Professional Documents
Culture Documents
الفصل الثاني - مدونات المتعلمين
الفصل الثاني - مدونات المتعلمين
مدونات المتعلمين
المقدمة
�أثبتت املدونات الن�صية ( )Corporaمنذ ظهورها قبل ب�ضعة عقود قدرتها
على �إعادة ال�صياغة ملنهجية البحث يف كثري من اجلوانب اللغوية؛ وذلك ملا
توفره من �إمكانات كبرية جعلتها �أ�سا�س ًا ملادة البحث اللغوي احلديث .هذا
التطور الكبري و َّلد عدة �أنواع من املدونات الن�صية ،التي تختلف تبع ًا لأغرا�ضها
وطريقة بنائها ،ومن ذلك ما يعرف مبدونات املتعلمني (.)Learner Corpora
وقد �أ�ضحت هذه املدونات �إحدى ركائز البحث يف جمال اكت�ساب اللغة
وتعليمها؛ ملا تك�شفه من دالالت على م�ستويات التعليم اللغوي ،ومدى مالءمة
�إ�سرتاتيجياته؛ ثم �إن ا�ستخدامها انت�شر ب�شكل كبري فربزت عدة �أنواع فرعية
ذات �أغرا�ض خمتلفة ،مع جتاوز ا�ستخدامها للبحث يف اكت�ساب وتعليم اللغة �إلى
جماالت �أو�سع كت�أليف املعاجم ،ومعاجلة اللغة الطبيعية.
وقد ظهرت يف الآونة الأخرية بع�ض مدونات املتعلمني العربية ،وبد�أ
ا�ستخدامها يف جمال تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها؛ فبات من ال�ضروري
احلديث عن هذا النوع وو�ضعه يف مكانه املالئم ،ويف هذا املبحث ن�ستعر�ض
بع�ض الأ�س�س النظرية التي و�ضعها الباحثون مثل تعريف مدونات املتعلمني،
وبيان �أنواعها ،وما الذي مييزها عن غريها ،مع ا�ستعرا�ض املدونات العربية
منها ،لينتقل احلديث بعد ذلك ب�شيء من التف�صيل حول �سبعة جماالت متثل
�أهم النماذج التي ا�ستفادت -وال زالت ت�ستفيد -من مدونات املتعلمني ،وهي
(� )1أبحاث اكت�ساب اللغة وتعليمها )2( ،التحليل التقابلي للغة املرحلية)3( ،
حتليل الأخطاء مب�ساعدة احلا�سب )4( ،درا�سة التطور اللغوي لدى الطالب،
( )5ت�أليف املعاجم )6( ،تدري�س اللغة وت�صميم املواد التعليمية ،و�أخري ًا ()7
البحث يف معاجلة اللغة الطبيعية .عند احلديث عن املدونات اللغوية يربز جلي ًا
مو�ضوع الو�سم( ،)Tagging( )1وقد اهتمت مدونات املتعلمني بو�سم الأخطاء
97
خ�ص�صنا لذلك مبحث ًا ي�شرح هذا النوع،
(� )Error taggingأكرث من غريها؛ لذا ّ
وي�ستعر�ض الدرا�سات التي ُعنيت بو�سم الأخطاء يف اللغة العربية ،مع الوقوف
على بع�ض النماذج العملية لطريقة و�سم الأخطاء .ونختم حديثنا يف هذا املبحث
مبجموعة من امل�صادر العلمية ملن �أراد القراءة بتو�سع حول مدونات املتعلمني.
98
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
واقعية :كونها واقعية يعني �أن متعلمي اللغة �أنتجوها يف �سياق طبيعي غري
م�صطنع ،وال بد هنا من التنويه �أنه عندما يطلب من الطالب كتابة ن�ص معني
بغر�ض �إدراجه يف املدونة � -أو احلديث عن مو�ضوع معني �سوا ٌء �أكان يف مقابلة �أم
حمادثة �أم عر�ض تقدميي �أم غري ذلك مع ت�سجيله �صوتي ًا �أو عن طريق الفيديو
-ف�إن لغة الطالب ال تكون واقعية ب�شكل كامل كما لو كان يحادث �أحد زمالئه
ال (قراجنر2002 ،م) .وبنا ًء على مقيا�س ن�سلهاف Nesselhauf يف الف�صل مث ً
(2004م )128 :الذي يت�ألف من �أربع درجات )1( :ن�ص طبيعي ب�شكل كامل،
( )2ن�ص منتج من خالل عملية تعليمية )3( ،ن�ص منتج من خالل مهام تتم
مراقبتها والتحكم بها )4( ،و�أخري ًا برامج ن�صية ذات �سيناريو حمدد؛ ترى
الباحثة �أن مدونات املتعلمني ال حتوي ن�صو�ص ًا واقعية ميكن ت�صنيفها حتت
الدرجة الأولى ،حيث �إن منهجية ت�أليف املدونة ت�ؤثر ب�شكل وا�ضح يف نوعية
الن�صو�ص املنتجة من الطالب ،فهي يف درجة �أقل من تلك الن�صو�ص الطبيعية
اخلال�صة.
معايري ت�صميم وا�ضحة :يق�صد بهذا حتديد العنا�صر الأ�سا�سية لبناء
املدونة ،والتي تتبع الهدف من �إن�شائها غالب ًا ،وهذه العنا�صر كثرية نذكر منها
ن�صو�صهم للمدونة)2( ،
ُ على �سبيل املثال )1( :حتديد الطالب الذين �ستُ�ضم
نوع املواد التي �ستجمع منهم )3( ،حتديد نطاق املدونة (م�ؤ�س�سة تعليمية،
�أو مدينة� ،أو دولة) )4( ،حتديد حجم املدونة ( )5مع منهجية جمعها ()6
وو�سمها .ولقد عالج املبحث الثالث من هذا الكتاب مو�ضوع ت�صميم املدونات
بتف�صيل �أكرث ،وملزيد من املراجع انظر �سينكلري ( ،)2005وقراجنر (،2002
و2003ب).
و�سم الن�صو�ص بطريقة معيارية ومتجان�سة :يعد و�سم الن�صو�ص �أحد
العنا�صر املرتبطة ب�شكل وثيق باملدونات الن�صية ،ومن هذا املنطلق ال بد �أن
ي�ستند و�سم الن�صو�ص يف مدونات املتعلمني على �إحدى املنهجيات املعيارية
99
املتبعة يف مثل هذه العملية� ،إ�ضافة �إلى �أهمية تطبيق هذا املنهجية ب�شكل
متجان�س على جميع �أجزاء املدونة( .للمزيد حول معنى الو�سم -ومثله التح�شية
-انظر «�سابع ًا :م�صطلحات مهمة يف جمال ل�سانيات املدونات» يف املبحث الأول
من هذا الكتاب).
توثيق �أ�صلها وم�صدر احل�صول عليها :يق�صد به املعلومات التي ت�ؤخذ مع كل
ن�ص بغر�ض التوثيق وت�سمى البيانات الو�صفية للمدونة (،)Corpus metadata
�أو تروي�سة املدونة ( ،)Corpus headerويعرفها برنارد )40 :2005( Burnard
ب�أنها «بيانات حول البيانات»� ،أي معلومات �إ�ضافية حول ن�صو�ص املدونة ،وهي
يف الغالب ق�سمان :الأول بياناتٌ حول م�ؤلف الن�ص مثل عمره ،وجن�سه ،ولغته
الأم ،وجن�سيته ،وم�ستواه الدرا�سي �أو اللغوي ،ومدة درا�سته للغة� ،إلى غري ذلك.
الن�ص نف�سه ،مثل نوعه الأدبي (مقال� ،أو ق�صة،
والق�سم الثاين معلوماتٌ حول ّ
�أو ر�سالة �أو بحث) ،و�شكله (مكتوب� ،أو منطوق) ،ومكان وتاريخ ت�أليفه ،وعدد
كلماته ،ونحو ذلك.
100
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
الن�صو�ص �آلي ًا (ن�سلهاف٢٠٠٤ ،م) .ا�ستمر بعد ذلك �إن�شاء مدونات املتعلمني
على مدى العقدين املا�ضيني �إلى �أن فاقت املئة بح�سب قائمة قراجنر ملدونات
املتعلمني حول العامل (قراجنر2012 ،م)� ،إ�ضافة �إلى وجود عدد �آخر منها مل
يدرج بعد يف هذه القائمة .وبعد هذا االنت�شار ملدونات املتعلمني �أ�صبح الكثري
منها مفتوح امل�صدر ،ميكن تنزيل ن�صو�صها والبحث فيها با�ستخدام �أي برنامج
لتحليل املدونات ،مثل املدونة اللغوية ملتعلمي اللغة العربية (الفيفي و�آخرون
2014 ،.Alfaifi et alم) ،ومدونة املتعلمني العربية للن�صو�ص املكتوبة (فروانة
ومتيمي 2012 ،Farwaneh and Tamimiم) ،وبع�ضها متاح لال�ستخدام من
خالل مواقعها اخلا�صة على �شبكة الإنرتنت ،مثل مدونة ميت�شغان الأكادميية
للإجنليزية املنطوقة The Michigan Corpus of Academic Spoken
�( Englishسمب�سون و�آخرون 2002 ،.Simpson et alم) ،واملدونة الرو�سية
ملتعلمي الرتجمة �( Russian Learner Translator Corpusسو�سنينا ،Sosnina
2014م) ،ومنها ما هو جتاري مثل مدونة لوجنمان ال�سالفة الذكر ،وكذلك
مدونة كامربيدج للمتعلمني ٢٠١٢( Cambridge Learner Corpusم) ،و�أي�ض ًا
املدونة الدولية ملتعلمي اللغة الإجنليزية International Corpus of Learner
( Englishقراجنر2003 ،م ب).
101
الأول :مدونات ملتعلمي اللغة باعتبارها لغة ثانية �أو �أجنبية ،وهذا النوع هو
املق�صود مبا�شرة مبدونات املتعلمني .ومثال هذا النوع مدونة املتعلمني التمهيدية
للغة العربية (�أبو حكيمة و�آخرون2008 ،م) ،وكذلك مدونة متعلمي العربية
املكتوبة (فروانة ومتيمي2012 ،م).
الثاين :مدونات جمعت بني النوع الأول �إ�ضافة �إلى مدونات متعلمي اللغة
الناطقني بها باعتبارها لغتهم الأم؛ وذلك بغر�ض املقارنة بينهما .وهذا النوع
يدخل �أي�ض ًا �ضمن مدونات املتعلمني؛ وقد وجد الباحث عند درا�سته لأكرث من
مئة وخم�سني مدونة من مدونات املتعلمني (الفيفي ،مل ين�شر بعد) �أن ع�شرين
يف املئة منها تندرج حتت هذا النوع .ومثاله املدونة اللغوية ملتعلمي اللغة العربية
(الفيفي و�آخرون2014 ،م).
دت ملتعلمي اللغة الناطقني بها باعتبارها لغتهم فر ْالنوع الثالث :مدونات �أُ ِ
الأم ،وذلك مثل مدونات املتعلمني العرب الذين يدر�سون القواعد الإمالئية
وال�صرفية والنحوية للغة العربية� ،سوا ٌء �أكان ذلك يف مراحل التعليم العام �أم
يف التعليم اجلامعي ،بغر�ض درا�سة ال�سمات اللغوية لهذه الفئة مث ًال ،وذلك
مثل مدونة لوفني للمقاالت الإجنليزية للناطقني بها (عبداهلل ونور Abdullah
)٢٠١٣ ،and Noor؛ وهذا النوع من املدونات -ا�ستناد ًا على تعريف قراجنر
(2002م) -ال يدخل �ضمن مدونات املتعلمني التي تركز على اكت�ساب اللغة
الثانية وتعليم اللغة الأجنبية (ثودي 2007 ،Thodayم)؛ لكن مع مالحظة
ازدياد عدد هذا النوع من املدونات ،وا�شرتاكها مع مدونات املتعلمني يف كثري
من اخل�صائ�ص مثل البناء والأغرا�ض ،بل وا�شرتاكهما �أحيان ًا يف مدونة واحدة
كما هو احلال يف النوع الثاين الآنف الذكر ،ف�إنها �أقرب ما تكون �إلى مدونات
املتعلمني منها �إلى �أي نوع �آخر من املدونات.
102
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
متخ�ص�صة عامة
Technical General
منطوقة مكتوبة
Spoken Written
103
يف عدة جماالت خمتلفة دون تخ�صي�ص ،بينما اخلا�صة تركز على الن�صو�ص
ّاب
املكتوبة لأغرا�ض حمددة ،كال�سيا�سة� ،أو التجارة� ،أو الدين ،على �أن يكون كت ُ
هذه الن�صو�ص من متعلمي اللغة ،ومن هذا النوع الأخري ت�صنف مدونة املتعلمني
«�إنديانا» للأعمال ( ،)Indiana Business learner corpusالتي جمعها كونر
و�آخرون 2002( .Connor et alم) ،وكانت ن�صو�صها حم�صورة يف الأغرا�ض
التجارية.
املدونة التزامنية هي تلك التي يتزامن جمع كل مادة �أو جزء منها مع بقية
املواد �أو الأجزاء الأخرى� ،أي �أنها جتمع تقريب ًا دفعة واحدة دون فوا�صل زمنية
كبرية ،وقد ت�سمى كذلك مدونة ع ْر�ضية �أو مقطع ّية� .أما املدونة التعاقبية فتُجمع
�أجزا�ؤها على فرتات زمنية متعاقبة ،وت�سمى �أي�ض ًا طولية()2؛ لأن موادها
ُتمع بناء على خط زمني معني� .أغلب مدونات املتعلمني من النوع الأول وذلك
ل�صعوبة متابعة عينة حمددة من متعلمي اللغة لعدة �أ�شهر ورمبا لب�ضع �سنوات،
�إال �أن هذا النوع الأخري مفيد ملراقبة وحتليل التطور الواقع بني كل فرتة و�أخرى.
من املدونات التعاقبية املدونة ال�سويدية لتطوير تعليم اللغة الثانية (The ASU
)corpusالتي جمعها هامربرغ 2010(Hammarbergم) لتكون مادة لدرا�سة
التطور اللغوي لكل طالب على حدة� ،أو باملقارنة مع بقية الطالب؛ ومنها كذلك
مدونة اللغة املرحلية للمتعلمني ال�صغار (The Corpus of Young Learner
)Interlanguageالتي جمعها هو�سن 2002( Housenم) ب�إجراء مقابالت
مع �ستة من متعلمي اللغة الإجنليزية ،ثالثة منهم ناطقون بالفرن�سية وثالثة
ناطقون بالهولندية ،وذلك لفرتة زادت على ثالث �سنوات.
يرى كينيدي 1998( Kennedyم) �أهمية اللغة املنطوقة لغلبة التوا�صل
ال�شفهي بني النا�س على التوا�صل الكتابي ،ولكن عند مقارنة مدونات املتعلمني
من حيث املحتوى املكتوب واملنطوق يظهر التفوق الكبري للمدونات ذات املواد
املكتوبة ،ومع �أن ليت�ش 1997( Leechم) يقرتح �أن يكون اجلزء املنطوق من
104
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
املدونة م�ساوي ًا على الأقل للجزء املكتوب� ،إال �أن امل�شقة الكبرية يف جمع املواد
ال�صوتية و�إدخالها للحا�سب يف�سر �سبب التفاوت الكبري بني هذين النوعني.
105
الو�سم� :أ�شكال الو�سم التي ميكن ا�ستخدامها يف املدونات الن�صية كثرية
ومتنوعة� ،إال �أن مدونات املتعلمني تتميز بنوع خا�ص من الو�سم ،وهو و�سم
الأخطاء اللغوية ،كونه �أحد الأركان الأ�سا�سية التي تعتمد عليها بع�ض الأبحاث
القائمة على مدونات املتعلمني .و�سنورد ب�شيء من التف�صيل بع�ض هذه الأبحاث
عند حديثنا عن طرق اال�ستفادة من مدونات املتعلمني ،كما �سنفرد احلديث عن
و�سم الأخطاء يف جزء �آخر من هذا الف�صل.
احلجم :مع �أهمية حجم املدونة باعتباره �أحد العنا�صر الرئي�سة يف متثيل
اللغة� ،إال �أن مدونات املتعلمني ذات حجم �صغري يف الغالب ،و�أكرثها يقل حجمه
عن املليون كلمة� ،أما �أكربها فيحوي ما يقارب 25مليون كلمة مثل مدونة
كامربيدج للمتعلمني (2012م) ،ومدونة جامعة هوجن كوجن للعلوم والتكنولوجيا
(ميلتون ونانديني 1994 ،Milton and Nandiniم ،وبرافيك 2002 ،Pravecم)،
وكالهما ملتعلمي اللغة الإجنليزية .وترى قراجنر (2003م ب) �أن مدونة مكونة
من مئتي �ألف كلمة ال�ستخدامها يف جمال اكت�ساب اللغة الثانية تعد كبرية �إذا
ما قار َّناها بالعينات البحثية ال�صغرية التي يعتمد عليها الباحثون عادة يف هذا
املجال؛ لكنها يف املقابل تعد �صغرية بالنظر �إلى ما هو م�ستخدم يف املجاالت
اللغوية الأخرى ،حيث يعتمد الباحثون على مدونات تتكون من مئات املاليني
ورمبا مليارات الكلمات ،خ�صو�ص ًا �أن مثل هذه الأرقام الكبرية �أ�صبحت معيار ًا
ملقارنة �أحجام املدونات بعد �أن كانت ا�ستثنا ًء يف بداية ن�ش�أتها .كما �أن هذا الرقم
الذي ذكرته قراجنر 200.000 -كلمة -هو ما اعتمدته يف املدونة الدولية
ملتعلمي اللغة الإجنليزية كحد �أدنى لكل واحدة من املدونات الفرعية التي متثل
جمموعة من الطالب املتحدثني بلغة �أم واحدة (انظر قراجنر2003 ،م ب).
مدونــات المتعلمين العربية
املطلع على امل�شاريع القائمة حالي ًا يف جمال مدونات املتعلمني ال ميكن
�إن ّ
�أن تخطئ عينه ما حتظى به اللغات الأجنبية ،واللغة الإجنليزية على وجه
106
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
اخل�صو�ص (الفيفي ،مل ين�شر بعد) ،من ن�صيب يف هذه املدونات؛ فبعد درا�س ٍة
لأكرث من مئة وخم�سني مدونة يف هذا املجال ،وجد الباحث �أن اللغة الإجنليزية
تدخل يف ٪52منها ،بينما كان ن�صيب اللغة العربية ٪3فقط (خم�س مدونات
فقط) .ولكن عند �إمعان النظر يف هذه املدونات اخلم�س جند �أن وترية االهتمام
بهذا النوع مت�سارعة و�إن بد�أت مت�أخرة ،وهذا ين ُّم عن احلاجة الكبرية ملدونات
املتعلمني ملا �أثبتته الأبحاث القائمة عليها من فوائد علمية وعملية.
وقبل �أن نورد معلومات حول مدونات املتعلمني العربية ،ف�إنه من امل�ستح�سن
�أن ن�شري -خ�صو�ص ًا لأولئك املهتمني بجانب الت�صميم وجمع البيانات لهذا النوع
� -إلى واحدة من �أف�ضل الأمثلة على مدونات املتعلمني ،وهي املدونة الدولية
ملتعلمي اللغة الإجنليزية ( ،)International Corpus of Learner Englishالتي
�أ�شرفت على بنائها رائدة البحث يف هذا املجال �سيلفيان قراجنر من جامعة
لوفني ببلجيكا (انظر قراجنر2003 ،م ب) ،وتعترب هذه املدونة يف نظر كثري
من الباحثني مدونة معيارية ملا تتمتع به من ت�صميم دقيق� ،إ�ضافة �إلى املحتوى
الن�صي الذي �شارك يف جمعه عدد كبري من الباحثني حول العامل ،وقد تطورت
الن�سخة الثانية من هذه املدونة لت�ضم ثالثة ماليني و�سبعمئة �ألف كلمة لن�صو�ص
حررها متعلمو اللغة الإجنليزية يف عدد من الدول ،ميثلون �ست ع�شرة لغة �أم،
ويجري العمل حالي ًا على الن�سخة الثالثة منها� .أما بالن�سبة للغة العربية ،فهناك
خم�س مدونات ملتعلميها تتفاوت من حيث احلجم واخل�صائ�ص ،وفيما يلي نبذة
موجزة حول كل منها.
املدونة الأولى :مدونة غازي �أبو حكيمة و�آخرين
The Pilot Arabic 1.1ا�سمها :مدونة املتعلمني التمهيدية للغة العربية -
Learner Corpus
107
3.3املواد امل�شمولة فيها :ن�صو�ص مكتوبة
4.4الطالب امل�شاركون فيها :متعلمو اللغة العربية باعتبارها لغة �أجنبية يف
الواليات املتحدة الأمريكية
5.5الو�سم :غري مو�سومة
6.6ن�شر املدونة للباحثني :املدونة ال زالت قيد التطوير وهي غري متاحة
لال�ستخدام العام
1.1املرجع� :أبو حكيمة و�آخرون 2008( .Abuhakema et alم)
املدونة الثانية :مدونة �سمرية فروانة وحممد متيمي
Written Arabic The L2 1.1ا�سمها :مدونة متعلمي العربية املكتوبة -
Corpus
108
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
109
ال�شكل ( )3موقع مدونة املتعلمني العربية للن�صو�ص املكتوبة
املدونة الثالثة :مدونة ح�سلينا ح�سان وحممد فهام حممد غالب
Malaysian Corpus of 1.1ا�سمها :املدونة املاليزية ملتعلمي العربية -
Arabic Learners
110
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
111
املدونة اخلام�سة :مدونة عبداهلل الفيفي و�إريك �أتويل
1.1ا�سمها :املدونة اللغوية ملتعلمي اللغة العربية Arabic Learner Corpus -
112
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
ال�شكل ( )5منوذج مللف ن�صي مع البيانات الو�صفية من املدونة اللغوية ملتعلمي اللغة العربية
113
ال�شكل ( )6موقع املدونة اللغوية ملتعلمي اللغة العربية
114
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
باتت تعتمد ب�شكل متزايد على هذا النوع من املدونات ،و�أن هذا التوجه يرجع
�إلى الأفق الوا�سع يف الإمكانات والأفكار والر�ؤى التي توفرها مدونات املتعلمني
لهذ احلقل احليوي ،الذي يهدف ب�شكل رئي�س �إلى فهم �آلية اكت�ساب اللغة الثانية
�أو الأجنبية؛ �إ�ضافة �إلى ذلك ف�إن هذه املدونات -رغم بع�ض العوامل التي قد
ت�ؤثر على نتائجها كما يرى ييب 1995( Yipم) -تعطي �صورة �أ�شمل لبحث
جوانب مل يكن مبقدور الدرا�سات ال�سابقة النظر فيها ،ومن ذلك �إمكانية درا�سة
الأ�شكال اللغوية التي قد َي ُ�شقّ على الطالب تعلُّ ُمها ،وي�صعب عليهم ا�ستخدامها،
فيختارون تفاديها وااللتفاف عليها من خالل �أ�ساليب لغوية �أخرى ،قد ت�سبب
�إطناب ًا وا�ضح ًا يف غري مو�ضعه.
�إ�ضافة �إلى ذلك ف�إن مدونات املتعلمني متثل �أحد �أنواع البيانات البحثية
ق�سم �إلي�س 1994( Ellisم) التي ميكن من خاللها درا�سة اكت�ساب اللغة ،حيث ّ
هذه البيانات �إلى ثالثة �أنواع )1( ،اال�ستخدام اللغوي :وهي تلك البيانات
والن�صو�ص التي تعك�س ا�ستخدام الطالب للغة الثانية� ،سوا ٌء �أكانت من ناحية
الفهم واال�ستيعاب �أم من ناحية الإنتاج؛ ( )2الأحكام اللغوية :وهي الآراء التي
ي�صدرها الطالب حول اللغة الثانية ،ك�أن يطلب منهم احلكم على جملة لغوية من
ناحية الرتكيب النحوي؛ ( )3التقارير الذاتية :ويق�صد بها ما يقدمه الطالب
من معلومات حول �إ�سرتاتيجياتهم اللغوية عن طريق اال�ستبانات �أو مهام التفكري
امل�سموع ونحوهما .وبالرجوع �إلى النوع الأول يق�سم �إلي�س «اال�ستخدام اللغوي»
�إلى �صنفني ،يطلق على الأول منهما بيانات طبيع ّية يف حال مل يتم التحكم
يف �أداء الطالب عند احل�صول عليها ،وهذا ما متثله �إلى حد كبري مدونات
البيانات امل�ستنطقة �إن كانت نتيج ًة ملهام مقيدة
ُ َ
ال�صنف الثاين املتعلمني ،وميثل
�أو �أن�شطة لغوية ذات رقابة .ويف حني �أن ال�صنف الثاين يقدم معلومات �أكرث
تركيز ًا للجانب املطلوب درا�سته ف�إن مدونات املتعلمني تفتح املجال لدرا�سة كثري
من اجلوانب يف نف�س الوقت (ن�سلهاف2004 ،م) ،مع �إمكانية درا�سة العالقة
115
بينها و�أثر بع�ضها على بع�ض .ويرى �إلي�س (1994م) �أن البحث اجليد هو ذلك
الذي يعتمد على �أكرث من نوع من هذه البيانات.
ثانياً :التحليل التقابلي للغة املرحلية (Contrastive Interlanguage
)Analysis
التحليل التقابلي ( )Contrastive Analysisواحد من املناهج امل�ستخدمة
يف الأبحاث اللغوية ،وتكمن �أهميته فيما يك�شفه من �أوجه الت�شابه واالختالف
بني اللغات املقارنة؛ ويف جمال مدونات املتعلمني يركز الباحثون على التحليل
التقابلي للغة املرحلية من خالل نوعني من املقارنات :النوع الأول بني الناطقني
باللغة بو�صفها لغتهم الأم ومتعلميها من الناطقني بغريها ،والنوع الثاين بني
جمموعتني خمتلفتني من متعلمي اللغة الناطقني بغريها ،بحيث تتميزان
عن بع�ضهما يف �أحد العنا�صر التي قد ت�ؤثر يف عملية التعلم �إيجاب ًا �أو �سلب ًا،
مثل اللغة الأم للمتعلم� ،أو العمر� ،أو املرحلة الدرا�سية� ،أو مدة تعلمه للغة� ،أو
عدد اللغات التي يتقنها� ،أو غري ذلك من العوامل (قراجنر1998 ،م) ،انظر
ال�شكل .7
ّ
ال�شكل ( )7الأنواع الرئي�سة للتحليل التقابلي با�ستخدام مدونات املتعلمني
يهدف النوع الأول �إلى الك�شف عن الفروق اللغوية بني الناطقني باللغة
بو�صفها لغتهم الأم مقارنة مبتعلميها الناطقني بغريها ،ويك�شف لنا هذا النوع
اخل�صائ�ص املميزة للغة املرحلية للمتعلمني مع تزويد الباحثني مبعلومات دقيقة
عنها ،فعلى �سبيل املثال ميكن معرفة �إلى �أي مدى ي�شيع ا�ستخدام كلمة �أو تركيب
116
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
حمدد بني كل فريق ،وميكن تبع ًا لذلك ا�ستخال�ص ما ي�سمى باال�ستخدام الزائد،
�أو الناق�ص� ،أو اخلاطئ ملفردات وتراكيب اللغة بني متعلميها الناطقني بغريها؛
وهذا ي�ساعد املخت�صني من باحثني ومعلمني وم�صممي املناهج التعليمية يف
توجيه الطالب �إلى اال�ستخدام ال�صحيح والأمثل للغة ،وذلك بتقريبهم ما �أمكن
�إلى �أ�ساليب اال�ستخدام الواقعية للناطقني بها.
�أما النوع الثاين من التحليل التقابلي للغة املرحلية فيكون بني جمموعتني
خمتلفتني من متعلمي اللغة الناطقني بغريها ،حيث تكون املقارنة على �أ�سا�س
�أحد العنا�صر امل�ؤثرة يف عملية التعلم ،فاملقارنة بني جمموعتني من الطالب
مع اختالف اللغة الأم لكل منهما (كاملقارنة مث ًال بني جمموعة طالب �إجنليز
وجمموعة طالب �صينيني يتعلمون العربية) ،ي�ساعدنا يف معرفة �أثر بع�ض اللغات
على تعلم الطالب للغة الهدف �إيجاب ًا و�سلب ًا .على �سبيل املثال قد يكون ت�شابه
�أق�سام ال�ضمائر يف بع�ض اللغات عام ًال م�ساعد ًا للطالب على �إتقانها ،بينما
يجد غريه �صعوبة يف فهم احلدود الدقيقة ال�ستخدامها .ومثل هذا النوع من
املقارنات بني جمموعات خمتلفة من متعلمي اللغة الناطقني بغريها ،ميكننا من
الإجابة على عدة ت�سا�ؤالت نحو :هل ي�ؤثر عدد اللغات التي يتحدث بها الطالب
على مدى قدرته على تعلم اللغة؟ ما مدى �أثر العمر على فهم اللغة ،واكت�ساب
املفردات ،ودقة القواعد ،ونحو ذلك؟ هل ي�ؤثر م�ستوى الطالب لغوي ًا على �شيوع
ا�ستخدامه لبع�ض الكلمات �أو العبارات؟
وال بد هنا من التنبيه على دور الت�صميم اجليد للمدونة؛ ليتمكن الباحثون
من �إجراء التحليل التقابلي على �أكرب عدد ممكن من العوامل ،فجودة ت�صميم
املدونة ت�ؤثر ب�شكل كبري على جودة النتائج امل�ستخرجة منها (�سينكلري1991 ،م،
وقراجنر1998 ،م ،وال�سليطي 2004 ،Al-Sulaitiم).
ثالثاً :حتليل الأخطاء مب�ساعدة احلا�سب (Computer-aided Error
)Analysis
117
بد�أ العمل يف جمال حتليل الأخطاء اللغوية يف نهاية �ستينات القرن املا�ضي
� -أي قبل بداية وجود مدونات املتعلمني التي بد�أت يف �أواخر ثمانينات القرن
نف�سه -وقد ُجمع كثري من العينات اللغوية للطالب يف ذلك الوقت ،لكنها كانت
ُت�ستخدم كم�ستودع للأخطاء فقط ،ال على �أنها مدونات للمتعلمني ،وبالتايل
ميكن التفريق بينها وبني مدونات املتعلمني ب�أن هذه العينات مل تكن ُتمع وفق
معايري ت�صميم وا�ضحة ،ومل يكن للحا�سب الآيل دور يف حتليل حمتواها� ،إ�ضافة
�إلى �أنه كان يتم التخل�ص منها مبجرد ا�ستخراج الأخطاء ودرا�ستها (ن�سلهاف،
2004م).
ومع ا�ستخدام �أدوات حتليل املدونات على احلا�سب الآيل يف الوقت الراهن،
�أ�صبح لدى الباحثني �إمكانات كبرية للو�صول �إلى حتليل �أعمق للأخطاء يف
مدونات املتعلمني ،مع احل�صول على نتائج �أدق وب�شكل �أ�سرع .ويلعب و�سم
الأخطاء الدور الأكرب يف هذا اجلانب ،فكلما كان ت�صنيف الأخطاء وو�سمها
ي�ستند على معايري وا�ضحة ودقيقة كانت نتائج البحث والتحليل �أكرث جودة
وبالتايل �أكرث واقعية وفائدة.
ومن الأمثلة على ذلك تلك الدرا�سة التي �أجراها يل 2007( Leeم)
يف جامعة �أ�سك�س ،Essexحيث قام ببناء مدونة ت�ضم ع�شرين �ألف كلمة،
عبارة عن ن�صو�ص كتبها طالب كوريون يدر�سون اللغة الإجنليزية� ،أعمارهم
بني 16و 17عام ًا ،وبعد و�سم جميع الأخطاء با�ستخدام �أداة خا�صة �صممها
هت�شن�سون 1996( Hutchinsonم) ،وهي �أداة تعتمد على ت�صنيف الأخطاء
اللغوية لدنيو و�آخرين 1996( .Dagneaux et alم)� ،أمكن ا�ستنتاج عدد
الأخطاء ون�سبتها حتت كل فئة من فئات اخلط�أ العامة والفرعية ب�سرعة
ودقة عاليتني .فعلى �سبيل املثال وجد الباحث �أن �أخطاء القواعد اللغوية
كانت الأكرث بن�سبة ،٪37.5تلتها �أخطاء عالمات الرتقيم بن�سبة .٪14.5
وفيما يخ�ص الت�صنيفات الفرعية ،وجد �أن عالمات التعريف والتنكري –
118
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
119
خام�ساً :ت�أليف معاجم الطالب
تعد �صناعة املعاجم املوجهة ملتعلمي اللغة -الإجنليزية على وجه التحديد -
من �أوائل املواد التعليمية التي ا�ستفادت من الدرا�سات املعنية بتحليل مدونات
املتعلمني� ،أما يف الوقت احلايل ف�أغلب معاجم الطالب تعتمد على هذا النوع
من املدونات ،خ�صو�ص ًا املعاجم �أحادية اللغة (’Monolingual learners
.)dictionariesومن ال�صور ال�شائعة ال�ستخدام مدونات املتعلمني يف بناء
معاجم الطالب ،اال�ستفادة من خمرجات حتليل الأخطاء اللغوية على م�ستوى
املفردات �أو الرتاكيب ،وتزويد قراء املعجم بتنبيهات حول هذه الأخطاء يف
املداخل املعجمية املرتبطة بها ،مع بيان �صور ا�ستخدامها ال�صحيح ،ويعد
معجم �( Longman Essential Activatorسمرز 1997 ،Summersم) �أول
خدمت «مدونة لوجنمان» (�شبكة معجم يعتمد على مدونة متعلمني ،حيث ا�سـتـُ ِ
مدونة لوجنمان2012 ،م) يف ت�أليف هذا املعجم (جيالرد وجا�سبي Gillard
1998 ،and Gadsbyم ،وقراجنر2003 ،م ب ،ون�سلهاف2004 ،م).
يعر�ض لنا ال�شكل 8مثا ًال خلط�أ �شائع من «معجم لوجنمان لالختبارات»
( Longman Exams Dictionaryبولن 2006 ،Bullonم ،)969 :وقد مت
و�ضعه على �شكل ملحوظة يف نهاية املدخل املعجمي لكلمة « »mindللتحذير من
الأ�ساليب اخلاطئة ال�ستخدام هذه الكلمة والتنبيه على البدائل ال�صحيحة لها.
ّ
ال�شكل ( )8مثال خلط�أ �شائع من «معجم لوجنمان لالختبارات»
120
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
وقد تو�سع البحث يف ت�أليف معاجم الطالب املبنية على مدونات املتعلمني
حتى ظهرت معاجم م�ستقلة للتنبيه على �أخطاء املتعلمني وت�صويبها مثل «معجم
لوجنمان للأخطاء ال�شائعة»(Longman Dictionary of Common Errors )3
(تورتن وهينت ،)5 :1996 ،Turton and Heatonانظر ال�شكل .9
ّ
ال�شكل ( )9مثال خلط�أ �شائع من «معجم لوجنمان للأخطاء ال�شائعة»
واملعاجم التي تعنى بالتنبيه على الأخطاء ال�شائعة قد ُوجدت بكرثة يف
اللغة العربية ،ومنها «معجم الأخطاء ال�شائعة» (العدناين1983 ،م) ،و»املعجم
الوجيز يف الأخطاء ال�شائعة والإجازات اللغوية» (حممد1426 ،هـ) ،و»معجم
تقومي اللغة وتخلي�صها من الأخطاء ال�شائعة» (�أَ ُّمون ،التاريخ غري معروف)،
وهي يف الغالب موجهة للناطقني باللغة العربية ،ومل ت�ستفد من التطور احلا�صل
بني حقلي �صناعة املعاجم ومدونات املتعلمني.
يف مقابل املعاجم هناك بع�ض الدرا�سات التي اهتمت بدرا�سة �شيوع
الأخطاء لدى متعلمي اللغة ،ومن ذلك درا�سة الع�صيلي (1405هـ) بعنوان
«الأخطاء ال�شائعة يف الكالم لدى طالب اللغة العربية الناطقني بلغات �أخرى»،
وكذلك ال�شافعي و�إبراهيم (1408هـ) «الأخطاء ال�شائعة يف الهجاء والإمالء
بني تالميذ املرحلة االبتدائية مبنطقة الريا�ض» ،واحلمد (1415هـ) «حتليل
�أخطاء التعبري الكتابي لدى امل�ستوى املتقدم من دار�سي العربية غري الناطقني
بها يف جامعة امللك �سعود» وغريها من الأبحاث ذات املنهجية الوا�ضحة يف
121
ا�ستخراج الأخطاء واحلكم على �شيوعها ،لكنها ا�ستخدمت عينات بحثية خا�صة
عو�ض ًا عن االعتماد على مدونات املتعلمني ،كما �أن بناء معجم للطالب مل يكن
جزء ًا من �أي منها.
�ساد�ساً :تدري�س اللغة وت�صميم املواد التعليمية
من الطرائق امل�ستحدثة يف تعليم اللغة ،والتي �أجريت درا�سات كثرية حول
فاعليتها يف اكت�ساب اللغة ،تلك التي ُت�ستَخدم فيها املدونات داخل الف�صل
الدرا�سي فيما يعرف بالتعليم املوجه بالبيانات (،)Data-Driven Learning
والذي يعرفه جونز وكينق 1991( Johns and Kingم )iii :ب�أنه:
ا�ستخدام البيانات اللغوية التي يتم توليدها داخل الف�صل الدرا�سي ،عن
طريق ا�ستخدام ك�شاف ال�سياقات ( )Concordancerعلى احلا�سب الآيل،
وذلك مل�ساعدة الطالب على ا�ستك�شاف العبارات والرتاكيب اللغوية ،وقيا�س
مدى اطرادها يف اللغة امل�ستهدفة ،وي�شمل ذلك بناء �أن�شطة ومتارين لغوية
اعتماد ًا على هذه البيانات امل�ستخرجة من ك�شاف ال�سياقات.
ومتثل لذلك قراجنر وتريبل 1998( Granger and Tribbleم) بتدريب �صفي
ُت�ستخدم فيه املدونات الن�صية العامة جنب ًا �إلى جنب مع مدونات املتعلمني،
حيث يطلب من الدار�سني عمل قائمة بالكلمات التي ترد بعد لفظة حمددة،
ومقارنة �أمثلة الناطقني باللغة (يف املدونة العامة) مع �أمثلة الناطقني بغريها
(يف مدونة املتعلمني).
و�سنورد هنا تدريب ًا م�شابه ًا ملا ُذكر عند قراجنر وتريبل ،لكنه مطبق على
اللغة العربية ،حيث ا�ستخدمنا املدونة اللغوية العربية ملدينة امللك عبدالعزيز
للعلوم والتقنية(( )4الثبيتي 2014 ،Al-Thubaityم) باعتبارها مدونة عامة،
واملدونة اللغوية ملتعلمي اللغة العربية (الفيفي و�آخرون2014 ،م) باعتبارها
مدونة متعلمني .يف هذا التمرين يطلب من املتعلمني ما يلي:
122
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
� -1إيجاد الكلمات التي تتلو عبارة «بالن�سبة» يف جميع الأمثلة املعطاة.
-2فرز هذه الكلمات لإيجاد املفردات التي وردت فقط يف مدونة املتعلمني
ومل ترد يف املدونة العامة ،مع حماولة احلكم عليها بال�س�ؤال عن مدى �صحة
ا�ستخدامها كما وردت يف الأمثلة ،وكيفية ت�صحيحها ،ونحو ذلك.
�أو ًال :ن�صو�ص الناطقني باللغة العربية (مدونة عامة)
له �شر ًا فيخرج من هذه اجلهة عن كونه بالن�سبة و�أما العبد فقد يريد ال�شيء ويكون
�إلى الزمن بعامة -الزمن املطلق -ال �شك �أنه بالن�سبة و�إن كانت مدته �أو عمره طويل لكنه
لنا �سنجري على وفق ما جرى هو عليه بالن�سبة وفق ما تي�سر مل�ؤلفها ،والرتتيب ينفع املُ َت َل ِّقي لكن
للجهات املانحة للم�ساعدات و املمولة للربامج بالن�سبة و �أ�صبحت املخاطب املف�ضل
للمنتجني �أو امل�ستهلكني كما �إن املعرفة قد تلعب بالن�سبة فر�ص االختيار بني ال�سلع واخلدمات �سواء
ملن بعدهم .فال�صحابة ر�ضي اهلل عنهم بالن�سبة وهو قلة كالم ال�سلف وعظيم فقههم
لتخريج الأحاديث ف�إن كان احلديث يف ال�صحيحني بالن�سبة ومن ثم اختيار القول الراجح يف كل �صورة � .أما
�إلى الفقه بالن�سبة الذي هو بالن�سبة �إلى النحو ك�أ�صول الفقه
�إلى اجلي�ش الإ�سالمي فقد كان قليل العدد من بالن�سبة مما �أ�ضعف عزمية �أفراده� .أما
للحافالت ال�سياحية ف�إن التح�سن ال�سياحي يف بالن�سبة وبالعادة يف�ضل ه�ؤالء ال�سري على الأقدام � .أما
123
بالإجابة على الأ�سئلة �أعاله� ،سيالحظ الطالب �أن الناطقني باللغة العربية
يف جميع �أمثلتهم ا�ستخدموا احلرفني «�إلى» و»الالم» بعد عبارة «بالن�سبة»،
بينما ا�ستخدم متعلمو اللغة �إ�ضافة �إلى هذين احلرفني ،حرف اجلر «يف»
واال�سمني «�أهل» و»�أ�سرتي» مما يدفع الطالب للبحث حول �صحة هذه الرتاكيب
التي تفرد بها متعلمو اللغة دون الناطقني بها؛ ويظهر لنا من خالل هذا املثال
القائم على املدونات الن�صية -ومنها مدونات املتعلمني -ما ميكن �أن يكت�سبه
الطالب من ا�ستخدام لغوي �صحيح لبع�ض العبارات ،اعتماد ًا على بيانات واقعية
غري م�صطنعة� ،إ�ضافة ملا يكت�سبه الطالب عند تفريقه بني الناطقني بالعربية
والناطقني بغريها من الوقوف على بع�ض الأخطاء املحتملة ،واملبنية على بيانات
واقعية �أي�ض ًا .وال بد هنا من التنبيه على بع�ض املحاذير التي ذكرها الباحثون
ال تريبل و جونز Tribble and عند ا�ستخدام التعليم املوجه بالبيانات (انظر مث ً
1997 ،Jonesم ،وجونز 1994 ،Johnsم ،وباكرد 1994 ، Packardم) ،ومن ذلك
مث ًال احلاجة �إلى تدريب الطالب على ا�ستخدام املدونات ،وبراجمها ،وطرائق
البحث فيها ،مع الأخذ يف احل�سبان تفاوت الطالب يف القدرات احلا�سوبية
واللغوية ،ومن املحاذير كذلك �أهمية االختيار الدقيق للأمثلة وال�سياقات التي
تتوافق مع غر�ض التدريب ،وكذلك ت�صميم التدريبات مبا ينا�سب م�ستوى
الطالب ،ف�إذا كان طالب امل�ستوى املتقدم قادرين على متييز اخلط�أ يف مدونات
املتعلمني ،ف�إن غريهم من امل�ستويات الأقل قد يظنه ا�ستخدام ًا �صحيح ًا �إن مل
يجد التوجيه املنا�سب ،وبالتايل تكون املح�صلة عك�سية ب�أن ير�سخ يف ذهنه واحد
�أو �أكرث من الأخطاء الواردة يف مفردة �أو تركيب لغوي.
�أما من ناحية ت�صميم املواد التعليمية ،فقد قارنت بع�ض الدرا�سات (مثل
جلنق 1991 ،Ljungم) بني تعليم اللغة با�ستخدام مواد تعليمية اعتمدت يف
ت�صميمها على املدونات العامة للناطقني باللغة ،ومواد تعليمية �أخرى م�صممة
بناء على اجتهاد وحد�س امل�صمم �أو املعلم نف�سه ،و�أظهرت النتائج �أن خمرجات
124
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
النوع الأول كانت �أف�ضل ب�سبب اعتمادها على �أمثلة لغوية حقيقية ،و�أن نقطة
ال�ضعف الكربى يف النوع الثاين تتمثل يف �إغفال بع�ض النواحي املهمة مل�شاكل
الطالب اللغوية .لكن قراجنر 1998( ،Grangrم) ترى �أن املدونات العامة
وحدها ال ت�شري �إلى درجة ال�صعوبة التي يواجهها متعلمو اللغة� ،سوا ٌء �أكان ذلك
َ
يف املفردات �أم يف الرتاكيب ،وهنا ت�أتي �أهمية مدونات املتعلمني يف ت�صميم
املواد التعليمية ،فال �شك �أن اعتماد م�صممي املواد التعليمية اللغوية على
كال النوعني -املدونات العامة للناطقني باللغة �إ�ضافة �إلى مدونات املتعلمني
الناطقني بغريها � -سي�ؤدي �إلى تطور كبري ،مع �إمكانية توجيه هذه املواد لتلبي
حاجات الطالب اللغوية ب�شكل �أكرب .ومن الناحية العملية فقد بد�أ فعلي ًا �إنتاج
بع�ض الكتب التعليمية املبنية على نتائج �أبحاث �أجريت على مدونات املتعلمني،
وهي مناذج �إيجابية م�شجعة (قراجنر2003 ،م ب).
�سابعاً :البحث يف معاجلة اللغة الطبيعية (Natural Language
)Processing
ي�ستفيد جمال معاجلة اللغة الطبيعية من مدونات املتعلمني يف بع�ض املجاالت
املهمة ،منها على �سبيل املثال التدقيق الإمالئي ،والتدقيق النحوي ،املبنيان
على نتائج حتليل الأخطاء ،مما يعطي دقة �أكرب يف اكت�شاف الأخطاء الإمالئية
والنحوية ،وكذلك يف اقرتاح البدائل ال�صحيحة لها ،وترتيبها بح�سب �أولويتها
(انظر نورفيج 2007 ،Norvigم ،و جارف�سكي ومارتن ،Jurafsky and Martin
2009م ،والكنهل و�آخرون2012 ،م)؛ من ذلك �أي�ض ًا بناء تطبيقات لتعليم اللغة
حا�سوبي ًا ،وت�ستطيع هذه الربامج الإفادة ب�شكل مبا�شر من مدونات املتعلمني،
لتوليد تدريبات ت�ساعد الطالب على جتاوز امل�شاكل الفعلية التي تواجههم؛
وكذلك امل�ساعدة على اختيار ن�صو�ص القراءة املنا�سبة مل�ستوى الطالب �آلي ًا،
ال �شانق و�شانق Chang and وغري ذلك من التطبيقات احلا�سوبية ،انظر مث ً
2004( Changم) ،والن�سخة الإلكرتونية من درا�سة مورير�س ( Meurersملا
125
(Learner تطبع بعد) بعنوان :مدونات املتعلمني ومعاجلة اللغة الطبيعية
.)Corpora and Natural Language Processing
126
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
127
الت�صنيف الآخر قام به الباحث كجزء من م�شروع املدونة اللغوية ملتعلمي
اللغة العربية (الفيفي و�آخرون2013 ،م) ،وفيه طبقتان ،الأولى ت�شمل جماالت
تبت تبع ًا لت�سل�سل امل�ستويات اللغوية كما يلي :خط�أ �إمالئي ،خط�أ اخلط�أ ،وقد ُر ْ
�صريف ،خط�أ نحوي ،خط�أ داليل ،وبعدها ي�أتي اخلط�أ يف عالمات الرتقيم .حتت
كل جمال من هذه املجاالت اخلم�سة جمموعة من الفئات الفرعية اعتمد فيها
الباحث على عدة درا�سات اهتمت بت�صنيف الأخطاء وطرق و�سمها ،وبهذا جمع
بني طريقتي البحث ال�سالف ذكرهما ،الأولى امل�سماة «من �أ�سفل لأعلى» ،حيث
مت بناء ت�صنيف الأخطاء املقرتح اعتماد ًا على نتائج جمموعة من الدرا�سات
العلمية التي در�ست عينات كبرية من �أخطاء متعلمي اللغة (انظر الفيفي
و�أتويل2012 ،م) ،ومن ثم انتقل �إلى الطريقة الثانية امل�سماة «من �أعلى لأ�سفل»
من خالل اختبار الت�صنيف وتطبيقه على عينات من مدونات املتعلمني ،ومنها
املدونة اللغوية ملتعلمي اللغة العربية .كما قام الباحث بتقومي هذا الت�صنيف
عدة مرات م�ستقلة لتح�سينه وتنقيحه ،ويف كل مرة يطبق على عينة خمتلفة
من الن�صو�ص؛ للت�أكد من دقته و�شموله وو�ضوح ت�صنيف الأخطاء فيه .كما قام
الباحث بدرا�سة حول ا�ستخدام هذا الت�صنيف باملقارنة مع ت�صنيف �أبو حكيمة،
وذلك بو�سم عينة من الن�صو�ص بوا�سطة باح َث ْ ِي م�ستق َّل ْي ،ومت و�سم هذه العينة
مرتني با�ستخدام �أحد الت�صنيفني يف كل مرة ،مع قيا�س مدى التطابق بني
الباح َثني عند ا�ستخدام كل واحد من ت�صنيفات الأخطاء؛ وقد �أظهرت النتائج
�أن التطابق بني امل�شار َكني عند ا�ستخدام الت�صنيف املقرتح كان �أكرث منه عند
ا�ستخدام ت�صنيف �أبو حكيمة ،ولالطالع على نتائج هذه الدرا�سة انظر الفيفي
و�آخرين (2013م).
ثالثاً :الأخطاء التي تو�سم
يعتمد ذلك على الغر�ض من درا�سة الأخطاء ،فعلى الرغم من ا�ستخدام
�أغلب الباحثني للت�صنيفات املوجودة ب�سبب �شمولها لأهم الأخطاء اللغوية� ،إال
�أن هناك من يدر�س نقاط ًا حمددة يعمد فيها �إلى ا�ستخدام ت�صنيفه اخلا�ص
128
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
الذي ُيحقّقُ �أهداف بحثه ب�شكل مبا�شر ،ومن ذلك مث ًال �أن يكتفي بو�سم
الأخطاء التي يجري عليها درا�سته مع �إ�ضافة بع�ض التفا�صيل عليها .فمن
يدر�س �أخطاء الهمزة على �سبيل املثال ،قد يتعمق �أكرث يف ت�صنيفها لت�شمل كل
الأخطاء املحتملة ،ك�أن يق�سمها مث ًال �إلى �أخطاء الهمزة يف �أول الكلمة ،واخلط�أ
يف الهمزة املتو�سطة ،واخلط�أ يف الهمزة املتطرفة ،وكل واحد منها له �أق�سامه
الفرعية ،ففي �أول الكلمة قد يتعلق اخلط�أ بكتابة همزة الو�صل �أو �إ�سقاط
ق�سم الأخطاء بناء على احلرف الذي تكتب همزة القطع ،ويف و�سطها قد ُت ّ
عليه الهمزة ،وهكذا� .أما مدونات املتعلمني -مو�ضوع حديثنا يف هذا املبحث
-فكثري منها يعتمد على ت�صنيفات اخلط�أ العامة كتلك التي �أوردناها �سابق ًا
(�أبو حكيمة و�آخرون2008 ،م ،والفيفي و�آخرون2013 ،م)؛ و�سبب ذلك يعود
�إلى عموم الهدف من �إن�شاء مثل هذه املدونات ،فنا�سب �أن يكون و�سم الأخطاء
فيها عام ًا كذلك.
رابعاً :كيفية و�سم الأخطاء
ي�ستخدم الباحثون عدة طرق لو�سم الأخطاء تعتمد على نوع امللفات
امل�ستخدمة حلفظ الن�صو�ص (� txtأو xmlمث ًال) ،وكذلك برامج حتليل هذه
الن�صو�ص� ،إ�ضافة �إلى جدول ت�صنيف الأخطاء نف�سه الذي يفر�ض �أحيان ًا بع�ض
القيود على طريقة و�ضع الو�سوم .من هذه الطرائق �أن ُتدرِج و�سم اخلط�أ بعد
الكلمة �أو العبارة اخلاطئة مبا�شرة ،على �أن يكون الو�سم حم�صور ًا بعالمتني
متيزهما عن الن�ص ،وهي يف الغالب الأقوا�س املثلثة <> ،كما ي�ضيف بع�ض
الباحثني �إلى و�سم اخلط�أ ال�شكل ال�صحيح للكلمة �أو العبارة اخلاطئة (انظر
ال�شكل .)11وميكن لبع�ض الربامج امل�ستخدمة يف حتليل املدونات -مثل ورد
�سميث تولز(�( WordSmith Tools )5سكوتّ 2012 ،Scottم)ُ � -
إدراك �أن ما
بني هذه الأقوا�س و�سوم �إ�ضافية على الن�ص ولي�ست من �أ�صله ،فال يتم عر�ضها
مع الن�ص الأ�صلي ،مع متكني امل�ستخدم من البحث يف هذه الن�صو�ص وحتليلها
بناء على تلك الو�سوم.
129
«وما كنتو > OGكنت < وحيد > OMوحيدً ا < فـي هاذا > ODهذا < الأمر > PM
> XC الأمر < ،بل كانت > XGكان < معي زمالءي > OHزمالئي < الآخرين
الآخرون <»
ّ
ال�شكل ( )11مثال لو�سم الأخطاء وت�صويبها �ضمن الن�ص
من طرق و�سم الأخطاء كذلك ف�صل الكلمات بحيث تكون كل كلمة � -أو
وحدة �صرفية �أو معجمية -يف �سطر م�ستقل ،على �أن ُيجعل و�سم اخلط�أ مقاب ًال
َف�صل بينهما م�سافة جدولة ( ،)tabكذلك يكون الت�صويب للكلمة اخلاطئة ،وت ِ
بعد الو�سم مع وجود نف�س الفا�صل (انظر ال�شكل ،)12وت�ستطيع �أداة البحث
والتحليل �سكت�ش �إجنن(( Sketch Engine )6كيلقارف 2004 ،Kilgarriffم)
قراءة هذا النوع من التن�سيق.
وما
كنت OG كنتو
وحيد ًا OM وحيد
يف
هذا OD هذا
الأمر، PM الأمر
بل
كان XG كانت
معي
زمالئي OH زمالءي
الآخرون XC الآخرين
ّ
ال�شكل ( )12مثال لو�سم الأخطاء وت�صويبها على �شكل �أعمدة
130
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
ّ
ال�شكل ( )13ملف بتن�سيق XMLمن املدونة اللغوية ملتعلمي اللغة العربية بعد و�سم
الأخطاء وت�صويبها
131
وقبل �أن نختم حديثنا هنا ،نود التنبيه على �أن مدونات املتعلمني مل تقت�صر
على و�سم الأخطاء ،و�إمنا ف�صلنا احلديث حوله لأهميته اخلا�صة يف هذا النوع
من املدونات ،مع الت�أكيد على �أن مدونات املتعلمني قابلة -كغريها من املدونات
-لو�سم الكلمات من الناحية ال�صرفية ،والنحوية ،والداللية ،والبالغية ،وغري
ذلك من �أ�شكال الو�سم التي ال ميكن ا�ستق�صا�ؤها هنا ،وعلى قدر غنى املدونات
من ناحية الو�سوم تزداد الفائدة من مادتها .ولن�ضرب لذلك �أمثلة ،فعندما
تكون الأخطاء مو�سومة� ،إ�ضافة �إلى و�سم الكلمات �صرفي ًا ،ميكننا البحث عن
الأخطاء يف بنية �صرفية معينة ،مثل �أخطاء الهمزة يف الأفعال امل�ضارعة.
ولو �أ�ضفنا لذلك الو�سم النحوي لأمكننا البحث مث ًال عن �أخطاء املطابقة يف
الإعراب� ،أو اجلن�س� ،أو العدد� ،أو التعريف والتنكري ،ما بني الأ�سماء وال�صفات،
وهكذا.
الخاتمة
ا�ستعر�ضنا يف هذا املبحث مدونات املتعلمني من عدة جوانب ،ووقفنا على
جماالت ا�ستخدامها ،ور�أينا ما تزخر به من �إمكانات ،وما ميكن �أن ت�سهم به
يف �سبيل الرقي بالبحث اللغوي لآفاق �أرحب ،بداي ًة من اكت�ساب وتعليم اللغة،
وت�أليف املعاجم ،وت�صميم املواد التعليمية ،و�صو ًال ال�ستخدامها يف جمال
اللغويات احلا�سوبية ،وتعليم اللغة مب�ساعدة احلا�سب .ومع تعدد هذه الأبحاث
واملو�ضوعات فال زال املجال وا�سع ًا ،والطريق ممتدة لال�ستفادة من مدونات
املتعلمني يف جماالت جديدة وبا�ستخدام طرائق �شتى.
كما �أتينا على �أهم �أنواع الو�سم يف مدونات املتعلمني ،وهو و�سم الأخطاء،
و�أكدنا على �أن هذه املدونات ميكنها اال�ستفادة من �أنواع الو�سوم الأخرى مما
يو�سع �إمكاناتها وي�ضاعف طرق البحث فيها .ومبا �أننا قد �أتينا على جمموعة
من مدونات املتعلمني العربية يف �إ�شارة �إلى بداية االهتمام بها ،ف�إن مما
132
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
ينبغي التنبيه عليه يف هذا املقام �أن العمل يف جمال مدونات املتعلمني العربية،
وو�سمها ،واال�ستفادة منها يف جماالت البحث اللغوي � -أو غريها من املجاالت -
ال يزال يف �أوله ،ويحتاج للكثري من الدرا�سات لي�صل �إلى م�ستويات �أف�ضل ،ولعل
هذا الف�صل قد م َّهد الطريق لذلك ،وك َّون نقطة انطالق لكثري من الباحثني
ب�إذن اهلل تعالى.
شكر وعرفان
للزمالء الكرام الذين تف�ضلوا مبراجعة هذا املبحث ،و�أبدوا مالحظات قيمة
�ساعدت على تنقيحه وتهذيبه.
ْ
الحواشي
( )1من امل�صطلحات امل�ستخدمة للداللة على عملية الو�سم «التح�شية» �أو
«الرتميز» ،ويف هذا الف�صل اعتمدت م�صطلح الو�سم ،انظر «قائمة م�صطلحات
ل�سانيات ا ملدونات اللغوية» للدكتور حممود �إ�سماعيل �صالح:
�صالح ،حممود �إ�سماعيل :قائمة م�صطلحات ل�سانيات املدونات اللغوية
corpus-/01/2014/http://dr-mahmoud-ismail-saleh.blogspot.co.uk
linguistics.html#more
( )2ميكن ت�سميتها كذلك «تراكمية»� ،أو «تتبعية» ،لكني ف�ضلت م�صطلح
مدونة طولية ليكون مقاب ًال منا�سب ًا للمدونة العر�ضية.
( )3توجد ن�سخة معربة من هذا القامو�س بعنوان «معجم لوجنمان للأخطاء
ال�شائعة يف اللغة الإجنليزية (�إجنليزي � -إجنليزي -عربي)» ،نقله �إلى العربية
نبيل راغب (2007م):
133
راغب ،نبيل :معجم لوجنمان للأخطاء ال�شائعة يف اللغة الإجنليزية ،ال�شركة
امل�صرية العاملية للن�شر -لوجنمان ،اجليزة -م�صر2007 ،م.
( )4ميكن الو�صول �إليها عن طريق الرابط التايلhttp://www.kacstac.org.sa :
134
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
ع�شرون عاماً من البحث يف مدونات املتعلمني :نظرة على املا�ضي للم�ضي قدماً
Twenty Years of Learner Corpus Research: looking back,
moving ahead
ي�ضم هذا الكتاب �أكرث من �أربعني بحث ًا متثل ال�سجل العلمي
لأول م�ؤمتر يقام حول مدونات املتعلمني يف �سبتمرب 2011
يف جامعة لوفاين ببلجيكا ،وقد طبعت الأبحاث املقدمة
للم�ؤمتر يف هذا الكتاب مت�سل�سل ًة دون ت�صنيف ،لكنها
�شملت عدة مو�ضوعات مثل ت�صميم مدونات املتعلمني،
وجمع بياناتها ،وو�سمها ،وكذلك حتليلها �صوتي ًا ،ونحوي ًا ،وداللي ًا ،وبالغي ًا،
وغريها من اجلوانب التي تعك�س االهتمام بهذا النوع من املدونات.
135
ر�ؤى لغوية تطويرية حول �أبحاث مدونات املتعلمني
Developmental and Crosslinguistic Perspectives in Learner
Corpus Research
ي�شتمل هذا الكتاب على ف�صلني ،يركز الف�صل الأول
على م�شروع املدونة الن�صية الدولية للغة املرحلية
(The International Corpus of Crosslinguistic
،)Interlanguageوما �أجري عليها من �أبحاث ،بينما
ي�ضم الف�صل الثاين جمموعة متنوعة من مدونات
املتعلمني ،ذات البيانات املنطوقة (Spoken learner
،)corporaوما مت عليها من �أبحاث تتعلق ببنائها،
وو�سمها ،وحتليلها.
136
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
المراجع
المراجع العربية
�أَ ُّمون ،هال :معجم تقومي اللغة وتخلي�صها من الأخطاء ال�شائعة ،دار القلم
للطباعة والن�شر والتوزيع ،بريوت ،تاريخ الطبع غري معروف.
ح�سان ،ح�سلينا و غالب ،حممد فهام حممد :م�شروع جمع املدونات
الن�صية اخلا�صة بالن�صو�ص الأكادميية يف اللغة العربية ،جملة جممع اللغة
العربية الأردين ،العدد اخلام�س والثمانون2013 ،م.76-57 ،
احلمد ،حممد ماجد :حتليل �أخطاء التعبري الكتابي لدى امل�ستوى املتقدم
من دار�سي العربية غري الناطقني بها يف جامعة امللك �سعود ،ر�سالة علمية غري
من�شورة ،جامعة الإمام حممد بن �سعود الإ�سالمية ،الريا�ض 1414 ،هـ.
�شابل ،كارول :تطبيقات احلا�سب الآيل يف اكت�ساب اللغة الثانية� :أ�س�س
للتعليم والقيا�س والبحث العلمي ،ترجمة �سعد بن علي وهف القحطاين ،جامعة
امللك �سعود ،الريا�ض1428 ،هـ.
ال�شافعي� ،إبراهيم حممد و �إبراهيم ،عبداحلميد �صفوت :الأخطاء
ال�شائعة يف الهجاء والإمالء بني تالميذ املرحلة االبتدائية مبنطقة الريا�ض،
مركز بحوث كلية الرتبية يف جامعة امللك �سعود1408 ،هـ.
العتيق ،زايد مهلهل :حتليل الأخطاء الداللية لدى دار�سي اللغة العربية من
غري الناطقني بها يف مادة التعبري الكتابي ،ر�سالة علمية غري من�شورة ،جامعة
الإمام حممد بن �سعود الإ�سالمية ،الريا�ض1412 ،هـ.
العدناين ،حممد :معجم الأخطاء ال�شائعة ،مكتبة لبنان ،بريوت ،الطبعة
الثانية1983 ،م.
137
الع�صيلي ،عبدالعزيز �إبراهيم :الأخطاء ال�شائعة يف الكالم لدى طالب اللغة
العربية الناطقني بلغات �أخرى :درا�سة و�صفية حتليلية ،ر�سالة علمية غري
من�شورة ،جامعة الإمام حممد بن �سعود الإ�سالمية ،الريا�ض1405 ،هـ.
العقيلي ،عبداملح�سن �سامل :حتليل الأخطاء يف بع�ض �أمناط اجلملة الفعلية
للغة العربية يف الأداء الكتابي لدى دار�سي امل�ستوى املتقدم ،ر�سالة علمية غري
من�شورة ،جامعة الإمام حممد بن �سعود الإ�سالمية ،الريا�ض1415 ،هـ.
الفيفي ،عبداهلل و�أتويل� ،إيريك :املدونات اللغوية ملتعلمي اللغة العربية:
نظام لت�صنيف وترميز الأخطاء اللغوية ،امل�ؤمتر الدويل الثامن لهند�سة وعلوم
احلا�سب الآيل باللغة العربية2012 ،م ،القاهرة ،م�صر.
حممدُ ،جودة مربوك :املعجم الوجيز يف الأخطاء ال�شائعة والإجازات اللغوية،
مكتبة الآداب ،القاهرة1426 ،هـ 2005 -م
املدونة اللغوية العربية ملدينة امللك عبدالعزيز للعلوم والتقنية :مدينة امللك
عبدالعزيز للعلوم والتقنية2013 ،مhttp://www.kacstac.org.sa ،
المراجع األجنبية
Abdullah, Shazila and Noor, Noorzan Mohd: Contrastive Analysis
of the Use of Lexical Verbs and Verb-noun Collocations in Two
Learner Corpora: WECMEL vs. LOCNESS. In Ishikawa, Shin (Ed.),
Learner corpus studies in Asia and the world. (Vol. 1), Papers from
LCSAW2013. 2013, pp. 139–160.
138
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
139
Burnard, Lou. Metadata for corpus work. In M. Wynne (Ed.),
Developing Linguistic Corpora: a Guide to Good Practice. Oxford,
Oxbow Books, 2005, pp. 30-46.
140
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
141
Granger, Sylviane: The International Corpus of Learner English. In J.
Aarts, P. de Haan and N. Oostdijk (Eds.), English Language Corpora:
Design, Analysis and Exploitation. Amsterdam, Rodopi, 1993, pp. 57-
69.
142
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
143
Longman Corpus Network: The Longman Learners› Corpus. 2012,
Retrieved from: http://www.pearsonlongman.com/dictionaries/corpus/
learners.html.
144
المدونــات اللغوية العربية
بناؤهــا وطرائق اإلفادة منها
145
Summers, Della: Longman Essential Activator. Longman. England,
1997.
146