Professional Documents
Culture Documents
نسخة معدلة وأخيرة من عقد الكراء التجاري على ضوء القانون 49.16-2
نسخة معدلة وأخيرة من عقد الكراء التجاري على ضوء القانون 49.16-2
الفوج الثالث
حسن بوجلفي
حسن خالص
تحت إشراف الدكتور :عبد العالي
رشيد المكناسي
أغباشي
فرح الزين
أحمد أهالل
حسناء الغلبزوري
وداد تملكوتان
وسيم عقيل
السنة الجامعية0200-0202:
1
الئحة فك الرموز
الجزء ج
2
مقدمة
كان عقد الكراء التجاري في المغرب خاضعا ألحكام الفقه اإلسالم ولألعراف المحلية
المأخوذة من الفقه المالكي ،وبعد بسط سلطات الحماية الفرنسية يدها على المغرب عملت
على استصدار مجموعة من القوانين عرفت بظهير 21غشت ،2121أخضعت بموجبها
تنظيم عقو د الكراء لقانون االلتزامات والعقود في الفصول من 716إلى ،611فكانت هي
المطبقة على عقود األكرية المتعلقة بمحالت السكنى أو المحالت المعدة للتجارة والصناعة
والحرف ،وكذا كراء المنقوالت ،وقد ظل المشرع المغربي وفيا للقواعد العامة في تنظيم
عقد الكراء ،وبقيت عالقة المكري بالمكتري خاضعة للحرية التعاقدية بين الطرفين ،غير
أنه وبعد سنوات من االحتكام في عقد الكراء التجاري للقواعد العامة تبين أنها عاجزة عن
ضبط وتنظيم كراء المحالت التجارية والصناعية والحرفية بفعل الدينامية التجارية
المتسارعة وما تفرضه من تطوير للترسانة القانونية المؤطرة ،فكان أول ظهير نظم كراء
المحالت التجارية والصناعية والحرفية هو ظهير 12مارس 2111الذي أقر أحقية
المكتري التجاري في التعويض حالة رفض المكري التجديد ،واإلخالء على أساس قيمة
األصل التجاري ،وبعد هذا الظهير صدر ظهير 26يناير 2191الذي جاء لضبط العالقات
بين المكرين والمكترين ،كما اهتم بتنظيم موضوع تجديد عقود كراء العقارات أو المحالت
ذات االستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي ،وقد أعقبه ظهيرا 1ماي 2192و 11
يناير 2191اللذان جاءا بقواعد أخرى إضافية تتعلق بمسطرة طلب تجديد عقد الكراء
بطريقة أكثر ليونة من القوانين السابقة ،وبتاريخ 19يناير 2191صدر ظهير بشأن
المراجعة الدورية ألثمان كراء األماكن المستعملة للتجارة أو الصناعة أو الحرف أثناء
سريان العقد ،وبتاريخ 11ماي 2199صدر ظهير ينظم كراء المحالت التجارية
والصناعية والحرفية والقواعد الواجب سلوكها في تجديد العقود وتولية الكراء واسترجاع
المحل إلى غير ذلك مما يدخل في نطاق تطبيق هذا القانون.
كما صدر بتاريخ 19ماي 2199ظهير بشأن أكرية األماكن المخصصة للتجارة أو
الصناعة أو االستغالل الحرفي ،الذي كان الهدف األساسي من سنه تفادي كل ما من شأنه
أن يمس استقرار المؤسسات التجارية ومن خاللها االقتصاد الوطني.
3
ومواكبة للتطورات االجتماعية المتسارعة عرف الكراء التجاري بالمغرب تطورا
تشريعيا جديدا مهما بصدور القانون رقم 91.27المتعلق بكراء العقارات أو المحالت
المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي ،الذي دخل حيز التنفيذ بعد انصرام
أجل ستة أشهر ابتداء من تاريخ نشره بالجريدة الرسمية 1127/1/22لتطبق أحكامه على
عقود الكراء الجارية بغية تحقيق أهداف تتمثل في إيجاد توازن بين تحقيق االستقرار
للمكتري من جهة ،ومن جهة ثانية الحفاظ على الملكية العقارية وكل ما تخوله للمكري ،هذا
الهدف تمت ترجمته على مستوى جميع المواد التي جاء بها هذا القانون ،كما سيتجلى ذلك
في ثنايا هذا العرض.
أهمية الموضوع:
تحظى العالقة الكرائية بحضور قوي في األنشطة التجارية ،وهي عالقة تجمع بين صاحب
الملك ( المكري ) وهو في الغالب ال يحبذ تأطير العالقة الكرائية قانونيا خوفا أو تهربا من
التبعات واآلثار القانونية المترتبة على هذا التأطير القانوني ،وبين المستغل للمحل موضوع
العالقة الكرائية (المكتري) الذي يسعى دائما للتأطير القانوني لهذه العالقة حماية لنشاطه
التجاري.
لذلك كان لزاما على المشرع أن يتدخل لتنظيم وتأطير هذه العالقة حماية لمصالح الطرفين
من خالل عدد من المقتضيات القانونية ،وآخرها قانون 91.27الذي وفر لطرفي العقد
وخاصة المكتري مجموعة من المداخل القانونية لضمان حقوق والتزامات الطرفين،
باإلضافة الى اآلليات المسطرية الالزمة لتدبير المنازعات القضائية بين أطراف العالقة
الكرائية.
المنهجية المعتمدة:
4
لرصد نطاق إعمالها ومدى استجابتها لتطلعات أطراف العالقة الكرائية وما قد
يعتري تطبيق هذه البنود من عقبات عند التفعيل والتنزيل.
إشكالية الموضوع:
إذا كان الكراء التجاري قد عرف تطورا في تحديث ترسانته القانونية وصوال الى
القانون 91.27الذي بدوره يطرح مجموعة من التساؤالت واإلشكاالت التي يمكن
صياغة بعضها كاالتي:
5
الفصل األول :األحكام
العامة لعقد الكراء التجاري
6
المبحث األول :مفهوم عقد الكراء التجاري وأركانه وفق القانون 94-61
عرف الكراء التجاري تطورات تشريعية ومستجدات قانونية مهمة ،كان لها الفضل
في تجاوز مجموعة من اإلشكاالت التي كانت مطروحة في هذا النوع من العقود،
ولعل من أبرز هذه القوانين القانون رقم 94.61المعروف بالقانون المنظم لكراء
المحالت والعقارات المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي؛ حيث
جاء بمستجدات قانونية كان الهدف منها تفادي اإلشكاالت التي كانت مطروحة على
وجه الخصوص في ظهير 49ماي 6411؛ إذ يحظى هذا القانون بأهمية كبيرة؛
لكونه يشكل أبرز اآلليات الداعمة والمحفزة لألنشطة التجارية ،باإلضافة إلى ما له
من خصوصيات تميزه عن غيره من عقود الكراء األخرى ،وعليه فإنه في هذا
المبحث سنحاول الحديث عن مفهوم عقد الكراء التجاري ،وكذا الخصائص المميزة
له ( المطلب األول ) ،ثم الحديث عن أركانه باعتبارها من المستجدات التي جاء بها
القانون ( 94.61المطلب الثاني ).
1الدكتور عمر أزوكار ،الكراء التجاري الثابت والمتغير في ضوء القانون رقم ، 94-61طبعة . 4162ص 7
7
التعاريف بمناسبة تنظيم عقد الكراء؛ إذ عرفه المشرع المغربي في الفصل 147
من ق.ل.ع بقوله " الكراء عقد يمنح أحد طرفيه لآلخر منفعة منقول أو عقار خالل
مدة معينة في مقابل أجرة يلتزم الطرف اآلخر بدفعها له" ،في حين ذهب المشرع
الفرنسي إلى أن عقد الكراء "هو عقد بمقتضاه يلتزم أحد طرفيه بأن يمكن الطرف
اآلخر من االنتفاع بالشيء لمدة معينة وبثمن محدد يلتزم هذا األخير بدفعه" وذلك
طبقا للمادة 6714من القانون المدني الفرنسي ،بينما المشرع األردني نص في
المادة 112من القانون المدني على أن "عقد اإليجار هو تمليك المؤجر للمستأجر
منفعة مقصودة من الشيء المؤجر لمدة معينة لقاء عوض معلوم " ،وفي نفس
السياق عرفت المادة 142من القانون المدني المصري عقد اإليجار بالقول "اإليجار
هو عقد يلتزم المؤجر بمقتضاه أن يمكن المستأجر من االنتفاع بشيء معين لمدة
معينة لقاء أجر معلوم".
من خالل هذه التعاريف يمكن القول أن جميع التشريعات أجمعت على أن عقد
الكراء هو عقد يرتب آثارا قانونية بحيث يمكن المكتري من منفعة شيء مقابل أجرة
محددة يدفعها للمكري.
أما العقود التجارية فلم يخصها المشرع بتعريف دقيق في حين أن الفقه المغربي
أعطاها عدة تعريفات ،أهمها تعريف الفقيه بوعبيد عباس قائال "العقد التجاري هو
الذي يكون موضوعه أحد األعمال التجارية األصلية أو بالتبعية متى اتخذت الشكل
القانوني للعقد ،وال يهم بعد ذلك إن كان العقد منظما بمقتضى القانون التجاري أو
المدني أو األعراف ".2
من خالل ما سبق يمكن القول أن عقد الكراء التجاري هو عقد بمقتضاه يمنح أحد
طرفيه آلخر منفعة عقار دون منقول قصد ممارسة نشاط تجاري ،خالل مدة معينة
في مقابل أجرة محددة ،يلتزم الطرف األخر بدفعها له .
وتجدر اإلشارة إلى أنه في معرض حديثنا عن القانون 61.94وبالضبط المادة
األولى والثانية منه ،والمتعلقة بنطاق تطبيق القانون كما سبقت اإلشارة إليه ،يتضح
أن المشرع قد قام بوضع تفرقة دقيقة بين العقارات والمحالت الخاضعة للقانون
94.61والعقارات والمحالت الخارجة عن نطاق تطبيقيه.
فالخاضعة هي التي حددتها المادة األولى من القانون السالف الذكر والمتمثلة في:
- 2د .الشواي محمد ،العقود التجارية ،الطبعة األولى ،تاريخ الطبع 4162ص3 :
8
. 6عقود كراء العقارات أو المحالت التي يستغل فيها أصل تجاري في ملكية
تاجر أو حرفي أو صانع؛
.4عقود كراء العقارات أو المحالت الملحقة بالمحل الذي يستغل فيه األصل
التجاري في حالة تعدد المالكين ،فإن ضم استغالل المحل الملحق بالمحل األصلي
يجب أن يكون بموافقة مالكي العقار الملحق واألصلي؛
.3عقود كراء األراضي العارية التي شيدت عليها إما قبل الكراء أو بعده بنايات
الستغالل أصل تجاري بشرط الموافقة الكتابية للمالك؛
.9عقود كراء العقارات أو المحالت المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي
أو الحرفي التي تدخل في نطاق الملك الخاص للدولة أو الجماعات الترابية أو
المؤسسات العمومية ،مع مراعاة االستثناء الوارد في البند الثاني من المادة الثانية
بعده؛
.1العقارات أو المحالت التي تمارس فيها مؤسسات التعليم الخصوصي
نشاطها؛
.1العقارات أو المحالت التي تمارس فيها التعاونيات نشاطا تجاريا؛
.6عقود كراء العقارات أو المحالت التي تدخل في نطاق الملك العام للدولة أو
الجماعات الترابية أو المؤسسات العمومية؛
.4عقود كراء العقارات أو المحالت التي تدخل في نطاق الملك الخاص
للدولة أو في ملك الجماعات الترابية أو المؤسسات العمومية حينما تكون تلك
األمالك مرصودة لمنفعة عامة؛
.3عقود كراء العقارات أو المحالت المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي
أو الحرفي التي تدخل في نطاق األوقاف؛
9
.9عقود كراء العقارات أو المحالت المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي
أو الحرفي التي تبرم بناء على مقرر قضائي أو نتيجة له؛
3
.1عقود كراء العقارات أو المحالت الموجودة بالمراكز التجارية؛
3ويقصد بالمركز التجاري ،في مفهوم القانون ،94.61كل مجمع تجاري ذي شعار موحد مشيد على عقار مهيأ ومستغل
بشكل موحد ،ويضم بناية واحدة أو عدة بنايات تشتمل على محالت تجارية ذات نشاط واحد أو أنشطة متعددة ،وفي ملكية
شخص ذاتي أو عدة أشخاص ذاتيين أو شخص اعتباري أو في عدة أشخاص اعتباريين ،ويتم تسييره بصورة موحدة إما
مباشرة من طرف مالك المركز التجاري أو عن طريق أي شخص يكلفه هذا األخير.
ويقصد بالتسيير كل التدابير التي تتخذ لتحسين سمعة وجاذبية المركز التجاري والرفع من عدد زواره كاإلشهار أو
التنشيط أو التسويق أو ضمان احترام المميزات والخصائص التقنية والهندسية للمركز أو تنظيم ساعات العمل أو الحراسة
أو النظافة.
4المادة الثالثة من القانون 94.61
10
عليها هذا العقد ،كما أنها تعد عنصرا حاسما في تنفيذ التزامات طرفيه ،فالمكتري
يدفع األجرة على أساس المدة التي شغل فيها العين المؤجرة ،والمكري ال يستحق
األجرة إال عن المدة التي انتفع بها المكتري5؛ بمعنى أن أداء الكراء واستحقاقه يكون
خالل دورية منتظمة ،على أساس الشهر أو األسبوع أو السنة حسب اتفاق طرفي
العالقة الكرائية.
ثالثا :الكراء من العقود الملزمة لجانبين:
يعتبر عقد الكراء من العقود الملزمة لطرفيه (المكري والمكتري)؛ فالمكري
يلتزم بتمكين المكتري من منفعة الشيء موضوع الكراء وضمان المنفعة ،وبالمقابل
يلتزم المكتري بدفع الوجيبة الكرائية ،والمحافظة على العين المكتراة .6إذن :فعقد
الكراء التجاري عقد تبادلي ،كل طرف فيه يأخذ مقابل ما يعطي ،فالسومة الكرائية
هي مقابل االنتفاع بالعين المؤجرة.
11
المطلب الثاني :شروط عقد الكراء التجاري
يحتاج عقد الكراء كباقي العقود ،لقيامه صحيحا للشروط العامة من رضا وأهلية
ومحل وسبب ،والتي تتجلى في قانون االلتزامات والعقود باعتباره الشريعة العامة،
إال أن له شروطا خاصة تميزه عن غيره من العقود ،وتتمثل هذه الشروط أساسا في
شرط الكتابة (الفقرة األول) وشرط المدة (الفقرة الثانية).
الفقرة االولى :شرط الكتابة
يعتبر عقد الكراء من العقود الرضائية كما تم التنصيص عليه في الفصل 142
من قانون االلتزامات والعقود" يتم الكراء بتراضي الطرفين على الشيء واألجرة
وعلى غير ذلك مما عسى أن يتفقا عليه من شروط العقد ".
لذلك فاألصل أن عقد الكراء عقد رضائي ،ويخضع مثله مثل باقي العقود إلى
القواعد العامة من حيث نشوؤه ،وبالنظر إلى ظهير 49ماي ،6411فإنه يالحظ أنه
حافظ على الرضائية ،وسمح لألطراف باالتفاق على بنود العقد ،مع عدم تطلبه ألي
شكلية معينة على األطراف احترامها ،مما ترك الواقع العملي تطغى فيه العقود
الشفوية على العقود الموثقة ،وهذا لم يكن يشكل حماية للمكري صاحب الملكية
العقارية ...
لكن نظرا للدور الذي أصبحت تقوم به األصول التجارية ولألهمية التي
عرفتها وتأثيرها عن التقدم االقتصادي واالجتماعي والتجاري ،باإلضافة إلى
المشاكل المطروحة خاصة أمام القضاء ،دفع بالمشرع إلى التدخل بموجب القانون
94.61وفرض مجموعة من القواعد والمقتضيات التي من شأنها أن تشكل ضمانة
حمائية لكال طرفي العقد وخاصة المكري كي ال يفقد سيطرته على الملك العقاري؛
حيث انتقل من مبدأ الرضائية إلى نظام الشكلية ،وهذا ما يستشف صراحة من
مضمون المادة الثالثة التي نصت على أن "عقود كراء العقارات أو المحالت
المخصصة لالستعمال التجاري والصناعي والحرفي تبرم وجوبا بمحرر كتابي
ثابت التاريخ .كما أنه وعند تسليم المحل يجب تحرير بيان بوصف حالة األماكن
يكون حجة بين األطراف " ...
من خالل مضمون المادة أعاله يتبين أن المشرع المغربي ألزم أن تبرم عقود
الكراء كتابة وفق محرر رسمي ثابت التاريخ ،فشرط الكتابة الوارد بها يجب أال
يفهم على أنه شرط انعقاد العقد أو شرط إثباته ،بل إن األمر هنا يتعلق بشرط تطبيق
مقتضيات قانون رقم ،94.61وأن تخلف الكتابة ال يفيد أن العالقة الكرائية غير
12
قائمة ،بل إن عقد الكراء يظل قائما ومرتبا لجميع آثاره القانونية ،غير أنه لن يخضع
في حالة نشوء نزاع بشأنه إلى مقتضيات قانون ،9 94.61بل تطبق في حقه القواعد
العامة الواردة في ظهير االلتزامات والعقود المغربي ،وذلك وفقا لما نصت عليه
المادة 37من قانون . 1094.61
كما نجد أن المشرع المغربي أغفل إعطاء تعريف محدد للمحرر الثابت التاريخ
مما دفع بالبعض 11إلى اعتبار تسمية المحررات الثابتة التاريخ هي تسميات جديدة
للمحررات العرفية ،وهو األمر الذي أكدته محكمة النقض في إحدى قراراتها" أن
العقد الذي رفض المطلوب بالرسم العقاري ليس محررا رسميا ،وإنما هو مجرد
محرر ثابت التاريخ صادر عن محامي مقبول للترافع أمام محكمة النقض ".12
كما أن الفقرة الثانية من المادة 3أشارت الى" تحرير بيان وصفي لحالة
األماكن عند تسليم المحل ليكون حجة بين األطراف ورفضا لكل نزاع عند إرجاع
المحل لصاحبه ".
ويأتي التنصيص على هذا األمر بعدما نص المشرع على نفس المقتضى في قانون
الكراء السكني والمهني 17.64لكن بضوابط مختلفة ،فإذا كان المشرع قد أفرد لهذا
األخير عدة مواد وضح فيها طريقة إعداد البيان الوصفي والعناصر التي يجب أن
يتضمنها ،فإن كل ما قام به في القانون 94.61هو التنصيص على وجوب تحريره،
دون أن يبين طريقة إنجازه ،وال الجهة التي تتولى ذلك ،وال الجزاء المترتب عن
عدم القيام بذلك .
لذلك يرى البعض 13أن البيان الوصفي إنما هو تابع لعقد الكراء ويجب أن يتم
بالطريقة التي يتم بها هذا األخير؛ أي أن يتم بدوره في محرر كتابي ثابت التاريخ
ومن جانبنا نرى أن المشرع كان لينا بخصوص التعامل مع البيان الوصفي في
قانون الكراء التجاري الجديد ،وترك لألطراف الحرية في إنجازه ،فقد يسندون هذه
المهمة لمفوض قضائي ،وقد يقومون بها بأنفسهم ،وال نرى مانعا من إسقاط أحكام
-9جواد الرفاعي -الكراء التجاري الثابت و المتغير في ضوء القانون ، - 94.61ص. 19
- 10نصت المادة 37من قانون رقم 94.61على أنه " تطبق مقتضيات ق.ل.ع على عقود الكراء التي ال تتوفر فيها
الشروط المنصوص عليها في الباب األول من هذا القانون ما لم تخضع لقوانين خاصة.
- 11الكراء التجاري بين ظهير 6411و القانون رقم - 94.61الدكتور مصطفى بونجة -ص. 33
-12قرار محكمة النقض رقم 144الصادر بتاريخ 61دجنبر - 4169مأخوذ عن مصطفى بونجة -مرجع سابق ،ص
. 33
13حسن فتوخ ،مداخلة بعنوان "قراءة في قانون الكراء التجاري" بندوة "مستجدات قانون 62يوليوز 4161المتعلق
بكراء العقارات والمحالت المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي " التي نظمت من طرف سلسلة
االجتهاد القضائي بكلية اللغة العربية يوم الجمعة 69أكتوبر .4161
13
المادة 2من القانون 17.64على البيان الوصفي الذي تحدث عنه المشرع باقتضاب
شديد في المادة 3من القانون 94.61والتي جاءت على ما يلي ":يجب أن ينجز
البيان الوصفي في محرر ثابت التاريخ ،وأن يتضمن وصف المحل بكيفية مفصلة
ودقيقة ،مع تجنب استعمال الصيغ من نوع "حالة جيدة" أو "حالة متوسطة "
في حالة عدم إعداد البيان الوصفي من قبل األطراف ،يفترض ،بمجرد التوقيع على
عقد الكراء أن المكتري قد تسلم المحل في حالة صالحة لالستعمال.
الفقرة الثانية :شرط المدة
إن المشرع المغربي وحد المدة المتطلبة قانونا لنشوء الحق في الكراء (أوال)،
غير أنه أوجد استثناء عن ذلك حينما أعفى المكتري من شرط المدة متى قدم مبلغا
ماليا مقابل الحق في الكراء ،أو في الحالة التي يكون فيها المكتري يمارس النشاط
الصيدلي (ثانيا).
-14مصطفى بونجة – الكراء التجاري بين ظهير 6411و قانون - 94.61مرجع سابق -ص . 39
14
العقد كتابيا بحيث يشترط فيه االنتفاع من المحل لمدة سنتين ،أما إذا كان العقد شفويا
فيشترط فيه مرور أربع سنوات من انتفاعه بالعين المؤجرة؛ أي أن المدة كانت
تختلف بحسب طبيعة العقد.
و عليه فمتى أثبت المكري أن المكتري لم ينتفع بالعين المؤجرة لمدة سنتين ،فإنه
وا لحالة هاته ال تطبق في حق مالك العقار مقتضيات قانون رقم ،94.61بل تخضع
العالقة التعاقدية للقواعد العامة المنصوص عليها بظهير االلتزامات والعقود
المغربي ،وذلك حسب ما أشارت إليه المادة 37السالفة الذكر ،فشرط المدة يعتبر
من الشروط المنصوص عليها في الباب األول من هذا القانون ،والتي تجعل إغفالها
من األسباب التي تجعل عقود الكراء غير خاضعة للقانون 94.61ولن يكون
بمقدور المكتري حينها االستفادة من حماية هذا القانون ،ولن يكون بمقدوره أيضا
اكتساب الحق في تجديد العقد ،وكذا التصرف في حق الكراء .
16 -جواد الرفاعي – الكراء التجاري الثابت و المتغير -مرجع سابق – ص . 19
-17حكم رقم 472صدر بتاريخ ,4161/14/64في ملف عدد ،4161/413حكم غير منشور -مأخوذ عن جواد
الرفاعي-الكراء التجاري الثابت و المتغير – مرجع سابق ص. 11
-18مصطفى بونجه -الكراء التجاري على ضوء القانون - 94.61مرجع سابق -ص. 39
-19أحمد شكري السباعي -الوسيط في األصل التجاري -الجزء األول -مرجع سابق -ص . 97
16
العقار أو المحل مقابل الحق في استخدامه ألول مرة في التجارة أو الصناعة أو
الحرفة كذلك.
وعليه يجب التمييز بين حالتين يتم فيهما تقديم المبلغ المالي مقابل الحق في الكراء،
األولى تتجلى في بيع المفتاح من طرف مكتري العقار أو المحل التجاري ،والثانية
تتمثل في الخلو نحو باب الدخول إلى المحل أو العقار.
الحالة األولى :تقديم مبلغ المال (مقابل الحق في الكراء) لمكتر سابق
يعتبر بيع (الساروت) ذلك المقابل المادي الذي يدفعه المكتري الجديد إلى المكتري
الذي يعتمر العقار أو المحل المخصص للتجارة أو الصناعة أو الحرفة مقابل إخالئه
من المكان ،ويعد هذا التفويت أو البيع جائز قانونيا ،سواء تم التفويت رفقة األصل
التجاري أو انفراديا ،لكن تعتبر ممارسة بيع المفتاح باطلة في حالة ما إذا تمت عملية
التفويت من دون أن يكون هناك نشاط تجاري أو صناعي أو حرفي ممارس بالمحل
المكتري ،وهو ما أكده المجلس األعلى في أحد قراراته 20التي جاء فيها" إن المقابل
يتسلمه المكري صاحب المحل الذي هو عبارة عن (ساروت) ليس لسبب مشروع ما
دام لم يمارس به أي نشاط ،مما يتعين معه إرجاع ذلك المقابل لمكتري المحل
المكرى استنا ًد إلى مقتضيات الفصل 71من قانون االلتزامات والعقود والفصول 6
و 4و 3من ظهير 49ماي . " 6411
الحالة الثانية :تقديم مبلغ المال (مقابل الحق في الكراء) لمالك العقار
يعتبر الخلو أو مقابل الحق في الخطوة األولى نحو العقار أو المحل ذلك المبلغ
الذي يدفع إلى مالك العقار أو المحل ،وذلك لتعويضه عن الخسارة التي ستلحق
مكتر تاجر سيملك الحقٍ القيمة االقتصادية للمحل جراء إخالله أو اعتماره من طرف
في تجديد عقد الكراء دون حدود ،21وال يمكن إفراغه منه إال مقابل تعويض عن
فقدانه الحق في الكراء ،كما يمكن أن يكون ذلك المبلغ تسبيقا للوجيبة الكرائية.
وبال رجوع إلى العمل القضائي المغربي نجد أن بعض القرارات قد أقرت
مشروعية بيع الساروت أو المفتاح؛ ففي قرار صدر عن محكمة االستئناف بالرباط
اعتبرت فيه " 22أن المبالغ المدفوعة تنفيذا لعقد الكراء مقابل االنتفاع من األماكن
تشكل أجرة كراء ،سواء كان األداء دوريا أو في شكل مبلغ إجمالي ،وأن القانون ال
- 20قرار عدد 743صدر بتاريخ 6443-11-64في ملف تجاري عدد 9697-6441مأخوذ عن جواد الرفاعي الثابت
و المتغير في عقد الكراء التجاري – مرجع سابق ص . 11
-21أحمد شكري السباعي-الوسيط في األصل التجاري-الجزء األول -مرجع سابق – ص . 11
-22قرار أورده إبراهيم زعيم و محمد فركت في مؤلفهما نصوص و اجتهادات , 6421-6463ص . 444
17
يحدد أجرة الكراء التجاري ،ومن حق األطراف االتفاق على تكملة أو إضافة لفائدة
المكري تقيه من إجراءات اللجوء إلى المطالبة بمراجعة الكراء المحتملة في كل
مرة ،ومن الجائز أن ال يكون خلو (أو بيع المفتاح) تكملة للكراء ،وإنما يشكل في
بع ض الحاالت اتفاقا مستقال ال يهدف بالضرورة إلى أداء سابق لألوان ألجرة الكراء
بل يكون نوعا من ثمن العقد" .
المبحث الثاني :حقوق والتزامات أطراف عقد الكراء التجاري وفق القانون-61
94
يعد عقد الكراء التجاري من العقود التي تنصب على كراء المحالت المعدة
لالستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي ،والذي يمكن تعريفه بأنه عقد يجمع بين
متعاقدين يلتزم بمقتضاه الطرف األول (المکري) بتوفير محل أو عقار معد
لالستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي مقابل أجرة يلتزم الطرف
الثاني(المكتري) بأدائها له.
انطالقا من هذا التعريف يتبين أن عقد الكراء التجاري عقد ملزم لجانبين يرتب
حقوقا والتزامات في ذمة كل طرف وذلك بمجرد إبرامه ،لكنه أمام تداخل وتشعب
هذه الحقوق وااللتزامات وما كانت تطرحه من إشكاالت قانونيه وواقعيه كان من
الالزم إيجاد إطار قانوني منسجم مع طبيعة عقد الكراء التجاري يواكب التطورات
االقتصادية ،ويحقق التوازن بين أطراف العالقة التعاقدية ،ويضمن حقوق المكري،
وهو ما تحقق فعال من خالل مسار تشريعي طويل ومتميز انتهى بصدور القانون رقم
91.27المتعلق بكراء العقارات أو المحالت المعدة لالستعمال التجاري أو الصناعي
أو الحرفي ،والذي ينسخ جميع مقتضيات ظهير 19ماي .2199
ومن خالل القراءة الشاملة للمواد التي حملها هذا القانون ،والتي تسعى في مجملها
إلى تحقيق نوع من التوازن وتوفير ضمانات أكبر لطرفي العالقة التعاقدية
بخصوص هذا النوع من الكراء ،وكذلك خلق نوع من التوازن بين الملكية العقارية
والملكية التجارية يمكننا أن نقف بشكل مفصل على حقوق والتزامات المكري
(المطلب األول) وكذلك حقوق والتزامات المكتري (المطلب الثاني).
المطلب االول :حقوق والتزامات المكري والضمانات المخولة له
أورد القانون رقم 91.27جمله من الحقوق المخولة للمكري المتمثلة أساسا في حقه
في المطالبة بإنهاء عقد الكراء (الفقرة األولى) وفي مقابل ذلك وحتى يستفيد من هذه
الحقوق فإن المشرع قيده بمجموعة من االلتزامات (الفقرة الثانية) ،أضف إلى ذلك
بعض الضمانات في صالحه (الفقرة الثالثة)
18
الفقرة االولى :حقوق المكري
تتمثل صور حقوق المكري التي جاء بها القانون رقم 91.27في حقه المطالبة
باإلفراغ للهدم وإعادة البناء (أوال) ،وكذا حقه في المطالبة بإفراغ المحل متى كان
آيال للسقوط (ثانيا) ،وحقه في طلب اإلفراغ المؤقت لتوسعه المحل أو تعليته (ثالثا(،
وحقه في طلب إفراغ السكن الملحق بالمحل (رابعا) وحقه في طلب اإلفراغ
لالستعمال الشخصي (خامسا) كما أن من حقه مراجعة السومة الكرائية (سادسا)
باإلضافة إلى ممارسه حق األفضلية )سابعا(.
23نظم المشرع مساله هدم واعاده بناء العقار او المحل في القانون رقم .64 . 41المتعلق بالتعمير الصادر بتنفيذه ظهير
رقم 1.92.31بتاريخ 61ذو الحجه 67( 6964يونيو )6444المنشور بالجريدة الرسمية عدد 9614بتاريخ 6444
61/ 17/صفحه .227
24المادة 61من قانون رقم . 94.61
- 25وزاره العدل والحريات القانون رقم 94 61المتعلق بكراء العقارات او المحالت المخصصة لالستعمال التجاري
او() 6الصناعي او الحرفي في شروح
- 26قرار الرقم 6979صادر بتاريخ 4162 .13. 46الملف عدد 2018/8206/913
19
بنائه محفوظ قانونا للمكتري تحت قيد الشروط المنصوص عليها في الفصلين 21و
29من ظهير . 19 .9 .99
وحيث إنه فيما يتعلق بإجراء خبرة لتحديد التعويض عن فقدان األصل التجاري في
حالة عدم إعادة البناء أو الحرمان من الرجوع فإن هذه المحكمة ال ترى مانعا من
األمر بها طالما أن األمر يتعلق بخبرة احتمالية تحتفظ بها المكترية للرجوع إليها
عند الحاجه وتتحمل مصاريفها"
- 27المادة الثانية من القانون رقم 49.64المتعلق بالمباني اآليلة للسقوط وتنظيم عمليات التجديد الحضري الذي صدر
بتنفيذه ظاهر رقم 61. 92واحد الصادر بتاريخ 64رجب 47 )6937ابريل ( 4161المنشور بالجريدة الرسمي عدد
1911بتاريخ 4شعبان 61 )6937ماي ( 4161الصفحة 3774
- 28جواد الرفاعي الكراء التجاري الثابت والمتغير في قانون رقم 61.94مرجع سابق ،صفحه 24
- 29يمكن االطالع على مضامين الفصل 714من القانون االلتزامات والعقود.
20
وفي كل األحوال يتعين على مالك البناية اآليلة للسقوط مباشرة كل التدابير
الضرورية واالستعجالية لدفع الخطر ،وتجديدها وصيانتها وإعادة تأهيلها بما يضمن
متانتها وسالمه الجوار.
- 30تنظم رخصه البناء بموجب المادة 91وما يليها من الظهير الشريف رقم 64 .43 .36السالف الذكر
- 31مصطفى بونجه مرجع سابق الصفحة 14
- 32وزاره العدل والحريات مرجع سابق الصفحة 92
21
طبقا لمقتضيات المادة 171من القانون 61.11بمثابة مدونة االسرة 33أو الشخص
المكفول المنصوص عليه في القانون رقم 92.12المتعلق بكفالة األطفال المهملين،34
وقد اشترط المشرع صراحة على الشخص المطلوب اإلفراغ لفائدته إثبات عدم
توفره على سكن في ملكه أو أنه يتوفر عليه لكنه غير كاف لحاجياته العادية ،وفي
هذه الحالة يكون ملزما بأداء تعويض المكتري يوازي كراء ثالث سنوات حسب
أخر سومة كرائية للمحل الملحق.
كما يتعين على المستفيد من إفراغ السكن الملحق بالمحل أن يعتمر المحل
شخصيا داخل أجل أقصاه ستة أشهر من تاريخ مغادرته من طرف المكتري ،ولمدة
ال تقل عن ثالث سنوات ما لم يوجد عذر مقبول.35
هذا باإلضافة إلى أن المادة 11من نفس القانون حددت وبكل وضوح الحاالت التي
يمنع فيها استرجاع المحل المخصص للسكن الملحق بالمحل األصلي ،وذلك حماية
لألصل التجاري ونوعية بعض األنشطة االقتصادية ،كمؤسسات اإليواء السياحي
والقطاع الطبي أو الستحالة الفصل بين الجزء المخصص للسكن ،والجزء المستعمل
لممارسة النشاط الرئيسي للمقاولة .
- 33القانون رقم 71.13.بمثابة مدونة األسرة الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 6.19 .44بتاريخ 64من ذي الحجه
3 ( 6949فبراير ) 4119الجريدة الرسمية عدد 1629بتاريخ 69ذو الحجه 11 ( 6949فبراير ) 4119الصفحة
962كما تم تغييره وترميمه
- 34القانون رقم 16 . 16المتعلق بكفالة االطفال المهملين الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 6. 14. 674بتاريخ فاتح
ربيع االخر 63 ( 6943يونيو ) 4114الجريدة الرسمي عدد 1136بتاريخ 61جمادى األخرة 64 ( 6943غشت
) 4114الصفحة 4314
- 35الفقرة األخيرة من المادة 64من قانون رقم 61 .94
- 36وزاره العدل والحريات مرجع سابق الصفحة 37
22
أشهر لإلفراغ ،وقد سبق لمحكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء أن أصدرت
عددا من القرارات تؤيد فيها األحكام المستأنفة مع بعض التعديالت ،أذكر منها القرار
رقم 2969ملف رقم 1121 / 8206 /791بتاريخ 1126 /11 /0 2تحت عدد
9870ملف عدد 1126 / 8206 / 2189القاضي بالمصادقة على اإلنذار
باإلفراغ المبلغ المدعى عليه بتاريخ 1127 /22 / 1والحكم بإفراغه هو ومن يقوم
37
مقامه من المحل التجاري
- 37قرار محفوظ بكتابه الضغط لمحكمه االستئناف التجارية بالدار البيضاء
- 38المادة 1من قانون 94 .61
- 39جواد الرفاعي مرجع سابق صفحه 23
23
مراجعه السومة الكرائية في حاله إفراغ المحل اآليل للسقوط
بالعودة إلى الفقرة الرابعة من المادة الرابعة من قانون رقم ،19 .21نجد أنها
أجازت للمكري الذي قام بإصالح أو ترميم أو إعادة بناء عقاره أن يحدد وجيبة
كرائية جديدة بناء على الصوائر التي أنفقها جراء عمليه الترميم واإلصالح ،40غير
أن المشرع لم يحدد هذه الصوائر التي أنفقها المكري مما قد يثير إشكالية تحديد
السومة الكرائية الجديدة.
مراجعه السومة الكرائية في حاله الكراء من الباطن
لما أجاز القانون رقم 91.27في مادته 19للمكتري أن يكري للغير المحل المكترى
كال أو بعضا ما لم ينص العقد على خالف ذلك ،وباعتبار الكراء من الباطن عقدا
بموجبه يحدد طرفه المكتري األصلي والمكتري الفرعي مبلغ السومة الكرائية ،فإن
قيمتها ستنعكس على قيمة السومة الكرائية المحددة بين المكتري األصلي ومالك
العقار أو المحل التجاري ،وهو ما انتبه له المشرع من خالل ما أقره في الفقرة
األخيرة من المادة 19من قانون 91.27حيث أقر إمكانية المطالبة بالزيادة في
الكراء األصلي إذا كانت قيمة الكراء الفرعي تزيد عن الكراء األصلي ،وتتم هذه
المراجعة إما بالتراضي ،أو بااللتجاء إلى القضاء الذي له السلطة التقديرية الواسعة
41
لتقرير الزيادة مع إمكانية االستعانة بالخبرة
مراجعة السومة الكرائية في حاله ممارسة األنشطة المكملة
خول المشرع للمكتري حق ممارسة أنشطة مكملة للنشاط األصلي المزاول بالعقار
أو المحل التجاري األصلي ،شريطة أن تكون غير منافية للغرض الذي خصصت
ألجله العين المكتراة أو خصائص وموقع البناية التي ليس من شأنها التأثير على
سالمتها ،وإذا كان الغرض من هذا الحق هو إتاحة الفرصة للمكتري لتنميه نشاطه
التجاري او الصناعي أو الحرفي وخلق فرص لالستثمار بالعقار أو المحل التجاري،
فإن المشرع حاول إقامة نوع من التوازن العقدي حينما منح للمكري حق المطالبة
بمراجعه السومة الكرائية الجديدة ومن دون التقيد بمقتضيات القانون رقم . 16.11
- 40نصت الفقرة الرابعة من المادة الرابعة من القانون 12 94على ان تعطى األسبقية للمكري للمكتري أن يرجع إلى
المبنى المكتري بعد اصالحها أو ترميمه أو إعادة بنائه ،وفي هذه الحالة تؤخذ بعين االعتبار عند تحديد الوجيبة الكرائية
الجديدة جميع الصوائر التي صرفها لتدعيم وصيانه المبنى اآليل للسقوط أو إعادة بنائه.
- 41جواد الرفاعي مرجع سابق ص81
24
سابعا :حق األفضلية
إذا كان قانون الكراء التجاري قد اعترف للمكتري صاحب األصل التجاري بالملكية
التجارية مما يمنحه حق التصرف في هذه الملكية بالتفويت للغير دون أن يستطيع
صاحب الرقبة أن يمنعه من ذلك فإنه قد خول للمكري أن يمارس حق األفضلية،
وذلك باسترجاع المحل المكترى مقابل عرضه لمجموع المبالغ المدفوعة من طرف
المكتري الفرعي (المشتري) وإيداعه لها عند االقتضاء ،وذلك داخل أجل 11يوما
من تاريخ تبليغه وإال سقط حقه.42
وخالصة القول أن حق المكري في وضع حد للعالقة الكرائية يستند أساسا على
توجيه إنذار للمكتري يتضمن وجوبا السبب الوجيه الذي يؤسس عليه طلبه وأن
يمنحه أجل االفراغ اعتبارا من تاريخ التوصل ،وباإلضافة إلى ما سبق ذكره من
43
دواعي طلب اإلفراغ فقد ذكر المشرع سببا آخر يتمثل في عدم أداء واجبات الكراء
الذي يتيح للمكري من خالله إنهاء العالقة الكرائية.
الفقرة الثانية :التزامات المكري
عقد الكراء من العقود التبادلية يرتب على عاتق المكري مجموعة من االلتزامات في
مقابل حصوله على حقوقه ،وانطالقا من مقتضيات القانون رقم ،91.27يمكن
اختزال هذه االلتزامات في التزام أساسي يتمثل في أدائه تعويضا مناسبا للمكتري،
وذلك تبعا للسبب الموجب لهذا التعويض.
- 42الفقرة األخيرة من المادة 19يمكن ان يمارس حق األفضلية وذلك باسترجاع المحل المكتري مقابل عرضه لمجموعة
المبالغ المدفوعة من طرف المشتري وإيداعه لها عند االقتضاء ،وذلك داخل اجل 11يوما من تاريخ تبليغه واال سقط حقه.
- 43المادة 17من قانون ... ‘’ 91.27اذا كان الطلب مبنيا على عدم اداء واجبات الكرائية…’’
25
الضريبية للسنة المالية المنصرمة مع األخذ بعين االعتبار أجور اليد العاملة
والضرائب والرسوم المستحقة خالل مدة حرمانه من المحل.
أما إذا لم تشتمل البناية الجديدة على المحالت المذكورة استحق المكتري تعويضا
كامال ،كما أن المحكمة تحدد تعويضا احتياطيا كامال بطلب من المكتري يستحقه في
حال حرمانه من حق الرجوع .
ويخضع تحديد هاذين التعويضين للمعايير المحددة بمقتضى المادة 6من القانون رقم
91.27ويشتمالن على قيمة األصل التجاري المحددة انطالقا من التصريحات
الضريبية للسنوات األربعة األخيرة باإلضافة إلى ما أنفقه المكتري من تحسينات
وإصالحات ،وما فقده من عناصر األصل التجاري كما يشمل مصاريف االنتقال من
المحل ،وفي حالة ما إذا كان المكتري قد دفع مقابل الحق في الكراء فيجب أن ال يقل
هذا التعويض عن المبلغ المدفوع .44
26
التأخير خارجة عن إرادته 45وفي حالة العكس فإن للمكتري إن يطالب بتعويض
46
كامل وفق مقتضيات المادة 6من نفس القانون رقم 91.27
48تنص الفقرة الثالثة من المادة 23من القانون "61.66يجب أن يكون الطلب المشار إليه أعاله معززا بعقد الكراء،
وبمحضر معاينة واقعة اإلغالق أو الهجر مع تحديد المدة ،وبإنذار موجه للمكتري ألداء واجبات الكراء ولو تعذر تبليغه".
27
ثانيا :فسخ العقد
يمكن للمكري طبقا للمادة 33من القانون ،94.61متى تبين أن المكتري لم يقم
بأداء الكراء لمدة ثالثة أشهر مع ممارسته أنشطته التجارية في المحل أن يتقدم
بطلب لرئيس المحكمة قصد فسخ عقده المحرر كتابة مع المكتري ،والمتضمن
لشرط فسخ العقد لعدم األداء أو ما يفيد ذلك ،واسترجاع حيازة العقار أو المحل ،لكن
شريطة أن يكون المكري قد أنذر المكتري.
المطلب الثاني :حقوق والتزامات المكتري والضمانات المخولة له
إ لى جانب الحقوق والضمانات القانونية التي رتبها المشرع لصالح المكري
وااللتزامات التي أوجب عليه التقيد بها ،نجده كذلك قدم مجموعة من الحقوق
وااللتزامات ،وكذا الضمانات لصالح المكتري ،حماية لعقد الكراء التجاري باعتباره
عقدا ملزما للجانبين.
الفقرة األولى :حقوق المكتري
إن قانون رقم 94.61جاء ليكمل مجموعة من القضايا كان قد أغفلها المشرع
من خالل تنظيمه لعقد الكراء التجاري في ظهير ،6411وهي مجموعة من الحقوق
أقرها المشرع للمكتري والقيود القانونية المسطرة على ممارستها ،ولعل من أهم
هذه الحقوق :الحق في تجديد عقد الكراء وكذا التعويض (أوال) والحق في التعويض
على نزع ملكية العقار المستغل فيه األصل التجاري (ثانيا) والحق في ممارسة
أنشطة مكملة أو مرتبطة أو مختلفة (ثالثا) والحق في كراء المحل المؤجر من
الباطن (رابعا) والحق في تفويت الحق في الكراء (خامسا).
رجوعا إلى المادة السادسة 49من قانون رقم 94.61نجدها تنص على أنه للمكتري
الحق في تجديد عقد الكراء ،وال ينتهي العمل بعقود كراء المحالت والعقارات
الخاضعة لهذا القانون إال طبقا لمقتضيات المادة 41من نفس القانون ،وكل شرط
مخالف لذلك يعتبر باطال ،ووقوفا على أحكام المادة 1فإن حق المكتري في تجديد
49ـ المادة 1من قانون رقم :94.61يكون المكتري محقا في تجديد عقد الكراء متى توفرت مقتضيات الباب األول من
هذا القانون وال ينتهي العمل بعقود الكراء المحالت والعقارات الخاضعة لهذا القانون إال طبقا لمقتضيات المادة 41بعده،
ويعتبر كل شرط مخالف لذلك عديم األثر.
28
عقد الكراء يبقى مرهونا بمجموعة من الشروط المنصوص عليها في الباب األول
50
من نفس القانون.
إن أحكام المادة الرابعة من هدا القانون فصلت لنا في شرط المدة ،ومنه يمكن
للمكتري أن يستفيد من تجديد عقد الكراء متى أثبت انتفاعه بالمحل المكترى لمدة ال
تقل عن سنتين وبصفة مستمرة ،ويمكنه أن يعفى من شرط المدة في حالة ما قدم
مبلغا ماليا كمقابل الحق في الكراء بعد توثيق المبلغ المالي المدفوع كتابة إما في عقد
الكراء نفسه ،أو في عقد آخر منفصل عن عقد الكراء األصلي ،ولعل هذا ما يعبر
عن فلسفة المشرع في تقديم حماية فعلية للمكتري ،عندما يكون مقبال على إنهاء عقد
51
الكراء الذي يربطه بالمكتري.
وبالوقوف على مقتضيات المادة 41من قانون رقم 94.61التي أحالت عليها
المادة 1من نفس القانون فإنها تنص على أنه إذا رغب المكري في وضع حد
للعالقة الكرائية أن يوجه إنذارا للطرف الثاني في هذه العالقة (المكتري) ،متضمنا
هذا اإلنذار وجوبا السبب الدي دفع به إلى إنهاء هذه العالقة ،وكما يجب أن يمنح
للمكتري أجال معقوال لإلفراغ تحتسب من تاريخ التوصل باإلنذار ،ويحدد هذا األجل
في:
-خمسة عشر يوما إذا كان الطلب مبنيا على عدم أداء واجبات الكراء أو على كون
المحل آيال للسقوط.
-ثالثة أشهر إذا كان الطلب مبنيا على الرغبة في استرجاع المحل لالستعمال
الشخصي أو لهدمه وإعادة بنائه أو توسعته ،أو تعليته أو على وجود سبب جدي
يرجع لإلخالل المكتري ببنود العقد.
أما في حالة عدم استجابة المكتري لإلنذار الموجه إليه ،يحق للمكري اللجوء إلى
الجهة القضائية المختصة للمصادقة على اإلنذار ابتداء من تاريخ انتهاء األجل
50مصطفى بونجة ،الكراء التجاري بين ظهير 6411و القانون رقم ،94.61الطبعة اأولى ،الصفحة .72
51الحق في تجديد عقد الكراء التجاري )(elkanounia.com
29
المحددة فيه ،ويسقط حق المكري في طلب المصادقة على اإلنذار بمرور ستة أشهر
من تاريخ انتهاء االجل للمكتري في اإلنذار.
هذا ويبقى للمكتري دائما الحق في التعويض جراء إنهاء عقد الكراء ،وهذا ما
أقره المشرع من خالل المادة 527من قانون رقم 94.61إال أننا نجد المادة 2بعده
حددت الحاالت التي يعفي فيها المكري من أداء التعويض لفائدة المكتري ،والمادة
السابعة اعتبرت أن كل شرط أو اتفاق من شأنه أن يحرم المكتري من حقه في
التعويض عن إنهاء الكراء يعتبر باطال ،والتعويض يحتسب بحجم الضرر الناجم
عن اإل فراغ والذي لحق بالمكتري ،وهذا التعويض يشمل قيمة األصل التجاري
والنفقات التي أنفقها المكتري من تحسينات وإصالحات على المحل وكذا مصاريف
االنتقال إلى محل آخر ،والتعويض دائما ال يمكن أن يقل عن قيمة المبلغ المدفوع
كمقابل الحق في الكراء ،هذا ونجد المادة 5364من نفس القانون نصت على حالة
أخرى يكون فيها المكتري يستحق التعويض ،وهي حالة إفراغ جزء من السكن
الملحق بالمحل التجاري.
وقد يحدث أحيانا أن يبقى المكري معفيا من أداء التعويض لصالح المكتري وهي
حاالت ذكرها المشرع على سبيل الحصر في المادة ،2كأن لم يؤد المكتري الوجيبة
الكرائية داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ توصله باإلنذار ،وكان بذمته ثالثة
أشهر من الكراء لم يؤد وجيبتها ،أو إذا أحدث تغييرات أو إصالحات بالمحل دون
موافقة صاحبه بشكل يضر بالبناية ،أو كأن يقوم بتغيير نشاطه التجاري دون موافقة
المالك ،أو إذا هلك المحل موضوع الكراء ،أو لحق به هالك جراء قوة قاهرة ،أو
كأن يقوم المكتري بكراء ذلك المحل من الباطن دون موافقة صاحب المحل ،أو كأن
52المادة 7من قانون رقم :94.61يستحق المكتري تعويضا عن إنهاء عقد الكراء ،مع مراعاة االستثناءات الواردة في
هذا القانون.
يعادل التعويض ما لحق المكتري من ضرر ناجم عن اإلفراغ .
يشمل هذا التعويض قيمة األصل التجاري التي تحدد انطالقا من التصريحات الضريبية لسنوات األربع األخيرة باإلضافة
الى ما انفقه المكتري من تحسينات واصالحات وما فقده من عناصر األصل التجاري ،كما يشمل مصاريف االنتقال من
المحل.
53المادة 64من قانون رقم 94.61
30
يفقد األصل التجاري عنصر الزبناء أو السمعة التجارية بفعل إغالق المحل لمدة
سنتين على األقل.54
ثانيا :الحق في التعويض عن نزع ملكية العقار المستغل فيه األصل التجاري
إن المادة 46من قانون رقم 94.61تنص على أنه إذا وقع نزع ملكية عقار
يستغل فيه أصل تجاري من أجل المنفعة العامة 55،تطبق مقتضيات القانون رقم
7.26المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة ،56وهذا القانون هو اإلطار القانوني
لنزع الملكية من أجل المنفعة العامة ،ويمتاز بخصوصية مسطرية؛ أي يخضع
لمساطر إدارية وأخرى قضائية ،فالمسطرة اإلدارية تبدأ من اإلعالن عن المنفعة
العامة وإخضاع مقرر التخلي للبحث اإلداري وإبرام االتفاق بالتراضي بين المالك
والنازع للملكية ،أما المرحلة القضائية وما يصاحبها من مساطر تبتدئ بعد صدور
مرسوم نزع الملكية ويتعين على نازع الملكية داخل أجل سنتين من إيداع مقالي
الحيازة ونزع الملكية لدى المحكمة اإلدارية ،حتى تصدر حكما قضائيا بنزع الملكية
وما يترتب عنه من آثار قانونية مهمة ،وتحديد التعويض المناسب عن نزع الملكية
ال بمقتضيات المادة 7من قانون رقم 94.61وإنما وفقا لمقتضيات القانون المتعلق
بنزع الملكية ،ذلك استنادا الى الخبرة القضائية في تحديد التعويض وتقديره.
31
وهذا ما نظمه المشرع في المادة 5744من قانون الكراء التجاري حيث نجدها
فصلت لنا في حالتين:
الحالة األولى :بالرجوع الى أحكام الفقرة األولى من المادة 44من قانون رقم
94.61نجد المشرع يسمح للمكتري بممارسة أنشطة مكملة أو مرتبطة بالنشاط
األصلي المزاول بالمحل ،شريطة أن تكون هذه األنشطة غير منافية لغرض
وخصائص وموقع المحل ،وليس من شأنها التأثيرعلى سالمتها ،وهكذا نجد محكمة
النقض قضت بأنه ":لكنه حيث إن المحكمة لما ثبت لها من مراجعة عقد الكراء
المبرم بين الطرفين أن الشركة المالكة للمحل تأذن للمكتري بتحويل المحل إلى
مشروع سياحي؛ أي مقهى ومطعم ومثلجات وكل ما يدخل في مفهوم المقهى
والمطعم ،اعتبرت عن صواب أن وضع األلعاب اإللكترونية بجزء من المحل
المكترى المقهى والمطعم يدخل ضمن المشروع السياحي المتفق عليه بموجب عقد
الكراء ،وال يشكل تغييرا للنشاط التجاري ،وبالتالي ال يعد سببا مبررا للمصادقة
على اإلنذار باإلفراغ ،وهي بذلك تكون قد قدرت الواقع بما لها من سلطة في ذلك،
وجعلت قرار محكمة النقض معلال بما يكفي لتبريره وركزته على أساس ولم تخرق
58
في ذلك أي مقتضى قانوني وكان ما استدلت به الطاعنة عديم األساس"
الحالة الثانية :تغيير المكتري للنشاط المزاول بالمحل ،هذا ونجد الفقرة األخيرة من
المادة 44من القانون رقم 94.61تقضي بأنه ال يمكن للمكتري ممارسة نشاط
بالمحل المكترى مختلف عما تم االتفاق عليه في عقد الكراء ،إال إذا وافق المكري
كتابة على ذلك ،وبهذا الصدد نجد محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء قضت
57المادة 44من قانون رقم 94.61تنص على ما يلي" :يمكن السماح للمكتري بممارسة نشاط او أنشطة مكملة أو مرتبطة
بالنشاط األصلي ،متى كانت هذه األنشطة غير منافية لغرض وخصائص وموقع البناية ،وليس من شأنها التأثير على
سالمتها وفي هذه الحالة يجب على المكتري ان يوجه طلبا الى المكري يتضمن اإلشارة الى األنشطة التي يريد
ممارستها.
يجب على المكري اشعار المكتري بموقفه بخصوص هذا الطلب ،وفي حالة الرفض يمكن للمكتري اللجوء الى رئيس
المحكمة ،بصفته قاضيا لألمور المستعجلة ،لألذن له بممارسة النشاط او األنشطة الجديدة.
ال يجوز للمكتري ممارسة نشاط بالمحل المكترى ،مختلفا عما تم االتفاق عليه في عقد الكراء ،اال اذا وافق المكري كتابة
على ذلك.
58قرار محكمة النقض عدد ،176المؤرخ في 36/11/4111الملف تجاري عدد 131/3/4/4111المتضمن في كتاب
"الكراء التجاري بين ظهير 6411وقانون رقم " 94.61لمصطفى بونجة.
32
بأنه ":وحيث من جهة فإنه لوجود تغيير في النشاط التجاري المزاول يجب أن يكون
هناك عقد كراء يلتزم فيه المكتري على تحديد نشاطه في نوع معين عندئذ يمكن
القول بأن هناك إخالال ببنود العقد ،إذا غير المكتري النشاط المضمن بعقد الكراء
دون ترخيص من المكري األمر منعدم في النازلة الحال.
ومن جهة أخرى فإن المقصود بتغيير النشاط التجاري دون موافقة المالك هو الذي
يرهق كاهل المكري بالتزامات تلحق به ضررا ،وحيث ألجله فإن تغيير النشاط
التجاري من خياط إلى بائع التمور حتى على فرض ثبوته فإنه ال ينهض سببا
59
لإلفراغ ما دام أن النشاط الجديد ال يلحق ضررا بالمحل وبالجوار"
إن حق كراء المحل من الباطن هو اآلخر لم يغفل عنه المشرع وضمنه في القانون
رقم ،94.61وذلك وفق شروط يجب أن يتقيد بها المكتري ،وهذا ما نجده مكرسا
في المادة 49من القانون نفسه 60؛ حيث أجازت للمكتري أن يؤجر للغير المحل
المؤجر كال أو بعضا ،ما لم ينص العقد على خالف ذلك ،وهذا ما جاء مخالفا
لمقتضيات الفصل 44من ظهير 6411والذي كان يمنع تولية الكراء إال إذا تضمن
عقد الكراء شرطا مخالفا أو وافق رب الملك على التولية.
وطبقا لمقتضيات المادة 49السالفة الذكر فإن العالقة بين المكري والمكتري
األصلي تبقى قائمة ،كما أنه ال يكون لهذا الكراء أي أثر تجاه المكري إال من تاريخ
إخباره به ،وعلى هذا المكري الذي أخبر بالكراء من الباطن أن يشعر المكتري
59قرار محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء رقم 9119/4163الصادر بتاريخ 49/17/4163في الملف عدد
3614/4164/61المتضمن في كتاب :الكراء التجاري بين ظهير 6411والقانون رقم 94.61لمصطفى بونجة.
60المادة 49من قانون رقم :94.61يجوز للمكتري أن يؤجر للغير المحل المكترى كال أو بعضا ،ما لم ينص العقد على
خالف ذلك ،وتبقى العالقة قائمة بين المكري والمكتري األصلي.
ال يكون لهذا الكراء أي أثر تجاه المكري إال من تاريخ إخباره به.
على المكري الذي أخبر بالكراء من الباطن أن يشعر المكتري الفرعي بكل إجراء يعتزم القيام به تجاه المكتري األصلي،
تحت طائلة عدم مواجهته به.
ال يمكن للمكتري الفرعي التمسك بأي حق تجاه المكتري األصلي مع مراعاة الفقرة السابقة.
يبقى المكتريان األصلي والفرعي متضامنان تجاه المكري في جميع االلتزامات المنصوص عليها في عقد الكراء األصلي.
33
الفرعي بكل إجراء يعتزم القيام به تجاه المكتري األصلي تحت طائلة عدم مواجهته
به ،كما أنه ال يمكن للمكتري الفرعي التمسك بأي حق تجاه المكتري األصلي.
ومنه يترتب مجموعة من االلتزامات لفائدة المكري في حالة قيام المكتري بكراء
المحل المكري من الباطن ،ومنها اإلفراغ دون المطالبة بالتعويض في بعض
األحيان ،وكذلك الحق في مراجعة السومة الكرائية للمحل.
المادة 41من قانون رقم 6194.61تطرقت إلى حق المكتري في تفويت الحق في
الكراء وحقه في تفويت األصل التجاري برمته ،لكن ذلك بشروط يجب أن يتقيد بها
وحقوق ستترتب مباشرة للمكتري في حالة القيام بهذا الحق.
وبالرجوع إلى المادة 74من مدونة التجارة نجد المشرع يعرف لنا من خاللها
األصل التجاري بأنه مال معنوي منقول يشمل جميع األموال المنقولة المخصصة
لممارسة نشاط تجاري أو عدة أنشطة تجارية ،ولهذا يمكن للمكتري أن يفوت الحق
في الكراء إما مستقال أو مع بقية عناصر األصل التجاري المذكور في المادة 21
من م.ت بعده 62،ولعل من شروط ممارسة حق التفويت أن يكون عقد التفويت إما
الحق في الكراء أو األصل التجاري في عقد رسمي أو عرفي ثابت التاريخ.
61المادة 41من قانون رقم 94.61تنص على مايلي" :يحق للمكتري تفويت حق الكراء مع بقية عناصر األصل التجاري
أو مستقال عنها دون ضرورة الحصول على موافقة المكري ،وبالرغم من كل شرط مخالف.
يتعين على كل من المفوت والمفوت له إشعار المكري بهذا التفويت ،تحت طائلة عدم سريان آثاره عليه.
ال يحول هذا التفويت دون ممارسة المكري لحقه في المطالبة باإلفراغ"....
62المادة 21من مدونة التجارة تنص على أنه ":يشتمل األصل التجاري وجوبا على زبناء وسمعة تجارية.
ويشمل أيضا كل األموال األخرى الضرورية الستغالل األصل كاالسم التجاري"....
34
هذا ونجده ملزما دائما بأداء الوجيبة الكرائية لفائدة المكري ذلك حسب ما تم
االتفاق عليه في العقد ،و إذا تم تفويت حق الكراء ،فيجب أن تراجع السومة الكرائية
دون أن تقل عن السومة الكرائية في الكراء الثاني ،وعدم التقيد بمقتضيات القانون
17.13المتعلق بمراجعة أثمان كراء المحالت المعدة للسكنى أو االستعمال المهني
أو التجاري أو الصناعي أو الحرفي.
ويجب أن تؤدى هذه الوجيبة الكرائية كمقابل انتفاع المكتري بالمحل أو العقار
موضوع عقد الكراء التجاري في التوقيت المحدد اتفاقا بين طرفين في العقد ،إما
63
على أساس أسبوع أو شهر أو سنة
الفقرة الثالثة :الضمانات المخولة للمكتري
كما هو معروف أن العالقة التي تربط بين المكري والمكتري هي عالقة صراع
بين المصالح ،فالمكري يسعى إلى استرجاع محله ،والمكتري يحرص دائما على
االحتفاظ بالمحل لمدة أطول ،واستقبال الزبناء ،هذا ونجد المشرع تدخل من جديد
من خالل قانون رقم 94.61لسد الفراغ والقصور الذي وقع في :ق.ل.ع المعروف
بمبادئه ونظرياته التقليدية ،لذلك أعطى المشرع مجموعة من الضمانات للمكتري
كذلك ال للمكري فقط ،ومن بين هذه الضمانات نجد الضمان في حالة اإلفراغ للهدم
وإعادة البناء(أوال) والضمان في حالة اإلفراغ المؤقت لتوسيع المحل أو
64
تعليته(ثانيا)
أوال :الضمانات المخولة للمكتري في حالة االفراغ المؤقت للهدم وإعادة البناء
يحق للمكري المطالبة بإفراغ المحل مؤقتا بهدف هدم المحل وإعادة بنائه بعد
إثبات هذه المطالبة ،وذلك ما يستشف من المادة 4من قانون الكراء التجاري الجديد
والتي تنص على أنه" يحق للمكري المطالبة باإلفراغ لرغبته في هدم المحل وإعادة
بنائه شريطة إثبات تملكه إياه لمدة ال تقل عن سنة من تاريخ اإلنذار وأدائه للمكتري
تعويضا مؤقتا يوازي كراء ثالث سنوات مع االحتفاظ له بحق الرجوع إذا اشتملت
البناية الجديدة على محالت معدة لممارسة نشاط مماثل تحدده المحكمة من خالل
63مصطفى بونجة .م س .ص 661
"64ضمانات إنهاء عقد الكراء الوارد على المحالت المعدة لإلستعمال التجاري ،دراسة في ضوء قانون رقم "94.61
للطالب أحمد الدرقاوي ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،السنة الجامعية 4162/4167الصفحة 646
35
التصميم المصادق عليه من الجهة االدارية المختصة على أن يكون قدر اإلمكان
متطابقا مع المحل السابق والنشاط الممارس فيه"
وفي حالة ما إذا استجابت المحكمة لطلب المكري الرامي إلى استرجاع محله
مؤقتا لمدة ال تتعدى ثالث سنوات من تاريخ اإلفراغ قصد الهدم وإعادة البناء ،ففي
مقابل ذلك تلزمه المحكمة بأداء تعويض للمكتري يوازي كراء ثالث سنوات مع
احتفاظه بحق الرجوع إذا اشتملت البناية الجديدة على محالت معدة لممارسة نشاط
مماثل 65.أما إذا تبين للمحكمة أن البناية لم تشمل على المحالت المعدة لممارسة
نشاط مماثل فإنها تقضي مباشرة باإلفراغ بصفة نهائية طبقا لمقتضيات الفقرة
الرابعة من المادة التاسعة ،والحكم بتعويض كامل وفقا لمقتضيات المادة السابعة من
نفس القانون.
ثانيا :الضمانات المخولة للمكتري في حالة االفراغ المؤقت لتوسيع المحل أو
التعلية
رجوعا إلى المادة 61من قانون رقم 94.61نجدها تنص على ما يلي " :إذا
اعتزم المالك توسيع أو تعلية البناية وكان ذلك ال يتأتى إال بإفراغ المحل أو
المحالت المكتراة ،فإن اإلفراغ المؤقت للمكتري يتم لمدة يحددها المكري ،على أن
ال تتعدى سنة واحدة ابتداء من تاريخ اإلفراغ.
يستحق المكتري تعويضا عن مدة إفراغه يساوي الضرر الحاصل له ،دون أن
يتجاوز مبلغ األرباح التي يحققها ،حسب التصريحات الضريبية للسنة المالية
المنصرمة ،مع األخذ بعين االعتبار أجور اليد العاملة والضرائب والرسوم
المستحقة خالل مدة حرمانه من المحل وفي جميع الحاالت يجب أن ال يقل
الـتعويض الشهري عن قيمة السومة الكرائية.
يمكن تمديد مدة اإلفراغ ألجل ال يتعدى سنة بطلب من المكري.
ال يحق للمكري استيفاء الوجيبة الكرائية طيلة مدة اإلفراغ.
65الفقرة األولى من المادة 4من قانون الكراء التجاري الجديد.
36
يجب على المكري إعادة تسليم المحل داخل األجل المشار إليه في الفقرة األولى
أعاله ،وإال حق المكتري المطالبة بالتعويض الكامل وفق مقتضيات المادة 7أعاله،
ما لم تكن أسباب التأخير خارجة عن إرادة المكري"
نستشف من المادة أعاله أنه يمكن للمكري المطالبة بإفراغ المكتري مؤقتا لمدة ال
تتعدى سنة قابلة للتجديد لمدة سنة أخرى مرة واحدة ،إذا قرر توسيع أو تعلية البناية،
وكان ذلك ال يتنافى مع إفراغ المحل أو المحالت المكتراة.
66ضمانات إنهاء عقد الكراء الوارد على المحالت المعدة لالستعمال التجاري ،مرجع سابق ،ص.636
37
الفصل الثاني :اآلليات
المسطرية المتبعة في
المنازعات القضائية على
ضوء القانون 94-61
38
المبحث األول :اإلنذار والفسخ
إ ن ممارسة نشاط تجاري أو صناعي أو حرفي أو حق االنتفاع في عقار أو
محل تجاري حسب المدة المتطلبة قانونا وبموجب عقد الكراء ينشئ عنصرا جديدا
أو قيمة جديدة تضاف إلى األصل التجاري ،وتزيد من مكانته وهو الحق في الكراء
الذي يضمن االستقرار واالستمرار في ممارسة نشاطه التجاري ،وبما أن الحق في
الكراء يكتسي أهمية في تحديد وتثبيت موقع أو مكان األصل التجاري لجلب
الزبناء ،فإن المشرع المغربي وعلى غرار باقي التشريعات المقارنة عمل على
وضع وسائل للحفاظ عليه عند نهاية عقد الكراء ،فاعتبر أن هذا األخير ال يمكن
إنهاؤه بطريقة تلقائية ،بل استوجب إتباع مجموعة من اإلجراءات المسطرية أمام
القضاء ،عن طريق ضرورة توجيه اإلنذار للمكتري(المطلب األول)إلنهاء أو فسخ
العالقة الكرائية(المطلب الثاني).
المطلب األول :االنذار ودعوى المصادقة عليه
تم تنظيم مسطرة اإلنذار كآلية لتبليغ المكتري برغبة المكري في إنهاء عقد
الكراء التجاري بمقتضى المادة 41من القانون ،49.16والتي عمل من خاللها
المشرع على تجديد مجموعة من الشكليات واآلجال الواجب احترامها (الفقرة
األولى) كما نظمت دعوى المصادقة عليه أيضا (الفقرة الثانية)
الفقرة األولى :االنذار كآلية مسطرية
اإلنذار هو عبارة عن تنبيه من المكري موجه للمكتري بإخالء العين المكتراة
لسبب من األسباب الموجبة لإلنذار والتي سنفصل فيها في الفقرات اآلتية.
وطبقا للمادة 26من القانون 49.16يجب لألخذ باإلنذار استيفاء مجموعة من
الشكليات (أوال) وأن يتم تبعا لألجل المحدد قانونيا للغرض من االفراغ(ثانيا).
39
للمكتري إنذارا يتضمن وجوبا السبب الذي يعتمده ،وأن يمنحه أجال لإلفراغ
اعتبارا من تاريخ التوصل.
والمالحظ أن المشرع قيد حرية المكري في استرجاع ملكه بضرورة بيان
السبب الذي يدعيه قصد إفراغ المكتري من العقار أو المحل التجاري ،وذلك من
أجل السعي إلى استمرار العالقة التعاقدية وإحداث نوع من التوازن بين طرفي
عقد الكراء ،لذلك يكون إلزام المكري بذكر سبب اإلخالء ضمن األسباب القانونية
67
القصد منها الحد من التصرفات االرتجالية للمالك باختالف المكتري
ويثار في هذا الصدد تساؤل محوري حول مدى اعتبار تلك األسباب التي يجب أن
يوردها المكري باإلنذار محددة من طرف المشرع حصرا ،بحيث ال يمكنه
المطالبة بإفراغ المكتري من المحل المتكرى إال باالستناد عليها ،أم أن له الحق في
استرداد عقاره أو محله التجاري ألي سبب كان؟
نعتقد أن المشرع وبمقتضى قانون رقم 49-16تولى تحديد األسباب التي يمكن
للمكري أن يستند عليها للمطالبة بإفراغ المكتري من العين المكتراة ،غير أن بعض
الفقه اعتبر أنه يحق للمكري أن يخلي عقاره من المكتري ألي أسباب أراد ،إال أنه
يجب عليه أن يعوض المكتري في هذه الحالة عن الضرر الذي سيتعرض له بسبب
استعمال هذا الحق .68
فسندنا في اعتبار أن األسباب الداعية إلى اإلفراغ مقيدة هو ما أقرته المادة 27من
قانون رقم 49-16حينما اعتبرت أن الجهة القضائية المختصة إذا تبين لها عدم
صحة السبب المبني عليه اإلنذار قضت برفضه ،ومن تم فإنه يتبين أن مسألة
تسبيب اإلنذار الرامي إلى إفراغ المكتري غير مطلقة على عواهنها ،بل قيدها
المشرع المغربي في أسباب على سبيل الحصر ال ينبغي التوسع فيها ،وذلك تماشيا
مع الضمانات التي نص عليها قانون رقم 49-16والتي جاءت في مجملها في
صالح المكتري ،والتي تشترط لقبول طلب اإلفراغ أن يكون السبب المستند عليه
جديا وصحيحا ،وما تنبغي اإلشارة إليه في هذا الصدد أنه يجب على المكري أن
يرتكز على سبب واحد باإلنذار ،ويمنع عليه أن يقوم بتضمين سببين مختلفين
باإلنذار ،وذلك بغية تحقيق نتيجة اإلفراغ في حالة ما إذا تأكدت المحكمة من عدم
جدية أحد السببين.
67محمد بونبات :الكراء التجاري بين ظهير 49ماي 6411و مدونة التجارة،ص.71
68أحمد عاصم :الحماية القانونية للكراء التجاري ،م س ،ص 57 .
40
-2طرق تبليغ االنذار
نصت المادة 34من القانون رقم 49.16على أنه يجب أن تتم اإلنذارات
واإلشعارات وغيرها من اإلجراءات ،المنجزة في إطار هذا القانون بواسطة
مفوض قضائي ،أو طبق اإلجراءات المنصوص عليها في قانون المسطرة
المدنية ،والتنصيص على إمكانية التبليغ بواسطة المفوض القضائي جاء لوضع
حد للتضارب الذي عرفه العمل القضائي بخصوص مدى صحة تبليغ اإلنذار في
إطار ظهير 1955بواسطة المفوضين القضائيين.
فبالرجوع إلى بعض األحكام والقرارات نجدها قد اعتبرت ب أنه "ثبت من
الرجوع إلى الفقرة الثالثة من المادة 15من القانون رقم 81.03لسنة 2003
المتعلق بتنظيم مهنة المفوضين القضائيين أنها تخول للمفوض القضائي تبليغ
اإلنذارات بطلب المعني باألمر مباشرة ما لم ينص القانون على طريقة أخرى
للتبليغ ،وما دام أن الفقرة األخيرة من الفصل السادس من ظهير 24/05/1955
أوجبت توجيه اإلنذار باإلفراغ ،إما طبقا للكيفيات المنصوص عليها في الفصول
31و 37و 38و 39من قانون المسطرة المدنية ،وإما بواسطة رسالة مضمونة مع
اإلعال م ،فإنها تكون بذلك قد نصت على طريقة معينة للتبليغ ،وبذلك يكون دفع
المدعى عليه بخصوص مخالفة التبليغ الذي تم به اإلنذار موضوع الدعوى دفعا
جديرا بالمناقشة ،ويشكل منازعة جدية تقتضي التصريح بعدم االختصاص وبتحميل
المدعي الصائر.69
وفي قرار آخر اعتبرت محكمة النقض بأنه " حيث إن الثابت من أوراق الملف
خاصة محضر تبليغ اإلنذار باإلفراغ أن مهمة تبليغ هذا األخير أسندت إلى العون
القضائي من المعني باألمر في إطار القانون رقم 41/80الصادر بتاريخ
25/12/21الذي أوكل لألعوان القضائيين صالحية بتبليغ اإلنذارات بطلب من
المعني ب األمر مباشرة وأن تكليف المشرع العون القضائي بتبليغ اإلنذار يقتضي
بالضرورة تكليفه بإعداد الصورة المادية لذلك التبليغ والذي يتجلى في المحضر
المنجز من طرفه ،والذي يشهد على التبليغ ،وهو يقوم مقام شهادة التسليم التي
تستعمل إلجراء التبليغ الذي يتم عن طريق المحكمة ،وأنه باالطالع على محضر
التبليغ يتبين أن العون أشار إلى كونه انتقل إلى عنوان المحل المكترى وخاطب
المبلغ إليه شخصيا آيت الحاج محمد الذي وجده بعنوانه المذكور ،وصرح له
بصفته المعني بالتبليغ شخصيا ،ورفض التوقيع واإلدالء ببطاقته الوطنية وأنالبيانات
69األمر االستعجالي عدد 491الصادر عن المحكمة التجارية بمراكش بتاريخ ) 46/19/4114مرجع أورده مصطفى
بونجة في مؤلفه الكراء التجاري بين ظهير ٥٥١١والقانون رقم ٥١-٩٥الطبعة األولى ،ص .)٥٣١
41
المضمنة بمحضر التبليغ جاءت منسجمة مع مقتضيات الفصل 39من ق .م .م،
وأن المحكمة لما اعتبرت أن إجراءات تبليغ اإلنذار غير قانونية اعتمادا على العلة
المنتقدة المشار إليها في الوسيلة لم تجعل لقضائها أساسا من القانون فعرضت بذلك
قرار محكمة النقض"،70كما أنها اعتبرت بأنه " حقا حيث إن المادة 15من القانون
رقم 81.03المنظم لمهنة المفوضين القضائيين منحت اختصاص القيام بعمليات
التبليغ للمفوض القضائي والمادة 18من القانون المذكور حددت الطريقة التي
يتبعها في التبليغات ،وذلك بوجوب إنجازها في ثالثة أصول ،والقرار لما اعتبر
لصحة عملية التبليغ إنجاز شهادة التسليم باعتبارها هي المعتبرة لصحته ومحضر
العون القضائي ليس كافيا للقول بثبوت تبليغ االنذار ،رغم إشارة المفوض المبلغ
إلى البيانات الضرورية التي ضمنها به ،لم يركز قضاءه على أساس قانوني سليم
مما يتعين معه نقضه أما فيما يتعلق باإلجراءات المنصوص عليها في قانون
المسطرة المدنية والمتعلقة بالتبليغ تتحدد خصوصا في الفصول 37و 38و 39من
ق .م .م حسبما تم تعديلها ،هاته الفصول التي تنص على أنه يوجه االستدعاء
بواسطة أحد أعوان كتابة الضبط ،أو أحد األعوان القضائيين 71أو عن طريق البريد
برسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل أو بالطريقة اإلدارية ،وإذا كان المرسل إليه
يقيم خارج المغرب ،يوجه االستدعاء بواسطة السلم اإلداري على الطريقة
الدبلوماسية أو بواسطة البريد المضمون ،عدا إذا كانت مقتضيات االتفاقيات الدولية
تقضي بغير ذلك ،كما أن الفصلين 38و 39من ق م .م .ينصان على أنه يسلم
االستدعاء والوثائق إلى الشخص نفسه أو في موطنه أو في محل عمله أو في أي
مكان آخر يوجد فيه ،ويعتبر محل اإلقامة موطنا بالنسبة لمن ال موطن له بالمغرب،
ويجوز أن يتم التسليم في الموطن المختار ،72ويجب أن يسلم االستدعاء في غالف
70قرار محكمة النقض عدد 741 :الصادر بتاريخ 14/11/4166 :في الملف التجاري عدد6133/3/4/4161 :
(مصطفى بونجة مرجع سابق ،ص)٥٣٣
71انظر القانون رقم 81.03بتنظيم مهنة المفوضين القضائيين ،الصادر األمر بتنفيذه بمقتضى الظهير الرشيف رقم
1.06.23بتاريخ 15محرم 14(1427فبراير ،) 2006الجريدة الرسمية عدد 5400بتاريخ فاتح صفر 2(1427مارس )4111
ويسري مفعول هذا القانون بعد ثالثة أشهر من نشره بالجريدة الرسمية ،وتنسخ بموجبه مقتضيات القانون رقم
96.21بإحداث هيئة لألعوان القضائيين وتنظيمها (مرجع سابق مصطفى بونجة،ص)٥٣١
72تم تعديل الفصل 38أعاله بموجب القانون رقم ،33.11الصادر بالجريدة الرسمية عدد 5975بتاريخ 6
شوال 1(6934سبتمبر ،)4166ص 9324؛ إلى أن هذا التعديل شمل الفقرة األولى فقط دون باقي الفقرات كما بني ذلك
استدراك الخطأ المادي الصادر بالجريدة الرسمية عدد 1144بتاريخ 47ذو الحجة 64(6933نوفمبر ،)4164ص
(1299مرجع سابق مصطفى بونجة)
42
مختوم ال يحمل إال االسم الشخصي والعائلي وعنوان سكنى الطرف وتاريخ التبليغ
متبوعا بتوقيع العون وطابع المحكمة.
كما ترفق باالستدعاء شهادة يبين فيها من سلم له االستدعاء وفي أي تاريخ ،ويجب
أن توقع هذه الشهادة من الطرف أو من الشخص الذي تسلمها في موطنه.
73إن المشرع المغربي لم يعتبر احترام مدة العقد شرطا أساسيا لصحة التنبيه بمقتضى قانون رقم 49-16وذلك بغية
حماية الملكية التجارية وضمان التوازن بينها وبين الملكية العقارية ،وخير دليل على ذلك أنه قلص من مدة اكتساب
الحق في الكراء إلى سنتين بعدما كانت تختلف حسب نوعية العقد ،بحيث إذا كان عقد الكراء مكتوب فإن مدة
اكتساب الملكية التجارية تتحدد في سنتين ،أما إذا كان عقد الكراء شفوي ،فإن المدة تتحدد في أربع سنوات.
43
نعتقد جازمين أنه ما دامت المدة قد احترمت باإلنذار حسب التفصيل أعاله ،فإنه
لن يرتب جزاء عدم قبول اإلنذار إشكاال في حالة ما إذا أغفل المكري اإلشارة إلى
مدة التنبيه باإلنذار ،وبما أن المشرع قد تولى تحديدها من تلقاء نفسه ،وبالتالي فإنه
من حق المكتري أن يتمتع بها سواء أشار إليها اإلنذار أو لم يشر إليها ،فال بطالن
بدون نص ،وأن المشرع لو أراد ذلك لنص على ذلك صراحة.
والجدير بالذكر أن المدد الخاصة باإلنذار هي عبارة عن قواعد آمرة ،ال يجوز
االتفاق على إسقاطها أو تعديلها بالزيادة أو النقصان ، 74وهو ما كرسه العمل
القضائي في العديد من قراراته ،بحيث جاء في قرار صدر عن محكمة االستئناف
التجارية بالدار البيضاء" 75حيث إن المستأنف نازع في األجل المضروب له في
اإلنذار المبلغ له بالتاريخ أعاله ،وفعال باالطالع على مضمونه تبين أن المكري
منحه فقط أجل 48ساعة من أجل إبراء ذمته من مبلغ 18200درهم وهو مبلغ ال
يستهان به ،وأن االجتهاد القضائي استقر على أن األجل المعقول يقدر في 15يوما،
وأن الطاعن توصل باإلنذار في 2009 /11/17وبادر إلى عرض الكراء على
دفاع المستأنف عليه بتاريخ 2009/12/02أي داخل األجل أعاله ،وأن العرض
هو الذي ينفي حالة المطل"
الفقرة الثانية :دعوى المصادقة على اإلنذار
تدخل المشرع المغربي بمقتضى القانون رقم 94.61لفك تنازع االختصاص
الذي كان سائدا في ظل ظهير 1955الملغى؛ أي بمعنى أوضح جاء هدا األخير
لحل اإلشكاالت التي كان يطرحها الواقع العملي لعقد الكراء التجاري بحيث نصت
المادة 35من نفس القانون على أنه تختص المحاكم التجارية بالنظر في النزاعات
المتعلقة بتطبيق هذا القانون غير أنه ينعقد االختصاص للمحاكم االبتدائية طبقا
للقانون المتعلق بالتنظيم القضائي للمملكة ،وبذلك يكون المشرع قد حدد الجهة
المختصة للبت في نزاعات األكرية التجارية (أوال) كما عمل على تحديد نطاق
اختصاصها (ثانيا).
74محمد كشبور :الكراء المدني والكراء التجاري ،م س ،ص) 103 .ذكره جواد الرفاعي في مؤلفه الكراء التجاري
الثابت والمتغير في ضوء القانون ،٥١-٩٥ص)٥٩
75قرار رقم 2012/120صدر بتاريخ 2012/01/05في ملف تجاري عدد ،2015/2011/3029قرار أورده
عمر ازوكار في مرجعه :الكراء التجاري في ضوء ظهير 24ماي 1955وقضاء محكمة النقض ،م س ،ص .
.135
44
أوال :المحكمة المختصة
إن مقتضى المادة 35من القانون رقم 94.61التي حددت المحكمة المختصة
بالنظر في المنازعات المتعلقة بتطبيق هذا القانون يشوبها نوع من الغموض،
فالمحكمة التجارية تختض بالبت في المنازعات المتعلقة بتطبيق هذا القانون ،وما
يخرج عن مجال تطبيق هذا القانون تختص به المحكمة االبتدائية ،كالمنازعة
المتعلقة بطلب الوجيبة الكرائية من المكتري ،أو طلب إصالح العقار إذا كانت تلك
اإلصالحات تقع على عاتق المكري ،وهذا النوع من االحتياط قام به المشرع ربما
للتعديل الذي سيدخل على القانون المتعلق بالتنظيم القضائي للمملكة الرامي إلى
إحداث غرف تجارية لدى المحاكم االبتدائية.76
ولقد جاءت المادة 35من القانون رقم 94.61تكريسا للموقف القضائي الذي
استقر عليه القضاء المغربي بخصوص إسناد االختصاص للقضاء التجاري
للنظر في المنازعات المتعلقة بالكراء التجاري ،وذلك بعد طول تضارب بين
عمل المحاكم في هذا الشأن وخصوصا مع بداية عمل المحاكم التجارية ،بعدما
كان االختصاص يعود للمحاكم االبتدائية بموجب المادة 33من ظهير 1955إال
ما استثني بمقتضى الفصلين 27و 30منه ،وهكذا فمحكمة االستئناف بفاس كانت
تعتبر" أن عقد كراء المحل التجاري وإن كان يتصف بصفة تجارية فهو ال يدخل
ضمن العقود التجارية التي تولت مدونة التجارة تحديدها وتعريفها وبالتالي جعلت
تطبيقها أمام المحاكم التجارية وأن سكوت المادة 20من القانون المنظم للمحاكم
التجارية عن إسناد االختصاص في دعوى كراء المحل التجاري إلى رئيس
المحكمة التجارية ،وتصريح ظهير 1955إلعطاء هذا االختصاص لرئيس
المحكمة التجارية االبتدائية ،وكذا الطابع المدني المعترف به تقليديا لعقد الكراء،
وكذا الصفة التخصصية التي تتمتع بها المحاكم التجارية ،كل ذلك يجعل المحاكم
77
المدنية هي المختصة للنظر في الدعاوي المتعلقة باألكرية المدنية "
ثانيا :نطاق اختصاص المحكمة
حدد القانون رقم 94.61نطاق اختصاص المحكمة بخصوص طلب اإلفراغ
( ،)6وكذلك طلب المكتري للتعويض ( ،)4كما أنه نص على حماية األغيار وذلك
من خالل تنظيم مسطرة إعالم الدائنين (.)3
76عبد الواحد بن مسعود :القانون المتعلق بكراء العقارات و المحالت لإلستعمال التجاري والحرفي والصناعي مجلة
المحاكم المغربية(أورده عبد الغاني الراوي في مرجعه في مقاله المسطرة القضائية إلنهاء عقد الكراء )
77قرار محكمة االستئناف التجارية بفاس رقم 29الصادر بتاريخ 1998\08\19في الملف عدد .98\70ذكره مصطفى
بونجه ،ص148
45
-1البت في طلب االفراغ
نصت المادة 27من القانون رقم 94.61على أنه إذا تبين للجهة القضائية
المختصة صحة السبب المبني عليه اإلنذار قضت وفق طلب المكري الرامي إلى
المصادقة على اإلنذار وإفراغ المكتري ،وإال قضت برفض الطلب.
ويشكل هذا المقتضى تطورا نوعيا من شأنه حسم التضارب الحاصل في العمل
القضائي فيما بين محاكم الموضوع من جهة ،ومقارنة مع ما استقر عليه اجتهاد
محكمة النقض من جهة أخرى ،بشأن الجزاء المترتب عن عدم جدية السبب المعتمد
في اإلنذار ،فكان اتجاه يقضي ببطالن اإلنذار ،وآخر يقضي بالتعويض الكامل عن
اإلفراغ تمسكا بالتفسير الضيق للقانون ،باعتبار أن تسبيب اإلنذار في إطار ظهير
24ماي 1955هو فقط لتقدير أحقية المكتري في التعويض من عدمه ،وليس
لتبرير اإلفراغ . 78
وفي حالة ثبوت السبب المعتمد في اإلنذار ،وإذا قضت الجهة القضائية المختصة
بإفراغ المكتري مع التعويض فإنه يجب على المكري إيداع مبلغ التعويض المحكوم
به داخل أجل ثالثة أشهر من التاريخ الذي يصبح فيه الحكم قابال للتنفيذ ،وإال اعتبر
متنازال عن التنفيذ ،ويتحمل حينئذ جميع المصاريف القضائية المترتبة عن هذه
المسطرة .79
وتجدر اإلشارة إلى أن المكري يسقط حقه في طلب المصادقة على اإلنذار بعد
مرور ستة أشهر من تاريخ انتهاء األجل الممنوح للمكتري في اإلنذار ،وبما أن
األمر يتعلق بأجل سقوط ال يخضع لالنقطاع وال للوقف ،وهو من النظام العام
تثيره المحكمة تلقائيا.80
والجدير بالذكر أن اإلفراغ تتعد أسبابه وحاالته حيث نجد من أبرزها:
حالة اإلفراغ لعدم أداء واجبات الكراء.
حالة إحداث تغييرات جوهرية بالمحل دون موافقة المكري.
حالة تغيير نشاط األصل التجاري دون موافقة المالك.
حالة وجود المحل في وضعية آيلة للسقوط.
80وزارة العدل والحريات ،القانون 49.16المتعلق بكراء العقارات أو المحالت المخصصة لالستعمال التجاري أو
الصناعي أو الحرفي في شروح .فبراير ، 2017ص( 55ذكر في أحد مراجع رسالة لنيل دبلوم الماستر ،الحماية
القانونية لعقد الكراء التجاري)
46
حالة الكراء من الباطن.
حالة الهدم وإعادة البناء.
حالة اإلفراغ للرغبة في استرجاع المحل لالستعمال الشخصي.
حالة هالك المحل بفعل المكتري أو بسبب قوة قاهرة أو حادث فجائي.
-2البت في طلب التعويض
خول المشرع للمكتري في المادة 27من قانون 94.61الحق في أن يتقدم
بطلب التعويض أثناء سريان دعوى المصادقة على اإلنذار ،وإذا لم يقم بذلك أثناء
سريان الدعوة فله أن يرفع دعوى التعويض داخل أجل ستة أشهر من تاريخ
تبليغه بالحكم النهائي القاضي باإلفراغ.
إال أن السؤال الذي يطرح بهذا الخصوص ،هو هل يسقط حق المكتري في
المطالبة بالتعويض في حالة عدم احترامه لهذا ألجل قياسا على ما جاءت به المادة
، 26التي رتبت جزاء سقوط حق المكري في طلب المصادقة على اإلنذار بمرور
أجل ستة أشهر؟
لم يرتب المشرع هنا أي جزاء على مخالفة المكتري لهذا المقتضى ،والجواب
على هذا السؤال نجده في المادة 31حينما نصت في فقرتها الثانية على أنه يبقى
من حق المكتري إذا لم يسبق له أن تقدم بطلب تحديد التعويض المذكور المطالبة به
أمام المحكمة المختصة وفق مقتضيات المادة السابعة ،دون التقيد باألجل
المنصوص عليه في المادة 27من هذا القانون؛ أي أجل الستة أشهر ،إال أن
ا إلشكال الذي تطرحه هذه المادة هو أنها تتحدث فقط عن التعويض االحتياطي في
حالة حرمان المكتري من حق الرجوع ،دون باقي أنواع التعويضات ،وبالتالي فإن
التساؤل نفسه يظل مطروحا ما دام المشرع لم يرتب أي جزاء على إخالل المكتري
باألجل المنصوص عليه ،ومما يزيد األمر تعقيدا هو أن المحكمة التي يمكنها إقرار
81
جزاءات لم يتم التنصيص عليها في القانون
81نضام سفيان :اإلفراغ على ضوء القانون ،61-94بحث لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص قانون األعمال.
47
وقد نص المشرع في المادة 30على أنه عندما تقضي المحكمة بالتعويض الكامل
وفق المادة السابعة ،فإنه ال يمكن استخالص المبلغ المحكوم به إال بعد إدالء
المكتري بشهادة مسلمة من كتابة الضبط تثبت خلو األصل التجاري من كل تقييد،
وإذا كان األصل التجاري مثقال بالتقييدات ،فإن المكتري يكون ملزما باإلدالء بما
يفيد إشعار الدائنين المقيدين بوقوع اإلفراغ ووجود تعويض مستحق له .وهنا يتبين
بأن المشرع أراد بهذا المقتضى حماية الدائنين ،وبالتالي حماية مصالح اقتصادية
أخرى غير المكري والمكتري.
وفي هذا الصدد يمكن إثارة إشكالية أخرى تتعلق بمدى االلتزام باإلدالء بهذه
الشهادة ،بالنسبة لممارسي بعض األنشطة الداخلة في نطاق تطبيق هذا القانون
82
والتي ال تخضع للتسجيل في السجل التجاري ،كحالة المقاول الذاتي مثال
عمل القانون رقم 16.49على نسخ مقتضيات المادة 112من مدونة التجارة
وذلك بموجب المادة 38منه ،فخالفا لمقتضيات المادة 112من مدونة التجارة
والتي كانت ال تشترط لقبول دعوى اإلفراغ إعالم المكري للدائنين المقيدين في
السجل التجاري ،وذلك انطالقا من أن هذه المادة كانت الغاية منها إعالم المكري
لدائني المكتري باإلنذار الموجه لهذا األخير من أجل إفراغه ،باتخاذ ما يرونه
ضروريا للحفاظ على مصالحهم.
وجاء القانون رقم 16.49بمقتضيات مغايرة للغاية المرجوة بموجب المادة 112
من مدونة التجارة ،ذلك أن المادة 29من القانون رقم 16.49نصت على وجوب
تبليغ المكري طلبه الرامي إلى وضع حد لكراء المحل الذي يستغل فيه أصل
تجاري مثقل بتقييدات إلى الدائنين المقيدين سابقا 83ومن مستجدات هذا القانون
المهمة ،تعريفه للدائن المقيد (الدائن الذي يتوفر على امتياز البائع أو رهن على
األصل التجاري) ،وذلك قصد تفادي التضارب الحاصل على مستوى العمل
القضائي ،وبالتالي استبعاد باقي أصناف الدائنين من إلزامية إشعارهم كما هو
الحال بالنسبة ألصحاب الحجوز التحفظية.
48
وفي نفس سياق حماية الدائنين ،فإن المكتري بدوره ال يمكنه استخالص مبلغ
التعويض الكامل المحكوم به وفق مقتضيات المادة 7إال بعد اإلدالء بشهادة مسلمة
من كتابة الضبط تثبت خلو األصل التجاري من كل تقييد ،وفي حالة وجود تقييدات
وجب عليه اإلدالء بما يفيد إشعار الدائنين المقيدين بوقوع اإلفراغ وبوجود تعويض
مستحق له ،وذلك طبقا للمادة 30التي منحت للدائنين المذكورين إمكانية التعرض
على أداء ثمن التعويض المودع بكتابة الضبط؛ إذ ال يمكن للمكتري استخالص
التعويض المحكوم به لفائدته إال بعد انصرام أجل التعرضات 84المحدد في 15
يوما من تاريخ التوصل باإلشعار.
ولم ينص المشرع على طريقة توجيه ذلك اإلشعار ،لذلك قد يكون بواسطة البريد
المضمون المصحوب باإلشعار بالتوصل ،أو بواسطة مفوض قضائي أو بإشعار
يسلم مباشرة للدائن مع التوقيع على نسخة من ذلك اإلشعار بما يفيد التوصل ،كما
أن المشرع لم ينص على الصيغة التي يحرر بها ذلك اإلشعار والبيانات الواجب
ذكرها والتي من شأنها أن تسهل على الدائن اقتضاء حقوقه .85
49
وفي نفس سياق حماية الدائنين ،فإن المكتري بدوره ال يمكنه استخالص مبلغ التعويض
الكامل المحكوم به وفق مقتضيات المادة 7إال بعد اإلدالء بشهادة مسلمة من كتابة الضبط
تثبت خلو األصل التجاري من كل تقييد ،وفي حالة وجود تقييدات وجب عليه اإلدالء بما
يفيد إشعار الدائنين المقيدين بوقوع اإلفراغ وبوجود تعويض مستحق له ،وذلك طبقا للمادة
30التي منحت للدائنين المذكورين إمكانية التعرض على أداء ثمن التعويض المودع
بكتابة الضبط؛ إذ ال يمكن للمكتري استخالص التعويض المحكوم به لفائدته إال بعد
انصرام أجل التعرضات 86المحدد في 15يوما من تاريخ التوصل باإلشعار ،ولم ينص
المشرع على طريقة توجيه ذلك اإلشعار ،لذلك قد يكون بواسطة البريد المضمون
المصحوب باإلشعار بالتوصل ،أو بواسطة مفوض قضائي أو بإشعار يسلم مباشرة للدائن
مع التوقيع على نسخة من ذلك اإلشعار بما يفيد التوصل ،كما أن المشرع لم ينص على
الصيغة التي يحرر بها ذلك اإلشعار والبيانات الواجب ذكرها والتي من شأنها أن تسهل
على الدائن اقتضاء حقوقه .87
المطلب الثاني :الفسخ كآلية مسطرية
ا لفسخ هو الجزاء الذي يرتبه القانون على إخالل أحد طرفيه بالتزاماته العقدية تجاه
الطرف الثاني ،فيلجأ الطرف اآلخر للقضاء طالبا الحكم بفسخ العقد الذي يربطه بالطرف
األول ،بخطأ من هذا األخير وتحميله كافة نتائج هذا اإلخالل ،فالمتعاقد عندما يطالب بالفسخ
فهو يقصد غاية أخرى وهي الرغبة في التخلص من العقد ،أو التخلص من مدين ال يحترم
88
التزاماته التعاقدية.
ويدخل الفسخ ضمن الحاالت العامة الموجبة النتهاء الكراء لوجود سبب من األسباب
التي تحول دون استمرارية هذا العقد ،ويعتبر هالك المأجور من أهم حاالت االنفساخ التي
تبرر انحالل العالقة العقدية متى أصبحت العين غير صالحة لالستعمال الذي أعدت له ،ال
فرق في ذلك بين الهالك الكلي أو الجزئي ،وهذا ما ورد النص عليه في الفصل 114من
ق.ل.ع "إذا هلكت العين المكتراة أو تعيبت ،أو تغيرت كليا أو جزئيا بحيث أصبحت غير
صالحة لالستعمال في الغرض الذي اكتريت من أجله ،وذلك دون خطأ أي واحد من
المتعاقدين فإن عقد الكراء ينفسخ من غير أن يكون ألحدهما على اآلخر حق في التعرض،
وال يلزم المكتري من الكراء إال بقدر انتفاعه".89
نصت المادة 33من القانون 49.16على أنه في حالة عدم أداء المكتري لواجبات الكراء
لمدة ثالث أشهر يجوز للمكري -كلما تضمن عقد الكراء شرطا فاسخا ،وبعد توجيه إنذار
باألداء يبقى دون جدوى بعد انصرام أجل 61يوما من تاريخ التوصل -أن يتقدم بطلب أمام
قاضي األمور المستعجلة لسماع معاينة تحقق الشرط الفاسخ وإرجاع العقار أو المحل.
وانطالقا من هذه المادة فإن معاينة تحقق الشرط الفاسخ من طرف قاضي األمور المستعجلة
متوقف على شرطين وهما:
90الدكتور مصطفى بونجة :الكراء التجاري بين ظهير 6411والقانون رقم ، 94.61ص.676 :
51
في مقابل االلتزامات التي يتحملها المكري إزاء المكتري فإن هذا األخير يتحمل بدوره
إزاء الطرف األول جملة من االلتزامات التي ال يكتمل الكراء إال بوجودها كااللتزام بأداء
الوجيبة الكرائية والتعهد بالحفاظ على العين المكتراة واستعمالها وفقا للغرض الذي
خصصت له بمقتضى الطبيعة أو االتفاق ،وعند انتهاء مدة الكراء أو الحكم بفسخ العقد فإنه
91
يتعين عليه رد هذه العين المكتراة لصاحبها.
غير أن المكري قد يتقاعس عن الوفاء بهذا االلتزام وهي أداء الوجيبة الكرائية ألسباب
عديدة مما يجعله في حالة مطل ،وقد ذكر لنا المشرع المغربي حالة المطل في الفصل 419
من ق.ل.ع بقوله ":يكون المدين في حالة مطل إذا تأخر عن تنفيذ إلتزامه كليا أو جزئيا من
غير سبب معقول" .
إن استقراء مقتضيات الفقرة األولى من المادة 2من قانون 94.61المنظم للعالقات
الكرائية التجارية والصناعية والحرفية يقودنا إلى استنتاج العديد من الشروط التي اشترط
المشرع ضرورة تحققها للقول بوقوع المكتري في حالة تماطل في أداء الوجيبة الكرائية
والذي يتمثل في أن يكون المكتري لم يؤد الوجيبة الكرائية داخل أجل خمسة عشر يوما من
تاريخ توصله باإلنذار ،وكان مجموع ما بذمته على األقل ثالثة أشهر من الكراء ،ومن ثم
قيام حق المكري في مطالبته باإلفراغ بناء على ذلك ،وعليه فإن المطل ال يتحقق من جانب
المكتري إال بتحقق تلك الشروط.
وعموما يشترك الكراء التجاري مع غيره من العقود األخرى في الخضوع لنتائج
انحالل العالقة العقدية بالفسخ متى توافرت شروط تطبيق هذا الجزاء القانوني ،ويندرج
ضمن هذا الوضع كل مظاهر اإلخالل بااللتزامات العقدية سواء تعلق ذلك بالطرف المكري
أو المكتري إذ يحق لكل منهما أن يجبر الطرف اآلخر على تنفيذ االلتزام ما دام ذلك ممكنا
فإن لم يكن ممكنا جاز للد ائن أن يطلب فسخ العقد وله الحق في التعويض إن كان له مبرر
قانوني في الحالتين.
و تطبيقا لما سبق فإنه يحق للمكري أن يطالب المكتري بالوفاء بالتزاماته القانونية تجاهه
كالوفاء بالوجيبة الكرائية ،والمحافظة على العين المكتراة وعدم إهمالها أو هجرها مثال،
وفي مقابل ذلك فإنه يتعين على المكري أن يضع العين المكتراة تحت تصرف المكتري وأن
يمكنه من استعمالها ،وأن يضمن له صالحية هذا االستعمال بالتعهد بإصالحها وصيانتها
وضمان عيوبها ودفع كل تعرض قد يهدد باستحقاق العين كليا أو جزئيا من حوزة
المكتري ،92ففي مثل هذه األحوال إذا لم يتم إصالح العيب أو تدارك الخطأ العقدي فإنه
كما جعل المشرع في القانون 94.61تماطل المكتري في أداء السومة الكرائية من
األسباب الجدية التي تجيز للمكري طلب إفراغ المحل بغض النظر عما إذا كان العقد
يتضمن الشرط الفاسخ أو ال 94فإذا كان فسخ عقد الكراء قد نظمته المادة 33من القانون
المذكور وأن معاينة تحقق الشرط الفاسخ من طرف قاضي األمور المستعجلة متوقفة على
تحقق شرطين متمثلين في عدم أداء المكتري لواجبات الكراء لمدة ثالث أشهر ،وسبق
تضمين عقد الكراء للشرط الفاسخ فإن اإلفراغ للتماطل منظم بموجب المادة 41من نفس
القانون.
وقد نصت المادة 41من القانون 94.61على أنه يجب على المكري الذي يرغب في
وضع حد للعالقة الكرائية أن يوجه للمكري إنذارا يتضمن وجوبا السبب الذي يعتمده ،وأن
يمنحه أجال لإلفراغ اعتبارا من تاريخ التوصل بهذا األجل الذي حددته نفس المادة في
خمسة عشر يوما ،إذا كان الطلب مبنيا على عدم أداء واجبات الكراء أو على كون المحل
آيال للسقوط.
وزيادة على ما نصت عليه المادة 41فقد نصت المادة 2من نفس القانون على أنه ال
يلزم المكري بأداء أي تعويض للمكتري مقابل اإلفراغ إذا لم يؤد المكتري الوجيبة الكرائية
داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ توصله باإلنذار ،وكان مجموع ما بذمته على األقل
ثالثة أشهر من الكراء.
و بالرغم من وجود التمييز بين حالة وجود الشرط الفاسخ و حالة اإلفراغ للتماطل ،فإنه
وفي اعتقادنا في كلتا الحالتين فإننا ال نكون أمام حالة ثبوت التماطل وحالة تحقق الشرط
الفاسخ إال إذا كان مجموع ما بذمة المكتري على األقل ثالثة أشهر من الكراء ،غير أنه إذا
53
كان المشرع قد أسند االختصاص لقضاء االمور المستعجلة لمعاينة الشرط الفاسخ ،فإن
95
اإلفراغ للتماطل يرجع االختصاص للبث فيه إلى قضاء الموضوع .
غير أنه بالرجوع إلى القانون 94.61المتعلق بالكراء التجاري نجده قد استثنى من نطاق
تطبيق عقود الكراء التي تخص مقاولة خاضعة لمسطرة التسوية أو التصفية القضائية بل
وأخضعهما المشرع في الباب الخامس من مدونة التجارة الخاص بمساطر صعوبات
المقاولة.
وبالتالي فهنا سؤال يطرح نفسه حول التوازن الذي من المفترض أن يقيمه المشرع
المغربي بين القانونين؛ أي بين القانون 73.67المتعلق بمساطر صعوبات المقاولة ،وكذا
القانون 94.61المتعلق بالكراء التجاري؟
وكجواب على ذلك نقول إن عقد الكراء التجاري خالفا لجل العقود الجارية في إطار
صعوبات المقاولة يتميز بخصوصية فريدة ،وهي أنه وعلى الرغم من كونه قد يكتسب صفة
العقد الجاري ،إال أنه يختلف عن باقي العقود الجارية بكونه ينشئ مؤسسة قانونية مهمة،
وهي مؤسسة الحق في الكراء ،أو الملكية التجارية بمفهوم آخر ،هذه الملكية الحاضنة في
جوهرها لمؤسسة مهمة في تجارة التاجر وهي األصل التجاري.
و في إطار الفلسفة العالجية التي تقوم عليها مساطر صعوبات المقاولة وتحقيقا لمبدأ
المساواة بين الدائنين الناشئة ديونهم قبل فتح المسطرة ورغبة المشرع القوية في مساعدة
المقاولة للتخلص من مشاكلها واإلسهام من جديد في االقتصاد الوطني جعلته يسند
96فاطمة الزهراء مغوس ،عقد الكراء التجاري في ظل نظام صعوبات المقاولة ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص
تخصص قانون األعمال و المقاوالت ،جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية واإلقتصادية ،و اإلجتماعية،السويسي -الرباط ،
ص. 14-12
97محمد لفروجي ،صعوبة المقاولة و المساطر القضائية الكفيلة بمعالجتها ،الطبعة األولى ،فبراير ، 4111مطبعة النجاح ،ص.379
98أحمد شكري السباعي ،الوسيط في مساطر الوقاية التي تعترض المقاولة و مساطر معالجتها ،الجزء الثالث ،مطبعة المعارف
الجديدة الرباط ،الطبعة األولى ،4111ص.413
99يقصد بالعقود الجارية contrat en coursتلك العقود التي أبرمها رئيس المقاولة مع األغيار المتعاقدين معه و التي لم تنقضي
آثارها الرئيسية بعد صدور حكم فتح مسطرة المعالجة ،أو بمعنى آخر هي تلك العقود التي تستمر أو تجري آثارها حتى بعد حكم
فتح المسطرة مثل عقود التوريد ،عقود الكراء ....
55
الذي اتخذه السنديك يعطل سريان دعوى فسخ عقد الكراء التجاري المثار من قبل المكري
مالك العقار؟
من المعلوم أن عقد كراء المحالت التجارية ال يتم فسخه بمجرد فتح مسطرة التسوية
القضائية ،حتى ولو كانت لشخصية المكتري اعتبار في إبرام عقد الكراء التجاري ،100بل
يظل العقد جاري التنفيذ؛ ألنه ال ظهير 49ماي 101 6411وال مساطر معالجة صعوبات
المقاولة يرتب جزاء الفسخ بمجرد سقوط المكتري في الصعوبات وفتح المسطرة في
مواجهته.
وهكذا وفي حالة ترتيب جزاء الفسخ على عقد الكراء التجاري فإن آثاره تبدأ في السريان
من تاريخ توافق إرادة طرفي العالقة الكرائية على فسخه بشكل رضائي.
ومن المعلوم أن المطالبة في الفسخ أو التعويض ،أو الفسخ والتعويض ال تثبت سوى
للمتعاقد الطرف في العقد ،أما السنديك فال يملك هذا الحق باعتباره ليس طرفا في العقد ،فما
يملكه السنديك هو الوقوف موقفا إيجابيا وأن يطالب بتنفيذ العقد ،أو أن يتخذ موقفا سلبيا من
عقد الكراء حيث يحق للمكري آنذاك أن يوجه إليه إنذارا ليعبر عن اختياره خالل مدة
الشهر ،وذلك إما االستمرار في تنفيذ عقد الكراء ،أو التقاعس عن الجواب لمدة تتجاوز
شهرا فينفسخ عقد الكراء التجاري بقوة القانون .102
الفقرة الثانية :اإلجراءات المتبعة في فسخ عقد الكراء التجاري
إن المشرع المغربي قد توفق حينما أسند لمؤسسة الرئيس أو القضاء االستعجالي
معالجة العديد من بنود نصوص قانون ،94.61وذلك بغية االستفادة من تجربة رئيس
المحكمة أو من ينوب عنه من أقدم القضاة ،وكذلك ما تتميز به المساطر االستعجالية،
كشمولها بالتنفيذ المعجل وهو ما يساهم قضائيا في اندثار كتلة من القضايا وتصفية وحسم
النزاعات في مهدها ولو مع وجود الحق في الطعن باالستئناف أو اثارة صعوبة في التنفيذ.
ذلك أن رئيس المحكمة المختص يبت في دعوى معاينة تحقق الشرط الفاسخ ،في إطار
مسطرة استعجالية بين طرفي النزاع (أوال) هذا ويعتبر تحقق الشرط الفاسخ من أهم أسباب
الفسخ االتفاقي التي تتميز بإجراءات خاصة تكفل المشرع بتنظيمها (ثانيا).
100عمر أزوكار فسخ الكراء التجاري و مساطر معالجة الصعوبات ،دراسة مقارنة ،مجلة المحاكم المغربية العدد ، 44ص 44و
ما بعدها
101تراجع المادة 32من ظهير 49ماي 6411المتعلق بكراء لألماكن المخصصة لإلستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي.
102أحمد شكري السباعي :الوسيط في مساطر الوقاية من الصعوبات التي تعترض المقاولة و مساطر معالجتها ،الجزء الثاني ،
مطبعة المعارف الجديدة الرباط ،الطبعة األولى 4111ص.334
56
يعد الشرط الفاسخ بندا تعاقديا يتفق عليه األطراف أثناء تحريرهم لعقد الكراء التجاري؛
إذ بتحققه الحقا يمكن ألحدهم اللجوء إلى فسخ العقد دون التوقف على موافقة الطرف
اآلخر.
فالعقد ينفسخ بقوة القانون 103بمجرد إخالل أحد المتعاقدين بالتزاماته دون حاجة لتدخل
القاضي ،بل يقوم بذلك انطالقا من سلطان إرادته فقط ،وحتى في حالة اللجوء إلى القضاء
فإن الشرط الفاسخ يسلب القاضي سلطته التقديرية؛ حيث ال يستطيع أن يمنح للمدين مهلة
لتنفيذ التزامه ،فالقاضي في هذه الحالة ال يملك سوى الحكم بالفسخ فيكون هذا الحكم معلنا له
ال منشأ له.
ينص الفصل 411من ق .ل .ع على ما يلي " إذا اتفق المتعاقدان على أن العقد يفسخ
عند عدم وفاء أحدهما بالتزاماته وقع الفسخ بقوة القانون بمجرد عدم الوفاء".
وما يالحظ من مضمون الفصل أعاله أنه لم يقيد الشرط الفاسخ بعبارات أو شكليات
معينة ،وعليه فإن أي عبارة تصلح ألن تقيم للشرط القاضي بوقوع الفسخ من تلقاء نفسه
وبقوة القانون طالما أنها تنم على حقيقة حكمه ومضمونه على نحو واضح يبتعد كل البعد
104
عن الشك او الغموض.
وقد أكد المجلس األعلى هذا األمر في العديد من قراراته ،نستشهد بأحدها الذي جاء فيه
"إذا تحقق الشرط الفاسخ أصبح العقد مفسوخا بقوة القانون.
لما كان مكتري األصل التجاري يقر بتحقق الشرط الفاسخ فإن قاضي المستعجالت يكون
مختصا بطرده دون أن يكون في ذلك مساس بالجوهر ما دام لم يواجه بأي نزاع جدي حول
تحقق الشرط الفاسخ وال فصل في هذه المسألة وإنما عاين وجودها".105
إال أنه قد يحصل ويتفق األطراف عند إدراجهم للشرط الفاسخ في العقد الرابط بينهم أن
يشترطوا ضرورة اللجوء إلى المحكمة من أجل إضفاء الصبغة الرسمية على الفسخ.
103اعتبر بعض الفقه أن إشكالية العقود المفسوخة بقوة القانون معضلة أرهقت القضاء ،ذلك أن المسائل المتعلقة بفسخ العقود
وانفساخها وإنهاء هذه العالقات عادة ما تكون من مهام محاكم الموضوع وال عالقة لها بالعناصر االستعجالية ألنه ليس هناك ما
يدعى إال أن نقوم بعملية فسخ العقد بطريقة تلقائية ،ومن طرف رئيس المحكمة الذي ال يملك بدوره اإلمكانية التي تؤدي إلى إنهاء
العقد و فسخه بقوة القانون .
-للمزيد من التوسع في الموضوع يراجع في هذا الصدد:
-عبد القدر العرعاري عقد الكراء المدني ،دار األمان الرباط ،الطبعة األولى 4166ص 91وما يليها.
104جواد الرفاعي "لكراء التجاري الثابت و المتغير على ضوء القانون " 94.61دراسة نظرية تطبيقية للنصوص في ضوء
قرارات محكمة النقض وأحكام محاكم الموضوع ،تقديم الدكتور عمر أزوكار ،محامي بهيئة المحامين بالدار البيضاء و باريس
4162ص
105قرار عدد 4441صدر بتاريخ 6/66/6424مجموعة قرارات المجلس األعلى المادة المدنية ،الجزء الثاني ص 171وما بعدها
(اوردته الدكتورة نزهة الخلدي ،أستاذة بكلية المتعددة التخصصات ،تطوان ،الموجز في النظرية العامة لاللتزامات ،مصادر
االلتزام ،الكتاب األول ،الطبعة الثانية مزيدة و منقحة 4161-6931ص .617-611
57
وعلى خالف الشرط الفاسخ المنصوص عليه في القواعد العامة ،فإنه وبالرجوع إلى قانون
94.61المتعلق بعقود كراء العقارات أو المحالت المخصصة لالستعمال التجاري وعلى
غرار ما كان معموال به في ظهير 49ماي 6411الملغى ،نجد أن المشرع المغربي قد
نظم مسألة الشرط الفاسخ واعتبره سببا من أسباب الفسخ ،وذلك حين نص في المادة 33منه
على أنه في حالة عدم أداء المكتري لواجبات الكراء لمدة ثالثة أشهر يجوز للمكري كلما
تضمن عقد الكراء شرطا فاسخا وبعد توجيه إنذار باألداء يبقى دون جدوى بعد انصرام
أجل 61يوما من تاريخ التوصل ،وأن يتقدم بطلب أمام قاضي األمور المستعجلة لمعاينة
106
تحقق الشرط الفاسخ وإرجاع العقار أو المحل .
والمالحظ أن المشرع المغربي سمح بإقحام الشرط الفاسخ ضمن عقد الكراء الرابط بين
الطرفين ،إال أنه قيده في حدود حالة عدم أداء الوجيبة الكرائية دون غيرها ،وهو ما نصت
عليه الفقرة األولى من المادة 33من قانون 49.16بصريح العبارة ،غير أن سريان
مفعول هذا الشرط ال ينتج آثاره إال بعد مضي أجل خمسة عشر يوما تبتدئ من تاريخ تبليغ
107
اإلنذار يوجهه المكري للمكتري و يبقى بدون جواب.
وتجدر اإلشارة إلى أن مسألة اختصاص رئيس المحكمة لمعاينة تحقق الشرط الفاسخ ال
يعني دائما أن المكري ملزم بسلوك المسطرة االستعجالية ،بل يمكنه اللجوء إلى قضاء
الموضوع قصد معاينة تحقق الشرط الفاسخ؛ ألن إسناد هذا االختصاص لرئيس المحكمة
يعتبر استثناء من القواعد العامة ،ويجوز للمكري الخيار في سلوك إحدى المسطرتين.
بقي أن نشير إلى أن المشرع الفرنسي نظم مؤسسة الشرط الفاسخ بصفة عامة في
القانون التجاري الفرنسي؛ حيث لم يميز بين الشرط المتعلق بعدم أداء الوجيبة الكرائية
وباق ي الشروط األخرى ،كما فعل نظيره المغربي إذ جعل نفاذ الشرط الفاسخ وإنتاجه لجميع
آثاره متوقفا على ضرورة توجيه إنذار للمكري .108
106الكراء التجاري الثابت و المتغير على ضوء القانون 94.61لجواد الرفاعي ،م-س ،ص694:
107نجاة الكص :الحق في الكراء ومدى الحماية المقررة له في ضوء ظهير 49ماي ، 6411أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في
الحقوق ،كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية بالدار البيضاء 4111-4119ص . 679
108الكراء التجاري الثابت و المتغير على ضوء القانون ، 94.61لجواد الرفاعي ،م-س ،ص .699
109الدكتورة نزهة الخلدي ،م-س ،ص.617
58
الفسخ في حالة تحقق الشرط الفاسخ المرتبط بعدم أداء السومة الكرائية عند حلول التاريخ
المتفق عليه ،إال أن فك العالقة الكرائية في هذه الحالة رهين بسلوك المكري مجموعة من
الشروط اإلجرائية والمتمثلة في :
-6ضرورة توجيه إنذار مكتوب إلى المكتري لمطالبة بأداء الواجبات الكرائية.
-4وجوب النص في اإلنذار على منح المكتري أجل 61يوما ألداء وذلك تحت طائلة
بطالن اإلنذار.
-3وجوب انصرام األجل المبين أعاله من غير أن يستجيب المكتري لمقتضيات اإلنذار
الموجه إليه .
وذلك قصد تمكينه من آلية مسطرية فعالة وسريعة ومرنة تخول له الحق في استرجاع
محل الكراء بدون أداء أي تعويض في حالة تماطل المكتري في أداء واجبات الكراء لمدة
ثالثة أشهر ،وهذا خالفا للمسطرة المنصوص عليها في الفصل 41من قانون 94.61
المتعلق بحالة االفراغ للتماطل الذي أسند المشرع المغربي االختصاص فيها لقضاء
الموضوع عكس المادة 33من القانون 94.61التي يعود االختصاص فيها لقضاء األمور
المستعجلة من أجل معاينة تحقق الشرط الفاسخ من عدمه ألن الفسخ هنا مقرر قانونا .110
فالمكري ال يعفى من إجراء هام وهو إنذار المدين وتنبيهه بالوفاء بما ترتب بذمته من
وجيبة كرائية أو إثبات امتناعه عن التنفيذ ،واإلنذار الذي يتم االعتداد به هو ذلك الذي
يتوصل به المدين ،فالمادة 33من القانون المذكور أعاله تحد نسبيا من مفعول تطبيق البند
الفاسخ ،بحيث إذا كان عقد الكراء يتضمن بندا من هذا النوع يجب على المكري الذي يعتزم
االعتداد به أن يقوم بتوجيه إنذار للمكتري قصد أداء الوجيبة الكرائية داخل أجل خمسة
عشر يوما.
فهو إنذار من أجل األداء تحت طائلة إعمال الشرط الفاسخ وليس إنذارا يؤدي إلى
تحريك مسطرة تجديد العقد ،أما إذا لم يحترم المكري أجل خمسة عشر يوما ،أو لم يضمنه
باإلنذار ،فإن المحكمة ستقضي ببطالن اإلنذار الموجه للمكتري.
فتماطل المكتري بناء على المادة 33من قانون 94.61ال يتحقق إال إذا قام المكري
بتوجيه إنذار للمكتري وبقي هذا اإلنذار بدون جدوى ،ومن ثم فإن المكتري متى امتنع عن
الوفاء بالتزامه بعد أن توصل باإلنذار وبدون عذر مقبول ،فال يكون حينها جديرا بالحماية
110فسخ عقد الكراء التجاري بين ظهير 49ماي 6411و قانون ، 94.61دراسة مقارنة ،بقلم الباحث نعمان عز الدين ،باحث في
قانون المقاولة جامعة الحسن الثاني -المحمدية .
59
المقررة ضمن مقتضيات القانون المذكور أعاله ،وبالتالي يكون تحقق واقعة تماطله سببا
موجبا إلفراغه من العقار أو المحل التجاري المعتمر من لدنه .111
فأهم ما يالحظ على المادة المذكورة أعاله المنظمة لمقتضيات الفسخ االتفاقي (الشرط
الفاسخ) أن المشرع لم يمنح المكتري أي أجل للوفاء عما ترتب بذمته من واجبات كرائية،
وذلك على عكس ما كان معموال به في ظل ظهير 49ماي 6411الملغى؛ حيث كانت
الفقرة الثانية من الفصل 41من الظهير المذكور تعطي لقاضي الموضوع الحق في أن
يوقف األثر القانوني الشرط الفاسخ ،وذلك بمنحه أجال معينا للمكتري المدين قصد الوفاء
بالتزامه دون أن يتعدى ذلك سنة واحدة ،وهي إمكانية منحت للقضاء إلعمال سلطتها
التقديرية في منح مهلة الميسرة ،التي تعتبر حالة من ضمن الحاالت التي يعمد فيها المشرع
112
إلى وضع حل أو عدة حلول لواقعة معينة.
وفي األخير فإذا كانت دعوى معاينة تحقق الشرط الفاسخ من بين المساطر القضائية
االستعجالية لفسخ عقد الكراء التجاري ،هناك أيضا دعوى الحرمان من حق الرجوع ودعوة
استرجاع حي ازة المحالت المهجورة أو المغلقة والتي سنخصص الحديث والتفصيل فيها في
(المبحث الثاني).
هذا وقد عمل أيضا على تنظيم مجموعة من الدعاوى التي قد تثار بشأن العالقة الكرائية
بين المكري والمكتري ،ولعل أبرزها دعوى الحرمان من حق الرجوع (المطلب األول)،
ودعوى استرجاع حيازة المحالت المهجورة (المطلب الثاني) .
111جواد الرفاعي ،الكراء التجاري الثابت و المتغير في ضوء القانون رقم ، 94.61م-س ،ص .692
112محمد الكشبور :رقابة المجلس األعلى على محاكم الموضوع في المواد المدنية ،محاولة التمييز بين الواقع و القانون ،مطبعة
النجاح الجديدة ،الطبعة األولى ،سنة 4116ص 316وما يليها.
60
المطلب األول :دعوى الحرمان من حق الرجوع
لقد أقر المشرع للمكتري الذي يتم إفراغه ألحد األسباب المشار إليها في المواد 4و63
و ،67الحق في الرجوع إلى المحل عند نهاية األشغال ،ومن الضمانات التي أقرها المشرع
للمكتري هو حق هذا األخير في المطالبة بالتعويض االحتياطي الكامل عن طريق تقديم
دعوى التعويض (الفقرة األولى) ،كما خول له القانون حق تنفيذ التعويض االحتياطي متى
تبث حرمانه من حق الرجوع )الفقرة الثانية).
61
الفقرة األولى :تقديم دعوى المطالبة بالتعويض
تقضي المادة 36من قانون 94.61المتعلق بكراء العقارات والمحالت المخصصة
لالستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي بأنه "يحق للمكتري ،متى ثبت حرمانه من
حق الرجوع المحكوم به في الحاالت المنصوص عليها في المواد 4و 63و 67طلب
تنفيذ التعويض االحتياطي وفق المبلغ الذي سبق الحكم به.
يبقى من حق المكتري إذا لم يسبق له أن تقدم بطلب تحديد التعويض المذكور المطالبة
به أمام المحكمة المختصة وفق مقتضيات المادة 7أعاله ،دون التقيد باألجل المنصوص
عليه في المادة 47من هذا القانون".
انطالقا من مضمون المادة أعاله نستنتج أن المشرع أبدى تساهال على مستوى التقيد
باألجل المذكور في المادة( 47أوال) ،كما يحق للمكتري من جهة المطالبة بالتعويض
اإلحتياطي أمام المحكمة المختصة في حالة عدم التقدم بهذا الطلب سابقا (ثانا) ،ونشير في
هذا الصدد أن تقدير التعويض االحتياطي يخضع لضوابط متعددة (ثالثا).
بالرجوع لمضمون المادة 11347من قانون ،94.61التي أناط المشرع بمقتضاها للجهة
القضائية المختصة مستعينة بسلطتها التقديرية قصد الوقوف على صحة السبب المبني
عليه اإلنذار ،وبموجب ما توصلت إليه تقضي وجوبا إما بالمصادقة على اإلنذار ومن ثم
إفراغ المكتري ،أو رفض الطلب ،ويحق للمكتري تقديم طلب التعويض أثناء سريان
دعوى المصادقة على اإلنذار.
غير أنه استثناء يمكن للمكتري في حالة عدم تقديم طلب مقابل للتعويض في األجل المحدد
رفع دعوى التعويض داخل أجل ستة أشهر من تاريخ تبليغه الحكم النهائي القاضي
باإلفراغ.
113نصت المادة 72من قانون 61.94على ما يلي "إذا تبين للجهة القضائية المختصة صحة السبب المبني عليه اإلنذار ،قضت
وفق طلب المكري الرامي إلى المصادقة على اإلنذار وإفراغ المكتري ،وإال قضت برفض الطلب
يجوز للمكتري أن يتقدم بطلب التعويض أثناء سريان دعوى المصادقة على اإلنذار .إذا لم يتقدم المكتري بطلب مقابل للتعويض
أثناء سريان هذه الدعوى ،فإنه يجوز له
أن يرفع دعوى التعويض داخل أجل ستة أشهر من تاريخ تبليغه بالحكم النهائي القاضي
باإلفراغ
ال تتم إجراءات تنفيذ الحكم القاضي باإلفراغ إال بعد إيداع التعويض المحكوم به .غير
أنه ينفذ الحكم القاضي باإلفراغ عندما يتعلق األمر بالحالة المنصوص عليها في الفقرة الثالثة
أعاله.
62
ومن البديهي هنا التساؤل حول إمكانية التقيد باألجل الوارد في هذه المادة ،أم أن هناك
أحكاما خاصة في حالة حرمان المكتري من الرجوع؟
تنص الفقرة الثانية من المادة 36على انه "يبقى من حق المكتري ،إذا لم يسبق له أن تقدم
بطلب تحديد التعويض المذكور المطالبة به أمام المحكمة المختصة وفق مقتضيات المادة7
أعاله ،دون التقيد باألجل المنصوص عليه في المادة 47من هذا القانون".
وصفوة القول في ذلك هو أنه خالفا لألجل المحدد للمكتري لطلب التعويض الناتج عن
اإلفراغ الوارد في المادة ،47فإن التعويض عن الحرمان من حق الرجوع يبقى غير
خاضع لهذا األجل ،وذلك بصريح الفقرة الثانية من المادة .36
63
أيضا بتحديد التعويض االحتياطي كامال وفق المقتضيات المادة ،7وذلك بطلب من
المكتري في حالة حرمانه من الرجوع.
ومما ال يفوتنا أن ننوه به أن المشرع قد كان سديدا باعتماده على التصريح الضريبي
الذي يتقدم به المكتري في تحديد قيمة األصل التجاري ،والذي على أساسه سيتم تعويضه
في حالة اإلفراغ.
114ـ نصت المادة 2من قانون 61.94على انه "يستحق المكتري تعويضا عن إنهاء عقد الكراء ،مع مراعاة االستثناءات الواردة في
هذا القانون.
يعادل التعويض ما لحق المكتري من ضرر ناجم عن اإلفراغ
يشمل هذا التعويض قيمة األصل التجاري التي تحدد انطالقا من التصريحات
الضريبية للسنوات األربع األخيرة باإلضافة إلى ما أنفقه المكتري من تحسينات وإصالحات
وما فقده من عناصر األصل التجاري ،كما يشمل مصاريف االنتقال من المحل
غير أنه يمكن للمكري أن يثبت أن الضرر الذي لحق المكتري أخف من القيمة المذكورة.
يعتبر باطال كل شرط أو اتفاق من شأنه حرمان المكتري من حقه في التعويض عن إنهاء الكراء
في الحالة المنصوص عليها في الفقرة الثانية من المادة 6اعاله ،ال يمكن أن يقل التعويض عن اإلفراغ عن المباغ المدفوع مقابل
الحق في الكراء.
115سكينة العمري "،التعويض عن إنهاء عقد الكراء التجاري على ضوء القانون 61.94المتعلق بكراء العقارات أو المحالت
المخصصة لالستعمال التجارب أو الصناعي أو الحرفي" ،مجلة المهن القانونية والقضائية ،سلسلة قانون األعمال و الممارسة
الدار البيضاء ،القضائية ، 8\2منازعات الكراء التجاري بين القانون واالجتهاد القضائي ،مطبعة النجاح الجديد )(CTPطبعة
األولى ،سنة 7279ص.979
64
الفقرة الثانية :تنفيذ التعويض االحتياطي
إن مسألة تعويض المكتري في حالة حرمانه من حقه في الرجوع تشكل أهمية كبرى
ذلك لكونه يعد بمثابة إصالح للضرر الذي يصيب المكتري جراء فقدانه ألصله التجاري،
وهذا ما يفسر اهتمام المشرع لهذا المقتضى ،وبذلك فالمكتري يحق له طلب تنفيذ التعويض
االحتياطي في الحاالت المنصوص عليها في المواد 4و 63و 67وهي حرمان المكتري
من الرجوع في حالة الهدم وإعادة البناء (أوال) ،وحرمان المكتري من الرجوع في حالة
المحالت اآليلة للسقوط (ثانيا) ،ثم حالة حرمان المكتري من الرجوع لتوسيع المحل أو
تعليته (ثالثا) .
أوال :تنفيذ التعويض االحتياطي المحكوم به بموجب الحكم القاضي للهدم وإعادة
البناء باإلفراغ
تعد المادة 4من القانون 94.61116اإلطار المنظم لحالة الهدم وإعادة البناء ،فبموجبها
منح المشرع المغربي للمكتري تعويضا مؤقتا يعادل كراء ثالث سنوات مع احتفاظه بحق
الرجوع في حالة كانت البناية الجديدة تشتمل على محالت معدة لممارسة نشاط مماثل
تحددها المحكمة من خالل التصميم المصادق عليه من الجهة اإلدارية ،على أن يكون
متطابق قدر اإلمكان مع المحل السابق والنشاط الممارس فيه.117
كما يمكن للمحكمة تحت طلب المكتري تحميل المكري جزءا من مصاريف االنتظار
لمدة البناء على أن ال تقل عن نصفها ،غير أنه إذا أعيد البناء وفق معايير غير متناسبة
والنشاط الذي يزاوله المكتري أمكن له طلب تعويض احتياطي كامل من المحكمة حسب
المادة 7متى تم حرمانه من حقه في الرجوع.
116ـنصت المادة 4من قانون 94.61على أنه يحق للمكري المطالبة باإلفراغ لرغبته في هدم المحل و إعادة بنائه ،شريطة إثبات
تملكه إياه لمدة ال تقل عن سنة من تاريخ اإلنذار و أدائه للمكتري تعويضا مؤقتا يوازي كراء 3سنوات مع االحتفاظ له بحق
الرجوع إذا اشتملت البناية الجديدة على محالت معدة لممارسة نشاط مماثل تحدده المحكمة من خالل التصميم المصادق عليه من
الجهة اإلدارية المختصة على أن يكون قدر اإلمكان ،متطابقا مع المحل السابق و النشاط الممارس فيه .
إضافة إلى التعويض المؤقت المشار إليه في الفقرة أعاله ،يمكن للمحكمة ،بناء على طلب المكتري ،تحميل المكري جزءا من
مصاريف االنتظار طوال مدة البناء ال تقل عن نصفها إذا أثبت المكتري ذلك.
و يقصد بمصاريف االنتظار الضرر الحاصل للمكتري دون أن يتجاوز مبلغ األرباح التي حققها حسب التصريحات الضريبية
للسنة المالية المنصرمة مع األخذ بعين االعتبار أجور اليد العاملة و الضرائب و الرسوم المستحقة خالل مدة الحرمان من المحل
إذا لم تشمل البناية الجديدة على المحالت المذكورة ،استحق المكتري تعويضا وفق مقتضيات المادة 7أعاله .
117مصطفى بونجة ،الكراء التجاري بين ظهير 6411والقانون رقم 94.61مطبعة ليتوغراف -طنجة ،الطبعة األولى ،سنة
،4161ص.679
65
ثانيا :تنفيذ التعويض اإلحتياطي المحكوم به بموجب حكم القاضي بإفراغ المحالت
اآليلة للسقوط
باستقرائنا للمادة 63من قانون 94.61والتي أطرت حالة المحالت اآليلة للسقوط،
يتبين لنا أن حق الرجوع المخول للمكتري والذي ال يمكن التمتع به إال إذا تحقق الشرط
الجوهري وهو إعادة إصالح المحل داخل أجل ثالث سنوات الموالية لتاريخ اإلفراغ.118
في حالة ما إذا رغب المكتري في العودة لمحله يتعين عليه حينها التعبير الصريح عن
رغبته في الرجوع أثناء سريان دعوى اإلفراغ ،فإن لم يعبر عن ذلك ،فإن المكري يكون
ملزما تحت طائلة التعويض عن فقدان األصل التجاري بإشعار المكتري بتاريخ الشروع
في البناء ،مع منحه أجال ال يتعدى ثالثة أشهر لإلفصاح عن رغبته في استعمال حقه في
الرجوع ،ومتى انقضت هدة المدة دون أن يعرب عن غبته في استعمال حقه ،فإن هذا
األخير يسقط حقه في التعويض.
ثالثا :تنفيذ التعويض االحتياطي المحكوم به بموجب الحكم القاضي بإفراغ المحل
لتوسيعه أو تعليته
تقضي المادة 61من قانون 94.61على أن المكري الذي قرر توسيع المحل أو تعلية
البناية ،وكان ذلك ال يأتي إال بإفراغ المحل أو المحالت المكراة ،فإن هذا اإلفراغ ال يعدو
إال أن يكون مؤقتا ال يتجاوز سنة واحدة ابتداء من تاريخ اإلفراغ ،مقابل تعويض يساوي
الضرر الحاصل له ،دون أن يتجاوز مبلغ األرباح التي يحققها ،حسب التصريحات
الضريبية للسنة المالية المنصرمة مع األخذ بعين االعتبار أجور اليد العاملة خالل مدة
حرمانه من المحل وفي جميع الحاالت يجب أال يقل التعويض الشهري عن قيمة السمة
الكرائية.
هذا ويجب على المكري تسليم المحل داخل األجل المشار إليه في الفقرة األولى من
المادة ، 61وإال حق للمكتري المطالة بالتعويض طبقا لما ورد في المادة ،7ما لم تكن
أسباب التأخير خارجة إرادة المكري.
أما فيما يخص مسألة إثبات التوسعة أو التعلية ،فالمكري ملزم باإلدالء رخصة البناء
المسلمة من الجهة اإلدارية المختصة وبالتصميم المصادق عليها.
66
المطلب الثاني :استرجاع حيازة المحالت المهجورة أو المغلقة كآلية مسطريه
نص المشرع المغربي على مسطرة استرجاع حيازة المحالت المهجورة أو المغلقة في
المادة 34من القانون ،94.61وذلك في شقين؛ الشق األول تطرق فيه إلى استرجاع
المحل من طرف المكري ،بينما في الشق الثاني تطرق إلى ارجاع الحالة إلى ما كانت
عليه.
لذلك ارتأينا أن نتناول دعوى استرجاع المحل من طرف المكري (الفقرة األولى)
ودعوى ارجاع الحالة إلى ما كانت عليه (الفقرة الثانية)
الفقرة األولى :دعوى استرجاع المحل من طرف المكري
تعتبر مسطرة استرجاع المحل من طرف المكري من الحقوق التي خولها القانون
94.61للمكري ،متى تبين تعسف المكتري في استعمال حقه.
لكن هذه المسطرة ال يتم سلوكها من طرف المكري إال إذا كانت مبنية على أسباب (أوال)
ومعززة بشروط (ثانيا) ،وما يترتب عنها من آثار (ثالثا).
إ ذا كان المشرع قد أغفل اإلشارة إلى هذا المقتضى في القانون المتعلق بكراء العقارات
والمحالت المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي ،فإنه تناوله في
مرسوم قانون رقم 444.41.4الصادر بتاريخ 43مارس 4141والمتعلق بسن أحكام
خاصة بحالة الطوارئ الصحية؛ حيث جاء في مادتها السادسة ما يلي "يوقف سريان
67
مفعول جميع اآل جال المنصوص عليها في النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها
العمل خالل فترة حالة الطوارئ الصحية المعلن عنها ويستأنف احتسابها ابتداء من اليوم
الموالي ليوم رفع حالة الطوارئ المذكورة "
ومن تم يبدو من خالل هذه المادة وكما هو واضح من داللة منطوقها أنها تحدد نطاق
تطبيقها من حيث الموضوع في اآلجال المنصوص عليها في النصوص التشريعية
والتنظيمية الشيء الذي يستغرق معه موضوع الكراء التجاري ويوقف كل اآلجال
المنصوص 119عليها في قانون ،94.61بما فيها توقف المكتري عن أداء الكراء لمدة
ستة أشهر ويبدأ احتساب هذه المدة إلى حين رفع حالة الطوارئ الصحية.
)2تقديم طلب لرئيس المحكمة
يستوجب المشرع السترجاع حيازة المحالت المهجورة أو المغلقة تقديم طلب لرئيس
المحكمة بصفته قاضيا للمستعجالت الذي تبقى له سلطة منح اإلذن باسترجاع المحل
المكت رى من عدمه ،وذلك بعد دراسة الطلب الذي تقدم به المكري وهل هو مستوفي
لشروطه أم ال.
أما في حالة قام المكري باسترجاع حيازة المحل المكترى بعد توقف المكتري عن أداء
الكراء وهجره للمحل إلى وجهة مجهولة لمدة ستة أشهر ،دون تقديم طلب لرئيس
المحكمة ،فإنه يكون قد ألحق ضررا بالمكتري ويجب عليه تعويضه.
وجدير بالذكر أن المشرع من خالل المادة 34من القانون المذكور قد منح االختصاص
للسيد رئيس المحكمة بصفته قاضيا لألمور المستعجلة دون أن يحدد هل رئيس المحكمة
التجارية أو رئيس المحكمة االبتدائية ،كما أن المادة 31من القانون 94.61لم يرفع
االشكال عن هذا المقتضى إذ تطرق لقضاة الموضوع دون القضاء االستعجالي.
لكن برجوعنا إلى بعض مواد القانون 13.41المحدث للمحاكم التجارية خاصة
المستعجالت 120ومسطرة األمر باألداء ،121وكذلك الفصل ،122692من قانون المسطرة
68
المدنية نجدها قد أجابت عن هذا االشكال إذ فتحت المجال أمام رئيس المحكمة االبتدائية
للنظر فيما كان يدخل أصال في اختصاص المحاكم التجارية ورؤسائها ،ومن تم يمكن
القول أنه يمكن للمكري تقديم طلبه أمام رئيس المحكمة االبتدائية أو رئيس المحكمة
التجارية على حد سواء.
121تنص المادة 44من القانون : 13.41يختص رئيس المحكمة التجارية أو من ينوب عنه بالنظر في طلب األمر باألداء الذي
يتجاوز مبلغه المالي عشرين ألف درهم ( 41.111درهم) والمبني على ورقة تجارية ،أو سند رسمي أو اعتراف بدين ناتجين عن
المعامالت التجارية.
يمكن للمدين في حالة قبول الطلب كليا أو جزئيا أن يتعرض على األمر الصادر في مواجهته.
يقبل الحكم الصادر عن المحكمة في إطار التعرض ،االستئناف داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ التبليغ.
تطبق أمام المحاكم التجارية ومحاكم االستئناف التجارية المسطرة المنصوص عليها في الباب الثالث من القسم الرابع من قانون
المسطرة المدنية.
122ينص الفصل 692من قانون المسطرة المدنية :يختص رؤساء المحاكم االبتدائية وحدهم بالبت في كل مقال يستهدف
الحصول على أمر بإثبات حال أو توجيه إنذار أو أي إجراء مستعجل في أية مادة لم يرد بشأنها نص خاص وال يضر بحقوق
األطراف .ويصدرون األمر في غيبة األطراف دون حضور كاتب الضبط بشرط الرجوع إليهم في حالة وجود أية صعوبة.
يكون األمر في حالة الرفض قابال لالستئناف داخل خمسة عشر يوما من يوم النطق به عدا إذا تعلق األمر بإثبات حال أو توجيه
إنذار .ويرفع هذا االستئناف أمام محكمة االستئناف.
إذا عاق الرئيس مانع ناب عنه أقدم القضاة.
يقوم عون كتابة الضبط المكلف بإنذار أو بإثبات حالة بتحرير محضر يثبت فيه باختصار أقوال ومالحظات المدعى عليه
االحتمالي أو ممثله ويمكن تبليغ هذا المحضر بناء على طلب الطرف الملتمس لإلجراء إلى كل من يعنيه األمر ،ولهذا األخير أن
يطلب في جميع األحوال نسخة من المحضر .
إذا لم يكن القيام بالمعاينة المطلوبة مفيدا إال بواسطة رجل فني أمكن للقاضي تعيين خبير للقيام بذلك.
123تنص الفقرة 6و 4من قانون : 94.61يمكن للمكري ،في حال توقف المكتري عن أداء الكراء وهجره للمحل المكترى إلى
وجهة مجهولة لمدة ستة أشهر ،أن يطلب من رئيس المحكمة ،بصفته قاضيا لألمور المستعجلة ،إصدار أمر بفتح المحل واإلذن له
باسترجاع حيازته.
69
لكن السؤال الذي يطرح هنا ماذا يقصد المشرع بعقد الكراء واألصل في العقود
الرضائية ،هل العقد المحرر كتابة أو العقد الشفوي؟ .
لإلجابة على هذا السؤال يقتضي منا الرجوع إلى الفقرة 6من المادة 1243من القانون
94.61والتي تنص على أنه تبرم عقود الكراء التجاري وجوبا في محرر ثابت التاريخ،
األمر الذي يفهم منه أنه يجب على المكري تعزيز طلبه بعقد كراء يأخذ شكل محرر ثابت
التاريخ ،أما العقود الشفوية فتخرج عن نطاق القانون 94.61وتبقى خاضعة لقانون
االلتزامات والعقود ،وهو ما أكده المشرع في المادة 37من القانون السابق الذكر ،ومن
ثم ال يمكن للمكري سلوك مسطرة استرجاع حيازة المحالت المهجورة أو المغلقة عن
طريق إدالئه بعقد شفوي؛ ألن القانون 94.61جاء لحماية كل من المكري والمكتري
وإلثبات حقوقهم ال بد لهم من التقيد بمقتضياته.
)2وجوب االدالء بمحضر معاينة واقعة اإلغالق مع تحديد المدة
إن عقد الكراء المقدم من طرف المكري غير كاف لوحده لتعزيز طلبه أمام رئيس
المحكمة ،بل ال بد له كذلك من اإلدالء بمحضر معاينة واقعة اإلغالق مع تحديد المدة،
هذا المحضر يتم إنجازه من طرف المفوض القضائي 125وذلك بعد أداء األتعاب له من
طرف المكري.
وجدير بالذكر أنه يمكن إجراء معاينة واقعة هجر المحل التجاري أو إغالقه عن طريق
أمر قضائي مبني على طلب ،وهناك من يقوم بتقديم طلب مباشر إلى المفوض القضائي،
فكلتا الحالتين جائزتين على اعتبار أن المادة 61من قانون رقم 26.13المنظم لمهنة
المفوضين القضائيين نصت صراحة على إمكانية انتداب مفوض قضائي من لدن القضاء
للقيام بمعاينات مادية محضة ومجردة من كل رأي لطرف في الخصومة ،كما سمحت له
أيضا القيام بمعاينات من نفس النوع مباشرة بطلب من طالب اإلجراء.
ومن األجدر أن يتم تقديم طلب مباشر إلى المفوض القضائي قصد إجراء معاينة واقعة
هجر المحل وإغالقه لما في ذلك من سرعة في اإلجراءات ،فالواقع العملي أثبت أنه لكي
يتم إنجاز محضر المعاينة بناء على أمر قضائي يستوجب األمر مرور أكثر من أسبوع،
بدءا من إ صدار أمر من طرف رئيس المحكمة وبعدها الحصول على نسخة منه وفتح
يجب أن يكون الطلب المشار إليه أعاله معززا بعقد الكراء ،وبمحضر معاينة واقعة اإلغالق أو الهجر مع تحديد المدة ،وبإنذار
موجه للمكتري ألداء واجبات الكراء ولو تعذر تبليغه.
124المادة : 3تبرم عقود كراء العقارات أو المحالت المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي وجوبا بمحرر
كتابي ثابت التاريخ.
125المحضر المنجز من طرف المفوض القضائي يتم بمقتضى أمر مبني على طلب في إطار مقتضيات الفصل 692من قانون
المسطرة المدنية.
70
ملف التنفيذ واألداء عنه بصندوق المحكمة ،وانتهاء بتسليم المفوض القضائي الطي المراد
تنفيذه من قسم التنفيذ ،ودرءا لكل هاته التعقيدات فال ضير على المكري في أن يتقدم
بطلبه مباشرة إلى مفوض قضائي قصد القيام بمعاينة واقعة اإلغالق لما في ذلك من
نجاعة وسرعة في اإلجراءات ونقصان من المصاريف القضائية .
ونعتقد أن المحضر المنجر من طرف المفوض القضائي غير كافي إلثبات أن المكتري
قد غادر المحل وتركه مغلقا لمدة معينة ولم تؤد عنه مبالغ الكراء؛ لكون هذا المحضر
ينجز عادة بناء على تصريحات طالب االجراء وأشخاص أحضرهم هذا األخير قصد
اإلدالء بتصريحاتهم أمام المفوض القضائي ،وهذا ما يدفع رئيس المحكمة إلى عدم األخذ
به ،باستثناء بعض رؤساء المحاكم التجارية الذين يستندون عليه للتأكد من واقعة الهجرة
أو االغالق ومن دون إجراء أي بحث في الموضوع ،ففي أمر صدر عن رئيس المحكمة
التجارية بمكناس 126جاء فيه " « أنه تبين من محضر المعاينة واالستجواب المنجز على
يد مفوض قضائي والمؤرخ في 4161/66/61بأن المحل مغلق منذ أكثر من سنة،
وحيث إن استمرار الوضع على ما هو عليه من شأنه اإلضرار بالمحل بما ال يمكن
سيؤدي إلى حرمان المكتري من االنتفاع ،وحيث ارتأينا بذلك االستجابة إلى
تداركه ،كما ِ
الطلب».
هذا وينبغي على المفوض القضائي أن يبين في محضره مدة إغالق المحل المهجور
وذلك بعد استفسار طالب اإلجراء والجيران إن وجدوا ،وأن عدم ذكر مدة اإلغالق لن
يترتب عنه أي آثر ما دام أن المشرع لم يرتب أي جزاء عن ذلك ،كما أن رئيس المحكمة
ال يستند بدوره على ذلك المحضر فحسب للحكم باسترجاع حيازة المحل وفتحه ،بل يعتمد
باألساس على البحوث التي تنجز من طرف السلطة المحلية والشرطة لمعرفة هل فعال
المحل المطلوب فتحه مغلق ،وما هي مدة إغالقه ،وهل هناك من يتفقده ،وهل تؤدى مبالغ
الكراء ،ومنذ متى لم تؤد؟ فيتم تحرير كل ذلك في محضر يتم توجيهه إليه.
)3وجود انذار ألداء واجبات الكراء ولو تعدر تبليغه
إلى جانب الشروط التي سبق اإلشارة لها ،يجب على المكري كذلك أن يدلي بما يفيد أنه
قد أنذر المكتري ألداء واجبات الكراء ولو تعذر تبليغه ،تحث طائلة عدم القيام بأي اجراء
من طرف رئيس المحكمة ،وهو ما تم التأكيد عليه في أمر صادر عن رئيس المحكمة
126أمر عدد 974/4161صدر بتاريخ 4161/64/69في ملف استعجالي عدد 4161/2616/911أمر غير منشور.
71
التجارية بمراكش 127جاء فيه " إن المكري لم يدلي بإنذار ألداء الكراء طبقا لمقتضيات
المادة 34من القانون رقم 94.61مما يستوجب عدم قبول الطلب " .
فالمشرع استوجب سلوك هذا اإلجراء ،ليس من أجل إثبات تماطل المكتري ومنحه أجال
للوفاء ،وإنما إلثبات ما ترتب بذمته من واجبات الكراء ،كما أنه لم ينص على طريقة
معينة لتوجيه اإلنذار ،بل ترك للمكري الحرية في اختيار الطريقة التي تناسبه في توجيه
اإلنذار ،سواء عن طريق رسالة بالهاتف أو المفوضين القضائيين أو البريد أو باقي
الوسائل المنصوص عليها في الفصول 37و12832من قانون المسطرة المدنية.
وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع في القانون 94.61لم يفرض ضرورة توصل المكتري
باإلنذار الموجه من طرف المكري ألداء واجبات الكراء لبت رئيس المحكمة في طلب
استرجاع المحل المهجور أو المغلق مؤكدا ذلك بعبارة "ولو تعذر تبليغه" ،بل من أجل
إثبات ما بدمة المكتري ،والتأكد من جدية الطلب المقدم من طرف المكري ،وأن نيته
حسنة ،وأنه قام بكافة الوسائل المتاحة للحصول على حقه في الوجيبة الكرائية .
وختاما ،فإنه وبعد إطالع رئيس المحكمة على جميع الوثائق الالزمة للتأكد من جدية
الطلب وصفة ومصلحة المدعي في الدعوى ،فإنه يقوم بإصدار أمر إلنجاز بحث عن
طريق السلطة المحلية والشرطة129التابع لنفوذها المحل التجاري موضوع الطلب وذلك
بشكل دقيق وسري لبيان ما إذا كان المحل مغلقا أم ال ،مع تحديد مدة إغالقه ،ومكان
إقامة المطلوب ضده عند االقتضاء.
وما يسجل على المستجدات التي جاء بها القانون رقم 94.61الشق المتعلق بمسطرة
استرجاع حيازة المحالت المهجورة أو المغلقة أنه لم يلزم رئيس المحكمة بإحالة الملف
على النيابة العامة لتقديم مستنتجاتها ،وذلك باعتبار أن المكتري من األشخاص المفترض
غيبتهم حسب ما تنص عليه الفقرة الرابعة من الفصل التاسع من قانون المسطرة المدنية ،
والمشرع حينما أعفى رئيس المحكمة من القيام بذلك ،على اعتبار أن السادة رؤساء
127أمر رقم 114صدر بتاريخ 4167/17/66في ملف استعجالي عدد 4167 /2616 /119أمر غير منشور .4
128ينص الفصل 37من ق .م .م :يوجه االستدعاء بواسطة أحد أعوان كتابة الضبط ،أو أحد األعوان القضائيين أو عن طريق
البريد برسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل أو بالطريقة اإلدارية.
إذا كان المرسل إليه يقيم خارج المغرب ،يوجه االستدعاء بواسطة السلم اإلداري على الطريقة الدبلوماسية أو بواسطة البريد
المضمون ،عدا إذا كانت مقتضيات االتفاقيات الدولية تقضي بغير ذلك.
ينص الفصل 32من قانون المسطرة المدنية :يسلم االستدعاء والوثائق إلى الشخص نفسه أو في موطنه أو في محل عمله أو في
أي مكان آخر يوجد فيه ،ويجوز أن يتم التسليم في الموطن المختار.
يعتبر محل اإلقامة موطنا بالنسبة لمن ال موطن له بالمغرب.
يجب أن يسلم االستدعاء في غالف مختوم ال يحمل إال االسم الشخصي والعائلي وعنوان سكنى الطرف وتاريخ التبليغ متبوعا
بتوقيع العون وطابع المحكمة.
129ان البحوث التي تنجز عن طريق السلطة المحلية عادة ما تثبت هوية المكتري ،وهل فعال قاما بهجر المحل ،وما هي مدة
هجره ،أما البحوث التي تنجز عن طريق الشرطة فهي تمكن المحكمة من اإلطالع على مكان تواجد المكتري أو أحد فروعه أو
أصوله .
72
المحاكم وقبل صدور القانون 61.66كانوا يحيلون الملف برمته على النيابة العامة قصد
إبداء رأيها في الموضوع ،ويتم تأخير الملف إلى أسبوعين أو أكثر ،وفور توصلهم
بملتمسات النيابة العامة حينها يبتون في الطلب ،وهذا ما كان يؤدي إلى طول مسطرة
استرجاع حيازة المحالت المهجورة وإفراغ المسطرة االستعجالية من محتواها.
غير أنه وبصدور قانون رقم 94.61فإنه وبعد األداء عن مقال الدعوى يتم توجيه
استدعاء للمكتري مباشرة قصد الحضور إلى الجلسة ،وفي حالة تعذر تبليغه يتم إيراد
مالحظة بشهادة التسليم على أن المحل مهجور وأن المكتري غير موجود به ،بعدها
يشرع رئيس المحكمة في القيام باإلجراءات الالزمة لتحقيق الدعوى.130
وجدير بالذكر أنه يتم تسليم إعالن بفتح مسطرة استرجاع المحل للمكري صاحب
الدعوى قصد تعليقه عن طريق مفوض قضائي بباب المحل التجاري المراد استرجاعه
وتحرير محضر إخباري لواقعة التعليق ،كما يمكن أخذ صور فوتوغرافية تؤكد أنه فعال
تم تعليق الملصق 131بالمحل ،فهذا اإلجراء يعتبر من القواعد التي استقر عليها معظم
رؤساء المحاكم لإلعالن على أن هناك مسطرة السترجاع حيازة محل مهجور تروج بهذه
المحكمة ،وعلى من يهمه األمر االتصال حاال بمكتب السيد الرئيس أو بالقسم
االستعجالي.
ثالثا :اآلثار المترتبة على األمر القاضي باسترجاع المكري لمحله
بعد اصدار رئيس المحكمة أمره بفتح المحل واسترجاع حيازته للمكري ،واستمرار غيبة
المكتري لمدة ستة أشهر بعد اصدار األمر تصبح آثار التنفيذ نهائية ،ويترتب عنها فسخ
العقد ( )6وبيع منقوالت المكتري بالمزاد العلني (.)3
-1فسخ عقد الكراء
نصت المادة 23من القانون 61.66على أنه إذا استمرت غيبة المكتري لمدة ال تقل
عن ستة أشهر من تاريخ تنفيذ األمر االستعجالي القاضي بإرجاع المحل تصبح آثار
التنفيذ نهائية ،ويترتب عنها فسخ عقد الكراء ،وهذا من المستجدات التي جاء بها القانون
61.66والتي يرمي من خاللها إلى وضع توازن بين العالقة الكرائية الرابطة بين
المكري والمكتري وعدم التعسف في استعمال الحق من كال الجانبين.
والمالحظ أن المشرع عمل على تقنين مسطرة استرجاع حيازة المحالت المهجورة أو
المغلقة فخالف ما استقر عليه االجتهاد القضائي في هذا الصدد ،فكما هو معلوم أن
130ومن بينها إجراء بحث ،أما باقي اإلجراءات فإن رئيس المحكمة يلجأ إليها على اعتبار أن هذه المسطرة ال تتسم بالطابع
التواجهي.
131يعتبر أخذ صور فتوغرافية للمحل من طرف المفوض القضائي اجتهاد يقوم به بعض السادة المفوضين القضائيين وهو إجراء
غير إلزامي.
73
األوامر الوالئية أو القضائية ال تعدو أن تكون مجرد إجراءات وقتية يمكن في أي وقت
العدول عنها إذا تغيرت األسباب والظروف التي صدرت من أجلها ،وأنها ال تعتبر إال
سببا مِؤقتا لعقد الكراء وال تنهيه ،وأن ظهور المكتري وإبداء غبته في استرجاع محله
يبرر سببا موقفا لعقد الكراء وال تنهيه ،وأن ظهور المكتري وإبداء رغبته في استرجاع
محله يبرر تدخل القاضي االستعجالي لحماية المركز القانوني للمكتري ،ورد الحيازة
التي يجد مدخلها القانوني في عقد الكراء الذي لم يطله الفسخ بعد .132
-2بيع منقوالت المكتري بالمزاد العلني
بعد اجراء رئيس المحكمة بحثا حول واقعة هجر المحل من طرف المكتري وعدم أداء
واجبات الكراء ،إما عن طريق الشرطة أو الدرك الملكي أو السلطة المحلية أو باالستناد
إلى محضر المفوض القضائي يصدر أمره بفتح المحل واسترجاع حيازته ،وينفذ هذا
على األصل ، 133فيقوم المكلف بالتنفيذ بتحرير محضر وصفي لألشياء والمنقوالت
الموجودة بالمحل كي ال تتعرض للتلف ،الشيء الذي يترتب عنه بيع منقوالت المكتري
بالمزاد العلني إذا استمر غيابه لمدة ال تقل عن ستة أشهر ،وذلك على نفقة المكري ووفقا
لقواعد المسطرة المدنية ،كما أن الثمن الصافي يودع بكتابة ضبط المحكمة.
والمالحظ أن قانون رقم 61.66لم يشر إلى مدى إلزام المكري بحراسة منقوالت
المكتري والحفاظ عليها إلى حين مرور مدة ستة أشهر حتى يتم بيعها بالمزاد العلني،
فمسطرة استرجاع حيازة المحالت المهجورة أو المغلقة وقبل تقنينها بمقتضى هذا القانون
كان السادة رؤساء المحاكم يأمرون بوضع منقوالت المكتري تحت حراسة المكري ،وبعد
مرور مدة ثمانية أيام على عملية التنفيذ يتقدم هذا األخير بطلب في إطار األوامر المبنية
على طلب يلتمس بمقتضاها إصدار أمر ببيع األشياء المحروسة لديه مع وضع ثمنها
بصندوق المحكمة لفائدة من له الحق فيها ،ويتم االستجابة إلى ذلك تطبيقا لمقتضيات
الفصل 664من قانون المسطرة المدنية.134
فالمشرع وبمقتضى قانون رقم 61.66وإن كان لم يلزم المكري بحراسة منقوالت
المكتري إلى حين بيعها بالمزاد العلني ،فقد أعفاه من ضرورة استصدار أمر جديد من
طرف رئيس المحكمة يقضي بموجبه بيع هذه المنقوالت ووضعها بصندوق المحكمة،
فالمكري ملزم فقط وبعد مرور مدة ستة أشهر من تاريخ تنفيذ األمر القاضي باسترجاع
132قرار صدر عن المجلس األعلى تحت عدد 6724بتاريخ 4114/66/41في ملف تجاري عدد . 4112/4/3/641
قرار منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد مزدوج 641-649يناير فبراير السنة 4161ص 44و ما يليها .
133أي أنه يتم تنفيذ األمر بدون تبليغ المكتري وانتظار سريان أجل الطعن باالستئناف ولسلوك مسطرة تبليغ األمر عن طريق
القيم ،فاألمر القاضي باسترداد حيازة المحل المهجور يكون مشمول بالنفاذ المعجل بقوة القانون ،وينفذ على األصل.
134ينص الفصل 997من قانون المسطرة المدنية :إذا كان المنفذ عليه ملزما بتسليم عقار أو نقل ملكيته أو التنازل عنه نقلت
حيازته إلى الدائن ،ويجب أن ترد األشياء المنقولة التي ال يشملها هذا التنفيذ إلى المنفذ عليه ،أو أن توضع تحت تصرفه خالل
أجل ثمانية أيام ،فإذا رفض تسلمها بيعت بالمزاد وأودع الثمن الصافي في كتابة الضبط.
74
حيازة محله المهجور أن يتقدم بطلب إلى المحكمة قصد مواصلة التنفيذ بعد أداءه الرسوم
القضائية المستحقة ،ووضع طلبه لدى قسم التنفيذ.
الفقرة الثانية :دعوى إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه
يعتبر حق المكتري في إقامة دعوى ارجاع الحالة إلى ما كانت عليه من الضمانات
الممنوحة له في إطار القانون 61.66وذلك بعد اصدار رئيس المحكمة أمره بفتح المحل
واسترجاع حيازته إلى المكري ،إذ أن هذه الدعوى تأخذ منحى مختلف بحسب الحالة التي
يكون فيها المكتري.
لذلك سوف نتناول حالة ظهور المكتري أثناء عملية التنفيذ ( )6وحالة ظهور المكتري
بعد صدور األمر بالتنفيذ ( )3والحالة التي يطالب فيها المكتري المكري بالتعويض
والرجوع إلى المحل (.)2
75
المحكمة بصفته قاضيا لألمور المستعجلة بإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه ،شريطة إثبات
أداء ما بدمته من دين الكراء"
من خالل استقرائنا لهذه الفقرة يتضح لنا أن المشرع خول المكتري حتى بعد اصدار
رئيس المحكمة أمره بفتح المحل واسترجاع حيازة المحل وقبل مرور ستة أشهر من
تاريخ تنفيذ األمر إمكانية مطالبة رئيس المحكمة بإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه ،لكن
شريطة إدالئه بما يفيد أنه قام بأداء ما بذمته من دين الكراء.
135الكراء التجاري الثابت والمتغير ،جواد الرفاعي ،تقديم عمر أزوكار ،ص . 673
136قرارعدد 964صدر بتاريخ 4169/11/69في ملف تجاري عدد 4163 /941قرار غير منشور.
76
خاتمة:
وكخالصة لما سبق ،يمكن القول أن القانون 94.61المتعلق بكراء العقارات والمحالت
المخصصة لممارسة نشاط تجاري أو حرفي أو صناعي ،قد جاء بمقتضيات جديدة ،يروم
من خاللها المشرع حماية الحق في الكراء ،واستقرار األصل التجاري ،وتوفير الحماية
المطلوبة ،وخلق نوع من التوازن بين طرفي العالقة الكرائية ،وتجاوز المشاكل التي كان
يعرفها تطبيق ظهير 49ماي 6411وكذا مواكبة التطورات االقتصادية واالجتماعية التي
تعرفها بالدنا ،ورغم كل هاته المستجدات التي أتى بها القانون المذكور إال أنه مازال
يعرف بعض النواقص والغموض.
وما يحسب للمشرع أنه جاءنا بنص تشريعي مغربي صرف ،على اعتبار أن معظم
ترسانتنا القانونية هي أجنبية باألساس.
77
قائمة المصادر والمراجع
المؤلفات:
-6جواد الرفاعي الكراء التجاري الثابت والمتغير في قانون رقم 94- 61
الطبعة األولى نونبر 4162مطبعه األمنية الرباط.
-4د .الخلدي نزهة ،الوجيز في العقود المسماة ،طبعة .4164
-3د .ابراهيم أحطاب "الوسيط في العقود المدنية الخاصة " طبعة 4146
الصفحة .476
-9د .عمر أزوك ار ،الكراء التجاري الثابت والمتغير في ضوء القانون رقم
،94-61طبعة . 4162ص .7
-1محمد بونبات الكراء التجاري بين ظهير 6411ومدونة التجارة.
-1مصطفى بونجه الكراء التجاري 92بين ظهير 6411والقانون رقم 94.61
الطبعة األولى .4161:
-7وزاره العدل والحريات ،القانون رقم 94. 61المتعلق بكراء العقارات او
المحالت المخصصة لالستعمال التجاري او الصناعي او الحرفي في شروح.
-2جواد الرفاعي ،الكراء التجاري الثابت والمتغير ،تقديم عمر أزوغار.
األطروحات والرسائل:
-6أحمد الدرقاوي " ،ضمانات إنهاء عقد الكراء الوارد على المحاالت المعدة
لالستعمال التجاري" ،دراسة في ضوء القانون رقم .94.61رسالة لنيل دبلوم
الماستر في القانون الخاص ،السنة الجامعية ٥١-٩١ .4162/4167الطبعة األولى
.١١٥١
-4أحمد عاصم "الحماية القانونية للكراء التجاري" ( رسالة لنيل دبلوم
الماستر).
-3فاطمة الزهراء مغويس "عقد الكراء التجاري في ظل نظام صعوبات
المقاولة " ،بحث لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص تخصص األعمال
والمقاوالت ،السنة الجامعية ، 4164الصفحة .4
-9نضام سفيان "اإلفراغ على ضوء القانون(" 94.61رسالة لنيل دبلوم
الماستر).
78
المجالت:
-6حساني عبود ’’:قراءة في قانون 17.13المتعلق بمراجعة أثمان الكراء ’’
مجلة القضاء والقانون ،العدد ،612الصفحة .614،616
-4عبد الواحد بن مسعود القانون المتعلق بكراء العقارات والمحالت
المخصصة لالستعمال التجاري والصناعي والحرفي ،مجلة المحاكم المغربية
،عدد .١١٥١ ،٥١٩
-3حساني عبود ’’:قراءة في قانون 17.13المتعلق بمراجعة أثمان الكراء ’’
مجلة القضاء والقانون ،العدد .612
القوانين:
94.61 -6المتعلق بكراء العقارات والمحالت المخصصة لالستعمال التجاري أو
الصناعي أو الحرفي.
-4القانون رقم 164. 41المتعلق بالتعمير الصادر بتنفيذه ظهير رقم
6.44.36بتاريخ 61ذو الحجه 67( 6964يونيو )6444المنشور بالجريدة
الرسمية عدد 9614بتاريخ 61/ 17/ 6444صفحه .227
-3القانون رقم 64.49المتعلق بالمباني اآليلة للسقوط وتنظيم عمليات التجديد
الحضري الذي صدر بتنفيذه ظهير رقم 6. 61. 92الصادر بتاريخ 64رجب
1911بتاريخ 4 6937ابريل ( 4161المنشور بالجريدة الرسمي عدد
شعبان 61 ) 6937ماي .) 4161
-9القانون رقم 71.13.بمثابة مدونة األسرة الصادر بتنفيذ الظهير الشريف
رقم 6.19 .44بتاريخ 64من ذي الحجه 3 ( 6949فبراير ) 4119الجريدة
الرسمي عدد 1629بتاريخ 69ذو الحجه 11 ( 6949فبراير ) 4119الصفحة
962كما تم تغييره وتتميمه.
-1القانون رقم 16 . 16المتعلق بكفالة االطفال المهملين الصادر بتنفيذه الظهير
الشريف رقم 6. 14. 674بتاريخ فاتح ربيع االخر 63 ( 6943يونيو ) 4114
الجريدة الرسمي عدد 1136بتاريخ 61جمادى األخرة 64 ( 6943غشت
.) 4114
-1ظهير شريف بمثابة قانون رقم 6.79.997بتاريخ 66رمضان 42( 6349
شتنبر )6479بالمصادقة على نص قانون المسطرة المدنية.
-7مرسوم قانون رقم 444.41.4الصادر بتاريخ 43مارس 4141والمتعلق
بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية.
79
-2قانون االلتزامات والعقود 4رمضان 66( 6336أغسطس ) 6463ظهير
صيغة محينة بتاريخ 66فبراير .4161
القانون رقم 64.49المتعلق بالمباني اآليلة للسقوط وتنظيم عمليات التجديد
الحضري الذي صدر بتنفيذه ظهير رقم 6. 61. 92الصادر بتاريخ 64رجب
6937أبريل ( 4161المنشور بالجريدة الرسمي عدد 1911بتاريخ 4
شعبان 61 ) 6937ماي . 4161
األوامر واألحكام:
-6قرار رقم 6979صادر بتاريخ 4162 .13. 46الملف عدد
.2411/913416
-4أمر عدد 974/4161صدر بتاريخ 4161/64/69في ملف استعجالي
عدد 4161/2616/911أمر غير منشور.
-3أمر رقم 114صدر بتاريخ 4167/17/66في ملف استعجالي عدد /119
4167 /2616أمر غير منشور .4
-9قرار صدر عن المجلس األعلى تحت عدد 6724بتاريخ 4114/66/41
في ملف تجاري عدد .4112/4/3/641
-1قرارعدد 964صدر بتاريخ 4169/11/69في ملف تجاري عدد /941
4163قرار غير منشور.
-1قرار منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد مزدوج 641-649يناير فبراير
السنة .4161
-7قرار رقم 6979صادر بتاريخ 4162 .13. 46الملف عدد
/2411/4162/913
-2قرار محفوظ بكتابه الضبط لمحكمه االستئناف التجارية بالدار البيضاء.
80
فهرس الموضوعات
مقدمة 3 .........................................................................................
الفصل األول :االحكام العامة لعقد الكراء التجاري5 ....................................... .
المبحث األول :مفهوم عقد الكراء التجاري وأركانه وفق القانون 2 ......... 61-14
المطلب األول :مفهوم عقد الكراء التجاري ،وخصائصه 2 ..............................
الفقرة األولى :تعريف عقد الكراء التجاري2 .............................................
الفقرة الثانية :خصائص عقد الكراء التجاري 11 ........................................
المطلب الثاني :شروط عقد الكراء التجاري 21 .............................................
الفقرة االولى :شرط الكتابة 12 ...............................................................
الفقرة الثانية :شرط المدة16 .................................................................
المبحث الثاني :حقوق والتزامات أطراف عقد الكراء التجاري وفق القانون61-14
11 ............................................................................................
المطلب االول :حقوق والتزامات المكري والضمانات المخولة له 11 ....................
الفقرة االولى :حقوق المكري 11 ..........................................................
الفقرة الثانية :التزامات المكري 22 ......................................................
الفقرة الثالثة :الضمانات القانونية للمكري على ضوء قانون22 .............. 49.16
المطلب الثاني :حقوق والتزامات المكتري والضمانات المخولة له 21 ..................
الفقرة األولى :حقوق المكتري 21 ...........................................................
الفقرة الثانية :إلتزامات المكتري 36 .........................................................
الفقرة الثالثة :الضمانات المخولة للمكتري 32 .............................................
الفصل الثاني :اآلليات المسطرية المتبعة في المنازعات القضائية على ضوء القانون
31 ...................................................................................... 61-14
المبحث األول :اإلنذار والفسخ 31 ...........................................................
المطلب األول :االنذار ودعوى المصادقة عليه 31 .........................................
الفقرة األولى :االنذار كألية مسطرية 31 ....................................................
الفقرة الثانية :دعوى المصادقة على اإلنذار 66 ............................................
81
المطلب الثاني :الفسخ كآلية مسطرية 55 ....................................................
الفقرة األولى :شروط فسخ عقد الكراء التجاري 21 ......................................
الفقرة الثانية :اإلجراءات المتبعة في فسخ عقد الكراء التجاري 24 ....................
المبحث الثاني :دعوى الحرمان من حق الرجوع ،وآلية استرجاع حيازة المحالت
المهجورة أو المغلقة في عقد الكراء التجاري 41 ..........................................
المطلب األول :دعوى الحرمان من حق الرجوع 41 .......................................
الفقرة األولى :تقديم دعوى المطالبة بالتعويض 42 ........................................
الفقرة الثانية :تنفيذ التعويض اإلحتياطي 42 ................................................
المطلب الثاني :استرجاع حيازة المحالت المهجورة أو المغلقة كآلية مسطريه 42 .....
الفقرة األولى :دعوى استرجاع المحل من طرف المكري 42 .............................
الفقرة الثانية :دعوى إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه 22 ................................
فهرس المصادر والمراجع22.................................................................
82