Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 64

‫ترتيب‬

‫أشراط الساعة الكربى‬


‫دراسة عقدية‬
‫الدكتور‬
‫راشد بن عثمان الزهراني‬
‫الستاذ املساعد في كلية القرآن الكريم والدراسات اإلسالمية‬
‫جامعة جدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫‪731‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫امللخص باللغة العربية واإلنـجليزية‬


‫اإليمان باليوم اآلخر أحد أصول اإليمان وأركانه‪ ،‬وقد أخفى هللا ‪--‬‬
‫لكنه –جل وعال‪ -‬من‬‫عن عباده وقت قيام الساعة وذلك لحكمة عظيمة‪َّ ،‬‬
‫رحمته وضع لنا عالمات وآيات تدل على قرب قيامها‪ ،‬وهي أشراط الساعة‪،‬‬
‫ً‬ ‫وقد اهتم العلماء ً‬
‫قديما وحديثا بالحديث عن أشراط الساعة‪ ،‬واإلشارة‬
‫إليها‪ ،‬والتصنيف فيها‪ ،‬ومما يتعلق بها ً‬
‫أيضا اإلشارة إلى ترتيب حدوث‬
‫أشراطها الكبرى‪ ،‬واألقرب في ذلك َّأنها تبدأ بخروج املسيح الدجال‪َّ ،‬‬
‫ثم‬
‫نزول عيس ى بن مريم ‪ --‬من السماء‪ ،‬ليكسر الصليب‪ ،‬ويضع الجزية‪،‬‬
‫ثم حدوث‬ ‫ثم خروج يأجوج ومأجوج‪َّ ،‬‬‫ويقتل الخنزير‪ ،‬ويقض ي على الدجال‪َّ ،‬‬
‫الخسوف الثالثة‪ ،‬خسف باملشرق‪ ،‬وخسف باملغرب‪ ،‬وخسف بجزيرة‬
‫ثم ظهور الدخان‪،‬‬‫ثم طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة‪َّ ،‬‬ ‫العرب‪َّ ،‬‬
‫وآخر عالمات الساعة نار تخرج من اليمن تسوق الناس إلى أرض املحشر‪،‬‬
‫فتبيت معهم حيث باتوا‪ ،‬وتقيل معهم حيث قالوا‪ .‬ومما دلت عليه السنة‬
‫ً‬
‫سريعا حتى تنتهي هذه الحياة‬ ‫فإنها تتابع‬ ‫أيضا َّ‬
‫أن هذه العالمات إذا بدأت َّ‬ ‫ً‬
‫الدينا‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬أشراط الساعة‪ ،‬اليوم اآلخر‪ ،‬عالمات الساعة‪،‬‬


‫العقيدة‪ ،‬اإليمان‬

‫‪732‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
)12( ‫العدد‬

Arrangement of the major clock bars


Nodal study
Abstract:
Abstract: Belief in the Last Day is one of the pillars
of faith and its rules. The wisdom of God، the Lord of the
worlds، required that the time of the Hour be hidden from
us، but it is also from His mercy that He gave us signs of
the nearness of the Day of Resurrection.
And therefore the scholars have been interested in
talking about them and referring to them and classification
in them، and also related to the reference to the order of
occurrence، and the closest it begins with the exit of the
Antichrist، and then the descent of Jesus son of Mary peace
be upon him from heaven، and then exit Gog and Magog،
and then the occurrence of three eclipses، The sun from its
morocco and the exit of the beast، and then the appearance
of smoke، and the last signs of the hour of fire، the people
are shopping to the land of the casket. It has also been
shown by the Sunnis that if these signs begin، they will
proceed quickly until they end.
Keywords: Signs of the Hour، The Last Day، Creed، Faith

733 ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫╝‬
‫املقدمة‬
‫َّ‬
‫إن الحمد هلل نحمده ونستتتعينه ونستتتغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من شتترور أنفستتنا وستتي ات‬
‫أعمالنا‪ ،‬من يهده هللا فال مض ت ت تتل له ومن يض ت ت تتلل فال هاد له‪ ،‬وأش ت ت تتهد أن إله إ هللا‬
‫ً‬
‫محمدا عبده ورس تتوله‪ ،‬ص تتلى هللا عليه وعلى آله و تتحبه‬ ‫أن‬ ‫وحده ش تتريك له‪ ،‬وأش تتهد َّ‬
‫كثيرا‪.‬‬ ‫ً‬
‫تسليما ً‬ ‫وسلم‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫ف َّ‬
‫تإن اإليمتان بتاليوم اآلخر أصت ت ت ت تتل من أص ت ت ت تتول اإليمتان وركن من أركتانته‪ ،‬قتال تعتالى‪:‬‬
‫ﱡﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ‬

‫ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱠ (البقرة‪ ،)١٧٧ :‬ق ت تتد جع ت تتل هللا تع ت تتالى‬


‫اإليمان به ست ت ت ت ًبا في نيل البر‪ ،‬وهذا من املقاصت ت ت تتد العظيمة التي ست ت ت ت ى لها من أراد نجاة‬
‫نفسه‪.‬‬
‫وألهميتتة اإليمتتان بتتاليوم اآلخر؛ فقتتد جتتاء ذكره في آيتتات كثيرة‪ ،‬حيتتث بينتتت فضت ت ت ت تتل‬
‫ً‬
‫اإليم تتان ب تته‪ ،‬وثمرات تته‪ ،‬والرد على املنكرين ل تته ش ت ت ت تتر ًع تا وعقال‪ ،‬ب تتل ج تتاء األمر للن ي ﷺ أن‬
‫ﲣﲥ‬
‫ﲤ‬ ‫ُيق مستم على وقوع اليوم اآلخر تأكيدا له‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱡ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ‬
‫ً‬

‫ﲬ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱﲲﱠ (التغابن‪.)٧ :‬‬


‫ﲭ‬ ‫ﲦﲧﲨﲩﲪﲫ‬

‫هللا ‪-‬ج تتل وعال‪-‬بعلم تته‪ ،‬ق تتال تع تتالى‪ :‬ﱡﲻ‬ ‫ووق تتت ح تتدوث اليوم اآلخر‪ ،‬مم تتا اخت‬
‫ﳅﳇﳈﳉﳊ‬
‫ﳆ‬ ‫ﲼ ﲽ ﲾ ﲿﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ‬

‫ﳌ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘﳙﱠ (لقمان‪)٣٤ :‬‬


‫ﳋ ﳍ‬

‫‪734‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫ﱊﱌﱍﱎ‬
‫ﱄﱆﱇﱈﱉ ﱋ‬
‫ﱅ‬ ‫وقتتال تعتتالى‪ :‬ﱡﱁ ﱂ ﱃ‬

‫ﱏ ﱐ ﱑﱒﱠ (األحزاب‪.)٦٣ :‬‬


‫قال الشتنقيي (ت‪ ١٣9٣ :‬ه ت ت ت ت تت) –‪َّ :-‬‬
‫("إنما" صتيغة حصتر‪ ،‬فمعنى اآلية َّ‬
‫أن‬
‫هللا وحده)‪)١(.‬‬ ‫الساعة علمها إ‬
‫َّ َّ‬
‫فال علم وقت قيام الست ت تتاعة ملك مقرب و ن ي مرست ت تتل‪ ،‬بل إن علم الن ي ﷺ بها‬
‫هو علم قرب وقتهتا على اإلجمتال‪ ،‬أ َّمتا وقتت قيتامهتا فال علم ذلتك إ هللا(‪ ،)2‬وفي الحتديتث‬
‫التتذ يرويتته الش ت ت ت تتيختتان متتا يتتدل على َّ‬
‫أن وقتتت الست ت ت ت تتاعتتة م َّمتا اخت هللا بعلمتته قتتال ﷺ‪:‬‬
‫"مفاايي اليياخ سمال ي لعلم اا اي ه‪ :‬ي لعلم ماا في داد اي ه‪ ،‬وي لعلم ماا غيي‬
‫الرح ااا اي ه‪ ،‬وي لعلم متى ي ا غي املطر اي ه‪ ،‬وي ي اادرس بفال ب ا س أرال يموت اي‬
‫ه‪ ،‬وي لعلم متى يقو الساعة اي ه"(‪.)٣‬‬
‫ومع نص ت تتوآ القرآن والس ت تتنة الص ت تتريحة في أن وقت قيام الس ت تتاعة علمه إ هللا‪،‬‬
‫إن وقت قيامها‬ ‫وجد من اجتهد وحدد وقت قيامها في الس ت ت تتابق والالحق(‪ ،)٤‬فمنهم من قال َّ‬
‫يكون بعد خمس ت ت تتمااة عام من البعثة(‪ ،)5‬والس ت ت تتيوط ‪ --‬حدد مدة الدنيا بس ت ت تتبعة‬
‫أن عمر هذه‬ ‫أن الن ي ﷺ بعث في آواخر األلف الست ت ت تتادست ت ت تتة ويرى َّ‬
‫آ ف ست ت ت تتنة‪ ،‬وهو يرى َّ‬
‫األمتتة يزيتتد عن ألف وخمس ت ت ت تمتتااتتة س ت ت ت تنتتة(‪ ،)٦‬وقتتد رد ابن القيم ‪ --‬على من حتتدد‬
‫وقتها‪ ،‬بل وجعل من األدلة التي ُيحكم بها على الحديث بالوضع هو تحديد مقدار الدنيا‪،‬‬

‫(‪ )١‬أضواء البيان‪ ،‬للشنقيي (‪ ،)٣٦0/٦‬وانظر تفسير ابن كثير (‪.)٣١8/8‬‬


‫)‪ (2‬انظر روح املعان (‪.)١25/5‬‬
‫(‪ )٣‬رواه البخار (‪ )٤٦9٧‬ومسلم (‪.)١0‬‬
‫(‪ )٤‬انظر تفسير ابن كثير (‪.)52٣/٣‬‬
‫(‪ )5‬انظر‪ :‬تاريخ اليبر (‪.)١٧/١‬‬
‫(‪ )٦‬انظر‪ :‬الحاو للفتاو ‪ ،‬للسيوط (‪.)١05/2‬‬
‫‪735‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫أن كل حديث فيه هذا التحديد فهو محكوم‬ ‫وأنها س ت ت ت تتبعة آ ف س ت ت ت تتنة‪ ،‬فهو يرى ‪َّ ‬‬
‫َّ‬
‫أن الن ي ﷺ كان علم وقت قيامها‪ ،‬ووس ت ت تتمه‬ ‫عليه بالوض ت ت تتع(‪ ، )١‬كما تحدث عن من ادعى َّ‬
‫بتأ َّنته من متدعي العلم(‪ .)2‬وكتذلتك فعتل اإلمتام القرط ي –‪ -‬فقتد رد في كتتابته (التتذكرة‬
‫بأحوال املوتى وأمور اآلخرة)‪ ،‬على من است تتتدل بأحاديث‪َّ ،‬‬
‫حرف نصت تتوصت تتها ولوى أعناقها‬
‫ي ﷺ بوقت قيام الساعة‪)٣(.‬‬ ‫ليؤكد علم الن‬
‫وقد اس تتتمر الخيأ الذ وقع فيه بعل الس تتابقين‪ ،‬بتحديد وقت فناء الدنيا‪ ،‬عند‬
‫عتتدد من املعتتاص ت ت ت تترين حيتتث قتتاموا بمحتتاو ت عتتديتتدة لتحتتديتتد هتتذا الوقتتت‪ ،‬بال حجتتة و‬
‫ً‬
‫جميعا ولم‬ ‫برهان (‪ ،)٤‬و زالوا يحددون الوقت تلو الوقت لقيام الس ت تتاعة‪ ،‬وتمر األوقات‬
‫يحدث ش يء‪.‬‬

‫قتال ابن كثير ‪( :--‬لم يث تت في حتديتث عن الن ي عليته الص ت ت ت تتالة والس ت ت ت تتالم أ َّنته‬
‫وإنما ذكر شي ً ا من عالماتها وأشراطها وآماراتها)‪)5(.‬‬ ‫حدد وقت الساعة بمدة محصورة‪َّ ،‬‬
‫وقتال أي ً‬
‫ضت ت ت ت تا‪( :‬والتذ في كتتب اإلس ت ت ت تراايليين‪ ،‬وأهتل الكتتاب من تحتديتد متا س ت ت ت تتلف‬
‫غير واحد من العلماء على تخي تهم فيه‪ ،‬وتغلييهم‪،‬‬ ‫بألوف وم ات من السنين‪ ،‬قد ن‬
‫وهم جديرون بذلك حقيقون به)‪)٦(.‬‬

‫(‪ )١‬أنظر املنار املنيف‪ ،‬بن القيم (‪.)80/١‬‬


‫(‪ )2‬انظر املنار املنيف‪ ،‬بن القيم (‪.)8١/١‬‬
‫(‪ )٣‬التذكرة بأحوال املوتى وأمور اآلخرة‪ ،‬للقرط ي (آ‪.)١2١9/‬‬
‫(‪ )٤‬ومن هؤ ء‪ :‬الدكتور فاروق الدسوقي في كتابه‪ :‬القيامة الصغرى على األبواب‪ ،‬والكاتب هشام كمال عبد الحميد في‬
‫كتابه‪ :‬اقترب خروج املسيح الدجال‪ ،‬والكاتب أمين محمد جمال الدين في كتابه‪ :‬عمر أمة اإلسالم‪ ،‬هرمجدون‪ :‬آخر‬
‫بيان يا أمة اإلسالم‪ ،‬الذ ذكر فيه أننا نعيش فترة ما قبل ظهور اآليات الكبرى‪.‬‬
‫(‪ )5‬النهاية في الفتن واملالحم (‪.)٦/١‬‬
‫(‪ )٦‬النهاية في الفتن واملالحم (‪.)١٦/١‬‬
‫‪736‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫وقال الس ت ت ت ت ت ت تخاو (ت‪ 902 :‬هت ت ت ت ت تت) ‪( :--‬كل ما ورد مما فيه تحديد لوقت يوم‬
‫فإما أن يكون أصل له‪ ،‬أو يث ت إسناده)‪)١(.‬‬ ‫القيامة على التعيين‪َّ ،‬‬
‫واخفاء وقت قيام الس تتاعة فيه منافع للناس في معاش تتهم ومعادهم‪ ،‬من الحث على‬
‫ا ستتعداد لهذا اليوم‪ ،‬بالتقرب إلى هللا بالياعة والكف عن املعاصت ي(‪ )2‬إضتافة إلى َّأنه‬
‫دنياهم‪)٣(.‬‬ ‫يلحقهم بالجهل بوقتها فوات مصالح لهم‪ ،‬في دينهم و‬
‫وإذا كان هللا قد أخفى عن العباد وقت الست ت ت تتاعة‪ ،‬فقد بين لهم أشت ت ت تراطها وعالماتها‬
‫ﳍﳏ‬
‫ﳎ‬ ‫التي تدل على قرب وقوعها‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱡﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ‬

‫ﳐ ﳑﱠ (محمد‪.)١8 :‬‬
‫واإليمان بهذه األشت ت ت تراط وتصت ت ت تتديق ما ث ت منها واجب على العباد‪ ،‬وهي من اإليمان‬
‫ﱈ‬ ‫بالغيب الذ أمر هللا جل وعال به‪ ،‬وأثنى على أهله قال تعالى‪ :‬ﱡ ﱃ ﱄ ﱅ ﱇ‬
‫ﱆ ﱉ‬
‫ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔﱠ (البقرة‪.)٣-2 :‬‬
‫والواجب أن ُيقتص تتر في اإليمان بها على ما جاء في كتاب هللا وس تتنة رس تتوله ﷺ‪ ،‬حتى‬
‫يقع املس ت ت ت تتلم في القول على هللا بغير علم قال تعتالى‪ :‬ﱡ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ‬

‫ﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆ‬

‫ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌﱠ (األعراف‪.)٣٣ :‬‬

‫(‪ )١‬املقاصد الحسنة (‪.)٦9٣/١‬‬


‫(‪ )2‬انظر روح املعان (‪.)١25/5‬‬
‫(‪ )٣‬انظر تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم املنان‪ ،‬للسعد (‪ ،)9١0/١‬وانظر لالستزادة مجموع الفتاوى‪ ،‬لشيخ‬
‫اإلسالم ابن تيمية (‪.)٣٤2/٤‬‬
‫‪737‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫ومعرفة أشت تراط الست تتاعة وأماراتها له فوااد كبيرة ومن ذلك أن يتأهب املست تتلم للقاء‬
‫هللا باإليمان والعمل الصالح‪)١(.‬‬

‫ونقتل القرط ي ‪ --‬عن العلمتاء قولهم‪( :‬والحكمتة في تقتديم األش ت ت ت تراط ود لتة‬
‫الناس عليها‪ ،‬تن يه الناس عن رقدتهم‪ ،‬وحثهم على ا حتياط ألنفس ت ت ت تتهم بالتو ة واإلنابة‪،‬‬
‫ك يب تتاغتوا ب تتالحول بينهم و ين ت تتدارل العوارض منهم‪ ،‬فينبغي للن تتاس أن يكونوا بع تتد‬
‫ظهور أش ت تراط الس ت تتاعة قد نظروا ألنفس ت تتهم‪ ،‬وانقيعوا عن الدنيا‪ ،‬واس ت تتتعدوا للس ت تتاعة‬
‫نتهاء الدنيا وانقضائها)‪)2(.‬‬ ‫املوعود بها‪ ،‬وهللا أعلم‪ ،‬وتلك األشراط عالمة‬
‫ومن املستاال املتعلقة بأشتراط الستاعة الكبرى معرفة ترتيب ظهورها‪ ،‬ومن هنا جاء‬
‫هذا البحث بعنوان (يرييخ أشراط الساعة الكبرى‪-‬دراسة عقدية)‪.‬‬

‫ً‬
‫حين تناول العلماء قض تتية أش تراط الس تتاعة كان املقص تتود غالبا هو عرض العالمات‬
‫ب تتأدلته تتا‪ ،‬أ َّم تا الكالم في ترتي تتب ح تتدو ه تتا فهو قلي تتل‪ ،‬ومختلف في تته بين العلم تتاء؛ فمنهم من‬
‫أن النص ت ت تتوآ يوجد فيها ما يدل على ترتيب أش ت ت تراط الس ت ت تتاعة الكبرى‪ ،‬ومنهم من‬ ‫يرى َّ‬
‫يرى د لته تتا على الترتي تتب‪ ،‬وهؤ ء كتتذلتتك اختلفوا فيم تتا بينهم في التق تتديم والت تتأخير‪ ،‬ومن‬
‫ً‬
‫عقديا‪ ،‬بناء‬ ‫هنا تظهر مش تتكلة البحث في معرفة ترتيب أش تراط الس تتاعة الكبرى ودراس تتتها‬
‫على ما جاء في كتاب هللا تعالى وسنة رسوله ﷺ‪ ،‬و يان أهل العلم لذلك‪.‬‬

‫‪-١‬معرفة الفارق بين أشراط الساعة الصغرى والكبرى‪.‬‬


‫‪-2‬معرفة أشراط الساعة الكبرى وترتيبها‪.‬‬

‫(‪ )١‬انظر شرح املشكاة‪ ،‬لليي ي (‪ ،)٤٣٦/2‬ولالستزادة انظر فتح البار ‪ ،‬بن حجر (‪.)٣50/١١‬‬
‫(‪ )2‬التذكرة بأحوال املوتى وأمور اآلخرة‪ ،‬للقرط ي (آ‪.)٦2٤/‬‬
‫‪738‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫‪-٣‬تيبيق الضوابط الشرعية في التعامل مع أشراط الساعة‪.‬‬

‫سلكت في تحرير هذا البحث املنهج ا ستقرائ ‪ ،‬من خالل تتبع النصوآ الشرعية‬
‫وفهم العلماء لها‪ ،‬لتحرير املسألة موضع البحث‪ ،‬و ناء صورة علمية متكاملة‪.‬‬

‫لم أقف على بحث أو دراستتة ُمستتتقلة تناولت ترتيب أش تراط الستتاعة الكبرى –فيما‬
‫أعلم‪َّ ،-‬‬
‫وإنما تنوعت الكتب والدراس ت تتات التي درس ت تتت أش ت تراط الس ت تتاعة وأقس ت تتامها‪ ،‬وكان‬
‫الكالم في ترتيب حدو ها هو أحد ما تتناوله‪ ،‬ومن هذه الدراسات‪:‬‬
‫‪-1‬أش ا ا ا اراط الس ا ا ا اااعة وذها السيار و قا الش ا ا ا ارار‪ ،‬مؤلفه عبد امللك بن َح مبيب‬
‫اإللبير القرط ي(‪( ،)١‬ت‪2٣8 :‬هت ت ت ت ت ت ت ت تت) ‪ ،--‬طبع وتحقيق‪ :‬عب ت تتد هللا عب ت تتد املؤمن‬
‫الغمار الحسني‪ ،‬وصدر عن مكتبة أضواء السلف‪ ،‬اليبعة األولى ‪ 2005‬م‪.‬‬
‫وقد نهج املؤلف مس ت ت ت تتلك املتقدمين وأورد اآلثار بأس ت ت ت تتانيدها‪ ،‬ملك َّن غالب األس ت ت ت تتانيد‬
‫منقيعة الس تتند إ النزر اليس تتير‪ ،‬وقد ق َّست تم املؤلف الكتاب إلى أبواب أر عة‪ ،‬وفي الباب‬
‫ثم الدابة‪َّ ،‬‬
‫ثم‬ ‫أن أولها طلوع الش ت ت ت تتمس من مغربها‪َّ ،‬‬ ‫الثان تناول مس ت ت ت تتألة الترتيب‪ ،‬ورجح َّ‬
‫الدجال‪ ،‬وهو مخالف ملا انتهت إليه البحث‪.‬‬
‫‪-2‬الس ا ا ا ااين الواردة في الف ن ودوا ل اا‪ ،‬والس ا ا ا اااعاة وأش ا ا ا ارا اا‪ ،‬مؤلفته أبو عمرو‬
‫عثمان بن ستعيد الدان (ت‪٤٤٤ :‬ه ت ت ت ت تت) –‪ -‬طبع بتحقيق‪ :‬د‪ .‬رضتاء هللا بن محمد‬
‫إدريس املبار كفور ‪ ،‬وصدر عن دار العاصمة بالرياض‪ ،‬اليبعة األولى ‪١٤١٦‬هت‪.‬‬

‫(‪ )١‬عبد امللك بن حبيب بن سليمان بن هارون السلمي اإللبير القرط ي‪ ،‬أبو مروان‪ :‬عالم األندلس وفقيهها في عصره‪،‬‬
‫ولد في إلبيرة‪ ،‬وسكن قرطبة‪ ،‬وزار مصر‪َّ ،‬‬
‫ثم عاد إلى األندلس فتوفي بقرطبة‪ ،‬كان عاملا بالتأريخ واألدب‪ ،‬رأسا في فقه‬
‫املالكية‪ .‬له تصانيف كثيرة‪ ،‬قيل‪ :‬تزيد على ألف منها‪ :‬حروب اإلسالم‪ ،‬وطبقات الفقهاء والتابعين‪ ،‬وطبقات املحدثين‪،‬‬
‫وتفسير موطأ مالك‪ ،‬وغيرها‪( .‬األعالم للزركلي ‪)١5٧/٤‬‬
‫‪739‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫وقد تناول –‪ –‬في الباب الثالث األحاديث التي فيها إش ت تتارة إلى ترتيب أشت ت تراط‬
‫الساعة (من ‪ 520‬إلى ‪ ،)5٣0‬وهو سرد األحاديث بأسانيدها دون تعليق عليها‪.‬‬
‫‪-3‬ايحاف الجماعة بما جا في الف ن واملالحم وأشراط الساعة‪ ،‬للشيخ حمود بن‬
‫عبد هللا التويجر (ت‪١٤١٣ :‬هت ت ت ت تت) –‪ ،-‬صتدر عن دار الصتمي ي للنشتر والتوزيع‪،‬‬
‫الرياض ‪-‬اململكة العر ية السعودية‪ ،‬اليبعة الثانية ‪١٤١٤‬هت‪.‬‬
‫وقتتد تنتتاول ‪--‬مست ت ت ت تتألتتة الترتيتتب والتتتتابع في بتتدايتتة الكتتاب‪ ،‬وعرض األحتتاديتتث‬
‫الواردة التي ستنبط منها الترتيب‪ ،‬ونقل أقوال العلماء‪ ،‬وقد انتهى –‪ –‬إلى ترتيب‬
‫سار عليه في الكتاب‪ ،‬وهو مختلف عما انتهى إليه البحث‪.‬‬
‫‪-4‬املوس ااوعة في الف ن واملالحم وأش اراط الس اااعة‪ ،‬للدكتور محمد أحمد املبيل‪،‬‬
‫صدر عن مؤسسة املختار للنشر والتوزيع بالقاهرة‪ ،‬اليبعة األولى ‪200٦‬م‪.‬‬
‫وقااد باااق في الاااا الثاااني‪ :‬العالمتتات الكبرى‪ ،‬وفي ميلعتته ذكر مست ت ت ت تتألتتة الترتيتتب‬
‫والتت تتابع‪ ،‬وق تتد ق تتام املؤلف بجمع األح تتادي تتث وعزوه تتا إلى مصت ت ت ت ت تتادره تتا‪ ،‬وح تتاول ا لتزام‬
‫باألحاديث الصحيحة‪ ،‬وقد انتهى املؤلف إلى ترتيب ألشراط الساعة الكبرى وهو مختلف‬
‫عما انتهى إليه البحث‪.‬‬
‫‪-5‬أش اراط الس اااعة‪ ،‬للش تتيخ يوس تتف بن عبد هللا الوابل‪ ،‬نش تترته‪ :‬دار ابن الجوز‬
‫للنشتتر والتوزيع بالدمام‪ ،‬اليبعة الرابعة ‪١٤١٤‬ه ت ت ت ت ت‪ ،‬وهو في األصتتل رستتالة ماجستتتير من‬
‫جامعة أم القرى‪ ،‬وقد سص الاا الثاني‪ :‬باألشت تراط الكبرى وقدم للباب بالحديث عن‬
‫ثم اس تتتعرض األشت تراط الكبرى‪ ،‬وقد انتهى الباحث فيه إلى تقليد ترتيب‬ ‫ترتيبها وتتابعها‪َّ ،‬‬
‫اإلمام اليي ي – اآلت ذكره – وهو مخالف للترتيب الذ انتهى إليه البحث‪.‬‬
‫وهذه الدراس تتات مع أهميتها وجودتها إ َّأنه يوجد دراس تتة مس تتتقلة أفردت ترتيب‬
‫أش ت ت تراط الست ت تتاعة الكبرى‪ ،‬وجمعت أقوال العلماء في ذلك‪ ،‬ولم تتوست ت تتع في هذه املست ت تتألة‬

‫‪740‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫ب تتالتفص ت ت ت تي تتل وال تتدراس ت ت ت ت تتة على النحو املتبع في ه تتذا البح تتث‪ ،‬وق تتد جعل تتت ه تتذا البح تتث في‬
‫مقدمة‪ ،‬وتمهيد‪ ،‬ومبحثين وخاتمة على النحو التالي‪:‬‬

‫املقادماة‪ :‬وتتض ت ت ت تتمن‪ :‬مش ت ت ت تتكلتة البحتث وحتدوده‪ ،‬وأهتدافته ومنهجته‪ ،‬والتدراس ت ت ت تتات‬
‫السابقة‪ ،‬وخية البحث‪.‬‬
‫يم يد‪ :‬ويتضمن ثالثة ميالب‪:‬‬
‫املطلخ الول‪ :‬معنى أشراط الساعة‪.‬‬
‫املطلخ الثاني‪ :‬تقسيم أشراط الساعة‪.‬‬
‫املطلخ الثالث‪ :‬ضوابط التعامل مع أشراط الساعة‪.‬‬
‫املاحث الول‪ :‬يرييخ أشراط الساعة الكبرى‪ ،‬ويتضمن مطلاين‪:‬‬
‫املطلخ الول‪ :‬مناهج العلماء في ترتيب أشراط الساعة الكبرى‪.‬‬
‫املطلخ الثاني‪ :‬خالف العلماء في ترتيب أشراط الساعة الكبرى‪.‬‬
‫املاحث الثاني‪ :‬بيان أشراط الساعة الكبرى ويتضمن مطلاين‪:‬‬
‫املطلخ الول‪ :‬مذ ُ‬
‫كر عالمات الساعة الكبرى و يان ما ورد فيها في القران والسنة‪.‬‬
‫املطلخ الثاني‪ :‬تعاقب أشراط الساعة الكبرى‪.‬‬
‫الخايمة‪ ،‬وتحو أبرز النتااج والتوصيات‪.‬‬

‫‪741‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫متهيد‬
‫(تعريف اشراط الساعة وأقسامها وضوابط التعامل معها)‬
‫وفيه ثالثة ميالب‪:‬‬

‫يتركب املصيلح من كلمتين‪:‬‬


‫الولى‪ :‬أشراط‪.‬‬
‫والثابية‪ :‬الساعة‪.‬‬
‫ً َّ ُ‬
‫وس ت ت ت تتأقوم بتعريف كل كلمة مفردة أو ‪ ،‬ثم أ م‬
‫عرف بأش ت ت ت تراط الس ت ت ت تتاعة على س ت ت ت ت يل‬
‫التركيب‪.‬‬
‫َ َ ُ‬ ‫ً‬
‫أوي‪ :‬معنى (أش ا ا ا اراط لياة‪ :‬أش ت ت ت تراط مفردهتا‪ :‬الش ت ت ت ترط بفتحتين‪ :‬وهو العالمتة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يقدمهم على‬‫وأشراط الش يء‪ :‬أوااله‪ ،‬ومنه‪ :‬ش َرط السليان‪ :‬وهم نخ َبة أ حابه الذين م‬
‫غيرهم من جنده‪)١(.‬‬

‫ﳎ‬ ‫ﳍ‬ ‫قال تعالى‪ :‬ﱡﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ‬ ‫وأش ت ت تراط الس ت ت تتاعة‪ :‬عالماتها‪،‬‬
‫(محمد‪)2(.)١8 :‬‬ ‫ﳏ ﳐ ﳑﱠ‬
‫ثااب ًياا‪ :‬معنى (الس ا ا ا اااعاة لياة‪ :‬الس ت ت ت تتاعتة في اللغتة‪ :‬هي جزء من أجزاء الليتل والنهتار‪،‬‬
‫والجمع ستتاعات وستتاع‪ ،‬وتصتتغيره ستتويعة‪ ،‬والليل والنهار ً‬
‫معا أر ع وعشتترون ستتاعة‪ ،‬وإذا‬

‫(‪ )١‬انظر‪ :‬لسان العرب‪ ،‬بن منظور (‪ ،)٣29/٧‬النهاية في غريب الحديث واألثر‪ ،‬بن األثير (‪.)٤٦0/2‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪ :‬مختار الصحاح‪ ،‬للراز (آ‪.)١٦٣/‬‬
‫‪742‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫اعتد فكل واحد منهما ثنتا عش تترة س تتاعة‪ ،‬وجاءنا بعد س تتوع من الليل‪ ،‬و عد س تتواع أ‬
‫الوقت الحاضر‪)١(.‬‬ ‫بعد هدء منه أو بعد ساعة‪ ،‬والساعة‪:‬‬
‫واملقص ت ت تتود (بالس ا ا اااعة هنا‪ :‬هو الوقت الذ تقوم فيه القيامة‪ ،‬وتنتهي فيه حياة‬
‫املخلوقات‪ ،‬ويض ت ت ت تتيرب الكون‪ ،‬و ُس ت ت ت ت َّميت بذلك لس ت ت ت تترعة الحس ت ت ت تتاب فيها‪ ،‬أو َّ‬
‫ألنها تفجأ‬
‫فيموت الخلق كلهم بصيحة واحدة‪)2(.‬‬ ‫الناس في ساعة؛‬
‫ُ‬
‫طلقتت الس ت ت ت تتاعتة على ثالثتة أش ت ت ت تيتاء‪ :‬الس ت ت ت تتاعتة‬
‫قتال الحتافا ابن حجر ‪( :--‬أ م‬
‫الكبرى‪ :‬وهي بعث الناس للمحاس ت ت تتبة‪ ،‬والوس ت ت تتيى‪ :‬وهي موت أهل القرن الواحد نحو ما‬
‫ُ‬
‫ُر مو أنت تته رأى عبت تتد هللا بن أنيس فقت تتال‪ :‬إن َييت تل عمر هت تتذا الغالم لم يمت تتت حتى تقوم‬
‫َ‬
‫الستتاعة‪ ،‬فقيل أ َّنه آخر من مات من الصتتحابة‪ ،‬والصتتغرى‪ :‬موت اإلنستتان‪ ،‬فستتاعة كل‬
‫عني موته)‪)٣(.‬‬ ‫إنسان موته‪ ،‬ومنه قوله ﷺ عند هبوب الريح‪ :‬تخوفت الساعة‪،‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬معنى (أش ا اراط الس ا اااعة ‪ :‬أش ت تراط الس ت تتاعة‪ :‬هي العالمات التي تس ت تتبق يوم‬
‫القي تتام تتة وت تتدل على ق تتدوم تته‪ُ ،‬وييلق عليه تتا (اآلي تتات واألم تتارات)(‪ ،)٤‬ق تتال اليي ي ‪:--‬‬
‫(اآليات أمارات للساعة)‪)5(.‬‬

‫(‪ )١‬انظر‪ :‬لسان العرب‪ ،‬بن منظور (‪.)١٦9/8‬‬


‫(‪ )2‬انظر‪ :‬النهاية في غريب الحديث‪ ،‬بن األثير (‪.)٤22 / 2‬‬
‫(‪ )٣‬فتح البار ‪ ،‬بن حجر (‪.)٣٦٣/١١‬‬
‫(‪ )٤‬انظر‪ :‬السنن الواردة في الفتن‪ ،‬للدان (آ‪ ،)9٧5/‬التذكرة بأحوال املوتى وأمور اآلخرة‪ ،‬للقرط ي (آ‪،)١2٦١/‬‬
‫النهاية في الفتن واملالحم‪ ،‬بن كثير (‪.)8١/١‬‬
‫(‪ )5‬انظر‪ :‬فتح البار ‪ ،‬بن حجر (‪.)٣52/١١‬‬
‫‪743‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬
‫وقال الحليمي(‪( )١‬ت‪ ٤0٣ :‬ه ت ت ت تت) ‪( :--‬أما انتهاء الحياة األولى َّ‬
‫فإن لها مقدمات‬
‫تسمى أشراط الساعة وهي أعالمها)(‪.)2‬‬
‫وقتال البيهق (ت‪ ٤58 :‬هت ت ت ت ت ت ت ت تت) ‪( :--‬أ متا يتقتدمهتا من العالمتات التدالتة على‬
‫قرب حينها)(‪ )٣‬وهذا ما قرره شتتيخ اإلستتالم ابن تيمية في النبوات(‪ ، )٤‬والحافا بن حجر في‬
‫فتح البار ‪-‬رحمهما هللا‪)5(-‬‬
‫ُ‬
‫ومن خالل األقوال الس ت ت ت ت تتابق تتة يمكن أن نعرف أش ا ا ا اراط السا ا ا ا اااع ااة ب ت َّتأنه تتا‪ :‬اآلي ااات‬
‫والعالمات التي يدل على قر قيا الساعة؛ اما ديلة على قربها فتكون من الشراط‬
‫الصيرى‪ّ ،‬‬
‫وإما ديله على دبوها فتكون من الشراط الكبرى‪.‬‬

‫(‪ )١‬الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخار الجرجان ‪ ،‬أبو عبد هللا‪ :‬فقيه شاف ي‪ ،‬قاض‪ ،‬كان رايس أهل‬
‫الحديث فيما وراء النهر‪ .‬مولده بجرجان (‪ ٣٣8‬هت) ووفاته في بخارى (‪ ٤0٣‬هت)‪ .‬من مصنفاته‪ :‬املنهاج في شعب اإليمان‪،‬‬
‫ً‬
‫أحكاما كثيرة ومعان غريبة لم أظفر بكثير منها في غيره‪( .‬األعالم للزركلي ‪.)2٣5/2‬‬ ‫قال اإلسنو ‪ :‬جمع فيه‬
‫(‪ )2‬املنهاج في شعب اإليمان‪ ،‬للحليمي (‪.)٤22/١‬‬
‫(‪ )٣‬البعث والنشور‪ ،‬للبيهق (آ‪.)٧٦/‬‬
‫(‪ )٤‬انظر النبوات‪ ،‬بن تيمية (‪.)٧9٣/2‬‬
‫(‪ )5‬انظر فتح البار ‪ ،‬بن حجر (‪.)٧9/١٣‬‬
‫‪744‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫مما يقد يتاين أن للسا ا ا اااعة أشا ا ا اراط وعالمات و آيات‪ ،‬وقد ق َّس ت ت ت تمها العلماء إلى‬
‫أقس ت ت ت تتام عتدة‪ ،‬مع اختالف منتاهجهم في التقس ت ت ت تتيم‪ ،‬وقتد وقفتت على أر عتة منتاهج لهم في‬
‫ذلك‪:‬‬
‫سروج الشراط وزمانها‪ ،‬فقسم ما الى ثالثة أقسا ‪:‬‬ ‫املنهج الول‪َ :‬من اعتبر َ‬
‫القس اام الول‪ :‬ما َ‬
‫ظهر وانقض ت ى وفق ما أخبر به رس تتول هللا ﷺ‪ ،‬ومنها‪ :‬بعثته عليه‬
‫ُ‬
‫الصالة والسالم وموته‪ ،‬وفتح بيت املقدس‪ ،‬وغيرها من األشراط التي وقعت وانقضت‪.‬‬
‫القس ا ا ا اام الثاااني‪ :‬أش ت ت ت تراط ظهرت و تزال تتتتابع بتتاس ت ت ت تتتمرار وهي كثيرة‪ ،‬منهتتا‪ :‬كثرة‬
‫ُ ً‬
‫واتختاذ املس ت ت ت تتاجتد طرقتا‪ ،‬ورفع‬
‫الز زل‪ ،‬وتض ت ت ت تتييع األمتانتة‪ ،‬وتوس ت ت ت تيتد األمر إلى غير أهلته‪ ،‬م‬
‫العلم‪ ،‬وكثرة الجهل‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫القس ا ا ا اام الثاالاث‪ :‬العالمتات ال معظتام واألش ت ت ت تراط الجست ت ت ت تتام التي لم تظهر بعتد والتي‬
‫الدجال‪ ،‬ونزول عيس ت ى بن مريم ‪ ،‬وخروج‬ ‫عقبها قيام الس تتاعة‪ ،‬منها‪ :‬خروج املس تتيح َّ‬
‫ونحو ذلك‪)١(.‬‬
‫يأجوج ومأجوج‪ ،‬والدابة‪،‬‬
‫َّ‬
‫وممن س ت ت ت تتار على هتذا التقس ت ت ت تتيم الحتافا ابن حجر ‪ --‬حيتث قتال‪( :‬متا أخبر‬
‫سيقع قبل أن تقوم الساعة على أقسام‪:‬‬ ‫الن ي ﷺ بأنه َ‬
‫أحدها‪ :‬ما وقع على وفق ما قال‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬ما وقعت مباديه ولم ستحكم‪.‬‬
‫يء‪ ،‬ولكنه سيقع)‪)2(.‬‬ ‫الثالث‪ :‬ما لم يقع منه ش‬

‫(‪ )١‬أشراط الساعة؛ لعبد هللا بن سليمان الغفيلي‪( ،‬آ‪.)٤١/‬‬


‫(‪ )2‬فتح البار ‪ ،‬بن حجر (‪.)8٣ /١٣‬‬
‫‪745‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫وكذلك البرزنجي(‪( )١‬ت‪ ١١0٣ :‬ه ت ت ت ت ت تت) ‪ --‬في كتاب اإلشت تتاعة ألشت تراط الست تتاعة‪،‬‬
‫فقتد ق َّس ت ت ت تم الكتتاب إلى ثالثتة أبواب‪ :‬األمتارات البعيتدة التي ظهرت وانقض ت ت ت تتت‪ ،‬واألمتارات‬
‫املتوس ت ت ت تي تتة التي ظهرت ولم تنقل‪ ،‬واألش ت ت ت تراط العظ تتام واألم تتارات القريب تتة التي تعقبه تتا‬
‫الساعة‪)2(.‬‬

‫‪ ١١88‬هت) –‪ -‬في لوامع األنوار البهية‪)٤(.‬‬ ‫وقال به السفاريني(‪( )٣‬ت‪:‬‬


‫وكذلك ص تتديق حس تتن خان(‪( )5‬ت‪ ١٣0٧ :‬هت ت ت ت ت تت) –‪ -‬في كتاب (اإلذاعة ملا كان‬
‫وما يكون بين يد الساعة)‪)٦(.‬‬

‫مكان وقوع األشراط َّ‬


‫فقسمها إلى قسمين‪:‬‬ ‫املنهج الثاني‪َ :‬من اعتبر َ‬

‫الول‪ :‬الشراط السماوية‪ :‬ويمثلون لها م‬


‫بانشقاق القمر في زمن الن ي ﷺ‪ ،‬وانتفاخ‬
‫َّ‬
‫لليلة فيقال هو ابن ليلتين‪ ،‬ومنها طلوع الشمس من مغربها‪.‬‬
‫األهلة؛ بحيث يرى الهالل ٍ‬
‫م‬

‫(‪ )١‬محمد بن عبد الرسول بن عبد السيد الحسني البرزنجي‪ ،‬له علم بالتفسير واألدب‪ .‬من فقهاء الشافعية‪ .‬ولد وتعلم‬
‫بشهرزور‪ ،‬ورحل إلى همذان و غداد ودمشق والقسينيينية‪ ،‬ومصر‪ ،‬واستقر في املدينة‪ ،‬فتصدر للتدريس‪ ،‬وتوفي بها‪،‬‬
‫وله كتب‪ ،‬منها‪ :‬اإلشاعة ألشراط الساعة‪ ،‬أنهار السلس يل في شرح تفسير البيضاو ‪ ،‬شرح ألفية املصيلح‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫(األعالم للزركلي ‪.)20٦/٤‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪ :‬اإلشاعة ألشراط الساعة‪ ،‬للبرزنجي (آ‪.)١٧٣ ،١٤١ ،29/‬‬
‫(‪ )٣‬محمد بن أحمد بن سالم السفاريني‪ ،‬شمس الدين‪ ،‬أبو العون‪ :‬عالم بالحديث واألصول واألدب‪ ،‬ولد في سفارين‬
‫(من قرى نابلس) ورحل إلى دمشق فأخذ عن علمائها‪ ،‬وعاد إلى نابلس فدرس وأفتى‪ ،‬وتوفي فيها‪ ،‬من كتبه‪ :‬كشف اللثام‬
‫شرح عمدة األحكام‪ ،‬وغذاء األلباب شرح منظومة اآلداب‪ ،‬ولوامع األنوار البهية وسواطع األسرار األثرية املضية في عقد‬
‫أهل الفرقة املرضية‪ ،‬شرح منظومة في عقيدة السلف‪ ،‬وغيرها‪( .‬األعالم للزركلي ‪.)١٤/٦‬‬
‫(‪ )٤‬انظر لوامع األنوار البهية‪ ،‬للسفاريني (‪.)٦٦/2‬‬
‫ُ‬
‫(‪ )5‬محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن ليف هللا الحسيني البخار القنوجي‪ ،‬أبو الييب‪ :‬ولد ونشأ في قنوج‬
‫(بالهند) وتعلم في دهلي‪ ،‬وسافر إلى بهوپال طلبا للمعيشة‪ ،‬ففاز بثروة وافرة‪ ،‬وتزوج بملكة بهويال‪ ،‬ولقب بنواب عالي‬
‫الجاه أمير امللك بهادر‪ ،‬له نيف وستون مصنفا بالعر ية والفارسية والهندية‪ ،‬منها بالعر ية‪ :‬حسن األسوة فيما ث ت عن‬
‫هللا ورسوله في النسوة‪ ،‬وأبجد العلوم‪ ،‬وفتح البيان في مقاصد القرآن‪ ،‬وحصول املأمول من علم األصول‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫(األعالم للزركلي ‪.)١٦٧/٦‬‬
‫(‪ )٦‬انظر‪ :‬اإلذاعة (آ‪.)١٤9-١0٤/‬‬
‫‪746‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬
‫الثاني‪ :‬الش ا اراط الر ا ااية‪ :‬وهي كثيرة ًّ‬
‫جدا ويمثلون لها‪ :‬بخروج املس ت تتيح َّ‬
‫الدجال‪،‬‬
‫والدابة‪ ،‬وخروج النار‪ ،‬وغيرها‪)١(.‬‬

‫وقتد أشت ت ت ت تتار إلى هتذا التقس ت ت ت تتيم الحتافا ابن كثير ‪--‬حيتث قتال‪( :‬فتأ َّمتا خروج‬
‫الدابة على ش ت تتكل غريب غير مألوف ومخاطبتها الناس ووس ت تتمها إياهم باإليمان أو الكفر‪،‬‬
‫فأمر خارج عن مجار العادات‪ ،‬وذلك أول اآليات األرض ت تتية‪ ،‬كما َّ‬
‫أن طلوع الش ت تتمس من‬
‫مغربها على خالف عادتها املألوفة أول اآليات السماوية)‪)2(.‬‬

‫كذلك ذهب إلى هذا التقس تتيم ابن أ العز الحنف (‪( )٣‬ت‪ ٧92 :‬هت ت ت ت ت تت) ‪ ،--‬في‬
‫شرحه على اليحاوية‪)٤(.‬‬

‫املنهج الثالث‪ :‬من اعتبر زمن حدوثها فقسام ا الى ثالثة أقساا ‪ :‬أشاراط غايرى‪،‬‬
‫ووسطى‪ ،‬وكبرى‪.‬‬
‫الول‪ :‬الشراط الصيرى‪ :‬ويعنون بها ما حصل في زمن الن ي ﷺ وما قرب منه‪.‬‬
‫الث اااني‪ :‬الش ا ا ا اراط الوس ا ا ا ااطى‪ :‬وهي م تتا بع تتد من زمن النبوة إلى ح تتدوث األش ت ت ت تراط‬
‫الكبرى‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬الشا ا ا اراط الكبرى‪ :‬وهي اآليات العش ت ت ت تتر التي جاءت في األحاديث أنها تكون‬
‫بين يد الستتاعة‪ ،‬وقد أشتتار شتتيخ اإلستتالم ابن تيمية ‪--‬إلى هذه القستتمة في كتاب‬

‫(‪ )١‬أشراط الساعة‪ ،‬لعبد هللا بن سليمان الغفيلي‪( ،‬آ‪ ،)٤2/‬بتصرف سير‪.‬‬
‫(‪ )2‬النهاية في الفتن واملالحم؛ أل الفداء ابن كثير (‪.)2١٤ /١‬‬
‫(‪ )٣‬علي بن علي بن محمد بن أ العز‪ ،‬الحنف الدمشق ‪ :‬فقيه‪ .‬كان قاض ي القضاة بدمشق‪ ،‬ثم بالديار املصرية‪ ،‬ثم‬
‫بدمشق‪ ،‬له كتب‪ ،‬منها‪ :‬شرح العقيدة اليحاوية‪ ،‬التن يه على مشكالت الهداية‪( .‬األعالم للزركلي ‪.)٣١٣/٤‬‬
‫(‪ )٤‬شرح اليحاوية‪ ،‬بن أ العز (آ‪.)5١5/‬‬
‫‪747‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫ا س ت ت ت تتتقتامتة‪ )١(،‬وقتد نقتل هتذا التقس ت ت ت تتيم عن بعل العلمتاء الش ت ت ت تتيخ العالمتة ص ت ت ت تتالح بن‬
‫عبد العزيز آل الشيخ –حفظه هللا‪ -‬في شرحه للعقيدة اليحاوية‪)2(.‬‬

‫املنهج الرابع‪ :‬من اعتبرالشراط بفس ا فقسم ا الى قسمين‪:‬‬


‫الول‪ :‬الش اراط الص اايرى‪ :‬وهي ما دل الدليل على َّأنها من عالمات قرب الس تتاعة‪،‬‬
‫وليست ت ت ت تتت من اآليتات العش ت ت ت تتر التي جتاءت في الحتديتث َّأنهتا تكون بين يتد الست ت ت ت تتاعتة‪ :‬وهي‬
‫أبواع‪:‬‬
‫فمنها ما حدث وانقض ى‪ ،‬و يتكرر وقوعه‪ :‬مثل بعثة الن ي ﷺ‪.‬‬
‫ومنها ما حدث وانقض ى ويتكرر وقوعه‪ :‬مثل ظهور الدجالين أدعياء النبوة‪.‬‬
‫ومنها ما ظهر و يزال يظهر ويتتابع‪ :‬مثل ظهور الفتن‪ ،‬وتداعي األمم على املسلمين‪.‬‬
‫َ‬
‫اإلنس‪)٣(.‬‬ ‫والجماد‬ ‫َ‬ ‫ومنها ما لم يظهر بعد‪ :‬مثل تكليم الس َباع‬
‫َ‬
‫الثاني‪ :‬الشا ا ا اراط الكبرى‪ :‬وهي العالمات العشت ت ت تتر التي تظهر قرب قيام الست ت ت تتاعة‪،‬‬
‫مث تتل‪ :‬خروج ال تتدج تتال‪ ،‬ونزول عيس ت ت ت ت ى ‪ ،‬وخروج ي تتأجوج وم تتأجوج‪ ،‬وغير ذل تتك من‬
‫العالمات الكبرى التي سيأت ذكرها مفصلة في املبحث القادم‪)٤(.‬‬
‫ُ‬
‫وقد درج على هذا التقس ت ت ت تتيم أكثر العلماء‪ ،‬ومنهم الحافا البيهق ُّ ‪ ،--‬حيث‬
‫فأما صت ت ت تتغارها فقد ُوجد أكثرها‪َّ ،‬‬
‫وأما كبارها فقد‬ ‫قال‪( :‬وهذه األشت ت ت تراط صت ت ت تتغار وكبار؛ َّ‬
‫بدت آثارها)‪)5(.‬‬

‫(‪ )١‬ا ستقامة‪ ،‬بن تيمية (‪ ،)٦٧/١‬وممن جرى على هذه القسمة من املعاصرين‪ :‬عصام موس ى هاد في كتابه " حيح‬
‫أشراط الساعة"‪.‬‬
‫(‪ )2‬شرح العقيدة اليحاوية‪ ،‬للشيخ صالح آل الشيخ (‪.)9١٤/2‬‬
‫(‪ )٣‬انظر‪ :‬القيامة الصغرى‪ ،‬لعمر األشقر (آ‪.)١9٧ – ١٣٧/‬‬
‫(‪ )٤‬أشراط الساعة‪ ،‬لعبد هللا بن سليمان الغفيلي‪( ،‬آ‪ ،)٤٣/‬بتصرف سير‪.‬‬
‫(‪ )5‬البعث والنشور‪ ،‬للبيهق (آ‪.)١00/‬‬
‫‪748‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫وقال الش ت ت تتيخ ص ت ت تتالح آل الش ت ت تتيخ –حفظه هللا‪-‬وهذا التقس ت ت تتيم جرى عليه كثير من‬
‫املعاصرين‪ ،‬وهو املعتمد(‪.)١‬‬
‫وقد أشتار الشتيخ رشتيد رضتا (ت‪ ١٣5٤ :‬ه ت ت ت ت تت) –‪ -‬إلى تنوع العلماء في تقستيم‬
‫أش تراط الس تتاعة الكبرى لالعتبارات الس تتابقة وغيرها‪ ،‬فقال‪( :‬ان العلما جعلوا ما روس‬
‫من أش اراط الساااعة وأماراتها ثالثة أقسااا ‪ :‬ما وقع بالفعل منذ قرون خلت إلى زمن كل‬
‫من تكلم في ذلتتك منهم‪ ،‬وقتتد عتتدوه عت ًتدا‪ ،‬ومااا وقع بعض ا ا ا ااه وهو يزال في ازديتتاد تكتالفتن‬
‫والفست ت تتوق وكثرة الزنا وكثرة الدجالين وكثرة النست ت تتاء وتشت ت تتبههن بالرجال والكفر والشت ت تترل‬
‫حتى في بالد العرب‪ ،‬وما س اايقع بين يدس السا ااعة من العالمات الصت تتغرى والكبرى‪ ،‬ومن‬
‫األولى قتال اليهود وفتح بيت املقدس والقسينيينية‪.‬‬
‫عهد مثله في كل األمم من الفتن والقتال وس تتعة‬ ‫وينقس اام باعتاار آسرالى‪ :‬ما ُعهد ُوي َ‬
‫م‬
‫الدنيا وضت ت تتيقها‪ ،‬وقيام الدول وست ت تتقوطها‪ ،‬والفست ت تتق من زنا ولواط وست ت تتكر‪ ،‬إلخ واألو ة‬
‫بأن له عالقة ما بقيام الساعة الكبرى‪ ،‬وإلى ما هو‬ ‫والز زل وهذا شعر جماهير الناس َّ‬
‫غريب غير مألوف كظهور يأجوج ومأجوج والدجال واملهد واملس تتيح وطلوع الش تتمس من‬
‫مغربها‪ ،‬وأما الز زل والخسوف وظهور النجوم ذوات األذناب أو األذيال‪ ،‬فقد صارت من‬
‫األمور املعتادة املعروفة بين الناس‪.‬‬
‫و ااعتااار ثاالاث إلى متا هو عالمتة على قيتام س ت ت ت تتاعتة الجيتل أو التدولتة‪ ،‬كتذهتاب األمتانتة‬
‫وتوسيد األمر إلى غير أهله‪ ،‬وما هو آية على قرب الساعة العامة الكبرى)‪)2(.‬‬

‫(‪ )١‬انظر‪ :‬شرح اليحاوية‪ ،‬للشيخ صالح آل الشيخ (‪ ،)9١٤/2‬إرشاد العباد إلى معان ملعة ا عتقاد‪ ،‬لعبد الرحمن‬
‫البرال (آ‪ ،)8٦/‬تذكرة املؤتس ي‪ ،‬لعبد الرزاق البدر (آ‪ ،)٣2١/‬حصول املأمول بشرح ثالثة األصول‪ ،‬عبد هللا بن‬
‫صالح الفوزان (آ‪ ،)١50/‬الوجيز في عقيدة السلف الصالح‪ ،‬لعبد هللا بن عبد الحميد األثر (‪.)8٤/١‬‬
‫(‪ )2‬تفسير املنار (‪.)٤0٧/9‬‬
‫‪749‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬
‫أن كل هذه تقستتيمات اصتتيالحية‪ ،‬و مشتتاحة في ا صتتيالح‪ ،‬ولهذا َّ‬
‫فإن‬ ‫والحاصتتل َّ‬
‫من العلماء من لم يجعل لها تقس ت ت ً‬
‫تيما من األس ت تتاس وإنما س ت تتردها دون قس ت تتمة‪ ،‬كما فعل‬
‫اإلمام نعيم بن حماد (ت‪228 :‬هت) –‪ ،-‬في كتاب "الفتن"‪.‬‬

‫‪750‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫في هذا امليلب س ت ت تتأتحدث عن ض ت ت تتوابط كلية تض ت ت تتبط تعاملنا مع نص ت ت تتوآ الكتاب‬
‫والست ت ت تتنة الواردة في أشت ت ت تراط الست ت ت تتاعة‪ ،‬وتبصت ت ت تترنا باليريق األمثل لفهمها دون إفراط و‬
‫تفريط‪)١(.‬‬

‫الضابط الول‪ :‬اإليمان ب شراط الساعة وعد غرف ا عن ظاهرها‪:‬‬


‫أش ت ت ت تراط الست ت ت ت تتاعتتة من األمور الغي يتتة التي يجتتب اإليمتتان والتس ت ت ت تتليم بهتتا‪ ،‬و يجوز‬
‫التعرض لها بالتأويل أو باملجاز(‪ )2‬لصت تترفها عن حقيقتها‪ ،‬و يصت تتح ردها ب جة َّ‬
‫أن العقل‬
‫يقبلها‪ ،‬بل الواجب التسليم بما ح به الدليل‪ ،‬واإليمان بها من مقتض ى شهادة أن‬
‫ً‬
‫محمدا رستتول هللا ﷺ وللناس في التعامل مع النصتتوآ الواردة في أشتراط‬ ‫إله إ هللا َّ‬
‫وأن‬
‫الساعة ثالثة مسالك‪:‬‬
‫املسلك الول‪ :‬من يتأولها وينف ما يدل عليه العقل‪.‬‬
‫املسلك الثاني‪ :‬من يتأول بعضها‪.‬‬
‫املس ا ا ا الاك الثاالاث‪ :‬من يؤمن بهتا على ظتاهرهتا كمتا جتاءت َّ‬
‫ألنهتا من أمور الغيتب وهتذا‬
‫سار عليه السلف الصالح‪)٣(.‬‬ ‫هو املسلك الذ‬

‫(‪ )١‬انظر‪ :‬فقه أشراط الساعة‪ ،‬محمد إسماعيل املقدم (آ‪ 25٣/‬وما بعدها)‪ ،‬أحاديث أشراط الساعة‪ ،‬د‪ /‬محمد بن‬
‫غيث (آ‪ 9٣ /‬وما بعدها)‪ ،‬شرح اليحاوية‪ ،‬للشيخ صالح آل الشيخ (‪.)92٤/2‬‬
‫(‪ )2‬التأويل هو صرف اللفا عن ا حتمال الراجح إلى ا حتمال املرجوح لدليل يقترن به‪ ،‬وذلك مثل تأويل معنى يد هللا‬
‫بالنعمة‪ ،‬أو القدرة‪ ،‬وهو تأويل باطل‪ ،‬أما املجاز فهو استعمال اللفا في غير ما وضع له في األصل؛ لعالقة بين املعنيين‬
‫ۡ‬
‫وس ٰى تَكل ِٗيما ‪ ،﴾١٦٤‬أن‬ ‫الحقيق واملجاز مع قرينة مانعة من إرادة املعنى الحقيق ‪ ،‬كقول بعضهم في آية‪َ ﴿ :‬و َكلَّ َم ٱ َّ ه‬
‫ّلل هم َ‬

‫الكالم هنا مجاز ‪ ،‬وهو قول خاطئ‪ .‬انظر‪ :‬مصيلحات في كتب العقااد‪ ،‬ملحمد بن إبراهيم الحمد (آ‪.)١9٧ ،١٤ /‬‬
‫(‪ )٣‬انظر شرح العقيدة اليحاوية‪ ،‬للشيخ صالح آل الشيخ (‪.)92٤/2‬‬
‫‪751‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫كثير من مست ت تتاال األحكام‪ ،‬وهم‬ ‫َّ‬


‫قال ابن القيم ‪( :--‬تنازع الصت ت تحابة ‪ --‬في ٍ‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫س ت تتادات املؤمنين‪ ،‬وأكمل َّ‬
‫تألة واحدة من‬ ‫األم مة إيمانا‪ ،‬ولكن بحمد َّللا لم يتنازعوا في مس ت ت ٍ‬
‫ُّ‬
‫مست ت تتاال األست ت تتماء وال مصت ت تفات واألفعال‪ ،‬بل كلهم على إثبات ما نيق به الكتاب وال ُّست ت ت َّنة‪،‬‬
‫ُ ُ‬ ‫َ ُ ُ َ َ ً‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫حرفوهتتا عن مواض ت ت ت تتعهتتا‬ ‫كلمتتة واحتتدة من أولهم إلى آخرهم‪ ،‬لم س ت ت ت توموه تا ت تأويال‪ ،‬ولم ي م‬
‫َ َ ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ ً‬ ‫ُ ُ‬ ‫ً‬
‫تبتديال‪ ،‬ولم يبتدوا لش ت ت ت ت ٍيء منهتا إبيتا ‪ ،‬و ض ت ت ت تتر وا لهتا أمثتا ‪ ،‬ولم يتدفعوا في صت ت ت ت ت م‬
‫تدورهتا‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ص ت ت ت ترف َه تا عن َحق تااقهتتا‪ ،‬وحملهتتا على مجتتازهتتا‪ ،‬بتتل‬ ‫وأع َج ت ماز َه تا‪ ،‬ولم يقتتل أحت هتد منهم يجتتب‬
‫والتعظيم‪ ،‬وجعلوا األمر فيه تتا ُك مل َه تا ً‬ ‫ُ‬
‫تابلوهتتا بتتاإليم تتان َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫أمرا‬ ‫تلقو َه تا بتتالق ُبول َوالتس ت ت ت تتليم‪ ،‬وقت‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫واح ت ًتدا‪ ،‬وأج َرو َه تا على َس ت ت ت تن ٍن واح ت ٍتد‪ ،‬ولم َيف َعلوا كم تتا فع تتل أه تتل األهواء والب تتدع‪ ،‬حي تتث‬
‫وأنك ُروا بعضها من غير ُفرقان ُمبين)‪)١(.‬‬ ‫َ‬ ‫جعلوها مع مض َين‪ُّ ،‬‬
‫ٍ ٍ‬ ‫وأقروا ببعضها‪،‬‬
‫الض ا ااابط الثاني‪ :‬ايقتص ا ااار على ما جا في كتا ه وس ا اانة رس ا ااوله في اثاات‬
‫أشراط الساعة‪:‬‬
‫مصادر التلق عند أهل اإلسالم هي الكتاب والسنة وفهم سلف األمة‪ ،‬قال ابن أ‬
‫العز –‪( :-‬فكل من طلب أن يحكم في ش يء من أمر الدين غير ما جاء به الرسول‪،‬‬
‫أن ذلك حستن‪َّ ،‬‬
‫وأن ذلك جمع بين ما جاء به الرستول و ين ما يخالفه ‪-‬فله نصتيب‬ ‫ويظن َّ‬
‫من ذلك‪ ،‬بل ما جاء به الرس تتول كاف كامل‪ ،‬يدخل فيه كل حق‪ ،‬وإنما وقع التقص تتير من‬
‫كثير من املنتس ت ت ت تتبين إلي تته‪ ،‬فلم علم م تتا ج تتاء ب تته الرس ت ت ت تتول في كثير من األمور الكالمي تتة‬
‫ا عتقتتاديتتة‪ ،‬و في كثير من األحوال العبتتاديتتة‪ ،‬و في كثير من اإلمتتارة الس ت ت ت تيتتاس ت ت ت تيتتة‪ ،‬أو‬
‫نست ت تتبوا إلى شت ت تتريعة الرست ت تتول‪ ،‬بظنهم وتقليدهم ما ليس منها‪ ،‬وأخرجوا عنها كثيرا مما هو‬
‫منها)‪)2(.‬‬

‫(‪ )١‬إعالم املوقعين عن رب العاملين (‪.)٣9 /١‬‬


‫(‪ )2‬شرح اليحاوية‪ ،‬بن أ العز (آ‪ ،)2٣/‬وانظر مجموع الفتاوى (‪.)١0٣/١9‬‬
‫‪752‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫أن فصل ما بيننا و ين املبتدعة هو‬ ‫وقال السمعان (ت‪٤89 :‬هت) ‪( :--‬واعلم َّ‬
‫ً‬ ‫مستألة العقل؛ َّ‬
‫فإنهم أ َّستستوا دينهم على املعقول‪ ،‬وجعلوا ا متباع واملأثور تبعا للمعقول‪،‬‬
‫وأ َّم تا أهتتل الس ت ت ت تنتتة قتتالوا‪ :‬األص ت ت ت ت تتل ا تبتتاع‪ ،‬والعقول ه‬
‫تبع‪ ،‬ولو تكتان أس ت ت ت ت تتاس الت متدين على‬
‫َ َ‬
‫املعقول؛ ستغنى الخلق عن الوحي‪ ،‬وعن األن ياء صلوات هللا عليهم‪ ،‬ول َبيل معنى األمر‬
‫ول َقال َمن شاء ما شاء)‪)١(.‬‬ ‫َ‬
‫والنهي‪،‬‬
‫الضابط الثالث‪ :‬ي يجوزييزيل أحاديث أشراط الساعة على و اقع معين اي بعد‬
‫وقوع ا و ابقضائها‪:‬‬
‫تنزيتتل النص ت ت ت تتوآ الش ت ت ت تترعيتتة املتعلقتتة بتتالفتن واملالحم على متتا يقع من النوازل؛ من‬
‫الرجم ب تتالغي تتب‪ ،‬ومن القول على هللا بغير علم‪ ،‬وق تتد ج تتاء عن جن تتدب ‪ --‬أ َّنت ته ق تتال‪:‬‬
‫الج َر َعتة(‪ ،)2‬فتإذا رجتل جتالس‪ ،‬فقلتت‪ :‬ليهراقن اليوم هتاهنتا دمتاء‪ ،‬فقتال ذال‬ ‫(ج تت يوم َ‬
‫الرجتل‪ :‬كال وهللا‪ ،‬قلتت‪ :‬بلى وهللا‪ ،‬قتال‪ :‬كال وهللا‪ ،‬قلتت‪ :‬بلى وهللا‪ ،‬قتال‪ :‬كال وهللا‪ ،‬إ َّنته‬
‫لح تتدي تتث رس ت ت ت تتول هللا ﷺ ح تتدثني تته‪ ،‬قل تتت‪ :‬بئس الجليس لي أن تتت من تتذ اليوم‪ ،‬تس ت ت ت تتمعني‬
‫ثم قلت‪ :‬ما هذا الغض ت تتب؟ فأقبلت‬ ‫أخالفك وقد س ت تتمعته من رس ت تتول هللا ﷺ فال تنهان ‪َّ ،‬‬
‫فإذا الرجل حذيفة)‪)٣(.‬‬
‫عليه وأسأله‪،‬‬
‫ً‬ ‫جندبا ملا جزم بوقوع األمر‪َّ ،‬‬
‫أن حذيفة خيأ ً‬ ‫فف هذا الحديث َّ‬
‫وأن جندبا س تتارع إلى‬
‫الرجوع عن قوله عندما تبين له َّأنه جزم باألمر بدون علم‪.‬‬

‫(‪ )١‬ا نتصار هل الحديث عن صون املنيق (آ‪.)١8٣-١82‬‬


‫َ‬
‫الحي َرة‪،‬‬
‫(‪ )2‬يوم الجرعة‪ :‬بفتح الجيم و فتح الراء‪ ،‬وإسكانها‪ ،‬والفتح أشهر وأجود‪ ،‬وهي موضع بقرب الكوفة على طريق م‬
‫ويوم الجرعة يوم خرج فيه أهل الكوفة يتلقون ً‬
‫واليا و ه عليهم عثمان‪ ،‬فردوه وسألوا عثمان أن يولي عليهم أبا موس ى‬
‫األشعر فو ه‪ .‬انظر‪ :‬شرح النوو على مسلم (‪.)١8/١8‬‬
‫(‪ )٣‬رواه مسلم (‪.)289٣‬‬
‫‪753‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫ومن ع تتادة الفتن َّأنه تتا إذا أقبل تتت اش ت ت ت تتتبه تتت على الن تتاس‪ ،‬وإذا انقض ت ت ت ت تتت تبين أمره تتا‬
‫ُ‬
‫وكشف حالها‪ ،‬ولذا قال حذيفة ‪ --‬عن الفتن‪( :‬تشتبه مقبلة وتبين مدبرة)‪.‬‬
‫(‪)١‬‬

‫ومعن تتاه‪َّ :‬‬


‫(أن الفتن تتة إذا أقبل تتت ش ت ت ت تتبه تتت على القوم‪ ،‬وأرتهم َّأنهم على الحق‪ ،‬حتى‬
‫يتدخلوا فيهتا‪ ،‬ويركبوا منهتا متا يحتل‪ ،‬فتإذا أدبرت وانقض ت ت ت تتت بتان أمرهتا‪ ،‬فعلم من دختل‬
‫فيها أنه كان على خيأ)‪)2(.‬‬

‫ُوي َب مين هتذا روايتة عن حف بن غيتاث مع س ت ت ت تتفيتان الثور ‪ ،‬قتال حف بن غيتاث‪:‬‬


‫(قلتتت‪ :‬لس ت ت ت تتفيتتان الثور يتتا أبتتا عبتتد هللا إن النتتاس قتتد أكثروا في املهتتد فمتتا تقول فيتته‪،‬‬
‫يء حتى يجتمع الناس عليه)‪)٣(.‬‬ ‫فقال سفيان‪ :‬إن مر على بابك املهد فال تكن منه في ش‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الض ااابط الرابع‪ :‬أن أش اراط الس اااعة ي يقت ا ي مدحا وي ذما لذاتها‪ ،‬وي يؤسذ‬
‫منها حكم شرعي‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أش ت ت ت تراط الس ت ت ت تتاعة آيات ود ال على قرب قيام الس ت ت ت تتاعة‪ ،‬تارة تكون ممدوحة غاية‬
‫امل تتدح‪ ،‬منه تتا بعث تتة محم تتد ﷺ‪ ،‬وانش ت ت ت تق تتاق القمر ب تتاعتب تتاره آي تتة ملحم تتد ﷺ‪ ،‬وفتح بي تتت‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫املق تتدس‪ ،‬وق تتد تكون م تتذموم تتة ُم َح َّر َم تة أو مكروه تتة‪ ،‬أو تكون وا مق َع تة كو من َّي تة فيه تتا ابتالء أو‬
‫عقو ة للعباد‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫واملقص ت تتود من ذلك َّ‬
‫أن ما جاء في الدليل أنه من أش ت تراط الس ت تتاعة فال ُّ‬
‫يدل كونه من‬
‫بدليل آخر‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ه‬
‫ممدوح أو مذموم إ‬ ‫أشراط الساعة على َّأن ُه‬
‫ومثل ذلك ما جاء في الحديث الصت تتحيح أن الن ي ﷺ‪ " :‬تقوم الست تتاعة حتى يتباهى‬
‫الناس باملس ت تتاجد"(‪ ،)٤‬فهذا الحديث يقتض ت ت ي ذم هذا الفعل و مدحه و يحكم عليه‬

‫(‪ )١‬مصنف ابن أ شيبة (‪.)٣8888‬‬


‫(‪ )2‬لسان العرب‪ ،‬بن منظور (‪.)50٤/١٣‬‬
‫(‪ )٣‬سير أعالم النبالء‪ ،‬للذه ي (‪.)25٣/٧‬‬
‫(‪ )٤‬رواه أبو داود (‪ ،)٤٤9‬والنسائ (‪ ،)٦89‬وابن ماجة (‪ ،)٧٣9‬و ححه ابن خزيمة (‪.)١٣2٣‬‬
‫‪754‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫بالكراهة ألجل هذا الحديث‪ ،‬وعليه فليس املقصت ت ت تتود من ذكر هذه العالمات واألشت ت ت تراط‬
‫التيبيق‪َّ ،‬‬
‫وإنما املقصود منه أمران‪:‬‬
‫المر الول‪ :‬أن هذه األش ت ت ت تراط د لة من د ت نبوة الن ي ﷺ‪ ،‬ولذلك يدخل ذكر‬
‫أشراط الساعة في د ال النبوة‪.‬‬
‫المر الثاني‪ :‬أن ُي تلى الناس باإليمان بها‪)١(.‬‬

‫هذه أهم الضوابط للتعامل مع أشراط الساعة‪.‬‬

‫(‪ )١‬انظر شرح العقيدة اليحاوية‪ ،‬للشيخ صالح ال الشيخ (‪.)928/2‬‬


‫‪755‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫املبحث األول‬
‫(ترتيب أشراط الساعة الكربى)‬
‫وفيه ميلبان‪:‬‬

‫للعلماء في تعرضهم ملسألة ترتيب أشراط الساعة الكبرى منهجان‪:‬‬


‫املنهج الول‪ :‬اكتفوا بتذكر األش ت ت ت تراط الكبرى وأدلتهتا‪ ،‬ولم يحتددوا لهتا ترتي ًبتا‪ ،‬ورأوا‬
‫وإنمتتا هي دليتتل على‬ ‫أن النص ت ت ت تتوآ الواردة في الس ت ت ت تنتتة تعي د لت ًتة وا ت ت ت تحتتة لترتيبهتتا‪َّ ،‬‬
‫َّ‬
‫حصرها فقط‪.‬‬
‫وه تتذا التوقف في الترتي تتب هو م تتا يظهر من فع تتل اإلم تتام البيهق –‪-‬في كت تتاب تته‬
‫"البعث والنش ت تتور"‪ ،‬فقد عقد ً‬
‫بابا س ت ت َّتماه (جماع أبواب أش ت تراط الس ت تتاعة)‪ ،‬قال في آخره‪:‬‬
‫(وقتد رو في أش ت ت ت تراط الس ت ت ت تتاعتة غير هتذا‪ ،‬وفي بعل متا ذكرنتا كفتايتة فيمتا قص ت ت ت تتدنتا بهتذا‬
‫وأما كبارها فقد‬ ‫فأما ص تتغارها فقد وجد أكثرها‪َّ ،‬‬‫الكتاب‪ ،‬ولهذه األش تراط ص تتغار وكبار‪َّ ،‬‬
‫بدت آثارها)‪)١(.‬‬

‫وكتذلتك فعتل الحتافا ابن كثير –‪-‬في كتتاب "النهتايتة في الفتن واملالحم"‪ ،‬فقتد‬
‫تناول العالمات التي تكون بين يد الساعة‪ ،‬وذكرها دون إشارة إلى ترتيب‪)2(.‬‬

‫وهو أي ً‬
‫ضت تا الظاهر مما جرى عليه البرزنجي –‪ -‬في كتابه‪( :‬اإلشت تتاعة ألشت تراط‬
‫الستتاعة)‪ ،‬فقد جعل الباب الثالث من كتابه‪ ،‬في األشتراط ال معظام واألمارات القريبة التي‬
‫تعقبها الساعة‪ ،‬وذكرها على طريقة الجمع دون أ إشارة للترتيب‪)٣(.‬‬

‫(‪ )١‬البعث والنشور‪ ،‬للبيهق (آ‪.)١00/‬‬


‫(‪ )2‬انظر‪ :‬النهاية في الفتن واملالحم‪ ،‬بن كثير (‪.)8٣/١‬‬
‫(‪ )٣‬انظر‪ :‬اإلشاعة ألشراط الساعة‪ ،‬للبرزنجي (آ‪.)١٧5/‬‬
‫‪756‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫بأن نص تتوآ الكتاب والس تتنة دلت على ترتيب أش تراط‬ ‫املنهج الثاني‪ :‬وهم القاالون َّ‬
‫الست ت ت ت تتاعتتة الكبرى‪ ،‬مع الخالف بينهم في التقتتديم والتتتأخير‪ ،‬وهو متتا نعرض لتته في امليلتتب‬
‫التالي‪.‬‬

‫أن من العلماء من يرى َّ‬


‫أن أش ت ت ت تراط الس ت ت ت تتاعة الكبرى‬ ‫كما تقدم في امليلب الس ت ت ت تتابق َّ‬
‫تظهر متتابعة ومرتبة وقد اختلفوا في عرض هذا الترتيب على أقوال‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬ذهب إليه عبد امللك بن حبيب ‪:--‬‬
‫وال رييااخ عناادل اكاالتااالي‪ :‬طلوع الش ت ت ت تتمس من مغربه تتا‪َّ ،‬‬
‫ثم ظهور ال تتداب تتة‪ ،‬ثم خروج‬
‫الدجال‪ ،‬ولم يتناول ترتيب باقي اآليات‪.‬‬
‫ثم التتدابتتة‪َّ ،‬‬
‫ثم‬ ‫قتتال‪( :--‬وهي ثالث آيتتات(‪ )١‬أولهتتا طلوع الش ت ت ت تتمس من مغربهتتا‪َّ ،‬‬
‫الت تتدجت تتال‪ ،‬وقيت تتل هت تتذه اآليت تتات الثالث اإليمت تتان معهت تتا ينفع والتو ت تتة تقبت تتل‪ ،‬ونزول‬
‫َّ‬
‫عيس ت ت ى بن مريم وخروج الدجال وخروج يأجوج ومأجوج كلها عالمات وآيات وإنما ست تتميت‬
‫كلها آيات الساعة أعني عالمتها وقد سميت أيضا اليوام)‪)2(.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬ذهب إليه اإلمام القرط ي (ت‪ ٦٧١ :‬هت) –‪:-‬‬
‫ثم نزول عيس ت ى ‪َّ ،‬‬
‫ثم‬ ‫ثم خروج الدجال‪َّ ،‬‬ ‫وال رييخ عندل‪ :‬الخس تتوفات الثالثة‪َّ ،‬‬
‫ثم التدختان‪َّ ،‬‬
‫ثم النتار‬ ‫ثم خروج التدابتة‪َّ ،‬‬
‫ثم طلوع الش ت ت ت تتمس من مغربهتا‪َّ ،‬‬
‫يتأجوج ومتأجوج‪َّ ،‬‬
‫التي تحشر الناس‪.‬‬

‫َ‬ ‫ۡ‬
‫(‪ )١‬عني تفسير اآليات في قول هللا تعالى‪﴿ :‬يَ ۡو َم يَأ يِت َب ۡع ُض َء َاي َٰ يت َرب ي َك َل يَ َنف ُع َن ۡف ًسا إ ي َيمَٰ ُن َها﴾ [األنعام‪]١58 :‬‬
‫(‪ )2‬أشراط الساعة‪ ،‬لعبد امللك بن حبيب (آ‪.)١0٣/‬‬
‫‪757‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬
‫فرو َّ‬
‫ُ‬
‫أن طلوع الش ت ت ت تتمس من‬ ‫ق تتال ‪( :--‬واختلف تتت الرواي تتات في أول اآلي تتات‪ ،‬م‬
‫مغربها أولها على ما وقع حديث مس تتلم في هذا الباب‪ ،‬وقيل‪ :‬خروج الدجال‪ ،‬وهذا القول‬
‫محالة)(‪)١‬‬ ‫أولى القولين وأ ت تتح لقوله عليه الص ت تتالة والس ت تتالم‪( :‬إن الدجال خارج فيكم‬
‫الحتديتث بيولته‪ ،‬فلو كتانتت الش ت ت ت تتمس طلعتت قبتل ذلتك من مغربهتا لم ينفع اليهود إيمتانهم‬
‫أيام عيست ى ‪ ،‬ولو لم ينفعهم ملا صتتار الدين ً‬
‫واحدا بإستتالم من أستتلم منه‪ ،‬وقد تقدم‬
‫القول ً‬
‫مبينا في هذا‪َّ ،‬‬
‫وأن أول اآليات الخس ت ت ت تتوفات‪ ،‬فإذا نزل عيس ت ت ت ت ى ‪ ‬وقتل الدجال‬
‫حاجا إلى مكة‪ ،‬فإذا قضت ى حجه انصتترف إلى زيارة ستتيدنا محمد ﷺ‪ ،‬فإذا وصتتل إلى‬ ‫خرج ً‬
‫ريحا عنبرية فتقبل روح عيست ت ى ‪ ‬ومن معه من‬ ‫قبر الرس تتول ﷺ أرس تتل هللا عند ذلك ً‬
‫ثم تبقى الناس حيارى‬ ‫املؤمنين‪ ،‬فيموت عيست ت ت ى ‪ ‬ويدفن مع الن ي ﷺ في روضت ت تتته(‪َّ ،)2‬‬
‫س ت تتكارى فيرجع أكثر أهل اإلس ت تتالم إلى الكفر والض ت تتاللة وتس ت تتتولي أهل الكفر على من بق‬
‫من أهتتل اإلس ت ت ت تتالم‪ ،‬فعنتتد ذلتتك تيلع الش ت ت ت تتمس من مغربهتتا‪ ،‬وعنتتد ذلتتك ُيرفع القرآن من‬
‫حجرا ً‬
‫حجرا‬ ‫ص ت ت تتدور الناس ومن املص ت ت تتاحف‪ ،‬ثم تأت الح ش ت ت تتة إلى بيت هللا فينقض ت ت تتونه ً‬
‫ثم تخرج حين تتذ دابتتة األرض تكلمهم‪َّ ،‬‬
‫ثم يتتأت دختتان يمأل‬ ‫ويرمون بتتالحجتتارة في البحر(‪َّ ،)٣‬‬
‫فأما املؤمن فيصت ت تتيبه مثل الزكام‪َّ ،‬‬
‫وأما الكافر والفاجر فيدخل‬ ‫ما بين الست ت تتماء واألرض‪َّ ،‬‬
‫في أنوفهم فيثقب مست تتامعهم ويضت تتيق أنفاست تتهم‪ ،‬ثم يبعث هللا ً‬
‫ريحا من الجنوب من قبل‬

‫(‪ )١‬أخرجه ابن ماجة (‪ ،)٤0٧٧‬وضعفه األلبان بيوله‪ ،‬لكن بعل معانيه لها شواهد في الصحيحين‪.‬‬
‫(‪ )2‬سيأت في املبحث الثان أن َّكل ذلك ليس عليه دليل حيح‪.‬‬
‫َ‬
‫(‪ )٣‬ورد في حديث أ هريرة عن الن ي صلى هللا عليه وسلم ُ(يبا ع لرجل ما بين الركن واملقام‪ ،‬ولن ستحل البيت إ‬
‫أهله فإذا استحلوه فال تسل عن هلكة العرب‪ ،‬ثم تأت الح شة فيخر ونه خرابا عمر بعده أبدا‪ ،‬وهم الذين‬
‫ستخرجون كنزه)‪ ،‬رواه أحمد (‪ ،)29١/2‬وقال الهيثمي في مجمع الزوااد (‪ :)298/٣‬في الصحيح بعضه‪ .‬رواه أحمد‪،‬‬
‫ورجاله ثقات‪.‬‬
‫‪758‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫اليمن مس تتها مس الحرير وريحها ريح املس تتك‪ ،‬فتقبل روح املؤمن واملؤمنة‪ ،‬وتبقى ش ترار‬
‫الناس)‪)١(.‬‬

‫القول الثالث‪ :‬وهو ما ذهب إليه اإلمام اليي ي ‪:--‬‬


‫قسم أشراط الساعة إلى قسمين‪:‬‬ ‫وقد َّ‬
‫الول‪ :‬األمارات التي تدل على القرب‪ ،‬وهي‪ :‬الدجال‪ ،‬ونزول عيس ى‪ ،‬وخروج يأجوج‬
‫ومأجوج‪ ،‬والخسوفات‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬األمارات التي تدل على حصت تتول الست تتاعة‪ ،‬وهي‪ :‬الدخان‪ ،‬وطلوع الشت تتمس‬
‫من مغربها‪ ،‬والدابة‪ ،‬والنار‪ ،‬ولم يتعرض لترتيب ما اندرج تحت هذين القسمين‪.‬‬
‫قال –‪( :-‬اآليات أمارات للستتاعة َّإما على قربها َّ‬
‫وإما على حصتتولها فمن األول‬
‫الدجال ونزول عيس ى ويأجوج ومأجوج والخسف ومن الثان الدخان وطلوع الشمس من‬
‫مغربها وخروج الدابة والنار التي تحشر الناس)‪)2(.‬‬
‫وهذا التقس تتيم الذ ذهب إليه تقس تتيم حس تتن ودقيق؛ َّ‬
‫فإنه إذا خرج القس تتم األول‬
‫الدال على قرب الس تتاعة قرً ا ش ت ً‬
‫تديدا؛ كان فيه إيقاظ للناس؛ ليتو وا ويرجعوا إلى ربهم‪،‬‬
‫ولم يكن هن تتال تتك تمييز بين املؤمن والك تتافر‪ ،‬وأ َّم تا إذا ظهر القس ت ت ت تتم الث تتان –ال تتدال على‬
‫فإن الناس يتميزون إلى مؤمن وكافر‪)٣(.‬‬ ‫حصول الساعة– َّ‬

‫القول الرابع‪ :‬وهو ما رجحه الحافا ابن حجر –‪:-‬‬


‫ثم يتأجوج ومتأجوج‪َّ ،‬‬
‫ثم‬ ‫ثم نزول عيس ت ت ت ت ى‪َّ ،‬‬
‫والترتيتتب عنتتده كتالتتتالي‪ :‬خروج التدجتال‪َّ ،‬‬
‫ثم النار التي تحش ت ت ت تتر الناس‪ ،‬فهو ‪ --‬رتب‬ ‫ثم الدابة‪َّ ،‬‬
‫طلوع الش ت ت ت تتمس من مغربها‪َّ ،‬‬
‫بين هذه الستة‪ ،‬ولم يتناول ترتيب الخسوفات الثالثة والدخان بين هذه العالمات‪.‬‬

‫(‪ )١‬التذكرة بأحوال املوتى وأمور اآلخرة‪ ،‬للقرط ي (آ‪.)١٣٤٧/‬‬


‫(‪ )2‬فتح البار ‪ ،‬بن حجر (‪.)٣52/١١‬‬
‫(‪ )٣‬انظر‪ :‬أشراط الساعة‪ ،‬ليوسف الوابل (آ‪.)2٤٤/‬‬
‫‪759‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬
‫ق تتال –‪( :-‬ف تتال تتذ يترجح من مجموع األخب تتار َّ‬
‫أن خروج ال تتدج تتال أول اآلي تتات‬
‫ال معظ تتام املؤذن تتة بتغير األحوال الع تتام تتة في معظم األرض وينتهي ذل تتك بموت عيس ت ت ت ت ى بن‬
‫مريم‪ ،‬وأن طلوع الش ت ت تتمس من املغرب هو أول اآليات ال معظام املؤذنة بتغير أحوال العالم‬
‫العلو وينتهي ذلك بقيام الساعة‪ ،‬ولعل خروج الدابة يقع في ذلك اليوم الذ تيلع فيه‬
‫الش ت ت تتمس من املغرب‪ ...‬قال الحاكم أبو عبد هللا الذ يظهر َّ‬
‫أن طلوع الش ت ت تتمس س ت ت تتبق‬
‫خروج الدابة‪ ،‬ثم تخرج الدابة في ذلك اليوم أو الذ يقرب منه‪ ،‬قلت‪ :‬والحكمة في ذلك‬
‫أ َّن ته عن تتد طلوع الش ت ت ت تتمس من املغرب غلق ب تتاب التو تتة‪ ،‬فتخرج ال تتداب تتة تميز املؤمن من‬
‫ً‬
‫الكافر تكميال للمقصت تتود من إغالق باب التو ة‪ ،‬وأول اآليات املؤذنة بقيام الست تتاعة النار‬
‫التي تحشر الناس)‪)١(.‬‬
‫فهو شتتير هنا إلى َّ‬
‫أن أول اآليات خروج الدجال وما يتلوه من عالمات كما دلت عليه‬
‫نصت ت تتوآ الست ت تتنة‪ ،‬وهي نزول عيست ت ت ى وخروج يأجوج ومأجوج‪ ،‬وينتهي ذلك بموت عيست ت ت ى‬
‫‪ ،‬ثم يتبع ذلك طلوع الشمس من مغربها‪ ،‬ومعه يكون خروج الدابة‪.‬‬
‫وقتال في موض ت ت ت تتع آخر‪( :‬وفي حتديتث حتذيفتة بن أس ت ت ت تتد َّ‬
‫"إن آخر اآليتات املؤذنتة بقيتام‬
‫الس ت ت ت تتاعتة خروج النتار"‪ ،‬وهتذا في الظتاهر عتارض حتديتث أنس املش ت ت ت تتار إليته في أول البتاب‪،‬‬
‫أن أول أش تراط الس تتاعة نار تحش تترهم من املش تترق إلى املغرب‪ ،‬وفي هذا َّأنها آخر‬ ‫فإن فيه َّ‬ ‫َّ‬
‫بأن آخريتها باعتبار ما ذكر معها من اآليات‪ ،‬وأوليتها باعتبار َّأنها‬ ‫األش تراط‪ُ ،‬ويجمع بينهما َّ‬
‫أول اآليات التي ش ت ت ت يء بعدها من أمور الدنيا أص ت ت تتال‪ ،‬بل يقع بانتهائها النفخ في الص ت ت تتور‬
‫بخالف ما ذكر معها فإنه يبقى بعد كل آية منها أشياء من أمور الدنيا)‪)2(.‬‬

‫(‪ )١‬فتح البار ‪ ،‬بن حجر (‪ ،)٣5٣/١١‬بتصرف‪.‬‬


‫(‪ )2‬مرجع سابق‬
‫‪760‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫القول الخ ا ااامال‪ :‬يرى الش ا ا ا اايج حمود التويجرس ‪ --‬في كت ا اااب ا ااه (ايح ا اااف‬
‫الجماعة بما جا في الف ن واملالحم وأشا ا ا اراط الس ا ا اااعة أن يرييخ أشا ا ا اراط الس ا ا اااعة‬
‫الكبرى على النحو التالي‪:‬‬
‫ثم خروج الدابة‪ ،‬وظهور‬ ‫ثم يأجوج ومأجوج‪َّ ،‬‬ ‫ثم نزول عيس ى ‪َّ ،‬‬ ‫خروج الدجال‪َّ ،‬‬
‫ثم طلوع الشتتمس من مغربها‪َّ ،‬‬
‫ثم النار التي تحشتتر الناس‪ ،‬وقد ست َّتماها "اآليات‬ ‫الدخان‪َّ ،‬‬
‫الكبار"‪ ،‬ولم يذكر بينها "الخسوفات الثالثة"‪.‬‬
‫وقبتتل ذكرهتتا عقتتد بتتا ًبتا حول "متتا جتتاء في أول اآليتتات خرو ًجتا"‪ ،‬ذكر فيتته بعل أقوال‬
‫العلماء في مسألة الترتيب‪ ،‬ثم قال في آخره‪( :‬وقد تواترت األحاديث الدالة على َّ‬
‫أن التو ة‬
‫تزال مقبولة ما لم تيلع الشت تتمس من مغربها‪ ،‬وست تتيأت ذكرها في موضت تتعها إن شت تتاء هللا‬
‫تعتالى‪ ،‬فيس ت ت ت تتتفتاد من حتديتث أ هريرة ‪ --‬مع األحتاديتث الواردة في قبول التو تة متا لم‬
‫تيلع الش ت ت ت تتمس من مغربهتتا‪ ،‬أن خروج التتدابتتة والتتدختتان متقتتدم على طلوع الش ت ت ت تتمس من‬
‫وهللا أعلم)‪)١(.‬‬ ‫مغربها‪.‬‬
‫القول الس اااد ‪ :‬يرى الش اايج عمرالش ااقر (ت‪1433 :‬ها ا ا ا ا ا ‪ --‬أن أش اراط‬
‫الساعة الكبرى قسمان‪:‬‬
‫ثم نزول عيست ت ى ‪َّ ،‬‬
‫ثم خروج‬ ‫الول‪ :‬ترتيب واض ت ت ت ت ت ت تح ظاهر وهو خروج الدجال‪َّ ،‬‬
‫يأجوج ومأجوج‪.‬‬
‫ً‬
‫الثاني‪ :‬بقية اآليات ترتيبها ليس وا حا‪.‬‬
‫قتال ‪( :--‬و عتد خروج التدجتال ينزل عيس ت ت ت ت ى ويقتتل التدجتال‪ ،‬ثم يخرج يتأجوج‬
‫َّ‬
‫ومأجوج في زمن عيست ت ت ت ى ‪ ،‬ويهلكهم هللا في زمنه‪ ،‬والترتيب إلى هنا وا ت ت ت تتح ظاهر‪ ،‬أما‬
‫تماما‪ ،‬نعم خروج الشتتمس من مغربها‪ ،‬وخروج دابة‬ ‫بقية اآليات َّ‬
‫فإن ترتيبها ليس وا ت ًتحا ً‬

‫(‪ )١‬إتحاف الجماعة (‪.)٣22/2‬‬


‫‪761‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫األرض‪ ،‬وخروج النار التي تحشر الناس‪ ،‬تكون بالتأكيد بعد خروج الدجال ونزول عيس ى‬
‫وخروج ي تتأجوج وم تتأجوج‪ ،‬ولكن َّأيه تا س ت ت ت تتبق اآلخر‪ ،‬أعني‪ :‬طلوع الش ت ت ت تتمس من املغرب‪،‬‬
‫وخروج الدابة وحشر النار للناس)‪.‬‬
‫ثم يقول‪( :‬أ َّم تا بقي تتة اآلي تتات‪ ،‬وهي الخس ت ت ت تتوف الثالث تتة‪ ،‬وال تتدخ تتان ف ت َّتإنن تتا ن تتدر م تتا‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫ترتيبهتا في اآليتات ال معظتام‪ ،‬فلم ن َر من النص ت ت ت تتوآ الص ت ت ت تتحيحتة متا يحتدد ذلتك‪ ،‬فتاهلل أعلم‬
‫بحقيقته)‪)١(.‬‬

‫(‪ )١‬القيامة الصغرى‪ ،‬للشيخ عمر األشقر (آ‪.)220 ،2١8 /‬‬


‫‪762‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫هاذل جملاة القوال التي وقفات علاهاا‪ ،‬والس ا ا ا اماخ في استالف م في يريياخ أش ا ا ا اراط‬
‫الس ا ا ا اااعاة الكبرى هو استالف يريياخ الش ا ا ا اراط في الحاادياث‪ ،‬فقتد وردت عتدة أحتاديتث‬
‫ستنبط منها فهم ترتيب أشراط الساعة الكبرى‪ ،‬وهذه األحاديث هي‪:‬‬
‫‪ -١‬عن حذيفة بن أسيد الغفار ‪ ،‬قال‪ :‬اطلع الن ي ﷺ علينا ونحن نتذاكر‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫"ما تذاكرون؟ " قالوا‪ :‬نذكر الس ت ت تتاعة‪ ،‬قال‪" :‬إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عش ت ت تتر آيات‬
‫فذكر الدخان‪ ،‬والدجال‪ ،‬والدابة‪ ،‬وطلوع الش تتمس من مغربها‪ ،‬ونزول عيس ت ى ابن مريم‬
‫ﷺ‪ ،‬ويأجوج ومأجوج‪ ،‬وثالثة خست تتوف‪ :‬خست تتف باملشت تترق‪ ،‬وخست تتف باملغرب‪ ،‬وخست تتف‬
‫تيرد الناس إلى محشرهم"‪)١(.‬‬ ‫بجزيرة العرب‪ ،‬وآخر ذلك نار تخرج من اليمن‪،‬‬
‫‪ -2‬عن أ ست ت ت تتريحة حذيفة بن أست ت ت تتيد‪ ،‬قال‪ :‬كان الن ي ﷺ في غرفة ونحن أست ت ت تتفل‬
‫"إن الساعة تكون حتى‬ ‫منه‪ ،‬فاطلع إلينا‪ ،‬فقال‪" :‬ما تذكرون؟ " قلنا‪ :‬الساعة‪ ،‬قال‪َّ :‬‬
‫تكون عش ت ت ت تتر آيات‪ :‬خس ت ت ت تتف باملش ت ت ت تترق‪ ،‬وخس ت ت ت تتف باملغرب‪ ،‬وخس ت ت ت تتف في جزيرة العرب‪،‬‬
‫والدخان‪ ،‬والدجال‪ ،‬ودابة األرض‪ ،‬ويأجوج ومأجوج‪ ،‬وطلوع الش ت ت تتمس من مغربها‪ ،‬ونار‬
‫تخرج من قعرة عدن ترحل الناس"‪ ،‬قال شت تتعبة‪( :‬وحدثني عبد العزيز بن رفيع‪ ،‬عن أ‬
‫اليفيتل‪ ،‬عن أ س ت ت ت تتريحتة‪ ،‬مثتل ذلتك‪ ،‬يتذكر الن ي ﷺ‪ ،‬وقتال أحتدهمتا في العتاش ت ت ت تترة‪:‬‬
‫الناس في البحر)‪)2(.‬‬ ‫نزول عيس ى ابن مريم ﷺ‪ ،‬وقال اآلخر‪ :‬وريح تلق‬

‫(‪ )١‬رواه مسلم في حيحه (‪ ،)290١‬وهذا الحديث أصل في معرفة أشراط الساعة الكبرى‪ ،‬وأنها عشر آيات‪ ،‬وعليها‬
‫يدور الخالف في الترتيب‪ ،‬ولهذا سماها القرط ي في التذكرة (آ‪" :)١2٦١/‬العشر آيات التي تكون قبل الساعة"‪ ،‬وسماها‬
‫الشيخ التويجر في إتحاف الجماعة (‪" :)٣١5/2‬اآليات الكبار"‪ ،‬والبعل قد يضيف عليها خروج املهد ‪ ،‬كما في‬
‫اإلشاعة ألشراط الساعة للبرزنجي (آ‪ ،)١٧5/‬ولوامع األنوار البهية للسفاريني (‪ ،)٧0/2‬وأشراط الساعة للغفيلي‬
‫(آ‪ ،)٧5/‬وأشراط الساعة ليوسف الوابل (آ‪ ،)2٤9/‬لكن قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح اليحاوية (‪:)9١8/2‬‬
‫"واملهد ليس من أشراط الساعة الكبرى‪َّ ،‬‬
‫وإن َما يكون ً‬
‫قريبا من خروج الدجال"‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه مسلم في حيحه (‪.)290١‬‬
‫‪763‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫وفي رواية عن حذيفة بن أس ت تتيد قال‪ :‬أش ت تترف علينا رس ت تتول هللا ﷺ من غرفة ونحن‬
‫نتذاكر الس ت تتاعة فقال ﷺ‪ " :‬تقوم الس ت تتاعة حتى تروا عش ت تتر آيات‪ :‬طلوع الش ت تتمس من‬
‫مغربها‪ ،‬ويأجوج ومأجوج‪ ،‬والدابة‪ ،‬وثالثة خسوف‪ :‬خسف باملشرق‪ ،‬وخسف باملغرب‪،‬‬
‫وخسف بجزيرة العرب‪ ،‬ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس أو تحشر الناس‪ ،‬فتبيت‬
‫وتقيل معهم حيث قالوا"‪)١(.‬‬ ‫معهم حيث باتوا‪،‬‬
‫‪ -٣‬عن عبد هللا بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬حفظت من رست ت ت تتول هللا ﷺ حديثا لم أنست ت ت تته بعد‪،‬‬
‫خروجا‪ ،‬طلوع الشتمس من مغربها‪ ،‬وخروج‬ ‫ً‬ ‫ستمعت رستول هللا ﷺ يقول‪َّ :‬‬
‫"إن أول اآليات‬
‫قريبا"‪)2(.‬‬ ‫الدابة على الناس ضحى‪ ،‬وأيهما ما كانت قبل صاحبتها‪ ،‬فاألخرى على إثرها ً‬
‫أن رستول هللا ﷺ قال‪" :‬بادروا باألعمال س ًتتا‪ :‬طلوع الشتمس من‬ ‫‪ -٤‬عن أ هريرة‪َّ ،‬‬
‫أو خاصة أحدكم‪ ،‬أو أمر العامة"‪)٣(.‬‬ ‫مغربها‪ ،‬أو الدخان‪ ،‬أو الدجال‪ ،‬أو الدابة‪،‬‬
‫‪ -5‬عن عبد هللا بن مست تتعود‪ ،‬قال‪( :‬ملا كان ليلة أست تتر برست تتول هللا ﷺ لق إبراهيم‬
‫وموست ت ت ى وعيست ت ت ى عليهم الصت ت تتالة والست ت تتالم‪ ،‬فتذاكروا الست ت تتاعة متى هي؟ فبدأوا بإبراهيم‬
‫فستتألوه عنها فلم يكن عنده منها علم‪ ،‬فردوا الحديث إلى عيست ى ‪ ‬فقال‪ :‬عهد هللا إلي‬
‫فأما وجبتها فال علمها إ هللا ‪ ،‬قال‪ :‬فذكر خروج الدجال ويأجوج‬ ‫فيما دون وجبتها‪َّ ،‬‬
‫ومتتأجوج‪ ،‬قتتال‪ :‬فعهتتد هللا إلي أ َّنته إذا تكتان ذلتتك َّ‬
‫إن الست ت ت ت تتاعتتة من النتتاس تكتالحتتامتتل املتم‬
‫ً‬
‫ليال أو ً‬
‫نهارا)‪)٤(.‬‬ ‫يدر أهلها متى تفجأهم بو دتها‬

‫(‪ )١‬رواه الترمذ في السنن (‪ ،)2١8٣‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن حيح‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه مسلم في حيحه (‪.)29٤١‬‬
‫(‪ )٣‬رواه مسلم في حيحه (‪.)29٤٧‬‬
‫(‪ )٤‬مسند ابن أ شيبة (‪ ،)٣0٣‬مسند أ على (‪ ،)529٤‬السنن الواردة في الفتن للدان (‪ ،)529‬مستدرل الحاكم‬
‫(‪ ،)8502‬وقال‪( :‬هذا حديث حيح اإلسناد‪ ،‬ولم يخرجاه)‪.‬‬
‫‪764‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬
‫وا ت تتح وص ت تتريح في ترتيبها‪ ،‬ل َّ‬
‫كنه شت ت ت يء‬ ‫وهذه األحاديث يظهر منها َّأنه ليس فيها ن‬
‫من ا ستنباط والفهم استخرجه العلماء‪.‬‬
‫وهذا ا ختالف في ترتيب أشت ت تراط الست ت تتاعة الكبرى الوارد في األحاديث‪ ،‬دعا الشت ت تتيخ‬
‫العالمة محمد بن صالح ابن عثيمين (ت‪ ١٤2١ :‬هت) ‪ --‬يقسمها إلى قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬مرتب ومعلوم‪.‬‬
‫القسم الثان ‪ :‬غير مرتب و علم ترتيبه‪.‬‬
‫حيث قال‪( :‬أش تراط الس تتاعة الكبرى بعض تتها مرتب ومعلوم‪ ،‬و عض تتها غير مرتب و‬
‫َ‬
‫ُ علم ترتيبته‪ ،‬فممتا جتاء مرت ًبتا نزول عيس ت ت ت ت ى بن مريم وخروج يتأجوج ومتأجوج‪ ،‬والتدجتال‪،‬‬
‫ثم ينزل عيس ت ت ت ى بن مريم فيقتله‪ ،‬ثم يخرج يأجوج ومأجوج‪ ،‬وقد رتب‬ ‫بعث َّ‬ ‫َّ‬
‫فإن الدجال ُي َ‬
‫الس ت ت ت تفتتاريني ‪ --‬في عقيتتدتتته هتتذه األش ت ت ت تراط‪ ،‬لكن بعل هتتذا الترتيتتب تيملن إليتته‬
‫أن للستاعة عالمات عظيمة‬ ‫النفس‪ ،‬و عضتها ليس كذلك‪ ،‬والترتيب يهمنا‪َّ ،‬‬
‫وإنما يهمنا َّ‬
‫اطا؛ َّ‬‫ً‬ ‫إذا وقعت َّ‬
‫ألنها حدث هام‬ ‫فإن الستتاعة تكون قد قر ت‪ ،‬وقد جعل هللا للستتاعة أش تر‬
‫يحتاج الناس إلى تنبيههم لقرب حدوثه)‪)١(.‬‬
‫ويظهر وهللا أعلم َّ‬
‫أن األح تتادي تتث التي عرضت ت ت ت ت تتت اآلي تتات الكبرى ليس مقص ت ت ت ت ً‬
‫تودا به تتا‬
‫الترتيب‪ ،‬بدليل ا ختالف بين الروايات‪ ،‬بل املقصتود بها هو جمع اآليات فقط‪ ،‬و التأمل‬
‫في نصتتوآ الكتاب والستتنة وما عرضتته علماء األمة يظهر أن أشاراط السااعة عشارة كما‬
‫جتاء في حتديتث حتذيفتة بن أس ت ت ت تيتد‪ ،‬قتال‪ :‬أش ت ت ت تترف علينتا رس ت ت ت تتول هللا ﷺ من غرفتة ونحن‬
‫تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات"‪)2(.‬‬ ‫نتذاكر الساعة‪ ،‬فقال الن ي ﷺ‪" :‬‬

‫(‪ )١‬مجموع فتاوى ورساال العثيمين (‪.)١١ /2‬‬


‫)‪ (2‬رواه الترمذ في السنن (‪ ، )2١8٣‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن حيح‪.‬‬
‫‪765‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫وأن يرييبها كالتالي‪:‬‬


‫‪ -1‬خروج الدجال‪.‬‬
‫ثم نزول عيس ى ابن مريم ‪.‬‬ ‫‪َّ -2‬‬
‫ثم خروج يأجوج ومأجوج‪.‬‬ ‫‪َّ -٣‬‬
‫ه‬
‫خسف باملشرق‬ ‫‪َّ -٤‬‬
‫ثم ثالثة خسوف‪:‬‬
‫ه‬
‫‪ -5‬وخسف باملغرب‬
‫ه‬
‫‪ -٦‬وخسف بجزيرة العرب‪.‬‬
‫ثم طلوع الشمس من مغربها‪.‬‬ ‫‪َّ -٧‬‬
‫ثم خروج الدابة على الناس ضحى‪.‬‬ ‫‪َّ -8‬‬
‫الدخان‪.‬‬‫ثم ظهور ُّ‬ ‫‪َّ -9‬‬
‫ثم خروج النار التي تحشر الناس إلى أرض املحشر‪.‬‬‫‪َّ -10‬‬
‫وسأتناول في امليلب الثان من املبحث الثان أدلتنا على اختيار هذا الترتيب‪.‬‬

‫‪766‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫املبحث الثاني‬
‫(بيان أشراط الساعة الكربى)‬
‫وفيه ميلبان‪:‬‬

‫س تتبق في املبحث األول َّأنه بعد النظر في نص تتوآ القرآن والس تتنة ات تتح للباحث أن‬
‫وأن ترتيب ظهورها على النحو التالي‪:‬‬ ‫أشراط الساعة الكبرى عشرة‪َّ ،‬‬
‫ثم خروج يأجوج ومأجوج‪َّ ،‬‬
‫ثم ثالثة‬ ‫ثم نزول عيس ى ابن مريم ‪َّ ،‬‬ ‫خروج الدجال‪َّ ،‬‬
‫تف بجزيرة العرب‪َّ ،‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ثم طلوع الش تتمس‬ ‫خس تتوف‪ :‬خس تتف باملش تترق وخس تتف باملغرب وخس ت‬
‫ثم ظهور ال ُّتدختان‪َّ ،‬‬
‫ثم خروج النتار التي‬ ‫ثم خروج التدابتة على النتاس ض ت ت ت تتحى‪َّ ،‬‬
‫من مغربهتا‪َّ ،‬‬
‫تحشر الناس إلى أرض املحشر‪)١(.‬‬

‫ويفصيل ا كالتالي‪:‬‬
‫ً‬
‫أوي‪-‬سروج املسي الدجال‪:‬‬
‫أول عالمات الست ت ت تتاعة الكبرى ظهو ًرا خروج املست ت ت تتيح الدجال‪ ،‬ويكون ست ت ت ت ً‬
‫تابقا ليلوع‬
‫ألن طلوع الش ت ت ت تتمس من مغربهتا يكون معته تمتايز أهتل‬ ‫الش ت ت ت تتمس من مغربهتا‪ ،‬وذلتك ظتاهر َّ‬
‫إيمان َها بعد ذلك‪ ،‬والظاهر من األحاديث‬ ‫اإليمان من أهل النفاق والكفر‪ ،‬و ينفع نف ًس تا ُ‬
‫أن الدجال سيخرج وما زال في الناس مؤمن وكافر‪.‬‬ ‫‪-‬كما سيأت – َّ‬
‫ق ت تتال التقترطت تي –‪( :-‬واختتتلتف ت تتت الترواي ت تتات فتي أول اآلي ت تتات‪ ،‬فترو َّ‬
‫أن طتلتوع‬
‫الشتمس من مغربها أولها على ما وقع حديث مستلم في هذا الباب‪ ،‬وقيل‪ :‬خروج الدجال‪،‬‬
‫وهذا القول أولى القولين وأ ت تتح لقوله عليه الصت تتالة والست تتالم‪( :‬ان الدجال سارج فيكم‬

‫(‪ )١‬انظر شرح العقيدة اليحاوية للشيخ صالح ال الشيخ ‪9١8/2‬‬


‫‪767‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫ي محاالاة الحتديتث بيولته(‪ ،)١‬فلو كتانتت الش ت ت ت تتمس طلعتت قبتل ذلتك من مغربهتا لم ينفع‬
‫ً‬
‫اليهود إيمانهم أيام عيس ت ت ى ‪ ،‬ولو لم ينفعهم ملا صت تتار الدين واحدا بإست تتالم من أست تتلم‬
‫منه)‪)2(.‬‬

‫وقد ذكر العلماء مس ت ت ت تتاال عديدة تتعلق بالدجال‪ ،‬منها معنى هذه الكلمة (الدجال)‬
‫واألسماء األخرى التي تيلق عليه‪:‬‬
‫َ‬
‫أم ااا لفا ال تتدج تتال‪ :‬فهو على وزن ف َّع تال بفتح أول تته والتش ت ت ت ت تتدي تتد من ال تتدج تتل وهو‬
‫التغييتتة‪ ،‬وأص ت ت ت ت تتل التتدجتتل معنتتاه‪ :‬الخلط‪ ،‬يقتتال‪ :‬دجتتل إذا ل َّ س َوم َّوه‪ ،‬وجمع دجتتال‪:‬‬
‫ودجاجلة‪.‬‬ ‫َّ‬
‫دجالون‪،‬‬
‫م‬
‫غي الحق ببتاطلته‪ ،‬أو أل َّنته ُ غي على النتاس كفره بكتذبته‬ ‫ً َّ ُ‬ ‫ُ‬
‫وس ت ت ت ت ممي التدجتال دجتا ؛ ألنته م‬
‫وتمويهه وتلبيسه عليهم‪)٣(.‬‬
‫ً‬ ‫ألن إحدى عينيه ممس تتوحة أو َّ‬
‫ايحا؛ َّ‬
‫ُويس اامى مس ا ً‬
‫ألنه يمأل تتح األرض في أر عين يوما‪،‬‬
‫ولفظة املسيح تيلق على الصديق‪ ،‬وهو عيس ى ‪ ،‬وعلى الضليل الكذاب وهو األعور‬
‫الدجال‪)٤(.‬‬

‫"وأما تست تتمية ست تتيدنا عيست ت ى ابن مريم مست ت ً‬


‫تيحا؛ فقيل‪:‬‬ ‫قال الست تتفاريني –‪َّ :-‬‬
‫ألنه كان يمألتح األرض أ يقيعها في ستياحته‪ ،‬وقيل املستيح‬ ‫ملألتح زكريا ‪ ‬إياه‪ ،‬وقيل َّ‬
‫الصتتديق‪ ،‬فستتيدنا عيست ى مستتيح الهدى‪َّ ،‬‬
‫وأما الدجال فمستتيح الضتتاللة‪ ،‬وضتتبيه فيهما‬

‫(‪ )١‬رواه ابن ماجة (‪ ،)٤0٧٧‬واليبران في الكبير (‪ ،)٧٦٤٤‬والحاكم في املستدرل (‪ ،)8٦20‬وقال‪ :‬هذا حديث حيح‬
‫على شرط مسلم‪ ،‬و ححه األلبان ‪.‬‬
‫(‪ )2‬التذكرة‪ ،‬للقرط ي (آ‪.)١٣٤٧/‬‬
‫(‪ )٣‬انظر‪ :‬النهاية في غريب الحديث‪ ،‬بن األثير (‪ ،)١02 / 2‬ولسان العرب‪ ،‬بن منظور (‪ ،)2٣٦ / ١١‬وفتح البار بن‬
‫حجر (‪.)٣١8 / 2‬‬
‫(‪ )٤‬انظر‪ :‬النهاية في غريب الحديث‪ ،)٣2٦ / ٤( :‬ولسان العرب (‪.)59٤ / 2‬‬
‫‪768‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬
‫بفتح امليم وكسر السين مخففة و الحاء املهملة‪ُ ،‬‬
‫وس ممع مم مسيح بالتشديد على وزن فعيل‬
‫في َّ‬ ‫ً‬
‫فرقا بينه و ين عيس ى ُ‬
‫شدد في الدجال ويخفف في سيدنا عيس ى‪.‬‬ ‫قاله األزهر ‪،‬‬
‫قال الغنيمي الش تتاف ي في رس تتالته (األجو ة املفيدة على األست ت لة العديدة) ما لفظه‪:‬‬
‫(قتال ابن دحيتة عن ش ت ت ت تتيخته أ القتاس ت ت ت تتم عن أ عمر َّ‬
‫أن موس ت ت ت ت ى بن عبتد الرحمن قتال‬
‫س ت ت ت تتمعتت الحتافا أبتا عمر بن عبتد البر يقول‪ :‬ومنهم من قتال ذلتك بتالختاء امل جمتة وذلتك‬
‫عند أهل العلم خيأ‪ ،‬ولذا ث ت عن الن ي ﷺ َّأنه نيق به بالحاء املهملة ونقله الصت ت تتحابة‬
‫املبلغون عنه)‪)١(.‬‬

‫وخروج الدجال يكون بعد خروج املهد ‪ ،‬واملهد ُس تم َي َمهد َّيا َّ‬
‫ألن هللا ‪--‬س تتيهديه‬ ‫م‬ ‫م‬
‫اختالف من الناس؛‬
‫ٍ‬ ‫ُويص ت ت ت ت مل ُحه في ليلة‪ )2(،‬كما جاء في الحديث َّأن ُه يذهب إلى مكة في حين‬
‫أن النتاس أمير لهم و إمتام و جمتاعتة‪ ،‬فيعود بتالبيتت فيخرج إلى الحرم عني إلى‬ ‫عني َّ‬
‫ثم يأتيه الناس فيأمرونه بالخروج ويبا عونه‪)٣(.‬‬‫مكة فيلوذ بالكعبة‪َّ ،‬‬
‫وقااد تواترت األح تتادي تتث الص ت ت ت تتحيح تتة(‪ )٤‬عن الن ي ﷺ في ذكر خروج ال تتدج تتال في آخر‬
‫دقيقا يخفى على ذ بصيرة‪)5(.‬‬ ‫الزمان‪ ،‬ووصفه الرسول ﷺ ألمته وصفا ً‬
‫ومن األحاديث في ذلك ما ورد عن عبادة بن الص تتامت ‪َّ :--‬‬
‫أن رس تتول هللا ﷺ قال‪:‬‬
‫حدثتكم عن الدجال حتى خشتتيت أن تعقلوا‪َّ ،‬‬
‫إن مستتيح الدجال رجل قصتتير‪،‬‬ ‫"إن قد َّ‬

‫(‪ )١‬لوامع األنوار البهية (‪.)99/2‬‬


‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫(‪ )2‬اختلف العلماء فيه‪ ،‬هل معناه‪ :‬أنه يص ملحه في أمر دينه ولم يكن صالحا‪ ،‬أو أنه يصلحه ألمر الو ية وإمارة الناس‪،‬‬
‫واألظهر هو الثان َّأن ُه يصلحه هللا في ليلة إلمارة الناس ولقيادتهم‪ .‬وهو من ذرية الحسن بن علي بن أ طالب‪ ،‬واسمه‬
‫كاسم محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬محمد بن عبد هللا‪ ،‬وجاء في األحاديث صفاته‪ ،‬و لغت األحاديث التي فيها ذكر املهد‬
‫ً‬
‫وح َسان وضعاف أكثر من أر عين حديثا‪ .‬انظر شرح اليحاوية‪ ،‬للشيخ صالح آل الشيخ (آ‪.)٦92/‬‬ ‫بأسانيد حيحة م‬
‫(‪ )٣‬رواه أبو داود (‪ ،)٤28٦‬وأحمد (‪ ،)٣١٦/٦‬وابن حبان (‪ ،)٦٧5٧‬وضعفه األلبان في الضعيفة (‪.)١9٦5‬‬
‫(‪ )٤‬نظم املتناثر من الحديث املتواتر للكتان (آ‪.)١٧٤/‬‬
‫(‪ )5‬انظر‪ :‬إتحاف الجماعة‪ ،‬للتويجر (‪.)٣٧8/2‬‬
‫‪769‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫أف ج(‪ ،)١‬جعتتد‪ ،‬أعور‪ ،‬ميموس العين(‪ ،)2‬ليس بنتتات تتة و جحراء(‪ ،)٣‬فتتإن أل س عليكم؛‬
‫فاعلموا أن ر كم تبارل وتعالى ليس بأعور‪ ،‬وأنكم لن تروا ر كم حتى تموتوا"‪)٤(.‬‬

‫وقد أرشتد رستول هللا ﷺ املؤمنين إلى ما عصتمهم من فتنة املستيح الدجال كما جاء‬
‫في حتتديتتث أ التتدرداء ‪ :--‬أن الن ي ﷺ قتتال‪( :‬من حفا عش ت ت ت تتر آيتتات من أول س ت ت ت تتورة‬
‫الكهف عصم من الدجال)‪)5(.‬‬

‫قال املناو (‪( )٦‬ت‪ ١0٣١ :‬هت ت ت ت ت ت ت ت تت) –‪( :-‬في قص ت ت ت تتة أهل الكهف من ال جااب؛‬
‫ألن من تدبر هذه اآليات وتأمل معناها‬ ‫فمن علمها لم ستغرب أمر الدجال فال ُي َفتن‪ ،‬أو َّ‬
‫حذره‪ ،‬فأمن منه‪ ،‬أو هذه خصوصية أودعت في السورة)‪)٧(.‬‬ ‫َّ‬
‫م‬
‫قال ش ت ت ت تتيخ اإلس ت ت ت تتالم ابن تيمية –‪( :-‬ومن لم ُي َن مور هللا قلبه بحقااق اإليمان‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بيل؛ والت س عليه األمر والحال‪ ،‬كما الت س‬ ‫واتباع القرآن لم عرف طريق امل محق من امل م‬
‫على النتتاس حتتال مس ت ت ت تتيلمتتة صت ت ت ت تتاحتتب اليمتتامتتة وغيره من الكتتذابين في زعمهم َّأنهم أن يتتاء؛‬
‫وإنما هم كذابون‪ ،‬وقد قال‪ " :‬تقوم الساعة حتى يكون فيكم ثالثون دجالون كذابون‪،‬‬ ‫َّ‬

‫(‪َ )١‬‬
‫(الف َ ج‪ :‬تباعد ما بين أوساط الساقين في اإلنسان والدابة؛ وقيل‪ :‬تباعد ما بين الفخذين؛ وقيل‪ :‬تباعد ما بين‬
‫الرجلين‪ ،‬والنعت أف َ ج‪ ،‬واألنثى ف جاء؛ وقد ف ج ف ًجا وف جة‪ ،‬األخيرة عن اللحيان ‪ ...‬واألف ج‪ :‬الذ في رجليه‬
‫الف َ ج‪ :‬وهو الذ تتدانى صدور قدميه وتتباعد َعقباه َ‬ ‫اعوجاج‪ .‬ورجل أف ج َبين َ‬
‫وتتف َّ ج ساقاه؛ وفي الحديث في صفة‬ ‫م‬ ‫م‬
‫(‪.)٣٤0/2‬‬ ‫منظور‬ ‫الدجال‪ :‬أعور أف ج)‪ .‬لسان العرب‪ ،‬بن‬
‫َ َ‬
‫(‪ )2‬ميموس العين أ ذاهب البصر من غير بخ ٍق‪ ،‬أنظر‪ :‬غريب الحديث‪ ،‬للخيا (‪.)٣52/١‬‬
‫نج محرة غاارة‪ ،‬أنظر‪ :‬غريب الحديث‪ ،‬للخيا (‪.)٣52/١‬‬ ‫(‪ )٣‬ليست ُبم َ‬
‫(‪ )٤‬رواه أبو داود (‪ ،)٤٣20‬وأحمد (‪ ،)٣2٤/5‬والبزار (‪ ،)2٦8١‬و ححه األلبان ‪.‬‬
‫(‪ )5‬رواه مسلم (‪.)809‬‬
‫(‪ )٦‬محمد عبد الرؤوف بن تاج العارفين ابن علي بن زين العابدين الحداد ثم املناو القاهر ‪ ،‬زين الدين‪ :‬من كبار‬
‫العلماء بالدين والفنون‪ .‬له نحو ثمانين مصنفا‪ ،‬منها الكبير‪ ،‬والصغير والتام والناق ‪ .‬عاش في القاهرة‪ ،‬وتوفي بها‪ .‬من‬
‫كتبه‪ :‬كنوز الحقااق في الحديث‪ ،‬والتيسير في شرح الجامع الصغير‪ ،‬اختصره من شرحه الكبير فيل القدير‪ ،‬وشرح‬
‫الشماال للترمذ ‪ ،‬وغيرها‪( .‬األعالم للزركلي (‪.)20٣/٦‬‬
‫(‪ )٧‬فيل القدير (‪.)١١9/٦‬‬
‫‪770‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫كلهم يزعم أ َّن ته رس ت ت ت تتول هللا"(‪ ،)١‬وأعظم ال تتدج تتاجل تتة فتن تتة (ال تتدج تتال الكبير) ال تتذ يقتل تته‬
‫فإنه ما خلق هللا من لدن آدم إلى قيام الس تتاعة أعظم من فتنته‪ ،‬وأمر‬ ‫عيست ت ى ابن مريم‪َّ :‬‬
‫املست ت تتلمين أن ست ت تتتعيذوا من فتنته في صت ت تتالتهم(‪ ،)2‬وقد ث ت "أنه يقول للست ت تتماء أمير ‪،‬‬
‫ً‬
‫ثم يقول ل تته‪ :‬قم فيقوم؛‬ ‫رجال مؤم ًن تا؛ َّ‬ ‫فتمير‪ ،‬ولألرض أنبتي‪ ،‬فتن تتت"(‪" )٣‬وأ َّن ته يقت تتل‬
‫فيقول‪ :‬أنتتا ر تتك؛ فيقول لتته‪ :‬كتتذبتتت؛ بتتل أنتتت األعور الكتتذاب التتذ أخبرنتتا عنتته رس ت ت ت تتول‬
‫هللا‪ ،‬وهللا ما ازددت فيك إ بصت تتيرة فيقتله مرتين‪ ،‬فيريد أن يقتله في الثالثة فال ست تتليه‬
‫هللا عليه"(‪ )٤‬وهو يدعي اإللهية‪ ،‬وقد بين له الن ي ثالث عالمات تنافي ما يدعيه‪:‬‬
‫أحدها‪" :‬أنه أعور؛ وإن ر كم ليس بأعور"‪)5(.‬‬

‫والثانية‪" :‬أنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن من قارئ وغير قارئ"‪)٦(.‬‬

‫أن أحدكم يرى ر ه حتى يموت"(‪)8(.)٧‬‬ ‫والثالثة‪ :‬قوله‪" :‬واعلموا َّ‬


‫ً‬
‫ثابيا‪ -‬بزول عيس ى ابن مريم ‪:‬‬
‫نزول عيس ى ابن مريم ‪ ‬من السماء تابع لخروج الدجال؛ َّ‬
‫ألن نهاية فتنة الدجال‬
‫تكون على يتد عيس ت ت ت ت ى ‪ ،‬كمتا جتاء في حتديتث النواس بن س ت ت ت تتمعتان‪َّ ،‬‬
‫أن الن ي ﷺ قتال‪:‬‬
‫(فبينمتتا هو كتتذلتتك إذ بعتتث هللا املس ت ت ت تتيح ابن مريم‪ ،‬فينزل عنتتد املنتتارة البيضت ت ت ت تتاء ش ت ت ت تترقي‬

‫(‪ )١‬رواه البخار (‪ ،)٣٦09‬ومسلم (‪.)١5٧‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخار (‪ ،)١٣٧٧‬ومسلم (‪.)588‬‬
‫(‪ )٣‬رواه مسلم (‪.)29٣٧‬‬
‫(‪ )٤‬رواه البخار (‪ ،)١882‬ومسلم (‪.)29٣8‬‬
‫(‪ )5‬رواه البخار (‪ ،)٧١٣١‬ومسلم (‪.)29٣٣‬‬
‫(‪ )٦‬رواه مسلم (‪.)29٣٤‬‬
‫(‪ )٧‬رواه مسلم (‪.)29٣١‬‬
‫(‪ )8‬الفتاوى الكبرى‪ ،‬بن تيمية (‪.)٤8٦/٣‬‬
‫‪771‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬
‫َّ‬
‫دمش ت تتق‪ ،‬بين مهرودتين(‪ ،)١‬واض ت ت ًتعا كفيه على أجنحة ملكين‪ ،‬إذا طأطأ رأس ت تته قير‪ ،‬وإذا‬
‫رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ‪ ،‬فال يحل لكافر يجد ريح نفس ت ت تته إ مات‪ ،‬ونفس ت ت تته ينتهي‬
‫حيث ينتهي طرفه‪ ،‬فييلبه حتى يدركه بباب لد‪ ،‬فيقتله‪ ،‬ثم يأت عيس ت ت ت ت ى ابن مريم قوم‬
‫هم بدرجاتهم في الجنة)‪)2(.‬‬ ‫قد عصمهم هللا منه‪ ،‬فيمألح عن وجوههم ويحد‬
‫وهتتذا الخبر قبتتل وجود املنتتارة وقبتتل بنتتاء املأل ت ت ت تجتتد األمو ‪ ،‬واملنتتارة البيض ت ت ت ت تتاء اآلن‬
‫معروفة في دمشق‪ ،‬وهذا من د ال صدق نبوته ﷺ‪.‬‬
‫ونزول عيست ت ت ت ى بن مريم ‪َّ ‬‬
‫دل عليه الكتاب والس ت ت تتنة قال تعالى‪ :‬ﱡ ﲐ ﲑ ﲒ‬

‫ﲘ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞﱠ (النس تتاء‪)9 :‬‬ ‫ﲙ‬ ‫ﲓﲔﲕﲖﲗ‬


‫وقد جاء في الحديث َّ‬
‫أن أبا هريرة ‪ --‬قال‪ :‬قال رس ت ت تتول هللا ﷺ‪" :‬والذ نفس ت ت ت ي بيده‪،‬‬
‫ً‬ ‫ليوش تتكن أن ينزل فيكم ابن مريم ﷺ ً‬
‫حكما مقس تتيا‪ ،‬فيكس تتر الص تتليب‪ ،‬ويقتل الخنزير‪،‬‬
‫يقبله أحد"‪)٣(.‬‬
‫ويضع الجزية‪ ،‬ويفيل املال حتى‬
‫فإنه ينزل ً‬
‫تابعا لش ت تتريعة محمد ﷺ‪ ،‬ولهذا إذا نزل وكان اإلمام يص ت تتلي‬ ‫وإذا نزل ‪َّ ‬‬
‫بالناس‪ ،‬أو يريد الصت ت ت تتالة فيتأخر ليتقدم عيست ت ت ت ى ‪ ‬فيقول له‪ " :‬إن بعضت ت ت تتكم على‬

‫(‪ )١‬قال ابن األثير‪" :‬في حديث عيس ى عليه السالم «أنه ينزل بين مهرودتين» أ في شقتين‪ ،‬أو حلتين‪ .‬وقيل‪ :‬الثوب‬
‫املهرود‪ :‬الذ يصبغ بالورس ثم بالزعفران فيجيء لونه مثل لون زهرة الحوذانة‪ .‬قال القتي ي‪ :‬هو خيأ من النقلة‪ .‬وأراه‪:‬‬
‫ً‬
‫«مهروتين»‪ :‬أ صفراوين‪ .‬يقال‪ :‬هريت العمامة إذا ل ستها صفراء‪ .‬وكأن فعلت منه‪ :‬هروت‪ ،‬فإن كان محفوظا بالدال‬
‫فهو من الهرد‪ :‬الشق‪ ،‬وخيىء ابن قتيبة فى استداركه واشتقاقه‪ .‬قال ابن األنبار ‪ :‬القول عندنا في الحديث «بين‬
‫مهرودتين» ُي َروى بالدال والذال‪ :‬أ بين ممصرتين‪ ،‬على ما جاء في الحديث‪ ،‬ولم نسمعه إ فيه‪ .‬وكذلك أشياء كثيرة‬
‫سمع إ في الحديث‪ .‬واملمصرة من الثياب‪ :‬التي فيها صفرة خفيفة‪ .‬وقيل‪ :‬املهرود‪ :‬الثوب الذ يصبغ بالعروق‪،‬‬ ‫لم ُت َ‬
‫والعروق يقال لها‪ :‬الهرد" (النهاية في غريب الحديث واألثر ‪.)258/5‬‬
‫(‪ )2‬رواه مسلم في حيحه (‪.)29٣٧‬‬
‫(‪ )٣‬رواه البخار (‪ ،)٣٤٤8‬ومسلم (‪ ،)١55‬واللفا له‪.‬‬
‫‪772‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫بعل أمراء تكرمتتة هللا هتتذه األمتتة"(‪ ،)١‬وهتتذا فيتته د لتتة وا ت ت ت تحتتة من أول نزولتته أ َّنته تتتابع‬
‫لشريعة محمد ﷺ‪ ،‬ويحكم بكتاب هللا وسنة رسول محمد ﷺ‪.‬‬
‫وقد ذكر ابن عيية(‪( )2‬ت‪ 5٤2 :‬ه ت ت ت تت) –‪ -‬إجماع األمة على نزول عيس ى ‪‬‬
‫ويكسر الصليب‪)٣(.‬‬
‫آخر الزمان‪ ،‬وأنه يقتل الدجال‪،‬‬
‫ولهتذا ذكر ش ت ت ت تتيخ اإلس ت ت ت تتالم ابن تيميتة ‪َّ --‬‬
‫أن الس ت ت ت ت تب لكون عيس ت ت ت ت ى ‪ ‬في‬
‫الس ت ت تتماء الثانية مع َّأنه أفض ت ت تتل من يوس ت ت تتف وإدريس وهارون؛ َّأنه يريد النزول إلى األرض‬
‫قبل يوم القيامة بخالف غيره‪)٤(.‬‬
‫ََ‬
‫وقد حاول بعل العلماء تل ُّمس الحكمة من نزول عيس ى ‪ ،‬ومما ذكر في ذلك‬
‫أن نزوله لدنو أجله ليدفن في األرض‪.‬‬ ‫‪َّ -1‬‬
‫‪ -2‬وقيتل‪ :‬إ َّنته دعتا هللا أن يجعلته من أمتة محمتد ﷺ‪ ،‬فتاس ت ت ت تتتجتاب هللا دعتاءه‪ ،‬وأبقتاه‬
‫ً‬
‫مجددا ألمر اإلسالم فيوافق خروج الدجال فيقتل‪)5(.‬‬ ‫حتى ينزل في آخر الزمان‬
‫‪ -3‬الرد على اليهود في زعمهم َّأنهم قتلوه‪ ،‬وهذا من أبرز الحكم‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫أم اا ص ت ت ت تف تتات تته فق تتد فج تتاء في الرواي تتات أ َّن ته رج تتل مر وع الق تتام تتة‪ ،‬ليس ب تتاليوي تتل و‬
‫ً‬
‫بالقص ت تتير‪ ،‬جعد أحمر اللون‪ ،‬عريل الص ت تتدر‪ ،‬أقرب الناس ش ت تتبها به عروة بن مس ت تتعود‬
‫‪)٦(.‬‬ ‫الثقف‬

‫(‪ )١‬رواه مسلم (‪.)١5٦‬‬


‫(‪ )2‬عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن عيية املحار ‪ ،‬أبو محمد‪ :‬مفسر فقيه‪ ،‬أندلس ي‪ ،‬من أهل غرناطة‪ .‬عارف‬
‫باألحكام والحديث‪ ،‬له شعر‪ .‬ولي قضاء املرية‪ ،‬وتوفي بلورقة‪ ،‬له من املؤلفات‪ :‬املحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز‪،‬‬
‫و رنامج في ذكر مروياته وأسماء شيوخه‪( .‬األعالم للزركلي ‪.)282/٣‬‬
‫(‪ )٣‬املحرر الوجيز‪ ،‬بن عيية (‪.)٤٤٤/١‬‬
‫(‪ )٤‬مجموع الفتاوى (‪.)٣29/٤‬‬
‫(‪ )5‬انظر فتح البار ‪ ،‬بن حجر (‪ ،)٤9٣/٦‬وانظر‪ :‬التذكرة‪ ،‬للقرط ي (آ‪.)١٣02/‬‬
‫(‪ )٦‬البخار (‪ ،)٣2٣9‬مسلم (‪)29٤0 ،١٦٧ ،١٦5‬‬
‫‪773‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫أن الن ي‬‫واختلفت الروايات في مدة بقاء عيست ى ‪ ‬في األرض‪ ،‬فف حديث عائشتتة َّ‬
‫ﷺ قال‪" :‬فينزل عيس ت ى ‪ ،‬فيقتله ثم يمكث عيس ت ى ‪ ‬في األرض أر عين س تتنة ً‬
‫إماما‬
‫ً‬
‫مقسيا"‪)١(.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وحكما‬ ‫عد ‪،‬‬
‫أن الن ي ﷺ قتتال‪" :‬يخرج التتدجتتال في َّأمتي‪ ،‬فيمكتتث‬ ‫وفي حتتديتتث عبتتد هللا بن عمرو َّ‬
‫تهرا‪ ،‬أو عتتا ًمتا‪ -‬فيبعتتث هللا‬
‫أر عين ‪-‬وفي روايتتة قتتال ابن عمرو‪ :‬أدر أر عين يو ًمتا‪ ،‬أو ش ت ت ت ت ً‬
‫كأنه عروة بن مس تتعود‪ ،‬فييلبه فيهلكه‪ ،‬ثم يمكث الناس س تتبع س تتنين‪،‬‬ ‫ابن مريم‪َّ ،‬‬‫عيس ت ى َ‬
‫ثم ُيرستل هللا ‪ً --‬‬
‫ريحا باردة من مقبل الشتام‪ ،‬فال يبقى على وجه‬ ‫ليس بين اثنين عداوة‪ َّ ،‬م‬
‫أحدكم دخل في‬ ‫أن َ‬ ‫قبض ت تتت ُه‪ ،‬حتى لو َّ‬ ‫ذرة من خير أو إيمان إ َ‬ ‫أحد في قلبه مثقال َّ‬ ‫األرض ه‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َكبد جبل لدخلت عليه حتى تقب َ‬
‫ضه‪)2(.‬‬
‫م‬
‫ً‬ ‫والظاهر َّ‬
‫أن بين الحديثين اختالفا‪ ،‬قال ابن كثير ‪( :--‬فهذا مع هذا مشتكل‪،‬‬
‫اللهم إ إذا حملت هذه الس ت تتبع على مدة إقامته بعد نزوله وتكون مض ت تتافة إلى مدة مكثه‬
‫ً‬
‫فيهتا قبتل رفعته إلى الس ت ت ت تمتاء‪ ،‬وكتان عمره إذ ذال ثالثتا وثالثين س ت ت ت تنتة على املش ت ت ت تتهور‪ ،‬وهللا‬
‫أعلم)‪)٣(.‬‬
‫ُ‬
‫وأماا مكااان دفنااه فقتتد ذكرت فيتته أقوال مختلفتتة منهتتا‪ :‬متتا ذكره القرط ي ‪--‬‬
‫أ َّنته ُيتدفن إلى جتتانتتب الن ي ﷺ في الحجرة(‪ ،)٤‬وذكر في موض ت ت ت تتع آخر أ َّنته ُيتدفن حيتتث ُد مفن‬
‫ُ‬ ‫األن ياء الذين أمه مريم من نس ت ت تتلهم‪ ،‬وهي األرض املقدس ت ت تتة‪ُ ،‬‬
‫فينش ت ت تتر إذا ن مش ت ت تر معهم(‪،)5‬‬

‫(‪ )١‬رواه أحمد (‪ ،)٧5/٦‬وابن حبان (‪ ،)٦822‬وقال الهيثمي في مجمع الزوااد (‪" :)٣٣8/٧‬رواه أحمد ورجاله رجال‬
‫الصحيح غير الحضرم بن حق وهو ثقة"‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه مسلم (‪.)29٤0‬‬
‫(‪ )٣‬النهاية في الفتن واملالحم (‪.)١9٣/١‬‬
‫(‪ )٤‬التذكرة (آ‪.)١٣0١/‬‬
‫(‪ )5‬التذكرة (آ‪.)١٣0٤/‬‬
‫‪774‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫و التتبع ألستتانيد هذه األقوال يت تتح أنه يصتتح منها شت يء‪ ،‬قال ابن كثير ‪ --‬وهو‬
‫يصح إسناده)‪)١(.‬‬‫يتحدث عن مكان دفنه ‪( :‬ورد في ذلك حديث‬
‫ً‬
‫ثالثا‪-‬سروج ي جوج وم جوج‪:‬‬
‫أن خروج يأجوج ومأجوج يكون في عهد عيس ى ‪ ،‬فقد أخبرنا‬ ‫دلت األحاديث على َّ‬
‫الن ي ﷺ عن هالكهم بقوله‪" :‬ويبعث هللا يأجوج ومأجوج‪ ،‬وهم من كل حدب ينست ت ت تتلون‪،‬‬
‫فيمر أواالهم على بحيرة طبرية فيش ت ت ت تتر ون ما فيهتا‪ ،‬ويمر آخرهم فيقولون‪ :‬لقتد كان بهتذه‬
‫خيرا من مااة‬ ‫ص تر ن ي هللا عيس ت ى وأ تتحابه‪ ،‬حتى يكون رأس الثور ألحدهم ً‬ ‫مرة ماء‪ ،‬ويح َ‬
‫َّ َ‬
‫النغف(‪ )2‬في‬ ‫دينار ألحدكم اليوم‪ ،‬فيرغب ن ي هللا عيس ت ت ت ى وأ ت ت تتحابه‪ُ ،‬فير مس ت ت تل هللا عليهم‬
‫ثم يهبط ن ي هللا عيس ت ى وأ تتحابه إلى‬ ‫فيص تتبحون َفرسَ ت ى(‪َ )٣‬ك َموت نفس واحدة‪َّ ،‬‬ ‫رقابهم‪ُ ،‬‬
‫األرض‪ ،‬فال يجدون في األرض موضع شبر إ مأله َز َه ُمهم(‪ )٤‬ونتنهم‪ ،‬فيرغب ن ي هللا عيس ى‬
‫طيرا كأعناق ال ُبخت(‪ )5‬فتحملهم فتيرحهم حيث شتاء هللا‪،‬‬ ‫وأ تحابه إلى هللا‪ُ ،‬فيرستل هللا ً‬

‫(‪ )١‬انظر البداية والنهاية (‪.)52٧/2‬‬


‫(‪()2‬النغف) هو دود يكون في أنوف اإلبل والغنم‪ ،‬الواحدة نغفة‪( ،‬تعليق األستاذ محمد فؤاد عبد الباقي على حيح‬
‫مسلم ‪.)2250/٤‬‬
‫(‪( )٣‬فرس ى) أ ‪ :‬قتلى‪ ،‬واحدهم فريس كقتيل وقتلى‪( ،‬تعليق األستاذ محمد فؤاد عبد الباقي على حيح مسلم‬
‫‪.)2250/٤‬‬
‫(‪( )٤‬زهمهم) أ دسمهم (تعليق األستاذ محمد فؤاد عبد الباقي على حيح مسلم ‪.)2250/٤‬‬
‫(‪( )5‬البخت) قال في اللسان البخت والبختية دخيل في العر ية أعجمي معرب وهي اإلبل الخراسانية تنتج من عر ية‬
‫وفالج وهي جمال طوال األعناق‪.‬‬
‫‪775‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬
‫ُ‬
‫ميرا َيك ُّن(‪ )١‬منت تته بيت تتت مت تتدر و و ر‪ ،‬فيغس ت ت ت ت ت تتل األرض حتى يتركه ت تتا‬
‫ثم ُيرس ت ت ت ت ت تتل هللا ً‬‫َّ‬
‫كالزَل َفة(‪)٣(.")2‬‬ ‫َّ‬
‫وقد جاء ذكر يأجوج ومأجوج وخروجهم في القرآن في سورت سورة الكهف واألن ياء‪،‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ﱡﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ اﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼﱽ‬

‫ﱾ ﱿ ﲀﱠ (األنبياء‪ ،)٩٧–٩٦ :‬عني‪ :‬الست تتاعة‪ ،‬وقال تعالى‪ :‬ﱡﲷ ﲸ‬

‫ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆﱠ‬
‫(الكهف‪ ،)9٤ :‬فأفادت اآليتان فاادتين‪:‬‬
‫أن ي تتأجوج وم تتأجوج موجودان اليوم وموجودان قب تتل ذل تتك فهم تتا‬ ‫الف ااا اادة الولى‪َّ :‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫قبيالن أو قبيلتان أو شع َب مان كبيران عظ ُم أمرهما عند قيام الساعة‪.‬‬
‫ُ َ‬
‫الفاا ادة الثاابياة‪َّ :‬أن ُهم يتأتون من كتل َحت َدب‪ ،‬وال َحت َدب هو الجهتة‪ ،‬و َ(ين مس ت ت ت تلون) هتذا‬
‫ً‬ ‫َ َ‬
‫من الن َستالن وهو الستير ليال‪ ،‬فهم يأتون من كل جهة‪ ،‬فر ما مروا على البحيرة العظيمة‪،‬‬
‫فشر وا ماءها إلى آخره‪)٤(.‬‬
‫ر ً‬
‫ابعا‪-‬سسف باملير ‪.‬‬
‫ً‬
‫سامسا‪-‬سسف باملشرق‪.‬‬
‫ً‬
‫سادسا‪-‬سسف بجزيرة العر ‪.‬‬

‫(‪ ( )١‬يكن) أ يمنع من نزول املاء‬


‫(‪( )2‬كالزلفة) اختلفوا في معناه فقال ثعلب وأبو زيد وآخرون معناه كاملرآة وحكى صاحب املشارق هذا عن ابن عباس‬
‫أيضا شبهها باملرآة في صفائها ونظافتها وقيل كمصانع املاء أ أن املاء ستنقع فيها حتى تصير كاملصنع الذ يجتمع فيه‬
‫املاء وقال أبو عبيد معناه كاإلجانة الخضراء وقيل كالصفحة وقيل كالروضة (تعليق األستاذ محمد فؤاد عبد الباقي على‬
‫حيح مسلم ‪.)2250/٤‬‬
‫(‪ )٣‬رواه مسلم (‪.)29٣٧‬‬
‫(‪ )٤‬شرح العقيدة اليحاوية‪ ،‬للشيخ صالح آل الشيخ (‪.)92١/2‬‬
‫‪776‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫الخس ت ت ت تتوفتتات الثالثتتة من العالمتتات الكبرى التي أخبر الرس ت ت ت تتول ﷺ بحتتدو هتتا في آخر‬
‫الزمان‪ ،‬وقد دل على هذا حديث حذيفة بن أس تتيد ‪-‬وقد س تتبق ذكره‪ -‬وفيه َّ‬
‫أن رس تتول هللا‬
‫ﷺ قال‪" :‬إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عش ت ت تتر آيات‪ ،‬وذكر منها ثالثة خس ت ت تتوف‪ :‬خس ت ت تتف‬
‫باملشرق‪ ،‬وخسف باملغرب‪ ،‬وخسف بجزيرة العرب"‪)١(.‬‬

‫فهذه الخسوفات غير الخسوفات التي وقعت في املاض ي في أماكن متعددة؛ وهي من‬
‫أش تراط الس تتاعة الص تتغرى‪َّ ،‬أما هذه الخس تتوفات الثالثة فهي خس تتوفات عظيمة‪ ،‬تحدث‬
‫قرب قيام الساعة لم يحدث لها مثيل‪.‬‬
‫قال الحافا ابن حجر ‪( :--‬وقد ُو مجد الخستف في مواضتع‪ ،‬ولكن يحتمل أن‬
‫ً‬
‫يكون املراد بتتالخس ت ت ت تتوف الثالثتتة قتتدرا زاات ًتدا على متتا وجتتد‪ ،‬تكتأن يكون أعظم منتته مكتتانتتا أو‬
‫ً‬
‫را)‪)2(.‬‬ ‫قد‬
‫اخت ملف في ترتيب الخس ت ت تتوف الثالثة‪ ،‬فقيل َّأنها تكون قبل خروج الدجال‪ ،‬على‬ ‫وقد ُ‬
‫أن الخستتف الثالث (خستتف جزيرة العرب) هو نفستته الخستتف الذ يكون عالمة‬ ‫اعتبار َّ‬
‫ال صدقه‪)٣(.‬‬
‫من عالمات خروج املهد ودليل من د‬
‫والظتتاهر َّ‬
‫أن الخس ت ت ت تتوف الثالثتتة تكون بعتتد خروج التتدجتتال وخروج يتتأجوج ومتتأجوج؛‬
‫عاما بالص تتالحين وغيرهم‪ ،‬وهذا يكون‬ ‫ألنها مرتبية بانتش تتار الفس تتاد‪ ،‬ويكون الخس تتف ً‬ ‫َّ‬
‫إ بعتد ظهور تلتك العالمتات‪ ،‬كمتا جتاء عن أم س ت ت ت تتلمتة‪ ،‬قتالتت‪ :‬س ت ت ت تتمعتت رس ت ت ت تتول هللا ﷺ‬
‫يقول‪" :‬ست تتيكون بعد خست تتف باملشت تترق‪ ،‬وخست تتف باملغرب‪ ،‬وخست تتف في جزيرة العرب"‬

‫(‪ )١‬تقدم تخريجه‪.‬‬


‫(‪ )2‬فتح البار ‪ ،‬بن حجر (‪ ،)8٤/١٣‬وقد اختار البرزنجي في "اإلشاعة" (آ‪ ،)١05/‬أن هذه الخسوفات حدثت وانتهت‪.‬‬
‫(‪ )٣‬انظر‪ :‬املوسوعة في الفتن واملالحم‪ ،‬د‪ /‬محمد أحمد املبيل (آ‪ ،)٤9١/‬أحاديث أشراط الساعة ملحمد بن غيث‬
‫(آ‪.)5٧0/‬‬
‫‪777‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫فقالت‪ :‬يا رستتول هللا يخستتف باألرض وفيهم الصتتالحون؟‪ ،‬فقال لها رستتول هللا ﷺ‪" :‬إذا‬
‫كان أكثر أهلها الخبث"‪)١(.‬‬

‫ً‬
‫سابعا‪ -‬لوع الشمال من ميربها‪:‬‬
‫ظهر مم تتا تق تتدم عن تتد الح تتدي تتث عن خروج ال تتدج تتال َّ‬
‫أن طلوع الش ت ت ت تتمس من مغربه تتا‪،‬‬
‫وخروج ال تتداب تتة‪ ،‬يكون تتان بع تتد نزول عيس ت ت ت ت ى وقتل تته ال تتدج تتال‪ ،‬وإهالل ي تتأجوج وم تتأجوج في‬
‫عهده‪ ،‬و عد فساد الناس ودروس اإلسالم‪.‬‬
‫وقد دلت ال َّس ت ت ت تنة على َّ‬
‫أن طلوع الش ت ت ت تتمس من مغربها‪ ،‬وخروج الدابة متالزمان‪ ،‬قد‬
‫تس تتبق واحدة فيهما األخرى‪ ،‬وهذا ما دل عليه حديث عبد هللا بن عمرو ‪َّ ،--‬أنه س تتمع‬
‫ً‬
‫خروجا طلوع الشت ت ت تتمس من مغربها‪ ،‬وخروج الدابة‬ ‫رست ت ت تتول هللا ﷺ يقول‪َّ :‬‬
‫"إن أول اآليات‬
‫على الناس ضحى‪ ،‬وأيهما كانت قبل صاحبتها‪ ،‬فاألخرى على إثرها ً‬
‫قريبا"‪)2(.‬‬

‫واملقصت ت تتود بكونها أول اآليات هنا‪ ،‬كما قال ابن كثير ‪( :--‬أ أول اآليات التي‬
‫ليس ت ت ت تتت متألوفتة‪َّ ،‬‬
‫وإن كتان التدجتال ونزول عيس ت ت ت ت ى ‪ ‬من الس ت ت ت تمتاء قبتل ذلتك‪ ،‬وكتذلتك‬
‫خروج يتتأجوج ومتتأجوج‪ ،‬فكتتل ذلتتك أمور متتألوفتتة َّ‬
‫ألن أمر مشت ت ت ت تتاهتتدتتته ومشت ت ت ت تتاهتتدة أمثتتالتته‬
‫فأما خروج الدابة على ش تتكل غريب غير مألوف ومخاطبتها الناس ووس تتمها إياهم‬ ‫مألوف‪َّ ،‬‬
‫العادات)‪)٣(.‬‬ ‫باإليمان أو الكفر‪ ،‬فأمر خارج عن مجار‬

‫(‪ )١‬امل جم األوسط لليبران (‪ ،)٣٦٤٧‬وقال الهيثمي في مجمع الزوااد (‪ :)١١/8‬رواه اليبران في األوسط‪ ،‬وفيه حكيم‬
‫بن نافع وثقه ابن معين وضعفه غيره‪ ،‬و قية رجاله ثقات‪.‬‬
‫(‪ )2‬تقدم تخريجه‪.‬‬
‫(‪ )٣‬النهاية في الفتن واملالحم (‪.)2١٤/١‬‬
‫‪778‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫وقد دل على هذه اآلية قوله تعالى‪ :‬ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ‬

‫ﱎﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜ‬
‫ﱏ‬ ‫ﱊﱋﱌﱍ‬

‫ﱢ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧﱠ (األنعام‪.)١58 :‬‬
‫ﱣ‬ ‫ﱝﱞﱟﱠﱡ‬
‫قال ابن جرير اليبر ‪ --‬بعد ذكره ألقوال املفسرين في اآلية‪( :‬وأولى األقوال‬
‫بتالص ت ت ت تتواب في ذلتك متا تظتاهرت بته األخبتار عن رس ت ت ت تتول هللا ﷺ أ َّنته قتال‪" :‬ذلتك حين تيلع‬
‫الشمس من مغربها")‪)١(.‬‬

‫وفي حديث أ هريرة ‪ --‬قال‪ :‬قال رس ت ت تتول هللا ﷺ‪ " :‬تقوم الس ت ت تتاعة حتى تيلع‬
‫الش تتمس من مغربها‪ ،‬فإذا طلعت ورآها الناس آمن الناس أجمعون‪ ،‬فذلك حيث ينفع‬
‫ت في إيمانها خيرا"‪)2(.‬‬ ‫نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كس‬
‫وقد تلمس العلمتاء الحكمتة في عدم قبول تو تة من آمن أو تاب بعتد طلوع الش ت ت ت تتمس‬
‫من مغربهتتا‪ ،‬فقيتتل‪ :‬أن هتتذه العالمتتة من أكبر أش ت ت ت تراط الست ت ت ت تتاعتتة الكبرى والتي تتتدل على‬
‫دنوه تتا ف تتأخ تتذت حكم يوم القي تتام تتة‪ )٣(،‬وه تتذا م تتا قرره ابن كثير ‪ ،--‬ويرى القرط ي‬
‫إلى قلوب النتتاس وأخمتتد ش ت ت ت تتهواتهم‪ ،‬وأض ت ت ت تتعف‬ ‫‪ --‬أن ذلتتك عود ألن الفزع خل‬
‫قواهم وأدركوا أن القيامة ستقوم‪ ،‬كحال من أدركه املوت‪ ،‬فمن تاب في مثل هذه الحال‬
‫تقبل تو ة من حضره املوت‪)٤(.‬‬ ‫لم تقبل تو ته كما‬

‫(‪ )١‬جامع البيان‪ ،‬لليبر (‪.)2٦٦/١2‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخار (‪ ،)٦50٦‬ومسلم (‪.)١5٧‬‬
‫(‪ )٣‬انظر النهاية في الفتن واملالحم (‪.)222/١‬‬
‫(‪ )٤‬التذكرة‪ ،‬للقرط ي (آ‪.)١٣٤٦/‬‬
‫‪779‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬
‫ً‬
‫ثامنا‪-‬سروج الدابة‪:‬‬
‫مع طلوع الش ت ت ت تتمس من مغربهتا يكون خروج التدابتة كمتا تقتدم في حتديتث عبتد هللا بن‬
‫عمرو ‪-‬ا‪ -‬قال‪" :‬حفظت من رس ت تتول هللا ﷺ حديثا لم أنس ت تته بعد‪ ،‬س ت تتمعت من رس ت تتول‬
‫هللا ﷺ يقول‪" :‬إن أول اآلي تتات خروج تتا طلوع الش ت ت ت تتمس من مغربه تتا‪ ،‬وخروج ال تتداب تتة على‬
‫وأيتهما ما كانت قبل صاحبتها فاألخرى على إثرها قريبا"‪)١(.‬‬ ‫الناس ضحى‪،‬‬
‫والذ يظهر من النصتتوآ َّ‬
‫أن طلوع الشتتمس ستتبق خروج الدابة‪َّ ،‬‬
‫ثم تخرج الدابة‬
‫في ذلك اليوم أو الذ يقرب منه‪.‬‬
‫قتتال ابن حجر –‪( :-‬والحكمتتة في ذلتتك أ َّن ته عنتتد طلوع الش ت ت ت تتمس من املغرب‬
‫تكميال للمقصود)‪)2(.‬‬ ‫ً‬
‫غلق باب التو ة‪ ،‬فتخرج الدابة تميز املؤمن من الكافر‬
‫وقااد ورد ذكر التتدابتتة في قولتته تعتتالى‪ :‬ﱡﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ‬
‫ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅﱠ (النمل‪ .)82 :‬وقوله‪ :‬ﱡتُ َكلِّ ُم ُهمﱠ‬
‫َّ‬
‫وﱡتَكلِّ ُم ُهمﱠ قراءتان حيحتان تد من على معنيين مختلفين‪:‬‬
‫َ‬ ‫َُ‬
‫املعنى الول‪َّ :‬أنه تتا تك ملم وتح ت متدث الن تتاس‪ ،‬وهي آي تتة‪ ،‬والع تتادة في الحيوان أ َّن ت ُه ُيك مل ُم‬
‫الناس‪ ،‬فهي تكلم الناس بلغاتهم و ما يفهمون عنها‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫املعنى الثاني‪ :‬أنها تك ملم الناس بمعنى َّأن َها ت مست ُم الناس‪ ،‬والوست ُم َست َّم ُاه هللا ‪- -‬هنا‬
‫َ‬ ‫َ ً‬
‫ما َّ‬
‫ألنه يكون معه كل ُم الجلد والتأثير في الجلد‪ ،‬كما يحص تتل في وس ت مم الدواب فإنه بد‬ ‫كل‬
‫فتس ُم الناس هذا مؤمن وهذا كافر‪)٣(.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫أثر فيها‪ ،‬م‬
‫فيه من جر ٍح فيها أو من ٍ‬

‫(‪ )١‬تقدم تخريجه‪.‬‬


‫(‪ )2‬فتح البار (‪.)٣5٣/١١‬‬
‫(‪ )٣‬انظر‪ :‬شرح اليحاوية‪ ،‬صالح آل الشيخ (‪.)922/2‬‬
‫‪780‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫والاادابااة‪ :‬حيوان عظيم م‬


‫الخلقتتة‪ ،‬عييتته هللا القتتدرة على وس ت ت ت تتم النتتاس‪ ،‬واختلف‬
‫العلماء في صفتها إلى عدة أقوال‪ ،‬قال أبو حيان(‪( )١‬ت‪ ٧٤5 :‬ه تت) ‪( :--‬واختلفوا في‬
‫متتاهيتهتتا‪ ،‬وش ت ت ت تتكلهتتا‪ ،‬ومحتتل خروجهتتا‪ ،‬وعتتدد خروجهتتا‪ ،‬ومقتتدار متتا تخرج منهتتا‪ ،‬ومتتا تفعتتل‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫كذب بعض ت تته‬‫بالناس‪ ،‬وما الذ تخرج به‪ ،‬اختالفا مض ت تتيرً ا معارض ت تا بعض ت تته بعض ت تا‪ ،‬وي م‬
‫ألن نقله تسويد للورق بما يصح‪ ،‬وتضييع لزمان نقله)‪)2(.‬‬ ‫بعضا فاطرحنا ذكره‪َّ ،‬‬ ‫ً‬
‫وقال الش تتيخ العثيمين ‪( :--‬وليس في القرآن والس تتنة الص تتحيحة ما يدل على‬
‫مكان خروج هذه الدابة وص ت ت ت تتفتها‪َّ ،‬‬
‫وإنما وردت في ذلك أحاديث في ت ت ت تتحتها نظر‪ ،‬وظاهر‬
‫القرآن َّأنها دابة تنذر الناس بقرب العذاب والهالل وهللا أعلم)‪)٣(.‬‬

‫ياسعا‪-‬ظ ور الدسان‪:‬‬ ‫ً‬


‫اختلف العلماء في ترتيب ظهور الدخان هل يكون قبل طلوع الش تتمس من مغربها أم‬
‫أن ظهور‬‫بعده‪ ،‬وقد رجح الشيخ حمود التويجر ‪ --‬في كتابه‪( :‬اتحاف الجماعة) َّ‬
‫أن ظهور‬ ‫ال تتدخ تتان قب تتل طلوع الش ت ت ت تتمس من مغربه تتا(‪ ،)٤‬ويرى ايم ااا القر ي ‪َّ --‬‬
‫الدخان يكون بعد طلوع الشت تتمس من مغربها‪ ،‬واألدلة فيها محتملة غير يقينية‪ ،‬والظاهر‬
‫أن ظهوره يكون بعد طلوع الش تتمس من مغربها‪ ،‬وتمايز أهل اإليمان من أهل الكفر‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫َّ‬
‫والكافر ينتفخ من ذلك الدخان‪)5(.‬‬ ‫الدخان ُيصيب املؤمن كهي ة ُّ‬
‫الزكام‪،‬‬
‫َ‬
‫النفز ‪ ،‬أثير الدين‪ ،‬أبو حيان‪ :‬من‬‫(‪ )١‬محمد بن يوسف بن علي بن يوسف ابن ح َّيان الغرناط األندلس ي الجيان ‪ ،‬م‬
‫كبار العلماء بالعر ية والتفسير‪ ،‬والحديث والتراجم واللغات‪ .‬ولد في إحدى جهات غرناطة‪ ،‬ورحل إلى مالقة‪ .‬وتنقل إلى‬
‫أن أقام بالقاهرة‪ .‬وتوفي فيها‪ ،‬بعد أن كف بصره‪ .‬واشتهرت تصانيفه في حياته وقرات عليه‪ .‬ومن كتبه‪ :‬البحر املحيط‬
‫في تفسير القرآن‪ ،‬والنهر اختصر به البحر املحيط‪ ،‬ومجان العصر في تراجم رجال عصره‪ ،‬وطبقات نحاة األندلس‪،‬‬
‫وغيرها‪( .‬األعالم ‪.)١5١/٧‬‬
‫(‪ )2‬البحر املحيط (‪.)2٦8/8‬‬
‫(‪ )٣‬مجموع فتاوى ورساال العثيمين (‪.)5٦/5‬‬
‫(‪ )٤‬انظر‪ :‬اتحاف الجماعة (‪.)٣22/2‬‬
‫(‪ )5‬انظر‪ :‬شرح العقيدة اليحاوية للشيخ صالح ال الشيخ (‪)9١8/2‬‬
‫‪781‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫وقد َّ‬
‫دل على هذه اآلية قوله تعالى‪ :‬ﱡ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ‬
‫ﲋ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐﱠ (الدخان‪.)١١-١0 :‬‬
‫ﲌ‬ ‫ﲊ‬
‫وما جاء عن حذيفة بن أس ت ت ت تتيد الغفار ‪ ،‬قال‪ :‬اطلع الن ي ﷺ علينا ونحن نتذاكر‪،‬‬
‫فقال‪" :‬ما تذاكرون؟ " قالوا‪ :‬نذكر الستتاعة‪ ،‬قال‪" :‬إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشتتر‬
‫آيات فذكر الدخان‪ ،‬والدجال‪ ،‬والدابة‪ ،‬وطلوع الش تتمس من مغربها‪ ،‬ونزول عيست ت ى ابن‬
‫مريم ﷺ‪ ،‬ويتأجوج ومتأجوج‪ ،‬وثالثتة خس ت ت ت تتوف‪ :‬خس ت ت ت تتف بتاملش ت ت ت تترق‪ ،‬وخس ت ت ت تتف بتاملغرب‪،‬‬
‫تيرد الناس إلى محشرهم"‪)١(.‬‬ ‫وخسف بجزيرة العرب‪ ،‬وآخر ذلك نار تخرج من اليمن‪،‬‬
‫واختلف العلمتاء ‪-‬رحمهم هللا‪ -‬في املراد بتالتدختان الوارد في اآليتة واألحتاديتث املتقتدمتة‬
‫على قولين‪:‬‬
‫ً‬ ‫القول الول‪ :‬قيل َّ‬
‫إن هذا الدخان هو ما أصت تتاب قريشت تا من الشت تتدة والجوع عندما‬
‫دعا عليهم الن ي ﷺ حين لم س ت ت ت تتتجيبوا له‪ ،‬وجعلوا يرفعون أبص ت ت ت تتارهم إلى الس ت ت ت تتماء فال‬
‫يرون إ التدختان‪ ،‬وإلى هتذا القول ذهتب عبتد هللا بن مس ت ت ت تتعود ‪ ،--‬وتبعته جمتاعتة من‬
‫‪)2(.‬‬ ‫السلف‪ ،‬ورجحه ابن جرير اليبر‬

‫(‪ )١‬رواه مسلم في حيحه (‪ ،)290١‬وهذا الحديث أصل في معرفة أشراط الساعة الكبرى‪ ،‬وأنها عشر آيات‪ ،‬وعليها‬
‫يدور الخالف في الترتيب‪ ،‬ولهذا سماها القرط ي في التذكرة (آ‪" :)١2٦١/‬العشر آيات التي تكون قبل الساعة"‪ ،‬وسماها‬
‫الشيخ التويجر في إتحاف الجماعة (‪" :)٣١5/2‬اآليات الكبار"‪ ،‬والبعل قد يضيف عليها خروج املهد ‪ ،‬كما في‬
‫اإلشاعة ألشراط الساعة للبرزنجي (آ‪ ،)١٧5/‬ولوامع األنوار البهية للسفاريني (‪ ،)٧0/2‬وأشراط الساعة للغفيلي‬
‫(آ‪ ،)٧5/‬وأشراط الساعة ليوسف الوابل (آ‪ ،)2٤9/‬لكن قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح اليحاوية (‪:)9١8/2‬‬
‫"واملهد ليس من أشراط الساعة الكبرى‪َّ ،‬‬
‫وإن َما يكون ً‬
‫قريبا من خروج الدجال"‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪ :‬جامع البيان‪ ،‬لليبر (‪ ،)١8/22‬تفسير البغو (‪ ،)229/٧‬تفسير القرط ي (‪.)١٣0/١٦‬‬
‫‪782‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬
‫والقول الث اااني‪ :‬ذه تتب إلي تته كثير من العلم تتاء س ت ت ت تتل ًف تا وخل ًف تا‪ ،‬وهو َّ‬
‫أن ال تتدخ تتان من‬
‫اآلي تتات املنتظرة التي لم ت تتأت بع تتد‪ ،‬وس ت ت ت تتيقع قرب يوم القي تتام تتة‪ ،‬وإلى ه تتذا ذه تتب علي بن‬
‫أ طالب وابن عباس وأبو سعيد الخدر ‪ --‬وغيرهم‪ ،‬وهو قول كثير من التابعين‪)١(.‬‬

‫والص ا ا ا ااوا الجمع بينهمااا وهو متتا ذهتتب إليتته بعل العلمتتاء فقتتالوا‪ :‬همتتا دختتانتتان‪،‬‬
‫فأما اآلية األولى التي ظهرت فهي ما‬ ‫ظهر أحدهما و ق اآلخر الذ ستتيقع في آخر الزمان‪َّ ،‬‬
‫ك تتان تتت قريش تراه كهي تتة ال تتدخ تتان‪ ،‬وهو غير ال تتدخ تتان ال تتذ يكون عن تتد ظهور أش ت ت ت تراط‬
‫الس ت ت ت تتاعتة الكبرى‪ ،‬حيتث جتاء وص ت ت ت تفته بتأ َّنته دختان غش ت ت ت ت ى النتاس من أولهم إلى آخرهم في‬
‫ويشتد معه الخيب واألمر‪)2(.‬‬
‫األرض كلها‪،‬‬
‫عاشرا‪ -‬سروج النارالتي يحشرالنا الى أرال املحشر‪:‬‬ ‫ً‬
‫ً‬
‫وهذه اآلية هي آخر أش ت ت تراط الس ت ت تتاعة الكبرى ظهورا‪ ،‬فقد ذكر الرس ت ت تتول ﷺ اآليات‬
‫العشر الكبرى‪ ،‬وقال في اآلية العاشرة وهي النار‪" :‬وآخر ذلك نار تخرج من اليمن‪ ،‬تيرد‬
‫الناس إلى محشرهم"‪)٣(.‬‬

‫أنها (نار تخرج من جنوب الجزيرة من قعر عدن)؛ عني يبدأ‬ ‫واملقص ا ا ا ااود بهذل النار َّ‬
‫ُ‬
‫ثم تنتش ت ت ت تتر في األرض فتحيط ب تتالن تتاس تحش ت ت ت ت ُر ُهم إلى أرض‬‫خروجه تتا من ه تتذا املوطن‪َّ ،‬‬
‫َ‬
‫املحش ت ت ت تتر‪ ،‬تبيتتت معهم وت مقيت ُتل معهم‪ ،‬وهي آيتتة عظيمتتة حيتتث وص ت ت ت تفتتت بتتأنهتتا نتتار تتحرل‪،‬‬
‫تمش ي وتقف مع الناس‪ ،‬حتى تحشر الناس إلى أرض املحشر‪.‬‬

‫(‪ )١‬انظر‪ :‬تفسير ابن كثير (‪.)2٤٧/٧‬‬


‫(‪ )2‬انظر‪ :‬التذكرة للقرط ي (آ‪.)١2٦٦/‬‬
‫(‪ )٣‬سبق تخريجه‬
‫‪783‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫وقتد جتاء في الحتديتث التذ رواه حتذيفتة بن أس ت ت ت تيتد في ذكر آخر أش ت ت ت تراط الست ت ت ت تتاعتتة‬
‫الكبرى عن الن ي ﷺ قتال‪" :‬وباار يررج من قعرعادن غس ا ا ا ااوق الناا أو يحش ا ا ا اارالناا ‪،‬‬
‫(‪.)١‬‬
‫م حيث قالوا"‬ ‫فتايت مع م حيث بايوا‪ ،‬ويقيل مع‬
‫قال ابن حجر (ت‪ 852 :‬هتت)‪( :‬كونها تخرج من قعر عدن ينافي حشرها الناس من‬
‫املش ت ت ت تترق إلى املغرب؛ وذلتك َّ‬
‫أن ابتتداء خروجهتا من قعر عتدن‪ ،‬فتإذا خرجتت انتش ت ت ت تترت في‬
‫األرض كلها‪ ،‬واملراد بقوله "تحشتر الناس من املشترق إلى املغرب" إرادة تعميم الحشتر‪،‬‬
‫خص تتوآ املش تترق واملغرب‪ ،‬أو َّأنها بعد ا نتش تتار أول ما تحش تتر أهل املش تترق‪ ،‬ويؤيد ذلك‬
‫داام ًا من املشترق كما ستيأت تقريره في كتاب الفتن‪َّ ،‬‬
‫وأما جعل الغاية إلى‬ ‫أن ابتداء الفتن ً‬ ‫َّ‬
‫فألن الشام بالنسبة إلى املشرق مغرب)‪)2(.‬‬ ‫املغرب َّ‬
‫أعاننا هللا على كر ات يوم القيامة‪ ،‬وغفر لنا ذنو نا‪ ،‬وإسرافنا في أمرنا‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه الترمذ في السنن (‪ ،)2١8٣‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن حيح‪.‬‬


‫(‪ )2‬فتح البار ‪ ،‬بن حجر (‪.)٣٧8/١١‬‬
‫‪784‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫دلت األحاديث الصحيحة عن الن ي ﷺ َّ‬


‫أن اآليات العشر إذا ظهر أولها تتابعت في زمن‬
‫ستتير‪ ،‬قال الحافا ابن حجر –‪( :-‬وقد ث ت َّ‬
‫أن اآليات العظام مثل الستتلك‪ ،‬إذا‬
‫انقيع؛ تناثر الخرز بسرعة‪ ،‬وهو عند أحمد)(‪ ،)١‬وقد جاء ذلك في عدة أحاديث‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬عن أ هريرة ‪ --‬قتتال‪ :‬قتتال رس ت ت ت تتول هللا ﷺ‪" :‬خروج اآليتتات بعض ت ت ت تهتتا على إثر‬
‫يتتابعن كما يتتابع الخرز في النظام"‪)2(.‬‬ ‫بعل‪،‬‬
‫‪ -‬وعن أنس ‪ --‬أن رست تتول هللا ﷺ قال‪" :‬األمارات خرزات منظومات بست تتلك‪ ،‬فإذا‬
‫انقيع السلك تبع بعضها ً‬
‫بعضا"‪)٣(.‬‬

‫‪ -‬ق ت تتال‪ :‬ق ت تتال رس ت ت ت تتول هللا ﷺ‪" :‬اآلي ت تتات خترزات‬ ‫‪ -‬وعتن عتب ت تتد هللا بتن عتمترو ‪-‬‬
‫بعضا"‪)٤(.‬‬ ‫منظومات في سلك‪ ،‬فإن يقيع السلك يتبع بعضه ً‬
‫قال القرط ي –‪( :-‬وأما قوله‪" :‬بعثت أنا والس ت ت تتاعة كهاتين" فمعناه أنا الن ي‬
‫األخير فال يليني ن ي آخر‪ ،‬وإنمتتا تليني القيتتامتتة كمتتا تلي الس ت ت ت تبتتابتتة الوس ت ت ت تتيى وليس بينهمتتا‬
‫أص ت تتبع أخرى‪ ،‬وهذا يوجب أن يكون له علم بالس ت تتاعة نفس ت تتها وهي مع ذلك كاانة؛ َّ‬
‫ألن‬
‫أشراطها ُمتتابعة)‪)5(.‬‬

‫(‪ )١‬فتح البار ‪ ،‬بن حجر (‪.)٧٧/١٣‬‬


‫(‪ )2‬حيح ابن حبان (‪ ،)٦8٣٣‬امل جم األوسط لليبران (‪ ،)٤2٧١‬وقال الهيثمي في مجمع الزوااد (‪ :)٣2١/٧‬رواه‬
‫اليبران في األوسط‪ ،‬ورجاله رجال الصحيح غير عبد هللا بن أحمد بن حنبل وداود الزهران وكالهما ثقة‪.‬‬
‫(‪ )٣‬الحاكم في املستدرل (‪ ،)8٦٣9‬وقال‪ :‬هذا حديث حيح على شرط مسلم‪ ،‬ولم يخرجاه‪.‬‬
‫(‪ )٤‬مصنف ابن أ شيبة (‪ ،)٣٧2٧٤‬مسند أحمد (‪ ،)29٣/2‬الحاكم في املستدرل (‪ ،)8٤٦١‬وقال الهيثمي في مجمع‬
‫الزوااد (‪ :)٣2١/٧‬رواه أحمد‪ ،‬وفيه علي بن زيد وهو حسن الحديث‪.‬‬
‫(‪ )5‬التذكرة بأحوال املوتى وأمور اآلخرة‪ ،‬للقرط ي (آ‪.)١2١9/‬‬
‫‪785‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫اخلامتة‬
‫في خاتمة هذا البحث سأستعرض أبرز النتااج التي توصلت إليها وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬اإليمتتان بتتاليوم اآلخر هو أحتتد أر تكتان اإليمتتان وقواعتتده‪ ،‬التي بتتد من ا هتمتتام‬
‫بترسيخها وتث يتها في النفوس‪.‬‬
‫‪ -2‬وقتتت الس ت ت ت ت تتاعتتة وقي تتامه تتا مم تتا اخت هللا ‪ ‬بعلم تته‪ ،‬وكتتل من ختتاض في تح تتديتتد‬
‫أن أحدا علمها غير هللا فهو مخيئ‪.‬‬ ‫وقتها‪ ،‬أو ادعا َّ‬
‫‪ -٣‬معرفتتة أش ت ت ت تراط الست ت ت ت تتاعتتة من اإليمتتان بتتاليوم اآلخر‪ ،‬وألهميتهتتا خ َّ‬
‫ص ت ت ت تهتتا العلمتتاء‬
‫بالدراسة والتحرير‪.‬‬
‫‪ -٤‬ق َّس تم العلماء أش تراط الس تتاعة إلى عدة تقس تتيمات‪ ،‬أش تتهرها‪ :‬األش تراط الص تتغرى‬
‫التي تست ت ت تتبق الست ت ت تتاعة بزمن بعيد ور ما وقع كثير منها‪ ،‬واألشت ت ت تراط الكبرى التي تكون قرب‬
‫الساعة مباشرة وهي عشرة أشراط‪.‬‬
‫‪ -5‬الحديث في أشراط الساعة له ضوابط بد من مراعاتها والتزامها‪.‬‬
‫‪ -٦‬للعلماء منهجان في ترتيب أش تراط الس تتاعة الكبرى‪ ،‬فتوقف بعض تتهم عن ترتيبها‪،‬‬
‫واكتفوا بمجرد الجمع‪ ،‬وس ى بعضهم إلى ترتيبها‪.‬‬
‫لكنها ليس تتت‬‫‪ -٧‬وردت عدة أحاديث وآثار قد س تتتنبط منها ترتيب ألش تراط الس تتاعة‪َّ ،‬‬
‫صت تتريحة‪ ،‬وغالب ما فيها هو الجمع وليس الترتيب‪ ،‬ولذا اختلف القاالون بإمكانية الجمع‬
‫إلى أقوال‪.‬‬
‫أن خروج التتدجتتال عقبتته نزول‬ ‫‪ -8‬من األمور الظتتاهرة في ترتيتتب أش ت ت ت تراط الست ت ت ت تتاعتتة َّ‬
‫فإن طلوع الش ت تتمس‬ ‫ثم خروج يأجوج ومأجوج‪ ،‬كذلك َّ‬ ‫عيس ت ت ى بن مريم ‪ ‬من الس ت تتماء‪َّ ،‬‬
‫من مغربها مرتبط بخروج دابة األرض‪ ،‬أيتهما ظهرت تلتها الثانية مباشرة‪.‬‬
‫أن النار التي تست تتوق الناس إلى املحشت تتر‪ ،‬هي‬ ‫ضت تا َّ‬
‫‪ -9‬من األمور الظاهرة في الترتيب أي ً‬
‫ظهورا‪ ،‬كما دلت عليه النصوآ‪.‬‬ ‫آخر العالمات ً‬

‫‪786‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬
‫أن طلوع الش ت تتمس من مغربها يكون قبل خروج الدجال‪َّ ،‬‬
‫لكن‬ ‫‪ -١0‬ذكر بعل العلماء َّ‬
‫هتتذا غير ت ت ت تتحيح‪ ،‬أل َّن ته عن تتد خروج التتدجتتال يكون هن تتال اختالف وعتتدم تم تتايز بين أهتتل‬
‫اإليمتتان وأهتتل الكفر‪ ،‬أ َّمتا بعتتد طلوع الش ت ت ت تتمس من مغربهتتا فيتمتتايز أهتتل اإليمتتان من أهتتل‬
‫الكفر‪.‬‬
‫أنها تكون بعد خروج الدجال‬ ‫‪ -١١‬اختلف العلماء في وقت الخسوف الثالثة‪ ،‬والراجح َّ‬
‫وخروج يأجوج ومأجوج‪.‬‬
‫‪ -١2‬اختلف العلمتتاء في ظهور التتدختتان هتتل يكون قبتتل طلوع الش ت ت ت تتمس من مغربهتتا أم‬
‫بعده‪ ،‬والراجح َّأنه يكون بعده‪.‬‬
‫‪ -١٣‬الترتيتتب التتذ انتهى إليتته البحتتث هو‪َّ :‬‬
‫أن أول أش ت ت ت تراط الس ت ت ت ت تتاعتتة الكبرى‪ :‬خروج‬
‫ثم خروج يأجوج ومأجوج‪َّ ،‬‬
‫ثم ثالثة خس ت ت ت تتوف‪:‬‬ ‫ثم نزول عيس ت ت ت ت ى ابن مريم ‪َّ ،‬‬‫الدجال‪َّ ،‬‬
‫تف بجزيرة العرب‪َّ ،‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ثم طلوع الشتتمس من مغربها‪،‬‬ ‫خستتف باملشتترق وخستتف باملغرب وخست‬
‫ثم خروج النار التي تحش ت تتر الناس‬ ‫ثم ظهور ُّ‬
‫الدخان‪َّ ،‬‬ ‫ثم خروج الدابة على الناس ض ت تتحى‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫إلى أرض املحشر‪.‬‬
‫فإنها تتابع‪ ،‬وينفرط‬ ‫أن عالمات الس تتاعة الكبرى إذا ظهرت َّ‬ ‫‪ -١٤‬دلت نص تتوآ الس تتنة َّ‬
‫عقدها واحدة بعد األخرى‪.‬‬

‫‪ -‬ا هتمام بتفقيه الناس بأش ت ت تراط الس ت ت تتاعة‪ ،‬وأن ُيقتص ت ت تتر في ذلك على ما في كتاب‬
‫ً‬ ‫هللا‪ ،‬وما ت ت تتح من س ت ت تتنة رس ت ت تتول هللا ﷺ؛ َّ‬
‫ألن فيها عبرة وعظة وترس ت ت تتيخا لثوابت اإليمان‬
‫والعودة إلى هللا‪.‬‬
‫‪ -‬تجريتد الحتديتث عن أش ت ت ت تراط الست ت ت ت تتاعتة من الوقوع في محتاولتة التيبيق على أرض‬
‫الواقع‪ ،‬كما حدث من كثيرين‪.‬‬

‫‪787‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫فهرس املصادر واملراجع‬


‫‪ -1‬إتح تتاف الجم تتاع تتة بم تتا ج تتاء في الفتن واملالحم وأش ت ت ت تراط الس ت ت ت ت تتاع تتة‪ .‬التويجر ‪،‬‬
‫حمود بن عبد هللا بن حمود‪ ،‬اليبعة الثانية‪ ،‬الرياض‪ :‬دار الصمي ي‪ ١٤١٤ ،‬هت‪.‬‬
‫‪ -2‬أحتاديتث أش ت ت ت تراط الس ت ت ت تتاعتة وفقههتا دراس ت ت ت تتة تتأص ت ت ت تتيليتة‪ .‬غيتث‪ ،‬محمتد بن غيتث‪،‬‬
‫اليبعة األولى‪ ،‬بدون ناشر‪ 20١٣ ،‬م‪.‬‬
‫‪ -٣‬اإلذاعتة ملتا كتان ومتا يكون بين يتد الست ت ت ت تتاعتة‪ .‬القنوجي‪ ،‬محمتد صت ت ت ت تتديق ختان بن‬
‫حس ت تتن بن علي ابن ليف هللا الحس ت تتيني‪ ،‬تحقيق‪ :‬بس ت تتام عبد الوهاب الجا ‪ ،‬اليبعة األولى‪،‬‬
‫بيروت‪ :‬دار ابن حزم‪ ١٤2١ ،‬هت – ‪ 2000‬م‪.‬‬
‫‪ -٤‬ا س ت ت ت تتتقتتامتتة‪ .‬ابن تيميتتة‪ ،‬أبو العبتتاس أحمتتد بن عبتتد الحليم‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪/‬محم تتد‬
‫رشاد سالم‪ ،‬اليبعة األولى‪ ،‬املدينة املنورة‪ :‬جامعة اإلمام محمد بن سعود‪ ١٤0٣ ،‬هت‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلشتتاعة ألش تراط الستتاعة‪ .‬البرزنجي‪ ،‬محمد بن رستتول الحستتيني‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد‬
‫زكريا الكاندهلو ‪ ،‬اليبعة الثالثة‪ ،‬جدة‪ :‬دار املنهاج‪ 2005 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -٦‬أشت ت تراط الس ت تتاعة‪ .‬الغفيلي‪ ،‬عبد هللا بن س ت تتليمان‪ ،‬اليبعة األولى‪ ،‬الرياض‪ :‬وزارة‬
‫الش ون اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد‪ ١٤22 ،‬هت‪.‬‬
‫‪ -٧‬أش ت ت ت تراط الس ت ت ت تتاعة‪ .‬الوابل‪ ،‬يوس ت ت ت تتف بن عبد هللا بن يوس ت ت ت تتف‪ ،‬اليبعة الرابعة‪،‬‬
‫الدمام‪ :‬دار ابن الجوز ‪ ١99٤ ،‬م‪.‬‬
‫‪ -8‬أشت تراط الس تتاعة وذهاب األخيار و قاء األشت ترار‪ .‬األندلست ت ي‪ ،‬عبد امللك بن حبيب‪.‬‬
‫تحقيق‪ :‬عبد هللا عبد املؤمن الغمار الحستتني‪ ،‬اليبعة األولى‪ ،‬الرياض‪ :‬دار أضتتواء الستتلف‪،‬‬
‫‪ 2005‬م‪.‬‬
‫‪ -9‬أض ت ت تتواء البيان في إيض ت ت تتاح القرآن بالقرآن‪ .‬الش ت ت تتنقيي ‪ ،‬محمد األمين بن محمد‬
‫املختار‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الفكر لليباعة والنشر والتوزيع‪ ١٤١5 ،‬هت ‪ ١995 -‬م‪.‬‬
‫‪ -١0‬األعالم‪ .‬الزركلي‪ ،‬خير ال تتدين بن محمود بن علي‪ ،‬اليبع تتة الخ تتامست ت ت ت ت تتة عش ت ت ت تتر‪،‬‬
‫بيروت‪ :‬دار العلم للماليين‪ 2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪788‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫‪ -١١‬البعث والنشور‪ .‬البيهق ‪ ،‬أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو عاصم‬
‫الشوام األثر ‪ ،‬اليبعة األولى‪ ،‬الرياض‪ :‬مكتبة دار الحجاز‪ ١٤٣٦ ،‬هت‪.‬‬
‫‪ -١2‬التتتذكرة بتتأحوال املوتى وأمور اآلخرة‪ .‬القرط ي‪ ،‬أبو عبتتد هللا محمتتد بن أحمتتد بن‬
‫أ بكر‪ ،‬تحقيق‪ :‬الصتادق بن محمد بن إبراهيم‪ ،‬اليبعة األولى‪ ،‬الرياض‪ :‬مكتبة دار املنهاج‪،‬‬
‫‪ ١٤25‬هت‪.‬‬
‫‪ -١٣‬تفس ت ت ت تتير القرآن العظيم‪ .‬ابن كثير‪ ،‬أبو الف ت تتداء إس ت ت ت تم ت تتاعي ت تتل بن عمر‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫ست ت تتام بن محمد ست ت تتالمة‪ .‬اليبعة الثانية‪ ،‬الرياض‪ :‬دار طيبة للنشت ت تتر والتوزيع‪١٤20 ،‬ه ت ت ت ت ت ت ت ‪-‬‬
‫‪ ١999‬م‪.‬‬
‫‪ -١٤‬تيس ت ت ت تتير الكريم الرحمن في تفس ت ت ت تتير كالم املنت تتان‪ .‬الس ت ت ت تعت تتد ‪ ،‬عبت تتد الرحمن بن‬
‫ناص تتر بن عبد هللا الس تتعد ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الرحمن بن معال اللويحق‪ ،‬اليبعة األولى‪ ،‬بيروت‪:‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪١٤20 ،‬هت ‪ 2000-‬م‬
‫‪ -١5‬جت تتامع البيت تتان في تت تتأويت تتل القرآن‪ .‬اليبر ‪ ،‬أبو جعفر محمت تتد بن جرير‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫أحمد محمد شاكر‪ ،‬اليبعة األولى‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ 2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -١٦‬روح املعان في تفس ت ت تتير القرآن العظيم والس ت ت تتبع املثان ‪ .‬األلوس ت ت ت ي‪ ،‬ش ت ت تتهاب الدين‬
‫محمود بن عب تتد هللا الحس ت ت ت تتيني األلوس ت ت ت ت ي‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي عب تتد الب تتار عيي تتة‪ ،‬اليبع تتة األولى‪،‬‬
‫بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ١٤١5 ،‬هت‬
‫‪ -١٧‬الس ت ت ت تتنن الواردة في الفتن وغواالهت تتا والست ت ت ت ت تتاعت تتة وأش ت ت ت تراطهت تتا‪ .‬الت تتدان ‪ ،‬أبو عمرو‬
‫عثمان بن س ت تتعيد بن عثمان‪ ،‬تحقيق‪ :‬رض ت تتاء هللا بن محمد بن إدريس املبار كفور ‪ ،‬اليبعة‬
‫األولى‪ ،‬الرياض‪ :‬دار العاصمة‪ ١٤١٦ ،‬هت‪.‬‬
‫‪ -١8‬شت تترح العقيدة اليحاوية‪ .‬آل الشت تتيخ‪ ،‬صت تتالح بن عبد العزيز‪ ،‬اليبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫الحجاز‪20١١ ،‬م‪.‬‬

‫‪789‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫‪ -١9‬ش ت ت ت تترح العقيدة اليحاوية‪ .‬الحنف ‪ ،‬ص ت ت ت تتدر الدين محمد بن عالء الدين علي بن‬
‫محمد ابن أ العز‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد شاكر‪ ،‬اليبعة األولى‪ ،‬الرياض‪ :‬وزارة الشؤون اإلسالمية‪،‬‬
‫واألوقاف والدعوة واإلرشاد‪ ١٤١8 ،‬هت‬
‫‪ -20‬ش تترح املش تتكاة ش الكاش تتف عن حقااق الس تتنن‪ .‬اليي ي‪ ،‬ش تترف الدين الحس تتين بن‬
‫عبد هللا‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪/‬عبد الحميد هنداو ‪ ،‬اليبعة األولى‪ ،‬مكة املكرمة‪ :‬مكتبة نزار مصيفى‬
‫الباز‪ ١99٧ ،‬م‪.‬‬
‫‪ -2١‬ت تتحيح مست تتلم ش املست تتند الصت تتحيح املختصت تتر بنقل العدل عن العدل إلى رست تتول‬
‫هللا ﷺ‪ .‬النيس تتابور ‪ ،‬مس تتلم بن الحجاج القش تتير ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬بيروت‪:‬‬
‫دار إحياء التراث العر ‪.‬‬
‫‪ -22‬فتح الب تتار ش ت ت ت تترح ت ت ت تتحيح البخ تتار ‪ .‬ابن حجر‪ ،‬أبو الفضت ت ت ت ت تتل أحم تتد بن علي‬
‫العسقالن ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محب الدين الخييب‪ ،‬بيروت‪ :‬دار املعرفة‪ ١٣٧9 ،‬هت‪.‬‬
‫‪ -2٣‬فقه أشراط الساعة‪ .‬املقدم‪ ،‬محمد بن أحمد بن إسماعيل‪ ،‬اليبعة السادسة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ :‬الدار العاملية‪ 2008 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -2٤‬القيتامتة الص ت ت ت تتغرى‪ .‬األش ت ت ت تتقر‪ ،‬عمر بن س ت ت ت تتليمتان بن عبتد هللا‪ ،‬اليبعتة الرابعتة‪،‬‬
‫األردن‪ :‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪ ١99١ ،‬م‪.‬‬
‫‪ -25‬لستان العرب‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬محمد بن مكرم بن علي‪ ،‬اليبعة الثالثة‪ ،‬بيروت‪ :‬دار‬
‫صادر‪ ١٤١٤ ،‬هت‪.‬‬
‫‪ -2٦‬لوامع األنوار البهية وس تتواطع األس ترار األثرية لش تترح الدرة املض تتية في عقد الفرقة‬
‫املرضت تتية‪ .‬الست تتفاريني‪ ،‬شت تتمس الدين‪ ،‬أبو العون محمد بن أحمد بن ست تتالم‪ ،‬اليبعة الثانية‪،‬‬
‫دمشق‪ :‬مؤسسة الخافقين‪ ١٤02 ،‬هت ‪ ١982 -‬م‪.‬‬
‫‪ -2٧‬متجتمتوع التفتت ت تتاوى‪ .‬ابتن تتيتمتي ت تتة‪ ،‬أبتو التعتب ت تتاس أحتم ت تتد بتن عتب ت تتد التحتلتيتم‪ .‬تتحتقتيتق‪:‬‬
‫عبد الرحمن بن محمد بن قاسم‪ ،‬املدينة النبوية‪ :‬مجمع امللك فهد‪ ١995 ،‬م‪.‬‬

‫‪790‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫‪ -28‬مجموع فتاوى ورس ت تتاال فض ت تتيلة الش ت تتيخ محمد بن ص ت تتالح العثيمين‪ .‬الس ت تتليمان‪،‬‬
‫فهد بن ناصر بن إبراهيم‪ ،‬الرياض‪ :‬دار الوطن‪ ١٤١٣ ،‬هت‬
‫‪ -29‬مختار الص تتحاح‪ .‬الراز ‪ ،‬زين الدين محمد بن أ بكر الحنف ‪ ،‬تحقيق‪ :‬يوس تتف‬
‫الشيخ محمد‪ ،‬اليبعة الخامسة‪ ،‬بيروت‪ :‬املكتبة العصرية‪ ١999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -٣0‬املنار املنيف في الص ت ت ت تتحيح والض ت ت ت تتعيف‪ .‬ابن قيم الجوزية‪ ،‬محمد بن أ بكر بن‬
‫أيوب بن س ت ت ت تعتد ش ت ت ت تتمس التدين‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبتد الفتتاح أبو غتدة‪ ،‬اليبعتة األولى‪ ،‬حلتب‪ :‬مكتبتة‬
‫امليبوعات اإلسالمية‪١٣90 ،‬هت‪١9٧0/‬م‪.‬‬
‫‪ -٣١‬املنهاج ش ت ت ت تترح ت ت ت تتحيح مس ت ت ت تتلم بن الحجاج‪ .‬النوو ‪ ،‬أبو زكريا يحيى بن ش ت ت ت تترف‪،‬‬
‫اليبعة الثانية‪ ،‬بيروت‪ :‬دار إحياء التراث العر ‪ ١٣92 ،‬هت‪.‬‬
‫‪ -٣2‬املنهاج في ش ت ت تتعب اإليمان‪ .‬الحليمي‪ ،‬أبو عبد هللا الحس ت ت تتين بن الحس ت ت تتن بن حليم‬
‫البخار ‪ ،‬تحقيق‪ :‬حلمي محمد فودة‪ ،‬اليبعة األولى‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الفكر‪ ١9٧9 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -٣٣‬املوست ت تتوعة في الفتن واملالحم وأشت ت تراط الست ت تتاعة‪ .‬املبيل‪ ،‬محمد أحمد‪ ،‬اليبعة‬
‫األولى‪ ،‬القاهرة‪ :‬مؤسسة املختار‪ 2005 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -٣٤‬النبوات‪ .‬ابن تيميتة‪ ،‬أبو العبتاس أحمتد بن عبتد الحليم‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبتد العزيز بن‬
‫صالح اليويان‪ ،‬اليبعة األولى‪ ،‬الرياض‪ :‬أضواء السلف‪ 2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -٣5‬النه تتاي تتة في الفتن واملالحم‪ .‬ابن كثير‪ ،‬أبو الف تتداء إس ت ت ت تم تتاعي تتل بن عمر‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫محمد أحمد عبد العزيز‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الجيل‪١988 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -٣٦‬النهاية في غريب الحديث واألثر‪ .‬ابن األثير‪ ،‬مجد الدين أبو السعادات محمد بن‬
‫محم تتد الجزر ‪ ،‬تحقيق‪ :‬ط تتاهر أحم تتد الزاو ومحمود الين تتاحي‪ ،‬بيروت‪ :‬املكتب تتة العلمي تة‪،‬‬
‫‪١9٧9‬م‪.‬‬

‫‪791‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬

‫فهرس احملتويات‬
‫مقدمة‪734..................................................................‬‬
‫مشكلة الاحث‪738..................................................................‬‬
‫أهداف الاحث‪738...........................................................‬‬
‫منهج الاحث‪739.............................................................‬‬
‫الدراسات السابقة‪739......................................................‬‬
‫سطة الاحث‪741............................................................‬‬
‫يم يد‪742...............................................................‬‬
‫املطلخ الول‪ :‬معنى أشراط الساعة‪742..................................‬‬
‫املطلخ الثاني‪ :‬يقسيم أشراط الساعة‪745................................‬‬
‫املطلخ الثالث‪ :‬وابط التعامل مع أشراط الساعة‪751.................‬‬
‫املبحث األول‪٧5٦ ........................................................‬‬
‫املطلخ الول‪ :‬مناهج العلما في يرييخ أشراط الساعة الكبرى‪756.........‬‬
‫املطلخ الثاني‪ :‬أقوال العلما في يرييخ أشراط الساعة الكبرى‪757 ........‬‬
‫املبحث الثان ‪٧٦٦.........................................................................................‬‬
‫كرعالمات الساعة الكبرى‪767............................................‬‬ ‫املطلخ الول‪ِ :‬ذ ُ‬
‫ً‬
‫أو ‪-‬خروج املسيح الدجال‪٧٦٧ ...................................................................‬‬
‫ثانيا‪-‬نزول عيس ى ابن مريم ‪٧٧١ ..........................................................‬‬ ‫ً‬
‫ً‬
‫ثالثا‪-‬خروج يأجوج ومأجوج ‪٧٧5 .................................................................‬‬
‫ابعا‪-‬خسف باملغرب‪٧٧٦ ...........................................................................‬‬ ‫ر ً‬
‫ً‬
‫خامسا‪-‬خسف باملشرق‪٧٧٦ ......................................................................‬‬
‫‪792‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬
‫العدد (‪)12‬‬
‫ً‬
‫سادسا‪-‬خسف بجزيرة العرب‪٧٧٦ .............................................................‬‬
‫سابعا‪-‬طلوع الشمس من مغربها‪٧٧8 .........................................................‬‬ ‫ً‬
‫ثامنا‪-‬خروج الدابة‪٧80 ...............................................................................‬‬ ‫ً‬
‫تاسعا‪-‬ظهور الدخان‪٧8١ ...........................................................................‬‬ ‫ً‬
‫عاشرا‪-‬النار التي تحشر الناس‪٧8٣ ............................................................‬‬ ‫ً‬
‫املطلخ الثاني‪ :‬غعاقخ أشراط الساعة الكبرى‪785 ......................................‬‬
‫الخاتمة‪٧8٦..................................................................................................‬‬
‫فهرس املصادر واملراجع‪٧88........................................................................‬‬
‫فهرس املوضوعات‪٧92 ...............................................................................‬‬

‫‪‬‬
‫***‬

‫‪793‬‬ ‫اجمللة العلمية لكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني بدمياط اجلديدة‬

You might also like