Professional Documents
Culture Documents
تشجير مناهج المفسرين
تشجير مناهج المفسرين
العام 1440هـ
1
المناهج لؽة :جمع َمن َهجٍ ،وهو :الطرٌك الواضح البٌَّن
َّ
المنظمة المرسومة إلنجاز شًء معٌن المناهج اصطبلحا ً :الطرٌمة الواضحة
ت ُكت ُ ِ
ب التفسٌر ،وما ٌؤخذ علٌها ّ
االطبلع على مٌزا ِ
2
سرون) لدمحم حسٌن الذهبً (التفسٌر وال ُمف ّ وهً الكتب التً لم
(التفسٌر ورجاله) لدمحم الفاضل بن عاشور
صص فً الحدٌث تتخ ّ
سرٌن)(المول المختصر المبٌن فً مناهج المف ّ سر معٌّن أوعن ُمف ّ 1
لدمحم الحمود النجدي أمثلة مدرسة معٌّنة من مدارس
سرٌن) لصبلح (تعرٌؾ الدراسٌن بمناهج ال ُمف ّ كتب مناهج
التفسٌر ،بل تتحدّث عن
عبد الفتّاح الخالدي
سرٌن عموما ً ، مناهج ال ُمف ّ سرٌنال ُمف ّ
سرون ،أساسٌاته واتجاهاته (التفسٌر وال ُمف ّ الشاملة
وتتض ّمن التعرٌؾ بعدّة
ومناهجه فً العصر الحدٌث ) لفضل حسن
اتّجاهات وكتب
عبّاس
3
(المرطبً ومنهجه فً التفسٌر) للمصبً محمود
زلط كتب مناهج
ي ومنهجه فً التفسٌر) لعلً دمحم (ابن ُجزَ ّ سرٌنال ُمف ّ
الزبٌري تختص
ّ وهً الكتب التً
المفردة فً
(منهج ابن كثٌر فً التفسٌر) لسلٌمان بن إبراهٌم أمثلة سر معٌّن
ببٌان منهج مف ّ
بٌان منهج
البلحم سر معٌّنُمف ّ
(م ّكً بن أبً طالب وتفسٌر المرآن الكرٌم)
ألحمد حسن فرحات
سراً) لعبد العزٌز حاجً (البٌضاوي ُمفَ ّ
سرا ً ) لمحسن عبد الحمٌد (الرازي ُمفَ ّ
سرا ً ) لدمحم حسن الؽماري (اإلمام الشوكانً ُمفَ ّ
سرا ً ) لعدنان بن دمحم
(العبلمة الشنمٌطً ُمفَ ّ ّ
آل شلش 3
سر
لراءة ُممدّمة أو خطبة ال ُمف ّ
وسائل معرفة
لراءة الدراسة التً ٌكتبها ُم َحمّ ُك الكتاب
سرٌن
مناهج ال ُمف ّ
صٌن فً التفسٌر
سؤال ال ُمخت ّ
ُ
4
ّللاِ صلّى
ّللاُ عنه لال :لا َل رسو ُل ّ
رضً ّ
َ ي بن حاتمحدٌث عد ّ
وإن الضالٌّن
إن المؽضوب علٌهم الٌهود ّ ، ّللا علٌه وسلّم ّ " :
ّ
مثال لقوله
النصارى "
1
لام علٌه الصبلة
ّللا علٌه وسلّم ،أنّه أتى َ
ممام إبراهٌم ما جاء فً صفة ح ّجه صلى ّ والسبلم بهذه الوظٌفة التفسٌر فً
صلًّى) فجعله بٌنه (وات َّ ِخذُوا ِمن َّممَ ِام ِإب َْراه َ
ٌِم ُم َ سبلم فمرأ َ
علٌه ال ّ عصر النبً
مثال لفعله الشرٌفة خٌر لٌام ،
وبٌن البٌت وصلّى ركعتٌن ّللا
صلى ّ
رضً
َ فبٌّنَ ألصحابه
للاُ عنهم معانً المرآن علٌه وسلّم
بر من ّللاُ عنهُ لال :جاء َح ٌ رضً ّ
َ ّللا بن مسعود
حدٌث عبد ّ الكرٌم بموله وفعله
ت على ّللاُ السماوا ِ الٌهود ،فمال :إنّه إذا كان ٌوم المٌامة جعل ّ وإلراره
إصبع ،واألرضٌن على إصبع ،والماء والثرى على إصبع ،ث َّم
ّللاٌهزهن ،ث َّم ٌمول :أنا الملن أنا الملن ،فلمد رأٌت النبً صلّى ّ مثال إلقراره
علٌه وسلّم ٌضحن حتى بدت نواجذه تعجبا ً وتصدٌما ً لموله ،ث َّم
ّللاَ َح َّك لَد ِْره) إلى ً صلّى للا علٌه وسلّم َ :
(و َما لَ َد ُروا َّ لا َل النب ُّ
لوله ْ ٌُ( :ش ِر ُكونَ )
5
أنّهم شاهدوا تنزٌ َل المرآن الكرٌم ،وعرفوا أحواله ،وأسبابه
مما ٌد ّل على
كونُهم أه َل اللسان الذي نزل به المرآن الكرٌم علُ ّو منزلتهم
ُ
فً التفسٌر
معرفتهم بأحوال من نزل فٌهم المرآن من المسلمٌن ،وأهل الكتاب ،والمشركٌن
المرآن الكرٌم
2
التفسٌر فً
السنّة النبوٌّة مصادر عصر
الصحابة فً الصحابة
اللؽة العربٌّة تفسٌرهم ّللاُ
رضً ّ
َ
عنهم
االجتهاد والفَهم
6
ّللاُ عنه أكثر الصحابة تفسٌرا ً للمرآن ،ومن أسباب نبوؼه رضً ّ
َ كان ابن عبّاس
ّللا علٌه وسلّم له ،حٌث دعا له بموله " :الله ّم فَمَّههُ ً صلّى ّ فً التفسٌر دعاء النب ّ
ؾ له هذا ع َر َفً الدٌّن ،وعلَّمه التأوٌل " والمراد بالتأوٌل هنا :التفسٌر ،ولد َ
ّللا
رضً َّ ّللا علٌه وسلّم من بعده ،فكان الفاروق عمر ً صلّى ّ الفض َل صحابةُ النب ّ
ّللاُ عنهرضً ّ
َ صؽ َِر سنّه ،وكان عبد ّ
ّللا بن مسعود عنه ٌُمدَّمه وٌستشٌره مع ِ
ّللاُ عنه أنّه رضً ّ
َ عم ترجمان المرآن ابن عبّاس " ،وعن ابن عمر ٌمول " :نِ َ المشهورون
لال " :ابن عبّاس أعلم أ ّمة دمحم بما نزل على دمحم " بالتفسٌر من
الصحابة
ّللا بن
ّللا بن عبّاس ،وعبد ّ
ي عنه التفسٌر من الصحابة :عبد ّ
ومن أكثر َمن ُر ِو َ
خطاب ،وعائشة بنت الصدٌّك ، مسعود ،وعلً بن أبً طالب ،وعمر بن ال ّ
ّللا بن عمر ،وأبو هرٌرة ،وأُبً بن كعب ،وأنس بن مالن ،وعبد ّ
ّللاُ عنهم أجمعٌن
رضً ّ
َ ّللا ،
وجابر بن عبد ّ 2
التفسٌر فً
عصر
الصحابة
ّللاُ
رضً ّ
َ
عنهم
كان تفسٌرهم مختصرا ً ممصورا ً على بٌان اللفظ الؽامض ،أو الحكم المشكل
7
ّللاُ عنهم ،أخذوا التفسٌر عن
رضً ّ
َ ّللا أعلم األ ُ َّم ِة بالتفسٌر بعد الصحابة
التَّابعون رحمهم ّ
ّللا علٌه وسلّم ،وهم ألرب الناس إلى عصر التَّنزٌل
ً صلّى ّ صحابة النب ّ
ع التَّابعٌن بالتَّابعٌن ،فرووا عنهم واحتجوا بألوالهم ،وال سٌما كبارهم ألحكَ المفسرون أتبا َ
ّللا بن مسعود وعلماؤهم ،فهم أهل المرن الثالث من المرون المفضّلة ،كما فً حدٌث عبد ّ
ً صلّى للاّ علٌه وسلّم أنّه لال ُ " :
خٌر الناس لرنً ،ث َّم الذٌن ٌلونهم ّللاُ عنه عن النب ّرضً ّ
َ
ُ
،ث َّم الذٌن ٌلونهم ،ث َّم ٌجًء ألوا ٌم تسبك شهادة أحدهم ٌَ ِمٌنَهُ ،وٌمٌنُهُ شهادتَهُ " والمراد بمرنه
ّللا عنهم ،والذٌن ٌَلُونهم :التَّابعون ،والذٌن ٌَلُونّللا علٌه وسلّم :الصحابة رضً ّ صلّى ّ
الت َّابعٌن :أتباع التَّابعٌن
اُختلؾ فً تحدٌد زمان هذه المرون ،ولال ابن حجر " :واتّفموا على ّ
أن آخر من كان من
أتباع التابعٌن ممن ٌُمبل لوله :من عاش إلى حدد العشرٌن ومائتٌن "
3
التفسٌر فً
المرآن الكرٌم عصر
التَّابعٌن
السنّة النبوٌّة
مصادر
ألوال الصحابة التَّابعٌن فً
تفسٌرهم
اللؽة العربٌّة
االجتهاد والفَهم
8
مجاهد [ ت ٔٓٗ :هـ ]
المشهورون
سعٌد بن المسٌب [ ت 9ٗ :هـ ] بالتفسٌر من
ّللاُ
رضً ّ
َ أصحاب أُبً بن كعب في التَّابعٌن
الرٌاحً [ ت 9ٖ :هـ ]
أبو العالٌة ّ
عنه [ ت ٖٓ :هـ ] المدينة
عبد الرحمن بن أبً لٌَلَى [ ت 8ٕ :هـ ]
3
الحسن البصري [ ت ٔٔٓ :هـ ]
التفسٌر فً
سدوسً [ ت ٔٔ8 :هـ ]
لتادة بن دِعامة ال َّ رضً
َ أصحاب أنس بن مالن في عصر
ّللاُ عنه
ّ البصرة التَّابعٌن
ابن سٌرٌن [ ت ٔٔٓ :هـ ]
االحتفاظ بطابع التلمً ،والرواٌة عن شٌوخهم من الصحابة ؼالبا ً ،مع بدء التدوٌن فً عصرهم خصائص
تفسٌر التَّابعٌن
كثرة االسرائٌلٌات فً تفسٌر أتباع التَّابعٌن
ؾ فًبدأ التّصنٌؾ فً المرن الثانً الهجري ،وٌصعب الجزم بتعٌٌن أول كتاب أُلَّ َ
ألن بعض تلن التفسٌر ،لكون بعض ما ُكتب فً تلن الفترة فُ ِم َد فً ولت مب ّكر ،أو ّ
سخا ً خاصةً بأصحابها ،ولم ت ُ َؤلَّؾ للعا ّمة
ت أو نُ َ
الكتب كانت ُم َد َّونَا ٍ
ب فً بداٌة عصر التدوٌن :تفسٌر شعبة بن الحجاج [ ت ٔٙٓ :هـ ] من أوائل ما ُكتِ َ
،وتفسٌر سفٌان الثوري [ ت ٔٙٔ :هـ ] ،وتفسٌر وكٌع بن الجراح
عٌٌَنة [ ت ٔ98 :هـ ] ،وتفسٌر ٌزٌد بن هارون [ ت ٔ97 :هـ ] ،وتفسٌر سفٌان بن ُ
[ ت ٕٓٙ :هـ ] ،وتفسٌر عبد الرزاق الصنعانً [ ت ٕٔٔ :هـ ] ،وتفسٌر آدم
سنٌد [ ت ٕٕٙ :هـ ] ،وتفسٌر أبً بكر بن أبً إٌاس [ ت ٕٕٓ :هـ ] ،وتفسٌر ُ
بن أبً شٌبة [ ت ٕٖ٘ :هـ ] ،وتفسٌر إسحاق بن راهوٌه [ ت ٕٖ8 :هـ ] ،وتفسٌر 4
عبد بن ُح َمٌ ٍد [ ت ٕٗ9 :هـ ] ،وتفسٌر َروحِ بن عبادة [ ت ٕ٘ٓ :هـ ] ،وؼٌرهم ،
وكل هذه الكتب ت َذ ُك ُر التفسٌر مسندا ً إلى الصحابة والتابعٌن وأتباعهم التفسٌر فً
عصر التَّدوٌن
ولد ُوجد فً تلن الفترة وما بعدها من أدخل فً التفسٌر سوى اآلثار المروٌّة عن
سلؾ ،كألوال أهل اللؽة ،وكان له اجتها ٌد فً التفسٌر ،وترجٌح بٌن األلوال ، ال َّ
ً [ ت ٔ٘ٓ :هـ ] ،ومن التفاسٌر التً لم تمتصر لخ ُّ
ومنهم :مماتل بن سلٌمان البَ ِ
على آثار السلؾ فً تلن الفترة :تفسٌر ٌحٌى بن سبلَّم البصري ثم األفرٌمً
سرٌن اإلمام أبو جعفر دمحم بن جرٌر [ ت ٕٓٓ :هـ ] ،ث ّم جاء بعد ذلن شٌ ُخ المف ّ
الطبري [ ت ٖٔٓ :هـ ] فكتب تفسٌره الجلٌل ( جامع البٌان عن تأوٌل آي المرآن )
على نح ٍو لم ٌُسبك إلٌه
10
هنان خبلؾ بٌن الباحثٌن فً مبتدأ العصر الحدٌث
للتفسٌر ،واألظهر أنه ٌبدأ فً أول المرن الرابع عشر بداٌة العصر
الهجري ،ونهاٌة المرن التاسع عشر المٌبلدي ،وذلن الحدٌث للتفسٌر
مع ظهور المدرسة العملٌّة فً التفسٌر
5
التفسٌر فً
العصر
الحدٌث
التفسٌر الموضوعً
التفسٌر الحداثً
مجرد
ّ مأثور
التفسٌر بالمأثور
مجرد
ّ مأثور ؼٌر
ألسام التفسٌر من
جهة استمداده
11
ّللاُ عنهم
رضً َّ ّللاُ علٌه وسلّم أو عن الصحابة
هو ما ُروي عن النبً صلّى ّ
ص ُّح إدخال تفسٌر المرآن أو عن التَّابعٌن فً تفسٌر المرآن الكرٌم ،وال ٌَ ِ تعرٌفه
بالمرآن فً التَّفسٌر بالمأثور ،إال إذا كان مروٌّا ً عن النبً صلّى ّ
ّللاُ علٌه
ّللا ُعنهم أو عن التَّابعٌن
رضً ّ
َ وسلّم أو عن الصحابة
تفسٌر المرآن بالمأثور أفضل وأج ُّل من ؼٌره ،ولذلن تنبؽً العناٌة بالتفسٌر
سرٌنالمأثور وتمدٌمه على ؼٌره ،والرجوع إلٌه لبل النظر فً آراء ال ُمف ّ منزلته
واجتهاداتهم
عٌٌَنَة [ ت ٔ98 :هـ ] وهو مفمود ،تفسٌر عبد الرزاق تفسٌر سفٌان بن ُ
صن َعانً [ ت ٕٔٔ :هـ ] وهو مطبوع ،تفسٌر ابن المنذر [ ت : ال َّ مجرد :لٌس
ّ مأثور
ٌ
طبعت لطعةٌ منه وبالٌه مفمود ،تفسٌر آدم بن أبً إٌاس ٖٔ8هـ ] ،ولد ُ فٌها ؼٌر األحادٌث
[ ت ٕٕٓ :هـ ] وهو مفمود ،تفسٌر عبد بن ُح َمٌ ٍد [ ت ٕٗ9 :هـ ] وهو واآلثار عن السلؾ
الرازي [ ت ٖٕ7 :هـ ] ، مفمود ،تفسٌر المرآن العظٌم البن أبً حاتم َّ وعا َّمتها للمتمدّمٌن ،
ردوٌَه [ ت ٗٔٓ :هـ ] طبع الموجود منه وبالٌه مفمود ،تفسٌر ابن َم ُ ولد ُ لبل ابن جرٌر
سٌوطً وهو مفمود ،الد ُُّر المفمود فً التفسٌر بالمأثور لجبلل الدٌن ال ُّ الطبري
[ ت 9ٔٔ :هـ ] وهو مطبوع ولد حوى جملةً كبٌرة ً من اآلثار الموجودة المؤلفات
فً التفاسٌر المتمدمة لكنه ٌذكر اآلثار بدون إسناد فٌه
مجرد :
ّ مأثورؼٌر
ٌ نوعان
تفسٌر ٌحٌى بن سبلَّم البصري ثم األفرٌمً [ ت ٕٓٓ :هـ ] ولد طبع اعتنت بذكر
جز ٌء منه والموجود منه لرابة الثلثٌن ،تفسٌر اإلمام أبً جعفر دمحم بن مروٌات السلؾ فً
جرٌر الطبري [ ت ٖٔٓ :هـ ] ( جامع البٌان عن تأوٌل آي المرآن ) ، التفسٌر ،وذكرت
تفسٌر أبً إسحاق الثَّعلبً [ ت ٕٗ7 :هـ ] ( الكشؾ والبٌان) ،تفسٌر المراءات وألوال
أبً الحسن الماوردي [ ت ٗ٘ٓ :هـ ] ( النُّكَتُ والعٌون) ،تفسٌر البؽوي أهل اللؽة ،وبعض
[ ت ٘ٔٓ :هـ ] ( معالم التنزٌل ) ،تفسٌر ابن الجوزي [ ت ٘97 :هـ ] األحكام الفمهٌة ،
( زاد المسٌر فً علم التفسٌر) ،تفسٌر الحافظ ابن كثٌر [ ت 77ٗ :هـ ] وتكلّمت على بعض
( تفسٌر المرآن العظٌم ) اآلثار ور ّجحت بن
األلوال على تفاوت
منها فً ذلن
12
هم المرآن وبٌان معانٌه ،واالستنباط منه مستخدما ً
عملَهُ فً فَ ِ
سر َ
ُعم َل ال ُمف ّ
هو أن ٌ ِ تعرٌفه
أدوات االجتهاد
هذا النوع من التفسٌر إن كان مبنٌا ً على أدوات االجتهاد الصحٌحة ،كاللؽة
العربٌّة والنظر فً السٌاق ومعرفة أسباب النزول .....إلخ ،وصادرا ً َ
ع ّمن لدٌه
ّللا تعالى بتدب ُِّر كتابه واجتهد حكمه
األهلٌّة للتفسٌر فهو ممبول ومحمود ،فمد أمر ّ التفسٌر
مجرد
ّ ّللاُ عنهم والت َّابعون فً بٌان معانٌه ،وإن كان مبنٌا ً على
رضً ّ
َ الصحابة
بالرأي
الرأي والهوى ،أو مخالفا ً للمواعد واألصول الشرعٌة ،صادرا ً عمن ال ٌملن
محرم مذمومّ أدوات االجتهاد فً التفسٌر لجهل أو لصور فهو
الز َمخشَري [ ت ٕٓٓ :هـ ] ( الكشاؾ عن حمائك التنزٌل وعٌون تفسٌر َّ
األلاوٌل فً وجوه التأوٌل ) ،تفسٌر ابن عطٌه [ ت ٘ٗٙ :هـ ] ( المحرر
الوجٌز فً تفسٌر الكتاب العزٌز ) ،تفسٌر فخر الدٌن الرازي [ ت ٙٓٙ :هـ ]
( مفاتٌح الؽٌب) ،تفسٌر المرطبً [ ت ٙ7ٔ :هـ ] ( الجامع ألحكام المرآن) ، ال ُمؤلّفات
تفسٌر البٌضاوي [ ت ٙ9ٔ :هـ ] ( أنوار التنزٌل وأسرار التأوٌل ) ،تفسٌر ابن فٌه
ُجزَ ي الكلبً [ ت 7ٗٔ :هـ ] ( التسهٌل لعوم التنزٌل) ،تفسٌر أبً َحٌَّان [ ت :
سعدي [ ت ٖٔ7ٙ :هـ ] ( تٌسٌر الكرٌم ٘ٗ7هـ ] ( البحر المحٌط ) ،تفسٌر ال َّ
الرحمن فً تفسٌر كبلم المنّان) ،تفسٌر ابن عاشور[ ت ٖٔ9ٖ :هـ ] ( التحرٌر
شنمٌطً [ ت ٖٔ9ٖ :هـ ] ( أضواء البٌان فً والتنوٌر من التفسٌر) ،تفسٌر ال َّ
إٌضاح المرآن بالمرآن)
13
المراد بها ُ :
ط ُر ُق العرض والتعبٌر تعرٌؾ أسالٌب
التفسٌر
وهو بٌان معانً األلفاظ فً اآلٌة ،وإٌضاح إعرابها وببلؼتها وذكر ما ورد فٌها من
سرٌن فٌها حسب ترتٌبها المصحؾ ، لراءات وأسباب نزول وأحكام ،وإٌراد ألوال ال ُمف ّ التفسٌر
سرٌن ،ومنهم :الطبري ،والواحدي ،وابن عطٌة ، وعلى هذا األسلوب جرى عا َّمةُ المف ّ التحلٌلً
والزمخشري ،والمرطبً ،وابن ُجزي ،وابن كثٌر ،وابن عاشور ،وؼٌرهم
وهو بٌان المعنى العام لآلٌات المرآنٌة ،دون دخول فً تحلٌل األلفاظ ،ومن أمثلته :
تفسٌر السعدي ،وتفسٌر دمحم المكً الناصري ،هنان تفاسٌر َج َم َعت بٌن األسلوب التحلٌلً التفسٌر
المحرر ،الذي نشرته
َّ واإلجمالً مثل :تفسٌر المراؼً ،وتفسٌر الجزائري ،والتفسٌر اإلجمالً
الظهران ،وؼٌرها سنٌة فً َّ
مؤسسة الدُّرر ال َّ
وهو الكشؾ الكلًّ عن موضوع من موضوعات المرآن ،وفك منهج مخصوص ،
والتفسٌر الموضوعً بهذا المصطلح والمنهج المتَّبع فً الكتابة الٌوم ّ لم ٌظهر إال فً
العصر الحاضر ،وإن كان له أص ٌل فً مؤلفات ال ُمتمدّمٌن ،وهنان عدة أنواع للتفسٌر
الموضوعً ،وتفاوت الباحثون فً تحدٌدها ،فمنهم من التصر على مجال واحد
التفسٌر
[ الموضوع المرآنً ] ،ومنهم من التصر على مجالٌن [ الموضوع المرآنً ،السورة
الموضوعً
المرآنٌة ] ،ومنهم من جعلها ثبلثة مجاالت [ الموضوع المرآنً ،السورة المرآنٌة ،
المفردة المرآنٌة ] ،ومنهم من جعلها ستة مجاالت بإضافة موضوع فً سورة ،واألدوات
أو الحروؾ ،والممالة المرآنٌة ،وعند التأمل ٌظهر أن الرأي الثانً هو األرجح ،وأنهما
مجاالن فمط ،وأكثر الدراسات التطبٌمٌة فٌهما [ الموضوع المرآنً ،السورة المرآنٌة ]
14
المراد باالتّجاه :هو الهدؾ الذي ٌرٌد ال ُمف ّ
سر تحمٌمه من تفسٌره ،
تعرٌفه
وٌعتنً بذكره أكثر من ؼٌره ،وٌُطلك علٌه المنهج
15
ّللا تعالى أنز َل كتابه بلسان اللُّؽة العربٌّة أحد مصادر التفسٌر ،فإن ّ
عربً مبٌن ،كما لال تعالى ِ ( :إنَّا أَنزَ ْلنَاهُ لُ ْرآنًا َ
ع َر ِبًٌّا لَّ َعلَّ ُك ْم ت َ ْع ِملُونَ )
ّللاُ
رضً َّ وي عن ابن عبّاس ٌن) ،ولد ُر َ ً ٍ ُّمبِ ٍ
ع َربِ ّان َس ٍ
ولال تعالى ( :بِ ِل َ
ً علٌكم شً ٌء من المرآن فابتؽوه فً الشعر فإنه عنه أنه لال " :إذا َخ ِف َ
دٌوان العرب "
حٌث اعتنت
الك َّ بعض التفاسٌر
ُ
شاؾ ألبً الماسم محمود بن عمر الزمخشري [تٖ٘8:هـ] ،
بإبراز أسرار
تفسٌر ابن عرفة لدمحم بن دمحم ابن عرفة التونسً المالكً
الببلؼة ، الببلؼة
[ت8ٖٓ:هـ] ،إرشاد العمل السلٌم إلى مزاٌا المرآن الكرٌم ألبً
واستخراج المرآنٌة
سعود ال ِع َمادي [ت9٘ٔ:هـ] ،التحرٌر والتنوٌر لدمحم الطاهر ابن ال ُّ
اللطائؾ البٌانٌة
عاشور [تٖٔ9ٖ:هـ]
فً اآلٌات
المرآنٌة
16
التفسٌر الفمهً هو التفسٌر الذي ٌجمع آٌات األحكام الشرعٌة من المرآن
تعرٌفه
الكرٌم ،وٌفسرها فً كتاب مستمل
أنها مائة وخمسون آٌة احتوى المرآن الكرٌم على عدد عدد
كبٌر من آٌات األحكام العملٌة ، آٌات
أنها مائتا آٌة ولد اختلؾ العلماء فً عددها األحكام
ؼٌر محصورة بعدد معٌن ،حٌث تؤخذ األحكام على ألوال أشهرها
أنها ُ
من اآلٌات الصرٌحة فً األحكام ،ومن آٌات
المصص ،والعمائد وؼٌرها ،وهذا هو الراجح
17
أال ٌنالض معنى اآلٌة الظاهر من اتّجاهات المفسرٌن المشهورة :
التفسٌر على المٌاس واإلشارة ،وهو :
أن ٌكون معنى صحٌحا ً فً نفسه تفسٌر اآلٌة بؽٌر معناها الظاهر ،لوجود
إشارة َخ ِفٌَّة إلٌه ،مع إمكان الجمع بٌنهما
أن ٌكون فً اللفظ إشارة ٌ إلٌه وبٌن الظاهر المراد ،وهو وار ٌد عن
بعض السلؾ ،ولكنه للٌل عندهم ،ولد
أن ٌكون بٌنه وبٌن معنى اآلٌة ارتباط وتبلزم أجازَ ه جماعةٌ من أهل العلم بشروط
معٌنة ،وهً كما ٌلً :
3
االتجاه
اإلشاري
18
َّلل أَن َدادًا َوأَنت ُ ْم ت َ ْعلَ ُمونَ )
سه ٌل التُّست َِري عند لوله تعالى ( :فَ َبل تَجْ عَلُوا ِ َّ ِ
ما َذ َك َرهُ َ
حٌث لال " :أي أضدادا ً ،فأَكبر األضداد النفس األ َّمارة بالسوء ،المتطلّعة إلى
ّللا
حظوظها و ُمناها بؽٌر هدى من ّ
19
س َلمً عند لوله تعالى َ ( :ف ِت ْلنَ بٌُُوت ُ ُه ْم خَا ِو ٌَةً ِب َما َ
ظلَ ُموا ۗ ِإ َّن ِفً لول أبً عبد الرحمن ال ُّ
َٰ َذلِنَ َآلٌَةً ِلّمَ ْو ٍم ٌَ ْعلَ ُمونَ ) " :لال أبو عثمان :للوبهم لاسٌة بما عصوا " فهذا تفسٌر ؼٌر
صرؾ لآلٌة عن معناها المتبادر منها بؽٌر دلٌل ، ٌ ممبول لم تتحمك فٌه الشروط ،فهو
والبٌوت هنا :المساكن كما هو ظاهر ،وال خبلؾ فً ذلن "
لول أحمد سعد العمَّاد المصري [ ت ٖٔ7ٖ :هـ ] عند لوله تعالى َ (:وأَتِ ُّموا ْال َح َّج َو ْالعُ ْم َرة َ
َّلل ) " :ولكن للعارفٌن ح ٌّج آخر ٌح ُّجونه متى اشتالوا لحبٌبهم ،وهو حج الروح ِ َّ ِ
ّللا العامر ال ٌتكلفون سفرا ً وال انتماال ،ألن مطلوبهم فً أنفسهم وهو الملب الذي هو بٌت ّ
ٌحن وٌرحل لبٌت الخلٌل ّللا وأنواره ،ولد لال بعض العارفٌن :عجبت لمن ُّ بأسرار ّ
وهو الكعبة ،كٌؾ ال ٌحن وٌشاهد العجائب فً بٌت بناه الرب الجلٌل وهو الملب ،
والؽرض من الملب هو العامر باإلٌمان والحب والتموى والرحمة ،فهو كنز السعادة
فكعبة األشباح بمكة المكرمة وكعبة األرواح معن وهو للبن ،فاحرص على الطواؾ
ّللا بتلن المعانً " وهذا تفسٌر حول المعانً التً فٌن ٌتج َّل لن خالمن وبارئن متعنا ّ
تهوٌن من لدر البٌت الحرام ،وتملٌل من شأن الحج الذي هو أحد أركان ٌ باط ٌل ،فٌه
اإلسبلم
20
وهو االتجاه الذي ٌمدّم العمل على النمل فً تفسٌر نصوص الكتاب والسنّة ،وٌتمثَّل فً
المدرسة العملٌة الحدٌثة التً نَشَأَت فً مصر نهاٌة المرن الثالث عشر الهجري ،على ٌد تعرٌفه
عبدُه [ ت ٖٕٖٔ :هـ ] ،ولد تأثّرت :جمال الدٌن األفؽانً [ ت ٖٔٔ٘ :هـ ] ،ودمحم َ
وٌؤولون بعض الؽٌبٌات بمدرسة المعتزلة الذٌن ٌُمَدّسون العم َل وٌمدّمونه على النَّمل َ ،
ع هذه المدرسة العملٌّةوالمعجزات لمخالفتها داللة العمل كما ٌزعمون ،كما حاول أتبا ُ
الحدٌثة مجاراة الحضارة الؽربٌة وتحرٌؾ بعض معانً النصوص الشرعٌة لتتوافك مع
النظرة الؽربٌة المعاصرة ،ومن العدل أن ٌُمال :إن لهذه المدرسة العملٌة الحدٌثة أثرا ً
محمودا ً فً تمرٌب فهم المرآن الكرٌم لعامة الناس ،وربطه بالوالع ،ومحاولة عبلج
لضاٌا األ ّمة من خبلل المرآن ،وترن اآلثار الموضوعة واإلسرائٌلٌات الباطلة ،ونبذ
ب المذهبً التَّعَ ُّ
ص ِ
تفسٌر المرآن الحكٌم ،المعروؾ بتفسٌر المنار ،لدمحم رشٌد رضا [ ت ٖٔ٘ٗ :هـ ] مطبوع
فً اثنً عشر مجلّدا ً ،وبداٌته إلى اآلٌة ٕ٘ٔ من سورة النساء ،مما سمعه من شٌخه دمحم
عبده ،فلما توفً شٌ ُخه واصل الكتابة فٌه حتى وصل إلى اآلٌة ٔٓٔ من سورة ٌوسؾ ،
ت
س َم َاوا ِ
اط َر ال َّ علَّ ْمتَنًِ ِمن ت َأ ْ ِوٌ ِل ْاأل َ َحادٌِ ِ
ث فَ ِ وهً لوله تعالى َ ( :ربّ ِ لَ ْد آت َ ٌْتَنًِ ِمنَ ْال ُم ْل ِن َو َ أهم
ّللا
صا ِل ِحٌنَ ) ثم توفً رحمه ّ ض أَنتَ َو ِل ًٌِّ فًِ ال ُّد ْنٌَا َو ْاآل ِخ َرةِ ت ََوفَّنًِ ُم ْس ِل ًما َوأ َ ْل ِح ْمنًِ بِال َّ
َو ْاأل َ ْر ِ ال ُمؤلّفات
فً االتجاه
تفسٌر المراؼً ألحمد مصطفى المراؼً [ ت ٖٔ7ٔ :هـ ] مطبوع فً عشرة مجلدات العملً
الحدٌث
سر لدمحم فرٌد وجدي [ ت ٖٔ7ٖ :هـ ] مطبوع فً مجلّد واحد
المصحؾ ال ُمف َّ
22
هو َك ُ
شؾ الصلة بٌن النصوص المرآنٌة ،وحمائك العلم التجرٌبً تعرٌفه
سرٌن توجد فً بعض التفاسٌر المدٌمة إشارة إلى هذه المكتشفات ،وأشهر ال ُمف ّ
ذكرا ً لها فخر الدٌن الرازي [ ت ٙٓٙ :هـ ] فً تفسٌره الكبٌر ،لكن ال ُمتمدّمٌن
جعلوا الحمائك المرآنٌة أصبلً ثم ذكروا ما ٌُؤٌدها وٌشهد لها من علوم وحمائك
كونٌّة ،أما المعاصرون فمد جعلوا النظرٌات أو الحمائك العلمٌة التجرٌبٌة أصبلً
ثم بحثوا ع َّما ٌؤٌدها من المرآن ،ثم إن المتمدمٌن – وهم لِلَّةٌ فً هذا الباب – لم
5
ٌفردوا هذا االتجاه ب ُمؤلّفات مستملّة ،بل كانوا ٌتحدثون عنها فً ثناٌا تفاسٌرهم ،
أما َّ المعاصرون فمد احتفوا به وأنشأوا له الهٌئات والمراكز والمعاهد
ال ُمؤلّفات فً االتجاه
التفسٌر العلمً العلمً
ال ٌُعرؾ فٌه تفسٌر كامل ؼٌر ( الجواهر فً تفسٌر المرآن الكرٌم ) ،ومن
ال ُمؤلّفات المطبوعة فٌه :
كشؾ األسرار النَّورانٌة المرآنٌة فٌما ٌتعلك باألجرام السماوٌة واألرضٌة
والحٌوانات والنباتات والجواهر المعدنٌة لدمحم بن أحمد اإلسكندرانً [ ت :
ٖٔٓٙهـ ] ،ورتّبه على ثبلثة أبواب ،األول فً الحٌوانات وما ٌتعلّك بها ،
والثانً فً خلك السماوات واألرض ،والثالث فً النباتات ،وهو مطبوع فً
ثبلثة ُمجلّدات ،الجواهر فً تفسٌر المرآن الكرٌم لطنطاوي جوهري [ ت :
ٖٔ٘8هـ ] مطبوع فً ستة وعشرٌن جزءا ً فً ثبلثة عشر ُمجلّدا ً ،وهو المؤلَّؾ
س َر المرآن الكرٌم كامبلً وفك المكتشفات العلمٌة الحدٌثة ،والكتاب الوحٌد الذي ف َّ
سفات والخرافات ،والنظرٌات التً لم تثبت ، ملًء باألخطاء واألوهام والتع ُّ
صور والرسوم ،بعٌ ٌد عن التفسٌر ،ولذلن أنكره العلماء وحذَّروا منه ،وإن وال ُّ
ّللا حسنَ النٌة فٌما ذهب إلٌه ،المرآن ٌنبوع العلوم والعرفان كان مؤلفه رحمه ّ
سر فٌه اآلٌات المتعلمة لعلً فكري [ ت ٖٔ7ٕ :هـ ] مطبوع فً ثبلثة ُمجلّدات ،ف َّ
باألمور الكونٌّة دون ؼٌرها ،ولدر رتّبه ترتٌبا ً موضوعٌا ً ،ولٌس حسب ترتٌب
السور
23
ٌر َو َما أ ُ ِه َّل بِ ِه ِلؽٌَ ِْر َّ
ّللاِ نز ِحْم ْال ِخ ِ
علَ ٌْ ُك ُم ْال َم ٌْتَةَ َوالد ََّم َولَ َ
عند لوله تعالى ( :إِنَّ َما َح َّر َم َ
ذكر بعضهم أن َ ور َّر ِحٌ ٌم)ؼف ُ ٌّللاَ َ عا ٍد فَ َبل ِإثْ َم َ
علَ ٌْ ِه إِ َّن َّ ؼٌ َْر َباغٍ َو َال َ ض ُ
ط َّر َ فَ َم ِن ا ْ
التحالٌل الطبٌة لجسم الحٌوان المٌت تد ُّل على أنه مات نتٌجة مرض أصابه وهذا
ومضرا ً باإلنسان ،كما دلّت على أن الدَّم فٌه مواد سا َّمة ّ المرض ٌجعل لحمه فاسدا ً
ومٌكروبات خطٌرة ،كما أظهرت التحالٌل أن لحم الخنزٌر فٌه مواد ودٌدان ضاّرة
عند لوله تعالى َ ( :و ِإ َّن لَ ُك ْم فًِ ْاأل َ ْن َع ِام َل ِعب َْرة ً نُّ ْس ِمٌ ُكم ِ ّم َّما فًِ بُ ُ
طونِ ِه ِمن َبٌ ِْن فَ ْر ٍ
ث َو َد ٍم
اربٌِنَ ) ذكروا أن أجهزة التشرٌح والتجارب العلمٌة الحدٌثة أثبتت ش ِ سائِؽًا ِلّل َّ لَّبَنًا خَا ِل ً
صا َ
أن مكونات اللَّبن تستخلص بعد هضم الطعام من بٌن الفرث ،وتجري مع مجرى الدم
لتصل إلى الؽدد اللبنٌة فً ضروع اإلناث التً تموم باستخبلص مكونات اللبن من بٌن
الدم دون أن ٌبمى أي آثار فً اللبن من الفرث أو الدم ،وتضاؾ إلٌه فً حوٌصبلت
س َّكر اللبن التً تجعله سائؽا ً للشاربٌن اللبن مادة ُ
زعم بعضهم أن المراد بالنفس وزوجها فً لوله تعالى ُ ( :ه َو الَّذِي َخلَمَ ُكم ِ ّمن نَّ ْف ٍس َ
اس اتَّمُوا َربَّ ُك ُم
ُ َّ ن ال اه ُّ
َ َ ٌَ أ ا ٌ ( : تعالى ولوله ) ا هٌْ
ِ َ َ لإ نَ ُ
ك س
ْ زَ ْ
َو ِ َ َ َ َ ِ َ ْ َ َ ِ َ
ٌ ل ا هج و اه ن م ل
َ ع ج و ة
ٍ داح مثال
سا ًء َواتَّمُوا ٌرا َونِ َ اال َكثِ ً ث ِم ْن ُه َما ِر َج ً
اح َدةٍ َو َخلَكَ ِم ْن َها زَ ْو َج َها َوبَ َّ الَّذِي َخلَمَ ُكم ِ ّمن نَّ ْف ٍس َو ِ للتفسٌر
علَ ٌْ ُك ْم َرلٌِبًا) هما البروتونات ّللا َكانَ َام إِ َّن َّ َ سا َءلُونَ بِ ِه َو ْاأل َ ْر َح َّللا الَّذِي ت َ َ
َّ َ العلمً
واإللكترونات والكهارب الموجبة والسالبة ،حٌث اكتشؾ العلماء فً العصر الحدٌث ؼٌر
أن الكهرباء الموجبة فً البروتون ،والسالبة فً اإللكترون وتساوٌهما تماما ً هما الممبول
السبب فً بماء الذَّرة وحفظ توازنها وسكونها !! ....وبطبلن هذا التفسٌر من جهة
سرٌن ال ٌخفى على أحد اللؽة والسٌاق ومخالفة إجماع المف ّ
24
عة فً عصر االنحراؾ فً التفسٌر بدأ فً ولت مب ّكر ،حٌث ظهر أوائ ُل ال ِف َرق المبت َد َ
ّللاُ عنه ،
رضً ّ
َ الراشد عثمان بن عفَّان ّللاُ عنهم ،بعد ممتل الخلٌفة َّ
رضً ّ
َ الصحابة بداٌته
فحاولوا االستدالل لمعتمداتهم بتحرٌؾ معانً المرآن الكرٌم لتوافك أهواءهم
أهم أسباب
الجرأة على تفسٌر المرآن الكرٌم بؽٌر علم ،وعدم تعظٌم المو ِل فً التفسٌر
االنحراؾ
فً
الجهل بأصول التفسٌر ولواعده التفسٌر االنحراؾ
فً
االعتماد على األحادٌث الموضوعة ،واإلسرائٌلٌات الباطلة ،وربما تع َّم َد التفسٌر
بعض أتباع ال ِف َرق الضالة اختبلقَ بعض الرواٌات لنصرة معتمدهم الباطل
ُ
دعوى التجدٌد فً تفسٌر المرآن الكرٌم ،وبهذه الدعوى ُرفضت كثٌر من
األحادٌث واآلثار ،و ُح ّرفت
التَّو ُّ
س ُع فً المول بالنَّسخ
25
س ُّموا بذلن لخروجهم على الناس ،أو الخوارج :إحدى ال ِف َرق الضالة المحدثة فً اإلسبلم ُ ،
ّللاُ عنه ،والمراد بهم :ك ُّل من خرج بالسٌؾ على اإلمام رضً ّ
َ ً
عن الدٌن ،أو على عل ّ
التعرٌؾ
فرق ظهورا ً الحك الذي انعمدت له ال َبٌ َعةُ ،وكفَّر المسلمٌن ،واستح ّل دماءهم ،وكانوا أو َل ا ِل َ
بالخوارج
ّللاُ عنه رضً ّ
َ ً بن أبً طالب فً اإلسبلم ومفارلةً لجماعة المسلمٌن ،حٌث خرجوا على َ
ع ِل ّ
ّللاُ عنه ولالوا بعصمته ث َّم رضً ّ
َ ظهر الشٌعةُ مضادٌّن لهم فً االعتماد فؽَلَوا فٌه
َ فكفَّروه ،ث َّم
بإلوهٌته ،ثم بعد ذلن َح َدثَت بمٌةُ ال ِف َرق ،لال ابن تٌمٌة " :ولهذا كان َّأو َل من فارق جماعةَ
المسلمٌن من أهل البدع الخوار َج المارلون "
َحم ُل اآلٌات الواردة فً الكفار على أصحاب الكبائر من المسلمٌن ،لال ابن عمر
طلَمُوا إلى آٌات نزلت فً الكفار فجعلوها فً المؤمنٌن "
ّللاُ عنه " :إنهم ان َ
رضً ّ
َ
َحم ُل آٌات األمر بالمعروؾ والنهً عن المنكر على الخروج على أئمة المسلمٌن
منهجهم فً تفسٌر
سن بظواهر النصوص ،والنظر إلٌها نظرة حرفٌة ،دون اعتبار لما بٌنها من
التم ُّ تفسٌر المرآن الخوارج
آٌات وأحادٌث الكرٌم
ّللا العزٌز لهود بن مح ّكم الهواري [ ت :أول المرن الثالث ] مطبوع فً
تفسٌر كتاب ّ
سبلم البصري ،لكنه خالفه فً بعضأربعة ُمجلّدات ،وهو مختصر لتفسٌر ٌحٌى بن َّ
المواضع تأٌٌدا ً لمذهبه الخارجً
ُهمٌَان الزاد إلى دار المعاد لدمحم بن ٌوسؾ بن عٌسى بن صالح َّ
أطفٌََّش العدوي الجزائري
[ ت ٖٖٕٔ :هـ ] مطبوع فً أربعة عشر جزءا ً أشهر تفاسٌر
الخوارج
تٌسٌر التفسٌر لدمحم بن ٌوسؾ بن عٌسى بن صالح َّ
أطفٌََّش العدوي الجزائري
[ ت ٖٖٕٔ :هـ ] مطبوع فً سبعة ُمجلدّات
جواهر التفسٌر أنوار من بٌان التنزٌل ألحمد بن حمد الخلٌلً مطبوع فً ثبلثة أجزاء ،
س َر فٌه سورة الفاتحة وأول سورة البمرة ولم ٌكمله
ولد ف َّ
26
س ِعدُوا َف ِفً ْال َجنَّ ِة خَا ِلدٌِنَ ِفٌ َها َما َدا َم ِ
ت لال هود بن ُم َح ّكم ال َه َّواري عند لوله تعالى َ ( :وأ َ َّما الَّذٌِنَ ُ
ؼٌ َْر َمجْ ذُو ٍذ ) أي " :إال ما سبمهم به الذٌن دخلوا لبلهم ، ع َ
طا ًء َ س َم َاواتُ َو ْاأل َ ْر ُ
ض إِ َّال َما شَا َء َربُّنَ َ ال َّ
وذكر هاهنا ما افترت الفرلةُ الشا َّكة من أن لوما ً ٌدخلون النار ،ثم ٌخرجون منها بالشفاعة فإن هذا
موضعه وموضع الرد علٌهم " حٌث أنكر تفسٌر السلؾ لمعنى االستثناء فً اآلٌة ،ونفى الشفاعة عن
َمن دخل النار من عصاة المو ّحدٌن ،موافما ً لمذهب الخوارج ،مخالفا ً لما ثبت فً النصوص الكثٌرة
الثابتة فً خروج ال ُمو ّحدٌن من النار ،وهذا ما أجمع علٌه ذلن أه ُل السنُّة والجماعة ،الذٌن لمزهم
بموله :الفرلةُ الشا ّكة
لال هود بن ُم َح ّكم ال َه ّواري عند لوله تعالى ( :إِنَّا َج َع ْلنَاهُ لُ ْرآنًا َ
ع َر ِبًٌّا لَّ َعلَّ ُك ْم ت َ ْع ِملُونَ ) :
" لوله َ ( :جعَ ْلنَاهُ ) أي :خلمناه " فاستد َّل بهذه اآلٌة على أن المرآن مخلوق أخذا ً بمذهب الخوارج
الموافمٌن للمعتزلة فً هذا الباب ،وهذا باطل مخالؾ لداللة الكتاب والسنّة وإجماع السلؾ أن كبلم ّ
ّللا أمثلة
منز ٌل ؼٌر مخلوق ،ومعنى ( جعلنا ) فً اآلٌة :أنزلنا تعالى َّ النحرافات
الخوارج
فً
سولَهُ َوٌَت َ َع َّد ُحدُو َدهُ ٌُد ِْخ ْلهُ ن ً
َارا خَا ِلدًا ِفٌ َها َولَهُ ّللا َو َر ُ
ص َّ َ
لال ٌوسؾ أطفٌش عند لوله تعالى َ ( :و َمن ٌَ ْع ِ التفسٌر
ٌن ) " :اآلٌة دلٌل على خلود الفاسك ،وال دلٌل على تخصٌص الخلود بالمنكر " فاستدل ع َذابٌ ُّم ِه ٌ
َ
باآلٌة على خلود الفاسك فً النار ،وهو استدالل باطل مخالؾ للنصوص الكثٌرة الثابتة فً عدم خلود
ال ُمو ّحدٌن فً النار
اب النَّ ِ
ار ُه ْم فٌِ َها خَا ِلدُونَ ) عا َد َفأُو َٰ َلئِنَ أ َ ْ
ص َح ُ لال ٌوسؾ أطفٌش فً تفسٌر لوله تعالى َ ( :و َم ْن َ
" :وأصحاب الكبائر من أهل التوحٌد ُمخلَّدون " وهذا مخالؾ لما ثبت فً النصوص وأجمع علٌه
أهل السنّة والجماعة من عدم خلود ال ُمو ّحدٌن فً النار
27
تطور إلى
ّللاُ عنه وأهل بٌته ،ثم َّ
رضً ّ
َ شٌُّع فً األصل ٌُطلك على تولًّ ومناصرة علً الت َّ َ
رضً
َ ّ
والطعن فً الصحابة ّللاُ عنه وبعض أهل بٌته ، رضً ّ
َ الرفض ،وهو الؽُلُ ُّو فً علً َّ التعرٌؾ
األمر بطوائؾ منهم إلى تألٌ ِه علً
ُ ّللاُ عنهم وتكفٌرهم ،مع عمائد أخرى باطنٌة ،بل وص َل ّ بالشٌعة
ّللاُ عنه وأئمة آل البٌت من بعدهرضً ّ
َ
االثنا عشرٌة :نسبة إلى األئمة االثنً عشر من آل البٌت كما ٌزعمون ،وٌطلك علٌهم
التعرٌؾ
اإلمامٌَّة العتمادهم أن اإلمامة ركن الدٌن األعظم ،وال َجعفَ ِرٌَّةُ نسبةً إلى جعفر الصادق ،
بالشٌعة
والرافضة لرفضهم إمامة زٌد بن علً بن الحسٌن ورفضهم إمامة الشٌخٌن أبً بكر وعمر َّ االثنً
ّللا عنهما
رضً ّ عشرٌة
تفسٌر
الشٌعة
اإلمامة ،حٌث ٌعتمدون أنها ركن الدٌن األعظم ،وأن األئمة معصومون ٌُوحى إلٌهم ،
وٌُؤٌَّدون بالمعجزات ،وألوالهم ُح َّجة
َّ
الطعن فً المرآن الكرٌم ودعوى تحرٌفه ،ودعوى إسماط اآلٌات التً تنصر عمائدهم الفاسدة
منه
ولهم
معتمدات
ّللا عنهم ،ودعوى ِردَّتهم عدا ثبلثة أو أربعة أو سبعة منهم
الطعن فً الصحابة رضً ّ فاسدة
ظهرت فً
الت َّ ِمٌَّة ،وهً فً الحمٌمة كذب ونفاق ،وٌرٌدون بها :إخفاء عمائدهم الباطلة عن أهل السنّة ، تفاسٌرهم
وإظهار خبلفها ،وال سٌما فً حال ضعفهم أه ّمها ما ٌلً
28
أن للمرآن ظاهرا ً وباطنا ً ،وأن التفسٌر بالباطن َمو ُكو ٌل إلى األئمة ،
فبل ٌجوز ألحد االعتراض علٌه ،وأن معانً المرآن مراتب بحسب
مراتب أهله ومماماتهم
َحم ُل اآلٌات على أسلوب ال َجري ،والمراد به عندهم :أن كل آٌات تفسٌر
المدح والثناء التً وردت فً المرآن هً لؤلئمة ومن واالهم ،وكل الشٌعة
آٌات الذم والعذاب فً من خالفهم وعاداهم
تفسٌر علً بن إبراهٌم المُ ّمً [ ت ٖٕٗ :هـ ] ولم ٌلتزم بتفسٌر جمٌع
اآلٌات ،مطبوع فً ُمجلّدٌن كبٌرٌن
فً تفسٌر العٌاشً عند لوله تعالى َ ( :و َال ٌُ ْش ِر ْن بِ ِعبَا َدةِ َر ِبّ ِه أ َ َحدًا) لال ٌ " :عنً التسلٌم لعلً
ّللاُ عنه ،وال ٌُشرن معه فً الخبلفة من لٌس له ذلن ،وال هو من أهله " رضً ّ
َ
فً تفسٌر الصافً عند لوله تعالى َ ( :ف َماتِلُوا أَئِ َّمةَ ْال ُك ْف ِر ۙ ِإنَّ ُه ْم َال أ َ ٌْ َمانَ لَ ُه ْم لَ َعلَّ ُه ْم ٌَنت َ ُهونَ ) عن
ّللاُ عنهم فمال " :كانا من أئمة الكفر " رضً َّ سئل عن طلحة والزبٌر الصادق علٌه السبلم أن ُ
ْب فٌِ ِه ۛ ُهدًى ِلّ ْل ُمتَّمٌِنَ ) ذكر عن فً تفسٌر البرهان عند لوله تعالى َ َٰ ( :ذلِنَ ْال ِكت ُ
َاب َال َرٌ َ
شن فٌه ُ ( ،هدًى ِلّ ْل ُمتَّمٌِنَ ) بٌان لشٌعتنا "ّللا أنه لال " :الكتاب :علً علٌه السبلم ال ّ أبً عبد ّ
ّللاُ َمث َ ًبل ِلّلَّذٌِنَ َكفَ ُروا ْام َرأَتَ نُوحٍ َوا ْم َرأَتَ لُوطٍ
ب َّض َر َ
فً تفسٌر البرهان عند لوله تعالى َ ( :
ّللا سبحانه لعائشة صا ِل َحٌ ِْن فَخَانَت َا ُه َما ) لال " :اآلٌة مث ٌل ضربه ّ ع ْب َدٌ ِْن ِم ْن ِعبَا ِدنَا َ
َكانَت َا تَحْ تَ َ
ّللا وأفشتا سره " وال ٌخفى على من لَدٌ ِه أدنى درجة من علم وحفصة إذ تظاهرتا على رسول ّ
بطبلن هذه التفسٌرات ومنالضتها ألصول الشرٌعة ،وإجماع األمة ،فضبلً عن مخالفتها لدالالت ُ
األلفاظ وأسباب النزول وسٌاق اآلٌات ،وهم ٌنسبون كثٌرا ً من هذه التفسٌرات ألئمتهم من آل
وطعن فً آل البٌت الذٌن ٌ البٌت كذبا ً وزورا ً تروٌجا ً لها ،وهً فً الحمٌمة إلحا ٌد فً آٌات ّ
ّللا ،
هم بَ َرا ٌء منها
30
ّللا سبحانه وتعالى
التوحٌد ،ومرادهم به :نفً صفات ّ
ُ
ٌخلك أفعا َل العباد ، ّللا تعالى ال
العدل ،ومعناه عندهم :أن ّ
بل العباد هم الذٌن ٌخلمون أفعالهم ،وممتضى ذلن إنكار
المدر
ُ
ؼ َر ُر الفوائد ودرر المبلئد المعروؾ بـ ( أمالً المرتضى ) لعلً بن الطاهر
المعروؾ بالشرٌؾ المرتضى [ ت ٖٗٙ :هـ ] وهو مطبوع أكثر من طبعة ،
أشهر تفاسٌر
بعضها فً ُمجلّد واحد ،وبعضها فً أكثر من ُمجلّد ،وهو ؼٌر شامل للمرآن
المعتزلة
الكرٌم بل ٌختار آٌات معٌّنة ٌرى فٌها إشكاالً وٌتحدث عنها ،ولم ٌرتّبه حسب
ترتٌب السور ،ولد ٌتكلم عن بعض األحادٌث
تفسٌر
المعتزلة
ضز ٌَة
جى ٌه يَ ْى َم ِئ ٍذ نَّا ِ
لال الماضً عبد الجبَّار المعتزلً عند لوله تعالى ُ ( :و ُ
ٌُتأ َ َّو َل على ما ٌص ّح النظر إلٌه وهو الثواب " فأنكر رؤٌة المؤمنٌن لربهم
أمثلة
اض َرة ٌ) بتأوٌل فاسد
وأو َل لوله تعالى ( :نَّ ِ
سبحانه وتعالى فً اآلخرة َّ ، النحرافات
المعتزلة
فً
التفسٌر
س َٰى ت َ ْك ِلٌ ًما) " :وعن إبراهٌم لال الزمخشري عند لوله تعالى َ ( :و َكلَّ َم َّ
ّللاُ ُمو َ
ّللاَ ) بالنصب " فمد أورد هذه المراءة وٌحٌى بن وثاب :أنهما لرءا ( َو َكلَّ َم َّ
الشاذة تأٌٌدا ً لمذهب المعتزلة الذٌن ٌنكرون صفة الكبلم َّّلل ج َّل جبللهُ ،
وأعرض عن المراءة المتواترة الدالة على إثبات صفة الكبلم َّّلل تعالى
32
صوفٌِّة :إحدى ال ِف َرق المحدثة فً اإلسبلم ،نشأَت فً أوائل المرن الثانً الهجري ، ال ُّ
واشتهرت فً المرن الثالث ،وهنان خبلؾ طوٌل فً تعرٌفها ،واشتماق اسمها ،ونشأتها ،
التعرٌؾ
بس الصوؾ زهدا ً ،ولد َم َّر صوؾ ألن شعارهم لُ ُ وأظهر األلوال أنها نسبةٌ إلى لُ ِ
بس ال ُّ صوفٌِّة
بال ُّ
ؾ بمراحل ،ولذلن ٌصعب تعرٌفه تعرٌفا ً جامعا ً الت َّ َ
ص ُّو ُ
التفسٌر الفٌضً اإلشاري ،وهو :تفسٌر اآلٌة بؽٌر معناها الظاهر ،لوجود إشارة
َخ ِفٌَّة إلٌه ،مع إمكان الجمع بٌنها وبٌن الظاهر المراد ،وهو لٌس مبنٌّا ً على ُمم ّدمات
سه حتى ٌصل إلى درجة تنكشؾ ً نف َ
علمٌّة ،بل هو رٌاضة روحٌّة ٌأخذ بها الصوف ُّ
الربانٌة ،ولد اعتنى الصوفٌةُ بالتفسٌر اإلشاري واشتهروا به ، له بعض المعارؾ َّ
َّ
ووظفوه فً االستدالل لمعتمداتهم
ألسام تفسٌر
التفسٌر الصوفً النظري الفلسفً ،وهو :مبنً على المعتمد النظري الفلسفً التفسٌر
للتَّصوؾ المتأثر بالدٌانات والفلسفات المدٌمة ،وهو فً الحمٌمة إلحاد فً آٌات ّ
ّللا صوفٌَّة
ال ُّ
صوفًال ُّ
معان باطلة ،ومن ذلن :المول
ٍ وصرؾ لها عن معناها الصحٌح إلى
ٌ تعالى ،
ّللا تعالى ،وتفضٌل الولً على النبً ،
بالحلول ،ووحدة الوجود ،ودعاء ؼٌر ّ
ودعوى سموط التكالٌؾ ع َّمن وصل إلى مرتبة الحمٌمة ،وؼٌر ذلن من الضبلالت
العظٌمة
كثرة التفسٌر اإلشاري عندهم ،ولذلن اشتهروا به دون ؼٌرهم ،ولد ٌمتصرون علٌه دون
التفسٌر الظاهر
منهجهم فً
عدم االعتماد على التفسٌر المأثور ،بل مخالفته وتركه ،واألخذ بتفسٌرات باطلة مخالفة
تفسٌر
إلجماع السلؾ
المرآن
الكرٌم
التفسٌر الباطنً المخالؾ لظاهر اللفظ وداللة السٌاق
33
سلمً النٌسابوري [ ت ٕٗٔ :هـ ] حمائك التفسٌر ألبً عبد الرحمن دمحم بن الحسن ال ُّ
ولد التصر فٌه على اإلشارات الصوفٌة والتً سماها حمائك ،ومعظمه نموالت عن
الصوفٌة ،وفٌه انحرافات عظٌمة وتأوٌبلت باطنٌة كثٌرة ،وهو تفسٌر شامل لسور
المرآن ،لكنه ال ٌفسر كل آٌة ،بل ٌتجاوز بعض اآلٌات فبل ٌتكلم علٌها ،وهو مطبوع
أكثر من طبعة فً ُمجلّد واحد ،وفً ُمجلّدٌن
تنبٌه األفهام إلى تدبُّر الكتاب الحكٌم وت َ َع ُّرؾ اآلٌات والنبأ العظٌم ألبً الحكم بن بَ َّر َجان
[ ت ٖ٘ٙ :هـ ] مطبوع أكثر من طبعة ،وؼالب الكتاب ال مطعن فٌه ،لكنه ال ٌخلو
من إشارات صوفٌة ؼالٌة
تفسٌر المرآن المنسوب البن عربً :دمحم بن علً الطائً [ ت ٖٙ8 :هـ ] أشهر تفسٌر
تفاسٌر صوفٌَّة
ال ُّ
الفتوحات المكٌة البن عربً :دمحم بن علً الطائً [ ت ٖٙ8 :هـ ] الصوفٌَّة
ع ِجٌبةَ الحسنً
البحر المدٌد فً تفسٌر المرآن المجٌد ألبً العباس أحمد بن دمحم بن َ
الفاسً [ ت ٕٕٔٗ :هـ ]
جواهر المعانً وبلوغ األمانً فً فٌض سٌدي أبً العباس التجانً لعلً حرازم بن
العربً الفاسً [ ت ٕٔٔٗ :هـ ]
34
ت) :ْؾ ُرفِ َع ْ
اء َكٌ َ س َلمً عند لوله تعالى َ ( :و ِإ َلى ال َّ
س َم ِ لال أبو عبد الرحمن ال ُّ
" لال بعضهم :إلى األرواح كٌؾ جالت فً الؽٌوب " ولال عند لوله تعالى :
ت) " :لال بعضهم :إشارة ً إلى األولٌاء كٌؾ نُصبوا أعبلما ً (و ِإلَى ْال ِج َبا ِل َكٌ َ
ْؾ نُ ِ
ص َب ْ َ
صرؾ عن المعنى الظاهر لآلٌتٌن ،وتأوٌ ٌل فاسد بمعنى ٌ للخلك ومفزعا ً " وهذا
الؽلو باألولٌاء
ّ ٌوافك معتمدات الصوفٌة الباطلة فً
ضا ُّم ْست َ ْمبِ َل أ َ ْو ِدٌَتِ ِه ْم لَالُوا َٰ َه َذاار ً لال ابن عربً عند لوله تعالى ( :فَلَ َّما َرأ َ ْوهُ َ
ع ِ
ع َذابٌ أ َ ِلٌ ٌم ) " :فجعل الرٌ َح ض ُّم ْم ِط ُرنَا بَ ْل ُه َو َما ا ْست َ ْع َج ْلتُم بِ ِه ِرٌ ٌح فٌِ َها َ
ار ٌ
ع َِ
الراحة ،فإنه بهذه الرٌح أراحهم من هذه الهٌاكل المظلمة إشارة ً إلى ما فٌها من ّ
أمر ٌستعذبونه إذا ؾ ال ُمدلَ ِه َّمة ،وفً هذه الرٌح عذاب أي ٌ س َد ِ
الوعرة وال َّ والمسالن َ
ذالوه " وبطبلن هذا التفسٌر من جهة اللؽة والسٌاق ومخالفة نصوص الشرٌعة
أوضح من أن ٌُبٌَّن
35
والمراد بها :تفسٌر المرآن الكرٌم بالرأي الموافك للمناهج والنظرٌات الؽربٌة المعاصرة فً
تفسٌر النصوص ،وهً من االت ّجاهات المنحرفة المعاصرة ،وأصحابها ٌزعمون أنهم
ٌمرؤون المرآن لراءة حدٌثة ،موافمةً لروح العصر وظروؾ الزمان والمكان ،والوالع أنها التعرٌؾ
نتٌجة للهزٌمة النفسٌة واإلعجاب المفرط بالفكر الؽربً ،وضعؾ أو عدم اإلٌمان بسمو بالتفسٌر
الشرٌعة اإلسبلمٌة وربَّانٌتها وصبلحٌتها لكل زمان ومكان الحداثً
ناظر فً نتاج أصحاب هذه المدرسة وطرحهم اإلعبلمً ٍ الحمٌمة التً ال تخفى على ك ِّل
وحواراتهم ومحاضراتهم أنهم ٌرٌدون تحرٌؾ معانً المرآن ،وصرؾ الناس عن هداٌاته
والعمل بأحكامه ،والناظر فً حال عام أصحاب المراءات المعاصرة للمرآن الكرٌم ٌجد أن تمهٌد عن
ّللا تعالى ال تتوفّر فٌهم ،فهم ُمتطفّلون على هذا العلم الشرٌؾمعظم شروط التفسٌر لكتاب ّ منهج
سرٌن ،وٌجزم أن ّ
،مجترئون علٌه ،بل إن بعضهم ٌُخَطىء الصحابة والتابعٌن وكبار ال ُمف ّ االتجاه
ص َل إلٌه هو أو ؼٌره من المعاصرٌن !!وا َّدعى ّللا تعالى فً بعض اآلٌات هو ما تو ّ مراد ّ الحداثً
آخر أنه أعلم من األئمة األربعة وؼٌرهم من العلماء السابمٌن ،ألنه ٌملن من وسائل التمنٌة فً
الحدٌثة ووسائل البحث ما ال ٌملكون !!! التفسٌر
نزع المداسة عن المرآن الكرٌم ،والتشكٌن فٌه ومعاملته معاملة نصوص التوراة واإلنجٌل التفسٌر
تعرضت للتحرٌؾ ،بل مساواته بالنَّص البشري
التً َّ الحداثً
المعاصر
التأوٌلٌَّة :وٌعبَّر عنها بعضهم بالمصطلح الؽربً ( الهرمنٌوطٌما ) وهو أهم المناهج التً
سلكوها لتحرٌؾ نصوص الكتاب والسنّة ونزع مدلولها ،والمراد بها :تحلٌل النصوص
الدٌنٌة لتحصٌل وجوه ومعانً خفٌة له من ؼٌر تمٌَّد باللؽة أو السٌاق أو لصد المائل ،
فصرفوا معانً النصوص إلى معانً ال تد ّل علٌها مطلما ً ال من لرٌب وال من بعٌد وبهذا
المنهج الباطل نفوا كثٌرا ً من المؽٌبات والمعجزات ،وحرفوا معانً المرآن الكرٌم ،
ت ومناه َج متعددة مثل :موت المؤلؾ وتألٌه المتلَمًّ ،وأن النص ٌ
أفك مستخدمٌن أدوا ٍ منهج
والتناص ،والرمزٌة المطلمة ،وؼٌرها
ّ مفتوح ال نهائٌة له ، االتجاه
الحداثً
سنَةُ :وهو مدخل خطٌر ٌسعى للتعامل مع المرآن الكرٌم على أنه ٌّ
نص بشري إنسانً األن َ المعاصر
خاضع للنمد فً تفسٌر
المرآن
ال َعملَنَةُ :والمراد بها تحكٌم العمل فً نصوص الوحً ،ونمل المداسة من الوحً إلى العمل الكرٌم
الذي لم ٌخضعوه لضوابط ولٌود ومفاهٌم محددة ،بل جعلوا له الحرٌّة المطلمة فً الفهم ،
ضهم المؽٌبات والمعجزات وحرفوا اآلٌات المصادمة للعمل ومن خبلل تألٌه العمل نفى بع ُ
والجن والسحر والحسدّ كاآلٌات التً ذُكرت فٌها المبلئكة
األر َخنَةُ :وٌرٌدون بها لصر أحكام ودالالت آٌات المرآن الكرٌم على ظروفها الزمانٌة
والمكانٌة ،وفهمها ضمن سٌالها التارٌخً وعدم تنزٌلها على الوالع المعاصر الذي اختلؾ
وتؽٌر عن زمن التنزٌل ،ؼٌر مؤمنٌن بصبلحٌة الشرٌعة لكل زمان ومكان ،وبنا ًء على
سرٌن ،وبهذا المنهج الباطل لصرواذلن دعوا إلى ترن تفسٌر السلؾ و ُمتم ّدمً ال ُمف ّ
أسباب معٌنة على أسبابها وادّعوا أن العبرة بخصوص السبب النصوص الواردة فً36
ال بعموم اللفظ وأن جمٌع آٌات المرآن نزلت ألسباب خاصة
مدخل إلى المرآن الكرٌم لدمحم عابد الجابري [ ت ٖٔٗٔ :هـ ]
سام الجمل
أسباب النزول لب َّ
ٌرى نصر أبو زٌد أن إعطاء المرأة نصؾ مٌراث الرجل كما فً لوله تعالى :
ظ ْاألُنثٌٌََ ِْن ) كان مجاراة للوضع
ّللاُ فًِ أ َ ْو َال ِد ُك ْم ِللذَّ َك ِر ِمثْ ُل َح ِ ّ
ُوصٌ ُك ُم َّ
(ٌ ِ
المتردّي للمرأة فً ذلن الوالع االجتماعً االلتصادي الذي نزلت فٌه ،حٌث لم
تكن ترث أصبلً ،وٌجب أن ٌسٌر نحو المساواة التا ّمة بٌن الرجل والمرأة ، التفسٌر
النص المتمثّل فً تحرٌر اإلنسان من ُّ وهو المؽزى وال ُمض َم ُر الذي ٌسعى إلٌه الحداثً
أسر االرتهان االجتماعً والعملً المعاصر
ارلَةُ
س ِار ُق َوال َّ شرفً لَط َع الٌد فً لوله تعالى َ ( :وال َّ
س ِ سر عبد المجٌد ال َّ ف ّ
ٌز َح ِكٌ ٌم) بأنه :توفٌر ع ِز ٌ ّللاِ ۗ َو َّ
ّللاُ َ اال ّمِنَ َّ طعُوا أ َ ٌْ ِدٌَ ُه َما َجزَ ا ًء بِ َما َك َ
سبَا نَ َك ً فَا ْل َ أمثلة
سبل العمل ،وأن إلامة الحد مناؾٍ للمٌم الحدٌثة !!! النحرافات
االتجاه
الحداثً
الربا المنهً عنه هو ما تجاوز ضعؾ من تأوٌبلت شحرور الباطلة زعمه أن َّ المعاصر
مبلػ الدٌَّن ٓٓٔ %استدالال ً بموله تعالى ٌ( :ا أٌَُّ َها الَّذٌِنَ آ َمنُوا
فً
ضا َعفَةً) فالح ُّد األعلى المأذون به للفائدة الربوٌة َال ت َأ ْ ُكلُوا ِ ّ
الربَا أَ ْ
ض َعافًا ُّم َ
التفسٌر
المحرم ألنه ٌصبح حٌنئ ٍذ أضعافا ً مضاعفة !!! َّ ٓٓٔ %فما تجاوزها فهو
ٌزعم أركون أن معنى ( َربّ ِ ْالعَالَ ِمٌنَ ) فً زمن البعثة ،ربُّ المبائل
37
اخلامتة
ّللا وبركاته
والسبلم علٌكم ورحمة ّ
38