحاكم االبتدائية ومحاكم االستئناف باإلضافة لممثلي اإلدارة ،من نائب وكيل الملك وقاضي
األحداث والمساعد أو المساعدة االجتماعية.
يحدد بنص تنظيمي تأليف الخاليا المحدثة على مستوى المصالح المركزية والالمركزية للقطاعات المكلفة بالعدل وبالصحة وبالشباب
وبالمرأة وكذا للمديرية العامة لألمن الوطني والقيادة العليا للدرك الملكي ،وكذا ممثلي اإلدارة بالخاليا المحدثة على مستوى المحاكم
االبتدائية ومحاكم االستئناف يراعى في تكوين هذه الخاليا مبدأ التخصص ومبدأ المناصفة".
77
لجملة من التدابير العملية المصاحبة لها وذلك لتتبع وتقييم مدى االلتزام الفعلي بالتطبيق السليم
للمقتضيات التشريعية المعنية بحماية الطفل وتحقيق الغايات المرجوة من سنها والتي تهدف في
مجموعها إلى تحقيق المصلحة الفضلى للطفل بشكل عام.158
في هذا الصدد تتم اإلشارة إلى الدورية عدد 29س ر ع وتاريخ 2أبريل159 1122والمتعلقة بتغيير التدابير
فإنها أوصت السادة الرؤساء األولين ملحاكم االستئناف على تكليف السادة القضاة والمستشارين
المكلفين باألحدا بالقيام بزيارة مراكز حماية الطفولة الموجودة بدوائر نفوذهم وكذا المؤسسات
السجنية وذلك قصد تفعيل دورهم في تغيير التدبير عند اقتضاء مصلحة الطفل ذلك واستبدالها بتدبير
أنسب للمصلحة الفضلى للحد كالتسليم إلى العائلة خاصة إذا تعلق األمر باألحدا دون 21سنة.
والدورية رقم /22س ر ن بتاريخ 22مارس 1122التي تم بمقتضاها توجيه أعضاء النيابة العامة إلى
التفاعل اإليجابي مع قضايا األسرة وإيالئها العناية الالزمة للمساهمة في استقرار وتماسك األسرة
واطمئنان األطفال واستحضار المصالح الفضلى لهم.
ومن أجل ضمان تفرغ المساعدين والمساعدات للمهام المسندة إليهم بالخاليا فقد وجهت وزارة العدل
والحريات دورية إلى مختلف املحاكم حول ضرورة التفرغ للمهام وإعفاء المساعدات من باقي مهام كتابة
الضبط ،وكذا توظيف المساعدين والمساعدات االجتماعيين الجدد في المهام التي عينوا من أجلها
بالخلية.
إلى جانب التتبع ومن أجل دعم وتعزيز قدرات أعضاء الخاليا تسهر وزارة العدل والحريات ممثلة من
طرف مديرية الشؤون الجنائية والعفو على تكوينهم من خالل:
-تنظيم برامج سنوية للتكوين والتكوين المستمر على األمدين القريب والمتوسط ،الفائدة جميع
مكونات الخلية من القضاة واألطر ،مع إشراك ممثلين لباقي القطاعات على رأسها ضباط الشرطة والدرك
الملكي والمربون بمراكز حماية الطفولة وكذا ممثلين للجمعيات الفاعلة في املجال؛
-تنظيم لقاءات تواصلية مستمرة لفائدة أعضاء الخاليا من قضاة وأطر مساعدة من أجل تعريفهم
بالمستجدات القانونية والتشريعية في قضايا المرأة والطفل وكذلك تقييم أدائهم الوظيفي في الموضوع؛
-تعزيز تكامل مهام وقدرات المتدخلين الرئيسيين في ميدان التكفل بالنساء واألطفال من خالل العمل
على تأطير كافة أعضاء الخلية بما في ذلك عناصر الضابطة القضائية من شرطة ودرك ملكي والعاملين
في املجال.
158فاتحة اليزيدي ،خاليا التكفل بالنساء واألطفال المحكمة االبتدائية بتمارة نموذجا ،مرجع سابق ،الصفحة .92
159دورية رئيس النيابة العامة ،رقم 22س /ر ن ع ،المتعلقة بتغيير التدابير كلما اقتضت مصلحة الحدث الفضلى ذلك ،بتاريخ
3أبريل .6022
78
تلك أهم املجهودات التي قامت بها وزارة العدل والحريات من أجل الرفع من قيمة أداء الخاليا من خالل
دعم وتعزيز قدرات أعضاء هذه الخاليا ،وال زالت مستمرة في عملية التتبع السيما فيما يتعلق بتطبيق
المقتضيات القانونية وتفعيل مقتضيات الدليل العملي للتكفل بالنساء واألطفال الذي يتوخى مجموعة
من األهداف أهمها:
توحيد اليات التدخل ومعايير التكفل على مستوى كافة محاكم المملكة؛
توفير مرجعية آلليات التدخل تراعي خصوصية عمل خاليا التكفل بالنساء واألطفال وتوضح غاية
المشرع؛
استعمال أكبر قدر من االحترافية والتخصص لدى كافة األطر القضائية العاملة في مجال التكفل بالنساء
واألطفال؛
تثبيت اإلجراءات وتعميمها بهدف مأسستها وتوطيدها كآليات أساسية يجب إتباعها في تطبيق
المساطر القانونية؛
توخي السرعة والنجاعة والفعالية في تطبيق القانون بغية تحقيق التكفل بالنساء واألطفال؛
توفير آلية لتقييم أداء الجهاز القضائي في ميدان التكفل بالنساء واألطفال؛
توفير آلية لتأطير الممارسة العملية في الميدان ولتكوين وتطوير قدرات العاملين في الخاليا.160
المطلب الثاني :لجان التنسيق كآلية لتعزيزعمل خاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف
إن عملية التكفل تقتض ي تقديم خدمات مترابطة وألجل ذلك أكدت االستراتيجيات الوطنية على ضرورة
إيجاد آليات للربط والتواصل والتنسيق بين جميع الجهات المتدخلة في عملية التكفل ،وهو ما
استجابت إليه القطاعات الحكومية ،حيث تم إحدا خاليا لدى المصالح الخارجية والمرافق العمومية
التابعة لكل من وزارة الصحة ومصالح األمن الوطن والدرك الملكي وجسدته كذلك الخاليا املحدثة بكافة
محاكم المملكة حيث تقوم بالتنسيق بين مجهودات الخلية باملحكمة وبين باقي القطاعات الحكومية
الممثلة بكافة مدن المملكة وإلى جانبها هيئات املجتمع المدني إيمانا بما يمكن أن تتسم به في مسار
التكفل بالنساء واألطفال وقد تعزز مسار التكفل بمجهودات كل من اللجان املحلية والجهوية والمركزية
والتي فتحت افاقا أوسع للتنسيق.
األمر الذي يقتض ي توضيح هذه المستويات للتنسيق ويجعلنا نتساءل عن الدور المنوط بهذه الجهات،
وعلى هذا األساس سيقسم هذا المطلب لفقرتين بحيث سيتم التطرق في {الفقرة األولى} آلليات
160امنة أفروخي ،خاليا من أجل تكفل قضائي ناجع بالنساء واألطفال ،مرجع سابق ،الصفحة .29
79
التنسيق داخل الخلية املحلية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف ثم آليات التنسيق على المستوى
الجهوي والوطني في {الفقرة الثانية}.
الفقرة األولى :آليات التنسيق داخل الخلية املحلية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف
لما كانت الخدمات القضائية المقدمة لفائدة النساء واألطفال تتداخل فيها مختلف القطاعات " األمن،
الدرك الملكي ،الصحة ،األسرة والتنمية االجتماعية وغيرها من فعاليات املجتمع المدني" فاألمر الذي
فرض ضرورة التفكير في إيجاد آلية لتأطير هذه األدوار وذلك بهدف ضمان نجاعتها ،وألجل ذلك اعتمدت
وزارة العدل والحريات تجربة نموذجية شكلت مكان مالئم لتعزيز التنسيق بين الخلية باملحكمة والخاليا
الموجودة لدى المصالح الخارجية والمرافق العمومية للقطاعات األخرى.
وعلى هذا األساس سيتم التطرف من خالل هذه الفقرة إلى كل من التنسيق على المستوى املحلي من
خالل اللجنة املحلية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف {أوال} ودور املجتمع المدني في التكفل
بالنساء واألطفال ضحايا العنف {ثانيا}
أوال :التنسيق على المستوى املحلي من خالل اللجنة املحلية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا
العنف
تم إحدا اللجنة املحلية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف لتشكل فضاء للتداول بين جميع
المتدخلين والتي عرفت مأسسة بمقتض ى قانون 210.20ومرسومه التطبيقي من أبرز مهامها عقد
اجتماعات تضم جميع أعضائها ،لتشكل بذلك أداة للترافع عن اإلشكاالت الحقيقية التي تعاني منها خاليا
التكفل القضائية والغير القضائية لذلك سيتم العمل على إبراز تأليف ومهام اللجنة املحلية للتكفل
بالنساء واألطفال ضحايا العنف ( )0على أن يتم التطرق لدور الخاليا الموجودة على مستوى كل من
األمن الوطني والمستشفيات العمومية()2
80
-المساعد أو المساعدة االجتماعية باملحكمة المذكورة؛
-ممثلي اإلدارة؛
-ممثل املجلس اإلقليمي؛
-محام يعينه نقيب هيئة املحامين بالدائرة القضائية االستئنافية؛
-مفوض قضائي ،يعينه رئيس املجلس الجهوي للمفوضين القضائيين؛
-كما يمكن أن يحضر أشغال اللجنة ،كل شخصية معروفة باهتمامها بقضايا المرأة ،وكذا ممثلو
الهيئات والمؤسسات والجمعيات التي ترى اللجنة فائدة في دعوتها.161
ومن خالل المادة أعاله يتضح أن المشرع المغربي من خالل القانون الخاص بمحاربة العنف ضد النساء
وسع من دائرة المتدخلين في اللجان املحلية للتكفل بالنساء ضحايا العنف على مستوى الدائرة
القضائية لكل محكمة ابتدائية ،إذ تم االنفتاح على بعض الهيئات المساعدة للعدالة كاملحامين
والمفوضين القضائيين بحيث أصبح حضور ممثلهم األشغال اللجنة إجباريا.
وتحقيق التنسيق داخل اللجنة املحلية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف رهين أساسا بالتوفر
على آليات وأدوات االشتغال ووسائل التنسيق الكفيلة ببلورة اختصاصاتها وتجسيدها ومن جملة هذه
اآلليات عقد اجتماع كل ثالثة أشهر مع وجوب االنتظام في هذه االجتماعات.
والتي يجب أن تكون بدعوة مسبقة من النيابة العامة لكافة مكوناتها ،استنادا إلى جدول أعمال مضبوط
ومعد بتنسيق بينها وبين باقي مكونات اللجنة ،لتدارس القضايا التي تهم جانب تعزيز التنسيق وتجاوز
إشكاالت التكفل ،مع ضمان حد أدنى من الثبات واالستقرار في مكوناتها وذلك بالشكل الذي يضمن
تطوير قدرات أعضائها وتكريس التواصل بين مجموع ممثلي الجهات المعنية بالتكفل وتوفير األرقام
والمعطيات اإلحصائية المتاحة محليا وتيسير سبل تبادلها فيما بين القطاعات.
سعيا إلى رصد الصورة الحقيقية لظاهرة العنف وألوضاع النساء واألطفال محليا والتأكد من مدى
انسجام بيانات الفاعلين أعضاء اللجنة املحلية مع تقييم ما يتم إنجازه ،وإصدار توصيات حول ما ينبغي
اعتماده من آليات وتدابير تعزز قدرات مختلف المتدخلين والشركاء.
كما ينبغي أيضا وضع قائمة بأسماء وصفات ومهام وأرقام الهواتف الخاصة بكل عضو في اللجنة رهن
إشارة كل مكوناتها مع ضرورة التحيين الدوري لهذه القائمة لما يتيحه ذلك من فائدة بالنسبة للتحضير
الجتماعات اللجنة ،وللتدخل المباشر والفوري لمعالجة بعض القضايا والحاالت بما يتطلبه ذلك من
سرعة وفعالية وبشكل يحقق نجاعة وتكامل تدخالت الخاليا القطاعية المتخصصة.162
1الخاليا الموجودة على مستوى األمن الوطني والدرك الملكي والمستشفيات العمومية
انخراط عناصر الدرك الملكي واألمن الوطني في منظومة التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف ،بناء
على دورهم الريادي في استقبال الشكايات بمختلف أنواعها وحاالتها والقيام بالبحث والتقص ي المادي
للوصول إلى الحقيقة في سبيل معاقبة الجاني ومنح املجني عليه حقه المؤطر قانونا.165
وتسهر هذه الخاليا الموجودة بمصالح األمن الوطني والدرك الملكي على املحافظة على النظام العام
وتأمين السكينة العامة لكافة المواطنين وحماية ممتلكاتهم وحرياتهم ،وفي هذا اإلطار ومن أجل تطويق
ظاهرة العنف ضد النساء واألطفال تتدخل هذه المصالح حيث يلقى على عاتقها التكفل بجمع المادة
الخام للجريمة من حيث ظروفها ومالبساتها.166
وتتحدد وظائف هذه المصالح باعتبارها أول من يستقبل الضحية في أنها تتخذ إجراءات استباقية في
أفق حماية وتوعية النساء على ولوجهن بتلقائية إلى مراكز الشرطة والدرك من أجل وضع شكايتهن.
كما تسهر على تحقيق تكفل سريع وخصوص ي لفائدة النساء ضحايا العنف واالستماع للضحية ،ثم
البحث والتحري وإنجاز املحاضر بشكل فوري وإحالتها إلى النيابة العامة بعد تسليمها للضحية مباشرة،
كما تسهر هذه الخاليا على تكوين العاملين بها من أعوان الشرطة والدرك الملكي تكوينا متخصصا في
مجال محاربة العنف واستقبال الضحية ،وضبط جميع المعلومات والبيانات وتحيينها بهدف تحقيق
عمل أفضل مع مختلف الشركاء.167
164رحمة خودي ،دور خاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف ،مرجع سابق ،الصفحة .92
165حنان المعيطي ،المرأة على ضوء المتغيرات التشريعية الجديدة ،مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية ،عدد ،66سنة ،6029
الصفحة .162
166الجمعية المغربية لمناهضة العنف ضد النساء ،دليل خاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف ،الطبعة األولى دجنبر،6022
مطبعة ZINO MARالدار البيضاء ،الصفحة .62
167وزارة التضامن والمرأة واألسرة والتنمية االجتماعية ،دليل الخاليا المؤسساتية الستقبال النساء واألطفال ضحايا العنف،6060 ،
الصفحة .20
83
وتتكون الخاليا الموجودة على مستوى األمن الوطني من ضابط للشرطة القضائية وموظفي األمن كما
تتكون الخاليا الموجودة على مستوى القيادة العليا للدرك الملكي من ضابط للشرطة القضائية
وعناصر من الدرك الملكي.
وألجل ضمان جودة التكفل من طرف هذه المصالح تسهر الخلية القضائية من خالل مهام التنسيق
الموكولة لعضو النيابة العامة على ضمان الفعالية والنجاعة في أداء الضابطة القضائية لمهام التدخل
والمعالجة لكافة أشكال االعتداء وانتهاك حقوق الفئات المستهدفة بالتكفل ،وذلك من خالل الدور
الموكول لجهاز النيابة العامة في اإلشراف على مهام البحث التمهيدي ،وبالرغم من الطبيعة القانونية
لهذا اإلشراف فإن واجب التنسيق والتكامل في أداء كل جهاز لمهامه يبقى ضروريا لتحقيق التكفل
الشامل وعليه فإن التدابير التي تتخذها النيابة العامة ينبغي التمييز فيما بين شروط تعامل الضابطة
القضائية مع كل من المرأة والطفل بالنظر لخصوصيات كل مهما فبالنسبة للمرأة يجب مراعاة التدابير
التالية:168
الحث على قيام كافة مكونات الضابطة القضائية بإخطار النيابة العامة بكل حاالت العنف واالعتداءات
ضد النساء المبلغ عنها أو المشتكى بها وذلك على وجه السرعة بكل الوسائل المتوفرة لتمكين النائب
المكلف بمهام الخلية من تقدير اإلجراءات االستعجالية الممكن اتخاذها لمصلحة المرأة غير تلك التي
تباشرها مصالح الضابطة القضائية عادة كالتطبيب والعالج وكذا اإليواء إذا لزم األمر بالسرعة
والفعالية الالزمتين.
معرفة املخاطب المباشر للخلية القضائية بكل مركز من مراكز الدرك الملكي ،وكذا كل دائرة من دوائر
الشرطة والمصلحة الوالئية للشرطة القضائية مع ضرورة توفر الخلية على قائمة بأسماء كل واحد من
هؤالء املخاطبين وأرقام هواتفهم النقالة وضمان استمرار االتصال الدائم بكل منهم وتيسير سبل
التواصل معهم لضمان معالجة الحاالت الواردة على الخلية بما فيها تلك التي تتطلب معالجتها تدخل
أكثر من جهة.
تحديد المصلحة املختصة ترابيا بشكل دقيق عند إحالة الضحية على الضابطة القضائية مع الحرص
على إحالتها مباشرة على العنصر المكلف بهذا النوع من القضايا والمعين كمخاطب للخلية القضائية
لديها ،فمن شأن اإلحالة وفقا لهذه الشروط أن تسهم ليس فقط في تيسير سبل استقبال النساء
المتكفل بهن فحسب ،وإنما أيضا تمكينين ومعهن الخلية القضائية من تتبع مسار البحث التمهيدي
بكل يسر ومرونة واالطالع على مال إجراءات البحث والتحري.
168الدليل العملي لخاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف ،مرجع سابق ،الصفحة .211
84
أما بالنسبة للطفل فينغي اتخاذ إجراءات خاصة وذلك نظرا لخصوصية هذه الفئة املجتمعية حيث
يجب أن تكون سبل الرعاية والحماية حاضرة في كل مرحلة من مراحل التكفل ومن ضمن
هذه التدابير نذكر:169
الحرص على بقاء االتصال مستمرا بين النيابة العامة وأجهزة الضابطة القضائية بخصوص كل القضايا
والمساطر التي يكون أحد أطرافها طفال ،أيا كان موقعه في القضية طوال إجراءات البحث التمهيدي
وذلك بشكل إجباري وفوري ومستمر.
ضمان إعمال واحترام قواعد الحماية والتكفل الخاصة باألطفال المنصوص عليها قانونا أو الواردة في
االتفاقيات والمعاهدات الدولية وتكريس الوعي في أوساط العناصر العاملة في مجال األحدا والطفولة
عموما ،والحرص على تطبيقها بكافة مراكز الشرطة والدرك الملكي ،مع ما يستلزمه ذلك من اإلشراف
المباشر على العمليات المنجزة بخصوص هذه الفئة في أدق تفاصيلها واالطالع أوال بأول على وضعية
وظروف التعامل مع هذه الفئات من األطفال إما باعتماد االتصال المباشر هاتفيا أو غيره من الزيارات
القانونية كالزيارة الدورية التي تقوم بها النيابة العامة ألماكن االحتفاظ لدى الضابطة القضائية.
الحرص ما أمكن على أن تتولى مهام البحث والتحري في هذه القضايا عناصر فرق األحدا لدى مصالح
الشرطة القضائية بالنسبة للمناطق الحضرية والعناصر المؤهلة لذلك بمراكز الدرك الملكي وذلك
بإسناد األبحا والقضايا ما أمكن لهذه العناصر مع تواصل مسبق فيما بينها وبين عضو النيابة العامة
املختص من جهة وبين باقي األطراف المتدخلة من جهة أخرى.
حرص مكونات الخاليا القضائية دعما ملجهود التنسيق على إعداد دليل بأسماء وهواتف أعضاء الخلية
القضائية ومكونات أجهزة الشرطة والدرك الملكي المكلفة بأوضاع الطفولة وكذا أرقام هواتف وعناوين
المؤسسات المكلفة باإليواء واإليداع ووضع هذا الدليل رهن إشارة كافة المتدخلين في حماية الطفل
على المستوى املحلي.
وتجدر اإلشارة إلى أنه خالل سنة 1122سجلت مصالح المديرية العامة لألمن الوطني ما مجموعه
92199قضية متعلقة بالعنف ضد النساء ،و 92221ضحية تتعلق بالقاصرات ،حيث مكنت
املجهودات األمنية المبذولة بهذا الصدد من استجالء الحقيقة بمعدل إنجاز بنسبة 21٪وتقديم 22112
شخصا مشتبها فيه الى العدالة.
أما خالل سنة ،1111فقد سجلت مصالح المديرية العامة لألمن الوطني انخفاض بنسبة ٪22فيما
يتعلق بالقضايا المتعلقة بالعنف ضد النساء حيث سجلت 91222قضية تخص 22100ضحية منها
169الدليل العملي لخاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف ،مرجع سابق ،الصفحة .212
85
2٪تتعلق بالقاصرات ،حيث تمكنت مصالح الشرطة من استجالء الحقيقة بمعدل إنجاز بنسبة 22٪
مع تقديم 29211شخصا مشتبها فيه الى العدالة.170
40000
30000
20000
10000
0
العنف ضد النساء العنف ضد القاصرات
سنة 2019 57255 58142
سنة 2020 50841 47033
170فرح مشعر ،ظاهرة العنف ضد النساء :قراءة في القوانين واالحصائيات ،مؤلف جماعي ،التمكين االجتماعي واالقتصادي
والسياسي للمرأة ،القنيطرة ،سنة ،6066الطبعة األولى ،الصفحة .96
86
50%
44%
45%
40%
40%
35%
30%
30% 26%
25%
20%
20% 17%
15%
9%
10%
5% 1% 1%
0%
0%
العنف المرتكب
العنف الجنسي العنف القتصادي العنف النفسي العنف الجسدي بواسطة وسائل
التكنولوجيا
سنة 2019 0% 30% 17% 40% 1%
سنة 2020 9% 26% 20% 44% 1%
يالحظ أنه خالل سنة 1122يأتي العنف الجسدي على رأس القضايا المسجلة بنسبة 21٪متبوعا
بالعنف االقتصادي بنسبة ،01٪فيما يشكل العنف النفس ي 22٪والعنف الجنس ي 21٪من مجموع
العنف ،أما فيما يتعلق بالعنف المرتكب بواسطة وسائل التكنولوجيا الحديثة ،فهو يشكل فقط ٪2من
مجموع القضايا المسجلة.171
أما برسم سنة ،1111يأتي العنف الجسدي ،على رأس القضايا المسجلة بنسبة 22٪متبوعا بالعنف
االقتصادي بنسبة ،٪11فيما يشكل العنف النفس ي ٪11والعنف الجنس ي ٪2من مجموع العنف ،أما
فيما يتعلق بالعنف المرتكب بواسطة التكنولوجيا الحديثة ،فهو يشكل فقط ٪2من مجموع القضايا
المسجلة
أما بخصوص معطيات القيادة العليا للدرك الملكي فقد بلغ عدد حاالت العنف ضد النساء المسجلة
على مستوى مصالح الدرك الملكي خال سنة 1111ما مجموعه 10212حالة ،وهو ما يشكل انخفاضا
في عدد الحاالت المسجلة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 1122حيث بلغ عدد الحاالت المسجلة ما
مجموعه 19112حالة.
ويظهر توزيع أشكال العنف تبوأ العنف الجسدي مركز الصدارة ب 21022حالة سنة 1111مقابل
21292سنة ،1122يليه العنف الجنس ي ب 2029حالة سنة 1111مقابل 2222سنة ،1122ثم العنف
171فرح مشعر ،ظاهرة العنف ضد النساء :قراءة في القوانين واالحصائيات ،مؤلف جماعي ،التمكين االجتماعي واالقتصادي
والسياسي للمرأة ،القنيطرة ،سنة ،6066الطبعة األولى ،الصفحة .91
87
النفس ي ب 2220حالة سنة 1111مقابل 22912سنة ،1122وجاء العنف االقتصادي كأقل عنف
ممارس سنة 1111ب 2201حالة مقابل 2922سنة .1122
8000
6000
4000
1718 1385 1547 1432
2000
0
العنف الجسدي العنف الجنسي العنف النفسي العنف االقتصادي
سنة 2019 10451 1718 11528 1547
سنة 2020 10387 1385 9913 1432
أما بالنسبة للخاليا الموجودة بالمستشفيات العمومية فتلبية لالحتياجات الصحية للمرأة والطفل
ضحايا العنف والعناية الصحية المالئمة لهما بما في ذلك المعلومات والنصائح والخدمات المتعلقة
بالعالج تتكلف الوحدات المندمجة للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف الطبية بما يلي:172
حسن استقبال النساء واألطفال ضحايا العنف وتشخيص حالتهم وتحديد األضرار الجسدية والنفسية
التي لحقت بهم؛
تأمين التكفل الطبي الالئق؛
تقديم المساعدة النفسية والمعاينة الطبية الشرعية؛
إنجاز وتسليم الشواهد الطبية التي تؤكد العنف ،173مجانا التي يكون لها دور أساي ي في تحديد نسبة
العجز الصحي ،ووسيلة إثبات معتمد عليها لجبر ضرر المشتكية المعنفة؛
172وزارة التضامن والتنمية االجتماعية والمساواة واألسرة ،دليل الخاليا واللجان المؤسساتية للتكفل بالنساء ضحايا العنف ،مطبعة
،Editions-AZأكدال الرباط ،6062 ،الصفحة .62
173دراسة تشخيصية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف بالمغرب ،وزارة العدل ،مديرية الشؤون الجنائية والعفو ،سنة ،6009
الصفحة .29
88
تسهيل المساطر اإلدارية داخل المؤسسات الصحية وتوجيه النساء واألطفال ضحايا العنف إلى
الجهات املختصة حسب اختصاصاتها؛
جمع المعطيات والمعلومات حول الظروف العامة لحاالت العنف والتي تعد الحلقة المتينة في سلسلة
التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف ،سواء من خالل الخدمات الصحية أو من خالل إعمال التعاون
والشراكات مع القطاعات الحكومية األخرى.
وتجدر اإلشارة إ لى أن هذه الخاليا تتألف من طبيب (ة ومساعد(ة في املجال الطبي االجتماعي،
ممرض(ة ،مقر الخلية :مصالح المستعجالت تحت إشراف الطبيب الرئيس ي.
وتجدر اإلشارة إلى أنه قد بلغ مجموع حاالت العنف المتكفل بها على مستوى مستشفيات المملكة خالل
سنة 1122ما مجموعه 11221حالة ،ويظهر توزيع أشكال العنف المسجلة تبوأ العنف الجسدي مركز
الصدارة ب 22229حالة ،يليه العنف الجنس ي ب 200حالة ،ثم العنف النفس ي 002حالة.
وبخصوص صلة القرابة بين الضحية والمعتدي ،تظهر معطيات وزارة الصحة أن االعتداءات الممارسة
من طرف الزوج تأتي في المقدمة بنسبة ،21.2٪فيما تشكل أفعال العنف الممارسة من طرف أشخاص
ال تربطهم أية صلة بالضحايا نسبة ،22.2٪بينما بلغت نسبة االعتداءات الممارسة من طرف أب /أخ /
ابن 1.2٪و 2.1٪بالنسبة للعنف الممارس من طرف زميل في العمل.174
174فرح مشعر ،ظاهرة العنف ضد النساء :قراءة في القوانين واالحصائيات ،مرجع سابق ،الصفحة .92
89
حاالت العنف المتكفل بها على مستوى مستشفيات ال مملكة
خالل سنة 2019
5
4,5
4,3
4
3,5
3,5
3
2,5
2,5
2
1,5
1
0,5
0
العنف الجسدي العنف الجنسي العنف النفسي
سنة 2019
90
وهكذا فقد تركزت الجهود بداية بخلق مراكز االستماع واإلرشاد القانوني والدعم النفس ي ،والتي كان لها
دور كبير في التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف عن طريق توفير خدمات اجتماعية وصحية
وقانونية ،إضافة إلى تنظيم حمالت تحسيسية بغية تحسين الوعي بخطورة هذه الظاهرة االجتماعية.
وإن الوقوف على أهمية الدور الذي يلعبه املجتمع المدني في مكافحة مختلف أشكال العنف ،يفترض
االطالع على ما تقدمه مراكز االستماع والمساعدة { }0ثم الوقوف على دوره المتمثل في التحسيس
بخطورة العنف وخلق الشراكات القطاعات مع المعنية {}2
175دراسة تشخيصية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف بالمغرب ،مرجع سابق ،الصفحة .29
91
القضائية واإلدارية واإلجراءات الممكنة للدفاع عن النفس ضد العنف ،وهنا تتخذ المشتكية قرارها
تبعا للمعلومات واإلمكانيات المقدمة لها .ينهض بهذه الخدمات مجموعة من العامالت ذوو تكوين
أساي ي ومتنوع كل حسب تخصصه من محاميات ومساعدات اجتماعية ومتخصصات في علم االجتماع
أو علم النفس.
وهناك من المراكز من تقدم خدمات متخصصة من قبيل المساعدة القضائية خصوصا في صفوف
النساء المعوزات عن طريق مرافقتهن إلى املحكمة وتحمل كل مصاريف اإلجراءات اإلدارية والقضائية
ومتابعة الملفات منذ رفع الدعوى إلى حين البت فيها أو في الحاالت التي تنصب فيها الجمعيات نفسها
طرف مدني.176
هناك أيضا الحاالت التي يتم توجيه الضحايا فيها إلى الوحدات الطبية قصد العالج من األضرار
الجسدية أو إلى مراكز الطب النفس ي وذلك بالنسبة للنساء اللواتي يحملن أعراض اضطرابات نفسية
تتطلب عالجا دقيقا من طرف الهياكل النفسية المتخصصة.
كما أن هناك من المراكز من يعتمد على آليات خاصة في التكفل بالنساء ضحايا العنف كآلية الصلح
عن طريق إصالح ذات البين بين الضحية وزوجها وجبر الضرر حفاظا على استقرار األسرة واستمرار
العالقة الزوجية ،إضافة إلى اعتماد آيات اإليواء بالنسبة للنساء المعنفات ،وهي تعتبر خدمة متميزة
السيما النساء اللواتي تم طردهن من بيت الزوجية ،حيث يتم تقديم خدمات اجتماعية وتربوية ومهنية
لفائدة النزيالت تكوين منهي ،دروس محو األمية ،مساعدة اجتماعية ،التكفل باألطفال . ...
إذن أمام أهمية الخدمات المقدمة من طرف هذه المراكز ،فإن اإلقبال عليها عرف تزايدا سنة بعد
أخرى خصوصا بعد اإلشهار لفائدتها من طرف النساء اللواتي سبق وأن استفدن من هذه الخدمات وهو
ما تبين من خالل المعطيات المقدمة من طرفها.
176خديجة الفياللي ،العنف األسري ضد المرأة بالمغرب أية حماية –العنف الزوجي نموذجا ،رسالة لنيل دبلوم الماستر ،القانون
الخاص ،كلية الحقوق ،جامعة سيدي محمد بن عبد الله ،بفاس ،السنة الجامعية ،6002-6002الصفحة .201
92
والتوعية بخطورة هذا العنف ضد المرأة وهو ما تعكف على إعادة العديد من الجمعيات والمنظمات
الغير حكومية وذلك من خالل القيام بمجموعة من الحمالت واألنشطة واأليام الدراسية بهدف
التحسيس بكل أشكال العنف واالضطهاد الذي تتعرض له المرأة ،داخل البيت وخارجه وتسليط الضوء
على خطورة هذه الظاهرة والدعوة إلى تكثيف جهود التدخل من أجل مواجهتها.
كما تسعى من خالل هذه الحمالت إلى إشاعة ثقافة حقوق اإلنسان في كل تجلياها وأبعادها التربوية
واالجتماعية واإلنسانية والتأكيد على ضرورة مكافحة كل الممارسات الشنيعة التي تنتهك حقوق المرأة
وتخدش كرامتها وتجردها من إنسانيتها خصوصا داخل األسرة.
وال يخفى على أحد أن الجهود التحسيسية التي تبذلها مكونات املجتمع المدني في سبيل التعريف
بالظاهرة والكشف عن مخاطرها كان لها الدور الرئيس ي في استقطاب الرأي العام المغربي بمختلف
مؤسساته قصد التدخل السريع من أجل التصدي لهذا الوضع ،وهو ما توج بالفعل بإعداد االستراتيجية
الوطنية ملحاربة العنف ضد النساء 177والتي جاءت استجابة لتطلعات املجتمع المدني ونقله هامة في
مجال محاربة كل أشكال العنف الممارس على المرأة خصوصا وأنها جاءت نتيجة المسلسل عرف
استشارة واسعة بين مختلف المؤسسات الحكومية واملجتمع المدني.
وبفضل جهودها المضنية في مجال التكفل بالنساء ضحايا العنف فقد حظيت الجمعيات ومراكز
االستماع باألولوية ضمن اهتمامات االستراتيجية وذلك عبر تطوير قدراتها وتحسين جودة الخدمات
المقدمة في مجال االستقبال والمساعدة وفي هذا اإلطار تم إنشاء صندوق مالي لدعم مراكز االستماع
واإلرشاد القانوني منذ سنة 1110يغطي مختلف المناطق المغربية.
وهو نفس االهتمام أيضا الذي حظيت به ضمن املخطط التنفيذي والذي جاء بمجموعة من التدابير
واإلجراءات التي تستهدف االرتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للنساء ضحايا العنف إلى مستوى
االحترافية للمراكز المتخصصة في االستقبال واالستماع وتعزيز سبل الدعم والتطوير خصوصا في
مجال الخبرات والتكوين ملختلف األطر العاملة بهذه المراكز ومدها بكل وسائل الدعم وأدوات العمل.
أوال :التنسيق على المستوى الجهوي من خالل اللجنة الجهوية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا
العنف
يأتي سياق إحدا اللجان الجهوية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف لتعزيز التنسيق بين
المتدخلين في سلسلة خدمات التكفل بالنساء واألطفال وفق منظور تشاركي مندمج بغية تحقيق حماية
شاملة بأبعاد ثال ،قبلية ،آنية والحقة.
وقد خص القانون 210.20المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء هذه اللجان بجملة من المهام قوامها
توحيد الرؤى وانسجام الممارسات وانخراط كافة مكوناتها في العمل على تحديد وحصر المعيقات
وإيجاد السبل الكفيلة بتذليلها خالل االجتماعات الدورية وإعداد تقارير دورية حول سير عملها.178
وتأسيسا لما سبق سيتم التطرق من خالل هذه الفقرة لتأليف اللجان الجهوية للتكفل بالنساء واألطفال
ضحايا العنف { }0ثم لمهام اللجان الجهوية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف {}2
178وزارة التضامن والتنمية االجتماعية والمساواة واألسرة ،دليل الخاليا واللجان المؤسساتية للتكفل بالنساء ضحايا العنف ،الصفحة
.269
179المادة 21من القانون 201321المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء.
94
ممثل مجلس الجهة؛
محام؛ يعينه نقيب هيئة املحامين بالدائرة القضائية االستئنافية؛
مفوض قضائي ،يعينه رئيس املجلس الجهوي للمفوضين القضائيين.
كما يمكن أن يحضر أشغال اللجنة ،كل شخصية معروفة باهتمامها وخبرتها بقضايا المرأة ،وكذا ممثلو
الهيئات والمؤسسات والجمعيات التي ترى اللجنة فائدة في دعوتها.
إال أنه يطرح إشكال فيما يتعلق بممثلي اإلدارة على غرار الغموض الذي كان يكتنف المقصود من ممثلي
اإلدارة المنصوص عليهم في تأليف اللجان املحلية ،إال أنه بموجب المرسوم التطبيقي نجده حدد
المقصود بممثلوا اإلدارة وذلك من خالل المادة 2التي نصت على ما يلي:
"تطبيقا ألحكام المادة 02من القانون رقم ،210.20يحدد ممثلوا اإلدارة باللجان الجهوية للتكفل
بالنساء ضحايا العنف كالتالي:
-ممثل عن القطاع الوزاري المكلف بالصحة؛
-ممثل عن القطاع الوزاري المكلف بالشباب؛
-ممثل عن القطاع الوزاري المكلف بالمرأة؛
-ممثل عن المديرية العامة لألمن الوطني؛
-ممثل عن القيادة العليا للدرك الملكي؛"
يالحظ من خالل تأليف اللجان الجهوية ،أنها ال تختلف عن تكوين اللجان املحلية ،إذ تتميز عنها فقط
ببعدها الجهوي سواء على مستوى المسؤولين القضائيين أو المصالح الحكومية والمنتخبة.
هذه اللجنة تعقد اجتماعات دورية وذلك بمعدل اجتماعين في السنة مع العلم أن عدد االجتماعات غير
كافي حيث يجب أن يصل على األقل ألربعة اجتماعات في السنة لتدارس مختلف الحاالت والوضعيات
ودراسة الحلول واالقتراحات التي من شأنها أن تنهض بوضعية كل من المرأة والطفل.180
فاالجتماعات التي تعقدها اللجنة تكون ألهداف عدة من بينها:
الرفع من جودة خدمات التكفل بالنساء واألطفال الضحايا الرفع من عدد مراكز اإليواء لفائدة األطفال
في مختلف الوضعيات {األطفال في وضعية صعبة أو في وضعية إهمال -األطفال في نزاع مع القانون}
وتكوين مختلف المتدخلين في مجال محاربة العنف ضد النساء واألطفال حول تقنيات ومهارات
180فريدة بناني ،محاربة العنف ضد النساء التفاف وتحايل على االلتزام والملتزم به ،المركز الوطني للمصاحبة القانونية وحقوق
االنسان ،مطبعة الوراقة الوطنية ،سنة ،6060الصفحة .210
95
االستماء والتوجيه والتواصل بشكل عام بشراكة مع قطاعات عدة عبر توفير تكوين مالئم املختلف
العاملين في مجالي االستقبال واالستماع والدعم النفس ي والتوجيه للنساء واألطفال ضحايا العنف وكذا
القيام بزيارات لتفقد وضعية األطفال الجانحين المودعين بالمؤسسة السجنية 181وتعزيز التواصل
والتنسيق بين كل ممثلي القطاعات المشاركة من جهة وبين المؤسسات
القضائية من جهة أخرى،182فضال عن تسهيل ولوج النساء للقضاء والعدالة الجنائية.
فنجاح عملية التنسيق ال يمكن أن يتحقق إال بالعمل المتكامل المشترك واستحضار كافة المتدخلين
لروح التشريع وهو ما يستلزم وجود أطر مؤهلة قادرة على التوجيه والبناء اإليجابي تملك تصورا واضحا
ورؤيا محددة وموحدة حول أفضل وأنجع الطرق لتعزيز الحماية القانونية للمرأة والطفل مجسدة فعال
وحقيقة غايات المشرع.184
ثانيا :التنسيق على المستوى الوطني من خالل اللجنة الوطنية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا
العنف
على غرار كل من اللجنتين املحلية والجهوية للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف تم إحدا اللجن
الوطنية كذلك بموجب القانون 210.20المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء كآلية للتنسيق في مجال
التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف وذلك قصد القيام بمجموعة من المهام { }0والتي ال تتحقق إال
بواسطة قواعد تحدد طريقة سير عملها {.}2
184الدليل العملي للتكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف ،مرجع سابق ،الصفحة .219
97
وتعزيز الوقاية من العنف ضد النساء فضال عن تقوية الشراكة مع املجتمع المدني والفاعلين
على المستوى الوطني.
وباستقرائنا للمادة 22من القانون 210.20المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء نجدها أشارت فقط
إلى كون أن رئيس اللجنة يعين من طرف رئيس املحكمة باقتراح من السلطة الحكومية المكلفة بالمرأة
ولم تحدد مكونات اللجنة الوطنية إال أنها أشارت في فقرتها األخيرة إلى أن التأليف يحدد بموجب نص
تنظيمي.
وهو ما تم التنصيص عليه من خالل المرسوم الصادر بتاريخ 21أبريل ،1851122إذ نص في المادة
الرابعة على أنه تطبيقا ألحكام المادة 22من القانون 210.20تتألف اللجنة الوطنية للتكفل بالنساء
ضحايا العنف عالوة على الرئيس الذي يعينه السيد رئيس الحكومة من 22عضوا يمثلون:
-السلطة الحكومية المكلفة بحقوق اإلنسان؛
-السلطة الحكومية المكلفة بحقوق اإلنسان؛
-السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية؛
-السلطة الحكومية المكلفة بالخارجية؛
-السلطة الحكومية المكلفة بالعدل؛
-السلطة الحكومية المكلفة باألوقاف والشؤون اإلسالمية؛
-السلطة الحكومية المكلفة بالمالية؛
-السلطة الحكومية المكلفة بالتربية الوطنية؛
-السلطة الحكومية المكلفة بالتعليم العالي؛
-السلطة الحكومية المكلفة بالصحة؛
-السلطة الحكومية المكلفة بالثقافة واالتصال؛
-السلطة الحكومية المكلفة بالمرأة؛
-السلطة الحكومية المكلفة بالشغل؛
-السلطة الحكومية المكلفة باملجتمع المدني؛
-السلطة الحكومية المكلفة بالهجرة؛
وزارة التضامن والتنمية االجتماعية والمساواة واألسرة ،دليل عمل اللجنة الوطنية للتكفل بالنساء ضحايا العنف ،6060الصفحة 187
.29
100
كما يمكن أيضا للجنة الوطنية أن تحد كلما دعت الضرورة لذلك فرق عمل موضوعاتية لبلورة
مضمون معين ،وذلك باالعتماد على أعضاء اللجنة كما يمكن تدعيم فرق العمل الموضوعاتية بخبراء
أو فاعلين من خارج اللجنة عند الحاجة.
أما فيما يخص عالقة هذه اللجنة برئيس الحكومة فهذه اللجنة ترفع تقريرا سنويا للسيد رئيس الحكومة
متضمنا للخالصات والمقترحات والتوصيات مبوبة حسب املجاالت والقطاعات والجهات المعنية.
وتتوجه اللجنة الوطنية لرئاسة الحكومة في كل ما يتعلق بالموارد المالية واللوجستيكية الالزمة لتنفيذ
برنامج عملها وذلك بتنسيق مع السلطة الحكومية المكلفة بالمرأة.
وبخصوص عالقة هذه اللجنة مع المؤسسات والهيئات الوطنية وجمعيات املجتمع المدني ففي هذا
الصدد يحضر اجتماع هذه اللجنة ممثلون عن الهيئات الوطنية وجمعيات املجتمع المدني والمنظمات
المعنية بقضايا المرأة أو شخصية ذاتية لها صلة بالموضوع ،وتعمل اللجنة الوطنية على اقتراح تدابير
لتعزيز الشراكة والتعاون بين مكونات املجتمع المدني ومختلف اللجان الجهوية واملحلية.
ولضمان التوصل والتنسيق بين مختلف التدخالت ذات الصلة بمناهضة العنف ضد النساء تعقد
اللجنة اجتماعات تشاورية مع القطاعات الحكومية واإلدارات المركزية والسلطة التشريعية والقضائية
والمؤسسات العمومية المعنية حول المواضيع التي تحددها ،كما يمكنها طلب تقارير موضوعاتية من
الجهات المذكورة كل في حدود اختصاصه ،حول المواضيع ذات الصلة باختصاصات اللجنة.
ومن أجل تحقيق األهداف المسطرة تربط اللجن الوطنية عالقات مع باقي اللجن األخرى من خالل ربط
اللجنة الوطنية عالقات مع رؤساء اللجان املحلية والجهوية في كل ما يتعلق بتطوير أدائها بدء بإبداء
الرأي في مخططات عملها أو فحص تقاريرها أو تدعيم تبادل التجارب والشراكة بينها وبين جمعيات
املجتمع المدني وباقي المتدخلين كما ترفع اللجن املحلية والجهوية تقاريرها للجنة الوطنية بشكل دوري
أو بناء على طلب هذه األخيرة.188
وهكذا يمكن القول أن إحدا اللجنة الوطنية للتكفل من شأنها تعزيز مأسسة آليات التنسيق بين
المتدخلين في مجال مناهضة العنف ضد النساء وحمايتهن ،باعتبار الصالحيات الهامة التي أسندت إليها
بموجب هذا القانون خاصة على مستوى ضمان التواصل والتنسيق بين مختلف التدخالت لمواجهة
العنف عند النساء واألطفال والمساهمة في وضع آليات لتحسين تدبير عمل خاليا التكفل على
صعيد التراب الوطني.
188وزارة التضامن والتنمية االجتماعية والمساواة واألسرة ،دليل عمل اللجنة الوطنية للتكفل بالنساء ضحايا العنف ،6060الصفحة
.29
101
المبحث الثاني :دورالعمل القضائي في حماية النساء واألطفال ضحايا العنف
يقوم القضاء الزجري بدور مهم في مناهضة العنف ضد النساء واألطفال ،عندما يتبنى المعايير الدولية
لمكافحة هذه الظاهرة خالل فترة املحاكمة ،ويلتزم بالمبادئ الدستورية المتعلقة بضمان الحق في
التقاض ي ،والتحقيق في أفعال العنف المرتكبة ،ومعاقبة مرتكبي هذه األفعال من أجل القضاء على
اإلفالت من العقاب ،بما يحقق الردع العام والخاص والتعويض عن األضرار التي تلحق بضحايا هذه
األفعال.
ولتسليط الضوء على العمل القضائي في مجال العنف ضد النساء واألطفال ،سيتطلب األمر االستدالل
بمجموعة من األحكام والقرارات القضائية ذات الصلة بالموضوع وتحليلها ومناقشتها.
تأسيسا لما سبق سيتم تقسيم هذا المبحث لمطلبين بحيث سيخصص {المطلب األول} لدور العمل
القضائي في حماية النساء ضحايا العنف على أن يخصص {المطلب الثاني} لدور العمل القضائي في
حماية األطفال ضحايا العنف.
102
الفقرة األولى :جريمة الطرد من بيت الزوجية واالمتناع عن ارجاع الزوج المطرود
عمل المشرع على وضع مقتض ى قانوني جديد ،يتعلق األمر بالفصل 221.2والذي عاقب فيه على الطرد
من بيت الزوجية أو االمتناع عن إرجاع الزوج المطرود من بيت الزوجية وفقا لما هو منصوص عليه في
المادة 90من مدونة األسرة كما ضاعف العقوبة الحبسية في حالة العود.
إذ يعتبر تجريم فعل طرد الزوج من بيت الزوجية أو االمتناع عن إرجاعه إليه من بين أهم المقتضيات
التي أقرها القانون 210.20المتعلق بمحاربة العنف النساء وبذلك يكون قد وضع حدا لفراغ تشريعي.
فإذا كانت مدونة األسرة تنص على أنه إذا قام أحد الزوجين بإخراج اآلخر من بيت الزوجية دون مبرر
تتدخل النيابة العامة من أجل إرجاع الزوج المطرود إلى بيت الزوجية مع اتخاد اإلجراءات الكفيلة بأمنه
وحمايته.189
إال أنه على المستوى الواقع العملي لم يكن هناك أي مقتض ى قانوني يجرم فعل الطرد أو االمتناع عن
إرجاع الزوج المطرود إلى بيت الزوجية ،الش يء الذي ساهم في إفراغ هذا النص أي حمولة إلزامية.
وهذا ما تم تجاوزه بموجب القانون 210.20المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء الذي نص في الفصل
212.2على أنه ":يعاقب بالحبس من شهر واحد إلى 0أشهر وبغرامة من 1.111إلى 9.111درهم ،عن
الطرد من بيت الزوجية أو االمتناع عن إرجاع الزوج المطرود من بيت الزوجية وفقا لما هو منصوص
عليه في المادة 90من مدونة األسرة ،وتضاعف العقوبة في حالة العود".
فالطرد من المسكن بأي وجه من الوجوه هو مساس بحق من الحقوق األساسية للفرد ،وهو حق السكن
واعتداء على حياته الخاصة ،كما أن االمتناع عن إرجاع الزوج المطرود سلوك أو فعل جرمي يدخل
ضمن الجرائم المعاقب عليها قانونا بمقتض ى الفصل 222-2من القانون الجنائي ،وبالتالي فالمشرع
حاول تطويق الحياة الزوجية بنوع من الحماية الجنائية وتسييج العالقة األسرية حتى ال يدخلها أي فعل
يمكن أن يمس بأمنها وسالمتها.
ومما يجب اإلشارة إليه أنه في حالة العود وتكرار الفعل فإن العقوبة تضاعف وتشدد أكثر من األولى
على مرتكب الفعل ،وفي ذلك إيماءة قوية إلى توفير أسباب األمن القانوني للطرف الضعيف في العالقة
الزوجية.190
191التقرير السنوي لرئاسة النيابة العامة وسير السياسة الجنائية لسنة ،6062الصفحة .222
192التقرير السنوي لرئاسة النيابة العامة وسير السياسة الجنائية لسنة ،6062الصفحة .690
193حكم المحكمة االبتدائية بتارودانت ،حكم عدد ،92ملف عدد ،6022/6222/29الصادر بتاريخ ( ،6022/22/02حكم غير
منشور).
104
وطبقا لمقتضيات الفصل 666-0من القانون الجنائي الذي يعاقب على السب المرتكب ضد امرأة
بسبب جنسها بغرامة مالية وفقا للتحديد الوارد بها ،كما نص الفصل 652-0من القانون الجنائي
يتضمن الركن المادي لجنحة الطرد من البيت الزوجية يجرم الفعل المذكور.
وألجل ذلك قامت املحكمة بمؤاخدة المتهم وبالرغم من أنه أنكر ما نسب إليه ،فاملحكمة اعتبرت أن
تصريح المشتكية كاف للقول بمسؤولية الظنين جنائيا ومؤاخدته ،وإن كانت قد جعلت العقوبة
الصادرة في حقه موقوفة التنفيذ لعدة اعتبارات.
ومادام أن الطرد من المسكن كما سبقت اإلشارة إلى كونه مساسا بحق من الحقوق األساسية للفرد
والحق في السكن واعتداء على حياته الخاصة ،فالمشرع اعتبره سلوك إجرامي ومعاقب عليه وهو األمر
الذي اتضح لنا من خالل هذا الحكم.
الش يء الذي يدفعنا للقول بأن هذا الحكم جاء مسايرا كذلك لما نص عليه العهد الدولي الخاص
بالحقوق المدنية والسياسية الذي نص على التمتع بجميع الحقوق كما أنه أقر للمرأة الحق في الحياة
والحق في التحرر من كافة أنواع المعامالت القاسية أو الالإنسانية أو الحاطة بكرامتها والطرد من
المسكن هو انتهاكا لكرامتها.
وفي حكم آخرصادرعن املحكمة االبتدائية بوجدة 194قض ى بإدانة المتهم من أجل ارتكابه جنحة الطرد
من بيت الزوجية واالمتناع عن إرجاعها إليه ،وعقابه تبعا لذلك ب 0أشهر حبسا موقوفة التنفيذ
وبغرامة نافذة قدره 9111درهم وبتحميله الصائر وتحديد مدة اإلكراه في 29يوم جاء فيه ":حيث إن
المتهم اعترف تمهيديا باالمتناع عن إرجاع زوجته إلى بيت الزوجية نظرا للمبررات التي تمسك بها والمشار
إليها أعاله ،وهي أسباب ال تبرر ما قام به ،لذلك فالجنحة التي يتابع من أجلها في الشق المتعلق باالمتناع
ثابتة في حقه ،مما يتعين الحكم بإدانته وعقابه من أجلها؛ وحيث إن واقعة الطرد من بيت الزوجية غير
ثابتة بدليل مقبول ،وتصريحات المشتكية وحدها ال تعتبر مثبتة لها ،مما يتعين أمام إنكار المتهم الحكم
ببراءته منه؛ وحيث إنه نظرا لعدم سوابق المتهم ،فإن املحكمة ارتأت تمتيع المتهم بميزة إيقاف العقوبة
الحبسية طبقا للفصل 99من القانون الجنائي ،وحيث يتعين تحميل المتهم الصائر".
وبالتالي يتضح أن القضاء ال يتردد في مؤاخدة المتهم كلما ثبت لديه واقعة طرد الزوجة أو االمتناع عن
ارجاعها ،ولحماية النساء ضحايا هذا النوع من الجرائم بل األكثر من ذلك نجده أحيانا يكتفي بأقوال
المشتكية كأساس للقول بثبوت األفعال المتابع من شأنها المتهم.
194حكم المحكمة االبتدائية بوجدة ،حكم رقم ،222ملف رقم ،6022/6222/102الصادر بتاريخ ( ،6022/22/26حكم غير منشور).
105
الفقرة الثانية :جريمتي العنف ضد امرأة والتحرش الجنس ي
سيتم التطرق من خالل هذه الفقرة لجريمة العنف ضد المرأة {أوال} ثم جريمة التحرش الجنس ي {ثانيا}
أوال :جريمة العنف ضد امرأة
بموجب قانون محاربة العنف ضد النساء تم تشديد عقوبة العنف متى ارتكب الفعل أو اإليذاء ضد
امرأة بسبب جنسها أو ضد امرأة حامل ،إذا كان حملها بينا أو معلوما لدى الفاعل ،أو في وضعية إعاقة
أو معروفة بضعف قواها العقلية ،أو ضد أحد األصول أو ضد كافل أو ضد زوج أو خاطب ،أو ضد
شخص له والية أو سلطة عليه أو مكلف برعايته أو ضد طليق أو بحضور أحد األبناء أو أحد الوالدين.
ومن التطبيقات القضائية لهذا المقتض ى الحكم الصادرعن املحكمة االبتدائية بوجدة 195الذي قض ى
بإدانة المتهم من أجل ارتكابه لجنحتي الضرب والجرح والعنف في حق امرأة وعقابه تبعا لذلك ...بغرامة
نافذة قدرها 911درهم مع الصائر واإلجبار في الحد األدنى بالرغم من إنكاره لما نسب إليه فإن
تصريحات الضحية التي كانت مؤيدة بتصريحات المصرحتين التي أفادت قيامه بتعنيف الضحية ،مما
تعين معه الحكم بإدانته وعقابه.
والحكم الصادر عن املحكمة االبتدائية بالعرائش 196الذي قض ى بإدانة منهم بجنحة العنف في حق
امرأة بسبب جنسها ،ومعاقبته بشهرين حبسا نافدا ،وغرامة مالية نافدة قدرها ألف درهم ،وبمنعه من
االتصال بالضحية أو االقتراب من مكان تواجدها لمدة سنة واحدة ابتداء من تاريخ انتهاء العقوبة
الحبسية املحكوم بها عليه ،وفي الدعوى المدنية التابعة بأداء المتهم المدان لفائدة المطالبة بالحق
المدني تعويضا مدنيا إجماليا قدره ( 1111درهم وتحميله الصائر ،وكان املحكوم عليه قد اعترف أمام
املحكمة بأنه صفع المشتكية ،بعدما دخل معها في خالف وأدلت المشتكية بشهادة طبية تتجاوز مدة
العجز فيها 11يوما.
وقضت املحكمة االبتدائية بوجدة 197بإدانة متهم من أجل العنف في حق امرأة بسبب جنسها .بعدما
اعترف قضائيا بصفع زوجته على إثر دخوله في خالف معها ،وأمام تنازل الزوجة عن شكايتها ،ارتأت
املحكمة تمتيعه بظروف التخفيف ومعاقبته بغرامة نافذة قدرها خمسمائة درهم ،وبخضوعه لعالج
نفس ي مالئم لمدة ستة أشهر.
وقد أقرت املحكمة االبتدائية بوجدة 198نفس التوجه وقضت في حكم آخر بإدانة المتهم من أجل ما
نسب إليه من العنف الزوجي ،وعقابه بثالثة أشهر حبسا موقوفة التنفيذ ،وبغرامة نافذة قدرها ألف
195حكم المحكمة االبتدائية بوجدة ،حكم رقم ،222ملف عدد ،6022/6222/222صادر بتاريخ ( ،6022/22/26غير منشور).
196حكم المحكمة االبتدائية بالعرائش ،عدد ،699ملف عدد ،6022/62صادر بتاريخ ( ،6022/02/66غير منشور).
197حكم المحكمة االبتدائية بوجدة ،ملف ،6022 /62صادر بتاريخ ،6022/02/66مشار إليه لدى أنس سعدون ،قانون محاربة العنف
ضد النساء بالمغرب في ضوء العمل القضائي ،مقال منشور بمجلة القضية ،العدد الثاني ،6060 ،الصفحة .26
198حكم المحكمة االبتدائية بوجدة ،ملف ،6029/6222/121صادر بتاريخ ،6029/22/69مشار إليه لدى أنس سعدون ،قانون
محاربة العنف ضد النساء بالمغرب في ضوء العمل القضائي ،مرجع سابق ،الصفحة .21
106
درهم ،وبخضوعه لعالج نفس ي مالئم لمدة 21شهرا ،معللة حكمها بأنه« :نظرا للوثائق التي أدلت بها
المشتكية ،والتي يتبين منها أنها سبقت أن قدمت عدة شكاوى ضد زوجها المتهم في موضوع العنف
الزوجي ،وبالرغم من ذلك يعاود في كل مرة تعنيفها دون أن يكون للتنازالت التي كانت تدلي بها
أمام العدالة أثرا في وضع حد لسلوكه العنيف اتجاهها ،فإنها ارتأت الحكم بخضوعه لعالج نفس ي على
يد طبيب متخصص وذلك لمدة 21شهرا.
وفي حكم آخرصادرعن املحكمة االبتدائية بالدارالبيضاء 199الذي قض ى بإدانة المتهم من أجل ارتكابه
لجنحة العنف الزوجي والحكم عليه بثالثة أشهر حبسا موقوفة التنفيذ وغرامة نافذة قدرها 911درهم
حيث أن المتهم اعترف بما نسب إليه ولكون أن الضابطة القضائية الحظت جرح على جبين المشتكية
فضال عن الشهادة الطبية المدلى بها ،إال أنه نظرا لظروف المتهم االجتماعية قررت املحكمة تمتيعه
بظروف التخفيف بجعل العقوبة موقوفة التنفيذ.
وفي قرارآخرصادرعن محكمة االستئناف بمراكش 200الذي أيد الحكم المستأنف القاض ي بمؤاخدة
المتهم من أجل ارتكابه لجنحة الضرب والجرح بالسالح ضد امرأة والحكم عليه بشهر واحد حبسا
موقوف التنفيذ وغرامة نافذة قدرها 911درهم ،حيث اتضح لها أن الحكم المستأنف صادق الصواب
فيما قض ى به وأنه جاء معلال تعليال سليما من الناحيتين الواقعية والقانونية الش يء الذي جعلها تتبناه
وتصرح بتأييده ،وذلك بعدما اعتبرت هي األخرى أن جنحة الضرب والجرح بالسالح ضد امرأة ثابتة في
حق المتهم.
ومن بين أهم التطبيقات القضائية الحديثة إلعمال تدابير الحماية في قضايا العنف الزوجي قرارمحكمة
االستئناف بتازة 201الذي أيد حكما ابتدائيا أدان زوجا من جنحة تعنيف زوجته ،وجاء في حيثيات القرار
ما يلي :وحيث إن الحكم المستأنف قد صادف الصواب فيما قضاه من إدانة المتهم من أجل الضرب
والجرح ضد الزوجة أمام تصريحات المشتكية أنه قام بتوجيه عدة ركالت ولكمات إليها والتي جاءت
منسجمة مع ما وصفته الشهادة الطبية المؤرخة في تزامن مع يوم الواقعة من آثار اعتداء مختلفة على
أنحاء متباينة من جسمها وما عاينته النيابة العامة أثناء االستماع إلى المشتكية من عدة خدوش على
مستوى الوجه.
وحيث تداولت املحكمة بخصوص تمتيع المتهم بظروف التخفيف وقررت تمتيعه بها نظرا لقساوة الجزاء
المقرر ودرجة إجرام المتهم ،وحيث إنه نظرا لخطورة الفعل الجرمي المرتكب من قبل المتهم قررت
املحكمة بعد التداول جعل العقوبة الحبسية املحكوم بها على المتهم نافذة في حقه ،وحيث تبين أن
199حكم المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء ،حكم عدد ،699ملف عدد ،22/6222/622الصادر بتاريخ ( ،6022/26/02غير منشور).
200قرار محكمة االستئناف بمراكش ،قرار عدد ،2221ملف عدد ،6022/6206/6210صادر بتاريخ ( ،6029/26/02غير
منشور).
201قرار محكمة االستئناف بتازة ،ملف ،22/6212/19صادر بتاريخ ،6022/20/20مشار إليه لدى أنس سعدون ،قانون محاربة
العنف ضد النساء بالمغرب في ضوء العمل القضائي ،مرجع سابق ،الصفحة .21
107
الضحية تنازلت للمتهم بتاريخ 2فبراير 1122للحفاظ على بيت الزوجية ثم عادت وتراجعت عن تنازلها
بتاريخ 22/1/1122نظرا لمعاودته تعنيفها جسديا ومعنويا وتهديدها لها وعائلتها بالقتل والتصفية
الجسدية ،وحيث تداولت املحكمة وقررت منع املحكوم عليه من االتصال بالضحية او االقتراب من مكان
تواجدها او التواصل معها بأي وسيلة لمدة سنة من تاريخ تبليغه هذا القرار ،وحيث تداولت املحكمة
وقررت خضوع املحكوم عليه خالل مدة سنة لعالج نفس ي مالئم على تدبير الغضب وحسن التواصل ونبذ
العنف وينفذ هذا التدبير فور توصله بهذا القرار بالرغم من استعمال أي طريق من طرق الطعن».
يمكن القول أن هذا القرار عمل على تطبيق تدبير المنع من االتصال بالضحية ،رغم أن المعنف هو
زوج للمشتكية مما يفيد بإمكانية تطبيق هذا التدبير رغم قيام العالقة الزوجية ،كما أنه جمع بين
تدبيرين هما المنع من االتصال وإيداع املحكوم عليه بمؤسسة للعالج النفس ي.
وفي حكم آخر صادر عن املحكمة االبتدائية بوجدة 202الذي قض ى بإدانة المتهم من أجل ارتكابه
لجنحتي العنف في حق المطلقة وخرق تدبير المنع من االتصال بالضحية ،وعقابه بشهرين حبسا نافذا
وبغرامة نافذة قدرها 1111درهم ،وبتحميله الصائر وتحديد مدة اإلجبار في الحد األدنى ،جاء في أسباب
هذا الحكم كون أن المشتكية أدلت بشهادة طبية وأفادت بأنها تعرضت للعنف من طليقا المتهم أثناء
خروجها من جلسة املحكمة كرد فعل منه على عدم قبوله للحكم الصادر في حقه ،واملحكمة تعتبر ذلك
قرينة على ثبوت الفعل المنسوب إليه.
كما أن المتهم قد منع من التواصل مع المشتكية بشكل نهائي باستثناء ما يتعلق بالحق في صلة الرحم
باألبناء ،ولما كان المتهم قد ثبت في حقه ارتكابه للعنف في حق طليقته ،فهو بذلك خرق المنع املحكوم
به.
فالهدف من المنع هو تقرير حماية للمرأة الضحية وذلك بدفع كل خطر مستقبلي لم يتحقق بعد،
وحسنا فعل المشرع عندما قرر العقوبة الواجبة التطبيق في حالة خرق هذا التدبير وهو ما نستشفه
من خالل الفصل 222-0من القانون الجنائي والذي ينص على أنه ":يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى
سنتين وغرامة من 1.111إلى 11.111درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين ،من خرق تدبير المنع من
االتصال بالضحية أو االقتراب منها أو التواصل معها بأي وسيلة ،أو رفض الخضوع لعالج نفس ي مالئم
تطبيقا للفصول 22-2و ".22-0وهو ما أخد به هذا الحكم حيث اعتبر أن خرق المتهم لتدبير المنع من
االتصال بالضحية يتعين معه إدانة المتهم وعقابه.
وإذا كانت هذه األحكام والقرارات القضائية في مجملها تقض ي بمؤاخدة المتهم ،وإن كانت العقوبة
المقررة قليلة مقارنة بالفعل المرتكب والتي تتراوح بين شهر و 0أشهر مع األخذ بوفق تنفيذ هذه العقوبة
ومراعاة الظروف االجتماعية وانعدام السوابق القضائية ،في المقابل نجد مجموعة من التطبيقات
202حكم المحكمة االبتدائية بوجدة ،رقم ،22ملف جنحي رقم ،6022/6222/102الصادر بتاريخ 02فبراير ( ،6060غير
منشور).
108
القضائية تقض ي بالبراءة ،نذكر حكم املحكمة االبتدائية بالصويرة 203الذي قض ى بعدم مؤاخدة
المتهمم والتصريح ببراءته لكونه انكر تعريض زوجته المشتكية للعنف وألجل ذلك وعمال بمبدأ البراءة
هي األصل وأن الشك يفسر لصالح المتهم تم الحكم ببراءته.
وفي نفس التوجه ذهبت املحكمة االبتدائية بالدار البيضاء 204إلى القول بعدم مؤاخدة المتهم والحكم
ببراءته حيث هو اآلخر أنكر المنسوب إليه وبالرغم من إدالء المشتكية بشهادة طبية إال أن املحكمة
اعتبرتها عاجزة عن نسبة الفعل الجرمي للمتهم األمر الذي يجعل المنسوب إليه منعدم.
وفي حكم آخر صادر عن نفس املحكمة 205والذي جاء فيه كون أن المشتكية تقدمت بشكاية مفادها
أنها تعرضت للعنف من قبل زوجها مدلية بشهادة طبية مدة العجز فيها 11يوما ومرفقة بصور
فوتوغرافية ،إال أن المتهم أنكر المنسوب إليه ،وتبعا لذلك املحكمة اعتبرت إنكار المتهم وأن الشهادة
الطبية والصور المدلى بها وإن كانت تثبت الضرر فإنها تبقى عاجزة عن نسبة الفعل الجرمي للمتهم،
األمر الذي يجعل المنسوب إليه منعدم اإلثبات.
وعموما يمكن القول أن العنف ضد الزوجة يصطدم بمجموعة من اإلكراهات ،من قبيل صعوبة إثبات
الزوجة تعرضها للعنف ،وحتى في الحاالت التي تقض ي املحكمة بمؤاخدة المتهم نجد أن العقوبة المقررة
غير متناسبة مع الضرر من جهة ،فضال عن عدم تمكينها في بعض الحاالت من ممارسة حقها بالمطالبة
بالتعويض.
في هذا الصدد يمكن القول كون أن القضاء يأخد بعين االعتبار الحفاظ على كيان األسرة ،إال أن هذا
األمر من شأنه عدم تحقيق الردع بل سيساهم في ظاهرة العود والتمادي في تعنيف الزوجة وارتباطا
بهدف المشرع أال وهو الحفاظ على كيان األسرة فيجب أن تتجه التطبيقات القضائية إلى الحكم في هذا
النوع من الجرائم بعقوبات بديلة بما يتماش ى مع ما تم األكيد عليه في ميثاق إصالح منطومة العدالة
(يوليوز 1120في الهدف الفرعي السابع ضمن الهدف الرئيس ي الرابع المتعلق باالرتقاء بفعالية ونجاعة
القضاء على ضرورة تشجيع اللجوء إللى الوسائل البديلة لحل المنازعات وذلك من خالل عدة آليات
منها إقرار بدائل للدعوى العمومية خارج القضاء الزجري كالصلح والوساطة بشأن بعض الجرائم.
وهو ما تم إغفاله بموجب القانون 210.20المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء حيث تم التغاض ي على
هذا التوجه واكتفى المشرع بالعقوبات التقليدية كالحبس والغرامة ،كما نلمس من خالل هذا القانون
المبالغة في طبيعة العقوبات مع العلم أن هذه التوجهات ال تقض ي بتشديد العقاب على هو وارد في هذا
203حكم المحكمة االبتدائية بالصويرة ،رقم ،620ملف جنحي عادي عدد ،6022/6222/222الصادر بتاريخ ( ،6022/26/62غير
منشور).
204حكم المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء ،عدد ،622ملف جنحي عدد ،22/6222/620الصادر بتاريخ ( ،6022/26/60غير
منشور).
205حكم المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء ،عدد ،622ملف جنحي عدد ،22/6222/606الصادر بتاريخ ( ،6022/22/02غير
منشور).
109
القانون وتقض ي بعقوبات أخف وإذا كان الهدف من ذلك هو الحفاظ على كيان األسرة فينبغي األخذ
بالعقوبات البدلية مما في ذلك من ردع لمرتكبي هذه األفعال من جهة وحماية الضحايا من جهة أخرى
وتحقيق الهدف بالحفاظ على األسرة.
206حكم المحكمة االبتدائية بالسمارة ،عدد ،6022/99في الملف عدد ،60222/6202/96الصادر بتاريخ ،6022/02/22مشار
إليه لدى أنس سعدون ،قانون 201321المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء بعد سنتين من التطبيق قراءة في ضوء تقرير رئاسة النيابة
110
منزل الضحية ليال ،وتحرش بها ،وحينما حاولت ثنيه عن فعلته ،عرضها للعنف مسببا لها عجزا تتجاوز
مدته 11يوما.
كما أدانت املحكمة االبتدائية بالخميسات 207شخصا من أجل التحرش الجنس ي ،وقضت في حقه
بعقوبة شهرين حبسا نافذا وغرامة مالية نافذة 2111درهم ،وبأدائه للضحية تعويضا مدنيا قدره
21.111درهما ،وذلك بعدما تبين للمحكمة أن المتهم كلما احتس ى الخمر إال ويقوم بالتحرش بالمشتكية
ويتغزل بها جنسيا ويعمد إلى مضايقتها بالشارع العام متسببا لها في إحراج دائم سواء أمام عائلتها أو
جيرانها وذلك بشكل إرادي متعمد عن طريق أقوال وإشارات ذات إيحاءات جنسية ،وقد اعترف المتهم
في محضر الشرطة بذلك مؤكدا أنه يقوم بالتحرش بالمشتكية جنسيا بسبب حبه لها ،األمر الذي يدفعه
إلى التغزل بها وبقوامها ،وقد سبق وتقدم لخطبتها غير أنها ترفضه.
والمالحظ بهذا الخصوص أن املحكمة لم تعمد إلى تطبيق تدابير الحماية المقررة قانون 210.20
وباألخص تدبيري المنع من االقتراب أو االتصال بالضحية ،كما أن دفاع الضحيتين في المثالين
السابقين لم يطلبا ذلك.
وفي حكم آخرصادرعن املحكمة االبتدائية بوجدة 208والذي أدانت فيه المتهم من أجل ارتكابه لجنحة
التحرش الجنس ي وعقابه تبعا لذلك بشهرين حبسا نافذة وبغرامة قدرها 0111درهم وبتحميله الصائر
وتحديد مدة اإلكراه في الحد األدنى وبأدائه لفائدة المطالبة بالحق المدني تعويض عن الضرر قدره
9111درهم وبتحمله الصائر وتحديد مدة اإلكراه في 21أيام.
جاء في وقائع هذا الملف كون أن المشتكية تعرضت للتحرش الجنس ي بواسطة إيحاءات جنسية وذلك
بحضور الشاهدة ،واملحكمة اعتبرت تصريحاتها مؤيدة بتصريحات المصرحة التي أفادت فيها بأنها كانت
شاهدة أثناء قيام المتهم بفعل التحرش ،وبالرغم من تنصيب المتهم لدفاع لمؤازرته إال أن املحكمة
اعتبرت أنه مجرد إشارة أو فعل ذو طبيعة جنسية كاف للقول بإدانته وعقابه ،ونظرا لما تسبب فيه هذا
الفعل من ضرر معنوي ونفس ي قضت بتعويضها عن تلك األضرار.
وبالرجوع للفصل 822-0-0من القانون الجنائي فإنه يعتبر مرتكبا لجريمة التحرش الجنس ي ويعاقب
بالحبس من شهر واحد إلى ستة أشهر وغرامة من 1111إلى 2111درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين كل
من أمعن في مضايقة الغير في الحاالت التالية:
-2في الفضاءات العمومية أو غيرها ،بأفعال أو أقوال أو إشارات ذات طبيعة جنسية أو ألغراض جنسية...
العامة لسنة 6022والعمل القضائي ،مقال منشور بمجلة ابن خلدون للدراسات القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،العدد ،02ماي
،6062الصفحة .616
207حكم المحكمة االبتدائية بالخميسات ،عدد ،612في الملف عدد ،6029/610الصادر بتاريخ ،6029/20/20مشار إليه لدى نفس
المرجع.
208حكم المحكمة االبتدائية بوجدة ،حكم رقم ،212ملف جنحي عدد ،6029/6222/22الصادر بتاريخ ( ،6022/26/20غير
منشور).
111
وبرجوعنا لإلعالن العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة نجده نص في المادة الثانية منه 209نجدها
جاءت ببعض أنواع للعنف ومن ضمنها العنف الجنس ي ،كما أنه دعا الدول للتصدي للعنف ونهج
سياسة تستهدف القضاء على العنف ضد المرأة.
وتبعا لما تم بسطه يمكن القول أن حكم املحكمة جاء مسايرا لما نص عليه الفصل 910-2-2من
القانون الجنائي وكذا لما جاء به اإلعالن العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة كما اتضح أن هذا
الحكم أخد بتصريحات المشتكية للقول بإدانة المتهم والحكم عليه بالتعويض عما لحق الضحية من
أضرار ،إال أنه ما يعاب على هذا الحكم كونه لم يتضمن أي تدبير من تدابير الحماية.
210حكم المحكمة االبتدائية بوجدة ،حكم رقم ،219ملف رقم ،6022/6221/26الصادر بتاريخ 29دجنبر ( ،6022غير منشور).
113
بالفاحش من العبارات وعقابها تبعا لذلك بأربعة أشهر حبسا موقوفة التنفيذ نظرا لسبقية الحكم عليها
بالحبس من أجل جناية أو جنحة.211
وفي قضية أخرى 212تمت إدانة المتهم بستة أشهر حبسا موقوفة التنفيذ وبغرامة نافذة قدرها 2111
درهم الرتكابه لجنحة العنف في حق قاصر وذلك بإصابة القاصر على مستوى فخذه وهو مايعتبر عنفا
عمديا.
من خالل ما تم بسطه يتضح أن املحكمة تقض ي بعقوبات أخف مقارنة مع ما جاء به الفصل 212من
القانون الجنائي الذي يحدد العقوبة من سنة إلى 0سنوات ،فاألحكام التي بين أيدينا تتراوح فيها العقوبة
من شهر إلى 1أشهر كأقص ى عقوبة بخصوص جنحة العنف في حق قاصر ،كما أنها تقض ي بتمتيع المتهم
عالوة على ظروف التخفيف بميزة إيقاف العقوبة الحبسية.
فهي تتجه إلى الحكم بالعقوبات السالبة للحرية القصيرة األمد وإذا كان األمر يتعلق بجرائم العنف ضد
هذه الفئة الغير القادرة عل ى مواجهة ما تتعرض إليه من عنف األمر الذي يفرض تشديد العقوبة في
حق مرتكبي هذه الجرائم.
211حكم المحكمة االبتدائية بوجدة ،حكم رقم ،212ملف رقم ،6022/6221 /62الصادر بتاريخ 29دجنبر ( ،6022غير منشور).
212حكم المحكمة االبتدائية بوجدة ،حكم رقم ،222ملف رقم ،6022/6221/11الصادر بتاريخ 26نونبر ( ،6022غير منشور).
213حكم المحكمة االبتدائية بوجدة ،حكم عدد ،11ملف جنحي رقم ،2322.2333.32الصادر بتاريخ ،2323/30/32
منشور بموقع مغرب القانون.
114
وقد جاء في تعليل الحكم أنه ":حيث تابعت النيابة العامة المتهمة من أجل جنحة االيذاء في حق قاصر
والسب والشتم األفعال المنصوص عليها وعلى عقوبتها في الفصول 220و 222و 211و 212من القانون
الجنائي.
وحيث يعاقب طبقا للفصل 212من مجموعة القانون الجنائي بالحبس من سنة إلى ثال سنوات كل
من جرح أو ضرب عمدا طفال الخامسة عشرة من عمره أو تعمد حرمانه من التغذية أو العناية ،حرمانا
يضر بصحته ،أو ارتكب عمدا ضد هذا الطفل أي نوع آخر من العنف أو اإليذاء ،فيما عدا اإليذاء دون
الخفيف.
وحيث تخلفت المتهمة عن الحضور أمام هيئة املحكمة رغم استدعائها دون جدوى ،مما يتعين االكتفاء
بتصريحاتها التمهيدية الموثوق بها عمال بنص المادة 121من قانون المسطرة الجنائية والتي أكدت فيها
أنها أنه عاد ابنها القاصر و مالبسه ملطخة بالتراب وعند استفساره عن األمر أخبرها بأن الشاكي قام
بإسقاطه أرضا ،فتوجهت للحي من أجل التكلم مع الشاكي إال أنه قام بالهروب منها و عندما ملحته فقامت
بمالحقته للمنزل ،وعند طرقه للباب بالقوة قام القاصر بفتح الباب الرئيس ي للمنزل فقامت بسبه وشتمه
و الصراخ في وجهه و تأنيبه عما فعله البنها القاصر فتدخلت شقيقة القاصر التي أخبرتها بأن شقيقها
لم يقم بتعنيف ابنها ،وعلى إثر ذلك قامت بلطخ الباب الرئيس ي بالقوة وتوجهت بعدها لمنزلها ،نافيا أن
تكون قد عرضته للعنف الجسدي.
وبالرجوع للمادة 27من اتفاقية حقوق الطفل لسنة 0151تنص على تكفل الدول األطراف :أال يعرض
أي طفل ...أو لغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو المهنية.
وحيث يقصد بالعنف ضد األطفال بأنه كل سلوك كان لفظي أو غير لفظي وفيه إساءة للطفل ،تؤدى
حتما إلى اضطرابات نفسية ،والشعور بالنقص وفقدان الثقة في نفسه ،من خالل إشارات أو عبارات
لفظية سيئة أو جارحة أو مهينة ،وقد يشمل أيضا تهديدات تسبب في أضرار جسدية مرئية ولكنه يسبب
ألما في نفس الضحية ،ويظل جريمة مثل اإليذاء الجسدي.
يمكن القول أن هذا الحكم جاء مسايرا لالتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب وفي مقدمتها
اتفاقية حقوق الطفل لسنة 0151والتي تنص في دباجتها على أنه ... ":أن األمم المتحدة قد أعلنت في
اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان أن للطفولة الحق في رعاية ومساعدة خاصتين ،واقتناعا منها بأن األسرة
باعتبارها الوحدة األساسية للمجتمع والبيئة الطبيعية لنمو ورفاهية جميع أفرادها وبخاصة األطفال،
ينبغي أن تولى الحماية والمساعدة الالزمتين لتتمكن من االضطالع الكامل بمسؤولياتها داخل املجتمع
."...
كما نصت في المادة 02على أن تكفل الدول األطراف أال يعرض أي طفل أو غيره من ضروب المعاملة
أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو المهينة.
115
وهذا ما اعتمدته املحكمة في تعليلها ،إذ يالحظ أن املحكمة كونت قناعتها بناء على وسائل إثبات متنوعة
من بينها تصريحات المدعى عليها التي اعترفت بتعريضها الطفل التوبيخ والتأنيب نتيجة حالة الغضب
التي كانت عليها ،فضال عن التقرير الطبيب النفس ي الذي كان يواكب حالته النفسية.
وإن كانت املحكمة صائبة في مؤاخدة المتهمة وعقابها جراء االيذاء النفس ي ضد قاصر ،مما يتبين معه
السير الواضح لالجتهاد القضائي في توسيع الحماية المقررة للطفل.
إال أن املحكمة لم تقرر في هذه النازلة أي تدبير من تدابير الحماية المقررة في القانون 210.20المتعلق
بمحاربة العنف ضد النساء من قبيل المنع من االتصال أو االقتراب بالضحية رغم أن المتهمة تسكن في
نفس الحي الذي يقيم فيه الطفل المشتكي.
214القانون رقم 69322المتعلق بمكافحة اإلتجار بالبشر ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ،2322369المؤرخ في 62غشت ،6022
المنشور بالجريدة الرسمية عدد ،2202بتاريخ 22شتنبر.6022
215دورية حول تفعيل القانون رقم 69322المتعلق بمكافحة اإلتجار بالبشر ،موجهة من وزير العدل والحريات إلى السادة الوكالء
العامين للملك لدى محكمة االستئناف ،والسادة وكالء الملك لدى المحاكم االبتدائية بفاس ،بتاريخ 9فبراير .6029
216المادة 12من اتفاقية حقوق الطفل لسنة .2292
217حكم المحكمة االبتدائية بفاس ،ملف رقم ،6022/2122بتاريخ 22يناير ،6029مشار إليه لدى ،نجيبة بوقديدة ،توجه المحكمة
االبتدائية بفاس حول موضوع التكفل القضائي بالنساء واألطفال ،مرجع سابق ،الصفحة .92
116
ضد أربعة متهمات بتهمة محاولة شراء طفل لألولى طبقا للفصلين 2-212و 0-212من القانون الجنائي،
والمشاركة في محاولة شراء طفل للثانية والثالثة طبقا للفصول 212و 2-212و 0-212من القانون
الجنائي والفساد للرابعة طبقا للفصل 221من القانون الجنائي.
واستنادا على محضر الضابطة القضائية عدد 9902بتاريخ 11/21/1121والذي يستفاد منه أن
عناصر الشرطة انتقلت إلى مستشفى ابن الخطيب بفاس ،بتوجيه من قاعة المواصالت ،حيث وجدو
األمر يتعلق بنزاع نشب بين بالمسماة أم الطفل موضوع الشراء مع المتهة األولى التي تريد االحتفاظ
بالمولود المذكور مقابل مبلغ مالي قدره 1911درهم ،تسلمت منه أم الطفل 211درهم على أساس تتمة
المبلغ بعد التسلم إال أنهما دخال في خالف ،وأن المتهمتين الثالثة والرابعة كانا وسيطتين في العملية
مقابل مبلغ 211درهم.
فتم االستماع إلى أم الطفل صرحت بأنها تعرف المتهمة األولى وأنها أخبرتها بعدم قدرتها على اإلنجاب
وطلبت منها أن تمنحها مولودها لتربيته مقابل مبلغ مالي قدره 1911درهم ،وأفادت أنها بعد والدة ابنها،
أصيب بمرض ولم تستطع تحمل مصاريف العالج باإلضافة لعدم إنفاق زوجها عليها ،فرافقتها المتهمة
األولى إلى المستشفى وألحت عليها في تسليمها الطفل ،فصادفتا المتهمتين الثانية والثالثة ،فطلبت منهما
المتهمة األولى اقناعها بالتخلي عن ابنها ،فاقتنعت وأخدت مبلغ 211درهم ،ثم عدلت عن الفكرة فوقع
الخالف بينهما إلى أن تم إيقافهم وحجز مبلغ مالي قدره 911درهم.
وعند االستماع إلى المتهمة األولى صرحت أنها ال تستطيع اإلنجاب ،ولها سبق أن اقترحت على المتهمة
الرابعة أن تبيعها مولودها ،ولما علمت أن أم الطفل حامل اقترحت عليها مسألة التخلي عن مولودها،
فوافقت ثم عدلت عن فكرة التخلي عن ابنها فنشب نزاع بينهما فطلبت من المتهمة الثانية والثالثة
التوسط إلقناع أم الطفل بالتخلي عنه.
وعند االستماع إلى المتهمة الثانية ،صرحت أنها التقت بالمتهمة األولى وأم الطفل بالمستشفى وفعال
توسطت بمعية المتهة الثالثة في إقناع أم الطفل بالتخلي عنه ،وأنها تسلمت مقابل التوسط مبلغ 211
درهم.
وعند االستماع إلى المتهمة الثالثة أكدت نفس تصريحات المتهمة الثانية.
وعند االستماع إلى المتهمة الرابعة صرحت أنها تتعاطى الفساد وأنها أم عازبة وحامل ،وأن المتهمة األولى
طلبت منها بيعها مولودها بمقابل مادي.
وعند استنطاق جميع المتهمات أمام السيد وكيل الملك أنكرو المنسوب إليهم ،فقرر متابعتهم جميعا،
باستثناء أم الطفل التي حفظ المسطرة في حقها لعدم قيام عناصر المتابعة ولعدولها اإلرادي عن
ارتكاب الجريمة.
117
وأمام هيئة املحكمة أنكرت المتهمات المنسوب إليهم جملة وتفصيال كما أن أم الطفل حضرت كشاهدة
وتراجعت عن تصريحاتها التمهيدية.
وخالل الجلسة المنعقدة أمام هيئة املحكمة أنكرت جميع المتهمات المنسوب إليهن ،إال أن املحكمة
اعتبرت بالنسبة للمتهمة األولى أن ما قامت به في الشروع في أخذ الطفل مبلغ مالي قدره 1911درهم مع
علمها أن المعاملة في حقيقتها هي شراء ،وأنها منحت أم الطفل مبلغ 211درهم كتسبيق ،وأن ذلك كان
بنيتها الحرة وبنية نقل الطفل من أمه إليها بمقابل ،وأنه حال بينها وبين تحقق النتيجة مانع خارج عن
إرادتها يتمثل في تراجع أم الطفل عن منحها الطفل ،مما يجعل عناصر الجريمة مكتملة.
وأمام إنكار جميع المتهمات ،اعتبرت املحكمة أن محاضر الشرطة القضائية يوثق بمضمنها إلى أن يثبت
ما يخالفها بشأن التثبت من الجنح طبقا لمقتضيات المادة 121من قانون المسطرة الجنائية ،واعتبرت
أن تراجع الشاهدة (أم الطفل أمام املحكمة على تصريحاتها التمهيدية ال يعدد إثباتا لما يخالف ما دون
بمحضر الشرطة القضائية.
كما أخدت هيئة الحكم باعتراف المتهمة الرابعة بأنها حامل وتجهل والد الطفل كونها تتعاطى الفساد،
فأخدتها من أجل ذلك.
فحكمت املحكمة بمؤاخذة المتهمات األولى والثانية والثالثة من أجل المنسوب إليهن والحكم على كل
واحدة منهن بالحبس النافذ لمدة سنتين وغرامة نافذة قدرها 9111درهم ،وبمؤاخذة المتهم الرابعة من
أجل المنسوب إليها والحكم عليها بالحبس الموقوف التنفيذ لمدة ثالثة أشهر مع تحميل كافة المتهمات
الصائر تضامنا وتحديد مدة اإلكراه البدني في حق كل واحدة منهما في الحد األدنى ،ومصادرة المبلغ
المالي المحجوز وقدره 911درهم لفائدة الخزينة العامة للمملكة.
118
خاتمة
وصفوة القول ،فمن خالل دراسة موضوع "دور خاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف في حماية
الحقوق" يمكن القول أن هذه الخاليا جاءت نتيجة ملجموعة من الجهود الدولية والوطنية ،بغية الرقي
بعملية التكفل بالمغرب والوصول إلى حلول للقضاء على هذه الظاهرة التي تتعدد أسبابها.
فال يمكن إنكار اإلصالحات التي شملت املجال القانوني وما رافقها من إصالحات على مستوى المؤسسة
القضائية ،فالدولة قامت بمجهودات في مجال مناهضة العنف ضد النساء واألطفال ،خاصة منها إنشاء
خاليا التكفل بهذه الفئة وتعميمها على مستوى مختلف محاكم المملكة لتطويق ظاهرة العنف وتوفير
الحماية للنساء واألطفال ضحايا العنف.
فقد شكلت الخلية نقطة اتصال بين القضاء وضحايا العنف كما أعطي لتدخلها أبعادا اجتماعية ألجل
تعزيز الولوج إلى المؤسسة القضائية وخدماتها انطالقا من استقبال النساء واألطفال في مختلف
الوضعيات واالستماع إليهم وتعريفهم بحقوقهم ،فضال عن اإلسهام في تعزيز التنسيق بين الخلية وباقي
المتدخلين في عملية التكفل.
فمن خالل دراسة الموضوع وجوابا عن االشكالية املحورية تم رصد العديد من المالحظات
وتتمثل أبرزها في:
على الرغم من تحديد القانون 210.20المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء إلطار مفاهيمي إال أنه
ال يتسم بالدقة والتفصيل حيث تم سرد قائمة حصرية ألشكال العنف وتم االقتصار على أربعة
أنواع (العنف النفس ي والجنس ي والجسدي واالقتصادي وبالتالي ال يسمح بإدخال أنواع أخرى
للعنف والتي يمكن أن تظهر مع التطورات الفاعلة في املجتمع والش يء الذي من شأنه كذلك أن
يعيق السلطة التقديرية للقاض ي ويحد من اجتهاد القضاء في تكييف أفعال جديدة ويضيق
التفسير القضائي للعنف.
القانون 210.20المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء والحال أن هذا القانون يتضمن مقتضيات
تعدل القانون الجنائي والمسطرة الجنائية فاألمر ال يتعلق بقانون خاص ملحاربة العنف ضد
النساء ،وبالتالي نكون أمام قانون مكمل ومعدل للقانون الجنائي وليس أمام قانون إطار ملحاربة
العنف ضد النساء.
119
مقتضيات القانون 210.20المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء باإلضافة إلى أنه قانون يحمي
النساء المعنفات فهو يشمل مقتضيات لحماية مجموعة من فئات املجتمع األمر الذي كان ينبغي
معه والحالة هذه تسميته بقانون محاربة العنف دون تحديد الفئة المعنية باألمر لطالما نص على
حماية فئات أخرى غير فئة النساء.
غياب مراكز للعالج النفس ي على مستوى الخاليا الموجودة باملحاكم وبالمستشفيات العمومية.
تم تجريم الممارسات المتعلقة بالتقاط الصور والمكالمات والحال أنها تقدم كدليل أمام القاض ي
الجنائي إلثبات التعرض للعنف.
غياب تام للعقوبات البديلة وهو أمر مخالف لما تتجه إليه السياسة الجنائية المغربية.
غياب الحماية القانونية للنساء المعنفات خالل مرحلة وضع الشكاية والتحقيق.
عدم تحديد طبيعة التعهد بخصوص تدبير إنذار المعتدي بعدم االعتداء في حال التهديد بارتكاب
العنف مع تعهده بعدم االعتداء ،فالمشرع لم يحدد طبيعة هذا التعهد هل يكفي التعهد الشفوي
أو ضرورة أن يكون تعهدا كتابيا؟ الش يء الذي من شأنه أن يفتح املجال للتعهد الشفوي علما أن
هذا األخير قد ال يوفر الحماية الكافية.
من خالل األحكام والقرارات التي تم اعتمادها للوقوف على دور العمل القضائي في حماية النساء
واألطفال ضحايا العنف نجد أغلبها تمتع املحكوم عليه بظروف التخفيف وال يتم تفعيل مقتض ى
التشديد المنصوص عليه في القانون 210.20المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء وإن كانت هذه
المقتضيات من شأنها أن تنعكس سلبا على تماسك األسرة واستقرارها ،باعتبار العقوبات توجه
ضد الزوج العنيف.
اتضح من خالل التطبيقات القضائية عدم تحقيق الردع الالزم في قضايا العنف ضد واألطفال
حيث العقوبة ال تتناسب مع الفعل الجرمي وبالتالي التشجيع على حالة العود خصوصا أن األمر
يتعلق بهذه الفئة الغير القادرة على مواجهة العنف المرتكب ضدها
غالبية النساء المعنفات ال يلتمسن الحصول على التعويضات المدنية ،وفي حالة صدور
التعويضات تبقى غير كافية لجبر الضرر الالحق بهن بسبب هزالتها.
120
صعوبة اإلثبات خصوصا في العنف الزوجي ،كما أنه يتم أحيانا الحكم ببراءة الزوج المعنف بمجرد
أن ينكر تعنيفه لزوجته وعدم األخذ بتصريحات الزوجة المعنفة والشهادة الطبية بعين االعتبار.
تنازل الزوجة للزوج المنعف نظرا لعدم استقاللها ماديا وبالتالي ترجع لدوامة العنف للحفاظ على
استقرار األسرة خاصة في حالة وجود األطفال.
في حالة عجز املحكوم عليه أداء التعويض يطبق عليه اإلكراه البدني وبالتالي تبقى النساء المعنفات
بدون تعويض في ظل غياب صندوق ائتمان يحل محل املحكوم عليه في أداء مبلغ التعويض املحكوم
به.
ضعف اإلمكانيات الكفيلة بضمان تكفل ناجع بالنساء المعنفات خاصة في حالة الطرد من بيت
الزوجية الذي يطرح إشكال عدم وجود فضاء آمن إليوائهن والتدابير الكفيلة بتحقيق حماية أكبر
لهن من العنف خاصة في حالة غياب اإلثبات.
غياب دور اإلعالم في التعريف بعمل خاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف.
وفي المقابل ولتجاوز اإلشكاالت التي تحد من نجاعة منظومة التكفل ككل يمكن تقديم بعض االقتراحات:
توعية النساء واألطفال من خالل الحمالت التحسيسية والندوات بالمدارس بأدوار خاليا التكفل
بالنساء واألطفال ضحايا العنف.
تعميم خاليا اإلنصات والحوار بالمؤسسات التعليمية.
تفعيل مبدأ المواكبة النفسية وذلك بإحدا مراكز للطب النفس ي على مستوى الخاليا الموجودة
باملحاكم والمستشفيات العمومية.
حث وسائل اإلعالم ودفعها نحو االهتمام بقضايا العنف ضد النساء واألطفال وتوعية هذه الفئة
بحقوقها.
االعتماد على العقوبات البديلة للتخفيف من اكتظاظ السجون والحد من ظاهرة العود في جرائم
العنف األسري.
إحدا صندوق ائتماني لدعم النساء الناجيات من العنف ،ويكفل لهن جبر الضرر الالحق بهن في
حالة العجز عن أداء التعويضات املحكوم بها.
إشراك مختلف الفاعلين (علماء ،باحثين ،خبراء ،عاملين في املجال القانوني والقضائي ،مجالس
علمية ...في جهود التحسيس بخطورة العنف في املجتمع.
121
تطوير منظومة نشر األحكام القضائية لما سيكون له من دور في التحسيس بمقتضيات قانون
محاربة العنف ضد النساء.
تدخل المشرع المغربي وتشديد العقوبات لمنع وصول شكايات كيدية لقلب الخلية فبعض
الشكايات التي تتلقاها هذه الخاليا تكون مجرد شكايات كيدية حيث إن العديد من النساء عند
نشوب نزاع بسيط بينهن وبين أزواجهن يقدمن على جرح أنفسهن ومن ثم االفتراء عليهم بغية
االنتقام ال غير وحتى إن كان األمر كذلك فالعديد من النساء يضخمن األمر ويخفين تفاصيل
الحقيقة.
تدخل المشرع المغربي بإدخال فصول أخرى على القانون المنظم لعمل خاليا التكفل كإضافة
فصول توضح مهام المساعدة االجتماعية داخل الخاليا.
تعديل المقتضيات المتعلقة بتأليف لجان التنسيق ،في اتجاه جعل حضور فعاليات املجتمع
المدني إلزامي كبقية األعضاء ،عوض تمثيليتهم االختيارية والمتوقفة على استدعاء اللجنة.
إضافة نصوص قانونية تنضم عمل الخاليا بشكل دقيق.
تطوير خاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف لتشمل استقبال الرجال أو إنشاء خاليا
مستقلة على غرار خاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف تعنى بمحاربة مختلف أشكال
العنف ضد الرجال.
122
المالحق
123
الملحق رقم ()0
124
الملحق رقم ()2
125
الملحق رقم ()2
126
127
الملحق رقم ()6
128
129
130
الئحة المراجع:
131
132
133
الفهرس:
134