‫مشروع الوحدة األولى مظهر من مظاهر الحضارة المغربية‬

‫سستها االمبراطوريّات التي تعاقبت على المغرب‪ ،‬كالعربية واألمازيغية‪ ،‬والتي جعلت من المملكة‬‫ي من أعرق الحضارات التي أ ّ‬‫تعتبر حضارة المغرب العرب ّ‬
‫ي‪.‬‬ ‫المغربيّة قبلة للسياح‪ ،‬ولكلّ مستشر ٍ‬
‫ق مولع بالحضارات القديمة التي يزخر بها شرقنا العربي اإلفريق ّ‬
‫مفهوم الحضارة المغربيّة‬
‫نواح منها ‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫يتجلّى مفهوم الحضارة المغربيّة في مختلف مجاالت الحياة في عدة‬
‫المجال العمراني‬ ‫وإلمداد سال أيضا عن طريق اقنية تمتد على‬ ‫بدأ تقليد إنشاء الحدائق في ضواحي المدينة في وقت‬
‫القنطرة الكبيرة التي بناها أبو يوسف المنصور بين‬ ‫مبكر مع المرابطين الذين أسسوا مراكش عام‬
‫صومعة حسان‬
‫العدوتين‪ ،‬وهي قنطرة كان يعبرها الجيش وعموم‬ ‫‪ 1070‬م‪ .‬أُنشئ العديد من الحدائق والعقارات‬
‫تُعتبر صومعة‬ ‫الناس وكانت مبنية بناء محكما حسبما نقله صاحب‬ ‫والبحيرات االصطناعية في مواقع متعددة خارج‬
‫حسان من أه ّم‬ ‫كتاب المغرب ومدنه األثرية‬ ‫أسوار المدينة‪ ،‬وغالبًا ما يشار إليها باسم‬
‫الصروح التاريخيّة‬ ‫«البحاير»‪ -‬المفرد بحيرة‪ -‬وهي كلمة عربية تعني‬
‫المنارة مراكش‬
‫القائمة في الرباط‬ ‫«البحر الصغير»‪ ،‬على األرجح إشارة ً إلى‬
‫عاصمة المغرب الحالية‪ ،‬والتي شيدت في عصر‬ ‫حدائق المنارة‬ ‫البحيرات االصطناعية وأحواض المياه الكبيرة‪.‬‬
‫دولة الموحدين‪ .‬تم تأسيس «جامع حسان» بنا ًء على‬ ‫هي حديقة عامة‬ ‫استمرت عقارات الحدائق هذه في الوجود والتطور‬
‫أمر يعقوب المنصور سنة ‪ 593‬هـ (‪1197-1198‬‬ ‫تاريخية وبستان‬ ‫تحت حكم الموحدين الذين فتحوا المدينة في القرن‬
‫م) أضافت منظمة اليونسكو للتراث العالمي هذا‬ ‫في مراكش‪،‬‬ ‫الثاني عشر‬
‫الموقع لقائمة أولية ‪ 1‬يوليو ‪ 1995‬في فئة الثقافة‪،‬‬ ‫المغرب‪.‬‬
‫جامع القرويين‬
‫تتكون مواد البناء من مختلف المواد التي تشكل‬ ‫تأسست في‬
‫عادة البناء األندلسي المغربي‪ ،‬كالحجر الرملي‬ ‫القرن الثاني عشر (حوالي ‪ )1157‬من قبل عبد‬ ‫جامع القرويين أو‬
‫واآلجر والحجر المنحوت والجص الذي كان يحتوي‬ ‫المؤمن حاكم الدولة الموحدية‪ .‬إلى جانب حدائق‬ ‫مسجد القرويين‬
‫على قدر وافر من الجير ثم الرخام والخشب‪ .‬وكانت‬ ‫أكدال ومدينة مراكش التاريخية المسورة‪ ،‬أُدرجت‬ ‫هو جامع في‬
‫تحادي سور القبلة عدة أبراج للزينة ولحفظ التوازن‬ ‫الحدائق موقعًا للتراث العالمي لليونسكو منذ عام‬ ‫مدينة فاس‬
‫‪.‬في آن واحد‬ ‫‪ 1985‬م‪ .‬وضعت الحدائق حول حوض مياه‬ ‫المغربية التي تقع‬
‫مركزي وخزان‪ ،‬وبجوارهما سرادق يعود إلى شكله‬ ‫تحديدًا في أقصى‬
‫وليس معروفًا تما ًما الطريقة التي اعتمد عليها‬ ‫الشمال شرق المغرب‪" ،‬وتم الشروع في بناء الجامع‬
‫الحالي من القرن التاسع عشر‪ .‬يعتبر الخزان‬
‫الموحدون المداد الجامع بالماء‪ ،‬بصرف النظر عن‬ ‫في األول من رمضان ‪ 245‬هـ الموافق (‪ 30‬نوفمبر‬
‫وسرادقه‪ ،‬اللذان غالبًا ما يكونان مؤطران على‬
‫اآلبار‪ ،‬ولكن من الثابت أن عين أغبولة (بالدشيرة)‬
‫خلفية جبال األطلس الكبير في الجنوب‪ ،‬أحد‬ ‫‪859‬م) بمطالعة العاهل اإلدريسي يحيى األول‪ ،‬وأن‬
‫كانت المورد الرئيسي إلمداد المدينة كلها بالماء‪ ،‬بل‬
‫المناظر والرموز المميزة لمراكش‬ ‫أم البنين فاطمة الفهرية هي التي تطوعت ببنائه‬
 ‫وظلت صائمة محتبسة إلى أن انتهت أعمال البناء‬ ‫المرابطين‪ ،‬قام الموحدون بوضع الثريا الكبرى‬ ‫بالنسبة‬
‫وصلت في المسجد شكرا هلل"‪ ،‬ولقد وهبت كل ما‬ ‫‪.‬والتي تزين المسجد الفاسي إلى اليوم‪.‬‬ ‫للمرأة‬
‫ورثته لبناء المسجد‪ .‬وكان أهل المدينة وحكامها‬ ‫المغربيّة‬
‫التقليدي واللباس‬
‫ّ‬ ‫الزي‬
‫ّ‬ ‫مجال‬
‫يقومون بتوسعة المسجد وترميمه والقيام بشؤونه‪.‬‬ ‫(التكشيطة)‪،‬‬
‫ولقد أضاف األمراء الزناتيون بمساعدة من أمويي‬ ‫لك ّل منطقة ودولة أزياؤها الشعبيّة التقليديّة الخا ّ‬
‫صة‬ ‫وهي مؤلّفة‬
‫األندلس حوالي ‪ 3‬آالف متر مربع إلى المسجد وقام‬ ‫بها‪ ،‬والتي كانت هي هوية التعريف ببالد الشخص‬ ‫من قطعتين‬
‫بعدهم المرابطون بإجراء توسعة أخرى‪ ،‬ال تزال‬ ‫ي التقليدي‬
‫ي المغرب ّ‬ ‫ومنطقة سكنه‪ ،‬كذلك كان الز ّ‬ ‫من القماش‬
‫الصومعة المربعة الواسعة في المسجد قائمة إلى‬ ‫طابعا ً بل ومرآة ألهل المغرب‪ ،‬وأه ّم قطع اللباس‬ ‫الفاخر‬
‫اآلن من يوم توسعة األمراء الزناتيين عمال عبد‬ ‫المزركشة‬
‫الرحمن الناصر على المدينة‪ ،‬تعد هذه الصومعة‬ ‫بتطريزات‬
‫أقدم منارة مربعة في بالد المغرب العربي ‪،‬قام‬ ‫كثيرة تتناغم‬
‫المرابطون بإجراء إضافات على المسجد فغيروا من‬ ‫في‬
‫شكل المسجد الذي كان يتسم بالبساطة في عمارته‬ ‫تصاميمها الرائعة وأشكالها وتمازج ألوانها التي‬
‫وزخرفته وبنائه إال أنهم حافظوا على مالمحه‬ ‫ق رفيع‪ ،‬وكانت ترتديها‬ ‫تتداخل بانسجام لتن ّم عن ذو ٍ‬
‫العامة‪ .‬وكان هناك تفنن من قبل المعماريين في‬ ‫النساء في المناسبات ال ُكبرى واألعراس‪ ،‬وباتت في‬
‫صنع القباب ووضع األقواس ونقش آيات القرآن‬ ‫وقتنا الحالي تُواكب آخر صيحات الموضة العالمية‬
‫واألدعية‪ .‬وان أبرز ما تركه المرابطون في المسجد‬ ‫ذات الت ّميز والفرادة والفخامة‪ ،‬بل و ُملهمة أله ّم‬
‫هو المنبر الذي ال يزال قائما إلى اليوم‪ .‬وبعد‬ ‫المصممين العالميين الذين يستلهمون من التكشيطة‬
‫التراثية ُجل تصاميمهم‬
 ‫من انجاز موقع ‪:‬‬
‫‪www.mawwadi3e.com‬‬

‫صفحتنا الرسمية على الفيسبوك ‪:‬‬

‫‪Facebook.com/mawwadi3e‬‬

‫مجموعة المستوى الرابع ابتدائي على الفيسبوك ‪:‬‬

‫‪https://www.facebook.com/groups/648985839883118‬‬