Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬


‫المركز الجامـــعي أحمد صالحي‬
‫بالنـــعامــــــــــة‬

‫األعمـــال التجاريــة حسب‬


‫الموضوع‬

‫األستاذة ‪:‬‬ ‫من اعداد الطالبة ‪:‬‬


‫د‪.‬بن علي‬ ‫مهاودي اية جمانة‬

‫السنة الجامعية ‪0202-0202 :‬‬


‫خطة البحث‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية األعمال التجارية حسب الموضوع‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم األعمال التجارية حسب الموضوع‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أساس األعمال التجارية حسب الموضوع وأهميتها‬

‫أنواع األعمال التجارية حسب الموضوع‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬األعمال التجارية المنفردة‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المقاوالت والمنشآت التجارية‬

‫خاتمــة‬

‫المراجـع‬
‫مقدمــــــــة‪:‬‬

‫إن قواعد القانون التجاري عرفت تطو ار مع الزمن لتأخذ حاجات التجارة و التي تتغير و‬

‫تتوسع و كانت نتيجة حتميات اقتصادية حيث استلزم إصدار نصوص صريحة لتطبيقها‬

‫على فئة معينة من األشخاص هم التجار و على عمليات معينة هي األعمال التجارية‬

‫بغض النظر عن القائم بها تاج ار كان أو غير تاجر‪.‬‬

‫فاعتمد التشريع و الفقه في تحديد هاته األعمال على معايير عدة ‪ :‬المضاربة من اجل‬

‫المقاولة و غيرها من المعايير‪ .‬فأعتمدها المشرع الجزائري في المادة ‪ 2‬من‬ ‫الربح‪.‬‬

‫القانون التجاري الجزائري‪ .‬نذكر على سبيل المثال ‪ .‬الشراء ألجل البيع عمال تجاريا بحسب‬

‫موضوعها‪.‬ترى ماهي هاته االعمال وكيف اوردها هل على سبيل الحصر او على سبيل‬

‫المثال‬
‫المبحث األول ‪ :‬األعمال التجارية بحسب الوضوع‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم األعمال التجارية بحسب الموضوع‬

‫الموضوعية هي تلك األعمال التي تعتبر تجارية بصرف النظر عن‬ ‫األعمال التجارية‬

‫الشخص القائم بها ومعظم هده األعمال تتعلق بتداول المنقوالت ‪ :‬بضائع ‪ ،‬أوراق مالية ‪،‬‬

‫وتصدر بقصد تحقيق الربح والبعض منها اعتبره القانون التجاري بالرغم من عدم تعلقه‬

‫بالثروات ‪ ،‬ثم إن من هذه األعمال ما يعتبر تجاريا ولو وقع منفردا والبعض منها ال يكون‬

‫‪1‬‬
‫تجاريا إال إذا صدر على شكل المقاولة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أساس األعمال التجارية الموضوعية وأهميتها‬

‫الفرع األول ‪ :‬أساس األعمال التجارية الموضوعية‬

‫لو رجعنا إلى فقهاء القرن التاسع عشر لوجدنا أنهم كانوا يرون أن هذا التعداد أو السرد‬

‫الذي تضمنه نص المادة ‪ 232‬من التقنين التجاري الفرنسي قد جاء على سبيل الحصر‬

‫على أساس أن القانون التجاري هو قانون استثنائي ال يجوز أن نمد مجاله خارج الحدود‬

‫التعداد جاء على‬ ‫‪2‬‬


‫القرن العشرين أروا أن هذا‬ ‫التي رسمها له القانون ‪.‬غير أن فقهاء‬

‫أن يختاروا األنشطة أو األعمال العصرية التي يمكن أن‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬وان على المفسرين‬

‫تدخل في إطار القانون التجاري أي بمعنى آخر‪ .‬أن المشرع التجاري قد فتح على مصراعيه‬

‫‪ 1‬األستاذ ‪ :‬فرحة زواوي صاحل ‪ ،‬الكامل يف القانون التجاري اجلزائري ‪ ،‬نشر وتوزيع ابن خلدون ‪ ،‬النشر الثاين ‪ 3002‬ص ‪.631‬‬
‫‪ 2‬األستاذة اندية فوضيل ‪ :‬القانون التجاري اجلزائري ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬الطبعة اخلامسة ص ‪12‬‬
‫باب االجتهاد والقياس إلثبات األعمال التي تعد بمثابة أعمال تجارية مثل مؤسسات البناء‪،‬‬

‫األمن البري الفنادق وغيرها‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أهمية األعمال التجارية الموضوعية‬

‫تكمن أهمية تقسيم األعمال التجارية حسب موضوعها في تمييزها عن بعض األعمال‬

‫التي تعتبر مدنية بغض النظر عن صفة القائم بها سواء كان تاج ار آو غير ذلك‪ .‬فهنالك‬

‫أعمال يقوم بها التاجر وال تنصب عليها الصفة التجارية ‪ .‬وهناك أعمال تجارية يقوم بها‬

‫شخص طبيعي وال تنصب عليه صفة التاجر‪>1‬‬

‫‪1‬االستاذ عمار عمورة‪-‬الوجيز يف شرح القانون التجاري اجلزائري – دار املعرفة – ص –( ‪)23.23‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬أقسام األعمال التجارية بحسب الموضوع‬

‫المطلب األول ‪ :‬األعمال التجارية المنفردة‬

‫الفرع األول ‪:‬‬

‫تعريفها ‪ :‬هي األعمال التجارية التي يعتبرها المشرع تجارية بصرف النظر عن صفة القائم‬

‫بها ‪ ،‬بحيث تعد تجارية حتى لو باشرها الشخص مرة واحدة ‪ ،‬وقد أوردها المشرع الجزائري‬

‫في المادة ‪ 2‬من القانون التجاري الجزائري ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أقسامها ‪:‬‬

‫أ) الشراء ألجل البيع ‪ :‬نصت المادة ‪ 2‬الفقرة األولى من القانون التجاري الجزائري على‬

‫مايلي ‪ :‬كل شراء للمنقوالت إلعادة بيعها بعينها أو بعد تحويلها وشغلها يعتبر من األعمال‬

‫التجارية الموضوعية ونصت الفقرة ‪ 2‬على أن " كل شراء لعقارات إلعادة بيعها يعتبر أيضا‬

‫‪1‬‬
‫من األعمال التجارية الموضوعية " ونستخلص انه البد من توفر ‪ 3‬شروط‪:‬‬

‫‪ )1‬أن يكون هناك شراء‪.‬‬

‫‪ )2‬أن يتعلق هذا الشراء على منقول أو عقار‪.‬‬

‫‪ )3‬أن تتبعه نية المشتري إلى بيع ما أشتراه سعيا وراء الربح‪.‬‬

‫‪1‬األستاذة اندية فوضيل‪ .‬القانون التجاري اجلزائري‪ .‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬الطبعة اخلامسة ‪.‬ص‪16‬‬
‫‪ - 1‬الشراء‪:‬‬

‫كل تملك بمقابل سواء كان المقابل مبلغا ماليا أو عينيا‪ .‬كما هي الحال في المقايضة ‪،‬‬

‫فإذا تم تملك المنقول أو العقار بغير مقابل كالهبة والوصية ‪ ،‬فان بيعه ال يعتبر عمال‬

‫تجاريا ‪ ،‬وحتى لو كان التملك تصحبه نية البيع ‪ ،‬فهناك أعماال أو باألحرى بيوعا كثيرة‬

‫تخرج عن نطاق األعمال التجارية ومثالها اإلنتاج الزراعي ‪ ،‬ولذا بيع المزارع لمحصوالته‬

‫الزراعية يعد عمال مدنيا ‪ ،‬فهي لم يسبقها شراء ‪ ،‬وبعد ظهور المشروعات الزراعية الكبيرة‬

‫التي تلجأ إلى األساليب والطرق التجارية كاستخدام طرق المحاسبة الحديثة والحصول على‬

‫االئتمان من البنوك واالستعانة بالوسائل التجارية في توزيع المحصوالت ‪ ،‬لذا نادى بعض‬

‫الفقهاء بضرورة إدخال الزراعة في المجال التجاري ‪ ،‬وكذلك نفس الحكم يسري على استثمار‬

‫الغابات المالحات ‪ ،‬المياه المعدنية ‪ ،‬المحاجر ‪ ،‬المناجم وهذا ما نص عليه المشرع‬

‫الجزائري في المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 7‬من التقنين التجاري " على انه يعد عمال تجاريا بحسب‬

‫موضوعه كل مقاولة إلستغالل المناجم أو المنابع السطحية أو مقالع الحجارة آو منتجات‬

‫األرض األخرى " ‪ .‬أيضا اإلنتاج الفكري والفني فكل من يقوم بالوساطة لبيع هذه األعمال‬

‫يعد عمله تجاريا كالنشر‪ ،‬العرض فهي تدخل ضمنها المضاربة‪ ،‬الوساطة في تداول‬

‫‪1‬‬
‫األفكار‪.‬‬

‫‪ 1‬األستاذة اندية فوضيل ‪ :‬القانون التجاري اجلزائري ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬الطبعة اخلامسة ص ‪11‬‬
‫نالحظ المهن الحرة فهي تتميز بأنها عملية ذهنية‪ ،‬والغرض منها ال ينحصر في جني‬

‫التعليم ‪ ....‬فمن يقوم بهذه المهنة فهو يستثمر ملكاته‬ ‫الربح ومثالها المحاماة ‪ ،‬الطب‬

‫الفكرية ‪ ،‬وما أكتسبه من علم وخبرة ومن مقابل الخدمات التي يقدمونها ‪ ،‬فهي ضمن‬

‫األعمال ذات الطابع المدني ‪ ،‬في حين مهنة الصيدلة فلقد اعتبرها القضاء الفرنسي من‬

‫‪1‬‬
‫ضمن األعمال التجارية فهي تنحصر في شراء األدوية وبيعها‪.‬‬

‫‪ -2‬ورود الشراء على منقول أو عقار ‪:‬‬

‫لكي يعد الشراء الجل البيع عمال تجاريا يستوي أن يقع الشراء على منقول أو عقار وان‬

‫على المنقول فحسب دون العقار وتستبعد هذه‬ ‫كانت بعض التشريعات تقتصر الشراء‬

‫األخيرة استنادا إلى القاعدة التقليدية التي تقضي بان " القانون التجاري ‪ ،‬قانون المنقوالت‬

‫والقانون المدني ‪ ،‬قانون العقارات " وتقوم هذه القاعدة على أساس أن العقارات ال تتسم‬

‫طبيعتها بروح السرعة والتبسيط التي يقوم عليها القانون التجاري غير ان المشرع الجزائري‬

‫ساير التطور االقتصادي الحديث ‪.‬و يعرف المنقول بأنه كل شيء يمكن نقله دون تلف ألنه‬

‫شيء غير مستقر وغير ثابت ‪ ،‬فيكون ماديا كالبضائع والسلع ومعنويا كبراءات اإلختراع ‪،‬‬

‫العالمات التجارية الصكوك ‪ .‬ويكون منقول بحسب المال كشراء المحصول والثمار قبل‬

‫جنيها‪ .‬أما العقار فهو ثابت ‪ ،‬وشراءه يقصد به شراء الحق العقاري ذاته كالملكية ‪ ،‬أما‬

‫‪ 1‬األستاذة ‪ :‬فرحة زراوي صاحل ‪ ،‬الكامل يف القانون التجاري اجلزائري ‪ ،‬نشر وتوزيع ابن خلدون ‪ ،‬النشر الثاين ‪.3002‬‬
‫استئجار العقار بقصد إعادة تأجيره فال يعتبر واردا على عقار ألنه ينصب على المنفعة‬

‫‪1‬‬
‫وهي منقول وتعتبر عمال تجاريا ‪.‬‬

‫‪ -3‬ال يعتبر الشراء دون نية إعادة البيع عمال تجاريا رغم ما يتبعه من عملية البيع حتى‬

‫كما إذا توافرت نية البيع أثناء الشراء فإن العمل يعتبر تجاريا ولو‬ ‫لو حقق ربحا كبي ار‬

‫عدل المشتري عن بيعه ‪.‬ولقد أثير خالف فقهي حول اشتراط نية الربح من العمل التجاري ‪،‬‬

‫القول بعدم لزومه ألن معيار العمل التجاري في نظره يكمن في‬ ‫فقد ذهب الفقيه تالير إلى‬

‫‪2‬‬
‫فكرة التداول ‪ ،‬ال في فكرة المضاربة بقصد تحقيق الربح ‪.‬‬

‫في فرنسا ومصر يقضي بان الشراء بقصد البيع ال يكتسب‬ ‫غير أن الرأي الراجح‬

‫الصفة التجارية ‪ ،‬إال إذا كان القصد من ورائه المضاربة وجني الربح سواء حقق فعال أو لم‬

‫يحققه " إذن فكل شراء وارد على عقار أو على منقول يكون الغرض منه إعادة البيع لجني‬

‫ربح أكبر يمثل عمال تجاريا حتى ولو وقع من الشخص مرة واحدة "‬

‫ب) أعمال الصرف والبنوك ‪:‬‬

‫تعرضت الفقرتان ‪ 11-13‬من المادة ‪ 2‬من القانون التجاري الجزائري لألعمال‬

‫المصرفية و الوساطة فنصت الفقرة ‪ 13‬على أنه " يعد عمال تجاريا بحسب موضوعه كل‬

‫عملية مصرفية أو عملية صرف "‬

‫‪1‬نفس املرجع ص ‪30 ، 16‬‬


‫‪ 2‬الدكتور د حممد هالل مذكرات يف القانون التجاري ‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬اجلزائر ‪( 6636 ،‬ص‪)33-30‬‬
‫) هي العملية التي ترمي إلى استالم‬ ‫فعملية الصرف ( ‪opération du change‬‬

‫عملة مقابل عملة أخرى فهو كل تبادل بين العمالت الصعبة الحسابية و الدينار والعمالت‬

‫أي نقود أو سندات ومن المالحظ أن‬ ‫الصعبة فيما بينها " فهي ترمي إلى حفظ أموال‬

‫المشرع الجزائري حاول في القانون الجديد المتعلق بالنقد والقرض تحديد مفهوم األعمال‬

‫التجارية فتنص المادة ‪ 111‬من هذا القانون على أنه تتضمن األعمال المصرفية تلقي‬

‫األموال من الجمهور وعمليات القرض ووضع وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن و إدارة‬

‫‪1‬‬
‫هذه الوسائل"‬

‫فالعمليات المصرفية هي األعمال التي تقوم بها البنوك ‪ ،‬إذ تعد أعماال تجارية‬

‫وعمليات البنوك كثيرة ومتنوعة ‪ ،‬فتقوم بإصدار األوراق المالية وتتوسط بين الجمهور الذي‬

‫يكتسب في األسهم والسندات ‪ ،‬وبين الشركة أو الدولة التي تصدر هذه األوراق مقابل عمولة‬

‫تتقاضاها عن هذه الوساطة أيضا تتوسط في اإلدخار واالستثمار ‪ ،‬بقصد تحقيق الربح‬

‫فتستقبل ودائع في إقراض األفراد بفائدة أعلى كذلك تقوم بفتح حسابات جارية للمصرف ولو‬

‫وقعت منفردة ‪ ،‬أما بالنسبة للعميل فتعتبر مدنية إال إذا أصدرت عن تاجر لشؤون تتعلق‬

‫‪2‬‬
‫بتجارته‪.‬‬

‫‪1‬نفس املرجع ص ‪36 ، 30‬‬


‫‪ 2‬األستاذ ‪ :‬فرحة زواوي صاحل ‪ ،‬الكامل يف القانون التجاري اجلزائري ‪ ،‬نشر وتوزيع ابن خلدون ‪ ،‬النشر الثاين ‪ ، 3002‬ص ‪603 ، 601‬‬
‫ج‪ -‬أعمال السمسرة والوكالة بالعمولة‬

‫هي تقريب بين وجهات نظر شخصين من اجل إبرام عقد ما وذلك مقابل أجر هو عادة‬

‫نسبة مئوية من قيمة الصفقة ‪ ،‬كالتقريب بين البائع والمشتري وبين المؤجر والمستأجر‬

‫والمؤمن و المؤمن له ‪...‬إلخ‬

‫السمسار وسيط وليس بوكيل عن أي طرف وال يدخل في إبرام العقد فهي إذن عمل‬

‫تجاري بالنسبة للسمسار ولو وقعت منفردة فهناك سمسار شحن ‪ .‬سمسار بحري ‪ ،‬سمسار‬

‫بالعمولة هي العملية التي يقوم بها وسيط بـإسمه لكن لحساب الغير‬ ‫تامين ‪.‬اما الوكالة‬

‫ولذلك ال يعرف الطرف الثاني إال الوسيط ‪ ،‬و ألنه يتصرف لحساب الغير ‪ ،‬سيطلب منه‬

‫‪ 2‬في الفقرة ‪ 3‬على‬ ‫تسديد العمولة وكافة المصاريف ‪ ،‬أي التكاليف فنصت عليها المادة‬

‫عن‬ ‫أن الوكالة بالعمولة تعد عمال تجاريا بحسب موضوعه ولو وقع منفردا بصرف النظر‬

‫طبيعة الصفقة تجارية كانت آو مدنية (يقع االلتزام على عاتق الوكيل )‬

‫د‪-‬االعمال التجارية البحرية ما نصت عليه المادة ‪ 2‬في الفقرات (‪ )21-12‬يعد عمال‬

‫تجاريا حسب موضوعه ‪ ،‬األعمال المتعلقة بالتجارة البحرية وكان التعداد على سبيل المثال‬

‫‪ ،‬وهذه األعمال هي ‪ :‬كل شراء وبيع لعتاد أو مؤمن للسفن ‪ ،‬كل تأجير أو اقتراض أو‬

‫قرض بالمغامرة كل عقود التامين والعقود األخرى المتعلقة بالتجارة البحرية ‪ ،‬كل االتفاقيات‬
‫االتفاقات المتعلقة بأجور الطاقم وإيجارهم ‪ ،‬كل الرحالت البحرية ‪ 1،‬لذلك يجب أن يتعلق‬

‫موضوع العمل بالتجارة البحرية و أن يكون الغرض منه المضاربة وتحقيق الربح ‪ ،‬أما إذا‬

‫تعلق بشراء سفن نزهة آو تدريب آو بحث علمي فإنه مدني ‪ ،‬بسبب انتفاء المضاربة‬

‫‪2‬‬
‫وتحقيق الربح ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المقاوالت والمنشآت التجارية‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريفها‬

‫إلى جوار طائفة األعمال التجارية المنفردة‪ ،‬هناك طائفة أخرى من األعمال ذكرها‬

‫المشرع في المادة ‪ 12‬ولم يعتبرها تجارية إال إذا تمت على وجه المقاولة ‪ ،‬أي أن العبرة هنا‬

‫بشكل التنظيم الذي يتم به العمل ‪ ،‬و تك ارره ‪ ،‬فهي هيئة غرضها تحقيق هذه األعمال ‪،‬‬

‫ويمتد هذا التكرار بوسائل مادية معنوية ‪ ،‬بشرية فاستعملها في المجال المدني ‪ .‬فنصتالمادة‬

‫‪ 915‬القانون المدني الجزائري و التي تقابلها المادة ‪ 212‬من التقنين المصري على أنها "‬

‫عقد يتعهد بمقتضاه أحد المتعاقدين بان يضع شيئا أو أن يؤدي عمال مقابل أجر يتعهد به‬

‫المتعاقد اآلخر"‬

‫في اعتقادنا أن المشرع الجزائري لم يحصر الصفة التجارية في المقاوالت التي عددها‬

‫فحسب ‪ ،‬بل مدها إلى كل نشاط يتخذ شكل مقاولة و أراد أن يخلع عليه الصفة التجارية ‪.‬‬

‫‪1‬اندية فوضيل ‪ ،‬نفس املرجع ص ‪36.32‬‬


‫‪2‬عمار عمورة ‪.‬ص ‪16 ، 16‬‬
‫عنصر التكرار ‪ :‬يشترط القانون لكي تكسب المقاولة الصفة التجارية أن تقوم بالعمل‬

‫التجاري على سبيل التكرار واالحتراف والمعنى منه هو تكرار العمل التجاري بصور متصلة‬

‫ومعتادة فمقاولة النقل مثال تقوم بنقل األشخاص متكررة متخذة من ذلك العمل التجاري حرفة‬

‫معتادة لها ‪.‬‬

‫عنصر التنظيم ‪ :‬البد من أن تتوافر على وسائل مادية مثل اآلالت وطاقة بشرية من‬

‫العمال ‪ ،‬و أن تعمل المقاولة في إطار منظم وقانوني سعيا وراء الربح ‪ ،‬فمقاول النقل يلجا‬

‫إلى إستغالل وسائل النقل و على استخدام العمال بشكل منظم مضاربا على عمل اإلنسان‬

‫‪1‬‬
‫وعمل اآلالت بغية تحقيق الربح مخاط ار برؤوس امواله ‪.‬‬

‫فنصت المادة ‪ 2‬على ‪ 11‬مقاولة تجارية‬

‫لفرع الثاني ‪ :‬أقسامها‪:‬‬

‫أ) مقا والت صناعية ‪( :‬إنتاج و تحويل ) ‪ :‬تعتبر مقاولة اإلنتاج آو التحويل آو اإلصالح‬

‫من المقاوالت التجارية بنص الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪ 2‬من القانون التجاري الجزائري ‪ ،‬والمقصود‬

‫منها هي مقاولة الصناعة فهي تحويل المواد األولية أو المنتجات إلى سلع صالحة لسد‬

‫حاجات اإلنسان كصناعة األثاث من الخشب والمالبس من القطن أو الصوف وصناعة‬

‫‪2‬‬
‫السيارات من المواد األولية المختلفة إلى غير ذلك من الصناعات ‪.‬‬

‫‪ 1‬أ حسني مربوك الكامل يف القانون التجاري ‪ ،‬منشورات حلب الطبعة الثانية ص ‪30‬‬
‫‪ 2‬االستاد على بن غامن ‪ :‬الوجيز يف القانون التجاري وقانون األعمال مرقم للنشر والتوزيع اجلزائر ‪ 3003‬ص ‪16‬‬
‫أيضا هي تمتد إلى عملية إصالح السلع المصنوعة ‪ ،‬كإصالح السيارات واألجهزة‬

‫اإللكترونية فهي تقوم على عنصر المضاربة وقصد تحقيق الربح فهي إذن أعمال تجارية‬

‫موضوعية كما يعد الصانع تاج ار ‪ ،‬فال فرق في ذلك إن كان صاحب المصنع قد اشترى‬

‫السلعة لصنعها أو أنها سلمت اليه ليتولى صنعها أو تحويلها أو إصالحها ويردها للعميل ‪،‬‬

‫أي أن األعمال أو المقاولة الصناعية التي أخذ به المشرع الجزائري التي ترد على عملية‬

‫شراء أو بيع ‪.‬كما يرد على نشاط الصانع والذي ينصب على مال الغير دون وجود شراء أو‬

‫بيع من جانب الصانع فهي إذن تتطلب امتهان األعمال الصناعية عن طريق التكرار في‬

‫‪1‬‬
‫إطار مهني منتظم ‪.‬‬

‫ب) مقاوالت استخراجية ‪( :‬مناجم – مقالع)‬

‫إن جميع المعادن الطبيعية من ذهب أو فضة أو بترول أو حديد أو ملح أو ماء أي‬

‫استغالل المناجم و أي منتوجات أخرى كانت على سطح األرض أو في باطنها كقلع‬

‫األحجار وتهيئتها للبناء أو صيد السمك و إقامة مصنع تصبير أو ما يشبه ذلك تعد عمليات‬

‫صناعية استخراجية ‪ ،‬فإذا تمت في شكل منتظم أو مستمر أي في شكل مقاولة اعتبر العمل‬

‫في نظر المشرع الجزائري تجاريا ‪ ،‬وقد ساير في هذا التعديل الذي جاء به المشرع الفرنسي‬

‫في قانون ‪ 1515‬الذي أدخل إستغالل المناجم ضمن األعمال التجارية لكونها تقوم‬

‫بالمضاربة بقصد‬

‫‪1‬نفس املرجع ص ‪36‬‬


‫تحقيق الربح‬

‫ج) مقاوالت التأمين ‪:‬‬

‫نصت الفقرة ‪ 11‬من المادة ‪ 2‬ق ت ج على أنه يعد عمال تجاريا فحسب الموضوع كل‬

‫مقاولة للتامين وهو أن يتعهد شخص يسمى المؤمن بان يؤدي للمؤمن له مبلغا من النقود‬

‫في حالة وقع الحادث آو تحقق الخطر للمؤمن منه وذلك في نظير قسط يؤديه المؤمن له‬

‫للمؤمن ويفهم من نص المادة ان المشرع لم يفرق بين التامين التبادلي والتامين ذا االقساط‬

‫الثابتة إذ أن كالها يكتب الصفة التجارية فالتأمين بأقساط ثابتة هو الذي تقوم به عادة شركة‬

‫أموال تجارية تتعهد فيه لمؤمن له في الحدود المتفق عليها بينهما بتعويض الضرر الناتج‬

‫من حوادث معينة كالحريق آو السرقة أما التامين التبادلي هو الذي يتفق فيه مجموعة من‬

‫األشخاص معرضين ألخطار مشابهة على تعويض الضرر الذي يحل بأحدهم عند وقوع‬

‫الخطر من مجموع االشتراكات التي يدفعونها سنويا والتي تشكل فيما بينهم صندوق ضمان‬

‫كموظفي و ازرة التعليم التي تجمعهم مهنة التعليم ‪.‬‬

‫د) مقاولة تأجير المنقوالت والعقارات‪:‬‬

‫واخذ شكل مقاولة تخلع‬ ‫إن تأجير المنقوالت والعقارات إذا تم على سبيل التكرار‬

‫إلى المضاربة وتحقيق الربح‬ ‫عليه الصفة التجارية ألنه يرمي من خالل هذه العمليات‬
‫وأعتبر المشرع كل من يقوم بمثل هذه األنشطة تجا ار ومن ثم ألقي على عاتقهم التزامات‬

‫التاجر حماية لكل من يتعامل معهم ‪.‬‬

‫هـ) مقاولة البناء و الحفر وتمهيد األرض‬

‫نصت الفقرة ‪ 9‬من المادة ‪ 2‬من القانون التجاري الجزائري أن كل مقاولة تقوم بأعمال‬

‫البناء الحفر أو تمهيد األرض تعد أعماال تجارية ‪ ،‬فهي تشمل ترميم المباني ‪ ،‬رصف‬

‫الطرق ‪ ،‬إقامة الجسور ‪ ،‬إنشاء األنفاق وغيرها ‪ ،‬وعلى هذا األساس يشترط إلعتبارها عمال‬

‫تجاريا أن يكون قد تعهد بتوريد األشياء الالزمة للبناء من آالت ومواد أولية وبتوريد العمال‬

‫‪ .‬فهو يقوم بدور الوسيط الذي يضارب على بضائعه أو على عمل عماله كذلك ال بد أن‬

‫يتم على وجه االحتراف فإذا قام المتعهد بعملية عارضة خاصة بإنشاء المباني فان عمله ال‬

‫يعتبر تجاريا ‪ ،‬فلقد أثير خالف فقهي حول حالة ما إذا اقتصر عمل المقاول على تقديم‬

‫‪1‬‬
‫العمال فحسب فهل يعتبر عمله تجاريا؟‬

‫و‪ -‬مقاوالت تداول المنتجات والخدمات ‪:‬‬

‫مقاوالت استغالل المخازن العمومية ‪ :‬هي المقاوالت التي تستلم البضائع لإليداع‬ ‫‪-1‬‬

‫بمقابل سند ألمر يطلق عليه اسم سند الخزن الملحق بوصل إيداع هذه البضائع ‪ ،‬ويجوز‬

‫لهذه المخازن قبول أية بضاعة شريطة أن تكون مشروعة طبقا للفقرة ‪ 11‬من المادة ‪2‬‬

‫‪1‬االستاد عمار عمورة‪.‬الوجيز يف القانون التجاري اجلزائري ‪.‬دار املعرفة ‪. 3000‬ص ‪36‬‬
‫‪ -2‬مقاوالت استغالل النقل واالنتقال ‪ :‬هي المقاوالت التي يقصد بها نقل البضائع‬

‫والحيوانات ويق صد باالنتقال ‪ ،‬انتقال اإلنسان بوسائل النقل المختلفة ‪ ،‬فهي احد الدعائم‬

‫األساسية التي يرتكز عليها النشاط االقتصادي في العصر الحديث الذي أصبحت فيه‬

‫الحركة ضرورية ‪ ،‬فيقول الفقيه " جوسترن " انه يعد مقياسا لحضارة األمم ‪ ،‬فيوجد النقل‬

‫البري ‪ ،‬النهري ‪ ،‬الجوي ‪ ،‬البحري ويكون داخليا أو خارجيا (وطنيا) إذن يعد النقل عمال‬

‫تجاريا متى تم على سبيل المقاولة بصرف النظر عن الشخص القائم به سواء كان فردا أو‬

‫شركة تابعة للقطاع العام أو الخاص ‪.‬‬

‫ي‪ -‬مقاوالت لتداول اإلنتاج الفكري‬

‫السابقة مقاولة‬ ‫مقاوالت المالهي العمومية ‪ :‬واعتبرت الفقرة ‪ 5‬من نفس المادة‬ ‫‪)1‬‬

‫استغالل المالهي العمومية على أنها من المقاوالت التجارية هذا ويقصد بها المقاوالت‬

‫الخاصة بتسلية الجمهور مقابل اجر كالسينما ‪ ،‬الغناء ‪ ،‬المسرح ‪ ،‬وال تكتسب صفة التجارة‬

‫إال إذا تمسكت بمباشرة عملها على شكل مقاولة مع تحقيق الربح و أن تضارب على عمل‬

‫‪1‬‬
‫الغير ‪.‬‬

‫مقاوالت االنتاج الفكري ( النشر) ‪ :‬تتميز في كونها تختص بها دار النشر و يتمثل‬ ‫‪)2‬‬

‫عملها في شراء حق التأليف من المؤلف قصد بيعه و تحقيق الربح و ما المقاول اال وسيط‬

‫بين المؤلف و بين الجمهور فهي تكون على أساس المضاربة سعيا لتحقيق الربح فاذا ما‬

‫‪1‬عمار عمورة الوجيز يف القانون التجاري ‪ ،‬دار املعرفة ‪ 3000‬ص ‪11‬‬


‫قامت فرقة بالتمثيل حبا للفن من غير أن تسعى الى تحقيق الربح كما هو الحال في فرقة‬

‫التمثيل في المدارس فال يعتبر العمل تجاري و لو كان الدخول لمشاهدة التمثيل بأجر النه‬

‫وقع دون السعي لتحقيق الربح عن طريق االحتراف‪.‬‬

‫ك‪ -‬مقاوالت بيع السلع الجديدة بالمزاد العلني بالجملة أو األشياء المستعملة بالتجزئة ‪:‬‬

‫على أنه يعتبر عمال تجاريا بحسب موضوعه كل مقاولة‬ ‫نصت المادة ‪ 2‬فقرة ‪12‬‬

‫لبيع السلع الجديدة بالمزاد العلني و يقصد بمقاولة البيع لألمكنة أو المحالت المعدة لبيع‬

‫المنقوالت أو البضائع المملوكة للغير بطريق المناداة العلنية و التي تعمل الى بيع األموال‬

‫المنقولة بجم لة اذا كانت جديدة أو بالتجزئة اذا كانت مستعملة لمن يقدم أعلى ثمن و يتلقى‬

‫الوسيط أجر يكون في العادة نسبة مئوية من ثمن البيع على أن يكون البيع اراديا فال يعتبر‬

‫البيع بالمزاد العلني لألموال المحجوزة عليها بناء على طلب أحد الدائنين أن بيع دائرة‬

‫الجمارك لألموال المتروكة أو المصادرة اال ما صدر على وجه المقاولة فضال عن توافر‬

‫‪1‬‬
‫المضاربة في عمله ‪.‬‬

‫‪1‬علي بن غامن ‪ :‬الوجيز يف القانون التجاري وقانون األعمال ص ‪66‬‬


‫الخاتمـــــــــــــــــة‬

‫يتضح من استقراء أحكام المادة ‪ 2‬من القانون التجاري الجزائري أن األعمال التجارية‬

‫بحسب موضوعها تحوي طائفتين من األعمال و قد جاءت على سبيل المثال‪ :‬أعمال تجارية‬

‫منفردة و التي يعتبرها المشرع تجارية بغض النظر عن صفة القائم بها بحيث تعد تجارية‬

‫حتى و لو باشرها الشخص مرة واحدة ‪ .‬و أعمال تجارية على شكل المقاولة أو منشات‬

‫تجارية فهاته تعرض خدماتها بصفة مستمرة للجمهور ‪ .‬ولذلك تستلزم تنظيما معينا بهدف‬

‫ممارسة مهنة معينة ‪ .‬غير أن المشرع حدد أعماال تجارية أخرى تختلف عن األعمال‬

‫التجارية حسب الموضوع‬


‫المراجــــــــــــــــــع ‪:‬‬

‫‪ – 1‬حسيــن مبروك – الكامل في القانون التجاري – منشورات دحلب ‪ .‬الطبعة الثانية‪.‬‬

‫‪ – 2‬فرحــة زراوي صالح – الكامل في القانون التجاري ‪ .‬نشر و توزيع ابن خلدون ‪ .‬النشر‬

‫الثاني ‪.2113‬‬

‫‪ – 3‬عمار عمورة – الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري دار المعرفة الجزائر‬

‫‪.2111‬‬

‫‪ – 1‬علي بن غانم – الوجيز في القانون التجاري و قانون األعمال ‪ .‬مرقم للنشر و التوزيع‬

‫الجزائر ‪.2113‬‬

‫‪ – 9‬نادية فضــيل – القانون التجاري الجزائري – ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر‬

‫الطبعة الخامسة‪.‬‬

You might also like