Professional Documents
Culture Documents
- رواية العذراء - 0
- رواية العذراء - 0
2
اجلزء الول :
بداية اللعنة
3
الفصل 1
4
رقص الزوجان عىل ايقاع املوس يقى و انسجام مع لكامهتا العذبة.
قالت رامو و يه يف حضن زوهجا :س تظل حتبين أليس كذكل !
فأجاهبا ضاحاك :سأظل أحب شعرك البنفسجي و خصلتك امحلراء هذه!
حضك االثنان بشدة فقالت رامو :لقد اكنت احلفل رائعة ،لقد تلكف املمون
بلك يشء كام وعدان ،اكن اللك سعيدا ،رمغ أن ل أيم ل تكن هناك !
قالت ذكل و انتابهتا جفأة نوبة حزن فقال لها اسرت :لكن وادلك و أخيك اكان
حارضين واكنت رقصة وادلك ممتعة و مضحكة بشدة.
حضكت رامو بشدة و قالت :هكذا س تظل تس هتزئ يب !
و انهتت الغنية ،فقالت مس تدركة :سأذهب لنزع فس تاين ،أهيا املعتوه !
اسرت :حس نا سأنتظرك !
اكنت نظرته اىل زوجته معيقة جدا ،ظل حيدق يف عينهيا و يه الخرى
تتأمل يف جامل عينيه الزرقاوين و شعره السود فقال لها :أس تظلني هنا! هل
سرتاقبينين طوال حياتك!
أجابته :أجل س تظل دامئا أمام عيين !
5
ذهبت أخريا اىل غرفة التبديل و نزعت ك ما جعل شعرها مامتساك.
انسدلت خصلهتا امحلراء عىل جبيهنا و انفرد شعرها البنفسجي عىل كتفهيا ،مث
حاولت نزع الفس تان اىل أن مسعت صوت خميفا حيوم حولها.
اكن شبهيا بصوت ساحرة تلقي بشعوذهتا ،جعلها هذا الصوت ترتعش من
ماكهنا و ترتعد أطرافها ،ازداد الصوت حدة و خافت رامو كثريا فذهبت
متجهة حنو اسرت لتجده ملقى عىل الرسير و بيده وردة بيضاء ،فظنته انمئا.
اقرتبت منه ول حتاول رؤية وهجه ،هزت جسده ليستيقظ و ينقذها من
خوفها ،لن الصوت اكن يرعهبا بشدة ،حلظة انقطع الصوت جفأة و التفتت
رامو لتنظر اىل زوهجا ،فوجدت شفتيه زرقاء اللون و انعدام تنفسه.
جتمدت أطرافها و بدأت هتز جسده من جديد ،لكنه ل حيرك ساكنا لنه اكن
ميتا.
رامو :استيقظ أرجوك! أان خائفة جدا ،استيقظ أرجوك...،حلظة توقفت عن
فعل ذكل و رأت زوهجا بمتعن فتأكدت من أنه ميت فرصخت بقوة و حرسة،
ذهبت برسعة و أخذت هاتف الفندق و اتصلت ابالس تقبال و أخربهتم مبا
حصل.
بقيت جالسة جبانبه غري مصدقة ملا حيدث ،منتظرة قدوم االسعاف.
بعد قليل دخل عامل من الفندق ،طبيب و معه رجال الرشطة ،ل تس تغرب
رامو لرؤيهتم لن حالها اكن مزراي.
6
حفص الطبيب جثة اسرت و قال :انه ميت أان أآسف !
اهنارت رامو من شدة حزهنا حفاول العامل مساعدهتا لكن رجال الرشطة
أمسكوا هبا.
املفتش :جيب أن تذهيب معنا للتحقيق !
رصخت رامو يف وهجه :ماذا تقول ! لن أبرح ماكين ,أريد البقاء مع زويج...
ابتعد عين !
فأجربها الرشطي ،كبل يدهيا و أخذها ابلقوة ويه ترصخ مناديه
اسرت....اكنت تعمل أهنا أآخر مرة سوف ترى وجه زوهجا.
7
8
الفصل 2
" جمرى التحقيق "
داخل الزنزانة ،مسعت الصوت من جديد ،اكن يقرتب مهنا بشدة جعلهتا
تستيقظ من حلمها املفزع لتجد نفسها مرتدية فس تاهنا داخل زنزانة عتيقة
فرصخت يف وجه امجليع :ماذا أفعل هنا! جيب أن أذهب ،أريد زويج !...
ل يكن للحراس جمال لالنتباه لها لهنم اكنوا يف حال يرىث لها بعد سامعهم و
تلقهيم لخبار هتز الكيان.
***
خبطوات متثاقل ،جبسد مهنك ،عينني حزينتني ،و بعقل شارد جاء كيليان
وادل رامو بعد اتصالها به جراء اعتقالها و اجته مبارشة اىل ابنته دون أن يعريه
احلرس اهامتما هو الآخر.
هنضت رامو من ماكهنا برسعة عند رؤية أبهيا و قالت هل و احلرسة متلؤ قلهبا :
لقد مات اسرت اي أيب ! مات ! و ل يرتكوين أعانقه حىت ،لقد حرموين منه
دون أن أودعه....
قاطعها الب احلزين :اصربي اي ابنت ! هذا ما شاء القدر ! اصربي أرجوك..
9
ل تالحظ رامو مكية احلزن يف عيين وادلها لن احلزن بداخلها اكن أكرب
وقالت هل :أريد اخلروج من هنا حاال ! أريد اذلهاب لرؤيته ! ل أفعل شيئا
لجسن من أجهل !
الحظ أحد احلراس منظر الب و ابنته فقال للحارس صديقه :أتظن أن هذا
الب س يضحي حبياته من أجل ابنته املهتمة !
فأجابه الآخر :ابلطبع فهو مضطر ذلكل !
مث أجابه الآخر حبرسة :اي لهذه القوانني !
ل يلحظ االثنان حمادثة احلراس فقال كيليان :سوف خترجني من هنا أعدك !
مث ذهب ليحدث احملقق بشأهنا.
****
طرقات عىل ابب احملقق ،تبعهتا طلبه ابدلخول.
دخل كيليان برأس مرفوع و ثقة كبرية فقال للمحقق بعد أن أذن هل ابجللوس و
بدأت احملادثة؛
كيليان :ملاذا أمسكمت اببنت !
احملقق :لقد اكنت لوحدها قرب اجلثة ،و من الطبيعي الشك فهيا ،و
احضارها هنا من أجل التحقيق ،لكن بعد معرفة سبب وفاة الضحية اتضح
لنا أنه مات بسكتة قلبية...،حنن نتأسف ذلكل...سوف نطلق رساح ابنتك
حاال...هذا روتني التحقيق...حنن نتأسف !
10
خرج كيليان من مكتب احملقق و ادلموع متلؤ عينيه ،اجته مبارشة اىل اخلارج
منتظرا حترير ابنته و اذلهاب لبدء مراس مي ادلفن.
عند بوابة السجن العتيقة خرجت رامو بفس تان زفافها الطويل جتري لتعانق
وادلها ،التقى االثنان و ادلموع تهنمر من عينهيام.
رامو :أريد رؤية زويج !
أجاهبا كيليان بعدما مسح ادلموع عن عينيه :حس نا لنذهب الآن لغرفة
الفندق حىت تغريي مالبسك وهناك سوف تتجه مبارشة اىل مس تودع
الموات.
وافقت رامو عىل قوهل مث ذهبا معا.
وصل االثنان اىل غرفة الفندق و دخلت رامو ،وهاته املرة اكن دخولها
مشتتا ،اكنت متيش خبطى مرتددة حزينة املظهر و اليأس يظهر عىل وهجها
مكن يودع حبيبه.
اكن أول ما رأته هو الوردة البيضاء الت اكن ميسك هبا اسرت عند موته،
أرسعت و محلهتا بيدها وقالت :ل أكن أظن أنك س ترتكين برسعة ،لقد
وعدتين أنك س تنتظرين اىل البد ...،لكن أان من تركك ،ساحمين أرجوك،
أحبك جدا ! سأحتفظ هبذه اهنا أآخر ما تبقى يل منك ! قبلت رامو الوردة
البيضاء حتت أنظار وادلها مث وضعهتا و ذهبت لتغري فس تاهنا.
11
بقي كيليان ينظر من رشفة الغرفة اىل العال اخلاريج حبرقة وكن شيئا س يدمره
بعد قليل ،اكن يفكر بعمق يف ما حصل البنته ،فامي حيصل معه و فامي
س يحصل بعد أايم قليل جدا.
خرجت رامو من غرفة التبديل حامل فس تاهنا بعدما غريته بفس تان أبيض
قصري ،و اجتهت حنو الرسير مث محلت الوردة ووضعهتا جبانب الفس تان و
أخذهتام معها بعدما ودعت الغرفة الت طبعت ماضهيا و حياهتا بذكرى ألمية.
اجته االثنان اىل مس تودع الموات فطلب الب من احلارس رؤية اسرت فاكن
هذا رده :ال ميكنمك رؤيته ،اهنا القوانني اجلديدة !
أجابه كيليان :كيف ال ميكن رؤيته ! ما هاته القوانني ؟
أجاب احلارس بربود :قلت لمك ال ميكن !
ازداد غضب رامو و انتفضت عىل وجه احلارس قائل :من أنت لمتنعين من
رؤية زويج ! أريد رؤيته حاال...,
قاطعها قائال :حنن ننفذ القوانني الت أمران هبا فقط ،ال ميكنمك رؤية امليت
أبدا ،ابتعدي من هنا و اال اتصلت ابلرشطة!
كيليان :أرجوك! ابنت ل تر زوهجا و ل تودعه أبدا ،حنن نريد رؤيته مرة واحدة
و اقامة مراس مي دفنه !
ازداد غضب احلارس وقال :قلت لمك اذهبوا من هنا ! ال حيق لمك رؤية
امليت وال دفنه ! ابتعدوا هيا !
12
بدأت رامو ترصخ بدون وعي :أريد زويج ! أريد زويج !
أمسكها كيليان ابلقوة و حاول هتدئهتا :حس نا اي ابنت لنذهب الآن و نفهم ما
حيصل!
أجابته رامو بعدما هدئت :أريد رؤيته اي أيب ! لن أس تطيع تركه هنا.
كيليان :سرناه اي ابنت ،هيا لنذهب الآن!
ذهب االثنان حبرسة من أمام املس تودع و اجتهوا حنو املزنل حيث توجد
سرييناي و ايدي ،أم رامو و أخوها.
13
الفصل 3
" أش ياء صغرية تذكرين بك"
دخلت رامو املزنل ممسكة فس تاهنا و الوردة املوضوعة بداخهل ،فتح الب
الباب و رأت رامو بداخل املزنل ،انتابهتا نوبة من احلزن عند رؤية املزنل
فارغا ،اكنت تنوي دخوهل مع زوهجا بعد شهر العسل لكهنا تدخهل الآن وحيدة
كام تظن يه.
تقدمت خطوة للمام و ملح برصها قدوم أخهيا املقعد عىل كرس يه املتحرك،
أرسعت اخلطى ابجتاهه و ارمتت يف حضنه ابكية متأملة.
ايدي :اصربي اي أخت ،حنن معك حىت تتجاوزي هذه احملنة ،حنن حنبك،
اصربي أرجوك...
رامو :لقد مات! و تركين ،أان أتأل بشدة...،
نظر كيليان اىل ودليه حبب لكن احلزن ل يفارق حمياه.
بعد قليل ظهرت سرييناي مرتدية فس تاان طويال مزركشا و مسدهل شعرها
السود الطويل عىل كتفهيا ،اكنت متيش خبطى اثبتة و هبمة عالية ،مرت أمام
ابنهتا و ل تعرها اهامتما و ارمتت يف حضن زوهجا قائل :أين ذهبت لقد
اش تقت كثريا كل ،ال تتأخر اثنية هكذا !
كيليان :لقد كنت مع رامو ،لقد فقدت زوهجا للتو !
14
سرييناي :ال هيمين أمرها ! انت فقط من شغل ابيل !
اكن ينوي الرد علهيا لكن رامو هنضت برسعة و أجابهتا حبرسة و أل :ملاذا أنت
هكذا ! ملاذا تكرهينين ! ماذا فعلت كل !
اكن رد سرييناي الذعا :انظري ايل ،ال هيمين ما تعيشينه ،فقط ال تبيك
داخل مزنيل ،س تجلبني يل فقط طاقة خبيثة! ابتعدي من أمايم ،ال أريد
رؤيتك هبذه احلال ،ابتعدي !
أجابهتا رامو حبزن :حس نا اي أيم !
اجتهت من جديد حنو زوهجا وقالت هل :ماذا س نفعل بشأن القوانني !
نظرت الهيم رامو نظرة اس تفسار و كهنا مسعت أخريا لكمة القوانني.
اقرتب ايدي من أخته و قال لها :هل وصكل املبعوث ؟
أجابته ابس تغراب :عن ماذا تتحدث !؟ أي مبعوث!
ايدي :ال بد أنك حتت الصدمة ! حس نا هيا معي لنذهب اىل غرفت و
سأحيك كل !
أخذت سرييناي زوهجا اىل غرفة نوهمام حبامس قائل :هيا لقد اش تقت كل !
فرخض لمرها وذهب.
****
15
يف غرفة ايدي ،جلست رامو بعدما وضعت فس تاهنا جانبا و قالت مس تفرسة
:أرى امجليع يتحدث بشأن هذه القوانني ،هل ميكن أن تفرس يل !؟
ايدي :حس نا امسعي ،ل أفهم ملا ل يصكل املبعوث ،لكن امجليع مبن فهيم أان،
جاءان مبعوث عىل هيئة صوت ذكوري يف أآذاننا خيربان ابلقوانني الت ستسود
العال من الآن فصاعدا ،والت س تحمك حياتنا للبد !
اس تغربت رامو كثريا و قالت :ما هذه القوانني !
فبدأ ايدي يعد القوانني ادلامية الظاملة الت س تحمك العال بأرسه :
-الآابء يضحون حبياهتم عند بلوغهم سن الثالثني !
قاطعته رامو مصدومة من أول قانون :ماذا تقول ! هذا ال ميكن كيف حيصل
ذكل ! من وضع هذه القوانني ؟
ايدي :ال أحد يدري مصدرها ! دعيين أمكل ،هذه فقط البداية !
اسرتسل ايدي حديثه :
-ال ينام أحد أبدا.
-يعيش العال يف بؤس ،ظمل و ظالم.
-ال قوة للرجال أبدا.
-ال ميكن رؤية املوىت و ال دفهنم.
اكنت ك لكمة يبوح هبا ايدي تصدم رامو و هتز كياهنا.
16
رامو :و اذا بشخص ما رفض تطبيق هذا القانون ؟!
ايدي :يقتهل احلرس املليك بال رمحة.
بدأت رامو تمتعن يف وجه أخهيا مث تذكرت أول القوانني :التضحية ! فأرسعت
خارجة من الغرفة متجهة حنو أبهيا فالتقت به قرب الرشفة.
التقت نظراهتام واكنت مملوءة بيشء من احلزن و الل فقالت رامو لبهيا :لن
تفعلها أليس كذكل !؟
ل يقدر عىل االجابة و اكتفى بعناق ابنته.
رامو :ال ختربين أنك ستنفذ هذا القانون أرجوك!
اكن رده حزينا لها :امسعي اي ابنت ،أان أفعل أي يشء من أجلكام ،أحضي
حبيايت من أجلمك ،لكن ال أس تطيع املوت عىل يدي احلرس !
رصخت رامو يف وهجه :قلت كل لن تفعلها ،ال ميكنين حتمل ذكل ،لن تضحي
من أجيل ،سأموت قهرا !
كيليان :لكن اي ابنت !...
قاطعته قائل :لن تفعل ذكل ،عدين أرجوك ! لن تطبق قانوان فاسدا ظاملا ال
نعرف حىت مصدره ،لن جتعلين أموت قهرا و حرسة طوال حيايت ! أريدك
جبانيب دامئا ،ال ترتكين !
متعن كيليان بعمق يف وجه ابنته ،كنه اكن حيلل الكهما فقالت هل من جديد :
عدين من جديد أنك لن ترتكين !
17
فأجاب كيليان أخريا :حس نا أعدك ،لن أحضي حبيايت !
" فرحت " رامو ملا قاهل و عانقته بشدة.
18
الفصل 4
" اذا أعطيت وعدا ،تشبث به و مق بتحقيقه"
بعد وعده لها ذهب االثنان اىل الرشفة و اس تلقيا عىل الريكة املوجودة هناك
يشاهدون بمتعن منظر النجوم ،محل كيليان رداءا و غطى به جسدهيام من
شدة الربد.
بعد حلظات جاء ايدي لينظم الهيام قائال :أتسمحون لهذا الفىت ابجللوس معمك
!
أجابه كيليان :ابلطبع اي ابين ،انتظر يك أساعدك.
قالت رامو :سأذهب قليال.
محل كيليان ابنه بني يديه و ساعده عىل اجللوس بيهنام.
ايدي :لقد مسعت ك ما جرى بينكام ،أان مرسور جدا ملا قلته.
كيليان :سأفعل أي يشء من أجلكام ،لكن لن أس تطيع ترككام تعيشان البؤس
و القهر بعدي ,أان وادلكام و من واجيب اسعادكام...جيب أن جنعل رامو أيضا
خبري فاذلي مرت به بني البارحة و اليوم اكن قاس يا جدا..
عند هذه اللكامت عانق الب ابنه بشدة بيامن اكنت رامو يف غرفة ايدي حتمل
فس تاهنا اذلي وضعته هناك و ذهبت به اىل غرفهتا.
19
رامو :سأخدل ذكراك للبد اي حبييب ،لن أنساك أبدا ،سأظل أحبك ،و
سأعيش ك ما متنيت أن أعيشه معك...،الوداع اي حبييب.
قالت ذكل و مسحت دمعة من عيهنا مث وضعت الفس تان و الوردة بداخل
صندوق عتيق اكنت ختفي فيه ك يشء صغري يعجهبا.
ذهبت بعد ذكل لتلتحق ابجملمع الصغري.
كيليان :هيا اي ابنت ،هيا اىل حضين ،التحقي بنا...
عانقت رامو أابها و أخاها و التفت حبضهنام ليس تقبلوا أول ليل س يعيشوهنا
بال نوم و حبزن كبري ،بؤس س يعيشه العال بأرسه.
رامو :أريد أن أميض هاته الليل جبانبكام ،أريد أن أشعر ابلسعادة جمددا..،
اكنت الرشفة تطل عىل أجشار عالية و منازل كثرية و من بعيد ترى قرص
املكل...الرشفة هذه الليل اكن لها حسر خاص مجع الب بودليه يف جو دائف،
اكن اللك ينظر يف وجه الآخر بسعادة و راحة رمغ الظروف الت حتيط هبم.
بعد قليل جاءت سرييناي و قطعت اجلو الهادئ ادلائف اذلي اكنوا ينعمون به
وقالت :كيليان ,أريدك الآن !
هنض من ماكنه دون أن يسألها ملاذا ،فذهب معها اىل غرفهتام.
بقي الخوان معا و جسدهام مغطى برداء وادلهام.
يف الغرفة اقرتبت سرييناي من جسد زوهجا مث قبلته ،و هو الآخر مث اقرتاب
من بعضهام.
20
بقي الخوان ينظران اىل السامء و الجشار احمليطة ،معانقني بعضهام الآخر.
بعد حلظات توقف امجليع عن احلراك ،ساد مصت رهيب ،الجشار توقفت عن
احلراك و ك من اكن خيطو خطوة توقف يف ماكنه ،اال خشصان :كيليان و
خشص جمهول.
دخل خشص جمهول مرتداي رداءا أسود يلمع و عىل وهجه قناع أسود...دخل
خبطوات واثقة متجها حنو غرفة كيليان و زوجته.
اكن كيليان جالسا قرب زوجته الت توقفت عن احلراك جفأة...اكن حياول
ايقاظها لكن دون جدوى ،دخل الزائر الغرفة جفأة و انتفض كيليان من ماكنه
و انتابته نوبة من اخلوف و احلرية...تقدم الشخص اجملهول اىل المام و واجه
كيليان.
كيليان :من أنت و ماذا تفعل يف بيت و كيف جترأت عىل ادلخول ؟!
الشخص اجملهول :س تذهب معي !
****
يف الصباح الباكر ،اسرتجع امجليع حركهتم ،و هنضت رامو من ماكهنا لتتفقد
أخهيا و البقية..
رامو :استيقظ اي ايدي ،أ ل تقل يل أن النوم ممنوع !
ايدي :أجل ،لكن ل أكن انمئا ،لقد حدث يشء غري طبيعي !
21
رامو :أجل جيب أن نتحرى ما...انقطع الكهما عند رؤيهتا أسفل الرشفة يشء
ل يكن يف احلس بان ،يشء س يدمر حياهتا لمد طويل.
22
الفصل 5
" الفراق أرسع من اللقاء "
رأت وادلها ملقى بني كومة من الكياس البالستيكية ،طاعنا نفسه بسكني
أبيض طويل ،و ادلم يهنمر من جسده بغزارة.
بقيت واقفة متجمدة ماكهنا ،نظرهتا اثبتة يف املنظر املهول مليئة ابخليبة و
احلزن ،ل تس تطع حتمل الصدمة فسقطت من شدة هولها.
انصدم ايدي مما حصل أمامه دون أن يدري أن جثة وادله ملقاة أسفل
الرشفة...قام جبر كرس يه املتحرك برسعة حنوها ليوقظها ،بعد حماوالته
اسرتجعت رامو وعهيا فأرسعت اىل خارج املزنل دون أن تلفظ لكمة لخهيا،
اقرتبت من الكياس لتتأكد من أنه وادلها ،بعد رؤيهتا لوهجه تأكدت فرصخت
حبرسة جعلت سرييناي تصعق مهنا و تنتفض من ماكهنا لرتى ما اذلي حيصل.
رامو :أيب ! ملاذا فعلهتا ! ملاذا لقد وعدتين ! ملاذا...
عند سامع رصخهتا أطل ايدي عرب الرشفة و اكن هول الصدمة قواي عليه؛
الفىت ذو الشعر اذلهيب و العينان الزرقاوان اكن مرهف الاحاسيس ال لنه
مقعد عىل كريس متحرك ،بل ممكن لنه ابن سرييناي القاس ية و كيليان
احلنون العطوف.
23
جاءت سرييناي و وجدت كيليان غارقا يف دمه بعدما طعن نفسه بسكني حاد
فرصخت بشدة و أبعدت رامو عنه بعنف قائل :زويج احلبيب ! ماذا
فعلت ,ال ،ال ،ال حترمين منك ،ال تذهب ،ماذا فعلت !
اكنت رامو جبانهبا تبيك بشدة و ايدي أيضا من أعىل.
جاء احلرس املليك بعد قليل دون أن يدري امجليع من أين أتوا و من أخربه
بذكل...،اكنت سرييناي تتأل بشدة ملوت زوهجا و اكنت تتحرس لنه حضى
حبياته و طبق القوانني.
نظرت سرييناي اىل رامو و ايدي بكره وقالت :أنمت السبب ! أكرهمك ،لقد
حضى حبياته من أجلمك...
قاطعهتا رامو ويه ترصخ :لن يضحي حبياته من أجلنا ،لقد وعدين!
انتفضت سرييناي من ماكهنا و دفعت جسد رامو بقوة اىل أن سقط يف بركة
ادلم أماهما.
جاء احلرس و أخذوا اجلثة دون أن يعريوا اهامتما لرامو و سرييناي اللتان
حاولتا منعهام.
اكنت سرييناي تتحدث جبنون :أين تأخذون زويج ! ال تلمسه أبدا ! ابعد
يديك عنه !...
رامو أيضا هنضت من ماكهنا و حاولت منعهم من أخذه بدون رمحة.
24
احلرس :س تبتعدون من أمامنا و اال مقنا بسجنمك ،ابتعدوا هيا ،جيب أن نأخذ
اجلثة !
ل تس تطع االثنتان ملس كيليان و ال للحظة فذهب أمام عينهيام احلزينتني و
أخذوه عىل س يارة نقل الموات يف ملح البرص.
استندت سرييناي عىل احلائط جبانهبا و بقيت تنظر اىل رامو بكره و حقد أما
هذه الخرية فاكنت تنظر اىل الس يارة الت ذهبت مرسعة ومن مث نظرت
حبزن اىل أعىل املزنل و رأت أخاها يبيك بغزارة فذهبت لتحضنه.
25
26
الفصل 6
" خنطئ أحياان يف حتديد نقطة ضعفنا".
عانقت الخت أخاها بعد هذه اللحظة الت مرت بلمح البرص أماهمام و قالت
هل :لقد فقدان وادلان ! ماذا س نفعل ! ال أس تطيع العيش بدونه ! كيف يفعل
هذا بعد وعده يل! لقد وعدين اي ايدي ،كيف خيلف بوعده...أآه اي أيب ،ملاذا...
ايدي :لقد وعدان بذكل ،كيف يقتل نفسه هذا غري معقول !
رامو :أجل ،هناك أمر ما ،أيب ال خيلف بوعده يل ! و لكنه طعن نفسه،
كيف حيصل هذا ! هذا غري ممكن.
مث دخلت سرييناي متجهمة الوجه وقالت :اذلي حصل الآن بسببكام !
زويج قتل نفسه بسببكام ! لن أغفر أبدا ،كيف سأعيش بدونه الآن ،لقد
حرممتوين منه ،و بقيمت أنمت أمايم ،اكن جيب أن متوت بدال عنه ،تبا لهذه
القوانني ،أكرهمك..
أجابت رامو بقسوة :ملاذا تكرهيننا !؟ ماذا فعلنا كل !
سرييناي :أنمت أضعف يشء قدمته يف هذه احلياة ،أكرهمك لنمك ضُ عفي
أان...،اكن كيليان سعيدا جدا عندما كنت حامال أول مرة ،كنت أمتىن أن
أجنب هل ودلا ،لكن ازددت أنت ،و عندما أجنبت الودل ازداد معاقا...مزقت
هذه اللكمة قلب ايدي و جعلته ينتفض يف وجه أمه :حنن ضعفك أنت ،و
27
لكننا مصدر قوة وادلان و س ند لبعضنا ،أما أنت فس تظلني وحيدة هكذا !
أشفق عليك ،أكرهك...
سرييناي :قوة وادلك ! وادلك مات الآن بسببك أنت ! بسبب هذه ،لقد
حضى حبياته من اجلكام و ل يفكر يب أان ،ل يكن جيب أن أجنبكام أبدا ،اكن
اسوء ما فعلته يف حيايت !...
قاطعته رامو ويه ترصخ :يكفي...مث بكت كثريا و واصلت :كنت أقنع
نفيس أن أيب ل ميت بسبيب لكن هذا خطأ ،ل يكن جيب أن أودل ،معك
حق ،أان أآسفة أيم لنين سبب ضعفك !
قالت ذكل مث خرجت مرسعة من البيت غري مبالية لنداء ايدي.
ذهبت سرييناي اىل غرفهتا وحزن ميل عينهيا مملوء بكره و خيبة.
****
اكنت رامو متيش خبطوات مرسعة جعلت شعرها البنفسجي يتطاير مع الهواء،
اكن دماغها يعصف ابلعديد من الفاكر املتداخل و الكئيبة ،زايدة عىل ذكل
اكنت تسمع يف طريقها تأوهات الناس يف منازهلم و خارهجا بعد فقداهنم
لشخص مهنم جراء القوانني الظاملة ،اكن احلزن خيمي عىل الجواء و ضباب
كثيف يطبع اجلو ،باكء و أل داخل ك البيوت ،ادلمع يرسي من أعني الرجال
و النساء ،اللك يف حرية من أمره ،اللك حزين ،داخل ك بيت ال يوجد فرح
و ال حضك ،لكه ه و حزن ،الظالم مع الجواء و ال أحد يدري من
السبب...فوض عارمة يف املدينة بل و العال بأرسه يعيش هكذا ...وسط ك
28
هذه الجواء اكنت رامو متيش و ادلموع تهنمر دون توقف حولها و بني
عيوهنا ،أس ئل كثرية جتوب دماغها لكن ال سبيل اىل االجابة فقط حرسة،
خيبة ،كآبة ،و مشاعر فوضوية داخل هذه النىث الت فقدت زوهجا و أبهيا
للتو.
توقفت للحظة عندما رأت مزنال عاليا همجورا ،تذكرت لكامت أهما و كرهها لها
و حقدها علهيا ،تذكرت موت زوهجا و عدم توديعه أو دفنه ،موت وادلها
الغامض بعد وعده لها ابلبقاء عىل قيد احلياة ،رأت احلزن يف عني امجليع و ل
تس تطع فعل يشء سوى ريم نفسها من سطح املزنل أماهما و اهناء حياهتا
السوداء.
****
صعدت اىل السطح و رأت الارتفاع املهول من فوقه ،تقدمت للمام خطوة
جعلت قدهما تالمس حافة السطح ،لكن للحظة و وسط ك هذا الظالم و
البؤس ،يف برهة من الزمن تذكرت الثقة الت اكنت بني عيين وادلها عندما
وعدها بأنه لن يضحي بنفسه أبدا و همام حصل ،تأكدت أنه هناك أمر مريب
فامي حيصل ،و تذكرت بعد ذكل أن امجليع توقف عن احلراك ملدة طويل،
تذكرت أيضا أنه جيب أن تعرف سبب القوانني الظاملة وقالت مع نفسها :أان
وثقت بك اي أيب ،أنت ل تضحي حبياتك و امنا قتكل خشص ما ،سأعرف من
هو ! و سأعرف السبب وراء ما نعيشه الآن ،أعدك.
29
مث تراجعت عن قرار الانتحار ،و عادت خطوة للوراء مث جفأة مسعت الصوت
املرعب من جديد ،اكن هذه املرة واحض مصدره اكن قريبا من مزنلها ،ذهبت
مرسعة حنوه ،دخلت املزنل و تفاجأ ايدي من عودهتا و ارتح قليال بعد
ذكل ،اجتهت مرسعة حنو الصوت اذلي تسمعه لوحدها فقط ،وصلت اىل
املصدر ؛ اكن غرفة قدمية يف مزنهلم يضعون ك ما هو قدمي و عتيق
بداخلها...تقدمت خطوة للمام لتنصعق من مصدر الصوت.
30
الفصل 7
" أم تلعن ابنهتا "
اكنت سرييناي داخل الغرفة املهجورة تقوم بطقوس غريبة حيث اكنت حتيط
هبا هال مضيئة مثل الشمس و أماهما الكثري من الشموع ،اكن ينبعث من
داخلها صوت خميف ،هو نفسه الصوت اذلي مسعته رامو مرتني يف حياهتا.
أصدرت رامو صوت من شدة هلعها و اس تدارت سرييناي بطريقة مرعبة
لتنظر اىل من كشف رسها.
قالت رامو و الرعشة ترسي جبسدها :ماذا تفعلني هنا ! ما ذلي حيصل ؟
قامت سرييناي من ماكهنا و قالت بلك ثقة :كشفت أمري اذا !
جاء ايدي هو الآخر بعدما حلق برامو _حيث نزل من الرشفة عرب املصعد
اخملصص من أجهل_ و ُصعق هو الآخر من املنظر أمامه.
سرييناي :مبا أنك كشفت أمري ،فهذا هو الوقت اذا ،لينهتيي ك يشء،
اليوم ستبدأ هنايتك.
اكنت تقول ذكل و تتقدم خطوة للمام بيامن رامو ترجع للخلف من شدة
خوفها اىل أن وصلت اىل ابب املزنل.
واصلت سرييناي :كنت أنت ضعفي ،عندما كنت حامال بك اكتشف
وادلك رس معيل ،أجل ك ما رأيتِه حصيح ،أان ساحرة ،مشعوذة...،حاول
ايقايف عن ذكل ،ظنا منه أن ما أفعهل تفاهات و ضعف خشصية ،قال يل أن
31
من يقوم بأعامل السحر هو خشص ضعيف جدا ،لكن أان أثبت هل العكس،
لقد لعنتك ليك أظهر هل قويت...
عندما وصلتا اىل خارج املزنل أصبح ك ما حيصل بيهنام عىل مرأى من امجليع
و البعض مهنم صور ك جمرايت احلديث و هناك من وضعها عىل البث
املبارش خاصة عند سامعهم لكمة ساحرة.
قالت رامو غري مصدقة ملا مسعته :ماذا تقولني ؟ كيف أنك لعنتين !؟
فأجابت سرييناي :لعنَ ُت ِك أن أول خشص تقعني يف حبه و تزتوجينه ميوت و
بعد ذكل س يقع مجيع الرجال يف غرامك ،مجيع رجال العال س يقعون يف عالقة
حمرمة معك ،ستشعلني الفتنة يف العال ،ك رجل سيس متتع بك و حيبك ،و
بعد ك عالقة سوف تظلني عذراء ،اال أن الرجال لن يسمعوا الآن ما قلته،
لن يعلموا بشأن هذه اللعنة أبدا...سوف تصبحني العذراء العاهرة.
صعقت امجليع مبا قالته ،مبن فهيم احلارضون و من يشاهدون البث املبارش.
أجاب ايدي مصدوما :كيف تفعلني هذا اببنتك ،ألهذه ادلرجة وصل كرهك !
حقا أمشزئ منك !
ل تس تطع رامو التلفظ بلكمة لن الصدمة اكنت قوية علهيا و عىل امجليع.
واصلت سرييناي الكهما :أجل لعنتك انتقاما من وادلك اذلي اهتمين
ابلضعف ،كنت أنوي أن أريه كيف س تعيشني هبذه اللعنة ،و كيف أنين
جعلت منك خشصا ضعيفا ال حيل هل ،لكنه الآن ميت ،ماذا اس تفدت من
32
ذكل ،لقد تركين لوحدي ،ملاذا سأعيش بدونه ،هذا عقاب ما فعلته بيدي،
لكن امسعي اي رامو ك ما يعيشه العال الآن فهو بسببك أ ِ
نت !
قالت ذكل مث أهجزت عىل نفسها ابلسكني اذلي مات به كيليان بعدما محلته
دون أن يراها خشص من ماكن تواجد جثته ،طعنت نفسها بقوة ،مث ألقت
جبسدها امليت من أعىل التل املتواجدة أمام املزنل.
منظر موهتا اكن قاس يا عىل ايدي مما جعهل يغمى عليه ،بيامن الناس املتواجدين
هناك اقشعرت أجساده من هول الصدمة و ذهبوا لينظروا اىل جثة
الساحرة.
اسرتجعت رامو قواها و انهتزت الفرصة بيامن امجليع ل يلحظوا أآخر ما قالته
سرييناي و أخذت أخهيا مث هربت بعيدا.
التفت البعض ول جيدوا رامو :أين يه ! هل مسعت ما قالته الساحرة ،رمبا
تكون هذه العذراء يه السبب فامي نعيشه من أل و بؤس ،جيب أن متوت ،
هيا لنبحث عهنا ،جيب أن نقتلها ليك نسرتجع حياتنا الطبيعية ،لكن كيف
هربت ،ملاذا اغفلمت عهنا....
قرر امجليع موت رامو ظنا مهنم أهنا السبب يف فرض القوانني اجلديدة حبمك أن
أهما ساحرة.
بعد قليل جاء احلرس املليك ليأخذوا جثة الساحرة بعد ما رأوه خالل البث
املبارش و خاصة بعد أن أبلغ البعض عن ما حصل يف هذا املاكن.
33
ُمحلت اجلثة داخل الس يارة و تبعها الناس ابلش مت و القذف ،اللك الآن علق
ك ما حصل عىل عاتق الساحرة و العذراء ،و لن يرتح ابل أحد حىت متوت
رامو و ك من بقي من عائلهتا.
34
الفصل 8
" ال هيمين املاكن بل الوقت اذلي أقضيه معك "
دخلت رامو برفقة أخهيا اىل كوخ همجور و أغلقت الباب وراهئا ،مث بقيت
واقفة جامدة أمامه تتذكر ك ما قالته أهما قبل قتل نفسها أمام العال بأرسه.
اسرتجع ايدي وعيه بعد قليل و اندى رامو :أخت هل أنت خبري ! هل اذلي
حصل الآن حقيقي أم أنين كنت أهلوس !
الكمه أعاد لها وعهيا فأجابته :نعم ،ابلفعل أمنا قتلت نفسها أمامنا و أمام العال
بأرسه ،بعد اعرتافها بلعنهتا ضدي ،و حتريض امجليع عىل قتيل بدون سبب
واحض ! أان مضطربة اي أيخ ،ال أعرف ما هذا اذلي حل يب ،لقد مات زويج
بسبب لعنة أيم ،حيايت تدمرت...
ايدي :جيب أن تثبت نفسك اي رامو ،ما حصل جيعل املرء جين ،اس تجمعي
نفسك و اثبت.
قالت رامو هبدوء :لن أجن اي أيخ ،اطمنئ ،الآن فهمت ك يشء ،أيم
لعنتين انتقاما من أيب ،و بسبب هذه اللعنة فقدت زويج ليل زفايف و سأقع
يف عالقات حمرمة مع رجال العال بأرسه ،أيم اهتمتين أنين السبب يف القوانني
الظاملة الت يعيشها العال ،اهتمتين دون أون توحض قصدها ،هل اكنت تكذب
35
أم أنين السبب فعال ! لقد جعلت امجليع يريد قتيل ،لقد فهمت ك يشء
حيايت لكها حتطمت ؟
اقرتب ايدي مهنا عندما بدأت تبيك بغزارة و قال لها :سأظل معك يف مجيع
أحواكل ،ال تقلقي ،س نجد احلل !
أجابت رامو حبدة :احلل رحل مع سرييناي ،أيم الساحرة الت لعنتين ،كيف
سأجد هذا احلل بنظرك ،ال سبيل اليه ،حيايت ستبقى هكذا حىت أموت قهرا
و حزان.
ايدي :ال اي رامو ال تقويل هذا أرجوك ،ال تكتئيب ،أان معك.
وعند هذه اللكمة زاد حزهنا و بكت بشدة :ال ترتكين أرجوك ،أنت الوحيد
اذلي تبقى يل ،بدونك سأموت ،ال أس تطيع حتمل عيش ك هذا لوحدي ! ال
ترتكين !
ايدي :أعدك !
****
بقي الخوان خمتبئان بداخل الكوخ اىل أن حل الظالم و امجليع يبحث عهنم
لقتلهم ظنا مهنم أن السحر ميوت مبوت صاحبه ،لكن سرييناي ماتت و ل متت
لعنة رامو ،و ل متت القوانني الظاملة ،هكذا اكن تفكري امجليع و ابلتايل توصلوا
اىل قرار وحيد هو موت العذراء.
36
اقرتب الشخص اجملهول نفسه اذلي زار كيليان ليل موته و رأى الخوان
بداخل الكوخ بعدما حلق هبام :حس نا اس متتعا بوقتكام الآن و يف الصباح
سأس متتع أان و س تصبحني مليك.
****
حل الصباح و قررت رامو أن تسرتجع قوهتا و تبدأ من جديد لتواجه
مشألكها و حتاول اجياد احلل رمغ صعوبته أو انعدامه.
ايدي :أرى أنك خبري اجلوم !
رامو :أحاول أن أكون خبري بعد ك ما مرران به ،يف حالت هذه من الصعب
أن أقول أنين خبري ،لكن احلياة تس متر و جيب أن أحبث عن احلل ...أريد أن
أميض وقتا مجيال معك اي أيخ احلبيب أريد أن أعطيك ك وقت لنك ك
بقي يل.
أجاب ايدي هبدوء :اقرتيب ايل اي عزيزيت.
اقرتبت رامو من حضن أخهيا :أتذكر عندما كنا صغارا ،عندما كنت بسن
السادسة و أنت ابخلامسة ،كنت شقية حينذاك ،ذات يوم حني حاولت
اجللوس جبانبك عىل الكريس املتحرك لنين ظننت أنك مرتح بداخهل أكرث
مين فدفعت جسدك و سقطت أرضا و بدأت تبيك...أتذكر؟
ابتسم ايدي وقال :أجل ،لنك كنت مسينة جدا !
37
حضك االثنان بشدة فقالت رامو :أمحق ,لكن هل ترى كيف كنت أفكر ،اي
يل من جمنونة.
ايدي :و سوف تظلني كذكل رمغ بلوغك الثالثة و العرشين ،اي أيهتا امحلقاء،
اايك أن تفكري يف فعل ذكل جمددا !
حضكت رامو و قالت :و ل ال !
رصخ ايدي حماوال ايقافها لكن طرقات قوية عىل الباب أوقفت سعادهتام و
جعلت من حضكهام خوفا و رعبا.
38
الفصل 9
" حلظات قليل تساوي العمر بأمكهل "
39
هنا يصلح للبحث...اللك رماد ...هناك جثة متفحمة بداخل الكوخ أظن أنه
الشخص اذلي اكن برفقة العذراء...
ك من اكن جبوار الكوخ تأثر ابالنفجار و ابلتايل من اكن بداخهل.
رصخاهتا قطعت من روهحا ،بال جدوى ،لن روح العزيز صعدت اىل خالقها
و جسده تفحم ،بني ك هذا املشهد اللمي ،قاد احلرس املليك رامو اىل
المام بني رصخاهتا و باكهئا...حنو مألها الخري.
و يف ساحة بعيدة قليال من ماكن اجلرمية ،اكن الشخص اجملهول مرسورا
بنجاح خطته ،حضك بشدة عند انفجار الكوخ و ايدي بداخهل وقال مع نفسه
:أخريا لقد أصبحت لوحدك! لكن لن تبقي كذكل طويال ! س تصبحني مليك
اي حبيبت !
****
مرت ساعات عىل رامو و يه بداخل الزنزانة منتظرة تنفيذ حمك املوت حبقها،
يف الواقع ل تكن خائفة و ال متوترة ،بل اكنت مركزة و نظرها اثبت ،اكنت
تسرتجع ك ما حصل معها من موت زوهجا اىل موت أخهيا املفجع ،ك
خشص يف حياهتا بدأ يف الابتعاد واحدا تلو الآخر ،ملعونة ،مس هتدفة امجليع
ابلقتل ،حمكوم علهيا ابملوت...هذا اكن اكفيا جلعلها خشصا خمتلفا ،لن تكف
ادلموع للتعبري عن ما حصل يف أايم قليل انقلبت فهيا حياهتا رأسا عىل عقب.
جاء الضابط امللكف بتنفيذ احلمك ،أخرج العذراء من الزنزانة و قادها حنو مقر
تنفيذ حمك االعدام.
40
***
مقر تنفيذ حمك االعدام
دخلت رامو أمام احلرس املليك و الضابط خلفها ،أمر امجليع بتشغيل البث
املبارش حتت أوامر املكل ليك يمت قتلها أمام العال بأرسه.
أمسكوا هبا احلرس و أخذوها اىل حفرة كبرية مصنوعة من احلديد و اكنت
الطريقة املناس بة لقتلها و تعذيهبا يه سكب املياه الباردة عىل اكمل جسدها و
من مت صعقها ابلكهرابء حىت املوت :طرق قدمية لكن الوامر امللكية اكنت
قاس ية لن القوانني الت ُطبقت اكنت أقس.
دخلت رامو اىل احلفرة خبطى اثبتة غري مبالية ابذلي س يحصل معها.
اكن الضابط ينظر اىل رامو بطريقة غريبة ،رمبا من شدة غرابة ترصفها و عدم
خوفها من املوت أو رمبا ليشء أآخر اقوى من ذكل.
بدأ البث املبارش و بدأ تنفيذ احلمك حتت أمر الضابطُ ،س ِكبت مياه ابردة عىل
جسد رامو ،فبقيت اثبتة ال حترك ساكنا فأمرها الضابط أن تعرتف أمام امجليع
مبا فعلته و ملاذا.
اكن امجليع يشاهد التنفيذ عىل الهواء مبارشة و اكن البعض مهنم فرحني لن
القوانني ستتوقف مبوت رامو أما البعض الآخر لن يشفي غليهل موهتا لنه فقد
خشصا عزيزا "بسبهبا".
41
قررت رامو أخريا التحدث :يف البداية مات زويج ليل زفايف بسبب لعنة
قاس ية ،مث بعدها فقدت أيب لسبب جمهول ،بعدها فقدت أيم الت اكنت
تكرهين و اعرتفت يل أهنا لعنتين لعيش عذااب دامئا ،و بعدها قُ ِتل أيخ
بوحش ية ،و الآن سأموت أان أيضا ،رامو الربيئة احلزينة الضعيفة س متوت الآن
أماممك ،لقد متنيمت مجيعا مويت و ل ترمحوين ،ال أعرف السبب وراء هذه
القوانني الظاملة و لست السبب ،لكين الآن سأموت بسببمك أنمت ،ظلام ،لقد
ظلممتوين ولن أغفر لشخص أبدا.
تلقى الضابط اتصاال مس تعجال يأمره ابيقاف تنفيذ حمك املوت ,الآن و حاال و
ايقاف البث املبارش.
أمر الضابط امجليع ابيقاف البث املبارش و ايقاف تنفيذ احلمك ،تفاجأ امجليع من
قراره فنفذوا طلبه و حرروا رامو فاجتهت مرسعة حنوه قائل ويه ترتعش :
اقتلين !
الضابط :ابتعدي من طريقي ،لقد توقف حمك...
قاطعته ويه ترصخ :قلت كل اقتلين! هيا اقتلين ! اذا ل تقتلين سأدمر
امجليع ،س متوت أنت أيضا ،اقتلين و اال دمرت العال...
ل جيهبا الضابط و ذهب يف سبيهل بيامن بقيت ترصخ جبنون :اقتلين.....
42
الفصل 10و الخري
يف مزنل الضابط جنجي
اكنت رامو مرتدية فس تاان قصريا مزينا ابلملاس و قطعة مقاش حريري
بنفسجي اللون تنسدل من أعىل ركبتهيا اىل السفل بيامن شعرها البنفسجي
اللون مرسح و منسدل عىل كتفهيا.
مالمح وهجها اكنت تلمح بيشء من الثقة و الكربايء ،اكنت تطل عىل الرشفة
و نظرها اكن اثبتا حنو القرص املليك أماهما اذلي اكن يعج ابالحتفاالت و
الضواء امللونة الت تلوح يف الفق ،اليشء اذلي أاثر اس تغراب رامو
كثريا...قالت حمدثة نفسها و اخلطاب اكن موهجا اىل من يسكن القرص :
حتتفلون مبويت ،حس نا اس متتعوا بوقتمك ،لقد ماتت رامو الربيئة كام كنمت
تريدون ،أنمت السبب ،لكن العذراء العاهرة ُخ ِلقت اليوم ،سرتون
اجلحمي!...قطع تفكريها صوت جنجي املس تلقي يف فراشه.
هنض من ماكنه و اكن يرتدي فقط مالبس نصف جسده العىل !
جنجي :حبيبت ! ماذا تفعلني هناك ! س تصابني ابلربد تعايل ايل !
التفتت رامو متجهة حنوه و ارمتت يف حضنه مث قبلته و عانقها هو الآخر قائال
:جيد أنك عىل قيد احلياة ،كنت سأقوم خبطأ كبري عند قتكل !
قالت رامو بيشء يويح ابذلاكء :أجل ،كنت مصيبا يف قرارك !
جنجي :أحبك جدا! قبلها بشدة مث سقط االثنان عىل فراش العذراء.
43
هناية اجلزء الاول :
كيف س تعيش رامو بعد هذه املعاانة ؟ من أمر بعدم تطبيق حمك املوت يف
حقها ؟ كيف حتولت خشصيهتا هبذه الرسعة لتصبح جامدة ال مشاعر فهيا ؟
كيف ستندثر لعنة العذراء ؟ و ما السبب احلقيقي وراء القوانني الظاملة ؟
هل يه فعال رامو ؟ و هل موهتا هو احلل لتنجيل هذه احلرسة الت أصابت
العال ؟ ملاذا حيتفل القرص رمغ أن امجليع يعاين تطبيقا للقوانني ؟ و كيف
س تعيش رامو لعنهتا وسط احلشد املهول من الرجال اذلي س يقميون عالقات
حمرمة معها و الآخرين اذلين ينوون قتلها !؟
44
اجلزء الثاين :
العذراء العاهرة
45
الفصل 1
" بيامن تعيش أصعب أايمك هناك من حيتفل هبا ،هذه يه احلياة ! "
الاحتفاالت يف القرص املليك اكنت يف أوهجا عند بداية الليل؛ حبيث متزيت
بعروض راقصة راقية مبوس يقى صاخبة ترأس هتا سال راقصة القرص و وصيفة
امللكة.
توقفت الرقصات و املوس يقى عند دخول الوصيفة الوىل يف القرص املليك
سنسينات _بفس تاهنا الطويل و ترسحية شعرها املمزية من ضفائر ملتوية عىل
رأسها_ لتعلن عن قدوم املكل غونغ.
مجيع احلارضين من عامة الشعب و قاطين القرص و املدعوين من الصدقاء
امللكيني احننوا تقديرا و احرتاما لقدوم املكل برداءه السود الالمع و تجه
اذلهيب املرصع ابلملاس و الزمرد.
تربع املكل عىل العرش مث أىت بعده المري اندير ،ابنه الوحيد يف جو ميله
النشاط و امحلاس ،متزي يف احلفل ابرتدائه رداءا أسود المع و تجه اذلهيب
أيضا ،اكن يف تقاليد احلفالت و املراس مي امللكية أن يرتدي المري نفس ما
يرتديه املكل ،و كذكل امللكة جيب أن يكون لباس الوصيفات :الوصيفة
الوىل و الوصيفة اخلاصة ابمللكة س يان.
46
احنىن المري احرتاما لوادله و جلس جبانبه يف عرشه اخملصص هل و أخريا
أعلنت سنسينات قدوم امللكة بريينس ،انهبر امجليع من طلهتا الهبية و القوية:
اكنت امللكة يف أسعد أايهما حيث ارتدت اخفم الفساتني املصممة من دلى
أشهر املصممني ،اكن فس تاهنا طويال مزركشا بألوان الهبجة و الرسور،
عقدها السود اكن يلمع من شدة سعادهتا ،أما تصفيفة شعرها فاكنت عىل
شلك ضفائر ممزية ،طويل ملتوية عىل رأسها لتعطهيا طابع الوقار و الريق و
حبمك طول شعرها اذلي يصل اىل قدمهيا اكن للملكة حظوظ كبرية يف
ترسحيات ممزية...اكن من تقاليد احلفالت امللكية أيضا أن تمتزي امللكة ب َِطل هبية
و صارخة ختالف املألوف ،ترسحية الشعر تعطي انطباعا عىل احلفل.
تربعت امللكة عىل العرش جبانب املكل و اس مترت العروض الراقصة وسط
موس يقى صاخبة ،و عىل دق الطبول أعلنت سنسينات دخول الراقصة سال
وصيفة امللكة الوىل لتؤدي رقصهتا املمزية؛ رقصة الغجرايت.
أدت سال رقصهتا عىل ايقاع اغنية "أان جغري" ،ال لهنا جغرية بل حلهبا
ملظاهره و لباسهم و عاداهتم؛ حيث يف هذا احلفل صففت شعرها عىل
طريقهتم ،ضفائر ملتوية مجعهتا برشيط أمحر لكون شعرها ،و فس تاهنا مزركش
اللوان الطويل.
انهتت الرقصة عىل ايقاع حتيات احلارضين ،ذهبت سال يف طريقها مث قالت
حمدثة نفسها :سأآخذ ماكنك و أسرتجع ما سلبته مين ! أيهتا امللكة !
قالت ذكل بلك كره و حقد.
47
ذهبت سال يف طريقها مث بدأت حمادثة أخرى قوية بني غونغ و بريينس.
غونغ :ال أدري سبب هذا الاحتفال ابلضبط !
فأجابته بريينس بثقة واحضة :انه حفل من أجيل ،اش تقت لايم الاحتفاالت
و قررت أن أقميه اليوم ،هل يزجعك المر !؟
فقال غونغ :أخربتك فقط مالسبب ؟ و ل أقل أنين مزنع !
بريينس :هيا اي حبييب ،لنتقدم برقصتنا الشهرية !
تقدمت امللكة أمام املكل و احننت هل احرتاما و حلق هبا هو الآخر لريقصوا
عىل ايقاع الغنية المازيغية احلربية للملوك.
****
وسط هذه الرقصات و الاحتفاالت ،اكنت رامو تنظر من غرفة الضابط
اذلي أقامت معه عالقة للتو ،اىل منظر القرص اخلاريج اذلي يويح ابحتفال
عظمي أكرث مما وصفته بريينس "اشتياقا".
رامو :اس متتعوا بوقتمك جدا ،لن القادم أحىل ...،تساؤالت كثرية اكنت حتري
دماغها :ملاذا حيتفل القرص بيامن العال يعيش يف بؤس ؟ هل أان السبب الفعيل
يف ذكل ؟ لكن اذا كنت السبب ؟ كيف !؟ ال ميكن ! أان ل أفعل شيئا !؟
عىل أية حال سأكشف ك يشء الحقا ،أما الآن فسأعيش لعنت كام أرادت
أيم ،لن أغفر لشخص يف هذه ادلنيا أبدا ،سأعيش من أجل حزين ،سأعيش
48
لعرف من قتل أيخ و أيب ،لن أموت أبدا حىت أكتشف الرس وراء ك ما
حيصل !
الحظ جنجي رشود رامو و تغري مالمح وهجها من قساوة اىل أشدها ،فنادى
علهيا :حبيبت ،ماذا تفعلني عندك !؟
فاكن ردها الذعا :جيب أن تبتعد عين من الآن فصاعدا و ال تقرتب مين
جمددا ! عالقتنا تنهتيي هنا.
اس تغرب جنجي بشدة و أجاهبا :ماذا تقولني ،كيف نهنيي عالقتنا و حنن
حنب بعضنا ،لقد بدأت عالقتنا للتو ،ملاذا نهنهيا !
رصخت رامو يف وهجه :قلت كل جيب أن تبتعد عين ،لن تراين جمددا،
فهمت ! الوداع الآن.
محلت مالبسها و ذهبت دون أن تضيف لكمة واحدة.
حاول جنجي منعها من اذلهاب لكنه ل يس تطع و تركها يف سبيلها.
****
انهتت رقصة املكل و امللكة الساحرة عىل ايقاع اهناء العالقات...و بعد قليل
حاور اندير وادليه :مليك ،أتسمح يل ابالنسحاب لفرتة ،أريد اذلهاب خارجا
هذه الليل ،اذا مسحمت يل ابلطبع.
فأجابه املكل بلك وقار :ابلطبع اي بين فأنت المري ،افعل ما حيلو كل !
49
50
الفصل 2
" فقدان الروح أصعب ،لكن عودهتا جيعكل أقس ! "
يوم أآخر يس تقبهل القرص اس تعدادا حلفل جديد؛ يوم ميالد امللكة.
بريينس :سال ،أريد أن يكون هذا اليوم ممزيا أان مرسورة جدا !
سال :ابلطبع اي س يديت ،سأجعل مجيع أايمك سعادة ،ال تقلقي بشأن ذكل !
ساعدت الوصيفة امللكة عىل تصفيف شعرها للمرة الثانية عىل نفس المنط ،و
ارتدت مجيع الوصيفات فس تاان أبيض مزينا بورود سوداء مبا فهيم سنسينات
الت جاءت خبرب س يقلب القرص.
****
ذهبت رامو اىل مزنلها ،و حاولت االرساع يف فعل ما تريده ليك ال تتذكر ك
حدث كبري وقع بداخهل.
خرجت بعد حلظات ووقفت أمام ابب املزنل ،بعدما زينت نفسها من جديد
و رسحت شعرها حبيث جعلته يعلو رأسها بطريقة صاخبة.
قررت اليوم أن تظهر أمام امجليع و تدهشهم بأهنا عىل قيد احلياة لكن ليس
نفس الشخص اذلي متنوا موته ،لكن خشص أآخر سيمتنون موته أكرث.
****
51
قالت سنسينات و الرعشة ترسي جبسدها :مواليت ،لقد اختفى المري.
قفزت بريينس من ماكهنا مرسعة من صدمهتا و قالت :مباذا هتذين ؟ كيف
اختفى ،رمبا يكون يف اجلوار !
سنسينات :ال اي مواليت ،ل يعد منذ خرج ليل البارحة !
اكن المر هذه املرة أصدق ابلنس بة لها فقالت :هيا ،اطليب من امجليع البحث
عنه و أخريج انت أيضا ،سأذهب للقاء املكل.
ذهبت االثنتان و قالت سال بعدما علت فرحة كبرية حمياها :هكذا أريدك أن
تكوين ،ضعيفة و بال حيل ،ما يه اال أايم قليل و سأسرتجع ك ما أخذته
مين ؟
****
اكن املكل يف غرفة احملظية غوبرو ،حمظيته الوىل ،اكن يس تفرس عن سبب
امتناعها عن اذلهاب حلفل امللكة؛
غوبرو :لقد كنت متعبة صدقين اي غونغ ،ال يوجد سبب أآخر.
غونغ :لقد أسعدتين فعال !
غوبرو :أفعل أي يشء من أجكل!
قال غونغ بعدما أصدر حضكة خفيفة :أتذكر أول مرة رأيتك فهيا ،كنت تبكني
بشدة ،اقرتبت منك و كنت خائفة ،طمأنتك و بكيت أكرث عندما علمت أنين
املكل...،
52
حضكت غوبرو بضحكة طفل بريئة :أجل ،يف ذكل اليوم فقدت وادلاي،
اكنت أصعب و أقس حلظات اعيشها ،لكنك جعلتين أحيا من جديد ،حببك
يل و اختياري مكحظية كل ،رأيت السعادة من جديد ،أحبك جدا.
قبل غونغ حمظيته مث ودعها و ذهب خملدعه لالس تعداد حلفل ملكته ،و عند
ذهابه قفزت غوب من ماكهنا و أظهرت نيهتا :قال ملكت ،أريد احلضور يف
موهتا ،و أنت تطلب مين الاحتفال هبا ،مس تحيل اي حبييب ،قريبا س تكون
يل وحدي بعدما أزيلها من طريقي !
****
دخلت امللكة اىل خمدع املكل همرول بفس تاهنا و أخربته مبا حصل فاس تغرب
هو الآخر و انتابته نوبة من اخلوف فأمر مجيع احلراس ببدء البحث عن المري
و اعادته همام اكن المثن.
****
اكنت ختطو أول خطواهتا كهنا ودلت قبل حلظات ،تقدمت من أمام مزنلها
اللمي كهنا اكنت تريم بذكرايهتا بداخهل ،لكن يف داخلها اكن احلزن يقطع
أوصالها ،مما جعلها خشصا أقوى قادر أن يعيش جبروح همام اكنت
بالغهتا...تقدمت خطوة للمام لتصدم أول من رأآها ؛ هل هذه يه فعال !
لكهنا ماتت...تقدمت خطوات للمام و جعل صوت كعهبا العايل البيض
امجليع يلتفت لرؤيهتا بيهنم من يضن أهنا يه العذراء بنفسها و هناك من يقول
أهنا خشص أآخر يش هبها لن العذراء ماتت أمام أعني امجليع بشلك غري تم.
53
بقيت متيش خبطوات اثبتة متأكدة أن خشصا لن جيرؤ عىل ملس هذا اجلسد
احلارق ،لكن الشخص اذلي تقاطعت طريقها به ل يأبه جلسدها لكن ملاضهيا
القريب.
توقفت رامو عن امليش عندما تضارب كتفها مع يد الوصيفة الوىل للقرص
املليك.
اندهشت سنسينات من تواجد رامو هناك ،و من بقاهئا عىل قيد احلياة،
اتضحت لها مالحمها من النظرة الوىل فأمرت امجليع ابالمساك هبا...اليشء
اذلي أشعل انر الغضب يف عيين رامو.
رامو :ماذا تفعلني ! ابتعدوا عين ! من أنت!
سنسينات :أان الوصيفة الوىل للقرص املليك ،ال بد أنك السبب وراء اختفاء
المري ،هل هذا انتقامك من المر املليك بقتكل !
انصعقت رامو مما مسعته فمل تس تطع مواهجهتا فأمكلت سنسينات :ال أدري ملا
أنت عىل قيد احلياة ! لكن الآن س تذهبني معي !
54
الفصل 3
" هناك أشخاص يف حياتنا ال نتحمل وجوده ،لكهنم ُم َقدرين "
اكنت أوىل خطوات رامو داخل القرص ،ل تكن تنوي دخوهل مكعتقل ،لكهنا
الآن بفضل ذكل ستبدأ أول خطوة يف حتقيق ما تريده.
قادها احلرس املليك اىل املعتقل و أغلقوا علهيا هناك انتظارا العرتافها و حمك
املكل.
ذهبت سنسينات اىل مقر امللكة و أخربهتا بأهنا ألقت القبض عىل العذراء،
خرب تلقته امللكة بصدمة كبرية.
بريينس :العذراء !؟ كيف ! لكهنا ماتت !
سنسينات :ال اي مواليت ،اهنا عىل قيد احلياة و يه الآن يف املعتقل !
اكن اخلرب اكلصاعقة عىل امللكة ،فانتفضت برسعة من ماكهنا و ذهبت لرؤيهتا.
يف املعتقل مت تعذيب رامو بقسوة لالعرتاف مباكن المري و خطة اختطافه،
لكن ذكل العذاب ل جيدي لهنا ليست الفاعل.
دخلت امللكة بكربايء عال ،و نظرت اىل رامو ابحتقار و غضب و قالت لها
مس هتزئة :العذراء ،مازالت عىل قيد احلياة ! كيف ذكل و أان بنفيس أمرت
بقتكل !..
55
اهزت جسدها عىل هذا اخلرب ول ترتكها امللكة تفهم صدمهتا مث أمكلت :اكن
جيب أن متويت ،ل يكن جيب أن تودلي أصال! هيا اعرتيف أين المري ! ماذا
فعلت به ! هل اختطفته انتقاما مين! مث اس هتزئت و حضكت بسخرية :
تنتقمني من امللكة ! ولمك أنك جريئة ! امسعي ،اذا ل يمن ابين يف فراشه هذه
الليل سأقتكل بدون رمحة ،ال أعمل ملا أنت ما زلت حية ،هذا ما حيريين !
قالت ذكل بعدما رمقت رامو بنظرة كره و حقد غريبني لشخص تقابهل أول
مرة...انرصفت امللكة مع الوصيفة الوىل من املعتقل بعدما أظهرت غضهبا
للمهتمة الت مازالت مصدومة مما قالته لها.
ذهبت سنسينات اىل املكل و قالت هل :أهيا املكل ،ل نعرث بعد عىل المري،
لكن التقيت ابلعذراء و مقت حبجزها يف املعتقل ! أشك أهنا من اختطفه !
اس تغرب املكل بشدة من الكهما و قال لها :ماذا تقولني ! من العذراء !؟
اس تغربت سنسينات يه الخرى فأجابته :العذراء اي موالي ! قصهتا عىل
لسان و مسامع العال بأرسه ! كيف ال تعرفها !؟
انتفض املكل من ماكنه غاضبا و قال لها :هيا خديين الهيا !
بعد حلظات وصل املكل اىل املعتقل و دخل دون الوصيفة الوىل للقاء
العذراء الت يتحدث عهنا امجليع؛
اكنت رامو جالسة فوق املقعد الامسنت البارد و حالها يويح بتعذيب شديد.
دخل املكل خبطى متثاقل و نظر اىل رامو الت رفعت رأسها بدورها لرؤيته،
56
التقت نظراهتام و مر يشء بيهنام اكلسحر ،ل يس تطع غونغ ابعاد نظره عن رامو
و بقي حيدق فهيا كنه مسحور.
هنضت رامو برسعة لتحي املكل و اس تقبل حتيهتا بصدر رحب مث قال لها
هبدوء و ثقة :اذن أنت العذراء ! يقولون أنك من اختطفت المري !؟ ملاذا
فعلت ذكل و كيف !
انتابت رامو نوبة من الرعشة و اخلوف لكن ظاهرها ال يبني ذكل ،اكنت
تبدي مالمح القوة و الثقة فقالت هل :لست أان اي موالي ،لقد اعتقلوين ظلام
! كيف أس تطيع اختطاف المري.
بقي غونغ ينظر الهيا بمتعن و اكنت عيناه تلمعان مث جفأة أخرب احلراس بتحريرها
بأرسع ما ميكن .و ل يكن للحراس بعد جفأهتم اال أن يوافقوا عىل طلب ملكهم.
حتررت رامو من املعتقل و ذهب هبا املكل اىل خمدعه ،لقد ُطبِقت عليه
اللعنة هو الآخر.
57
الفصل 4
" لعنة من أول نظرة "
دخلت رامو برفقة املكل اىل خمدعه و هناك تقرب مهنا و دامت عالقهتام
طويال.
بعد ساعات خرج املكل من غرفته و أخرب سنسينات أن تعلن خرب زواجه
من رامو.
اكن اخلرب قاس يا علهيا ،ارجتفت يداها و ل تس تطع نطق لكمة أمامه ،ذلكل
أعاد املكل الكمه من جديد ظنا منه أهنا ل تنصت جيدا :قلت كل اذهيب و
أعلين زوايج من رامو ،لقد أصبحت حمظيت الوىل بعد غوب ،هيا اذهيب !
احننت الوصيفة احرتاما لقرار ملكها و ذهبت و يه ترجتف من شدة صدمهتا
لتعلن اخلرب اذلي س هيدم القرص.
بيامن يف هذه الثناء غادر املكل غرفته بعدما جعلها من نصيب رامو و طلب
من العاملني جتهزي غرفة جديدة خاصة به.
اكنت رامو سعيدة بقدر ال يوصف ،مغرت نفسها يف فراش املكل و انغمست
بداخهل كقطعة بسكويت داخل كس حلو من الشاي ,سعادهتا ال توصف،
حىت أهنا وضعت تج املكل اذلهيب فوق رأسها؛ ل تكن لتظن أن طريقها
س يكون سهال لكشف لغز القوانني أو كام يبدو ذكل.
58
رامو :الآن مبا أنين أصبحت احملظية ،فلك يشء س يكون قريبا مين ،ال رس
س يخفى و سأعرف ملاذا امجليع يف القرص يعيش يف سعادة بيامن العال يعيش يف
بؤس!
****
بريينس :ماذا !؟ كيف تزوج هبا ! كيف جيعل العذراء حمظيته !؟
أجابت سنسينات خائفة :أجل مواليت ،لقد جئت لعلن هذا كل !
بريينس :كيف تقولني ذكل أمايم ! أال تعرفني من يه !
هذا اكن موقف امللكة الت مسعت خرب زواج املكل للتو ،ذلكل و بعد هذا
اخلرب ذهبت مرسعة للقياه.
يف غرفة املكل اجلديدة اكنت الاس تعدادات عىل أهبهتا الس تقباهل و حتضريا
العالن زواجه و تنصيب احملظية الوىل .وسط ك هذه التحضريات دخلت
بريينس بعنف أمام خاديم املكل و قالت هل غاضبة :كيف تفعل ذكل ! كيف
جتعل العذراء حمظيتك !
فأجاهبا املكل هبدوء :اسرتخ ،أنت تتحدثني مع املكل ،هل فقدت صوابك أم
ماذا !
بريينس :كيف...
59
قاطعها قائال :ل أمكل الكيم بعد...،كيف ختفني عين ما يعيشه شعيب من أالم
و معاانة ،كيف تأمرين بقتل رامو ابس املكل دون علمي ! مث رصخ يف وهجها :
بأي حق تفعلني ك هذا !
****
يف الساعات الت قضهتا رامو يف خمدع املكل و بعد تقرهبام من بعض ،أفضت
هل عن ك ما يف جعبهتا من الكم ل تكن تعرف أنه سيسمعه لول مرة؛
غونغ :ملاذا ينادونك ابلعذراء !
رامو :لقد قامت أيم بلعين عندما اكنت حامال يب ،ليك ميوت أول خشص
أتزوج به و أعاين الل طوال حيايت.
غونغ :و مباذا يهتمك العال ؟!
رامو :مجيع الناس يظنون أنين السبب يف القوانني الظاملة الت يعيشوهنا،
خاصة بعد أمرك بقتيل !
ازدادت دهشة غونغ وقال :همال توقفي ،عن أية قوانني تتحدثني !؟ و عن
أي أمر !
اس تغربت رامو مما قاهل قررت اخباره كنه ال يعرف شيئا عن ك القوانني الت
يعيشها العال ،السبب اجملهول وراهئا ،فناء عائلهتا اىل أن وصل هبا احلال اىل
املعتقل بعد أمره _ظنا مهنا_ بقتلها.
60
صدمته اكنت قوية و ما اكن هل اال أن يعرتف أمام حمظيته بأنه ل يأمر أبدا
بقتلها ،لتتجه الظنون و الشكوك حنو امللكة.
غونغ :امسعي اي رامو ،أان ل أآمر بقتكل ،و ك ما قلته الآن أان أعرفه للتو،
أجل أان املكل و ال أعرف ما حيصل بشعيب و جبميع بقاع العال ،اي خليبت،
كوين مطمئنة ،سأحل ك ما حيصل الآن و س نعرف معا السبب وراء هذا.
ذهب غونغ مناداي سنسينات و حضكت رامو خبفة قائل :أآسفة اي حبييب ،لن
تعرف حقيقة لعنت مطلقا ،لكن لقد أعطيتك ك ما جيب أن تعرفه !
حضكت مقهقهه مث رمت جبسدها غارقة يف فراش املكل.
****
اكنت بريينس مصدومة مما قاهل غونغ ،و أخريا عرف ك ما حاولت اخفائه
عنه.
رصخ يف وهجها بشدة قائال :هيا اعرتيف مبا فعلته ،لقد خاب أميل فيك أيهتا
امللكة ،أتدرين ما ذلي فعلته ،لقد خنت املكل...
قاطعته بريينس تبيك بقوة :ال أرجوك ال تقول ذكل ،ل أمق خبيانتك...
غونغ :و ماذا تسمني هذا !
بريينس :لقد كنت..،كنت..كنت فقط ال أريد أن تتعب نفسك من أجل
هذه المور ،و قررت التكفل هبا وحدي..،
61
رصخ غونغ هذه املرة بغضب قوي :ليس كل احلق ،من أنت لتخفي عين ما
يعيشه شعيب ،من أنت لتقرري ماكين...أان املكل...أل شعيب هو أملي ،تعبه
راحة يل ،كيف سأعيش الآن...من أنت لتفعيل هذا !٠
قاطعته بقلب مفطور و لسان مرجتف :أان امللكة !
غونغ :فعال ترصفاتك تويح بأنك ملكة ،ال فعال...لقد جعلت مين أحضوكة
قويم...،هيا أخريج من ماكين ،اغريب عن وهجيي ال أريد رؤيتك ،و ال
تظين أنين سأمرر كل هذا ،ال تنيس ذكل.
قاس ية هذه اللكامت علهيا ،اكنت أول مرة تسمعها من الكم زوهجا ملكها
احلبيب...رأت بريينس أن ماكهنا مكلكة بدأ يزتحزح ببطء ,توسلت اليه و
ادلموع تغمر وهجها لكنه ل ينظر هل حىت ،فقررت أن تنسحب بكرامهتا و
ذهبت خارجة من اخملدع و عيوهنا ملؤها الكره و تقول :ك هذا ب ِ
سببك،
ك عذايب ب ِ
سببك ،لن أرمحك.
62
البحث يف شؤون احلكومة و قضااي الشعب و اطالعي عىل ك ما حيصل،
البحث عن أمريي ،أم البحث يف حيايت اخلاصة و عقد الاجامتعات
الطارئة ...،ملاذا ل ختربوين ابلقوانني والنظمة الظاملة ،ما هو معلمك !
اس تغرب امجليع مما قاهل و بدأوا ينظرون لبعضهم يف حرية من أمره مث قطع
غونغ تفكريه :أجل أان املكل ،ال أعرف ما يعيشه شعيب ،بسبب ثقت
بأشخاص خبيثة ،ذلكل سأعاقب ك من اكن السبب بداية بمك أنمت ،درجاتمك
ستنخفض واحدا تلو الآخر ،هيا اغربوا عن وهجيي !
ل يس تطع خشص البوح بلكمة و مجعوا أنفسهم و ذهبوا خارجا تركني املكل يف
صدمة حياته...
ل يس تطع املكوث هناك أكرث و ذهب حنو رامو.
غونغ :تعايل ايل اي حبيبت ،أحس بضعف كبري! أان تئه ،ل أجد سواك أآيت
اليه !
عانقته رامو بشدة وقالت :و من يل سواك أان أيضا ،قالت ذكل مث قبلته و
سقط االثنان يف فراش العذراء العاهرة.
63
الفصل 5
" هناك أمكنة ال جيدر بنا التواجد فهيا "
65
اكنت صدمة سنسينات جعيبة ،أكد لها املكل ما اكن جيول يف خاطرها ،بعد
رؤيهتا للبث اذلي اكن من املفروض موت رامو فيه ،و معرفة معاانهتا ،اكنت
تشك يف أهنا السبب يف اختطاف المري و تطبيق القوانني ،ذلا ما قاهل املكل
الآن أكد ظهنا و جعلها حتن للعذراء و متيل الهيا.
اكن خطاب املكل أآرسا للنفوس ،اللك اكن يشاهد بمتعن و مصت ,ك لكمة
يقولها تطمنئ شعبه واحدا واحدا.
يف خمدع العذراء
دخلت امللكة برفقة وصيفهتا سال و قالت بهتمك " :أصبحت احملظية ،فعال
أنت رسيعة ،كنت معتقل و الآن أنت احملظية !"
فأجابهتا رامو من عرشها بلك برود " :أجل ،و هل هذا يسبب ازعاجا كل
أيهتا امللكة ،أمرت بقتيل لكين حية ،أرأيت ال قمية لقراراتك و ابلتايل ال قمية
كل"! .
غضبت بريينس و قالت :كيف جترؤين عىل احلديث معي هكذا ! أان امللكة !
رامو :أعمل ,لكنك ارتكبت خطأ حينت تراجعت عن قتيل ،لنين سأهدم
هذا القرص فوق رأسك ! أيهتا امللكة ،هيا أخريج من ماكين !
سال :كيف تتجاوزين حدك مع امللكة من تكونني !
رامو :و أنت كيف تتجاوزين حدك مع احملظية ،أنت جمرد راقصة ،هيا اتبعي
س يدتك!
66
ازداد غضب امللكة و هرولت برسعة من الغرفة و النار حترتق يف قلهبا :
سأنتقم منك ،جيب أن متويت !
نظرت سال اىل رامو بكره شديد مث حلقت مبوالهتا ،و بعد قليل جاءت غوبرو
أخريا لتواجه من أخذت ماكهنا ؛
اكنت غوبرو ترتدي ثيااب عادية غري الت اكنت ترتدهيا دامئا كوهنا احملظية
الوىل ،لكن الآن و مبا أن رامو أخذت ماكهنا ،فهيي أصبحت احملظية الثانية
بعدها.
رامو :ها يه الخرى أيضا !
غوبرو :سعيدة أنت الآن ! لقد أخذت ماكين بسهول !
قاطعهتا رامو قائل :أجل ،لن ماكنك ليس ابليشء الصعب ،أخذته بسهول،
هذا يعين ال قمية كل.
ردت علهيا غوبرو و يه ترتعش من الكره و الغضب :ال تقاطعيين ،من أنت،
أنت جمرد عذراء قوهما ،أخذت ماكين و س تدفعني مثن ذكل ،لن أرمحك...
برودة رامو أماهمم اكنت تقطع الحشاء ،أجابهتا مرة أخرى :اذهيب أيهتا
الثانية ،و ال تقرتيب من خمدعي جمددا.
خرجت غوب غاضبة من الغرفة و يه تقول :بدأت أراوغ املكل من أجل
ابعاد امللكة و الاستيالء عىل عرشها ،لكن ها يه ذي الآن لقد فعلت ما ل
67
أس تطع فعهل ،اذن دلي الآن عدوتن جيب تصفيهتام ،الوىل بريينس و الثانية
العذراء.
68
الفصل 6
" حديثنا مع خشص حنبه يرحي ألف س نة من اهلموم "
صباح يوم جديد يس تقبهل العال بقليل من الطمأنينة بعد حزن كبري و بعد
خطاب املكل اذلي أراح نفوس شعبه .مازالت هناك القوانني الظاملة الت
تفرق و هتدم أوارص العائالت ،ما زال هناك حزن داخل البيوت و الكثري
من الفراق و الل ،لكن القرص ل يكن يعرف طعم هذا الل ،و امنا أل من نوع
أآخر.
دخل املكل اىل غرفة رامو صباحا ،ليأخذ افطاره معها اكملعتاد ،لكنه ل جيد
أحدا ،بل وجد الكثري من املناديل غارقة يف دماء محراء طرية ،فزع جدا من
هول املنظر و رصخ بقوته يف مجيع رجاهل.
غونغ :ما ذلي حصل أين احملظية ؟ و ما هذه ادلماء ؟ هيا اعرثوا علهيا الآن
!
أمسك ابملنديل املدىم حائرا و جلس عىل عرش احملظية منتظرا عودهتا.
تلقت بريينس اخلرب يف خمدعها و اكنت فرحهتا ال توصف ظنا مهنا أهنا ماتت
و غوبرو يه الخرى فرحت كثريا مث قالت :رامو ،نُ ِفذ ،الآن دور بريينس !
69
جاء رجال الرشطة و مبعية احلرس املليك بدأوا البحث عن أي يشء ؛ دليل
أو خيط يوصلهم اىل الضحية...عرثوا أخريا عىل نقاط من ادلم متناثرة فوق
الرض فتبعوا خطاها...
سال يف غرفهتا فرحة ملا مسعته و قالت :هذه فرصت ،جيب أن أحترك برسعة
!
غضب املكل ل يس تطع أحد التحمك فيه ،ذلكل أول ما قرر فعهل هو االبالغ
عن املشتبه فهيم ؛ امللكة و الوزراء.
احلارس املليك :موالي ،أان مأمور من طرف الضابط جنجي ،هو يف معلية
رسية الآن ،أريد أن أعرف ملاذا تشك يف زوجتك امللكة و يف مجموع الوزراء
!؟
أجابه املكل هبدوء :امللكة عصت و خالفت أوامري و أآمرت بقتل رامو خفية
عين ،أما الوزراء فلقد عاقبهتم الخفاهئم أمر القوانني الظاملة و نزلت رتهبم ذلكل
هؤالء ه املشتبه هبم الآن !
احلارس املليك :حس نا اي موالي ،هل تشك أيضا أن دلهيم عالقة ابختفاء
مسو المري !
غونغ :ال ،ليس ذلكل عالقة هبم ،من اختطف ابين دليه حساب أآخر معي،
و سأعرفه قريبا ! ال ترأف بأحد ،دعهم يتلقون العذاب الشديد اىل أن يعرتفوا
مبا فعلوه.
70
احلارس :ال تقلق اي موالي ،س نعتقل املشتبه هبم ،و س نمكل حترايتنا و حبثنا
عن المري.
انرصف و ذهب مع رجال الرشطة العتقال امللكة و الوزراء.
71
حرض رجال الرشطة و أمسكوا ابمللكة حتت أمر املكل ،ظلت ترصخ يف
وهجهم لكن دون فائدة ،أخذوها و ذهبوا هبا اىل املعتقل حيث وجدت
الوزراء هناك أيضا.
72
الفصل 7
" لن أنتظر الايم لعرب كل عن حيب "
لبث املكل يف خمدع احملظية ،اىل أن رأى خطوات سال أمامه لتفجر هدوءه
و انتظاره.
تقدمت سال بثبات مرتدية رداءا أسود حريري قصري الطول ،و أسدلت
شعرها المحر ،و من عادات اململكة و عهد ملوكها عندما تسدل البنت
شعرها أمام رجل فهيي تعرب هل عن حهبا و تقدميها جسدها هل.
اس تغرب غونغ من مظهرها و تذكر جفأة هذه العادة فزجمر غاضبا :ماذا تفعلني
هنا هبذا احلال !
سال :أان أحبك اي موالي ،امسعين أرجوك...
انصدم مما قالته فأجاهبا :هل جننت !
سال :كنت أحبك قبل بريينس لكهنا س بقتين اليك ،و اهانة يل جعلتين
راقصتك اخلاصة و وصيفهتا لتجعل مين خشصا أقل مهنا ،لكن أان أحبك جدا،
أحببتك منذ صغري ،ال ترفضين أرجوك..،
جثث عىل قدميه و حاال جاء احلارس املليك بنبا العثور عىل رامو حمتجزة يف
ماكن بعيد.
صد املكل جسد سال و ألقا هبا أرضا و ل يعر الكهما اهامتما.
73
سقطت عىل الرض مث رفعت رأسها اليه بنظرة ميلها الكره و احلقد قائل :
لكه بسببكام ،بريينس ،رامو...سأنتقم و أجعل حياتكام عذااب.
***
ذهب امجليع مرسعني اىل الغرفة الت تواجدت هبا رامو بعيدا عن
القرص...دخل املكل مفزوعا فوجدها حية ترزق ،لكن مغمى علهيا ،ادلماء
تس يل من مفها و احلبال تشد يدهيا و قدمهيا.
رأف هبا غونغ و محلها بني يديه مرسعا اىل القرص ...أخذها اىل غرفهتا و تركها
مع الطبيب.
***
يف املعتقل
بريينس حتادث السجان :أشكرمك لنمك ل تعذبوين و مازلمت تعتربوين ملكتمك.
قالت مع نفسها :أمتىن أن تكون ميتة الآن !
****
بعد حلظات مسع امجليع رصاخ رامو و حنيهبا...دخل املكل برسعة عندها و
حلظ حالها فسأل الطبيب مالها مث أجابت رامو صارخة :لقد قتلوا طفيل!
انصعق املكل من اخلرب فقال لها مرتباك :كيف و من فعل بك هذا !
74
خرج الطبيب بعدما اعتذر من املكل ورافقته سنسينات مث عادت ليعرف
امجليع حقيقة الفاعل.
جاءت غوبرو " لتطمنئ عىل احملظية" فرمقهتا رامو مث اكفهر وهجها فزجمرت
غاضبة قائل :هذه ،أجل اهنا يه ،يه الت حاولت قتيل و قتل طفيل ،مث
قامت ابختطايف.
انصعق امجليع فالتفت غونغ اىل غوب و نظر الهيا بقسوة و تفاجئ امجليع
متحرسين من فعلهتا...تفاجأت يه الخرى مما قالته رامو فأجابت حتت
نظرات امجليع :ال ل أفعل ،ل أختطفها ل أفعل شيئا !
هنضت رامو من رسيرها و انفجرت يف وجه غوب :حاولت قتيل و قتل
طفيل ،مث اختطفتين !
قال احلارس املليك :فعال اي س يدي لقد وجدان سام قاتال يف ادلم املوجود
ابملنديل !
واهجها غونغ غاضبا :قويل ماذا فعلت هيا ! و اال قتلتك هنا أمام امجليع!
ارتعشت غوب و قالت :ال تقتلين أرجوك اي موالي ! سأعرتف كل بلك
يشء !
غونغ :هيا قويل !
بقي امجليع حيدق فهيا منتظرين ما س تقوهل؛
75
-أجل لقد حاولت قتل رامو و أرسلت لها طبقا هدية محللها ،فعال شعرت
بأهنا أخذت ماكين ذلكل حاولت قتلها لكن أقسم أنين ل أختطفها...
-قاطعهتا رامو :امصت أيهتا الاكذبة لقد عَذب َتين لموت غصبا عين...
قاطع املكل مصت امجليع برصخة واحدة :اعتقلوها الآن و بعد ذكل قوموا
بنفهيا اىل أبعد ماكن.
رصخت غوب خائفة :ال أرجوك ال تقم بنفي ،اقتلين بدال من ذكل ،أرجوك،
ال تفعل...
أخذها احلرس املليك حتت رصخاهتا و طلهبا املوت خوفا من النفي.
"يف هذا الزمن يفضل املرء اهناء حياته بدل العيش بذنب و ومصة عار"
ذهب املكل اىل خمدعه و نيس أمر حترير املهتمني.
قالت سنسينات بلطف :ال تقلقي اي رامو ،س مير ك يشء خبري ! مث ذهبت
خارجة من الغرفة.
تغريت مالمح وجه رامو من احلزن اىل املكر :فعال س يكون ك يشء خبري
بعد الآن...مث تذكرت خطهتا انتقاما من احملظية الت أهانهتا ؛ أرسلت رامو
خطااب اىل غوبرو حيتوي عىل خرب محلها والت تلقته بصدمة كبرية ،فقامت
ابرسال طبق عىل فضة موضوع س بداخهل ،ابلطبع ل تأخذ العذراء شيئا منه،
لكهنا قامت برميه مث طعنت أسفل قدمهيا فسالت دماؤها مث مزجهتا بسم قاتل
76
فوضعهتا عىل املنديل لتظهر أهنا تقيأت دما مسموما ،مث بعد ذكل اختطفت
نفسها".
قالت رامو و حضكت بلك مكر :العذراء ال تدل ،سأبقى فقط عذراء هذا
القوم و سأعيش لعنت ،و أكشف من تسبب يف لعنتمك.
****
بعد حلظات قام اجلنود بتحرير امللكة و الوزراء بعد اكتشاف حقيقة املذنب،
فذهبت امللكة اىل مقر املكل لتحدثه؛
بريينس :ملاذا ل تأيت لرؤيت ،حىت عندما ظهرت براءيت ل تأيت الس تقبايل!
اكن املكل مشغول البال حيهنا و ل يعط اهامتما كبريا ملا قالته و اكن ينظر الهيا
ببخس مث قال لها بعد قليل بقوة :هل تنتظرين مين أن أآيت اليك بعد ك
اذلي فعلته !
فهمت بريينس قصده مث انتقلت مبارشة اىل موضوع جميهئا :أريد أن اذكرك أن
أمريان ما زال خمتفيا...،
قاطعها غاضبا :أعرف أن ابين غائب ،ال داعي لتذكريين بيشء أعرفه ،هيا
اغريب عن وهجيي..،
فهمت املقصد من جديد مث غادرت الغرفة ابكية.
***
خارج القرص ،يقود اجلنود املنفية غوب بعيدا متجهني اىل أقىص اجلزر.
77
اكنت غوبرو يف غاية احلزن و احلرسة ،قدماها اكنتا ش به مشلولتان ،اكنت
تنظر اىل القرص كنه حمل أو كس اكنت حتمهل ببطء خوفا عليه فانكرس جفأة،
ذلكل اكن مهها الوحيد هو الانتقام ممن تسبب يف دمارها و يه تقسم الآن
أهنا س تعود و س تجعل القرص اذلي اكنت تنوي العيش فيه مكلكة ،جزءا من
حطام شامل.
78
الفصل 8
" رمغ احلب ،هناك ما يغيظين ،انه املايض "
دخلت سال اىل خمدع املكل من جديد ،اكن جيلس وحيدا متباهيا بعظمته،
اىل أن دخلت يف حال يظهر عليه الىس و الغضب.
زجمر غاضبا :ماذا تفعلني هنا جمددا ،أتريدين املوت أم ماذا !؟ هيا اخريج !
أجابته بلك برود يويح بغضب و حقد كبري :جعلتين أركع حتت قدميك،
اعرتفت كل حبيب كل ،اعرتفت كل بلك ما فعلته بريينس يب ،لكنك ل
ترمحين ،ألقيت يب...
قاطعها صارخا :امصت ،ال هيمين ما تقولينه ،هيا اخريج من ماكين و اال
أمرت بقتكل !
اكنت رامو تسرتق السمع خلف الباب بعدما اكنت أآتية اىل ملكها لهتدئ من
أعصابه.
رصخت سال يف وجه املكل دلرجة جعلت رامو ترتعش و تتفاجأ من ردة
فعلها فقالت :امصت أنت و اس متع ملا سأقوهل ! أنت طردتين برسعة دون أن
تعطيين وقتا بسبب العذراء تكل ،بيامن كنت أميض ك دقيقة من حيايت و أان
أنتظر هذا اليوم اذلي كنت سأكون فيه جبانبك ،ملكة قويم ،و زوجة
جبانبك ،لكن ال ،أنت دمرت ك هذا ،و حطمت حلمي ،ذلكل ل يعد دلي
79
أمل ،أنت السبب فامي س يحصل الآن ،لقد جنيت عىل أمريك ،سأقتهل كام
قتلت أميل...،
تفاجئ غونغ و رامو وراء الباب مما قالته فأجاهبا بعدما جتاوز الصدمة :ماذا
فعلت ابلمري ؟ هل أنت من اختطفه !..
سال :أجل ،اختطفته ليك أكون جبانبك ،و ها أنت الآن تدمر ك يشء ،لن
أرمحه.
قالت ذكل مث خرجت برسعة حتت صدمة غونغ اذلي ل يعرف كيف يصدها
أو يوقفها ،جتمد جسده و توقف عقهل ،وصيفة امللكة اختطفت المري لهتددها
به حىت جتعلها امللكة و تتنازل عن ماكنهتا ،جرأة كبرية من راقصة القرص،
جعلت املكل يقف جامدا أمام فعلهتا.
ذهبت رامو مرسعة اىل سنسينات و أخربهتا بلك ما مسعته و اتفقت االثنتان
عىل اللحاق بسال و انقاذ المري.
غونغ يف غرفته وجد نفسه وحيدا وسط ك املتاهات الت دخل الهيا رغام عنه
؛ امللكة الت اكن حيهبا يظهر وهجها اخملفي ،تتجاوز قميته و تتسبب يف دمار
القرص و العائل امللكية ،العال اذلي يتدمر يوما بعد يوم حتت وطأة القوانني و
احلزن الابدي ،املؤامرات داخل قرصه من حمظيته السابقة و وصيفاته ،أمريه
اخملتطف و املهدد ابملوت ،ك هذا و ما خفي و ما س يقع بعده أعظم.
80
حل الليل و خرجت سال متخفية وسط الظالم ادلامس ،فلحقت هبا رامو و
سنسينات.
خبطى اثبتة و خافتة وصل امجليع اىل الهدف دون أن تدري سال مبن يلحق
هبا....دخلت الكوخ و هناك اكن المري مس تلقيا يف فراش ابل و فاقد الوعي.
سال :ها أان جئت اي أمريي ،اش تقت يل ،أظن أنه ل يعد كل وقت طويل
لتعيشه بعد الآن ،لقد فشلت خطت ،كنت مفتايح لصبح امللكة ،لكن
املكل أهنيى ك يشء ،و مبا فهيم حياتك ،أان أآسفة...
عند هذه اللكامت دخلت رامو و سنسينات و واهجتاها بعنف ،أمسكت
رامو بعصا طويل اكنت يف الكوخ .و رضبت هبا رأس سال فأمغي علهيا بيامن
سنسينات اكنت تراقب حال المري.
رامو :هل ما زال حيا !
سنسينات :أجل انه يح ،سأتصل ابحلرس املليك من أجل املساعدة.
بعد حلظات جاء احلراس و أمسكوا بسال بعدما أخربهتم الوصيفة الوىل بلك
ما رأته برفقة احملظية.
ذهب امجليع برفقة احلراس و الطبيب املليك اذلي عاين حال المري و تأكد هل
أنه اكن خمدرا بواسطة دواء منوم ،بيامن ل يؤثر ذكل عىل حالته العامة.
81
الفصل 9
" الفرحة الت حتصل بني املأآيس ،هل نتقبلها أم نواصل حزننا !؟ "
83
ترتعش ،و قلبه خيفق بقوة ،لكن مظهره ل يويح بذكل ،اكن يظهر عىل حمياه
ثقة المراء و كربايهئم...
تقدمت رامو خطوات جتاهه مث قال لها :هل أنت العذراء ! مسعت بأنك من
قام ابنقاذي !
أجابت رامو هبدوء :فعلت واجيب فقط مسوك...
اقرتب مهنا بثبات حىت متازجت أنفاسهام ،اكن يف داخل ك مهنام شوق
للآخر ،انر هادئة تنتظر من الآخر اخامدها...
مهت رامو ابخلروج من الغرفة فأمسك المري بيدها و قال لها :أريد رؤيتك
الليل !
تفاجأت رامو من طلبه مث اس تدرك قوهل :لشكرك بطريقت عىل ما فعلته من
أجيل !
حملته رامو بنظرة قوية فوافقت عىل قوهل مث ودعته.
84
الفصل 10
" أحياان بعض قراراتنا ختيفنا "
اكن المري يف اس تعداد تم الس تقبال العذراء ،يف برهة غرفته حيث أمر
خادميه بتجهزيها و تزييهنا احتفاال بعودته...بيامن اكنت بريينس يه الخرى
تس تعد لالحتفال به...لكنه ل يعطي أولوية للملكة و فضل أن يقيض ليلته مع
العذراء.
دخلت رامو بفس تان بين قصري يربز مالمح جسمها و تقدمت بثبات حنو
اندير اذلي ارتدى سرتته السوداء الطويل ،اقرتبت أجسادهام و عانقا
بعضهام...بعض حلظات بدأت تُسمع أحلان موس يقى اس بانية راقصة اكنت عىل
موضع التشغيل التلقايئ ...رقص االثنان عىل ايقاعها و بدأت تامتيل خطواهتام
جبانب بعضهام ؛
اندير :و أخريا ،حنن بقرب بعضنا !
تفاجأت رامو مما قاهل مث أجابته :تقول ذكل و كنك كنت تنتظرين منذ زمن
بعيد و حنن ل نلتقي سوى اليوم...
حضك خبفة مث قال :أال جتدين ذكل غريبا ،أول مرة أراك فهيا و أقع يف حبك
هبذه الشدة ،غريب أمرك...
تعالت حضاكهتام فسقطا يف فراش العذراء عند انهتاء الحلان.
85
عينان متقدتن اكنتا تنظران الهيام من بعيد ،ازدادت رشارهتام و اتساعهام
عندما اقرتب اجلسدان من بعضهام ...اكنت بريينس.
عندما تأخر اندير عن احلفل قررت اذلهاب لرؤيته يف غرفته و سبب غيابه،
فتأكدت مما ل يكن يف حس باهنا.
اكنت خائفة من لعنة العذراء ،عىل أمريها و عىل ملكها ،لكن رامو استبقت
خوفها و بدأت يف تدمري قرصها شيئا فشيئا.
بعدما حتقق خوفها ذهبت مرسعة من ماكهنا و اجتهت اىل مقر السجن املليك.
***
ودعت رامو عش يقها اجلديد مث تذكرت اسرت من جديد ،مضت يف طريقها و
ذهبت لتجهز نفسها من أجل احلفل.
***
السجن املليك
اكنت سال ختطط و الكره ميل قلهبا ،عيناها مليئتان ابلرش ،اكنت تنوي ابعاد
امللكة و اجللوس عىل العرش املليك ,ل تفكر أبدا يف الطريقة و اكنت النتيجة
هدفها ،خطف المري اكن جرأة مهنا لكنه س يكون طريقا لهدف أآخر ل يكن
يف حس باهنا.
دخلت بريينس اىل مقر السجن و طلبت من السجان أن يفتح ابب زنزانة
سال.
86
اس تغربت سال من قدوم امللكة الهيا و هنضت جفأة لتنظر اىل سبب جميهئا
بدون أن تقوم بتحيهتا.
بريينس :السجن يليق بك ،اي " وصيفت "...
رصخت سال يف وهجها فأجابت :ماذا تريدين مين أيضا ! لقد أخذت مين
ك يشء ،أخذت حلمي و اقرتفت ذنبا كبريا يف حقي ،لقد جعلت مين
راقصتك و وصيفتك لهتينيين ،من أي نوع أنت ،مك من احلقد متلكينه يف
قلبك ،ال هيمين كونك امللكة ،ال هيمين ...ملاذا فعلت يب هذا ،من أان!...؟
قالت بريينس هبدوء :اهدأي ،أريد التحدث معك هبذا الشأن...،
قاطعهتا قائل :من أان أخربيين ،لقد سلبت مين حيايت لتعذييب و جتعليين
حتت قدميك ،ملاذا ،ماذا فعلت كل...
بريينس :أدري ما ذلي فعلته حبقك ،لكن ال أمسح كل ابحلديث معي هكذا،
أان امللكة ،و قدويم اىل هنا ،اكن من أجكل ذلكل احرتيم هذا قليال ،أريد
التكفري عن ذنيب جتاهك و أريد أن أجعكل من الرسة امللكية...،
قالت سال ابس هتزاء :هل ستتخلني عن عرشك من أجيل !
أجابت امللكة بقوة :قلت كل احرتيم ماكنت ،فعال سأجعكل مضن الرسة
امللكية ،سوف تصبحني زوجة المري اندير !
اس تغربت بشدة من قولها مث تغري شعورها و فرحت كثريا لهنا أخريا
س تقرتب شيئا فشيئا من املكل.
87
وافقت برسعة عىل أمر امللكة مث خرجت هذه الخرية من قوقعة الوهام.
تغريت مالمح بريينس و هتمك وهجها لتخرب و تؤكد لنفسها ما فعلته للتو و
تسري يف خطهتا :احلقرية املتعالية ! ظنت أهنا س تصبح المرية فعال ،اه اي
سال ،الغبية املسكينة ،كنت دامئا مفتايح اذلهيب للك أحاليم و احلل مجليع
مشألكي ،الآن بفضكل سأجنح يف ابعاد العذراء عن أمريي و سأبعدك هنائيا
عن حيايت ،لن سبب وجودك يف هذا القرص انهتيى منذ زمن...سأش تاق كل
فعال !
***
يف هبو القرص حيث امجليع حيتفل بعودة المري ،بيامن العال يعاين قسوة القوانني،
المر اذلي دخلت من أجهل رامو القرص و هو الكشف عن سبب هذا
الاختالل و اماكنية وجود احلل اجلذري لكشف اللعنة داخل القرص...
اليشء اذلي ل تنجح يف اكتشافه حلد الآن لكهنا عكس ذكل دخلت يف
دوامة من الحقاد و املؤامرات جيب أن خترج مهنا عىل قيد احلياة.
امللوك ،الضباط ،حراس القرص ،عامالته و راقصاته ،ك من هل عالقة
ابلقرص حيتفل ،عادة اكنت احتفاالت القرص تعج بعامة الناس من نبالء و من
خمتلف الطبقات لكن الآن وحده من يف القرص من سلموا من لعنة
القوانني ...هذا ما اكن يشغل ابل رامو عند دخولها قاعة الاحتفال...اليشء
اذلي أاثر اس تغراب امجليع ،لنه عادة ال يلزم عىل احملظية حضور الاحتفاالت
88
اىل أن تنصب لرتبة أعىل ،لكن جرأة رامو و حب املكل لها جعلها تتقدم و
تؤكد ماكنهتا يف قلبه ،ذلكل اكن ماكهنا قرب العرش املليك.
دخلت بريينس أيضا القاعة مع خرب س يفجر أدمغة امجليع ،دخلت بشموخ و
ذهبت اىل ماكهنا جبانب املكل و أمريها اذلي حرض قبل حلظات.
اس مترت الغاين و الرقصات ،قُدمت املأكوالت واملرشوابت "للحارضين" عىل
غري عادة ،و بعد حلظات قررت بريينس اعالن اخلرب احلاس.
وقفت بشموخ و قالت أمام امجليع :يرسين اليوم أن أعلن لمك خربا ُمهام ،اليوم
و بعد عودة المري قررت أن أهديه شيئا مثينا و أعرب هل عن حيب
الشديد...،اس تدارت حنوه و نظرت اليه حبب و هو الآخر مث اس تدركت
حديهثا :أريد أن أزوجه بسال !
هتمك وجه امجليع مبن فهيم املكل ،اس تغرب المري بشدة و اقرتب من وادلته
قائال :ماذا تقولني ! هل سزتوجينين براقصتك !
قالت هل بريينس :أجل س تزتوج هبا و جتعلها المرية ،دلي خطة ذلكل ،وافقين
أرجوك...،مث وافق دون أن تفرس هل المر و تعجب امجليع من برودة ترصفه.
قال املكل مع نفسه بربود :تزيدين المر سوءا اي عزيزيت !
اس تغربت الوصيفة الوىل بشدة و قالت :جعيب أمر هذه امللكة ،سزتوج
ابهنا من راقصهتا الت اختطفته مؤخرا ،غريب ما تفعهل اببهنا !
89
يف خمدع املكل ،دخلت رامو عند ملكها و اقرتبت منه فقال لها ابس هتزاء :
أترين ما تفعهل " امللكة " لقد متادت كثريا !
رامو :ال تقلق اي موالي ،رمبا اكنت سال حتب المري فعال !
غونغ :اي لنيتك اي حبيبت ،ال تفعل بريينس شيئا من أجل خشص أآخر ك ما
تفعهل من أجلها فقط ،ال أدري كيف خُدعت طوال هذه املدة ! حس نا ليكن
دعينا ننس هذا ! مث اقرتب مهنا و قبل شفاهها خبفة و قبلته يه الخرى
فسقطا معا يف فراش العذراء.
***
يوم الزفاف
قامت العامالت بتجهزي المرية سال :فس تان مزركش مخميل ،تج ذهيب
مرصع ابلملاس ،ترسحية شعر مهبرة ،و مكياج قوي عتيق.
دخلت المرية و المري اىل قاعة الاحتفال بعد عقد قراهنام و جلسا يف عرشهام
قرب املكل و امللكة ،ماكن س يظالن فيه ملدة طويل...
جاءت رامو بعد قليل و اقرتب مهنا املكل ،مد يده الهيا متقدما لداء رقصة
الزفاف اليشء اذلي أاثر غرية و حقد امللكة.
اكمتلت املراس مي و ذهبت سال و المري اىل خمدع الزوجية وهناك فاجأ اندير
زوجته برتكها وحيدة ليل زفافها ؛
سال :أين تذهب ؟
90
اندير :و ما شأنك ! هل صدقت فعال أنك زوجت ،ال تقويل يل ذكل...فبدأ
يضحك مس هتزئا !
اهنارت سال أمامه و اكفهر وهجها مث قال لها :اهنا فقط خطة من ملكت و أان
ال أردها خائبة...،
قال ذكل مث ذهب اىل خمدع احملظية.
انصدمت سال من خطة امللكة و يه ل تعرف للآن أهنا تنوي قتلها...بدأت
ترصخ و نزعت تهجا و مزقت فس تاهنا غضبا عىل ما فعلته هبا اهانة لها من
جديد.
***
يف خمدع احملظية
دخل المري و وجد رامو تزنع فس تان احلفل فالتفت اليه و نظرت اليه
بغضب موه قائل :ماذا تفعل عندي ،أنت مزتوج الآن !
اندير :أان تزوجت تلبية لرغبة امللكة ،لكنين أحبك أنت أكرث من أي خشص
!
رامو :أعمل ذكل ،لكنين حمظية املكل ,أنسيت !
بدأ يقرتب مهنا شيئا فشيئا و ينظر الهيا بعينيه الزرقاوين قائال :ل أنس ذكل
نت يل فقط !... و ال هيمين اطالقا ،أان أحبك و أ ِ
91
الفصل 11و الخري
" قرار واحد خاطئ يدمر ك يشء "
بريينس :صباح اخلري !
اكنت امللكة يف خمدع المرية ،دخلت فوجدهتا يف حال مزرية ،اكنت تضحك
بشدة عىل حالها و يه تفتخر مبا فعلته و مبا تنوي فعهل.
سال :لقد مقت ابهانت من جديد ،كيف تفعلني هذا يب ،ملاذا ؟
قالت بريينس بغضب :من أنت لتتأآمري خلفي ،لقد اختطفت ابين لهتدديين
به حماول احلصول عىل العرش ! حضكت ابس هتزاء و تعجب مث أمكلت :
لتأخذي العرش! اي كل من جشاعة فعال ! برافو...
اكنت سال ترتعش بشدة دون أن تعرف سبب ذكل هل هو اخلوف من
امللكة أم الكره اذلي تكنه لها فقالت :اذا جعلتين المرية يك هتينيين من
جديد !
بريينس :ال اي عزيزيت ،فعلت ذكل البعاد العذراء عن المري و كنت أنت
البيدق اذلي لعبت به من أجل فعلت ،و كنت دامئا كذكل ...،أنت لعبة
حيايت اي عزيزيت و هكذا س تظلني ملدة ليست ابلطويل.
خافت سال بشدة و فهمت قصدها مث تراجعت للخلف و بدأت تنظر اىل
امللكة يف هدوء ،حنت رأسها و بدأت تبيك ...اليشء اذلي أاثر اجعاب امللكة
و جعلها ترتح قليال و تذهب من الغرفة.
92
رفعت سال رأسها و انتابهتا نوبة من اخلوف و ذهبت مرسعة اىل املكل.
***
اكنت رامو برفقة املكل يف حديقة القرص و حماوالهتم فك اللغز احملري للعنة
القوانني برفقة الوصيفة الوىل ،اىل أن دخلت سال جفأة علهيم و يه ترصخ...
ركعت عند قديم املكل حفاولت سنسينات ابعادها فرتكها املكل لتقول ما
عندها.
سال :أرجوك اي موالي ،أنقذين ،س تقتلين!...
قال املكل حماوال هتدئهتا :اهدأى و حاويل الترصف اكلمرية قليال ،ماذا بك
هيا...،؟
سال :ساحمين اي موالي ،ل أعرف ما سأفعهل ،امحين أرجوك ،امحين من
امللكة لقد هددتين ابلقتل...،
انصعق امجليع من قولها و حاول املكل فهم ما تقوهل :هل بريينس هددتك
ابلقتل !؟
سال :أجل اي موالي ،لقد قالت أنين بيدق دلهيا ،و زوجتين المري لتبعده
عن رامو !
صعقة أخرى أقوى من قبلها ،ارجتفت رامو و التفت امجليع حنوها فقال غونغ
بقوة :ما ذلي بينك و المري ! ماذا تقول هذه !؟
93
حاولت أن تس تجمع نفسها من شدة التوتر مث أجابت :ما ذلي تقوهل اي غونغ،
هل تصدقها ،ما ذلي س يكون بيين و بني المري!...؟
بقي ينظر الهيا يف حرية من أمره مث حاول هتدئة سال قائال :حس نا ال تقلقي،
سأوفر ك الرشوط محلايتك ! اذهيب الآن ،سرتافقك سنسينات.
سال :أشكرك اي موالي.
ذهبت سال برفقة سنسينات اىل خمدعها.
عاد املكل ليطرح السؤال نفسه عىل حمظيته :ماذا قالت هذه للتو ! هل
ُجنت ؟
رامو :أكيد أهنا فقدت عقلها ! اليشء الوحيد اذلي يربطين ابلمري هو انقاذي
هل عندما مسعت اختطافها هل .هذا فقط و أنت تصدقين أليس كذكل !
غونغ :ابلطبع اي حبيبت !
رامو :لقد خطرت فكرة عىل ابيل جفأة بشأن القوانني!
تفاجأ غونغ و قال :قويل ما يه !؟
رامو :تقول احدى القوانني و الاكرث رصامة من بيهنا أنه جيب عليك أن
تضحي بنفسك من أجل أبنائك عند وصوكل سن الثالثني ،و حلد الآن مات
العديد من الناس بسبب هذا ...،ملاذا ال نوقفهم عند فعلهم ذكل و حناول
بأقىص ما ميكننا حاميهتم !
94
غونغ :أجل لن الشخص يقتل نفسه بغري وعي منه ،ذلكل س نحاول أن نوقفه
و حنميه من اجلنود وبذكل حناول ابطال اللعنة !
رامو :نعم اي حبييب ،س نحاول!
****
حل الليل عىل خمدع المرية و يه يف حال يرىث هل ,اكنت متوترة و خائفة
بشدة دلرجة أهنا أخذت دواء منوما حماول أخذ قسط من الراحة...
اس تلقت عىل أريكة و بدأت تنظر اىل النجوم من انفذة العلية...
يف الظالم ادلامس ظهرت خطوات امللكة و بيدها سكني أبيض حاد يلمع مع
نور القمر ،اقرتبت من رأس المرية خبفة مث أهجزت سالهحا...
اكن مشغل الفيديو و الاكمريا عىل املبارش ،مرتبطا باكمريا املراقبة دلى املكل
بعدما أمر خادميه بفعل ذكل و املبارش عىل الهواء دلى عامة الشعب اذلي
فعلته سال محلاية نفسها و ليشهد امجليع عىل ما س يحل هبا...راقب املكل ك
يشء و أرسل اجلنود برسعة اىل اخملدع.
اقرتبت بريينس شيئا فشيئا و حاولت طعن سال ،لكهنا مسعت صوهتا و
هنضت برسعة ،تشابكت االثنتان و سقط السكني من يدي امللكة حفاولت
ش نق سال بعنف بيدها اىل أن دخل اجلنود و أمسكوا ابمللكة بأمر من املكل.
اسرتجعت سال أنفاسها و دخل مجيع من يسكن القرص اىل الغرفة ،ذهبت
سنسينات مرسعة اىل المرية لتفقد حالها و عانقهتا لزتيل خوفها.
95
دخل المري و رامو بعد ذكل مث املكل.
أمسك اجلنود ابمللكة و كبلوا أيدهيا ابلصفاد و قادوها حنو المام.
اكنت ترجتف بشدة و فقدت صواهبا عند االمساك هبا فبدأت ترجتف يف
الكهما أيضا :غونغ أرجوك...ل أفعل شيئا..
قاطعها صارخا :توقفي ،و ال تتحديث ،لقد زاد المر عن احلد ،جتاوزت عنك
الكثري ،لقد لوثت رشفك و ماكنتك مكلكة ،هذه الخرية كل ،ل اعد اس تطيع
التجاوز عنك ،أنت معاقبة و ستسمعني عقابك غدا.
ذهب اجلنود ابمللكة و يه ترصخ طالبة العفو أمام أعني المري ،رامو و سال
الت اكنت تبيك من شدة خوفها يف ذراع الوصيفة الوىل.
****
صباح الغد
بعد فضيحة امللكة و حماول قتلها للمرية اجلديدة أمام املل ،حان الآن قرار
عقاهبا.
قادها اجلنود مكبل و الصفاد يف قدمهيا و يدهيا ،حالهتا تويح بأهنا تعرضت
لعذاب شديد؛ أطلق شعرها الطويل ،و ابيض وهجها و انشقت شفاهها..
تقدمت بتعرث حنو العرش مث أجربها املكل عىل الركوع و الاس امتع اىل حمكها.
اكن امجليع حارضا ابس تثناء رامو.
سال حرضت أيضا حتت امر املكل العادة الاعتبار لها.
96
غونغ :اكن حيمت أن يكون عقابك املوت ،لكن ما فعلته جتاوز ذكل ،لقد
جتاوزت حدودك مكلكة ،بداية المر عندما جتاوزتين و أمرت بقتل العذراء،
و اخفاؤك أمر القوانني عين ،اكن أمرا خبيثا ل أس تطع حتمهل ...،تزوجيك
للمري ابلشخص اذلي اختطفه ،اكن أمرا هينا عليك ،و لكن حماول امللكة
قتل خشص ما ،ال أس تطيع التجاوز عنه ذلكل سيسلب منك حقك يف
امتالك العرش ،سيمت نفيك بعيدا و لن تعودي اىل هنا أبدا ،ال حيق كل
الاقرتاب من القرص أو أحد ساكنه ،لن تعودي امللكة ،هيا اخريج من هنا.
أخذ اجلنود امللكة أمام أعني المري اذلي ل حيرك ساكنا و ل يعلق عىل الكم
أبيه أبدا...بدأ ينظر اىل أمه يف ريبة و يه تنظر اليه يف قلق و حزن.
جفأة قال غونغ :هيا رحبوا معي ابمللكة اجلديدة !
تفاجأ امجليع مبا فهيم سال الت فرحت ظنا مهنا أنه س يجعلها امللكة و أن خطهتا
جنحت خاصة بعد ابعاد بريينس ،ذلكل تقدمت خطوة للمام منتظرة اعالن
امسها.
تقدمت امللكة اجلديدة بفس تان أبيض المع و مرصع مبجوهرات عتيقة ،ترسحية
الشعر املعهودة دلى امللاكت بضفائر طويل حتيط هبال الرأس مزينة هل اضافة
اىل تج ذهيب حييط هبا...التفتت سال عند اعالن الوصيفة الوىل بفرحة كبرية
قدوم امللكة اجلديدة ،اكنت صدمهتا كبرية فبقيت جامدة ماكهنا عند خيبهتا
الثانية و ذهاب العرش من يدهيا جمددا...
97
بريينس يه الخرى يف طريقها مع اجلنود رأت من س تأخذ ماكهنا ،اسود
وهجها و ظهرت مالمح احلزن و الكره عليه ،اكنت رامو يه امللكة اجلديدة.
جلست عىل العرش بقرب املكل اذلي فرح هبا كثريا مث دخل بعد قليل
الضابط جنجي الس تقبال امللكة اجلديدة و بداية مراس مي تنصيهبا...عندما
دخل و رأته رامو تسمرت يف ماكهنا و بدأت ترجتف عند حضوره ،علمت
حيهنا أن تكل عالمة تويح بأهنا لن تعيش يوما سعيدا داخل القرص بصفهتا
اجلديدة ؛ امللكة العذراء.
98
هناية اجلزء 2
هل ستنجح الفكرة الت عرضهتا رامو عىل ملكها النقاذ البرشية !؟ من وراء
لعنة القوانني ؟ كيف س تعيش بريينس خارج القرص ؟ كيف س تكون ماكنة
امللكة العذراء بني ملكها و المري و الضابط و ابيق رجال العال ؟ كيف
س تواجه رامو أعداهئا اجلدد ؟
99
اجلزء 3
امللكة العذراء
100
الفصل 1
" خطة فاشل "
بعد مرور ثالثة أايم عىل واقعة امللكة و المرية ،حان اليوم وقت تنفيذ خطة
امللكة اجلديدة.
اكن امجليع مس تعد لتنفيذ اخلطة ،املكل و امللكة ،المري و المرية ،الوصيفة
الوىل الت أعلنت للجميع عىل البث املبارش نيهتم يف ابطال اللعنة اليوم.
جاء جنجي برفقة جنوده معلنا قدوم مخسة أشخاص مس هتدفني من قبل
القوانني :موالي املكل ،لقد حرض مخسة أشخاص نساء و رجال س تطبق
علهيم اللعنة اليوم يف أآن واحد ،س نقوم بلك ما يلزم لتطبيق خطتمك و ابطال
اللعنة ،أآملني يف ذكل.
غونغ :جيد ما فعلمت ،أريد منمك حامية قصوى لهؤالء الناس ،هذا أميل الخري
يف انقاذ شعيب ،و العال بأرسه...هيا قوموا ابدخاهلم اىل هنا !
دخلوا معا برفقة اجلنود و جلسوا أمام املكل يف املقاعد اخملصصة هلم ،حتدث
بعضهم قائال :موالي حنن خائفون جدا ،ك دقيقة نعيشها و حنن يف حزن و
ضياع ...،ل نعرف يوما سعيدا أبدا ...،ك أايمنا اكنت ترقب لساعة موتنا...،
امحنا أرجوك ،افعل شيئا لتَبطل هذه اللعنة...،حنن نعيش يف حزن مس متر ،ال
حياة لنا...
101
شعر املكل حبزن كبري جتاه شعبه ،و قال هلم :سأفعل اي يشء من أجلمك،
حنن أيضا حناول تقاس احلزن معمك ،ال هيون علينا عذابمك أبدا ،أان مس تعد
لحضي حبيايت من أجل انقاذمك ،ثقوا يب ،سأحاول حاميتمك اليوم و غدا و سائر
الايم...
يف غفل من امجليع ،توقف اللك عن احلراك ،جتمد امجليع اال الشخاص
املس هتدفني ،حترك اجلنود بقوة خارقة حنو الهدف و بدأوا يف قتل الضحااي
بطريقة بشعة ،تطايرت دماؤه و تلطخ العرش و مالبس امللوك بدماء
الشعب.
بعد حتقق موت امجليع ،اسرتجع امجليع وعيه و عادت الهيم احلركة ،حتت
صدمة همول.
رصخ امجليع من هول املنظر ،و جثث الضحااي املمزقة بطريقة وحش ية أمام
العرش املليك.
اهزت املكل من بشاعة املنظر و ل يعرف كيف س يقاوم حرسته و خيبته ،بقي
ينظر اىل اجلثث يف حزن معيق...دون أن يكرتث للملكة الت تلطخت
مالبسها ابدلماء و صدمهتا يه الخرى.
دخل اجلنود برئاسة الضابط و أخذوا اجلثث حتت أنظار الشعب بأمكهل عرب
البث.
102
يف مزنل قدمي
دخلت بريينس املنفية و نظرت بكره اىل املنظر املزري لبيت طفولهتا؛ كرهته
بشدة من العذاب اذلي حل هبا داخهل خالل طفولهتا و فقدان وادلهيا
بداخهل...حملت عينهيا قطعة من النبات الت اكنت تذكرها مبوت وادلها،
أمسكت هبا و رمهتا بقسوة بعيدا قائل :أكرهمك مجيعا ،رامو ،أخذت مين
ماكين ،جيب أن متويت ،ل يكن جيب أن تودلي بتات ،دمرت حيايت ،منذ
رأيتك وأان أتدمر شيئا فشيئا ،لقد حطمتين فعال ،حس نا سأنتقم بدوري،
سأجعكل تعيشني ك اذلي مررت به ،سرتين.
خرج املكل فاقدا قواه ،دون أن ينتبه لالكم امجليع حوهل ،ترك القاعة يف
فوض كبرية...
حاولت رامو اللحاق به_بعد أن مت تنظيف ادلماء_ لكن قامت سال ابيقافها
ممسكة بيدها فاس تدارت رامو بغضب و قالت :ما اذلي تفعلينه ! أبعدي
يدك !
أجابت سال :أنت السبب يف هذا ،لو ل متيل هذه الفكرة لاكن عىل القل
املوت هينا عىل هؤالء الناس و بطريقة أقل بشاعة و أملا !
غضبت رامو و قالت :كيف تتجرأين و تتحديث معي هكذا ! هل جننت !
هل نسيت نفسك أم ماذا !؟ أو هل صدقت أنك المرية فعال ! أنت جمرد
راقصة للقرص و س تظلني كذكل !
103
اش تعلت النار يف قلب سال وقالت :ال أمسح كل ابهانت ،ال هيمين كونك
امللكة ،أنت أيضا ،تذكري من تكونني ،أنت عذراء قومك !
حاولت رامو صفعها لكن اندير أوقف احلديث بيهنام قائال :كفاكام لغوا ،سال
لقد جتاوزت حدك كثريا ،أنت تتلكمني مع امللكة ،هيا...مث أمسك بيد امللكة
و ذهب ...حلقت هبم سنسينات املفجوعة من هول الصدمة و بقيت سال
وحدها يف قاعة العرش.
بريينس اكنت مكتظة الغيض يف مزنل وادلهيا ،أمسكت ببطهنا و حدثت
جنيهنا :س نكون خبري اي أمريي الصغري ،س نعود اىل القرص و س تعيش بني
أرستك امللكية ،ال ختف ،سأبقى دامئا بقربك...قالت ذكل بعد أن اسرتجعت
ذكرى يوم عرفت أهنا حامل؛ اليوم اذلي اكنت فيه مسجونة بهتمة اختطاف
احملظية ،بدأهتا العراض و أكدت التحاليل بعد ذكل محلها بشهر...لكن تعامل
غونغ معها جعلها ختفي محلها حلني أآخر ،حىت تس توي وضعيهتا مع املكل و
تبعد ك من اكن حياول التسبب يف أذيهتا.
داخل قاعة العرش ،تقدمت سال اىل المام ،و بقيت تنظر اىل احلمل
املس تحيل لها و يه تتحرس :أآه ،كنت دامئا أحمل ابجللوس هنا ،قرب َم ِليك،
لكن ل يرتكين أحد أن أصل اليك ،ذلكل لن أنتظر كثريا و لن أنتظر خشصا
سأحصل عليك مبفردي وقامت أشاء...مث ذهبت وجلست عىل العرش بشموخ
للمرة الوىل.
رامو :ماذا تريد ؟ ال متسكين هكذا سرياان أحد ،هل جننت !؟
104
جنجي :ملاذا أصبحت امللكة ! أان أحبك ملاذا تبتعدين عين !؟
يف هذه اللحظات جاءت س يدة يف ريعان ش باهبا يظهر من حالها أن الزمن
أرهقها ،لكهنا اكنت حتاول اظهار بعض احلياة يف وهجها و مالحمها ،اكن شعرها
بنيا طويال ،عيناها واسعتان زرقاوان...تقدمت حنو الغرفة الت اكن جنجي
يتحدث فهيا مع رامو ،اكدت تطرق الباب اىل أن مسعت ما يقوهل جنجي
لرامو :أان فعال أحبك ! كونك امللكة الآن سيبعدين عنك للبد ،و أان ال
أقوى عىل فراقك ،تعلمني أن نقطة ضعفي يه حبك ،ال تقطعي عالقتنا
أرجوك !
ارجتفت يداها و تسمرت ماكهنا مث انذرفت دمعة خيبة و حزن من بني
عينهيا...،
أجابت رامو :أان أيضا أحبك و أعشقك ،لكن أان أصبحت امللكة ،ال ميكنين
أن أخون املكل ،و يف ظل ما نعيشه الآن ،عالقتنا صعب لها أن تس متر ،أان
أآسفة ،أحبك جدا !
جتمدت الس يدة يف ماكهنا و اهنارت قواها مث ذهبت مرسعة تركة العش يقني
يف حسابهتام ،تركت شعرها يامتوج مع الرايح ويه ترسع راكضة.
قال جنجي يف قرارة من نفسه :ال هيمين كونك امللكة ،أنت يل و أان أحبك !
105
الفصل 2
" أحببتك و خدعتين ،لكنين سأظل أحبك "
عاد جنجي اىل بيته_اخملصص هل داخل القرص_و اندى :سوران أين أنت اي
عزيزيت!
مث ظهرت و اذا هبا نفس الشخص اذلي رأآه للتو مع العذراء.
تظاهرت بأهنا ل ترى شيئا و عانقت زوهجا بشدة مث قال لها :أين هو ابين
احلبيب ! فأجابته مناديه عىل ابهنام :أدان ،هيا تعال اىل أبيك !
فرح الطفل بقدوم وادله و عانقه مث قالت هل سوران :هل من نتيجة ترىج
من فكرة امللكة اجلديدة ؟
فأجاهبا حبرسة :ال ،ل نتوصل اىل اجابة مقنعة ,بل عكس ذكل زادت المور
سوءا ،مات الضحااي بطريقة بشعة!
سوران :اي لهول ما حيصل بنا ! عدين أنك لن تتخىل عين !
جنجي :لقد وعدتك اي حبيبت ،لن أختىل عنك همام حصل !
قبل زوجته مث ذهب ليمكل معهل...فقالت سوران حمدثة نفسها :لقد تركتين
ابلفعل ! ختليت عين من أجل تكل العذراء ,لكن أعرف أنك لست املالم،
لقد طبقت لعنهتا عليك أيضا ،سأقتلها و أرحي العال من لعنهتا !
***
106
بداخل القرص حرض ممثلون عن الشعب خملاطبة املكل و ايصال رسال شعبه
اليه ؛
"حنن اي موالي ،وضعنا ثقتنا يف ملكنا ،وضعنا حاميتنا يف يدك ،و ماذا فعلت
بنا ،لقد مات أحباؤان داخل القرص أمام عينيك ،ماتوا بأبشع الطرق أمامنا,
بعد هذا و زواجك من العذراء ،حنن ل نعد نقبكل مككل لنا ،املكل هو من
حيمي بدلته و يفعل أي يشء للحفاظ علهيا ،بدل أن تبحث عن السبب وراء
ما حيصل لقد تزوجت من الت ممكن أن تكون يه السبب ،حنن نعاين و
نفقد بعضنا واحدا تلو الآخر ،ال نرى يوما سعيدا ،بيامن أنمت مترحون و حتتفلون
يف القرص ،ك يوم حفل من نوع ،من حقمك ذكل فأنمت امللوك وحنن عامة
الشعب ،من س يكرتث لنا غري خالقنا ،ذلكل حنن ليس دلينا مكل ،انهتيى"...
قال املمثلون رسالهتم مث ذهبوا مجيعا و تركوا املكل يف يأس من أمره...تراىخ
جسمه و هزل تفكريه ،سمل نفسه اىل المر الواقع و ترك العرش و ذهب يف
طريقه بعد أن أسقط التاج عن رأسه حتت صدمة و باكء امجليع...بقي التاج
يتدحرج اىل أن سقط عند قديم سال.
ل تس تطع رامو اللحاق ابملكل لهنا يه الخرى ل تس تطع متاكل نفسها بعدما
مسعته و بعد اذلي حصل...،
حاول اندير هتدئهتا لكهنا انفجرت ابكية ويه تقول :لقد انهتيى ك يشء ،لقد
تدمر امجليع ،انهتينا ،انهتت مجيع احللول الت بيدي ،تعبت من البحث عن
السبب أو اجياد حل...ل يعد يف مقدوري يشء ،أريد أن أموت....
107
اندير :ال ،ال تقويل هذا ،أرجوك أان معك...س نجد طريقا أآخر ،ال تقلقي...،
رصخت وقالت :ال ال ميكن ،كيف س تحل هذا ،لقد حاولنا البحث دون
جدوى ،لقد تس ببت يف قتل أشخاص بأبشع الطرق ،معهم حق ،ال جيب أن
أكون امللكة !
خرجت مرسعة تركة يد المري ،مث خرج امجليع و بقيت سال تنظر اىل التاج
امللقى جبانب قدمهيا ،محلته الهيا و ظلت تمتعن فيه.
****
بريينس يف بيهتا بعدما خطرت عىل ابلها خطة تدمر هبا رامو و تطردها بطريقة
مشينة ؛ بسببك ُط ِردت من قرصي و انهتت عالقت ابملكل ،لكن بفضل
طفيل و ما سأفعهل الآن س تخرجني من ذكل القرص بفضيحة لن تنس أبدا.
محلت ورقة بيضاء و قلام وبدأت تكتب ؛
" اىل جورج مكل اجنلرتا...
بعد اذلي حصل بسبب هذه القوانني و أنمت عىل عمل بذكل ،و بصفت ملكة
قويم ،أرجو منك احلضور لنجد معا حال لهذه الزمة ،لقد تعبت من
احملاوالت و أان حباجة لرأي أآخر...تقبل دعويت ،أان يف انتظارك.
رامو "
108
الفصل 3
" أان صنعت السعادة لنفيس و لن أترك خشصا يعيشها "
يف مزنل وادلهيا
اكنت بريينس تلكم جنيهنا و يه ختطو متباهية :س نعود اىل القرص اي أمريي،
س تعود اىل املاكن اذلي جيب أن تكون فيه ,لن أترك خشصا يعيش السعادة
الت بنيهتا أان ،لقد جعلت من القرص ماكن سعاديت ،و لن أتركه لشخص
أآخر يعيش فيه ،انتظر قليال لتنفجر القنبل اي عزيزي ،قريبا س نعود...
يف القرص
بعدما استنكر الشعب من ملكه ،بقيت اململكة يف فوض عارمة ؛ املكل
دخل يف حال يأس و اكتئاب و أغلق عىل نفسه يف خمدعه ،رامو تلوم نفسها
كوهنا السبب الرئييس يف املوت الشنيع لضحااي القوانني.
بعد رفضه احلديث مع أي خشص ،عادت رامو من خمدع املكل بعد حماوالهتا
الفاشل و اجتهت حنو قاعة العرش ،بقيت تنظر اىل امجليع يف حزن و كرب...
مث اجتهت بنظرها حنو سنسينات و قالت بيأس معيق :أان السبب يف ما أل
اليه املكل ،لقد تربأ منه شعبه بسبب خطت الفاشل ،ليتين ل أفكر يف
ذكل....،
اقرتبت مهنا سنسينات و عانقهتا بشدة قائل حماول هتدئهتا :أنت فكرت فقط
يف مصلحة الشعب ،ل يكن أمامنا حل أمام هذه املعضل ،حنن يف ورطة
109
أصال ،العال يهنار ،لكن ال تلويم نفسك أرجوك ،أنت امللكة و جيب أن
تكوين قوية...
قاطعهتا رامو :ال أس تحق أن أكون امللكة ! منذ دخلت القرص و املشأك ال
ختتفي...مث قالت خماطبة نفسها :ل أكن أنوي الانتقام هكذا ،ل أرد ادلمار
للعال هبذه الطريقة...،
اكنت حتاول اخلروج من القاعة اىل أن دخل جنجي ابعالن جديد.
جنجي :مواليت ،مكل اجنلرتا جورج قد جاء و يريد مالقاتك !
اس تغربت رامو و من اكن حارضا ابلقرص و قالت :ل أكن أنتظر هذه الزايرة
! من دعاه اىل هنا !
يف مزنل الضابط جنجي
جبانب الطفل أدان ،يوجد العديد من الشخاص حييطون ب سوران و يه
تتوسطهم عىل شلك حلقة يه رئيس هتا.
سوران :جيب أن نهنيي هذا ،رامو جيب أن متوت ،لقد رأيمت ماذا حصل
بسبهبا ،لقد مات الناس بطريقة بشعة يف قرص املكل اذلي من املفروض عليه
حاميهتم ...،لقد دمرت العذراء حياتنا ،أخذت رجالنا و دمرت بيوتنا ،ل يكفهيا
ما نعيشه بسبب القوانني ،بل متادت بسبب لعنهتا أيضا...،يه السبب فامي
110
حيصل الآن ،موهتا هو احلل اجلذري لهذه القصة...ل يعد دلينا مكل ،سوف
حنل مشلكتنا بأنفس نا !
تهتافت أصوات العصابة من حولها_ الت اكنت قد شلكهتا من قبل_ و ه
يرصخون :املوت للعذراء...املوت للعاقصة ...جيب أن متوت بأرسع
وقت...املوت للملكة املزيفة...
اكنت هذه الصوات تصدح بقلب الغرفة لكن الصوت اذلي يف داخل
سوران اكن أقوى :لقد أخذت مين حب قليب ،ل يكن عليك الاقرتاب من
جنجي ،ذلكل لن أمسح كل ،سأقتكل !
دخل املكل جورج خبفة و مهة اىل قاعة القرص ،املكل ذو الشعر اجملعد ،و
العينني الناريتني ،عضالت ابرزة و رداء أسود مخميل...تقدم اىل المام و اكن
أول خشص يلفت نظره هو امللكة الت وقفت حتية هل...واكن من رده هو أيضا
أن رد التحية الهيا و انهبر هو الآخر جباملها.
جورج :لقد قدمت اىل هنا تلبية لطلبك عرب الرسال الت بعثت هبا ايل،
س نحاول معا اجياد حل لهذه املعضل ،لقد ترضر العال لكه من هذه القوانني
جمهول املصدر.
111
اس تغربت رامو من الكمه خاصة أهنا ل ترسل يف طلبه ،ذلكل مررت المر
بسهول و قالت :مرحبا بك أهيا املكل ،سنناقش هذا المر ،رمغ أن
احملاوالت دلينا قليل و صعبة...
تدخل المري و قال :مرحبا بك أهيا املكل جورج ،تفضل معي اىل صال
الاجامتعات ،سنناقش المر هناك ،تفضل أرجوك !
تقدم املكل مع المري اىل الصال و لوهل من الزمن اس تدار جورج و اسرتجع
نظرته اىل رامو متأثرا بلعنهتا.
يف خمدع املكل
يتذكر ك ما حصل معه ،ك ما قاهل هل شعبه ،تربأه منه ,انزتاع صفة املكل،
و فقدانه قوته...ك هذه المور زادت من سوء حالته بعد اذلي تس ببت به
بريينس هل ...دخل يف حال اكتئاب معيقة و ل يس تطع مواهجة أحد...
اكن يمتىش يف غرفته مرتحنا بني جوانهبا ،اىل أن جثا عىل ركبتيه مستسلام ملا
أل اليه :ل أعد أس تطيع التحمل ،شعيب يضيع بني يدي ،لقد تعبت ،ال
أس تحق أن أكون املكل...و لوهل يسرتجع تفكريه و يقول :جيب أن أعرف
من فعل هذا ،سأفصل رأسه عن جسده....و يدخل من جديد يف حال
اليأس.
112
بعد نقاش فارغ ،دخل جورج برفقة رامو مرسعا اىل قاعة العرش و أمسك هبا
بقوة وقال :أعشقك ،أحبك اي رامو ! مث قبلها.
أمام هذا املشهد دخل املكل ،بعدما أعلنت الوصيفة الوىل هل قدوم مكل
اجنلرتا ،فارتأى مقابلته و تقدمي الواجب...و رأى ما ل يكن يف حس بانه.
رأى بوضوح خيانة امللكة هل ،ارجتفت يداه و بدأ قلبه خيفق بقوة ،من شدة
الغضب و احلرسة ،و لوهل قبلت رامو جورج بدورها وقالت :أان أيضا
أحبك ،أعشقك! مث دخل االثنان يف مثال احلب أمام انظري املكل.
113
الفصل 4
" رصاع امللوك "
رمغ احلال السيئة الت اكن يعيش فهيا املكل ،أآثر القدوم و اس تقبال جورج
لكن احلال الت يعيشها الآن بعد رؤيته خيانة حبيبته اكنت أقس ما مر به...
رصخ غونغ يف وهجهام بعد أن اكان عىل وشك ادلخول يف لعنة
العالقات...،متلكها رعب شديد و هنضت من فراشها و يه ترتعش مفزوعة،
بيامن اس تقام جورج بلك ثقة دون أن يبدي أية مالمح تويح خبوفه من
املكل ،اكن عىل ثقة مبا يفعهل و عىل جرأة كبرية حببه للملكة.
تقدم غونغ مرسعا اىل المام و أعطى لمكة قوية للمكل و دخل االثنان يف
عراك قوي ُ ِمسعت أصداؤه داخل القرص ليأيت امجليع و يشهد خيانة امللكة.
اكن أول الواصلني سنسينات و الت فهمت من الوهل الوىل خيانة امللكة و
تطبيق اللعنة من جديد ،اكنت حرسهتا ظاهرة عىل مالحمها لكن رمغ ذكل
نظرت اىل امللكة نظرة حقد و امشزئاز حاولت أن تبعد املكل عن جورج لكن
هذا الخري أبعدها برضبة عىل رأسها فسقطت أرضا و فقدت الوعي ،حلق
هبا بعد ذكل جنجي و اذلي صدمه وقع احلادثة و بقي جامدا ماكنه ينظر اىل
الفراش املبعرث ،يف حني ل يلفت انتباهه العراك القامئ هناك ،دخل المري اىل
اخملدع لكنه ل يس تغرب كثريا و اكن أول رد فعل هل هو ابعاد وادله عن املكل
و حماول فك القتال.
114
اندير :ماذا حيصل هنا ! ابتعد عنه اي أيب !
غونغ :اتركين جيب أن أقتهل ! منعه اندير من الاقرتاب منه و يف حلظة فقد
جورج الوعي.
هدأت اعصاب املكل و نظر اىل رامو ابس تحقار و كره شديد مث ذهب يف
طريقه تراك اايها يف بركة الوساخ.
خرج امجليع و بقيت رامو و اندير فاقرتب مهنا و قال :أان معك ،ال ختايف من
يشء ! مث ذهب هو الآخر.
وحيدة داخل اخملدع ،تفكر رامو يف اذلي س يحصل بعد الآن ،لقد ارتكبت
خيانة عظمى يف حق املكل ،املكل اذلي تربأ منه شعبه بطريقة قاس ية ،و هو
الآن تربأ مهنا أيضا دون أن حيرك ساكنا...دمرت لعنهتا القرص أيضا و عالقهتا
ابملكل الت ل تكن تنوي أن تتكون من البداية ،اكن هدفها و ال زال هو
البحث عن سبب لعنة القوانني و معرفة الرس اذلي حياك داخل القرص و
الفرق بني احلياة فيه و خارجه ومعاانة العال بأمكهل دون من يعيش
داخهل...لكهنا الآن دخلت يف دوامة لعنهتا اخلاصة حتت تأثري لعنة القوانني
أيضا.
115
بقيت تهئة وسط تفكريها و عارها اجلديد ،اىل أن دخلت عصابة سوران
ابندفاع اىل القرص ،أش نوا الهجوم عىل امللكة حتت خوفها و صدمهتا و قاموا
ابخراهجا من اخملدع.
عندما خرجوا هبا بدأت ترصخ طالبة النجدة ،و حلسن حظها مسعها جنجي و
أرسع ملساعدهتا ،دخل يف عراك مع العصابة لكهنم أسقطوه مغش يا عليه،
أخذوه اوال مث أخذوا رامو و عند ذكل جاءت سوران لترتأس العصابة دون
أن تدري أهنم اختطفوا زوهجا أيضا.
عند سامع رصاخها ،جاء املكل بدوره لينظر اىل اذلي حيصل ،اال أنه ل يبدي
أي رد فعل عندما رأى العصابة ختتطف "امللكة" ،الت عندما رأته استنجدته
و لكنه ل يس تجب هبا.
تقدمت سوران اىل المام بلك ثقة دون أن تعطي اهامتما "للمكل" ,و قالت :
هيا خذوها من هنا ،جيب أن متوت قبل فوات الوان !"
اهزت قلب امللكة عند سامع ذكل ،جتمدت ماكهنا و حاولت أن تفلت من يد
العصابة ،لكن عدده الكبري جعل المر مس تحيال.
وسط هذا احلدث االجرايم يف حق "امللكة" ،دخلت بريينس جفأة أمام امجليع
بعظمهتا من جديد و اجتهت حنو رامو الت اكنت مندهشة من دخولها القرص
بعد أن مت نفهيا ،فقالت لها رسا :كنت أعمل أنك س تغادرين هبذه الطريقة،
نفس الطريقة الت غادرت هبا لكن خاصتك اكنت مدوية ،فضيحتك س تصبح
116
عىل طرف ك لسان ،س تخرجني من قرصي بعار كبري ،لقد انقلبت الدوار
من جديد ،الوداع.
تقدمت العصابة ابمللكة رامو حتت رئاسة سوران ،الت أآثرت بدورها أن خترب
املكل بيشء :حيق لها أن متوت ،يه من دمرت العال ،يه السبب يف اللعنة،
و احلل الوحيد و املؤكد هو موهتا...قالت ذكل مث ذهبت يف طريقها
اجتهت بريينس حنو املكل مبارشة و جفرت القنبل الت اكنت تنوي أن تغري هبا
جمرى الحداث و قالت :موالي ،أعمل أنك طردتين من القرص ،لكن هناك
سبب قوي جيعلين أعود رمغ ك ما فعلته و ك ما قلته يل ،أان حامل !
اهزتت رامو عند سامع اخلرب و ل تدري ملاذا اكن اخلرب صادما ابلنس بة لها,
هل أصبحت حتب املكل فعال ..،ال ميكن ،لن اللعنة ال تسمح لها حبب
خشص تقع معه ،هل يه غريهتا من امللكة ،أو عداوهتا معها...؟
يف حني ل يبدي املكل أية ردة فعل و ذهب يف طريقه اىل خمدعه بيامن فرحت
بريينس بعودهتا اىل القرص و تأكدت من ذكل.
بريينس :سأجنبك هنا اي أمريي ،ال تقلق ،أنت يف ماكنك الصيل !
117
الفصل 5
" فعلت هذا من أجل حيب كل ،أعمل أنه أمر يسء "
داخل قاعة العرش ،اكنت سنسينات تتأوه بعدما اس تعادت وعهيا تقريبا ،جاء
المري حبثا عن رامو فوجد القاعة يف حال مش بوه ,أرسع اىل سنسينات و
حاول التحدث معها.
حاول هز جسدها لتستيقظ فبدأت تسرتجع وعهيا قليال فقالت هل و التعب
يعرقل الكهما :لقد اختطفوها ،اختطفوا...
قال اندير متوترا :من اختطف من ! ماذا حصل !؟
اس تجمعت سنسينات قوهتا و قالت :لقد اختطفوا رامو !
اهنارت بعد قولها ذكل و تركت المري يف صدمة مرعبة ؛ اكنت رشارة قوية
تلهب عينيه ,امتل قلبه ابحلقد و الغل ،ترك جسد الوصيفة يسقط أرضا و
رصخ مناداي رجاهل.
جاء رجال المري و أمره أن خيربوه بلك ما حصل مع امللكة فقالوا هل أن
بعضا مهنم حلقوا ابلعصابة النقاذها ،فاهزت قلبه بشدة و ترأسهم ذاهبني للحاق
ابلعصابة.
118
اسرتجعت سنسينات وعهيا ،و اكن أول ما رأته هو جورج اذلي تربع عىل
عرش املكل بعدما اسرتجع وعيه هو الآخر ،اس تغربت بشدة و قامت برسعة
لتنفجر يف وهجه :ما اذلي تفعهل هناك ،أين املكل ،هيا اهنض من العرش ،أ
ل يكفيك ما فعلته خبيانتك للمكل...
قاطعها قائال :س تصبحني جاريت منذ اللحظة ! هل أنت مس تعدة !
ارجتف جسدها و أدارت ظهرها ذاهبة بعد أن قالت :بعد أن متوت !
حضكته ُمسعت داخل أرجاء القرص و هو يقول اكجملنون :لن أترك هذا العرش
اىل أن تصبح رامو ِملاك يل.
يف ماكن همجور ،قرب مبان سكنية قدمية أآيل للسقوط ،اكن خمبأ العصابة
اذلي احتجزت فيه رامو مع جنجي.
مالمح وهجها تبدي تعبا كبريا و أملا جارحا ،هل هو ترصف غونغ حنوها و
جتاههل لها ،أم لعنة القوانني الت اكتسحت و متادت عىل تفكريها ،لعنهتا
اخلاصة أم اختطافها مع أول عش يق لها بسبب اللعنة !
اكن بقرهبا جنجي ،تئه هو الآخر وسط أحزان كبرية ،حبه الكبري للعذراء،
حبه لزوجته و ابنه ،ضعفه أمام اللعنتني معا ،و ما أل اليه املكل و انقطاع
عالقته بشعبه...لكها أمور اكنت تغص يف قلبه بشدة و ما خيفيه أعظم...حاول
بقليل من اللكامت أن يوايس رامو قائال :أعمل أن اذلي حيصل الآن ال مفر
119
منه ،لكن ال ختايف أبدا ،لن أترك خشصا يلمسك ،لن أستسمل الآن ،سأمحيك
بلك ما أس تطيع ،أحبك رامو ،لقد أحببتك فعال !
ل تبدي أي رد فعل أو تنطق بلكمة ،خاصة بعدما جاءت رئيسة العصابة
وقطعت مصهتا.
عندما ظهرت هل سوران أمام عينيه ،جتمدت أطرافه ،حاول الهنوض بقوة من
شدة غضبه و صدمته ،وقف أخريا فواجه زوجته ؛
جنجي :ماذا تفعلني هنا ! هل أنت من تزمعت هذه العصابة ! ال ميكن ! ال
تقويل يل هذا !
أجابته سوران بثقة و كربايء :أجل ،فعلت هذا من أجكل ،من أجل امجليع،
جيب أن متوت ،لقد أخذتك مين...،هنا أصاهبا اجلنون و بدأت ترصخ :ماذا
تريد مين أن أفعل ،اهنا تأخذك مين ،يه من دمرت العال و جعلت امجليع
يعيش يف حزن دامئ ،جيب أن متوت الآن ليك تنهتيي اللعنة ،هيا اقتلوها !
رصخت يف وجه رجال عصابهتا فدخلوا حاملني أسلحة انرية مصوبة عىل وجه
العذراء ،لكن جنجي تصدى هلم و وقف أماهما من أجل حاميهتا ،اليشء اذلي
أاثر غضب سوران و حقدها.
سوران :ما اذلي تفعهل ،هل س تضحي حبياتك من أجلها ،هل هذا ما
س تفعهل الآن !؟
120
فعال اكنت لعنة العذراء و حب الرجال لها ،أقوى من أية مشاعر أخرى،
ذلكل اجنرف جنجي مع حبه لرامو غري حبه لزوجته و ابنه.
جنجي :أجل ،سأفعل ذكل ،لن أتركك تفعيل هذا ،هل جننت أم ماذا !
ازداد غضب سوران ،مث جفأة دخل المري و العرشات من حراسه و الضباط
عىل غفل من امجليع ،فأمسكوا ابللك و حرروا العذراء و الضابط.
عانق المري ملكته بشدة مث ذهبا معا يف طريقها اىل قرص اجلحمي.
ل تنظر رامو عندما ذهبت خلفها و تودع الضابط اذلي حاول حاميهتا و حاول
التضحية بنفسه من أجلها ،اليشء اذلي حرك مشاعر حزن و خيبة يف قلبه
فتذكر حبه الشديد لزوجته و ابنه و قرر العودة حلضهنام.
بعد طول طريق ،وصل المري برفقة رامو فدخال معا اىل قاعة العرش ليجدوا
املكل جورج مرتبعا فيه.
رصخ اندير غاضبا مزجمرا يف وهجه :ماذا تفعل هناك !؟ ال حيق كل أبدا
اجللوس هناك ! هيا اسرتجل من العرش !
فأجابه جورج بغضب و حقد :لن أسرتجل من هنا ،اىل أن أآخذ رامو معي،
س تكون ملاك يل وحدي ،هذا هو رشط ذهايب من هنا !
رصخت رامو يف وهجه :من تظن نفسك لمتتلكين ،هيا اذهب من هنا !
اقرتبت رامو من جورج لتخربه مهسا يف أذنيه :لقد أضعت فرصتك يف
الاقرتاب مين ،الآن س تعاين اىل البد و لن حتصل عيل !
121
اكنت اللعنة أيضا ،أن من تضيع فرصته يف الاقرتاب من جسد العذراء ،لن
حيصل علهيا أبدا.
حاول أن يبدي مالمح الثقة ،لكن قلبه اكن يرتعش بشدة و الغضب
يس يطر عليه.
انهتيى الالكم و ذهبت رامو مع المري اىل خمدعه.
رامو :اش تقت كل كثريا ! عانقين ،أريد أن أشعر بأمان يف حضنك !
عانق المري ملكته و قبلها يف رشفة خمدعه حتت أزهار اللوتس يف جو دائف
ميله احلب داخل القرص.
122
الفصل 6
" سأحضي حبيايت من أجكل اي ابين "
عاد جنجي يتثاقل يف خطواته اىل مزنهل ،دخل بقلب حمطم بعد احلزن اذلي
يعيشه ،اخليبة الت دمرت حياته و خيانته لعائلته رغام عنه و حبه القوي
للعذراء الت تس ببت يف حزنه...
تقدم اىل المام فوجد ابنه أدان مع مربيته ،أرسع الطفل عندما رأى وادله و
ارمتى بني أحضانه...هنا انتابت جنجي نوبة حزن معيق جعلته يذرف دموعا
رمغ حماوالته الخفاهئا عن طفهل.
عانق الب ابنه و قال هل :أحبك جدا اي بين ،أنت تعمل جيدا أنين لن أختىل
دلت ،اكنت فرحت عنك أبدا مبحض خاطري ،كنت سعيدا جدا عندما ُو َ
كبرية بك ،حيهنا وعدت نفيس أن أحضي بنفيس يف أول فرصة من أجكل ،و
اكنت أمنيت أن ال نفرتق أبدا ،أردت أيضا مثل أي أب ،رؤيتك عندما تكرب
و أن أرعى أطفاكل...،لكن...ال ...انقطعت لكامته جفأة و نزلت دموع حزن من
عينيه ،حيهنا الحظها أدان و سأل وادله :هل تبيك اي وادلي ؟ ما بك ؟
123
مسح جنجي ادلموع عن عينيه و أجاب طفهل :ال اي ابين ،ال تقلق ،ال يوجد
يشء ،أريد أن تعمل فقط مك أان أحبك و أس تطيع فعل أي يشء من أجكل ،و
تأكد أن ك ما سأفعهل يف حيايت الباقية فهو من أجكل اي عزيزي !
حضك الطفل الربيء و أجاب وادله :أان أيضا أحبك اي وادلي !
جنجي :حس نا الآن سأتركك قليال مع مربيتك و أذهب !
قاطعه أدان عندما اكن يضعه أرضا :أيب ،أين أيم ؟ اريد أن أراها !
هنا جتمد وجه الب و ل يس تطع أن جييب ابنه ،كيف يقول هل أن أمه
مسجونة بهتمة الاختطاف و حماول قتل امللكة ،اهنا جرمية عظمى ،لن
يس تطيع رؤية أمه بعد الآن ،لن يسمح المري بتحريرها أبدا ،خاصة بعد لعنة
امللكة العذراء عليه هو الآخر.
بقي الب يغوص يف تفكريه العميق و ارتأى أن يطمنئ ابنه فقال هل :سوف
تأيت اي بين ،س تأيت قريبا ! مث ذهب يف طريقه اىل السجن املليك !
***
اكن املكل غونغ يف خمدعه ،و حال اكتئابه مالزمة هل ،ذلكل اكن
من الواجب عىل الوصيفة الوىل أن تفكر يف حالته و تكون بقربه ،و هذا ما
فعلته سنسينات اليوم ،ل تس تطع أن ترتك املكل يف أصعب حاالته لوحده
خاصة بعد خيانة العذراء هل ...،دخلت اىل خمدعه بعدما طلبت االذن و مسح
لها ابدلخول.
124
غريت مظهر مالبسها و ارتدت فس تاان قصريا مزينا عىل طريقة فللكورية
اس بانية ،و كونت ضفائر متعددة من شعرها الطويل ،ك هذا لتظهر للمكل
أن عهد امللكة رامو انهتيى حبمك أهنا يه من اكنت تتحمك يف لباسها و جعلهتا
تغري منطه.
تقدمت اىل ادلاخل و احننت حتية للمكل مث أخربته بسبب جميهئا.
سنسينات :موالي ،أان هنا من أجكل ،أرجوك ال تفعل هذا بنفسك ،ال
تريم بنفسك اىل العذاب ،ان قليب يتحرس بشدة حلاكل هذا ،أعمل أن ما متر
به الآن هو أقس امتحان للبرشية ،انه عذاب شديد ،لكن أرجوك ال تفعل
هكذا ،ال أريد أن أخرسك اي موالي ...،منذ صغري و أان حتت جناحيك،
كيف أتركك الآن تعيش هذه القسوة لوحدك ،ال تكرتث خليانة امللكة ،س تفهم
ذكل يف وقته احملدد ،هيا قل شيئا اي موالي ،قل شيئا !
وهجه اكن جامدا ال يبدي أية مشاعر ،اكن ينظر الهيا بثبات و يه تنطق
بلك لكمة ،اس تطاع أخريا النطق و قال :أان ل أعد املكل ،ملاذا تقدمني يل
التحية ،أال ترين ،ل يبقى هناك مكل ،لقد تربأ مين شعيب ،فقدت قويت و
سلطت ،خانتين امللكة و خانتين امللكة من جديد ،لكن خيانت لشعيب اكنت
أحقر ،مباذا ينفع وجود املكل يف بدل يسوده الظمل و البؤس ،أان ال يشء
الآن...،
اسرتجل من ماكنه و بدأ ينظر اىل عامة أرجاء القرص قائال :أترين هذا
القرص ،هل تذكرين الاحتفاالت الت كنا نقميها و حنن منوت من السعادة بيامن
125
اكن شعبنا يعاين يف مصت مرير ،هل تذكرين زوايج من رامو بيامن اكن شعيب
مينعين مهنا انعتني اايها ابلعذراء و الساحرة و أهنا السبب يف لعنة
القوانني...،هل تذكرين موت الضحااي أمام عيين وهنا ابلضبط ،هل
تذكرين...هل ترين املكل هناك جيلس يف عريش مطالبا اايي جبسد "ملكت"
و معلنا احلرب ...هل ترين ،أين تريدينين أن أعود اىل نفيس ! هنا ،وسط
هذه القذارة !؟ هذا القرص ال يشء ،جيب أن أحمي ك يشء ،جيب أن
نعيش مجيعا يف بؤس أبدي ،و نعاين ما يعانيه شعبنا !
سقطت سنسينات عند قديم املكل و اهنمرت يف باكء شديد :ال اي س يدي،
أرجوك ال تفعل شيئا ،أان ال أس تطيع العيش بدونك ،ال ترتكين أرجوك !
اختلطت املشاعر داخل الغرفة بني الغضب ،احلرسة ،الل و الفقدان ،اليشء
اذلي جعل املكل ينتفض و يطرد سنسينات من غرفته صارخا يف وهجها ؛
سنسينات أخريج...بيامن اكنت حتاول الالكم لكنه رصخ بلك أمله و طردها
من الغرفة.
بقيت تتثاقل يف خطواهتا و ذهبت اىل رشفة غرفهتا ،تنظر اىل القرص و
اللعنة الت بدأت حتتهل هو الآخر.
***
داخل السجن املليك اذلي يبعد بضعة أمتار عن القرص ،اكنت سوران
تتخبط يف خطواهتا و يه تتحرس عىل فعلهتا و نتاجئها القاس ية عىل حياهتا.
126
سوران :اي الهيي ،أريد زويج ،أريد ابين ،اخرجوين من هنا ،سأموت ،أان
اختنق ،أريد رؤية ارسيت ،أرجومك...
حالهتا اكنت ايئسة و ادلوار ت ََمكل جسدها ،هدأت من روعها و جلست عىل
املنضدة االمسنتية ،لتس تجمع أفاكرها ؛ عقوبهتا املؤكدة يه املوت عىل يد
املكل ،لقد ارتكبت خيانة عظمى ،لن ترى ابهنا أو زوهجا جمددا ،أصابت
زوهجا لعنة العذراء ،تلطخ حهبام الربيء ،هل يعود احلب من جديد رمغ اللعنة
؟!
هكذا اكنت تامتيل أفاكرها اىل أن دخل جنجي اىل الزنزانة و وقف اثبتا ينظر
الهيا ...أرسعت اىل حضنه عندما رأته و عانقها هو الآخر بشدة ،عناق
الوداع.
قالت سوران برسعة دون أن تلتقط نفسا :حبييب ،أرجوك ساحمين،
أرجوك ...،لقد فعلت ذكل من أجكل ،من أجل عائلتنا ،من أجل طفلنا ،ل
أرد أن تتحطم عائلت بسبب العذراء ،لقد لعنت العال و ل أس تطع تركها تلعن
عائلت ،لكهنا جنحت يف ذكل ،ذلكل ل أفكر أبدا يف العواقب و دخلت يف
حرب معها...،لكن...
127
بقيت تنظر اليه بثبات و عينني حزينتني وقالت هل :أحبك أيضا ،لكن ال
أريد املوت هنا ،أريد رؤية ابين و املوت جبانبه ،لكن...
حيهنا تذكرت رضبة القدر القاس ية لها ،و الت س تحطم حياهتا عام قريب،
ذلكل حاول جنجي تغيري الوضع و هتدئهتا فعانقها بشدة و جعلها يف حضنه
لريتح قلهبا و يعيشا معا أآخر حلظات حياهتام.
وسط عناقهام ،اكنت أعني سال علهيام ،مسعت ك يشء بعدما اكنت أآتية لرتى
الشخص اذلي جترأ و كون عصابة اجرامية لقتل امللكة ،اكنت تنوي وضع
يدها معها للقضاء عىل العذراء ،لكن تواجد جنجي جعلها تغادر السجن بعد
حلظات من ذهابه و تتجه اىل خمدع امللكة السابقة بريينس.
***
بعد عودهتا اىل القرص ،ذهبت مبارشة اىل خمدعها السابق و هجزت نفسها و
ارتدت أمجل ثياهبا و صففت شعرها بطريقة بس يطة مجيل ،مث تربعت عىل
كرس هيا اذلهيب يف خمدعها.
اكنت سعيدة جدا بنجاح خطهتا و فضح العذراء ،و ل تكن تدري أن ابهنا عاد
و أنقذ رامو من يد العصابة ...اال أن ما يسعدها أكرث هو محلها الثاين.
هنا دخلت سال جفأة علهيا و قالت :مرحبا بك يف القرص جمددا ,أيهتا امللكة
السابقة !
128
دخولها جفأة أاثر غضب بريينس و اس تقامت صارخة يف وهجها :كيف
تسمحني لنفسك بدخول خمدعي ،هل نسيت من تكونني ،أنت راقصت و
وصيفت اخلاصة ،أم هل صدقت نفسك انك أصبحت المرية ،فعال أشفق
عليك ،هيا اخريج !
أجابت سال هبدوء قاتل :أان المرية هنا ،و أنت ال يشء ،لقد حققت هديف
و رأيتك تُطردين من القرص ،فعال لقد اكن املشهد اذلي كنت انتظره طوال
حيايت !
بريينس :ك حياتك و أنت تنتظرين مشهدا ،و ها أنت ذا رأيته ،اذن ل يعد
حلياتك معىن أليس كذكل !...حضكت بريينس بشدة مس هتزئة هبا مث
اس تدركت الكهما :أما أان حفيايت بأمكلها و أان أحتمك ابلحداث الت تشاهديهنا،
أان امللكة ،ال تنيس ذكل ،و سأموت كوين امللكة ،سوف ترين !
حضكت سال مس هتزئة يه الخرى و قالت :أنت هتذين فقط ،قريبا جدا
س يكون العرش مليك أان ،سأصبح أان امللكة احلامكة ،و س متوتني أمام عيين،
و س يكون ذكل هو املشهد اذلي سأحتمك به بنفيس !
وسط هذه املشاحنات دخلت رامو و المري اىل خمدعه يقبالن بعضهام و
خطوات متثاقل وراهئام ،أغلقا الباب جزئيا اليشء اذلي جعل الشخص القادم
يرسع يف خطواته ليتأكد من اذلي رأآه.
129
اكن المري و امللكة يف حال ال تسمح هلام برؤية من يتعقهبام خلف الباب،
دخال يف مثال احلب و سقطا يف فراش العذراء أمام عيين املكل غونغ ؛
رأآهام صدفة و حلق هبام لريى اخليانة الت س تجعهل يدمر ك يشء ،اهنا الهناية
ابلنس بة هل ،خيانة المري و امللكة جعلت قلبه يش تد من الغضب و الصدمة،
مع ك حركة يفعلها العش يقان يزداد حقده و كرهه هلام ؛ ل يس تطع اكامل
املشهد و ذهب مرسعا اىل غرفة املتفجرات ؛ الغرفة الاحتياطية من
املتفجرات الالزمة عند احلروب ،لكن يبدو أهنا احلرب الخرية الت
سيشهدها القرص ،لن املكل ينوي تفجريه.
وضع املتفجرات يف مجيع أرجاء القرص دون أن يراه خشص ،خاصة و أن عدد
العامل بدأ يف الرتاجع ،و الوزراء انقطعت زايراهتم و لقاءاهتم بعدما تربأ
الشعب من املكل.
وضع نفسه أمام قنبل و هجاز التحمك يف يديه ،تراجع خطوات اىل اخللف و
أمسك بشدة ابجلهاز بعدما حدث نفسه :هذه الهناية ،ل يعد هناك معىن
لبقاء خشص هنا ،جيب أن نبعد البؤس ،موتنا هو احلل !
بني يدي املكل اذلي ينوي تفجري القرص يف أية حلظة ،رصاع سال و بريينس،
عالقة اندير و رامو ،سنسينات الضائعة يف غرفهتا ،جورج العدو احملارب،
جفر املكل القرص بعد ضغطه عىل الزر.
طار جسده خارج القرص ،و معه بدأت تتطاير أجساد مجيع املوجودين ،من
جرىح و قتىل...اش تعلت النريان يف القرص دون أن تهتدم جدرانه ،لكن
130
بفعل قوة املتفجرات ،تطايرت الجسام و البواب ،اقتلعت الرضية
املزركشة من ماكهنا ،و دماء الضحااي لطخت جدران القرص الثابتة.
131
الفصل 7
" أفعل أش ياء بدون وعي "
132
يف نفس اللحظة اكن جسد العاشقني قرب بعضهام ،ل يتأذى جسدهام كثريا
حبمك حامية الباب احلديدي اذلي حيمي خمدع امللوك.
133
ل ترد عىل الكمه و أرسعت خطاها و المري ،اليشء اذلي أاثر غضب
جورج و حلق هبام يتعرث يف خطواته.
****
يف مزنل الضابط
عناق الب و ابنه اكن شديدا هذه املرة ،كنه العناق الخري...،
لن يس تطع أن حيدث ابنه عن الاكرثة الت حلت هبم بسبب اللعنة و بسبب
أمه فأآثر احلديث مع نفسه.
جنجي :ساحمين اي ابين ،ل أس تطع انقاذ أمك من املوت ،المر يفوق
طاقت...لقد توسلت اىل المري أن حيررها لكن...
" هنا تذكر جنجي زايرته للمري و طلبه الصفح عن زوجته ،بعدما انهتت
زايرته لها يف السجن ؛ جنجي :موالي المري ،ال اعرف ما سأفعهل و ما
فعلته زوجت اكن مشينا جدا ،أعمل أهنا ارتكبت خيانة عظمى ،لكن أرجوك
اصفح عهنا ،ال أريد أن يبقى ابين وحيدا وسط هذه اللعنات و الحزان،
أرجوك اي موالي...قال ذكل و جسد أمام قديم المري اذلي واجه طلبه
ابلرفض القاطع :لقد حاولت قتل رامو ،لن اصفح عهنا أبدا ،عقاهبا هو
املوت ،من يلمس ملكت بأذى س يواجه املوت ،لن أصفح عهنا".
134
بعد حلظات دخلت سوران و فاجئت جنجي و طفلها اذلي أرسع و ارمتى يف
حضهنا.
فرح جنجي كثريا لعودة زوجته و نيس متاما ما فعلته ،اكن مهه الوحيد حلظهتا
هو بقاؤها عىل قيد احلياة و عودهتا هلم.
عانقها بشوق كبري و قال لها :حبيبت ،كيف ُأفرج عنك ! لقد اش تقت كل
كثريا ،أحبك جدا ،ال ترتكيين أبدا...،طال عناقهم و اش تد اللقاء بفرح كبري...
فأجابت سوران :اكنت المرية سال ،يه من أمرت اجلنود بتحريري !
" بعدما غادر جنجي الزنزانة دخلت سال و قالت لسوران :أتيت اىل هنا
لكتشف الشخص اذلي جترأ و اختطف امللكة و حاول قتلها ،فعال أنت
الشخص اذلي أحتاجه ،أو ابلحرى حنن يف حاجة لبعضنا البعض ،س نضع
يدا يف يد لقتل العذراء و ابطال اللعنة ،مقابل حتريرك من هنا ! ما رأيك
؟...وافقت سوران يف احلال لنه احلل الوحيد لبقاهئا حية من أجل طفلها ،و
اكنت تفكر أيضا يف القضاء عىل رامو هنائيا و ختليص العال من لعناهتا ،ذلكل
وافقت فورا و مت االفراج عهنا".
جنجي :أان مرتح بشدة الآن ،سأذهب و أان مطمنئ...،
تغريت مالمح سوران و اكتسح احلزن وهجها و قالت :ال أس تطيع أن أحتمل
هذا ،أان خائفة جدا ،ال تفعل ذكل أرجوك ،ال أس تطيع التحمل !
135
جنجي :ليس هناك حل أآخر اي عزيزيت ،هذا هو قدران أو ابلحرى ما حنن
مضطرين لتحمهل ...أريد اذلهاب الآن اىل "القرص" ,جيب أن أكون جبانب
املكل و هناك يشء أآخر واجب عيل فعهل قبل أن...
ل يس تطع اكامل مجلته لن جحم اخلوف و احلزن اذلي يمتلكه س يطر عىل
تفكريه و وجوده.
ذهب اىل القرص و اطمنئ جدا لرؤية املكل عىل قيد احلياة فقال هل بعدما قدم
التحية :موالي املكل ،أان أآسف جدا ،ل أس تطع القيام بيشء من
أجكل...رأيتك تعاين و ل أس تطع فعل يشء ،أان ال أس تحق أن أكون ضابطك
اخلاص ،سأرحل بعيدا و لن نلتقي مرة أخرى ،ساحمين أرجوك !
أجاب املكل مفاجئا امجليع حبديثه :ليس كل ذنب اي جنجي ،أان راض عنك
و أنت ضابطي الشجاع و سوف تظل هكذا طاملا حييت ،اذهب يف
طريقك و اطمنئ !
ارجتف قلبه من قوة املكل و عظمة قوهل مث التفت يبحث عن سنسينات،
وجدها عىل رسير مع عدد من الطباء و املمرضني يفحصون حالها بعد دخولها
يف غيبوبة مطول...
136
اقرتب مهنا و ألقى التحية لها عىل غفل من امجليع ،اقرتب أكرث من جسدها و
قال :أان أآسف ،ل يكن حيق يل أن اخفي احلقيقة عنك طوال هذه الس نني،
هذا هو رس حيايت اذلي محلته معي منذ أتيت بك اىل هذا القرص ،و ها أان
الآن أغادره للبد ،لكن لن أترك رسي يذهب معي س تعرفني احلقيقة و
س يكتشف امجليع من تكونني ،أرجوا منك أن تصفحي عين...،الآن سأذهب
ببال مرتح و أان عىل يقني أن احلل الهنايئ لهذه اللعنة س يكون بني يديك،
أنت من سينقذ العال ،أان متأكد...،
عند هذه اللكمة رصخت بريينس بشدة بعدما أخربها الطبيب أهنا فقدت
جنيهنا ،جن جنوهنا و بقيت ترصخ و تندب جسدها ،سقطت أمام املكل
اذلي ل يبدي أي رد فعل ،جتاهلها و أدار وهجه و دمعة حزن نزلت عىل
خده.
ودع جنجي الوصيفة الوىل و هو عىل يقني من الكمه الخري لها مث ذهب
عند املكل و أخربه :موالي أريد أن أخربك شيئا أخريا قبل ذهايب ،أريدك أن
تعتين جيدا بسنسينات ،ل يكن لها أحد غريي ،لكن بعد ذهايب س يكون دلهيا
عائل كبرية ترتأسها س يادتك ،أرجوك انه طليب الخري ،اعنت هبا...و عىل قوهل
اس تدارت بريينس مندهشة من طلبه و نظر الهيا هو الآخر نظرة اس تصغار
مث ذهب يف طريقه اىل زوجته و طفهل.
***
137
اكن المري يدفع جبسد رامو الت فقدت قواها جزئيا جراء الانفجار ،ليك ال
يراهام أحد و هام يتعرثا يف خطواهتام تفاجأ آ بوجود جورج أماهمام.
وقف االثنني مواهجني مكل اجنلرتا للمرة الخرية.
جورج :قلت كل سأآخذ رامو معي ! هيا ابتعد عهنا.
رصخ المري غاضبا يف وهجه :هل س تبتعد عن طريقي أو تفضل املوت هنا !
هيا ابتعد من هنا و ال تقرتب من ملكت جمددا !
اكنت رامو حتمتي خلف جسد المري ممسكة خبرصه بشدة.
جورج :لن أذهب من هنا اال بعد أن أآخذها و أحصل عىل جسدها ،اهنا
مكل يل...،
هنا انتفضت رامو من خوفها و واهجته :ابتعد من طريقي ،أان أحذرك ،أان
لست ملاك لحد ،ابتعد من طريقي ،أنت جمرد نذل...
هنا حاول االمساك هبا بعنف فواجه المري و تعارك االثنان ،أهجز املكل عليه
ابلرضب فأسقطه و ارتطم رأسه ابلباب احلديدي فسقط و اهزت وعيه قليال.
أمسك املكل برامو و دفعه ابلقوة اىل المام و يه ترصخ حماول االفالت من
يده...
138
اسرتجع المري وعيه و حلق هبام بعدما أمسك بسكني اكن ملقى عىل الرض,
أهجز عىل املكل من خلفه و ذحب عنقه لتطري دماؤه عىل وجه العذراء.
جتمد جسدها و بقيت واقفة تنظر اىل اجلثة الهامدة أماهما اىل أن اغيش علهيا
بني يدي المري.
139
الفصل 8و الخري
" كيف سأكفر عن ذنيب و أان راحل ا آلن "
اكن يقبع هبدوء يف مزنهل ،ميسك يف حضنه طفهل الوحيد معانقا اايه و هو
يتذكر ما حصل يف الفرتة الخرية :حبه و عشقه للعذراء ،انفصاهل عهنا بعد
أول عالقة هلام ،اهاملها هل ،انغامسه يف حبه لها و نس يان عائلته و حبه
لزوجته ،توديعه الوصيفة و املكل بعد تدمر حياهتام ،عودته لعائلته بعد ندمه
عىل خيانته هلام عن غري قصد.
تهند بعد ك هذا التفكري و هنض من ماكنه و محل ورقة و قلام مث بدأ يكتب
بمتعن شديد و ابنه جبانبه...
انهتيى من كتابة وصيته و وضعها بشلك غري متقن داخل جيب سرتته
البيضاء.
يف خمدع المرية ،اكنت ترقد هبدوء بعدما اعتىن الفريق الطيب جبروهحا و عاجل
نصف وهجها احملروق...دخلت سوران جفأة عند سال و قالت :مواليت المرية
أان هنا من أجل الوعد اذلي قطعته معك ،ماذا س نفعل الآن ؟
أجابت سال هبدوء و ثقة :س نعلن أن رامو يه السبب الوحيد و احلقيقي
وراء اللعنة و أنت من س يفعل هذا ،لن الرضر اذلي أحلقته ابلعال أنت من
ميثهل ،هل أنت مس تعدة ،سوف نقوم ببث مبارش نفيش فيه هذا الرس.
140
وافقت سوران و بدأت جتهز للبث لكن يف حلظة دخل املكل فسقط الهاتف
من يدها من شدة اخلوف...فطمأهنا قائال :ال ختايف ،لن تفعال هذا ،دلي
خطة أخرى من أجلها !
اس تغربت سال و سوران و اتسعت حدقتا عينهيام.
***
يف مستشفى القرص ،اكنت ترقد سنسينات بعدما تعافت حصهتا رمغ أهنا يف
غيبوبة مطول ،دخل املكل الهيا و ألقى التحية لها قائال :أان أآسف اي
سنسينات ،كنت أنت أكرث من تأذى مما فعلته ،أآسف جدا ،لكن ال تقلقي،
أعدك أنين سأسرتجع ك يشء ،س يعود ك يشء كام اكن و أفضل ،سأعود
املكل اذلي حتبينه و تربيت عىل يده...قال ذكل مث سقط ابكيا عند يدهيا :
سأحقق أمنيتك اي وصيفت ،سأرجع السعادة لقلب قرصان ،أعدك ،لكن
أرجوك أن تستيقظي بأرسع وقت ،لن أقف عىل قدماي حىت تعودي و
حتييين من جديد ،هيا ،سأس تجمع قويت الآن ،و عندما تستيقظني س تجدين
جنتك الت كنت تنتظريهنا.
***
بعد مرور يوم عىل احلادث ،وصل المري و رامو اىل مركز اصطيافه و لبث
االثنان هناك.
بعدما اسرتجعت وعهيا وجدت نفسها داخل املركز و اندير جبانهبا فاطمأنت و
ارتح ابلها.
141
هنضت من فراشها و عانقت المري و هو أيضا حبب كبري فقال لها :سأفعل
أي يشء من أجل حاميتك ،أان أحبك جدا ،و لن أترك خشصا يؤذيك و لو
عىل جثثه.
رامو :أثق فيك اي أمريي ،أان أيضا أحبك أكرث.
***
ذهب املكل لينجز خطته النقاذ وضعه مككل و ليسرتجع ما أخذته منه رامو ؛
سعادته و راحة ابهل.
بيامن دخل جنجي ملالقاة زوجته بعدما أخربته املربية أهنا ذهبت لرؤية المرية
و شكرها.
عند رؤيته ارمتت يف حضنه مما جعل الرسال تسقط من جيبه دون أن يشعر
هبا و اكنت سال من الحظ ذكل...هنضت برسعة من فراشها و خبأت الرسال
حتت الرسير دون أن يراها أحد.
عانق جنجي زوجته وقال لها و احلزن خيمي عىل مالحمه :هيا لنذهب ،لقد
حان الوقت !
بدأت تبيك سوران و قالت :ال أس تطيع فعل ذكل ،أان خائفة جدا ! ال
أريدك أن تبتعد عين !
أمسك بيدها بقوة و أخذها مرسعا اىل مزنهلام.
142
بعد خروهجام أخذت سال الرسال و قرأهتا لتنفجر مصدومة من حمتواها،
سقطت من يدها ليظهر اس سنسينات أولها ...ارجتفت و سقطت أرضا غري
مصدقة ملا قرأته.
***
عىل البث املبارش ،تواجد املكل أمام امجليع من جديد ،هناك من أطفأ اجلهاز
مبارشة و هناك من تركه ليشاهد ما س يقوهل "املكل".
رامو و المري شاهدا البث أيضا.
" لقد وجدت الرس وراء اللعنة أخريا ،أعمل أنين تأخرت كثريا و متت التضحية
ابلعديد من الرواح ،لكن ذكل تطلب مين هجدا كبريا ،اليوم وصلت اىل
احلل ،انه بني يديك اي رامو ،أجل أنت من سينقذ العال من هذا ادلمار ،هيا
تعايل اىل هنا فورا ،ال يوجد وقت نضيعه ،أعدك حباميتك التامة و أنه لن
يصيبك أي رضر "
صدمة كبرية اكن وقعها هموال عىل امجليع ،أصابت الفرحة الكثريين ،لكن
الاس تغراب الشديد اذلي أصاب المري اكن حمريا و ملفتا للنظر ،و الصدمة
الت أصابت رامو جعلهتا تفرح و تندهش يف أآن واحد ،ذلكل قررت اذلهاب
الهناء اللعنة أخريا.
143
أمسك هبا المري و قال لها :رامو أظن أن هناك شيئا مريبا يف هذا المر،
كيف جيد املكل احلل هبذه الرسعة ،أمر حمري فعال !
أجابت رامو مس تغربة :ما ذلي حيريك الآن ،املكل وجد احلل ،ما ذلي هناك
أيضا ،لنذهب برسعة ،أنت حتريين الآن ! و ما ذلي خييفك ،ألن تكون معي
و تقوم حباميت همام حصل !
اندير :ابلطبع ،سأفعل املس تحيل من أجكل ! هيا.
***
داخل قاعة العرش ،اكنت بريينس برفقة سال ينتظرون قدوم املكل.
قالت بريينس و الارتباك و اخلوف يظهران عىل وهجها :هل تعلمني كيف عرث
املكل عىل احلل أيهتا المرية !
سال :ما رس هتمكك الآن ،كيف اعرف ما يدور يف عقل املكل...اكن جواهبا
مرتددا و يه تنظر اىل عيين بريينس و اىل الرسال حتت عرشها و يه تقول
يف خاطرها :كيف تفعلني ذكل ! ال أصدق.
اكن املكل يف خمدعه ،فتح صندوقا كبريا فيه أغراض زينته حفمل عقد وادله
املتوارث و ارتداه مث محل تجه اذلهيب و اعتىل رأسه من جديد"...بعدما
سقط من رأسه و أخذته سال و ارتدته أعادته اىل الصندوق و أآثرت أن
تلبسه للمكل بنفسها عندما يمت تنصيهبا مكلكة".
144
بعدما انهتيى من تزيني نفسه ,دخل اىل قاعة العرش يف جو هميب مع حضور
الشعب من اكفة املناطق ،هناك من يصفق حلضوره و هناك من امتنع عن
ذكل ...تقدم اىل المام و تربع عىل عرشه من جديد مما أاثر اجعاب بريينس و
سال يف أآن واحد.
رمغ أن القرص اكن يف حال يرىث لها جراء الانفجار ،اال أن املكل أراد أن
يعود اىل عرشه و حيي قرصه من جديد بفضل خطته القادمة الآن.
ذهب جنجي مع زوجته و ابنه اىل حافة سطح مزنهلام حيث أمره اجلنود.
اكن يوم تضحيته بنفسه ،لقد امكل الثالثني عاما اليوم الثامن عرش من يونيو.
وقف شاخما رمغ احلزن و اخلوف اذلي اكتسحا قلبه أمام عائلته.
اكنت سوران تبيك بشدة و طفهل ل يكن يدري ما اذلي حيصل ،اكنت تفضل
أن ترتكه مع املربية لكن القانون يأمرها أن يضحي الب أمام عائلته بأمكلها.
أخذ جنجي السكني بيده و من شدة حدته اكن يظهر وجه أدان
بداخهل...اكنت سوران تبيك حبرقة و يه متسك بطفلها أمام اجلنود اذلين
تفرقوا بني سطح املزنل و أسفهل لالمساك ابجلثة.
145
"اكن القانون يرص عىل أن من يضحي بنفسه جيب أن يطعن نفسه بسكني
أبيض حاد و يلقي جبسده من ماكن مرتفع ليتحقق موته".
و هذا اذلي فعهل جنجي قبل أن يودع عائلته الصغرية.
جنجي :أان أحبمك جدا ،هل تعلمني اي سوران ،أان مرتح الآن لنين لن أترك
ابين وحيدا ،لقد كنت خائفا عندما علمت أنك حمكومة ابلقتل ،لكن الآن
سأموت مرتحا رمغ حزين الشديد لفراقكام هبذا الشلك ،لكن أفضل املوت
هكذا عىل أن يمت قتيل و تعذييب أمامكام ،أان أآسف جدا ،أريد أن تقطعي
وعدا عىل نفسك ،أن تبتعدي عن هنا و حتاويل العيش هبدوء و سعادة،
أرجوك ،أن تعديين هبذا أرجوك.
قال ذكل مث اهنمر بباكء شديد فطعن نفسه و دفع جبسده من أعىل السطح.
رصخت سوران من حرقهتا و حاولت أن ختفي منظر موته عىل ابنه لكن
اجلنود منعوا ذكل و جعلوا الطفل يشاهد موت وادله ابلقوة.
سقط جسده رصيعا و ذهبت سوران لرتاه من العىل لتفجع من هول املنظر
و حيرتق قلهبا عىل موت حبيهبا...بقيت ترصخ و تشهق ابلباكء ،مناديه اس
زوهجا.
ذهب اجلنود برسعة و أخذوا اجلثة بعيدا بأقىص ما ميكن.
146
بعد فرتة من احلرسة و الل ،اس تجمعت سوران قواها و تقبلت واقعها املرير،
عانقت ابهنا بشدة و ذهبت بعيدا لتحقق طلب زوهجا الخري.
هكذا اكنت معاانة مجيع من يضحون بأنفسهم و حال عائالهتم ؛ هالك حمقق.
***
عودة اىل القرص ،دخلت رامو برفقة المري و امجليع يرصخ يف وهجها.
طلب املكل من رامو التقدم لوحدها أمامه ،ففعلت من دون تردد قائل :
موالي املكل ,أنت تعمل أن هديف يف دخول القرص هو أن أعرف سبب اللعنة
و أن أبطلها ،ل يكن مهي أبدا أن أصبح امللكة ،لكن دخويل اىل هنا اكن
مثريا مما جعل المور تشتبك و يتدمر امجليع ،أان أآسفة فعال ،لقد قلت أن
احلل بني يدي !
أجاهبا املكل بكربايء و ثقة :أجل ،الكمك حصيح.
و بعد حلظة غري نربة صوته و رصخ يف وجه احلراس قائال :أمسكوا ابلمري !
صدمة وقعت عىل امجليع ،ارجتفت رامو ماكهنا و بدأ اندير يرصخ يف وجه
املكل :ما ذلي تفعهل اي أيب ! هل جننت ؟
اس تقام غونغ من عرشه و قال للجميع بصوت صاخب و غاضب :امصت
أنت ،ل حين وقتك بعد...مث اس تدار اىل رامو و قال :فعال وصلت اىل احلل
الهنايئ ،ليك تبطل اللعنة جيب أن متويت ،ل تكوين امللكة و لن تكوين أبدا،
سأتزوج بريينس من جديد و أجعلها امللكة احلامكة عىل عهدها و أان الآن
147
أسمل العذراء لمك ،لقد حبثمت عهنا كثريا ،ها يه الآن أماممك و بني أيديمك،
اقتلوا اخلائنة الت دمرت عاملنا ،أعطيمك احلق كوين املكل لقتلها ،هذا هو احلل
لينهتيي البؤس و نعود اىل حياتنا ،هيا أبعدوها من قرصي !
اكن هول الصدمة قواي عىل العذراء الت بقيت تنظر اىل غونغ يف حزن و أل،
أمسك هبا رجال و نساء الشعب عىل وقع رصاخها حماول االفالت مهنم،
حاولت كثريا لكن ل تفلح فاستسلمت هلم ...اندير بدأ يرصخ يف امجليع
ليرتكوها لكن احلراس اكنوا أقوى منه و ل يس تطع االفالت محلايهتا جمددا.
بني رصاخهم تذكرت رامو لكامت أهما الخرية " :أنت السبب يف ادلمار اذلي
س يحصل "...و بدأت تتأكد أهنا يه فعال السبب.
148
هناية اجلزء 3
149
اجلزء : 4
رس اللعنة
150
الفصل 1
" جبانب الشخص اخلطأ و املاكن اخلطأ "
متيش خبطوات متثاقل واثقة أو حائرة ،داخل اخملدع اخلاص ابلمري تسرتجع
ذكرى قيام املكل ابلتضحية هبا من أجل نفسه و انقاذا لشعبه ،تتذكر كيف
جتمد امجليع و توقفوا عن احلراك ،تتذكر جيدا كيف قام اندير ابيقاف امجليع
النقاذها ،أوقف امجليع و جعلهم جامدين ماكهنم ،أخذ املفتاح من يد احلارس
أمامه و أخذ رامو برسعة و يه مصدومة من وقع احلادث ,ذهب هبا مرسعا
اىل خمدعه اخلاص جبانب الشاطئ ،هناك حيث ال يعرفه أحد و ال يعمل
بوجوده خشص.
اكنت رامو يف حرية من أمرها لهنا تذكرت جيدا موت وادلها ،حلظهتا حني
توقف امجليع ،ربطت بني المور و وجدت عالقة بني مقتل وادلها و انقاذ
اندير لها من تضحية املكل هبا.
هكذا مر اليوم املوايل النقاذه لها ،ل يغمض لها جفن و ل يرحت لها ابل...لهنا
اكنت قريبة من حل اللغز و اكتشاف السبب الرئييس للعنة.
151
داخل القرص و خاصة يف قاعة العرش ،اكن املكل جيلس هبدوء و السعادة
تعلو حمياه ،و جبانبه سال بعدما تعافت قليال من احلروق الت أصابت وهجها و
وضعت ماكهنا مساحيق جتميل المعة لتخفي الندوب...لكن الرس اذلي اكنت
ختفيه و الت اكتشفته للتو جعلها تكتسب ثقة كبرية س تخول لها التحمك يف
عدوهتا.
أعلن املكل بدوره قدوم الوصيفة الوىل احرتاما لها مناداي ابمسها لتلتحق
ابلقاعة و حتي امجليع.
وسط احلشد الكبري من عامة الناس و أس ياد القرص من وزراء ،حكامء،
أعوان ،دخلت الوصيفة الوىل حبل هبية مرتدية رداء أسود يغطي اكمل
جسدها و بروش مليك المع...تقدمت حنو املكل و قدمت التحية فبادلها هو
الآخر حتيته ،قائال :مرحبا بك من جديد و أهال بك يف بيتك ،تفضيل.
بيامن اكنت حتادث املكل ،اكنت سال تنظر الهيا مرتبة بعض اليشء و يه
حتدث نفسها :ال تدري ماذلي خيفى عنك ،لكن قريبا س تكتشفني ك يشء،
س يدمرك هذا ،لكنه س يجعلين أصل اىل هديف المسى ،أشكرك جدا !
152
وقفت سنسينات وسط القاعة معلنة عن اخلطاب القصري اذلي س يقوم به
املكل أمام شعبه احلارض يف القرص و عىل البث املبارش ؛
" أعمل جدا أنين يف وقت ما خدلتمك ،لكن ل يكن بيدي حيل ،لقد كنت
أحبث طويال لجد السبب وراء لعنتنا ،فشلت أجل و ختليمت عين و ختليت
عن نفيس ،ل أكن أدري أن السبب اكن بني يدي و كنت أهجهل ،اال بعدما
متزق قليب ،أطلب منمك العفو الآن ،لكن منذ هذه اللحظة سأكون ملكمك
القوي اذلي عهدمتوه ،سأس تعيد ك يشء ضاع منا بسبب لعنة العذراء ،لقد
انهتت اللعنة مبوهتا ،ماتت من اكن السبب يف دمارمك ،حيق لمك الآن الاحتفال
و الرقص ،حيق لمك أن تبعدوا الل عن بيوتمك ،ليس هناك من س يوقفمك عن
ذكل بعد الآن ،سأكون ظال عىل رؤوسمك ،افرحوا و اس تعيدوا حياتمك...و
لالشارة فقط منذ الآن ملكت يه بريينس ،ملكتمك اذلي عهدمتوها ،ها يه
الآن قادمة ،لقد صفحت عهنا و ها يه بيننا !"
فرح امجليع و حيوا املكل و بدأوا يعانقون بعضهم الآخر ،و وسط هذا اجلو
الهبيج دخلت امللكة بريينس مزينة بشلك رايق و مرتدية فس تاان حريراي أبيض
مخميل.
قدمت التحية مللكها و جلست جبانبه يشاهدون فرحة الشعب معا...بيامن
اكنت سال تنظر حبقد و كره اىل امللكة.
153
انهتت الاحتفاالت مبوت العذراء و عودة املكل لعرشه و زواجه ببريينس،
فذهب امجليع و بقيت امللكة و املكل وحدهام يف القاعة فاس تغل الفرصة وقال
لها :لقد فقدت نفيس فامي مىض ،لكنين اسرتجعهتا الآن و اسرتجعتك أنت !
قاطعته بريينس وقالت :هل ما زلت حتبين ؟
أجاهبا هبدوء :أجل ،و أحن اىل أاييم امجليل معك ،لقد نسيت ك اذلي
مىض ،و سوف ندشن قرصان اجلديد معا ،أريد أن نعيش السعادة اىل البد،
أحبك جدا.
قبل املكل ملكته عىل مرأى من المري اذلي اكن يقف خمتبئا ،مرتداي لباسا
أسود يغطي اكمل وهجه دون أن يلحظ وجوده أحد.
بعد حلظات ذهب املكل و ترك بريينس وحدها لتلتحق هبا سال بعد قليل و
تفجر حفوى الرسال ؛ وصية جنجي.
بريينس :ماذا تريدين ؟
قالت سال ابس هتزاء :أريد أن أرى أآخر حلظاتك داخل القرص !
فأجابهتا بريينس هبدوء :أظن أنك خمطئة ،انه دورك لتغادري هذا القرص
بصفة هنائية ،أل متيل من كونك الراقصة...أتظنني أنك أصبحت فعال المرية...
سال :لست المرية فقط لن هذا الوضع ال يليق يب ،سأصبح امللكة !
154
حضكت بريينس بشدة و قالت :ال أدري ملاذا ك من هب و دب و دخل
هذا القرص يطمع يف املُكل ،امللكة الوحيدة الت س تظل اىل البد يه الت
امامك...
قاطعهتا سال :لن تظيل امللكة ,قلت كل سابقا اذا ل أعتيل العرش ،لن أتركه
لشخص همام اكن ...هذه الرسال تقول أنك ختليت عن أمريتك ،أجل ابنتك
ختليت عهنا ،لكهنا عادت لتعيش يف القرص...ختليت عن ابنتك سنسينات !
155
الفصل 2
" ذكرايت املايض تفك نزاع احلارض "
وقعت الصدمة عىل المري اكلزلزال ،الوصيفة الوىل يه أخته الت ختلت عهنا
أمه.
ارجتفت بريينس ماكهنا و جتمد قلهبا ،ل تقدر عىل احلديث أو النطق بلكمة،
صعقهتا احلقيقة الت اكنت ختفهيا منذ زمن طويل و ها يه الآن تأيت أماهما
لتنكشف أمام امجليع.
سال :سنسينات ابنتك الت رميهتا بيامن أخذها جنجي عندما رأك تتخلني
عهنا ،و اعتىن هبا مث أدخلها القرص و جعلها تصبح الوصيفة الوىل جبانبك...
أرأيت..حس نا ...الآن سوف تتخلني عن العرش و أصبح امللكة و اال سوف
أنرش اخلرب و أجعل فضيحتك عىل ك لسان !
انتفضت بريينس من ماكهنا غاضبة بشدة فأمسكت بعنق سال و حاولت
خنقها قائل :كيف جترؤين عىل هتديدي ،سأقتكل ،لن أرمحك ،س متوتني...
بقيت حتاول خنقها و المري مصدوم يراقب من بعيد بيامن اكن املكل و وصيفته
يف طريقهام اىل قاعة العرش.
156
لوهل من الزمن رأهتام قادمني فدفعت جبسد سال اىل أن سقطت عىل رأسها
و أمغي علهيا فأخذهتا مرسعة اىل خارج القرص من البوابة اخللفية مث حلق هبم
المري.
***
قريبا من مزنل الساحرة سرييناي ،متيش رامو متخفية يف رداء مزركش حنو
البوابة و مع ك خطوة تتذكر بشلك واحض مأآس هيا يف ذكل املاكن.
ختطو و تتذكر موت سرييناي و اعرتافها بلعهنا و أهنا السبب يف لعنة القوانني،
تتقدم و تتذكر موت وادلها بشلك شنيع و امجلاد اذلي تعرض هل امجليع،
الانفجار اذلي مات بسببه ايدي ،لكها ذكرايت اكنت حتاول حموها من ذاكرهتا
أو ابلفعل قام الزمن بفعلته و جعلها تنس ك يشء ،لكن ما فعهل اندير جعلها
تتذكر و تبدأ يف البحث و حتقق وعدها لعائلهتا ابالنتقام و معرفة سبب اللعنة
و ابطالها.
دخلت املزنل بعزم و قالت :لن أخرج من هنا قبل أن أجد شيئا يدلين عىل
احلقيقة ،هنا منبع ك يشء ،ال بد من وجود رس هنا !
157
بدأت تفتش بدقة عن أي يشء ميكنه مساعدهتا لتعرف رس اللعنة و تتأكد
بأهنا ليست يه...و يه حتاول اخلروج فاقدة المل رأت شيئا يلمع حتت
منضدة خشبية ،اقرتبت منه و أخرجته و اكنت صدمهتا قوية من جديد ،اكن
اذلي بني يدهيا تج املكل غونغ اذلي اكنت تتلكف بريينس حباميته ،لنه من
العادات أيضا يف القرص أن امللكة تصون تج ملكها و تلبسه اايه يف مجيع
احلفالت و املناس بات.
عرفته رامو لوهل و تذكرته عندما ارتداه املكل يوم زفاف المري.
رامو :اي للغرابة ! ماذا يفعل تج املكل هنا !؟ كنت أعمل أن هناك شيئا ما
يف ذكل القرص ،هناك منبع اللعنة أان متأكدة ،ليس يف ذكل شك ،و اال ما
ذلي يفرس فرحة القرص و توهجه بيامن اكن امجليع يعيش يف أل و حرسة.
بعدها لفت انتباهها وجود حلقة أملاس ية جبانبه اكنت ختص بريينس ،المر
اذلي جعلها تؤكد رأهيا و تتعلق به بشدة ,تأكدت أخريا أن سبب اللعنة هو
خشص يوجد يف القرص و تواجد الش ياء النبيل للملوك يعين أن أحدهام
السبب.
أخدت التاج و احللقة مث عادت أدراهجا اىل اخملدع و حاولت اخفاهئام جيدا يف
حفرة حتت الرض ،حلظهتا دخل اندير و أفزعها فرمت الش ياء برسعة و
اختفوا ابدلاخل.
قالت رامو مرتبكة :حبييب ،أهذا أنت ! أين كنت ؟ و عندما أمعنت فيه
الرؤية ،الحظت رداؤه السود _حيث أمسكه بني يديه_اذلي اكن يرتديه
158
دامئا و هناك انصعق قلهبا و أصاهبا خوف شديد ظهر عىل حمياها ،تذكرت
يوم موت ايدي حني رأت خشصا يرتدي رداء أسود شبيه ابلرداء اذلي يرتديه
المري الآن و منذ زمن فقال لها :ما بك اي عزيزيت ! هل أنت خبري !؟
متالكت رامو نفسها وقالت :أجل ،فقط فاجأين رداؤك ،ل أكن أحلظه جيدا،
اهنا املرة الوىل الت أراك فهيا بدونه.
قال اندير همدئا اايها :لقد أفزعتين ،ظننت أن شيئا ما حصل ،أجل انه
ردايئ اخلاص ،دامئا أرتديه يف القرص حني اكون جبانب املكل و هو أيضا
يرتدي نفس اليشء ،اهنا من تقاليدان ! سأرتح قليال.
قال ذكل مث سقط عىل الريكة انمئا و الرداء يلتف بني يديه.
نظرهتا هل اكنت مليئة ابحلقد ،تأكدت أخريا أنه من قتل وادلها و أخوها ،اكن
هو من جفر الكوخ و تسبب يف موت ايدي ،لقد رأته حيهنا تذكرت أخريا أنه
اكن هناك خشص متخفي يقف وراء الكوخ بعد انفجاره مث فر هاراب.
رامو :أنت اذن من قتل عائلت و دمر حيايت ،أنت من حرمتين من أيب و
أيخ بطريقة بشعة ،لقد أقسمت عىل الانتقام هلام ،لن أتركك تعيش أبدا ،و
لن يرتح يل ابل حىت أقيض عليك.
159
الفصل 3
" رس الانتقام أعظم منه "
يف مزنل وادلهيا ،احتجزت سال و أغلقت علهيا الباب ،ملدة ليل اكمل...
حل الصباح و قدمت بريينس اىل املزنل ,املاكن اذلي خيفي رسها العظمي ،رس
يدمر حياهتا و ميزق قلهبا ...،دخلت هبمة عالية مرتدية فس تاان حريراي أخرض
و تج ذهيب يزين رأسها ،وجدت سال يف حال صعب ؛ اكنت تلهث بشدة
لكن عندما رأهتا انتفضت من ماكهنا و واهجهتا.
بريينس :أرأيت ،هنا ماكنك و هنا س متوتني !
قالت سال ابس هتزاء :هل هذا بيتك ! من يقول أن امللكة بريينس اكنت
تعيش هنا ! فعال أشفقت عليك !
بريينس :و ماذا س يقولون حني يكتشفون أن أمريهتم حمتجزة بداخهل !
سال :ماذا تريدين مين ؟ هل تنوين قتيل بعد معرفتك احلقيقة ! أرى أنك ل
تتأثري هبا كثريا ،أراك مزتينة أكرث من عادتك ،هل فعال ال هيمك أن الوصيفة
الوىل تكون ابنتك الت ختليت عهنا !
فأجابت بريينس هبدوء خميف :ال شأن كل بذكل ! ما س هيمك هو ما سأقوهل
حاليا ! هل كنت تظنني أنك س تصبحني المرية فعال أو امللكة ،فعال أنت
غبية...،
160
سال :لكن ملاذا جعلتين وصيفتك و راقصة القرص أي انتقام هذا ،ما اذلي
فعل ُته ؟
بريينس :هذا اذلي أريد اخبارك به ،من حقك أن تعلمي ملاذا كنت حتت
ظيل طوال هذه الس نوات ،لنك فقط و بسهول ابنة الساحرة سرييناي.
وقعت الصدمة من جديد عىل اندير اذلي حلق بوادلته مرة أخرى و مسع ك
ما جيري هناك...و رامو أيضا حلقت به متعقبة اايه لكهنا ل تس تطع سامع أي
يشء.
اكن العال يدور حول سال الت انصعقت من احلقيقة...فقالت :كيف ؟ ماذا
تقولني ! كيف أكون ابنة الساحرة...و كيف أكون...ال ميكن...هل رامو
أخت...ما عالقتك ابلساحرة أيضا...؟ ما اذلي تنوين فعهل هبذا.
بريينس :هذه يه احلقيقة الوحيدة الت جيب أن تعرفهيا ،أخذتك من يد
الساحرة و أدخلتك قرصي...لكن أنت طمعت يف أن تأخذي ماكين ،و هذا
ال حيق كل ،و الآن أصال انهتيى وقتك و غريض بك ،ال أمهية يل الآن بك...
غضبت سال و اش تدت عصبيهتا فارمتت عىل عنق امللكة و حاولت خنقها
أمام أعني المري اذلي اهزت قلبه عىل وقع الصدمة و بقي جامدا ينظر الهيام.
تعارك االثنان و اش تد النفس عىل امللكة فدفعت بقوة جبسد سال و دفعهتا
اىل أن سقطت و أمغي علهيا ...أنقذت نفسها و تركهتا هناك مث أغلقت
الباب...و هناك وضعت هجازا كهرابئيا يطلق غازا مميتا انترش بداخل الغرفة مث
هربت مرسعة من املاكن اذلي خيفي أرسار حياهتا.
161
اكن احلادث بأمكهل عىل مرأى من رامو دون أن تسمع لكمة واحدة...و لوهل
من الزمن أرسع اندير و دخل اىل البيت و خرج حامال سال بني يديه،
اليشء اذلي أاثر اس تغراب العذراء و جعلها تشك به من جديد...
اكن حيمل جسد سال بيامن اكنت رامو تنظر اىل وهجها املشوه نظرة مرتبة...
كهنا أحست بأهنا تنمتي الهيا و أهنا قطعة من قلهبا.
بعدما ذهب المري ،دخلت رامو اىل البيت و هناك تأكدت أنه بيت بريينس
من خالل الصور القدمية الت اكنت جتمعها بوادلهيا حيث اكنت بريينس تظهر
بشلك يويح اىل الفقر املدقع اذلي اكنت تعيش فيه ،اكنت تغلق أنفها
بواسطة مقاش من فس تاهنا ،بدأت تبحث داخل أرجاء البيت الصغري اذلي
حيتوي عىل غرفة واحدة و حامم صغري.
اكن تفتيشه أرسع ما يكون ،ل يكن حيتوي عىل أي يشء ميكنه مساعدة
العذراء يف التأكد من أن بريينس يه السبب يف اللعنة ،أو هذا ما توصلت
اليه قبل أن ترى قطعة نبات كركدان.
ارجتفت ماكهنا و محلهتا بني يدهيا لتتأكد مهنا ،هل يه فعال نفسها أم ال,
تأكدت أخريا أهنا نفسها و ارجتفت يدها لتسقط القطعة من صدمهتا.
أخذهتا بعدما اسرتجعت اتزاهنا و ذهبت مرسعة اىل مزنل وادلهيا من جديد.
162
ك هذا اذلي حدث اكن عىل مرأى من خشص جمهول ،امرأة ذات شعر بين
المع اكنت ترتقب ك ما حيدث متخفية بشلك تم ،مسعت ك يشء و
عرفت الرس اذلي اكنت ختفيه بريينس حول سال...
***
دخلت رامو املزنل و اجتهت مبارشة اىل بيت أهما و فتشت بشلك جنوين
لتجد نفس القطعة الت اكنت حتملها بني يدهيا.
رامو :اهنا نفس اليشء ،كنت متأكدة أن خشصا ما بداخل ذكل القرص هو
السبب و هو مصدر اللعنة ,و الآن تأكدت فعال أن بريينس يه
السبب...،ملاذا ! ملاذا فعلت ذكل ؟!
رصخت من شدة أملها و صدمهتا فألقت بقوة ابلقطعة اىل أبعد ماكن.
رامو :ملاذا ك هذا الرش ! ملاذا !
بني عصبيهتا و أملها ،التفت نظرها جفأة اىل الصندوق اذلي وضعت به فس تان
زفافها و الوردة البيضاء الت اكن حيملها زوهجا بني يديه عند وفاته بسبب
اللعنة.
أمسكت ابلفس تان برقة و محلته اىل صدرها و بدأت تبيك يف هدوء و يه
تتذكر يوم وفاته ؛ لقد فقدتك اي عزيزي بسبب تكل اللعنة ،لقد تدمرت
حيايت و حياتك معي ،ل أنساك أبدا ،أنت دامئا يف قليب ،و كام وعدتك
163
سأجد احلل و أهنيي هاته اللعنة ،ليك اعيش يف سالم...لكن كيف سأعيش يف
سالم من دونك ،دون عائلت ،كيف سأعيش وحيدة من دونمك ،هل سأبقى
وحيدة عندما تنهتيي اللعنة !
هكذا اكن تفكريها و ما ألت اليه نفسيهتا حبيث اكنت يف تداخل و رصاع
من الصعب تقبهل ؛
كيف لها أن حتافظ عىل حهبا لزوهجا اسرت بيامن تعيش عالقات عديدة مع
رجال العال بأمكهل ،هل خانت حهبا لزوهجا ،هل خانت نفسها ...،كيف لها أن
تعيش وسط عال ميله الل و الفراق و امجليع يهتمها بذكل ،بني ك هذا
اس تجمعت نفسها و عادت اىل رشدها لتهنيي ما جاءت من أجهل.
رامو :ال تقلق اي حبييب ،سأجعل اللك يعمل حبقيقة امللكة ،سأفضح فعلهتا و
أجعلها تقر و تعرتف ،يه الوحيدة الت بيدها احلل الآن ،جيب أن يعرف
امجليع هذا الرس ،لقد أآن الوان الهناء اللعنة ،سأحتمل ك يشء يف سبيل
ابطالها.
164
الفصل 4
" حب خادع "
داخل القرص اكنت هناك اس تعدادات كربى و تزيينات مجليع ارجائه ؛ ل يكن
يدري املكل ماهية الاحتفال لن بريينس أخربته أهنا مفاجأة هل ،ذلكل ل
يكرتث كثريا و دخل قاعة العرش برخاء و عالمات حرية ظاهرة عىل حمياه.
اس تقبلته سنسينات و احننت حتية هل ،حيث ظهرت يه الخرى ابطالل
هبية بعدما ارتدت فس تاان أسود مرصع جبواهر أملاس ية متعددة اللوان و
صففت شعرها عىل الطريقة املعهودة يف القرص.
بعد حلظات و حتت تصفيقات احلارضين من عامة الشعب و الس ياد و
الوزراء ألقت الوصيفة الوىل بلك فرح اشعارا بقدوم امللكة ابطالل رائعة
خمتلفة عن عادهتا ؛ حيث ارتدت فس تاان من تصممي عريق ،فس تان حيتوي
فس تانني متداخلني ابللون اذلهيب و اللون الخرض املليك الالمع ،بيامن صففت
شعرها عىل الطريقة التقليدية املعهودة و مكياهجا اكن المعا براقا.
دخلت هبمهتا العالية و اللك ينظر الهيا يف رسور انس يني ما فعلته أماهمم
يوهما ،لكن فرحهتم ل تكن ابلشلك الاكمل و ال ابلفرحة الت يريد خشص
الشعور هبا لن املوضوع اذلي جاؤوا من أجهل اكن يفوق توقعات امللكني.
165
تربعت بريينس عىل عرشها و ترك غياب المري شعورا حزينا يف قلهبا ،بيامن
اكن وجود ابنهتا "المرية" مزجعا لها حيث قالت :ال أدري كيف أراك جمددا،
لقد ختلصت منك بيدي ! كيف تعودين اىل املاكن اذلي ال تس تحقينه و ال
مينت كل بصل !
و وسط هذه املشاعر املتضاربة قال غونغ :ما رس هذا الاحتفال أخربيين !
قالت بريينس هبمة :انه احتفال بعوديت اىل حضنك اي عزيزي ،احتفال ابنهتاء
اللعنة و موت العذراء ،احتفال بعودة حياتنا السعيدة اىل جانب بعض ،رمغ
أن امريان ليس جبانبنا !
تظاهرت ابحلزن أمامه و قال لها :ليس هل ماكن هنا ،لقد ارتكب خيانة
عظمى يف حقي ،لقد دمر قليب و حطم أآمايل...ل يعد دلي ابن ! انهتيى.
بيامن ل يرتك غياب المرية انتباها هل.
ل تس تطع البوح بلكمة أخرى ،خاصة بعدما تقدم فريق ميثل عامة الشعب
ليخربوا املكل مبا حيصل.
***
بعدما وعدت نفسها و حبيهبا أن تفضح أعامل امللكة ،جاء اليوم اذلي وجب
علهيا أن تويف ابلوعد ،لن يرتح ابلها اىل أن تصل اىل احلقيقة الاكمل و خاصة
بعدما اقرتبت كثريا للحل.
166
قدمت اىل القرص متخفية يف رداء بنفسجي المع لهنا أآثرت أن تأيت اىل
القرص متأنقة جدا ليك تليق ابملقام و تظهر وسط امجليع لتلفت الانتباه و تلقي
القنبل الت اكنت بني شفتهيا.
تقدمت اىل المام و تفاجأت من الضجيج املوجود بني أرجاء القرص ذلكل
ذهبت اىل ماكن قريب ليك ترى ما اذلي حيصل قبل أن تدخل يه ،اكن
املاكن خاليا من البرش و الاس امتع منه اكن يسريا.
***
دخل الفريق اىل قاعة العرش و حيوا املكل و امللكة مث قالوا ما دلهيم :موالي
املكل ،نريد أن خنربك أن اللعنة مازالت قامئة ،حنن ال زلنا نعاين من لعنة
القوانني ،ل يتغري يشء أبدا ،حالنا هو نفسه منذ بداية اللعنة ،نرى أن العذراء
ليست السبب بل هناك سبب أآخر يدمران شيئا فشيئا !
توقف دماغ املكل و انشلت حركته من صدمته و حرسته بيامن اكنت امللكة
تنظر اىل امجليع بثقة عالية كهنا اكنت تتفاخر أماهمم ،دلرجة أهنا ل تلحظ ردة
فعل املكل.
اسرتجع وعيه عند الكم سنسينات الت حاولت هتدئته و اسرتجل من عرشه
ليواجه شعبه ؛
167
غونغ :كيف حيصل ذكل ،لقد ماتت العذراء أمام أعيننا ،و الساحرة اكنت
تؤكد أهنا السبب يف اذلي س يحصل ،اذن ما هذا ،أليس احلل هو موهتا...،ال
ميكن ،أان ال أحمتل هذا !
اس تدرك الفريق الكهما ليشعل النار يف قلب املكل :موالي هناك يشء أآخر
جيب أن خنربك به ،قبل حلظات أذيع خرب مفاده أن سال أمريتمك تكون ابنة
الساحرة سرييناي ! ميكن أن يكون احلل بني يدهيا !
اتسعت حدقتا املكل و اهزت قلبه :ما اذلي تقوهل ،كيف ؟ هل أنت متأكد!
من نرش اخلرب ؟ و هل هو فعال حقيقي ! ال ميكن أن أصدق هذا !
قال زعمي الفريق مؤكدا الكمه :أجل اي موالي ،أذيع اخلرب بشلك رسي عن
املصدر ،لكن هذا هو ما جيول حاليا ،ذلكل حنن هنا من أجل هذا املوضوع
لنؤكد فرضية املوضوع ،جيب أن نتواصل مع مسو المرية.
عند هذه اللكامت اكنت بريينس تفتخر و تس هتزئ بشدة من الوضع اذلي
يتصور أماهما...بيامن اكن املكل ايئسا من جديد و تهئا بني أفاكره.
اقرتب مهنا اندير و قال لها :فعال كنت أكرهك و أحتقرك لنك كنت الراقصة
و قصة زوايج بك ،لكن كريه كل اكن فعال بدون سبب ،ليس دلي يشء
أكرهك من أجهل ،لن تصديق أنين مسعت ك ما دار بينك و بني امللكة الم،
169
أعرف الآن جيدا حلمك منذ صغرك ،أعرف مك عانيت داخل القرص بسبب
أيم !
هدأت سال من أعصاهبا و قالت :زوايج منك اكن خطة وادلتك كنت
أدري ذكل جيدا ،لقد قامت بذكل لتنتقم مين ،جعلتين أصل اىل مقة أحاليم
و من مت جعلتين أقع بشدة اىل أسفل احلضيض ،لقد حاولت قتيل مرارا
أتدري...،لكن ملاذا انقذتين !؟
اقرتب مهنا اندير أكرث و قال :ليك أكفر عن ذنيب جتاهك ،لقد احتقرتك كثريا
و ال حيق يل ذكل ،ذلكل أريد تعويضك عن ك ما فعلته !
اكن اقرتابه مهنا شديدا ،دلرجة امزتجت أنفاسهام ،اليشء اذلي جعل سال
تنصاع لي لكمة يقولها المري.
قال حبزم :أريد أن أجعكل امللكة !
***
خرج امجليع حبثا عن المرية املفقودة بعدما ل يعرث علهيا اجلنود يف القرص و
تأكدوا أهنا قامت ابلفرار.
اس تجمعت رامو نفسها أيضا و قررت البحث عن "أخهتا" لتفهم حقيقة المر
و قامت بتأجيل أمر امللكة الحقا لتجمع ما يكفهيا من دالئل...لكن يف طريقها
170
للبحث تعرضت لرضبة قوية عىل رأسها من املرأة اجملهول الت اكنت تلحق
ابلمري و الت تعرف مجيع الرسار ...أخذت جسد رامو امللقى عىل الرض و
ذهبت به بعيدا.
***
داخل القرص ،يعيش املكل حال احباط من جديد ،احلل اذلي توصل اليه ل
يكن انفعا لكنه شعر بأنه قام ابلفعل الصحيح ،لنه قام بتأديب العذراء الت
ارتكبت خيانة عظمى يف حقه...لكن ما اكن يشغل ابهل الآن هو الرس احلقيقي
وراء اللعنة و اهناهئا بشلك جذري...اقرتبت منه بريينس و عانقت جسده
بشدة ،للحظة حملت سنسينات الت اكنت تنظر الهيام يف حب المر اذلي
أزجعها و قامت بطردها من القاعة بشلك غري مبارش قائل :سنسينات ،اذهيب
و تفقدي اجلنود اذا ما عرثوا عىل سال...هيا !
فذهبت مرسعة مطيعة مللكهتا.
قال غونغ و هو بني يدي زوجته :أشعر ابلضياع اي عزيزيت ،ماذا س نفعل
الآن ،أشعر أن احلل بني يدي و ال أس تطيع معرفته ،ما ك هذا الرش ،من
يفعل هذا بنا ؟!
أجابت بريينس حماول أن توايس ملكها :س نجد احلل اي عزيزي ،أشعر
بذكل ،لقد اقرتبت هناية ك هذا ،ال تقلق ،حنن معا ،سأظل معك اىل هناية
المر.
171
انقطع الكهما عند اس تنشاقها لغاز سام أطلقه المري بعد دخوهل عنوة اىل
القرص بعدما وقف امجليع عن احلركة من جديد.
سقطت امللكة أرضا و أمغي عىل املكل أيضا ،و من مت دخلت سال بقوة اىل
القاعة لتلحق ابلمري.
أزال الغطاء عن وهجه مث ذهب خلف جسد وادله و نزع التاج عن رأسه مث
أخذه بني يديه و توج نفسه.
قالت سال :س نصبح امللكني اذا !
قال بضحكة مس هتزئة :ابلطبع اي ملكت ,س تكونني المجل.
***
172
فالش ابك
عندما قال اندير لسال أنه ينوي جعلها ملكة تفاجأت بشدة و اهزت قلهبا،
فأمكل :أجل أنوي جعكل امللكة ،و أان سأكون ملكك ،أعمل جيدا أن هذا
صعب ،لكنه حلمك ،و أريد حتقيقه ،و أعمل أيضا انك حتبني املكل الوادل،
لكنين أريد أن أراك جبانيب.
عند هذا الالكم ملعت عينهيا و بدأ خيفق قلهبا بقوة ،خاصة عندما اقرتب من
شفتهيا و قبلها.
173
الفصل 5
" عهد جديد "
داخل قاعة العرش ،اكنت سنسينات تؤدي مرة أخرى حتية للمكل اجلديد،
وسط تأهب امجليع لالحتفال بتنصيبه و امللكة اجلديدة.
اكن امجليع عىل غري وعي ،و كهنم حتت س يطرة أحد ما ،اكنوا ينصاعون للك
ما يقال الهيم ،حبيث عندما أشعرت سنسينات امجليع بقدوم املكل اجلديد
بدأوا يف الهتاف حتية هل...لكن سنسينات ل تكن مضن اللعنة الت طبقها اندير
عىل امجليع بتوقيف أدمغهتم و التحمك هبا...
ذلكل عند دخوهل اكن ينظر الهيا ابحتقار رمغ معرفته أهنا أخته المرية ،و رمغ
نظراته القاس ية قدمت هل التحية بلك افتخار و ثقة...
تربع عىل العرش املليك بعدما المئه التاج اذلهيب املرصع ابجلواهر و رداء وادله
اخملميل ،مث بعد ذكل دخلت امللكة اجلديدة سال حبل سوداء هبية ؛ ارتدت
فس تاان أسود المع مزين مبجوهرات من الفضة و صففت شعرها عىل شلك
ورود و وضعت تجا فضيا.
174
تربعت امللكة عىل العرش اذلي اكنت حتمل ابمتالكه و شعرت ابلقوة الت
تنبعث منه ،امتلكهتا نوبة من القوة و الهلع يف أآن واحد ،لكن تغلبت القوة و
س يطرت عىل أفعالها.
وسط احلشد املهول اذلي اكن حيي امللوك اجلدد حتت تأثري لعنة اندير ،دخل
الفريق املمثل للشعب و تقدم رئيسهم قائال بعد قدم التحية :موالي املكل،
مواليت امللكة ،حنن جد سعداء بتنصيبمك ،أظن أنه يف علممك أننا ال زلنا حتت
وطأة القوانني ،ذلكل نرجو أن تكونوا قد توصلمت اىل حل يهنيي مأساتنا
بتنصيبمك اجلديد.
قالت سال :أان أعمل احلل جيدا ،و هو أمر طبيعي حبمك أنين ابنة الساحرة،
لكن لن أبوح به أبدا ،لن أعطيمك احلل !
تفاجأ امجليع و اعتلت الصوات قاعة العرش و خارجه ،كيف تعرف سال رس
اللعنة و ختفيه ؟!
قال ممثل الفريق :ملاذا اي مواليت ،رأيت معاانة امجليع حنن منوت يوما بعد يوم
منتظرين اكامل السن الهنايئ ،ال حياة لنا ،كيف ختفي عنا احلل و ترين عذابنا،
هل يروق كل هذا ام ماذا ،موالي املكل ألن تقول شيئا ؟!
175
ل ينبس املكل اندير بأية لكمة و قالت سال :هيا اخرج من قرصي الآن،
انسيت أنين امللكة ،كيف تتحدث معي هبذا الشلك !
بدأ امجليع يف الرصاخ و الباكء من شدة الغيض و احلرسة ،بيامن ل تعطي سال
اهامتما ذلكل و ارتحت فوق عرشها.
يف ماكن همجور خلف القرص ،وضع المري وادليه بعدما قام بتنوميهام
ابلرذاذ...تركهام هناك الليل بأمكلها و حل الآن الصباح و هام جبانب بعض.
استيقظت بريينس و وجدت غونغ متكئا عىل جسدها حفاولت ايقاظه ،لكن
عندما رأت اللباس اذلي اكنت ترتديه اهزت قلهبا و شلت أطرافها ،مث
رصخت بقوة :انه رداء املوت ! من فعل يب هذا ؟!
أمسك غونغ جبسدها بعد أن اسرتجع وعيه مث قال لها :متاليك نفسك اي
عزيزيت ! أان هنا جبانبك ،لقد جردوين من ردايئ أان أيضا ،أظن أن هذا
خشص ينتقم ،هيا بنا اىل القرص لرنى من فعل بنا هذا ،أان عىل يقني أنه
هناك.
يف مزنل قدمي مهتاكل ،اكنت رامو حمتجزة من طرف املرأة اجملهول.
عند اس تعادة وعهيا وجدت نفسها حتت وطأة امرأة اكنت لها صل من قبل،
عداوة مشرتكة بيهنام ،ذلكل عندما التقت نظرتهيام ،عادت اذلكرى و اخلطة
176
اخلبيثة اىل اذلاكرة ،لكن ل يؤثر ذكل بأي شلك عىل العذراء و أآثرت أن
تبدي قوهتا من جديد أمام العدو.
اسرتجلت من ماكهنا و قالت :أنت ! هل عدت أخريا ،كنت أعمل أنك
س تعودين لالنتقام ،ماذا تريدين مين الآن ! هل تنوين قتيل ،لن تس تطيعي،
هيا اغريب عن وهجيي ،دلي الكثري لفعهل...
حاولت أن تذهب لكن أمسكت املرأة بعنقها و حاولت خنقها ،بدأت االثنتان
يف العراك مث دفعت رامو بقوة جبسد العدو فسقطت أرضا و أمغي علهيا.
اس تجمعت رامو نفسها و قالت :جيب أن أهنيي هذا الآن ،لن أحبث عن
سال لن دالئيل اكفية ،سأفضح امللكة الآن...قالت ذكل مث محلت هاتفها
اذلي التقطت به صورا للغراض الت وجدهتا بداخل مزنل بريينس و بيت
وادلهتا ،مث نرشهتا عىل مجيع مواقع التواصل...و من مت ذهبت يف سبيلها...و
بعد ذهاهبا اسرتجعت املرأة "اجملهول" وعهيا و أقسمت عىل اهناء ك ما
جاءت من أجهل و اجتهت اىل القرص.
دخلت بريينس و غونغ اىل القرص وسط دهشة احلارضين ،بيامن اكنت سال
تشعر ابلفخر لن حلمها يف رؤية بريينس مدلوهل أماهما حتقق أخريا ،رمغ أهنا
ليست بقرب املكل اذلي اكنت تكن هل احلب ،لكهنا تربعت عىل العرش أمام
من أخذت ك حياهتا و جعلهتا حتت رمحهتا.
عند رؤيهتم من تربع عرشهم عىل غري توقعهم بُ ِغث االثنان و اكنت الصدمة
قوية عىل تفكريه و توقعاهتم...
177
حتدث غونغ اىل ابنه بيأس و حرسة :اذا أنت من فعل بنا هذا ! اكن ك
مهك هو تويل العرش قبل اوانك ! ملاذا تفعل يب هذا ؟!
اكنت ردة فعل غونغ متوقعة لكن الصمت اذلي أبدته بريينس اكن مفاجئا
حيث بقيت جامدة ماكهنا بقلب ابرد...هل ذعرها من امللكة اجلديدة أو
اخلوف من الصمت الرهيب اذلي اكن يطغى عىل تفكري المري و ترصفاته
الباردة !
وسط اجلو الرهيب و دهشة امجليع من الزوبعة الت حتصل داخل القرص،
دخلت املرأة اجملهول اىل هبو القرص و أزالت الغطاء عن رأسها لينصدم امجليع
من هويهتا ،اكنت احملظية السابقة غوبرو.
***
التفت امجليع صوهبا و اجمتع اجلنود حولها مصوبني أسلحهتم حنوها ,لكن املكل
أمره برتكها و شأهنا تراك لها اجملال لتحيك ما تريده.
قال غونغ حبزم :كيف جترؤين عىل دخول قرصي بعد اذلي فعلته ،ماذا
تريدين الآن !؟
أجابته بعدما قدمت التحية...،اكن شعرها البين مسدال عىل كتفهيا و اكنت
عينهيا تلمعان من شدة شوقها و حهبا للمكل :موالي املكل أعمل أنين حمكومة
178
ابلنفي و ال حيق يل الاقرتاب من القرص أبدا ،لكن النار الت تش تعل بداخيل
ل ترتك يل خيارا أآخر ،جيب أن تعمل أنين ل اختطف العذراء أبدا ،يه الت
اختطفت نفسها و جعلت امجليع يصدق أهنا خرست طفلها اذلي ل تكن
حامال به أبدا ،حقا أنين حاولت قتهل من غرييت و أس تحق العقاب ذلكل،
لكن جيب أن تعرف احلقيقة كام يه...و الآن دلي يشء أآخر جيب أن أخربك
به ،بني يدي الآن اعرتافات امللكة اخلطرية الت مقت بتسجيلها عند حلايق هبا،
اهنا تعرتف أن سال ابنة الساحرة كام تعلمون مجيعا لكن اكنت يه من أخذها
من بني يدهيا و جلبهتا اىل القرص هنا لرتبهيا ،و أيضا هناك رس أخطر من
هذا ،اي موالي ،ان سنسينات وصيفتمك الوىل تكون ابنتك !
ل يكن أمر حلاقها ابمللكة أمرا همام دليه ،لن الرس اذلي جفرته اكن قواي جدا
دلرجة لن يتحمهل طوال حياته ،بيامن أيقنت بريينس أن أعاملها انكشفت و
مجيع أرسارها س تفضح اليوم ،ذلكل أمسكت بنفسها مث سقطت عىل قدمهيا و
انشلت أطرافها خاصة عندما شغلت غوبرو التسجيل الصويت للملكة و سال
يوم قامت ابختطافها.
مسع امجليع التسجيل و تأكد اخلرب ،و ل يكن للمكل اال أن
يسقط أمام سنسينات مصعوقا من الفاجعة الت أملت به و اببنته الت ختلت
عهنا زوجته اذلي اكن يشعرها ابلمان قبل حلظات يف حضهنا.
179
صدمة سنسينات اكنت قاس ية عىل قلهبا و مشاعرها ،جتمدت أطرافها و ل
تس تطع دموعها اخلروج عن خمبأها ،فاكتفت ابملشاهدة و يه تقف بصعوبة
أمام امجليع ،و هول الصدمة يرضب دماغها رضاب قاس يا.
توجه غونغ اىل امللكة الت اكنت تقبع أرضا و قال لها و ادلموع متلؤ عينيه
املتسعتني :قويل يل أن هذا ليس حصيحا ،ل تفعيل هذا أيضا أليس كذكل !
ملاذا ،ال ميكن !
اكن يتحدث اكجملنون بني لكامت متضاربة بيامن اكنت بريينس تذرف ادلموع،
هل يه دموع خوف أو ندم ! ال أحد اكن يس تطيع اجلزم يف اذلي حيصل.
بني لكامت املكل احلزينة جو من البؤس و اليأس ،بني امللكة سال الت غادرت
القاعة ابفتخار و يه تنظر اىل امجليع ابحتقار ،بني المري اذلي يشاهد املنظر
و هو يف حال برود تم ،و الشعب اذلي اكن يرىم بني صدمة و أخرى،
امللكة بريينس و دوامة اخلوف الت اكنت حتيط هبا ،قالت غوبرو بعدما
جلست عىل الرض لتهنيي حديهثا مودعة ملكها :مليك احلبيب ،ل أكن أريد
أن نصل اىل هذا احلد ,ال أريد رؤيتك هكذا ،لكن جيب أن تعرف من اذلي
حييط بك ،أنت وسط هال من الغموض و السواد ،اكن جيب أن اخرجك
مهنا ،أنت تعمل أنين أحبك جدا و سأظل أحبك اىل أآخر يوم يف حيايت،
شعور احلزن عند فرايق كل لن يربح قليب أبدا.
180
اكن ينصت اىل لكامهتا بيامن اكن ك تركزيه و نظراته اىل امللكة أمامه و هو
ينتظر اجابهتا أو حياول قراءة أفاكرها ،لينهتيي تركزيه عند سامع أصوات
الشعب عند رؤيهتم للصور الت نرشهتا رامو عىل املواقع ,ل يصدق امجليع
احملتوى و اكنت دهش هتم ابدية عىل حمياه مما جعل غونغ خيرج عن مصته و
يقول :ما ذلي ترونه ! ماذا حيصل ؟
ل يس تطع أحد االجابة فذهب مرسعا و أخذ هاتف اقرب خشص هل لريى
احلقيقة.
181
قاطع املكل الكهما مصدوما من رؤيهتا :كيف ال زلت عىل قيد احلياة ،لقد اكن
موتك حمققا أمام امجليع ،كيف حيصل ذكل ،هيا أجييب !
أجابته برأس مرفوع و مهة عالية :لقد أمرت بقتيل عىل يد شعبك لكن أمريك
أنقذين ،لقد قام بتوقيف امجليع عن حركهتم و حتمك بأدمغهتم و أنقذ حيايت ،ها
هو أمامك ،اسأهل كيف فعل ذكل ! لكن قبل ،أظن أنمك رأيمت املنشور جيدا،
كنت أان املسؤول عنه ،ك ما حيويه حقيقة س تؤكدها لمك امللكة ،اهنا السبب
وراء اللعنة و يه ختفي رسها العظمي ،و اال ملاذا تتواجد أغراضها المثينة ببيت
سرييناي ،ملاذا أخذت ابنهتا لرتبهيا داخل القرص ،ما اذلي يفرس
ذكل...،لست أان السبب ،اكن ك ما قالته الساحرة كذب ليك تنتقم مين و
أعيش العذاب بينمك.
الكهما اكن قواي دلرجة جعلت املكل ينتفض و يزداد غضبه ،قال مرة أخرى
حمداث بريينس :هيا اعرتيف ،هل هذا ما فعلته ،ما هو رسك ،هيا ! ملاذا
تفعلني يب هذا ،لقد أحببتك كثريا ،ملاذا تدمرين نفيس ،هيا أنقذي حيب كل
و قويل أن هذا ليس حصيحا ،هيا قويل شيئا !
اكنت ترجتف بشدة و ادلموع متلؤ وهجها ،اكن مظهرها يويح بشخص تعرض
للكثري من العذاب و هو عىل وشك املوت ،مرتدية رداء املوت اذلي يلبسه
اجلنود للمحكوم ابملوت ،ضفائر شعرها الطويل منسدل عىل كتفهيا مثل حبل
يشق عنقها.
182
حتت رصاخ امجليع اس تطاعت لكمة أن خترج أخريا من فوهها ،لكمة اكنت
تتضمن ك يشء :أان أآسفة !
اتسعت عينا املكل و توقف امجليع عن احلديث ،اكن وقع لكمهتا قواي و موحيا
اىل يشء اكريث س يحصل ...ذلكل أمر املكل جنوده قائال :اذهبوا هبا اىل
حيث س تعرتف ،لن أس تطيع التحمل هنا ،هيا أرسعوا و خذوها ،عذبوها اىل
أن تعرتف !
أخذ اجلنود امللكة اىل قاعة التعذيب و يه تطلب مهنم تركها و حتاول
االفالت من يده مناديه ملكها ليعفو عهنا ،لكنه ل يكن ينظر الهيا و أآثر أن
يركز انتباهه اىل أقىص احلدود خارج القرص ليس تجمع أفاكره.
خرج املكل اندير من قاعة العرش ،و مر من أمام وادله فأخربه :يليق بك
هذا القرص فعال ،يليق بك العرش ،يليق بك ردايئ أيضا ،أترك ك يشء
اليك ،يليق بك هذا فعال !
واصل اندير طريقه لتحقيق هدفه تراك امجليع عىل أعصاهبم منتظرين اعرتاف
امللكة.
183
الفصل الخري
" لقد أحببتين و مقت خبيانتك ،أس تحق املوت "
اكن امجليع حتت تأثري الصدمة حبيث اكنت أدمغهتم وحدها من يتحدث ،اكن
امجليع جالسا ينتظر اعرتاف امللكة و قدوهما ؛
اكنت غوبرو تتذكر أول يوم التقت فيه ابملكل و طريقة حضنه لها و احتواهئا
جبعلها حمظيته اخلاصة ،مث تذكرت كيف قامت خبيانته مبحاولهتا قتل جنني
العذراء و نفهيا من القرص...ك هذا اكن مير أمام أعيهنا برسعة فائقة ،بيامن
اكنت سنسينات تسرتجع ذكرايهتا كوصيفة أوىل داخل القرص و االهاانت الت
تعرضت لها من طرف " وادلهتا " امللكة اىل أآخر حلظة حني علمت احلقيقة
الت دمرت قلهبا و أخذهتا يف حزن معيق...
أما رامو فذكرايهتا اكنت متشابكة و كثرية لكه يبدأ من ليل زفافها الت حتولت
اىل عزاء من نوع أآخر مرورا بفقدان عائلهتا و دخولها القرص و ك ما مرت به
هناك اىل اليوم اذلي انتظرته بشوق غامر لتنهتيي لعنهتا منتظرة اعرتاف امللكة.
وصوال اىل املكل اذلي اكن تهئا بني صدماته ،بني حقيقة ابنته و زوجته ،بني
ضعفه أمام اللعنة و تربع ابنه عىل العرش يف حياته و خيانته هل...بيامن دخل
184
هذا الخري اىل القاعة و نظر اىل اللك ابس هتزاء و نظرات ابردة دون أن يقول
لكمة.
وسط ك هذه الحاسيس املتضاربة دخل اجلنود و امللكة بني أيدهيم فتقدم
رئيسهم قائال :لقد أقرت امللكة أهنا س تعرتف بلك يشء !
اندهش امجليع و بدأت القلوب يف اخلفقان برسعة هائل ،فوقف اللك تركني
اجملال للملكة للجلوس يف املاكن اذلي خصص الهيا قبل ساعات ؛ املاكن اذلي
عهد امجليع أن ميوت فيه عظامء البرش من امللوك _جراء عقاهبم_بعد ارتداهئم
لباسا أبيض و جتريده من ك ما حيمل زينة مضافة و هكذا اكن المر
ابلنس بة للملكة.
جلست امللكة يف املاكن اخملصص لها مث قال املكل :هيا اعرتيف بلك ما فعلته
! هيا ! و اكن هذا ما قالته رامو أيضا.
استسلمت امللكة بعد العذاب اذلي تلقته من طرف اجلنود و بعد ما قالته
غوبرو و رامو فأآثرت أن تهنيي أمرها بيدها فبدأت يف اعرتافاهتا الخرية ؛
يف طفولت كنت أعيش مع وادلاي يف فقر و كنا نسكن بيتا مهتالاك ،لكن
احلب اذلي اكن بيننا اكن ينسينا حال اليأس الت كنا فهيا ،ك أايمنا كنا
نعيش بسعادة تمة اىل أن كربت و صارت مالحمي و مالمح جسدي ابرزة
185
و من مت بدأ امجليع يتغزل يب ،اكن وادلي دامئا يدافع عين ضد أولئك اجملرمني،
اكن يتحمل الرضب القايس اذلي اكن يتعرض هل من طرفهم ،ل أكن أقوى عىل
العذاب اذلي تعيشه أيم أيضا ،و ذات يوم قام مجموعة مهنم ابلهجوم عىل
مزنلنا الصغري و...اعتدوا عيل أمام وادلي...
اكن وهجهم متوحشا و القسوة تطبع وهجهم ،ل يرمحوا أحدا منا ...،ذلكل ل
يقوى وادلي عىل حتمل أذيت و قتل نفسه أمايم ،ظلت وادليت تعيش يف
كآبة مطول اىل أن ماتت بعده ،فبقيت وحيدة...ذلكل كرهت امجليع و كرهت
الرجال و من يصلهم ،أردت أن يعيش امجليع ما قاسيته ،ل ال يعيش امجليع ما
عش ته أان ،ملاذا هذا القدر يقسو عيل لوحدي...،ذلكل ذهبت اىل سرييناي و
اتفقت معها أن تعيش ابنهتا سال يف قرصي مثل المرية مقابل أن تلعن امجليع
وفق القوانني الت أآمرها هبا أان ،لكن وقهتا اكنت حامال برامو و س بق أن
طبقت اللعنة علهيا أيضا ،ذلكل وجب عيل الانتظار اىل أن تطبق لعنة
العذراء لحصل عىل لعنت ،لهذا السبب كرهتك جدا اي رامو كنت دامئا
تتحمكني بقدري ،ملاذا اكن جيب عيل انتظارك أنت ،من تكونني ،و من أجل
هذا السبب أمرت اجلنود بقتكل فورا بعد اعرتافات وادلتك ،تتذكرين جيدا
يوم قالت أنك السبب يف اذلي س يحصل ،لقد افرتت عليك لتمكل انتقاهما و
جتعكل تعيشني يف عذاب مس متر...،أنت اي سنسينات لقد تركتك خوفا من
وادلك أن يبتعد عين بعد اجنايب لفتاة ،اهنا قصص قدمية لكهنا السبب يف
جعكل تعيشني بعيدة عن عائلتك ،أعمل أنك لن تساحميين و لن أسامح
نفيس ،لكن...
186
تهندت كثريا بعد أن اعرتفت بلك ما ختفيه و قالت :أجل أان السبب يف
اللعنة.
اكنت تقول ذكل و املشاعر ختتلط علهيا بني حزن و قسوة و حقد ،بيامن اكن
الشعب ينصت الهيا بأل حارق :لكن ال حيق كل أن ترمغينا عىل عيش ما
عش ته ،ما ذنبنا حنن ،عذابك لوحدك ،ليس كل احلق أبدا يف جعلنا هكذا،
بئسا كل و ملصريك....
انفعلت رامو و تقدمت أمام امللكة و املكل اندير :ملاذا جعلت امجليع يعاين
من قسوتك ،انه ظمل كبري جعلت امجليع يعيشه ،لقد كنت حقا قاس ية و
أاننية...لست وحدك يف هذا ،ابنك أيضا أقس منك ,هو من قتل أيب و
أيخ بدون رمحة ،هو من جعل أدمغة امجليع تتوقف ليقتل الضحااي أماممك،
لقد رأيته و كشفته ،أليس كذكل أهيا املكل !
اندهش امجليع و جتمدت بريينس يف ماكهنا فقال اندير :أجل ،أان من فعل
ذكل ،و تريدين معرفة يشء أآخر ،لوالي لكنت الآن ميتة ،فأان من أنقذك
من املوت يوم حمكت به وادليت عليك ،ماذا س تفعلني الآن !؟
187
صدمة أخرى يعيشها غونغ و سنسينات ،ل تلبث أن يشعروا هبا و حيسوا
بقسوهتا بعد أن خاطبت رامو امللكة متجاهل اندير :حس نا الآن ،نريد أن
نعرف احلل البطال اللعنة و اهناهئا !
فبدأ امجليع يرصخ فهيا طالبني اعرتافها ابحلل...لكهنا صدمهتم وقالت ما ل
يتوقعوه أبدا :أان ال أعرف احلل ،أان أآسفة جدا !
اهزت قلب امجليع و جتمدت أجساده فبدأوا يرصخون يف وهجها :كيف ال
تعرفني و أنت املدبرة لهذا ،هيا قويل احلل...لن نرمحك اعرتيف برسعة و
أنقذينا !...
رصخت امللكة يف وجه امجليع حبزن قائل :ليس بيدي احلل ،لقد اتفقت مع
الساحرة دون أن أعمل ابحلل الهناء اللعنة...،أرجومك ساحموين...
تقدم المري املكل أماهما و قال :لن تعرف احلل ،لنه بيدي فقط ،أان وحدي
من يعمل كيفية اهناء ذكل ،لكن قبل هذا...جنود هيا أحرضوا السم العدام
امللكة !
188
ارتعش جسد امللكة بني رداهئا البيض و ضفائر شعرها الطويل املسدل عىل
كتفهيا و بقيت تنظر اىل ابهنا حبزن.
حرض اجلنود و بيد رئيسهم السم يف اانء فيض ،فقال املكل :هيا جرءوا
امللكة السم !
فأخذت امللكة السم من يده و قالت :سأجترأه بنفيس ...أان أآسفة.
رشبت السم و تقيأت دما خمرتا مث ماتت من فورها...و مات معها الرس اذلي
عانت منه طوال حياهتا و ل تسمل من عذابه اىل أآخر حلظة.
عند موهتا أدارت سنسينات وهجها و احتضنت جسد وادلها بقوة.
قال المري بعد موت وادلته :لنعد اىل موضوعنا اله ،احلل بني يدي ،لكن
لن يعلمه أحد طاملا حييت ،لن أتركمك تسلمون من لعنة وادليت احلبيبة ،لن
أترك عذاهبا يضيع هباء ،س تظلون حتت اللعنة اىل البد ،و هناك أمر أآخر،
بصفت ابن امللكة الت متتكل قوة اللعنة فأان أيضا أمتكل هاته القوة و اقوى من
ذكل ،سأجعل العال يعيش حتت وطأة قوانني جديدة يف عهدي...اس تعدوا
للجديد فالقادم أقوى !
رصخت رامو يف وهجه حتت صدمة امجليع :من أنت لتفعل بنا هذا ،هيا
أخربان ابحلل ،ساعدان يف التخلص من لعنة وادلتك...مث حلقت هبا أصوات
امجليع طالبني منه اخباره ابحلل.
189
فقال صارخا مس هتزئا :لن أعيد الكيم ،لن يعرف أحد احلل همام حييت !
ازداد غضب رامو حنوه و حنو مصريها فقالت :سأقتكل ،سأنتقم ملوت عائلت
و سرتى ما ذلي سأفعهل بك ...،سأقتكل !
حضك اندير مس هتزئا هبا فقال خمربا اجلنود :هيا ابعدوا هاته اجلثة من هنا و
نظفوا املاكن ! مث مر فوق جثة وادلته و تقدم اىل المام تراك امجليع يف صدمة
قوية و حزن كبري.
ذهبت رامو مرسعة لتلحق به لكن املنظر اذلي اكن أماهما اكن هموال مما جعل
دماغها يتوقف و يتجمد جسدها ،بعد حلظات من الاستيعاب رصخت بقوة
جعلت امجليع يأيت لرؤية ما حصل.
توقف امجليع جبانهبا مرتعشني من اجلسد املعلق عىل المتثال املوجود عىل ابب
غرفة امللكة.
اكن جسد سال معلقا عىل المتثال و ادلم ميل وهجها و عنقها و فس تاهنا السود
اكن ملتفا حول عنقها و يعلق جسدها بأمكهل.
اكن لون جسدها أزرقا ابردا يويح اىل موهتا قبل ساعات.
190
ل تتحمل غوبرو قسوة املنظر خفرجت مرسعة من الباب اخللفي ليعرتض
طريقها املكل و يقتلها خنقا بواسطة يديه...سقطت رصيعة أمام قدميه فقال :
هذا جزاء من يقرتب مين و يلحق يب ،لقد حلقت ابلعذراء خاصت و اكن
هذا هو العقاب الجدر بك.
بقيت رامو تنظر اىل جسد أخهتا و ادلموع متلؤ خدهيا ،اهنارت قواها بعد
معرفة أن طريق اهناء لعنهتا بني يدي املكل و ل تعد تس تطع فعل أي يشء
للخالص...فاستسلمت أمام جسد أخهتا و حنت رأسها اىل السفل و بدأت
تبيك حبرقة مس تعدة للايم القادمة.
أمسك غونغ يد ابنته و قال لها :هيا لنذهب من هنا ،ل يعد أمايم حل،
أستسمل أمام ك هذا ،ك ما أريده هو قريب منك ،سوف أعوضك عن
الايم املاضية ،هيا بنا !
فأجابت بلكامت قليل بعد أن اس تعىص علهيا احلديث أمام ك ما حصل :هيا
اي أيب لنذهب !
خرجا معا من القرص و أخذ اجلنود جثة امللكة أماهمام.
191
هناية اجلزء 4
من قتل سال ؟ كيف س يعيش غونغ مع ابنته خارج القرص و حتت وطأة
القوانني ؟ ما مصري رامو بعد معرفهتا رس اللعنة و طغيان اندير ؟ ملاذا قام
اندير بقتل كيليان و ايدي ؟ كيف س تكون احلياة يف عهد املكل اجلديد اذلي
حيمل بعال تطبعه قوانني يديرها هو بنفسه ؟ و ما هو احلل القطعي للعنة ؟
192
اجلزء : 5التضحية
193
الفصل 1
" مدمن عىل كرس القوانني "
عند اعرتاف امللكة مبا فعلته و لعنهتا اخلبيثة ،ف ِرح امجليع منتظرين هناية
تعاس هتم و ابطال اللعنة ،لكهنم ل يكونوا عىل عمل بأهنا عندما اكنت ختطط
للعنهتا اكنت حامال ابلمري مما جعل اكتساهبا لقوة اللعنة يضاعف من حظ
194
جنيهنا المتالك القوة أكرب بكثري و السامح هل ابلتدخل يف قوانيهنا حتت قانون
اكنت حتمهل سرييناي يف جعبهتا مضمونه هو احلياة اجلديدة.
اليوم بعد مرور مدة قصرية عىل وفاة امللكة ،يرتبع اندير عرش وادله بلك خفر
و ثقة جتعل مجيع من يشاهده هيابه خوفا مما قد يطبقه هو الآخر.
الوصيف الول للمكل و عىل غري عادة الرسة احلامكة ،مت تعيينه من قبل
املكل اجلديد و حان دور أول اعالن يقوم به و هو خيص اس تقبال امللكة،
الت اس تقبلها الشعب حبب كبري و هتافات عالية جراء حتمك املكل بأدمغهتم،
لنه ال يوجد خشص بيهنم ينوي الرتحيب ابلعذراء مكلكة من جديد.
دخلت رامو بفس تان أمحر طويل المع ،و جعلت من شعرها البنفسجي
متوجات عالية تلفت النظار حولها...تقدمت اىل العرش و قدمت التحية
لزوهجا املكل اندير مث جلست جبانبه بنظرات غري واحضة تويح مبكر كبري.
الوصيف الول جريانيو :موالي املكل ،ان الضابط دانيال يريد لقاءك يف
موضوع عاجل ،هل نسمح هل ابدلخول !؟
195
املكل :حس نا ،امنحه مخس دقائق ليك ال يعيق جلس ت و ما سأخرب امجليع
به...
قاطعته رامو قائل :و كيف يتجرأ أحد ليعيق أو يقطع الكمك اي حبييب !
التفت حنوها و ابتسم يف وهجها مبكر.
الضابط دانيال هو الضابط اجلديد اذلي مت تعيينه من قبل املكل بعد وفاة
جنجي.
دخل اىل القاعة و قدم التحية مث قال :موالي املكل ،أان جد سعيد بتعيينك
يل كضابط خاص بك و بأمور القرص ،و كيف اصف كل سعاديت
بتنصيبك...
قاطعه املكل يهتمك قائال :هل جئت اىل هنا لتخربين بتفاهاتك و حتياتك
اخلالصة ،هيا أرسع قل ما عندك أو اغرب عن وهجيي !
ارتعش قلبه دلقيقة مث واصل :أان أآسف اي موالي ،أريد فقط أن أخربك مبا
توصلنا اليه يف قضية موت زوجتمك المرية سال !
هنا جتمدت رامو و ارتعش جسدها حفاولت أال تبدي ذكل و تظاهرت
ابلقوة و الصمود.
196
واصل دانيال الكمه :بعد معاينة جثهتا و ترشحيها اتضح أهنا ماتت بعدما مت
ش نقها بواسطة الفس تان السود اذلي تواجد عىل عنقها ،لكن قبل ذكل
تعرضت للطعن عىل مس توى بطهنا و انقطع رشايهنا جراء ذحبها بسكني
حاد...،
قاطعه املكل من جديد :من أمرك ابلبحث يف قضية سال ،و هل نسمهيا
قضية من الصل ؟ كنت أعمل أنك س هتدر وقت بقدومك ! أان من قتل سال
!
اكن أول من تلقى الصدمة ،رامو امللكة ،ل تعمل هل حتزن ملوت أخهتا الت
دخلت يف رصاع معها أو يش تعل قلهبا بنار الانتقام من اذلي أهنيى
ساللهتا...ل تس تطع اظهار أية مشاعر أمام امجليع و تظاهرت من جديد
ابلصمود و الشموخ.
ذهب دانيال اىل ماكنه بني الضباط و مساعدهيم ليتلقوا نبأ املكل و خطابه
الول.
197
حان وقت اعالن خطاب املكل املتعلق بقوانينه اجلديدة الت وعد هبا امجليع
يوم وفاة وادلته.
اندير " :كام تعلمون امللكة الم قامت ابلتعامل مع سرييناي الساحرة لتدبر
لها لعنة تنتقم هبا من ماضهيا املؤل ،و تذكرون القوانني مجيعها الت ُطبقت
عليمك و أولها تضحية الآابء من أجل أبناهئم ،لكن اليوم ارتأيت أن أطبق
قوانني حديثة تالمئ عهدي اجلديد و ما أفضهل أان ،أريد من ك فتاة عذراء
التضحية حبياهتا و اللجوء اىل قرصي لتصبح عش يقة دلي ،و من اذلكور
اللجوء أيضا و العمل حتت حاميت برشوطي اخلاصة ،زايدة عىل ذكل ال أريد
أن أرى خشصا سعيدا خارج القرص ،و ذكل من أجل احياء ذكرى وادليت
احلبيبة و اكامل رغبهتا...ااه مع احلرص عىل واجباتمك جتاه قوانيهنا أيضا...هذا
ك ما يف المر "
يف مزنل قريب من القرص ،اكنت متكث سنسينات لوحدها مع مشاعر متقلبة
و حقد دفني جتاه أخهيا املكل و حزن معيق عىل غياب وادلها.
حتررت من ترسحية الشعر املعهودة يف القرص و أسدلت شعرها البين الطويل
عىل كتفهيا و ارتدت فس تاان قصريا بس يط املظهر انمع امللمس و جلست
تنظر من خالل النافذة و حتدث داخلها عن قادم أايهما.
اكنت وفية لعهد امللكة و تقاليدها ،رمغ أهنا اكنت حتس ابنامتهئا اىل ذكل املاكن
اال أن تعاملها معها جعلها حتس بأهنا أقل من جمرد وصيفة ال غري ،لكن الآن
198
بعد معرفة أهنا اكنت وسط "أرسهتا" ،و علمها مباكئده و افعال ،قررت أن
تقف صامدة لتهنيي ك ما بدأوه و جتد حال قاطعا ملأساة امجليع ،خاصة أن ما
يزيد من قوهتا هو أهنا ال ختضع للعنة أحد لهنا تنمتي اىل الرسة احلامكة،
الرشط اذلي وضعته بريينس عند تعاملها مع سرييناي.
سنسينات :سوف أجدك اي وادلي ،و سوف أعيد ك اذلي ضاع من
حياتنا ،أعدك أنين سأسوي المور و أجعل ماكين جبانبك من جديد.
وسط عمتة املاكن و نور ضئيل عرب فتحة صغرية يسمع غونغ أنني خشص عىل
مسافة قريبة منه ،يظن لوهل أنه يهتيأ اليه أو أنه جمرد شعور جيعهل يتشبث
ابحلياة بعدما تدمرت بداخهل ،لكن مع تزايد الوضع و حدته مع مرور الايم
تأكد فعال أنه هناك خشص مت جسنه يف غرفة جماورة...ل يدري حىت ماكن
تواجده هل هو يف قبو أو غرفة أو كوخ أو هل يكون قرب ! ل يدري لن
اذلي اختطفه من بني يدي ابنته ،جعهل يف يفقد وعيه ليجد نفسه يف ظالم
حاكل أكرث من الظالم اذلي ُأجرب أن يعيش فيه من قبل.
ذلكل تشبث بأمهل الخري و بدأ حيفر احلائط أمامه حنو اجتاه النني بواسطة
أظافره.
***
199
أول عش يقة اختارها املكل بعد عرض صور مجيع االانث تقدمت اىل داخل
القاعة بني يدي جنوده...قبل ذكل اعتنت هبا الوصيفات و مقن بزتييهنا بشلك
يليق ابملكل حبيث صففن شعرها اذلهيب بترسحية منسدل عىل الكتف مع
فس تان حريري ابللون الرمادي اىل مس توى الركبتني لتبدو بشلك مثري
أكرث...
قدمت مااي التحية للمكل و يه ترتعش خوفا بعد سامع اذلي س تعيشه وفق
القوانني الت تلزم علهيا أن تريض املكل و تضحي برشفها من أجل حياهتا،
ليقطع صوت خوفها رصاخ خشص قد ينقذ مصريها.
200
الفصل 2
" تضحية من نوع أآخر "
دخلت اىل القرص برسعة جعلت اجلنود ميسكون جسدها بشدة حماولني منعها
من الاقرتاب من عرش املكل.
مسعت مااي رصاخها و اس تغربت لكونه مألوفا لها ،مما جعلها تس تدير غري
مبالية بتحية املكل لتتأكد من وجود أخهتا داخل القرص ترصخ بني أيدي
اجلنود.
201
التفت املكل الهيا بنظرة مغرية و قام من عرشه أمام اس تغراب رامو املتخفي و
حزن مااي الشديد...اقرتب من جسد غااي و بدأ يتفحصها بنظراته مث قال :
أرى أنك أمجل مهنا ،و هل أنت مس تعدة للتضحية من أجلها ،جعبا ،اين أرى
عاملا هشا ,هل س تضحني حبياتك من أجلها فعال ،ال...س تأتني ايل أنت أيضا
!
اندهشت مااي و أخهتا من قرار املكل املرعب ،مما جعل غااي تفقد صواهبا و
ترصخ يف وهجه :لن تفلت بفعلتك هذه ،س يأيت يوم عليك و جتد من يهنيي
أمرك ،س يأيت خشص و خيلص امجليع منك و من جنونك هذا ،سرتى !
أخذ اجلنود غااي بشلك عنيف مث أخذوا مااي بعدها و ذهب مجيع من اكن
بداخل القرص لن وقت اعالن القوانني اجلديدة انهتيى و حان وقت تنفيذها.
****
دخلت مااي اىل غرفة املكل بقلب مرتعش و جسد ابرد يظهر خوفا شديدا،
اجتهت حنو الرسير و ألقت جبسدها فوقه ،مث دخل املكل هبيبة شديدة و
الرسور يعلو وهجه ،اقرتب خبطوات اثبتة من عش يقته الوىل مث نزع عنه
رداؤه املرصع ابلملاس و طبق قانونه اجلديد.
قدم اجلنود و أبعدوا مااي عن الغرفة و أحرضوا غااي ماكهنا لتس تقبل املكل
بدورها ،غري أهنا اكنت عىل غري عادهتا لهنا الآن تشعر بأهنا تفقد قوهتا أمام
قدوم املكل ،يرجتف جسمها ليس خوفا منه بل خوفا من املس تقبل املظمل
202
اذلي جعلهتم وادلته و هو بنفسه يعانون من قسوته ،ذلكل عندما اكن يقرتب
املكل من جسدها اكنت تقول :ليتك ل تفعل هذا ،لن اذلي س يحصل بعد
الآن لن تشعر فيه برمحة أبدا ،سوف تعاين كثريا ،س يأيت خشص لتدمريك....
***
خرجت غااي عىل يد اجلنود و هناك التقت بأخهتا و عانقهتا بشدة مث ذهبا
حيث أمرهام اجلنود.
خرج املكل من غرفته و ذهب ملالقاة من ترسق قلبه يف ك فرصة يراها،
عذراء قومه الت اس تقبلته بقبالت حارة جعلت من جسده يتقد من جديد و
يسقط يف فراشها.
***
رامو :أخربين اي حبييب ,ملاذا أرصت قوانينك عىل امتالكك عش يقات ُكرث !
أل تعد حتبين !؟
اكنت ترقد بني يديه و هو يداعب شعرها املموج فهنض من الفراش و قال لها
" :ليست كل عالقة هبذه القوانني ،أنت حبيبت اىل البد و منذ الزل ،أنت
من خيفق لها قليب منذ والديت و هذه اللعنة يه ارتباط قدري بك ،لكن
جيب أن تعلمي أنه عندما اكنت امللكة الم ختطط من أجل لعنهتا مع سرييناي
وادلتك ،اكنت حامال يب و بذكل اكتسبت قوة اللعنة أيضا حبيث متكنين من
تطبيق نفس القوانني الت قامت هبا بريينس ،لكن قانون احلياة اجلديدة تطبق
من أجيل و ابلتايل أس تطيع خلق أي قانون كام أريد حتت رمحة هذا املنطق
203
الطبيعي...حبمك ماضهيا اكنت أيم همووسة ابلسعادة ذلكل حرمت امجليع مهنا و
هويس أان هو احلب ،ذلكل سأحرم امجليع من احلب ،لن نقطة ضعف امجليع
يه احلب اي حبيبت ،تذكري هذا جيدا" .
قال لكمته بقوة مشاعر و ثقة واحضة مث ترك الغرفة و النار تتقد يف قلب
رامو...
رامو :اقرتبت هنايتك اي حبييب ! سأجعكل تدفع المثن ،قتلت أيب ،قتلت
أيخ ،لعنت العال ،دمرت امجليع لكنك لن تدمرين ،لن يرمحك أحد !
" اقرتبت من عرشه و قبلت عرضه الزواج مهنا و جعلها امللكة احلامكة لسبب
واحد و هو معرفة احلل القطعي اذلي خيفيه عن امجليع و ابلتايل الانتقام
القايس لعائلهتا" .
204
الفصل 3
" املكل اخلطأ "
احتفال اليوم اكن عىل رشف املكل ،رشف اعتالئه للعرش و س نه القوانني
اجلديدة...و حكام لتطبيقها اكن من الواجب عىل عش يقات املكل أن يقدمن
رقصة الوالء هل و اس تقباال لعش يقاته اجلدد املزمع تقدميهن اليوم بذاته.
دخلت مااي أوال اىل القاعة بفس تان ذهيب منقط بقراط أسود و رفعت شعرها
اىل العىل يف حل الطبقة الربجوازية فبدأت تامتيل حبراكت انس يابية أمام
املكل اذلي ل يلكف نفسه بزينة مضافة بل اكتفى مبالبسه املعتادة املزينة
أصال.
رقصهتا اكنت تويح اىل حزن كبري بداخلها و قوة دفينة تظهرها ادلموع الغزيرة
الت اكنت تسقط مع ك حركة أو نغمة من املوس يقى االس بانية الت تعزفها
أشهر الفرق املوس يقية اخلاصة ابلقرص.
دخلت بعدها غااي بتصفيفة شعر مماثل لخهتا و فس تان حريري رمادي اللون
قصري الطول ،أمسكت يد أخهتا فواصلتا الرقصة االس بانية الشعبية الثنائية.
اكنت عيناهام تتحداثن و تامنن عن حب موحد و قوة ال ميكن كرسها مبجرد
قانون س نه مكل همووس.
205
انهتت الرقصة مع دخول امللكة ليفسح امجليع املاكن لها.
تقدمت هبمة عالية و هيبة عظمية ،مت تصفيف شعرها عىل حنو الكس ييك رايق
جعلته مرفوعا و منسدال عىل عنقها عىل هيئة ديل حصان ،و فس تان أسود
مرصع ابلملاس أمكل زينهتا مع وضع بروش فيض عىل صدر الفس تان.
أجعب املكل مبظهرها و تقدم حنوها ،أمسك بيدها فبدأ آ معا رقصة الصالصا
الشهرية.
عىل ك خطوة هلام ،اكنت رامو تزداد حقدا مللكها و ما صنعه هبا منذ قتهل
وادلها وصوال اىل قوانينه اجلدد...و مع اخر قانون تذكرته انهتت رقصهتام حبيث
ل تشعر امللكة برسعة مرورها.
لكن الرقصة ل تنهتيي عىل ايقاع موس يقي بل اكن رصاخ أليخاندرا الت
جتاوزت احلرس املليك فأمسكوا هبا حماولني ردعها من الوصول اىل ادلاخل،
لكن رسعهتا مسحت لها بتجاوزه و الوصول اىل قاعة العرش و الوقوف أمام
املكل و امللكة مث ايقاف رقصهتام.
ل تعبأ لتعهبا و قالت جبرأة واحضة :موالي املكل ،ابلطبع تذكر من أان ،لقد
اش تقت كل فعال ،لقد أصبحت املكل أخريا ،قلت كل ،سوف تصل اىل هنا
يوما ما ،أتذكر احلب اذلي اكن بيننا...،لقد عدت أخريا ،مات من اكن
206
س يقف يف وجه حبنا ،أان الآن حرة بفضل قانون وادلتك امللكة ،لقد حضى
وادلاي حبياهتام من أجيل ،أترى هام من اكان مينعاين من حب أي خشص....
اكنت تتحدث بأرحيية تمة فأمسك هبا احلراس لكن املكل أمره ابلتوقف و
تركها تهنيي الكهما.
أليخاندرا :عندما مسعت قانونك اجلديد و بعد تطبيق قانون امللكة الم،
أتيت مرسعة اليك للقي بنفيس يف حضنك من جديد و اىل البد.
حضك املكل بشدة و اس هتزأ هبا مث قال لها :أظن أنك ل تفهمي القانون جيدا،
أان أريد ك من يه عذراء ،و أنت لست كذكل أتذكرين ذكل أيضا !
تسمرت عيناها عند اس هتزائه هبا فأجابت حماول ردعه :أتذكر ذكل جيدا ،و
أتذكر أنه اكن بيننا طفل ! أرجوا أنك ل تنس ذكل !
صدمة قوية عىل رامو الت ل تربح ماكهنا و ل حترك ساكنا .اكن هذا اخلرب لها
مبثابة نقطة اضافية يف حبهثا عن ماهية اندير و كيف تصل اىل حل اللعنة عن
طريق تفكيك خشصيته و التقرب اليه ما أمكن ....بيامن لبثت الختان ماكهنام
قرب العرش و ل يتأثرا بيشء مما قالته العش يقة السابقة ،و اكن مصهتام خميفا
ليشء خطري س يحدث بعد حلظات.
207
أجاب املكل أليخاندرا مهتكام :أجل" ،اكن" ,لنه قد مات عىل ما أعتقد،
أظن أنه جيب أن تراجعي معلوماتك قليال ،و الآن هيا اغريب عن وهجيي ،ل
يعد دليك نفع و ل يكن كل أصال.
ل تصدق أليخ ردة فعهل و اش تعلت انر الغضب يف قلهبا مث اس تدارت حماول
فعل أي يشء لتفرغ ما يف داخلها ،حاولت اخلروج من القرص لكهنا فضلت
أن تشعل النار يف داخهل ،و عىل غفوة من احلارس أمسكت بسالحه الناري
و اس تدارت من جديد حماول التصويب عىل املكل أو احدى عش يقاته لكن
رامو اكنت أرسع مهنا و اهنالت علهيا برضبة قوية عىل الرأس مبصباح اكن عىل
مييهنا مما جعلها تفقد الوعي و تؤخذ اىل السجن عىل يد احلراس حتت أمر
امللكة.
اكنت رامو هتم ابخلروج من القرص لكن عندما التفتت و نظرت اىل الختان
و لوهل من الزمن و كهنا ومضة ضوء قوية أثرت عىل دماغها ،تذكرت نفسها
كوهنا عذراء قوهما و تذكرت لعنهتا و حزهنا لفقدان عائلهتا و الانتقام اذلي
جاءت به اىل القرص ،تذكرت أيضا زوهجا اسرت ،وعده لها و عدد العالقات
الت قامت هبا بعد موته...دخلت من جديد يف متاهة الحزان.
208
مع هناية غري متوقعة للحفل ،اختار املكل أن يقيض ليلته مع احدى عش يقاته
اجلدد قبل أن يقوم بترسحيهن من أجل أخرايت جدد.
دخل اىل غرفته حيث اكنت مااي تنتظره ،لكن اليوم ل تبدي خوفها أو وضعية
امحلاية الت شعرت هبا أول يوم ,اقرتب املكل مهنا فهنضت من الرسير و
أمسكت عنقه بقوهتا الضئيل مقابل قوته اجلبارة ،ذلكل أمسك هبا بقوة و
حاول خنقها لكن رذاذا قواي اكن عىل أرجاء الغرفة جعل احلرس يفقدون
وعهيم و يسمح بدخول غااي لتمكل خطهتا مع أخهتا من أجل اختطاف املكل.
دخلت اىل هبو الغرفة و مكنهتا قوهتا من رضب املكل عىل مؤخرة رأسه و
جعهل يفقد الوعي بدوره.
سقط جسده الضخم عىل جسد مااي حفاولت أخهتا نزعه عهنا.
جنحت الختان يف هدم جسد املكل فأخذنه بني أجساد احلرس املكومة
جبانب الغرفة ،مث عربن به من ممر رسي عرثت عليه غااي منذ بداية تنفيذ
خطهتا.
209
يف حديقة القرص اكنت رامو عىل موعد مع من تضع يدها معها من أجل هدف
واحد هو القضاء عىل املكل و اهناء اللعنة.
تقدمت بفس تاهنا السود اىل المام و قالت خماطبة رفيقهتا :اكن دليه طفل
من عش يقة سابقة رسية ،لكنه مات عىل حسب قوهلم ! كنت س تصبحني
خال !
أجابت سنسينات مهتمكة :اي للسف ! أظن أن هذا اخلرب لن ينفعنا يف
يشء !
رامو :هذا ما اعتقدت أان أيضا ! لكن أظن أهنا مريضة نفس يا استنادا اىل
طريقة الكهما و حماولهتا قتل املكل من أول لكمة سيئة يقولها حولها ! لقد
عرضت نفسها عىل املكل أمام املل ! أظن أهنا جمنونة !
سنسينات :حس نا ,جيب حراسة هذه العش يقة ،أظن أهنا خطرية عىل املكل
و تنوي الانتقام منه ! جيب أن نلحق هبا أيامن ذهبت ! ميكن أن تفيدان يف
يشء !
رامو :ابلطبع ،لقد أمرت بسجهنا و سأضع من حيرسها جيدا !
سنسينات :جيد ،ال تقلقي سوف نقيض عليه و جند وادلي و أعدك أننا
سوف نهنيي اللعنة معا ،لعنة العال و لعنتك !
210
الفصل 4
" أصعب ما مير عىل املرء :رصاع املايض و احلارض"
211
قالت و يه عىل غري وعي :ساعديين اي سنسينات ،أان تهئة ،لقد مقت خبيانة
يف حق زويج و يف حق نفيس ،لقد انغمست داخل اللعنة غري مدركة
للعواقب ،لقد متتعت و أان أنساق فهيا ،الشخص اذلي شهدته ل يكن أان،
لست هكذا ،ل أعد أحتمل هذه اللعنة أو لعنة العال ،لقد تعبت جدا...،
أرجوك أنقذيين...
ادلموع متلؤ عينهيا و احلزن يغطي عىل قلهبا ،حاولت سنسينات هتدئهتا فقالت
:تعلمني جيدا أنين جبانبك ،س بق أن وعدتك بذكل ،اسرتيخ أرجوك،
سوف جند حال قطعيا ،ال ختيش شيئا ،لقد قلت يل سابقا أنين مبثابة أخت
كل ،أتذكرين ،أنت أيضا كذكل و لن أتركك تعانني هكذا ،أنت ل ترتكيب
خيانة يف حق أحد ،أنت بريئة متاما...،رامو أنت حباجة اىل طبيب نفيس !
نظرت رامو الهيا و قالت :أجل ،أان عىل وشك اجلنون ،سأفقد صوايب ،أان
حباجة اىل املساعدة ،أرجوك !
***
يف ماكن رسي قرب القرص ،قامت غااي و مااي ابخفاء املكل و منعه من
الك ،اكنت تكتفي احداهام بتقدمي املاء اليه حتت حامية الخرى...
اليوم بعد مرور أربعة أايم عىل اختطافه و حبسه يف ماكن مظمل ،دخلت مااي
اىل الغرفة و حلقت هبا غااي ،حيث اكن املكل فاقدا لوعيه و جمردا من رداءه
السود و تجه.
212
مااي :هل ما نفعهل عىل صواب ؟
غااي :أجل ،هل نسيت خطتنا ،جيب أن جنعهل يعاين مثل شعبه ،ان اكن
يس تحق شعبا أو اعتالء عرش وادله ...أفضل أن أعيش يف فقر مدقع عىل أن
أعيش عش يقة لحد و لو اكن املكل...
مااي :أجل ،ال هيم ما نعيشه بسبب اللعنة ما دمنا معا ،و ما دمنا حنب
بعضنا ،لن أكرثت ليشء أآخر ،ك ما أريده هو وجودك جبانيب !
213
من شدة صدمهتا صفعهتا رامو بقوة و ادلموع متلؤ عينهيا ،مث أخلت سبيلها و
ذهبت اىل خمدعها يف انتظار الطبيب املعاجل.
***
214
عال اليوم تطبعه قوانني تنص عىل عدم توفر أي خشص عىل مأوى أو عيش
كرمي ،لن املكل أراد أن يكون وحده من ميكل ك يشء ،ذلكل قام بتجريد
اللك من مسكهنم و جعلهم يعيشون حتت رمحته و من أجل ذكل جيب عىل
ك من يريد الك أو الرشب أن يتجه اىل القرص و ينتظر دوره للحصول
عىل بعض الفتات.
زايدة عن قوانني بريينس ،يعيش امجليع يف حزن و فقر ،خاصة شعب املكل
الاس باين ،منتظرين تطبيق القوانني يف مجيع أحناء العال ،حبمك أن املكل يريد
الاس متتاع لوحده بقوانينه حاليا.
***
امجليع اكن حتت وطأة هذه القوانني القاس ية اال امللوك مثل ما أرادت بريينس
ذكل يف قوانيهنا اخلاصة ،ذلكل سمل غونغ مهنا لكنه ل يسمل من عذاب ابنه و
قربه ،غري أنه ل يستسمل طوال مدة حبسه يف ماكنه املظمل و تشبث بأمهل
الوحيد و هو الوصول اىل الشخص احملتجز جبانبه ،ذلكل و بعد مدة غري
طويل من احلفر و مبساعدة رطوبة اجلو و المطار الغزيرة الت عرفها اجلو يف
تكل الفرتة اس تطاع أخريا أن هيدم احلائط اذلي اكن بيهنام و وصل اىل الغرفة
الخرى الت اكنت أكرث نورا و ارشاقا.
وجد هناك رجل ل يكن دليه معرفة وطيدة به ،لكن قدرهام اكن مرتبطا من
بداية احلاكية.
215
اس تطاع غونغ أن يتحدث أخريا و قال جبسم يرتعش و نفس تلهث :من أنت
و ماذا تفعل هنا !؟
حتدث الرجل الآخر بأرحيية كنه ل يكن حمتجزا بل مس تضاف عند أحده :
ساعدين أرجوك ! مث مد يده اليه و ساعده عىل الوقوف.
***
اكن ما يعيشه العال بأرسه و شعب املكل الاس باين خاصة هو حال غااي و
أخهتا ،حبيث اليوم قررت أن تذهب مااي لتنظر اىل حال اندير و هل ما زال
عىل قيد احلياة.
مااي :سوف أذهب اليوم و أنظر اىل حاهل.
غااي :ملاذا س تذهبني حلاكل ،انتظري قليال ليك نذهب معا ،أخاف عليك من
غدره !
مااي :ال تقلقي ،سوف أس تطلع حاهل من النافذة فقط ،و أعود حاال !
غااي :حس نا و ال تتأخري أرجوك !
من وسط احلشد اذلي يقطن الشارع ،تقدمت مااي و التفتت لتنظر اىل أخهتا
و تودعها ،وداعا قصريا.
216
أرضية الشوارع اكنت مسكهنم ،ال يسمح هلم ابالقرتاب من منازهلم اال بأمر
املكل ،أو تقدمي اخلدمة املعروفة من أجهل ،ذلكل مت السامح ملااي و غااي
ابدلخول اىل مزنهلم و اخذ ما يريدونه لهنم قدمن ما يريده املكل.
أخذت أليخاندرا مفتاح الغرفة و أخرجت حبيهبا بلك ما متلكه من قوة ،محلت
جسده بني يدهيا و قامت جبره بعيدا حىت غابت عن أعني سنسينات الت ل
تعرف هل تلحق هبا و تنقذ املكل من يدهيا أم تلبث ماكهنا اصغاء النسانيهتا
و تنقذ عش يقته الوىل.
218
الفصل 5
" عالج حم متل "
اللعنة أخذت دورها من جديد داخل مزنل الضابط الراحل جنجي ،اليوم
أمكلت زوجته سوران س هنا الثالثني.
سوران :اذن ،لقد حان وقت الوداع ،كيف سأفعل هذا ،كيف سأتركك
وحيدا بني ك هذه الالم و املأآيس ،ال أس تطيع ،كيف س تعيش وحيدا بدون
وادليك ،أآه اي أدان ،وادلك حضى بنفسه من أجكل و الآن حان دوري ،أفعل
ك يشء من أجكل ،لكن ال أس تطيع تركك وحيدا ...ما اذلي سأفعهل الآن
؟!
حبرقة ذرفت دموعا غزيرة خفية عن ابهنا اذلي جيلس جبوار صديقه وسط
الشارع ،لكنه يف حلظة أحس بيشء غريب راوده عن نفسه ذلكل جلأ اىل أمه
فوجد ادلموع متلؤ عينهيا فقال " :أيم ،ما بك هل تبكني ؟ " فأجابت نفيا و
عانقته بشدة بعد أن وجدت أخريا احلل اذلي يس تطيع أن يرحي ابلها بعد
موهتا.
219
يف غرفة همجورة قامت أليخاندرا ابحضار املكل و حقنه مبصل مغدي نظرا
لكوهنا طبيبة مما ساعدها يف معرفة حالته و تشخيصها عىل أهنا حال فقدان
وعي مؤقت.
أليخاندرا :ها أنت ذا بني يدي أخريا اي حبييب ،لقد حانت الآن اللحظة الت
أنتظرها.
بني عروق يده ل يمت حقن املصل فقط بل أضافت أليخ مادة خمدرة متكهنا من
جعل املكل يعرتف بلك ما تريده منه ...ذلكل أخذت احلقنة الت س بق و
حرضهتا منتظرة اسرتجاعه لوعيه مث حقنته هبا حتت أنظار سنسينات الت
حلقت هبا بعد أن جاءت غااي و أنقذت أخهتا لرؤيهتا أليخاندرا تتبع خطواهتا.
بعد احلقنة ؛
أليخاندرا :أخربين ما هو امسك !؟
أجاب املكل بنظر اثبت و عقل شارد :اندير.
فرحت لنجاح مفعول دواهئا و توهجت مبارشة اىل السؤال املس هتدف :اكن
بيننا طفل ،أليس كذكل !؟ أين هو الآن ؟
جوابه اكن صدمة اكنت تؤمن يوما ما أهنا س تصل اىل مسامعها :أجل اكن
بيننا طفل ،أخذته و وضعته بني يدي جنجي و سوران ،امسه أدان !
220
ل تكن العش يقة يه الوحيدة الت تفاجأت بقول املكل بل أخته المرية الت
أبدت ردة فعل غري متوقعة جعلت من حضورها اخملفي يظهر أمام
اللك...رصخت غري متقبل للحقيقة الت مسعهتا للتو و جعلت رس أآخر
ينكشف اليوم.
أليخاندرا :ماذا تفعلني أنت هنا !؟
عند الكهما اسرتجعت وعهيا قليال و عادت اىل رشدها مث قالت :أليخاندرا،
اس متعي جيدا ايل ،أنت فعلت الآن شيئا يبدو مبنهتيى البساطة ابلنس بة كل،
لكنه قد ينقذ البرشية بأمكلها ،دواءك ذكل س يجعلنا نتحمك ابملكل و جعهل
يعرتف ابحلقيقة الت خيفهيا عن حل اللعنة ،أرجوك انوليين اايه !
حضكت أليخاندرا بسخرية بيامن اكن املكل يسرتجع وعيه قليال مث قالت :هل
جننت ! هل تريدين فعال أن أعطيك ادلواء و أبطل اخلطة الت رمسها حبييب
و موالي ،أان أحبه جدا و لن أفعل شيئا يرضه أو خيرق قوانينه ...أو هل
تريدين حال أآخر...،
أخذت ادلواء املضاد للمخدر و حقنت املكل به بعد عراك طويل مع المرية.
221
قالت ذكل مث ابتسمت بهتمك و قالت :هل أتيت هنا من أجل أخوك،
حس نا ،ها هو ،خديه ،لقد انهتيت منه فعال ،أخذت ما أريده و سأآخذ
طفيل و أرحل بعيدا.
قالت سنسينات حبرسة :فعال أنت جمنونة ،تظنني أنه سريمحك بعد اذلي
فعلته ،أنت أيضا س تطبق عليك القوانني الت تقدسيهنا ,س تعانني أيضا ،جيب
أن تتحميل نتيجة غبائك !
واهجت الكهما القايس بسخرية و ذهبت من ماكهنا لتسمح لها بأخذ جسد
املكل اذلي يسرتجع وعيه شيئا فشيئا.
داخل القرص اكنت تعيش رامو رصاعا قواي بني أفاكرها و مشاعرها أمام
الطبيب ،فمبجرد جلوسها أمامه بدأت تتساقط ذكرايهتا و أحزاهنا ،لتصل
أخريا اىل حل مؤقت يهنيي مشالكهتا.
قامت بتحيته بوجه بشوش خمالف لذلي دخلت به قبل وصوهل ،ذهب يف
سبيهل و خرجت من الغرفة و كهنا تركت ك ما عانت منه فوق فراشها،
لتس تقبلها سنسينات برصاخها.
222
سنسينات :لقد اختطفته البنات ،غااي و مااي ،لكن أليخاندرا حلقت ب مااي
و عرثت عليه مث طعنت مااي ،و حلقت هبا ،و عرفت الرس اذلي بينه و بني
أليخ ،طفلهام ما زال حيا ،انه أدان ! و تدرين كيف عرفت أليخ احلقيقة ،لقد
حقنت املكل مبادة خمدرة جعلته يعرتف بلك ما تريده !
اتسعت حدقتا رامو و راودهتا نفس فكرة سنسينات لكهنا هدأت من روعها
و قالت :لكن أليخ أخربتين أن مفعول اخملدر يتطلب مرور شهر ليك يعمل
من جديد بعد حقن الشخص ابملضاد.
رامو :ميكن أن تكون كذبة ،ال جيب أن نثق هبا ،علينا أن جنرب أيضا !
أخرجت سنسينات ادلواء من جيب فس تاهنا البيض و قالت :لقد أخذته
خلسة بعدما نسيته أليخ يف الغرفة ،هل جنربه الآن !؟
أخذت رامو ادلواء من يدها و متعنت فيه جيدا و كهنا ترى احلل القطعي
لهناية اللعنة بني يدهيا مث أعادته .الهيا و قالت :أين املكل الآن !؟
تواجد املكل يف قاعة العرش ،حبيث تركته سنسينات أمام بوابة القرص و
ذهبت خلسة خلف البوابة لتلتحق برامو يف خمدعها ...أما املكل فأخذه اجلنود
عند رؤيهتم هل و اعتنوا به اىل أن اس تعاد وعيه ،و هو الآن يف قاعة العرش
بدون تجه و ال لباسه اخلاص.
223
اندير :أعتذر منمك مجيعا عىل غيايب املطول ،لقد متادت يف حقي عش يقايت و
متردن عىل قانوين اجلديد ،لكهنم أخذوا عقاهبم ابلاكد و أان الآن هنا أماممك من
جديد...قال ذكل و هو ينظر اىل مسدسه اذلي اكن حيتفظ به بعد حادثة
أليخاندرا و حماولهتا قتل امجليع بعدما أخذت السالح من أحد اجلنود.
اكن خياطب شعبه عرب املبارش بعد اعالن الضباط عودته ،و أمام من اكن
حارضا حيهنا حتت حتمكه من جديد يف أدمغهتم...
دخلت رامو بعد قليل و التحقت بزوهجا املكل اذلي عانقها بشدة و عرب لها
عن اشتياقه لها منذ غيابه عهنا...بيامن اكنت سنسينات تقف خلسة خلف أحد
أسوار القاعة حامل اخملدر بني يدهيا عىل نية حقنه للمكل و اعرتافه حبل
اللعنة.
أمام املل دخلت سوران حامل طفلها بني يدهيا ،تقدمت اىل المام بعدما
أ ِذن لها املكل بذكل و قالت :موالي ،مواليت امللكة ،أنمت عىل عمل ابلقوانني
الت َسنهتا امللكة الم قبل وفاهتا ،تضحية الآابء حبياهتم ،أان أيضا اليوم وصلت
اىل الهناية ،هناية حيايت ،مثل ما حضى جنجي حبياته ،أان أيضا سأقوم بذكل
اليوم ،لكن ال أريد لطفيل أن يعيش وحيدا ،أريده أن يعود اىل حيث ينمتي،
أريد أن أعيده اىل وادله املكل ليمكل حياته حيث جيب أن يكون.
224
تظاهرت رامو بصدمهتا بيامن اكنت صدمة امجليع حقيقية ،ليقطع مصت تفاجهئم
دخول أليخاندرا املباغت و هتامج سوران.
أليخاندرا :أدان ابين أان ،أريد ابين الآن !
تفاجأت سوران بدورها وقالت :من أنت ،أان ال أعرفك !
حاولت أن تفهم القصة من املكل لكنه اكن أرسع مهنا و اس تل سالحه و
أصابت رصاصته رأسها لتسقطها رصيعة أمام طفلها.
أمام هول املنظر ،أخذت أليخاندرا الطفل بني يدهيا و حاولت تقبيهل لكن
املكل ابغهتا برصاصة واحدة قضت عىل حياهتا و أهنت رصاعها و انتظار
الس نني...فقال املكل :لقد أزجعوين فعال !
سقطت اجلثتان أمام قدميه و أمام املل ،بيامن اكنت سنسينات ترجتف خلف
السور ،و ل تلحظ االشارة الت قامت هبا رامو اال بعد حلظات من ذهاب
اجلنود حتت أمر املكل.
أمر اندير امجليع ابالنرصاف اال من حرض من الشعب و أمر أيضا برتك البث
املبارش بِنية خطاب اكن ينوي تقدميه حول طفهل.
225
رمقت رامو طفل املكل و محلته بني يدهيا حماول هتدئته و هو ينظر اىل جثة
أمه الغارقة يف دماهئا فقالت :ما اذلي فعلته ،هل جننت ؟! مث أشارت اىل
سنسينات برمشة من عينهيا.
دخلت سنسينات مرسعة خلف املكل و حاولت حقنه ابخملدر لكن رصاخ
الشعب جعهل يلتفت و ميسك هبا حماوال خنقها ،سقطت احلقنة من يدها أمام
أنظار رامو الت شلت أطرافها و ل تعمل ما اذلي حل هبا ،مث تذكرت أخريا
وعدها ابالنتقام و عالقهتا مع المرية فرتكت أدان و ذهبت حماول ابعاد يدي
املكل عن عنق أخته المرية لكنه اكن أقوى مهنا أيضا و أمسك بعنقها يه
الخرى بيامن اكنت سنسينات حتاول اسرتجاع قوهتا و أنفاسها.
اكن املشهد بأمكهل عىل مرأى من الشعب سواء عىل الهواء أو مبارشة من
القرص.
بيامن اكن حياول قتلها ،تذكرت رامو رشيط حياهتا منذ والدهتا و لقاءها حببيهبا
و زوهجا اسرت ،لعنهتا ،فقدان عائلهتا ،لعنة العال ،حب املكل و ابنه لها ،موت
بريينس و سال ،اىل هذه اللحظة الت حياول اندير قتلها فهيا.
أصبح لون وهجها مزرقا و النفس ينقطع عهنا ،حيهنا عادت سنسينات اىل
وعهيا و رأت أماهما سالح املكل و ل خيطر ببالها يشء اال أن تصوب عىل
رأسه و تسقطه جثة هامدة و تنقذ بذكل رامو غري مبالية بعواقب فعلهتا.
226
اسرتجعت رامو وعهيا و عادت أنفاسها ببطء شديد ،لكن حالها حتسن و
عادت اىل رشدها لتجد جثة املكل هامدة أماهما و تصعق من هول املنظر.
اسرتجلت و رأت السالح بني يدي المرية و يه ترتعد بشدة و كهنا ل
تصدق ما فعلته للتو ...ذهبت الهيا رامو و حاولت هتدئهتا بيامن اكنت تقول :
قتلت املكل ! وحده من اكن ميكل احلل ! كيف سنهنيي هذا فعلت ! لقد ُ ماذا ُ
الآن !؟ ماذا فعلت !
اكن تفكريها مماثال للعذراء أماهما لكهنا حاولت مواساهتا ،يه الت حتتاج اىل
ذكل أيضا.
بعد موت املكل ،بدأ امجليع يرصخ فهين بعد أن ل ينبسوا بلكمة عند قتهل
لسوران و أليخاندرا لهنم اكنوا حتت تأثريه ،لكن بعد موته أصبح المر أكرث
من ذكل ،لن رصاخهم اكن يزتايد ،و وسط ذكل دخلت غااي بعد قدوهما من
املشفى و اطمئناهنا عىل تعايف أخهتا ،لكن دموع احلزن اكنت تس يطر عىل
مشاعرها لهنا عىل موعد مع أول القوانني.
قدم اجلنود و حاولوا االمساك ابلمرية لكن رامو صدهتم عن ذكل وقالت
صارخة يف امجليع :أجل لقد مات املكل ،مات من اكن يتحمك حبياتمك و
227
حبيايت ،هل جننمت أم ماذا ،هذا املكل ،لقد جعل حياتمك بؤسا و أملا ،لقد
دمر برفقة وادلته ك يشء مجيل يف هذا الكون ،كيف تعبدونه بعد اذلي فعل
بمك ،هل حيزنمك موته ،أال تفقهون اذلي حيصل يف حياتمك ،حس نا ،لقد مات
الآن ،اس متتعوا حبزنمك اىل البد ،لن اذلي اكن بيده احلل ،مات بتقديسمك هل.
أهنت الكهما مث سقطت أرضا تبيك حبرقة عىل هنايهتا احلزينة و فقدان أملها
الخري.
228
خبطوات اثبتة دخل غونغ برفقة الشخص اذلي عرث عليه جبانبه ،التفت
سنسينات لوهل و رأت وادلها فتقدمت برسعة اليه و عانقته غري مبالية
ابلشخص اذلي اكنت تعرفه متام املعرفة و الشعب أيضا اذلي تفاجأ كثريا
برؤيته.
قال غونغ مشريا اىل ضيفه :أعتقد أنه قد يفيدان يف معرفة حل اللعنة !
تقدم الشخص اىل المام جتاه رامو و نطق ابمسها ،لتلتفت برسعة عند تذكر
نربة صوته و خترج لكمة وادلي من مفها بنربة حزينة.
اكن كيليان هو املتقدم أماهما.
قدومه جعل الرض هتزت أسفلها ،اس تطاعت الهنوض أخريا و االرساع اىل
وادلها و معانقته حبرارة.
229
الهناية
ما حقيقة موت كيليان و كيف وصل اىل خمبأ املكل ؟ هل س يظل العال حتت
وطأة القوانني أم هناك من يعرف احلل غري املكل ؟ ما اذلي قد يأيت به
كيليان و يساعد يف حل اللعنة ؟ كيف س يعيش أدان بعد فقدان عائلته ؟ ما
مصري مااي و أخهتا ؟ و كيف س يكون احلمك بعد موت اندير و من سيتوىل
العرش ؟
230
الفصل الخري
" ل أعمل أنه جيب أن أنتظرك لكن اعمل أن حيب كل اس متر معي و ل يفارقين
"
بعد تفجري القرص أصبح أكرث من نصفه عبارة عن حطام ،حاول بعد ذكل
اندير أن يصلح ما بقي يف وقت قصري و جنح يف ذكل حبمك عدد العامل الهائل
و زايدة عن العامل اجلدد نتيجة قانونه الثاين ،ل يمتكن الانفجار من قاعة
العرش و ال خمدع امللكة و هو الآن حيث يلبث غونغ و كيليان مع ابنتهيام و
احلديث يدور حول قصة وفاة كيليان و عودته جمددا.
رامو :أخربين اي أيب ،أان مشوشة فعال ،كيف حصل ذكل ؟ لقد رأيتك ميتا
أمايم !؟ أخربين كيف ؟
اكنت تعانقه بشدة و ادلموع متلؤ عينهيا ،دموع فرح لعودة وادلها و دموع حزن
ملوت اندير و احلل معه...اختلطت علهيا املشاعر فاكتفت بعناق وادلها و
املكوث يف حضنه بعد أن غريت ثياهبا جراء تلطخها بدماء املكل و ارتدت
فس تاان نصفه ابيض بيامن اكن النصف الثاين مسودا ،متاما مثل مشاعرها.
231
كيليان :ذاك اليوم جاء ايل اندير ملامث بعدما جعل امجليع يتوقف عن احلركة و
أظهر يل وهجه مث قال يل" ،س تذهب معي" أخربته ماذا يريد مين و ل يعطين
فرصة الكامل حدييث و حقنين مبادة خمدرة جعلتين أغيب عن الوعي ،اىل أن
وجدت نفيس يف تكل الغرفة ،أخربته بعدها ماذا يفعل يب مث قال يل " :لقد
خدرتك و جعلت موتك حمققا أمام امجليع " ،طلبت تفسريا فقال يل أنه أمر
مع اجلنود بمتثيل و تزييف وفايت جبعيل أظهر كنين طعنت نفيس ،لكه اكن
متثيال ،ادلماء و السكني ،لكه اكن خدعة.
انتفضت رامو و قالت :لكن ملاذا فعل ذكل ،ملاذا حيتجزك !؟
أجابت سنسينات :رمبا اكن ذكل مضن خطة قتهل لعائلتك ،أتذكرين !؟
رامو :لكن لو أراد فعل ذكل لَ َقتهل ،ملاذا حيتجزه طوال هذه املدة ،هناك
سبب أآخر !
كيليان :ال أدري رمبا أنت عىل حق ،اله هو أنين جبانبك الآن ،و لن نفرتق
جمددا !
بني أطوار احلديث اكنت تفكر سنسينات بروية يف فعل أخهيا و سبب
اخفائه لوادل العذراء.
***
232
ذهب غونغ اىل خمزن القرص و أخذ ما اس تطاع من أك و ملبس لشعبه
القاطن شوارعه ،بعد أن ودع المرية خرج و محل ك ما متكن منه و خرج
خلسة عن اجلنود ،لن أدمغهتم ما زالت حتت رمحة القوانني و تلكيفهم بعقاب
ك من خيالفها.
بقي كيليان مع رامو يف خمدعها و يه يف حضنه يدردشان حول أي يشء
يشعران به بيامن مرت سنسينات جبانب الغرفة و توقفت تسرتق السمع عند
مجل قالها كيليان ؛
-جيب أن تعلمي اي ابنت ،أنين كنت أحب وادلتك جدا و يه الخرى اكنت
تبادلين ذكل ،رمغ أهنا اكنت تعتربين ضعيفا و بسبيب أيضا قامت بلعنك،
لكهنا اكنت حتبين جدا ،تكل اكنت نقطة ضعفها ،كنا نتشاجر ابس مترار و لكن
احلب اذلي بيننا اكن دوما يتغلب عىل مشاعران ،أان أآسف جدا لنين السبب
الرئييس يف لعنتك ،لوال ما اهتمت وادلتك ابلضعف و التحايل ملا فعلت
ذكل ،أدين كل هبذا الاعتذار طوال حيايت ،و أرجو فعال أن جند حال قاطعا
يهنيي مأساة امجليع.
فهمت سنسينات املقصد و املغزى من حديثه ،تذكرت الالكم اذلي قاهل اندير
لرامو عن احلب و أنه نقطة ضعف امجليع ،توصلت أخريا اىل فكرة واحضة و
اجتهت مرسعة خبطى متعرثة تبحث عن وادلها.
233
***
رامو :ال جيب أن تلوم نفسك اي أيب ،حيب كل يفوق أي يشء ،و أان عىل
يقني أننا س نجد احلل ،و س نظل معا اىل البد.
عانقت وادلها بشدة و أخربته بيشء اكنت ختفيه عن امجليع :أريدك أن تعمل
أنين كنت دامئا ما أعطي مالبسا و طعاما خفية عن اجلنود للشعب خارج
القرص.
فرح وادلها مبا فعلته و قال لها :أعمل ذكل ،أعمل أنك طيبة القلب و لن حيلو
كل أن تعييش بسعادة كونك امللكة مقابل حزن و أل امجليع ،هذه يه ابنت...
أان خفور بك !
رامو :أحبك اي وادلي ،سأتركك للحظة و أذهب الهيم ،لن تظل وحدك
فأدان جبانبك.
حضك قليال و قال :حس نا ،انتهبيي جيدا لنفسك ! سأنتظرك.
***
دخل غونغ اىل القرص و أرسعت سنسينات اليه وقالت غري مبالية ابملقدمات
:أظن أنين وجدت احلل ! نقطة ضعف الساحرة يه احلب ! و ابلتايل...
قاطعها غونغ بصمته و دهش ته من عواقب فكرهتا.
غونغ :هل تنوين قول ما أفكر فيه !
234
سنسينات :أظن ذكل !
صدمة قاس ية عىل كيليان اذلي مسع حديهثام و فهم هو الآخر قصدهام و احلل
الهنايئ للعنة ،اكن ميسك أدان بني يديه و هو انمئ ،ل ينبض قلبه المساكه
ابلطفل و احلنان اذلي شعر به حيهنا بل خلوفه و جزمه بهنايته القريبة حيث
عمل أخريا أنه وقت التضحية.
***
يف خضم هذه الرصاعات بعد موت املكل و دفن الرس معه ،تركه البن
وحيد ،رس اخفائه لكيليان...ل يعبأ العال لي يشء من ذكل اكن ك مههم هو
تعاس هتم الت أصبحت مالزمة لايهمم و ترقب أحوال بعضهم منتظرين فقط
موعد تضحيهتم حبياهتم و اهناء املأساة بطعنة واحدة...و بعضهم الآخر يتشبث
بأمل أخري نتيجته ابطال اللعنة.
حل الليل و البناء بني أحضان أآابهئم ،و القمر املنري يشهد جتمعهم و يتأمل
بدوره لعلها أآخر ليل يعيش فهيا الناس يف ذكل الل و احلزن غري أن جتمعهم
يف الشوارع أضفى نوعا من ادلفء بيهنم رمغ أن قلهبم و تفكريه يسوده
احلزن.
***
235
يف الصباح الباكر ،اكنت مااي ترقد بسالم يف غرفة املستشفى بعد أن تعافت
جزئيا من الطعنة و بعد أن اسرتجعت وعهيا قدمت غااي الهيا فتفاجأت من
الفس تان اذلي اكنت ترتديه.
مااي :ملاذا ترتدين فس تان زفافك !...ال أرجوك ال ختربيين بذكل.
تذكرت بعد سؤالها يوهما حني أخربهتا أخهتا أهنا يوم تمكل الثالثني سرتتدي
فس تان الزفاف اذلي حاكته وادلهتا هدية لها مبناس بة عيد ميالدها السابق...
أخربهتا غااي أهنا يوم تضحيهتا سرتتدي الفس تان و تفخر حبياهتا و متوت بسالم
بني ذراعهيا.
قالت غااي و احلزن ميل قلهبا :ليس يل خيار أآخر !
فأجابت مااي و يه ترصخ :اذن سأذهب معك ! سأيف بوعدي كل أيضا و
أكون جبانبك ،سأموت بعدك و لن هيمين خشص !
***
بعد ليل هادئة ،بدأت رامو تبحث عن وادلها اذلي اكن مالزما لها طوال
الليل و لكن يف غفل مهنا عند نقلها الطعام بيامن اجلنود النيام حبمك أن اللعنة ل
تصهبم ،ذهب وادلها بعيدا.
236
دخلت اىل ساحة املعركة حيث اكن غونغ يدرب ابنه اندير فنون القتال،
فوجدت سنسينات برفقة وادلها ينظرون اىل العىل و كن شيئا يثري اهامتهمام
فيه.
قالت بدون أن تكرتث لهدفهام :هل رأيامت وادلي ! لقد اكن جبانيب مث اختفى
يف غفل مين.
الحظت أخريا ادلموع يف أعيهنام و اهزت قلهبا عندما رأت وادلها عىل علو
ثالثة أمتار فوق السور يقف و السكني بني يديه.
اكنت ادلموع متلؤ عينيه و هو ينظر اىل ابنته ،قرر أن يضحي بنفسه و يهنيي
اللعنة ،خرج ابكرا و ذهب خلسة عن اجلنود اىل أعىل السور حرصا عىل
عدم ايقافهم هل لنه تأكد أن احلل يمكن بني يديه.
237
أجاهبا كيليان أخريا و قال :امسعي اي ابنت أرجوك ،جيب أن تفهمي ،جيب أن
أقوم هبذا ،لقد س بق و وعدتك أنين لن أحضي حبيايت من أجكل و لن أطبق
هاته القوانني القاس ية من أجكل ،لكن الآن امجليع حيتاج ايل ،سأفعل هذا من
أجل امجليع ،اهنا حياة اللك...
رامو :و لكن ملاذا أنت ،ملاذا جيب أن تضحي ! قالت ذكل و ادلموع تهنمر
بعذوبة عىل خدهيا.
دخلت غااي و أخهتا و الحظتا املنظر املهول أماهمام ،السكني بيد غااي و المل
بأعني أخهتا.
أجاب كيليان عىل سؤال ابنته :لنين نقطة ضعف الساحرة و مويت سيبطل
لعنهتا لن أآخر ما يبقهيا عىل قيد احلياة هو حهبا يل ،تذكري ذكل ،احلب نقطة
ضعف امجليع و هو أيضا نقطة ضعف الساحرة و مفتاح ابطال لعنهتا ،مبويت
الآن س ينهتيي ك ما يبقهيا حية و جيعل أفعالها تس متر ،هذا هو قانون احلياة اي
ابنت ،مبوتك ينهتيي ك يشء فعلته طوال حياتك اال من يشء واحد ،و هو
خشص حيبك و جيعكل حيا بقلبه رمغ فنائك...و هذا ما كنت أفعهل بعد موهتا
لقد ظل حيب لها مس مترا رمغ ما فعلته من قسوة...تأكدي أن ك هذا
س ينهتيي الآن ،س تنهتيي لعنتك و لعنة العال ،س يعود زوجك اسرت بهناية
اللعنة ،هذا ما يرسين فعال ،لنين أن أتركك لوحدك !
238
جتمدت ماكهنا عند ذكر زوهجا و اقشعر بدهنا لكهنا ل تفقه جيدا الكمه لهنا
اكنت يف حال صدمة معيقة فقالت :ال أس تطيع حتمل فقدانك من جديد !
كيليان :ال حتزين اي ابنت و تذكري أنين أفعل هذا من أجل امجليع...
ابغث اللك و طعن قلبه بقوة ابلسكني الابيض اذلي اكن حيمهل ليك يتحقق
موته مث سقط من أعىل السور لينبطح جسده أرضا و تتحقق وفاته.
رصخ امجليع و أرسعت رامو اىل وادلها ترصخ حبزن شديد ،وجدت أنه
يلتقط أنفاسه الخرية بعدما حتطمت مججمته و ادلماء تس يل من قلبه و هو
يلفظ لكامته الخرية :أحبك جدا اي ابنت ،ساحميين عىل فعلت و عودي اىل
حياتك السعيدة ،جيب أن تعديين بأنك سوف تس مترين بسعادة اىل البد
جبانب زوجك ،أرجوك عديين بذكل!
رامو :أعدك.
مات بني يدهيا فعانقت جسده و ظلت تبيك حبرقة جبانبه.
ل يتحمل غونغ و ال ابنته املنظر اماهمام حفاول املكل مواساة رامو فأمسك
جبسدها و صدته عهنا قائل :ابتعدوا ،تريدون موته ،ها هو مات
الآن...ابتعد...
أمسك جبسدها بقوة مث عانقته فقال لها :أان أآسف جدا ملا حصل ،لكن
تذكري ما قاهل وادلك ،لقد قام بتضحية كبرية ،جيب أن تفخري بذكل ،أفهم
239
شعورك جيدا....و كيف ال يفهم شعورها و هو من فقد زوجته بعد اعرتافها
بأسوء معل يس تطيع املرء القيام به ،بعد خيانة ك خشص قريب هل سواء من
ابنه اىل رامو بذاهتا اليشء اذلي حتدثت حوهل سنسينات برفقته الليل املاضية
؛
سنسينات :وادلي أريدك أال تقلق من اذلي فعلته رامو فهيي عىل غري وعهيا
و حتت تأثري اللعنة ،أرجوك أن تساحمها ،أرجوك !
و اكنت هذه يه النتيجة نفسها الت وصلت الهيا رامو يف نقاشها مع الطبيب
النفيس ،حبيث تأكدت أن ك ما اكن خيتلط علهيا من حهبا لزوهجا و عالقاهتا
العديدة اكن حتت س يطرة اللعنة و احلل هو الصرب و الرتقب اىل حني هنايهتا.
غونغ :ال تقلقي اي ابنت ،لقد نسيت ك يشء ،ك ما هيمين الآن هو أن تعود
احلياة اىل طبيعهتا.
نيس فعال حزنه القدمي جتاه مجيع أنواع اخلياانت الت تعرض لها ،لكن خيانة
رامو لن يفهمها و يفهم لعنهتا اال بعد ابطال مفعولها ،و هذا ما شعرت به غااي
عندما محلت السكني متجهة اىل قلهبا غري أهنا أحست أن شيئا قد تغري يف
داخلها ،يشء ما يهنهيا عن ما تفعهل ،يشء خيربها و يعيد صواهبا الهيا و يقول
لها :ما اذلي تفعلينه !؟ و جتيب يه :ال أدري ما اذلي كنت أنوي فعهل مث
تصيح ليسمعها اللك :أان لست جمربة عىل قتل نفيس ،ما اذلي كنت أنوي
فعهل الآن.
240
التفت الهيا املكل و المرية و ادلموع تغطي وهجهام ليالحظا أهنا ل تطعن نفسها
و مااي ترسع لتعانقها فرحا ابنهتاء اللعنة.
اكنت رامو تعانق جسد وادلها امليت و يه تبيك حبرقة مث اقرتبت مهنا
سنسينات و عانقت جسدها و قالت لها :تذكري جيدا اي رامو أن وادلك
حضى بنفسه من أجلنا مجيعا و هذا أمر جليل ،جيب أن تفخري بوادلك !
تذكرت الكم وادلها قبل وفاته و املغزى من تضحيته مث أقرت مع نفسها أنه
اكن من الالزم أن تعيش تكل اللحظة ،من أجل حياهتا و حياة الآخرين.
متت مراس مي ادلفن و امجليع عمل بتضحية كيليان و هناية اللعنة بعد أن أخربه
غونغ بذكل و أمر امجليع ابلتجمع يف قرصه من أجل اعالن أآخر.
بعدما عادت احلياة اىل طبيعهتا و انهتت اللعنة ،حان الوقت لتلتقي العذراء
بزوهجا اسرت...و ذلكل رافقهتا سنسينات اىل مس تودع الموات حيث اكن
خمدرا بأمر من امللكة بريينس حتت أوامر سرييناي ليك جيعلوا من موته حقيقة
و توقن رامو بذكل و ابلتايل تطبق اللعنة ...الآن انهتيى المر.
قريبا من املس تودع قالت سنسينات اىل رامو :جيب أن متسحي ادلم عن
وهجك ،أتريدين أن يراك زوجك هكذا !
241
قالت رامو :أريد حقا رؤيته ،أان مش تاقة لرؤية...مث انقطع الكهما عندما رأته
واقفا ينتظرها قرب البوابة الت توسلت فهيا احلراس مرارا يوم وفاته.
اقرتبت كثريا و ل تصدق فعال أن اسرت أماهما ،لهنا تأكدت جيدا أنه قد مات
بني أيدهيا ،لكهنا ل تعمل أن مفعول اللعنة هو من أوقف قلبه للحظات مث
اس تعاد نبضه عند املس تودع حيث اكن يسهر الطباء عىل ابقائه حيا ،لن
موته الفعيل اكن سيبطل مفعول اللعنة قبل أن تطبق.
***
قال اسرت بضحكة خفيفة :ما زلت حمافظة عىل شعرك البنفسجي و خصلتك
!
رامو :و هل أخلف بوعدي كل اي حبييب ! مث ارمتت يف حضنه و قبلته بشدة
و هو الآخر ل يس تطع افالت جسدها.
فرحت سنسينات كثريا ملنظرهام و أحست بدفء مجيل يف قلهبا.
تبادل االثنان عبارات احلب و ل تس تطع سنسينات طلب اذلهاب اىل القرص
اال بعد حلظات من عناقهام.
***
يف قاعة العرش اكن غونغ ينتظر ابنته و مفاجأة كبرية حيملها لها بني يديه.
242
دخلت سنسينات أوال مث حلق هبا الزوجان ،ففرح غونغ عند رؤيته هلم و
ابهتج قلبه فاقرتب من ابنته أوال و قال لها :لقد انهتت اللعنة فعال اي ابنت،
لكن هناك يشء جيب أن ينهتيي أيضا ،لقد كنت تعيشني هنا طوال حياتك
بصفتك وصيفة املكل بيامن كنت أنت أمرييت الت ُح ِرمت مهنا س نينا عديدة،
الآن جيب أن أوفيك حقك...،
أخذ التاج اذلهيب اذلي اكن حيمهل بني يديه و وضعه فوق رأسها مث قال :
س تصبحني أنت امللكة ! و هذا ابقرار امجليع.
مث مسعت هتاف امجليع ممن حرضوا القرص حتت أمر املكل ،فرحني لها و
مقرين مجيعا بأن تصبح يه ملكهتم ،خاصة بعد ك اذلي فعلته بتوصلها اىل
احلل القطعي.
اكنت فرحهتا ال توصف ،حلظة عظمية تعيشها المرية الت أصبحت يوهما ملكة
اس بانيا ،رشف كبري يقدمه الهيا وادلها تعويضا عىل ك ما عانته داخل قرصها.
غونغ :هيا ،التحقوا بنا ،س تعيشون معنا هنا ،يف القرص !
اكن خياطب بذكل اسرتامو حبيث ل تغادر الفرحة قلهبام.
اقرتب االثنان من عرش امللكة و يه تعتليه و جبانهبا وادلها و ابن أخهيا أدان
لتواصل احلياة سريها بلك ما حتمهل من خبااي.
243
244