Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 244

1

‫بدأت اللعنة فعال‪ ،‬ذلكل ال جمال للمقدمات‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اجلزء الول ‪:‬‬
‫بداية اللعنة‬

‫‪3‬‬
‫الفصل ‪1‬‬

‫فندق‪ ،‬إس بانيا‬


‫الكثري منا دليه حبيبة ازدادت يف ديسمرب‪ ،‬أان أيضا دلي حبيب مات يف‬
‫ديسمرب‪.‬‬
‫دخلت رامو مع زوهجا اسرت اىل الغرفة الت جحزها ليل زفافهام‪ ،‬اكنت الغرفة‬
‫معدة و مزينة الس تقبال العروسني؛ دخلت العروس بفس تاهنا الطويل‬
‫البيض‪ ،‬وضعت يدها عىل خصل من شعرها البنفسجي‪ ،‬و أزالت رمشة‬
‫سقطت من عيوهنا البنية‪ ،‬اتسعت حدقتا عينهيا عندما رأت زينة الغرفة‪ ،‬عىل‬
‫الرسير اكنت هناك ورود بيضاء‪ ،‬وجبانبه املائدة حيث توجد كعكة الاس تقبال‬
‫و ما اىل ذكل من زينة احلائط و النوافذ‪.‬‬
‫قالت رامو سعيدة مبنظر غرفهتام‪ :‬أحببت هذا كثريا ! أحبك عزيزي‪.‬‬
‫فأجاهبا اسرت‪ :‬سوف حتبني ما ستسمعينه الآن أكرث‪...‬‬
‫أمسك خبرصها و جعلها تقرتب منه أكرث‪ ،‬مث انطلقت أحلان موس يقاه املفضل‬
‫الت برجمها طامق الفندق خصيصا لالحتفال بليل زواهجام‪ ،‬اكنت أغنية الفنان‬
‫الاس باين كريستيانو اكسرتو بعنوان لنين أحبك ‪Por amarte así :‬‬

‫‪4‬‬
‫رقص الزوجان عىل ايقاع املوس يقى و انسجام مع لكامهتا العذبة‪.‬‬
‫قالت رامو و يه يف حضن زوهجا‪ :‬س تظل حتبين أليس كذكل !‬
‫فأجاهبا ضاحاك‪ :‬سأظل أحب شعرك البنفسجي و خصلتك امحلراء هذه!‬
‫حضك االثنان بشدة فقالت رامو ‪ :‬لقد اكنت احلفل رائعة‪ ،‬لقد تلكف املمون‬
‫بلك يشء كام وعدان‪ ،‬اكن اللك سعيدا‪ ،‬رمغ أن ل أيم ل تكن هناك !‬
‫قالت ذكل و انتابهتا جفأة نوبة حزن فقال لها اسرت ‪ :‬لكن وادلك و أخيك اكان‬
‫حارضين واكنت رقصة وادلك ممتعة و مضحكة بشدة‪.‬‬
‫حضكت رامو بشدة و قالت ‪ :‬هكذا س تظل تس هتزئ يب !‬
‫و انهتت الغنية‪ ،‬فقالت مس تدركة‪ :‬سأذهب لنزع فس تاين‪ ،‬أهيا املعتوه !‬
‫اسرت‪ :‬حس نا سأنتظرك !‬
‫اكنت نظرته اىل زوجته معيقة جدا‪ ،‬ظل حيدق يف عينهيا و يه الخرى‬
‫تتأمل يف جامل عينيه الزرقاوين و شعره السود فقال لها‪ :‬أس تظلني هنا! هل‬
‫سرتاقبينين طوال حياتك!‬
‫أجابته‪ :‬أجل س تظل دامئا أمام عيين !‬

‫‪5‬‬
‫ذهبت أخريا اىل غرفة التبديل و نزعت ك ما جعل شعرها مامتساك‪.‬‬
‫انسدلت خصلهتا امحلراء عىل جبيهنا و انفرد شعرها البنفسجي عىل كتفهيا‪ ،‬مث‬
‫حاولت نزع الفس تان اىل أن مسعت صوت خميفا حيوم حولها‪.‬‬
‫اكن شبهيا بصوت ساحرة تلقي بشعوذهتا‪ ،‬جعلها هذا الصوت ترتعش من‬
‫ماكهنا و ترتعد أطرافها‪ ،‬ازداد الصوت حدة و خافت رامو كثريا فذهبت‬
‫متجهة حنو اسرت لتجده ملقى عىل الرسير و بيده وردة بيضاء‪ ،‬فظنته انمئا‪.‬‬
‫اقرتبت منه ول حتاول رؤية وهجه‪ ،‬هزت جسده ليستيقظ و ينقذها من‬
‫خوفها‪ ،‬لن الصوت اكن يرعهبا بشدة‪ ،‬حلظة انقطع الصوت جفأة و التفتت‬
‫رامو لتنظر اىل زوهجا‪ ،‬فوجدت شفتيه زرقاء اللون و انعدام تنفسه‪.‬‬
‫جتمدت أطرافها و بدأت هتز جسده من جديد‪ ،‬لكنه ل حيرك ساكنا لنه اكن‬
‫ميتا‪.‬‬
‫رامو‪ :‬استيقظ أرجوك! أان خائفة جدا‪ ،‬استيقظ أرجوك‪...،‬حلظة توقفت عن‬
‫فعل ذكل و رأت زوهجا بمتعن فتأكدت من أنه ميت فرصخت بقوة و حرسة‪،‬‬
‫ذهبت برسعة و أخذت هاتف الفندق و اتصلت ابالس تقبال و أخربهتم مبا‬
‫حصل‪.‬‬
‫بقيت جالسة جبانبه غري مصدقة ملا حيدث‪ ،‬منتظرة قدوم االسعاف‪.‬‬
‫بعد قليل دخل عامل من الفندق‪ ،‬طبيب و معه رجال الرشطة‪ ،‬ل تس تغرب‬
‫رامو لرؤيهتم لن حالها اكن مزراي‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫حفص الطبيب جثة اسرت و قال‪ :‬انه ميت أان أآسف !‬
‫اهنارت رامو من شدة حزهنا حفاول العامل مساعدهتا لكن رجال الرشطة‬
‫أمسكوا هبا‪.‬‬
‫املفتش‪ :‬جيب أن تذهيب معنا للتحقيق !‬
‫رصخت رامو يف وهجه ‪ :‬ماذا تقول ! لن أبرح ماكين‪ ,‬أريد البقاء مع زويج‪...‬‬
‫ابتعد عين !‬
‫فأجربها الرشطي ‪ ،‬كبل يدهيا و أخذها ابلقوة ويه ترصخ مناديه‬
‫اسرت‪....‬اكنت تعمل أهنا أآخر مرة سوف ترى وجه زوهجا‪.‬‬

‫‪7‬‬
8
‫الفصل ‪2‬‬
‫" جمرى التحقيق "‬
‫داخل الزنزانة‪ ،‬مسعت الصوت من جديد‪ ،‬اكن يقرتب مهنا بشدة جعلهتا‬
‫تستيقظ من حلمها املفزع لتجد نفسها مرتدية فس تاهنا داخل زنزانة عتيقة‬
‫فرصخت يف وجه امجليع‪ :‬ماذا أفعل هنا! جيب أن أذهب‪ ،‬أريد زويج !‪...‬‬
‫ل يكن للحراس جمال لالنتباه لها لهنم اكنوا يف حال يرىث لها بعد سامعهم و‬
‫تلقهيم لخبار هتز الكيان‪.‬‬
‫***‬
‫خبطوات متثاقل‪ ،‬جبسد مهنك‪ ،‬عينني حزينتني‪ ،‬و بعقل شارد جاء كيليان‬
‫وادل رامو بعد اتصالها به جراء اعتقالها و اجته مبارشة اىل ابنته دون أن يعريه‬
‫احلرس اهامتما هو الآخر‪.‬‬
‫هنضت رامو من ماكهنا برسعة عند رؤية أبهيا و قالت هل و احلرسة متلؤ قلهبا ‪:‬‬
‫لقد مات اسرت اي أيب ! مات ! و ل يرتكوين أعانقه حىت‪ ،‬لقد حرموين منه‬
‫دون أن أودعه‪....‬‬
‫قاطعها الب احلزين ‪ :‬اصربي اي ابنت ! هذا ما شاء القدر ! اصربي أرجوك‪..‬‬

‫‪9‬‬
‫ل تالحظ رامو مكية احلزن يف عيين وادلها لن احلزن بداخلها اكن أكرب‬
‫وقالت هل ‪ :‬أريد اخلروج من هنا حاال ! أريد اذلهاب لرؤيته ! ل أفعل شيئا‬
‫لجسن من أجهل !‬
‫الحظ أحد احلراس منظر الب و ابنته فقال للحارس صديقه ‪ :‬أتظن أن هذا‬
‫الب س يضحي حبياته من أجل ابنته املهتمة !‬
‫فأجابه الآخر‪ :‬ابلطبع فهو مضطر ذلكل !‬
‫مث أجابه الآخر حبرسة‪ :‬اي لهذه القوانني !‬
‫ل يلحظ االثنان حمادثة احلراس فقال كيليان ‪ :‬سوف خترجني من هنا أعدك !‬
‫مث ذهب ليحدث احملقق بشأهنا‪.‬‬
‫****‬
‫طرقات عىل ابب احملقق‪ ،‬تبعهتا طلبه ابدلخول‪.‬‬
‫دخل كيليان برأس مرفوع و ثقة كبرية فقال للمحقق بعد أن أذن هل ابجللوس و‬
‫بدأت احملادثة؛‬
‫كيليان ‪ :‬ملاذا أمسكمت اببنت !‬
‫احملقق ‪ :‬لقد اكنت لوحدها قرب اجلثة‪ ،‬و من الطبيعي الشك فهيا‪ ،‬و‬
‫احضارها هنا من أجل التحقيق‪ ،‬لكن بعد معرفة سبب وفاة الضحية اتضح‬
‫لنا أنه مات بسكتة قلبية‪...،‬حنن نتأسف ذلكل‪...‬سوف نطلق رساح ابنتك‬
‫حاال‪...‬هذا روتني التحقيق‪...‬حنن نتأسف !‬
‫‪10‬‬
‫خرج كيليان من مكتب احملقق و ادلموع متلؤ عينيه‪ ،‬اجته مبارشة اىل اخلارج‬
‫منتظرا حترير ابنته و اذلهاب لبدء مراس مي ادلفن‪.‬‬
‫عند بوابة السجن العتيقة خرجت رامو بفس تان زفافها الطويل جتري لتعانق‬
‫وادلها‪ ،‬التقى االثنان و ادلموع تهنمر من عينهيام‪.‬‬
‫رامو ‪ :‬أريد رؤية زويج !‬
‫أجاهبا كيليان بعدما مسح ادلموع عن عينيه ‪ :‬حس نا لنذهب الآن لغرفة‬
‫الفندق حىت تغريي مالبسك وهناك سوف تتجه مبارشة اىل مس تودع‬
‫الموات‪.‬‬
‫وافقت رامو عىل قوهل مث ذهبا معا‪.‬‬
‫وصل االثنان اىل غرفة الفندق و دخلت رامو‪ ،‬وهاته املرة اكن دخولها‬
‫مشتتا‪ ،‬اكنت متيش خبطى مرتددة حزينة املظهر و اليأس يظهر عىل وهجها‬
‫مكن يودع حبيبه‪.‬‬
‫اكن أول ما رأته هو الوردة البيضاء الت اكن ميسك هبا اسرت عند موته‪،‬‬
‫أرسعت و محلهتا بيدها وقالت ‪ :‬ل أكن أظن أنك س ترتكين برسعة‪ ،‬لقد‬
‫وعدتين أنك س تنتظرين اىل البد‪ ...،‬لكن أان من تركك‪ ،‬ساحمين أرجوك‪،‬‬
‫أحبك جدا ! سأحتفظ هبذه اهنا أآخر ما تبقى يل منك ! قبلت رامو الوردة‬
‫البيضاء حتت أنظار وادلها مث وضعهتا و ذهبت لتغري فس تاهنا‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫بقي كيليان ينظر من رشفة الغرفة اىل العال اخلاريج حبرقة وكن شيئا س يدمره‬
‫بعد قليل‪ ،‬اكن يفكر بعمق يف ما حصل البنته‪ ،‬فامي حيصل معه و فامي‬
‫س يحصل بعد أايم قليل جدا‪.‬‬
‫خرجت رامو من غرفة التبديل حامل فس تاهنا بعدما غريته بفس تان أبيض‬
‫قصري‪ ،‬و اجتهت حنو الرسير مث محلت الوردة ووضعهتا جبانب الفس تان و‬
‫أخذهتام معها بعدما ودعت الغرفة الت طبعت ماضهيا و حياهتا بذكرى ألمية‪.‬‬
‫اجته االثنان اىل مس تودع الموات فطلب الب من احلارس رؤية اسرت فاكن‬
‫هذا رده ‪ :‬ال ميكنمك رؤيته‪ ،‬اهنا القوانني اجلديدة !‬
‫أجابه كيليان ‪ :‬كيف ال ميكن رؤيته ! ما هاته القوانني ؟‬
‫أجاب احلارس بربود ‪ :‬قلت لمك ال ميكن !‬
‫ازداد غضب رامو و انتفضت عىل وجه احلارس قائل ‪ :‬من أنت لمتنعين من‬
‫رؤية زويج ! أريد رؤيته حاال‪...,‬‬
‫قاطعها قائال ‪ :‬حنن ننفذ القوانني الت أمران هبا فقط‪ ،‬ال ميكنمك رؤية امليت‬
‫أبدا‪ ،‬ابتعدي من هنا و اال اتصلت ابلرشطة!‬
‫كيليان‪ :‬أرجوك! ابنت ل تر زوهجا و ل تودعه أبدا‪ ،‬حنن نريد رؤيته مرة واحدة‬
‫و اقامة مراس مي دفنه !‬
‫ازداد غضب احلارس وقال ‪ :‬قلت لمك اذهبوا من هنا ! ال حيق لمك رؤية‬
‫امليت وال دفنه ! ابتعدوا هيا !‬

‫‪12‬‬
‫بدأت رامو ترصخ بدون وعي ‪ :‬أريد زويج ! أريد زويج !‬
‫أمسكها كيليان ابلقوة و حاول هتدئهتا ‪ :‬حس نا اي ابنت لنذهب الآن و نفهم ما‬
‫حيصل!‬
‫أجابته رامو بعدما هدئت ‪ :‬أريد رؤيته اي أيب ! لن أس تطيع تركه هنا‪.‬‬
‫كيليان ‪ :‬سرناه اي ابنت‪ ،‬هيا لنذهب الآن!‬
‫ذهب االثنان حبرسة من أمام املس تودع و اجتهوا حنو املزنل حيث توجد‬
‫سرييناي و ايدي‪ ،‬أم رامو و أخوها‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل ‪3‬‬
‫" أش ياء صغرية تذكرين بك"‬

‫دخلت رامو املزنل ممسكة فس تاهنا و الوردة املوضوعة بداخهل‪ ،‬فتح الب‬
‫الباب و رأت رامو بداخل املزنل‪ ،‬انتابهتا نوبة من احلزن عند رؤية املزنل‬
‫فارغا‪ ،‬اكنت تنوي دخوهل مع زوهجا بعد شهر العسل لكهنا تدخهل الآن وحيدة‬
‫كام تظن يه‪.‬‬
‫تقدمت خطوة للمام و ملح برصها قدوم أخهيا املقعد عىل كرس يه املتحرك‪،‬‬
‫أرسعت اخلطى ابجتاهه و ارمتت يف حضنه ابكية متأملة‪.‬‬
‫ايدي ‪ :‬اصربي اي أخت‪ ،‬حنن معك حىت تتجاوزي هذه احملنة‪ ،‬حنن حنبك‪،‬‬
‫اصربي أرجوك‪...‬‬
‫رامو ‪ :‬لقد مات! و تركين‪ ،‬أان أتأل بشدة‪...،‬‬
‫نظر كيليان اىل ودليه حبب لكن احلزن ل يفارق حمياه‪.‬‬
‫بعد قليل ظهرت سرييناي مرتدية فس تاان طويال مزركشا و مسدهل شعرها‬
‫السود الطويل عىل كتفهيا‪ ،‬اكنت متيش خبطى اثبتة و هبمة عالية‪ ،‬مرت أمام‬
‫ابنهتا و ل تعرها اهامتما و ارمتت يف حضن زوهجا قائل ‪ :‬أين ذهبت لقد‬
‫اش تقت كثريا كل‪ ،‬ال تتأخر اثنية هكذا !‬
‫كيليان‪ :‬لقد كنت مع رامو‪ ،‬لقد فقدت زوهجا للتو !‬
‫‪14‬‬
‫سرييناي‪ :‬ال هيمين أمرها ! انت فقط من شغل ابيل !‬
‫اكن ينوي الرد علهيا لكن رامو هنضت برسعة و أجابهتا حبرسة و أل ‪ :‬ملاذا أنت‬
‫هكذا ! ملاذا تكرهينين ! ماذا فعلت كل !‬
‫اكن رد سرييناي الذعا ‪ :‬انظري ايل‪ ،‬ال هيمين ما تعيشينه‪ ،‬فقط ال تبيك‬
‫داخل مزنيل‪ ،‬س تجلبني يل فقط طاقة خبيثة! ابتعدي من أمايم‪ ،‬ال أريد‬
‫رؤيتك هبذه احلال‪ ،‬ابتعدي !‬
‫أجابهتا رامو حبزن ‪ :‬حس نا اي أيم !‬
‫اجتهت من جديد حنو زوهجا وقالت هل ‪ :‬ماذا س نفعل بشأن القوانني !‬
‫نظرت الهيم رامو نظرة اس تفسار و كهنا مسعت أخريا لكمة القوانني‪.‬‬
‫اقرتب ايدي من أخته و قال لها ‪ :‬هل وصكل املبعوث ؟‬
‫أجابته ابس تغراب ‪ :‬عن ماذا تتحدث !؟ أي مبعوث!‬
‫ايدي ‪ :‬ال بد أنك حتت الصدمة ! حس نا هيا معي لنذهب اىل غرفت و‬
‫سأحيك كل !‬
‫أخذت سرييناي زوهجا اىل غرفة نوهمام حبامس قائل ‪ :‬هيا لقد اش تقت كل !‬
‫فرخض لمرها وذهب‪.‬‬
‫****‬

‫‪15‬‬
‫يف غرفة ايدي‪ ،‬جلست رامو بعدما وضعت فس تاهنا جانبا و قالت مس تفرسة‬
‫‪ :‬أرى امجليع يتحدث بشأن هذه القوانني‪ ،‬هل ميكن أن تفرس يل !؟‬
‫ايدي ‪ :‬حس نا امسعي‪ ،‬ل أفهم ملا ل يصكل املبعوث‪ ،‬لكن امجليع مبن فهيم أان‪،‬‬
‫جاءان مبعوث عىل هيئة صوت ذكوري يف أآذاننا خيربان ابلقوانني الت ستسود‬
‫العال من الآن فصاعدا‪ ،‬والت س تحمك حياتنا للبد !‬
‫اس تغربت رامو كثريا و قالت ‪ :‬ما هذه القوانني !‬
‫فبدأ ايدي يعد القوانني ادلامية الظاملة الت س تحمك العال بأرسه ‪:‬‬
‫‪ -‬الآابء يضحون حبياهتم عند بلوغهم سن الثالثني !‬
‫قاطعته رامو مصدومة من أول قانون ‪ :‬ماذا تقول ! هذا ال ميكن كيف حيصل‬
‫ذكل ! من وضع هذه القوانني ؟‬
‫ايدي‪ :‬ال أحد يدري مصدرها ! دعيين أمكل‪ ،‬هذه فقط البداية !‬
‫اسرتسل ايدي حديثه ‪:‬‬
‫‪ -‬ال ينام أحد أبدا‪.‬‬
‫‪ -‬يعيش العال يف بؤس‪ ،‬ظمل و ظالم‪.‬‬
‫‪ -‬ال قوة للرجال أبدا‪.‬‬
‫‪ -‬ال ميكن رؤية املوىت و ال دفهنم‪.‬‬
‫اكنت ك لكمة يبوح هبا ايدي تصدم رامو و هتز كياهنا‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫رامو ‪ :‬و اذا بشخص ما رفض تطبيق هذا القانون ؟!‬
‫ايدي ‪ :‬يقتهل احلرس املليك بال رمحة‪.‬‬
‫بدأت رامو تمتعن يف وجه أخهيا مث تذكرت أول القوانني ‪ :‬التضحية ! فأرسعت‬
‫خارجة من الغرفة متجهة حنو أبهيا فالتقت به قرب الرشفة‪.‬‬
‫التقت نظراهتام واكنت مملوءة بيشء من احلزن و الل فقالت رامو لبهيا ‪ :‬لن‬
‫تفعلها أليس كذكل !؟‬
‫ل يقدر عىل االجابة و اكتفى بعناق ابنته‪.‬‬
‫رامو ‪ :‬ال ختربين أنك ستنفذ هذا القانون أرجوك!‬
‫اكن رده حزينا لها ‪ :‬امسعي اي ابنت‪ ،‬أان أفعل أي يشء من أجلكام‪ ،‬أحضي‬
‫حبيايت من أجلمك‪ ،‬لكن ال أس تطيع املوت عىل يدي احلرس !‬
‫رصخت رامو يف وهجه‪ :‬قلت كل لن تفعلها‪ ،‬ال ميكنين حتمل ذكل‪ ،‬لن تضحي‬
‫من أجيل‪ ،‬سأموت قهرا !‬
‫كيليان ‪ :‬لكن اي ابنت !‪...‬‬
‫قاطعته قائل ‪ :‬لن تفعل ذكل‪ ،‬عدين أرجوك ! لن تطبق قانوان فاسدا ظاملا ال‬
‫نعرف حىت مصدره‪ ،‬لن جتعلين أموت قهرا و حرسة طوال حيايت ! أريدك‬
‫جبانيب دامئا‪ ،‬ال ترتكين !‬
‫متعن كيليان بعمق يف وجه ابنته‪ ،‬كنه اكن حيلل الكهما فقالت هل من جديد ‪:‬‬
‫عدين من جديد أنك لن ترتكين !‬
‫‪17‬‬
‫فأجاب كيليان أخريا‪ :‬حس نا أعدك‪ ،‬لن أحضي حبيايت !‬
‫" فرحت " رامو ملا قاهل و عانقته بشدة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل ‪4‬‬
‫" اذا أعطيت وعدا‪ ،‬تشبث به و مق بتحقيقه"‬

‫بعد وعده لها ذهب االثنان اىل الرشفة و اس تلقيا عىل الريكة املوجودة هناك‬
‫يشاهدون بمتعن منظر النجوم‪ ،‬محل كيليان رداءا و غطى به جسدهيام من‬
‫شدة الربد‪.‬‬
‫بعد حلظات جاء ايدي لينظم الهيام قائال ‪ :‬أتسمحون لهذا الفىت ابجللوس معمك‬
‫!‬
‫أجابه كيليان ‪ :‬ابلطبع اي ابين‪ ،‬انتظر يك أساعدك‪.‬‬
‫قالت رامو ‪ :‬سأذهب قليال‪.‬‬
‫محل كيليان ابنه بني يديه و ساعده عىل اجللوس بيهنام‪.‬‬
‫ايدي‪ :‬لقد مسعت ك ما جرى بينكام‪ ،‬أان مرسور جدا ملا قلته‪.‬‬
‫كيليان‪ :‬سأفعل أي يشء من أجلكام‪ ،‬لكن لن أس تطيع ترككام تعيشان البؤس‬
‫و القهر بعدي‪ ,‬أان وادلكام و من واجيب اسعادكام‪...‬جيب أن جنعل رامو أيضا‬
‫خبري فاذلي مرت به بني البارحة و اليوم اكن قاس يا جدا‪..‬‬
‫عند هذه اللكامت عانق الب ابنه بشدة بيامن اكنت رامو يف غرفة ايدي حتمل‬
‫فس تاهنا اذلي وضعته هناك و ذهبت به اىل غرفهتا‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫رامو ‪ :‬سأخدل ذكراك للبد اي حبييب‪ ،‬لن أنساك أبدا‪ ،‬سأظل أحبك‪ ،‬و‬
‫سأعيش ك ما متنيت أن أعيشه معك‪...،‬الوداع اي حبييب‪.‬‬
‫قالت ذكل و مسحت دمعة من عيهنا مث وضعت الفس تان و الوردة بداخل‬
‫صندوق عتيق اكنت ختفي فيه ك يشء صغري يعجهبا‪.‬‬
‫ذهبت بعد ذكل لتلتحق ابجملمع الصغري‪.‬‬
‫كيليان ‪ :‬هيا اي ابنت‪ ،‬هيا اىل حضين‪ ،‬التحقي بنا‪...‬‬
‫عانقت رامو أابها و أخاها و التفت حبضهنام ليس تقبلوا أول ليل س يعيشوهنا‬
‫بال نوم و حبزن كبري‪ ،‬بؤس س يعيشه العال بأرسه‪.‬‬
‫رامو ‪ :‬أريد أن أميض هاته الليل جبانبكام‪ ،‬أريد أن أشعر ابلسعادة جمددا‪..،‬‬
‫اكنت الرشفة تطل عىل أجشار عالية و منازل كثرية و من بعيد ترى قرص‬
‫املكل‪...‬الرشفة هذه الليل اكن لها حسر خاص مجع الب بودليه يف جو دائف‪،‬‬
‫اكن اللك ينظر يف وجه الآخر بسعادة و راحة رمغ الظروف الت حتيط هبم‪.‬‬
‫بعد قليل جاءت سرييناي و قطعت اجلو الهادئ ادلائف اذلي اكنوا ينعمون به‬
‫وقالت ‪ :‬كيليان‪ ,‬أريدك الآن !‬
‫هنض من ماكنه دون أن يسألها ملاذا‪ ،‬فذهب معها اىل غرفهتام‪.‬‬
‫بقي الخوان معا و جسدهام مغطى برداء وادلهام‪.‬‬
‫يف الغرفة اقرتبت سرييناي من جسد زوهجا مث قبلته‪ ،‬و هو الآخر مث اقرتاب‬
‫من بعضهام‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫بقي الخوان ينظران اىل السامء و الجشار احمليطة‪ ،‬معانقني بعضهام الآخر‪.‬‬
‫بعد حلظات توقف امجليع عن احلراك‪ ،‬ساد مصت رهيب‪ ،‬الجشار توقفت عن‬
‫احلراك و ك من اكن خيطو خطوة توقف يف ماكنه‪ ،‬اال خشصان ‪ :‬كيليان و‬
‫خشص جمهول‪.‬‬
‫دخل خشص جمهول مرتداي رداءا أسود يلمع و عىل وهجه قناع أسود‪...‬دخل‬
‫خبطوات واثقة متجها حنو غرفة كيليان و زوجته‪.‬‬
‫اكن كيليان جالسا قرب زوجته الت توقفت عن احلراك جفأة‪...‬اكن حياول‬
‫ايقاظها لكن دون جدوى‪ ،‬دخل الزائر الغرفة جفأة و انتفض كيليان من ماكنه‬
‫و انتابته نوبة من اخلوف و احلرية‪...‬تقدم الشخص اجملهول اىل المام و واجه‬
‫كيليان‪.‬‬
‫كيليان ‪ :‬من أنت و ماذا تفعل يف بيت و كيف جترأت عىل ادلخول ؟!‬
‫الشخص اجملهول ‪ :‬س تذهب معي !‬
‫****‬
‫يف الصباح الباكر‪ ،‬اسرتجع امجليع حركهتم‪ ،‬و هنضت رامو من ماكهنا لتتفقد‬
‫أخهيا و البقية‪..‬‬
‫رامو ‪ :‬استيقظ اي ايدي‪ ،‬أ ل تقل يل أن النوم ممنوع !‬
‫ايدي ‪ :‬أجل‪ ،‬لكن ل أكن انمئا‪ ،‬لقد حدث يشء غري طبيعي !‬

‫‪21‬‬
‫رامو ‪ :‬أجل جيب أن نتحرى ما‪...‬انقطع الكهما عند رؤيهتا أسفل الرشفة يشء‬
‫ل يكن يف احلس بان‪ ،‬يشء س يدمر حياهتا لمد طويل‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل ‪5‬‬
‫" الفراق أرسع من اللقاء "‬

‫رأت وادلها ملقى بني كومة من الكياس البالستيكية‪ ،‬طاعنا نفسه بسكني‬
‫أبيض طويل‪ ،‬و ادلم يهنمر من جسده بغزارة‪.‬‬
‫بقيت واقفة متجمدة ماكهنا‪ ،‬نظرهتا اثبتة يف املنظر املهول مليئة ابخليبة و‬
‫احلزن‪ ،‬ل تس تطع حتمل الصدمة فسقطت من شدة هولها‪.‬‬
‫انصدم ايدي مما حصل أمامه دون أن يدري أن جثة وادله ملقاة أسفل‬
‫الرشفة‪...‬قام جبر كرس يه املتحرك برسعة حنوها ليوقظها‪ ،‬بعد حماوالته‬
‫اسرتجعت رامو وعهيا فأرسعت اىل خارج املزنل دون أن تلفظ لكمة لخهيا‪،‬‬
‫اقرتبت من الكياس لتتأكد من أنه وادلها‪ ،‬بعد رؤيهتا لوهجه تأكدت فرصخت‬
‫حبرسة جعلت سرييناي تصعق مهنا و تنتفض من ماكهنا لرتى ما اذلي حيصل‪.‬‬
‫رامو ‪ :‬أيب ! ملاذا فعلهتا ! ملاذا لقد وعدتين ! ملاذا‪...‬‬
‫عند سامع رصخهتا أطل ايدي عرب الرشفة و اكن هول الصدمة قواي عليه؛‬
‫الفىت ذو الشعر اذلهيب و العينان الزرقاوان اكن مرهف الاحاسيس ال لنه‬
‫مقعد عىل كريس متحرك‪ ،‬بل ممكن لنه ابن سرييناي القاس ية و كيليان‬
‫احلنون العطوف‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫جاءت سرييناي و وجدت كيليان غارقا يف دمه بعدما طعن نفسه بسكني حاد‬
‫فرصخت بشدة و أبعدت رامو عنه بعنف قائل ‪ :‬زويج احلبيب ! ماذا‬
‫فعلت‪ ,‬ال ‪ ،‬ال ‪ ،‬ال حترمين منك‪ ،‬ال تذهب‪ ،‬ماذا فعلت !‬
‫اكنت رامو جبانهبا تبيك بشدة و ايدي أيضا من أعىل‪.‬‬
‫جاء احلرس املليك بعد قليل دون أن يدري امجليع من أين أتوا و من أخربه‬
‫بذكل‪...،‬اكنت سرييناي تتأل بشدة ملوت زوهجا و اكنت تتحرس لنه حضى‬
‫حبياته و طبق القوانني‪.‬‬
‫نظرت سرييناي اىل رامو و ايدي بكره وقالت ‪ :‬أنمت السبب ! أكرهمك‪ ،‬لقد‬
‫حضى حبياته من أجلمك‪...‬‬
‫قاطعهتا رامو ويه ترصخ ‪ :‬لن يضحي حبياته من أجلنا‪ ،‬لقد وعدين!‬
‫انتفضت سرييناي من ماكهنا و دفعت جسد رامو بقوة اىل أن سقط يف بركة‬
‫ادلم أماهما‪.‬‬
‫جاء احلرس و أخذوا اجلثة دون أن يعريوا اهامتما لرامو و سرييناي اللتان‬
‫حاولتا منعهام‪.‬‬
‫اكنت سرييناي تتحدث جبنون ‪ :‬أين تأخذون زويج ! ال تلمسه أبدا ! ابعد‬
‫يديك عنه !‪...‬‬
‫رامو أيضا هنضت من ماكهنا و حاولت منعهم من أخذه بدون رمحة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫احلرس ‪ :‬س تبتعدون من أمامنا و اال مقنا بسجنمك‪ ،‬ابتعدوا هيا‪ ،‬جيب أن نأخذ‬
‫اجلثة !‬
‫ل تس تطع االثنتان ملس كيليان و ال للحظة فذهب أمام عينهيام احلزينتني و‬
‫أخذوه عىل س يارة نقل الموات يف ملح البرص‪.‬‬
‫استندت سرييناي عىل احلائط جبانهبا و بقيت تنظر اىل رامو بكره و حقد أما‬
‫هذه الخرية فاكنت تنظر اىل الس يارة الت ذهبت مرسعة ومن مث نظرت‬
‫حبزن اىل أعىل املزنل و رأت أخاها يبيك بغزارة فذهبت لتحضنه‪.‬‬

‫‪25‬‬
26
‫الفصل ‪6‬‬
‫" خنطئ أحياان يف حتديد نقطة ضعفنا‪".‬‬
‫عانقت الخت أخاها بعد هذه اللحظة الت مرت بلمح البرص أماهمام و قالت‬
‫هل ‪ :‬لقد فقدان وادلان ! ماذا س نفعل ! ال أس تطيع العيش بدونه ! كيف يفعل‬
‫هذا بعد وعده يل! لقد وعدين اي ايدي‪ ،‬كيف خيلف بوعده‪...‬أآه اي أيب‪ ،‬ملاذا‪...‬‬
‫ايدي ‪ :‬لقد وعدان بذكل‪ ،‬كيف يقتل نفسه هذا غري معقول !‬
‫رامو ‪ :‬أجل‪ ،‬هناك أمر ما‪ ،‬أيب ال خيلف بوعده يل ! و لكنه طعن نفسه‪،‬‬
‫كيف حيصل هذا ! هذا غري ممكن‪.‬‬
‫مث دخلت سرييناي متجهمة الوجه وقالت ‪ :‬اذلي حصل الآن بسببكام !‬
‫زويج قتل نفسه بسببكام ! لن أغفر أبدا‪ ،‬كيف سأعيش بدونه الآن‪ ،‬لقد‬
‫حرممتوين منه‪ ،‬و بقيمت أنمت أمايم‪ ،‬اكن جيب أن متوت بدال عنه‪ ،‬تبا لهذه‬
‫القوانني‪ ،‬أكرهمك‪..‬‬
‫أجابت رامو بقسوة ‪ :‬ملاذا تكرهيننا !؟ ماذا فعلنا كل !‬
‫سرييناي‪ :‬أنمت أضعف يشء قدمته يف هذه احلياة‪ ،‬أكرهمك لنمك ضُ عفي‬
‫أان‪...،‬اكن كيليان سعيدا جدا عندما كنت حامال أول مرة‪ ،‬كنت أمتىن أن‬
‫أجنب هل ودلا‪ ،‬لكن ازددت أنت‪ ،‬و عندما أجنبت الودل ازداد معاقا‪...‬مزقت‬
‫هذه اللكمة قلب ايدي و جعلته ينتفض يف وجه أمه‪ :‬حنن ضعفك أنت‪ ،‬و‬

‫‪27‬‬
‫لكننا مصدر قوة وادلان و س ند لبعضنا‪ ،‬أما أنت فس تظلني وحيدة هكذا !‬
‫أشفق عليك‪ ،‬أكرهك‪...‬‬
‫سرييناي ‪ :‬قوة وادلك ! وادلك مات الآن بسببك أنت ! بسبب هذه ‪ ،‬لقد‬
‫حضى حبياته من اجلكام و ل يفكر يب أان‪ ،‬ل يكن جيب أن أجنبكام أبدا‪ ،‬اكن‬
‫اسوء ما فعلته يف حيايت !‪...‬‬
‫قاطعته رامو ويه ترصخ ‪ :‬يكفي‪...‬مث بكت كثريا و واصلت ‪ :‬كنت أقنع‬
‫نفيس أن أيب ل ميت بسبيب لكن هذا خطأ‪ ،‬ل يكن جيب أن أودل‪ ،‬معك‬
‫حق‪ ،‬أان أآسفة أيم لنين سبب ضعفك !‬
‫قالت ذكل مث خرجت مرسعة من البيت غري مبالية لنداء ايدي‪.‬‬
‫ذهبت سرييناي اىل غرفهتا وحزن ميل عينهيا مملوء بكره و خيبة‪.‬‬
‫****‬
‫اكنت رامو متيش خبطوات مرسعة جعلت شعرها البنفسجي يتطاير مع الهواء‪،‬‬
‫اكن دماغها يعصف ابلعديد من الفاكر املتداخل و الكئيبة‪ ،‬زايدة عىل ذكل‬
‫اكنت تسمع يف طريقها تأوهات الناس يف منازهلم و خارهجا بعد فقداهنم‬
‫لشخص مهنم جراء القوانني الظاملة‪ ،‬اكن احلزن خيمي عىل الجواء و ضباب‬
‫كثيف يطبع اجلو‪ ،‬باكء و أل داخل ك البيوت‪ ،‬ادلمع يرسي من أعني الرجال‬
‫و النساء‪ ،‬اللك يف حرية من أمره‪ ،‬اللك حزين‪ ،‬داخل ك بيت ال يوجد فرح‬
‫و ال حضك‪ ،‬لكه ه و حزن‪ ،‬الظالم مع الجواء و ال أحد يدري من‬
‫السبب‪...‬فوض عارمة يف املدينة بل و العال بأرسه يعيش هكذا‪ ...‬وسط ك‬
‫‪28‬‬
‫هذه الجواء اكنت رامو متيش و ادلموع تهنمر دون توقف حولها و بني‬
‫عيوهنا‪ ،‬أس ئل كثرية جتوب دماغها لكن ال سبيل اىل االجابة فقط حرسة‪،‬‬
‫خيبة‪ ،‬كآبة‪ ،‬و مشاعر فوضوية داخل هذه النىث الت فقدت زوهجا و أبهيا‬
‫للتو‪.‬‬
‫توقفت للحظة عندما رأت مزنال عاليا همجورا‪ ،‬تذكرت لكامت أهما و كرهها لها‬
‫و حقدها علهيا‪ ،‬تذكرت موت زوهجا و عدم توديعه أو دفنه‪ ،‬موت وادلها‬
‫الغامض بعد وعده لها ابلبقاء عىل قيد احلياة‪ ،‬رأت احلزن يف عني امجليع و ل‬
‫تس تطع فعل يشء سوى ريم نفسها من سطح املزنل أماهما و اهناء حياهتا‬
‫السوداء‪.‬‬

‫****‬
‫صعدت اىل السطح و رأت الارتفاع املهول من فوقه‪ ،‬تقدمت للمام خطوة‬
‫جعلت قدهما تالمس حافة السطح‪ ،‬لكن للحظة و وسط ك هذا الظالم و‬
‫البؤس‪ ،‬يف برهة من الزمن تذكرت الثقة الت اكنت بني عيين وادلها عندما‬
‫وعدها بأنه لن يضحي بنفسه أبدا و همام حصل‪ ،‬تأكدت أنه هناك أمر مريب‬
‫فامي حيصل‪ ،‬و تذكرت بعد ذكل أن امجليع توقف عن احلراك ملدة طويل‪،‬‬
‫تذكرت أيضا أنه جيب أن تعرف سبب القوانني الظاملة وقالت مع نفسها ‪ :‬أان‬
‫وثقت بك اي أيب ‪ ،‬أنت ل تضحي حبياتك و امنا قتكل خشص ما‪ ،‬سأعرف من‬
‫هو ! و سأعرف السبب وراء ما نعيشه الآن‪ ،‬أعدك‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫مث تراجعت عن قرار الانتحار‪ ،‬و عادت خطوة للوراء مث جفأة مسعت الصوت‬
‫املرعب من جديد‪ ،‬اكن هذه املرة واحض مصدره اكن قريبا من مزنلها‪ ،‬ذهبت‬
‫مرسعة حنوه‪ ،‬دخلت املزنل و تفاجأ ايدي من عودهتا و ارتح قليال بعد‬
‫ذكل‪ ،‬اجتهت مرسعة حنو الصوت اذلي تسمعه لوحدها فقط‪ ،‬وصلت اىل‬
‫املصدر ؛ اكن غرفة قدمية يف مزنهلم يضعون ك ما هو قدمي و عتيق‬
‫بداخلها‪...‬تقدمت خطوة للمام لتنصعق من مصدر الصوت‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل ‪7‬‬
‫" أم تلعن ابنهتا "‬
‫اكنت سرييناي داخل الغرفة املهجورة تقوم بطقوس غريبة حيث اكنت حتيط‬
‫هبا هال مضيئة مثل الشمس و أماهما الكثري من الشموع‪ ،‬اكن ينبعث من‬
‫داخلها صوت خميف‪ ،‬هو نفسه الصوت اذلي مسعته رامو مرتني يف حياهتا‪.‬‬
‫أصدرت رامو صوت من شدة هلعها و اس تدارت سرييناي بطريقة مرعبة‬
‫لتنظر اىل من كشف رسها‪.‬‬
‫قالت رامو و الرعشة ترسي جبسدها ‪ :‬ماذا تفعلني هنا ! ما ذلي حيصل ؟‬
‫قامت سرييناي من ماكهنا و قالت بلك ثقة ‪ :‬كشفت أمري اذا !‬
‫جاء ايدي هو الآخر بعدما حلق برامو _حيث نزل من الرشفة عرب املصعد‬
‫اخملصص من أجهل_ و ُصعق هو الآخر من املنظر أمامه‪.‬‬
‫سرييناي ‪ :‬مبا أنك كشفت أمري‪ ،‬فهذا هو الوقت اذا‪ ،‬لينهتيي ك يشء‪،‬‬
‫اليوم ستبدأ هنايتك‪.‬‬
‫اكنت تقول ذكل و تتقدم خطوة للمام بيامن رامو ترجع للخلف من شدة‬
‫خوفها اىل أن وصلت اىل ابب املزنل‪.‬‬
‫واصلت سرييناي ‪ :‬كنت أنت ضعفي‪ ،‬عندما كنت حامال بك اكتشف‬
‫وادلك رس معيل‪ ،‬أجل ك ما رأيتِه حصيح‪ ،‬أان ساحرة‪ ،‬مشعوذة‪...،‬حاول‬
‫ايقايف عن ذكل‪ ،‬ظنا منه أن ما أفعهل تفاهات و ضعف خشصية‪ ،‬قال يل أن‬
‫‪31‬‬
‫من يقوم بأعامل السحر هو خشص ضعيف جدا‪ ،‬لكن أان أثبت هل العكس‪،‬‬
‫لقد لعنتك ليك أظهر هل قويت‪...‬‬
‫عندما وصلتا اىل خارج املزنل أصبح ك ما حيصل بيهنام عىل مرأى من امجليع‬
‫و البعض مهنم صور ك جمرايت احلديث و هناك من وضعها عىل البث‬
‫املبارش خاصة عند سامعهم لكمة ساحرة‪.‬‬
‫قالت رامو غري مصدقة ملا مسعته ‪ :‬ماذا تقولني ؟ كيف أنك لعنتين !؟‬
‫فأجابت سرييناي ‪ :‬لعنَ ُت ِك أن أول خشص تقعني يف حبه و تزتوجينه ميوت و‬
‫بعد ذكل س يقع مجيع الرجال يف غرامك‪ ،‬مجيع رجال العال س يقعون يف عالقة‬
‫حمرمة معك‪ ،‬ستشعلني الفتنة يف العال‪ ،‬ك رجل سيس متتع بك و حيبك‪ ،‬و‬
‫بعد ك عالقة سوف تظلني عذراء‪ ،‬اال أن الرجال لن يسمعوا الآن ما قلته‪،‬‬
‫لن يعلموا بشأن هذه اللعنة أبدا‪...‬سوف تصبحني العذراء العاهرة‪.‬‬
‫صعقت امجليع مبا قالته‪ ،‬مبن فهيم احلارضون و من يشاهدون البث املبارش‪.‬‬
‫أجاب ايدي مصدوما ‪ :‬كيف تفعلني هذا اببنتك‪ ،‬ألهذه ادلرجة وصل كرهك !‬
‫حقا أمشزئ منك !‬
‫ل تس تطع رامو التلفظ بلكمة لن الصدمة اكنت قوية علهيا و عىل امجليع‪.‬‬
‫واصلت سرييناي الكهما ‪ :‬أجل لعنتك انتقاما من وادلك اذلي اهتمين‬
‫ابلضعف‪ ،‬كنت أنوي أن أريه كيف س تعيشني هبذه اللعنة‪ ،‬و كيف أنين‬
‫جعلت منك خشصا ضعيفا ال حيل هل‪ ،‬لكنه الآن ميت‪ ،‬ماذا اس تفدت من‬

‫‪32‬‬
‫ذكل‪ ،‬لقد تركين لوحدي‪ ،‬ملاذا سأعيش بدونه‪ ،‬هذا عقاب ما فعلته بيدي‪،‬‬
‫لكن امسعي اي رامو ك ما يعيشه العال الآن فهو بسببك أ ِ‬
‫نت !‬
‫قالت ذكل مث أهجزت عىل نفسها ابلسكني اذلي مات به كيليان بعدما محلته‬
‫دون أن يراها خشص من ماكن تواجد جثته‪ ،‬طعنت نفسها بقوة‪ ،‬مث ألقت‬
‫جبسدها امليت من أعىل التل املتواجدة أمام املزنل‪.‬‬
‫منظر موهتا اكن قاس يا عىل ايدي مما جعهل يغمى عليه‪ ،‬بيامن الناس املتواجدين‬
‫هناك اقشعرت أجساده من هول الصدمة و ذهبوا لينظروا اىل جثة‬
‫الساحرة‪.‬‬
‫اسرتجعت رامو قواها و انهتزت الفرصة بيامن امجليع ل يلحظوا أآخر ما قالته‬
‫سرييناي و أخذت أخهيا مث هربت بعيدا‪.‬‬
‫التفت البعض ول جيدوا رامو ‪ :‬أين يه ! هل مسعت ما قالته الساحرة‪ ،‬رمبا‬
‫تكون هذه العذراء يه السبب فامي نعيشه من أل و بؤس‪ ،‬جيب أن متوت ‪،‬‬
‫هيا لنبحث عهنا‪ ،‬جيب أن نقتلها ليك نسرتجع حياتنا الطبيعية‪ ،‬لكن كيف‬
‫هربت‪ ،‬ملاذا اغفلمت عهنا‪....‬‬
‫قرر امجليع موت رامو ظنا مهنم أهنا السبب يف فرض القوانني اجلديدة حبمك أن‬
‫أهما ساحرة‪.‬‬
‫بعد قليل جاء احلرس املليك ليأخذوا جثة الساحرة بعد ما رأوه خالل البث‬
‫املبارش و خاصة بعد أن أبلغ البعض عن ما حصل يف هذا املاكن‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ُمحلت اجلثة داخل الس يارة و تبعها الناس ابلش مت و القذف‪ ،‬اللك الآن علق‬
‫ك ما حصل عىل عاتق الساحرة و العذراء‪ ،‬و لن يرتح ابل أحد حىت متوت‬
‫رامو و ك من بقي من عائلهتا‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل ‪8‬‬
‫" ال هيمين املاكن بل الوقت اذلي أقضيه معك "‬

‫دخلت رامو برفقة أخهيا اىل كوخ همجور و أغلقت الباب وراهئا‪ ،‬مث بقيت‬
‫واقفة جامدة أمامه تتذكر ك ما قالته أهما قبل قتل نفسها أمام العال بأرسه‪.‬‬
‫اسرتجع ايدي وعيه بعد قليل و اندى رامو ‪ :‬أخت هل أنت خبري ! هل اذلي‬
‫حصل الآن حقيقي أم أنين كنت أهلوس !‬
‫الكمه أعاد لها وعهيا فأجابته ‪ :‬نعم‪ ،‬ابلفعل أمنا قتلت نفسها أمامنا و أمام العال‬
‫بأرسه‪ ،‬بعد اعرتافها بلعنهتا ضدي‪ ،‬و حتريض امجليع عىل قتيل بدون سبب‬
‫واحض ! أان مضطربة اي أيخ‪ ،‬ال أعرف ما هذا اذلي حل يب‪ ،‬لقد مات زويج‬
‫بسبب لعنة أيم‪ ،‬حيايت تدمرت‪...‬‬
‫ايدي ‪ :‬جيب أن تثبت نفسك اي رامو‪ ،‬ما حصل جيعل املرء جين‪ ،‬اس تجمعي‬
‫نفسك و اثبت‪.‬‬
‫قالت رامو هبدوء ‪ :‬لن أجن اي أيخ‪ ،‬اطمنئ‪ ،‬الآن فهمت ك يشء‪ ،‬أيم‬
‫لعنتين انتقاما من أيب‪ ،‬و بسبب هذه اللعنة فقدت زويج ليل زفايف و سأقع‬
‫يف عالقات حمرمة مع رجال العال بأرسه‪ ،‬أيم اهتمتين أنين السبب يف القوانني‬
‫الظاملة الت يعيشها العال‪ ،‬اهتمتين دون أون توحض قصدها‪ ،‬هل اكنت تكذب‬

‫‪35‬‬
‫أم أنين السبب فعال ! لقد جعلت امجليع يريد قتيل‪ ،‬لقد فهمت ك يشء‬
‫حيايت لكها حتطمت ؟‬
‫اقرتب ايدي مهنا عندما بدأت تبيك بغزارة و قال لها ‪ :‬سأظل معك يف مجيع‬
‫أحواكل‪ ،‬ال تقلقي‪ ،‬س نجد احلل !‬
‫أجابت رامو حبدة ‪ :‬احلل رحل مع سرييناي‪ ،‬أيم الساحرة الت لعنتين‪ ،‬كيف‬
‫سأجد هذا احلل بنظرك‪ ،‬ال سبيل اليه‪ ،‬حيايت ستبقى هكذا حىت أموت قهرا‬
‫و حزان‪.‬‬
‫ايدي ‪ :‬ال اي رامو ال تقويل هذا أرجوك‪ ،‬ال تكتئيب‪ ،‬أان معك‪.‬‬
‫وعند هذه اللكمة زاد حزهنا و بكت بشدة ‪ :‬ال ترتكين أرجوك‪ ،‬أنت الوحيد‬
‫اذلي تبقى يل‪ ،‬بدونك سأموت‪ ،‬ال أس تطيع حتمل عيش ك هذا لوحدي ! ال‬
‫ترتكين !‬
‫ايدي ‪ :‬أعدك !‬
‫****‬
‫بقي الخوان خمتبئان بداخل الكوخ اىل أن حل الظالم و امجليع يبحث عهنم‬
‫لقتلهم ظنا مهنم أن السحر ميوت مبوت صاحبه‪ ،‬لكن سرييناي ماتت و ل متت‬
‫لعنة رامو‪ ،‬و ل متت القوانني الظاملة‪ ،‬هكذا اكن تفكري امجليع و ابلتايل توصلوا‬
‫اىل قرار وحيد هو موت العذراء‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫اقرتب الشخص اجملهول نفسه اذلي زار كيليان ليل موته و رأى الخوان‬
‫بداخل الكوخ بعدما حلق هبام ‪ :‬حس نا اس متتعا بوقتكام الآن و يف الصباح‬
‫سأس متتع أان و س تصبحني مليك‪.‬‬
‫****‬
‫حل الصباح و قررت رامو أن تسرتجع قوهتا و تبدأ من جديد لتواجه‬
‫مشألكها و حتاول اجياد احلل رمغ صعوبته أو انعدامه‪.‬‬
‫ايدي ‪ :‬أرى أنك خبري اجلوم !‬
‫رامو ‪ :‬أحاول أن أكون خبري بعد ك ما مرران به‪ ،‬يف حالت هذه من الصعب‬
‫أن أقول أنين خبري‪ ،‬لكن احلياة تس متر و جيب أن أحبث عن احلل‪ ...‬أريد أن‬
‫أميض وقتا مجيال معك اي أيخ احلبيب أريد أن أعطيك ك وقت لنك ك‬
‫بقي يل‪.‬‬
‫أجاب ايدي هبدوء‪ :‬اقرتيب ايل اي عزيزيت‪.‬‬
‫اقرتبت رامو من حضن أخهيا ‪ :‬أتذكر عندما كنا صغارا‪ ،‬عندما كنت بسن‬
‫السادسة و أنت ابخلامسة‪ ،‬كنت شقية حينذاك‪ ،‬ذات يوم حني حاولت‬
‫اجللوس جبانبك عىل الكريس املتحرك لنين ظننت أنك مرتح بداخهل أكرث‬
‫مين فدفعت جسدك و سقطت أرضا و بدأت تبيك‪...‬أتذكر؟‬
‫ابتسم ايدي وقال‪ :‬أجل‪ ،‬لنك كنت مسينة جدا !‬

‫‪37‬‬
‫حضك االثنان بشدة فقالت رامو ‪ :‬أمحق‪ ,‬لكن هل ترى كيف كنت أفكر ‪ ،‬اي‬
‫يل من جمنونة‪.‬‬
‫ايدي ‪ :‬و سوف تظلني كذكل رمغ بلوغك الثالثة و العرشين‪ ،‬اي أيهتا امحلقاء‪،‬‬
‫اايك أن تفكري يف فعل ذكل جمددا !‬
‫حضكت رامو و قالت ‪ :‬و ل ال !‬
‫رصخ ايدي حماوال ايقافها لكن طرقات قوية عىل الباب أوقفت سعادهتام و‬
‫جعلت من حضكهام خوفا و رعبا‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل ‪9‬‬
‫" حلظات قليل تساوي العمر بأمكهل "‬

‫الشخص اجملهول اتصل ابلرشطة و أخربه مباكن العذراء الهاربة‪.‬‬


‫دخل احلرس املليك و أمسكوا برامو وسط رصاخ أخهيا‪ ،‬قاومت رامو قليال‬
‫لكن فقدت قواها و تأكدت أهنا املرة الخرية الت سرتى فهيا أخاها‪.‬‬
‫عيناهام التقتا للمرة الخرية‪ ،‬ميلها احلزن و الل‪ ،‬وسط ش مت مجيع احلارضين‬
‫و ممتنياهتم ابملوت‪ ،‬بعد حلظات أخرج احلرس رامو من الكوخ و أخربوها‬
‫بسبب القبض علهيا ‪ :‬رامو أنت مهتمة بفرض قوانني ظاملة عىل البرشية و‬
‫عقوبتك يه املوت‪ ،‬هذا أمر مليك !‬
‫انصاعت رامو للحرس و تقدمت معهم بيامن اكن ايدي مصدوما مما حيصل‪،‬‬
‫ذهب امجليع للمام ليوقفهم صوت انفجار عنيف داخل الكوخ‪.‬‬
‫تطاير ك ما اكن داخل الكوخ مبا فهيم العربة الت اكنت حتمل اجلسد الهزيل‬
‫اليدي أمام قديم رامو‪ ،‬التفتت برسعة لتجد الكوخ متفحام باكمهل مثل العربة‬
‫أماهما‪ ،‬رصخت بقوة يف جو هميب‪ ،‬بني جثث متناثرة و أانس يركضون‬
‫هلعني بني بعضهم البعض و احلرس اذلين يبحثون وسط احلطام و النار عن‬
‫أي خشص عىل قيد احلياة جيب انقاذه ؛ ال أحد عىل قيد احلياة‪ ،‬احلرس‬
‫املليك‪ :‬من فعل هذا‪...‬هيا احبثوا جيدا‪ ...‬لقد مات العديد اي س يدي‪...‬ال يشء‬

‫‪39‬‬
‫هنا يصلح للبحث‪...‬اللك رماد‪ ...‬هناك جثة متفحمة بداخل الكوخ أظن أنه‬
‫الشخص اذلي اكن برفقة العذراء‪...‬‬
‫ك من اكن جبوار الكوخ تأثر ابالنفجار و ابلتايل من اكن بداخهل‪.‬‬
‫رصخاهتا قطعت من روهحا‪ ،‬بال جدوى‪ ،‬لن روح العزيز صعدت اىل خالقها‬
‫و جسده تفحم ‪ ،‬بني ك هذا املشهد اللمي‪ ،‬قاد احلرس املليك رامو اىل‬
‫المام بني رصخاهتا و باكهئا‪...‬حنو مألها الخري‪.‬‬
‫و يف ساحة بعيدة قليال من ماكن اجلرمية‪ ،‬اكن الشخص اجملهول مرسورا‬
‫بنجاح خطته‪ ،‬حضك بشدة عند انفجار الكوخ و ايدي بداخهل وقال مع نفسه‬
‫‪ :‬أخريا لقد أصبحت لوحدك! لكن لن تبقي كذكل طويال ! س تصبحني مليك‬
‫اي حبيبت !‬
‫****‬
‫مرت ساعات عىل رامو و يه بداخل الزنزانة منتظرة تنفيذ حمك املوت حبقها‪،‬‬
‫يف الواقع ل تكن خائفة و ال متوترة‪ ،‬بل اكنت مركزة و نظرها اثبت‪ ،‬اكنت‬
‫تسرتجع ك ما حصل معها من موت زوهجا اىل موت أخهيا املفجع‪ ،‬ك‬
‫خشص يف حياهتا بدأ يف الابتعاد واحدا تلو الآخر‪ ،‬ملعونة‪ ،‬مس هتدفة امجليع‬
‫ابلقتل‪ ،‬حمكوم علهيا ابملوت‪...‬هذا اكن اكفيا جلعلها خشصا خمتلفا‪ ،‬لن تكف‬
‫ادلموع للتعبري عن ما حصل يف أايم قليل انقلبت فهيا حياهتا رأسا عىل عقب‪.‬‬
‫جاء الضابط امللكف بتنفيذ احلمك‪ ،‬أخرج العذراء من الزنزانة و قادها حنو مقر‬
‫تنفيذ حمك االعدام‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫***‬
‫مقر تنفيذ حمك االعدام‬
‫دخلت رامو أمام احلرس املليك و الضابط خلفها‪ ،‬أمر امجليع بتشغيل البث‬
‫املبارش حتت أوامر املكل ليك يمت قتلها أمام العال بأرسه‪.‬‬
‫أمسكوا هبا احلرس و أخذوها اىل حفرة كبرية مصنوعة من احلديد و اكنت‬
‫الطريقة املناس بة لقتلها و تعذيهبا يه سكب املياه الباردة عىل اكمل جسدها و‬
‫من مت صعقها ابلكهرابء حىت املوت ‪ :‬طرق قدمية لكن الوامر امللكية اكنت‬
‫قاس ية لن القوانني الت ُطبقت اكنت أقس‪.‬‬
‫دخلت رامو اىل احلفرة خبطى اثبتة غري مبالية ابذلي س يحصل معها‪.‬‬
‫اكن الضابط ينظر اىل رامو بطريقة غريبة‪ ،‬رمبا من شدة غرابة ترصفها و عدم‬
‫خوفها من املوت أو رمبا ليشء أآخر اقوى من ذكل‪.‬‬
‫بدأ البث املبارش و بدأ تنفيذ احلمك حتت أمر الضابط‪ُ ،‬س ِكبت مياه ابردة عىل‬
‫جسد رامو‪ ،‬فبقيت اثبتة ال حترك ساكنا فأمرها الضابط أن تعرتف أمام امجليع‬
‫مبا فعلته و ملاذا‪.‬‬
‫اكن امجليع يشاهد التنفيذ عىل الهواء مبارشة و اكن البعض مهنم فرحني لن‬
‫القوانني ستتوقف مبوت رامو أما البعض الآخر لن يشفي غليهل موهتا لنه فقد‬
‫خشصا عزيزا "بسبهبا"‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫قررت رامو أخريا التحدث ‪ :‬يف البداية مات زويج ليل زفايف بسبب لعنة‬
‫قاس ية‪ ،‬مث بعدها فقدت أيب لسبب جمهول‪ ،‬بعدها فقدت أيم الت اكنت‬
‫تكرهين و اعرتفت يل أهنا لعنتين لعيش عذااب دامئا‪ ،‬و بعدها قُ ِتل أيخ‬
‫بوحش ية‪ ،‬و الآن سأموت أان أيضا‪ ،‬رامو الربيئة احلزينة الضعيفة س متوت الآن‬
‫أماممك‪ ،‬لقد متنيمت مجيعا مويت و ل ترمحوين‪ ،‬ال أعرف السبب وراء هذه‬
‫القوانني الظاملة و لست السبب‪ ،‬لكين الآن سأموت بسببمك أنمت‪ ،‬ظلام‪ ،‬لقد‬
‫ظلممتوين ولن أغفر لشخص أبدا‪.‬‬
‫تلقى الضابط اتصاال مس تعجال يأمره ابيقاف تنفيذ حمك املوت‪ ,‬الآن و حاال و‬
‫ايقاف البث املبارش‪.‬‬
‫أمر الضابط امجليع ابيقاف البث املبارش و ايقاف تنفيذ احلمك‪ ،‬تفاجأ امجليع من‬
‫قراره فنفذوا طلبه و حرروا رامو فاجتهت مرسعة حنوه قائل ويه ترتعش ‪:‬‬
‫اقتلين !‬
‫الضابط ‪ :‬ابتعدي من طريقي‪ ،‬لقد توقف حمك‪...‬‬
‫قاطعته ويه ترصخ ‪ :‬قلت كل اقتلين! هيا اقتلين ! اذا ل تقتلين سأدمر‬
‫امجليع‪ ،‬س متوت أنت أيضا‪ ،‬اقتلين و اال دمرت العال‪...‬‬
‫ل جيهبا الضابط و ذهب يف سبيهل بيامن بقيت ترصخ جبنون ‪ :‬اقتلين‪.....‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل ‪ 10‬و الخري‬
‫يف مزنل الضابط جنجي‬
‫اكنت رامو مرتدية فس تاان قصريا مزينا ابلملاس و قطعة مقاش حريري‬
‫بنفسجي اللون تنسدل من أعىل ركبتهيا اىل السفل بيامن شعرها البنفسجي‬
‫اللون مرسح و منسدل عىل كتفهيا‪.‬‬
‫مالمح وهجها اكنت تلمح بيشء من الثقة و الكربايء‪ ،‬اكنت تطل عىل الرشفة‬
‫و نظرها اكن اثبتا حنو القرص املليك أماهما اذلي اكن يعج ابالحتفاالت و‬
‫الضواء امللونة الت تلوح يف الفق‪ ،‬اليشء اذلي أاثر اس تغراب رامو‬
‫كثريا‪...‬قالت حمدثة نفسها و اخلطاب اكن موهجا اىل من يسكن القرص ‪:‬‬
‫حتتفلون مبويت‪ ،‬حس نا اس متتعوا بوقتمك‪ ،‬لقد ماتت رامو الربيئة كام كنمت‬
‫تريدون‪ ،‬أنمت السبب‪ ،‬لكن العذراء العاهرة ُخ ِلقت اليوم‪ ،‬سرتون‬
‫اجلحمي!‪...‬قطع تفكريها صوت جنجي املس تلقي يف فراشه‪.‬‬
‫هنض من ماكنه و اكن يرتدي فقط مالبس نصف جسده العىل !‬
‫جنجي ‪ :‬حبيبت ! ماذا تفعلني هناك ! س تصابني ابلربد تعايل ايل !‬
‫التفتت رامو متجهة حنوه و ارمتت يف حضنه مث قبلته و عانقها هو الآخر قائال‬
‫‪ :‬جيد أنك عىل قيد احلياة‪ ،‬كنت سأقوم خبطأ كبري عند قتكل !‬
‫قالت رامو بيشء يويح ابذلاكء ‪ :‬أجل‪ ،‬كنت مصيبا يف قرارك !‬
‫جنجي ‪ :‬أحبك جدا! قبلها بشدة مث سقط االثنان عىل فراش العذراء‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫هناية اجلزء الاول ‪:‬‬

‫كيف س تعيش رامو بعد هذه املعاانة ؟ من أمر بعدم تطبيق حمك املوت يف‬
‫حقها ؟ كيف حتولت خشصيهتا هبذه الرسعة لتصبح جامدة ال مشاعر فهيا ؟‬
‫كيف ستندثر لعنة العذراء ؟ و ما السبب احلقيقي وراء القوانني الظاملة ؟‬
‫هل يه فعال رامو ؟ و هل موهتا هو احلل لتنجيل هذه احلرسة الت أصابت‬
‫العال ؟ ملاذا حيتفل القرص رمغ أن امجليع يعاين تطبيقا للقوانني ؟ و كيف‬
‫س تعيش رامو لعنهتا وسط احلشد املهول من الرجال اذلي س يقميون عالقات‬
‫حمرمة معها و الآخرين اذلين ينوون قتلها !؟‬

‫اىل اجلزء الثاين‪...‬‬

‫‪44‬‬
‫اجلزء الثاين ‪:‬‬
‫العذراء العاهرة‬

‫‪45‬‬
‫الفصل ‪1‬‬
‫" بيامن تعيش أصعب أايمك هناك من حيتفل هبا‪ ،‬هذه يه احلياة ! "‬

‫الاحتفاالت يف القرص املليك اكنت يف أوهجا عند بداية الليل؛ حبيث متزيت‬
‫بعروض راقصة راقية مبوس يقى صاخبة ترأس هتا سال راقصة القرص و وصيفة‬
‫امللكة‪.‬‬
‫توقفت الرقصات و املوس يقى عند دخول الوصيفة الوىل يف القرص املليك‬
‫سنسينات _بفس تاهنا الطويل و ترسحية شعرها املمزية من ضفائر ملتوية عىل‬
‫رأسها_ لتعلن عن قدوم املكل غونغ‪.‬‬
‫مجيع احلارضين من عامة الشعب و قاطين القرص و املدعوين من الصدقاء‬
‫امللكيني احننوا تقديرا و احرتاما لقدوم املكل برداءه السود الالمع و تجه‬
‫اذلهيب املرصع ابلملاس و الزمرد‪.‬‬
‫تربع املكل عىل العرش مث أىت بعده المري اندير‪ ،‬ابنه الوحيد يف جو ميله‬
‫النشاط و امحلاس‪ ،‬متزي يف احلفل ابرتدائه رداءا أسود المع و تجه اذلهيب‬
‫أيضا‪ ،‬اكن يف تقاليد احلفالت و املراس مي امللكية أن يرتدي المري نفس ما‬
‫يرتديه املكل‪ ،‬و كذكل امللكة جيب أن يكون لباس الوصيفات ‪ :‬الوصيفة‬
‫الوىل و الوصيفة اخلاصة ابمللكة س يان‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫احنىن المري احرتاما لوادله و جلس جبانبه يف عرشه اخملصص هل و أخريا‬
‫أعلنت سنسينات قدوم امللكة بريينس‪ ،‬انهبر امجليع من طلهتا الهبية و القوية‪:‬‬
‫اكنت امللكة يف أسعد أايهما حيث ارتدت اخفم الفساتني املصممة من دلى‬
‫أشهر املصممني‪ ،‬اكن فس تاهنا طويال مزركشا بألوان الهبجة و الرسور‪،‬‬
‫عقدها السود اكن يلمع من شدة سعادهتا‪ ،‬أما تصفيفة شعرها فاكنت عىل‬
‫شلك ضفائر ممزية‪ ،‬طويل ملتوية عىل رأسها لتعطهيا طابع الوقار و الريق و‬
‫حبمك طول شعرها اذلي يصل اىل قدمهيا اكن للملكة حظوظ كبرية يف‬
‫ترسحيات ممزية‪...‬اكن من تقاليد احلفالت امللكية أيضا أن تمتزي امللكة ب َِطل هبية‬
‫و صارخة ختالف املألوف‪ ،‬ترسحية الشعر تعطي انطباعا عىل احلفل‪.‬‬
‫تربعت امللكة عىل العرش جبانب املكل و اس مترت العروض الراقصة وسط‬
‫موس يقى صاخبة‪ ،‬و عىل دق الطبول أعلنت سنسينات دخول الراقصة سال‬
‫وصيفة امللكة الوىل لتؤدي رقصهتا املمزية؛ رقصة الغجرايت‪.‬‬
‫أدت سال رقصهتا عىل ايقاع اغنية "أان جغري"‪ ،‬ال لهنا جغرية بل حلهبا‬
‫ملظاهره و لباسهم و عاداهتم؛ حيث يف هذا احلفل صففت شعرها عىل‬
‫طريقهتم‪ ،‬ضفائر ملتوية مجعهتا برشيط أمحر لكون شعرها‪ ،‬و فس تاهنا مزركش‬
‫اللوان الطويل‪.‬‬
‫انهتت الرقصة عىل ايقاع حتيات احلارضين‪ ،‬ذهبت سال يف طريقها مث قالت‬
‫حمدثة نفسها ‪ :‬سأآخذ ماكنك و أسرتجع ما سلبته مين ! أيهتا امللكة !‬
‫قالت ذكل بلك كره و حقد‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ذهبت سال يف طريقها مث بدأت حمادثة أخرى قوية بني غونغ و بريينس‪.‬‬
‫غونغ ‪ :‬ال أدري سبب هذا الاحتفال ابلضبط !‬
‫فأجابته بريينس بثقة واحضة ‪ :‬انه حفل من أجيل‪ ،‬اش تقت لايم الاحتفاالت‬
‫و قررت أن أقميه اليوم‪ ،‬هل يزجعك المر !؟‬
‫فقال غونغ ‪ :‬أخربتك فقط مالسبب ؟ و ل أقل أنين مزنع !‬
‫بريينس ‪ :‬هيا اي حبييب‪ ،‬لنتقدم برقصتنا الشهرية !‬
‫تقدمت امللكة أمام املكل و احننت هل احرتاما و حلق هبا هو الآخر لريقصوا‬
‫عىل ايقاع الغنية المازيغية احلربية للملوك‪.‬‬
‫****‬
‫وسط هذه الرقصات و الاحتفاالت‪ ،‬اكنت رامو تنظر من غرفة الضابط‬
‫اذلي أقامت معه عالقة للتو‪ ،‬اىل منظر القرص اخلاريج اذلي يويح ابحتفال‬
‫عظمي أكرث مما وصفته بريينس "اشتياقا"‪.‬‬
‫رامو ‪ :‬اس متتعوا بوقتمك جدا‪ ،‬لن القادم أحىل‪ ...،‬تساؤالت كثرية اكنت حتري‬
‫دماغها ‪ :‬ملاذا حيتفل القرص بيامن العال يعيش يف بؤس ؟ هل أان السبب الفعيل‬
‫يف ذكل ؟ لكن اذا كنت السبب ؟ كيف !؟ ال ميكن ! أان ل أفعل شيئا !؟‬
‫عىل أية حال سأكشف ك يشء الحقا‪ ،‬أما الآن فسأعيش لعنت كام أرادت‬
‫أيم‪ ،‬لن أغفر لشخص يف هذه ادلنيا أبدا‪ ،‬سأعيش من أجل حزين‪ ،‬سأعيش‬

‫‪48‬‬
‫لعرف من قتل أيخ و أيب‪ ،‬لن أموت أبدا حىت أكتشف الرس وراء ك ما‬
‫حيصل !‬
‫الحظ جنجي رشود رامو و تغري مالمح وهجها من قساوة اىل أشدها‪ ،‬فنادى‬
‫علهيا ‪ :‬حبيبت‪ ،‬ماذا تفعلني عندك !؟‬
‫فاكن ردها الذعا ‪ :‬جيب أن تبتعد عين من الآن فصاعدا و ال تقرتب مين‬
‫جمددا ! عالقتنا تنهتيي هنا‪.‬‬
‫اس تغرب جنجي بشدة و أجاهبا ‪ :‬ماذا تقولني‪ ،‬كيف نهنيي عالقتنا و حنن‬
‫حنب بعضنا‪ ،‬لقد بدأت عالقتنا للتو‪ ،‬ملاذا نهنهيا !‬
‫رصخت رامو يف وهجه ‪ :‬قلت كل جيب أن تبتعد عين‪ ،‬لن تراين جمددا‪،‬‬
‫فهمت ! الوداع الآن‪.‬‬
‫محلت مالبسها و ذهبت دون أن تضيف لكمة واحدة‪.‬‬
‫حاول جنجي منعها من اذلهاب لكنه ل يس تطع و تركها يف سبيلها‪.‬‬
‫****‬
‫انهتت رقصة املكل و امللكة الساحرة عىل ايقاع اهناء العالقات‪...‬و بعد قليل‬
‫حاور اندير وادليه ‪ :‬مليك‪ ،‬أتسمح يل ابالنسحاب لفرتة‪ ،‬أريد اذلهاب خارجا‬
‫هذه الليل‪ ،‬اذا مسحمت يل ابلطبع‪.‬‬
‫فأجابه املكل بلك وقار ‪ :‬ابلطبع اي بين فأنت المري‪ ،‬افعل ما حيلو كل !‬

‫‪49‬‬
50
‫الفصل ‪2‬‬
‫" فقدان الروح أصعب‪ ،‬لكن عودهتا جيعكل أقس ! "‬

‫يوم أآخر يس تقبهل القرص اس تعدادا حلفل جديد؛ يوم ميالد امللكة‪.‬‬
‫بريينس ‪ :‬سال‪ ،‬أريد أن يكون هذا اليوم ممزيا أان مرسورة جدا !‬
‫سال‪ :‬ابلطبع اي س يديت‪ ،‬سأجعل مجيع أايمك سعادة‪ ،‬ال تقلقي بشأن ذكل !‬
‫ساعدت الوصيفة امللكة عىل تصفيف شعرها للمرة الثانية عىل نفس المنط‪ ،‬و‬
‫ارتدت مجيع الوصيفات فس تاان أبيض مزينا بورود سوداء مبا فهيم سنسينات‬
‫الت جاءت خبرب س يقلب القرص‪.‬‬
‫****‬
‫ذهبت رامو اىل مزنلها‪ ،‬و حاولت االرساع يف فعل ما تريده ليك ال تتذكر ك‬
‫حدث كبري وقع بداخهل‪.‬‬
‫خرجت بعد حلظات ووقفت أمام ابب املزنل‪ ،‬بعدما زينت نفسها من جديد‬
‫و رسحت شعرها حبيث جعلته يعلو رأسها بطريقة صاخبة‪.‬‬
‫قررت اليوم أن تظهر أمام امجليع و تدهشهم بأهنا عىل قيد احلياة لكن ليس‬
‫نفس الشخص اذلي متنوا موته‪ ،‬لكن خشص أآخر سيمتنون موته أكرث‪.‬‬
‫****‬

‫‪51‬‬
‫قالت سنسينات و الرعشة ترسي جبسدها ‪ :‬مواليت‪ ،‬لقد اختفى المري‪.‬‬
‫قفزت بريينس من ماكهنا مرسعة من صدمهتا و قالت ‪ :‬مباذا هتذين ؟ كيف‬
‫اختفى‪ ،‬رمبا يكون يف اجلوار !‬
‫سنسينات ‪ :‬ال اي مواليت‪ ،‬ل يعد منذ خرج ليل البارحة !‬
‫اكن المر هذه املرة أصدق ابلنس بة لها فقالت ‪ :‬هيا‪ ،‬اطليب من امجليع البحث‬
‫عنه و أخريج انت أيضا‪ ،‬سأذهب للقاء املكل‪.‬‬
‫ذهبت االثنتان و قالت سال بعدما علت فرحة كبرية حمياها ‪ :‬هكذا أريدك أن‬
‫تكوين‪ ،‬ضعيفة و بال حيل‪ ،‬ما يه اال أايم قليل و سأسرتجع ك ما أخذته‬
‫مين ؟‬
‫****‬
‫اكن املكل يف غرفة احملظية غوبرو‪ ،‬حمظيته الوىل‪ ،‬اكن يس تفرس عن سبب‬
‫امتناعها عن اذلهاب حلفل امللكة؛‬
‫غوبرو ‪ :‬لقد كنت متعبة صدقين اي غونغ‪ ،‬ال يوجد سبب أآخر‪.‬‬
‫غونغ ‪ :‬لقد أسعدتين فعال !‬
‫غوبرو ‪ :‬أفعل أي يشء من أجكل!‬
‫قال غونغ بعدما أصدر حضكة خفيفة ‪ :‬أتذكر أول مرة رأيتك فهيا‪ ،‬كنت تبكني‬
‫بشدة‪ ،‬اقرتبت منك و كنت خائفة‪ ،‬طمأنتك و بكيت أكرث عندما علمت أنين‬
‫املكل‪...،‬‬
‫‪52‬‬
‫حضكت غوبرو بضحكة طفل بريئة ‪ :‬أجل‪ ،‬يف ذكل اليوم فقدت وادلاي‪،‬‬
‫اكنت أصعب و أقس حلظات اعيشها‪ ،‬لكنك جعلتين أحيا من جديد‪ ،‬حببك‬
‫يل و اختياري مكحظية كل‪ ،‬رأيت السعادة من جديد‪ ،‬أحبك جدا‪.‬‬
‫قبل غونغ حمظيته مث ودعها و ذهب خملدعه لالس تعداد حلفل ملكته‪ ،‬و عند‬
‫ذهابه قفزت غوب من ماكهنا و أظهرت نيهتا ‪ :‬قال ملكت‪ ،‬أريد احلضور يف‬
‫موهتا‪ ،‬و أنت تطلب مين الاحتفال هبا‪ ،‬مس تحيل اي حبييب‪ ،‬قريبا س تكون‬
‫يل وحدي بعدما أزيلها من طريقي !‬
‫****‬
‫دخلت امللكة اىل خمدع املكل همرول بفس تاهنا و أخربته مبا حصل فاس تغرب‬
‫هو الآخر و انتابته نوبة من اخلوف فأمر مجيع احلراس ببدء البحث عن المري‬
‫و اعادته همام اكن المثن‪.‬‬
‫****‬
‫اكنت ختطو أول خطواهتا كهنا ودلت قبل حلظات‪ ،‬تقدمت من أمام مزنلها‬
‫اللمي كهنا اكنت تريم بذكرايهتا بداخهل‪ ،‬لكن يف داخلها اكن احلزن يقطع‬
‫أوصالها‪ ،‬مما جعلها خشصا أقوى قادر أن يعيش جبروح همام اكنت‬
‫بالغهتا‪...‬تقدمت خطوة للمام لتصدم أول من رأآها ؛ هل هذه يه فعال !‬
‫لكهنا ماتت‪...‬تقدمت خطوات للمام و جعل صوت كعهبا العايل البيض‬
‫امجليع يلتفت لرؤيهتا بيهنم من يضن أهنا يه العذراء بنفسها و هناك من يقول‬
‫أهنا خشص أآخر يش هبها لن العذراء ماتت أمام أعني امجليع بشلك غري تم‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫بقيت متيش خبطوات اثبتة متأكدة أن خشصا لن جيرؤ عىل ملس هذا اجلسد‬
‫احلارق‪ ،‬لكن الشخص اذلي تقاطعت طريقها به ل يأبه جلسدها لكن ملاضهيا‬
‫القريب‪.‬‬
‫توقفت رامو عن امليش عندما تضارب كتفها مع يد الوصيفة الوىل للقرص‬
‫املليك‪.‬‬
‫اندهشت سنسينات من تواجد رامو هناك‪ ،‬و من بقاهئا عىل قيد احلياة‪،‬‬
‫اتضحت لها مالحمها من النظرة الوىل فأمرت امجليع ابالمساك هبا‪...‬اليشء‬
‫اذلي أشعل انر الغضب يف عيين رامو‪.‬‬
‫رامو ‪ :‬ماذا تفعلني ! ابتعدوا عين ! من أنت!‬
‫سنسينات ‪ :‬أان الوصيفة الوىل للقرص املليك‪ ،‬ال بد أنك السبب وراء اختفاء‬
‫المري‪ ،‬هل هذا انتقامك من المر املليك بقتكل !‬
‫انصعقت رامو مما مسعته فمل تس تطع مواهجهتا فأمكلت سنسينات ‪ :‬ال أدري ملا‬
‫أنت عىل قيد احلياة ! لكن الآن س تذهبني معي !‬

‫‪54‬‬
‫الفصل ‪3‬‬
‫" هناك أشخاص يف حياتنا ال نتحمل وجوده‪ ،‬لكهنم ُم َقدرين "‬

‫اكنت أوىل خطوات رامو داخل القرص‪ ،‬ل تكن تنوي دخوهل مكعتقل‪ ،‬لكهنا‬
‫الآن بفضل ذكل ستبدأ أول خطوة يف حتقيق ما تريده‪.‬‬
‫قادها احلرس املليك اىل املعتقل و أغلقوا علهيا هناك انتظارا العرتافها و حمك‬
‫املكل‪.‬‬
‫ذهبت سنسينات اىل مقر امللكة و أخربهتا بأهنا ألقت القبض عىل العذراء‪،‬‬
‫خرب تلقته امللكة بصدمة كبرية‪.‬‬
‫بريينس ‪ :‬العذراء !؟ كيف ! لكهنا ماتت !‬
‫سنسينات ‪ :‬ال اي مواليت‪ ،‬اهنا عىل قيد احلياة و يه الآن يف املعتقل !‬
‫اكن اخلرب اكلصاعقة عىل امللكة‪ ،‬فانتفضت برسعة من ماكهنا و ذهبت لرؤيهتا‪.‬‬
‫يف املعتقل مت تعذيب رامو بقسوة لالعرتاف مباكن المري و خطة اختطافه‪،‬‬
‫لكن ذكل العذاب ل جيدي لهنا ليست الفاعل‪.‬‬
‫دخلت امللكة بكربايء عال‪ ،‬و نظرت اىل رامو ابحتقار و غضب و قالت لها‬
‫مس هتزئة ‪ :‬العذراء‪ ،‬مازالت عىل قيد احلياة ! كيف ذكل و أان بنفيس أمرت‬
‫بقتكل !‪..‬‬

‫‪55‬‬
‫اهزت جسدها عىل هذا اخلرب ول ترتكها امللكة تفهم صدمهتا مث أمكلت ‪ :‬اكن‬
‫جيب أن متويت‪ ،‬ل يكن جيب أن تودلي أصال! هيا اعرتيف أين المري ! ماذا‬
‫فعلت به ! هل اختطفته انتقاما مين! مث اس هتزئت و حضكت بسخرية ‪:‬‬
‫تنتقمني من امللكة ! ولمك أنك جريئة ! امسعي‪ ،‬اذا ل يمن ابين يف فراشه هذه‬
‫الليل سأقتكل بدون رمحة‪ ،‬ال أعمل ملا أنت ما زلت حية‪ ،‬هذا ما حيريين !‬
‫قالت ذكل بعدما رمقت رامو بنظرة كره و حقد غريبني لشخص تقابهل أول‬
‫مرة‪...‬انرصفت امللكة مع الوصيفة الوىل من املعتقل بعدما أظهرت غضهبا‬
‫للمهتمة الت مازالت مصدومة مما قالته لها‪.‬‬
‫ذهبت سنسينات اىل املكل و قالت هل ‪ :‬أهيا املكل‪ ،‬ل نعرث بعد عىل المري‪،‬‬
‫لكن التقيت ابلعذراء و مقت حبجزها يف املعتقل ! أشك أهنا من اختطفه !‬
‫اس تغرب املكل بشدة من الكهما و قال لها ‪ :‬ماذا تقولني ! من العذراء !؟‬
‫اس تغربت سنسينات يه الخرى فأجابته ‪ :‬العذراء اي موالي ! قصهتا عىل‬
‫لسان و مسامع العال بأرسه ! كيف ال تعرفها !؟‬
‫انتفض املكل من ماكنه غاضبا و قال لها ‪ :‬هيا خديين الهيا !‬
‫بعد حلظات وصل املكل اىل املعتقل و دخل دون الوصيفة الوىل للقاء‬
‫العذراء الت يتحدث عهنا امجليع؛‬
‫اكنت رامو جالسة فوق املقعد الامسنت البارد و حالها يويح بتعذيب شديد‪.‬‬
‫دخل املكل خبطى متثاقل و نظر اىل رامو الت رفعت رأسها بدورها لرؤيته‪،‬‬

‫‪56‬‬
‫التقت نظراهتام و مر يشء بيهنام اكلسحر‪ ،‬ل يس تطع غونغ ابعاد نظره عن رامو‬
‫و بقي حيدق فهيا كنه مسحور‪.‬‬
‫هنضت رامو برسعة لتحي املكل و اس تقبل حتيهتا بصدر رحب مث قال لها‬
‫هبدوء و ثقة ‪ :‬اذن أنت العذراء ! يقولون أنك من اختطفت المري !؟ ملاذا‬
‫فعلت ذكل و كيف !‬
‫انتابت رامو نوبة من الرعشة و اخلوف لكن ظاهرها ال يبني ذكل‪ ،‬اكنت‬
‫تبدي مالمح القوة و الثقة فقالت هل ‪ :‬لست أان اي موالي‪ ،‬لقد اعتقلوين ظلام‬
‫! كيف أس تطيع اختطاف المري‪.‬‬
‫بقي غونغ ينظر الهيا بمتعن و اكنت عيناه تلمعان مث جفأة أخرب احلراس بتحريرها‬
‫بأرسع ما ميكن‪ .‬و ل يكن للحراس بعد جفأهتم اال أن يوافقوا عىل طلب ملكهم‪.‬‬
‫حتررت رامو من املعتقل و ذهب هبا املكل اىل خمدعه‪ ،‬لقد ُطبِقت عليه‬
‫اللعنة هو الآخر‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل ‪4‬‬
‫" لعنة من أول نظرة "‬
‫دخلت رامو برفقة املكل اىل خمدعه و هناك تقرب مهنا و دامت عالقهتام‬
‫طويال‪.‬‬
‫بعد ساعات خرج املكل من غرفته و أخرب سنسينات أن تعلن خرب زواجه‬
‫من رامو‪.‬‬
‫اكن اخلرب قاس يا علهيا‪ ،‬ارجتفت يداها و ل تس تطع نطق لكمة أمامه‪ ،‬ذلكل‬
‫أعاد املكل الكمه من جديد ظنا منه أهنا ل تنصت جيدا ‪ :‬قلت كل اذهيب و‬
‫أعلين زوايج من رامو‪ ،‬لقد أصبحت حمظيت الوىل بعد غوب‪ ،‬هيا اذهيب !‬
‫احننت الوصيفة احرتاما لقرار ملكها و ذهبت و يه ترجتف من شدة صدمهتا‬
‫لتعلن اخلرب اذلي س هيدم القرص‪.‬‬
‫بيامن يف هذه الثناء غادر املكل غرفته بعدما جعلها من نصيب رامو و طلب‬
‫من العاملني جتهزي غرفة جديدة خاصة به‪.‬‬
‫اكنت رامو سعيدة بقدر ال يوصف‪ ،‬مغرت نفسها يف فراش املكل و انغمست‬
‫بداخهل كقطعة بسكويت داخل كس حلو من الشاي‪ ,‬سعادهتا ال توصف‪،‬‬
‫حىت أهنا وضعت تج املكل اذلهيب فوق رأسها؛ ل تكن لتظن أن طريقها‬
‫س يكون سهال لكشف لغز القوانني أو كام يبدو ذكل‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫رامو ‪ :‬الآن مبا أنين أصبحت احملظية‪ ،‬فلك يشء س يكون قريبا مين‪ ،‬ال رس‬
‫س يخفى و سأعرف ملاذا امجليع يف القرص يعيش يف سعادة بيامن العال يعيش يف‬
‫بؤس!‬
‫****‬
‫بريينس‪ :‬ماذا !؟ كيف تزوج هبا ! كيف جيعل العذراء حمظيته !؟‬
‫أجابت سنسينات خائفة ‪ :‬أجل مواليت‪ ،‬لقد جئت لعلن هذا كل !‬
‫بريينس ‪ :‬كيف تقولني ذكل أمايم ! أال تعرفني من يه !‬
‫هذا اكن موقف امللكة الت مسعت خرب زواج املكل للتو‪ ،‬ذلكل و بعد هذا‬
‫اخلرب ذهبت مرسعة للقياه‪.‬‬
‫يف غرفة املكل اجلديدة اكنت الاس تعدادات عىل أهبهتا الس تقباهل و حتضريا‬
‫العالن زواجه و تنصيب احملظية الوىل‪ .‬وسط ك هذه التحضريات دخلت‬
‫بريينس بعنف أمام خاديم املكل و قالت هل غاضبة ‪ :‬كيف تفعل ذكل ! كيف‬
‫جتعل العذراء حمظيتك !‬
‫فأجاهبا املكل هبدوء ‪ :‬اسرتخ‪ ،‬أنت تتحدثني مع املكل‪ ،‬هل فقدت صوابك أم‬
‫ماذا !‬
‫بريينس ‪ :‬كيف‪...‬‬

‫‪59‬‬
‫قاطعها قائال ‪ :‬ل أمكل الكيم بعد‪...،‬كيف ختفني عين ما يعيشه شعيب من أالم‬
‫و معاانة‪ ،‬كيف تأمرين بقتل رامو ابس املكل دون علمي ! مث رصخ يف وهجها ‪:‬‬
‫بأي حق تفعلني ك هذا !‬
‫****‬
‫يف الساعات الت قضهتا رامو يف خمدع املكل و بعد تقرهبام من بعض‪ ،‬أفضت‬
‫هل عن ك ما يف جعبهتا من الكم ل تكن تعرف أنه سيسمعه لول مرة؛‬
‫غونغ ‪ :‬ملاذا ينادونك ابلعذراء !‬
‫رامو ‪ :‬لقد قامت أيم بلعين عندما اكنت حامال يب‪ ،‬ليك ميوت أول خشص‬
‫أتزوج به و أعاين الل طوال حيايت‪.‬‬
‫غونغ ‪ :‬و مباذا يهتمك العال ؟!‬
‫رامو ‪ :‬مجيع الناس يظنون أنين السبب يف القوانني الظاملة الت يعيشوهنا‪،‬‬
‫خاصة بعد أمرك بقتيل !‬
‫ازدادت دهشة غونغ وقال ‪ :‬همال توقفي‪ ،‬عن أية قوانني تتحدثني !؟ و عن‬
‫أي أمر !‬
‫اس تغربت رامو مما قاهل قررت اخباره كنه ال يعرف شيئا عن ك القوانني الت‬
‫يعيشها العال‪ ،‬السبب اجملهول وراهئا‪ ،‬فناء عائلهتا اىل أن وصل هبا احلال اىل‬
‫املعتقل بعد أمره _ظنا مهنا_ بقتلها‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫صدمته اكنت قوية و ما اكن هل اال أن يعرتف أمام حمظيته بأنه ل يأمر أبدا‬
‫بقتلها‪ ،‬لتتجه الظنون و الشكوك حنو امللكة‪.‬‬
‫غونغ ‪ :‬امسعي اي رامو‪ ،‬أان ل أآمر بقتكل‪ ،‬و ك ما قلته الآن أان أعرفه للتو‪،‬‬
‫أجل أان املكل و ال أعرف ما حيصل بشعيب و جبميع بقاع العال‪ ،‬اي خليبت‪،‬‬
‫كوين مطمئنة‪ ،‬سأحل ك ما حيصل الآن و س نعرف معا السبب وراء هذا‪.‬‬
‫ذهب غونغ مناداي سنسينات و حضكت رامو خبفة قائل ‪ :‬أآسفة اي حبييب‪ ،‬لن‬
‫تعرف حقيقة لعنت مطلقا‪ ،‬لكن لقد أعطيتك ك ما جيب أن تعرفه !‬
‫حضكت مقهقهه مث رمت جبسدها غارقة يف فراش املكل‪.‬‬
‫****‬
‫اكنت بريينس مصدومة مما قاهل غونغ‪ ،‬و أخريا عرف ك ما حاولت اخفائه‬
‫عنه‪.‬‬
‫رصخ يف وهجها بشدة قائال ‪ :‬هيا اعرتيف مبا فعلته‪ ،‬لقد خاب أميل فيك أيهتا‬
‫امللكة‪ ،‬أتدرين ما ذلي فعلته‪ ،‬لقد خنت املكل‪...‬‬
‫قاطعته بريينس تبيك بقوة ‪ :‬ال أرجوك ال تقول ذكل‪ ،‬ل أمق خبيانتك‪...‬‬
‫غونغ ‪ :‬و ماذا تسمني هذا !‬
‫بريينس ‪ :‬لقد كنت‪..،‬كنت‪..‬كنت فقط ال أريد أن تتعب نفسك من أجل‬
‫هذه المور‪ ،‬و قررت التكفل هبا وحدي‪..،‬‬

‫‪61‬‬
‫رصخ غونغ هذه املرة بغضب قوي ‪ :‬ليس كل احلق‪ ،‬من أنت لتخفي عين ما‬
‫يعيشه شعيب‪ ،‬من أنت لتقرري ماكين‪...‬أان املكل‪...‬أل شعيب هو أملي‪ ،‬تعبه‬
‫راحة يل‪ ،‬كيف سأعيش الآن‪...‬من أنت لتفعيل هذا !‪٠‬‬
‫قاطعته بقلب مفطور و لسان مرجتف ‪ :‬أان امللكة !‬
‫غونغ ‪ :‬فعال ترصفاتك تويح بأنك ملكة‪ ،‬ال فعال‪...‬لقد جعلت مين أحضوكة‬
‫قويم‪...،‬هيا أخريج من ماكين‪ ،‬اغريب عن وهجيي ال أريد رؤيتك‪ ،‬و ال‬
‫تظين أنين سأمرر كل هذا‪ ،‬ال تنيس ذكل‪.‬‬
‫قاس ية هذه اللكامت علهيا‪ ،‬اكنت أول مرة تسمعها من الكم زوهجا ملكها‬
‫احلبيب‪...‬رأت بريينس أن ماكهنا مكلكة بدأ يزتحزح ببطء‪ ,‬توسلت اليه و‬
‫ادلموع تغمر وهجها لكنه ل ينظر هل حىت‪ ،‬فقررت أن تنسحب بكرامهتا و‬
‫ذهبت خارجة من اخملدع و عيوهنا ملؤها الكره و تقول ‪ :‬ك هذا ب ِ‬
‫سببك‪،‬‬
‫ك عذايب ب ِ‬
‫سببك‪ ،‬لن أرمحك‪.‬‬

‫بعد قليل جاء الوزراء ليعقدوا اجامتعا طارئا مع املكل‪.‬‬


‫رئيس الوزراء ‪ :‬موالي‪ ،‬عقدان هذا الاجامتع لنطلعك برفض اجملمتع و شعبك‬
‫العزيز‪ ،‬زواجك من العذراء‪...‬‬
‫قاطعهم املكل حبركة من يده مث رصخ يف وهجهم ‪ :‬أنمت الوزراء! قال ذكل و رفع‬
‫رأسه هبمة مث أمكل ‪ :‬هذا ما أتيمت الخباري به‪ ،‬ما هو معلمك ابلضبط‪ ،‬هل‬

‫‪62‬‬
‫البحث يف شؤون احلكومة و قضااي الشعب و اطالعي عىل ك ما حيصل‪،‬‬
‫البحث عن أمريي‪ ،‬أم البحث يف حيايت اخلاصة و عقد الاجامتعات‬
‫الطارئة‪ ...،‬ملاذا ل ختربوين ابلقوانني والنظمة الظاملة‪ ،‬ما هو معلمك !‬
‫اس تغرب امجليع مما قاهل و بدأوا ينظرون لبعضهم يف حرية من أمره مث قطع‬
‫غونغ تفكريه ‪ :‬أجل أان املكل‪ ،‬ال أعرف ما يعيشه شعيب‪ ،‬بسبب ثقت‬
‫بأشخاص خبيثة‪ ،‬ذلكل سأعاقب ك من اكن السبب بداية بمك أنمت‪ ،‬درجاتمك‬
‫ستنخفض واحدا تلو الآخر‪ ،‬هيا اغربوا عن وهجيي !‬
‫ل يس تطع خشص البوح بلكمة و مجعوا أنفسهم و ذهبوا خارجا تركني املكل يف‬
‫صدمة حياته‪...‬‬
‫ل يس تطع املكوث هناك أكرث و ذهب حنو رامو‪.‬‬
‫غونغ ‪ :‬تعايل ايل اي حبيبت‪ ،‬أحس بضعف كبري! أان تئه‪ ،‬ل أجد سواك أآيت‬
‫اليه !‬
‫عانقته رامو بشدة وقالت ‪ :‬و من يل سواك أان أيضا‪ ،‬قالت ذكل مث قبلته و‬
‫سقط االثنان يف فراش العذراء العاهرة‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل ‪5‬‬
‫" هناك أمكنة ال جيدر بنا التواجد فهيا "‬

‫يوم تتوجي العذراء‪.‬‬


‫تقدمت رامو أمام املكل بفس تان أسود براق و شعرها ممشط بطريقة راقية‪،‬‬
‫خبطوات اثبتة حنو العرش اخملصص "لالحتفال هبا"‪...‬أو عكس ذكل‪.‬‬
‫بعد دخول املكل اس تغرب بشدة من عدم تواجد أي خشص داخل القاعة‪ ،‬ال‬
‫زينة يف املاكن‪ ،‬ال موس يقى‪ ،‬ال خشص‪ ،‬و ال عرش للمحظية‪ ،‬مما أاثر غضبه‬
‫بشدة فرصخ يف امجليع‪ ،‬رصخ بشدة مناداي سنسينات الت حرضت برسعة‬
‫من فزعها‪.‬‬
‫غونغ ‪ :‬ما اذلي حيصل هنا‪ ،‬أين الاحتفال‪ ،‬هل تس هتزئون بقرارايت أم ماذا !‬
‫أجابت سنيس ويه ترتعش ‪ :‬ل حيرض أحد لن امجليع يرفض زواجك من‬
‫العذراء!‬
‫غضب بشدة قائال ‪ :‬من ذا اذلي يعارضين !‬
‫اكنت رامو يف هذه اللحظة واقفة وسط القاعة‪ ،‬حىت اس تطاعت أن تلفظ‬
‫بالكم أخريا ‪ :‬انتظر اي موالي‪ ،‬أهدأ أرجوك‪...‬أان أتفهم ما حيصل‪ ،‬لكه بسبب‬
‫ما حكيت كل‪...‬‬
‫قاطعها املكل ‪ :‬ال جيب أن تتفهمي‪ ،‬جيب أن يعاقب امجليع‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫لف ردائه حول كتفيه و ذهب طالبا من الوصيفة الوىل أن حترض هل لقاءا‬
‫مبارشا مع شعبه و ابيق أحناء العال‪.‬‬
‫بيامن يف هذه الثناء اكنت بريينس سعيدة شيئا ما لهنا اس تطاعت أن هتني‬
‫رامو و ترهيا ما س تعيشه داخل القرص يف ماكن ل يكن علهيا التواجد فيه‪.‬‬
‫املكل عىل البث املبارش و جبانبه سنيس‪.‬‬
‫" أوال أريد الاحنناء لمك‪ ،‬اعتذارا مين لمك‪ ،‬أجل اعتذر منمك لنين مكل‬
‫بفضلمك‪ ،‬لكين ل أس تطع أن أقوم بعميل بشلك جيد‪ ،‬لقد أخلفت الوعد اذلي‬
‫قطعته يوم تنصييب‪ ،‬حاميتمك و رعايتمك من همايم و مسؤوليايت‪ ،‬لكن أان‬
‫أآسف فعال‪ ،‬ل أكن أعمل بشأن القوانني الت أصابتمك‪ ،‬أشخاص اكنوا قميني‬
‫ابلنس بة يل‪ ،‬خانوا عهدي و أخفوا عين أمر ما تعيشونه من أالم و معاانة‪،‬‬
‫لكين أعرف الآن و سأمعل جاهدا لخلصمك من معاانتمك‪ ،‬و اعلموا جيدا أن‬
‫رامو أو من أطلقمت علهيا العذراء ليست السبب يف هذا‪ ،‬أان عىل يقني و‬
‫جعلهتا حمظية يل‪ ،‬ال نعرف السبب احلقيقي وراء ذكل‪ ،‬و ال حيق لمك اهتاهما‬
‫أو احلاق الرضر هبا‪ ،‬ليست يه املسؤول‪ ،‬و ما من دليل يثبت أهنا وراء‬
‫هذه التعاسة‪ ،‬ذلكل لن يقرتب مهنا خشص حىت نعرف السبب احلقيقي وراء‬
‫ما نعيشه و نثبت ذكل ابدلالئل القاطعة‪ .‬اذن الكيم واحض‪ ،‬ال أحد يقرتب‬
‫من العذراء‪ ،‬و أان بنفيس سأحبث و أجد املذنب اذلي تسبب يف‬
‫هذا‪...‬انهتيى‪".‬‬

‫‪65‬‬
‫اكنت صدمة سنسينات جعيبة‪ ،‬أكد لها املكل ما اكن جيول يف خاطرها‪ ،‬بعد‬
‫رؤيهتا للبث اذلي اكن من املفروض موت رامو فيه‪ ،‬و معرفة معاانهتا‪ ،‬اكنت‬
‫تشك يف أهنا السبب يف اختطاف المري و تطبيق القوانني‪ ،‬ذلا ما قاهل املكل‬
‫الآن أكد ظهنا و جعلها حتن للعذراء و متيل الهيا‪.‬‬
‫اكن خطاب املكل أآرسا للنفوس‪ ،‬اللك اكن يشاهد بمتعن و مصت‪ ,‬ك لكمة‬
‫يقولها تطمنئ شعبه واحدا واحدا‪.‬‬
‫يف خمدع العذراء‬
‫دخلت امللكة برفقة وصيفهتا سال و قالت بهتمك ‪ " :‬أصبحت احملظية‪ ،‬فعال‬
‫أنت رسيعة‪ ،‬كنت معتقل و الآن أنت احملظية !"‬
‫فأجابهتا رامو من عرشها بلك برود ‪ " :‬أجل‪ ،‬و هل هذا يسبب ازعاجا كل‬
‫أيهتا امللكة‪ ،‬أمرت بقتيل لكين حية‪ ،‬أرأيت ال قمية لقراراتك و ابلتايل ال قمية‬
‫كل‪"! .‬‬
‫غضبت بريينس و قالت ‪ :‬كيف جترؤين عىل احلديث معي هكذا ! أان امللكة !‬
‫رامو ‪ :‬أعمل‪ ,‬لكنك ارتكبت خطأ حينت تراجعت عن قتيل‪ ،‬لنين سأهدم‬
‫هذا القرص فوق رأسك ! أيهتا امللكة‪ ،‬هيا أخريج من ماكين !‬
‫سال ‪ :‬كيف تتجاوزين حدك مع امللكة من تكونني !‬
‫رامو ‪ :‬و أنت كيف تتجاوزين حدك مع احملظية‪ ،‬أنت جمرد راقصة‪ ،‬هيا اتبعي‬
‫س يدتك!‬
‫‪66‬‬
‫ازداد غضب امللكة و هرولت برسعة من الغرفة و النار حترتق يف قلهبا ‪:‬‬
‫سأنتقم منك‪ ،‬جيب أن متويت !‬
‫نظرت سال اىل رامو بكره شديد مث حلقت مبوالهتا‪ ،‬و بعد قليل جاءت غوبرو‬
‫أخريا لتواجه من أخذت ماكهنا ؛‬
‫اكنت غوبرو ترتدي ثيااب عادية غري الت اكنت ترتدهيا دامئا كوهنا احملظية‬
‫الوىل‪ ،‬لكن الآن و مبا أن رامو أخذت ماكهنا‪ ،‬فهيي أصبحت احملظية الثانية‬
‫بعدها‪.‬‬
‫رامو ‪ :‬ها يه الخرى أيضا !‬
‫غوبرو ‪ :‬سعيدة أنت الآن ! لقد أخذت ماكين بسهول !‬
‫قاطعهتا رامو قائل ‪ :‬أجل‪ ،‬لن ماكنك ليس ابليشء الصعب‪ ،‬أخذته بسهول‪،‬‬
‫هذا يعين ال قمية كل‪.‬‬
‫ردت علهيا غوبرو و يه ترتعش من الكره و الغضب‪ :‬ال تقاطعيين‪ ،‬من أنت‪،‬‬
‫أنت جمرد عذراء قوهما‪ ،‬أخذت ماكين و س تدفعني مثن ذكل‪ ،‬لن أرمحك‪...‬‬
‫برودة رامو أماهمم اكنت تقطع الحشاء‪ ،‬أجابهتا مرة أخرى ‪ :‬اذهيب أيهتا‬
‫الثانية‪ ،‬و ال تقرتيب من خمدعي جمددا‪.‬‬
‫خرجت غوب غاضبة من الغرفة و يه تقول ‪ :‬بدأت أراوغ املكل من أجل‬
‫ابعاد امللكة و الاستيالء عىل عرشها‪ ،‬لكن ها يه ذي الآن لقد فعلت ما ل‬

‫‪67‬‬
‫أس تطع فعهل‪ ،‬اذن دلي الآن عدوتن جيب تصفيهتام ‪ ،‬الوىل بريينس و الثانية‬
‫العذراء‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل ‪6‬‬
‫" حديثنا مع خشص حنبه يرحي ألف س نة من اهلموم "‬

‫صباح يوم جديد يس تقبهل العال بقليل من الطمأنينة بعد حزن كبري و بعد‬
‫خطاب املكل اذلي أراح نفوس شعبه‪ .‬مازالت هناك القوانني الظاملة الت‬
‫تفرق و هتدم أوارص العائالت‪ ،‬ما زال هناك حزن داخل البيوت و الكثري‬
‫من الفراق و الل‪ ،‬لكن القرص ل يكن يعرف طعم هذا الل‪ ،‬و امنا أل من نوع‬
‫أآخر‪.‬‬
‫دخل املكل اىل غرفة رامو صباحا‪ ،‬ليأخذ افطاره معها اكملعتاد‪ ،‬لكنه ل جيد‬
‫أحدا‪ ،‬بل وجد الكثري من املناديل غارقة يف دماء محراء طرية‪ ،‬فزع جدا من‬
‫هول املنظر و رصخ بقوته يف مجيع رجاهل‪.‬‬
‫غونغ ‪ :‬ما ذلي حصل أين احملظية ؟ و ما هذه ادلماء ؟ هيا اعرثوا علهيا الآن‬
‫!‬
‫أمسك ابملنديل املدىم حائرا و جلس عىل عرش احملظية منتظرا عودهتا‪.‬‬
‫تلقت بريينس اخلرب يف خمدعها و اكنت فرحهتا ال توصف ظنا مهنا أهنا ماتت‬
‫و غوبرو يه الخرى فرحت كثريا مث قالت ‪ :‬رامو‪ ،‬نُ ِفذ‪ ،‬الآن دور بريينس !‬

‫‪69‬‬
‫جاء رجال الرشطة و مبعية احلرس املليك بدأوا البحث عن أي يشء ؛ دليل‬
‫أو خيط يوصلهم اىل الضحية‪...‬عرثوا أخريا عىل نقاط من ادلم متناثرة فوق‬
‫الرض فتبعوا خطاها‪...‬‬
‫سال يف غرفهتا فرحة ملا مسعته و قالت ‪ :‬هذه فرصت‪ ،‬جيب أن أحترك برسعة‬
‫!‬
‫غضب املكل ل يس تطع أحد التحمك فيه‪ ،‬ذلكل أول ما قرر فعهل هو االبالغ‬
‫عن املشتبه فهيم ؛ امللكة و الوزراء‪.‬‬
‫احلارس املليك ‪ :‬موالي‪ ،‬أان مأمور من طرف الضابط جنجي‪ ،‬هو يف معلية‬
‫رسية الآن‪ ،‬أريد أن أعرف ملاذا تشك يف زوجتك امللكة و يف مجموع الوزراء‬
‫!؟‬
‫أجابه املكل هبدوء ‪ :‬امللكة عصت و خالفت أوامري و أآمرت بقتل رامو خفية‬
‫عين‪ ،‬أما الوزراء فلقد عاقبهتم الخفاهئم أمر القوانني الظاملة و نزلت رتهبم ذلكل‬
‫هؤالء ه املشتبه هبم الآن !‬
‫احلارس املليك ‪ :‬حس نا اي موالي‪ ،‬هل تشك أيضا أن دلهيم عالقة ابختفاء‬
‫مسو المري !‬
‫غونغ ‪ :‬ال‪ ،‬ليس ذلكل عالقة هبم‪ ،‬من اختطف ابين دليه حساب أآخر معي‪،‬‬
‫و سأعرفه قريبا ! ال ترأف بأحد‪ ،‬دعهم يتلقون العذاب الشديد اىل أن يعرتفوا‬
‫مبا فعلوه‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫احلارس ‪ :‬ال تقلق اي موالي‪ ،‬س نعتقل املشتبه هبم‪ ،‬و س نمكل حترايتنا و حبثنا‬
‫عن المري‪.‬‬
‫انرصف و ذهب مع رجال الرشطة العتقال امللكة و الوزراء‪.‬‬

‫يف خمدع امللكة‬


‫دخلت الوصيفة الوىل همرول و أخربت امللكة مبا حصل‪.‬‬
‫بريينس ؛ ماذا تقولني ! كيف أمر املكل ابعتقايل ! هل فقد عقهل ؟!‬
‫ذهبت مرسعة اليه و ل تعر اهامتما لشعرها الطويل الغري مصفف‪...‬دخلت اىل‬
‫خمدع احملظية و واهجت املكل؛‬
‫بريينس ‪ :‬ما ذلي أمسعه‪ ،‬هل س تعتقلين فعال !‬
‫غونغ ‪ :‬أجل‪ ،‬لكن قبل ذكل‪ ،‬أخربيين ماذا فعلت برامو !؟‬
‫بريينس ‪ :‬ليس كل احلق يف فعل هذا‪ ،‬هل نسيت‪ ،‬أان امللكة ! كيف جترؤ‬
‫عىل اهتايم هكذا !‬
‫رصخ غاضبا يف وهجها ‪ :‬أخربيين ماكهنا !‬
‫زجمرت يه الخرى يف وهجه ‪ :‬أريدها أن متوت !‬

‫‪71‬‬
‫حرض رجال الرشطة و أمسكوا ابمللكة حتت أمر املكل‪ ،‬ظلت ترصخ يف‬
‫وهجهم لكن دون فائدة‪ ،‬أخذوها و ذهبوا هبا اىل املعتقل حيث وجدت‬
‫الوزراء هناك أيضا‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل ‪7‬‬
‫" لن أنتظر الايم لعرب كل عن حيب "‬

‫لبث املكل يف خمدع احملظية‪ ،‬اىل أن رأى خطوات سال أمامه لتفجر هدوءه‬
‫و انتظاره‪.‬‬
‫تقدمت سال بثبات مرتدية رداءا أسود حريري قصري الطول‪ ،‬و أسدلت‬
‫شعرها المحر‪ ،‬و من عادات اململكة و عهد ملوكها عندما تسدل البنت‬
‫شعرها أمام رجل فهيي تعرب هل عن حهبا و تقدميها جسدها هل‪.‬‬
‫اس تغرب غونغ من مظهرها و تذكر جفأة هذه العادة فزجمر غاضبا ‪ :‬ماذا تفعلني‬
‫هنا هبذا احلال !‬
‫سال ‪ :‬أان أحبك اي موالي‪ ،‬امسعين أرجوك‪...‬‬
‫انصدم مما قالته فأجاهبا ‪ :‬هل جننت !‬
‫سال ‪ :‬كنت أحبك قبل بريينس لكهنا س بقتين اليك‪ ،‬و اهانة يل جعلتين‬
‫راقصتك اخلاصة و وصيفهتا لتجعل مين خشصا أقل مهنا‪ ،‬لكن أان أحبك جدا‪،‬‬
‫أحببتك منذ صغري‪ ،‬ال ترفضين أرجوك‪..،‬‬
‫جثث عىل قدميه و حاال جاء احلارس املليك بنبا العثور عىل رامو حمتجزة يف‬
‫ماكن بعيد‪.‬‬
‫صد املكل جسد سال و ألقا هبا أرضا و ل يعر الكهما اهامتما‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫سقطت عىل الرض مث رفعت رأسها اليه بنظرة ميلها الكره و احلقد قائل ‪:‬‬
‫لكه بسببكام‪ ،‬بريينس‪ ،‬رامو‪...‬سأنتقم و أجعل حياتكام عذااب‪.‬‬
‫***‬
‫ذهب امجليع مرسعني اىل الغرفة الت تواجدت هبا رامو بعيدا عن‬
‫القرص‪...‬دخل املكل مفزوعا فوجدها حية ترزق‪ ،‬لكن مغمى علهيا‪ ،‬ادلماء‬
‫تس يل من مفها و احلبال تشد يدهيا و قدمهيا‪.‬‬
‫رأف هبا غونغ و محلها بني يديه مرسعا اىل القرص‪ ...‬أخذها اىل غرفهتا و تركها‬
‫مع الطبيب‪.‬‬
‫***‬
‫يف املعتقل‬
‫بريينس حتادث السجان ‪ :‬أشكرمك لنمك ل تعذبوين و مازلمت تعتربوين ملكتمك‪.‬‬
‫قالت مع نفسها ‪ :‬أمتىن أن تكون ميتة الآن !‬
‫****‬
‫بعد حلظات مسع امجليع رصاخ رامو و حنيهبا‪...‬دخل املكل برسعة عندها و‬
‫حلظ حالها فسأل الطبيب مالها مث أجابت رامو صارخة ‪ :‬لقد قتلوا طفيل!‬
‫انصعق املكل من اخلرب فقال لها مرتباك ‪ :‬كيف و من فعل بك هذا !‬

‫‪74‬‬
‫خرج الطبيب بعدما اعتذر من املكل ورافقته سنسينات مث عادت ليعرف‬
‫امجليع حقيقة الفاعل‪.‬‬
‫جاءت غوبرو " لتطمنئ عىل احملظية" فرمقهتا رامو مث اكفهر وهجها فزجمرت‬
‫غاضبة قائل ‪ :‬هذه‪ ،‬أجل اهنا يه‪ ،‬يه الت حاولت قتيل و قتل طفيل‪ ،‬مث‬
‫قامت ابختطايف‪.‬‬
‫انصعق امجليع فالتفت غونغ اىل غوب و نظر الهيا بقسوة و تفاجئ امجليع‬
‫متحرسين من فعلهتا‪...‬تفاجأت يه الخرى مما قالته رامو فأجابت حتت‬
‫نظرات امجليع ‪ :‬ال ل أفعل‪ ،‬ل أختطفها ل أفعل شيئا !‬
‫هنضت رامو من رسيرها و انفجرت يف وجه غوب ‪ :‬حاولت قتيل و قتل‬
‫طفيل‪ ،‬مث اختطفتين !‬
‫قال احلارس املليك ‪ :‬فعال اي س يدي لقد وجدان سام قاتال يف ادلم املوجود‬
‫ابملنديل !‬
‫واهجها غونغ غاضبا ‪ :‬قويل ماذا فعلت هيا ! و اال قتلتك هنا أمام امجليع!‬
‫ارتعشت غوب و قالت ‪ :‬ال تقتلين أرجوك اي موالي ! سأعرتف كل بلك‬
‫يشء !‬
‫غونغ ‪ :‬هيا قويل !‬
‫بقي امجليع حيدق فهيا منتظرين ما س تقوهل؛‬

‫‪75‬‬
‫‪ -‬أجل لقد حاولت قتل رامو و أرسلت لها طبقا هدية محللها‪ ،‬فعال شعرت‬
‫بأهنا أخذت ماكين ذلكل حاولت قتلها لكن أقسم أنين ل أختطفها‪...‬‬
‫‪ -‬قاطعهتا رامو ‪ :‬امصت أيهتا الاكذبة لقد عَذب َتين لموت غصبا عين‪...‬‬
‫قاطع املكل مصت امجليع برصخة واحدة ‪ :‬اعتقلوها الآن و بعد ذكل قوموا‬
‫بنفهيا اىل أبعد ماكن‪.‬‬
‫رصخت غوب خائفة ‪ :‬ال أرجوك ال تقم بنفي‪ ،‬اقتلين بدال من ذكل‪ ،‬أرجوك‪،‬‬
‫ال تفعل‪...‬‬
‫أخذها احلرس املليك حتت رصخاهتا و طلهبا املوت خوفا من النفي‪.‬‬
‫"يف هذا الزمن يفضل املرء اهناء حياته بدل العيش بذنب و ومصة عار"‬
‫ذهب املكل اىل خمدعه و نيس أمر حترير املهتمني‪.‬‬
‫قالت سنسينات بلطف ‪ :‬ال تقلقي اي رامو‪ ،‬س مير ك يشء خبري ! مث ذهبت‬
‫خارجة من الغرفة‪.‬‬
‫تغريت مالمح وجه رامو من احلزن اىل املكر ‪ :‬فعال س يكون ك يشء خبري‬
‫بعد الآن‪...‬مث تذكرت خطهتا انتقاما من احملظية الت أهانهتا ؛ أرسلت رامو‬
‫خطااب اىل غوبرو حيتوي عىل خرب محلها والت تلقته بصدمة كبرية‪ ،‬فقامت‬
‫ابرسال طبق عىل فضة موضوع س بداخهل‪ ،‬ابلطبع ل تأخذ العذراء شيئا منه‪،‬‬
‫لكهنا قامت برميه مث طعنت أسفل قدمهيا فسالت دماؤها مث مزجهتا بسم قاتل‬

‫‪76‬‬
‫فوضعهتا عىل املنديل لتظهر أهنا تقيأت دما مسموما‪ ،‬مث بعد ذكل اختطفت‬
‫نفسها‪".‬‬
‫قالت رامو و حضكت بلك مكر ‪ :‬العذراء ال تدل‪ ،‬سأبقى فقط عذراء هذا‬
‫القوم و سأعيش لعنت‪ ،‬و أكشف من تسبب يف لعنتمك‪.‬‬
‫****‬
‫بعد حلظات قام اجلنود بتحرير امللكة و الوزراء بعد اكتشاف حقيقة املذنب‪،‬‬
‫فذهبت امللكة اىل مقر املكل لتحدثه؛‬
‫بريينس ‪ :‬ملاذا ل تأيت لرؤيت‪ ،‬حىت عندما ظهرت براءيت ل تأيت الس تقبايل!‬
‫اكن املكل مشغول البال حيهنا و ل يعط اهامتما كبريا ملا قالته و اكن ينظر الهيا‬
‫ببخس مث قال لها بعد قليل بقوة ‪ :‬هل تنتظرين مين أن أآيت اليك بعد ك‬
‫اذلي فعلته !‬
‫فهمت بريينس قصده مث انتقلت مبارشة اىل موضوع جميهئا ‪ :‬أريد أن اذكرك أن‬
‫أمريان ما زال خمتفيا‪...،‬‬
‫قاطعها غاضبا ‪ :‬أعرف أن ابين غائب‪ ،‬ال داعي لتذكريين بيشء أعرفه‪ ،‬هيا‬
‫اغريب عن وهجيي‪..،‬‬
‫فهمت املقصد من جديد مث غادرت الغرفة ابكية‪.‬‬
‫***‬
‫خارج القرص‪ ،‬يقود اجلنود املنفية غوب بعيدا متجهني اىل أقىص اجلزر‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫اكنت غوبرو يف غاية احلزن و احلرسة‪ ،‬قدماها اكنتا ش به مشلولتان‪ ،‬اكنت‬
‫تنظر اىل القرص كنه حمل أو كس اكنت حتمهل ببطء خوفا عليه فانكرس جفأة‪،‬‬
‫ذلكل اكن مهها الوحيد هو الانتقام ممن تسبب يف دمارها و يه تقسم الآن‬
‫أهنا س تعود و س تجعل القرص اذلي اكنت تنوي العيش فيه مكلكة‪ ،‬جزءا من‬
‫حطام شامل‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل ‪8‬‬
‫" رمغ احلب‪ ،‬هناك ما يغيظين‪ ،‬انه املايض "‬

‫دخلت سال اىل خمدع املكل من جديد‪ ،‬اكن جيلس وحيدا متباهيا بعظمته‪،‬‬
‫اىل أن دخلت يف حال يظهر عليه الىس و الغضب‪.‬‬
‫زجمر غاضبا ‪ :‬ماذا تفعلني هنا جمددا‪ ،‬أتريدين املوت أم ماذا !؟ هيا اخريج !‬
‫أجابته بلك برود يويح بغضب و حقد كبري ‪ :‬جعلتين أركع حتت قدميك‪،‬‬
‫اعرتفت كل حبيب كل‪ ،‬اعرتفت كل بلك ما فعلته بريينس يب‪ ،‬لكنك ل‬
‫ترمحين‪ ،‬ألقيت يب‪...‬‬
‫قاطعها صارخا ‪ :‬امصت‪ ،‬ال هيمين ما تقولينه‪ ،‬هيا اخريج من ماكين و اال‬
‫أمرت بقتكل !‬
‫اكنت رامو تسرتق السمع خلف الباب بعدما اكنت أآتية اىل ملكها لهتدئ من‬
‫أعصابه‪.‬‬
‫رصخت سال يف وجه املكل دلرجة جعلت رامو ترتعش و تتفاجأ من ردة‬
‫فعلها فقالت ‪ :‬امصت أنت و اس متع ملا سأقوهل ! أنت طردتين برسعة دون أن‬
‫تعطيين وقتا بسبب العذراء تكل‪ ،‬بيامن كنت أميض ك دقيقة من حيايت و أان‬
‫أنتظر هذا اليوم اذلي كنت سأكون فيه جبانبك‪ ،‬ملكة قويم‪ ،‬و زوجة‬
‫جبانبك‪ ،‬لكن ال‪ ،‬أنت دمرت ك هذا‪ ،‬و حطمت حلمي‪ ،‬ذلكل ل يعد دلي‬

‫‪79‬‬
‫أمل‪ ،‬أنت السبب فامي س يحصل الآن‪ ،‬لقد جنيت عىل أمريك‪ ،‬سأقتهل كام‬
‫قتلت أميل‪...،‬‬
‫تفاجئ غونغ و رامو وراء الباب مما قالته فأجاهبا بعدما جتاوز الصدمة ‪ :‬ماذا‬
‫فعلت ابلمري ؟ هل أنت من اختطفه !‪..‬‬
‫سال ‪ :‬أجل‪ ،‬اختطفته ليك أكون جبانبك‪ ،‬و ها أنت الآن تدمر ك يشء‪ ،‬لن‬
‫أرمحه‪.‬‬
‫قالت ذكل مث خرجت برسعة حتت صدمة غونغ اذلي ل يعرف كيف يصدها‬
‫أو يوقفها‪ ،‬جتمد جسده و توقف عقهل‪ ،‬وصيفة امللكة اختطفت المري لهتددها‬
‫به حىت جتعلها امللكة و تتنازل عن ماكنهتا‪ ،‬جرأة كبرية من راقصة القرص‪،‬‬
‫جعلت املكل يقف جامدا أمام فعلهتا‪.‬‬
‫ذهبت رامو مرسعة اىل سنسينات و أخربهتا بلك ما مسعته و اتفقت االثنتان‬
‫عىل اللحاق بسال و انقاذ المري‪.‬‬

‫غونغ يف غرفته وجد نفسه وحيدا وسط ك املتاهات الت دخل الهيا رغام عنه‬
‫؛ امللكة الت اكن حيهبا يظهر وهجها اخملفي‪ ،‬تتجاوز قميته و تتسبب يف دمار‬
‫القرص و العائل امللكية‪ ،‬العال اذلي يتدمر يوما بعد يوم حتت وطأة القوانني و‬
‫احلزن الابدي‪ ،‬املؤامرات داخل قرصه من حمظيته السابقة و وصيفاته‪ ،‬أمريه‬
‫اخملتطف و املهدد ابملوت‪ ،‬ك هذا و ما خفي و ما س يقع بعده أعظم‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫حل الليل و خرجت سال متخفية وسط الظالم ادلامس‪ ،‬فلحقت هبا رامو و‬
‫سنسينات‪.‬‬
‫خبطى اثبتة و خافتة وصل امجليع اىل الهدف دون أن تدري سال مبن يلحق‬
‫هبا‪....‬دخلت الكوخ و هناك اكن المري مس تلقيا يف فراش ابل و فاقد الوعي‪.‬‬
‫سال ‪ :‬ها أان جئت اي أمريي‪ ،‬اش تقت يل‪ ،‬أظن أنه ل يعد كل وقت طويل‬
‫لتعيشه بعد الآن‪ ،‬لقد فشلت خطت‪ ،‬كنت مفتايح لصبح امللكة‪ ،‬لكن‬
‫املكل أهنيى ك يشء‪ ،‬و مبا فهيم حياتك‪ ،‬أان أآسفة‪...‬‬
‫عند هذه اللكامت دخلت رامو و سنسينات و واهجتاها بعنف‪ ،‬أمسكت‬
‫رامو بعصا طويل اكنت يف الكوخ‪ .‬و رضبت هبا رأس سال فأمغي علهيا بيامن‬
‫سنسينات اكنت تراقب حال المري‪.‬‬
‫رامو ‪ :‬هل ما زال حيا !‬
‫سنسينات ‪ :‬أجل انه يح‪ ،‬سأتصل ابحلرس املليك من أجل املساعدة‪.‬‬
‫بعد حلظات جاء احلراس و أمسكوا بسال بعدما أخربهتم الوصيفة الوىل بلك‬
‫ما رأته برفقة احملظية‪.‬‬
‫ذهب امجليع برفقة احلراس و الطبيب املليك اذلي عاين حال المري و تأكد هل‬
‫أنه اكن خمدرا بواسطة دواء منوم‪ ،‬بيامن ل يؤثر ذكل عىل حالته العامة‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل ‪9‬‬
‫" الفرحة الت حتصل بني املأآيس‪ ،‬هل نتقبلها أم نواصل حزننا !؟ "‬

‫سنسينات ‪ :‬مواليت‪ ،‬لقد عرثان عىل المري !‬


‫اكنت فرحة امللكة عامرة فهرولت مرسعة لتلقى ابهنا املفقود‪.‬‬
‫اكن اندير يرقد يف خمدعه بعدما اسرتجع وعيه جراء عناية الطامق الطيب املليك‬
‫بصحته‪ ،‬و اكن جبانبه وادله ممساك بيديه و ينظر اليه حبب‪ ،‬عانقا بعضهام من‬
‫شدة الشوق‪ ...‬فرح الب كثريا رمغ الظروف‪ ،‬لكن عودة المري جعلت‬
‫القرص يعج ابلفرح من جديد‪.‬‬
‫دخلت بريينس عىل حني غرة و ذهبت مرسعة لتعانق و تقتلع شوق ابهنا‬
‫املفقود دون أن تعرف أن وصيفهتا يه من اختطفه‪.‬‬
‫متسكت الم بشدة بودلها و ل تنوي تركه جمددا‪ ،‬اكنت تعيش أايهما خالية‬
‫بدونه‪ ،‬رمبا جعلهتا املؤامرات تنس حزهنا و شوقها هل‪ ،‬لكن ماكن يف داخلها‬
‫اكن ينبض بقوة ك مرة تتذكره فهيا‪ ،‬اكن حيرتق يوما بعد يوم‪ ،‬و ها هو الآن‬
‫خيمد انره‪...‬‬
‫قالت بريينس خماطبة غونغ ‪ :‬من اختطف ابين‪ ،‬أين عرثمت عليه ؟!‬
‫فأجاهبا غونغ برد الذع ‪ :‬اكنت وصيفتك‪ ،‬اهنا يف السجن الآن تنتظر عقابك !‬
‫خرج غونغ يف هدوء فلحقت به بريينس ‪ :‬ماذا تقول !؟ هل أنت متأكد !‬
‫‪82‬‬
‫غونغ ‪ :‬أتعلمني أهنا اختطفته بسببك‪ ،‬ك ما حيصل هنا بسببك ! كيف تنوين‬
‫ايقاف هذا ادلمار اذلي بدأته‪ ،‬لقد اعرتفت يل حبهبا جتايه‪ ،‬و أنك جعلت‬
‫مهنا راقصة ووصيفتك اخلاصة اهانة لها لهنا اكنت حتبين قبكل‪ ،‬لقد قالت يل‬
‫‪ ،‬أنك سلبتين مهنا ! أرأيت كيف رصت الآن بسببك‪ ،‬لقد أصبحت أحضوكة‬
‫بني شعيب‪...‬لقد تعبت منك فعال‪...‬‬
‫حضكت بريينس متأملة و قالت ‪ :‬هذا ما قالته اذا‪ ...،‬أنت ال تعمل شيئا‪..‬لقد‪....‬‬
‫غونغ ‪ :‬توقفي‪ ،‬ال ترشيح يل أكرث‪ ،‬أان ال أعمل شيئا فعال‪ ،‬و ال أريد أن أعمل‪،‬‬
‫و خاصة منك أنت ! مث ذهب تراك اايها و يه تفكر يف يشء فعلته منذ زمن‬
‫بعيد و تقول يف داخلها ‪ :‬و ال أنوي أن أخربك بتات‪ ،‬ليس الآن بعد !‬
‫ذهبت يه الخرى يف طريقها و جاءت رامو بعدها بقليل دون أن ترى‬
‫احداهام الخرى !‬
‫دخلت الغرفة فوجدت المري واقفا ينظر من خالل النافذة اىل خارج القرص‬
‫و يمتعن يف جاملية حدائقه و مساحبه‪ ،‬بناايت عالية شهدت عىل عهود خمتلفة‬
‫من امللوك‪ ،‬حرواب مرت عىل هذا املعامر‪ ،‬تدمر و بين من جديد‪...،‬ينظر اىل‬
‫العال من بعيد و يشعر بربود قوي يأيت من خالهل‪...،‬جفأة تقطع رامو تأمهل‬
‫دون أن يعرف سبب الربود‪...‬‬
‫التفت لريى من خياطبه و اذا به يراها و يمتعن يف جاملها‪ ،‬اكن حيدق فهيا مكن‬
‫يلقى خشصا فارقه منذ زمن طويل‪ ،‬يف عينيه اكن شوق حار الهيا‪ ،‬اكنت يداه‬

‫‪83‬‬
‫ترتعش‪ ،‬و قلبه خيفق بقوة‪ ،‬لكن مظهره ل يويح بذكل‪ ،‬اكن يظهر عىل حمياه‬
‫ثقة المراء و كربايهئم‪...‬‬
‫تقدمت رامو خطوات جتاهه مث قال لها ‪ :‬هل أنت العذراء ! مسعت بأنك من‬
‫قام ابنقاذي !‬
‫أجابت رامو هبدوء ‪ :‬فعلت واجيب فقط مسوك‪...‬‬
‫اقرتب مهنا بثبات حىت متازجت أنفاسهام‪ ،‬اكن يف داخل ك مهنام شوق‬
‫للآخر‪ ،‬انر هادئة تنتظر من الآخر اخامدها‪...‬‬
‫مهت رامو ابخلروج من الغرفة فأمسك المري بيدها و قال لها ‪ :‬أريد رؤيتك‬
‫الليل !‬
‫تفاجأت رامو من طلبه مث اس تدرك قوهل ‪ :‬لشكرك بطريقت عىل ما فعلته من‬
‫أجيل !‬
‫حملته رامو بنظرة قوية فوافقت عىل قوهل مث ودعته‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل ‪10‬‬
‫" أحياان بعض قراراتنا ختيفنا "‬
‫اكن المري يف اس تعداد تم الس تقبال العذراء‪ ،‬يف برهة غرفته حيث أمر‬
‫خادميه بتجهزيها و تزييهنا احتفاال بعودته‪...‬بيامن اكنت بريينس يه الخرى‬
‫تس تعد لالحتفال به‪...‬لكنه ل يعطي أولوية للملكة و فضل أن يقيض ليلته مع‬
‫العذراء‪.‬‬
‫دخلت رامو بفس تان بين قصري يربز مالمح جسمها و تقدمت بثبات حنو‬
‫اندير اذلي ارتدى سرتته السوداء الطويل‪ ،‬اقرتبت أجسادهام و عانقا‬
‫بعضهام‪...‬بعض حلظات بدأت تُسمع أحلان موس يقى اس بانية راقصة اكنت عىل‬
‫موضع التشغيل التلقايئ‪ ...‬رقص االثنان عىل ايقاعها و بدأت تامتيل خطواهتام‬
‫جبانب بعضهام ؛‬
‫اندير ‪ :‬و أخريا‪ ،‬حنن بقرب بعضنا !‬
‫تفاجأت رامو مما قاهل مث أجابته ‪ :‬تقول ذكل و كنك كنت تنتظرين منذ زمن‬
‫بعيد و حنن ل نلتقي سوى اليوم‪...‬‬
‫حضك خبفة مث قال ‪ :‬أال جتدين ذكل غريبا‪ ،‬أول مرة أراك فهيا و أقع يف حبك‬
‫هبذه الشدة‪ ،‬غريب أمرك‪...‬‬
‫تعالت حضاكهتام فسقطا يف فراش العذراء عند انهتاء الحلان‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫عينان متقدتن اكنتا تنظران الهيام من بعيد‪ ،‬ازدادت رشارهتام و اتساعهام‬
‫عندما اقرتب اجلسدان من بعضهام‪ ...‬اكنت بريينس‪.‬‬
‫عندما تأخر اندير عن احلفل قررت اذلهاب لرؤيته يف غرفته و سبب غيابه‪،‬‬
‫فتأكدت مما ل يكن يف حس باهنا‪.‬‬
‫اكنت خائفة من لعنة العذراء‪ ،‬عىل أمريها و عىل ملكها‪ ،‬لكن رامو استبقت‬
‫خوفها و بدأت يف تدمري قرصها شيئا فشيئا‪.‬‬
‫بعدما حتقق خوفها ذهبت مرسعة من ماكهنا و اجتهت اىل مقر السجن املليك‪.‬‬
‫***‬
‫ودعت رامو عش يقها اجلديد مث تذكرت اسرت من جديد‪ ،‬مضت يف طريقها و‬
‫ذهبت لتجهز نفسها من أجل احلفل‪.‬‬
‫***‬
‫السجن املليك‬
‫اكنت سال ختطط و الكره ميل قلهبا‪ ،‬عيناها مليئتان ابلرش‪ ،‬اكنت تنوي ابعاد‬
‫امللكة و اجللوس عىل العرش املليك‪ ,‬ل تفكر أبدا يف الطريقة و اكنت النتيجة‬
‫هدفها‪ ،‬خطف المري اكن جرأة مهنا لكنه س يكون طريقا لهدف أآخر ل يكن‬
‫يف حس باهنا‪.‬‬
‫دخلت بريينس اىل مقر السجن و طلبت من السجان أن يفتح ابب زنزانة‬
‫سال‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫اس تغربت سال من قدوم امللكة الهيا و هنضت جفأة لتنظر اىل سبب جميهئا‬
‫بدون أن تقوم بتحيهتا‪.‬‬
‫بريينس ‪ :‬السجن يليق بك‪ ،‬اي " وصيفت "‪...‬‬
‫رصخت سال يف وهجها فأجابت ‪ :‬ماذا تريدين مين أيضا ! لقد أخذت مين‬
‫ك يشء‪ ،‬أخذت حلمي و اقرتفت ذنبا كبريا يف حقي‪ ،‬لقد جعلت مين‬
‫راقصتك و وصيفتك لهتينيين‪ ،‬من أي نوع أنت‪ ،‬مك من احلقد متلكينه يف‬
‫قلبك‪ ،‬ال هيمين كونك امللكة‪ ،‬ال هيمين‪ ...‬ملاذا فعلت يب هذا‪ ،‬من أان‪!...‬؟‬
‫قالت بريينس هبدوء ‪ :‬اهدأي‪ ،‬أريد التحدث معك هبذا الشأن‪...،‬‬
‫قاطعهتا قائل ‪ :‬من أان أخربيين‪ ،‬لقد سلبت مين حيايت لتعذييب و جتعليين‬
‫حتت قدميك‪ ،‬ملاذا‪ ،‬ماذا فعلت كل‪...‬‬
‫بريينس ‪ :‬أدري ما ذلي فعلته حبقك‪ ،‬لكن ال أمسح كل ابحلديث معي هكذا‪،‬‬
‫أان امللكة‪ ،‬و قدويم اىل هنا‪ ،‬اكن من أجكل ذلكل احرتيم هذا قليال‪ ،‬أريد‬
‫التكفري عن ذنيب جتاهك و أريد أن أجعكل من الرسة امللكية‪...،‬‬
‫قالت سال ابس هتزاء ‪ :‬هل ستتخلني عن عرشك من أجيل !‬
‫أجابت امللكة بقوة ‪ :‬قلت كل احرتيم ماكنت‪ ،‬فعال سأجعكل مضن الرسة‬
‫امللكية‪ ،‬سوف تصبحني زوجة المري اندير !‬
‫اس تغربت بشدة من قولها مث تغري شعورها و فرحت كثريا لهنا أخريا‬
‫س تقرتب شيئا فشيئا من املكل‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫وافقت برسعة عىل أمر امللكة مث خرجت هذه الخرية من قوقعة الوهام‪.‬‬
‫تغريت مالمح بريينس و هتمك وهجها لتخرب و تؤكد لنفسها ما فعلته للتو و‬
‫تسري يف خطهتا ‪ :‬احلقرية املتعالية ! ظنت أهنا س تصبح المرية فعال‪ ،‬اه اي‬
‫سال‪ ،‬الغبية املسكينة‪ ،‬كنت دامئا مفتايح اذلهيب للك أحاليم و احلل مجليع‬
‫مشألكي‪ ،‬الآن بفضكل سأجنح يف ابعاد العذراء عن أمريي و سأبعدك هنائيا‬
‫عن حيايت‪ ،‬لن سبب وجودك يف هذا القرص انهتيى منذ زمن‪...‬سأش تاق كل‬
‫فعال !‬
‫***‬
‫يف هبو القرص حيث امجليع حيتفل بعودة المري‪ ،‬بيامن العال يعاين قسوة القوانني‪،‬‬
‫المر اذلي دخلت من أجهل رامو القرص و هو الكشف عن سبب هذا‬
‫الاختالل و اماكنية وجود احلل اجلذري لكشف اللعنة داخل القرص‪...‬‬
‫اليشء اذلي ل تنجح يف اكتشافه حلد الآن لكهنا عكس ذكل دخلت يف‬
‫دوامة من الحقاد و املؤامرات جيب أن خترج مهنا عىل قيد احلياة‪.‬‬
‫امللوك‪ ،‬الضباط‪ ،‬حراس القرص‪ ،‬عامالته و راقصاته‪ ،‬ك من هل عالقة‬
‫ابلقرص حيتفل‪ ،‬عادة اكنت احتفاالت القرص تعج بعامة الناس من نبالء و من‬
‫خمتلف الطبقات لكن الآن وحده من يف القرص من سلموا من لعنة‬
‫القوانني‪ ...‬هذا ما اكن يشغل ابل رامو عند دخولها قاعة الاحتفال‪...‬اليشء‬
‫اذلي أاثر اس تغراب امجليع‪ ،‬لنه عادة ال يلزم عىل احملظية حضور الاحتفاالت‬

‫‪88‬‬
‫اىل أن تنصب لرتبة أعىل‪ ،‬لكن جرأة رامو و حب املكل لها جعلها تتقدم و‬
‫تؤكد ماكنهتا يف قلبه‪ ،‬ذلكل اكن ماكهنا قرب العرش املليك‪.‬‬
‫دخلت بريينس أيضا القاعة مع خرب س يفجر أدمغة امجليع‪ ،‬دخلت بشموخ و‬
‫ذهبت اىل ماكهنا جبانب املكل و أمريها اذلي حرض قبل حلظات‪.‬‬
‫اس مترت الغاين و الرقصات‪ ،‬قُدمت املأكوالت واملرشوابت "للحارضين" عىل‬
‫غري عادة‪ ،‬و بعد حلظات قررت بريينس اعالن اخلرب احلاس‪.‬‬
‫وقفت بشموخ و قالت أمام امجليع ‪ :‬يرسين اليوم أن أعلن لمك خربا ُمهام‪ ،‬اليوم‬
‫و بعد عودة المري قررت أن أهديه شيئا مثينا و أعرب هل عن حيب‬
‫الشديد‪...،‬اس تدارت حنوه و نظرت اليه حبب و هو الآخر مث اس تدركت‬
‫حديهثا ‪ :‬أريد أن أزوجه بسال !‬
‫هتمك وجه امجليع مبن فهيم املكل‪ ،‬اس تغرب المري بشدة و اقرتب من وادلته‬
‫قائال ‪ :‬ماذا تقولني ! هل سزتوجينين براقصتك !‬
‫قالت هل بريينس‪ :‬أجل س تزتوج هبا و جتعلها المرية‪ ،‬دلي خطة ذلكل‪ ،‬وافقين‬
‫أرجوك‪...،‬مث وافق دون أن تفرس هل المر و تعجب امجليع من برودة ترصفه‪.‬‬
‫قال املكل مع نفسه بربود ‪ :‬تزيدين المر سوءا اي عزيزيت !‬
‫اس تغربت الوصيفة الوىل بشدة و قالت ‪ :‬جعيب أمر هذه امللكة‪ ،‬سزتوج‬
‫ابهنا من راقصهتا الت اختطفته مؤخرا‪ ،‬غريب ما تفعهل اببهنا !‬

‫‪89‬‬
‫يف خمدع املكل‪ ،‬دخلت رامو عند ملكها و اقرتبت منه فقال لها ابس هتزاء ‪:‬‬
‫أترين ما تفعهل " امللكة " لقد متادت كثريا !‬
‫رامو ‪ :‬ال تقلق اي موالي‪ ،‬رمبا اكنت سال حتب المري فعال !‬
‫غونغ ‪ :‬اي لنيتك اي حبيبت‪ ،‬ال تفعل بريينس شيئا من أجل خشص أآخر ك ما‬
‫تفعهل من أجلها فقط‪ ،‬ال أدري كيف خُدعت طوال هذه املدة ! حس نا ليكن‬
‫دعينا ننس هذا ! مث اقرتب مهنا و قبل شفاهها خبفة و قبلته يه الخرى‬
‫فسقطا معا يف فراش العذراء‪.‬‬
‫***‬
‫يوم الزفاف‬
‫قامت العامالت بتجهزي المرية سال ‪ :‬فس تان مزركش مخميل‪ ،‬تج ذهيب‬
‫مرصع ابلملاس‪ ،‬ترسحية شعر مهبرة‪ ،‬و مكياج قوي عتيق‪.‬‬
‫دخلت المرية و المري اىل قاعة الاحتفال بعد عقد قراهنام و جلسا يف عرشهام‬
‫قرب املكل و امللكة‪ ،‬ماكن س يظالن فيه ملدة طويل‪...‬‬
‫جاءت رامو بعد قليل و اقرتب مهنا املكل‪ ،‬مد يده الهيا متقدما لداء رقصة‬
‫الزفاف اليشء اذلي أاثر غرية و حقد امللكة‪.‬‬
‫اكمتلت املراس مي و ذهبت سال و المري اىل خمدع الزوجية وهناك فاجأ اندير‬
‫زوجته برتكها وحيدة ليل زفافها ؛‬
‫سال ‪ :‬أين تذهب ؟‬
‫‪90‬‬
‫اندير ‪ :‬و ما شأنك ! هل صدقت فعال أنك زوجت‪ ،‬ال تقويل يل ذكل‪...‬فبدأ‬
‫يضحك مس هتزئا !‬
‫اهنارت سال أمامه و اكفهر وهجها مث قال لها ‪ :‬اهنا فقط خطة من ملكت و أان‬
‫ال أردها خائبة‪...،‬‬
‫قال ذكل مث ذهب اىل خمدع احملظية‪.‬‬
‫انصدمت سال من خطة امللكة و يه ل تعرف للآن أهنا تنوي قتلها‪...‬بدأت‬
‫ترصخ و نزعت تهجا و مزقت فس تاهنا غضبا عىل ما فعلته هبا اهانة لها من‬
‫جديد‪.‬‬
‫***‬
‫يف خمدع احملظية‬
‫دخل المري و وجد رامو تزنع فس تان احلفل فالتفت اليه و نظرت اليه‬
‫بغضب موه قائل ‪ :‬ماذا تفعل عندي‪ ،‬أنت مزتوج الآن !‬
‫اندير ‪ :‬أان تزوجت تلبية لرغبة امللكة‪ ،‬لكنين أحبك أنت أكرث من أي خشص‬
‫!‬
‫رامو ‪ :‬أعمل ذكل‪ ،‬لكنين حمظية املكل‪ ,‬أنسيت !‬
‫بدأ يقرتب مهنا شيئا فشيئا و ينظر الهيا بعينيه الزرقاوين قائال ‪ :‬ل أنس ذكل‬
‫نت يل فقط !‪...‬‬ ‫و ال هيمين اطالقا‪ ،‬أان أحبك و أ ِ‬

‫‪91‬‬
‫الفصل ‪ 11‬و الخري‬
‫" قرار واحد خاطئ يدمر ك يشء "‬
‫بريينس ‪ :‬صباح اخلري !‬
‫اكنت امللكة يف خمدع المرية‪ ،‬دخلت فوجدهتا يف حال مزرية‪ ،‬اكنت تضحك‬
‫بشدة عىل حالها و يه تفتخر مبا فعلته و مبا تنوي فعهل‪.‬‬
‫سال ‪ :‬لقد مقت ابهانت من جديد‪ ،‬كيف تفعلني هذا يب‪ ،‬ملاذا ؟‬
‫قالت بريينس بغضب ‪ :‬من أنت لتتأآمري خلفي‪ ،‬لقد اختطفت ابين لهتدديين‬
‫به حماول احلصول عىل العرش ! حضكت ابس هتزاء و تعجب مث أمكلت ‪:‬‬
‫لتأخذي العرش! اي كل من جشاعة فعال ! برافو‪...‬‬
‫اكنت سال ترتعش بشدة دون أن تعرف سبب ذكل هل هو اخلوف من‬
‫امللكة أم الكره اذلي تكنه لها فقالت ‪ :‬اذا جعلتين المرية يك هتينيين من‬
‫جديد !‬
‫بريينس ‪ :‬ال اي عزيزيت‪ ،‬فعلت ذكل البعاد العذراء عن المري و كنت أنت‬
‫البيدق اذلي لعبت به من أجل فعلت‪ ،‬و كنت دامئا كذكل‪ ...،‬أنت لعبة‬
‫حيايت اي عزيزيت و هكذا س تظلني ملدة ليست ابلطويل‪.‬‬
‫خافت سال بشدة و فهمت قصدها مث تراجعت للخلف و بدأت تنظر اىل‬
‫امللكة يف هدوء‪ ،‬حنت رأسها و بدأت تبيك‪ ...‬اليشء اذلي أاثر اجعاب امللكة‬
‫و جعلها ترتح قليال و تذهب من الغرفة‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫رفعت سال رأسها و انتابهتا نوبة من اخلوف و ذهبت مرسعة اىل املكل‪.‬‬
‫***‬
‫اكنت رامو برفقة املكل يف حديقة القرص و حماوالهتم فك اللغز احملري للعنة‬
‫القوانني برفقة الوصيفة الوىل‪ ،‬اىل أن دخلت سال جفأة علهيم و يه ترصخ‪...‬‬
‫ركعت عند قديم املكل حفاولت سنسينات ابعادها فرتكها املكل لتقول ما‬
‫عندها‪.‬‬
‫سال ‪ :‬أرجوك اي موالي‪ ،‬أنقذين‪ ،‬س تقتلين‪!...‬‬
‫قال املكل حماوال هتدئهتا ‪ :‬اهدأى و حاويل الترصف اكلمرية قليال‪ ،‬ماذا بك‬
‫هيا‪...،‬؟‬
‫سال ‪ :‬ساحمين اي موالي‪ ،‬ل أعرف ما سأفعهل‪ ،‬امحين أرجوك‪ ،‬امحين من‬
‫امللكة لقد هددتين ابلقتل‪...،‬‬
‫انصعق امجليع من قولها و حاول املكل فهم ما تقوهل ‪ :‬هل بريينس هددتك‬
‫ابلقتل !؟‬
‫سال ‪ :‬أجل اي موالي‪ ،‬لقد قالت أنين بيدق دلهيا‪ ،‬و زوجتين المري لتبعده‬
‫عن رامو !‬
‫صعقة أخرى أقوى من قبلها‪ ،‬ارجتفت رامو و التفت امجليع حنوها فقال غونغ‬
‫بقوة ‪ :‬ما ذلي بينك و المري ! ماذا تقول هذه !؟‬

‫‪93‬‬
‫حاولت أن تس تجمع نفسها من شدة التوتر مث أجابت ‪ :‬ما ذلي تقوهل اي غونغ‪،‬‬
‫هل تصدقها‪ ،‬ما ذلي س يكون بيين و بني المري‪!...‬؟‬
‫بقي ينظر الهيا يف حرية من أمره مث حاول هتدئة سال قائال ‪ :‬حس نا ال تقلقي‪،‬‬
‫سأوفر ك الرشوط محلايتك ! اذهيب الآن‪ ،‬سرتافقك سنسينات‪.‬‬
‫سال ‪ :‬أشكرك اي موالي‪.‬‬
‫ذهبت سال برفقة سنسينات اىل خمدعها‪.‬‬
‫عاد املكل ليطرح السؤال نفسه عىل حمظيته ‪ :‬ماذا قالت هذه للتو ! هل‬
‫ُجنت ؟‬
‫رامو ‪ :‬أكيد أهنا فقدت عقلها ! اليشء الوحيد اذلي يربطين ابلمري هو انقاذي‬
‫هل عندما مسعت اختطافها هل‪ .‬هذا فقط و أنت تصدقين أليس كذكل !‬
‫غونغ ‪ :‬ابلطبع اي حبيبت !‬
‫رامو ‪ :‬لقد خطرت فكرة عىل ابيل جفأة بشأن القوانني!‬
‫تفاجأ غونغ و قال ‪ :‬قويل ما يه !؟‬
‫رامو ‪ :‬تقول احدى القوانني و الاكرث رصامة من بيهنا أنه جيب عليك أن‬
‫تضحي بنفسك من أجل أبنائك عند وصوكل سن الثالثني‪ ،‬و حلد الآن مات‬
‫العديد من الناس بسبب هذا‪ ...،‬ملاذا ال نوقفهم عند فعلهم ذكل و حناول‬
‫بأقىص ما ميكننا حاميهتم !‬

‫‪94‬‬
‫غونغ ‪ :‬أجل لن الشخص يقتل نفسه بغري وعي منه‪ ،‬ذلكل س نحاول أن نوقفه‬
‫و حنميه من اجلنود وبذكل حناول ابطال اللعنة !‬
‫رامو ‪ :‬نعم اي حبييب‪ ،‬س نحاول!‬
‫****‬
‫حل الليل عىل خمدع المرية و يه يف حال يرىث هل‪ ,‬اكنت متوترة و خائفة‬
‫بشدة دلرجة أهنا أخذت دواء منوما حماول أخذ قسط من الراحة‪...‬‬
‫اس تلقت عىل أريكة و بدأت تنظر اىل النجوم من انفذة العلية‪...‬‬
‫يف الظالم ادلامس ظهرت خطوات امللكة و بيدها سكني أبيض حاد يلمع مع‬
‫نور القمر‪ ،‬اقرتبت من رأس المرية خبفة مث أهجزت سالهحا‪...‬‬
‫اكن مشغل الفيديو و الاكمريا عىل املبارش‪ ،‬مرتبطا باكمريا املراقبة دلى املكل‬
‫بعدما أمر خادميه بفعل ذكل و املبارش عىل الهواء دلى عامة الشعب اذلي‬
‫فعلته سال محلاية نفسها و ليشهد امجليع عىل ما س يحل هبا‪...‬راقب املكل ك‬
‫يشء و أرسل اجلنود برسعة اىل اخملدع‪.‬‬
‫اقرتبت بريينس شيئا فشيئا و حاولت طعن سال‪ ،‬لكهنا مسعت صوهتا و‬
‫هنضت برسعة‪ ،‬تشابكت االثنتان و سقط السكني من يدي امللكة حفاولت‬
‫ش نق سال بعنف بيدها اىل أن دخل اجلنود و أمسكوا ابمللكة بأمر من املكل‪.‬‬
‫اسرتجعت سال أنفاسها و دخل مجيع من يسكن القرص اىل الغرفة‪ ،‬ذهبت‬
‫سنسينات مرسعة اىل المرية لتفقد حالها و عانقهتا لزتيل خوفها‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫دخل المري و رامو بعد ذكل مث املكل‪.‬‬
‫أمسك اجلنود ابمللكة و كبلوا أيدهيا ابلصفاد و قادوها حنو المام‪.‬‬
‫اكنت ترجتف بشدة و فقدت صواهبا عند االمساك هبا فبدأت ترجتف يف‬
‫الكهما أيضا ‪ :‬غونغ أرجوك‪...‬ل أفعل شيئا‪..‬‬
‫قاطعها صارخا ‪ :‬توقفي‪ ،‬و ال تتحديث‪ ،‬لقد زاد المر عن احلد‪ ،‬جتاوزت عنك‬
‫الكثري‪ ،‬لقد لوثت رشفك و ماكنتك مكلكة‪ ،‬هذه الخرية كل‪ ،‬ل اعد اس تطيع‬
‫التجاوز عنك‪ ،‬أنت معاقبة و ستسمعني عقابك غدا‪.‬‬
‫ذهب اجلنود ابمللكة و يه ترصخ طالبة العفو أمام أعني المري‪ ،‬رامو و سال‬
‫الت اكنت تبيك من شدة خوفها يف ذراع الوصيفة الوىل‪.‬‬
‫****‬
‫صباح الغد‬
‫بعد فضيحة امللكة و حماول قتلها للمرية اجلديدة أمام املل‪ ،‬حان الآن قرار‬
‫عقاهبا‪.‬‬
‫قادها اجلنود مكبل و الصفاد يف قدمهيا و يدهيا‪ ،‬حالهتا تويح بأهنا تعرضت‬
‫لعذاب شديد؛ أطلق شعرها الطويل‪ ،‬و ابيض وهجها و انشقت شفاهها‪..‬‬
‫تقدمت بتعرث حنو العرش مث أجربها املكل عىل الركوع و الاس امتع اىل حمكها‪.‬‬
‫اكن امجليع حارضا ابس تثناء رامو‪.‬‬
‫سال حرضت أيضا حتت امر املكل العادة الاعتبار لها‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫غونغ ‪ :‬اكن حيمت أن يكون عقابك املوت‪ ،‬لكن ما فعلته جتاوز ذكل‪ ،‬لقد‬
‫جتاوزت حدودك مكلكة‪ ،‬بداية المر عندما جتاوزتين و أمرت بقتل العذراء‪،‬‬
‫و اخفاؤك أمر القوانني عين‪ ،‬اكن أمرا خبيثا ل أس تطع حتمهل‪ ...،‬تزوجيك‬
‫للمري ابلشخص اذلي اختطفه‪ ،‬اكن أمرا هينا عليك‪ ،‬و لكن حماول امللكة‬
‫قتل خشص ما‪ ،‬ال أس تطيع التجاوز عنه ذلكل سيسلب منك حقك يف‬
‫امتالك العرش‪ ،‬سيمت نفيك بعيدا و لن تعودي اىل هنا أبدا‪ ،‬ال حيق كل‬
‫الاقرتاب من القرص أو أحد ساكنه‪ ،‬لن تعودي امللكة‪ ،‬هيا اخريج من هنا‪.‬‬
‫أخذ اجلنود امللكة أمام أعني المري اذلي ل حيرك ساكنا و ل يعلق عىل الكم‬
‫أبيه أبدا‪...‬بدأ ينظر اىل أمه يف ريبة و يه تنظر اليه يف قلق و حزن‪.‬‬
‫جفأة قال غونغ ‪ :‬هيا رحبوا معي ابمللكة اجلديدة !‬
‫تفاجأ امجليع مبا فهيم سال الت فرحت ظنا مهنا أنه س يجعلها امللكة و أن خطهتا‬
‫جنحت خاصة بعد ابعاد بريينس‪ ،‬ذلكل تقدمت خطوة للمام منتظرة اعالن‬
‫امسها‪.‬‬
‫تقدمت امللكة اجلديدة بفس تان أبيض المع و مرصع مبجوهرات عتيقة‪ ،‬ترسحية‬
‫الشعر املعهودة دلى امللاكت بضفائر طويل حتيط هبال الرأس مزينة هل اضافة‬
‫اىل تج ذهيب حييط هبا‪...‬التفتت سال عند اعالن الوصيفة الوىل بفرحة كبرية‬
‫قدوم امللكة اجلديدة‪ ،‬اكنت صدمهتا كبرية فبقيت جامدة ماكهنا عند خيبهتا‬
‫الثانية و ذهاب العرش من يدهيا جمددا‪...‬‬

‫‪97‬‬
‫بريينس يه الخرى يف طريقها مع اجلنود رأت من س تأخذ ماكهنا‪ ،‬اسود‬
‫وهجها و ظهرت مالمح احلزن و الكره عليه‪ ،‬اكنت رامو يه امللكة اجلديدة‪.‬‬
‫جلست عىل العرش بقرب املكل اذلي فرح هبا كثريا مث دخل بعد قليل‬
‫الضابط جنجي الس تقبال امللكة اجلديدة و بداية مراس مي تنصيهبا‪...‬عندما‬
‫دخل و رأته رامو تسمرت يف ماكهنا و بدأت ترجتف عند حضوره‪ ،‬علمت‬
‫حيهنا أن تكل عالمة تويح بأهنا لن تعيش يوما سعيدا داخل القرص بصفهتا‬
‫اجلديدة ؛ امللكة العذراء‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫هناية اجلزء ‪2‬‬

‫هل ستنجح الفكرة الت عرضهتا رامو عىل ملكها النقاذ البرشية !؟ من وراء‬
‫لعنة القوانني ؟ كيف س تعيش بريينس خارج القرص ؟ كيف س تكون ماكنة‬
‫امللكة العذراء بني ملكها و المري و الضابط و ابيق رجال العال ؟ كيف‬
‫س تواجه رامو أعداهئا اجلدد ؟‬

‫اىل اجلزء الثالث‪....‬‬

‫‪99‬‬
‫اجلزء ‪3‬‬
‫امللكة العذراء‬

‫‪100‬‬
‫الفصل ‪1‬‬
‫" خطة فاشل "‬
‫بعد مرور ثالثة أايم عىل واقعة امللكة و المرية‪ ،‬حان اليوم وقت تنفيذ خطة‬
‫امللكة اجلديدة‪.‬‬
‫اكن امجليع مس تعد لتنفيذ اخلطة‪ ،‬املكل و امللكة‪ ،‬المري و المرية‪ ،‬الوصيفة‬
‫الوىل الت أعلنت للجميع عىل البث املبارش نيهتم يف ابطال اللعنة اليوم‪.‬‬
‫جاء جنجي برفقة جنوده معلنا قدوم مخسة أشخاص مس هتدفني من قبل‬
‫القوانني ‪ :‬موالي املكل‪ ،‬لقد حرض مخسة أشخاص نساء و رجال س تطبق‬
‫علهيم اللعنة اليوم يف أآن واحد‪ ،‬س نقوم بلك ما يلزم لتطبيق خطتمك و ابطال‬
‫اللعنة‪ ،‬أآملني يف ذكل‪.‬‬
‫غونغ ‪ :‬جيد ما فعلمت‪ ،‬أريد منمك حامية قصوى لهؤالء الناس‪ ،‬هذا أميل الخري‬
‫يف انقاذ شعيب‪ ،‬و العال بأرسه‪...‬هيا قوموا ابدخاهلم اىل هنا !‬
‫دخلوا معا برفقة اجلنود و جلسوا أمام املكل يف املقاعد اخملصصة هلم‪ ،‬حتدث‬
‫بعضهم قائال ‪ :‬موالي حنن خائفون جدا‪ ،‬ك دقيقة نعيشها و حنن يف حزن و‬
‫ضياع‪ ...،‬ل نعرف يوما سعيدا أبدا‪ ...،‬ك أايمنا اكنت ترقب لساعة موتنا‪...،‬‬
‫امحنا أرجوك‪ ،‬افعل شيئا لتَبطل هذه اللعنة‪...،‬حنن نعيش يف حزن مس متر‪ ،‬ال‬
‫حياة لنا‪...‬‬

‫‪101‬‬
‫شعر املكل حبزن كبري جتاه شعبه‪ ،‬و قال هلم ‪ :‬سأفعل اي يشء من أجلمك‪،‬‬
‫حنن أيضا حناول تقاس احلزن معمك‪ ،‬ال هيون علينا عذابمك أبدا‪ ،‬أان مس تعد‬
‫لحضي حبيايت من أجل انقاذمك‪ ،‬ثقوا يب‪ ،‬سأحاول حاميتمك اليوم و غدا و سائر‬
‫الايم‪...‬‬
‫يف غفل من امجليع‪ ،‬توقف اللك عن احلراك‪ ،‬جتمد امجليع اال الشخاص‬
‫املس هتدفني‪ ،‬حترك اجلنود بقوة خارقة حنو الهدف و بدأوا يف قتل الضحااي‬
‫بطريقة بشعة‪ ،‬تطايرت دماؤه و تلطخ العرش و مالبس امللوك بدماء‬
‫الشعب‪.‬‬
‫بعد حتقق موت امجليع‪ ،‬اسرتجع امجليع وعيه و عادت الهيم احلركة‪ ،‬حتت‬
‫صدمة همول‪.‬‬
‫رصخ امجليع من هول املنظر‪ ،‬و جثث الضحااي املمزقة بطريقة وحش ية أمام‬
‫العرش املليك‪.‬‬
‫اهزت املكل من بشاعة املنظر و ل يعرف كيف س يقاوم حرسته و خيبته‪ ،‬بقي‬
‫ينظر اىل اجلثث يف حزن معيق‪...‬دون أن يكرتث للملكة الت تلطخت‬
‫مالبسها ابدلماء و صدمهتا يه الخرى‪.‬‬
‫دخل اجلنود برئاسة الضابط و أخذوا اجلثث حتت أنظار الشعب بأمكهل عرب‬
‫البث‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫يف مزنل قدمي‬
‫دخلت بريينس املنفية و نظرت بكره اىل املنظر املزري لبيت طفولهتا؛ كرهته‬
‫بشدة من العذاب اذلي حل هبا داخهل خالل طفولهتا و فقدان وادلهيا‬
‫بداخهل‪...‬حملت عينهيا قطعة من النبات الت اكنت تذكرها مبوت وادلها‪،‬‬
‫أمسكت هبا و رمهتا بقسوة بعيدا قائل ‪ :‬أكرهمك مجيعا‪ ،‬رامو‪ ،‬أخذت مين‬
‫ماكين‪ ،‬جيب أن متويت‪ ،‬ل يكن جيب أن تودلي بتات‪ ،‬دمرت حيايت‪ ،‬منذ‬
‫رأيتك وأان أتدمر شيئا فشيئا‪ ،‬لقد حطمتين فعال‪ ،‬حس نا سأنتقم بدوري‪،‬‬
‫سأجعكل تعيشني ك اذلي مررت به‪ ،‬سرتين‪.‬‬
‫خرج املكل فاقدا قواه‪ ،‬دون أن ينتبه لالكم امجليع حوهل‪ ،‬ترك القاعة يف‬
‫فوض كبرية‪...‬‬
‫حاولت رامو اللحاق به_بعد أن مت تنظيف ادلماء_ لكن قامت سال ابيقافها‬
‫ممسكة بيدها فاس تدارت رامو بغضب و قالت ‪ :‬ما اذلي تفعلينه ! أبعدي‬
‫يدك !‬
‫أجابت سال ‪ :‬أنت السبب يف هذا‪ ،‬لو ل متيل هذه الفكرة لاكن عىل القل‬
‫املوت هينا عىل هؤالء الناس و بطريقة أقل بشاعة و أملا !‬
‫غضبت رامو و قالت ‪ :‬كيف تتجرأين و تتحديث معي هكذا ! هل جننت !‬
‫هل نسيت نفسك أم ماذا !؟ أو هل صدقت أنك المرية فعال ! أنت جمرد‬
‫راقصة للقرص و س تظلني كذكل !‬

‫‪103‬‬
‫اش تعلت النار يف قلب سال وقالت ‪ :‬ال أمسح كل ابهانت‪ ،‬ال هيمين كونك‬
‫امللكة‪ ،‬أنت أيضا‪ ،‬تذكري من تكونني‪ ،‬أنت عذراء قومك !‬
‫حاولت رامو صفعها لكن اندير أوقف احلديث بيهنام قائال ‪ :‬كفاكام لغوا‪ ،‬سال‬
‫لقد جتاوزت حدك كثريا‪ ،‬أنت تتلكمني مع امللكة‪ ،‬هيا‪...‬مث أمسك بيد امللكة‬
‫و ذهب‪ ...‬حلقت هبم سنسينات املفجوعة من هول الصدمة و بقيت سال‬
‫وحدها يف قاعة العرش‪.‬‬
‫بريينس اكنت مكتظة الغيض يف مزنل وادلهيا‪ ،‬أمسكت ببطهنا و حدثت‬
‫جنيهنا ‪ :‬س نكون خبري اي أمريي الصغري‪ ،‬س نعود اىل القرص و س تعيش بني‬
‫أرستك امللكية‪ ،‬ال ختف‪ ،‬سأبقى دامئا بقربك‪...‬قالت ذكل بعد أن اسرتجعت‬
‫ذكرى يوم عرفت أهنا حامل؛ اليوم اذلي اكنت فيه مسجونة بهتمة اختطاف‬
‫احملظية‪ ،‬بدأهتا العراض و أكدت التحاليل بعد ذكل محلها بشهر‪...‬لكن تعامل‬
‫غونغ معها جعلها ختفي محلها حلني أآخر‪ ،‬حىت تس توي وضعيهتا مع املكل و‬
‫تبعد ك من اكن حياول التسبب يف أذيهتا‪.‬‬
‫داخل قاعة العرش‪ ،‬تقدمت سال اىل المام‪ ،‬و بقيت تنظر اىل احلمل‬
‫املس تحيل لها و يه تتحرس ‪ :‬أآه‪ ،‬كنت دامئا أحمل ابجللوس هنا‪ ،‬قرب َم ِليك‪،‬‬
‫لكن ل يرتكين أحد أن أصل اليك‪ ،‬ذلكل لن أنتظر كثريا و لن أنتظر خشصا‬
‫سأحصل عليك مبفردي وقامت أشاء‪...‬مث ذهبت وجلست عىل العرش بشموخ‬
‫للمرة الوىل‪.‬‬
‫رامو ‪ :‬ماذا تريد ؟ ال متسكين هكذا سرياان أحد‪ ،‬هل جننت !؟‬
‫‪104‬‬
‫جنجي ‪ :‬ملاذا أصبحت امللكة ! أان أحبك ملاذا تبتعدين عين !؟‬
‫يف هذه اللحظات جاءت س يدة يف ريعان ش باهبا يظهر من حالها أن الزمن‬
‫أرهقها‪ ،‬لكهنا اكنت حتاول اظهار بعض احلياة يف وهجها و مالحمها‪ ،‬اكن شعرها‬
‫بنيا طويال‪ ،‬عيناها واسعتان زرقاوان‪...‬تقدمت حنو الغرفة الت اكن جنجي‬
‫يتحدث فهيا مع رامو‪ ،‬اكدت تطرق الباب اىل أن مسعت ما يقوهل جنجي‬
‫لرامو ‪ :‬أان فعال أحبك ! كونك امللكة الآن سيبعدين عنك للبد‪ ،‬و أان ال‬
‫أقوى عىل فراقك‪ ،‬تعلمني أن نقطة ضعفي يه حبك‪ ،‬ال تقطعي عالقتنا‬
‫أرجوك !‬
‫ارجتفت يداها و تسمرت ماكهنا مث انذرفت دمعة خيبة و حزن من بني‬
‫عينهيا‪...،‬‬
‫أجابت رامو ‪ :‬أان أيضا أحبك و أعشقك‪ ،‬لكن أان أصبحت امللكة‪ ،‬ال ميكنين‬
‫أن أخون املكل‪ ،‬و يف ظل ما نعيشه الآن‪ ،‬عالقتنا صعب لها أن تس متر‪ ،‬أان‬
‫أآسفة‪ ،‬أحبك جدا !‬
‫جتمدت الس يدة يف ماكهنا و اهنارت قواها مث ذهبت مرسعة تركة العش يقني‬
‫يف حسابهتام‪ ،‬تركت شعرها يامتوج مع الرايح ويه ترسع راكضة‪.‬‬
‫قال جنجي يف قرارة من نفسه ‪ :‬ال هيمين كونك امللكة‪ ،‬أنت يل و أان أحبك !‬

‫‪105‬‬
‫الفصل ‪2‬‬
‫" أحببتك و خدعتين‪ ،‬لكنين سأظل أحبك "‬
‫عاد جنجي اىل بيته_اخملصص هل داخل القرص_و اندى ‪ :‬سوران أين أنت اي‬
‫عزيزيت!‬
‫مث ظهرت و اذا هبا نفس الشخص اذلي رأآه للتو مع العذراء‪.‬‬
‫تظاهرت بأهنا ل ترى شيئا و عانقت زوهجا بشدة مث قال لها ‪ :‬أين هو ابين‬
‫احلبيب ! فأجابته مناديه عىل ابهنام ‪ :‬أدان‪ ،‬هيا تعال اىل أبيك !‬
‫فرح الطفل بقدوم وادله و عانقه مث قالت هل سوران ‪ :‬هل من نتيجة ترىج‬
‫من فكرة امللكة اجلديدة ؟‬
‫فأجاهبا حبرسة ‪ :‬ال‪ ،‬ل نتوصل اىل اجابة مقنعة‪ ,‬بل عكس ذكل زادت المور‬
‫سوءا‪ ،‬مات الضحااي بطريقة بشعة!‬
‫سوران ‪ :‬اي لهول ما حيصل بنا ! عدين أنك لن تتخىل عين !‬
‫جنجي ‪ :‬لقد وعدتك اي حبيبت‪ ،‬لن أختىل عنك همام حصل !‬
‫قبل زوجته مث ذهب ليمكل معهل‪...‬فقالت سوران حمدثة نفسها ‪ :‬لقد تركتين‬
‫ابلفعل ! ختليت عين من أجل تكل العذراء‪ ,‬لكن أعرف أنك لست املالم‪،‬‬
‫لقد طبقت لعنهتا عليك أيضا‪ ،‬سأقتلها و أرحي العال من لعنهتا !‬
‫***‬

‫‪106‬‬
‫بداخل القرص حرض ممثلون عن الشعب خملاطبة املكل و ايصال رسال شعبه‬
‫اليه ؛‬
‫"حنن اي موالي‪ ،‬وضعنا ثقتنا يف ملكنا‪ ،‬وضعنا حاميتنا يف يدك‪ ،‬و ماذا فعلت‬
‫بنا‪ ،‬لقد مات أحباؤان داخل القرص أمام عينيك‪ ،‬ماتوا بأبشع الطرق أمامنا‪,‬‬
‫بعد هذا و زواجك من العذراء‪ ،‬حنن ل نعد نقبكل مككل لنا‪ ،‬املكل هو من‬
‫حيمي بدلته و يفعل أي يشء للحفاظ علهيا‪ ،‬بدل أن تبحث عن السبب وراء‬
‫ما حيصل لقد تزوجت من الت ممكن أن تكون يه السبب‪ ،‬حنن نعاين و‬
‫نفقد بعضنا واحدا تلو الآخر‪ ،‬ال نرى يوما سعيدا‪ ،‬بيامن أنمت مترحون و حتتفلون‬
‫يف القرص‪ ،‬ك يوم حفل من نوع‪ ،‬من حقمك ذكل فأنمت امللوك وحنن عامة‬
‫الشعب‪ ،‬من س يكرتث لنا غري خالقنا‪ ،‬ذلكل حنن ليس دلينا مكل‪ ،‬انهتيى‪"...‬‬
‫قال املمثلون رسالهتم مث ذهبوا مجيعا و تركوا املكل يف يأس من أمره‪...‬تراىخ‬
‫جسمه و هزل تفكريه‪ ،‬سمل نفسه اىل المر الواقع و ترك العرش و ذهب يف‬
‫طريقه بعد أن أسقط التاج عن رأسه حتت صدمة و باكء امجليع‪...‬بقي التاج‬
‫يتدحرج اىل أن سقط عند قديم سال‪.‬‬
‫ل تس تطع رامو اللحاق ابملكل لهنا يه الخرى ل تس تطع متاكل نفسها بعدما‬
‫مسعته و بعد اذلي حصل‪...،‬‬
‫حاول اندير هتدئهتا لكهنا انفجرت ابكية ويه تقول ‪ :‬لقد انهتيى ك يشء‪ ،‬لقد‬
‫تدمر امجليع‪ ،‬انهتينا‪ ،‬انهتت مجيع احللول الت بيدي‪ ،‬تعبت من البحث عن‬
‫السبب أو اجياد حل‪...‬ل يعد يف مقدوري يشء‪ ،‬أريد أن أموت‪....‬‬

‫‪107‬‬
‫اندير ‪ :‬ال‪ ،‬ال تقويل هذا‪ ،‬أرجوك أان معك‪...‬س نجد طريقا أآخر‪ ،‬ال تقلقي‪...،‬‬
‫رصخت وقالت ‪ :‬ال ال ميكن‪ ،‬كيف س تحل هذا‪ ،‬لقد حاولنا البحث دون‬
‫جدوى‪ ،‬لقد تس ببت يف قتل أشخاص بأبشع الطرق‪ ،‬معهم حق‪ ،‬ال جيب أن‬
‫أكون امللكة !‬
‫خرجت مرسعة تركة يد المري‪ ،‬مث خرج امجليع و بقيت سال تنظر اىل التاج‬
‫امللقى جبانب قدمهيا‪ ،‬محلته الهيا و ظلت تمتعن فيه‪.‬‬
‫****‬
‫بريينس يف بيهتا بعدما خطرت عىل ابلها خطة تدمر هبا رامو و تطردها بطريقة‬
‫مشينة ؛ بسببك ُط ِردت من قرصي و انهتت عالقت ابملكل‪ ،‬لكن بفضل‬
‫طفيل و ما سأفعهل الآن س تخرجني من ذكل القرص بفضيحة لن تنس أبدا‪.‬‬
‫محلت ورقة بيضاء و قلام وبدأت تكتب ؛‬
‫" اىل جورج مكل اجنلرتا‪...‬‬
‫بعد اذلي حصل بسبب هذه القوانني و أنمت عىل عمل بذكل‪ ،‬و بصفت ملكة‬
‫قويم‪ ،‬أرجو منك احلضور لنجد معا حال لهذه الزمة‪ ،‬لقد تعبت من‬
‫احملاوالت و أان حباجة لرأي أآخر‪...‬تقبل دعويت‪ ،‬أان يف انتظارك‪.‬‬
‫رامو "‬

‫‪108‬‬
‫الفصل ‪3‬‬
‫" أان صنعت السعادة لنفيس و لن أترك خشصا يعيشها "‬
‫يف مزنل وادلهيا‬
‫اكنت بريينس تلكم جنيهنا و يه ختطو متباهية ‪ :‬س نعود اىل القرص اي أمريي‪،‬‬
‫س تعود اىل املاكن اذلي جيب أن تكون فيه‪ ,‬لن أترك خشصا يعيش السعادة‬
‫الت بنيهتا أان‪ ،‬لقد جعلت من القرص ماكن سعاديت‪ ،‬و لن أتركه لشخص‬
‫أآخر يعيش فيه‪ ،‬انتظر قليال لتنفجر القنبل اي عزيزي‪ ،‬قريبا س نعود‪...‬‬
‫يف القرص‬
‫بعدما استنكر الشعب من ملكه‪ ،‬بقيت اململكة يف فوض عارمة ؛ املكل‬
‫دخل يف حال يأس و اكتئاب و أغلق عىل نفسه يف خمدعه‪ ،‬رامو تلوم نفسها‬
‫كوهنا السبب الرئييس يف املوت الشنيع لضحااي القوانني‪.‬‬
‫بعد رفضه احلديث مع أي خشص‪ ،‬عادت رامو من خمدع املكل بعد حماوالهتا‬
‫الفاشل و اجتهت حنو قاعة العرش‪ ،‬بقيت تنظر اىل امجليع يف حزن و كرب‪...‬‬
‫مث اجتهت بنظرها حنو سنسينات و قالت بيأس معيق ‪ :‬أان السبب يف ما أل‬
‫اليه املكل‪ ،‬لقد تربأ منه شعبه بسبب خطت الفاشل‪ ،‬ليتين ل أفكر يف‬
‫ذكل‪....،‬‬
‫اقرتبت مهنا سنسينات و عانقهتا بشدة قائل حماول هتدئهتا ‪ :‬أنت فكرت فقط‬
‫يف مصلحة الشعب‪ ،‬ل يكن أمامنا حل أمام هذه املعضل‪ ،‬حنن يف ورطة‬

‫‪109‬‬
‫أصال‪ ،‬العال يهنار‪ ،‬لكن ال تلويم نفسك أرجوك‪ ،‬أنت امللكة و جيب أن‬
‫تكوين قوية‪...‬‬
‫قاطعهتا رامو ‪ :‬ال أس تحق أن أكون امللكة ! منذ دخلت القرص و املشأك ال‬
‫ختتفي‪...‬مث قالت خماطبة نفسها ‪ :‬ل أكن أنوي الانتقام هكذا‪ ،‬ل أرد ادلمار‬
‫للعال هبذه الطريقة‪...،‬‬
‫اكنت حتاول اخلروج من القاعة اىل أن دخل جنجي ابعالن جديد‪.‬‬
‫جنجي ‪ :‬مواليت‪ ،‬مكل اجنلرتا جورج قد جاء و يريد مالقاتك !‬
‫اس تغربت رامو و من اكن حارضا ابلقرص و قالت ‪ :‬ل أكن أنتظر هذه الزايرة‬
‫! من دعاه اىل هنا !‬
‫يف مزنل الضابط جنجي‬
‫جبانب الطفل أدان‪ ،‬يوجد العديد من الشخاص حييطون ب سوران و يه‬
‫تتوسطهم عىل شلك حلقة يه رئيس هتا‪.‬‬

‫سوران ‪ :‬جيب أن نهنيي هذا‪ ،‬رامو جيب أن متوت‪ ،‬لقد رأيمت ماذا حصل‬
‫بسبهبا‪ ،‬لقد مات الناس بطريقة بشعة يف قرص املكل اذلي من املفروض عليه‬
‫حاميهتم‪ ...،‬لقد دمرت العذراء حياتنا‪ ،‬أخذت رجالنا و دمرت بيوتنا‪ ،‬ل يكفهيا‬
‫ما نعيشه بسبب القوانني‪ ،‬بل متادت بسبب لعنهتا أيضا‪...،‬يه السبب فامي‬

‫‪110‬‬
‫حيصل الآن‪ ،‬موهتا هو احلل اجلذري لهذه القصة‪...‬ل يعد دلينا مكل‪ ،‬سوف‬
‫حنل مشلكتنا بأنفس نا !‬
‫تهتافت أصوات العصابة من حولها_ الت اكنت قد شلكهتا من قبل_ و ه‬
‫يرصخون ‪ :‬املوت للعذراء‪...‬املوت للعاقصة‪ ...‬جيب أن متوت بأرسع‬
‫وقت‪...‬املوت للملكة املزيفة‪...‬‬

‫اكنت هذه الصوات تصدح بقلب الغرفة لكن الصوت اذلي يف داخل‬
‫سوران اكن أقوى ‪ :‬لقد أخذت مين حب قليب‪ ،‬ل يكن عليك الاقرتاب من‬
‫جنجي‪ ،‬ذلكل لن أمسح كل‪ ،‬سأقتكل !‬
‫دخل املكل جورج خبفة و مهة اىل قاعة القرص‪ ،‬املكل ذو الشعر اجملعد‪ ،‬و‬
‫العينني الناريتني‪ ،‬عضالت ابرزة و رداء أسود مخميل‪...‬تقدم اىل المام و اكن‬
‫أول خشص يلفت نظره هو امللكة الت وقفت حتية هل‪...‬واكن من رده هو أيضا‬
‫أن رد التحية الهيا و انهبر هو الآخر جباملها‪.‬‬
‫جورج ‪ :‬لقد قدمت اىل هنا تلبية لطلبك عرب الرسال الت بعثت هبا ايل‪،‬‬
‫س نحاول معا اجياد حل لهذه املعضل‪ ،‬لقد ترضر العال لكه من هذه القوانني‬
‫جمهول املصدر‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫اس تغربت رامو من الكمه خاصة أهنا ل ترسل يف طلبه‪ ،‬ذلكل مررت المر‬
‫بسهول و قالت ‪ :‬مرحبا بك أهيا املكل‪ ،‬سنناقش هذا المر‪ ،‬رمغ أن‬
‫احملاوالت دلينا قليل و صعبة‪...‬‬
‫تدخل المري و قال ‪ :‬مرحبا بك أهيا املكل جورج‪ ،‬تفضل معي اىل صال‬
‫الاجامتعات‪ ،‬سنناقش المر هناك‪ ،‬تفضل أرجوك !‬
‫تقدم املكل مع المري اىل الصال و لوهل من الزمن اس تدار جورج و اسرتجع‬
‫نظرته اىل رامو متأثرا بلعنهتا‪.‬‬
‫يف خمدع املكل‬
‫يتذكر ك ما حصل معه‪ ،‬ك ما قاهل هل شعبه‪ ،‬تربأه منه‪ ,‬انزتاع صفة املكل‪،‬‬
‫و فقدانه قوته‪...‬ك هذه المور زادت من سوء حالته بعد اذلي تس ببت به‬
‫بريينس هل‪ ...‬دخل يف حال اكتئاب معيقة و ل يس تطع مواهجة أحد‪...‬‬
‫اكن يمتىش يف غرفته مرتحنا بني جوانهبا‪ ،‬اىل أن جثا عىل ركبتيه مستسلام ملا‬
‫أل اليه ‪ :‬ل أعد أس تطيع التحمل‪ ،‬شعيب يضيع بني يدي‪ ،‬لقد تعبت‪ ،‬ال‬
‫أس تحق أن أكون املكل‪...‬و لوهل يسرتجع تفكريه و يقول ‪ :‬جيب أن أعرف‬
‫من فعل هذا‪ ،‬سأفصل رأسه عن جسده‪....‬و يدخل من جديد يف حال‬
‫اليأس‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫بعد نقاش فارغ‪ ،‬دخل جورج برفقة رامو مرسعا اىل قاعة العرش و أمسك هبا‬
‫بقوة وقال ‪ :‬أعشقك‪ ،‬أحبك اي رامو ! مث قبلها‪.‬‬
‫أمام هذا املشهد دخل املكل‪ ،‬بعدما أعلنت الوصيفة الوىل هل قدوم مكل‬
‫اجنلرتا‪ ،‬فارتأى مقابلته و تقدمي الواجب‪...‬و رأى ما ل يكن يف حس بانه‪.‬‬
‫رأى بوضوح خيانة امللكة هل‪ ،‬ارجتفت يداه و بدأ قلبه خيفق بقوة‪ ،‬من شدة‬
‫الغضب و احلرسة‪ ،‬و لوهل قبلت رامو جورج بدورها وقالت ‪ :‬أان أيضا‬
‫أحبك‪ ،‬أعشقك! مث دخل االثنان يف مثال احلب أمام انظري املكل‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫الفصل ‪4‬‬
‫" رصاع امللوك "‬

‫رمغ احلال السيئة الت اكن يعيش فهيا املكل‪ ،‬أآثر القدوم و اس تقبال جورج‬
‫لكن احلال الت يعيشها الآن بعد رؤيته خيانة حبيبته اكنت أقس ما مر به‪...‬‬
‫رصخ غونغ يف وهجهام بعد أن اكان عىل وشك ادلخول يف لعنة‬
‫العالقات‪...،‬متلكها رعب شديد و هنضت من فراشها و يه ترتعش مفزوعة‪،‬‬
‫بيامن اس تقام جورج بلك ثقة دون أن يبدي أية مالمح تويح خبوفه من‬
‫املكل‪ ،‬اكن عىل ثقة مبا يفعهل و عىل جرأة كبرية حببه للملكة‪.‬‬
‫تقدم غونغ مرسعا اىل المام و أعطى لمكة قوية للمكل و دخل االثنان يف‬
‫عراك قوي ُ ِمسعت أصداؤه داخل القرص ليأيت امجليع و يشهد خيانة امللكة‪.‬‬
‫اكن أول الواصلني سنسينات و الت فهمت من الوهل الوىل خيانة امللكة و‬
‫تطبيق اللعنة من جديد‪ ،‬اكنت حرسهتا ظاهرة عىل مالحمها لكن رمغ ذكل‬
‫نظرت اىل امللكة نظرة حقد و امشزئاز حاولت أن تبعد املكل عن جورج لكن‬
‫هذا الخري أبعدها برضبة عىل رأسها فسقطت أرضا و فقدت الوعي ‪ ،‬حلق‬
‫هبا بعد ذكل جنجي و اذلي صدمه وقع احلادثة و بقي جامدا ماكنه ينظر اىل‬
‫الفراش املبعرث‪ ،‬يف حني ل يلفت انتباهه العراك القامئ هناك‪ ،‬دخل المري اىل‬
‫اخملدع لكنه ل يس تغرب كثريا و اكن أول رد فعل هل هو ابعاد وادله عن املكل‬
‫و حماول فك القتال‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫اندير ‪ :‬ماذا حيصل هنا ! ابتعد عنه اي أيب !‬
‫غونغ ‪ :‬اتركين جيب أن أقتهل ! منعه اندير من الاقرتاب منه و يف حلظة فقد‬
‫جورج الوعي‪.‬‬
‫هدأت اعصاب املكل و نظر اىل رامو ابس تحقار و كره شديد مث ذهب يف‬
‫طريقه تراك اايها يف بركة الوساخ‪.‬‬
‫خرج امجليع و بقيت رامو و اندير فاقرتب مهنا و قال ‪ :‬أان معك‪ ،‬ال ختايف من‬
‫يشء ! مث ذهب هو الآخر‪.‬‬

‫وحيدة داخل اخملدع‪ ،‬تفكر رامو يف اذلي س يحصل بعد الآن‪ ،‬لقد ارتكبت‬
‫خيانة عظمى يف حق املكل‪ ،‬املكل اذلي تربأ منه شعبه بطريقة قاس ية‪ ،‬و هو‬
‫الآن تربأ مهنا أيضا دون أن حيرك ساكنا‪...‬دمرت لعنهتا القرص أيضا و عالقهتا‬
‫ابملكل الت ل تكن تنوي أن تتكون من البداية‪ ،‬اكن هدفها و ال زال هو‬
‫البحث عن سبب لعنة القوانني و معرفة الرس اذلي حياك داخل القرص و‬
‫الفرق بني احلياة فيه و خارجه ومعاانة العال بأمكهل دون من يعيش‬
‫داخهل‪...‬لكهنا الآن دخلت يف دوامة لعنهتا اخلاصة حتت تأثري لعنة القوانني‬
‫أيضا‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫بقيت تهئة وسط تفكريها و عارها اجلديد‪ ،‬اىل أن دخلت عصابة سوران‬
‫ابندفاع اىل القرص‪ ،‬أش نوا الهجوم عىل امللكة حتت خوفها و صدمهتا و قاموا‬
‫ابخراهجا من اخملدع‪.‬‬
‫عندما خرجوا هبا بدأت ترصخ طالبة النجدة‪ ،‬و حلسن حظها مسعها جنجي و‬
‫أرسع ملساعدهتا‪ ،‬دخل يف عراك مع العصابة لكهنم أسقطوه مغش يا عليه‪،‬‬
‫أخذوه اوال مث أخذوا رامو و عند ذكل جاءت سوران لترتأس العصابة دون‬
‫أن تدري أهنم اختطفوا زوهجا أيضا‪.‬‬
‫عند سامع رصاخها‪ ،‬جاء املكل بدوره لينظر اىل اذلي حيصل‪ ،‬اال أنه ل يبدي‬
‫أي رد فعل عندما رأى العصابة ختتطف "امللكة"‪ ،‬الت عندما رأته استنجدته‬
‫و لكنه ل يس تجب هبا‪.‬‬
‫تقدمت سوران اىل المام بلك ثقة دون أن تعطي اهامتما "للمكل"‪ ,‬و قالت ‪:‬‬
‫هيا خذوها من هنا‪ ،‬جيب أن متوت قبل فوات الوان !"‬
‫اهزت قلب امللكة عند سامع ذكل‪ ،‬جتمدت ماكهنا و حاولت أن تفلت من يد‬
‫العصابة‪ ،‬لكن عدده الكبري جعل المر مس تحيال‪.‬‬

‫وسط هذا احلدث االجرايم يف حق "امللكة"‪ ،‬دخلت بريينس جفأة أمام امجليع‬
‫بعظمهتا من جديد و اجتهت حنو رامو الت اكنت مندهشة من دخولها القرص‬
‫بعد أن مت نفهيا‪ ،‬فقالت لها رسا ‪ :‬كنت أعمل أنك س تغادرين هبذه الطريقة‪،‬‬
‫نفس الطريقة الت غادرت هبا لكن خاصتك اكنت مدوية‪ ،‬فضيحتك س تصبح‬
‫‪116‬‬
‫عىل طرف ك لسان‪ ،‬س تخرجني من قرصي بعار كبري‪ ،‬لقد انقلبت الدوار‬
‫من جديد‪ ،‬الوداع‪.‬‬
‫تقدمت العصابة ابمللكة رامو حتت رئاسة سوران‪ ،‬الت أآثرت بدورها أن خترب‬
‫املكل بيشء ‪ :‬حيق لها أن متوت‪ ،‬يه من دمرت العال‪ ،‬يه السبب يف اللعنة‪،‬‬
‫و احلل الوحيد و املؤكد هو موهتا‪...‬قالت ذكل مث ذهبت يف طريقها‬
‫اجتهت بريينس حنو املكل مبارشة و جفرت القنبل الت اكنت تنوي أن تغري هبا‬
‫جمرى الحداث و قالت ‪ :‬موالي‪ ،‬أعمل أنك طردتين من القرص‪ ،‬لكن هناك‬
‫سبب قوي جيعلين أعود رمغ ك ما فعلته و ك ما قلته يل‪ ،‬أان حامل !‬
‫اهزتت رامو عند سامع اخلرب و ل تدري ملاذا اكن اخلرب صادما ابلنس بة لها‪,‬‬
‫هل أصبحت حتب املكل فعال‪ ..،‬ال ميكن‪ ،‬لن اللعنة ال تسمح لها حبب‬
‫خشص تقع معه‪ ،‬هل يه غريهتا من امللكة‪ ،‬أو عداوهتا معها‪...‬؟‬
‫يف حني ل يبدي املكل أية ردة فعل و ذهب يف طريقه اىل خمدعه بيامن فرحت‬
‫بريينس بعودهتا اىل القرص و تأكدت من ذكل‪.‬‬
‫بريينس ‪ :‬سأجنبك هنا اي أمريي‪ ،‬ال تقلق‪ ،‬أنت يف ماكنك الصيل !‬

‫‪117‬‬
‫الفصل ‪5‬‬
‫" فعلت هذا من أجل حيب كل‪ ،‬أعمل أنه أمر يسء "‬

‫داخل قاعة العرش‪ ،‬اكنت سنسينات تتأوه بعدما اس تعادت وعهيا تقريبا‪ ،‬جاء‬
‫المري حبثا عن رامو فوجد القاعة يف حال مش بوه‪ ,‬أرسع اىل سنسينات و‬
‫حاول التحدث معها‪.‬‬
‫حاول هز جسدها لتستيقظ فبدأت تسرتجع وعهيا قليال فقالت هل و التعب‬
‫يعرقل الكهما ‪ :‬لقد اختطفوها‪ ،‬اختطفوا‪...‬‬
‫قال اندير متوترا ‪ :‬من اختطف من ! ماذا حصل !؟‬
‫اس تجمعت سنسينات قوهتا و قالت ‪ :‬لقد اختطفوا رامو !‬
‫اهنارت بعد قولها ذكل و تركت المري يف صدمة مرعبة ؛ اكنت رشارة قوية‬
‫تلهب عينيه‪ ,‬امتل قلبه ابحلقد و الغل‪ ،‬ترك جسد الوصيفة يسقط أرضا و‬
‫رصخ مناداي رجاهل‪.‬‬
‫جاء رجال المري و أمره أن خيربوه بلك ما حصل مع امللكة فقالوا هل أن‬
‫بعضا مهنم حلقوا ابلعصابة النقاذها‪ ،‬فاهزت قلبه بشدة و ترأسهم ذاهبني للحاق‬
‫ابلعصابة‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫اسرتجعت سنسينات وعهيا‪ ،‬و اكن أول ما رأته هو جورج اذلي تربع عىل‬
‫عرش املكل بعدما اسرتجع وعيه هو الآخر‪ ،‬اس تغربت بشدة و قامت برسعة‬
‫لتنفجر يف وهجه ‪ :‬ما اذلي تفعهل هناك‪ ،‬أين املكل‪ ،‬هيا اهنض من العرش‪ ،‬أ‬
‫ل يكفيك ما فعلته خبيانتك للمكل‪...‬‬
‫قاطعها قائال ‪ :‬س تصبحني جاريت منذ اللحظة ! هل أنت مس تعدة !‬
‫ارجتف جسدها و أدارت ظهرها ذاهبة بعد أن قالت ‪ :‬بعد أن متوت !‬
‫حضكته ُمسعت داخل أرجاء القرص و هو يقول اكجملنون ‪ :‬لن أترك هذا العرش‬
‫اىل أن تصبح رامو ِملاك يل‪.‬‬

‫يف ماكن همجور‪ ،‬قرب مبان سكنية قدمية أآيل للسقوط‪ ،‬اكن خمبأ العصابة‬
‫اذلي احتجزت فيه رامو مع جنجي‪.‬‬
‫مالمح وهجها تبدي تعبا كبريا و أملا جارحا‪ ،‬هل هو ترصف غونغ حنوها و‬
‫جتاههل لها‪ ،‬أم لعنة القوانني الت اكتسحت و متادت عىل تفكريها‪ ،‬لعنهتا‬
‫اخلاصة أم اختطافها مع أول عش يق لها بسبب اللعنة !‬
‫اكن بقرهبا جنجي‪ ،‬تئه هو الآخر وسط أحزان كبرية‪ ،‬حبه الكبري للعذراء‪،‬‬
‫حبه لزوجته و ابنه‪ ،‬ضعفه أمام اللعنتني معا‪ ،‬و ما أل اليه املكل و انقطاع‬
‫عالقته بشعبه‪...‬لكها أمور اكنت تغص يف قلبه بشدة و ما خيفيه أعظم‪...‬حاول‬
‫بقليل من اللكامت أن يوايس رامو قائال ‪ :‬أعمل أن اذلي حيصل الآن ال مفر‬

‫‪119‬‬
‫منه‪ ،‬لكن ال ختايف أبدا‪ ،‬لن أترك خشصا يلمسك‪ ،‬لن أستسمل الآن‪ ،‬سأمحيك‬
‫بلك ما أس تطيع‪ ،‬أحبك رامو‪ ،‬لقد أحببتك فعال !‬
‫ل تبدي أي رد فعل أو تنطق بلكمة‪ ،‬خاصة بعدما جاءت رئيسة العصابة‬
‫وقطعت مصهتا‪.‬‬
‫عندما ظهرت هل سوران أمام عينيه‪ ،‬جتمدت أطرافه‪ ،‬حاول الهنوض بقوة من‬
‫شدة غضبه و صدمته‪ ،‬وقف أخريا فواجه زوجته ؛‬
‫جنجي ‪ :‬ماذا تفعلني هنا ! هل أنت من تزمعت هذه العصابة ! ال ميكن ! ال‬
‫تقويل يل هذا !‬
‫أجابته سوران بثقة و كربايء ‪ :‬أجل‪ ،‬فعلت هذا من أجكل‪ ،‬من أجل امجليع‪،‬‬
‫جيب أن متوت‪ ،‬لقد أخذتك مين‪...،‬هنا أصاهبا اجلنون و بدأت ترصخ ‪ :‬ماذا‬
‫تريد مين أن أفعل‪ ،‬اهنا تأخذك مين‪ ،‬يه من دمرت العال و جعلت امجليع‬
‫يعيش يف حزن دامئ‪ ،‬جيب أن متوت الآن ليك تنهتيي اللعنة‪ ،‬هيا اقتلوها !‬
‫رصخت يف وجه رجال عصابهتا فدخلوا حاملني أسلحة انرية مصوبة عىل وجه‬
‫العذراء‪ ،‬لكن جنجي تصدى هلم و وقف أماهما من أجل حاميهتا‪ ،‬اليشء اذلي‬
‫أاثر غضب سوران و حقدها‪.‬‬
‫سوران ‪ :‬ما اذلي تفعهل‪ ،‬هل س تضحي حبياتك من أجلها‪ ،‬هل هذا ما‬
‫س تفعهل الآن !؟‬

‫‪120‬‬
‫فعال اكنت لعنة العذراء و حب الرجال لها‪ ،‬أقوى من أية مشاعر أخرى‪،‬‬
‫ذلكل اجنرف جنجي مع حبه لرامو غري حبه لزوجته و ابنه‪.‬‬
‫جنجي ‪ :‬أجل‪ ،‬سأفعل ذكل‪ ،‬لن أتركك تفعيل هذا‪ ،‬هل جننت أم ماذا !‬
‫ازداد غضب سوران‪ ،‬مث جفأة دخل المري و العرشات من حراسه و الضباط‬
‫عىل غفل من امجليع‪ ،‬فأمسكوا ابللك و حرروا العذراء و الضابط‪.‬‬
‫عانق المري ملكته بشدة مث ذهبا معا يف طريقها اىل قرص اجلحمي‪.‬‬
‫ل تنظر رامو عندما ذهبت خلفها و تودع الضابط اذلي حاول حاميهتا و حاول‬
‫التضحية بنفسه من أجلها‪ ،‬اليشء اذلي حرك مشاعر حزن و خيبة يف قلبه‬
‫فتذكر حبه الشديد لزوجته و ابنه و قرر العودة حلضهنام‪.‬‬
‫بعد طول طريق‪ ،‬وصل المري برفقة رامو فدخال معا اىل قاعة العرش ليجدوا‬
‫املكل جورج مرتبعا فيه‪.‬‬
‫رصخ اندير غاضبا مزجمرا يف وهجه ‪ :‬ماذا تفعل هناك !؟ ال حيق كل أبدا‬
‫اجللوس هناك ! هيا اسرتجل من العرش !‬
‫فأجابه جورج بغضب و حقد ‪ :‬لن أسرتجل من هنا‪ ،‬اىل أن أآخذ رامو معي‪،‬‬
‫س تكون ملاك يل وحدي‪ ،‬هذا هو رشط ذهايب من هنا !‬
‫رصخت رامو يف وهجه ‪ :‬من تظن نفسك لمتتلكين‪ ،‬هيا اذهب من هنا !‬
‫اقرتبت رامو من جورج لتخربه مهسا يف أذنيه ‪ :‬لقد أضعت فرصتك يف‬
‫الاقرتاب مين‪ ،‬الآن س تعاين اىل البد و لن حتصل عيل !‬
‫‪121‬‬
‫اكنت اللعنة أيضا‪ ،‬أن من تضيع فرصته يف الاقرتاب من جسد العذراء‪ ،‬لن‬
‫حيصل علهيا أبدا‪.‬‬
‫حاول أن يبدي مالمح الثقة‪ ،‬لكن قلبه اكن يرتعش بشدة و الغضب‬
‫يس يطر عليه‪.‬‬
‫انهتيى الالكم و ذهبت رامو مع المري اىل خمدعه‪.‬‬
‫رامو ‪ :‬اش تقت كل كثريا ! عانقين‪ ،‬أريد أن أشعر بأمان يف حضنك !‬
‫عانق المري ملكته و قبلها يف رشفة خمدعه حتت أزهار اللوتس يف جو دائف‬
‫ميله احلب داخل القرص‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫الفصل ‪6‬‬
‫" سأحضي حبيايت من أجكل اي ابين "‬

‫عاد جنجي يتثاقل يف خطواته اىل مزنهل‪ ،‬دخل بقلب حمطم بعد احلزن اذلي‬
‫يعيشه‪ ،‬اخليبة الت دمرت حياته و خيانته لعائلته رغام عنه و حبه القوي‬
‫للعذراء الت تس ببت يف حزنه‪...‬‬
‫تقدم اىل المام فوجد ابنه أدان مع مربيته‪ ،‬أرسع الطفل عندما رأى وادله و‬
‫ارمتى بني أحضانه‪...‬هنا انتابت جنجي نوبة حزن معيق جعلته يذرف دموعا‬
‫رمغ حماوالته الخفاهئا عن طفهل‪.‬‬

‫عانق الب ابنه و قال هل ‪ :‬أحبك جدا اي بين‪ ،‬أنت تعمل جيدا أنين لن أختىل‬
‫دلت‪ ،‬اكنت فرحت‬ ‫عنك أبدا مبحض خاطري‪ ،‬كنت سعيدا جدا عندما ُو َ‬
‫كبرية بك‪ ،‬حيهنا وعدت نفيس أن أحضي بنفيس يف أول فرصة من أجكل‪ ،‬و‬
‫اكنت أمنيت أن ال نفرتق أبدا‪ ،‬أردت أيضا مثل أي أب‪ ،‬رؤيتك عندما تكرب‬
‫و أن أرعى أطفاكل‪...،‬لكن‪...‬ال‪ ...‬انقطعت لكامته جفأة و نزلت دموع حزن من‬
‫عينيه‪ ،‬حيهنا الحظها أدان و سأل وادله ‪ :‬هل تبيك اي وادلي ؟ ما بك ؟‬

‫‪123‬‬
‫مسح جنجي ادلموع عن عينيه و أجاب طفهل ‪ :‬ال اي ابين‪ ،‬ال تقلق‪ ،‬ال يوجد‬
‫يشء‪ ،‬أريد أن تعمل فقط مك أان أحبك و أس تطيع فعل أي يشء من أجكل‪ ،‬و‬
‫تأكد أن ك ما سأفعهل يف حيايت الباقية فهو من أجكل اي عزيزي !‬
‫حضك الطفل الربيء و أجاب وادله ‪ :‬أان أيضا أحبك اي وادلي !‬
‫جنجي ‪ :‬حس نا الآن سأتركك قليال مع مربيتك و أذهب !‬
‫قاطعه أدان عندما اكن يضعه أرضا ‪ :‬أيب‪ ،‬أين أيم ؟ اريد أن أراها !‬
‫هنا جتمد وجه الب و ل يس تطع أن جييب ابنه‪ ،‬كيف يقول هل أن أمه‬
‫مسجونة بهتمة الاختطاف و حماول قتل امللكة‪ ،‬اهنا جرمية عظمى‪ ،‬لن‬
‫يس تطيع رؤية أمه بعد الآن‪ ،‬لن يسمح المري بتحريرها أبدا‪ ،‬خاصة بعد لعنة‬
‫امللكة العذراء عليه هو الآخر‪.‬‬
‫بقي الب يغوص يف تفكريه العميق و ارتأى أن يطمنئ ابنه فقال هل ‪ :‬سوف‬
‫تأيت اي بين‪ ،‬س تأيت قريبا ! مث ذهب يف طريقه اىل السجن املليك !‬
‫***‬
‫اكن املكل غونغ يف خمدعه‪ ،‬و حال اكتئابه مالزمة هل‪ ،‬ذلكل اكن‬
‫من الواجب عىل الوصيفة الوىل أن تفكر يف حالته و تكون بقربه‪ ،‬و هذا ما‬
‫فعلته سنسينات اليوم‪ ،‬ل تس تطع أن ترتك املكل يف أصعب حاالته لوحده‬
‫خاصة بعد خيانة العذراء هل‪ ...،‬دخلت اىل خمدعه بعدما طلبت االذن و مسح‬
‫لها ابدلخول‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫غريت مظهر مالبسها و ارتدت فس تاان قصريا مزينا عىل طريقة فللكورية‬
‫اس بانية‪ ،‬و كونت ضفائر متعددة من شعرها الطويل‪ ،‬ك هذا لتظهر للمكل‬
‫أن عهد امللكة رامو انهتيى حبمك أهنا يه من اكنت تتحمك يف لباسها و جعلهتا‬
‫تغري منطه‪.‬‬
‫تقدمت اىل ادلاخل و احننت حتية للمكل مث أخربته بسبب جميهئا‪.‬‬
‫سنسينات ‪ :‬موالي‪ ،‬أان هنا من أجكل‪ ،‬أرجوك ال تفعل هذا بنفسك‪ ،‬ال‬
‫تريم بنفسك اىل العذاب‪ ،‬ان قليب يتحرس بشدة حلاكل هذا‪ ،‬أعمل أن ما متر‬
‫به الآن هو أقس امتحان للبرشية‪ ،‬انه عذاب شديد‪ ،‬لكن أرجوك ال تفعل‬
‫هكذا‪ ،‬ال أريد أن أخرسك اي موالي‪ ...،‬منذ صغري و أان حتت جناحيك‪،‬‬
‫كيف أتركك الآن تعيش هذه القسوة لوحدك‪ ،‬ال تكرتث خليانة امللكة‪ ،‬س تفهم‬
‫ذكل يف وقته احملدد‪ ،‬هيا قل شيئا اي موالي‪ ،‬قل شيئا !‬
‫وهجه اكن جامدا ال يبدي أية مشاعر‪ ،‬اكن ينظر الهيا بثبات و يه تنطق‬
‫بلك لكمة‪ ،‬اس تطاع أخريا النطق و قال ‪ :‬أان ل أعد املكل‪ ،‬ملاذا تقدمني يل‬
‫التحية‪ ،‬أال ترين‪ ،‬ل يبقى هناك مكل‪ ،‬لقد تربأ مين شعيب‪ ،‬فقدت قويت و‬
‫سلطت‪ ،‬خانتين امللكة و خانتين امللكة من جديد‪ ،‬لكن خيانت لشعيب اكنت‬
‫أحقر‪ ،‬مباذا ينفع وجود املكل يف بدل يسوده الظمل و البؤس‪ ،‬أان ال يشء‬
‫الآن‪...،‬‬
‫اسرتجل من ماكنه و بدأ ينظر اىل عامة أرجاء القرص قائال ‪ :‬أترين هذا‬
‫القرص‪ ،‬هل تذكرين الاحتفاالت الت كنا نقميها و حنن منوت من السعادة بيامن‬

‫‪125‬‬
‫اكن شعبنا يعاين يف مصت مرير‪ ،‬هل تذكرين زوايج من رامو بيامن اكن شعيب‬
‫مينعين مهنا انعتني اايها ابلعذراء و الساحرة و أهنا السبب يف لعنة‬
‫القوانني‪...،‬هل تذكرين موت الضحااي أمام عيين وهنا ابلضبط‪ ،‬هل‬
‫تذكرين‪...‬هل ترين املكل هناك جيلس يف عريش مطالبا اايي جبسد "ملكت"‬
‫و معلنا احلرب‪ ...‬هل ترين‪ ،‬أين تريدينين أن أعود اىل نفيس ! هنا‪ ،‬وسط‬
‫هذه القذارة !؟ هذا القرص ال يشء‪ ،‬جيب أن أحمي ك يشء‪ ،‬جيب أن‬
‫نعيش مجيعا يف بؤس أبدي‪ ،‬و نعاين ما يعانيه شعبنا !‬
‫سقطت سنسينات عند قديم املكل و اهنمرت يف باكء شديد ‪ :‬ال اي س يدي‪،‬‬
‫أرجوك ال تفعل شيئا‪ ،‬أان ال أس تطيع العيش بدونك‪ ،‬ال ترتكين أرجوك !‬
‫اختلطت املشاعر داخل الغرفة بني الغضب‪ ،‬احلرسة‪ ،‬الل و الفقدان‪ ،‬اليشء‬
‫اذلي جعل املكل ينتفض و يطرد سنسينات من غرفته صارخا يف وهجها ؛‬
‫سنسينات أخريج‪...‬بيامن اكنت حتاول الالكم لكنه رصخ بلك أمله و طردها‬
‫من الغرفة‪.‬‬
‫بقيت تتثاقل يف خطواهتا و ذهبت اىل رشفة غرفهتا‪ ،‬تنظر اىل القرص و‬
‫اللعنة الت بدأت حتتهل هو الآخر‪.‬‬
‫***‬
‫داخل السجن املليك اذلي يبعد بضعة أمتار عن القرص‪ ،‬اكنت سوران‬
‫تتخبط يف خطواهتا و يه تتحرس عىل فعلهتا و نتاجئها القاس ية عىل حياهتا‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫سوران ‪ :‬اي الهيي‪ ،‬أريد زويج‪ ،‬أريد ابين‪ ،‬اخرجوين من هنا‪ ،‬سأموت‪ ،‬أان‬
‫اختنق‪ ،‬أريد رؤية ارسيت‪ ،‬أرجومك‪...‬‬
‫حالهتا اكنت ايئسة و ادلوار ت ََمكل جسدها‪ ،‬هدأت من روعها و جلست عىل‬
‫املنضدة االمسنتية‪ ،‬لتس تجمع أفاكرها ؛ عقوبهتا املؤكدة يه املوت عىل يد‬
‫املكل‪ ،‬لقد ارتكبت خيانة عظمى‪ ،‬لن ترى ابهنا أو زوهجا جمددا‪ ،‬أصابت‬
‫زوهجا لعنة العذراء‪ ،‬تلطخ حهبام الربيء‪ ،‬هل يعود احلب من جديد رمغ اللعنة‬
‫؟!‬

‫هكذا اكنت تامتيل أفاكرها اىل أن دخل جنجي اىل الزنزانة و وقف اثبتا ينظر‬
‫الهيا‪ ...‬أرسعت اىل حضنه عندما رأته و عانقها هو الآخر بشدة‪ ،‬عناق‬
‫الوداع‪.‬‬
‫قالت سوران برسعة دون أن تلتقط نفسا ‪ :‬حبييب‪ ،‬أرجوك ساحمين‪،‬‬
‫أرجوك‪ ...،‬لقد فعلت ذكل من أجكل‪ ،‬من أجل عائلتنا‪ ،‬من أجل طفلنا‪ ،‬ل‬
‫أرد أن تتحطم عائلت بسبب العذراء‪ ،‬لقد لعنت العال و ل أس تطع تركها تلعن‬
‫عائلت‪ ،‬لكهنا جنحت يف ذكل‪ ،‬ذلكل ل أفكر أبدا يف العواقب و دخلت يف‬
‫حرب معها‪...،‬لكن‪...‬‬

‫قاطعها جنجي قائال ‪ :‬اسرتيخ أرجوك‪ ...،‬أان أحبك جدا !‬

‫‪127‬‬
‫بقيت تنظر اليه بثبات و عينني حزينتني وقالت هل ‪ :‬أحبك أيضا‪ ،‬لكن ال‬
‫أريد املوت هنا‪ ،‬أريد رؤية ابين و املوت جبانبه‪ ،‬لكن‪...‬‬
‫حيهنا تذكرت رضبة القدر القاس ية لها‪ ،‬و الت س تحطم حياهتا عام قريب‪،‬‬
‫ذلكل حاول جنجي تغيري الوضع و هتدئهتا فعانقها بشدة و جعلها يف حضنه‬
‫لريتح قلهبا و يعيشا معا أآخر حلظات حياهتام‪.‬‬
‫وسط عناقهام‪ ،‬اكنت أعني سال علهيام‪ ،‬مسعت ك يشء بعدما اكنت أآتية لرتى‬
‫الشخص اذلي جترأ و كون عصابة اجرامية لقتل امللكة‪ ،‬اكنت تنوي وضع‬
‫يدها معها للقضاء عىل العذراء‪ ،‬لكن تواجد جنجي جعلها تغادر السجن بعد‬
‫حلظات من ذهابه و تتجه اىل خمدع امللكة السابقة بريينس‪.‬‬
‫***‬
‫بعد عودهتا اىل القرص‪ ،‬ذهبت مبارشة اىل خمدعها السابق و هجزت نفسها و‬
‫ارتدت أمجل ثياهبا و صففت شعرها بطريقة بس يطة مجيل‪ ،‬مث تربعت عىل‬
‫كرس هيا اذلهيب يف خمدعها‪.‬‬
‫اكنت سعيدة جدا بنجاح خطهتا و فضح العذراء‪ ،‬و ل تكن تدري أن ابهنا عاد‬
‫و أنقذ رامو من يد العصابة‪ ...‬اال أن ما يسعدها أكرث هو محلها الثاين‪.‬‬
‫هنا دخلت سال جفأة علهيا و قالت ‪ :‬مرحبا بك يف القرص جمددا‪ ,‬أيهتا امللكة‬
‫السابقة !‬

‫‪128‬‬
‫دخولها جفأة أاثر غضب بريينس و اس تقامت صارخة يف وهجها ‪ :‬كيف‬
‫تسمحني لنفسك بدخول خمدعي‪ ،‬هل نسيت من تكونني‪ ،‬أنت راقصت و‬
‫وصيفت اخلاصة‪ ،‬أم هل صدقت نفسك انك أصبحت المرية‪ ،‬فعال أشفق‬
‫عليك‪ ،‬هيا اخريج !‬
‫أجابت سال هبدوء قاتل ‪ :‬أان المرية هنا‪ ،‬و أنت ال يشء‪ ،‬لقد حققت هديف‬
‫و رأيتك تُطردين من القرص‪ ،‬فعال لقد اكن املشهد اذلي كنت انتظره طوال‬
‫حيايت !‬
‫بريينس ‪ :‬ك حياتك و أنت تنتظرين مشهدا‪ ،‬و ها أنت ذا رأيته‪ ،‬اذن ل يعد‬
‫حلياتك معىن أليس كذكل !‪...‬حضكت بريينس بشدة مس هتزئة هبا مث‬
‫اس تدركت الكهما ‪ :‬أما أان حفيايت بأمكلها و أان أحتمك ابلحداث الت تشاهديهنا‪،‬‬
‫أان امللكة‪ ،‬ال تنيس ذكل‪ ،‬و سأموت كوين امللكة‪ ،‬سوف ترين !‬
‫حضكت سال مس هتزئة يه الخرى و قالت ‪ :‬أنت هتذين فقط‪ ،‬قريبا جدا‬
‫س يكون العرش مليك أان‪ ،‬سأصبح أان امللكة احلامكة‪ ،‬و س متوتني أمام عيين‪،‬‬
‫و س يكون ذكل هو املشهد اذلي سأحتمك به بنفيس !‬

‫وسط هذه املشاحنات دخلت رامو و المري اىل خمدعه يقبالن بعضهام و‬
‫خطوات متثاقل وراهئام‪ ،‬أغلقا الباب جزئيا اليشء اذلي جعل الشخص القادم‬
‫يرسع يف خطواته ليتأكد من اذلي رأآه‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫اكن المري و امللكة يف حال ال تسمح هلام برؤية من يتعقهبام خلف الباب‪،‬‬
‫دخال يف مثال احلب و سقطا يف فراش العذراء أمام عيين املكل غونغ ؛‬
‫رأآهام صدفة و حلق هبام لريى اخليانة الت س تجعهل يدمر ك يشء‪ ،‬اهنا الهناية‬
‫ابلنس بة هل‪ ،‬خيانة المري و امللكة جعلت قلبه يش تد من الغضب و الصدمة‪،‬‬
‫مع ك حركة يفعلها العش يقان يزداد حقده و كرهه هلام ؛ ل يس تطع اكامل‬
‫املشهد و ذهب مرسعا اىل غرفة املتفجرات ؛ الغرفة الاحتياطية من‬
‫املتفجرات الالزمة عند احلروب‪ ،‬لكن يبدو أهنا احلرب الخرية الت‬
‫سيشهدها القرص‪ ،‬لن املكل ينوي تفجريه‪.‬‬
‫وضع املتفجرات يف مجيع أرجاء القرص دون أن يراه خشص‪ ،‬خاصة و أن عدد‬
‫العامل بدأ يف الرتاجع‪ ،‬و الوزراء انقطعت زايراهتم و لقاءاهتم بعدما تربأ‬
‫الشعب من املكل‪.‬‬
‫وضع نفسه أمام قنبل و هجاز التحمك يف يديه‪ ،‬تراجع خطوات اىل اخللف و‬
‫أمسك بشدة ابجلهاز بعدما حدث نفسه ‪ :‬هذه الهناية‪ ،‬ل يعد هناك معىن‬
‫لبقاء خشص هنا‪ ،‬جيب أن نبعد البؤس‪ ،‬موتنا هو احلل !‬
‫بني يدي املكل اذلي ينوي تفجري القرص يف أية حلظة‪ ،‬رصاع سال و بريينس‪،‬‬
‫عالقة اندير و رامو‪ ،‬سنسينات الضائعة يف غرفهتا‪ ،‬جورج العدو احملارب‪،‬‬
‫جفر املكل القرص بعد ضغطه عىل الزر‪.‬‬
‫طار جسده خارج القرص‪ ،‬و معه بدأت تتطاير أجساد مجيع املوجودين‪ ،‬من‬
‫جرىح و قتىل‪...‬اش تعلت النريان يف القرص دون أن تهتدم جدرانه‪ ،‬لكن‬
‫‪130‬‬
‫بفعل قوة املتفجرات‪ ،‬تطايرت الجسام و البواب‪ ،‬اقتلعت الرضية‬
‫املزركشة من ماكهنا‪ ،‬و دماء الضحااي لطخت جدران القرص الثابتة‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫الفصل ‪7‬‬
‫" أفعل أش ياء بدون وعي "‬

‫صافرات س يارات االسعاف‪ ،‬رصاخ احلارضين من عامة الشعب‪ ،‬جري هنا‬


‫و هناك‪ ،‬دماء متطايرة و أجساد حمروقة‪ ،‬هكذا ُطبع مشهد انفجار القرص‬
‫املليك خارجا‪ ،‬بيامن اكن داخهل حييك بشلك أآخر ؛ اكن جسد الوصيفة الوىل‬
‫ملقى عىل الرض و مغطى بعدما دخل الفريق الطيب املليك اىل ادلاخل و‬
‫حاولوا انقاذ من اكن عىل قيد احلياة‪.‬‬
‫معليات الانعاش أنقذت حياة الوصيفة‪ ،‬لكهنا دخلت يف غيبوبة‪.‬‬
‫عُ ِرث عىل جسد املكل بقرهبا و ل حيصل به يشء‪ ،‬لن سقوطه اكن قبل‬
‫الانفجار و املسافة اكنت بقدر ال يسمح بأذية كبرية‪ ،‬اذن ل يتأذى املكل‬
‫بشلك بليغ‪ ،‬لكن أثر الواقعة س يؤثر عىل نفسيته بشلك واحض‪.‬‬
‫اكنت بريينس جبانهبام تتأوه أملا و نزيف قوي يفتك حبياهتا‪ ،‬ذلكل اكن تدخل‬
‫الفريق الطيب أرسع النقاذ االثنني‪...‬‬
‫خشص أآخر تأذى بشدة و هو سال‪ ،‬الت اكن جسدها يس بح يف بركة دم‬
‫تزنل من وهجها‪ ،‬من شدة الانفجار وقعت عىل بطهنا و تأذى نصف وهجها‬
‫بشلك بليغ‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫يف نفس اللحظة اكن جسد العاشقني قرب بعضهام‪ ،‬ل يتأذى جسدهام كثريا‬
‫حبمك حامية الباب احلديدي اذلي حيمي خمدع امللوك‪.‬‬

‫اسرتجعت وعهيا بعد حلظات من الانفجار فوجدت اندير بقرهبا و هو حياول‬


‫الاطمئنان عىل حالها‪.‬‬
‫اندير ‪ :‬هيا اهنيض‪ ،‬هل أنت خبري ! هل أصبت يف ماكن ما !‬
‫اكنت ترجتف خوفا بعدما أجابته ‪ :‬أجل أان خبري‪ ،‬ماذلي حصل‪ ،‬هل تفجر‬
‫القرص !؟ اي الهيي كيف حصل ذكل !‬
‫حاول هتدئهتا قائال ‪ :‬أجل‪ ،‬ال أدري كيف حصل ذكل‪ ،‬لكن أظن أن اكرثة‬
‫حصلت‪ ،‬رمبا الشعب أو عصابة سوران يبحثون عنك ! جيب أن نذهب‬
‫بعيدا من هنا ! جيب أن أمحيك ! هيا تعايل معي‪.‬‬
‫أمسكت رامو بيد المري خبوف شديد و ذهبوا من البوابة اخللفية و عند‬
‫مروره رأوا بعض اجلثث املتأذية بشلك بليغ‪ ،‬و يف ماكن قرهبام اكن يقبع‬
‫جورج و هو يف حال ال بأس به بعد تدخل الفريق الطيب‪...‬رأآهام عىل حني‬
‫غرة و اندى بصوت عال عىل رامو‪ ،‬التفتت مرتعبة و أمسكت بقوة جبسد‬
‫المري حممتية به‪.‬‬
‫جورج ‪ :‬أين تذهبني ؟ هل هتربني ! س ميسك بك أحده و يقتكل‪ ،‬لقد‬
‫حذرتك‪ ،‬ذهابك معي س يجعكل يف أمان‪ ،‬هيا معي‪...‬‬

‫‪133‬‬
‫ل ترد عىل الكمه و أرسعت خطاها و المري‪ ،‬اليشء اذلي أاثر غضب‬
‫جورج و حلق هبام يتعرث يف خطواته‪.‬‬

‫****‬
‫يف مزنل الضابط‬
‫عناق الب و ابنه اكن شديدا هذه املرة‪ ،‬كنه العناق الخري‪...،‬‬
‫لن يس تطع أن حيدث ابنه عن الاكرثة الت حلت هبم بسبب اللعنة و بسبب‬
‫أمه فأآثر احلديث مع نفسه‪.‬‬
‫جنجي ‪ :‬ساحمين اي ابين‪ ،‬ل أس تطع انقاذ أمك من املوت‪ ،‬المر يفوق‬
‫طاقت‪...‬لقد توسلت اىل المري أن حيررها لكن‪...‬‬
‫" هنا تذكر جنجي زايرته للمري و طلبه الصفح عن زوجته‪ ،‬بعدما انهتت‬
‫زايرته لها يف السجن ؛ جنجي ‪ :‬موالي المري‪ ،‬ال اعرف ما سأفعهل و ما‬
‫فعلته زوجت اكن مشينا جدا‪ ،‬أعمل أهنا ارتكبت خيانة عظمى‪ ،‬لكن أرجوك‬
‫اصفح عهنا‪ ،‬ال أريد أن يبقى ابين وحيدا وسط هذه اللعنات و الحزان‪،‬‬
‫أرجوك اي موالي‪...‬قال ذكل و جسد أمام قديم المري اذلي واجه طلبه‬
‫ابلرفض القاطع ‪ :‬لقد حاولت قتل رامو‪ ،‬لن اصفح عهنا أبدا‪ ،‬عقاهبا هو‬
‫املوت‪ ،‬من يلمس ملكت بأذى س يواجه املوت‪ ،‬لن أصفح عهنا‪".‬‬

‫‪134‬‬
‫بعد حلظات دخلت سوران و فاجئت جنجي و طفلها اذلي أرسع و ارمتى يف‬
‫حضهنا‪.‬‬
‫فرح جنجي كثريا لعودة زوجته و نيس متاما ما فعلته‪ ،‬اكن مهه الوحيد حلظهتا‬
‫هو بقاؤها عىل قيد احلياة و عودهتا هلم‪.‬‬
‫عانقها بشوق كبري و قال لها ‪ :‬حبيبت‪ ،‬كيف ُأفرج عنك ! لقد اش تقت كل‬
‫كثريا‪ ،‬أحبك جدا‪ ،‬ال ترتكيين أبدا‪...،‬طال عناقهم و اش تد اللقاء بفرح كبري‪...‬‬
‫فأجابت سوران ‪ :‬اكنت المرية سال‪ ،‬يه من أمرت اجلنود بتحريري !‬

‫" بعدما غادر جنجي الزنزانة دخلت سال و قالت لسوران ‪ :‬أتيت اىل هنا‬
‫لكتشف الشخص اذلي جترأ و اختطف امللكة و حاول قتلها‪ ،‬فعال أنت‬
‫الشخص اذلي أحتاجه‪ ،‬أو ابلحرى حنن يف حاجة لبعضنا البعض‪ ،‬س نضع‬
‫يدا يف يد لقتل العذراء و ابطال اللعنة‪ ،‬مقابل حتريرك من هنا ! ما رأيك‬
‫؟‪...‬وافقت سوران يف احلال لنه احلل الوحيد لبقاهئا حية من أجل طفلها‪ ،‬و‬
‫اكنت تفكر أيضا يف القضاء عىل رامو هنائيا و ختليص العال من لعناهتا‪ ،‬ذلكل‬
‫وافقت فورا و مت االفراج عهنا‪".‬‬
‫جنجي ‪ :‬أان مرتح بشدة الآن‪ ،‬سأذهب و أان مطمنئ‪...،‬‬
‫تغريت مالمح سوران و اكتسح احلزن وهجها و قالت ‪ :‬ال أس تطيع أن أحتمل‬
‫هذا‪ ،‬أان خائفة جدا‪ ،‬ال تفعل ذكل أرجوك‪ ،‬ال أس تطيع التحمل !‬

‫‪135‬‬
‫جنجي ‪ :‬ليس هناك حل أآخر اي عزيزيت‪ ،‬هذا هو قدران أو ابلحرى ما حنن‬
‫مضطرين لتحمهل‪ ...‬أريد اذلهاب الآن اىل "القرص"‪ ,‬جيب أن أكون جبانب‬
‫املكل و هناك يشء أآخر واجب عيل فعهل قبل أن‪...‬‬

‫ل يس تطع اكامل مجلته لن جحم اخلوف و احلزن اذلي يمتلكه س يطر عىل‬
‫تفكريه و وجوده‪.‬‬
‫ذهب اىل القرص و اطمنئ جدا لرؤية املكل عىل قيد احلياة فقال هل بعدما قدم‬
‫التحية ‪ :‬موالي املكل‪ ،‬أان أآسف جدا‪ ،‬ل أس تطع القيام بيشء من‬
‫أجكل‪...‬رأيتك تعاين و ل أس تطع فعل يشء‪ ،‬أان ال أس تحق أن أكون ضابطك‬
‫اخلاص‪ ،‬سأرحل بعيدا و لن نلتقي مرة أخرى‪ ،‬ساحمين أرجوك !‬
‫أجاب املكل مفاجئا امجليع حبديثه ‪ :‬ليس كل ذنب اي جنجي‪ ،‬أان راض عنك‬
‫و أنت ضابطي الشجاع و سوف تظل هكذا طاملا حييت‪ ،‬اذهب يف‬
‫طريقك و اطمنئ !‬
‫ارجتف قلبه من قوة املكل و عظمة قوهل مث التفت يبحث عن سنسينات‪،‬‬
‫وجدها عىل رسير مع عدد من الطباء و املمرضني يفحصون حالها بعد دخولها‬
‫يف غيبوبة مطول‪...‬‬

‫‪136‬‬
‫اقرتب مهنا و ألقى التحية لها عىل غفل من امجليع‪ ،‬اقرتب أكرث من جسدها و‬
‫قال ‪ :‬أان أآسف‪ ،‬ل يكن حيق يل أن اخفي احلقيقة عنك طوال هذه الس نني‪،‬‬
‫هذا هو رس حيايت اذلي محلته معي منذ أتيت بك اىل هذا القرص‪ ،‬و ها أان‬
‫الآن أغادره للبد‪ ،‬لكن لن أترك رسي يذهب معي س تعرفني احلقيقة و‬
‫س يكتشف امجليع من تكونني‪ ،‬أرجوا منك أن تصفحي عين‪...،‬الآن سأذهب‬
‫ببال مرتح و أان عىل يقني أن احلل الهنايئ لهذه اللعنة س يكون بني يديك‪،‬‬
‫أنت من سينقذ العال‪ ،‬أان متأكد‪...،‬‬
‫عند هذه اللكمة رصخت بريينس بشدة بعدما أخربها الطبيب أهنا فقدت‬
‫جنيهنا‪ ،‬جن جنوهنا و بقيت ترصخ و تندب جسدها‪ ،‬سقطت أمام املكل‬
‫اذلي ل يبدي أي رد فعل‪ ،‬جتاهلها و أدار وهجه و دمعة حزن نزلت عىل‬
‫خده‪.‬‬

‫ودع جنجي الوصيفة الوىل و هو عىل يقني من الكمه الخري لها مث ذهب‬
‫عند املكل و أخربه ‪ :‬موالي أريد أن أخربك شيئا أخريا قبل ذهايب‪ ،‬أريدك أن‬
‫تعتين جيدا بسنسينات‪ ،‬ل يكن لها أحد غريي‪ ،‬لكن بعد ذهايب س يكون دلهيا‬
‫عائل كبرية ترتأسها س يادتك‪ ،‬أرجوك انه طليب الخري‪ ،‬اعنت هبا‪...‬و عىل قوهل‬
‫اس تدارت بريينس مندهشة من طلبه و نظر الهيا هو الآخر نظرة اس تصغار‬
‫مث ذهب يف طريقه اىل زوجته و طفهل‪.‬‬
‫***‬

‫‪137‬‬
‫اكن المري يدفع جبسد رامو الت فقدت قواها جزئيا جراء الانفجار‪ ،‬ليك ال‬
‫يراهام أحد و هام يتعرثا يف خطواهتام تفاجأ آ بوجود جورج أماهمام‪.‬‬
‫وقف االثنني مواهجني مكل اجنلرتا للمرة الخرية‪.‬‬
‫جورج ‪ :‬قلت كل سأآخذ رامو معي ! هيا ابتعد عهنا‪.‬‬
‫رصخ المري غاضبا يف وهجه ‪ :‬هل س تبتعد عن طريقي أو تفضل املوت هنا !‬
‫هيا ابتعد من هنا و ال تقرتب من ملكت جمددا !‬
‫اكنت رامو حتمتي خلف جسد المري ممسكة خبرصه بشدة‪.‬‬
‫جورج ‪ :‬لن أذهب من هنا اال بعد أن أآخذها و أحصل عىل جسدها‪ ،‬اهنا‬
‫مكل يل‪...،‬‬
‫هنا انتفضت رامو من خوفها و واهجته ‪ :‬ابتعد من طريقي‪ ،‬أان أحذرك‪ ،‬أان‬
‫لست ملاك لحد‪ ،‬ابتعد من طريقي‪ ،‬أنت جمرد نذل‪...‬‬
‫هنا حاول االمساك هبا بعنف فواجه المري و تعارك االثنان‪ ،‬أهجز املكل عليه‬
‫ابلرضب فأسقطه و ارتطم رأسه ابلباب احلديدي فسقط و اهزت وعيه قليال‪.‬‬
‫أمسك املكل برامو و دفعه ابلقوة اىل المام و يه ترصخ حماول االفالت من‬
‫يده‪...‬‬

‫‪138‬‬
‫اسرتجع المري وعيه و حلق هبام بعدما أمسك بسكني اكن ملقى عىل الرض‪,‬‬
‫أهجز عىل املكل من خلفه و ذحب عنقه لتطري دماؤه عىل وجه العذراء‪.‬‬
‫جتمد جسدها و بقيت واقفة تنظر اىل اجلثة الهامدة أماهما اىل أن اغيش علهيا‬
‫بني يدي المري‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫الفصل ‪ 8‬و الخري‬
‫" كيف سأكفر عن ذنيب و أان راحل ا آلن "‬

‫اكن يقبع هبدوء يف مزنهل‪ ،‬ميسك يف حضنه طفهل الوحيد معانقا اايه و هو‬
‫يتذكر ما حصل يف الفرتة الخرية ‪ :‬حبه و عشقه للعذراء‪ ،‬انفصاهل عهنا بعد‬
‫أول عالقة هلام‪ ،‬اهاملها هل‪ ،‬انغامسه يف حبه لها و نس يان عائلته و حبه‬
‫لزوجته‪ ،‬توديعه الوصيفة و املكل بعد تدمر حياهتام‪ ،‬عودته لعائلته بعد ندمه‬
‫عىل خيانته هلام عن غري قصد‪.‬‬
‫تهند بعد ك هذا التفكري و هنض من ماكنه و محل ورقة و قلام مث بدأ يكتب‬
‫بمتعن شديد و ابنه جبانبه‪...‬‬
‫انهتيى من كتابة وصيته و وضعها بشلك غري متقن داخل جيب سرتته‬
‫البيضاء‪.‬‬
‫يف خمدع المرية‪ ،‬اكنت ترقد هبدوء بعدما اعتىن الفريق الطيب جبروهحا و عاجل‬
‫نصف وهجها احملروق‪...‬دخلت سوران جفأة عند سال و قالت ‪ :‬مواليت المرية‬
‫أان هنا من أجل الوعد اذلي قطعته معك‪ ،‬ماذا س نفعل الآن ؟‬
‫أجابت سال هبدوء و ثقة ‪ :‬س نعلن أن رامو يه السبب الوحيد و احلقيقي‬
‫وراء اللعنة و أنت من س يفعل هذا‪ ،‬لن الرضر اذلي أحلقته ابلعال أنت من‬
‫ميثهل‪ ،‬هل أنت مس تعدة‪ ،‬سوف نقوم ببث مبارش نفيش فيه هذا الرس‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫وافقت سوران و بدأت جتهز للبث لكن يف حلظة دخل املكل فسقط الهاتف‬
‫من يدها من شدة اخلوف‪...‬فطمأهنا قائال ‪ :‬ال ختايف‪ ،‬لن تفعال هذا‪ ،‬دلي‬
‫خطة أخرى من أجلها !‬
‫اس تغربت سال و سوران و اتسعت حدقتا عينهيام‪.‬‬
‫***‬
‫يف مستشفى القرص‪ ،‬اكنت ترقد سنسينات بعدما تعافت حصهتا رمغ أهنا يف‬
‫غيبوبة مطول‪ ،‬دخل املكل الهيا و ألقى التحية لها قائال ‪ :‬أان أآسف اي‬
‫سنسينات‪ ،‬كنت أنت أكرث من تأذى مما فعلته‪ ،‬أآسف جدا‪ ،‬لكن ال تقلقي‪،‬‬
‫أعدك أنين سأسرتجع ك يشء‪ ،‬س يعود ك يشء كام اكن و أفضل‪ ،‬سأعود‬
‫املكل اذلي حتبينه و تربيت عىل يده‪...‬قال ذكل مث سقط ابكيا عند يدهيا ‪:‬‬
‫سأحقق أمنيتك اي وصيفت‪ ،‬سأرجع السعادة لقلب قرصان‪ ،‬أعدك‪ ،‬لكن‬
‫أرجوك أن تستيقظي بأرسع وقت‪ ،‬لن أقف عىل قدماي حىت تعودي و‬
‫حتييين من جديد‪ ،‬هيا‪ ،‬سأس تجمع قويت الآن‪ ،‬و عندما تستيقظني س تجدين‬
‫جنتك الت كنت تنتظريهنا‪.‬‬
‫***‬
‫بعد مرور يوم عىل احلادث‪ ،‬وصل المري و رامو اىل مركز اصطيافه و لبث‬
‫االثنان هناك‪.‬‬
‫بعدما اسرتجعت وعهيا وجدت نفسها داخل املركز و اندير جبانهبا فاطمأنت و‬
‫ارتح ابلها‪.‬‬
‫‪141‬‬
‫هنضت من فراشها و عانقت المري و هو أيضا حبب كبري فقال لها ‪ :‬سأفعل‬
‫أي يشء من أجل حاميتك‪ ،‬أان أحبك جدا‪ ،‬و لن أترك خشصا يؤذيك و لو‬
‫عىل جثثه‪.‬‬
‫رامو ‪ :‬أثق فيك اي أمريي‪ ،‬أان أيضا أحبك أكرث‪.‬‬
‫***‬
‫ذهب املكل لينجز خطته النقاذ وضعه مككل و ليسرتجع ما أخذته منه رامو ؛‬
‫سعادته و راحة ابهل‪.‬‬
‫بيامن دخل جنجي ملالقاة زوجته بعدما أخربته املربية أهنا ذهبت لرؤية المرية‬
‫و شكرها‪.‬‬
‫عند رؤيته ارمتت يف حضنه مما جعل الرسال تسقط من جيبه دون أن يشعر‬
‫هبا و اكنت سال من الحظ ذكل‪...‬هنضت برسعة من فراشها و خبأت الرسال‬
‫حتت الرسير دون أن يراها أحد‪.‬‬

‫عانق جنجي زوجته وقال لها و احلزن خيمي عىل مالحمه ‪ :‬هيا لنذهب‪ ،‬لقد‬
‫حان الوقت !‬
‫بدأت تبيك سوران و قالت ‪ :‬ال أس تطيع فعل ذكل‪ ،‬أان خائفة جدا ! ال‬
‫أريدك أن تبتعد عين !‬
‫أمسك بيدها بقوة و أخذها مرسعا اىل مزنهلام‪.‬‬
‫‪142‬‬
‫بعد خروهجام أخذت سال الرسال و قرأهتا لتنفجر مصدومة من حمتواها‪،‬‬
‫سقطت من يدها ليظهر اس سنسينات أولها‪ ...‬ارجتفت و سقطت أرضا غري‬
‫مصدقة ملا قرأته‪.‬‬
‫***‬
‫عىل البث املبارش‪ ،‬تواجد املكل أمام امجليع من جديد‪ ،‬هناك من أطفأ اجلهاز‬
‫مبارشة و هناك من تركه ليشاهد ما س يقوهل "املكل"‪.‬‬
‫رامو و المري شاهدا البث أيضا‪.‬‬

‫" لقد وجدت الرس وراء اللعنة أخريا‪ ،‬أعمل أنين تأخرت كثريا و متت التضحية‬
‫ابلعديد من الرواح‪ ،‬لكن ذكل تطلب مين هجدا كبريا‪ ،‬اليوم وصلت اىل‬
‫احلل‪ ،‬انه بني يديك اي رامو‪ ،‬أجل أنت من سينقذ العال من هذا ادلمار‪ ،‬هيا‬
‫تعايل اىل هنا فورا‪ ،‬ال يوجد وقت نضيعه‪ ،‬أعدك حباميتك التامة و أنه لن‬
‫يصيبك أي رضر "‬

‫صدمة كبرية اكن وقعها هموال عىل امجليع‪ ،‬أصابت الفرحة الكثريين‪ ،‬لكن‬
‫الاس تغراب الشديد اذلي أصاب المري اكن حمريا و ملفتا للنظر‪ ،‬و الصدمة‬
‫الت أصابت رامو جعلهتا تفرح و تندهش يف أآن واحد‪ ،‬ذلكل قررت اذلهاب‬
‫الهناء اللعنة أخريا‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫أمسك هبا المري و قال لها ‪ :‬رامو أظن أن هناك شيئا مريبا يف هذا المر‪،‬‬
‫كيف جيد املكل احلل هبذه الرسعة‪ ،‬أمر حمري فعال !‬
‫أجابت رامو مس تغربة ‪ :‬ما ذلي حيريك الآن‪ ،‬املكل وجد احلل‪ ،‬ما ذلي هناك‬
‫أيضا‪ ،‬لنذهب برسعة‪ ،‬أنت حتريين الآن ! و ما ذلي خييفك‪ ،‬ألن تكون معي‬
‫و تقوم حباميت همام حصل !‬
‫اندير ‪ :‬ابلطبع‪ ،‬سأفعل املس تحيل من أجكل ! هيا‪.‬‬
‫***‬
‫داخل قاعة العرش‪ ،‬اكنت بريينس برفقة سال ينتظرون قدوم املكل‪.‬‬
‫قالت بريينس و الارتباك و اخلوف يظهران عىل وهجها ‪ :‬هل تعلمني كيف عرث‬
‫املكل عىل احلل أيهتا المرية !‬
‫سال ‪ :‬ما رس هتمكك الآن‪ ،‬كيف اعرف ما يدور يف عقل املكل‪...‬اكن جواهبا‬
‫مرتددا و يه تنظر اىل عيين بريينس و اىل الرسال حتت عرشها و يه تقول‬
‫يف خاطرها ‪ :‬كيف تفعلني ذكل ! ال أصدق‪.‬‬

‫اكن املكل يف خمدعه‪ ،‬فتح صندوقا كبريا فيه أغراض زينته حفمل عقد وادله‬
‫املتوارث و ارتداه مث محل تجه اذلهيب و اعتىل رأسه من جديد‪"...‬بعدما‬
‫سقط من رأسه و أخذته سال و ارتدته أعادته اىل الصندوق و أآثرت أن‬
‫تلبسه للمكل بنفسها عندما يمت تنصيهبا مكلكة‪".‬‬

‫‪144‬‬
‫بعدما انهتيى من تزيني نفسه‪ ,‬دخل اىل قاعة العرش يف جو هميب مع حضور‬
‫الشعب من اكفة املناطق‪ ،‬هناك من يصفق حلضوره و هناك من امتنع عن‬
‫ذكل‪ ...‬تقدم اىل المام و تربع عىل عرشه من جديد مما أاثر اجعاب بريينس و‬
‫سال يف أآن واحد‪.‬‬

‫رمغ أن القرص اكن يف حال يرىث لها جراء الانفجار‪ ،‬اال أن املكل أراد أن‬
‫يعود اىل عرشه و حيي قرصه من جديد بفضل خطته القادمة الآن‪.‬‬

‫ذهب جنجي مع زوجته و ابنه اىل حافة سطح مزنهلام حيث أمره اجلنود‪.‬‬
‫اكن يوم تضحيته بنفسه‪ ،‬لقد امكل الثالثني عاما اليوم الثامن عرش من يونيو‪.‬‬
‫وقف شاخما رمغ احلزن و اخلوف اذلي اكتسحا قلبه أمام عائلته‪.‬‬
‫اكنت سوران تبيك بشدة و طفهل ل يكن يدري ما اذلي حيصل‪ ،‬اكنت تفضل‬
‫أن ترتكه مع املربية لكن القانون يأمرها أن يضحي الب أمام عائلته بأمكلها‪.‬‬
‫أخذ جنجي السكني بيده و من شدة حدته اكن يظهر وجه أدان‬
‫بداخهل‪...‬اكنت سوران تبيك حبرقة و يه متسك بطفلها أمام اجلنود اذلين‬
‫تفرقوا بني سطح املزنل و أسفهل لالمساك ابجلثة‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫"اكن القانون يرص عىل أن من يضحي بنفسه جيب أن يطعن نفسه بسكني‬
‫أبيض حاد و يلقي جبسده من ماكن مرتفع ليتحقق موته‪".‬‬
‫و هذا اذلي فعهل جنجي قبل أن يودع عائلته الصغرية‪.‬‬
‫جنجي ‪ :‬أان أحبمك جدا‪ ،‬هل تعلمني اي سوران‪ ،‬أان مرتح الآن لنين لن أترك‬
‫ابين وحيدا‪ ،‬لقد كنت خائفا عندما علمت أنك حمكومة ابلقتل‪ ،‬لكن الآن‬
‫سأموت مرتحا رمغ حزين الشديد لفراقكام هبذا الشلك‪ ،‬لكن أفضل املوت‬
‫هكذا عىل أن يمت قتيل و تعذييب أمامكام‪ ،‬أان أآسف جدا‪ ،‬أريد أن تقطعي‬
‫وعدا عىل نفسك‪ ،‬أن تبتعدي عن هنا و حتاويل العيش هبدوء و سعادة‪،‬‬
‫أرجوك‪ ،‬أن تعديين هبذا أرجوك‪.‬‬
‫قال ذكل مث اهنمر بباكء شديد فطعن نفسه و دفع جبسده من أعىل السطح‪.‬‬
‫رصخت سوران من حرقهتا و حاولت أن ختفي منظر موته عىل ابنه لكن‬
‫اجلنود منعوا ذكل و جعلوا الطفل يشاهد موت وادله ابلقوة‪.‬‬
‫سقط جسده رصيعا و ذهبت سوران لرتاه من العىل لتفجع من هول املنظر‬
‫و حيرتق قلهبا عىل موت حبيهبا‪...‬بقيت ترصخ و تشهق ابلباكء‪ ،‬مناديه اس‬
‫زوهجا‪.‬‬
‫ذهب اجلنود برسعة و أخذوا اجلثة بعيدا بأقىص ما ميكن‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫بعد فرتة من احلرسة و الل‪ ،‬اس تجمعت سوران قواها و تقبلت واقعها املرير‪،‬‬
‫عانقت ابهنا بشدة و ذهبت بعيدا لتحقق طلب زوهجا الخري‪.‬‬
‫هكذا اكنت معاانة مجيع من يضحون بأنفسهم و حال عائالهتم ؛ هالك حمقق‪.‬‬
‫***‬
‫عودة اىل القرص‪ ،‬دخلت رامو برفقة المري و امجليع يرصخ يف وهجها‪.‬‬
‫طلب املكل من رامو التقدم لوحدها أمامه‪ ،‬ففعلت من دون تردد قائل ‪:‬‬
‫موالي املكل‪ ,‬أنت تعمل أن هديف يف دخول القرص هو أن أعرف سبب اللعنة‬
‫و أن أبطلها‪ ،‬ل يكن مهي أبدا أن أصبح امللكة‪ ،‬لكن دخويل اىل هنا اكن‬
‫مثريا مما جعل المور تشتبك و يتدمر امجليع‪ ،‬أان أآسفة فعال‪ ،‬لقد قلت أن‬
‫احلل بني يدي !‬
‫أجاهبا املكل بكربايء و ثقة ‪ :‬أجل‪ ،‬الكمك حصيح‪.‬‬
‫و بعد حلظة غري نربة صوته و رصخ يف وجه احلراس قائال ‪ :‬أمسكوا ابلمري !‬
‫صدمة وقعت عىل امجليع‪ ،‬ارجتفت رامو ماكهنا و بدأ اندير يرصخ يف وجه‬
‫املكل ‪ :‬ما ذلي تفعهل اي أيب ! هل جننت ؟‬
‫اس تقام غونغ من عرشه و قال للجميع بصوت صاخب و غاضب ‪ :‬امصت‬
‫أنت‪ ،‬ل حين وقتك بعد‪...‬مث اس تدار اىل رامو و قال ‪ :‬فعال وصلت اىل احلل‬
‫الهنايئ‪ ،‬ليك تبطل اللعنة جيب أن متويت‪ ،‬ل تكوين امللكة و لن تكوين أبدا‪،‬‬
‫سأتزوج بريينس من جديد و أجعلها امللكة احلامكة عىل عهدها و أان الآن‬

‫‪147‬‬
‫أسمل العذراء لمك‪ ،‬لقد حبثمت عهنا كثريا‪ ،‬ها يه الآن أماممك و بني أيديمك‪،‬‬
‫اقتلوا اخلائنة الت دمرت عاملنا‪ ،‬أعطيمك احلق كوين املكل لقتلها‪ ،‬هذا هو احلل‬
‫لينهتيي البؤس و نعود اىل حياتنا‪ ،‬هيا أبعدوها من قرصي !‬
‫اكن هول الصدمة قواي عىل العذراء الت بقيت تنظر اىل غونغ يف حزن و أل‪،‬‬
‫أمسك هبا رجال و نساء الشعب عىل وقع رصاخها حماول االفالت مهنم‪،‬‬
‫حاولت كثريا لكن ل تفلح فاستسلمت هلم‪ ...‬اندير بدأ يرصخ يف امجليع‬
‫ليرتكوها لكن احلراس اكنوا أقوى منه و ل يس تطع االفالت محلايهتا جمددا‪.‬‬
‫بني رصاخهم تذكرت رامو لكامت أهما الخرية ‪ " :‬أنت السبب يف ادلمار اذلي‬
‫س يحصل‪ "...‬و بدأت تتأكد أهنا يه فعال السبب‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫هناية اجلزء ‪3‬‬

‫هل العذراء فعال يه السبب وراء لعنة القوانني ؟ ما هو رس اللعنة احلقيقي‬


‫؟ و كيف السبيل اىل ابطالها ؟ ملاذا ارتبك المري و امللكة بريينس عند‬
‫الاعالن عن احلل الهنايئ ؟ و ما هو حمتوى الرسال الت كتهبا جنجي قبل‬
‫وفاته ؟ و ما هو مصري العذراء الت سقطت بني يدي قوهما ؟‬

‫اىل اجلزء ‪...4‬‬

‫‪149‬‬
‫اجلزء ‪: 4‬‬
‫رس اللعنة‬

‫‪150‬‬
‫الفصل ‪1‬‬
‫" جبانب الشخص اخلطأ و املاكن اخلطأ "‬

‫متيش خبطوات متثاقل واثقة أو حائرة‪ ،‬داخل اخملدع اخلاص ابلمري تسرتجع‬
‫ذكرى قيام املكل ابلتضحية هبا من أجل نفسه و انقاذا لشعبه‪ ،‬تتذكر كيف‬
‫جتمد امجليع و توقفوا عن احلراك‪ ،‬تتذكر جيدا كيف قام اندير ابيقاف امجليع‬
‫النقاذها‪ ،‬أوقف امجليع و جعلهم جامدين ماكهنم‪ ،‬أخذ املفتاح من يد احلارس‬
‫أمامه و أخذ رامو برسعة و يه مصدومة من وقع احلادث‪ ,‬ذهب هبا مرسعا‬
‫اىل خمدعه اخلاص جبانب الشاطئ‪ ،‬هناك حيث ال يعرفه أحد و ال يعمل‬
‫بوجوده خشص‪.‬‬

‫اكنت رامو يف حرية من أمرها لهنا تذكرت جيدا موت وادلها‪ ،‬حلظهتا حني‬
‫توقف امجليع‪ ،‬ربطت بني المور و وجدت عالقة بني مقتل وادلها و انقاذ‬
‫اندير لها من تضحية املكل هبا‪.‬‬
‫هكذا مر اليوم املوايل النقاذه لها‪ ،‬ل يغمض لها جفن و ل يرحت لها ابل‪...‬لهنا‬
‫اكنت قريبة من حل اللغز و اكتشاف السبب الرئييس للعنة‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫داخل القرص و خاصة يف قاعة العرش‪ ،‬اكن املكل جيلس هبدوء و السعادة‬
‫تعلو حمياه‪ ،‬و جبانبه سال بعدما تعافت قليال من احلروق الت أصابت وهجها و‬
‫وضعت ماكهنا مساحيق جتميل المعة لتخفي الندوب‪...‬لكن الرس اذلي اكنت‬
‫ختفيه و الت اكتشفته للتو جعلها تكتسب ثقة كبرية س تخول لها التحمك يف‬
‫عدوهتا‪.‬‬
‫أعلن املكل بدوره قدوم الوصيفة الوىل احرتاما لها مناداي ابمسها لتلتحق‬
‫ابلقاعة و حتي امجليع‪.‬‬
‫وسط احلشد الكبري من عامة الناس و أس ياد القرص من وزراء ‪ ،‬حكامء‪،‬‬
‫أعوان‪ ،‬دخلت الوصيفة الوىل حبل هبية مرتدية رداء أسود يغطي اكمل‬
‫جسدها و بروش مليك المع‪...‬تقدمت حنو املكل و قدمت التحية فبادلها هو‬
‫الآخر حتيته‪ ،‬قائال ‪ :‬مرحبا بك من جديد و أهال بك يف بيتك‪ ،‬تفضيل‪.‬‬

‫سنسينات ‪ :‬شكرا كل اي موالي‪ ،‬أان جد مرسورة لنين رأيتك من جديد‪،‬‬


‫رأيت قوتك العظمية تشع مرة أخرى‪ ،‬ال ختيب أميل‪ ،‬ال فرحة يل بعد هذه‪،‬‬
‫أشكرك جدا‪.‬‬

‫بيامن اكنت حتادث املكل‪ ،‬اكنت سال تنظر الهيا مرتبة بعض اليشء و يه‬
‫حتدث نفسها ‪ :‬ال تدري ماذلي خيفى عنك‪ ،‬لكن قريبا س تكتشفني ك يشء‪،‬‬
‫س يدمرك هذا‪ ،‬لكنه س يجعلين أصل اىل هديف المسى‪ ،‬أشكرك جدا !‬
‫‪152‬‬
‫وقفت سنسينات وسط القاعة معلنة عن اخلطاب القصري اذلي س يقوم به‬
‫املكل أمام شعبه احلارض يف القرص و عىل البث املبارش ؛‬
‫" أعمل جدا أنين يف وقت ما خدلتمك‪ ،‬لكن ل يكن بيدي حيل‪ ،‬لقد كنت‬
‫أحبث طويال لجد السبب وراء لعنتنا‪ ،‬فشلت أجل و ختليمت عين و ختليت‬
‫عن نفيس‪ ،‬ل أكن أدري أن السبب اكن بني يدي و كنت أهجهل‪ ،‬اال بعدما‬
‫متزق قليب‪ ،‬أطلب منمك العفو الآن‪ ،‬لكن منذ هذه اللحظة سأكون ملكمك‬
‫القوي اذلي عهدمتوه‪ ،‬سأس تعيد ك يشء ضاع منا بسبب لعنة العذراء‪ ،‬لقد‬
‫انهتت اللعنة مبوهتا‪ ،‬ماتت من اكن السبب يف دمارمك‪ ،‬حيق لمك الآن الاحتفال‬
‫و الرقص‪ ،‬حيق لمك أن تبعدوا الل عن بيوتمك‪ ،‬ليس هناك من س يوقفمك عن‬
‫ذكل بعد الآن‪ ،‬سأكون ظال عىل رؤوسمك‪ ،‬افرحوا و اس تعيدوا حياتمك‪...‬و‬
‫لالشارة فقط منذ الآن ملكت يه بريينس‪ ،‬ملكتمك اذلي عهدمتوها‪ ،‬ها يه‬
‫الآن قادمة‪ ،‬لقد صفحت عهنا و ها يه بيننا !"‬

‫فرح امجليع و حيوا املكل و بدأوا يعانقون بعضهم الآخر‪ ،‬و وسط هذا اجلو‬
‫الهبيج دخلت امللكة بريينس مزينة بشلك رايق و مرتدية فس تاان حريراي أبيض‬
‫مخميل‪.‬‬
‫قدمت التحية مللكها و جلست جبانبه يشاهدون فرحة الشعب معا‪...‬بيامن‬
‫اكنت سال تنظر حبقد و كره اىل امللكة‪.‬‬
‫‪153‬‬
‫انهتت الاحتفاالت مبوت العذراء و عودة املكل لعرشه و زواجه ببريينس‪،‬‬
‫فذهب امجليع و بقيت امللكة و املكل وحدهام يف القاعة فاس تغل الفرصة وقال‬
‫لها ‪ :‬لقد فقدت نفيس فامي مىض‪ ،‬لكنين اسرتجعهتا الآن و اسرتجعتك أنت !‬
‫قاطعته بريينس وقالت ‪ :‬هل ما زلت حتبين ؟‬
‫أجاهبا هبدوء ‪ :‬أجل‪ ،‬و أحن اىل أاييم امجليل معك‪ ،‬لقد نسيت ك اذلي‬
‫مىض‪ ،‬و سوف ندشن قرصان اجلديد معا‪ ،‬أريد أن نعيش السعادة اىل البد‪،‬‬
‫أحبك جدا‪.‬‬
‫قبل املكل ملكته عىل مرأى من المري اذلي اكن يقف خمتبئا‪ ،‬مرتداي لباسا‬
‫أسود يغطي اكمل وهجه دون أن يلحظ وجوده أحد‪.‬‬

‫بعد حلظات ذهب املكل و ترك بريينس وحدها لتلتحق هبا سال بعد قليل و‬
‫تفجر حفوى الرسال ؛ وصية جنجي‪.‬‬
‫بريينس ‪ :‬ماذا تريدين ؟‬
‫قالت سال ابس هتزاء ‪ :‬أريد أن أرى أآخر حلظاتك داخل القرص !‬
‫فأجابهتا بريينس هبدوء ‪ :‬أظن أنك خمطئة‪ ،‬انه دورك لتغادري هذا القرص‬
‫بصفة هنائية‪ ،‬أل متيل من كونك الراقصة‪...‬أتظنني أنك أصبحت فعال المرية‪...‬‬
‫سال ‪ :‬لست المرية فقط لن هذا الوضع ال يليق يب‪ ،‬سأصبح امللكة !‬
‫‪154‬‬
‫حضكت بريينس بشدة و قالت ‪ :‬ال أدري ملاذا ك من هب و دب و دخل‬
‫هذا القرص يطمع يف املُكل‪ ،‬امللكة الوحيدة الت س تظل اىل البد يه الت‬
‫امامك‪...‬‬

‫قاطعهتا سال ‪ :‬لن تظيل امللكة‪ ,‬قلت كل سابقا اذا ل أعتيل العرش‪ ،‬لن أتركه‬
‫لشخص همام اكن‪ ...‬هذه الرسال تقول أنك ختليت عن أمريتك‪ ،‬أجل ابنتك‬
‫ختليت عهنا‪ ،‬لكهنا عادت لتعيش يف القرص‪...‬ختليت عن ابنتك سنسينات !‬

‫‪155‬‬
‫الفصل ‪2‬‬
‫" ذكرايت املايض تفك نزاع احلارض "‬

‫وقعت الصدمة عىل المري اكلزلزال‪ ،‬الوصيفة الوىل يه أخته الت ختلت عهنا‬
‫أمه‪.‬‬
‫ارجتفت بريينس ماكهنا و جتمد قلهبا‪ ،‬ل تقدر عىل احلديث أو النطق بلكمة‪،‬‬
‫صعقهتا احلقيقة الت اكنت ختفهيا منذ زمن طويل و ها يه الآن تأيت أماهما‬
‫لتنكشف أمام امجليع‪.‬‬
‫سال ‪ :‬سنسينات ابنتك الت رميهتا بيامن أخذها جنجي عندما رأك تتخلني‬
‫عهنا‪ ،‬و اعتىن هبا مث أدخلها القرص و جعلها تصبح الوصيفة الوىل جبانبك‪...‬‬
‫أرأيت‪..‬حس نا‪ ...‬الآن سوف تتخلني عن العرش و أصبح امللكة و اال سوف‬
‫أنرش اخلرب و أجعل فضيحتك عىل ك لسان !‬
‫انتفضت بريينس من ماكهنا غاضبة بشدة فأمسكت بعنق سال و حاولت‬
‫خنقها قائل ‪ :‬كيف جترؤين عىل هتديدي‪ ،‬سأقتكل‪ ،‬لن أرمحك‪ ،‬س متوتني‪...‬‬
‫بقيت حتاول خنقها و المري مصدوم يراقب من بعيد بيامن اكن املكل و وصيفته‬
‫يف طريقهام اىل قاعة العرش‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫لوهل من الزمن رأهتام قادمني فدفعت جبسد سال اىل أن سقطت عىل رأسها‬
‫و أمغي علهيا فأخذهتا مرسعة اىل خارج القرص من البوابة اخللفية مث حلق هبم‬
‫المري‪.‬‬
‫***‬
‫قريبا من مزنل الساحرة سرييناي‪ ،‬متيش رامو متخفية يف رداء مزركش حنو‬
‫البوابة و مع ك خطوة تتذكر بشلك واحض مأآس هيا يف ذكل املاكن‪.‬‬
‫ختطو و تتذكر موت سرييناي و اعرتافها بلعهنا و أهنا السبب يف لعنة القوانني‪،‬‬
‫تتقدم و تتذكر موت وادلها بشلك شنيع و امجلاد اذلي تعرض هل امجليع‪،‬‬
‫الانفجار اذلي مات بسببه ايدي‪ ،‬لكها ذكرايت اكنت حتاول حموها من ذاكرهتا‬
‫أو ابلفعل قام الزمن بفعلته و جعلها تنس ك يشء‪ ،‬لكن ما فعهل اندير جعلها‬
‫تتذكر و تبدأ يف البحث و حتقق وعدها لعائلهتا ابالنتقام و معرفة سبب اللعنة‬
‫و ابطالها‪.‬‬
‫دخلت املزنل بعزم و قالت ‪ :‬لن أخرج من هنا قبل أن أجد شيئا يدلين عىل‬
‫احلقيقة‪ ،‬هنا منبع ك يشء‪ ،‬ال بد من وجود رس هنا !‬

‫فتحت الباب لتنبعث معها راحئة اذلكرايت مجيلها و أسوأها‪.‬‬


‫بدأت تبحث يف مجيع أرجاء البيت عن أي يشء دون أن تعرف ما ذلي‬
‫س تجده‪ ،‬ذهبت بعد ذكل اىل غرفة أهما حيث وجدهتا تقوم بأعامل السحر‪،‬‬

‫‪157‬‬
‫بدأت تفتش بدقة عن أي يشء ميكنه مساعدهتا لتعرف رس اللعنة و تتأكد‬
‫بأهنا ليست يه‪...‬و يه حتاول اخلروج فاقدة المل رأت شيئا يلمع حتت‬
‫منضدة خشبية‪ ،‬اقرتبت منه و أخرجته و اكنت صدمهتا قوية من جديد‪ ،‬اكن‬
‫اذلي بني يدهيا تج املكل غونغ اذلي اكنت تتلكف بريينس حباميته‪ ،‬لنه من‬
‫العادات أيضا يف القرص أن امللكة تصون تج ملكها و تلبسه اايه يف مجيع‬
‫احلفالت و املناس بات‪.‬‬
‫عرفته رامو لوهل و تذكرته عندما ارتداه املكل يوم زفاف المري‪.‬‬
‫رامو ‪ :‬اي للغرابة ! ماذا يفعل تج املكل هنا !؟ كنت أعمل أن هناك شيئا ما‬
‫يف ذكل القرص‪ ،‬هناك منبع اللعنة أان متأكدة‪ ،‬ليس يف ذكل شك‪ ،‬و اال ما‬
‫ذلي يفرس فرحة القرص و توهجه بيامن اكن امجليع يعيش يف أل و حرسة‪.‬‬
‫بعدها لفت انتباهها وجود حلقة أملاس ية جبانبه اكنت ختص بريينس‪ ،‬المر‬
‫اذلي جعلها تؤكد رأهيا و تتعلق به بشدة‪ ,‬تأكدت أخريا أن سبب اللعنة هو‬
‫خشص يوجد يف القرص و تواجد الش ياء النبيل للملوك يعين أن أحدهام‬
‫السبب‪.‬‬
‫أخدت التاج و احللقة مث عادت أدراهجا اىل اخملدع و حاولت اخفاهئام جيدا يف‬
‫حفرة حتت الرض‪ ،‬حلظهتا دخل اندير و أفزعها فرمت الش ياء برسعة و‬
‫اختفوا ابدلاخل‪.‬‬
‫قالت رامو مرتبكة ‪ :‬حبييب‪ ،‬أهذا أنت ! أين كنت ؟ و عندما أمعنت فيه‬
‫الرؤية‪ ،‬الحظت رداؤه السود _حيث أمسكه بني يديه_اذلي اكن يرتديه‬
‫‪158‬‬
‫دامئا و هناك انصعق قلهبا و أصاهبا خوف شديد ظهر عىل حمياها‪ ،‬تذكرت‬
‫يوم موت ايدي حني رأت خشصا يرتدي رداء أسود شبيه ابلرداء اذلي يرتديه‬
‫المري الآن و منذ زمن فقال لها ‪ :‬ما بك اي عزيزيت ! هل أنت خبري !؟‬
‫متالكت رامو نفسها وقالت ‪ :‬أجل‪ ،‬فقط فاجأين رداؤك‪ ،‬ل أكن أحلظه جيدا‪،‬‬
‫اهنا املرة الوىل الت أراك فهيا بدونه‪.‬‬
‫قال اندير همدئا اايها ‪ :‬لقد أفزعتين‪ ،‬ظننت أن شيئا ما حصل‪ ،‬أجل انه‬
‫ردايئ اخلاص‪ ،‬دامئا أرتديه يف القرص حني اكون جبانب املكل و هو أيضا‬
‫يرتدي نفس اليشء‪ ،‬اهنا من تقاليدان ! سأرتح قليال‪.‬‬
‫قال ذكل مث سقط عىل الريكة انمئا و الرداء يلتف بني يديه‪.‬‬
‫نظرهتا هل اكنت مليئة ابحلقد‪ ،‬تأكدت أخريا أنه من قتل وادلها و أخوها‪ ،‬اكن‬
‫هو من جفر الكوخ و تسبب يف موت ايدي‪ ،‬لقد رأته حيهنا تذكرت أخريا أنه‬
‫اكن هناك خشص متخفي يقف وراء الكوخ بعد انفجاره مث فر هاراب‪.‬‬
‫رامو ‪ :‬أنت اذن من قتل عائلت و دمر حيايت‪ ،‬أنت من حرمتين من أيب و‬
‫أيخ بطريقة بشعة‪ ،‬لقد أقسمت عىل الانتقام هلام‪ ،‬لن أتركك تعيش أبدا‪ ،‬و‬
‫لن يرتح يل ابل حىت أقيض عليك‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫الفصل ‪3‬‬
‫" رس الانتقام أعظم منه "‬

‫يف مزنل وادلهيا‪ ،‬احتجزت سال و أغلقت علهيا الباب‪ ،‬ملدة ليل اكمل‪...‬‬
‫حل الصباح و قدمت بريينس اىل املزنل‪ ,‬املاكن اذلي خيفي رسها العظمي‪ ،‬رس‬
‫يدمر حياهتا و ميزق قلهبا‪ ...،‬دخلت هبمة عالية مرتدية فس تاان حريراي أخرض‬
‫و تج ذهيب يزين رأسها‪ ،‬وجدت سال يف حال صعب ؛ اكنت تلهث بشدة‬
‫لكن عندما رأهتا انتفضت من ماكهنا و واهجهتا‪.‬‬
‫بريينس ‪ :‬أرأيت‪ ،‬هنا ماكنك و هنا س متوتني !‬
‫قالت سال ابس هتزاء ‪ :‬هل هذا بيتك ! من يقول أن امللكة بريينس اكنت‬
‫تعيش هنا ! فعال أشفقت عليك !‬
‫بريينس ‪ :‬و ماذا س يقولون حني يكتشفون أن أمريهتم حمتجزة بداخهل !‬
‫سال ‪ :‬ماذا تريدين مين ؟ هل تنوين قتيل بعد معرفتك احلقيقة ! أرى أنك ل‬
‫تتأثري هبا كثريا‪ ،‬أراك مزتينة أكرث من عادتك‪ ،‬هل فعال ال هيمك أن الوصيفة‬
‫الوىل تكون ابنتك الت ختليت عهنا !‬
‫فأجابت بريينس هبدوء خميف ‪ :‬ال شأن كل بذكل ! ما س هيمك هو ما سأقوهل‬
‫حاليا ! هل كنت تظنني أنك س تصبحني المرية فعال أو امللكة‪ ،‬فعال أنت‬
‫غبية‪...،‬‬
‫‪160‬‬
‫سال ‪ :‬لكن ملاذا جعلتين وصيفتك و راقصة القرص أي انتقام هذا‪ ،‬ما اذلي‬
‫فعل ُته ؟‬
‫بريينس ‪ :‬هذا اذلي أريد اخبارك به‪ ،‬من حقك أن تعلمي ملاذا كنت حتت‬
‫ظيل طوال هذه الس نوات‪ ،‬لنك فقط و بسهول ابنة الساحرة سرييناي‪.‬‬
‫وقعت الصدمة من جديد عىل اندير اذلي حلق بوادلته مرة أخرى و مسع ك‬
‫ما جيري هناك‪...‬و رامو أيضا حلقت به متعقبة اايه لكهنا ل تس تطع سامع أي‬
‫يشء‪.‬‬
‫اكن العال يدور حول سال الت انصعقت من احلقيقة‪...‬فقالت ‪ :‬كيف ؟ ماذا‬
‫تقولني ! كيف أكون ابنة الساحرة‪...‬و كيف أكون‪...‬ال ميكن‪...‬هل رامو‬
‫أخت‪...‬ما عالقتك ابلساحرة أيضا‪...‬؟ ما اذلي تنوين فعهل هبذا‪.‬‬
‫بريينس ‪ :‬هذه يه احلقيقة الوحيدة الت جيب أن تعرفهيا‪ ،‬أخذتك من يد‬
‫الساحرة و أدخلتك قرصي‪...‬لكن أنت طمعت يف أن تأخذي ماكين‪ ،‬و هذا‬
‫ال حيق كل‪ ،‬و الآن أصال انهتيى وقتك و غريض بك‪ ،‬ال أمهية يل الآن بك‪...‬‬
‫غضبت سال و اش تدت عصبيهتا فارمتت عىل عنق امللكة و حاولت خنقها‬
‫أمام أعني المري اذلي اهزت قلبه عىل وقع الصدمة و بقي جامدا ينظر الهيام‪.‬‬
‫تعارك االثنان و اش تد النفس عىل امللكة فدفعت بقوة جبسد سال و دفعهتا‬
‫اىل أن سقطت و أمغي علهيا‪ ...‬أنقذت نفسها و تركهتا هناك مث أغلقت‬
‫الباب‪...‬و هناك وضعت هجازا كهرابئيا يطلق غازا مميتا انترش بداخل الغرفة مث‬
‫هربت مرسعة من املاكن اذلي خيفي أرسار حياهتا‪.‬‬
‫‪161‬‬
‫اكن احلادث بأمكهل عىل مرأى من رامو دون أن تسمع لكمة واحدة‪...‬و لوهل‬
‫من الزمن أرسع اندير و دخل اىل البيت و خرج حامال سال بني يديه‪،‬‬
‫اليشء اذلي أاثر اس تغراب العذراء و جعلها تشك به من جديد‪...‬‬
‫اكن حيمل جسد سال بيامن اكنت رامو تنظر اىل وهجها املشوه نظرة مرتبة‪...‬‬
‫كهنا أحست بأهنا تنمتي الهيا و أهنا قطعة من قلهبا‪.‬‬
‫بعدما ذهب المري‪ ،‬دخلت رامو اىل البيت و هناك تأكدت أنه بيت بريينس‬
‫من خالل الصور القدمية الت اكنت جتمعها بوادلهيا حيث اكنت بريينس تظهر‬
‫بشلك يويح اىل الفقر املدقع اذلي اكنت تعيش فيه‪ ،‬اكنت تغلق أنفها‬
‫بواسطة مقاش من فس تاهنا‪ ،‬بدأت تبحث داخل أرجاء البيت الصغري اذلي‬
‫حيتوي عىل غرفة واحدة و حامم صغري‪.‬‬
‫اكن تفتيشه أرسع ما يكون‪ ،‬ل يكن حيتوي عىل أي يشء ميكنه مساعدة‬
‫العذراء يف التأكد من أن بريينس يه السبب يف اللعنة‪ ،‬أو هذا ما توصلت‬
‫اليه قبل أن ترى قطعة نبات كركدان‪.‬‬
‫ارجتفت ماكهنا و محلهتا بني يدهيا لتتأكد مهنا‪ ،‬هل يه فعال نفسها أم ال‪,‬‬
‫تأكدت أخريا أهنا نفسها و ارجتفت يدها لتسقط القطعة من صدمهتا‪.‬‬

‫أخذهتا بعدما اسرتجعت اتزاهنا و ذهبت مرسعة اىل مزنل وادلهيا من جديد‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫ك هذا اذلي حدث اكن عىل مرأى من خشص جمهول‪ ،‬امرأة ذات شعر بين‬
‫المع اكنت ترتقب ك ما حيدث متخفية بشلك تم‪ ،‬مسعت ك يشء و‬
‫عرفت الرس اذلي اكنت ختفيه بريينس حول سال‪...‬‬
‫***‬
‫دخلت رامو املزنل و اجتهت مبارشة اىل بيت أهما و فتشت بشلك جنوين‬
‫لتجد نفس القطعة الت اكنت حتملها بني يدهيا‪.‬‬
‫رامو ‪ :‬اهنا نفس اليشء‪ ،‬كنت متأكدة أن خشصا ما بداخل ذكل القرص هو‬
‫السبب و هو مصدر اللعنة‪ ,‬و الآن تأكدت فعال أن بريينس يه‬
‫السبب‪...،‬ملاذا ! ملاذا فعلت ذكل ؟!‬
‫رصخت من شدة أملها و صدمهتا فألقت بقوة ابلقطعة اىل أبعد ماكن‪.‬‬
‫رامو ‪ :‬ملاذا ك هذا الرش ! ملاذا !‬
‫بني عصبيهتا و أملها‪ ،‬التفت نظرها جفأة اىل الصندوق اذلي وضعت به فس تان‬
‫زفافها و الوردة البيضاء الت اكن حيملها زوهجا بني يديه عند وفاته بسبب‬
‫اللعنة‪.‬‬

‫أمسكت ابلفس تان برقة و محلته اىل صدرها و بدأت تبيك يف هدوء و يه‬
‫تتذكر يوم وفاته ؛ لقد فقدتك اي عزيزي بسبب تكل اللعنة‪ ،‬لقد تدمرت‬
‫حيايت و حياتك معي‪ ،‬ل أنساك أبدا‪ ،‬أنت دامئا يف قليب‪ ،‬و كام وعدتك‬

‫‪163‬‬
‫سأجد احلل و أهنيي هاته اللعنة‪ ،‬ليك اعيش يف سالم‪...‬لكن كيف سأعيش يف‬
‫سالم من دونك‪ ،‬دون عائلت‪ ،‬كيف سأعيش وحيدة من دونمك‪ ،‬هل سأبقى‬
‫وحيدة عندما تنهتيي اللعنة !‬

‫هكذا اكن تفكريها و ما ألت اليه نفسيهتا حبيث اكنت يف تداخل و رصاع‬
‫من الصعب تقبهل ؛‬
‫كيف لها أن حتافظ عىل حهبا لزوهجا اسرت بيامن تعيش عالقات عديدة مع‬
‫رجال العال بأمكهل‪ ،‬هل خانت حهبا لزوهجا‪ ،‬هل خانت نفسها‪ ...،‬كيف لها أن‬
‫تعيش وسط عال ميله الل و الفراق و امجليع يهتمها بذكل‪ ،‬بني ك هذا‬
‫اس تجمعت نفسها و عادت اىل رشدها لتهنيي ما جاءت من أجهل‪.‬‬
‫رامو ‪ :‬ال تقلق اي حبييب‪ ،‬سأجعل اللك يعمل حبقيقة امللكة‪ ،‬سأفضح فعلهتا و‬
‫أجعلها تقر و تعرتف‪ ،‬يه الوحيدة الت بيدها احلل الآن‪ ،‬جيب أن يعرف‬
‫امجليع هذا الرس‪ ،‬لقد أآن الوان الهناء اللعنة‪ ،‬سأحتمل ك يشء يف سبيل‬
‫ابطالها‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫الفصل ‪4‬‬
‫" حب خادع "‬

‫داخل القرص اكنت هناك اس تعدادات كربى و تزيينات مجليع ارجائه ؛ ل يكن‬
‫يدري املكل ماهية الاحتفال لن بريينس أخربته أهنا مفاجأة هل‪ ،‬ذلكل ل‬
‫يكرتث كثريا و دخل قاعة العرش برخاء و عالمات حرية ظاهرة عىل حمياه‪.‬‬
‫اس تقبلته سنسينات و احننت حتية هل‪ ،‬حيث ظهرت يه الخرى ابطالل‬
‫هبية بعدما ارتدت فس تاان أسود مرصع جبواهر أملاس ية متعددة اللوان و‬
‫صففت شعرها عىل الطريقة املعهودة يف القرص‪.‬‬
‫بعد حلظات و حتت تصفيقات احلارضين من عامة الشعب و الس ياد و‬
‫الوزراء ألقت الوصيفة الوىل بلك فرح اشعارا بقدوم امللكة ابطالل رائعة‬
‫خمتلفة عن عادهتا ؛ حيث ارتدت فس تاان من تصممي عريق‪ ،‬فس تان حيتوي‬
‫فس تانني متداخلني ابللون اذلهيب و اللون الخرض املليك الالمع‪ ،‬بيامن صففت‬
‫شعرها عىل الطريقة التقليدية املعهودة و مكياهجا اكن المعا براقا‪.‬‬
‫دخلت هبمهتا العالية و اللك ينظر الهيا يف رسور انس يني ما فعلته أماهمم‬
‫يوهما‪ ،‬لكن فرحهتم ل تكن ابلشلك الاكمل و ال ابلفرحة الت يريد خشص‬
‫الشعور هبا لن املوضوع اذلي جاؤوا من أجهل اكن يفوق توقعات امللكني‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫تربعت بريينس عىل عرشها و ترك غياب المري شعورا حزينا يف قلهبا‪ ،‬بيامن‬
‫اكن وجود ابنهتا "المرية" مزجعا لها حيث قالت ‪ :‬ال أدري كيف أراك جمددا‪،‬‬
‫لقد ختلصت منك بيدي ! كيف تعودين اىل املاكن اذلي ال تس تحقينه و ال‬
‫مينت كل بصل !‬
‫و وسط هذه املشاعر املتضاربة قال غونغ ‪ :‬ما رس هذا الاحتفال أخربيين !‬
‫قالت بريينس هبمة ‪ :‬انه احتفال بعوديت اىل حضنك اي عزيزي‪ ،‬احتفال ابنهتاء‬
‫اللعنة و موت العذراء‪ ،‬احتفال بعودة حياتنا السعيدة اىل جانب بعض‪ ،‬رمغ‬
‫أن امريان ليس جبانبنا !‬
‫تظاهرت ابحلزن أمامه و قال لها ‪ :‬ليس هل ماكن هنا‪ ،‬لقد ارتكب خيانة‬
‫عظمى يف حقي‪ ،‬لقد دمر قليب و حطم أآمايل‪...‬ل يعد دلي ابن ! انهتيى‪.‬‬
‫بيامن ل يرتك غياب المرية انتباها هل‪.‬‬
‫ل تس تطع البوح بلكمة أخرى‪ ،‬خاصة بعدما تقدم فريق ميثل عامة الشعب‬
‫ليخربوا املكل مبا حيصل‪.‬‬
‫***‬
‫بعدما وعدت نفسها و حبيهبا أن تفضح أعامل امللكة‪ ،‬جاء اليوم اذلي وجب‬
‫علهيا أن تويف ابلوعد‪ ،‬لن يرتح ابلها اىل أن تصل اىل احلقيقة الاكمل و خاصة‬
‫بعدما اقرتبت كثريا للحل‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫قدمت اىل القرص متخفية يف رداء بنفسجي المع لهنا أآثرت أن تأيت اىل‬
‫القرص متأنقة جدا ليك تليق ابملقام و تظهر وسط امجليع لتلفت الانتباه و تلقي‬
‫القنبل الت اكنت بني شفتهيا‪.‬‬
‫تقدمت اىل المام و تفاجأت من الضجيج املوجود بني أرجاء القرص ذلكل‬
‫ذهبت اىل ماكن قريب ليك ترى ما اذلي حيصل قبل أن تدخل يه‪ ،‬اكن‬
‫املاكن خاليا من البرش و الاس امتع منه اكن يسريا‪.‬‬
‫***‬
‫دخل الفريق اىل قاعة العرش و حيوا املكل و امللكة مث قالوا ما دلهيم ‪ :‬موالي‬
‫املكل‪ ،‬نريد أن خنربك أن اللعنة مازالت قامئة‪ ،‬حنن ال زلنا نعاين من لعنة‬
‫القوانني‪ ،‬ل يتغري يشء أبدا‪ ،‬حالنا هو نفسه منذ بداية اللعنة‪ ،‬نرى أن العذراء‬
‫ليست السبب بل هناك سبب أآخر يدمران شيئا فشيئا !‬
‫توقف دماغ املكل و انشلت حركته من صدمته و حرسته بيامن اكنت امللكة‬
‫تنظر اىل امجليع بثقة عالية كهنا اكنت تتفاخر أماهمم‪ ،‬دلرجة أهنا ل تلحظ ردة‬
‫فعل املكل‪.‬‬
‫اسرتجع وعيه عند الكم سنسينات الت حاولت هتدئته و اسرتجل من عرشه‬
‫ليواجه شعبه ؛‬

‫‪167‬‬
‫غونغ ‪ :‬كيف حيصل ذكل‪ ،‬لقد ماتت العذراء أمام أعيننا‪ ،‬و الساحرة اكنت‬
‫تؤكد أهنا السبب يف اذلي س يحصل‪ ،‬اذن ما هذا‪ ،‬أليس احلل هو موهتا‪...،‬ال‬
‫ميكن‪ ،‬أان ال أحمتل هذا !‬
‫اس تدرك الفريق الكهما ليشعل النار يف قلب املكل ‪ :‬موالي هناك يشء أآخر‬
‫جيب أن خنربك به‪ ،‬قبل حلظات أذيع خرب مفاده أن سال أمريتمك تكون ابنة‬
‫الساحرة سرييناي ! ميكن أن يكون احلل بني يدهيا !‬

‫اتسعت حدقتا املكل و اهزت قلبه ‪ :‬ما اذلي تقوهل‪ ،‬كيف ؟ هل أنت متأكد!‬
‫من نرش اخلرب ؟ و هل هو فعال حقيقي ! ال ميكن أن أصدق هذا !‬
‫قال زعمي الفريق مؤكدا الكمه ‪ :‬أجل اي موالي‪ ،‬أذيع اخلرب بشلك رسي عن‬
‫املصدر‪ ،‬لكن هذا هو ما جيول حاليا‪ ،‬ذلكل حنن هنا من أجل هذا املوضوع‬
‫لنؤكد فرضية املوضوع‪ ،‬جيب أن نتواصل مع مسو المرية‪.‬‬

‫عند هذه اللكامت اكنت بريينس تفتخر و تس هتزئ بشدة من الوضع اذلي‬
‫يتصور أماهما‪...‬بيامن اكن املكل ايئسا من جديد و تهئا بني أفاكره‪.‬‬

‫غونغ ‪ :‬جيب أن تأيت المرية أمايم الآن‪ ،‬هيا أحرضوها‪.‬‬


‫***‬
‫‪168‬‬
‫عندما مسعت رامو أن سال أخهتا‪ ،‬اندهشت بشدة و اهزت تفكريها و ضاعت‬
‫بني أفاكرها و تشتت انتباهها‪ ،‬ل تتأكد جدا كام ل يتأكد امجليع من حصة اخلرب‬
‫منتظرين قدوم المرية الت اكنت بني يدي المري بعدما أنقذها من املوت‬
‫احملتوم‪.‬‬
‫***‬
‫يف غرفة أخرى من ممتلاكت اندير‪ ،‬اكنت تقبع سال يف هدوء و المري ينظر‬
‫الهيا‪.‬‬
‫اسرتجعت وعهيا بعد يوم من اختطافها و وجدت جسدها مغطى برداء المري‬
‫السود‪...‬اسرتجلت من ماكهنا مث اقشعر بدهنا عند سامع صوت المري من‬
‫خلفها مناداي ابمسها‪.‬‬
‫اندير ‪ :‬استيقظت أخريا !‬
‫سال ‪ :‬ماذا أفعل هنا ؟ ما اذلي فعلته يب !‬
‫اندير ‪ :‬أان فقط أنقذتك !‬
‫حضكت مس هتزئة ‪ :‬أنت تنقذين أان ! أنت أكرث خشص يكرهين !‬

‫اقرتب مهنا اندير و قال لها ‪ :‬فعال كنت أكرهك و أحتقرك لنك كنت الراقصة‬
‫و قصة زوايج بك‪ ،‬لكن كريه كل اكن فعال بدون سبب‪ ،‬ليس دلي يشء‬
‫أكرهك من أجهل‪ ،‬لن تصديق أنين مسعت ك ما دار بينك و بني امللكة الم‪،‬‬
‫‪169‬‬
‫أعرف الآن جيدا حلمك منذ صغرك‪ ،‬أعرف مك عانيت داخل القرص بسبب‬
‫أيم !‬

‫هدأت سال من أعصاهبا و قالت ‪ :‬زوايج منك اكن خطة وادلتك كنت‬
‫أدري ذكل جيدا‪ ،‬لقد قامت بذكل لتنتقم مين‪ ،‬جعلتين أصل اىل مقة أحاليم‬
‫و من مت جعلتين أقع بشدة اىل أسفل احلضيض‪ ،‬لقد حاولت قتيل مرارا‬
‫أتدري‪...،‬لكن ملاذا انقذتين !؟‬

‫اقرتب مهنا اندير أكرث و قال ‪ :‬ليك أكفر عن ذنيب جتاهك‪ ،‬لقد احتقرتك كثريا‬
‫و ال حيق يل ذكل‪ ،‬ذلكل أريد تعويضك عن ك ما فعلته !‬
‫اكن اقرتابه مهنا شديدا‪ ،‬دلرجة امزتجت أنفاسهام‪ ،‬اليشء اذلي جعل سال‬
‫تنصاع لي لكمة يقولها المري‪.‬‬
‫قال حبزم ‪ :‬أريد أن أجعكل امللكة !‬
‫***‬
‫خرج امجليع حبثا عن المرية املفقودة بعدما ل يعرث علهيا اجلنود يف القرص و‬
‫تأكدوا أهنا قامت ابلفرار‪.‬‬
‫اس تجمعت رامو نفسها أيضا و قررت البحث عن "أخهتا" لتفهم حقيقة المر‬
‫و قامت بتأجيل أمر امللكة الحقا لتجمع ما يكفهيا من دالئل‪...‬لكن يف طريقها‬
‫‪170‬‬
‫للبحث تعرضت لرضبة قوية عىل رأسها من املرأة اجملهول الت اكنت تلحق‬
‫ابلمري و الت تعرف مجيع الرسار‪ ...‬أخذت جسد رامو امللقى عىل الرض و‬
‫ذهبت به بعيدا‪.‬‬
‫***‬
‫داخل القرص‪ ،‬يعيش املكل حال احباط من جديد‪ ،‬احلل اذلي توصل اليه ل‬
‫يكن انفعا لكنه شعر بأنه قام ابلفعل الصحيح‪ ،‬لنه قام بتأديب العذراء الت‬
‫ارتكبت خيانة عظمى يف حقه‪...‬لكن ما اكن يشغل ابهل الآن هو الرس احلقيقي‬
‫وراء اللعنة و اهناهئا بشلك جذري‪...‬اقرتبت منه بريينس و عانقت جسده‬
‫بشدة‪ ،‬للحظة حملت سنسينات الت اكنت تنظر الهيام يف حب المر اذلي‬
‫أزجعها و قامت بطردها من القاعة بشلك غري مبارش قائل ‪ :‬سنسينات‪ ،‬اذهيب‬
‫و تفقدي اجلنود اذا ما عرثوا عىل سال‪...‬هيا !‬
‫فذهبت مرسعة مطيعة مللكهتا‪.‬‬
‫قال غونغ و هو بني يدي زوجته ‪ :‬أشعر ابلضياع اي عزيزيت‪ ،‬ماذا س نفعل‬
‫الآن‪ ،‬أشعر أن احلل بني يدي و ال أس تطيع معرفته‪ ،‬ما ك هذا الرش‪ ،‬من‬
‫يفعل هذا بنا ؟!‬

‫أجابت بريينس حماول أن توايس ملكها ‪ :‬س نجد احلل اي عزيزي‪ ،‬أشعر‬
‫بذكل‪ ،‬لقد اقرتبت هناية ك هذا‪ ،‬ال تقلق‪ ،‬حنن معا‪ ،‬سأظل معك اىل هناية‬
‫المر‪.‬‬
‫‪171‬‬
‫انقطع الكهما عند اس تنشاقها لغاز سام أطلقه المري بعد دخوهل عنوة اىل‬
‫القرص بعدما وقف امجليع عن احلركة من جديد‪.‬‬

‫سقطت امللكة أرضا و أمغي عىل املكل أيضا‪ ،‬و من مت دخلت سال بقوة اىل‬
‫القاعة لتلحق ابلمري‪.‬‬
‫أزال الغطاء عن وهجه مث ذهب خلف جسد وادله و نزع التاج عن رأسه مث‬
‫أخذه بني يديه و توج نفسه‪.‬‬
‫قالت سال ‪ :‬س نصبح امللكني اذا !‬
‫قال بضحكة مس هتزئة ‪ :‬ابلطبع اي ملكت‪ ,‬س تكونني المجل‪.‬‬
‫***‬

‫‪172‬‬
‫فالش ابك‬

‫عندما قال اندير لسال أنه ينوي جعلها ملكة تفاجأت بشدة و اهزت قلهبا‪،‬‬
‫فأمكل ‪ :‬أجل أنوي جعكل امللكة‪ ،‬و أان سأكون ملكك‪ ،‬أعمل جيدا أن هذا‬
‫صعب‪ ،‬لكنه حلمك‪ ،‬و أريد حتقيقه‪ ،‬و أعمل أيضا انك حتبني املكل الوادل‪،‬‬
‫لكنين أريد أن أراك جبانيب‪.‬‬
‫عند هذا الالكم ملعت عينهيا و بدأ خيفق قلهبا بقوة‪ ،‬خاصة عندما اقرتب من‬
‫شفتهيا و قبلها‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫الفصل ‪5‬‬
‫" عهد جديد "‬

‫داخل قاعة العرش‪ ،‬اكنت سنسينات تؤدي مرة أخرى حتية للمكل اجلديد‪،‬‬
‫وسط تأهب امجليع لالحتفال بتنصيبه و امللكة اجلديدة‪.‬‬
‫اكن امجليع عىل غري وعي‪ ،‬و كهنم حتت س يطرة أحد ما‪ ،‬اكنوا ينصاعون للك‬
‫ما يقال الهيم‪ ،‬حبيث عندما أشعرت سنسينات امجليع بقدوم املكل اجلديد‬
‫بدأوا يف الهتاف حتية هل‪...‬لكن سنسينات ل تكن مضن اللعنة الت طبقها اندير‬
‫عىل امجليع بتوقيف أدمغهتم و التحمك هبا‪...‬‬

‫ذلكل عند دخوهل اكن ينظر الهيا ابحتقار رمغ معرفته أهنا أخته المرية‪ ،‬و رمغ‬
‫نظراته القاس ية قدمت هل التحية بلك افتخار و ثقة‪...‬‬
‫تربع عىل العرش املليك بعدما المئه التاج اذلهيب املرصع ابجلواهر و رداء وادله‬
‫اخملميل‪ ،‬مث بعد ذكل دخلت امللكة اجلديدة سال حبل سوداء هبية ؛ ارتدت‬
‫فس تاان أسود المع مزين مبجوهرات من الفضة و صففت شعرها عىل شلك‬
‫ورود و وضعت تجا فضيا‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫تربعت امللكة عىل العرش اذلي اكنت حتمل ابمتالكه و شعرت ابلقوة الت‬
‫تنبعث منه‪ ،‬امتلكهتا نوبة من القوة و الهلع يف أآن واحد‪ ،‬لكن تغلبت القوة و‬
‫س يطرت عىل أفعالها‪.‬‬

‫وسط احلشد املهول اذلي اكن حيي امللوك اجلدد حتت تأثري لعنة اندير‪ ،‬دخل‬
‫الفريق املمثل للشعب و تقدم رئيسهم قائال بعد قدم التحية ‪ :‬موالي املكل‪،‬‬
‫مواليت امللكة‪ ،‬حنن جد سعداء بتنصيبمك‪ ،‬أظن أنه يف علممك أننا ال زلنا حتت‬
‫وطأة القوانني‪ ،‬ذلكل نرجو أن تكونوا قد توصلمت اىل حل يهنيي مأساتنا‬
‫بتنصيبمك اجلديد‪.‬‬

‫قالت سال ‪ :‬أان أعمل احلل جيدا‪ ،‬و هو أمر طبيعي حبمك أنين ابنة الساحرة‪،‬‬
‫لكن لن أبوح به أبدا‪ ،‬لن أعطيمك احلل !‬
‫تفاجأ امجليع و اعتلت الصوات قاعة العرش و خارجه‪ ،‬كيف تعرف سال رس‬
‫اللعنة و ختفيه ؟!‬
‫قال ممثل الفريق ‪ :‬ملاذا اي مواليت‪ ،‬رأيت معاانة امجليع حنن منوت يوما بعد يوم‬
‫منتظرين اكامل السن الهنايئ‪ ،‬ال حياة لنا‪ ،‬كيف ختفي عنا احلل و ترين عذابنا‪،‬‬
‫هل يروق كل هذا ام ماذا‪ ،‬موالي املكل ألن تقول شيئا ؟!‬

‫‪175‬‬
‫ل ينبس املكل اندير بأية لكمة و قالت سال ‪ :‬هيا اخرج من قرصي الآن‪،‬‬
‫انسيت أنين امللكة‪ ،‬كيف تتحدث معي هبذا الشلك !‬
‫بدأ امجليع يف الرصاخ و الباكء من شدة الغيض و احلرسة‪ ،‬بيامن ل تعطي سال‬
‫اهامتما ذلكل و ارتحت فوق عرشها‪.‬‬

‫يف ماكن همجور خلف القرص‪ ،‬وضع المري وادليه بعدما قام بتنوميهام‬
‫ابلرذاذ‪...‬تركهام هناك الليل بأمكلها و حل الآن الصباح و هام جبانب بعض‪.‬‬
‫استيقظت بريينس و وجدت غونغ متكئا عىل جسدها حفاولت ايقاظه‪ ،‬لكن‬
‫عندما رأت اللباس اذلي اكنت ترتديه اهزت قلهبا و شلت أطرافها‪ ،‬مث‬
‫رصخت بقوة ‪ :‬انه رداء املوت ! من فعل يب هذا ؟!‬
‫أمسك غونغ جبسدها بعد أن اسرتجع وعيه مث قال لها ‪ :‬متاليك نفسك اي‬
‫عزيزيت ! أان هنا جبانبك‪ ،‬لقد جردوين من ردايئ أان أيضا‪ ،‬أظن أن هذا‬
‫خشص ينتقم‪ ،‬هيا بنا اىل القرص لرنى من فعل بنا هذا‪ ،‬أان عىل يقني أنه‬
‫هناك‪.‬‬

‫يف مزنل قدمي مهتاكل‪ ،‬اكنت رامو حمتجزة من طرف املرأة اجملهول‪.‬‬
‫عند اس تعادة وعهيا وجدت نفسها حتت وطأة امرأة اكنت لها صل من قبل‪،‬‬
‫عداوة مشرتكة بيهنام‪ ،‬ذلكل عندما التقت نظرتهيام‪ ،‬عادت اذلكرى و اخلطة‬
‫‪176‬‬
‫اخلبيثة اىل اذلاكرة‪ ،‬لكن ل يؤثر ذكل بأي شلك عىل العذراء و أآثرت أن‬
‫تبدي قوهتا من جديد أمام العدو‪.‬‬
‫اسرتجلت من ماكهنا و قالت ‪ :‬أنت ! هل عدت أخريا‪ ،‬كنت أعمل أنك‬
‫س تعودين لالنتقام‪ ،‬ماذا تريدين مين الآن ! هل تنوين قتيل‪ ،‬لن تس تطيعي‪،‬‬
‫هيا اغريب عن وهجيي‪ ،‬دلي الكثري لفعهل‪...‬‬
‫حاولت أن تذهب لكن أمسكت املرأة بعنقها و حاولت خنقها‪ ،‬بدأت االثنتان‬
‫يف العراك مث دفعت رامو بقوة جبسد العدو فسقطت أرضا و أمغي علهيا‪.‬‬
‫اس تجمعت رامو نفسها و قالت ‪ :‬جيب أن أهنيي هذا الآن‪ ،‬لن أحبث عن‬
‫سال لن دالئيل اكفية‪ ،‬سأفضح امللكة الآن‪...‬قالت ذكل مث محلت هاتفها‬
‫اذلي التقطت به صورا للغراض الت وجدهتا بداخل مزنل بريينس و بيت‬
‫وادلهتا‪ ،‬مث نرشهتا عىل مجيع مواقع التواصل‪...‬و من مت ذهبت يف سبيلها‪...‬و‬
‫بعد ذهاهبا اسرتجعت املرأة "اجملهول" وعهيا و أقسمت عىل اهناء ك ما‬
‫جاءت من أجهل و اجتهت اىل القرص‪.‬‬
‫دخلت بريينس و غونغ اىل القرص وسط دهشة احلارضين‪ ،‬بيامن اكنت سال‬
‫تشعر ابلفخر لن حلمها يف رؤية بريينس مدلوهل أماهما حتقق أخريا‪ ،‬رمغ أهنا‬
‫ليست بقرب املكل اذلي اكنت تكن هل احلب‪ ،‬لكهنا تربعت عىل العرش أمام‬
‫من أخذت ك حياهتا و جعلهتا حتت رمحهتا‪.‬‬
‫عند رؤيهتم من تربع عرشهم عىل غري توقعهم بُ ِغث االثنان و اكنت الصدمة‬
‫قوية عىل تفكريه و توقعاهتم‪...‬‬
‫‪177‬‬
‫حتدث غونغ اىل ابنه بيأس و حرسة ‪ :‬اذا أنت من فعل بنا هذا ! اكن ك‬
‫مهك هو تويل العرش قبل اوانك ! ملاذا تفعل يب هذا ؟!‬
‫اكنت ردة فعل غونغ متوقعة لكن الصمت اذلي أبدته بريينس اكن مفاجئا‬
‫حيث بقيت جامدة ماكهنا بقلب ابرد‪...‬هل ذعرها من امللكة اجلديدة أو‬
‫اخلوف من الصمت الرهيب اذلي اكن يطغى عىل تفكري المري و ترصفاته‬
‫الباردة !‬

‫وسط اجلو الرهيب و دهشة امجليع من الزوبعة الت حتصل داخل القرص‪،‬‬
‫دخلت املرأة اجملهول اىل هبو القرص و أزالت الغطاء عن رأسها لينصدم امجليع‬
‫من هويهتا‪ ،‬اكنت احملظية السابقة غوبرو‪.‬‬
‫***‬
‫التفت امجليع صوهبا و اجمتع اجلنود حولها مصوبني أسلحهتم حنوها‪ ,‬لكن املكل‬
‫أمره برتكها و شأهنا تراك لها اجملال لتحيك ما تريده‪.‬‬

‫قال غونغ حبزم ‪ :‬كيف جترؤين عىل دخول قرصي بعد اذلي فعلته‪ ،‬ماذا‬
‫تريدين الآن !؟‬
‫أجابته بعدما قدمت التحية‪...،‬اكن شعرها البين مسدال عىل كتفهيا و اكنت‬
‫عينهيا تلمعان من شدة شوقها و حهبا للمكل ‪ :‬موالي املكل أعمل أنين حمكومة‬

‫‪178‬‬
‫ابلنفي و ال حيق يل الاقرتاب من القرص أبدا‪ ،‬لكن النار الت تش تعل بداخيل‬
‫ل ترتك يل خيارا أآخر‪ ،‬جيب أن تعمل أنين ل اختطف العذراء أبدا‪ ،‬يه الت‬
‫اختطفت نفسها و جعلت امجليع يصدق أهنا خرست طفلها اذلي ل تكن‬
‫حامال به أبدا‪ ،‬حقا أنين حاولت قتهل من غرييت و أس تحق العقاب ذلكل‪،‬‬
‫لكن جيب أن تعرف احلقيقة كام يه‪...‬و الآن دلي يشء أآخر جيب أن أخربك‬
‫به‪ ،‬بني يدي الآن اعرتافات امللكة اخلطرية الت مقت بتسجيلها عند حلايق هبا‪،‬‬
‫اهنا تعرتف أن سال ابنة الساحرة كام تعلمون مجيعا لكن اكنت يه من أخذها‬
‫من بني يدهيا و جلبهتا اىل القرص هنا لرتبهيا‪ ،‬و أيضا هناك رس أخطر من‬
‫هذا‪ ،‬اي موالي‪ ،‬ان سنسينات وصيفتمك الوىل تكون ابنتك !‬
‫ل يكن أمر حلاقها ابمللكة أمرا همام دليه‪ ،‬لن الرس اذلي جفرته اكن قواي جدا‬
‫دلرجة لن يتحمهل طوال حياته‪ ،‬بيامن أيقنت بريينس أن أعاملها انكشفت و‬
‫مجيع أرسارها س تفضح اليوم‪ ،‬ذلكل أمسكت بنفسها مث سقطت عىل قدمهيا و‬
‫انشلت أطرافها خاصة عندما شغلت غوبرو التسجيل الصويت للملكة و سال‬
‫يوم قامت ابختطافها‪.‬‬
‫مسع امجليع التسجيل و تأكد اخلرب‪ ،‬و ل يكن للمكل اال أن‬
‫يسقط أمام سنسينات مصعوقا من الفاجعة الت أملت به و اببنته الت ختلت‬
‫عهنا زوجته اذلي اكن يشعرها ابلمان قبل حلظات يف حضهنا‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫صدمة سنسينات اكنت قاس ية عىل قلهبا و مشاعرها‪ ،‬جتمدت أطرافها و ل‬
‫تس تطع دموعها اخلروج عن خمبأها‪ ،‬فاكتفت ابملشاهدة و يه تقف بصعوبة‬
‫أمام امجليع‪ ،‬و هول الصدمة يرضب دماغها رضاب قاس يا‪.‬‬
‫توجه غونغ اىل امللكة الت اكنت تقبع أرضا و قال لها و ادلموع متلؤ عينيه‬
‫املتسعتني ‪ :‬قويل يل أن هذا ليس حصيحا‪ ،‬ل تفعيل هذا أيضا أليس كذكل !‬
‫ملاذا‪ ،‬ال ميكن !‬
‫اكن يتحدث اكجملنون بني لكامت متضاربة بيامن اكنت بريينس تذرف ادلموع‪،‬‬
‫هل يه دموع خوف أو ندم ! ال أحد اكن يس تطيع اجلزم يف اذلي حيصل‪.‬‬

‫بني لكامت املكل احلزينة جو من البؤس و اليأس‪ ،‬بني امللكة سال الت غادرت‬
‫القاعة ابفتخار و يه تنظر اىل امجليع ابحتقار‪ ،‬بني المري اذلي يشاهد املنظر‬
‫و هو يف حال برود تم‪ ،‬و الشعب اذلي اكن يرىم بني صدمة و أخرى‪،‬‬
‫امللكة بريينس و دوامة اخلوف الت اكنت حتيط هبا‪ ،‬قالت غوبرو بعدما‬
‫جلست عىل الرض لتهنيي حديهثا مودعة ملكها ‪ :‬مليك احلبيب‪ ،‬ل أكن أريد‬
‫أن نصل اىل هذا احلد‪ ,‬ال أريد رؤيتك هكذا‪ ،‬لكن جيب أن تعرف من اذلي‬
‫حييط بك‪ ،‬أنت وسط هال من الغموض و السواد‪ ،‬اكن جيب أن اخرجك‬
‫مهنا‪ ،‬أنت تعمل أنين أحبك جدا و سأظل أحبك اىل أآخر يوم يف حيايت‪،‬‬
‫شعور احلزن عند فرايق كل لن يربح قليب أبدا‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫اكن ينصت اىل لكامهتا بيامن اكن ك تركزيه و نظراته اىل امللكة أمامه و هو‬
‫ينتظر اجابهتا أو حياول قراءة أفاكرها‪ ،‬لينهتيي تركزيه عند سامع أصوات‬
‫الشعب عند رؤيهتم للصور الت نرشهتا رامو عىل املواقع‪ ,‬ل يصدق امجليع‬
‫احملتوى و اكنت دهش هتم ابدية عىل حمياه مما جعل غونغ خيرج عن مصته و‬
‫يقول ‪ :‬ما ذلي ترونه ! ماذا حيصل ؟‬
‫ل يس تطع أحد االجابة فذهب مرسعا و أخذ هاتف اقرب خشص هل لريى‬
‫احلقيقة‪.‬‬

‫فقد توازنه عند رؤيته للمحتوى و ما كتبته رامو عن بريينس و رس اللعنة‪،‬‬


‫فسقط الهاتف من يديه و التفت حنوها من جديد لكن دخول العذراء اىل‬
‫القرص جعل امجليع يرصخ مصعوقني من رؤيهتا ؛ اهنا العذراء‪ ،‬اهنا حية‪ ،‬كيف‬
‫يعقل ذكل ! لقد ماتت أمام أعيننا‪ ،‬ألهذا ل تنهتيي اللعنة‪ ،‬اذن فعال يه‬
‫السبب‪....،‬‬
‫اجمتع حولها اجلنود من جديد و صوبوا السلحة حنوها لكهنا اكنت تشعر بقوة‬
‫كبرية وسط امجليع اكنت تعمل أهنا الهناية و أن الرس سينكشف حلظهتا‪ ،‬ل تكن‬
‫خائفة لهنا عىل عمل يقني أهنا ليست السبب‪ ،‬ذلكل اكن حديهثا يويح عىل‬
‫ثقة واحضة ‪ :‬أجل أان عىل قيد احلياة‪ ،‬لكن لست السبب يف اللعنة مطلقا‪...‬‬

‫‪181‬‬
‫قاطع املكل الكهما مصدوما من رؤيهتا ‪ :‬كيف ال زلت عىل قيد احلياة‪ ،‬لقد اكن‬
‫موتك حمققا أمام امجليع‪ ،‬كيف حيصل ذكل‪ ،‬هيا أجييب !‬
‫أجابته برأس مرفوع و مهة عالية ‪ :‬لقد أمرت بقتيل عىل يد شعبك لكن أمريك‬
‫أنقذين‪ ،‬لقد قام بتوقيف امجليع عن حركهتم و حتمك بأدمغهتم و أنقذ حيايت‪ ،‬ها‬
‫هو أمامك‪ ،‬اسأهل كيف فعل ذكل ! لكن قبل‪ ،‬أظن أنمك رأيمت املنشور جيدا‪،‬‬
‫كنت أان املسؤول عنه‪ ،‬ك ما حيويه حقيقة س تؤكدها لمك امللكة‪ ،‬اهنا السبب‬
‫وراء اللعنة و يه ختفي رسها العظمي‪ ،‬و اال ملاذا تتواجد أغراضها المثينة ببيت‬
‫سرييناي‪ ،‬ملاذا أخذت ابنهتا لرتبهيا داخل القرص‪ ،‬ما اذلي يفرس‬
‫ذكل‪...،‬لست أان السبب‪ ،‬اكن ك ما قالته الساحرة كذب ليك تنتقم مين و‬
‫أعيش العذاب بينمك‪.‬‬

‫الكهما اكن قواي دلرجة جعلت املكل ينتفض و يزداد غضبه‪ ،‬قال مرة أخرى‬
‫حمداث بريينس ‪ :‬هيا اعرتيف‪ ،‬هل هذا ما فعلته‪ ،‬ما هو رسك‪ ،‬هيا ! ملاذا‬
‫تفعلني يب هذا‪ ،‬لقد أحببتك كثريا‪ ،‬ملاذا تدمرين نفيس‪ ،‬هيا أنقذي حيب كل‬
‫و قويل أن هذا ليس حصيحا‪ ،‬هيا قويل شيئا !‬
‫اكنت ترجتف بشدة و ادلموع متلؤ وهجها‪ ،‬اكن مظهرها يويح بشخص تعرض‬
‫للكثري من العذاب و هو عىل وشك املوت‪ ،‬مرتدية رداء املوت اذلي يلبسه‬
‫اجلنود للمحكوم ابملوت‪ ،‬ضفائر شعرها الطويل منسدل عىل كتفهيا مثل حبل‬
‫يشق عنقها‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫حتت رصاخ امجليع اس تطاعت لكمة أن خترج أخريا من فوهها‪ ،‬لكمة اكنت‬
‫تتضمن ك يشء ‪ :‬أان أآسفة !‬

‫اتسعت عينا املكل و توقف امجليع عن احلديث‪ ،‬اكن وقع لكمهتا قواي و موحيا‬
‫اىل يشء اكريث س يحصل‪ ...‬ذلكل أمر املكل جنوده قائال ‪ :‬اذهبوا هبا اىل‬
‫حيث س تعرتف‪ ،‬لن أس تطيع التحمل هنا‪ ،‬هيا أرسعوا و خذوها‪ ،‬عذبوها اىل‬
‫أن تعرتف !‬
‫أخذ اجلنود امللكة اىل قاعة التعذيب و يه تطلب مهنم تركها و حتاول‬
‫االفالت من يده مناديه ملكها ليعفو عهنا‪ ،‬لكنه ل يكن ينظر الهيا و أآثر أن‬
‫يركز انتباهه اىل أقىص احلدود خارج القرص ليس تجمع أفاكره‪.‬‬

‫خرج املكل اندير من قاعة العرش‪ ،‬و مر من أمام وادله فأخربه ‪ :‬يليق بك‬
‫هذا القرص فعال‪ ،‬يليق بك العرش‪ ،‬يليق بك ردايئ أيضا‪ ،‬أترك ك يشء‬
‫اليك‪ ،‬يليق بك هذا فعال !‬

‫واصل اندير طريقه لتحقيق هدفه تراك امجليع عىل أعصاهبم منتظرين اعرتاف‬
‫امللكة‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫الفصل الخري‬
‫" لقد أحببتين و مقت خبيانتك‪ ،‬أس تحق املوت "‬

‫اكن امجليع حتت تأثري الصدمة حبيث اكنت أدمغهتم وحدها من يتحدث‪ ،‬اكن‬
‫امجليع جالسا ينتظر اعرتاف امللكة و قدوهما ؛‬
‫اكنت غوبرو تتذكر أول يوم التقت فيه ابملكل و طريقة حضنه لها و احتواهئا‬
‫جبعلها حمظيته اخلاصة‪ ،‬مث تذكرت كيف قامت خبيانته مبحاولهتا قتل جنني‬
‫العذراء و نفهيا من القرص‪...‬ك هذا اكن مير أمام أعيهنا برسعة فائقة‪ ،‬بيامن‬
‫اكنت سنسينات تسرتجع ذكرايهتا كوصيفة أوىل داخل القرص و االهاانت الت‬
‫تعرضت لها من طرف " وادلهتا " امللكة اىل أآخر حلظة حني علمت احلقيقة‬
‫الت دمرت قلهبا و أخذهتا يف حزن معيق‪...‬‬
‫أما رامو فذكرايهتا اكنت متشابكة و كثرية لكه يبدأ من ليل زفافها الت حتولت‬
‫اىل عزاء من نوع أآخر مرورا بفقدان عائلهتا و دخولها القرص و ك ما مرت به‬
‫هناك اىل اليوم اذلي انتظرته بشوق غامر لتنهتيي لعنهتا منتظرة اعرتاف امللكة‪.‬‬

‫وصوال اىل املكل اذلي اكن تهئا بني صدماته‪ ،‬بني حقيقة ابنته و زوجته‪ ،‬بني‬
‫ضعفه أمام اللعنة و تربع ابنه عىل العرش يف حياته و خيانته هل‪...‬بيامن دخل‬

‫‪184‬‬
‫هذا الخري اىل القاعة و نظر اىل اللك ابس هتزاء و نظرات ابردة دون أن يقول‬
‫لكمة‪.‬‬
‫وسط ك هذه الحاسيس املتضاربة دخل اجلنود و امللكة بني أيدهيم فتقدم‬
‫رئيسهم قائال ‪ :‬لقد أقرت امللكة أهنا س تعرتف بلك يشء !‬

‫اندهش امجليع و بدأت القلوب يف اخلفقان برسعة هائل‪ ،‬فوقف اللك تركني‬
‫اجملال للملكة للجلوس يف املاكن اذلي خصص الهيا قبل ساعات ؛ املاكن اذلي‬
‫عهد امجليع أن ميوت فيه عظامء البرش من امللوك _جراء عقاهبم_بعد ارتداهئم‬
‫لباسا أبيض و جتريده من ك ما حيمل زينة مضافة و هكذا اكن المر‬
‫ابلنس بة للملكة‪.‬‬
‫جلست امللكة يف املاكن اخملصص لها مث قال املكل ‪ :‬هيا اعرتيف بلك ما فعلته‬
‫! هيا ! و اكن هذا ما قالته رامو أيضا‪.‬‬

‫استسلمت امللكة بعد العذاب اذلي تلقته من طرف اجلنود و بعد ما قالته‬
‫غوبرو و رامو فأآثرت أن تهنيي أمرها بيدها فبدأت يف اعرتافاهتا الخرية ؛‬
‫يف طفولت كنت أعيش مع وادلاي يف فقر و كنا نسكن بيتا مهتالاك‪ ،‬لكن‬
‫احلب اذلي اكن بيننا اكن ينسينا حال اليأس الت كنا فهيا‪ ،‬ك أايمنا كنا‬
‫نعيش بسعادة تمة اىل أن كربت و صارت مالحمي و مالمح جسدي ابرزة‬

‫‪185‬‬
‫و من مت بدأ امجليع يتغزل يب‪ ،‬اكن وادلي دامئا يدافع عين ضد أولئك اجملرمني‪،‬‬
‫اكن يتحمل الرضب القايس اذلي اكن يتعرض هل من طرفهم‪ ،‬ل أكن أقوى عىل‬
‫العذاب اذلي تعيشه أيم أيضا‪ ،‬و ذات يوم قام مجموعة مهنم ابلهجوم عىل‬
‫مزنلنا الصغري و‪...‬اعتدوا عيل أمام وادلي‪...‬‬
‫اكن وهجهم متوحشا و القسوة تطبع وهجهم‪ ،‬ل يرمحوا أحدا منا‪ ...،‬ذلكل ل‬
‫يقوى وادلي عىل حتمل أذيت و قتل نفسه أمايم‪ ،‬ظلت وادليت تعيش يف‬
‫كآبة مطول اىل أن ماتت بعده‪ ،‬فبقيت وحيدة‪...‬ذلكل كرهت امجليع و كرهت‬
‫الرجال و من يصلهم‪ ،‬أردت أن يعيش امجليع ما قاسيته‪ ،‬ل ال يعيش امجليع ما‬
‫عش ته أان‪ ،‬ملاذا هذا القدر يقسو عيل لوحدي‪...،‬ذلكل ذهبت اىل سرييناي و‬
‫اتفقت معها أن تعيش ابنهتا سال يف قرصي مثل المرية مقابل أن تلعن امجليع‬
‫وفق القوانني الت أآمرها هبا أان‪ ،‬لكن وقهتا اكنت حامال برامو و س بق أن‬
‫طبقت اللعنة علهيا أيضا‪ ،‬ذلكل وجب عيل الانتظار اىل أن تطبق لعنة‬
‫العذراء لحصل عىل لعنت‪ ،‬لهذا السبب كرهتك جدا اي رامو كنت دامئا‬
‫تتحمكني بقدري‪ ،‬ملاذا اكن جيب عيل انتظارك أنت‪ ،‬من تكونني‪ ،‬و من أجل‬
‫هذا السبب أمرت اجلنود بقتكل فورا بعد اعرتافات وادلتك‪ ،‬تتذكرين جيدا‬
‫يوم قالت أنك السبب يف اذلي س يحصل‪ ،‬لقد افرتت عليك لتمكل انتقاهما و‬
‫جتعكل تعيشني يف عذاب مس متر‪...،‬أنت اي سنسينات لقد تركتك خوفا من‬
‫وادلك أن يبتعد عين بعد اجنايب لفتاة‪ ،‬اهنا قصص قدمية لكهنا السبب يف‬
‫جعكل تعيشني بعيدة عن عائلتك‪ ،‬أعمل أنك لن تساحميين و لن أسامح‬
‫نفيس‪ ،‬لكن‪...‬‬
‫‪186‬‬
‫تهندت كثريا بعد أن اعرتفت بلك ما ختفيه و قالت ‪ :‬أجل أان السبب يف‬
‫اللعنة‪.‬‬

‫اكنت تقول ذكل و املشاعر ختتلط علهيا بني حزن و قسوة و حقد‪ ،‬بيامن اكن‬
‫الشعب ينصت الهيا بأل حارق ‪ :‬لكن ال حيق كل أن ترمغينا عىل عيش ما‬
‫عش ته‪ ،‬ما ذنبنا حنن‪ ،‬عذابك لوحدك‪ ،‬ليس كل احلق أبدا يف جعلنا هكذا‪،‬‬
‫بئسا كل و ملصريك‪....‬‬

‫انفعلت رامو و تقدمت أمام امللكة و املكل اندير ‪ :‬ملاذا جعلت امجليع يعاين‬
‫من قسوتك‪ ،‬انه ظمل كبري جعلت امجليع يعيشه‪ ،‬لقد كنت حقا قاس ية و‬
‫أاننية‪...‬لست وحدك يف هذا‪ ،‬ابنك أيضا أقس منك‪ ,‬هو من قتل أيب و‬
‫أيخ بدون رمحة‪ ،‬هو من جعل أدمغة امجليع تتوقف ليقتل الضحااي أماممك‪،‬‬
‫لقد رأيته و كشفته‪ ،‬أليس كذكل أهيا املكل !‬

‫اندهش امجليع و جتمدت بريينس يف ماكهنا فقال اندير ‪ :‬أجل‪ ،‬أان من فعل‬
‫ذكل‪ ،‬و تريدين معرفة يشء أآخر‪ ،‬لوالي لكنت الآن ميتة‪ ،‬فأان من أنقذك‬
‫من املوت يوم حمكت به وادليت عليك‪ ،‬ماذا س تفعلني الآن !؟‬

‫‪187‬‬
‫صدمة أخرى يعيشها غونغ و سنسينات‪ ،‬ل تلبث أن يشعروا هبا و حيسوا‬
‫بقسوهتا بعد أن خاطبت رامو امللكة متجاهل اندير ‪ :‬حس نا الآن‪ ،‬نريد أن‬
‫نعرف احلل البطال اللعنة و اهناهئا !‬
‫فبدأ امجليع يرصخ فهيا طالبني اعرتافها ابحلل‪...‬لكهنا صدمهتم وقالت ما ل‬
‫يتوقعوه أبدا ‪ :‬أان ال أعرف احلل‪ ،‬أان أآسفة جدا !‬

‫اهزت قلب امجليع و جتمدت أجساده فبدأوا يرصخون يف وهجها ‪ :‬كيف ال‬
‫تعرفني و أنت املدبرة لهذا‪ ،‬هيا قويل احلل‪...‬لن نرمحك اعرتيف برسعة و‬
‫أنقذينا !‪...‬‬

‫رصخت امللكة يف وجه امجليع حبزن قائل ‪ :‬ليس بيدي احلل‪ ،‬لقد اتفقت مع‬
‫الساحرة دون أن أعمل ابحلل الهناء اللعنة‪...،‬أرجومك ساحموين‪...‬‬

‫تقدم المري املكل أماهما و قال ‪ :‬لن تعرف احلل‪ ،‬لنه بيدي فقط‪ ،‬أان وحدي‬
‫من يعمل كيفية اهناء ذكل‪ ،‬لكن قبل هذا‪...‬جنود هيا أحرضوا السم العدام‬
‫امللكة !‬

‫‪188‬‬
‫ارتعش جسد امللكة بني رداهئا البيض و ضفائر شعرها الطويل املسدل عىل‬
‫كتفهيا و بقيت تنظر اىل ابهنا حبزن‪.‬‬
‫حرض اجلنود و بيد رئيسهم السم يف اانء فيض‪ ،‬فقال املكل ‪ :‬هيا جرءوا‬
‫امللكة السم !‬
‫فأخذت امللكة السم من يده و قالت ‪ :‬سأجترأه بنفيس‪ ...‬أان أآسفة‪.‬‬
‫رشبت السم و تقيأت دما خمرتا مث ماتت من فورها‪...‬و مات معها الرس اذلي‬
‫عانت منه طوال حياهتا و ل تسمل من عذابه اىل أآخر حلظة‪.‬‬
‫عند موهتا أدارت سنسينات وهجها و احتضنت جسد وادلها بقوة‪.‬‬

‫قال المري بعد موت وادلته ‪ :‬لنعد اىل موضوعنا اله‪ ،‬احلل بني يدي‪ ،‬لكن‬
‫لن يعلمه أحد طاملا حييت‪ ،‬لن أتركمك تسلمون من لعنة وادليت احلبيبة‪ ،‬لن‬
‫أترك عذاهبا يضيع هباء‪ ،‬س تظلون حتت اللعنة اىل البد‪ ،‬و هناك أمر أآخر‪،‬‬
‫بصفت ابن امللكة الت متتكل قوة اللعنة فأان أيضا أمتكل هاته القوة و اقوى من‬
‫ذكل‪ ،‬سأجعل العال يعيش حتت وطأة قوانني جديدة يف عهدي‪...‬اس تعدوا‬
‫للجديد فالقادم أقوى !‬
‫رصخت رامو يف وهجه حتت صدمة امجليع ‪ :‬من أنت لتفعل بنا هذا‪ ،‬هيا‬
‫أخربان ابحلل‪ ،‬ساعدان يف التخلص من لعنة وادلتك‪...‬مث حلقت هبا أصوات‬
‫امجليع طالبني منه اخباره ابحلل‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫فقال صارخا مس هتزئا ‪ :‬لن أعيد الكيم‪ ،‬لن يعرف أحد احلل همام حييت !‬
‫ازداد غضب رامو حنوه و حنو مصريها فقالت ‪ :‬سأقتكل‪ ،‬سأنتقم ملوت عائلت‬
‫و سرتى ما ذلي سأفعهل بك‪ ...،‬سأقتكل !‬
‫حضك اندير مس هتزئا هبا فقال خمربا اجلنود ‪ :‬هيا ابعدوا هاته اجلثة من هنا و‬
‫نظفوا املاكن ! مث مر فوق جثة وادلته و تقدم اىل المام تراك امجليع يف صدمة‬
‫قوية و حزن كبري‪.‬‬

‫ذهبت رامو مرسعة لتلحق به لكن املنظر اذلي اكن أماهما اكن هموال مما جعل‬
‫دماغها يتوقف و يتجمد جسدها‪ ،‬بعد حلظات من الاستيعاب رصخت بقوة‬
‫جعلت امجليع يأيت لرؤية ما حصل‪.‬‬
‫توقف امجليع جبانهبا مرتعشني من اجلسد املعلق عىل المتثال املوجود عىل ابب‬
‫غرفة امللكة‪.‬‬
‫اكن جسد سال معلقا عىل المتثال و ادلم ميل وهجها و عنقها و فس تاهنا السود‬
‫اكن ملتفا حول عنقها و يعلق جسدها بأمكهل‪.‬‬
‫اكن لون جسدها أزرقا ابردا يويح اىل موهتا قبل ساعات‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫ل تتحمل غوبرو قسوة املنظر خفرجت مرسعة من الباب اخللفي ليعرتض‬
‫طريقها املكل و يقتلها خنقا بواسطة يديه‪...‬سقطت رصيعة أمام قدميه فقال ‪:‬‬
‫هذا جزاء من يقرتب مين و يلحق يب‪ ،‬لقد حلقت ابلعذراء خاصت و اكن‬
‫هذا هو العقاب الجدر بك‪.‬‬

‫بقيت رامو تنظر اىل جسد أخهتا و ادلموع متلؤ خدهيا‪ ،‬اهنارت قواها بعد‬
‫معرفة أن طريق اهناء لعنهتا بني يدي املكل و ل تعد تس تطع فعل أي يشء‬
‫للخالص‪...‬فاستسلمت أمام جسد أخهتا و حنت رأسها اىل السفل و بدأت‬
‫تبيك حبرقة مس تعدة للايم القادمة‪.‬‬
‫أمسك غونغ يد ابنته و قال لها ‪ :‬هيا لنذهب من هنا‪ ،‬ل يعد أمايم حل‪،‬‬
‫أستسمل أمام ك هذا‪ ،‬ك ما أريده هو قريب منك‪ ،‬سوف أعوضك عن‬
‫الايم املاضية‪ ،‬هيا بنا !‬
‫فأجابت بلكامت قليل بعد أن اس تعىص علهيا احلديث أمام ك ما حصل‪ :‬هيا‬
‫اي أيب لنذهب !‬
‫خرجا معا من القرص و أخذ اجلنود جثة امللكة أماهمام‪.‬‬

‫ليبدأ العرص اجلديد ‪ :‬عرص التضحية‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫هناية اجلزء ‪4‬‬

‫من قتل سال ؟ كيف س يعيش غونغ مع ابنته خارج القرص و حتت وطأة‬
‫القوانني ؟ ما مصري رامو بعد معرفهتا رس اللعنة و طغيان اندير ؟ ملاذا قام‬
‫اندير بقتل كيليان و ايدي ؟ كيف س تكون احلياة يف عهد املكل اجلديد اذلي‬
‫حيمل بعال تطبعه قوانني يديرها هو بنفسه ؟ و ما هو احلل القطعي للعنة ؟‬

‫اىل اجلزء ‪...5‬‬

‫‪192‬‬
‫اجلزء ‪ : 5‬التضحية‬

‫‪193‬‬
‫الفصل ‪1‬‬
‫" مدمن عىل كرس القوانني "‬

‫وسط نظرات ك من تواجد داخل القرص و خارجه ؛ نظرات اختلفت عن‬


‫املعهود فامي خيص اس تقبال املكل و امللكة‪...‬نظرات اليوم اكنت متلؤها حرية‬
‫كبرية و حزن معيق‪ ،‬و اكنت حتت تأثري خمدر قوي جيعل تركزيها منعدما‬
‫حتت رمحة يد ش يطانية ال ميكن االمساك هبا‪...‬دخل املكل اندير برداء وادله‬
‫السود الالمع و التاج اذلهيب يزين مقة رأسه مما جعهل يبدو أكرب من س نه‬
‫لكن بشلك هميب و قوي‪.‬‬
‫تقدم املكل اىل المام و اكن ينظر بقسوة اىل العرش أمامه‪ ،‬نظرة ميلها الرش‬
‫بعد الانتصار‪ ،‬نظرة حادة ل تسمح هل برؤية الناس من حوهل و ينظر اىل‬
‫نتيجة حتمكه بأدمغهتم و جعلهم يقبلونه مككل هل خاصة بعد اختفاء املكل احلامك‬
‫بعد فرتة قليل من ظهور حقيقة اللعنة و موت امللكة‪.‬‬

‫عند اعرتاف امللكة مبا فعلته و لعنهتا اخلبيثة‪ ،‬ف ِرح امجليع منتظرين هناية‬
‫تعاس هتم و ابطال اللعنة‪ ،‬لكهنم ل يكونوا عىل عمل بأهنا عندما اكنت ختطط‬
‫للعنهتا اكنت حامال ابلمري مما جعل اكتساهبا لقوة اللعنة يضاعف من حظ‬

‫‪194‬‬
‫جنيهنا المتالك القوة أكرب بكثري و السامح هل ابلتدخل يف قوانيهنا حتت قانون‬
‫اكنت حتمهل سرييناي يف جعبهتا مضمونه هو احلياة اجلديدة‪.‬‬

‫اليوم بعد مرور مدة قصرية عىل وفاة امللكة‪ ،‬يرتبع اندير عرش وادله بلك خفر‬
‫و ثقة جتعل مجيع من يشاهده هيابه خوفا مما قد يطبقه هو الآخر‪.‬‬

‫الوصيف الول للمكل و عىل غري عادة الرسة احلامكة‪ ،‬مت تعيينه من قبل‬
‫املكل اجلديد و حان دور أول اعالن يقوم به و هو خيص اس تقبال امللكة‪،‬‬
‫الت اس تقبلها الشعب حبب كبري و هتافات عالية جراء حتمك املكل بأدمغهتم‪،‬‬
‫لنه ال يوجد خشص بيهنم ينوي الرتحيب ابلعذراء مكلكة من جديد‪.‬‬

‫دخلت رامو بفس تان أمحر طويل المع‪ ،‬و جعلت من شعرها البنفسجي‬
‫متوجات عالية تلفت النظار حولها‪...‬تقدمت اىل العرش و قدمت التحية‬
‫لزوهجا املكل اندير مث جلست جبانبه بنظرات غري واحضة تويح مبكر كبري‪.‬‬

‫الوصيف الول جريانيو ‪ :‬موالي املكل‪ ،‬ان الضابط دانيال يريد لقاءك يف‬
‫موضوع عاجل‪ ،‬هل نسمح هل ابدلخول !؟‬

‫‪195‬‬
‫املكل ‪ :‬حس نا‪ ،‬امنحه مخس دقائق ليك ال يعيق جلس ت و ما سأخرب امجليع‬
‫به‪...‬‬
‫قاطعته رامو قائل ‪ :‬و كيف يتجرأ أحد ليعيق أو يقطع الكمك اي حبييب !‬
‫التفت حنوها و ابتسم يف وهجها مبكر‪.‬‬

‫الضابط دانيال هو الضابط اجلديد اذلي مت تعيينه من قبل املكل بعد وفاة‬
‫جنجي‪.‬‬
‫دخل اىل القاعة و قدم التحية مث قال ‪ :‬موالي املكل‪ ،‬أان جد سعيد بتعيينك‬
‫يل كضابط خاص بك و بأمور القرص‪ ،‬و كيف اصف كل سعاديت‬
‫بتنصيبك‪...‬‬
‫قاطعه املكل يهتمك قائال ‪ :‬هل جئت اىل هنا لتخربين بتفاهاتك و حتياتك‬
‫اخلالصة‪ ،‬هيا أرسع قل ما عندك أو اغرب عن وهجيي !‬
‫ارتعش قلبه دلقيقة مث واصل ‪ :‬أان أآسف اي موالي‪ ،‬أريد فقط أن أخربك مبا‬
‫توصلنا اليه يف قضية موت زوجتمك المرية سال !‬

‫هنا جتمدت رامو و ارتعش جسدها حفاولت أال تبدي ذكل و تظاهرت‬
‫ابلقوة و الصمود‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫واصل دانيال الكمه ‪ :‬بعد معاينة جثهتا و ترشحيها اتضح أهنا ماتت بعدما مت‬
‫ش نقها بواسطة الفس تان السود اذلي تواجد عىل عنقها‪ ،‬لكن قبل ذكل‬
‫تعرضت للطعن عىل مس توى بطهنا و انقطع رشايهنا جراء ذحبها بسكني‬
‫حاد‪...،‬‬
‫قاطعه املكل من جديد ‪ :‬من أمرك ابلبحث يف قضية سال‪ ،‬و هل نسمهيا‬
‫قضية من الصل ؟ كنت أعمل أنك س هتدر وقت بقدومك ! أان من قتل سال‬
‫!‬
‫اكن أول من تلقى الصدمة‪ ،‬رامو امللكة‪ ،‬ل تعمل هل حتزن ملوت أخهتا الت‬
‫دخلت يف رصاع معها أو يش تعل قلهبا بنار الانتقام من اذلي أهنيى‬
‫ساللهتا‪...‬ل تس تطع اظهار أية مشاعر أمام امجليع و تظاهرت من جديد‬
‫ابلصمود و الشموخ‪.‬‬

‫املكل ‪ :‬ليس هذا موضوعنا اليوم ! ميكنك الانرصاف أهيا الضابط !‬

‫ذهب دانيال اىل ماكنه بني الضباط و مساعدهيم ليتلقوا نبأ املكل و خطابه‬
‫الول‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫حان وقت اعالن خطاب املكل املتعلق بقوانينه اجلديدة الت وعد هبا امجليع‬
‫يوم وفاة وادلته‪.‬‬

‫اندير ‪ " :‬كام تعلمون امللكة الم قامت ابلتعامل مع سرييناي الساحرة لتدبر‬
‫لها لعنة تنتقم هبا من ماضهيا املؤل‪ ،‬و تذكرون القوانني مجيعها الت ُطبقت‬
‫عليمك و أولها تضحية الآابء من أجل أبناهئم‪ ،‬لكن اليوم ارتأيت أن أطبق‬
‫قوانني حديثة تالمئ عهدي اجلديد و ما أفضهل أان‪ ،‬أريد من ك فتاة عذراء‬
‫التضحية حبياهتا و اللجوء اىل قرصي لتصبح عش يقة دلي‪ ،‬و من اذلكور‬
‫اللجوء أيضا و العمل حتت حاميت برشوطي اخلاصة‪ ،‬زايدة عىل ذكل ال أريد‬
‫أن أرى خشصا سعيدا خارج القرص‪ ،‬و ذكل من أجل احياء ذكرى وادليت‬
‫احلبيبة و اكامل رغبهتا‪...‬ااه مع احلرص عىل واجباتمك جتاه قوانيهنا أيضا‪...‬هذا‬
‫ك ما يف المر "‬
‫يف مزنل قريب من القرص‪ ،‬اكنت متكث سنسينات لوحدها مع مشاعر متقلبة‬
‫و حقد دفني جتاه أخهيا املكل و حزن معيق عىل غياب وادلها‪.‬‬
‫حتررت من ترسحية الشعر املعهودة يف القرص و أسدلت شعرها البين الطويل‬
‫عىل كتفهيا و ارتدت فس تاان قصريا بس يط املظهر انمع امللمس و جلست‬
‫تنظر من خالل النافذة و حتدث داخلها عن قادم أايهما‪.‬‬
‫اكنت وفية لعهد امللكة و تقاليدها‪ ،‬رمغ أهنا اكنت حتس ابنامتهئا اىل ذكل املاكن‬
‫اال أن تعاملها معها جعلها حتس بأهنا أقل من جمرد وصيفة ال غري‪ ،‬لكن الآن‬
‫‪198‬‬
‫بعد معرفة أهنا اكنت وسط "أرسهتا"‪ ،‬و علمها مباكئده و افعال‪ ،‬قررت أن‬
‫تقف صامدة لتهنيي ك ما بدأوه و جتد حال قاطعا ملأساة امجليع‪ ،‬خاصة أن ما‬
‫يزيد من قوهتا هو أهنا ال ختضع للعنة أحد لهنا تنمتي اىل الرسة احلامكة‪،‬‬
‫الرشط اذلي وضعته بريينس عند تعاملها مع سرييناي‪.‬‬

‫سنسينات ‪ :‬سوف أجدك اي وادلي‪ ،‬و سوف أعيد ك اذلي ضاع من‬
‫حياتنا‪ ،‬أعدك أنين سأسوي المور و أجعل ماكين جبانبك من جديد‪.‬‬
‫وسط عمتة املاكن و نور ضئيل عرب فتحة صغرية يسمع غونغ أنني خشص عىل‬
‫مسافة قريبة منه‪ ،‬يظن لوهل أنه يهتيأ اليه أو أنه جمرد شعور جيعهل يتشبث‬
‫ابحلياة بعدما تدمرت بداخهل‪ ،‬لكن مع تزايد الوضع و حدته مع مرور الايم‬
‫تأكد فعال أنه هناك خشص مت جسنه يف غرفة جماورة‪...‬ل يدري حىت ماكن‬
‫تواجده هل هو يف قبو أو غرفة أو كوخ أو هل يكون قرب ! ل يدري لن‬
‫اذلي اختطفه من بني يدي ابنته‪ ،‬جعهل يف يفقد وعيه ليجد نفسه يف ظالم‬
‫حاكل أكرث من الظالم اذلي ُأجرب أن يعيش فيه من قبل‪.‬‬
‫ذلكل تشبث بأمهل الخري و بدأ حيفر احلائط أمامه حنو اجتاه النني بواسطة‬
‫أظافره‪.‬‬
‫***‬

‫‪199‬‬
‫أول عش يقة اختارها املكل بعد عرض صور مجيع االانث تقدمت اىل داخل‬
‫القاعة بني يدي جنوده‪...‬قبل ذكل اعتنت هبا الوصيفات و مقن بزتييهنا بشلك‬
‫يليق ابملكل حبيث صففن شعرها اذلهيب بترسحية منسدل عىل الكتف مع‬
‫فس تان حريري ابللون الرمادي اىل مس توى الركبتني لتبدو بشلك مثري‬
‫أكرث‪...‬‬

‫قدمت مااي التحية للمكل و يه ترتعش خوفا بعد سامع اذلي س تعيشه وفق‬
‫القوانني الت تلزم علهيا أن تريض املكل و تضحي برشفها من أجل حياهتا‪،‬‬
‫ليقطع صوت خوفها رصاخ خشص قد ينقذ مصريها‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫الفصل ‪2‬‬
‫" تضحية من نوع أآخر "‬

‫دخلت اىل القرص برسعة جعلت اجلنود ميسكون جسدها بشدة حماولني منعها‬
‫من الاقرتاب من عرش املكل‪.‬‬
‫مسعت مااي رصاخها و اس تغربت لكونه مألوفا لها‪ ،‬مما جعلها تس تدير غري‬
‫مبالية بتحية املكل لتتأكد من وجود أخهتا داخل القرص ترصخ بني أيدي‬
‫اجلنود‪.‬‬

‫غااي ‪ :‬أفلتوين‪ ...‬ابتعدوا‪ ...‬أريد رؤية املكل رجاء‪ ،‬فلتسمحوا يل‪...‬‬


‫اش تد انتباه املكل الهيا و أمر جنوده ابفالهتا و السامح لها ابالقرتاب بعد‬
‫تفتيشها جيدا‪.‬‬
‫مت ك يشء عىل ما يرام و اقرتبت غااي من عرش املكل مث سقطت راكعة‬
‫أمامه قائل بدموع ميلها الل ‪ :‬أرجوك اي موالي‪ ،‬ال تفعل هذا بأخت‪ ،‬ال‬
‫نس تطيع حتمل ذكل‪ ،‬أرجوك‪ ،‬خذين بدال عهنا و حررها أرجوك‪ ،‬أان حتت‬
‫أمرك و سأفعل ك ما تأمرين به‪...‬‬

‫‪201‬‬
‫التفت املكل الهيا بنظرة مغرية و قام من عرشه أمام اس تغراب رامو املتخفي و‬
‫حزن مااي الشديد‪...‬اقرتب من جسد غااي و بدأ يتفحصها بنظراته مث قال ‪:‬‬
‫أرى أنك أمجل مهنا‪ ،‬و هل أنت مس تعدة للتضحية من أجلها‪ ،‬جعبا‪ ،‬اين أرى‬
‫عاملا هشا‪ ,‬هل س تضحني حبياتك من أجلها فعال‪ ،‬ال‪...‬س تأتني ايل أنت أيضا‬
‫!‬
‫اندهشت مااي و أخهتا من قرار املكل املرعب‪ ،‬مما جعل غااي تفقد صواهبا و‬
‫ترصخ يف وهجه ‪ :‬لن تفلت بفعلتك هذه‪ ،‬س يأيت يوم عليك و جتد من يهنيي‬
‫أمرك‪ ،‬س يأيت خشص و خيلص امجليع منك و من جنونك هذا‪ ،‬سرتى !‬
‫أخذ اجلنود غااي بشلك عنيف مث أخذوا مااي بعدها و ذهب مجيع من اكن‬
‫بداخل القرص لن وقت اعالن القوانني اجلديدة انهتيى و حان وقت تنفيذها‪.‬‬

‫****‬
‫دخلت مااي اىل غرفة املكل بقلب مرتعش و جسد ابرد يظهر خوفا شديدا‪،‬‬
‫اجتهت حنو الرسير و ألقت جبسدها فوقه‪ ،‬مث دخل املكل هبيبة شديدة و‬
‫الرسور يعلو وهجه‪ ،‬اقرتب خبطوات اثبتة من عش يقته الوىل مث نزع عنه‬
‫رداؤه املرصع ابلملاس و طبق قانونه اجلديد‪.‬‬
‫قدم اجلنود و أبعدوا مااي عن الغرفة و أحرضوا غااي ماكهنا لتس تقبل املكل‬
‫بدورها‪ ،‬غري أهنا اكنت عىل غري عادهتا لهنا الآن تشعر بأهنا تفقد قوهتا أمام‬
‫قدوم املكل‪ ،‬يرجتف جسمها ليس خوفا منه بل خوفا من املس تقبل املظمل‬
‫‪202‬‬
‫اذلي جعلهتم وادلته و هو بنفسه يعانون من قسوته‪ ،‬ذلكل عندما اكن يقرتب‬
‫املكل من جسدها اكنت تقول ‪ :‬ليتك ل تفعل هذا‪ ،‬لن اذلي س يحصل بعد‬
‫الآن لن تشعر فيه برمحة أبدا‪ ،‬سوف تعاين كثريا‪ ،‬س يأيت خشص لتدمريك‪....‬‬
‫***‬
‫خرجت غااي عىل يد اجلنود و هناك التقت بأخهتا و عانقهتا بشدة مث ذهبا‬
‫حيث أمرهام اجلنود‪.‬‬
‫خرج املكل من غرفته و ذهب ملالقاة من ترسق قلبه يف ك فرصة يراها‪،‬‬
‫عذراء قومه الت اس تقبلته بقبالت حارة جعلت من جسده يتقد من جديد و‬
‫يسقط يف فراشها‪.‬‬
‫***‬
‫رامو ‪ :‬أخربين اي حبييب‪ ,‬ملاذا أرصت قوانينك عىل امتالكك عش يقات ُكرث !‬
‫أل تعد حتبين !؟‬
‫اكنت ترقد بني يديه و هو يداعب شعرها املموج فهنض من الفراش و قال لها‬
‫‪ " :‬ليست كل عالقة هبذه القوانني‪ ،‬أنت حبيبت اىل البد و منذ الزل‪ ،‬أنت‬
‫من خيفق لها قليب منذ والديت و هذه اللعنة يه ارتباط قدري بك‪ ،‬لكن‬
‫جيب أن تعلمي أنه عندما اكنت امللكة الم ختطط من أجل لعنهتا مع سرييناي‬
‫وادلتك‪ ،‬اكنت حامال يب و بذكل اكتسبت قوة اللعنة أيضا حبيث متكنين من‬
‫تطبيق نفس القوانني الت قامت هبا بريينس‪ ،‬لكن قانون احلياة اجلديدة تطبق‬
‫من أجيل و ابلتايل أس تطيع خلق أي قانون كام أريد حتت رمحة هذا املنطق‬
‫‪203‬‬
‫الطبيعي‪...‬حبمك ماضهيا اكنت أيم همووسة ابلسعادة ذلكل حرمت امجليع مهنا و‬
‫هويس أان هو احلب‪ ،‬ذلكل سأحرم امجليع من احلب‪ ،‬لن نقطة ضعف امجليع‬
‫يه احلب اي حبيبت‪ ،‬تذكري هذا جيدا‪" .‬‬

‫قال لكمته بقوة مشاعر و ثقة واحضة مث ترك الغرفة و النار تتقد يف قلب‬
‫رامو‪...‬‬
‫رامو ‪ :‬اقرتبت هنايتك اي حبييب ! سأجعكل تدفع المثن‪ ،‬قتلت أيب ‪ ،‬قتلت‬
‫أيخ‪ ،‬لعنت العال‪ ،‬دمرت امجليع لكنك لن تدمرين‪ ،‬لن يرمحك أحد !‬

‫" اقرتبت من عرشه و قبلت عرضه الزواج مهنا و جعلها امللكة احلامكة لسبب‬
‫واحد و هو معرفة احلل القطعي اذلي خيفيه عن امجليع و ابلتايل الانتقام‬
‫القايس لعائلهتا‪" .‬‬

‫‪204‬‬
‫الفصل ‪3‬‬
‫" املكل اخلطأ "‬

‫احتفال اليوم اكن عىل رشف املكل‪ ،‬رشف اعتالئه للعرش و س نه القوانني‬
‫اجلديدة‪...‬و حكام لتطبيقها اكن من الواجب عىل عش يقات املكل أن يقدمن‬
‫رقصة الوالء هل و اس تقباال لعش يقاته اجلدد املزمع تقدميهن اليوم بذاته‪.‬‬
‫دخلت مااي أوال اىل القاعة بفس تان ذهيب منقط بقراط أسود و رفعت شعرها‬
‫اىل العىل يف حل الطبقة الربجوازية فبدأت تامتيل حبراكت انس يابية أمام‬
‫املكل اذلي ل يلكف نفسه بزينة مضافة بل اكتفى مبالبسه املعتادة املزينة‬
‫أصال‪.‬‬
‫رقصهتا اكنت تويح اىل حزن كبري بداخلها و قوة دفينة تظهرها ادلموع الغزيرة‬
‫الت اكنت تسقط مع ك حركة أو نغمة من املوس يقى االس بانية الت تعزفها‬
‫أشهر الفرق املوس يقية اخلاصة ابلقرص‪.‬‬
‫دخلت بعدها غااي بتصفيفة شعر مماثل لخهتا و فس تان حريري رمادي اللون‬
‫قصري الطول‪ ،‬أمسكت يد أخهتا فواصلتا الرقصة االس بانية الشعبية الثنائية‪.‬‬
‫اكنت عيناهام تتحداثن و تامنن عن حب موحد و قوة ال ميكن كرسها مبجرد‬
‫قانون س نه مكل همووس‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫انهتت الرقصة مع دخول امللكة ليفسح امجليع املاكن لها‪.‬‬
‫تقدمت هبمة عالية و هيبة عظمية‪ ،‬مت تصفيف شعرها عىل حنو الكس ييك رايق‬
‫جعلته مرفوعا و منسدال عىل عنقها عىل هيئة ديل حصان‪ ،‬و فس تان أسود‬
‫مرصع ابلملاس أمكل زينهتا مع وضع بروش فيض عىل صدر الفس تان‪.‬‬

‫أجعب املكل مبظهرها و تقدم حنوها‪ ،‬أمسك بيدها فبدأ آ معا رقصة الصالصا‬
‫الشهرية‪.‬‬
‫عىل ك خطوة هلام‪ ،‬اكنت رامو تزداد حقدا مللكها و ما صنعه هبا منذ قتهل‬
‫وادلها وصوال اىل قوانينه اجلدد‪...‬و مع اخر قانون تذكرته انهتت رقصهتام حبيث‬
‫ل تشعر امللكة برسعة مرورها‪.‬‬
‫لكن الرقصة ل تنهتيي عىل ايقاع موس يقي بل اكن رصاخ أليخاندرا الت‬
‫جتاوزت احلرس املليك فأمسكوا هبا حماولني ردعها من الوصول اىل ادلاخل‪،‬‬
‫لكن رسعهتا مسحت لها بتجاوزه و الوصول اىل قاعة العرش و الوقوف أمام‬
‫املكل و امللكة مث ايقاف رقصهتام‪.‬‬

‫ل تعبأ لتعهبا و قالت جبرأة واحضة ‪ :‬موالي املكل‪ ،‬ابلطبع تذكر من أان‪ ،‬لقد‬
‫اش تقت كل فعال‪ ،‬لقد أصبحت املكل أخريا‪ ،‬قلت كل‪ ،‬سوف تصل اىل هنا‬
‫يوما ما‪ ،‬أتذكر احلب اذلي اكن بيننا‪...،‬لقد عدت أخريا‪ ،‬مات من اكن‬

‫‪206‬‬
‫س يقف يف وجه حبنا‪ ،‬أان الآن حرة بفضل قانون وادلتك امللكة‪ ،‬لقد حضى‬
‫وادلاي حبياهتام من أجيل‪ ،‬أترى هام من اكان مينعاين من حب أي خشص‪....‬‬

‫اكنت تتحدث بأرحيية تمة فأمسك هبا احلراس لكن املكل أمره ابلتوقف و‬
‫تركها تهنيي الكهما‪.‬‬

‫أليخاندرا ‪ :‬عندما مسعت قانونك اجلديد و بعد تطبيق قانون امللكة الم‪،‬‬
‫أتيت مرسعة اليك للقي بنفيس يف حضنك من جديد و اىل البد‪.‬‬
‫حضك املكل بشدة و اس هتزأ هبا مث قال لها ‪ :‬أظن أنك ل تفهمي القانون جيدا‪،‬‬
‫أان أريد ك من يه عذراء‪ ،‬و أنت لست كذكل أتذكرين ذكل أيضا !‬
‫تسمرت عيناها عند اس هتزائه هبا فأجابت حماول ردعه ‪ :‬أتذكر ذكل جيدا‪ ،‬و‬
‫أتذكر أنه اكن بيننا طفل ! أرجوا أنك ل تنس ذكل !‬

‫صدمة قوية عىل رامو الت ل تربح ماكهنا و ل حترك ساكنا‪ .‬اكن هذا اخلرب لها‬
‫مبثابة نقطة اضافية يف حبهثا عن ماهية اندير و كيف تصل اىل حل اللعنة عن‬
‫طريق تفكيك خشصيته و التقرب اليه ما أمكن‪ ....‬بيامن لبثت الختان ماكهنام‬
‫قرب العرش و ل يتأثرا بيشء مما قالته العش يقة السابقة‪ ،‬و اكن مصهتام خميفا‬
‫ليشء خطري س يحدث بعد حلظات‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫أجاب املكل أليخاندرا مهتكام ‪ :‬أجل‪" ،‬اكن"‪ ,‬لنه قد مات عىل ما أعتقد‪،‬‬
‫أظن أنه جيب أن تراجعي معلوماتك قليال‪ ،‬و الآن هيا اغريب عن وهجيي‪ ،‬ل‬
‫يعد دليك نفع و ل يكن كل أصال‪.‬‬

‫ل تصدق أليخ ردة فعهل و اش تعلت انر الغضب يف قلهبا مث اس تدارت حماول‬
‫فعل أي يشء لتفرغ ما يف داخلها‪ ،‬حاولت اخلروج من القرص لكهنا فضلت‬
‫أن تشعل النار يف داخهل‪ ،‬و عىل غفوة من احلارس أمسكت بسالحه الناري‬
‫و اس تدارت من جديد حماول التصويب عىل املكل أو احدى عش يقاته لكن‬
‫رامو اكنت أرسع مهنا و اهنالت علهيا برضبة قوية عىل الرأس مبصباح اكن عىل‬
‫مييهنا مما جعلها تفقد الوعي و تؤخذ اىل السجن عىل يد احلراس حتت أمر‬
‫امللكة‪.‬‬
‫اكنت رامو هتم ابخلروج من القرص لكن عندما التفتت و نظرت اىل الختان‬
‫و لوهل من الزمن و كهنا ومضة ضوء قوية أثرت عىل دماغها‪ ،‬تذكرت نفسها‬
‫كوهنا عذراء قوهما و تذكرت لعنهتا و حزهنا لفقدان عائلهتا و الانتقام اذلي‬
‫جاءت به اىل القرص‪ ،‬تذكرت أيضا زوهجا اسرت‪ ،‬وعده لها و عدد العالقات‬
‫الت قامت هبا بعد موته‪...‬دخلت من جديد يف متاهة الحزان‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫مع هناية غري متوقعة للحفل‪ ،‬اختار املكل أن يقيض ليلته مع احدى عش يقاته‬
‫اجلدد قبل أن يقوم بترسحيهن من أجل أخرايت جدد‪.‬‬
‫دخل اىل غرفته حيث اكنت مااي تنتظره‪ ،‬لكن اليوم ل تبدي خوفها أو وضعية‬
‫امحلاية الت شعرت هبا أول يوم‪ ,‬اقرتب املكل مهنا فهنضت من الرسير و‬
‫أمسكت عنقه بقوهتا الضئيل مقابل قوته اجلبارة‪ ،‬ذلكل أمسك هبا بقوة و‬
‫حاول خنقها لكن رذاذا قواي اكن عىل أرجاء الغرفة جعل احلرس يفقدون‬
‫وعهيم و يسمح بدخول غااي لتمكل خطهتا مع أخهتا من أجل اختطاف املكل‪.‬‬
‫دخلت اىل هبو الغرفة و مكنهتا قوهتا من رضب املكل عىل مؤخرة رأسه و‬
‫جعهل يفقد الوعي بدوره‪.‬‬
‫سقط جسده الضخم عىل جسد مااي حفاولت أخهتا نزعه عهنا‪.‬‬
‫جنحت الختان يف هدم جسد املكل فأخذنه بني أجساد احلرس املكومة‬
‫جبانب الغرفة‪ ،‬مث عربن به من ممر رسي عرثت عليه غااي منذ بداية تنفيذ‬
‫خطهتا‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫يف حديقة القرص اكنت رامو عىل موعد مع من تضع يدها معها من أجل هدف‬
‫واحد هو القضاء عىل املكل و اهناء اللعنة‪.‬‬
‫تقدمت بفس تاهنا السود اىل المام و قالت خماطبة رفيقهتا ‪ :‬اكن دليه طفل‬
‫من عش يقة سابقة رسية‪ ،‬لكنه مات عىل حسب قوهلم ! كنت س تصبحني‬
‫خال !‬

‫أجابت سنسينات مهتمكة ‪ :‬اي للسف ! أظن أن هذا اخلرب لن ينفعنا يف‬
‫يشء !‬
‫رامو ‪ :‬هذا ما اعتقدت أان أيضا ! لكن أظن أهنا مريضة نفس يا استنادا اىل‬
‫طريقة الكهما و حماولهتا قتل املكل من أول لكمة سيئة يقولها حولها ! لقد‬
‫عرضت نفسها عىل املكل أمام املل ! أظن أهنا جمنونة !‬
‫سنسينات ‪ :‬حس نا‪ ,‬جيب حراسة هذه العش يقة‪ ،‬أظن أهنا خطرية عىل املكل‬
‫و تنوي الانتقام منه ! جيب أن نلحق هبا أيامن ذهبت ! ميكن أن تفيدان يف‬
‫يشء !‬
‫رامو ‪ :‬ابلطبع‪ ،‬لقد أمرت بسجهنا و سأضع من حيرسها جيدا !‬
‫سنسينات ‪ :‬جيد‪ ،‬ال تقلقي سوف نقيض عليه و جند وادلي و أعدك أننا‬
‫سوف نهنيي اللعنة معا‪ ،‬لعنة العال و لعنتك !‬

‫‪210‬‬
‫الفصل ‪4‬‬
‫" أصعب ما مير عىل املرء ‪ :‬رصاع املايض و احلارض"‬

‫وسط متاهة الحزان الت تعيشها رامو‪ ،‬دخلت يف رصاع مع ماضهيا و‬


‫حارضها‪...‬ويه الآن ختاطب نفسها داخل غرفهتا‪.‬‬
‫رامو ‪ :‬كيف فعلت هذا !؟ ل أعد أس تطيع التحمل‪ ,‬أان العذراء‪...،‬تذكرت وعد‬
‫زوهجا لها ‪ " :‬لن أختىل عنك أبدا‪ ،‬سوف أنتظرك طوال حيايت‪ ،‬أان أحبك‬
‫جدا‪..."...،‬تذكرت مجيع عالقاهتا من أول عش يق لها اىل أآخر خشص لهنا ال‬
‫تنوي الاقرتاب من خشص أآخر جمددا‪ ،‬تذكرت وردهتا البيضاء و فس تان‬
‫زفافها و كيف ضاعت ذكرايهتا و تالشت قصة حهبا السرت‪ ...‬أش تاق اىل حبنا‬
‫اي عزيزي‪ ،‬أش تاق اىل براءيت و حيب كل‪ ،‬لقد كنت أسعد من أبسط‬
‫الش ياء‪ ،‬أين أان الآن من ذكل‪ ،‬انتقايم و لعنت‪ ،‬ل أعد أس تطيع العيش‬
‫هكذا‪ ،‬لقد غرقت داخل هذه اللعنة‪ ،‬لقد اقرتبت من رجال ال أكن هلم شيئا‪،‬‬
‫و لكن اقرتبت مهنم بدافع احلب‪ ،‬هل مقت خبيانتك اي حبييب‪ ،‬هل ارتكبت‬
‫هذا يف حقك‪ ،‬ال أس تطيع الاعرتاف بذكل أو فهم ما أعيشه‪ ،‬أان أحبك جدا‪،‬‬
‫و كيف اس تطعت أن أفعل شيئا مماثال‪ ،‬لقد دمرت نفيس و دمرت حيايت‪،‬‬
‫كيف ل أقاوم اللعنة‪ ،‬هل يه أقوى مين‪ ،‬هل سأعيش هكذا طوال‬
‫حيايت‪...‬ال‪...‬ال‪...‬بدأت ترصخ بقوة و تريم ك ما جتده أماهما فاقتحمت‬
‫سنسينات ابب غرفهتا و أمسكت جبسدها فعانقهتا حماول هتدئهتا‪....‬‬

‫‪211‬‬
‫قالت و يه عىل غري وعي ‪ :‬ساعديين اي سنسينات‪ ،‬أان تهئة‪ ،‬لقد مقت خبيانة‬
‫يف حق زويج و يف حق نفيس‪ ،‬لقد انغمست داخل اللعنة غري مدركة‬
‫للعواقب‪ ،‬لقد متتعت و أان أنساق فهيا‪ ،‬الشخص اذلي شهدته ل يكن أان‪،‬‬
‫لست هكذا‪ ،‬ل أعد أحتمل هذه اللعنة أو لعنة العال‪ ،‬لقد تعبت جدا‪...،‬‬
‫أرجوك أنقذيين‪...‬‬

‫ادلموع متلؤ عينهيا و احلزن يغطي عىل قلهبا‪ ،‬حاولت سنسينات هتدئهتا فقالت‬
‫‪ :‬تعلمني جيدا أنين جبانبك‪ ،‬س بق أن وعدتك بذكل‪ ،‬اسرتيخ أرجوك‪،‬‬
‫سوف جند حال قطعيا‪ ،‬ال ختيش شيئا‪ ،‬لقد قلت يل سابقا أنين مبثابة أخت‬
‫كل‪ ،‬أتذكرين‪ ،‬أنت أيضا كذكل و لن أتركك تعانني هكذا‪ ،‬أنت ل ترتكيب‬
‫خيانة يف حق أحد‪ ،‬أنت بريئة متاما‪...،‬رامو أنت حباجة اىل طبيب نفيس !‬
‫نظرت رامو الهيا و قالت ‪ :‬أجل‪ ،‬أان عىل وشك اجلنون‪ ،‬سأفقد صوايب‪ ،‬أان‬
‫حباجة اىل املساعدة‪ ،‬أرجوك !‬
‫***‬
‫يف ماكن رسي قرب القرص‪ ،‬قامت غااي و مااي ابخفاء املكل و منعه من‬
‫الك‪ ،‬اكنت تكتفي احداهام بتقدمي املاء اليه حتت حامية الخرى‪...‬‬
‫اليوم بعد مرور أربعة أايم عىل اختطافه و حبسه يف ماكن مظمل‪ ،‬دخلت مااي‬
‫اىل الغرفة و حلقت هبا غااي‪ ،‬حيث اكن املكل فاقدا لوعيه و جمردا من رداءه‬
‫السود و تجه‪.‬‬
‫‪212‬‬
‫مااي ‪ :‬هل ما نفعهل عىل صواب ؟‬
‫غااي ‪ :‬أجل‪ ،‬هل نسيت خطتنا‪ ،‬جيب أن جنعهل يعاين مثل شعبه‪ ،‬ان اكن‬
‫يس تحق شعبا أو اعتالء عرش وادله‪ ...‬أفضل أن أعيش يف فقر مدقع عىل أن‬
‫أعيش عش يقة لحد و لو اكن املكل‪...‬‬
‫مااي ‪ :‬أجل‪ ،‬ال هيم ما نعيشه بسبب اللعنة ما دمنا معا‪ ،‬و ما دمنا حنب‬
‫بعضنا‪ ،‬لن أكرثت ليشء أآخر‪ ،‬ك ما أريده هو وجودك جبانيب !‬

‫تعانقت االثنتان و ذهبتا تركتان الغرفة‪.‬‬


‫***‬
‫يف السجن املليك حيث اكنت تقبع أليخاندرا‪ ،‬قدمت الهيا رامو و قالت لها ‪:‬‬
‫أريد أن أعرف فقط‪ ،‬كيف تسمح كل نفسك ابغراء املكل و وهب نفسك‬
‫اليه أمام املل !؟‬
‫ل تنظر الهيا السجينة و قالت ‪ :‬ببساطة لنين أحبه ! احلب نقطة ضعفي‬
‫أيضا‪ ،‬لكن أفهم ملا تسأليين هذا ! أنت لست مثيل‪ ،‬لنك العذراء‪ ،‬ال حتبني‬
‫أحدا‪ ،‬أنت ملعونة‪ ،‬و س تظلني هكذا طوال حياتك‪ ,‬من رجل اىل أآخر‪ ،‬لن‬
‫احلب ليس نقطة ضعف كل و ليس هل ماكن يف قلبك !‬

‫‪213‬‬
‫من شدة صدمهتا صفعهتا رامو بقوة و ادلموع متلؤ عينهيا‪ ،‬مث أخلت سبيلها و‬
‫ذهبت اىل خمدعها يف انتظار الطبيب املعاجل‪.‬‬
‫***‬

‫‪214‬‬
‫عال اليوم تطبعه قوانني تنص عىل عدم توفر أي خشص عىل مأوى أو عيش‬
‫كرمي‪ ،‬لن املكل أراد أن يكون وحده من ميكل ك يشء‪ ،‬ذلكل قام بتجريد‬
‫اللك من مسكهنم و جعلهم يعيشون حتت رمحته و من أجل ذكل جيب عىل‬
‫ك من يريد الك أو الرشب أن يتجه اىل القرص و ينتظر دوره للحصول‬
‫عىل بعض الفتات‪.‬‬
‫زايدة عن قوانني بريينس‪ ،‬يعيش امجليع يف حزن و فقر‪ ،‬خاصة شعب املكل‬
‫الاس باين‪ ،‬منتظرين تطبيق القوانني يف مجيع أحناء العال‪ ،‬حبمك أن املكل يريد‬
‫الاس متتاع لوحده بقوانينه حاليا‪.‬‬
‫***‬
‫امجليع اكن حتت وطأة هذه القوانني القاس ية اال امللوك مثل ما أرادت بريينس‬
‫ذكل يف قوانيهنا اخلاصة‪ ،‬ذلكل سمل غونغ مهنا لكنه ل يسمل من عذاب ابنه و‬
‫قربه‪ ،‬غري أنه ل يستسمل طوال مدة حبسه يف ماكنه املظمل و تشبث بأمهل‬
‫الوحيد و هو الوصول اىل الشخص احملتجز جبانبه‪ ،‬ذلكل و بعد مدة غري‬
‫طويل من احلفر و مبساعدة رطوبة اجلو و المطار الغزيرة الت عرفها اجلو يف‬
‫تكل الفرتة اس تطاع أخريا أن هيدم احلائط اذلي اكن بيهنام و وصل اىل الغرفة‬
‫الخرى الت اكنت أكرث نورا و ارشاقا‪.‬‬
‫وجد هناك رجل ل يكن دليه معرفة وطيدة به‪ ،‬لكن قدرهام اكن مرتبطا من‬
‫بداية احلاكية‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫اس تطاع غونغ أن يتحدث أخريا و قال جبسم يرتعش و نفس تلهث ‪ :‬من أنت‬
‫و ماذا تفعل هنا !؟‬
‫حتدث الرجل الآخر بأرحيية كنه ل يكن حمتجزا بل مس تضاف عند أحده ‪:‬‬
‫ساعدين أرجوك ! مث مد يده اليه و ساعده عىل الوقوف‪.‬‬
‫***‬
‫اكن ما يعيشه العال بأرسه و شعب املكل الاس باين خاصة هو حال غااي و‬
‫أخهتا‪ ،‬حبيث اليوم قررت أن تذهب مااي لتنظر اىل حال اندير و هل ما زال‬
‫عىل قيد احلياة‪.‬‬
‫مااي ‪ :‬سوف أذهب اليوم و أنظر اىل حاهل‪.‬‬
‫غااي ‪ :‬ملاذا س تذهبني حلاكل‪ ،‬انتظري قليال ليك نذهب معا‪ ،‬أخاف عليك من‬
‫غدره !‬
‫مااي ‪ :‬ال تقلقي‪ ،‬سوف أس تطلع حاهل من النافذة فقط‪ ،‬و أعود حاال !‬
‫غااي ‪ :‬حس نا و ال تتأخري أرجوك !‬

‫من وسط احلشد اذلي يقطن الشارع‪ ،‬تقدمت مااي و التفتت لتنظر اىل أخهتا‬
‫و تودعها‪ ،‬وداعا قصريا‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫أرضية الشوارع اكنت مسكهنم‪ ،‬ال يسمح هلم ابالقرتاب من منازهلم اال بأمر‬
‫املكل‪ ،‬أو تقدمي اخلدمة املعروفة من أجهل‪ ،‬ذلكل مت السامح ملااي و غااي‬
‫ابدلخول اىل مزنهلم و اخذ ما يريدونه لهنم قدمن ما يريده املكل‪.‬‬

‫أخذت الاختان ما يلزهما من لباس فقط و أخذن معهن خلسة مالبس‬


‫اضافية للك من يقطن الشارع بقرهبم‪ ...‬أما الك فاكن مصدره القرص فقط و‬
‫ممنوع عن أي خشص خمالفة القانون و الطبخ أو جلب قوهتم من أي ماكن‬
‫أآخر‪.‬‬
‫***‬
‫بعد حترير أليخاندرا ذهبت مبارشة اىل حيث يتواجد مقر سكهنا قرب القرص‬
‫و تفاجأت من وجود غااي و مااي هناك‪ ،‬فتذكرت يوم قدوهما اىل القرص و كيف‬
‫أهاهنا املكل أماهمام‪ ،‬و تذكرت جيدا النظرة الت كن حيملهنا حنو عش يقها و أب‬
‫طفلها‪ ،‬ربطت الحداث ببعضها منذ اختفاء املكل و بدأت تشك يف كوهنام‬
‫السبب يف ذكل‪ ،‬فقررت تعقب حراكهتام‪.‬‬
‫***‬
‫أليخاندرا بعد حتريرها اكنت عىل مرأى من سنسينات الت قررت من قبل‬
‫اللحاق هبا لكوهنا حسب ظهنا مفيدة لها يف العثور عىل املكل أو أي يشء‬
‫ميكن أن يهنيي املعضل الكربى‪ ...‬لن ك ما خيفيه املكل يف جعبته و ماضيه‬
‫ميكن أن يؤثر يف حارضه‪.‬‬
‫‪217‬‬
‫ذلكل قررت اللحاق هبا‪.‬‬
‫***‬
‫وصلت مااي اىل اخملبأ الرسي و وجدت املكل يف نفس حاهل ؛ ملقى عىل‬
‫الرض‪ ،‬وجه شاحب‪ ،‬مف أبيض‪ ،‬عينان مغلقتان و التعب يس يطر عىل‬
‫جسده‪...‬اكنت أربعة أايم اكفية لتحطم من قوته و جأشه‪ ،‬لكهنا لن تقلل من‬
‫قوة نفسيته و تفكريه لن اذلي س يفعهل بعد حلظات لن يغفر للايم قسوهتا‬
‫علهيا‪.‬‬
‫بعد اطمئناهنا عليه قررت اذلهاب والالتحاق بأخهتا‪ ،‬اس تدارت لتفاجهئا‬
‫طعنة قوية ابلسكني اذلي اكنت حتمهل أليخاندرا دامئا يف خبااي مالبسها‪.‬‬
‫سقطت مااي غارقة يف دماهئا أمام أعني سنسينات الت صعقت من هول‬
‫احلادثة‪.‬‬

‫أخذت أليخاندرا مفتاح الغرفة و أخرجت حبيهبا بلك ما متلكه من قوة‪ ،‬محلت‬
‫جسده بني يدهيا و قامت جبره بعيدا حىت غابت عن أعني سنسينات الت ل‬
‫تعرف هل تلحق هبا و تنقذ املكل من يدهيا أم تلبث ماكهنا اصغاء النسانيهتا‬
‫و تنقذ عش يقته الوىل‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫الفصل ‪5‬‬
‫" عالج حم متل "‬

‫اللعنة أخذت دورها من جديد داخل مزنل الضابط الراحل جنجي‪ ،‬اليوم‬
‫أمكلت زوجته سوران س هنا الثالثني‪.‬‬
‫سوران ‪ :‬اذن‪ ،‬لقد حان وقت الوداع‪ ،‬كيف سأفعل هذا‪ ،‬كيف سأتركك‬
‫وحيدا بني ك هذه الالم و املأآيس‪ ،‬ال أس تطيع‪ ،‬كيف س تعيش وحيدا بدون‬
‫وادليك‪ ،‬أآه اي أدان‪ ،‬وادلك حضى بنفسه من أجكل و الآن حان دوري‪ ،‬أفعل‬
‫ك يشء من أجكل‪ ،‬لكن ال أس تطيع تركك وحيدا‪ ...‬ما اذلي سأفعهل الآن‬
‫؟!‬
‫حبرقة ذرفت دموعا غزيرة خفية عن ابهنا اذلي جيلس جبوار صديقه وسط‬
‫الشارع‪ ،‬لكنه يف حلظة أحس بيشء غريب راوده عن نفسه ذلكل جلأ اىل أمه‬
‫فوجد ادلموع متلؤ عينهيا فقال ‪ " :‬أيم‪ ،‬ما بك هل تبكني ؟ " فأجابت نفيا و‬
‫عانقته بشدة بعد أن وجدت أخريا احلل اذلي يس تطيع أن يرحي ابلها بعد‬
‫موهتا‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫يف غرفة همجورة قامت أليخاندرا ابحضار املكل و حقنه مبصل مغدي نظرا‬
‫لكوهنا طبيبة مما ساعدها يف معرفة حالته و تشخيصها عىل أهنا حال فقدان‬
‫وعي مؤقت‪.‬‬
‫أليخاندرا ‪ :‬ها أنت ذا بني يدي أخريا اي حبييب‪ ،‬لقد حانت الآن اللحظة الت‬
‫أنتظرها‪.‬‬
‫بني عروق يده ل يمت حقن املصل فقط بل أضافت أليخ مادة خمدرة متكهنا من‬
‫جعل املكل يعرتف بلك ما تريده منه‪ ...‬ذلكل أخذت احلقنة الت س بق و‬
‫حرضهتا منتظرة اسرتجاعه لوعيه مث حقنته هبا حتت أنظار سنسينات الت‬
‫حلقت هبا بعد أن جاءت غااي و أنقذت أخهتا لرؤيهتا أليخاندرا تتبع خطواهتا‪.‬‬

‫بعد احلقنة ؛‬
‫أليخاندرا ‪ :‬أخربين ما هو امسك !؟‬
‫أجاب املكل بنظر اثبت و عقل شارد ‪ :‬اندير‪.‬‬
‫فرحت لنجاح مفعول دواهئا و توهجت مبارشة اىل السؤال املس هتدف ‪ :‬اكن‬
‫بيننا طفل‪ ،‬أليس كذكل !؟ أين هو الآن ؟‬
‫جوابه اكن صدمة اكنت تؤمن يوما ما أهنا س تصل اىل مسامعها ‪ :‬أجل اكن‬
‫بيننا طفل‪ ،‬أخذته و وضعته بني يدي جنجي و سوران‪ ،‬امسه أدان !‬

‫‪220‬‬
‫ل تكن العش يقة يه الوحيدة الت تفاجأت بقول املكل بل أخته المرية الت‬
‫أبدت ردة فعل غري متوقعة جعلت من حضورها اخملفي يظهر أمام‬
‫اللك‪...‬رصخت غري متقبل للحقيقة الت مسعهتا للتو و جعلت رس أآخر‬
‫ينكشف اليوم‪.‬‬
‫أليخاندرا ‪ :‬ماذا تفعلني أنت هنا !؟‬
‫عند الكهما اسرتجعت وعهيا قليال و عادت اىل رشدها مث قالت ‪ :‬أليخاندرا‪،‬‬
‫اس متعي جيدا ايل‪ ،‬أنت فعلت الآن شيئا يبدو مبنهتيى البساطة ابلنس بة كل‪،‬‬
‫لكنه قد ينقذ البرشية بأمكلها‪ ،‬دواءك ذكل س يجعلنا نتحمك ابملكل و جعهل‬
‫يعرتف ابحلقيقة الت خيفهيا عن حل اللعنة‪ ،‬أرجوك انوليين اايه !‬
‫حضكت أليخاندرا بسخرية بيامن اكن املكل يسرتجع وعيه قليال مث قالت ‪ :‬هل‬
‫جننت ! هل تريدين فعال أن أعطيك ادلواء و أبطل اخلطة الت رمسها حبييب‬
‫و موالي‪ ،‬أان أحبه جدا و لن أفعل شيئا يرضه أو خيرق قوانينه‪ ...‬أو هل‬
‫تريدين حال أآخر‪...،‬‬
‫أخذت ادلواء املضاد للمخدر و حقنت املكل به بعد عراك طويل مع المرية‪.‬‬

‫سنسينات ‪ :‬ماذا فعلت الآن‪ ،‬ما اكن هذا !؟‬


‫أليخاندرا ‪ :‬انه ادلواء املضاد‪ ،‬و مبجرد أن يمت حقنه‪ ،‬ال يس تطيع املرء أن‬
‫يس تفيد من مفعول اخملدر اال بعد مرور شهر عىل حقن املضاد‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫قالت ذكل مث ابتسمت بهتمك و قالت ‪ :‬هل أتيت هنا من أجل أخوك‪،‬‬
‫حس نا‪ ،‬ها هو‪ ،‬خديه‪ ،‬لقد انهتيت منه فعال‪ ،‬أخذت ما أريده و سأآخذ‬
‫طفيل و أرحل بعيدا‪.‬‬
‫قالت سنسينات حبرسة ‪ :‬فعال أنت جمنونة‪ ،‬تظنني أنه سريمحك بعد اذلي‬
‫فعلته‪ ،‬أنت أيضا س تطبق عليك القوانني الت تقدسيهنا‪ ,‬س تعانني أيضا‪ ،‬جيب‬
‫أن تتحميل نتيجة غبائك !‬
‫واهجت الكهما القايس بسخرية و ذهبت من ماكهنا لتسمح لها بأخذ جسد‬
‫املكل اذلي يسرتجع وعيه شيئا فشيئا‪.‬‬

‫داخل القرص اكنت تعيش رامو رصاعا قواي بني أفاكرها و مشاعرها أمام‬
‫الطبيب‪ ،‬فمبجرد جلوسها أمامه بدأت تتساقط ذكرايهتا و أحزاهنا‪ ،‬لتصل‬
‫أخريا اىل حل مؤقت يهنيي مشالكهتا‪.‬‬
‫قامت بتحيته بوجه بشوش خمالف لذلي دخلت به قبل وصوهل‪ ،‬ذهب يف‬
‫سبيهل و خرجت من الغرفة و كهنا تركت ك ما عانت منه فوق فراشها‪،‬‬
‫لتس تقبلها سنسينات برصاخها‪.‬‬

‫قالت سنسينات بنفس منقطع ‪ :‬رامو‪....،‬لقد عرثت عىل املكل !؟‬


‫تفاجأت رامو من مظهرها املتعب و قالت ‪ :‬أين ؟ أين هو الآن و كيف‪...‬؟‬

‫‪222‬‬
‫سنسينات ‪ :‬لقد اختطفته البنات‪ ،‬غااي و مااي‪ ،‬لكن أليخاندرا حلقت ب مااي‬
‫و عرثت عليه مث طعنت مااي‪ ،‬و حلقت هبا‪ ،‬و عرفت الرس اذلي بينه و بني‬
‫أليخ‪ ،‬طفلهام ما زال حيا‪ ،‬انه أدان ! و تدرين كيف عرفت أليخ احلقيقة‪ ،‬لقد‬
‫حقنت املكل مبادة خمدرة جعلته يعرتف بلك ما تريده !‬
‫اتسعت حدقتا رامو و راودهتا نفس فكرة سنسينات لكهنا هدأت من روعها‬
‫و قالت ‪ :‬لكن أليخ أخربتين أن مفعول اخملدر يتطلب مرور شهر ليك يعمل‬
‫من جديد بعد حقن الشخص ابملضاد‪.‬‬
‫رامو ‪ :‬ميكن أن تكون كذبة‪ ،‬ال جيب أن نثق هبا‪ ،‬علينا أن جنرب أيضا !‬
‫أخرجت سنسينات ادلواء من جيب فس تاهنا البيض و قالت ‪ :‬لقد أخذته‬
‫خلسة بعدما نسيته أليخ يف الغرفة‪ ،‬هل جنربه الآن !؟‬
‫أخذت رامو ادلواء من يدها و متعنت فيه جيدا و كهنا ترى احلل القطعي‬
‫لهناية اللعنة بني يدهيا مث أعادته‪ .‬الهيا و قالت ‪ :‬أين املكل الآن !؟‬

‫تواجد املكل يف قاعة العرش‪ ،‬حبيث تركته سنسينات أمام بوابة القرص و‬
‫ذهبت خلسة خلف البوابة لتلتحق برامو يف خمدعها‪ ...‬أما املكل فأخذه اجلنود‬
‫عند رؤيهتم هل و اعتنوا به اىل أن اس تعاد وعيه‪ ،‬و هو الآن يف قاعة العرش‬
‫بدون تجه و ال لباسه اخلاص‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫اندير ‪ :‬أعتذر منمك مجيعا عىل غيايب املطول‪ ،‬لقد متادت يف حقي عش يقايت و‬
‫متردن عىل قانوين اجلديد‪ ،‬لكهنم أخذوا عقاهبم ابلاكد و أان الآن هنا أماممك من‬
‫جديد‪...‬قال ذكل و هو ينظر اىل مسدسه اذلي اكن حيتفظ به بعد حادثة‬
‫أليخاندرا و حماولهتا قتل امجليع بعدما أخذت السالح من أحد اجلنود‪.‬‬
‫اكن خياطب شعبه عرب املبارش بعد اعالن الضباط عودته‪ ،‬و أمام من اكن‬
‫حارضا حيهنا حتت حتمكه من جديد يف أدمغهتم‪...‬‬
‫دخلت رامو بعد قليل و التحقت بزوهجا املكل اذلي عانقها بشدة و عرب لها‬
‫عن اشتياقه لها منذ غيابه عهنا‪...‬بيامن اكنت سنسينات تقف خلسة خلف أحد‬
‫أسوار القاعة حامل اخملدر بني يدهيا عىل نية حقنه للمكل و اعرتافه حبل‬
‫اللعنة‪.‬‬

‫أمام املل دخلت سوران حامل طفلها بني يدهيا‪ ،‬تقدمت اىل المام بعدما‬
‫أ ِذن لها املكل بذكل و قالت ‪ :‬موالي‪ ،‬مواليت امللكة‪ ،‬أنمت عىل عمل ابلقوانني‬
‫الت َسنهتا امللكة الم قبل وفاهتا‪ ،‬تضحية الآابء حبياهتم‪ ،‬أان أيضا اليوم وصلت‬
‫اىل الهناية‪ ،‬هناية حيايت‪ ،‬مثل ما حضى جنجي حبياته‪ ،‬أان أيضا سأقوم بذكل‬
‫اليوم‪ ،‬لكن ال أريد لطفيل أن يعيش وحيدا‪ ،‬أريده أن يعود اىل حيث ينمتي‪،‬‬
‫أريد أن أعيده اىل وادله املكل ليمكل حياته حيث جيب أن يكون‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫تظاهرت رامو بصدمهتا بيامن اكنت صدمة امجليع حقيقية‪ ،‬ليقطع مصت تفاجهئم‬
‫دخول أليخاندرا املباغت و هتامج سوران‪.‬‬
‫أليخاندرا ‪ :‬أدان ابين أان‪ ،‬أريد ابين الآن !‬
‫تفاجأت سوران بدورها وقالت ‪ :‬من أنت‪ ،‬أان ال أعرفك !‬
‫حاولت أن تفهم القصة من املكل لكنه اكن أرسع مهنا و اس تل سالحه و‬
‫أصابت رصاصته رأسها لتسقطها رصيعة أمام طفلها‪.‬‬
‫أمام هول املنظر‪ ،‬أخذت أليخاندرا الطفل بني يدهيا و حاولت تقبيهل لكن‬
‫املكل ابغهتا برصاصة واحدة قضت عىل حياهتا و أهنت رصاعها و انتظار‬
‫الس نني‪...‬فقال املكل ‪ :‬لقد أزجعوين فعال !‬

‫سقطت اجلثتان أمام قدميه و أمام املل‪ ،‬بيامن اكنت سنسينات ترجتف خلف‬
‫السور‪ ،‬و ل تلحظ االشارة الت قامت هبا رامو اال بعد حلظات من ذهاب‬
‫اجلنود حتت أمر املكل‪.‬‬

‫أمر اندير امجليع ابالنرصاف اال من حرض من الشعب و أمر أيضا برتك البث‬
‫املبارش بِنية خطاب اكن ينوي تقدميه حول طفهل‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫رمقت رامو طفل املكل و محلته بني يدهيا حماول هتدئته و هو ينظر اىل جثة‬
‫أمه الغارقة يف دماهئا فقالت ‪ :‬ما اذلي فعلته‪ ،‬هل جننت ؟! مث أشارت اىل‬
‫سنسينات برمشة من عينهيا‪.‬‬
‫دخلت سنسينات مرسعة خلف املكل و حاولت حقنه ابخملدر لكن رصاخ‬
‫الشعب جعهل يلتفت و ميسك هبا حماوال خنقها‪ ،‬سقطت احلقنة من يدها أمام‬
‫أنظار رامو الت شلت أطرافها و ل تعمل ما اذلي حل هبا‪ ،‬مث تذكرت أخريا‬
‫وعدها ابالنتقام و عالقهتا مع المرية فرتكت أدان و ذهبت حماول ابعاد يدي‬
‫املكل عن عنق أخته المرية لكنه اكن أقوى مهنا أيضا و أمسك بعنقها يه‬
‫الخرى بيامن اكنت سنسينات حتاول اسرتجاع قوهتا و أنفاسها‪.‬‬

‫اكن املشهد بأمكهل عىل مرأى من الشعب سواء عىل الهواء أو مبارشة من‬
‫القرص‪.‬‬

‫بيامن اكن حياول قتلها‪ ،‬تذكرت رامو رشيط حياهتا منذ والدهتا و لقاءها حببيهبا‬
‫و زوهجا اسرت‪ ،‬لعنهتا‪ ،‬فقدان عائلهتا‪ ،‬لعنة العال‪ ،‬حب املكل و ابنه لها‪ ،‬موت‬
‫بريينس و سال‪ ،‬اىل هذه اللحظة الت حياول اندير قتلها فهيا‪.‬‬
‫أصبح لون وهجها مزرقا و النفس ينقطع عهنا‪ ،‬حيهنا عادت سنسينات اىل‬
‫وعهيا و رأت أماهما سالح املكل و ل خيطر ببالها يشء اال أن تصوب عىل‬
‫رأسه و تسقطه جثة هامدة و تنقذ بذكل رامو غري مبالية بعواقب فعلهتا‪.‬‬
‫‪226‬‬
‫اسرتجعت رامو وعهيا و عادت أنفاسها ببطء شديد‪ ،‬لكن حالها حتسن و‬
‫عادت اىل رشدها لتجد جثة املكل هامدة أماهما و تصعق من هول املنظر‪.‬‬
‫اسرتجلت و رأت السالح بني يدي المرية و يه ترتعد بشدة و كهنا ل‬
‫تصدق ما فعلته للتو‪ ...‬ذهبت الهيا رامو و حاولت هتدئهتا بيامن اكنت تقول ‪:‬‬
‫قتلت املكل ! وحده من اكن ميكل احلل ! كيف سنهنيي هذا‬ ‫فعلت ! لقد ُ‬ ‫ماذا ُ‬
‫الآن !؟ ماذا فعلت !‬
‫اكن تفكريها مماثال للعذراء أماهما لكهنا حاولت مواساهتا‪ ،‬يه الت حتتاج اىل‬
‫ذكل أيضا‪.‬‬

‫بعد موت املكل‪ ،‬بدأ امجليع يرصخ فهين بعد أن ل ينبسوا بلكمة عند قتهل‬
‫لسوران و أليخاندرا لهنم اكنوا حتت تأثريه‪ ،‬لكن بعد موته أصبح المر أكرث‬
‫من ذكل‪ ،‬لن رصاخهم اكن يزتايد‪ ،‬و وسط ذكل دخلت غااي بعد قدوهما من‬
‫املشفى و اطمئناهنا عىل تعايف أخهتا‪ ،‬لكن دموع احلزن اكنت تس يطر عىل‬
‫مشاعرها لهنا عىل موعد مع أول القوانني‪.‬‬
‫قدم اجلنود و حاولوا االمساك ابلمرية لكن رامو صدهتم عن ذكل وقالت‬
‫صارخة يف امجليع ‪ :‬أجل لقد مات املكل‪ ،‬مات من اكن يتحمك حبياتمك و‬

‫‪227‬‬
‫حبيايت‪ ،‬هل جننمت أم ماذا‪ ،‬هذا املكل‪ ،‬لقد جعل حياتمك بؤسا و أملا‪ ،‬لقد‬
‫دمر برفقة وادلته ك يشء مجيل يف هذا الكون‪ ،‬كيف تعبدونه بعد اذلي فعل‬
‫بمك‪ ،‬هل حيزنمك موته‪ ،‬أال تفقهون اذلي حيصل يف حياتمك‪ ،‬حس نا‪ ،‬لقد مات‬
‫الآن‪ ،‬اس متتعوا حبزنمك اىل البد‪ ،‬لن اذلي اكن بيده احلل‪ ،‬مات بتقديسمك هل‪.‬‬

‫أهنت الكهما مث سقطت أرضا تبيك حبرقة عىل هنايهتا احلزينة و فقدان أملها‬
‫الخري‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫خبطوات اثبتة دخل غونغ برفقة الشخص اذلي عرث عليه جبانبه‪ ،‬التفت‬
‫سنسينات لوهل و رأت وادلها فتقدمت برسعة اليه و عانقته غري مبالية‬
‫ابلشخص اذلي اكنت تعرفه متام املعرفة و الشعب أيضا اذلي تفاجأ كثريا‬
‫برؤيته‪.‬‬
‫قال غونغ مشريا اىل ضيفه ‪ :‬أعتقد أنه قد يفيدان يف معرفة حل اللعنة !‬
‫تقدم الشخص اىل المام جتاه رامو و نطق ابمسها‪ ،‬لتلتفت برسعة عند تذكر‬
‫نربة صوته و خترج لكمة وادلي من مفها بنربة حزينة‪.‬‬
‫اكن كيليان هو املتقدم أماهما‪.‬‬
‫قدومه جعل الرض هتزت أسفلها‪ ،‬اس تطاعت الهنوض أخريا و االرساع اىل‬
‫وادلها و معانقته حبرارة‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫الهناية‬

‫ما حقيقة موت كيليان و كيف وصل اىل خمبأ املكل ؟ هل س يظل العال حتت‬
‫وطأة القوانني أم هناك من يعرف احلل غري املكل ؟ ما اذلي قد يأيت به‬
‫كيليان و يساعد يف حل اللعنة ؟ كيف س يعيش أدان بعد فقدان عائلته ؟ ما‬
‫مصري مااي و أخهتا ؟ و كيف س يكون احلمك بعد موت اندير و من سيتوىل‬
‫العرش ؟‬

‫‪230‬‬
‫الفصل الخري‬
‫" ل أعمل أنه جيب أن أنتظرك لكن اعمل أن حيب كل اس متر معي و ل يفارقين‬
‫"‬
‫بعد تفجري القرص أصبح أكرث من نصفه عبارة عن حطام‪ ،‬حاول بعد ذكل‬
‫اندير أن يصلح ما بقي يف وقت قصري و جنح يف ذكل حبمك عدد العامل الهائل‬
‫و زايدة عن العامل اجلدد نتيجة قانونه الثاين‪ ،‬ل يمتكن الانفجار من قاعة‬
‫العرش و ال خمدع امللكة و هو الآن حيث يلبث غونغ و كيليان مع ابنتهيام و‬
‫احلديث يدور حول قصة وفاة كيليان و عودته جمددا‪.‬‬

‫رامو ‪ :‬أخربين اي أيب‪ ،‬أان مشوشة فعال‪ ،‬كيف حصل ذكل ؟ لقد رأيتك ميتا‬
‫أمايم !؟ أخربين كيف ؟‬
‫اكنت تعانقه بشدة و ادلموع متلؤ عينهيا‪ ،‬دموع فرح لعودة وادلها و دموع حزن‬
‫ملوت اندير و احلل معه‪...‬اختلطت علهيا املشاعر فاكتفت بعناق وادلها و‬
‫املكوث يف حضنه بعد أن غريت ثياهبا جراء تلطخها بدماء املكل و ارتدت‬
‫فس تاان نصفه ابيض بيامن اكن النصف الثاين مسودا‪ ،‬متاما مثل مشاعرها‪.‬‬

‫هنض كيليان و أخرب امجليع بلك ما مر به منذ بداية اللعنة ؛‬

‫‪231‬‬
‫كيليان ‪ :‬ذاك اليوم جاء ايل اندير ملامث بعدما جعل امجليع يتوقف عن احلركة و‬
‫أظهر يل وهجه مث قال يل‪" ،‬س تذهب معي" أخربته ماذا يريد مين و ل يعطين‬
‫فرصة الكامل حدييث و حقنين مبادة خمدرة جعلتين أغيب عن الوعي‪ ،‬اىل أن‬
‫وجدت نفيس يف تكل الغرفة‪ ،‬أخربته بعدها ماذا يفعل يب مث قال يل ‪ " :‬لقد‬
‫خدرتك و جعلت موتك حمققا أمام امجليع "‪ ،‬طلبت تفسريا فقال يل أنه أمر‬
‫مع اجلنود بمتثيل و تزييف وفايت جبعيل أظهر كنين طعنت نفيس‪ ،‬لكه اكن‬
‫متثيال‪ ،‬ادلماء و السكني‪ ،‬لكه اكن خدعة‪.‬‬

‫انتفضت رامو و قالت ‪ :‬لكن ملاذا فعل ذكل‪ ،‬ملاذا حيتجزك !؟‬
‫أجابت سنسينات ‪ :‬رمبا اكن ذكل مضن خطة قتهل لعائلتك‪ ،‬أتذكرين !؟‬
‫رامو ‪ :‬لكن لو أراد فعل ذكل لَ َقتهل‪ ،‬ملاذا حيتجزه طوال هذه املدة‪ ،‬هناك‬
‫سبب أآخر !‬

‫كيليان ‪ :‬ال أدري رمبا أنت عىل حق‪ ،‬اله هو أنين جبانبك الآن‪ ،‬و لن نفرتق‬
‫جمددا !‬
‫بني أطوار احلديث اكنت تفكر سنسينات بروية يف فعل أخهيا و سبب‬
‫اخفائه لوادل العذراء‪.‬‬
‫***‬

‫‪232‬‬
‫ذهب غونغ اىل خمزن القرص و أخذ ما اس تطاع من أك و ملبس لشعبه‬
‫القاطن شوارعه‪ ،‬بعد أن ودع المرية خرج و محل ك ما متكن منه و خرج‬
‫خلسة عن اجلنود‪ ،‬لن أدمغهتم ما زالت حتت رمحة القوانني و تلكيفهم بعقاب‬
‫ك من خيالفها‪.‬‬
‫بقي كيليان مع رامو يف خمدعها و يه يف حضنه يدردشان حول أي يشء‬
‫يشعران به بيامن مرت سنسينات جبانب الغرفة و توقفت تسرتق السمع عند‬
‫مجل قالها كيليان ؛‬
‫‪ -‬جيب أن تعلمي اي ابنت‪ ،‬أنين كنت أحب وادلتك جدا و يه الخرى اكنت‬
‫تبادلين ذكل‪ ،‬رمغ أهنا اكنت تعتربين ضعيفا و بسبيب أيضا قامت بلعنك‪،‬‬
‫لكهنا اكنت حتبين جدا‪ ،‬تكل اكنت نقطة ضعفها‪ ،‬كنا نتشاجر ابس مترار و لكن‬
‫احلب اذلي بيننا اكن دوما يتغلب عىل مشاعران‪ ،‬أان أآسف جدا لنين السبب‬
‫الرئييس يف لعنتك‪ ،‬لوال ما اهتمت وادلتك ابلضعف و التحايل ملا فعلت‬
‫ذكل‪ ،‬أدين كل هبذا الاعتذار طوال حيايت‪ ،‬و أرجو فعال أن جند حال قاطعا‬
‫يهنيي مأساة امجليع‪.‬‬

‫فهمت سنسينات املقصد و املغزى من حديثه‪ ،‬تذكرت الالكم اذلي قاهل اندير‬
‫لرامو عن احلب و أنه نقطة ضعف امجليع‪ ،‬توصلت أخريا اىل فكرة واحضة و‬
‫اجتهت مرسعة خبطى متعرثة تبحث عن وادلها‪.‬‬
‫‪233‬‬
‫***‬
‫رامو ‪ :‬ال جيب أن تلوم نفسك اي أيب‪ ،‬حيب كل يفوق أي يشء‪ ،‬و أان عىل‬
‫يقني أننا س نجد احلل‪ ،‬و س نظل معا اىل البد‪.‬‬
‫عانقت وادلها بشدة و أخربته بيشء اكنت ختفيه عن امجليع ‪ :‬أريدك أن تعمل‬
‫أنين كنت دامئا ما أعطي مالبسا و طعاما خفية عن اجلنود للشعب خارج‬
‫القرص‪.‬‬
‫فرح وادلها مبا فعلته و قال لها ‪ :‬أعمل ذكل‪ ،‬أعمل أنك طيبة القلب و لن حيلو‬
‫كل أن تعييش بسعادة كونك امللكة مقابل حزن و أل امجليع‪ ،‬هذه يه ابنت‪...‬‬
‫أان خفور بك !‬
‫رامو ‪ :‬أحبك اي وادلي‪ ،‬سأتركك للحظة و أذهب الهيم‪ ،‬لن تظل وحدك‬
‫فأدان جبانبك‪.‬‬
‫حضك قليال و قال ‪ :‬حس نا‪ ،‬انتهبيي جيدا لنفسك ! سأنتظرك‪.‬‬
‫***‬

‫دخل غونغ اىل القرص و أرسعت سنسينات اليه وقالت غري مبالية ابملقدمات‬
‫‪ :‬أظن أنين وجدت احلل ! نقطة ضعف الساحرة يه احلب ! و ابلتايل‪...‬‬
‫قاطعها غونغ بصمته و دهش ته من عواقب فكرهتا‪.‬‬
‫غونغ ‪ :‬هل تنوين قول ما أفكر فيه !‬
‫‪234‬‬
‫سنسينات ‪ :‬أظن ذكل !‬
‫صدمة قاس ية عىل كيليان اذلي مسع حديهثام و فهم هو الآخر قصدهام و احلل‬
‫الهنايئ للعنة‪ ،‬اكن ميسك أدان بني يديه و هو انمئ‪ ،‬ل ينبض قلبه المساكه‬
‫ابلطفل و احلنان اذلي شعر به حيهنا بل خلوفه و جزمه بهنايته القريبة حيث‬
‫عمل أخريا أنه وقت التضحية‪.‬‬
‫***‬
‫يف خضم هذه الرصاعات بعد موت املكل و دفن الرس معه‪ ،‬تركه البن‬
‫وحيد‪ ،‬رس اخفائه لكيليان‪...‬ل يعبأ العال لي يشء من ذكل اكن ك مههم هو‬
‫تعاس هتم الت أصبحت مالزمة لايهمم و ترقب أحوال بعضهم منتظرين فقط‬
‫موعد تضحيهتم حبياهتم و اهناء املأساة بطعنة واحدة‪...‬و بعضهم الآخر يتشبث‬
‫بأمل أخري نتيجته ابطال اللعنة‪.‬‬
‫حل الليل و البناء بني أحضان أآابهئم‪ ،‬و القمر املنري يشهد جتمعهم و يتأمل‬
‫بدوره لعلها أآخر ليل يعيش فهيا الناس يف ذكل الل و احلزن غري أن جتمعهم‬
‫يف الشوارع أضفى نوعا من ادلفء بيهنم رمغ أن قلهبم و تفكريه يسوده‬
‫احلزن‪.‬‬
‫***‬

‫‪235‬‬
‫يف الصباح الباكر‪ ،‬اكنت مااي ترقد بسالم يف غرفة املستشفى بعد أن تعافت‬
‫جزئيا من الطعنة و بعد أن اسرتجعت وعهيا قدمت غااي الهيا فتفاجأت من‬
‫الفس تان اذلي اكنت ترتديه‪.‬‬
‫مااي ‪ :‬ملاذا ترتدين فس تان زفافك !‪...‬ال أرجوك ال ختربيين بذكل‪.‬‬
‫تذكرت بعد سؤالها يوهما حني أخربهتا أخهتا أهنا يوم تمكل الثالثني سرتتدي‬
‫فس تان الزفاف اذلي حاكته وادلهتا هدية لها مبناس بة عيد ميالدها السابق‪...‬‬
‫أخربهتا غااي أهنا يوم تضحيهتا سرتتدي الفس تان و تفخر حبياهتا و متوت بسالم‬
‫بني ذراعهيا‪.‬‬
‫قالت غااي و احلزن ميل قلهبا ‪ :‬ليس يل خيار أآخر !‬
‫فأجابت مااي و يه ترصخ ‪ :‬اذن سأذهب معك ! سأيف بوعدي كل أيضا و‬
‫أكون جبانبك‪ ،‬سأموت بعدك و لن هيمين خشص !‬
‫***‬
‫بعد ليل هادئة‪ ،‬بدأت رامو تبحث عن وادلها اذلي اكن مالزما لها طوال‬
‫الليل و لكن يف غفل مهنا عند نقلها الطعام بيامن اجلنود النيام حبمك أن اللعنة ل‬
‫تصهبم‪ ،‬ذهب وادلها بعيدا‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫دخلت اىل ساحة املعركة حيث اكن غونغ يدرب ابنه اندير فنون القتال‪،‬‬
‫فوجدت سنسينات برفقة وادلها ينظرون اىل العىل و كن شيئا يثري اهامتهمام‬
‫فيه‪.‬‬
‫قالت بدون أن تكرتث لهدفهام ‪ :‬هل رأيامت وادلي ! لقد اكن جبانيب مث اختفى‬
‫يف غفل مين‪.‬‬
‫الحظت أخريا ادلموع يف أعيهنام و اهزت قلهبا عندما رأت وادلها عىل علو‬
‫ثالثة أمتار فوق السور يقف و السكني بني يديه‪.‬‬
‫اكنت ادلموع متلؤ عينيه و هو ينظر اىل ابنته‪ ،‬قرر أن يضحي بنفسه و يهنيي‬
‫اللعنة‪ ،‬خرج ابكرا و ذهب خلسة عن اجلنود اىل أعىل السور حرصا عىل‬
‫عدم ايقافهم هل لنه تأكد أن احلل يمكن بني يديه‪.‬‬

‫رامو ‪ :‬ال‪ ،‬ال تفعل هذا أرجوك ! ملاذا ؟‬


‫كيليان ‪ :‬ساحميين اي ابنت‪ ،‬حيب أن أفعل هذا !‪...‬‬
‫قاطعت الكمه برصاخها حفاولت سنسينات ثنهيا عن ذكل قائل و ادلموع‬
‫تلهب عينهيا ‪ :‬رامو أرجوك‪ ،‬أان أآسفة جدا‪ ،‬حنن مضطرين اىل ذكل‪ ،‬أان أآسفة‬
‫جدا‪...‬‬
‫التفتت الهيا غاضبة و يه تقول ‪ :‬أآسفة من ماذا‪ ،‬هل تريدين موت وادلي‪،‬‬
‫انه هو من س ميوت‪...‬لكن ملاذا !؟‬

‫‪237‬‬
‫أجاهبا كيليان أخريا و قال ‪ :‬امسعي اي ابنت أرجوك‪ ،‬جيب أن تفهمي‪ ،‬جيب أن‬
‫أقوم هبذا‪ ،‬لقد س بق و وعدتك أنين لن أحضي حبيايت من أجكل و لن أطبق‬
‫هاته القوانني القاس ية من أجكل‪ ،‬لكن الآن امجليع حيتاج ايل‪ ،‬سأفعل هذا من‬
‫أجل امجليع‪ ،‬اهنا حياة اللك‪...‬‬
‫رامو ‪ :‬و لكن ملاذا أنت‪ ،‬ملاذا جيب أن تضحي ! قالت ذكل و ادلموع تهنمر‬
‫بعذوبة عىل خدهيا‪.‬‬
‫دخلت غااي و أخهتا و الحظتا املنظر املهول أماهمام‪ ،‬السكني بيد غااي و المل‬
‫بأعني أخهتا‪.‬‬

‫أجاب كيليان عىل سؤال ابنته ‪ :‬لنين نقطة ضعف الساحرة و مويت سيبطل‬
‫لعنهتا لن أآخر ما يبقهيا عىل قيد احلياة هو حهبا يل‪ ،‬تذكري ذكل‪ ،‬احلب نقطة‬
‫ضعف امجليع و هو أيضا نقطة ضعف الساحرة و مفتاح ابطال لعنهتا‪ ،‬مبويت‬
‫الآن س ينهتيي ك ما يبقهيا حية و جيعل أفعالها تس متر‪ ،‬هذا هو قانون احلياة اي‬
‫ابنت‪ ،‬مبوتك ينهتيي ك يشء فعلته طوال حياتك اال من يشء واحد‪ ،‬و هو‬
‫خشص حيبك و جيعكل حيا بقلبه رمغ فنائك‪...‬و هذا ما كنت أفعهل بعد موهتا‬
‫لقد ظل حيب لها مس مترا رمغ ما فعلته من قسوة‪...‬تأكدي أن ك هذا‬
‫س ينهتيي الآن‪ ،‬س تنهتيي لعنتك و لعنة العال‪ ،‬س يعود زوجك اسرت بهناية‬
‫اللعنة‪ ،‬هذا ما يرسين فعال‪ ،‬لنين أن أتركك لوحدك !‬

‫‪238‬‬
‫جتمدت ماكهنا عند ذكر زوهجا و اقشعر بدهنا لكهنا ل تفقه جيدا الكمه لهنا‬
‫اكنت يف حال صدمة معيقة فقالت ‪ :‬ال أس تطيع حتمل فقدانك من جديد !‬
‫كيليان ‪ :‬ال حتزين اي ابنت و تذكري أنين أفعل هذا من أجل امجليع‪...‬‬
‫ابغث اللك و طعن قلبه بقوة ابلسكني الابيض اذلي اكن حيمهل ليك يتحقق‬
‫موته مث سقط من أعىل السور لينبطح جسده أرضا و تتحقق وفاته‪.‬‬
‫رصخ امجليع و أرسعت رامو اىل وادلها ترصخ حبزن شديد‪ ،‬وجدت أنه‬
‫يلتقط أنفاسه الخرية بعدما حتطمت مججمته و ادلماء تس يل من قلبه و هو‬
‫يلفظ لكامته الخرية ‪ :‬أحبك جدا اي ابنت‪ ،‬ساحميين عىل فعلت و عودي اىل‬
‫حياتك السعيدة‪ ،‬جيب أن تعديين بأنك سوف تس مترين بسعادة اىل البد‬
‫جبانب زوجك‪ ،‬أرجوك عديين بذكل!‬
‫رامو ‪ :‬أعدك‪.‬‬
‫مات بني يدهيا فعانقت جسده و ظلت تبيك حبرقة جبانبه‪.‬‬
‫ل يتحمل غونغ و ال ابنته املنظر اماهمام حفاول املكل مواساة رامو فأمسك‬
‫جبسدها و صدته عهنا قائل ‪ :‬ابتعدوا‪ ،‬تريدون موته‪ ،‬ها هو مات‬
‫الآن‪...‬ابتعد‪...‬‬

‫أمسك جبسدها بقوة مث عانقته فقال لها ‪ :‬أان أآسف جدا ملا حصل‪ ،‬لكن‬
‫تذكري ما قاهل وادلك‪ ،‬لقد قام بتضحية كبرية‪ ،‬جيب أن تفخري بذكل‪ ،‬أفهم‬

‫‪239‬‬
‫شعورك جيدا‪....‬و كيف ال يفهم شعورها و هو من فقد زوجته بعد اعرتافها‬
‫بأسوء معل يس تطيع املرء القيام به‪ ،‬بعد خيانة ك خشص قريب هل سواء من‬
‫ابنه اىل رامو بذاهتا اليشء اذلي حتدثت حوهل سنسينات برفقته الليل املاضية‬
‫؛‬
‫سنسينات ‪ :‬وادلي أريدك أال تقلق من اذلي فعلته رامو فهيي عىل غري وعهيا‬
‫و حتت تأثري اللعنة‪ ،‬أرجوك أن تساحمها‪ ،‬أرجوك !‬
‫و اكنت هذه يه النتيجة نفسها الت وصلت الهيا رامو يف نقاشها مع الطبيب‬
‫النفيس‪ ،‬حبيث تأكدت أن ك ما اكن خيتلط علهيا من حهبا لزوهجا و عالقاهتا‬
‫العديدة اكن حتت س يطرة اللعنة و احلل هو الصرب و الرتقب اىل حني هنايهتا‪.‬‬
‫غونغ ‪ :‬ال تقلقي اي ابنت‪ ،‬لقد نسيت ك يشء‪ ،‬ك ما هيمين الآن هو أن تعود‬
‫احلياة اىل طبيعهتا‪.‬‬

‫نيس فعال حزنه القدمي جتاه مجيع أنواع اخلياانت الت تعرض لها‪ ،‬لكن خيانة‬
‫رامو لن يفهمها و يفهم لعنهتا اال بعد ابطال مفعولها‪ ،‬و هذا ما شعرت به غااي‬
‫عندما محلت السكني متجهة اىل قلهبا غري أهنا أحست أن شيئا قد تغري يف‬
‫داخلها‪ ،‬يشء ما يهنهيا عن ما تفعهل‪ ،‬يشء خيربها و يعيد صواهبا الهيا و يقول‬
‫لها ‪ :‬ما اذلي تفعلينه !؟ و جتيب يه ‪ :‬ال أدري ما اذلي كنت أنوي فعهل مث‬
‫تصيح ليسمعها اللك ‪ :‬أان لست جمربة عىل قتل نفيس‪ ،‬ما اذلي كنت أنوي‬
‫فعهل الآن‪.‬‬
‫‪240‬‬
‫التفت الهيا املكل و المرية و ادلموع تغطي وهجهام ليالحظا أهنا ل تطعن نفسها‬
‫و مااي ترسع لتعانقها فرحا ابنهتاء اللعنة‪.‬‬

‫اكنت رامو تعانق جسد وادلها امليت و يه تبيك حبرقة مث اقرتبت مهنا‬
‫سنسينات و عانقت جسدها و قالت لها ‪ :‬تذكري جيدا اي رامو أن وادلك‬
‫حضى بنفسه من أجلنا مجيعا و هذا أمر جليل‪ ،‬جيب أن تفخري بوادلك !‬
‫تذكرت الكم وادلها قبل وفاته و املغزى من تضحيته مث أقرت مع نفسها أنه‬
‫اكن من الالزم أن تعيش تكل اللحظة‪ ،‬من أجل حياهتا و حياة الآخرين‪.‬‬
‫متت مراس مي ادلفن و امجليع عمل بتضحية كيليان و هناية اللعنة بعد أن أخربه‬
‫غونغ بذكل و أمر امجليع ابلتجمع يف قرصه من أجل اعالن أآخر‪.‬‬

‫بعدما عادت احلياة اىل طبيعهتا و انهتت اللعنة‪ ،‬حان الوقت لتلتقي العذراء‬
‫بزوهجا اسرت‪...‬و ذلكل رافقهتا سنسينات اىل مس تودع الموات حيث اكن‬
‫خمدرا بأمر من امللكة بريينس حتت أوامر سرييناي ليك جيعلوا من موته حقيقة‬
‫و توقن رامو بذكل و ابلتايل تطبق اللعنة‪ ...‬الآن انهتيى المر‪.‬‬

‫قريبا من املس تودع قالت سنسينات اىل رامو ‪ :‬جيب أن متسحي ادلم عن‬
‫وهجك‪ ،‬أتريدين أن يراك زوجك هكذا !‬

‫‪241‬‬
‫قالت رامو ‪ :‬أريد حقا رؤيته‪ ،‬أان مش تاقة لرؤية‪...‬مث انقطع الكهما عندما رأته‬
‫واقفا ينتظرها قرب البوابة الت توسلت فهيا احلراس مرارا يوم وفاته‪.‬‬
‫اقرتبت كثريا و ل تصدق فعال أن اسرت أماهما‪ ،‬لهنا تأكدت جيدا أنه قد مات‬
‫بني أيدهيا‪ ،‬لكهنا ل تعمل أن مفعول اللعنة هو من أوقف قلبه للحظات مث‬
‫اس تعاد نبضه عند املس تودع حيث اكن يسهر الطباء عىل ابقائه حيا‪ ،‬لن‬
‫موته الفعيل اكن سيبطل مفعول اللعنة قبل أن تطبق‪.‬‬
‫***‬
‫قال اسرت بضحكة خفيفة ‪ :‬ما زلت حمافظة عىل شعرك البنفسجي و خصلتك‬
‫!‬
‫رامو ‪ :‬و هل أخلف بوعدي كل اي حبييب ! مث ارمتت يف حضنه و قبلته بشدة‬
‫و هو الآخر ل يس تطع افالت جسدها‪.‬‬
‫فرحت سنسينات كثريا ملنظرهام و أحست بدفء مجيل يف قلهبا‪.‬‬
‫تبادل االثنان عبارات احلب و ل تس تطع سنسينات طلب اذلهاب اىل القرص‬
‫اال بعد حلظات من عناقهام‪.‬‬
‫***‬

‫يف قاعة العرش اكن غونغ ينتظر ابنته و مفاجأة كبرية حيملها لها بني يديه‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫دخلت سنسينات أوال مث حلق هبا الزوجان‪ ،‬ففرح غونغ عند رؤيته هلم و‬
‫ابهتج قلبه فاقرتب من ابنته أوال و قال لها ‪ :‬لقد انهتت اللعنة فعال اي ابنت‪،‬‬
‫لكن هناك يشء جيب أن ينهتيي أيضا‪ ،‬لقد كنت تعيشني هنا طوال حياتك‬
‫بصفتك وصيفة املكل بيامن كنت أنت أمرييت الت ُح ِرمت مهنا س نينا عديدة‪،‬‬
‫الآن جيب أن أوفيك حقك‪...،‬‬
‫أخذ التاج اذلهيب اذلي اكن حيمهل بني يديه و وضعه فوق رأسها مث قال ‪:‬‬
‫س تصبحني أنت امللكة ! و هذا ابقرار امجليع‪.‬‬
‫مث مسعت هتاف امجليع ممن حرضوا القرص حتت أمر املكل‪ ،‬فرحني لها و‬
‫مقرين مجيعا بأن تصبح يه ملكهتم‪ ،‬خاصة بعد ك اذلي فعلته بتوصلها اىل‬
‫احلل القطعي‪.‬‬
‫اكنت فرحهتا ال توصف‪ ،‬حلظة عظمية تعيشها المرية الت أصبحت يوهما ملكة‬
‫اس بانيا‪ ،‬رشف كبري يقدمه الهيا وادلها تعويضا عىل ك ما عانته داخل قرصها‪.‬‬

‫غونغ ‪ :‬هيا‪ ،‬التحقوا بنا‪ ،‬س تعيشون معنا هنا‪ ،‬يف القرص !‬
‫اكن خياطب بذكل اسرتامو حبيث ل تغادر الفرحة قلهبام‪.‬‬

‫اقرتب االثنان من عرش امللكة و يه تعتليه و جبانهبا وادلها و ابن أخهيا أدان‬
‫لتواصل احلياة سريها بلك ما حتمهل من خبااي‪.‬‬

‫‪243‬‬
244

You might also like