Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 52

‫المبحث الثاني‬

‫مدونات المتعلمين‬

‫عبداهلل بن يحيى الفيفي‬

‫جامعة الإمام حممد بن �سعود الإ�سالمية‬


‫الريا�ض‪ ،‬اململكة العربية ال�سعودية‬
‫‪ayjfaifi@imamu.edu.sa‬‬
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

‫المقدمة‬
‫�أثبتت املدونات الن�صية (‪ )Corpora‬منذ ظهورها قبل ب�ضعة عقود قدرتها‬
‫على �إعادة ال�صياغة ملنهجية البحث يف كثري من اجلوانب اللغوية؛ وذلك ملا‬
‫توفره من �إمكانات كبرية جعلتها �أ�سا�س ًا ملادة البحث اللغوي احلديث‪ .‬هذا‬
‫التطور الكبري و َّلد عدة �أنواع من املدونات الن�صية‪ ،‬التي تختلف تبع ًا لأغرا�ضها‬
‫وطريقة بنائها‪ ،‬ومن ذلك ما يعرف مبدونات املتعلمني (‪.)Learner Corpora‬‬
‫وقد �أ�ضحت هذه املدونات �إحدى ركائز البحث يف جمال اكت�ساب اللغة‬
‫وتعليمها؛ ملا تك�شفه من دالالت على م�ستويات التعليم اللغوي‪ ،‬ومدى مالءمة‬
‫�إ�سرتاتيجياته؛ ثم �إن ا�ستخدامها انت�شر ب�شكل كبري فربزت عدة �أنواع فرعية‬
‫ذات �أغرا�ض خمتلفة‪ ،‬مع جتاوز ا�ستخدامها للبحث يف اكت�ساب وتعليم اللغة �إلى‬
‫جماالت �أو�سع كت�أليف املعاجم‪ ،‬ومعاجلة اللغة الطبيعية‪.‬‬
‫وقد ظهرت يف الآونة الأخرية بع�ض مدونات املتعلمني العربية‪ ،‬وبد�أ‬
‫ا�ستخدامها يف جمال تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها؛ فبات من ال�ضروري‬
‫احلديث عن هذا النوع وو�ضعه يف مكانه املالئم‪ ،‬ويف هذا املبحث ن�ستعر�ض‬
‫بع�ض الأ�س�س النظرية التي و�ضعها الباحثون مثل تعريف مدونات املتعلمني‪،‬‬
‫وبيان �أنواعها‪ ،‬وما الذي مييزها عن غريها‪ ،‬مع ا�ستعرا�ض املدونات العربية‬
‫منها‪ ،‬لينتقل احلديث بعد ذلك ب�شيء من التف�صيل حول �سبعة جماالت متثل‬
‫�أهم النماذج التي ا�ستفادت ‪ -‬وال زالت ت�ستفيد ‪ -‬من مدونات املتعلمني‪ ،‬وهي‬
‫(‪� )1‬أبحاث اكت�ساب اللغة وتعليمها‪ )2( ،‬التحليل التقابلي للغة املرحلية‪)3( ،‬‬
‫حتليل الأخطاء مب�ساعدة احلا�سب‪ )4( ،‬درا�سة التطور اللغوي لدى الطالب‪،‬‬
‫(‪ )5‬ت�أليف املعاجم‪ )6( ،‬تدري�س اللغة وت�صميم املواد التعليمية‪ ،‬و�أخري ًا (‪)7‬‬
‫البحث يف معاجلة اللغة الطبيعية‪ .‬عند احلديث عن املدونات اللغوية يربز جلي ًا‬
‫مو�ضوع الو�سم(‪ ،)Tagging( )1‬وقد اهتمت مدونات املتعلمني بو�سم الأخطاء‬

‫‪97‬‬
‫خ�ص�صنا لذلك مبحث ًا ي�شرح هذا النوع‪،‬‬
‫(‪� )Error tagging‬أكرث من غريها؛ لذا ّ‬
‫وي�ستعر�ض الدرا�سات التي ُعنيت بو�سم الأخطاء يف اللغة العربية‪ ،‬مع الوقوف‬
‫على بع�ض النماذج العملية لطريقة و�سم الأخطاء‪ .‬ونختم حديثنا يف هذا املبحث‬
‫مبجموعة من امل�صادر العلمية ملن �أراد القراءة بتو�سع حول مدونات املتعلمني‪.‬‬

‫مــا هي مدونات المتعلمين؟‬


‫ال فرق من حيث البنية بني مدونات املتعلمني واملدونات العامة‪ ،‬ولذا ف�إن‬
‫تعريف قراجنر ‪2002( Granger‬م) ملدونات املتعلمني ‪ -‬وهي �أ�شهر من ع ّرف‬
‫هذا النوع ‪ -‬كان مبني ًا على تعريف �سينكلري ‪1996( Sinclair‬م) للمدونات‬
‫العامة‪� .‬إال �أن ما مييز بني هذين النوعني �أمران‪ :‬الأول �أن م�صدر البيانات‬
‫ملدونات املتعلمني ينح�صر يف تلك املواد التي يحررها متعلمو اللغة دون غريهم‪،‬‬
‫بينما جتمع ن�صو�ص املدونات العامة من م�صادر متنوعة‪ ،‬والثاين �أن الغاية من‬
‫بناء مدونات املتعلمني تدور يف الغالب حول اكت�ساب اللغة وتعليمها‪ ،‬يف حني‬
‫ت�ستخدم املدونات العامة لأغرا�ض عدة ال ح�صر لها‪ .‬ومن هنا تعرف قراجنر‬
‫مدونات املتعلمني ب�أنها‪:‬‬
‫جمموعة حا�سوبية من البيانات الن�صية الواقعية للغة الثانية �أو الأجنبية‪،‬‬
‫والتي مت جمعها وفق ًا ملعايري ت�صميم وا�ضحة‪ ،‬ولغر�ض حمدد يف جمال اكت�ساب‬
‫اللغة الثانية‪� ،‬أو تعليم اللغة الأجنبية‪ ،‬ويتم و�سم هذه الن�صو�ص بطريقة معيارية‬
‫ومتجان�سة‪ ،‬مع توثيق �أ�صلها وم�صدر احل�صول عليها (قراجنر‪)7 :2002 ،‬‬
‫وحتى يكون التعريف �أكرث و�ضوح ًا‪ ،‬ف�سن�شرح بع�ض مفرداته فيما يلي‪:‬‬
‫حا�سوبية‪ :‬املق�صود بكونها حا�سوبية �أن تكون حمفوظة يف احلا�سب الآيل‬
‫بطريقة ت�سمح بقراءة هذه الن�صو�ص �آلي ًا‪ ،‬فامل�ستندات الن�صية املدخلة على‬
‫�شكل �صور عن طريق املا�سح ال�ضوئي مث ًال ال تندرج حتت هذا التعريف‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

‫واقعية‪ :‬كونها واقعية يعني �أن متعلمي اللغة �أنتجوها يف �سياق طبيعي غري‬
‫م�صطنع‪ ،‬وال بد هنا من التنويه �أنه عندما يطلب من الطالب كتابة ن�ص معني‬
‫بغر�ض �إدراجه يف املدونة ‪� -‬أو احلديث عن مو�ضوع معني �سوا ٌء �أكان يف مقابلة �أم‬
‫حمادثة �أم عر�ض تقدميي �أم غري ذلك مع ت�سجيله �صوتي ًا �أو عن طريق الفيديو‬
‫‪ -‬ف�إن لغة الطالب ال تكون واقعية ب�شكل كامل كما لو كان يحادث �أحد زمالئه‬
‫ال (قراجنر‪2002 ،‬م)‪ .‬وبنا ًء على مقيا�س ن�سلهاف ‪Nesselhauf‬‬ ‫يف الف�صل مث ً‬
‫(‪2004‬م‪ )128 :‬الذي يت�ألف من �أربع درجات‪ )1( :‬ن�ص طبيعي ب�شكل كامل‪،‬‬
‫(‪ )2‬ن�ص منتج من خالل عملية تعليمية‪ )3( ،‬ن�ص منتج من خالل مهام تتم‬
‫مراقبتها والتحكم بها‪ )4( ،‬و�أخري ًا برامج ن�صية ذات �سيناريو حمدد؛ ترى‬
‫الباحثة �أن مدونات املتعلمني ال حتوي ن�صو�ص ًا واقعية ميكن ت�صنيفها حتت‬
‫الدرجة الأولى‪ ،‬حيث �إن منهجية ت�أليف املدونة ت�ؤثر ب�شكل وا�ضح يف نوعية‬
‫الن�صو�ص املنتجة من الطالب‪ ،‬فهي يف درجة �أقل من تلك الن�صو�ص الطبيعية‬
‫اخلال�صة‪.‬‬
‫معايري ت�صميم وا�ضحة‪ :‬يق�صد بهذا حتديد العنا�صر الأ�سا�سية لبناء‬
‫املدونة‪ ،‬والتي تتبع الهدف من �إن�شائها غالب ًا‪ ،‬وهذه العنا�صر كثرية نذكر منها‬
‫ن�صو�صهم للمدونة‪)2( ،‬‬
‫ُ‬ ‫على �سبيل املثال‪ )1( :‬حتديد الطالب الذين �ستُ�ضم‬
‫نوع املواد التي �ستجمع منهم‪ )3( ،‬حتديد نطاق املدونة (م�ؤ�س�سة تعليمية‪،‬‬
‫�أو مدينة‪� ،‬أو دولة)‪ )4( ،‬حتديد حجم املدونة (‪ )5‬مع منهجية جمعها (‪)6‬‬
‫وو�سمها‪ .‬ولقد عالج املبحث الثالث من هذا الكتاب مو�ضوع ت�صميم املدونات‬
‫بتف�صيل �أكرث‪ ،‬وملزيد من املراجع انظر �سينكلري (‪ ،)2005‬وقراجنر (‪،2002‬‬
‫و‪2003‬ب)‪.‬‬
‫و�سم الن�صو�ص بطريقة معيارية ومتجان�سة‪ :‬يعد و�سم الن�صو�ص �أحد‬
‫العنا�صر املرتبطة ب�شكل وثيق باملدونات الن�صية‪ ،‬ومن هذا املنطلق ال بد �أن‬
‫ي�ستند و�سم الن�صو�ص يف مدونات املتعلمني على �إحدى املنهجيات املعيارية‬

‫‪99‬‬
‫املتبعة يف مثل هذه العملية‪� ،‬إ�ضافة �إلى �أهمية تطبيق هذا املنهجية ب�شكل‬
‫متجان�س على جميع �أجزاء املدونة‪( .‬للمزيد حول معنى الو�سم ‪ -‬ومثله التح�شية‬
‫‪ -‬انظر «�سابع ًا‪ :‬م�صطلحات مهمة يف جمال ل�سانيات املدونات» يف املبحث الأول‬
‫من هذا الكتاب)‪.‬‬
‫توثيق �أ�صلها وم�صدر احل�صول عليها‪ :‬يق�صد به املعلومات التي ت�ؤخذ مع كل‬
‫ن�ص بغر�ض التوثيق وت�سمى البيانات الو�صفية للمدونة (‪،)Corpus metadata‬‬
‫�أو تروي�سة املدونة (‪ ،)Corpus header‬ويعرفها برنارد ‪)40 :2005( Burnard‬‬
‫ب�أنها «بيانات حول البيانات»‪� ،‬أي معلومات �إ�ضافية حول ن�صو�ص املدونة‪ ،‬وهي‬
‫يف الغالب ق�سمان‪ :‬الأول بياناتٌ حول م�ؤلف الن�ص مثل عمره‪ ،‬وجن�سه‪ ،‬ولغته‬
‫الأم‪ ،‬وجن�سيته‪ ،‬وم�ستواه الدرا�سي �أو اللغوي‪ ،‬ومدة درا�سته للغة‪� ،‬إلى غري ذلك‪.‬‬
‫الن�ص نف�سه‪ ،‬مثل نوعه الأدبي (مقال‪� ،‬أو ق�صة‪،‬‬
‫والق�سم الثاين معلوماتٌ حول ّ‬
‫�أو ر�سالة �أو بحث)‪ ،‬و�شكله (مكتوب‪� ،‬أو منطوق)‪ ،‬ومكان وتاريخ ت�أليفه‪ ،‬وعدد‬
‫كلماته‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬

‫بدايــة مدونات المتعلمين‬


‫بد�أت مدونات املتعلمني مع ظهور «مدونة لوجنمان للمتعلمني» ‪Longman‬‬
‫‪�( Learners’ Corpus‬شبكة مدونة لوجنمان ‪،Longman Corpus Network‬‬
‫‪2012‬م) التي بد�أ العمل عليها يف نهاية ثمانينات القرن املا�ضي‪ ،‬ومع ظهور‬
‫مدونات �أخرى يف ذلك الوقت مثل بنك بيانات اللغة الثانية من م�ؤ�س�سة العلوم‬
‫الأوروبية (‪)European Science Foundation Second Language Databank‬‬
‫التي ت�ضم ن�صو�ص ًا م�سجلة لبع�ض املهاجرين الناطقني بلغات خمتلفة‪� ،‬إال �أن‬
‫عدد العينة يف هذه املدونة مل يتجاوز �أربعة �أ�شخا�ص‪ ،‬كما �أن البيانات امل�ستخرجة‬
‫منهم مل تكن واقعية بل كان فيها درجة عالية من التوجيه؛ ولذا اعتُربت مدونة‬
‫غري معيارية مع �أنها ا�ستوفت بقية معايري مدونات املتعلمني ك�إمكانية قراءة‬

‫‪100‬‬
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

‫الن�صو�ص �آلي ًا (ن�سلهاف‪٢٠٠٤ ،‬م)‪ .‬ا�ستمر بعد ذلك �إن�شاء مدونات املتعلمني‬
‫على مدى العقدين املا�ضيني �إلى �أن فاقت املئة بح�سب قائمة قراجنر ملدونات‬
‫املتعلمني حول العامل (قراجنر‪2012 ،‬م)‪� ،‬إ�ضافة �إلى وجود عدد �آخر منها مل‬
‫يدرج بعد يف هذه القائمة‪ .‬وبعد هذا االنت�شار ملدونات املتعلمني �أ�صبح الكثري‬
‫منها مفتوح امل�صدر‪ ،‬ميكن تنزيل ن�صو�صها والبحث فيها با�ستخدام �أي برنامج‬
‫لتحليل املدونات‪ ،‬مثل املدونة اللغوية ملتعلمي اللغة العربية (الفيفي و�آخرون‬
‫‪2014 ،.Alfaifi et al‬م)‪ ،‬ومدونة املتعلمني العربية للن�صو�ص املكتوبة (فروانة‬
‫ومتيمي ‪2012 ،Farwaneh and Tamimi‬م)‪ ،‬وبع�ضها متاح لال�ستخدام من‬
‫خالل مواقعها اخلا�صة على �شبكة الإنرتنت‪ ،‬مثل مدونة ميت�شغان الأكادميية‬
‫للإجنليزية املنطوقة ‪The Michigan Corpus of Academic Spoken‬‬
‫‪�( English‬سمب�سون و�آخرون ‪2002 ،.Simpson et al‬م)‪ ،‬واملدونة الرو�سية‬
‫ملتعلمي الرتجمة ‪�( Russian Learner Translator Corpus‬سو�سنينا ‪،Sosnina‬‬
‫‪2014‬م)‪ ،‬ومنها ما هو جتاري مثل مدونة لوجنمان ال�سالفة الذكر‪ ،‬وكذلك‬
‫مدونة كامربيدج للمتعلمني ‪٢٠١٢( Cambridge Learner Corpus‬م)‪ ،‬و�أي�ض ًا‬
‫املدونة الدولية ملتعلمي اللغة الإجنليزية ‪International Corpus of Learner‬‬
‫‪( English‬قراجنر‪2003 ،‬م ب)‪.‬‬

‫حــدود مدونات المتعلمين‬


‫مع اختالف �أنواع متعلمي اللغة ف�إنه قد ي�شكل على بع�ض الدار�سني �أحيان ًا ما‬
‫الن�صو�ص‬
‫َ‬ ‫ميكن �أن يدخل حتت م�سمى مدونات املتعلمني‪ ،‬فهل ي�شمل هذا النو ُع‬
‫التي حررها متعلمو اللغة و�إن كانوا من الناطقني بها (الذين يدر�سون قواعدها‬
‫الإمالئية والنحوية مث ًال)؟ �أو �أنها مق�صورة على مواد من �إنتاج الناطقني‬
‫بغريها؟ وللإجابة على هذا ال�س�ؤال �سن�ستعر�ض الأنواع الثالثة التالية‪:‬‬

‫‪101‬‬
‫الأول‪ :‬مدونات ملتعلمي اللغة باعتبارها لغة ثانية �أو �أجنبية‪ ،‬وهذا النوع هو‬
‫املق�صود مبا�شرة مبدونات املتعلمني‪ .‬ومثال هذا النوع مدونة املتعلمني التمهيدية‬
‫للغة العربية (�أبو حكيمة و�آخرون‪2008 ،‬م)‪ ،‬وكذلك مدونة متعلمي العربية‬
‫املكتوبة (فروانة ومتيمي‪2012 ،‬م)‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬مدونات جمعت بني النوع الأول �إ�ضافة �إلى مدونات متعلمي اللغة‬
‫الناطقني بها باعتبارها لغتهم الأم؛ وذلك بغر�ض املقارنة بينهما‪ .‬وهذا النوع‬
‫يدخل �أي�ض ًا �ضمن مدونات املتعلمني؛ وقد وجد الباحث عند درا�سته لأكرث من‬
‫مئة وخم�سني مدونة من مدونات املتعلمني (الفيفي‪ ،‬مل ين�شر بعد) �أن ع�شرين‬
‫يف املئة منها تندرج حتت هذا النوع‪ .‬ومثاله املدونة اللغوية ملتعلمي اللغة العربية‬
‫(الفيفي و�آخرون‪2014 ،‬م)‪.‬‬
‫دت ملتعلمي اللغة الناطقني بها باعتبارها لغتهم‬ ‫فر ْ‬‫النوع الثالث‪ :‬مدونات �أُ ِ‬
‫الأم‪ ،‬وذلك مثل مدونات املتعلمني العرب الذين يدر�سون القواعد الإمالئية‬
‫وال�صرفية والنحوية للغة العربية‪� ،‬سوا ٌء �أكان ذلك يف مراحل التعليم العام �أم‬
‫يف التعليم اجلامعي‪ ،‬بغر�ض درا�سة ال�سمات اللغوية لهذه الفئة مث ًال‪ ،‬وذلك‬
‫مثل مدونة لوفني للمقاالت الإجنليزية للناطقني بها (عبداهلل ونور ‪Abdullah‬‬
‫‪)٢٠١٣ ،and Noor‬؛ وهذا النوع من املدونات ‪ -‬ا�ستناد ًا على تعريف قراجنر‬
‫(‪2002‬م) ‪ -‬ال يدخل �ضمن مدونات املتعلمني التي تركز على اكت�ساب اللغة‬
‫الثانية وتعليم اللغة الأجنبية (ثودي ‪2007 ،Thoday‬م)؛ لكن مع مالحظة‬
‫ازدياد عدد هذا النوع من املدونات‪ ،‬وا�شرتاكها مع مدونات املتعلمني يف كثري‬
‫من اخل�صائ�ص مثل البناء والأغرا�ض‪ ،‬بل وا�شرتاكهما �أحيان ًا يف مدونة واحدة‬
‫كما هو احلال يف النوع الثاين الآنف الذكر‪ ،‬ف�إنها �أقرب ما تكون �إلى مدونات‬
‫املتعلمني منها �إلى �أي نوع �آخر من املدونات‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

‫تصنيــف مدونات المتعلمين‬


‫ت�شري قراجنر (‪2002‬م) �إلى �أن املدونات ت�صنف يف الغالب وفق ثنائيات‬
‫متقابلة‪ ،‬و�سن�أتي على �أربع منها هي الأقرب �إلى مدونات املتعلمني (ال�شكل‬
‫‪ ،)1‬مع مالحظة �أن القائمة اليمنى من هذه الثنائيات هي الغالب على مدونات‬
‫املتعلمني احلالية‪.‬‬
‫ثنائية اللغة‬ ‫�أحادية اللغة‬
‫‪Bilingual‬‬ ‫‪Monolingual‬‬

‫متخ�ص�صة‬ ‫عامة‬
‫‪Technical‬‬ ‫‪General‬‬

‫تعاقبية (طولية)‬ ‫تزامن ّية (ع ْر�ضية)‬


‫)‪Diachronic (Longitudinal‬‬ ‫)‪Synchronic (Cross‬‬

‫منطوقة‬ ‫مكتوبة‬
‫‪Spoken‬‬ ‫‪Written‬‬

‫ال�شكل (‪� )1‬أربع ثنائيات لت�صنيف مدونات املتعلمني‬


‫�إن �أغلب مدونات املتعلمني تندرج حتت املدونات �أحادية اللغة‪ ،‬مع وجود‬
‫عدد قليل منها ثنائية اللغة (مرتجمة) مثل مدونة �سبن�س ‪1998( Spence‬م)‪.‬‬
‫�أما العموم والتخ�صي�ص هنا فيق�صد به نوع املواد امل�ضمنة يف املدونة‪ ،‬ال‬
‫نوع امل�شاركني فيها‪ ،‬والفرق بينهما �أن مدونات املتعلمني تعد من املدونات‬
‫املتخ�ص�صة مقارنة باملدونات العامة؛ حيث تقت�صر امل�شاركة فيها على متعلمي‬
‫اللغة فقط كما ذكرنا �سابق ًا يف تعريفها‪ ،‬ثم تتفرع بعد ذلك بح�سب موادها‬
‫�إلى مدونة ذات لغة عامة‪ ،‬ومدونة ذات لغة خا�صة‪ ،‬فالعامة ت�شمل ن�صو�ص ًا‬

‫‪103‬‬
‫يف عدة جماالت خمتلفة دون تخ�صي�ص‪ ،‬بينما اخلا�صة تركز على الن�صو�ص‬
‫ّاب‬
‫املكتوبة لأغرا�ض حمددة‪ ،‬كال�سيا�سة‪� ،‬أو التجارة‪� ،‬أو الدين‪ ،‬على �أن يكون كت ُ‬
‫هذه الن�صو�ص من متعلمي اللغة‪ ،‬ومن هذا النوع الأخري ت�صنف مدونة املتعلمني‬
‫«�إنديانا» للأعمال (‪ ،)Indiana Business learner corpus‬التي جمعها كونر‬
‫و�آخرون ‪2002( .Connor et al‬م)‪ ،‬وكانت ن�صو�صها حم�صورة يف الأغرا�ض‬
‫التجارية‪.‬‬
‫املدونة التزامنية هي تلك التي يتزامن جمع كل مادة �أو جزء منها مع بقية‬
‫املواد �أو الأجزاء الأخرى‪� ،‬أي �أنها جتمع تقريب ًا دفعة واحدة دون فوا�صل زمنية‬
‫كبرية‪ ،‬وقد ت�سمى كذلك مدونة ع ْر�ضية �أو مقطع ّية‪� .‬أما املدونة التعاقبية فتُجمع‬
‫�أجزا�ؤها على فرتات زمنية متعاقبة‪ ،‬وت�سمى �أي�ض ًا طولية(‪)2‬؛ لأن موادها‬
‫ُتمع بناء على خط زمني معني‪� .‬أغلب مدونات املتعلمني من النوع الأول وذلك‬
‫ل�صعوبة متابعة عينة حمددة من متعلمي اللغة لعدة �أ�شهر ورمبا لب�ضع �سنوات‪،‬‬
‫�إال �أن هذا النوع الأخري مفيد ملراقبة وحتليل التطور الواقع بني كل فرتة و�أخرى‪.‬‬
‫من املدونات التعاقبية املدونة ال�سويدية لتطوير تعليم اللغة الثانية (‪The ASU‬‬
‫‪ )corpus‬التي جمعها هامربرغ ‪2010(Hammarberg‬م) لتكون مادة لدرا�سة‬
‫التطور اللغوي لكل طالب على حدة‪� ،‬أو باملقارنة مع بقية الطالب؛ ومنها كذلك‬
‫مدونة اللغة املرحلية للمتعلمني ال�صغار (‪The Corpus of Young Learner‬‬
‫‪ )Interlanguage‬التي جمعها هو�سن ‪2002( Housen‬م) ب�إجراء مقابالت‬
‫مع �ستة من متعلمي اللغة الإجنليزية‪ ،‬ثالثة منهم ناطقون بالفرن�سية وثالثة‬
‫ناطقون بالهولندية‪ ،‬وذلك لفرتة زادت على ثالث �سنوات‪.‬‬
‫يرى كينيدي ‪1998( Kennedy‬م) �أهمية اللغة املنطوقة لغلبة التوا�صل‬
‫ال�شفهي بني النا�س على التوا�صل الكتابي‪ ،‬ولكن عند مقارنة مدونات املتعلمني‬
‫من حيث املحتوى املكتوب واملنطوق يظهر التفوق الكبري للمدونات ذات املواد‬
‫املكتوبة‪ ،‬ومع �أن ليت�ش ‪1997( Leech‬م) يقرتح �أن يكون اجلزء املنطوق من‬

‫‪104‬‬
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

‫املدونة م�ساوي ًا على الأقل للجزء املكتوب‪� ،‬إال �أن امل�شقة الكبرية يف جمع املواد‬
‫ال�صوتية و�إدخالها للحا�سب يف�سر �سبب التفاوت الكبري بني هذين النوعني‪.‬‬

‫مــاذا يميــز مدونات المتعلمين عن غيرها؟‬


‫�أ�شرنا يف تعريف مدونات املتعلمني �إلى اثنتني من ال�سمات التي متيزها عن‬
‫�أنواع املدونات الأخرى‪ ،‬و�سنفرد هنا مبحث ًا خا�ص ًا لبيانهما ب�شيء من التف�صيل‪،‬‬
‫مع �إ�ضافة �سمتني �أخريني �أقل منهما درجة يف التمييز بني مدونات املتعلمني‬
‫وغريها من املدونات‪.‬‬
‫م�صدر البيانات‪ُ :‬ت َمع ن�صو�ص املدونات العامة من م�صادر متنوعة‪ ،‬يف حني‬
‫تقت�صر مدونات املتعلمني على املواد التي ينتجها متعلمو اللغة دون غريهم‪،‬‬
‫من ن�صو�ص مكتوبة �أو �أحاديث منطوقة؛ وقد تتنوع هذه املواد ما بني بحث‪� ،‬أو‬
‫ر�سالة‪� ،‬أو ق�صة‪� ،‬أو مقال‪� ،‬أو كلمة تلقى م�شافهة‪� ،‬أو �إجابات يف مقابلة مع معلم‬
‫�أو زميل درا�سة‪� ،‬أو �أدا ًء لأي مهمة لغوية تطلب من الطالب‪ .‬وجتدر الإ�شارة هنا‬
‫�إلى �أهمية �أن تكون املواد املجموعة من الطالب موحدة‪� ،‬أي متثل �أحد الأنواع‬
‫ال�سابقة‪� ،‬إما لكامل املدونة �أو لكل مدونة فرعية منها‪ ،‬و�إال كانت النتيجة خليط ًا‬
‫من البيانات املختلفة التي ال ميكن اال�ستفادة منها �أو تعميم النتائج عليها‬
‫(قراجنر‪1993 ،‬م)‪.‬‬
‫الغر�ض‪ :‬ميكن مالحظة �أن اكت�ساب اللغة وتعليمها ميثالن الغر�ض الرئي�س‬
‫الذي تدور حوله مدونات املتعلمني (ثودي‪2007 ،‬م)‪ ،‬ومع �أن هناك �أغرا�ض ًا‬
‫�أخرى قد ُت�ستقى من هذا النوع مثل برامج ت�صحيح الأخطاء �آلي ًا يف جمال‬
‫اللغويات احلا�سوبية (انظر مث ًال زغواين و�آخرين ‪2014 ،.Zaghouani et al‬م)‪،‬‬
‫�إال �أن غالبية املدونات احلالية والأبحاث املبنية عليها تعك�س االهتمام الوا�ضح‬
‫مبجال تعليم اللغة واكت�سابها‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫الو�سم‪� :‬أ�شكال الو�سم التي ميكن ا�ستخدامها يف املدونات الن�صية كثرية‬
‫ومتنوعة‪� ،‬إال �أن مدونات املتعلمني تتميز بنوع خا�ص من الو�سم‪ ،‬وهو و�سم‬
‫الأخطاء اللغوية‪ ،‬كونه �أحد الأركان الأ�سا�سية التي تعتمد عليها بع�ض الأبحاث‬
‫القائمة على مدونات املتعلمني‪ .‬و�سنورد ب�شيء من التف�صيل بع�ض هذه الأبحاث‬
‫عند حديثنا عن طرق اال�ستفادة من مدونات املتعلمني‪ ،‬كما �سنفرد احلديث عن‬
‫و�سم الأخطاء يف جزء �آخر من هذا الف�صل‪.‬‬
‫احلجم‪ :‬مع �أهمية حجم املدونة باعتباره �أحد العنا�صر الرئي�سة يف متثيل‬
‫اللغة‪� ،‬إال �أن مدونات املتعلمني ذات حجم �صغري يف الغالب‪ ،‬و�أكرثها يقل حجمه‬
‫عن املليون كلمة‪� ،‬أما �أكربها فيحوي ما يقارب ‪ 25‬مليون كلمة مثل مدونة‬
‫كامربيدج للمتعلمني (‪2012‬م)‪ ،‬ومدونة جامعة هوجن كوجن للعلوم والتكنولوجيا‬
‫(ميلتون ونانديني ‪1994 ،Milton and Nandini‬م‪ ،‬وبرافيك ‪2002 ،Pravec‬م)‪،‬‬
‫وكالهما ملتعلمي اللغة الإجنليزية‪ .‬وترى قراجنر (‪2003‬م ب) �أن مدونة مكونة‬
‫من مئتي �ألف كلمة ال�ستخدامها يف جمال اكت�ساب اللغة الثانية تعد كبرية �إذا‬
‫ما قار َّناها بالعينات البحثية ال�صغرية التي يعتمد عليها الباحثون عادة يف هذا‬
‫املجال؛ لكنها يف املقابل تعد �صغرية بالنظر �إلى ما هو م�ستخدم يف املجاالت‬
‫اللغوية الأخرى‪ ،‬حيث يعتمد الباحثون على مدونات تتكون من مئات املاليني‬
‫ورمبا مليارات الكلمات‪ ،‬خ�صو�ص ًا �أن مثل هذه الأرقام الكبرية �أ�صبحت معيار ًا‬
‫ملقارنة �أحجام املدونات بعد �أن كانت ا�ستثنا ًء يف بداية ن�ش�أتها‪ .‬كما �أن هذا الرقم‬
‫الذي ذكرته قراجنر ‪ 200.000 -‬كلمة ‪ -‬هو ما اعتمدته يف املدونة الدولية‬
‫ملتعلمي اللغة الإجنليزية كحد �أدنى لكل واحدة من املدونات الفرعية التي متثل‬
‫جمموعة من الطالب املتحدثني بلغة �أم واحدة (انظر قراجنر‪2003 ،‬م ب)‪.‬‬
‫مدونــات المتعلمين العربية‬
‫املطلع على امل�شاريع القائمة حالي ًا يف جمال مدونات املتعلمني ال ميكن‬
‫�إن ّ‬
‫�أن تخطئ عينه ما حتظى به اللغات الأجنبية‪ ،‬واللغة الإجنليزية على وجه‬

‫‪106‬‬
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

‫اخل�صو�ص (الفيفي‪ ،‬مل ين�شر بعد)‪ ،‬من ن�صيب يف هذه املدونات؛ فبعد درا�س ٍة‬
‫لأكرث من مئة وخم�سني مدونة يف هذا املجال‪ ،‬وجد الباحث �أن اللغة الإجنليزية‬
‫تدخل يف ‪ ٪52‬منها‪ ،‬بينما كان ن�صيب اللغة العربية ‪ ٪3‬فقط (خم�س مدونات‬
‫فقط)‪ .‬ولكن عند �إمعان النظر يف هذه املدونات اخلم�س جند �أن وترية االهتمام‬
‫بهذا النوع مت�سارعة و�إن بد�أت مت�أخرة‪ ،‬وهذا ين ُّم عن احلاجة الكبرية ملدونات‬
‫املتعلمني ملا �أثبتته الأبحاث القائمة عليها من فوائد علمية وعملية‪.‬‬
‫وقبل �أن نورد معلومات حول مدونات املتعلمني العربية‪ ،‬ف�إنه من امل�ستح�سن‬
‫�أن ن�شري ‪ -‬خ�صو�ص ًا لأولئك املهتمني بجانب الت�صميم وجمع البيانات لهذا النوع‬
‫‪� -‬إلى واحدة من �أف�ضل الأمثلة على مدونات املتعلمني‪ ،‬وهي املدونة الدولية‬
‫ملتعلمي اللغة الإجنليزية (‪ ،)International Corpus of Learner English‬التي‬
‫�أ�شرفت على بنائها رائدة البحث يف هذا املجال �سيلفيان قراجنر من جامعة‬
‫لوفني ببلجيكا (انظر قراجنر‪2003 ،‬م ب)‪ ،‬وتعترب هذه املدونة يف نظر كثري‬
‫من الباحثني مدونة معيارية ملا تتمتع به من ت�صميم دقيق‪� ،‬إ�ضافة �إلى املحتوى‬
‫الن�صي الذي �شارك يف جمعه عدد كبري من الباحثني حول العامل‪ ،‬وقد تطورت‬
‫الن�سخة الثانية من هذه املدونة لت�ضم ثالثة ماليني و�سبعمئة �ألف كلمة لن�صو�ص‬
‫حررها متعلمو اللغة الإجنليزية يف عدد من الدول‪ ،‬ميثلون �ست ع�شرة لغة �أم‪،‬‬
‫ويجري العمل حالي ًا على الن�سخة الثالثة منها‪� .‬أما بالن�سبة للغة العربية‪ ،‬فهناك‬
‫خم�س مدونات ملتعلميها تتفاوت من حيث احلجم واخل�صائ�ص‪ ،‬وفيما يلي نبذة‬
‫موجزة حول كل منها‪.‬‬
‫املدونة الأولى‪ :‬مدونة غازي �أبو حكيمة و�آخرين‬
‫‪The Pilot Arabic‬‬ ‫‪1.1‬ا�سمها‪ :‬مدونة املتعلمني التمهيدية للغة العربية ‪-‬‬
‫‪Learner Corpus‬‬

‫‪2.2‬حجمها‪ 9000 :‬كلمة‬

‫‪107‬‬
‫‪3.3‬املواد امل�شمولة فيها‪ :‬ن�صو�ص مكتوبة‬
‫‪4.4‬الطالب امل�شاركون فيها‪ :‬متعلمو اللغة العربية باعتبارها لغة �أجنبية يف‬
‫الواليات املتحدة الأمريكية‬
‫‪5.5‬الو�سم‪ :‬غري مو�سومة‬
‫‪6.6‬ن�شر املدونة للباحثني‪ :‬املدونة ال زالت قيد التطوير وهي غري متاحة‬
‫لال�ستخدام العام‬
‫‪1.1‬املرجع‪� :‬أبو حكيمة و�آخرون ‪2008( .Abuhakema et al‬م)‬
‫املدونة الثانية‪ :‬مدونة �سمرية فروانة وحممد متيمي‬
‫‪Written Arabic The L2‬‬ ‫‪1.1‬ا�سمها‪ :‬مدونة متعلمي العربية املكتوبة ‪-‬‬
‫‪Corpus‬‬

‫‪2.2‬حجمها‪ :‬غري مو�ضح‪ ،‬لكنه بح�سب �إح�صاء تقديري للن�صو�ص ت�ضم‬


‫حوايل ‪ 35000‬كلمة‬
‫‪3.3‬املواد امل�شمولة فيها‪ :‬ن�صو�ص مكتوبة‬
‫‪4.4‬الطالب امل�شاركون فيها‪ :‬متعلمو اللغة العربية باعتبارها لغة �أجنبية يف‬
‫الواليات املتحدة الأمريكية‬
‫‪5.5‬الو�سم‪ :‬غري مو�سومة‬
‫‪6.6‬ن�شر املدونة للباحثني‪ :‬املدونة متاحة على �شكل ملفات ‪ PDF‬فقط‪ ،‬وميكن‬
‫تنزيلها من موقع املدونة ‪http://l2arabiccorpus.cercll.arizona.edu‬‬

‫‪7.7‬املرجع‪ :‬فروانة ومتيمي (‪2012‬م) (انظرال�شكلني ‪ ,2‬و‪)3‬‬

‫‪108‬‬
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

‫ال�شكل (‪ )2‬منوذج مللف ن�صي مع البيانات الو�صفية من مدونة املتعلمني العربية‬


‫للن�صو�ص املكتوبة‬

‫‪109‬‬
‫ال�شكل (‪ )3‬موقع مدونة املتعلمني العربية للن�صو�ص املكتوبة‬
‫املدونة الثالثة‪ :‬مدونة ح�سلينا ح�سان وحممد فهام حممد غالب‬
‫‪Malaysian Corpus of‬‬ ‫‪1.1‬ا�سمها‪ :‬املدونة املاليزية ملتعلمي العربية ‪-‬‬
‫‪Arabic Learners‬‬

‫‪2.2‬حجمها‪ :‬حوايل ‪ 87500‬كلمة تقريب ًا‬


‫‪3.3‬املواد امل�شمولة فيها‪ :‬مقاالت و�صفية ومقارنة‪ ،‬كتبت با�ستخدام احلا�سب‪،‬‬
‫ي�صل عددها �إلى ‪ ٢٥٠‬ن�ص ًا‪ ،‬متو�سط طول الن�ص الواحد ‪ ٣٥٠‬كلمة‬
‫‪4.4‬الطالب امل�شاركون فيها‪ :‬متعلمو اللغة العربية املاليزيون يف امل�ستوى‬
‫املتقدم‬
‫‪5.5‬الو�سم‪ :‬غري مو�سومة‬
‫‪6.6‬ن�شر املدونة للباحثني‪ :‬هذه املدونة غري متاحة على �شبكة الإنرتنت‪،‬‬
‫لكن امل�ؤلفة تنوي �إدراجها م�ستقب ًال �ضمن مدونة �أكادميية �أو�سع ميكن‬

‫‪110‬‬
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

‫‪http://efolio.iium.edu.my/‬‬ ‫الو�صول �إليها عن طريق العنوان التايل‪:‬‬


‫‪arabicconcordancer‬‬

‫‪7.7‬املرجع‪ :‬ح�سان وغالب (‪)2013‬‬


‫املدونة الرابعة‪ :‬مدونة حممد الكنهل و�آخرين‬
‫‪1.1‬ا�سمها‪ :‬مدونة ت�صحيح الأخطاء الإمالئية‬
‫‪2.2‬حجمها‪ 65000 :‬كلمة‬
‫‪3.3‬املواد امل�شمولة فيها‪ :‬ن�صو�ص كتبت يدوي ًا من قبل الطالب‪ ،‬ثم �أدخلت‬
‫بعد ذلك �إلى احلا�سب الآيل بوا�سطة ن�ساخ م�ستقلني‬
‫‪4.4‬الطالب امل�شاركون فيها‪ :‬جمموعتان من الطالب اجلامعيني‪ ،‬كل‬
‫جمموعة من جامعة خمتلفة‪ ،‬دون حتديد للتخ�ص�صات �أو امل�ستويات‬
‫‪5.5‬الو�سم‪ :‬هناك ن�سختان لهذه املدونة‪ ،‬الأولى ملفات ن�صية (‪ )txt‬وهي غري‬
‫مو�سومة‪ ،‬والثانية قاعدة بيانات (مايكرو�سوفت �أك�س�س ‪Microsoft -‬‬
‫‪ )Access‬مت ت�صحيح الأخطاء فيها يدوي ًا‪.‬‬
‫‪6.6‬ن�شر املدونة للباحثني‪ :‬ميكن تنزيل ن�صو�ص املدونة على �شكل ملفات‬
‫ن�صية من الرابط التايل‪cri.kacst.edu.sa/Resources/TST_DB.rar :‬‬

‫‪7.7‬املرجع‪ :‬الكنهل و�آخرون ‪2012( .Alkanhal et al‬م) (انظر ال�شكل ‪)4‬‬

‫ال�شكل (‪ )4‬منوذج مللف ن�صي من مدونة الكنهل‬

‫‪111‬‬
‫املدونة اخلام�سة‪ :‬مدونة عبداهلل الفيفي و�إريك �أتويل‬
‫‪1.1‬ا�سمها‪ :‬املدونة اللغوية ملتعلمي اللغة العربية ‪Arabic Learner Corpus -‬‬

‫‪2.2‬حجمها‪ 282.732 :‬كلمة‬


‫‪3.3‬املواد امل�شمولة فيها‪ :‬ن�صو�ص مكتوبة يدوي ًا‪ ،‬و�أخرى با�ستخدام احلا�سب‪،‬‬
‫وكذلك مقابالت �صوتية م�سجلة‪ ،‬تدور جميعها حول مو�ضوعني‪ ،‬الأول‬
‫�سردي والثاين يناق�ش االهتمامات الدرا�سية‬
‫‪4.4‬الطالب امل�شاركون فيها‪ :‬متعلمو اللغة العربية الناطقون بغريها وميثلون‬
‫‪ ٪47‬من حمتوى املدونة‪� ،‬إ�ضافة �إلى طالب ناطقني بالعربية ميثلون‬
‫‪ ،٪53‬وهم من كال اجلن�سني (الذكور ‪ ،٪67‬والإناث ‪ ،)٪35‬يدر�سون‬
‫يف عدد من املدار�س الثانوية ومعاهد اللغة وجامعات اململكة العربية‬
‫ال�سعودية‪ ،‬وتتفاوت �أعمارهم بني ‪ 16‬و ‪� 42‬سنة‪.‬‬
‫‪5.5‬الو�سم‪ :‬املدونة املتاحة للتنزيل حالي ًا غري مو�سومة‪ ،‬و�ستتاح م�ستقب ًال‬
‫ن�سخة ت�شمل و�سم الأخطاء اللغوية‪ .‬هناك ن�سخ �إ�ضافية من املدونة على‬
‫بع�ض مواقع البحث‪ ،‬وهي مذكورة بالتف�صيل على موقع املدونة املذكور‬
‫�أدناه‪.‬‬
‫‪6.6‬ن�شر املدونة للباحثني‪ :‬ميكن تنزيل ن�صو�ص املدونة يف ملفات ن�صية‬
‫(‪� ، )txt‬أو ملفات لغة الرتميز املمتدة (‪� ،)xml‬إ�ضافة �إلى الأ�صول‬
‫املكتوبة يدوي ًا يف ملفات (‪ ،)pdf‬وكذلك الت�سجيالت ال�صوتية يف ملفات‬
‫(‪ )mp3‬من خالل موقع املدونة على الرابط التايل‪http://www. :‬‬
‫‪arabiclearnercorpus.com‬‬

‫‪7.7‬املرجع‪ :‬الفيفي و�آخرون (‪2014‬م) (انظر ال�شكل ‪ ،5‬و‪)6‬‬

‫‪112‬‬
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

‫ال�شكل (‪ )5‬منوذج مللف ن�صي مع البيانات الو�صفية من املدونة اللغوية ملتعلمي اللغة العربية‬

‫‪113‬‬
‫ال�شكل (‪ )6‬موقع املدونة اللغوية ملتعلمي اللغة العربية‬

‫مجــاالت اإلفادة من مدونات المتعلمين‬


‫تعد مدونات املتعلمني امل�صدر الرئي�س للبيانات يف كثري من الأبحاث اللغوية‪،‬‬
‫حيث قدمت و�سائل و�أ�ساليب جديدة للبحث �أ�سهمت يف احل�صول على نتائج‬
‫�أكرث دقة وواقعية‪� ،‬إ�ضافة �إلى النتائج العلمية والعملية امل�ستفادة من درا�سة‬
‫وحتليل املفردات والرتاكيب اللغوية يف مدونات املتعلمني (�شابل‪1428 ،‬هـ)؛ وقد‬
‫ق ّدم املبحث الأول من هذا الكتاب للقارئ بع�ض الأمثلة على ا�ستخدام املدونات‬
‫يف البحث اللغوي؛ لذا لن نب�سط الكالم هنا عن الو�سائل والأ�ساليب بقدر ما‬
‫�سرنكز حديثنا حول املجاالت التي لعبت مدونات املتعلمني فيها دور ًا ملمو�س ًا‬
‫مما �أدى لتطورها ب�شكل وا�ضح عما كانت عليه يف املا�ضي‪.‬‬
‫�أو ًال‪ :‬الأبحاث يف جمال اكت�ساب اللغة (‪)Language Acquisition Research‬‬
‫بناء على الدرا�ستني اللتني �أجرتهما قراجنر (‪1998‬م و ‪2002‬م) حول‬
‫ا�ستخدام مدونات املتعلمني يف �أبحاث اكت�ساب اللغة فقد وجدت �أن هذه الأبحاث‬

‫‪114‬‬
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

‫باتت تعتمد ب�شكل متزايد على هذا النوع من املدونات‪ ،‬و�أن هذا التوجه يرجع‬
‫�إلى الأفق الوا�سع يف الإمكانات والأفكار والر�ؤى التي توفرها مدونات املتعلمني‬
‫لهذ احلقل احليوي‪ ،‬الذي يهدف ب�شكل رئي�س �إلى فهم �آلية اكت�ساب اللغة الثانية‬
‫�أو الأجنبية؛ �إ�ضافة �إلى ذلك ف�إن هذه املدونات ‪ -‬رغم بع�ض العوامل التي قد‬
‫ت�ؤثر على نتائجها كما يرى ييب ‪1995( Yip‬م) ‪ -‬تعطي �صورة �أ�شمل لبحث‬
‫جوانب مل يكن مبقدور الدرا�سات ال�سابقة النظر فيها‪ ،‬ومن ذلك �إمكانية درا�سة‬
‫الأ�شكال اللغوية التي قد َي ُ�شقّ على الطالب تعلُّ ُمها‪ ،‬وي�صعب عليهم ا�ستخدامها‪،‬‬
‫فيختارون تفاديها وااللتفاف عليها من خالل �أ�ساليب لغوية �أخرى‪ ،‬قد ت�سبب‬
‫�إطناب ًا وا�ضح ًا يف غري مو�ضعه‪.‬‬
‫�إ�ضافة �إلى ذلك ف�إن مدونات املتعلمني متثل �أحد �أنواع البيانات البحثية‬
‫ق�سم �إلي�س ‪1994( Ellis‬م)‬ ‫التي ميكن من خاللها درا�سة اكت�ساب اللغة‪ ،‬حيث ّ‬
‫هذه البيانات �إلى ثالثة �أنواع‪ )1( ،‬اال�ستخدام اللغوي‪ :‬وهي تلك البيانات‬
‫والن�صو�ص التي تعك�س ا�ستخدام الطالب للغة الثانية‪� ،‬سوا ٌء �أكانت من ناحية‬
‫الفهم واال�ستيعاب �أم من ناحية الإنتاج؛ (‪ )2‬الأحكام اللغوية‪ :‬وهي الآراء التي‬
‫ي�صدرها الطالب حول اللغة الثانية‪ ،‬ك�أن يطلب منهم احلكم على جملة لغوية من‬
‫ناحية الرتكيب النحوي؛ (‪ )3‬التقارير الذاتية‪ :‬ويق�صد بها ما يقدمه الطالب‬
‫من معلومات حول �إ�سرتاتيجياتهم اللغوية عن طريق اال�ستبانات �أو مهام التفكري‬
‫امل�سموع ونحوهما‪ .‬وبالرجوع �إلى النوع الأول يق�سم �إلي�س «اال�ستخدام اللغوي»‬
‫�إلى �صنفني‪ ،‬يطلق على الأول منهما بيانات طبيع ّية يف حال مل يتم التحكم‬
‫يف �أداء الطالب عند احل�صول عليها‪ ،‬وهذا ما متثله �إلى حد كبري مدونات‬
‫البيانات امل�ستنطقة �إن كانت نتيج ًة ملهام مقيدة‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ال�صنف الثاين‬ ‫املتعلمني‪ ،‬وميثل‬
‫�أو �أن�شطة لغوية ذات رقابة‪ .‬ويف حني �أن ال�صنف الثاين يقدم معلومات �أكرث‬
‫تركيز ًا للجانب املطلوب درا�سته ف�إن مدونات املتعلمني تفتح املجال لدرا�سة كثري‬
‫من اجلوانب يف نف�س الوقت (ن�سلهاف‪2004 ،‬م)‪ ،‬مع �إمكانية درا�سة العالقة‬

‫‪115‬‬
‫بينها و�أثر بع�ضها على بع�ض‪ .‬ويرى �إلي�س (‪1994‬م) �أن البحث اجليد هو ذلك‬
‫الذي يعتمد على �أكرث من نوع من هذه البيانات‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬التحليل التقابلي للغة املرحلية (‪Contrastive Interlanguage‬‬
‫‪)Analysis‬‬
‫التحليل التقابلي (‪ )Contrastive Analysis‬واحد من املناهج امل�ستخدمة‬
‫يف الأبحاث اللغوية‪ ،‬وتكمن �أهميته فيما يك�شفه من �أوجه الت�شابه واالختالف‬
‫بني اللغات املقارنة؛ ويف جمال مدونات املتعلمني يركز الباحثون على التحليل‬
‫التقابلي للغة املرحلية من خالل نوعني من املقارنات‪ :‬النوع الأول بني الناطقني‬
‫باللغة بو�صفها لغتهم الأم ومتعلميها من الناطقني بغريها‪ ،‬والنوع الثاين بني‬
‫جمموعتني خمتلفتني من متعلمي اللغة الناطقني بغريها‪ ،‬بحيث تتميزان‬
‫عن بع�ضهما يف �أحد العنا�صر التي قد ت�ؤثر يف عملية التعلم �إيجاب ًا �أو �سلب ًا‪،‬‬
‫مثل اللغة الأم للمتعلم‪� ،‬أو العمر‪� ،‬أو املرحلة الدرا�سية‪� ،‬أو مدة تعلمه للغة‪� ،‬أو‬
‫عدد اللغات التي يتقنها‪� ،‬أو غري ذلك من العوامل (قراجنر‪1998 ،‬م)‪ ،‬انظر‬
‫ال�شكل ‪.7‬‬

‫ّ‬
‫ال�شكل (‪ )7‬الأنواع الرئي�سة للتحليل التقابلي با�ستخدام مدونات املتعلمني‬
‫يهدف النوع الأول �إلى الك�شف عن الفروق اللغوية بني الناطقني باللغة‬
‫بو�صفها لغتهم الأم مقارنة مبتعلميها الناطقني بغريها‪ ،‬ويك�شف لنا هذا النوع‬
‫اخل�صائ�ص املميزة للغة املرحلية للمتعلمني مع تزويد الباحثني مبعلومات دقيقة‬
‫عنها‪ ،‬فعلى �سبيل املثال ميكن معرفة �إلى �أي مدى ي�شيع ا�ستخدام كلمة �أو تركيب‬

‫‪116‬‬
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

‫حمدد بني كل فريق‪ ،‬وميكن تبع ًا لذلك ا�ستخال�ص ما ي�سمى باال�ستخدام الزائد‪،‬‬
‫�أو الناق�ص‪� ،‬أو اخلاطئ ملفردات وتراكيب اللغة بني متعلميها الناطقني بغريها؛‬
‫وهذا ي�ساعد املخت�صني من باحثني ومعلمني وم�صممي املناهج التعليمية يف‬
‫توجيه الطالب �إلى اال�ستخدام ال�صحيح والأمثل للغة‪ ،‬وذلك بتقريبهم ما �أمكن‬
‫�إلى �أ�ساليب اال�ستخدام الواقعية للناطقني بها‪.‬‬
‫�أما النوع الثاين من التحليل التقابلي للغة املرحلية فيكون بني جمموعتني‬
‫خمتلفتني من متعلمي اللغة الناطقني بغريها‪ ،‬حيث تكون املقارنة على �أ�سا�س‬
‫�أحد العنا�صر امل�ؤثرة يف عملية التعلم‪ ،‬فاملقارنة بني جمموعتني من الطالب‬
‫مع اختالف اللغة الأم لكل منهما (كاملقارنة مث ًال بني جمموعة طالب �إجنليز‬
‫وجمموعة طالب �صينيني يتعلمون العربية)‪ ،‬ي�ساعدنا يف معرفة �أثر بع�ض اللغات‬
‫على تعلم الطالب للغة الهدف �إيجاب ًا و�سلب ًا‪ .‬على �سبيل املثال قد يكون ت�شابه‬
‫�أق�سام ال�ضمائر يف بع�ض اللغات عام ًال م�ساعد ًا للطالب على �إتقانها‪ ،‬بينما‬
‫يجد غريه �صعوبة يف فهم احلدود الدقيقة ال�ستخدامها‪ .‬ومثل هذا النوع من‬
‫املقارنات بني جمموعات خمتلفة من متعلمي اللغة الناطقني بغريها‪ ،‬ميكننا من‬
‫الإجابة على عدة ت�سا�ؤالت نحو‪ :‬هل ي�ؤثر عدد اللغات التي يتحدث بها الطالب‬
‫على مدى قدرته على تعلم اللغة؟ ما مدى �أثر العمر على فهم اللغة‪ ،‬واكت�ساب‬
‫املفردات‪ ،‬ودقة القواعد‪ ،‬ونحو ذلك؟ هل ي�ؤثر م�ستوى الطالب لغوي ًا على �شيوع‬
‫ا�ستخدامه لبع�ض الكلمات �أو العبارات؟‬
‫وال بد هنا من التنبيه على دور الت�صميم اجليد للمدونة؛ ليتمكن الباحثون‬
‫من �إجراء التحليل التقابلي على �أكرب عدد ممكن من العوامل‪ ،‬فجودة ت�صميم‬
‫املدونة ت�ؤثر ب�شكل كبري على جودة النتائج امل�ستخرجة منها (�سينكلري‪1991 ،‬م‪،‬‬
‫وقراجنر‪1998 ،‬م‪ ،‬وال�سليطي ‪2004 ،Al-Sulaiti‬م)‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬حتليل الأخطاء مب�ساعدة احلا�سب (‪Computer-aided Error‬‬
‫‪)Analysis‬‬

‫‪117‬‬
‫بد�أ العمل يف جمال حتليل الأخطاء اللغوية يف نهاية �ستينات القرن املا�ضي‬
‫‪� -‬أي قبل بداية وجود مدونات املتعلمني التي بد�أت يف �أواخر ثمانينات القرن‬
‫نف�سه ‪ -‬وقد ُجمع كثري من العينات اللغوية للطالب يف ذلك الوقت‪ ،‬لكنها كانت‬
‫ُت�ستخدم كم�ستودع للأخطاء فقط‪ ،‬ال على �أنها مدونات للمتعلمني‪ ،‬وبالتايل‬
‫ميكن التفريق بينها وبني مدونات املتعلمني ب�أن هذه العينات مل تكن ُتمع وفق‬
‫معايري ت�صميم وا�ضحة‪ ،‬ومل يكن للحا�سب الآيل دور يف حتليل حمتواها‪� ،‬إ�ضافة‬
‫�إلى �أنه كان يتم التخل�ص منها مبجرد ا�ستخراج الأخطاء ودرا�ستها (ن�سلهاف‪،‬‬
‫‪2004‬م)‪.‬‬
‫ومع ا�ستخدام �أدوات حتليل املدونات على احلا�سب الآيل يف الوقت الراهن‪،‬‬
‫�أ�صبح لدى الباحثني �إمكانات كبرية للو�صول �إلى حتليل �أعمق للأخطاء يف‬
‫مدونات املتعلمني‪ ،‬مع احل�صول على نتائج �أدق وب�شكل �أ�سرع‪ .‬ويلعب و�سم‬
‫الأخطاء الدور الأكرب يف هذا اجلانب‪ ،‬فكلما كان ت�صنيف الأخطاء وو�سمها‬
‫ي�ستند على معايري وا�ضحة ودقيقة كانت نتائج البحث والتحليل �أكرث جودة‬
‫وبالتايل �أكرث واقعية وفائدة‪.‬‬
‫ومن الأمثلة على ذلك تلك الدرا�سة التي �أجراها يل ‪2007( Lee‬م)‬
‫يف جامعة �أ�سك�س ‪ ،Essex‬حيث قام ببناء مدونة ت�ضم ع�شرين �ألف كلمة‪،‬‬
‫عبارة عن ن�صو�ص كتبها طالب كوريون يدر�سون اللغة الإجنليزية‪� ،‬أعمارهم‬
‫بني ‪ 16‬و‪ 17‬عام ًا‪ ،‬وبعد و�سم جميع الأخطاء با�ستخدام �أداة خا�صة �صممها‬
‫هت�شن�سون ‪1996( Hutchinson‬م)‪ ،‬وهي �أداة تعتمد على ت�صنيف الأخطاء‬
‫اللغوية لدنيو و�آخرين ‪1996( .Dagneaux et al‬م)‪� ،‬أمكن ا�ستنتاج عدد‬
‫الأخطاء ون�سبتها حتت كل فئة من فئات اخلط�أ العامة والفرعية ب�سرعة‬
‫ودقة عاليتني‪ .‬فعلى �سبيل املثال وجد الباحث �أن �أخطاء القواعد اللغوية‬
‫كانت الأكرث بن�سبة ‪ ،٪37.5‬تلتها �أخطاء عالمات الرتقيم بن�سبة ‪.٪14.5‬‬
‫وفيما يخ�ص الت�صنيفات الفرعية‪ ،‬وجد �أن عالمات التعريف والتنكري –‬

‫‪118‬‬
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

‫حتت ت�صنيف القواعد ‪ -‬كانت الأكرث عر�ضة للخط�أ بن�سبة ‪ .٪14.8‬وهذا‬


‫النوع من الأبحاث يف ا�ستنتاج الأخطاء وحتليلها‪ ،‬ي�ستخدم ك�أ�سا�س لكثري‬
‫من الأبحاث املتقدمة‪ ،‬والأغرا�ض الرتبوية‪ ،‬فهو ي�ساعد الباحثني على تتبع‬
‫م�ستويات الطالب ومدى تطور قدراتهم اللغوية‪� ،‬إ�ضافة �إلى تق�صي �أوجه‬
‫الق�صور يف الإ�سرتاتيجيات احلال ّية لتعليم اللغة‪ ،‬ومن ثم العمل على تالفيها‬
‫م�ستقب ًال‪ ،‬كما ي�ساعد على ت�صميم كتب‪ ،‬ومواد تعليمية‪ ،‬ومعاجم طالبية‬
‫�أقدر على الوفاء باحتياجات املتعلمني و�أهدافهم‪ ،‬و�سريد حديث �أكرث عن‬
‫بع�ض هذه اجلوانب‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬درا�سة التطور اللغوي لدى الطالب‬
‫من الأبحاث القائمة على مدونات املتعلمني ما يخت�ص بدرا�سة م�ستويات‬
‫الطالب وقدراتهم اللغوية وقيا�س التباين بني كل م�ستوى و�آخر‪ ،‬مع درا�سة‬
‫العوامل امل�ؤثرة يف ذلك‪ ،‬ومن الأمثلة على ذلك تلك الدرا�سة التي قام بها‬
‫باتريي وكاينز ‪2012( Buttery and Caines‬م) لبحث العالقة بني م�ستوى‬
‫الكفاية اللغوية مقارنة بطول اجلمل التي ي�ستخدمها الطالب من ناحية‪،‬‬
‫وبالتنوع والعدد يف ا�ستخدام العبارات الظرفية من ناحية �أخرى‪ ،‬وقد اعتمدوا‬
‫يف ذلك على و�سم وحتليل الأخطاء الذي �سبق �أن ذكرنا �أهميته باعتباره �أ�سا�س ًا‬
‫ملثل هذه الدرا�سات‪.‬‬
‫قد يكون هذا املجال هو الأ�سا�س الذي بد�أ منه ذلك النوع املعروف مبدونات‬
‫املتعلمني التعاقبية (‪� )Diachronic‬أو الطولية (‪ ،)Longitudinal‬والتي من �أهم‬
‫�أغرا�ضها قيا�س مدى تطور الطالب لغوي ًا �سوا ٌء �أكان ذلك باالعتماد على ن�سبة‬
‫الأخطاء يف كل مرحلة‪� ،‬أم من خالل تتبع ما يحدث من حت�سن يف ا�ستخدام‬
‫بع�ض املفردات‪� ،‬أو العبارات‪� ،‬أو الأدوات اللغوية‪� ،‬أو غريها‪ ،‬بالتزامن مع تطور‬
‫م�ستوى الكفاية اللغوية لدى الطالب‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫خام�ساً‪ :‬ت�أليف معاجم الطالب‬
‫تعد �صناعة املعاجم املوجهة ملتعلمي اللغة ‪ -‬الإجنليزية على وجه التحديد ‪-‬‬
‫من �أوائل املواد التعليمية التي ا�ستفادت من الدرا�سات املعنية بتحليل مدونات‬
‫املتعلمني‪� ،‬أما يف الوقت احلايل ف�أغلب معاجم الطالب تعتمد على هذا النوع‬
‫من املدونات‪ ،‬خ�صو�ص ًا املعاجم �أحادية اللغة (’‪Monolingual learners‬‬
‫‪ .)dictionaries‬ومن ال�صور ال�شائعة ال�ستخدام مدونات املتعلمني يف بناء‬
‫معاجم الطالب‪ ،‬اال�ستفادة من خمرجات حتليل الأخطاء اللغوية على م�ستوى‬
‫املفردات �أو الرتاكيب‪ ،‬وتزويد قراء املعجم بتنبيهات حول هذه الأخطاء يف‬
‫املداخل املعجمية املرتبطة بها‪ ،‬مع بيان �صور ا�ستخدامها ال�صحيح‪ ،‬ويعد‬
‫معجم ‪�( Longman Essential Activator‬سمرز ‪1997 ،Summers‬م) �أول‬
‫خدمت «مدونة لوجنمان» (�شبكة‬ ‫معجم يعتمد على مدونة متعلمني‪ ،‬حيث ا�سـتـُ ِ‬
‫مدونة لوجنمان‪2012 ،‬م) يف ت�أليف هذا املعجم (جيالرد وجا�سبي ‪Gillard‬‬
‫‪1998 ،and Gadsby‬م‪ ،‬وقراجنر‪2003 ،‬م ب‪ ،‬ون�سلهاف‪2004 ،‬م)‪.‬‬
‫يعر�ض لنا ال�شكل ‪ 8‬مثا ًال خلط�أ �شائع من «معجم لوجنمان لالختبارات»‬
‫‪( Longman Exams Dictionary‬بولن ‪2006 ،Bullon‬م‪ ،)969 :‬وقد مت‬
‫و�ضعه على �شكل ملحوظة يف نهاية املدخل املعجمي لكلمة «‪ »mind‬للتحذير من‬
‫الأ�ساليب اخلاطئة ال�ستخدام هذه الكلمة والتنبيه على البدائل ال�صحيحة لها‪.‬‬

‫ّ‬
‫ال�شكل (‪ )8‬مثال خلط�أ �شائع من «معجم لوجنمان لالختبارات»‬

‫‪120‬‬
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

‫وقد تو�سع البحث يف ت�أليف معاجم الطالب املبنية على مدونات املتعلمني‬
‫حتى ظهرت معاجم م�ستقلة للتنبيه على �أخطاء املتعلمني وت�صويبها مثل «معجم‬
‫لوجنمان للأخطاء ال�شائعة»(‪Longman Dictionary of Common Errors )3‬‬
‫(تورتن وهينت ‪ ،)5 :1996 ،Turton and Heaton‬انظر ال�شكل ‪.9‬‬

‫ّ‬
‫ال�شكل (‪ )9‬مثال خلط�أ �شائع من «معجم لوجنمان للأخطاء ال�شائعة»‬
‫واملعاجم التي تعنى بالتنبيه على الأخطاء ال�شائعة قد ُوجدت بكرثة يف‬
‫اللغة العربية‪ ،‬ومنها «معجم الأخطاء ال�شائعة» (العدناين‪1983 ،‬م)‪ ،‬و»املعجم‬
‫الوجيز يف الأخطاء ال�شائعة والإجازات اللغوية» (حممد‪1426 ،‬هـ)‪ ،‬و»معجم‬
‫تقومي اللغة وتخلي�صها من الأخطاء ال�شائعة» (�أَ ُّمون‪ ،‬التاريخ غري معروف)‪،‬‬
‫وهي يف الغالب موجهة للناطقني باللغة العربية‪ ،‬ومل ت�ستفد من التطور احلا�صل‬
‫بني حقلي �صناعة املعاجم ومدونات املتعلمني‪.‬‬
‫يف مقابل املعاجم هناك بع�ض الدرا�سات التي اهتمت بدرا�سة �شيوع‬
‫الأخطاء لدى متعلمي اللغة‪ ،‬ومن ذلك درا�سة الع�صيلي (‪1405‬هـ) بعنوان‬
‫«الأخطاء ال�شائعة يف الكالم لدى طالب اللغة العربية الناطقني بلغات �أخرى»‪،‬‬
‫وكذلك ال�شافعي و�إبراهيم (‪1408‬هـ) «الأخطاء ال�شائعة يف الهجاء والإمالء‬
‫بني تالميذ املرحلة االبتدائية مبنطقة الريا�ض»‪ ،‬واحلمد (‪1415‬هـ) «حتليل‬
‫�أخطاء التعبري الكتابي لدى امل�ستوى املتقدم من دار�سي العربية غري الناطقني‬
‫بها يف جامعة امللك �سعود» وغريها من الأبحاث ذات املنهجية الوا�ضحة يف‬

‫‪121‬‬
‫ا�ستخراج الأخطاء واحلكم على �شيوعها‪ ،‬لكنها ا�ستخدمت عينات بحثية خا�صة‬
‫عو�ض ًا عن االعتماد على مدونات املتعلمني‪ ،‬كما �أن بناء معجم للطالب مل يكن‬
‫جزء ًا من �أي منها‪.‬‬
‫�ساد�ساً‪ :‬تدري�س اللغة وت�صميم املواد التعليمية‬
‫من الطرائق امل�ستحدثة يف تعليم اللغة‪ ،‬والتي �أجريت درا�سات كثرية حول‬
‫فاعليتها يف اكت�ساب اللغة‪ ،‬تلك التي ُت�ستَخدم فيها املدونات داخل الف�صل‬
‫الدرا�سي فيما يعرف بالتعليم املوجه بالبيانات (‪،)Data-Driven Learning‬‬
‫والذي يعرفه جونز وكينق ‪1991( Johns and King‬م‪ )iii :‬ب�أنه‪:‬‬
‫ا�ستخدام البيانات اللغوية التي يتم توليدها داخل الف�صل الدرا�سي‪ ،‬عن‬
‫طريق ا�ستخدام ك�شاف ال�سياقات (‪ )Concordancer‬على احلا�سب الآيل‪،‬‬
‫وذلك مل�ساعدة الطالب على ا�ستك�شاف العبارات والرتاكيب اللغوية‪ ،‬وقيا�س‬
‫مدى اطرادها يف اللغة امل�ستهدفة‪ ،‬وي�شمل ذلك بناء �أن�شطة ومتارين لغوية‬
‫اعتماد ًا على هذه البيانات امل�ستخرجة من ك�شاف ال�سياقات‪.‬‬
‫ومتثل لذلك قراجنر وتريبل ‪1998( Granger and Tribble‬م) بتدريب �صفي‬
‫ُت�ستخدم فيه املدونات الن�صية العامة جنب ًا �إلى جنب مع مدونات املتعلمني‪،‬‬
‫حيث يطلب من الدار�سني عمل قائمة بالكلمات التي ترد بعد لفظة حمددة‪،‬‬
‫ومقارنة �أمثلة الناطقني باللغة (يف املدونة العامة) مع �أمثلة الناطقني بغريها‬
‫(يف مدونة املتعلمني)‪.‬‬
‫و�سنورد هنا تدريب ًا م�شابه ًا ملا ُذكر عند قراجنر وتريبل‪ ،‬لكنه مطبق على‬
‫اللغة العربية‪ ،‬حيث ا�ستخدمنا املدونة اللغوية العربية ملدينة امللك عبدالعزيز‬
‫للعلوم والتقنية(‪( )4‬الثبيتي ‪2014 ،Al-Thubaity‬م) باعتبارها مدونة عامة‪،‬‬
‫واملدونة اللغوية ملتعلمي اللغة العربية (الفيفي و�آخرون‪2014 ،‬م) باعتبارها‬
‫مدونة متعلمني‪ .‬يف هذا التمرين يطلب من املتعلمني ما يلي‪:‬‬

‫‪122‬‬
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

‫‪� -1‬إيجاد الكلمات التي تتلو عبارة «بالن�سبة» يف جميع الأمثلة املعطاة‪.‬‬
‫‪ -2‬فرز هذه الكلمات لإيجاد املفردات التي وردت فقط يف مدونة املتعلمني‬
‫ومل ترد يف املدونة العامة‪ ،‬مع حماولة احلكم عليها بال�س�ؤال عن مدى �صحة‬
‫ا�ستخدامها كما وردت يف الأمثلة‪ ،‬وكيفية ت�صحيحها‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫�أو ًال‪ :‬ن�صو�ص الناطقني باللغة العربية (مدونة عامة)‬
‫له �شر ًا فيخرج من هذه اجلهة عن كونه‬ ‫بالن�سبة‬ ‫و�أما العبد فقد يريد ال�شيء ويكون‬
‫�إلى الزمن بعامة ‪-‬الزمن املطلق‪ -‬ال �شك �أنه‬ ‫بالن�سبة‬ ‫و�إن كانت مدته �أو عمره طويل لكنه‬
‫لنا �سنجري على وفق ما جرى هو عليه‬ ‫بالن�سبة‬ ‫وفق ما تي�سر مل�ؤلفها‪ ،‬والرتتيب ينفع املُ َت َل ِّقي لكن‬
‫للجهات املانحة للم�ساعدات و املمولة للربامج‬ ‫بالن�سبة‬ ‫و �أ�صبحت املخاطب املف�ضل‬
‫للمنتجني �أو امل�ستهلكني كما �إن املعرفة قد تلعب‬ ‫بالن�سبة‬ ‫فر�ص االختيار بني ال�سلع واخلدمات �سواء‬
‫ملن بعدهم ‪ .‬فال�صحابة ر�ضي اهلل عنهم‬ ‫بالن�سبة‬ ‫وهو قلة كالم ال�سلف وعظيم فقههم‬
‫لتخريج الأحاديث ف�إن كان احلديث يف ال�صحيحني‬ ‫بالن�سبة‬ ‫ومن ثم اختيار القول الراجح يف كل �صورة ‪� .‬أما‬
‫�إلى الفقه‬ ‫بالن�سبة‬ ‫الذي هو بالن�سبة �إلى النحو ك�أ�صول الفقه‬
‫�إلى اجلي�ش الإ�سالمي فقد كان قليل العدد من‬ ‫بالن�سبة‬ ‫مما �أ�ضعف عزمية �أفراده‪� .‬أما‬
‫للحافالت ال�سياحية ف�إن التح�سن ال�سياحي يف‬ ‫بالن�سبة‬ ‫وبالعادة يف�ضل ه�ؤالء ال�سري على الأقدام ‪� .‬أما‬

‫ثانياً‪ :‬ن�صو�ص الناطقني بغري اللغة العربية (مدونة متعلمني)‬


‫يل بعيدا‪ ،‬ولكن هديف و�إرادتي وعزمي‬ ‫بالن�سبة‬ ‫ولهذا �أرى النجاح �إلى الآن يف هذا التخ�ص�ص‬
‫للطعام والأجرة وعدة م�شاكل �أخرى‬ ‫بالن�سبة‬ ‫م�شكلة مع العائلة التي كانت ت�أويني‬
‫�إلى التخ�ص�ص الذي اخرتته فهو التخ�ص�ص العلمي‬ ‫بالن�سبة‬ ‫اهتماماتي الدرا�سية هي كثرية وعديدة ولكن‬
‫�أهل بلدي‪ ،‬معظمهم و�أكرثهم حمتاجون �إلى الدعوة‬ ‫بالن�سبة‬ ‫وذلك �أن احلاجة تدعو �إليها‬
‫للمعهد �س�ألتحق بكلية �أ�صول الدين ب�إذن اهلل‬ ‫بالن�سبة‬ ‫بعد درا�سة اللغة العربية‬
‫يل فقد قمت بو�صفها لك وامتنى �أن‬ ‫بالن�سبة‬ ‫هذه هي ق�صة حياتي و�أجمل ق�صة‬
‫يف اختياري له فلي�س له �سبب‬ ‫بالن�سبة‬ ‫وب�إذن �سيتحقق حلمي الذي اريده‪� ،‬أما‬
‫ايل‪ ،‬فالزلت ا�ست�شعر ذلك املوقف‬ ‫بالن�سبة‬ ‫فقد كانت من �أكرث املواقف روحانيه‬
‫يف كليات �أخرى‬ ‫بالن�سبة‬ ‫واي�ض ًا يف كلية ال�شريعة �إ�ستفادة كثرية‬
‫�أ�سرتي هم يقولون �أي التخ�ص�ص �أريد‬ ‫بالن�سبة‬ ‫�أو يرغب بهذا التخ�ص�ص‪.‬‬
‫ّ‬
‫ال�شكل (‪ )10‬مثال لتدريبات التعليم املوجه بالبيانات‬

‫‪123‬‬
‫بالإجابة على الأ�سئلة �أعاله‪� ،‬سيالحظ الطالب �أن الناطقني باللغة العربية‬
‫يف جميع �أمثلتهم ا�ستخدموا احلرفني «�إلى» و»الالم» بعد عبارة «بالن�سبة»‪،‬‬
‫بينما ا�ستخدم متعلمو اللغة �إ�ضافة �إلى هذين احلرفني‪ ،‬حرف اجلر «يف»‬
‫واال�سمني «�أهل» و»�أ�سرتي» مما يدفع الطالب للبحث حول �صحة هذه الرتاكيب‬
‫التي تفرد بها متعلمو اللغة دون الناطقني بها؛ ويظهر لنا من خالل هذا املثال‬
‫القائم على املدونات الن�صية ‪ -‬ومنها مدونات املتعلمني ‪ -‬ما ميكن �أن يكت�سبه‬
‫الطالب من ا�ستخدام لغوي �صحيح لبع�ض العبارات‪ ،‬اعتماد ًا على بيانات واقعية‬
‫غري م�صطنعة‪� ،‬إ�ضافة ملا يكت�سبه الطالب عند تفريقه بني الناطقني بالعربية‬
‫والناطقني بغريها من الوقوف على بع�ض الأخطاء املحتملة‪ ،‬واملبنية على بيانات‬
‫واقعية �أي�ض ًا‪ .‬وال بد هنا من التنبيه على بع�ض املحاذير التي ذكرها الباحثون‬
‫ال تريبل و جونز ‪Tribble and‬‬ ‫عند ا�ستخدام التعليم املوجه بالبيانات (انظر مث ً‬
‫‪1997 ،Jones‬م‪ ،‬وجونز ‪1994 ،Johns‬م‪ ،‬وباكرد ‪1994 ، Packard‬م)‪ ،‬ومن ذلك‬
‫مث ًال احلاجة �إلى تدريب الطالب على ا�ستخدام املدونات‪ ،‬وبراجمها‪ ،‬وطرائق‬
‫البحث فيها‪ ،‬مع الأخذ يف احل�سبان تفاوت الطالب يف القدرات احلا�سوبية‬
‫واللغوية‪ ،‬ومن املحاذير كذلك �أهمية االختيار الدقيق للأمثلة وال�سياقات التي‬
‫تتوافق مع غر�ض التدريب‪ ،‬وكذلك ت�صميم التدريبات مبا ينا�سب م�ستوى‬
‫الطالب‪ ،‬ف�إذا كان طالب امل�ستوى املتقدم قادرين على متييز اخلط�أ يف مدونات‬
‫املتعلمني‪ ،‬ف�إن غريهم من امل�ستويات الأقل قد يظنه ا�ستخدام ًا �صحيح ًا �إن مل‬
‫يجد التوجيه املنا�سب‪ ،‬وبالتايل تكون املح�صلة عك�سية ب�أن ير�سخ يف ذهنه واحد‬
‫�أو �أكرث من الأخطاء الواردة يف مفردة �أو تركيب لغوي‪.‬‬
‫�أما من ناحية ت�صميم املواد التعليمية‪ ،‬فقد قارنت بع�ض الدرا�سات (مثل‬
‫جلنق ‪1991 ،Ljung‬م) بني تعليم اللغة با�ستخدام مواد تعليمية اعتمدت يف‬
‫ت�صميمها على املدونات العامة للناطقني باللغة‪ ،‬ومواد تعليمية �أخرى م�صممة‬
‫بناء على اجتهاد وحد�س امل�صمم �أو املعلم نف�سه‪ ،‬و�أظهرت النتائج �أن خمرجات‬

‫‪124‬‬
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

‫النوع الأول كانت �أف�ضل ب�سبب اعتمادها على �أمثلة لغوية حقيقية‪ ،‬و�أن نقطة‬
‫ال�ضعف الكربى يف النوع الثاين تتمثل يف �إغفال بع�ض النواحي املهمة مل�شاكل‬
‫الطالب اللغوية‪ .‬لكن قراجنر ‪1998( ،Grangr‬م) ترى �أن املدونات العامة‬
‫وحدها ال ت�شري �إلى درجة ال�صعوبة التي يواجهها متعلمو اللغة‪� ،‬سوا ٌء �أكان ذلك‬
‫َ‬
‫يف املفردات �أم يف الرتاكيب‪ ،‬وهنا ت�أتي �أهمية مدونات املتعلمني يف ت�صميم‬
‫املواد التعليمية‪ ،‬فال �شك �أن اعتماد م�صممي املواد التعليمية اللغوية على‬
‫كال النوعني ‪ -‬املدونات العامة للناطقني باللغة �إ�ضافة �إلى مدونات املتعلمني‬
‫الناطقني بغريها ‪� -‬سي�ؤدي �إلى تطور كبري‪ ،‬مع �إمكانية توجيه هذه املواد لتلبي‬
‫حاجات الطالب اللغوية ب�شكل �أكرب‪ .‬ومن الناحية العملية فقد بد�أ فعلي ًا �إنتاج‬
‫بع�ض الكتب التعليمية املبنية على نتائج �أبحاث �أجريت على مدونات املتعلمني‪،‬‬
‫وهي مناذج �إيجابية م�شجعة (قراجنر‪2003 ،‬م ب)‪.‬‬
‫�سابعاً‪ :‬البحث يف معاجلة اللغة الطبيعية (‪Natural Language‬‬
‫‪)Processing‬‬
‫ي�ستفيد جمال معاجلة اللغة الطبيعية من مدونات املتعلمني يف بع�ض املجاالت‬
‫املهمة‪ ،‬منها على �سبيل املثال التدقيق الإمالئي‪ ،‬والتدقيق النحوي‪ ،‬املبنيان‬
‫على نتائج حتليل الأخطاء‪ ،‬مما يعطي دقة �أكرب يف اكت�شاف الأخطاء الإمالئية‬
‫والنحوية‪ ،‬وكذلك يف اقرتاح البدائل ال�صحيحة لها‪ ،‬وترتيبها بح�سب �أولويتها‬
‫(انظر نورفيج ‪2007 ،Norvig‬م‪ ،‬و جارف�سكي ومارتن ‪،Jurafsky and Martin‬‬
‫‪2009‬م‪ ،‬والكنهل و�آخرون‪2012 ،‬م)؛ من ذلك �أي�ض ًا بناء تطبيقات لتعليم اللغة‬
‫حا�سوبي ًا‪ ،‬وت�ستطيع هذه الربامج الإفادة ب�شكل مبا�شر من مدونات املتعلمني‪،‬‬
‫لتوليد تدريبات ت�ساعد الطالب على جتاوز امل�شاكل الفعلية التي تواجههم؛‬
‫وكذلك امل�ساعدة على اختيار ن�صو�ص القراءة املنا�سبة مل�ستوى الطالب �آلي ًا‪،‬‬
‫ال �شانق و�شانق ‪Chang and‬‬ ‫وغري ذلك من التطبيقات احلا�سوبية‪ ،‬انظر مث ً‬
‫‪2004( Chang‬م)‪ ،‬والن�سخة الإلكرتونية من درا�سة مورير�س ‪( Meurers‬ملا‬

‫‪125‬‬
‫(‪Learner‬‬ ‫تطبع بعد) بعنوان‪ :‬مدونات املتعلمني ومعاجلة اللغة الطبيعية‬
‫‪.)Corpora and Natural Language Processing‬‬

‫وســم مدونات المتعلمين‬


‫كما ذكرنا يف بداية الف�صل‪ ،‬ف�إن و�سم الأخطاء اللغوية هو �أكرث �أنواع الو�سم‬
‫�شيوع ًا يف مدونات املتعلمني‪ ،‬حيث تعتمد كثري من الأبحاث يف مادتها على نتائج‬
‫حتليل هذه الأخطاء‪ ،‬ك�أبحاث اكت�ساب وتعليم اللغة‪ ،‬وكذلك ت�أليف املعاجم‪،‬‬
‫وت�صميم الكتب التعليمية‪ ،‬ومنها �أي�ض ًا بع�ض تطبيقات اللغويات احلا�سوبية‪.‬‬
‫وا�ستناد ًا على هذا الأ�سا�س �سنذكر بع�ض اجلوانب املتعلقة بو�سم الأخطاء‬
‫اللغوية يف مدونات املتعلمني‪.‬‬
‫�أو ًال‪ :‬ما هو و�سم الأخطاء؟‬
‫و�سم الأخطاء يعني و�ضع رمز خا�ص لكل نوع من �أنواع اخلط�أ اللغوي لي�سهل‬
‫متييزه عن الأنواع الأخرى عند البحث يف املدونة وحتليل مادتها‪ ،‬ومن هذه‬
‫الأنواع مث ًال اخلط�أ يف الهمزة‪ ،‬واخلط�أ يف حروف الكلمة (كزيادة حرف �أو‬
‫�إ�سقاطه �أو ا�ستبداله بحرف �آخر)‪ ،‬ومنها كذلك اخلط�أ يف الإعراب‪ ،‬واخلط�أ‬
‫يف عالمات الرتقيم (زيادة عالمة ترقيم‪� ،‬أو �إ�سقاطها‪� ،‬أو ا�ستبدالها ب�أخرى‬
‫خط�أً)‪ ،‬وهكذا‪ .‬ويف الغالب يتم ح�صر الأخطاء املراد و�سمها‪ ،‬ثم ُت�ص ّنف بناء‬
‫على جماالت �أو فئات عامة؛ لي�سهل فه ُمها وا�ستخدا ُمها من قبل القائمني على‬
‫عملية الو�سم وكذلك التحليل‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬الدرا�سات التي عنيت بت�صنيف الأخطاء‬
‫منذ عقود م�ضت ظهرت كثري من الدرا�سات املهتمة بتحليل الأخطاء اللغوية‬
‫فت هذه‬‫التي يقع فيها الطلبة يف كتاباتهم‪ ،‬ورغم �أن هذه الدرا�سات قد �ص َّن ْ‬
‫الأخطاء �إلى عدة �أنواع (انظر مث ًال الع�صيلي‪1405 ،‬ه‪ ،‬والعتيق‪1412 ،‬هـ‪،‬‬

‫‪126‬‬
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

‫واحلمد‪1414 ،‬هـ‪ ،‬والعقيلي‪1415 ،‬هـ)‪� ،‬إال �أن تركيزها ظل حم�صور ًا يف‬


‫العينات البحثية التي تعاجلها‪ ،‬متبعة ما يعرف بطريقة الت�صنيف «من �أ�سفل‬
‫لأعلى» (‪� ،)Bottom-up approach‬أي �أن تكون البداية بالبحث عن الأخطاء يف‬
‫عينة الدرا�سة وحتليلها‪ ،‬ومن ثم يو�ض ُع ت�صنيف لها‪ ،‬ومل ميتد اهتمامها لبناء‬
‫�شامل بطريقة البحث «من �أعلى لأ�سفل» (‪،)Top-down approach‬‬ ‫ٍ‬ ‫ت�صنيف‬
‫ٍ‬
‫حيث يكون الت�صنيف هو املو�ضوع �أو ًال من خالل درا�سة �أو ت�صور عام للأخطاء‪،‬‬
‫ومن ثم تتم عملية البحث عن هذه الأخطاء اللغوية وحتليلها يف الن�صو�ص‬
‫واملدونات وغريها‪ .‬هذه التق�سيمات ال�شاملة للأخطاء ال تقت�صر فائدتها على‬
‫و�سم مدونات املتعلمني‪ ،‬بل تتعدى ذلك �إلى فوائد �أخرى‪ ،‬مثل ا�ستخدامها يف‬
‫املعلم‬
‫تعليم اللغة وت�صحيح الن�صو�ص للطالب من ِق َبل معلميهم‪ ،‬حيث متنح َ‬
‫والطالب و�ضوح ًا يف حتديد نوع اخلط�أ بدقة ي�سهل معها التعرف على �أ�سبابه‬
‫َ‬
‫وطرائق عالجه‪.‬‬
‫من املحاوالت القائمة لبناء ت�صنيف لأنواع الأخطاء يف اللغة العربية‪ ،‬ما‬
‫قام به غازي �أبو حكيمة و�آخرون (‪2008‬م) من ترجم ٍة لأحد تق�سيمات الأخطاء‬
‫يف اللغة الفرن�سية (قراجنر‪2003 ،‬م �أ) وحماولة تطبيقه على اللغة العربية‪.‬‬
‫وي�شتمل هذا الت�صنيف على ثالث طبقات‪ ،‬الأولى جماالت اخلط�أ وهي‪:‬‬
‫ال�شكل‪ ،‬وال�صرف‪ ،‬والقواعد‪ ،‬واملفردات‪ ،‬والنحو‪ ،‬وازدواجية اللغة‪ ،‬والأ�سلوب‪،‬‬
‫وعالمات الرتقيم‪ ،‬والأخطاء املطبعية؛ �أما الطبقة الثانية فحوت فئات الأخطاء‬
‫الفرعية املندرجة حتت املجاالت الت�سعة ال�سابقة‪ ،‬والطبقة الثالثة جاءت حتت‬
‫ا�سم الفئات القواعدية وفيها �أربعة �أق�سام‪ :‬اال�سم‪ ،‬والفعل‪ ،‬وعالمات الرتقيم‪،‬‬
‫والرابع مل ي�س ّمه ولعله احلرف‪ ،‬وهذه الطبقة الثالثة ُعنيت بالبنية ال�صرفية‬
‫�أكرث من عنايتها بالأخطاء‪ ،‬انظر �أبو حكيمة و�آخرين (‪2008‬م)‪ ،‬وكذلك الفيفي‬
‫و�أتويل (‪2012‬م) ملزيد من الإي�ضاح حول هذا الت�صنيف‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫الت�صنيف الآخر قام به الباحث كجزء من م�شروع املدونة اللغوية ملتعلمي‬
‫اللغة العربية (الفيفي و�آخرون‪2013 ،‬م)‪ ،‬وفيه طبقتان‪ ،‬الأولى ت�شمل جماالت‬
‫تبت تبع ًا لت�سل�سل امل�ستويات اللغوية كما يلي‪ :‬خط�أ �إمالئي‪ ،‬خط�أ‬ ‫اخلط�أ‪ ،‬وقد ُر ْ‬
‫�صريف‪ ،‬خط�أ نحوي‪ ،‬خط�أ داليل‪ ،‬وبعدها ي�أتي اخلط�أ يف عالمات الرتقيم‪ .‬حتت‬
‫كل جمال من هذه املجاالت اخلم�سة جمموعة من الفئات الفرعية اعتمد فيها‬
‫الباحث على عدة درا�سات اهتمت بت�صنيف الأخطاء وطرق و�سمها‪ ،‬وبهذا جمع‬
‫بني طريقتي البحث ال�سالف ذكرهما‪ ،‬الأولى امل�سماة «من �أ�سفل لأعلى»‪ ،‬حيث‬
‫مت بناء ت�صنيف الأخطاء املقرتح اعتماد ًا على نتائج جمموعة من الدرا�سات‬
‫العلمية التي در�ست عينات كبرية من �أخطاء متعلمي اللغة (انظر الفيفي‬
‫و�أتويل‪2012 ،‬م)‪ ،‬ومن ثم انتقل �إلى الطريقة الثانية امل�سماة «من �أعلى لأ�سفل»‬
‫من خالل اختبار الت�صنيف وتطبيقه على عينات من مدونات املتعلمني‪ ،‬ومنها‬
‫املدونة اللغوية ملتعلمي اللغة العربية‪ .‬كما قام الباحث بتقومي هذا الت�صنيف‬
‫عدة مرات م�ستقلة لتح�سينه وتنقيحه‪ ،‬ويف كل مرة يطبق على عينة خمتلفة‬
‫من الن�صو�ص؛ للت�أكد من دقته و�شموله وو�ضوح ت�صنيف الأخطاء فيه‪ .‬كما قام‬
‫الباحث بدرا�سة حول ا�ستخدام هذا الت�صنيف باملقارنة مع ت�صنيف �أبو حكيمة‪،‬‬
‫وذلك بو�سم عينة من الن�صو�ص بوا�سطة باح َث ْ ِي م�ستق َّل ْي‪ ،‬ومت و�سم هذه العينة‬
‫مرتني با�ستخدام �أحد الت�صنيفني يف كل مرة‪ ،‬مع قيا�س مدى التطابق بني‬
‫الباح َثني عند ا�ستخدام كل واحد من ت�صنيفات الأخطاء؛ وقد �أظهرت النتائج‬
‫�أن التطابق بني امل�شار َكني عند ا�ستخدام الت�صنيف املقرتح كان �أكرث منه عند‬
‫ا�ستخدام ت�صنيف �أبو حكيمة‪ ،‬ولالطالع على نتائج هذه الدرا�سة انظر الفيفي‬
‫و�آخرين (‪2013‬م)‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الأخطاء التي تو�سم‬
‫يعتمد ذلك على الغر�ض من درا�سة الأخطاء‪ ،‬فعلى الرغم من ا�ستخدام‬
‫�أغلب الباحثني للت�صنيفات املوجودة ب�سبب �شمولها لأهم الأخطاء اللغوية‪� ،‬إال‬
‫�أن هناك من يدر�س نقاط ًا حمددة يعمد فيها �إلى ا�ستخدام ت�صنيفه اخلا�ص‬

‫‪128‬‬
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

‫الذي ُيحقّقُ �أهداف بحثه ب�شكل مبا�شر‪ ،‬ومن ذلك مث ًال �أن يكتفي بو�سم‬
‫الأخطاء التي يجري عليها درا�سته مع �إ�ضافة بع�ض التفا�صيل عليها‪ .‬فمن‬
‫يدر�س �أخطاء الهمزة على �سبيل املثال‪ ،‬قد يتعمق �أكرث يف ت�صنيفها لت�شمل كل‬
‫الأخطاء املحتملة‪ ،‬ك�أن يق�سمها مث ًال �إلى �أخطاء الهمزة يف �أول الكلمة‪ ،‬واخلط�أ‬
‫يف الهمزة املتو�سطة‪ ،‬واخلط�أ يف الهمزة املتطرفة‪ ،‬وكل واحد منها له �أق�سامه‬
‫الفرعية‪ ،‬ففي �أول الكلمة قد يتعلق اخلط�أ بكتابة همزة الو�صل �أو �إ�سقاط‬
‫ق�سم الأخطاء بناء على احلرف الذي تكتب‬ ‫همزة القطع‪ ،‬ويف و�سطها قد ُت ّ‬
‫عليه الهمزة‪ ،‬وهكذا‪� .‬أما مدونات املتعلمني ‪ -‬مو�ضوع حديثنا يف هذا املبحث‬
‫‪ -‬فكثري منها يعتمد على ت�صنيفات اخلط�أ العامة كتلك التي �أوردناها �سابق ًا‬
‫(�أبو حكيمة و�آخرون‪2008 ،‬م‪ ،‬والفيفي و�آخرون‪2013 ،‬م)؛ و�سبب ذلك يعود‬
‫�إلى عموم الهدف من �إن�شاء مثل هذه املدونات‪ ،‬فنا�سب �أن يكون و�سم الأخطاء‬
‫فيها عام ًا كذلك‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬كيفية و�سم الأخطاء‬
‫ي�ستخدم الباحثون عدة طرق لو�سم الأخطاء تعتمد على نوع امللفات‬
‫امل�ستخدمة حلفظ الن�صو�ص (‪� txt‬أو ‪ xml‬مث ًال)‪ ،‬وكذلك برامج حتليل هذه‬
‫الن�صو�ص‪� ،‬إ�ضافة �إلى جدول ت�صنيف الأخطاء نف�سه الذي يفر�ض �أحيان ًا بع�ض‬
‫القيود على طريقة و�ضع الو�سوم‪ .‬من هذه الطرائق �أن ُتدرِج و�سم اخلط�أ بعد‬
‫الكلمة �أو العبارة اخلاطئة مبا�شرة‪ ،‬على �أن يكون الو�سم حم�صور ًا بعالمتني‬
‫متيزهما عن الن�ص‪ ،‬وهي يف الغالب الأقوا�س املثلثة <>‪ ،‬كما ي�ضيف بع�ض‬
‫الباحثني �إلى و�سم اخلط�أ ال�شكل ال�صحيح للكلمة �أو العبارة اخلاطئة (انظر‬
‫ال�شكل ‪ .)11‬وميكن لبع�ض الربامج امل�ستخدمة يف حتليل املدونات ‪ -‬مثل ورد‬
‫�سميث تولز(‪�( WordSmith Tools )5‬سكوتّ ‪2012 ،Scott‬م)‪ُ � -‬‬
‫إدراك �أن ما‬
‫بني هذه الأقوا�س و�سوم �إ�ضافية على الن�ص ولي�ست من �أ�صله‪ ،‬فال يتم عر�ضها‬
‫مع الن�ص الأ�صلي‪ ،‬مع متكني امل�ستخدم من البحث يف هذه الن�صو�ص وحتليلها‬
‫بناء على تلك الو�سوم‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫«وما كنتو > ‪ OG‬كنت < وحيد > ‪ OM‬وحيدً ا < فـي هاذا > ‪ OD‬هذا < الأمر > ‪PM‬‬
‫> ‪XC‬‬ ‫الأمر‪ < ،‬بل كانت > ‪ XG‬كان < معي زمالءي > ‪ OH‬زمالئي < الآخرين‬
‫الآخرون <»‬
‫ّ‬
‫ال�شكل (‪ )11‬مثال لو�سم الأخطاء وت�صويبها �ضمن الن�ص‬
‫من طرق و�سم الأخطاء كذلك ف�صل الكلمات بحيث تكون كل كلمة ‪� -‬أو‬
‫وحدة �صرفية �أو معجمية ‪ -‬يف �سطر م�ستقل‪ ،‬على �أن ُيجعل و�سم اخلط�أ مقاب ًال‬
‫َف�صل بينهما م�سافة جدولة (‪ ،)tab‬كذلك يكون الت�صويب‬ ‫للكلمة اخلاطئة‪ ،‬وت ِ‬
‫بعد الو�سم مع وجود نف�س الفا�صل (انظر ال�شكل ‪ ،)12‬وت�ستطيع �أداة البحث‬
‫والتحليل �سكت�ش �إجنن(‪( Sketch Engine )6‬كيلقارف ‪2004 ،Kilgarriff‬م)‬
‫قراءة هذا النوع من التن�سيق‪.‬‬

‫وما‬
‫كنت‬ ‫‪OG‬‬ ‫كنتو‬
‫وحيد ًا‬ ‫‪OM‬‬ ‫وحيد‬
‫يف‬
‫هذا‬ ‫‪OD‬‬ ‫هذا‬
‫الأمر‪،‬‬ ‫‪PM‬‬ ‫الأمر‬
‫بل‬
‫كان‬ ‫‪XG‬‬ ‫كانت‬
‫معي‬
‫زمالئي‬ ‫‪OH‬‬ ‫زمالءي‬
‫الآخرون‬ ‫‪XC‬‬ ‫الآخرين‬

‫ّ‬
‫ال�شكل (‪ )12‬مثال لو�سم الأخطاء وت�صويبها على �شكل �أعمدة‬

‫‪130‬‬
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

‫وفيما يلي (ال�شكل‪ )13‬منوذج مت توليده �آلي ًا بتن�سيق ‪ ،XML‬من ن�صو�ص‬


‫املدونة اللغوية ملتعلمي اللغة العربية‪ ،‬وذلك بعد و�سم وت�صحيح الأخطاء فيه‪.‬‬

‫ّ‬
‫ال�شكل (‪ )13‬ملف بتن�سيق ‪ XML‬من املدونة اللغوية ملتعلمي اللغة العربية بعد و�سم‬
‫الأخطاء وت�صويبها‬

‫‪131‬‬
‫وقبل �أن نختم حديثنا هنا‪ ،‬نود التنبيه على �أن مدونات املتعلمني مل تقت�صر‬
‫على و�سم الأخطاء‪ ،‬و�إمنا ف�صلنا احلديث حوله لأهميته اخلا�صة يف هذا النوع‬
‫من املدونات‪ ،‬مع الت�أكيد على �أن مدونات املتعلمني قابلة ‪ -‬كغريها من املدونات‬
‫‪ -‬لو�سم الكلمات من الناحية ال�صرفية‪ ،‬والنحوية‪ ،‬والداللية‪ ،‬والبالغية‪ ،‬وغري‬
‫ذلك من �أ�شكال الو�سم التي ال ميكن ا�ستق�صا�ؤها هنا‪ ،‬وعلى قدر غنى املدونات‬
‫من ناحية الو�سوم تزداد الفائدة من مادتها‪ .‬ولن�ضرب لذلك �أمثلة‪ ،‬فعندما‬
‫تكون الأخطاء مو�سومة‪� ،‬إ�ضافة �إلى و�سم الكلمات �صرفي ًا‪ ،‬ميكننا البحث عن‬
‫الأخطاء يف بنية �صرفية معينة‪ ،‬مثل �أخطاء الهمزة يف الأفعال امل�ضارعة‪.‬‬
‫ولو �أ�ضفنا لذلك الو�سم النحوي لأمكننا البحث مث ًال عن �أخطاء املطابقة يف‬
‫الإعراب‪� ،‬أو اجلن�س‪� ،‬أو العدد‪� ،‬أو التعريف والتنكري‪ ،‬ما بني الأ�سماء وال�صفات‪،‬‬
‫وهكذا‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫ا�ستعر�ضنا يف هذا املبحث مدونات املتعلمني من عدة جوانب‪ ،‬ووقفنا على‬
‫جماالت ا�ستخدامها‪ ،‬ور�أينا ما تزخر به من �إمكانات‪ ،‬وما ميكن �أن ت�سهم به‬
‫يف �سبيل الرقي بالبحث اللغوي لآفاق �أرحب‪ ،‬بداي ًة من اكت�ساب وتعليم اللغة‪،‬‬
‫وت�أليف املعاجم‪ ،‬وت�صميم املواد التعليمية‪ ،‬و�صو ًال ال�ستخدامها يف جمال‬
‫اللغويات احلا�سوبية‪ ،‬وتعليم اللغة مب�ساعدة احلا�سب‪ .‬ومع تعدد هذه الأبحاث‬
‫واملو�ضوعات فال زال املجال وا�سع ًا‪ ،‬والطريق ممتدة لال�ستفادة من مدونات‬
‫املتعلمني يف جماالت جديدة وبا�ستخدام طرائق �شتى‪.‬‬
‫كما �أتينا على �أهم �أنواع الو�سم يف مدونات املتعلمني‪ ،‬وهو و�سم الأخطاء‪،‬‬
‫و�أكدنا على �أن هذه املدونات ميكنها اال�ستفادة من �أنواع الو�سوم الأخرى مما‬
‫يو�سع �إمكاناتها وي�ضاعف طرق البحث فيها‪ .‬ومبا �أننا قد �أتينا على جمموعة‬
‫من مدونات املتعلمني العربية يف �إ�شارة �إلى بداية االهتمام بها‪ ،‬ف�إن مما‬

‫‪132‬‬
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

‫ينبغي التنبيه عليه يف هذا املقام �أن العمل يف جمال مدونات املتعلمني العربية‪،‬‬
‫وو�سمها‪ ،‬واال�ستفادة منها يف جماالت البحث اللغوي ‪� -‬أو غريها من املجاالت ‪-‬‬
‫ال يزال يف �أوله‪ ،‬ويحتاج للكثري من الدرا�سات لي�صل �إلى م�ستويات �أف�ضل‪ ،‬ولعل‬
‫هذا الف�صل قد م َّهد الطريق لذلك‪ ،‬وك َّون نقطة انطالق لكثري من الباحثني‬
‫ب�إذن اهلل تعالى‪.‬‬

‫شكر وعرفان‬
‫للزمالء الكرام الذين تف�ضلوا مبراجعة هذا املبحث‪ ،‬و�أبدوا مالحظات قيمة‬
‫�ساعدت على تنقيحه وتهذيبه‪.‬‬
‫ْ‬

‫الحواشي‬
‫(‪ )1‬من امل�صطلحات امل�ستخدمة للداللة على عملية الو�سم «التح�شية» �أو‬
‫«الرتميز»‪ ،‬ويف هذا الف�صل اعتمدت م�صطلح الو�سم‪ ،‬انظر «قائمة م�صطلحات‬
‫ل�سانيات ا ملدونات اللغوية» للدكتور حممود �إ�سماعيل �صالح‪:‬‬
‫�صالح‪ ،‬حممود �إ�سماعيل‪ :‬قائمة م�صطلحات ل�سانيات املدونات اللغوية‬
‫‪corpus-/01/2014/http://dr-mahmoud-ismail-saleh.blogspot.co.uk‬‬
‫‪linguistics.html#more‬‬

‫(‪ )2‬ميكن ت�سميتها كذلك «تراكمية»‪� ،‬أو «تتبعية»‪ ،‬لكني ف�ضلت م�صطلح‬
‫مدونة طولية ليكون مقاب ًال منا�سب ًا للمدونة العر�ضية‪.‬‬
‫(‪ )3‬توجد ن�سخة معربة من هذا القامو�س بعنوان «معجم لوجنمان للأخطاء‬
‫ال�شائعة يف اللغة الإجنليزية (�إجنليزي ‪� -‬إجنليزي ‪ -‬عربي)»‪ ،‬نقله �إلى العربية‬
‫نبيل راغب (‪2007‬م)‪:‬‬

‫‪133‬‬
‫راغب‪ ،‬نبيل‪ :‬معجم لوجنمان للأخطاء ال�شائعة يف اللغة الإجنليزية‪ ،‬ال�شركة‬
‫امل�صرية العاملية للن�شر ‪ -‬لوجنمان‪ ،‬اجليزة ‪ -‬م�صر‪2007 ،‬م‪.‬‬
‫(‪ )4‬ميكن الو�صول �إليها عن طريق الرابط التايل‪http://www.kacstac.org.sa :‬‬

‫(‪ )5‬ميكن تنزيله من الرابط التايل‪/http://www.lexically.net/wordsmith :‬‬

‫(‪ )6‬ميكن الو�صول �إليها عن طريق الرابط التايل‪http://www.sketchengine.co.uk :‬‬

‫مصــادر إضافيــة حول مدونات المتعلمين‬


‫من املالحظ وجود ق�صور كبري يف املراجع العربية التي حتدثت عن مدونات‬
‫املتعلمني‪ ،‬ولعل البحث الذي ن�شر للباحث (الفيفي‪2012 ،‬م) يف م�ؤمتر هند�سة‬
‫وعلوم احلا�سب باللغة العربية‪ ،‬من �أوائل املراجع العربية التي تناولت هذا النوع‬
‫من املدونات ب�شيء من التف�صيل‪ ،‬وهو مذكور �ضمن قائمة املراجع لهذا الف�صل‪،‬‬
‫و�س�أ�شري هنا �إلى �أهم امل�صادر باللغة الإجنليزية‪:‬‬
‫مدونات املتعلمني احلا�سوبية واكت�ساب اللغة الثانية وتعليم اللغة الأجنبية‬
‫‪Computer Learner Corpora, Second Language Acquisition and‬‬
‫‪Foreign Language Teaching‬‬
‫يتناول هذا الكتاب جمموعة من الأبحاث مق�سمة على ثالثة حماور رئي�سة‪:‬‬
‫•دور مدونات املتعلمني احلا�سوبية يف اكت�ساب اللغة الثانية وتعليم اللغة‬
‫الأجنبية‬
‫•املناهج القائمة على املدونات يف بحث اللغة املرحلية‬
‫•و�سائل تدري�س اللغة الأجنبية املبنية على املدونات‬
‫•الكتاب من �إ�صدار دار الن�شر الأملانية‬
‫‪John Benjamins Publishing Company‬‬
‫يف ‪2002‬م‬

‫‪134‬‬
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

‫ع�شرون عاماً من البحث يف مدونات املتعلمني‪ :‬نظرة على املا�ضي للم�ضي قدماً‬
‫‪Twenty Years of Learner Corpus Research: looking back,‬‬
‫‪moving ahead‬‬
‫ي�ضم هذا الكتاب �أكرث من �أربعني بحث ًا متثل ال�سجل العلمي‬
‫لأول م�ؤمتر يقام حول مدونات املتعلمني يف �سبتمرب ‪2011‬‬
‫يف جامعة لوفاين ببلجيكا‪ ،‬وقد طبعت الأبحاث املقدمة‬
‫للم�ؤمتر يف هذا الكتاب مت�سل�سل ًة دون ت�صنيف‪ ،‬لكنها‬
‫�شملت عدة مو�ضوعات مثل ت�صميم مدونات املتعلمني‪،‬‬
‫وجمع بياناتها‪ ،‬وو�سمها‪ ،‬وكذلك حتليلها �صوتي ًا‪ ،‬ونحوي ًا‪ ،‬وداللي ًا‪ ،‬وبالغي ًا‪،‬‬
‫وغريها من اجلوانب التي تعك�س االهتمام بهذا النوع من املدونات‪.‬‬

‫التحليل واملعاجلة الآلية للبيانات يف مدونات املتعلمني‬


‫‪Automatic Treatment and Analysis of Learner Corpus Data‬‬
‫يتناول هذا الكتاب جمموعة من جوانب البحث املتعلقة مبدونات املتعلمني‪،‬‬
‫وقد �ضم ‪ -‬بعد مقدمة حول م�ستقبل هذا النوع من املدونات ‪ -‬جمموعة من‬
‫الأبحاث توزعت على ثالثة ف�صول‪:‬‬
‫الأول‪ :‬جمع مدونات املتعلمني‪ ،‬وو�سمها‪ ،‬وتبادل موادها‬
‫الثاين‪ :‬و�سائل �آلية للتعرف على خ�صائ�ص لغة املتعلمني‬
‫الثالث‪ :‬حتليل البيانات يف مدونات املتعلمني‬

‫‪135‬‬
‫ر�ؤى لغوية تطويرية حول �أبحاث مدونات املتعلمني‬
‫‪Developmental and Crosslinguistic Perspectives in Learner‬‬
‫‪Corpus Research‬‬
‫ي�شتمل هذا الكتاب على ف�صلني‪ ،‬يركز الف�صل الأول‬
‫على م�شروع املدونة الن�صية الدولية للغة املرحلية‬
‫(‪The International Corpus of Crosslinguistic‬‬
‫‪ ،)Interlanguage‬وما �أجري عليها من �أبحاث‪ ،‬بينما‬
‫ي�ضم الف�صل الثاين جمموعة متنوعة من مدونات‬
‫املتعلمني‪ ،‬ذات البيانات املنطوقة (‪Spoken learner‬‬
‫‪ ،)corpora‬وما مت عليها من �أبحاث تتعلق ببنائها‪،‬‬
‫وو�سمها‪ ،‬وحتليلها‪.‬‬

‫املجلة الدولية لأبحاث مدونات املتعلمني‬


‫‪International Journal of Learner Corpus Research‬‬

‫وهي دورية حديثة يبد�أ �صدور العدد الأول منها مطلع‬


‫عام ‪2015‬م من دار الن�شر الأملانية ‪John Benjamins‬‬
‫‪ .Publishing Company‬تهتم هذه املجلة بن�شر‬
‫الأبحاث التي تتناول بناء مدونات املتعلمني‪ ،‬وو�سمها‪،‬‬
‫وحتليلها‪ ،‬وا�ستخدامها يف �أي جمال من جماالت‬
‫البحث اللغوي‪ .‬ورابطها على ال�شبكة العنكبوتية‪:‬‬
‫‪https://benjamins.com/#catalog/journals/ijlcr/main‬‬

‫‪136‬‬
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

‫المراجع‬
‫المراجع العربية‬
‫�أَ ُّمون‪ ،‬هال‪ :‬معجم تقومي اللغة وتخلي�صها من الأخطاء ال�شائعة‪ ،‬دار القلم‬
‫للطباعة والن�شر والتوزيع‪ ،‬بريوت‪ ،‬تاريخ الطبع غري معروف‪.‬‬
‫ح�سان‪ ،‬ح�سلينا و غالب‪ ،‬حممد فهام حممد‪ :‬م�شروع جمع املدونات‬
‫الن�صية اخلا�صة بالن�صو�ص الأكادميية يف اللغة العربية‪ ،‬جملة جممع اللغة‬
‫العربية الأردين‪ ،‬العدد اخلام�س والثمانون‪2013 ،‬م‪.76-57 ،‬‬
‫احلمد‪ ،‬حممد ماجد‪ :‬حتليل �أخطاء التعبري الكتابي لدى امل�ستوى املتقدم‬
‫من دار�سي العربية غري الناطقني بها يف جامعة امللك �سعود‪ ،‬ر�سالة علمية غري‬
‫من�شورة‪ ،‬جامعة الإمام حممد بن �سعود الإ�سالمية‪ ،‬الريا�ض ‪1414 ،‬هـ‪.‬‬
‫�شابل‪ ،‬كارول‪ :‬تطبيقات احلا�سب الآيل يف اكت�ساب اللغة الثانية‪� :‬أ�س�س‬
‫للتعليم والقيا�س والبحث العلمي‪ ،‬ترجمة �سعد بن علي وهف القحطاين‪ ،‬جامعة‬
‫امللك �سعود‪ ،‬الريا�ض‪1428 ،‬هـ‪.‬‬
‫ال�شافعي‪� ،‬إبراهيم حممد و �إبراهيم‪ ،‬عبداحلميد �صفوت‪ :‬الأخطاء‬
‫ال�شائعة يف الهجاء والإمالء بني تالميذ املرحلة االبتدائية مبنطقة الريا�ض‪،‬‬
‫مركز بحوث كلية الرتبية يف جامعة امللك �سعود‪1408 ،‬هـ‪.‬‬
‫العتيق‪ ،‬زايد مهلهل‪ :‬حتليل الأخطاء الداللية لدى دار�سي اللغة العربية من‬
‫غري الناطقني بها يف مادة التعبري الكتابي‪ ،‬ر�سالة علمية غري من�شورة‪ ،‬جامعة‬
‫الإمام حممد بن �سعود الإ�سالمية‪ ،‬الريا�ض‪1412 ،‬هـ‪.‬‬
‫العدناين‪ ،‬حممد‪ :‬معجم الأخطاء ال�شائعة‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪1983 ،‬م‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫الع�صيلي‪ ،‬عبدالعزيز �إبراهيم‪ :‬الأخطاء ال�شائعة يف الكالم لدى طالب اللغة‬
‫العربية الناطقني بلغات �أخرى‪ :‬درا�سة و�صفية حتليلية‪ ،‬ر�سالة علمية غري‬
‫من�شورة‪ ،‬جامعة الإمام حممد بن �سعود الإ�سالمية‪ ،‬الريا�ض‪1405 ،‬هـ‪.‬‬
‫العقيلي‪ ،‬عبداملح�سن �سامل‪ :‬حتليل الأخطاء يف بع�ض �أمناط اجلملة الفعلية‬
‫للغة العربية يف الأداء الكتابي لدى دار�سي امل�ستوى املتقدم‪ ،‬ر�سالة علمية غري‬
‫من�شورة‪ ،‬جامعة الإمام حممد بن �سعود الإ�سالمية‪ ،‬الريا�ض‪1415 ،‬هـ‪.‬‬
‫الفيفي‪ ،‬عبداهلل و�أتويل‪� ،‬إيريك‪ :‬املدونات اللغوية ملتعلمي اللغة العربية‪:‬‬
‫نظام لت�صنيف وترميز الأخطاء اللغوية‪ ،‬امل�ؤمتر الدويل الثامن لهند�سة وعلوم‬
‫احلا�سب الآيل باللغة العربية‪2012 ،‬م‪ ،‬القاهرة‪ ،‬م�صر‪.‬‬
‫حممد‪ُ ،‬جودة مربوك‪ :‬املعجم الوجيز يف الأخطاء ال�شائعة والإجازات اللغوية‪،‬‬
‫مكتبة الآداب‪ ،‬القاهرة‪1426 ،‬هـ ‪2005 -‬م‬
‫املدونة اللغوية العربية ملدينة امللك عبدالعزيز للعلوم والتقنية‪ :‬مدينة امللك‬
‫عبدالعزيز للعلوم والتقنية‪2013 ،‬م‪http://www.kacstac.org.sa ،‬‬

‫المراجع األجنبية‬
‫‪Abdullah, Shazila and Noor, Noorzan Mohd: Contrastive Analysis‬‬
‫‪of the Use of Lexical Verbs and Verb-noun Collocations in Two‬‬
‫‪Learner Corpora: WECMEL vs. LOCNESS. In Ishikawa, Shin (Ed.),‬‬
‫‪Learner corpus studies in Asia and the world. (Vol. 1), Papers from‬‬
‫‪LCSAW2013. 2013, pp. 139–160.‬‬

‫‪Abuhakema, G., Faraj, R., Feldman, A. and Fitzpatrick, E:‬‬


‫‪Annotating an Arabic Learner Corpus for Error. In: proceeding of the‬‬

‫‪138‬‬
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

International Conference on Language Resources and Evaluation,


LREC 26 May - 1 June 2008. Marrakech, Morocco, 2008.

Alfaifi, Abdullah, Atwell, Eric and Abuhakema, Ghazi: Error


Annotation of the Arabic Learner Corpus: A New Error Tagset. In:
Language Processing and Knowledge in the Web, Lecture Notes in
Computer Science. 25th International Conference, GSCL 2013, 25-27
September 2013. Darmstadt, Germany, Springer, 14 - 22 (9), 2013.

Alfaifi, Abdullah, Atwell, Eric and Hedaya, Ibraheem: Arabic


Learner Corpus (ALC) v2: A New Written and Spoken Corpus of
Arabic Learners. In the proceedings of the Learner Corpus Studies
in Asia and the World (LCSAW 2014), 31 May - 01 Jun 2014, Kobe,
Japan. <http://www.arabiclearnercorpus.com>, 2014.

Alkanhal, Mohamed, Al-Badrashiny, Mohamed, Alghamdi,


Mansour and Al-Qabbany, Abdulaziz: Automatic Stochastic Arabic
Spelling Correction With Emphasis on Space Insertions and Deletions.
IEEE Transactions on Audio, Speech, and Language Processing,
20(7), 2012, pp. 2111–2122.

Al-Sulaiti, Latifa: Designing and Developing a Corpus of


Contemporary Arabic. Unpublished thesis, University of Leeds, 2004.

Al-Thubaity, Abdulmohsen. O.: A 700M+ Arabic corpus: KACST


Arabic corpus design and construction. Language resources and
evaluation. 2014. DOI 10.1007/s10579-014-9284-1.

Bullon, Stephen: Longman Exams Dictionary. Pearson Longman.


England, 2006.

139
Burnard, Lou. Metadata for corpus work. In M. Wynne (Ed.),
Developing Linguistic Corpora: a Guide to Good Practice. Oxford,
Oxbow Books, 2005, pp. 30-46.

Cambridge Learner Corpus: Cambridge University Press. 2012,


Retrieved from: http://www.cambridge.org/gb/elt/catalogue/subject/
custom/item3646603/Cambridge-English-Corpus-Cambridge-
Learner-Corpus/?site_locale=en_GB

Chang, Jason S. and Chang, Yu-Chia: Computer Assisted Language


Learning Based on Corpora and Natural Language Processing: The
Experience of Project CANDLE. IWLeL 2004, Waseda University,
Tokyo. 2004, Retrieved from: https://dspace.wul.waseda.ac.jp/dspace/
bitstream/2065/1391/1/02.pdf

Connor, Ulla, Precht, Kristen and Upton, Thomas: Business English:


learner data from Belgium, Finland and the U.S. In S. Granger, J.
Hung and S. Petch-Tyson (Eds.), Computer Learner Corpora, Second
Language Acquisition and Foreign Language Teaching. Amsterdam &
Philadelphia, Benjamins, 2002, pp. 175-194.

Dagneaux, Estelle, Denness, Sharon., Granger, Sylviane, and


Meunier, Fanny: Error tagging manual. version 1.1, 1996.

Ellis, Rod: The Study of Second Language Acquisition. Oxford


University Press, Oxford, 1994.

Farwaneh, Samira and Tamimi, Mohammed: Arabic Learners


Written Corpus: A Resource for Research and Learning. 2012, Retrieved
from the University of Arizona, the Center for Educational Resources

140
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

in Culture, Language and Literacy Web site: http://l2arabiccorpus.


cercll.arizona.edu/?q=homepage

Gillard, Patrick and Gadsby, Adam: Using a learners› corpus in


compiling ELT dictionaries. In Granger (Ed.) Learner English on
Computer. Longman, London and New York, 1998, pp. 159-171.

Granger, Sylviane and Tribble, Chris: Learner corpus data in the


foreign language classroom: form-focused instruction and data-driven
learning. In Granger (Ed.) Learner English on Computer. Longman,
London and New York, 1998, pp. 159-171.

Granger, Sylviane: A Bird›s-eye View of Computer Learner Corpus


Research. In S. Granger, J. Hung and S. Petch-Tyson (Eds.), Computer
Learner Corpora, Second Language Acquisition and Foreign Language
Teaching. Amsterdam & Philadelphia, Benjamins, 2002, pp. 3-33.

Granger, Sylviane: Error-tagged learner corpora and CALL: a


promising synergy. CALICO Journal, 20(3), 2003 ‫�أ‬, pp. 465-480.

Granger, Sylviane: Learner corpora around the world. 2012, Retrieved


from the Université Catholique de Louvain, Centre for English Corpus
Linguistics Web site: http://www.uclouvain.be/en-cecl-lcworld.html

Granger, Sylviane: The computer learner corpus: a versatile new


source of data for SLA research. In S. Granger (Ed.), Learner English
on Computer. London/New York, Addison Wesley Longman, 1998, pp.
3 - 18.

141
Granger, Sylviane: The International Corpus of Learner English. In J.
Aarts, P. de Haan and N. Oostdijk (Eds.), English Language Corpora:
Design, Analysis and Exploitation. Amsterdam, Rodopi, 1993, pp. 57-
69.

Granger, Sylviane: The International Corpus of Learner English:


A New Resource for Foreign Language Learning and Teaching and
Second Language Acquisition Research. TESOL Quarterly, 37(3),
2003 ‫ب‬, pp. 538-546.

Hammarberg, Björn: Introduction to the ASU Corpus, a Longitudinal


Oral and Written Text Corpus of Adult Learners’ Swedish with a
Corresponding Part from Native Swedes. Stockholm University,
Department of Linguistics, 2010.

Housen, Alex: A corpus-based study of the L2-acquisition of the


English verb system. In: Granger, S., Hung, J. and Petch-Tyson, S.
(Eds.), Computer learner corpora, second language acquisition and
foreign language teaching. Amsterdam, John Benjamins, 2002, pp.
77-116.

Hutchinson, John: UCL Error Editor. Louvain-la-Neuve: Centre for


English Corpus Linguistics, Université Catholique de Louvain, 1996.

Johns, Tim and King, Philip: Classroom Concordancing, ELR-


Journal. 4, 1991, pp. 1-13.

Johns, Tim: From printout to handout: Grammar and vocabulary


teaching in the context of data-driven learning. In T. Odlin (Ed.),

142
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

Perspectives on Pedagogical Grammar. Cambridge, Cambridge


University Press, 1994, pp. 293-313.

Jurafsky, Daniel, and Martin, James: Speech and Language


Processing: An Introduction to Natural Language Processing, Speech
Recognition, and Computational Linguistics. 2nd edition, Prentice-
Hall, 2009.

Kennedy, Graeme: An Introduction to Corpus Linguistics. London,


Longman, 1998.

Kilgarriff, Adam, Rychly, Pavel, Smrz, Pavel, & Tugwell, David:


The Sketch Engine. In the proceedings of the Euralex, 6-10 July 2004.
Lorient, France, 2004.

Lee, Dong Ju: Corpora and the classroom: a computer-aided error


analysis of Korean students’ writing and the design and evaluation
of data-driven learning materials. Unpublished thesis, University of
Essex, 2007.

Leech, Geoffrey: Teaching and Language Corpora: a Convergence.


In A. Wichmann, S. Fligelstone, T. McEnery and G. Knowles (Eds.),
Teaching and language corpora. London, Longman, 1997, pp. 1-23.

Ljung, Magnus: Swedish TEFL Meets Reality. In Johansson, S. and


Stenstrom, A-B. (Eds.) English Computer Corpora: Selected Papers
and Research Guide. Mouton de Gruyter, Berlin and New York, 1991,
pp. 245-256.

143
Longman Corpus Network: The Longman Learners› Corpus. 2012,
Retrieved from: http://www.pearsonlongman.com/dictionaries/corpus/
learners.html.

Meurers, Detmar: Learner Corpora and Natural Language Processing,


Cambridge Handbook of Learner Corpus Research. edited by
Sylviane Granger, Gaëtanelle Gilquin and Fanny Meunier. Cambridge
University Press, Forthcoming, Retrieved from: http://www.sfs.uni-
tuebingen.de/~dm/papers/Meurers-LCNLP-draft.pdf

Milton, John, and Nandini, Chowdhury: Tagging the interlanguage


of Chinese learners of English. In L. Flowerdew and A. K. K. Tong
(Eds.), Entering Text. Hong Kong, The Hong Kong University of
Science and Technology, 1994.

Nesselhauf, Nadja: Learner Corpora and Their Potential in Language


Teaching. In: Sinclair, J. (Ed.), How to Use Corpora in Language
Teaching. Amsterdam & Philadelphia, Benjamins, 2004, pp. 125-152.

Norvig, Peter: How to Write a Spelling Corrector. 2007, Retrieved


from: http://norvig.com/spell-correct.html.

Packard, V. : Producing a concordance-based self-access vocabulary


package: some problems and solutions. In: Flowerdew, Lynne &
Tong, Anthony. (Eds.), Entering Text. Language Centre, University of
Science and Technology, 1994, pp. 215-226.

Pravec, N. A. : Survey of learner corpora. ICAME Journal, 26, 2002,


pp. 81-114, Retrieved from: http://icame.uib.no/ij26/pravec.pdf.

144
‫المدونــات اللغوية العربية‬
‫بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها‬

Scott, Mike: WordSmith Tools version 6. Liverpool: Lexical Analysis


Software, 2012, http://www.lexically.net/wordsmith.

Simpson, R. C., Briggs, S. L., Ovens, J. and Swales, J. M. : The


Michigan Corpus of Academic Spoken English. Ann Arbor, MI, The
Regents of the University of Michigan, 2002, Retrieved from the
University of Michigan, English Language Institute Web site: http://
micase.elicorpora.info/about-micase

Sinclair, John: Corpus and Text - Basic Principles. In M. Wynne (Ed.),


Developing Linguistic Corpora: a Guide to Good Practice. Oxford,
Oxbow Books, 2005, pp. 1-16.

Sinclair, John: Corpus, Concordance, Collocation. Oxford, Oxford


University Press, 1991.

Sinclair, John: EAGLES. Preliminary recommendations on Corpus


Typology, 1996, Retrieved from: http://www.ilc.cnr.it/EAGLES/
corpustyp/corpustyp.html

Sosnina, Ekaterina: Russian Learner Translator Corpus (RusLTC),


2014, Retrieved from: http://rus-ltc.org

Spence, Robert: A corpus of student L1–L2 translations. In S. Granger


& J. Hung (Eds.), Proceedings of the International Symposium on
Computer Learner Corpora, Second Language Acquisition and
Foreign Language Teaching. Hong-Kong, The Chinese University of
Hong Kong, 1998, pp. 110–112.

145
Summers, Della: Longman Essential Activator. Longman. England,
1997.

Thoday, Elizabeth: Issues in building learner corpora: an investigation


into the acquisition of German passive constructions. In the 2nd
Newcastle Postgraduate Conference in Theoretical and Applied
Linguistics (25 June 2007). Newcastle, UK, 2007.

Tribble, Chris and Jones, Glyn: Concordances in the Classroom: A


Resource Book for Teachers. Houston, TX, Athelstan, 1997.

Turton, Nigel D. and Heaton, J.B. : Longman dictionary of common


errors, Pearson Longman. England, 2nd edition, 1996.

Zaghouani, Wajdi, Mohit, Behrang, Habash, Nizar, Obeid,


Ossama, Tomeh, Nadi and Oflazer, Kemal: (Large-scale Arabic
Error Annotation: Guidelines and Framework. In proceedings of the
International Conference on Language Resources and Evaluation
(LREC 26-31 May 2014). Rejkavik, Iceland, 2014.

146

You might also like