Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫مجلة الدراسات القانونية المقارنة‬

‫‪EISSN:2600-6154‬‬ ‫المجلد ‪ /08‬العـــدد‪ ،)2022( 01‬ص‪.‬ص‪921-903.‬‬ ‫‪ISSN:2478-0022‬‬

‫أسلوب الطلب على المنافسة كقاعدة عامة إلبرام عقود تفويضات المرفق العام في الجزائر‬
‫‪The competition-demand method as a general rule for concluding public‬‬
‫‪utility contracts in Algeria‬‬
‫سعاد بن سرية‬
‫‪Souad BENSERIAH‬‬
‫الدرجة العلمية‪ :‬أستاذة محاضرة قسم "أ" ‪ ،‬التخصص‪ :‬قانون عام‬
‫‪lecturer Class" A", Specialty: Public law‬‬
‫مؤسسة االنتماء ‪ :‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ -‬جامعة أمحمد بوقرة بومرداس ‪-‬‬
‫‪Faculty of Law and Political Science -University M'hamed Bougherra Boumerdes‬‬
‫‪Email:s.benseriah@univ-boumerdes.dz‬‬

‫تاريخ النشر‪2022/06/12:‬‬ ‫تاريخ القبول‪2022/05/22:‬‬ ‫تاريخ إرسال المقال‪2022/04/03:‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫عرف ادلشرع عقد تفويض ادلرفق العمومي يف ادلواد ‪ 702،702‬و‪ 702‬من ادلرسوم الرئاسي ‪742 _51‬‬ ‫ّ‬
‫ادلتضمن قانون الصفقات العمومية وتفويضات ادلرفق العام ‪ ،‬الذي يعترب مرجعا ىاما لتحديد مفهومو ألنو القانون الذي‬
‫ذكر اتفاقية تفويض ادلرفق العمومي بوضوح وبصراحة يف النظام القانوين اجلزائري ‪ ،‬وأفرد ذلا بابا خاصا باألحكام ادلطبقة‬
‫عليها ‪ ،‬وقد أحال ادلشرع يف نص ادلادة ‪ 702‬من ادلرسوم الرئاسي السابق الذكر إىل ادلرسوم التنفيذي ‪ 522_52‬احملدد‬
‫لكيفيات تطبيق األحكام الواردة يف ادلرسوم الرئاسي ‪ ،‬الذي نص على أن عقد تفويض ادلرفق العمومي ىو عقد إداري‬
‫خيضع إىل كل األحكام والشروط ادلتعلقة بالعقود اإلدارية ‪ ،‬وكذا األحكام اخلاصة اليت نص عليها ىذا ادلرسوم ‪ ،‬لذلك‬
‫سنتعرض إىل حتديد أسلوب الدعوة إىل ادلنافسة كقاعدة عامة إلبرام عقد تفويض ادلرفق العام يف كال القانونُت‪.‬‬
‫وما ديكن مالحظتو أن ادلشرع اجلزائري مل ينص على األشكال اليت ديكن أن يتخذىا الطلب على ادلنافسة يف‬
‫ادلرسوم التنفيذي ‪ ، 522_52‬عكس ما ىو معمول بو يف تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات ادلرفق العام‬
‫‪ ،742_51‬الذي دتيّز بالتحديد ادلنظم لألشكال اليت يتخذىا طلب العروض‪ ،‬شلا ينتج عن ذلك توسيع رلال مبدأ‬
‫ادلنافسة يف تفويض ادلرفق العمومي احمللي‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪:‬‬
‫إبرام‪ ،‬اتفاقية التفويض‪ ،‬ادلرفق العام‪ ،‬مبدأ الدعوة إىل ادلنافسة‪ ،‬أصل عام‪.‬‬

‫‪903‬‬

‫‪Email: s.benseriah@univ-boumerdes.dz‬‬ ‫المؤلف المرسل‪ :‬بن سرية سعاد‬


‫أسلوب الطلب على المنافسة كقاعدة عامة إلبرام عقود تفويضات المرفق العام في الجزائر‬ ‫بن سرية سعاد‬
Abstract:
The legislator defined the public utility authorization contract in Articles 207 _
208 and 209 of Presidential Decree 15_247 containing the Public Procurement Law
and Public Utility Authorizations, Which is an important reference to define its
concept because it is the law that clearly and explicitly mentioned the agreement on
the authorization of the public utility in the Algerian legal system ;In the text of
Article 207 of the presidential decree, the legislator referred to Executive Decree
18_199, which specifies the modalities for implementing the provisions contained in
the presidential decree, Which stipulates that the public utility delegation contract is
an administrative contract subject to all the terms and conditions related to
administrative contracts, As well as the special provisions stipulated in this decree,
Therefore, we will discuss the method of calling for competition as a general rule for
concluding a contract for the authorization of the public utility in both laws..
What can be noted is that the Algerian legislator did not stipulate the forms that
the demand for competition may take in Executive Decree 18_199, Contrary to what
is applied in the regulation of public procurement and the authorizations of Public
Facility 15_247, which was distinguished by the regulating specification of the forms
taken by the request for proposals, As a result, the scope of the competition principle
expanded in delegating the local public utility..
Keywords:
Conclusion; Authorization agreement; Public facility; The principle of calling for
competition; Generic origin.
:‫مقدمة‬
‫ فإن عقد التفويض ال حيكمو‬،‫إذا كانت الصفقة العمومية ختضع لقانون الصفقات العمومية وىو قانون خاص هبا‬
‫ اخلاص‬122- 93 ‫ بل ىي قوانُت متعددة ختتلف من دولة إىل أخرى ففي فرنسا مثاال أطّر بالقانون رقم‬، ‫قانون واحد‬
‫ أما يف اجلزائر فقد تناثرت أحكامو يف نصوص قانونية متعددة‬،‫ خاصة فيما يتعلق بادلنافسة واالشهار‬،‫بتفويض ادلرفق العام‬
‫ وسنتعرض يف‬،‫ ادلتعلق بتفويض ادلرافق العمومية احمللية‬522_52 ‫وسلتلفة ميزهتا القطاعية قبل صدور ادلرسوم التنفيذي‬
‫ىذه الدراسة إىل أسلوب الدعوة للمنافسة أو الطلب على ادلنافسة كقاعدة عامة إلبرام اتفاقية تفويض ادلرفق العام من‬
‫ وذلك باتباع منهج وصفي حتليلي نتعرف من خاللو على أسس وشليزات‬، 522_52 ‫ و‬742_51 ‫خالل ادلرسومُت‬
‫ ومن أجل ذلك‬، ‫ وكذا حتليلهما حتليال قانونيا‬، ‫الطلب على ادلنافسة أو الدعوة على ادلنافسة مثلما جاء يف ادلرسومُت‬
:‫سنعاجل اإلشكالية اآلتية‬
‫ وماذا أضاف المرسوم التنفيذي‬، ‫ ؟‬247_15 ‫ماىي أسس ومميزات الدعوة إلى المنافسة في المرسوم الرئاسي‬
.‫ عند تكريسو للطلب على المنافسة كأصل عام إذا تعلق األمر بإبرام اتفاقية التفويض ؟‬199_18
: ‫ولإلجابة على ىذه االشكالية نقًتح اخلطة اآلتية‬
742_51 ‫ أسلوب الدعـ ــوة للمنافس ـ ــة كأصل عام إلبرام عقود التفويض يف ظل ادل ـ ــرسوم الرئاسي رقم‬: ‫ادلبحث األول‬
‫ مفهوم الدعوة اىل ادلنافسة‬: ‫ادلطلب األول‬

904
‫أسلوب الطلب على المنافسة كقاعدة عامة إلبرام عقود تفويضات المرفق العام في الجزائر‬ ‫بن سرية سعاد‬

‫ادلطلب الثاين ‪ :‬أسس الدعوة إىل ادلنافسة‬


‫ادلبحث الثاين‪ :‬الطلب على ادلنافسة كأصل عام إلبرام عقود التفويض يف ظل ادلرسوم التنفيذي رقم ‪199-18‬‬
‫ادلطلب األول‪ :‬مفهوم الطلب على ادلنافسة‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬إجراءات الطلب على ادلنافسة‬
‫المبحث األول ‪ :‬أسلوب الدعـ ــوة للمنافس ـ ــة كأصل عام إلبرام عقود التفويض في ظل الم ـ ــرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪247_15‬‬
‫(مرسوم رئاسي ‪، 247_15‬‬ ‫يعترب ادلرسوم الرئاسي ‪ 742_51‬متعلقا بالصفقات العمومية وتفويضات ادلرفق العام‬
‫مؤرخ في ‪ ، 2015_9_16‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام ‪ ،‬ج ر عدد ‪ ، 50‬مؤرخ في ‪ ، )2015_9_20‬لذلك من‬
‫الضروري ان يتضمن أحكاما تتعلق بالدعوة اىل ادلنافسة ‪ ،‬وىو ما سنتعرض إليو من خالل ىذا ادلبحث‪.‬‬
‫_مفهوم الدعوة إىل ادلنافسة ( مطلب أول )‪.‬‬
‫_أسس الدعوة إىل ادلنافسة ( مطلب ثاين )‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم الدعوة الى المنافسة‬
‫تعترب الدعوة للمنافسة من أىم أساليب مبدأ ادلساواة بُت الراغبُت يف التعاقد‪ ،‬نظرا العتبارىا إحدى الطرق اليت‬
‫تتبعها االدارة يف إبرام العقود اليت تظهر فيها مبظهر السلطة العامة ‪ ،‬حيث تلتزم مبقتضاىا باختيار أفضل العارضُت‬
‫ادلتعهدين ‪ ،‬وذلك وفقا دلعايَت موضوعية أمهها اجلانبُت ادلايل والفٍت (نعيمة‪ ، 2018 ،‬ص ‪.)65‬‬
‫فالدعوة للمنافسة ىي إجراء يهدف إىل وضع عدة مرشحُت يف منافسة‪ ،‬ومنح العقد للمًتشح الذي يقدم العرض‬
‫األفضل ماليا وتقنيا ‪ ،‬ومبا أن عقود تفويضات ادلرفق العام تقوم على فكرة أساسية ىي حرية اختيار ادلفوض لو‪ ،‬فإن‬
‫اإلعالن ادلسبق وإجراء ادلنافسة يشكالن قيدين على مبدأ حرية الشخص العام يف اختيار صاحب التفويض‪.‬‬
‫وقد نص ادلشرع على إخضاع اتفاقية تفويض ادلرفق العام إىل ادلبادئ ادلنصوص عليها يف ادلادة ‪ 05‬من ىذا ادلرسوم‪،‬‬
‫وادلتمثلة يف حرية الوصول إىل الطلب العمومي وشفافية اإلجراءات ومبدأ ادلساواة‪ ،‬ويعترب ذلك تكريسا دلبدأ ادلنافسة يف‬
‫االختيار (المادة ‪ 209‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.)15-247‬‬

‫ويف نفس اإلطار نصت ادلادة ‪ 39‬من المرسوم الرئاسي رقم‪ 247_15‬على أن تبرم الصفقات العمومية وفقا‬
‫إلجراء طلب العروض الذي يشكل القاعدة العامة أو وفق إجراء التراضي الذي يشكل استثناء ‪،‬وقياسا على ىذه‬
‫العروض كذلك (نوال‪ ،‬سنة ‪ ، 2017‬ص ‪.)339‬‬ ‫ادلادة فإن ادلبدأ العام يف إبرام عقود تفويضات ادلرفق العام ىو طلب‬
‫يعرف طلب العروض وفقا لنص ادلادة ‪ 40‬من نفس ادلرسوم بأنو إجراء يستهدف الحصول على عـ ــروض من‬
‫عدة متنافسين مع تخصيص الصفقة دون مفاوضات للمتعهد الذي يقدم أحسن عرض من حيث المزايا‬
‫االقتصادية استنادا إلى معايير اختيار موضوعية‪ ،‬وقد تضمن االشارة على مبدأ الدعوة الى المنافسة كأساس‪.‬‬
‫وبالبحث يف بعض النصوص اخلا صة ببعض ادلرافق‪ ،‬صلد أن ادلشرع تبٌت مبدأ الدعوة إىل ادلنافسة بُت ادلتعهدين ‪،‬‬
‫وأمثلة ذلك ‪:‬‬

‫‪905‬‬
‫أسلوب الطلب على المنافسة كقاعدة عامة إلبرام عقود تفويضات المرفق العام في الجزائر‬ ‫بن سرية سعاد‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 03-2000‬مؤرخ يف ‪ 5‬أوت ‪ ،2000‬المحدد للقواعد العامة المتعلقة بالبريد وبالمواصالت‬
‫السلكية والالسلكية‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،48‬الصادرة بتاريخ ‪ 6‬أوت ‪ ، 2000‬حيث تنص ادلادة ‪ 32‬منو على أن‪:‬‬
‫'' رخصة استغالل شبكات المواصالت السلكية والالسلكية تمنح على إثر إعالن المنافسة‪.‬‬
‫يكون اإلجراء المطبق على المزايدة بإعالن المنافسة موضوعيا وغير تمييزي وشفافا ‪ ،‬يضمن المساواة في‬
‫معاملة مقدمي العروض''‪.‬‬
‫‪(-2‬ادلرسوم التنفيذي رقم ‪ 114-08‬ادلؤرخ يف‪ 9‬أبريل ‪ ،2008‬المحدد لكيفيات منح امتيازات توزيع الكهرباء‬
‫والغاز وسحبها ودفتر الشروط المتعلق بحقوق صاحب االمتياز وواجباتو‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،20‬الصادرة بتاريخ ‪13‬‬
‫أبريل ‪ ، (.2008‬حيث تنص ادلادة ‪ 06‬منو‪ '':‬يكون منح ىذا اإلمتياز محل طلب عروض تصدره لجنة ضبط‬
‫"‪.‬‬
‫الغاز والكهرباء‬
‫‪ -3‬التعليمة الوزارية رقم ‪842/3.94‬ادلؤرخة يف‪ 07‬سبتمرب ‪ ،1994‬الصادرة عن وزارة الداخلية والجماعة‬
‫المحلية‪ ،‬المتعلقة بعنوان امتياز المرافق العمومية المحلية وتأجيرىا‪ ،‬صلد بأهنا قد اعتمدت إجراءات جديدة دلنح‬
‫اإلمتياز أو اإلجيار متمثلة يف ادلزايدات‪ ،‬باعتبارىا من أىم الطرق اليت يقيد هبا القانون االدارة يف اختيار الطرف ادلتعاقد‬
‫معها ‪ ،‬حيث ديكن تعريف ادلزايدة بأهنا‪ '' :‬اإلجراء الذي يستهدف الحصول على عرض من العروض المقدمة‬
‫للمتعهدين المتنافسين مع تخصيص العقد للمتعهد الذي يقدم أفضل عرض من الناحية المالية والتقنية''‪.‬‬
‫فمن خالل ادلزايدة ديكن لإلدارة انتقاء أفضل جهة ديكن ذلا أن تتوىل استغالل ادلرفق العام‪ ،‬كون ىذه الوسيلة‬
‫تعتمد على ادلنافسة بُت ادلًتشحُت‪ ،‬وبالتايل إمكانية اختيار أحسن العروض (عبد الغني‪ ،2010_2009 ،‬ص ‪.)37‬‬

‫وبالرجوع إىل قوانُت اجلماعات احمللية صلد كال من قانوين الوالية والبلدية قد نصا على الدعوة إىل ادلنافسة ضمنيا‬
‫باإلحالة اىل القواعد العامة ادلتعلقة بإبرام الصفقات العمومية ‪ ،‬أي طبقا لطلب العروض الذي يتأسس على الدعوة اىل‬
‫ادلنافسة ‪ ،‬من خالل نص المادة ‪ 135‬من القانون ‪ 07-12‬المتعلق بالوالية‪ ،‬حيث نصت على‪ '':‬تبرم الصفقات‬
‫الخاصة باألشغال أو الخدمات أو التوريدات للوالية ومؤسساتها العمومية ذات الطابع اإلداري طبقا للقوانين‬
‫والتنظيمات المعمول بها والمطبقة على الصفقات العمومية"‪.‬‬
‫أما ادلادة ‪ 156‬من القانون ‪ 10-11‬المتعلق بالبلدية فقد نصت على أنو‪ '':‬يمكن للبلدية أن تفوض تسيير‬
‫المرافق العمومية المنصوص عليها في المادة ‪ 149‬أعاله عن طريق عقد برنامج أو صفقة طلبية طبقا لألحكام‬
‫التشريعية والتنظيمية المعمول بها"‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أسس الدعوة للمنافسة‬
‫خيضع إجراء إبرام عقود تفويضات ادلرفق العام دلبادئ العلنية وادلنافسة احلرة باإلضافة إىل الشفافية‪ ،‬وىو ما‬
‫أكده ادلشرع اجلزائري وفقا للمادة ‪ 209‬من ادلرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247-15‬اليت نصت على أن ختضع اتفاقيات‬
‫تفويض ادلرفق العام عند إبرامها إىل ادلبادئ ادلنصوص عليها يف ادلادة ‪ 05‬من ىذا ادلرسوم‪.‬‬

‫‪906‬‬
‫أسلوب الطلب على المنافسة كقاعدة عامة إلبرام عقود تفويضات المرفق العام في الجزائر‬ ‫بن سرية سعاد‬

‫‪-‬أوال‪ :‬االعالن المسبق‪:‬‬


‫يعترب اإلعالن إجراء ضروري لتكريس مبدأ الشفافية‪ ،‬ولضمان منافسة أكرب بُت ادلًتشحُت على أساس معايَت‬
‫موضوعية تضعها اإلدارة بصفة مسبقة‪ ،‬فهو يهدف إىل السماح بتقدًن عدة طلبات ترشيح تتنافس فيما بينها ‪ ،‬فتقوم‬
‫االدارة مبقارنة فعلية ذلذه العروض ادلهنية والتقنية وادلالية ‪ ،‬فتختار أفضل عرض (باىية‪ 12_11 ،‬أفريل ‪ ،2011‬ص ‪.)85‬‬
‫لقد كرس ادلشرع اجلزائري ىذا اإلجراء يف نص ادلادة ‪ 105‬من القانون ‪ 12-05‬ادلتعلق بادلياه ‪،‬حيث يتم تفويض‬
‫اخلدمات العمومية عن طريق عرضها للمنافسة مع حتديد اخلدمات اليت يتحملها ادلفوض لو وشروط تنفيذىا ‪ ،‬مسؤوليات‬
‫ادللتزم هبا ‪ ،‬مدة التفويض ‪ ،‬كيفيات دفع أجر ادلفوض لو أو تسعَتة اخلدمة ادلدفوعة من ادلستعملُت ‪ ،‬ومعايَت تقييم نوعية‬
‫اخلدمة‪ ،‬وتكون السلطة ادلفوضة ملزمة باإلشهار وذلك عن طريق نشر إعالن مسبق تكون مدتو على األقل شهر ‪ ،‬كما‬
‫ديكنها أن دتنع أي مًتشح من ذلك (سهيلة‪ ،2018_11_26 ،‬ص ‪.)236‬‬
‫إن ادلرسوم الرئاسي رقم ‪ 247- 15‬ادلتعلق بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات ادلرفق العام مل يتطرق إىل‬
‫تنظيم إجراء اإلعالن ادلسبق‪ ،‬ومل حيدد البيانات اليت جيب أن ينظمها يف انتظار نصوص قانونية تطبيقية وتفصيلية قد‬
‫حتدد ذلك‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الدعوة للمنافسة‪:‬‬
‫خيضع إبرام اتفاقية التفويض دلبدأ العلنية وادلنافسة احلرة والشفافية‪ ،‬فمبدأ حرية السلطة ادلفوضة يف اختيار ادلفوض‬
‫لو مقيد باحًتام مبدأ ادلنافسة‪ ،‬وذلك لضمان وضوح وشفافية إجراءات التفويض‪ ،‬فادلنافسة تسمح بتقدًن عدة عروض‬
‫أو طلبات من طرف الراغبُت يف تسيَت ادلرفق العمومية‪ ،‬فتقوم اإلدارة باختيار العرض األحسن وادلالئم‪ ،‬الذي ترى بأنو‬
‫سيحقق األىداف ادلرجوة من خالل تسيَت ىذا ادلرفق‪ ،‬ومن االلتزامات اليت تقع على عاتق اذليئة ادلفوضة ىو احًتام‬
‫قواعد ادلنافسة احلرة يف اختيارىا للمفوض لو‪ ،‬ذلك أن اختيار ادلتعاقد مع اإلدارة خيضع لقواعد السوق وادلنافسة‪ ،‬وتراعي‬
‫اإلدارة يف ذلك كل االحتياطات الالزمة عند تعاقدىا‪ ،‬وتعتمد على اعتبارات شىت نظرا لتعلق األمر بادلصلحة العامة‬
‫العام (أمال‪ ،2013_2012 ،‬ص‪.)60‬‬ ‫وادلال‬
‫لقد نص ادلشرع اجلزائري على مبدأ ادلنافسة يف قطاع الطاقة الكهربائية‪ ،‬أي خضوع مجيع ادلتعاملُت لقواعد‬
‫ادلنافسة‪ ،‬لكن إذا كان تطبيق ىذا القانون من شأنو عرقلة مهام مرفق عام أو شلارسة السلطة العامة‪ ،‬فإنو ال يسري على‬
‫ادلتعامل ادلكلف بأداء ىذه اخلدمة‪ ،‬كما أورد استثناء على ادلنافسة يف رلال تفويض اخلدمة العمومية للنقل اجلوي‪ ،‬ومن‬
‫ادلهم اإلشارة إىل أنو يف حالة إخالل اإلدارة بالتزام اإلشهار أو ادلنافسة اليت ختضع ذلا إجراءات تفويض ادلرفق العام يف‬
‫غَت احلاالت االستثنائية اليت تنص عليها بعض القوانُت فإن ذلك يعرضها للطعن أمام القضاء اإلداري‪ ،‬وىو ما نصت‬
‫عليو ادلادة ‪ 946‬من قانون اإلجراءات ادلدنية واإلدارية (سهيلة‪ ،2018_11_26 ،‬ص ‪.)236‬‬

‫ثالثا _ المساواة بين المرشحين واختيار العرض االفضل‪:‬‬


‫يقتضي مبدأ ادلساواة بُت ادلتعاملُت ادلتعاقدين أن ال تنطوي معايَت اختيار ادلفوض لو على طابع دتييزي‪ ،‬وبالتايل‬
‫يعد ضمانة للمنافسة احلرة يف رلال تفويض ادلرافق العامة‪ ،‬إذ تلتزم السلطة ادلفوضة بوضع معايَت تتعلق أساسا بـ‪:‬‬

‫‪907‬‬
‫أسلوب الطلب على المنافسة كقاعدة عامة إلبرام عقود تفويضات المرفق العام في الجزائر‬ ‫بن سرية سعاد‬

‫‪ -‬شروط تقدًن التعهدات ادلقدمة من قبل ادلتعهدين‪،‬‬


‫‪ -‬معايَت تقييم آليات إرساء العقد‪.‬‬
‫كما يستند مبدأ ادلساواة على دعامة أخرى ىي تكافؤ الفرص بُت ادلتعهدين‪ ،‬بإلزامهم بتقدًن عروض سرية‬
‫رلهولة اذلوية‪ ،‬مبا يضفي الشفافية على العملية‪ ،‬بل وديتد ليشمل على عدم إمكانية التفاوض مع ادلتعهدين قبل إدتام‬
‫عملية تقييم العروض عن طريق جلنة متخصصة مستقلة عن السلطة ادلفوضة يف عمل أقرب إىل عمل جلان فتح األظرفة‬
‫وتقييم العروض يف رلال الصفقات العمومية‪ ،‬و تضمن اللجنة اختيار أفضل العروض واستبعاد العروض اليت ال تتوفر على‬
‫ادلًتشحُت (صالح‪ ،‬العدد ‪ ،32‬ج‪ ،2018 ،01‬ص ‪.)502_501‬‬ ‫الضمانات والقدرة الكافية لدى‬
‫ومن ادلبادئ الحديثة الشفافية والمنافسـة وحـق تسـاوي الفـرص فـي االستثمار فـي المرفق العام بتخصيص‬
‫نسبة من الطلبات العمومية من عقود التفويض لفائدة ادلتعاملُت احملليُت‪ ،‬وطرح الدعوة للمنافسة وطنيا فقط‪ ،‬دون الدعوة‬
‫للمنافسة الدولية ‪ ،‬خاصة وأنو يسمح باختيار األحسن واألفضـل‪ ،‬وىـذا تفعيال للمرفـق العـام الـذي يسَته ىذا ادلتعاقد‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الطلب على المنافسة كأصل عام إلبرام عقود التفويض في ظل المرسوم التنفيذي رقم ‪199-‬‬
‫‪18‬‬
‫جاء يف أحكام ادلادة ‪ 8‬من ادلرسوم التنفيذي رقم ‪ 199-18‬أن تربم اتفاقية تفويض ادلرفق العام وفقا إلحدى‬
‫الصيغتُت ‪:‬‬
‫_ الطلب على ادلنافسة كأصل عام‬
‫_ الًتاضي كاستثناء‬
‫إن ا لقاعدة العامة يف إبرام عقود التفويض يف نطاق ىذا ادلرسوم‪ ،‬تتمثل يف الطلب على ادلنافسة‪ ،‬فقد نظم‬
‫ادلشرع ىذا االسلوب مبجموعة من اإلجراءات احملددة للسلطة ادلفوضة ضمانا للشفافية وادلساواة‪ ،‬واعماال دلبدأ ادلنافسة‪،‬‬
‫وقيد هبا سلطاهتا يف اختيار ادلفوض لو الذي يقدم أفضل عرض‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الطلب على المنافسة وفقا للمرسوم التنفيذي ‪199_18‬‬
‫(مرسوم تنفيذي رقم‬ ‫عرف ادلشرع اجلزائري الطلب على ادلنافسة يف ادلادة ‪ 11‬من ادلرسوم التنفيذي رقم‪199-18‬‬
‫‪ ، 199_18‬مؤرخ في ‪ ، 2018 _08 _02‬يتعلق بتفويض المرفق العام ‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ ، 48‬مؤرخ في ‪ ) 2018_08_05‬على أنو‪:‬‬
‫إجراء يهدف إلى الحصول على أفضل عرض‪ ،‬من خالل وضع عدة متعاملين في منافسة‪ ،‬بغرض ضمان‬ ‫''‬
‫المساواة في معاملتهم ‪ ،‬الموضوعية في معايير انتقاءىم ‪ ،‬وشفافية العمليات ‪ ،‬وعدم التحيز في القرارات‬
‫المتخذة‪.‬‬
‫يمنح تفويض المرفق العام للمترشح الذي يقدم أفضل عرض‪ ،‬وىو ذلك الذي يقدم أحسن الضمانات المهنية‬
‫والتقنية والمالية''‪.‬‬

‫‪908‬‬
‫أسلوب الطلب على المنافسة كقاعدة عامة إلبرام عقود تفويضات المرفق العام في الجزائر‬ ‫بن سرية سعاد‬

‫ما ديكن مالحظتو أن ادلشرع اجلزائري مل ينص على األشكال اليت ديكن أن يتخذىا الطلب على ادلنافسة‪ ،‬عكس ما‬
‫ىو معمول بو يف تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات ادلرفق العام‪ ،‬من خالل التحديد ادلنظم لألشكال اليت يتخذىا‬
‫طلب العروض‪ ،‬شلا ينتج عن ذلك توسيع رلال مبدأ ادلنافسة‪.‬‬
‫وبالنص على ضمان ادلساواة يف معاملة ادلتنافسُت‪ ،‬وادلوضوعية يف معايَت االنتقاء وشفافية العمليات‪ ،‬يكون ادلشرع‬
‫قد أحالنا ضمنيا إىل ادلبادئ ادلنصوص عليها يف ادلادة ‪ 05‬من ادلرسوم الرئاسي ‪ 742_51‬خاصة حرية الوصول للطلب‬
‫العمومي ‪،‬شفافية اإلجراءات ‪ ،‬و ادلساواة يف معاملة ادلًتشحُت ‪ ،‬وىي ادلبادئ اليت ختضع ذلا اتفاقية تفويض ادلرفق العام‬
‫عند إ برامها‪ ،‬إضافة إىل ضرورة إخضاع ىذه االتفاقية عند تنفيذىا على اخلصوص إىل مبادئ االستمرارية وادلساواة وقابلية‬
‫التكيف‪.‬‬
‫كما صلد أن ادلرسوم التنفيذي رقم ‪ 199-18‬نص إضافة إىل ادلبادئ السابقة الذكر على مبدأين حديثُت‪ ،‬مل‬
‫ينص عليها ادلرسوم رقم ‪ 247- 15‬من قبل‪ ،‬وىو ما جاء يف نص ادلادة ‪ 03‬من ذات ادلرسوم بنصها ‪ '':‬دون‬
‫اإلخالل بأحكام المادة ‪ 05‬من ذات المرسوم الرئاسي رقم‪ ،....247-15.‬يجب أن يتم تفويض المرفق العام‬
‫في إطار احترام مبادئ المساواة واالستمرارية والتكيف مع ضمان معايير الجودة والنجاعة في الخدمة العمومية''‬
‫‪ ،‬وىما مبدأ اجلودة أو النوعية‪.‬‬
‫تشكل نوعية اخلدمة ادلقدمة من ادلبادئ اجلديدة اليت فرضها ادلفهوم اجلديد للمرفق العام الذي يهدف إىل‬
‫ضمان القدر األدىن من اخلدمة العمومية ذات النوعية ‪ ،‬واليت توضع حتت تصرف اجلميع (سهيلة‪ ،2018_11_26 ،‬ص‬

‫نوعية (عزام‪ ،2018 ،‬ص ‪)145‬‬ ‫‪،)236‬كما يقتضي ىذا ادلبدأ ضرورة تلقي ادلواطن خدمة عمومية‬
‫وقد وجد ىذا ادلفهوم تطبيقاتو يف ادلرافق العامة‪ ،‬وىو مبصدره يعود إىل القواعد اخلاصة ادلطبقة يف مشاريع القطاع‬
‫اخلاص ‪ ،‬و يتمثل مفهوم النوعية ْتق ادلنتفع يف احلصول على خدمة بأفضل نوعية وجودة‪ ،‬وبأحسن األسعار (جابر‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.)147‬‬
‫يتميز الطلب على المنافسة في ىذا المرسوم بخصائص تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫بالرجوع إىل أحكام ادلادة ‪ 10‬من ادلرسوم التنفيذي رقم ‪ ،199-18‬صلدىا قد جعلت الطلب على ادلنافسة وطنيا‬
‫داخليا‪ ،‬أي مفتوحا للمتعاملُت الوطنيُت فقط وذلك بقوذلا‪:‬‬
‫'' يكون الطلب على المنافسة وطنيا''‪.‬‬
‫من خالل ما جاء يف نص ادلادة نالحظ بأن ادلشرع جعل الطلب على ادلنافسة وطنيا فقط ‪ ،‬و يعترب ذلك مبثابة‬
‫وضع حد دلبدأ ادلساواة بُت ادلتعاملُت‪ ،‬إضافة إىل اعتبار ىذا مبثابة زلاباة لإلنتاج الوطٍت‪ ،‬وىو ما ال ينسجم مع قواعد‬
‫التجارة العادلية اليت تفرض على بلدان العامل يف اآلونة األخَتة ‪ ،‬و إن اقتصار ادلرسوم ادلتعلق بتفويضات ادلرفق العام على‬
‫ادلنافسة الوطنية ديكن أن يعترب كاسًتاتيجية اعتمدىا ادلشرع من أجل ترقية اإلنتاج الوطٍت (منال‪ ،2016_2015 ،‬ص ‪.)19‬‬
‫وذلك وفقا دلا يلي‪:‬‬
‫‪-1‬اقتصار تفويض ادلرفق العام للشخص ادلعنوي اخلاضع للقانون اجلزائري دون غَته (المادة‪.)22‬‬

‫‪909‬‬
‫أسلوب الطلب على المنافسة كقاعدة عامة إلبرام عقود تفويضات المرفق العام في الجزائر‬ ‫بن سرية سعاد‬

‫‪ -2‬جعل الطلب على ادلنافسة وطنيا ( المادة ‪.)10‬‬


‫‪ -3‬منح األولوية يف التفويض للمؤسسات الصغَتة وادلتوسطة ( المادة‪.( 23‬‬
‫كما دتتد ىذه األفضلية لتشمل أيضا إلزام اجلماعات اإلقليمية يف طرح مشاريعها يف صيغة دعوة للمنافسة الوطنية‬
‫مىت كان اإلنتاج الوطٍت واألداة الوطنية قادرة على االستجابة حلاجياهتا‪ ،‬وىو ما نصت عليو المادة ‪ 85‬من المرسوم‬
‫الرئاسي ‪ ،247-15‬حيث أنو عندما يكون اإلنتاج أو أداة اإلنتاج الوطٍت قادرة على االستجابة للحاجيات الواجب‬
‫(مونية‪ ' ،‬دور الجماعات‬ ‫تلبيتها للمصلحة ادلتعاقدة‪ ،‬فإن ادلصلحة ادلتعاقدة يف ىذه احلالة تصدر دعوة وطنية للمنافسة‬
‫اإلقليمية في ترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة''‪ ،‬العدد ‪،01‬المجلد الثامن‪ ،2019 ،‬ص‪.)251.‬‬
‫يظهر لنا بأن ادلشرع ضيق من رلال ادلنافسة ّتعلها مقتصرة على الصعيد الوطٍت و يرجع ذلك لألسباب اآلتية‪:‬‬
‫_ محاية مصاحل ادلواطنُت وتشجيع ادلنتوج والصناعات احمللية خاصة وأن صدور ىذا ادلرسوم كان يف ظل أزمة التمويل‬
‫العمومي اليت تعيشها اجلزائر من خالل االهنيار احلر ألسعار البًتول شلا يشجع االستثمار يف احلقل العمومي‪.‬‬
‫_ اخلوف من العنصر األجنيب‪ ،‬ذلك أن العنصر احمللي أدرى بالشأن احمللي‪.‬‬
‫_ العنصر احمللي لو القدرة على التكفل بتفويض ادلرافق احمللية‪ْ ،‬تكم أهنا ال حتتاج إىل كفاءة وخربة أجنبية كالعمليات‬
‫اخلاصة بادلساحات اخلضراء‪ ،‬اإلنارة العمومية‪ ،‬ادلذابح البلدية (منال‪ ،2016_2015 ،‬ص ‪.)19‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات الطلب على المنافسة في المرسوم التنفيذي ‪199_18‬‬
‫جتسيدا لنجاعة الطلبات العمومية واالستعمال احلسن للمال العام‪ ،‬واحملافظة على حرية الوصول للطلبات‬
‫العمومية وحتقيق ادلساواة بُت العارضُت‪ ،‬وشفافية ادلعامالت‪ ،‬دير الطلب على ادلنافسة بإجراءات تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬االعداد المسبق لدفتر الشروط‬
‫تعترب تفويضات ادلرفق العام عقودا إجرائية تقيد فيها االدارة بإجراءات دقيقة‪ ،‬فقبل قيام السلطة ادلفوضة باإلعالن‬
‫عن إجراء الطلب على ادلنافسة‪ ،‬وجب عليها إعداد الشروط ادلتصلة بالعقد وادلواصفات ادلراد التعاقد من أجلها‪ ،‬على أن‬
‫تكون ىذه الشروط عامة وزلددة للجميع فتضع االدارة دفًت الشروط‪.‬‬
‫وبالرجوع إىل أحكام ادلرسوم التنفيذي ‪( ،199-18‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ، 199_18‬مؤرخ في ‪ ، 2018 _08 _02‬يتعلق‬
‫بتفويض المرفق العام ) صلد أن ادلشرع مل يعرف دفًت الشروط حيث اكتفى بتقدًن دفًت الشروط مبا يتضمنو من بنود تنظيمية‬
‫وبنود تعاقدية‪ ،‬واليت مبوجبها توضح كيفيات إبرام اتفاقية التفويض وتنفيذىا‪ ،‬وىو ما أشارت إليو ادلادة ‪ 13‬من ذات‬
‫ادلرسوم مثل قانون الصفقات العمومية الذي مل يعرفها كذلك‪.‬‬
‫و ديكن القول بأن دفًت الشروط ىو الوثيقة اليت تضعها السلطة ادلفوضة بإرادهتا ادلنفردة‪ ،‬واليت تتضمن رلموعة من‬
‫البنود اليت تتعلق مبوضوع عقد التفويض والوثائق ادلكونة لو‪ ،‬الشروط ادلطلوبة يف ادلتنافسُت‪ ،‬باإلضافة إىل األسس أو‬
‫ادلعايَت اليت يتم االعتماد عليها يف اختيار ادلفوض لو‪ ،‬ومجيع الشروط ادلتعلقة باإلبرام والتنفيذ والرقابة‪ ،‬لذا جيب على‬
‫السلطة ادلفوضة إعداد دفًت الشروط يف متناول ادلتنافسُت‪ ،‬حىت يتمكنوا من تقدًن عروضهم وادلشاركة يف ادلنافسة‪.‬‬

‫‪910‬‬
‫أسلوب الطلب على المنافسة كقاعدة عامة إلبرام عقود تفويضات المرفق العام في الجزائر‬ ‫بن سرية سعاد‬

‫جيسد دفًت الشروط مظهر من مظاىر شلارسة السلطة العامة‪ ،‬ذلك أن االدارة عندما تضع شروطا ما يف ىذه‬
‫الوثيقة‪ ،‬فإنو ال جيوز للمتنافسُت التفاوض بشأهنا أو القيام بطلب تعديلها‪ ،‬إال يف حدود (نص المادة ‪ 40‬من المرسوم التنفيذي‬
‫‪.)18-199‬‬
‫وأخَتا تلي عملية إعداد دفًت الشروط إحالتو إىل جلنة تفويضات ادلرفق العام من أجل ادلصادقة عليو‪.‬‬
‫جاء يف نص ادلادة ‪ 13‬من ادلرسوم ‪ ،199-18‬الفقرة الثانية على أن دفًت الشروط يشمل ما يلي‪:‬‬
‫الجزء األول ‪ :‬عنوانو دفتر الترشح ‪،‬ويشمل ‪:‬‬
‫الوثائق ادلكونة دللفات الًتشح‪ ،‬وبيان كيفيات تقدديها‪ ،‬وحيدد ىذا اجلزء معايَت اختيار وانتقاء ادلًتشحُت لتقدًن عروضهم‬
‫خصوصا‪ ،‬ما تعلق بالقدرات ادلهنية* التقنية* وادلالية‪.‬‬
‫الجزء الثاني‪'' :‬عنوانو دفتر العروض‪:‬‬
‫وىو اجلزء الثاين من دفًت الشروط‪ ،‬ويتضمن البنود االدارية والتقنية‪ ،‬وكذلك البنود ادلالية‪.‬‬
‫_البنود االدارية والتقنية‪:‬‬
‫وتتمثل يف كافة ادلعلومات ادلتعلقة بكيفيات تقدًن العروض واختيار ادلفوض لو‪ ،‬والبنود ذات الطابع التقٍت‬
‫ادلطبقة على ادلرفق العام‪ ،‬ادلفوض‪ ،‬باإلضافة إىل كل البيانات الوصفية والتقنية ادلتعلقة بتسيَت ادلرفق العام‪.‬‬
‫‪ -‬البنود المالية‪:‬‬
‫وىي اليت حتدد مبوجبها الًتتيبات ادلتعلقة باجلانب ادلايل سواء لفائدة ادلفوض لو أو السلطة ادلفوضة‪ ،‬وعند‬
‫االقتضاء مستعملي ادلرفق ادلعٍت بالتفويض‪.‬‬
‫وجتدر االشارة أن ادلادة ‪ 24‬من ادلرسوم ‪ 199-18‬نصت على إمكانية حتديد دفًت شروط منوذجي لبعض‬
‫ادلرافق العمومية مىت استدعت احلاجة إليو‪ ،‬ويكون ذلك مبوجب قرار مشًتك بُت وزير ادلالية والوزير ادلكلف باجلماعات‬
‫اإلقليمية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إعالن الطلب على المنافسة‬
‫حرص ادلشرع يف ادلرسوم التنفيذي رقم ‪ 199-18‬على إجياد آليات يضمن هبا التجسيد احلقيقي دلبدأ‬
‫العالنية تتمثل يف ما يلي ‪:‬‬
‫‪ : 01‬الزامية االعالن عن المنافسة‬
‫وضع ادلشرع ضوابطا لإلعالن الذي تقوم بو السلطة ادلفوضة تكريسا حلرية الوصول إىل الطلب العمومي‪ ،‬فعلى‬
‫اذليئة ادلفوضة إعالن الطلب على ادلنافسة‪ ،‬وذلك من خالل النشر واالعالن الواسع‪ ،‬و ذلك بكل وسيلة مناسبة لذلك‬
‫(المادة ‪ 25‬من المرسوم التنفيذي ‪.)18/199‬‬
‫‪ : 07‬تقييد االعالن على المنافسة بشكليات محددة‬

‫‪911‬‬
‫أسلوب الطلب على المنافسة كقاعدة عامة إلبرام عقود تفويضات المرفق العام في الجزائر‬ ‫بن سرية سعاد‬

‫مل يكتف ادلشرع اجلزائري بفرض إعالن الطلب على ادلنافسة على السلطة ادلفوضة فقط بل ذىب إىل أبعد من ذلك‬
‫عندما حدد اجلوانب الشكلية لإلعالن‪ْ ،‬تيث أوجب أن يكون زلددا بلغتُت‪ ،‬اللغة الوطنية ولغة اجنبية على االقل ‪،‬‬
‫يلي (المادة ‪ 27‬من المرسوم التنفيذي ‪: )18/199‬‬‫وأن حيت ـ ــوي على بيانـ ــات جـ ــوىرية تتمثل يف ما‬
‫'' جيب أن يتضمن إعالن الطلب على ادلنافسة البيانات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬تسميــة السلطــة ادلفوضــة وعنواهنا ورقم تعريفها اجلبائي‪ ،‬إن وجد‪،‬‬
‫‪ -‬صيغة الطلب على ادلنافسة‪،‬‬
‫‪ -‬موضوع وشكل تفويض ادلرفق العام‪،‬‬
‫‪ -‬ادلدة القصوى للتفويض‪،‬‬
‫‪ -‬شروط التأىيل أو االنتقاء األويل‪،‬‬
‫قائمة الوثائق ادلكونة دللف الًتشح‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫آخر أجل لتقدًن ملف الًتشح‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مكان إيداع ملف الًتشح‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مكان سحب دفًت الشروط‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ : 03‬تحديد المشرع لوسائل نشر االعالن‬
‫نص ادلرسوم التنفيذي رقم ‪ 199-18‬على أن نشر الطلب على جيب أن يكون ادلنافسة على أوســع نطاق‬
‫وبكل وسيلة مناسبة‪ ،‬كما ألزم السلطة ادلفوضة باإلشهار‪ ،‬عن طريق اجلرائد‪ ،‬على أن تكون ىذه اجلرائد يومية وليست‬
‫أسبوعية أو شهرية‪ ،‬وأن تكون جرائد وطنية وليست أجنبية‪ ،‬أما احلد األدىن من اجلرائد اليت ينبغي النشر فيها‪ ،‬فقد حدده‬
‫ادلشرع ّتريدتُت على األقل (المادة ‪ 25‬من المرسوم التنفيذي ‪.)199_18‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أنو كان على ادلشرع قصد حتقيق ادلزيد من الشفافية‪ ،‬ويف سبيل إجياد تطبيق أكرب دلبدأ العلنية‬
‫أن يعهد إىل تطوير نظام اإلشهار ادلعتمد على نظام اإلشهار اإللكًتوين الذي يعد األفضل مثلما نص عليو قانون‬
‫الصفقات العمومية وتفويضات ادلرفق العام‪.‬‬
‫غَت أن ادلادة ‪ 26‬من ادلرسوم التنفيذي ‪ 522_52‬نصت على إعفاء بعض ادلرافق العمومية من إجبارية اإلشهار‬
‫يف اجلرائد‪ ،‬نظرا إىل حجمها ونطاق نشاطاهتا‪ ،‬بشرط ضمان اإلشهار بكل وسيلة أخرى‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إيداع العروض وتمكين المترشحين من سحب دفتر الشروط‬
‫وىي مرحلة استقبال التعهدات اليت حتتوي على ملف الًتشح‪ ،‬وتعٍت ىذه ادلرحلة إتاحة الفرصة أمام ادلتنافسُت‬
‫إليداع عروضهم لدى السلطة ادلفوضة جتسيدا للشفافية وادلساواة‪ ،‬وتتميز ىذه ادلرحلة باإلجراءات اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬دعوة ادلًتشحُت حلضور اجتماع فتح األظرفة‪،‬‬
‫_ كيفيات تقدًن ملف الًتشح الذي جيب أن يقدم يف ظرف مغلق ومبهم‪ ،‬تكتب عليو عبارة "ال يفتح" إال من طرف‬
‫جلنة اختيار وانتقاء العروض‪.‬‬

‫‪912‬‬
‫أسلوب الطلب على المنافسة كقاعدة عامة إلبرام عقود تفويضات المرفق العام في الجزائر‬ ‫بن سرية سعاد‬

‫_ جيب أن يشَت إعالن الطلب على ادلنافسة‪ ،‬إىل آخر يوم وآخر ساعة إليداع ادللفات وساعة فتح األظرفة‪.‬‬
‫ويًتتب على عدم احًتام السلطة ادلفوضة لألشكال اجلوىرية ادلتعلقة باإلعالن وادلنصوص عليها يف ادلادة ‪ 27‬من‬
‫ادلرسوم التنفيذي ‪ 522_52‬البطالن‪.‬‬
‫‪ :01‬أجل إيداع العروض وتمديده‬
‫نص ادلشرع على وجوب أن يأخذ تاريخ إيداع العروض يف احلسبان مدة كافية لتحضَت العروض‪ ،‬وذلك لفتح‬
‫اجملال أمام أكرب عدد من ادلتنافسُت‪ ،‬إذ يتم حتديد آجال حتضَت العروض من طرف السلطة ادلفوضة‪ ،‬وىو بذلك ترك‬
‫السلطة التقديرية للسلطة ادلفوضة‪ ،‬ويعترب ىذا مبثابة إىدار دلبدأ ادلنافسة‪ ،‬ألن حتديد اآلجال قانونيا ىو االحسن كونو‬
‫يسمح بتكريس منافسة حقيقية ونزيهة‪ ،‬لذا كان البد على ادلشرع حتديد أجل اإليداع العروض بغية منع أي حتايل من‬
‫قبل السلطة ادلفوضة‪ ،‬شلا يؤدي إىل عدم نزاىة العملية التعاقدية‪ ،‬وعدم ادلساواة بُت ادلتنافسُت‪ ،‬وىو األمر الذي مل يتناولو‬
‫تنظيم الصفقات العمومية (نص المادة ‪ 28‬من المرسوم التنفيذي ‪.) 199_18‬‬
‫كما نص ادلشرع على دتديد تاريخ إيداع العروض‪ ،‬فإذا صادف تاريخ اإليداع يوم عطلة أو يوم راحة قانونية ديدد‬
‫األجل إىل يوم العمل ادلوايل على أن يتم دتديد ادلدة احملددة إليداع العروض مرة واحدة‪ ،‬سواء كان ذلك بناء على مبادرة‬
‫من السلطة ادلفوضة أو بناء على طلب معلل م ن أحد ادلًتشحُت‪ ،‬ويف حالة التمديد فإنو خيضع تاريخ إيداع العروض إىل‬
‫قواعد اإلشهار ادلنصوص عليها يف ادلادة ‪ 25‬من ادلرسوم‪199-18.‬‬
‫و نصت ادلادة ‪ 29‬على أنو ال يعتد بادللفات اليت يتم استالمها بعد التاريخ أو الساعة احملددة يف إعالن الطلـب‬
‫على ادلنافسة‪.‬‬
‫‪ :02‬كيفية إيداع العروض‬
‫أوجب ادلشرع أن يكون اإليداع يف مكان واحد تكريسا للشفافية وادلساواة و محاية للمنافسة بُت ادلتعهدين ‪،‬‬
‫باإلضافة إىل إحاطة مضمون العروض بالسرية وعدم جواز االطالع عليها من قبل الغَت‪ ،‬و تشتمل التعهدات على‬
‫ملفات الًتشح واليت تتضمن الوثائق اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬تصريح بالنزاىة‪،‬‬
‫‪ -‬القانون األساسي للشركة‪،‬‬
‫‪ -‬مستخرج السجل التجاري‪،‬‬
‫_ رقم التعريف اجلبائي فــيما خيص ادلًتشحُت اخلاضعُت للقانون اجلزائري‪ ،‬أو ادلًتشحُت األجانب الذين سبق ذلم العمل يف‬
‫اجلزائر‪،‬‬
‫‪ -‬كل وثيقة تسمح بتقييم قدرات ادلًتشحُت مذكورة يف دفًت الشروط‪.‬‬
‫جيب أن يقدم ادللف يف ظرف مغلق ومبهم‪ ،‬تكتب عليو عبارة "ال يفتح" إال من طرف جلنة اختيار وانتقاء‬
‫العروض‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬اختيار وتقييم العروض‬

‫‪913‬‬
‫أسلوب الطلب على المنافسة كقاعدة عامة إلبرام عقود تفويضات المرفق العام في الجزائر‬ ‫بن سرية سعاد‬

‫أحاط ادلرسوم التنفيذي رقم ‪ 199-18‬ىذه ادلرحلة مبجموعة من الضوابط‪ ،‬ألزم السلطة ادلفوضة باتباعها‪ ،‬وذلك عرب‬
‫مرحلتُت ‪:‬‬
‫‪ :01‬مرحلة فتح األظرفة‬
‫‪-‬أ وجوب فتح األظرفة من قبل لجنة اختيار وانتقاء العروض‪:‬‬
‫تضطلع مبهمة فتح األظرفة جلنة اختيار وانتقاء العروض‪ ،‬اليت أوكل ذلا ادلشرع مهمة شلارسة الرقابة الداخلية‬
‫ادلًتشحُت (المادة ‪ 31‬من المرسوم‬ ‫القبلية‪ ،‬تقوم يف جلسة علنية كمرحلة أوىل بفتح األظرفة وتسجيل مجيع الوثائق ادلقدمة من‬
‫التنفيذي رقم ‪.)18-199.‬‬
‫أ _‪ -01‬األساس القانوني للجنة اختيار وانتقاء العروض‪:‬‬
‫نصت ادلادة ‪ 75‬على أن‪ '':‬تنشئ السلطة المفوضة‪ ،‬في إطار الرقابة الداخلية‪ ،‬لجنة اختيار وانتقاء العروض‪''...‬‬
‫أ_ ‪ -02‬تشكيلة لجنة اختيار وانتقاء العروض‪:‬‬
‫تتشكل جلنة اختيار وانتقاء العروض من "ستة" موظفُت مؤىلُت‪ ،‬من بينهم الرئيس‪ ،‬يعينهم مسؤول السلطة‬
‫ادلفوضة مبوجب مقرر حسب ادلادة ‪ 75‬فقرة ‪ ،01‬ويتم اختيار أعضاء اللجنة‪ ،‬نظرا لكفاءهتم دلدة ‪ 3‬سنوات قابلة‬
‫للتجديد حسب نص ادلادة ‪ 76‬من نفس ادلرسوم‪.‬‬
‫أ_ ‪ _03‬صالحيات لجنة اختيار وانتقاء العروض‪:‬‬
‫حددت ادلادة نص ادلادة ‪ 77‬من م ت رقم ‪ 199-18‬ادلتضمن ت م ع مهام ىذه اللجنة واليت نذكر من‬
‫بينها ما يلي‪:‬‬
‫_عند فتح العروض‪:‬‬
‫_التأكد من تسجيل ملفات التعهد أو العريضة يف سجل خاص‪،‬‬
‫_القيام بفتح األظرفة‪،‬‬
‫الذين مت انتقاؤىم االويل‪ ،‬حسب احلالة‪ ،‬وتاريخ وصول األظرفة‪.‬‬
‫_إعداد القائمة االمسية للمًتشحُت أو ادلًتشحُت ّ‬
‫_عند فتح ملفات التعهد‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة الضمانات ادلالية وادلهنية والتقنية للمًتشحُت وكذا كفاءاهتم وقدراهتم اليت تسمح ذلم بتسيَت ادلرفق العام‬
‫حسب ادلعايَت احملددة يف دفًت الشروط‪،‬‬
‫‪ -‬إقصاء ملفات التعهد غَت ادلطابقة للمعايَت احملددة يف دفًت الشروط‪،‬‬
‫‪ -‬إعداد قائمة ادلًتشحُت ادلقبولُت لتقدًن عروضهم وتبليغها للسلطة ادلفوضة‪،‬‬
‫‪ -‬حترير زلضر اجتماع يوقعو كل األعضاء احلاضرين خالل اجللسة‪.‬‬
‫_عند فحص العروض‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة عروض ادلًتشحُت ادلنتقُت أوليا‪،‬‬
‫‪ -‬إقصاء العروض غَت ادلطابقة لدفًت الشروط‪،‬‬

‫‪914‬‬
‫أسلوب الطلب على المنافسة كقاعدة عامة إلبرام عقود تفويضات المرفق العام في الجزائر‬ ‫بن سرية سعاد‬

‫‪ -‬إعداد قـائمة العروض ادلطابقة لـدفتـر الشروط مرتبة ترتيبا تفضيليا‪،‬‬


‫_عند المفاوضات‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد زلضر مفاوضات على إثر كل جلسة تفويض‪،‬‬
‫حترير زلضر يضم قائمة العروض ادلدروسة من طرفها مرتبة ترتيبا تفصيليا‪ ،‬اقًتاح ادلًتشح الذي قدم أحسن عرض‬
‫على السلطة ادلفوضة دلنحة التفويض‪.‬‬
‫‪ _02‬تمكين المتعهدين من حضور عملية فتح األظرفة‪:‬‬
‫يف سبيل إضفاء الشفافية على عملية فتح األظرفة وتوسيع نطاق مبدأ العلنية مكن ادلشرع ادلتعهدين من حضور عملية‬
‫فتح األظرفة ‪ ،‬حيث تكون العملية يف جلسة علنية‪.‬‬
‫‪ 3‬تحديد الموعد الزمني لفتح األظرفة‪:‬‬
‫من خالل ادلرسوم التنفيذي ‪ 18_199‬صلد أن ادلشرع مل ينص على موعد زلدد لفتح األظرفة‪ ،‬لذا جيب تدارك ذلك‬
‫يف تعديل الحق ‪ ،‬والنص على موعد زلدد‪ ،‬حيث يتم فتح األظرفة ادلتعلقة مبلف الًتشح والعروض‪.‬‬
‫‪ :04‬مرحلة تقييم العروض‬
‫بعد مرحلة اختيار وانتقاء العروض‪ ،‬تأيت مرحلة تقييم العروض‪ ،‬حيث تقوم جلنة اختيار وانتقاء العروض خالل ىذه‬
‫ادلرحلة ‪ ،‬ويتم ذلك يف جلسة مغلقة‪ ،‬بدراسة ملفات الًتشح ابتداء من اليوم ادلوايل جللسة فتح األظرفة ‪ ،‬مث تقـوم الـلجنة‬
‫بإعداد قائمة ادلتــرشحُت ادلق ـب ـولُت الذيــن يستوفــون شروط الــتأىـيـل‪ ،‬طبقا للجزء األول من دفًت الشروط وادلعايَت احملددة‬
‫يف الطلب على ادلنافسة ‪ ،‬مث تقوم اللجنة بدراسة العروض ادلقدمة من طرف ادلًتشحُت ادلقبولُت وتقييمها‪ ،‬حسب سلم‬
‫التنقيط احملدد يف دفًت الشروط ‪ ،‬وتقوم بإعداد قائمة العروض مرتبة ترتيبا تفضيليا حسب ''النقاط'' ادلتحصل‬
‫عليها‪.‬‬
‫بعد ذلك تقوم السلطة ادلفوضة بدعوة ادلًتشحُت ادلقبولُت‪ ،‬إىل سحب دفًت الشروط وتقدًن عروضهم بكل وسيلة‬
‫مالئمة‪ ،‬وجتدر اإلشارة إىل أنو ال ديكن للمًتشح ادلقبول أن يقدم أكثر من عرض واحد‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬مرحلة المنح المؤقت‬
‫بعد تقييم العروض وبعد فحصها ودراستها من طرف جلنة اختيار وانتقاء العروض حيال األمر إىل اجلهة ادلختصة‬
‫دلنح التفويض إىل ادلًتشح الذي يتقدم بأفضل عرض ‪ ،‬وىو اإلجراء الذي يصطلح عليو قانونا بادلنح ادلؤقت‪.‬‬
‫يعرفو الدكتور عمار بوضياف بأنو‪:‬‬
‫'' إجراء إعالمي ختطر مبوجبو اإلدارة ادلتعاقدة ادلتعهدين واجلمهور باختيارىا ادلؤقت‪ ،‬وغَت النهائي دلتعاقد ما‪ ،‬نظرا‬
‫حلصولو على أعلى تنقيط فيما خيص العرض التقٍت وادلايل'' (عادل‪ ،2018 ،‬ص‪.)161_160.‬‬
‫وعليو فإنو قبل منح التفويض هنائيا جيب ادلرور مبرحلة ادلنح ادلؤقت‪ ،‬والذي خصو ادلشرع باألحكام اآلتية ‪:‬‬
‫‪ :01‬اإلعالن عن المنح المؤقت‬

‫‪915‬‬
‫أسلوب الطلب على المنافسة كقاعدة عامة إلبرام عقود تفويضات المرفق العام في الجزائر‬ ‫بن سرية سعاد‬

‫تكريسا دلبدأ العلنية والشفافية‪ ،‬جيب على ادلصلحة ادلتعاقدة أن تدرج إعالن ادلنح ادلؤقت للتفويض بنفس‬
‫الوسائل اليت يتم هبا نشر الطلب على ادلنافسة واجلرائد اليت ينشر فيها ‪ ،‬وىذا من شأنو أن يضفي شفافية أكثر على‬
‫الفائز ادلؤقت بالتفويض‪.‬‬
‫‪ : 02‬اآلجال والطعون‬
‫إن اعمال إجراء ادلنح ادلؤقت يًتتب عنو حق ادلًتشحُت يف الطعن ومعارضة قرار ادلنح للتفويض ‪ ،‬حيث خول ادلشرع أي‬
‫ادلؤقت (مونية‪ ،‬المنافسة في الصفقات العمومية في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه في‬ ‫مًتشح رفض عرضو إمكانية االحتجاج على قرار ادلنح‬
‫القانون العام‪ ،2015 ،‬ص‪.)139.‬‬
‫ويرفع طعن لدى جلنة تفويضات ادلرفق العام‪ ،‬يف أجل ال يتعدى عشرين (‪ )70‬يوما‪ ،‬ابتداء من تاريخ إشهار قرار ادلنح‬
‫ادلؤقت للتفويض‪.‬‬
‫ويف مرحلة ثانية تقوم جلنة تفويضات ادلرفق العام بدراسة ملف الطعن واختاذ القرار ادلتعلق بو يف أجل ال يتعدى (‪)70‬‬
‫يوما‪ ،‬ابتداء من تاريخ استالمها الطعن ‪ ،‬وعلى اللجنة أن تعلل قرارىا وتبلغو إىل السلطة ادلفوضة وصاحب الطعن ( المادة‬
‫‪ 42‬من المرسوم التنفيذي ‪.)18-199.‬‬
‫وقد نصت ادلادة ‪ 43‬من ادلرسوم التنفيذي السالف الذكر على أنو‪:‬‬
‫'' إذا رفض المترشح المستفيد من المنح المؤقـت للتفويـض و رفــض استالم اإلشعــار بتبليغ االتفاقية أو رفض‬
‫توقيع االتفاقية ‪ ،‬يمكن للسلطة المفوضة‪ ،‬بعد إلغاء المنح المؤقت للتفويض‪ ،‬أن تلجأ إلى المتـرشح الموالي الوارد‬
‫في قائمة العروض المسجلة في محضر المفاوضات وتقييم العروض الذي أعدتو لجنة اختيار وانتقاء العروض"‪.‬‬
‫ما يالحظ على ىذه ادلادة أن رفض ادلًتشح ادلستفيد من ادلنح ادلؤقت للتفويض‪ ،‬سواء برفض استالم االشعار بتبليغ‬
‫االتفاقية أو رفض التوقيع ‪ ،‬يتم التنازل على ادلنح بغَت مربر فاسحا اجملال للعرض الذي يليو يف قائمة العروض ادلسجلة يف‬
‫زلضر ادلفاوضات ‪ ،‬شلا يؤدي إىل إىدار مبدأ الشفافية وادلساواة و ادلنافسة ادلنصوص عليهم يف ادلادة ‪ 05‬من تنظيم‬
‫الصفقات العمومية وتفويضات ادلرفق العام‪.‬‬
‫بعد انقضاء آجال الطعون ادلذكورة يف ادلادة ‪ ، 42‬تعد السلطة ادلفوضة اتفاقية التفويض اليت تربم مع ادلًتشح‬
‫ادلقبول وتسليمو نسخة من االتفاقية حسب نص ادلادة ‪ ، 44‬و ديكن للسلطة ادلفوضة إلغاء إجراء تفويض ادلرفق العام يف‬
‫أي مرحلة من مراحل التفويض‪ ،‬مع إخضاع إشهار قرار االلغاء إىل نفس قواعد اإلشهار ادلنصوص عليها يف ادلرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 199-18‬ادلتعلق بتفويضات ادلرفق العام‪ ،‬و ما يعاب على ادلشرع أنو مل ينص على أي أساس يتم إلغاء إجراء‬
‫تفويض ادلرفق العام‪ ،‬أو األسباب اليت تؤدي بالسلطة ادلفوضة إىل إلغاء ىذا اإلجراء‪ ،‬كأن يتعلق األمر بالصاحل العام‬
‫مثال‪ ،‬كما ىو منصوص عليو يف ادلادة ‪ 73‬من تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات ادلرفق العام ‪ ،‬حيث أنو عندما‬
‫يتعلق األمر بالصاحل العام ديكن دلصلحة ادلتعاقد أثناء كل مراحل إبرام الصفقة العمومية إعالن إلغاء اإلجراء و‪/‬أو ادلنح‬
‫ادلؤقت للصفقة‪( ''....‬نوي‪ ،2018 ،‬ص‪.)149.‬‬

‫‪916‬‬
‫أسلوب الطلب على المنافسة كقاعدة عامة إلبرام عقود تفويضات المرفق العام في الجزائر‬ ‫بن سرية سعاد‬

‫وقد منح ادلشرع أي مًتشح إمكانية االحتجاج على قرار إلغاء إجـ ـراء تـفويض ادلرفق العـام‪ ،‬بأن يرفع طعنا لــدى‬
‫جلنــة تفويضات ادلرفق العام‪ ،‬يف أجل ‪ 10‬أيام‪ ،‬ابتداء من تاريخ إشهار قرار اإللغاء‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬اإلقصاء من المشاركة في الطلب على المنافسة‬
‫نصت ادلادة ‪ 47‬من ادلرسوم رقم ‪ 199-18‬على اإلقصاء من ادلشاركة يف إجراءات تفويض ادلرفق العام‪ ،‬حيث‬
‫جاء فيها ما يلي‪:‬‬
‫'' يقصى‪ ،‬مؤقتا أو نهائيا‪ ،‬من المشاركة في إجراءات تفويض المرفق العام‪ ،‬المتعامل الذي يرتكب أفعاال‬
‫أو أعماال محل إجراء من ضمن اإلجراءات المنصوص عليها في المادة ‪ 75‬من المرسوم الرئاسي‬
‫رقم‪''...247-15‬‬
‫وبالرجوع إىل ادلادة ‪ 75‬من ادلرسوم الرئاسي صلدىا قد حددت حاالت اإلقصاء‪ ،‬و يقصد باإلقصاء من ادلشاركة‬
‫يف الصفقة العمومية أو تفويض ادلرفق العام حرمان ادلتعهد من ادلشاركة يف ادلنافسة وعدم قبول العطاءات اليت يتقدم هبا‬
‫ولو كانت مستوفية لكافة الشروط بسبب وجوده يف وضعية غَت قانونية‪.‬‬
‫ويسعى ادلشرع من خالل ىذا اإلجراء إىل حتقيق األىداف التالية‪:‬‬
‫_ إضفاء احلماية الالزمة للمال العام والتصدي للفساد‪،‬‬
‫_ ضمان السَت احلسن للمرافق العامة من خالل ضمان حسن تنفيذ الصفقات وعقود التفويض على الوجو األمثل ويف‬
‫اآلجال‪،‬‬
‫_ ضمان التعاقد مع من ىم يف حالة مادية جيدة‪ ،‬وأشخاص ثبتت نزاىتهم‪ ،‬وتأكيد حرصهم على أدائهم اللتزاماهتم‪،‬‬
‫فمسألة ا ختيار ادلتعاقدين على قدر من األمهية‪ ،‬بل إن صلاح العملية العقدية متوقف على حسن االختيار (عادل‪،2018 ،‬‬
‫ص‪.)161_160.‬‬
‫تتمثل أسباب اإلقصاء من المشاركة في الطلب على المنافسة يف حاالت زلددة على سبيل احلصر‪ ،‬نصت عليها‬
‫ادلادة ‪ 75‬من ادلرسوم الرئاسي رقم ‪ 247-15‬تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫يقصى بشكل مؤقت أو هنائي من ادلشاركة ادلتعاملون االقتصاديون الذين رفضوا استكمال عروضهم أو تنازلوا عن تنفيذ‬
‫صفقة عمومية قبل نفاذ آجال صاحلية العروض‪ ،‬حسب الشروط ادلنصوص عليها يف ادلادتُت ‪ 71‬و‪ 74‬من نفس ادلرسوم‬
‫‪ ،‬الذين ىم يف حالة اإلفالس أو التصفية أو التوقف عن النشاط أو التسوية القضائية أو الصلح‪،‬‬
‫‪ -‬ادلسجلون يف قائمة ادلتعاملُت اال قتصاديُت ادلمنوعُت من ادلشاركة يف الصفقات العمومية ادلنصوص عليها يف ادلادة‬
‫‪ 89‬من ىذا ادلرسوم‪،‬‬
‫‪ -‬ادلسجلون يف البطاقة الوطنية دلرتكيب الغش ومرتكيب ادلخالفات اخلطَتة للتشريع والتنظيم يف رلال اجلباية واجلمارك‬
‫والتجارة‪،‬‬
‫‪ -‬الذين كانوا زلل إدانة بسبب سلالفة خطَتة لتشريع العمل والضمان االجتماعي‪،‬‬
‫‪ -‬الذين أخلوا بالتزاماهتم احملددة يف ادلادة ‪ 84‬من ىذا ادلرسوم‪.‬‬

‫‪917‬‬
‫أسلوب الطلب على المنافسة كقاعدة عامة إلبرام عقود تفويضات المرفق العام في الجزائر‬ ‫بن سرية سعاد‬

‫كما صلد أن القرار الوزاري ادلؤرخ يف ‪ 19‬ديسمرب ‪ ، 2015‬احملدد لكيفيات اإلقصاء من ادلشاركة يف الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬قد صنف حاالت االقصاء إىل صنفُت‪ ،‬إقصاء مؤقت واقصاء هنائي‪ ،‬وصنف االقصاء ادلؤقت بدوره إىل إقصاء‬
‫تلقائي وآخر مبوجب مقرر‪.‬‬
‫‪ _01‬اإلقصاء المؤقت‪:‬‬
‫ويقصد بو حرمان ادلتعهد من ادلشاركة يف الصفقات العمومية والتفويض دلدة معينة زلددة قانونا‪ ،‬على أن‬
‫يستأنف حقو بالعودة للمشاركة يف ادلنافسات بعد تسوية وضعيتو القانونية‪.‬‬
‫واإلقصاء ادلؤقت صورتُت‪:‬‬
‫أ_ اإلقصاء المؤقت التلقائي‪ :‬ويثبت بصفة مباشرة وتلقائية مبجرد الكشف عن حاالتو ومن دون احلاجة إىل‬
‫إصدار مقرر يقضي بو‪.‬‬
‫ب_ اإلقصاء المؤقت بمقرر‪ :‬وىو اإلقصاء الذي يتم الكشف واإلعالن عنو مبوجب مقرر صادر عن اجلهة ادلختصة‬
‫قانونا‪ ،‬وخيص ادلتعاملُت االقتصاديُت ادلسجلُت يف قائمة ادلؤسسات اليت أخلت بالتزاماهتا بعد أن كانوا زلل مقررين اثنُت‬
‫للفسخ على األقل حتت مسؤوليتهم‪.‬‬
‫‪_02‬اإلقصاءالنهائي‪:‬‬
‫وىو إجراء هنائي ال يرتبط تطبيقو بآجال زلددة‪ ،‬وحيرم مبقتضاه ادلتعهد من الدخول يف أي صفقة وبشكل هنائي ومطلق‪،‬‬
‫إىل أن يتم رد اإلعتبار لو ْتسب ما تقضي بو النصوص (عادل‪ ،2018 ،‬ص‪.)161_160.‬‬

‫‪ _03‬الحرمان الموقع من اإلدارة‪:‬‬


‫أ_ الحرمان الجزائي الموقع من قبل اإلدارة ‪:‬إذ تتمتع اإلدارة بسلطة تقديرية‪ ،‬وذلك يف احلالة اليت تصدر‬
‫فيها اإلدارة قرارات احلرمان كجزاء يوقع على ادلتعامل معها‪ ،‬نتيجة إخالو بالتزاماتو التعاقدية‪ ،‬مثل ارتكاب أخطاء يف‬
‫تنفيذ ارتباطات سابقة مع اإلدارة‪.‬‬
‫ب_ الحرمان الوقائي بمقتضى السلطة التقديرية لإلدارة‪ :‬يف ىذه احلالة تستخدم جهة اإلدارة سلطتها التقديرية يف‬
‫حرمان بعض األشخاص من التقدم للمناقصة بسبب كوهنم غَت مؤىلُت للتعاقد‪ ،‬وعدم كفايتهم أو ضعف قدراهتم الفنية‬
‫أو ادلالية ألداء االعمال ادلرجوة من التعاقد‪ ،‬ومل يقيد ادلشرع اإلدارة ْتاالت معينة‪ ،‬كما مل يفرض عليها انتهاج سلوك‬
‫معُت‪ ،‬فهذا احلرمان نوع من مظاىر السلطة العامة اليت دتارسها جهة اإلدارة وغَت مقيدة يف ذلك إال بدواعي ادلصلحة‬
‫العامة‪.‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫توصلنا يف ىذه الدراسة اىل النتائج اآلتية ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬بالنسبة للمرسوم الرئاسي رقم ‪:247-15‬‬
‫_ نص على إخضاع اتفاقية تفويض ادلرفق العام إىل رلموعة من ادلبادئ ادلتمثلة يف حرية الوصول إىل الطلب‬
‫العمومي وشفافية اإلجراءات ومبدأ ادلساواة‪ ،‬ويعترب ذلك تكريسا دلبدأ ادلنافسة يف االختيار ‪ ،‬وذلك من خالل نص ادلادة‬

‫‪918‬‬
‫أسلوب الطلب على المنافسة كقاعدة عامة إلبرام عقود تفويضات المرفق العام في الجزائر‬ ‫بن سرية سعاد‬

‫‪ 1‬منو ‪ ،‬واعتربت مادة مرجعية بدليل أن ادلرسوم التنفيذي ‪ 522_52‬قد أحال إىل ادلادة ‪ ، 01‬ويعٍت ذلك تطبيق نفس‬
‫ادلبادئ‪.‬‬
‫_كما نص على أن تربم الصفقات العمومية وفقا إلجراء طلب العروض الذي يشكل القاعدة العامة أو وفق‬
‫إجراء الًتاضي الذي يشكل استثناء ‪ ،‬وقياسا على ذلك فإن ادلبدأ العام يف إبرام عقود تفويضات ادلرفق العام ىو طلب‬
‫العروض كذلك ‪ ،‬أما االستثناء فهو الًتاضي ‪،‬‬
‫_ حدد ادلشرع بدقة أ شكال الدعوة إىل ادلنافسة يف ىذا ادلرسوم ألنو حدد عدة أشكال يتخذىا طلب العروض (‬
‫طلب عروض مفتوح ‪ ،‬زلدود ‪ ،‬مع اشًتاط قدرات دنيا ) ‪،‬‬
‫_ مل يتطرق ىذا ادلرسوم إىل تنظيم إجراء اإلعالن ادلسبق‪ ،‬ومل حيدد البيانات اليت جيب أن ينظمها يف انتظار‬
‫نصوص قانونية تطبيقية وتفصيلية قد حتدد ذلك ‪ ،‬لذلك نقًتح تدارك ذلك يف تعديل قانون الصفقات العمومية الالحق‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬بالنسبة المرسوم التنفيذي رقم ‪:199-18‬‬
‫_ جاء يف أحكام ىذا ادلرسوم على أن تربم اتفاقية تفويض ادلرفق العام وفقا إلحدى الصيغتُت الطلب على‬
‫ادلنافسة كأصل عام والًتاضي كاستثناء ‪ ،‬وإن القاعدة العامة يف إبرام عقود التفويض يف نطاق ىذا ادلرسوم تتمثل يف‬
‫الطلب على ادلنافسة‪،‬‬
‫_ لقد نظم ادلشرع أسلوب الطلب على ادلنافسة مبجموعة من اإلجراءات احملددة للسلطة ادلفوضة ضمانا‬
‫للشفافية وادلساواة‪ ،‬واعماال دلبدأ ادلنافسة‪ ،‬وقيد هبا سلطاهتا يف اختيار ادلفوض لو الذي يقدم أفضل عرض‪ ،‬ومرجعو يف‬
‫ذلك أحكام ادلرسوم الرئاسي ‪ 742_51‬يف نص مادتو اخلامسة‪.‬‬
‫_كما صلد أن ادلرسوم التنفيذي رقم ‪ 199-18‬نص إضافة إىل ادلبادئ السابقة الذكر على مبدأين حديثُت‪ ،‬مل‬
‫ينص عليها ادلرسوم رقم ‪ 247- 15‬من قبل‪ ،‬ومها مبدأ اجلودة و النوعية‪ ،‬حيث تتشكل نوعية اخلدمة العمومية ادلقدمة‬
‫من ادلبادئ اجلديدة اليت فرضها ادلفهوم اجلديد للمرفق العام الذي يهدف إىل ضمان القدر األدىن من اخلدمة العمومية‬
‫ذات النوعية ‪ ،‬واليت توضع حتت تصرف اجلميع‪،‬‬
‫_ ما ديكن مالحظتو أن ادلشرع اجلزائري مل ينص على األشكال اليت ديكن أن يتخذىا الطلب على ادلنافسة ‪ ،‬وىو‬
‫ما يتسبب يف تضييق شديد جملال مبدأ ادلنافسة ‪ ،‬عكس ما ىو معمول بو يف تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات ادلرفق‬
‫العام ‪ ،742_51‬الذي نص على التحديد ادلنظم لألشكال اليت يتخذىا طلب العروض‪ ،‬شلا ينتج عن ذلك توسيع رلال‬
‫مبدأ ادلنافسة يف ىذا األخَت‪.‬‬
‫_ نالحظ بأن ادلشرع جعل الطلب على ادلنافسة وطنيا فقط ‪ ،‬و يعترب ذلك مبثابة وضع حد دلبدأ ادلساواة بُت‬
‫ادلتعاملُت‪ ،‬إضافة إىل اعتبار ىذا مبثابة زلاباة لإلنتاج الوطٍت‪ ،‬وىو ما ال ينسجم مع قواعد التجارة العادلية اليت تفرض على‬
‫بلدان العامل يف اآلونة األخَتة‪ ،‬لذلك نقًتح جعل الطلب على ادلنافسة دوليا كذلك جلذب ادلستثمر األجنيب ‪ ،‬وذلك ال‬
‫يعترب اقصاء للمستثمر الوطٍت بل مكمال لدوره األساسي الذي سعى ادلشرع اىل تكريسو يف ىذا ادلرسوم ‪،‬‬

‫‪919‬‬
‫أسلوب الطلب على المنافسة كقاعدة عامة إلبرام عقود تفويضات المرفق العام في الجزائر‬ ‫بن سرية سعاد‬

‫_ نقًتح التخفيف من حدة اسًتاتيجية ترقية االنتاج الوطٍت وأولوية ادلستثمر الوطٍت ألهنا تقضي على مبدأ ادلساواة‬
‫بُت ادلتعاملُت وىو مبدأ أساسي لقيام مبدأ حرية ادلنافسة‪.‬‬
‫_ ويف األخَت ديكن القول أن كال من الدعوة للمنافسة أو الطلب على ادلنافسة على حد السواء ال يلغيان سلطة‬
‫فضلو‬
‫احلر للمفوض لو الذي سيؤدي أحسن خدمة عمومية ‪ ،‬وفقا للمعيار االقتصادي الذي ّ‬ ‫االدارة العامة يف االختيار ّ‬
‫ادلشرع اجلزائري ( اختيار أحسن عرض من حيث ادلزايا االقتصادية )‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع المعتمدة ‪:‬‬
‫‪ _05‬ادلادة ‪ 42‬من ادلرسوم التنفيذي‪199-18)..‬‬
‫‪ _07‬آكلي نعيمة‪ ، 7052( .‬ص ‪ .) 51‬عقد االمتياز االداري يف اجلزائر ‪ ،‬أطروحة لنيل درجة الدكتوراه‪ .‬اجلزائر تيزي‬
‫وزو‪ :‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪.‬‬
‫‪ _00‬ادلادة ‪ 27‬من ادلرسوم التنفيذي ‪199/18).‬‬
‫‪ 209‬من ادلرسوم الرئاسي رقم ‪247-15).‬‬ ‫‪ _04‬ادلادة‬
‫‪ 25‬من ادلرسوم التنفيذي ‪18_199).‬‬ ‫‪ _01‬ادلادة‬
‫‪ 25‬من ادلرسوم التنفيذي ‪199/18).‬‬ ‫‪ _05‬ادلادة‬
‫‪ 31‬من ادلرسوم التنفيذي رقم‪199-18)..‬‬ ‫‪ _02‬ادلادة‬
‫‪_02‬بلقامسي أمال‪ ،7050_7057( .‬ص‪ .)50‬إجيار ادلرافق العمومية احمللية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ادلاجستَت يف إطار‬
‫مدرسة الدكتوراه‪ .‬اجلزائر‪ :‬جامعة اجلزائر ‪ ،5‬كلية احلقوق‪ ،‬مدرسة الدكتوراه‪.‬‬
‫‪_02‬بلكور عبد الغٍت‪ ،7050_7002( .‬ص ‪ .)02‬تفويض ادلرفق العام يف القانون اجلزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫ماجستَت يف القانون العام‪ .‬جيجل ‪ ،‬اجلزائر‪ :‬جامعة زلمد الصديق بن حيِت‪.‬‬
‫‪ _50‬بوعمران عادل‪ ،7052( .‬ص‪ .)555_550.‬النظرية العامة للقرارات والعقود االدارية‪-‬دراسة فقهية وتشريعية‬
‫وقضائية‪ .‬اجلزائر‪ :‬دار اذلدى للنشر والتوزيع‪.،‬‬
‫‪ _55‬بوىايل نوال‪( .‬سنة ‪ ، 7052‬ص ‪ .)002‬التسيَت ادلفوض يف ظل ادلرسوم الرئاسي ‪ 742_51‬ادلتضمن تنظيم‬
‫الصفقات العمومية وتفويضات ادلرفق العام (اجمللد العدد ‪ .) 57‬اجلزائر ‪ ،‬البليدة‪ :‬رللة البحوث والدراسات‬
‫القانونية‪.‬‬
‫‪ _57‬جابر ‪,‬وليد ‪.‬حيدر(‪ ،2009‬ص ‪ ،147‬التفويض يف إدارة واستثمار ادلرافق العامة ‪-‬دراسة مقارنة ‪_.‬لبنان ‪:‬‬
‫الطبعة األوىل‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪.‬‬
‫‪_50‬زمال صاحل‪( .‬العدد ‪ ،07‬ج‪ ،7052 ،05‬ص ‪ .)107_105‬تفويض ادلرفق العام يف التشريع اجلزائري قراءة يف‬
‫أحكام نص ادلادة ‪ 702‬من ادلرسوم الرئاسي ‪ .742_51‬اجلزائر‪ :‬حوليات جامعة اجلزائر ‪.،05‬‬
‫‪ _54‬سليمان حاج عزام‪ ،7052( .‬ص ‪ .)541‬دور ادلبادئ العامة للمرفق العام ادلفوض يف محاية حقوق ادلنتفعُت'‪.‬‬
‫بسكرة‪ ،‬جامعة زلمد خيذر‪ ،‬اجلزائر‪ :‬رللة احلقوق واحلريات‪ ،‬سلرب احلقوق واحلريات يف األنظمة ادلقارنة‪.‬‬

‫‪920‬‬
‫أسلوب الطلب على المنافسة كقاعدة عامة إلبرام عقود تفويضات المرفق العام في الجزائر‬ ‫بن سرية سعاد‬

‫‪_51‬فوناس سهيلة‪ ،7052_55_75( .‬ص ‪ .)705‬تفويض ادلرفق العام يف القانون اجلزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه‪ .،‬تيزي وزو ‪ ،‬اجلزائر‪ :‬جامعة مولود معمري ‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪.‬‬
‫‪_55‬سللوف باىية‪ 57_55( .‬أفريل ‪ ،7055‬ص ‪ .)21‬تأثَت ادلنافسة على فكرة ادلرفق العام''‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن‬
‫أعمال ادللتقى الوطٍت ادلوسوم بعنوان‪:‬التسيَت ادلفوض للمرافق العامة يف القطاع اخلاص‪ّ .‬تاية ‪ ،‬اجلزائر‪ :‬كلية‬
‫احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم احلقوق‪ ،‬جامعة عبد الرمحان مَتة ّتاية‪.،‬‬
‫‪_52‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،18_199‬مؤرخ يف ‪ ،02_ 08_ 2018‬يتعلق بتفويض ادلرفق العام‪.‬‬
‫‪ _52‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،18_199‬مؤرخ يف ‪ ،02_ 08_ 2018‬يتعلق بتفويض ادلرفق العام ‪ ،‬جريدة رمسية‬
‫عدد ‪ ،48‬مؤرخ يف ‪05_08_2018 ).‬‬
‫‪_52‬مرسوم رئاسي ‪ ،15_247‬مؤرخ يف ‪ ،16_9_2015‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات ادلرفق‬
‫العام ‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،50‬مؤرخ يف ‪20_9_2015).‬‬
‫‪ _70‬منال ‪,‬حليمي‪ ،. (2015_2016‬ص ‪ ، 19‬تنظيم الصفقات العمومية وضمانات حفظ ادلال العام يف اجلزائر‪،‬‬
‫أطروحة مقدمة الستكمال متطلبات شهادة دكتوراه‪ ،‬الطور الثالث ‪.‬ورقلة ‪ ،‬اجلزائر ‪:‬جامعة قاصدي مرباح‬
‫ورقلة‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم احلقوق‪.‬‬
‫‪ _75‬مونية ‪,‬جليل‪ ،. 2015‬ص ‪.139‬ادلنافسة يف الصفقات العمومية يف اجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف القانون العام ‪.‬‬
‫اجلزائر ‪:‬جامعة يوسف بن خدة‪ ،‬كلية احلقوق‪.‬‬
‫‪ _77‬مونية ‪,‬جليل‪ .‬العدد ‪،01‬اجمللد الثامن‪ ،2019 ،‬ص‪.251‬دور اجلماعات اإلقليمية يف ترقية ادلؤسسات الصغَتة‬
‫وادلتوسطة ‪''.‬بومرداس ‪ ،‬اجلزائر ‪:‬رللة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪،‬جامعة أمحد بوقرة بومرداس‪.‬‬
‫‪ _70‬نص ادلادة ‪ 28‬من ادلرسوم التنفيذي ‪18_199 ).‬‬
‫‪ _74‬نص ادلادة ‪ 40‬من ادلرسوم التنفيذي ‪199-18).‬‬
‫‪ _71‬نوي ‪,‬خرشي‪ . 2018‬ص‪.149‬الصفقات العمومية ‪-‬دراسة حتليلية ونقدية وتكميلية دلنظومة الصفقات‬
‫العمومية ‪-.‬اجلزائر ‪:‬دار اذلدى للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪921‬‬

You might also like