Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 16

‫خـــطــــة البــــحـــــث‬

‫مقدمة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية مبدأ شرعية الجرائم ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫* المطلب األول ‪:‬مفهوم مبدأ شرعية الجرائم‪.‬‬

‫‪ -‬مدلول مبدأ شرعية الجرائم‪.‬‬

‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬جذور مبدأ شرعية الجرائم‪.‬‬

‫‪ -‬المطلب الثالث‪ :‬أسس و دعائم مبدأ الشرعية‪.‬‬

‫البحث الثاني ‪:‬تقييم مبدأ شرعية الجرائم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬المطلب األول ‪ :‬أهمية مبدأ الشرعية‪.‬‬

‫‪ -‬المطلب الثاني ‪:‬نتائج مبدأ شرعية الجرائم ‪.‬‬

‫‪ -‬المطلب الثالث ‪ :‬اإلنتقادات الموجهة للمبدأ‪.‬‬

‫‪ ‬خاتمة‪.‬‬

‫قامة المراجع ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫مــقــدمــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪.‬‬
‫ح‪..‬ري بن‪..‬ا ونحن بص‪..‬دد تن‪..‬اول مب‪..‬دأ ش‪..‬رعية التج‪..‬ريم والعق‪.‬اب‪ ،‬أن نح‪..‬دد أوال مفه‪..‬وم الجريم‪..‬ة بش‪..‬كل دقي‪..‬ق ‪،‬فالجريم‪..‬ة‬
‫هي اعتداء على المصلحة العام‪.‬ة و النظ‪.‬ام الع‪.‬ام أك‪.‬ثر من‪.‬ه اعت‪.‬داءا على الف‪.‬رد‪ ,‬فالدول‪.‬ة هي الح‪.‬امي والمح‪.‬دد ألن‪.‬واع‬
‫الجرائم ‪،‬كما أنها المعاقب وليس الفرد على عكس ما كان في غابر األزمنة ‪.‬‬

‫و إذا كان العقاب صالحية أص‪..‬يلة للدول‪.‬ة فقب‪.‬ل تحدي‪.‬ده يجب تحدي‪.‬د الج‪.‬رائم واألفع‪.‬ال المع‪.‬اقب عليه‪.‬ا ال‪.‬تي تق‪.‬ع كله‪.‬ا‬
‫تحت تسمية قانون العقوبات أو القانون الجنائي ‪.‬‬

‫و ه‪..‬و قس‪..‬مان‪،‬قس‪..‬م خ‪..‬اص يتض‪..‬من مجموع‪..‬ة الج‪..‬رائم ويح‪..‬دد عقوب‪..‬ات ك‪..‬ل جريم‪..‬ة و ه‪..‬و بمثاب‪..‬ة تط‪..‬بيق للقس‪..‬م الث‪..‬اني‬
‫األعم المس ‪..‬مى بالقس ‪..‬م الع ‪..‬ام ال ‪..‬ذي يتن ‪..‬اول القواع ‪..‬د العام ‪..‬ة للجريم ‪..‬ة أو م ‪..‬ا يع ‪..‬رف بنظري ‪..‬ة الجريم ‪..‬ة ‪،‬فم ‪..‬ا ذا نقص ‪..‬د‬
‫بالجريمة؟‬

‫لق‪..‬د تع ‪..‬ددت تعريف‪..‬ات الفق‪..‬ه الجن ‪..‬ائي للجريم ‪..‬ة واختلفت فمنهم من عرفه ‪..‬ا بأنه ‪..‬ا"فع ‪..‬ل غ‪..‬ير مش ‪..‬روع ص ‪..‬ادر عن إرادة‬
‫جنائية يقرر له القانون عقوبة أو تدبير أمن"‪.‬‬

‫و ي‪..‬رى آخ‪..‬رون "أن الجريم‪..‬ة هي ك‪..‬ل س‪..‬لوك خ‪..‬ارجي إيجابي‪..‬ا ك‪..‬ان أم س‪..‬لبيا حرم‪..‬ه الق‪.‬انون وق‪..‬رر ل‪..‬ه عقاب‪..‬ا إذا ص‪..‬در‬
‫عن إنسان مسؤول"و نستشف من التعريفين أن لكل جريمة ثالثة أركان‪:‬‬

‫الركن الشرعي‪ :‬مفاده أن يكون الفعل غير مشروع طبقا لقانون العقوبات والقوانين المكملة لقانون العقوبات‪.‬‬

‫ويسمى كذلك" الركن الشرعي" أو الركن القانوني ( وحتى تكون جريمة يجب أن تكون مخالفة لقانون العقوبات)‪.‬‬

‫ال‪..‬ركن الم‪..‬ادي ‪:‬م‪..‬ؤداه أن ي‪..‬رتكب الج‪..‬اني فع‪..‬ل م‪..‬ادي فالجريم‪..‬ة هي فع‪..‬ل ويجب أن تك‪..‬ون مبني‪..‬ة على ال‪..‬ركن الم‪..‬ادي‬
‫وق‪.. . .‬د يك‪.. . .‬ون ه‪.. . .‬ذا الفع‪.. . .‬ل إيجابي‪.. . .‬ا كالقت‪.. . .‬ل‪،‬أو سلبـيا ك‪.. . .‬األم ال‪.. . .‬تي تمتن‪.. . .‬ع عن إرض‪.. . .‬اع ابنه‪.. . .‬ا وتتس‪.. . .‬بب في قتل‪.. . .‬ه‪.‬‬
‫الركن المعنوي‪:‬و هو أن الجريمة البد أن تصدر عن إرادة جنائية‪.‬‬

‫وتحم‪..‬ل نت‪..‬ائج الجريم‪..‬ة ألنه‪..‬ا ص‪..‬ادرة عن إرادة الج‪..‬اني فهي مرتبط‪..‬ة ب‪..‬إرادة الف‪..‬رد (المجن‪..‬ون هن‪..‬ا ال يس‪..‬أل ألن‪..‬ه ليس‬
‫‪1‬‬
‫لديه إرادة و كذلك القاصر و المكره )‪.‬‬

‫و بتخلف أحد األركان الثالث ال تقوم جريمة‪،‬و في بعض األحيان تحيط بالجريمة بعض الظروف وهي ال تأثر في‬
‫الجريمة وإ نما تؤثر في تخفيف العقوبة أو تشديدها‪.‬‬

‫وتسمى ظروف مخففة أو مشددة فالسرقة‬

‫إسحاق إبراهيم منصور‪،‬موجز في علم اإلجرام و العقاب‪،‬ط‪،2‬ديوان الطبوعات الجامعية‪،‬الجزائر‪،‬سنة‪،1991‬ص‪.12‬‬ ‫‪1‬‬


‫( جريمة قائمة ) والليل ( ظروف مشددة )‪.‬‬

‫فالركن يؤثر على قيام الجريمة أما الظروف فهي ال تؤثر فيها‪.‬‬

‫و يجب التفريق بين الجريمة الجنائية والجريمة التأديبية التي تتمثل في تقصير أو خط‪..‬أ يق‪.‬ع من موظ‪..‬ف ع‪.‬ام أو أي‬
‫شخص ينتمي إلى مهنة معينة بواجبات وظيفت‪..‬ه‪ ،‬كم‪..‬ا أن‪..‬ه من الض‪..‬روري التفري‪..‬ق بين الجريم‪..‬ة الجنائي‪..‬ة والمدنيـة أو‬
‫ما يسمى بالخطأ المدني فهو مصدر من مصادر االلتزامات (‪124‬ق م ج)‪.‬‬

‫و تنقس ‪..‬م الجريم ‪..‬ة ب ‪..‬النظر إلى خطورته ‪..‬ا وجس ‪..‬امتها إلى جناي ‪..‬ات وجنح ومخالف ‪..‬ات م ‪..‬ا نص ‪..‬ت علي ‪..‬ه الم ‪..‬ادة ‪ 27‬من‬
‫الق‪..‬انون الجن‪..‬ائي و نص‪..‬ها ‪ »:‬تقس‪..‬يم الج‪..‬رائم تبع‪..‬ا لخطورته‪..‬ا إلى جناي‪..‬ات وجنح ومخالف‪..‬ات وتطب‪..‬ق عليه‪..‬ا العقوب‪..‬ات‬
‫المقررة للجنايات أو الجنح أو المخالفات «و معيار التفرقة بينه‪.‬ا يكمن في "العقوب‪.‬ة" و تظه‪.‬ر أهمي‪.‬ة ه‪.‬ذه التفرق‪..‬ة في‬
‫التحقي‪.. .‬ق و من حيث االختص‪.. .‬اص وتش‪.. .‬كيل المحكم‪.. .‬ة و ك‪.. .‬ذا من حيث الش‪.. .‬روع و اإلش‪.. .‬تراك في الجريم‪.. .‬ة و تق‪.. .‬ادم‬
‫‪1‬‬
‫الدعوى وتقادم العقوبة‪.‬‬

‫كم‪.. . . . . . . . . .‬ا أن هن‪.. . . . . . . . . .‬اك تقس‪.. . . . . . . . . .‬يمات أخ‪.. . . . . . . . . .‬رى للجريم‪.. . . . . . . . . .‬ة من حيث أركانه‪.. . . . . . . . . .‬ا س‪.. . . . . . . . . .‬نأتي إليه‪.. . . . . . . . . .‬ا تباع‪.. . . . . . . . . .‬ا‪.‬‬
‫و سنتناول من خالل هذا البحث أول ركن من أركان الجريمة أال و هو الركن الشرعي‪ ،‬الوثيق الصلة بما يصطلح‬
‫علي‪..‬ه "بم‪..‬دأ ش‪..‬رعية الج‪..‬رائم و العقوب‪..‬ات"ال‪..‬ذي تبنت‪..‬ه أغلب التش‪..‬ريعات و ع‪..‬برت عن‪..‬ه ب"ال جريم‪..‬ة و ال عقوب‪..‬ة إال‬
‫بنص" فه‪.. .‬و يعت‪.. .‬بر ال‪.. .‬ركن ال‪.. .‬ركين في الج‪.. .‬رائم و حج‪.. .‬ر الزاوي‪.. .‬ة في الفق‪.. .‬ه الجن‪.. .‬ائي عام‪.. .‬ة ونظري‪.. .‬ة الجريم‪.. .‬ة على‬
‫الخصوص‪.‬‬

‫و على ه ‪.. . . . .‬ذا األس ‪.. . . . .‬اس س ‪.. . . . .‬نأتي إلى ط ‪.. . . . .‬رح اإلش ‪.. . . . .‬كالية التالي ‪.. . . . .‬ة ‪ -:‬م ‪.. . . . .‬ا ماهي ‪.. . . . .‬ة مب ‪.. . . . .‬دأ ش ‪.. . . . .‬رعية الجريم ‪.. . . . .‬ة؟‬
‫و التي تتفرع عنها مجموعة التساؤالت التالية‪ -:‬م‪.‬ا هي ج‪.‬ذور مب‪.‬دأ ش‪.‬رعية الجريم‪.‬ة و أسس‪.‬ه ؟و م‪.‬ا هي أهميت‪.‬ه و‬
‫م ‪.. . . . . . . . . . .‬ا أهم اإلنتق ‪.. . . . . . . . . . .‬ادات ال ‪.. . . . . . . . . . .‬تي وجهت إلي ‪.. . . . . . . . . . .‬ه؟و م ‪.. . . . . . . . . . .‬ا ه ‪.. . . . . . . . . . .‬و نط ‪.. . . . . . . . . . .‬اق تطبيق ‪.. . . . . . . . . . .‬ه و س ‪.. . . . . . . . . . .‬ريانه؟‬
‫ه‪.. . . . .‬ذا م‪.. . . . .‬ا س‪.. . . . .‬نحاول اإلجاب‪.. . . . .‬ة عن‪.. . . . .‬ه من خالل ه‪.. . . . .‬ذا البحث ال‪.. . . . .‬ذي إرتأين‪.. . . . .‬ا تقس‪.. . . . .‬يمه إلى مبح‪.. . . . .‬ثين رئيس‪.. . . . .‬يين‪:‬‬
‫نتن‪..‬اول في المبحث األول‪:‬ماهي‪..‬ة مب‪..‬دأ ش‪..‬رعية الجريم‪..‬ة‪،‬م‪..‬رورا بمدلول‪..‬ه وأسس‪..‬ه و أهميت‪..‬ه ‪،‬ونس‪..‬تعرض في المبحث‬
‫الثاني‪:‬تطبيقات مبدأ شرعية الجريم‪.‬ة و ه‪.‬ذا بداي‪.‬ة بمص‪.‬ادر النص‪.‬وص الجنائي‪.‬ة و تفس‪.‬يرها وص‪.‬وال إلى نط‪.‬اق المب‪.‬دأ‬
‫و سيران النص الجنائي‪.‬‬

‫و ق‪.. .‬د اتبعن‪.. .‬ا في ذل‪.. .‬ك المنهج التحليلي في تحلي‪.. .‬ل األفك‪.. .‬ار واآلراء و النص‪.. .‬وص كم‪.. .‬ا اس‪.. .‬تعنا ب‪.. .‬المنهج الت‪.. .‬اريخي و‬
‫الوصفي في التعريفات على اختالفها‪...‬و اهلل المستعان‪.‬‬

‫إسحاق إبراهيم منصور‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.14‬‬ ‫‪1‬‬


‫المبحث األول‪ :‬ماهية مبدأ شرعية الجرائم ‪.‬‬

‫الص‪..‬فة الغ‪..‬ير المش‪..‬روعة للس‪..‬لوك ركن من أرك‪..‬ان الجريم‪..‬ة وال‪..‬تي مص‪..‬درها نص التج‪..‬ريم ال‪..‬ذي يض‪..‬في ه‪..‬ذه الص‪..‬فة‬
‫على ماديات معينة مع انتفاء األسباب التي ترفع عن هذه الماديات اإلجرامية صفتها الغير مش‪..‬روعة‪ .‬وبمع‪..‬نى آخ‪..‬ر‬
‫أن الص ‪..‬فة غ ‪..‬ير المش ‪..‬روعة للس ‪..‬لوك ك ‪..‬ركن من أرك ‪..‬ان الجريم ‪..‬ة تف ‪..‬ترض أم ‪..‬رين أولهم ‪..‬ا إيج ‪..‬ابي و ه ‪..‬و وج ‪..‬ود نص‬
‫جنائي يض‪.‬في على الس‪.‬لوك الص‪.‬فة الغ‪.‬ير مش‪.‬روعة ويح‪.‬دد الج‪.‬زاء ال‪.‬ذي يس‪.‬تحقه م‪.‬رتكب الس‪.‬لوك أم‪.‬ا الث‪.‬اني فس‪.‬لبي‪:‬‬
‫يتمثل في انتفاء األسباب التي تبيح السلوك وتجرده من هذه الصفة وترده إلى األصل العام في األشياء وهو اإلباحة‬
‫فالركن الشرعي له عنصران‪ :‬خضوع الفعل لنص التجريم فمصدر الصفة الغ‪.‬ير مش‪.‬روعة جنائي‪.‬ا للس‪.‬لوك ه‪.‬و نص‬
‫التجريم الذي يتضمنه قانون العقوبات والقوانين المكملة له‪،‬والذي يجرم السلوك ويحدد له عقابا أو تدابير أمن‪ ،‬فه‪..‬و‬
‫مص ‪..‬در مش ‪..‬روعية الس ‪..‬لوك‪ .‬واش ‪..‬تراط خض ‪..‬وع الفع ‪..‬ل لنص التج ‪..‬ريم يع ‪..‬ني حص ‪..‬ر مص ‪..‬ادر التج ‪..‬ريم والعق ‪..‬اب في‬
‫النصوص التشريعية‪ ،‬وبهذا الحصر يقوم العنص‪.‬ر الث‪.‬اني لل‪.‬ركن الش‪.‬رعي وه‪.‬و "مب‪.‬دأ ش‪.‬رعية الج‪.‬رائم والعقوب‪.‬ات أو‬
‫ت ‪..‬دابير األمن"‪ ،‬و ه ‪..‬و مب ‪..‬دأ أساس ‪..‬ي م ‪..‬ؤداه أن الجريم ‪..‬ة ال ينش ‪..‬ئها إال نص ق ‪..‬انوني وأن العقوب ‪..‬ة ال يقره ‪..‬ا غ ‪..‬ير نص‬
‫قانوني فما مفهوم مبدأ شرعية الجرائم ؟و ما تقدير قيمته ؟هذا ما سنأتي إليه من خالل المطلبين المواليين‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬مفهوم مبدأ شرعية الجرائم‪.‬‬

‫يعتبر مبدأ شرعية الجرائم من المبادئ األساسية التي تق‪.‬وم عليه‪..‬ا التش‪..‬ريعات العقابي‪..‬ة الحديث‪..‬ة فم‪..‬ا ه‪..‬و مدلول‪..‬ه و الى‬
‫ما تعود جذوره ؟و ما هي أهم دعائمه و أسسه ؟كل ذلك سنجيب عليه فيمايلي من فروع‬

‫‪ -‬مدلول مبدأ شرعية الجرائم ‪.‬‬

‫عرفه األستاذ نجيب حسني وفتوح عبداهلل بأنه " حصر عدم المش‪.‬روعية الجنائي‪.‬ة في نص‪.‬وص الق‪.‬انون الجن‪.‬ائي ال‪.‬تي‬
‫تح ‪..‬دد الج ‪..‬رائم والعقوب ‪..‬ات" ويع ‪..‬ني ه ‪..‬ذا المب ‪..‬دأ أن ‪..‬ه ال جريم ‪..‬ة وال عقوب ‪..‬ة إال بنص ق ‪..‬انوني أي مص ‪..‬در الص ‪..‬فة غ ‪..‬ير‬
‫المش‪..‬روعة للفع‪..‬ل ه‪..‬و نص الق‪.‬انون ويق‪.‬ال له‪..‬ذا النص " نص التج‪..‬ريم " وه‪..‬و في نظ‪..‬ر الق‪.‬انون الج‪..‬زائي يش‪..‬مل ق‪..‬انون‬
‫‪1‬‬
‫العقوبات والقوانين المكملة له والقوانين الجزائية الخاصة ‪.‬‬

‫وبالت ‪..‬الي يح ‪..‬دد في ك ‪..‬ل نص الش ‪..‬روط ال ‪..‬تي يتطلبه ‪..‬ا في الفع ‪..‬ل كي يخض ‪..‬ع له ‪..‬ذا النص ويس ‪..‬تمد من ‪..‬ه الص ‪..‬فة غ ‪..‬ير‬
‫المش‪..‬روعة ويح‪..‬دد العقوب‪..‬ة المق‪.‬ررة له‪..‬ذا الفع‪..‬ل وبالت‪..‬الي ف‪..‬ان القاض‪..‬ي ال يس‪..‬تطيع أن يعت‪..‬بر فعًال معني‪ً.‬ا جريم‪..‬ة إال إذا‬
‫وج‪..‬د نص‪ً.‬ا يج‪..‬رم ه‪..‬ذا الفع‪..‬ل ف‪..‬إذا لم يج‪..‬د مث‪..‬ل ه‪..‬ذا النص فال س‪..‬بيل إلى اعتب‪..‬ار الفع‪..‬ل جريم‪..‬ة ول‪..‬و اقتن‪..‬ع بأن‪..‬ه من‪..‬اقض‬
‫للعدال‪..‬ة أو األخالق أو ال‪..‬دين و أس‪..‬اس ه‪..‬ذا المب‪..‬دأ ه‪..‬و حماي‪..‬ة الف‪..‬رد و ض‪..‬مان حقوق‪..‬ه و حريت‪..‬ه و ذل‪..‬ك بمن‪..‬ع الس‪..‬لطات‬

‫عمر خوري‪ ،‬شرح قانون العقوبات –القسم العام‪ -‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2007 ،‬ص‪.18‬‬ ‫‪1‬‬
‫العام ‪..‬ة من اتخ ‪..‬اذ أي إج ‪..‬راء بحق ‪..‬ه م ‪..‬ا لم يكن ق ‪..‬د ارتكب فعال ينص الق ‪..‬انون علي ‪..‬ه و ف ‪..‬رض على مرتكبي ‪..‬ه عقوب ‪..‬ة‬
‫جزائية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬جذور مبدأ شرعية الجرائم‪.‬‬

‫في العص‪..‬ور القديم‪..‬ة لم تكن ه‪..‬ذه القاع‪..‬دة معروف‪..‬ة حيث ك‪..‬انت العقوب‪..‬ات تحكمي‪..‬ة وك‪..‬ان في وس‪..‬ع القض‪..‬اة أن يج‪..‬رم‬
‫أفعال لم ينص الق‪.‬انون عليه‪.‬ا ويفرض‪..‬وا العقوب‪.‬ة ال‪.‬تي يرونه‪.‬ا كم‪.‬ا ك‪.‬انوا يرجع‪.‬ون إلى الع‪.‬رف لتج‪.‬ريم بعض األفع‪.‬ال‬
‫وتقرير العقوبة لها ‪.‬‬

‫وإ ن كان هناك بعض مؤرخي القانون الجزائي يقول‪..‬ون ب‪..‬أن مب‪..‬دأ ش‪..‬رعية الج‪..‬رائم و العقوب‪..‬ات ع‪.‬رفت ألول م‪..‬رة في‬
‫الق ‪..‬انون الروم ‪..‬اني في العه ‪..‬د الجمه ‪..‬وري ب ‪..‬دليل وج ‪..‬وده عن ‪..‬د فقيهي الروم ‪..‬ان ( أولبي ‪..‬انوس ) و ( ب ‪..‬ولس ) أم ‪..‬ا العه ‪..‬د‬
‫اإلمبراطوري فلم تكن هذه القاعدة معروفة ألن الق‪.‬انون الروم‪.‬اني في ه‪.‬ذا العه‪.‬د ك‪.‬ان يعطي للقاض‪..‬ي س‪.‬لطة تقديري‪.‬ة‬
‫واسعة في التجريم و العقاب‪.‬‬

‫أوال ‪:‬مبدأ شرعية الجرائم في الشريعة اإلسالمية‪.‬‬


‫وهذه القاعدة ترجع بذورها األولى إلى الشريعة اإلسالمية أي ترجع إلى مدة تزيد على أربعة عشر قرنًا فمن‬
‫‪1‬‬
‫القواعد األصولية في الشريعة اإلسالمية أنه ‪:‬‬

‫" ال حكم ألفع‪..‬ال العقالء قب‪..‬ل ورد النص " أي أن أفع‪..‬ال المكل‪..‬ف المس‪..‬ؤول ال يمكن وص ‪..‬فها بأنه‪..‬ا محرم‪..‬ة م‪..‬ادام لم‬
‫ي‪..‬رد نص بتحريمه‪..‬ا وال ح‪..‬رج على المكل‪..‬ف أن يفعله‪..‬ا أو يتركه‪..‬ا ح‪..‬تى ينص على تحريمه‪..‬ا ونفهم من ذل‪..‬ك بأن‪..‬ه ال‬
‫يمكن اعتبار فعل أو ترك جريمة إال بنص صريح يحرم الفعل أو الترك فإذا لم يرد نص يحرم الفعل أو ال‪..‬ترك فال‬
‫مسؤولية وال عقاب على فاعل أو تارك ‪.‬‬

‫والمعنى الذي يستخلص من هذا الكالم هو أن قواعد الشريعة اإلسالمية تقضي بأنه ال جريمة وال عقوبة إال بنص‬
‫وه‪..‬ذه القاع‪..‬دة في الش‪..‬ريعة ال تتن‪..‬افى م‪..‬ع العق‪..‬ل والمنط‪..‬ق و تس‪..‬تند مباش‪..‬رة على نص‪..‬وص ص‪..‬ريحة في ه‪..‬ذا المع‪..‬نى‬
‫ومنها ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫قوله تعالى ‪ ( :‬وما كنا معذبين حتى نبعث رسوًال )‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وقوله تعالى ‪ ( :‬ولئال يكون للناس حجة بعد الرسل)‪.‬‬

‫عبداهلل أوهايبية‪،‬شرح قانون العقوبات الجزائري القسم العام ‪،‬بدون ط‪،‬موفم للنشر‪،‬الجزائر‪،‬سنة‪،2009‬ص‪.88،89‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬سورة اإلسراء اآلية‪.15‬‬


‫‪ 3‬سورة النساء اآلية ‪.165‬‬
‫‪1‬‬
‫و قوله تعالى ‪ ( :‬وألنذركم به و من بلغ )‪.‬‬

‫وغيرها من النصوص قاطعة بأنه ال جريمة إال بعد بيان وال عقوبة إال بعد إنذار ‪ ،‬وطبقوا هذه القاعدة على‬
‫الجرائم ولكنهم لم يطبقونه تطبقا واحدا في كل الجرائم حيث طبقوه تطبيقا دقيقا في جرائم الحدود و القصاص‬
‫بخالف جرائم التعازير فلم يطبقونه بتلك الصورة والسبب في ذلك أن المصلحة العامة وطبيعة التعازير تقتضي‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫وبهذا ثانيا‪ :‬مبدأ شرعية الجرائم في القوانين الوضعية ‪.‬‬

‫تمت‪..‬از الش‪..‬ريعة على الق‪..‬وانين الوض‪..‬عية ال‪..‬تي لم تع‪..‬رف ه‪..‬ذه القاع‪..‬دة إال في ع‪..‬ام ‪ 1216‬في إنكل‪..‬ترا و إن ك‪..‬ان ه‪..‬ذا‬
‫المبدأ غير معمول به في انكلترا بالمفهوم المعروف به في الحقوق الالتينية ‪.‬‬

‫ففي انكلترا ال يوج‪.‬د دس‪.‬تور مكت‪.‬وب وال ق‪..‬انون عقوب‪.‬ات مكت‪.‬وب وبإمك‪.‬ان القاض‪..‬ي أن يعت‪.‬بر أي س‪.‬لوك ال اجتم‪.‬اعي‬
‫جريمة و لكن المشرع بدأ منذ أوائل هذا القرن بس‪.‬ن ق‪.‬وانين جزائي‪.‬ة خاص‪.‬ة مث‪.‬ل ( ق‪.‬انون القت‪.‬ل –ق‪.‬انون الس‪.‬رقة ) و‬
‫بالتالي حد من سلطة القاضي في خلق جرائم جديدة‪.‬‬

‫إال أن النش‪..‬أة الحقيق‪..‬ة له‪..‬ذا المب‪..‬دأ في الق‪..‬وانين الوض ‪..‬عية ك‪..‬ان في الق‪..‬رن الث‪..‬امن عش‪..‬ر حيث ظه‪..‬ر نتيج‪..‬ة لالنتق‪..‬ادات‬
‫الشديدة من قب‪.‬ل الفالس‪.‬فة والفقه‪.‬اء لتس‪.‬لط القض‪.‬اة وتحكمهم في األحك‪.‬ام حيث ك‪.‬ان القض‪.‬اة مت‪.‬أثرين ب‪.‬النواحي الخلقي‪.‬ة‬
‫والديني‪..‬ة فك‪..‬ان أحك‪..‬امهم يخل‪..‬ط بين الجريم‪..‬ة الجنائي‪..‬ة والمعص‪..‬ية الديني‪..‬ة والرذيل‪..‬ة الخلقي‪..‬ة فظه‪..‬ر ه‪..‬ذا المب‪..‬دأ بص‪..‬ورة‬
‫واض ‪..‬حة في الوالي ‪..‬ات المتح ‪..‬دة األمريكي ‪..‬ة وظه ‪..‬ر في إعالن الحق ‪..‬وق ع ‪..‬ام ‪ 1774‬وق ‪..‬د ع ‪..‬رف ه ‪..‬ذا المب ‪..‬دأ في ق ‪..‬انون‬
‫العقوبات النمساوي الصادر عام ‪ 1787‬إال أنه أعلن ألول مرة بعد قيام الثورة الفرنسية في شرعية حق‪.‬وق اإلنس‪.‬ان‬
‫عام ‪ 1789‬ثم نص عليه القانون الفرنسي عام ‪ 1810‬ثم انتقلت هذه القاع‪.‬دة إلى غ‪.‬يره من التش‪.‬ريعات الوض‪.‬عية ثم‬
‫أخ‪..‬ذت ب‪..‬ه الدس‪..‬اتير و الق‪..‬وانين في الع‪..‬الم ثم أخ‪..‬ذت ب‪..‬ه األمم المتح‪..‬دة في البي‪..‬ان الع‪..‬المي لحق‪..‬وق اإلنس‪..‬ان الص‪..‬ادر في‬
‫‪ 10‬ك‪..‬انون األول ‪ 1948‬كم‪..‬ا ج‪..‬اء في التش‪..‬ريع المص‪..‬ري لم تكن ه‪..‬ذه القاع‪..‬دة معروف‪..‬ة قب‪..‬ل س‪..‬نة ‪ 1883‬وفي ه‪..‬ذا‬
‫العام نص المشرع عليها ضمنًا في المادة ‪ 18‬من الئحة ترتيب المحاكم األهلية وفي المادة ‪ 19‬من قانون العقوبات‬
‫الصادر سنة ‪ 1883‬ولما صدر الدستور في عام ‪ 1923‬قرر هذه القاعدة "في المادة ( ‪ ) 6‬منه ‪ (( :‬ال جريم‪..‬ة وال‬
‫عقوبة إال بناء على قانون وال عقاب إال على األفعال الالحقة لصدور القانون الذي ينص عليها((‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة األنعام اآلية‪.19‬‬


‫وبالتالي ال يشترط صدورها بقانون وإ نما يكفي أن يصدر بناء على قانون ليشمل حاالت التي يفوض الشارع فيها‬
‫‪2‬‬
‫السلطة التنفيذية في تحديد الجرائم وتقرير العقوبات ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مبدأ شرعية الجرائم في التشريع الجزائري ‪.‬‬


‫يؤكد المشرع الجزائري على احترام المبدأ والعمل بمقتضاه من خالل النصوص الدستورية ونصوص قانون‬
‫العقوبات أيضا‪.‬‬
‫أ‪ -‬في الدستور‪:‬‬
‫‪ -‬أكد دستورا الجزائر لسنة‪ 1989‬و‪ 1996‬في عدة نصوص منهما على احترام مبدأ الشرعية وهو بذلك يرتفع‬
‫من مجرد مبدأ قانوني إلى مبدأ دستوري يستفيد من كل الضمانات التي يمنحها الدستور لمبادئه ومن هاته المواد‪:‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ : 29 -28‬كل المواطنين سواسية أمام القانون‬
‫‪ .‬المادة‪ : 45 42‬كل شخص يعتبر بريئا حتى تثبت جهة قضائية نظامية إدانته مع كافة الضمانات التي يطبقها‬
‫القانون‬
‫المادة ‪ : 46 -43‬ال إدانة إال بمقتضى قانون صادر قبل ارتكاب الفعل المجرم‪- .‬‬
‫المادة ‪ : 47 -44‬ال يتابع أحد أو يقف أو يحتجز إال في الحاالت المحددة بالقانون وطبقا لألشكال التي نص‬
‫عليها‪- .‬‬
‫المادة ‪131 140‬أساس القضاء مبادئ الشرعية والمساواة‪ ،‬الكل سواسية أ مام القضاء وهو في متناول الجميع‬
‫وجسده احترام القانون‪.‬‬
‫المادة ‪ : 142-133‬تخضع العقوبات الجزائية إلى مبدأي الشرعية الشخصية‪ - .‬ب‪ -‬في قانون العقوبات‪:‬‬
‫‪2‬‬

‫أما في قانون العقوبات‪ 2‬فقد نصت المادة ‪ 01‬على مضمون مبدأ الشرعية بنصها "ال جريمة وال عقوبة أو تدابير‬
‫أمن بغير قانو ن" وتأكيدا لمبدأ الشرعية فقد جاءت النصوص الالحقة لتدعم مضمون المادة األولى فنصت المادة‬
‫‪02‬على مبدأ عدم الرجعية وهو من أهم المبادئ الداعمة لمبدأ الشرعية "ال يسري قانون العقوبات على الماضي‬
‫إال ما كان منه أقل شدة"‪.‬‬

‫ونصت المادة ‪ 03‬على تحديد نطاق قانون العقوبات "يطبق قانون العقوبات على كافة الجرائم التي ترتكب في‬
‫أراضي الجمهورية كما يطبق على الجرائم التي ترتكب في الخارج إذا كانت تدخل في اختصاص المحاكم‬
‫الجزائية طبقا ألحكام قانون اإلجراءات الجزائية"‪.‬‬

‫‪ 2‬عبداهلل أوهايبية‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.90،91،92‬‬


‫‪ 2‬األمر رقم ‪ 89‬المتضمن التعديل الدستوري و المؤرخ في ‪23‬فبراير ‪.1989‬‬
‫‪-‬األمر رقم ‪/96‬المتضمن التعديل الدستوري و المؤرخ في ‪ 28‬نوفمبر ‪.1996‬‬
‫األمر رقم‪ 156-66‬و المتضمن قانون العقوبات الجزائري مؤرخ في‪ 08‬يونيو‪،1966‬ج‪.‬ر ‪ 49‬مؤرخة في‬
‫‪10‬أوت‪ 1966‬معدل و متمم‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أسس و دعائم مبدأ الشرعية‪.‬‬

‫لهذا المبدأ دعائم يستند عليها هذا المبدأ وهذه الدعائم هي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬نظرية فصل السلطات ‪:‬‬
‫نتيجة لتسلط القضاة في األحكام في القرن الثامن عشر ظهر مبدأ فصل السلطات التي نادى بها مونتسيكو و‬
‫مقتضى هذا المبدأ أنه ‪:‬‬

‫يوج‪..‬د س‪..‬لطات ثالث‪..‬ة في الدول‪..‬ة الس‪..‬لطة التش‪..‬ريعية‪ -‬التنفيذي‪..‬ة‪ -‬القض‪..‬ائية ‪ ,‬و ك‪..‬ل س‪..‬لطة له‪..‬ا اختصاص‪..‬ات مح‪..‬ددة ال‬
‫يجوز لها تجاوزها فالسلطة التشريعية مختصة بسن القوانين و منها النصوص الجزائية التي تج‪..‬رم األفع‪..‬ال و تح‪..‬دد‬
‫العقوب ‪..‬ة ل ‪..‬ه أم ‪..‬ا الس ‪..‬لطة القض ‪..‬ائية تعه ‪..‬د بتط ‪..‬بيق ه ‪..‬ذه الق ‪..‬وانين و بالت ‪..‬الي القاض ‪..‬ي ال يس ‪..‬تطيع أن يج ‪..‬رم فع ‪..‬ل غ ‪..‬ير‬
‫منصوص عليه و لو اقتنع بأن الفع‪.‬ل من‪.‬افي لعدال‪.‬ة ألن ذل‪.‬ك يعت‪.‬بر ت‪.‬دخال في اختص‪.‬اص الس‪.‬لطة التش‪.‬ريعية وه‪.‬ذا ال‬
‫‪2‬‬
‫يجوز طبقا لمبدأ فصل السلطات‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الدعامة المنطقية ‪:‬‬

‫ترج ‪..‬ع إلى تندي ‪..‬د الفقه ‪..‬اء والفالس ‪..‬فة بتحكم القض ‪..‬اة وقن ‪..‬اعتهم األكي ‪..‬دة بأن ‪..‬ه ال يمكن تقي ‪..‬د الس ‪..‬لطة المطلق ‪..‬ة للقض ‪..‬اة إال‬
‫بوضع نصوص مكتوبة محددة في القانون تنص على األفعال المجرمة والعقوبات المقررة لها ‪.‬‬

‫وبالتالي السماح لألفراد بإتيان األفعال ال‪.‬تي لم ينص الق‪.‬انون على تجريمه‪.‬ا ‪ ،‬واالمتن‪.‬اع عن األفع‪.‬ال المجرم‪.‬ة بنص‬
‫الق‪..‬انون وه‪..‬ذا م‪..‬ا ن‪..‬ادى ب‪..‬ه المح‪..‬امي اإليط‪..‬الي " بيكاري‪..‬ا " في كتاب‪..‬ه المش‪..‬هور " الج‪..‬رائم والعقوب‪..‬ات " ون‪..‬ادى بيكاري‪..‬ا‬
‫بحرمان القاضي من تفس‪.‬ير ه‪.‬ذه النص‪.‬وص ووج‪.‬وب تطبيقه‪.‬ا حرفي‪ً.‬ا بحيث ال يس‪.‬تطيع القاض‪.‬ي التش‪.‬ديد أو التخفيض‬
‫‪3‬‬
‫أي تجريد القاضي من أية سلطة تقديرية ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الدعامة السياسية ‪:‬‬

‫فتوح عبد اهلل الشادلي وعبد القادر القهوجي‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬القسم العام‪ ،‬النظرية العامة للجريمةبدون ط‪ ،‬دار الهدى للمطبوعات‪،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫سنة ‪،1998‬ص‪.196،197‬‬
‫‪ 2‬حمد فتحي سرور ‪ ،‬القانون الجنائي الدستوري (الشرعية الدستورية في قانون العقوبات‪ ،‬الشرعية الدستورية في قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية )‪ ،‬الطبعة ‪ ، 2002‬دار الشروق ‪ 2008‬دار هوما‬
‫فتوح عبد اهلل الشادلي وعبد القادر القهوجي‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.198‬‬ ‫‪3‬‬
‫ترج‪..‬ع إلى نظري‪..‬ة العق‪..‬د االجتم‪..‬اعي ال‪..‬ذي ن‪..‬ادى ب‪..‬ه الفيلس‪..‬وف " ج‪..‬ان ج‪..‬اك روس‪..‬و " وال‪..‬تي مقتض‪..‬اها أن‪..‬ه يوج‪..‬د عق‪..‬د‬
‫ضمني بين الدولة واألفراد حيث يتنازل األفراد بموجب هذا العقد عن جزء من الحرية الممنوحة لهم لصالح الدولة‬
‫مقاب‪..‬ل أن تق‪.‬وم الدول‪..‬ة بتوف‪..‬ير الحماي‪..‬ة لهم واعتم‪..‬دت ه‪..‬ذه النظري‪..‬ة على العق‪.‬د االجتم‪..‬اعي كأس‪..‬اس لتحدي‪..‬د ح‪..‬ق الدول‪..‬ة‬
‫في العقاب فقالوا بأن العقوبة هي جماع حقوق األفراد في الدفاع عن أشخاصهم وأموالهم ال‪.‬تي نزل‪.‬وا عنه‪.‬ا للمجتم‪.‬ع‬
‫وبالت‪..‬الي المس‪..‬اواة بين الن‪..‬اس في العق‪.‬اب ألن ك‪..‬ل ف‪..‬رد ن‪..‬زل للمجتم‪..‬ع عن ق‪..‬در من الحق‪.‬وق مع‪..‬ادل ومس‪..‬اوي لم‪..‬ا ن‪..‬زل‬
‫عن‪..‬ه غ‪.‬يره وه‪..‬ذه المس‪..‬اواة تقتض‪..‬ي وج‪..‬ود ق‪..‬انون يح‪..‬دد األفع‪..‬ال المجرم‪..‬ة ويح‪..‬دد العقوب‪..‬ة المق‪.‬ررة له‪..‬ذه األفع‪..‬ال بحيث‬
‫يك ‪..‬ون للعقوب ‪..‬ة أس ‪..‬اس ق ‪..‬انوني ويجعل ‪..‬ه مقبول ‪..‬ة من قب ‪..‬ل جمي ‪..‬ع األف ‪..‬راد كونه ‪..‬ا ثم ‪..‬رة اتف ‪..‬اق جم ‪..‬اعي وتوق ‪..‬ع في س ‪..‬بيل‬
‫المصلحة العامة والعليا للمجتمع وبالتالي يضمن للعقوبة خصائصها لتكون عادلة وعام‪..‬ة التط‪..‬بيق على جمي‪..‬ع الن‪..‬اس‬
‫‪1‬‬
‫ومج ‪.. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬ردة من القس ‪.. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬وة‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬تقييم مبدأ شرعية الجرائم‪.‬‬


‫المطلب األول ‪ :‬أهمية مبدأ الشرعية‬
‫أوال‪ :‬األهمية الدولي ــة ‪:‬‬
‫نرى أن هناك كثير من االتفاقيات و البروتوكوالت أكدت على أهمية هذا المبدأ ‪ ،‬كما جاء في المادة الثانية الفقرة‬
‫الثالثة في البروتوكول رقم ‪ 4‬التفاقية حقوق اإلنسان الصادر في ‪ 16‬تشرين الثاني عام ‪:1963‬‬
‫(ال يجوز وضع قيود على ممارسة هذه الحقوق غير تلك التي تطابق القانون و تقضيها الضرورة في مجتمع‬
‫ديمقراطي لمصلحة األمن القومي أو األمن العام ‪ ,‬للمحافظة على النظام العام أو منع الجريمة أو حماية الصحة و‬
‫األخالق أو حماية حقوق و حريات اآلخرين )‬

‫كما جاء في إعالن حقوق اإلنسان و المواطن الصادر عام ‪ 1789‬الذي أصدرته الجمعية التأسيسية ‪ :‬ال يجوز‬
‫اتهام أحد أو توقيفه إال في األحوال المنصوص عليها في القانون و بحسب المراسيم المحددة فيه‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬األهمية الدستــورية‪.‬‬

‫له‪..‬ذا المب‪..‬دأ قيم‪..‬ة كب‪..‬يرة حيث أن ال‪..‬دول تعت‪..‬بره من المب‪..‬ادئ األساس‪..‬ية و تنص علي‪..‬ه في دس‪..‬اتيرها ‪ .‬في س‪..‬وريا تب‪..‬نى‬
‫المشروع السوري هذا المبدأ في دساتيرها المتعاقبة التي م‪.‬رت على القط‪.‬ر الع‪.‬ربي الس‪.‬وري ‪ ,‬حيث ورد في الم‪.‬ادة‬
‫العاشرة في دستور عام ‪ ,1950‬و المادة الثامنة من الدستور المؤقت للجمهوري‪.‬ة العربي‪.‬ة المتح‪.‬دة الص‪.‬ادر ‪ 15‬آذار‬
‫‪ 1958‬و الم‪..‬ادتين ‪27‬و ‪ 38‬من الدس‪..‬تور الس‪..‬وري الم‪..‬ؤقت لع‪..‬ام ‪ 1969‬و ك‪..‬رس أخ‪..‬يرا في الدس‪..‬تور الص‪..‬ادر ع‪..‬ام‬
‫‪ 1973‬فنصت المادة ‪ 29‬منه على أنه ‪ ( :‬ال جريمـة وال عقـوبة بال نص قانـوني‪.‬‬

‫لحسن بوسقسعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي العام‪ ،‬الطبعة ‪ 6‬الجزائر‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫أما في مصر عندما صدر الدستور في عام ‪ 1923‬قرر هذه القاعدة صراحة في المادة السادس‪..‬ة من‪..‬ه ال جريم‪..‬ة وال‬
‫عقوب‪.‬ة غال بن‪.‬اء على ق‪..‬انون وال عق‪.‬اب إال على األفع‪.‬ال الالحق‪.‬ة لص‪..‬دور الق‪.‬انون ال‪.‬ذي ينص علي‪.‬ه ) ‪ .‬كم‪.‬ا ج‪.‬اء في‬
‫المادة الثامنة من الدستور اللبناني ‪ ):‬ال يمكن تحديد الجرائم أو تعيين عقوبة إال‬
‫‪1‬‬
‫بمقتضى قانون (‬

‫ثالثا ‪:‬األهمية اإلقليمية ‪:‬‬

‫ن‪..‬رى أن هن‪..‬اك كث‪..‬ير من االتفاقي‪..‬ات و ال‪..‬بروتوكوالت أك‪..‬دت على أهمي‪..‬ة ه‪..‬ذا المب‪..‬دأ ‪ ,‬فق‪..‬د ج‪..‬اء في الم‪..‬ادة الثاني‪..‬ة في‬
‫الفقرة األولى من االتفاقية األوربية لحقوق اإلنسان ‪( :‬حق كل إنسان في الحي‪..‬اة يحمي‪..‬ه الق‪..‬انون وال يج‪..‬وز إع‪..‬دام أي‬
‫إنسان عمدا إال تنفيذا حكم قضائي بإدانته في جريمة يقضي فيها القانون بتوقيع هذه العقوبة (‬

‫و قد جاء في المادة السابعة الفقرة األولى منه ‪:‬‬

‫)ال يج‪..‬وز إدان‪..‬ة أي ش‪..‬خص بس‪..‬بب ارتكاب‪..‬ه فعال أو االمتن‪..‬اع عن فع‪..‬ل لم يكن يعت‪..‬بر وقت وق‪..‬وع الفع‪..‬ل أو االمتن‪..‬اع‬
‫جريمة في القانون الوطني أو القانون الدولي وال يجوز توقيع عقوبات أشد من تل‪.‬ك المق‪.‬ررة وقت ارتك‪.‬اب الجريم‪.‬ة‬
‫(‪.‬‬

‫و قد جاء في الفقرة الثانية ‪ ( :‬ال تخل هذه المادة بمحاكمة أو عقوبة أي شخص بسبب ارتكابه فعال أو امتناع‪.‬ه عن‬
‫فعل يعتبر وقت فعله أو االمتناع عن فعله جريمة وفقا للمبادئ العامة لقانون في األمم المتحضرة (‪.‬‬

‫رابعا ‪:‬األهمية العملية ‪:‬‬


‫لهذا المبدأ أهمية كبيرة من الناحية العملية لألسباب التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬يع‪..‬د من أس‪..‬س الحري‪..‬ة الفردي‪..‬ة أي ص‪..‬مام األم‪..‬ان للحري‪..‬ات الفردي‪..‬ة ويض‪..‬من حق‪..‬وق األف‪..‬راد بحيث يح‪..‬دد الج‪..‬رائم‬
‫ويح ‪..‬دد العقوب ‪..‬ات المق ‪..‬ررة له ‪..‬ا بش ‪..‬كل واض ‪..‬ح ح ‪..‬تى ال ي ‪..‬ترك ثغ ‪..‬رات في الق ‪..‬انون ويك ‪..‬ون وس ‪..‬يلة تس ‪..‬لط بي ‪..‬د القض ‪..‬اة‬
‫وبالت‪..‬الي القاض‪..‬ي ال يس‪..‬تطيع الحكم باإلدان‪..‬ة إال إذا وج‪..‬د في الق‪..‬انون س‪..‬ندًا على الجريم‪..‬ة والعقوب‪..‬ة فه‪..‬و ال يمل‪..‬ك أن‬
‫ينش‪..‬ئ جريم‪..‬ة من أم‪..‬ر لم ي‪..‬رد نص ق ‪..‬انوني بتجريم‪..‬ه مهم‪..‬ا رأى في‪..‬ه من الخط‪..‬ورة على حق‪..‬وق األف‪..‬راد أو مص ‪..‬الح‬
‫الجماع ‪..‬ة فه ‪..‬و يرس ‪..‬م ح ‪..‬دًا فاص‪ً. .‬ال بين المش ‪..‬روع وغ ‪..‬ير المش ‪..‬روع بحيث يك ‪..‬ون األف ‪..‬راد أح ‪..‬رارًا في إتي ‪..‬ان األفع ‪..‬ال‬
‫‪2‬‬
‫المشروعة وإ ن كانت ضارة وبالتالي السلطات العامة ال تستطيع مالحقة هذا الشخص ألنه غير مسؤول جزائيًا ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬محمود محمود مصطفى‪،‬شرح قانون العقوبات المصري العام‪،‬منتديات الحقوق و العلوم القانونية‪،‬تاريخ الزيارة ‪27‬أكتوبر‪2013‬‬
‫محمود محمود مصطفى‪،‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ -2‬يعطي العقوبة أساس قانوني بحيث يجعلها مقبول‪.‬ة من قب‪.‬ل ال‪.‬رأي الع‪.‬ام كون‪.‬ه توض‪.‬ع في س‪.‬بيل المص‪.‬لحة العام‪.‬ة‬
‫‪3‬‬
‫بحيث يطبق على جميع األشخاص الذين تتوافر فيهم الشروط المنصوص عليه في هذا النص دون التميز بينهم ‪.‬‬

‫‪ - 3‬الدور الوقائي للقانون وهذا الدور يتمثل بأن يكون الفرد على علم باألفعال التي تعد جريمة واألفعال الغير‬
‫مجرمة بحيث يمكن أن نعتبر القانون بمثابة إنذار مسبق لألفراد بعدم اقتراف األفعال المنصوص عليه وهذا يجعل‬
‫األفراد أقرب إلى االمتثال من العصيان‪.‬‬

‫‪ -4‬يحمي جمي ‪..‬ع األف ‪..‬راد في المجتم ‪..‬ع المج ‪..‬رمين وغ ‪..‬ير المج ‪..‬رمين بحيث يحمي المج ‪..‬رم من نفس ‪..‬ه ب ‪..‬أن ال يق ‪..‬ترف‬
‫جريمة عقوبتها أشد من الجريمة المرتكبة وتحمي غير المجرمين من األفعال التي قد يرتكبها المجرم ‪.‬‬

‫قبل أن ندخل في مصادر التجريم والعقاب البد لنا من التساؤل‪.‬‬

‫هل تدخل التدابير االحترازية في نطاق مبدأ الشرعية ‪:‬‬

‫على ال ‪..‬رغم من أن المش ‪..‬رع يس ‪..‬تهدف من الت ‪..‬دابير االحترازي ‪..‬ة الوقاي ‪..‬ة االجتماعي ‪..‬ة ال الج ‪..‬زاء وه ‪..‬و مج ‪..‬رد إج ‪..‬راء‬
‫عالجي يستفيد منه المحكوم عليه ‪ ،‬فال يمكن تجريد التدابير االحترازية من اإليالم وإ ن كان غير مقص‪..‬ود ‪ ،‬فبعض‬
‫الت‪..‬دابير االحترازي‪..‬ة تص‪..‬ل إلى ح‪..‬د س‪..‬لب الحري‪..‬ة ول‪..‬ذلك يجب على الش‪..‬ارع أن يح‪..‬دد الت‪..‬دابير ويح‪..‬دد ماهي‪..‬ة ك‪..‬ل منه‪..‬ا‬
‫ح‪..‬تى ال يك‪..‬ون وس‪..‬يلة اس‪..‬تغالل بي‪..‬د القض‪..‬اة ‪ ،‬ولكن الت‪..‬دابير ال يطب‪..‬ق بالص‪..‬ورة الجام‪..‬دة ال‪..‬تي عرفناه‪..‬ا في نص‪..‬وص‬
‫التجريم والعقاب ‪ ،‬وذل‪.‬ك ألن المش‪.‬رع ينص على الت‪.‬دابير االحترازي‪.‬ة دون أن يق‪.‬رر ت‪.‬دبير مح‪.‬دد لك‪.‬ل جريم‪.‬ة وإ نم‪.‬ا‬
‫‪2‬‬
‫يترك للقاضي الحرية في أن يختار من بين التدابير التي نص عليها الشارع ما يكون مناسبًا للجرم ‪.‬‬

‫ونقول بأن التدابير االحترازية تدخل في مبدأ الشرعية بحيث ال يستطيع القاضي أن يحكم بغير التدابير المنص‪..‬وص‬
‫عليه في القانون ‪.‬‬

‫‪ 1-‬حماي ‪..‬ة الحق ‪..‬وق والحري ‪..‬ات الفردي ‪..‬ة‪ :‬ه ‪..‬ذا المب ‪..‬دأ يرس ‪..‬م ح ‪..‬دود بين م ‪..‬ا يعت ‪..‬بره المش ‪..‬رع الجن ‪..‬ائي س ‪..‬لوكات ج ‪..‬ديرة‬
‫ب‪.‬التجريم والعق‪.‬اب وهي االس‪.‬تثناء وبين الس‪.‬لوكات ال‪.‬تي ال تعت‪.‬بر ك‪.‬ذلك‪ ،‬فمن ي‪.‬أتي فعال لم يجرم‪.‬ه الق‪.‬انون فه‪.‬و طبق‪.‬ا‬
‫لمبدأ الشرعية بأمان من المسؤولية الجنائية تجسيدا لقاعدة األصل في األشياء اإلباحة واإلعمال‬
‫بهذا المبدأ يضفي نوعا من األمان واالرتياح لدى أفراد المجتمع‪.‬‬

‫‪ 2-‬تحقي‪..‬ق فك‪..‬رة ال‪..‬ردع الع‪..‬ام‪ :‬ومع‪..‬نى ال‪..‬ردع ه‪..‬و تح‪..‬ذير األف‪..‬راد وتخ‪..‬ويفهم مس‪..‬بقا من النت‪..‬ائج المترتب‪..‬ة على إتي‪..‬ان‬
‫س‪..‬لوك جرم‪..‬ه الق‪..‬انون وح‪..‬دد ل‪..‬ه عقوب‪..‬ة‪ ،‬وبالت‪..‬الي تتحق‪..‬ق فك‪..‬رة ال‪..‬ردع ال‪..‬تي تعت‪..‬بر وس‪..‬يلة للوقاي‪..‬ة من وق‪..‬وع الج‪..‬رائم‬

‫ابراهيم الشبابي‪ ،‬الوجيز في شرح القانون العقوبات الجزائري ‪ ،‬ط‪ ،1‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬بدون سنة‪،‬ص‪.143‬‬ ‫‪3‬‬

‫ابراهيم الشبابي‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.145‬‬ ‫‪2‬‬


‫وض‪..‬مان فع‪..‬ال للمحافظ‪..‬ة على أمن واس‪..‬تقرار المجتم‪..‬ع وال يقتص‪..‬ر مب‪..‬دأ الش‪..‬رعية على حماي‪..‬ة األبري‪..‬اء وإ نم‪..‬ا يحمي‬
‫أيضا الجناة من تعسف القضاة بإلزام القاضي الحكم بالعقوبةالتي جاء بها نص التجريم‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬نتائج مبدأ شرعية الجرائم‬


‫‪ -1‬قاعدة عدم رجعية النص الجنائي (إال ما كان أصلح للمتهم "استثناًء ا") ‪:‬لمعاقبة شخص البد أن تكون الجريمة‬
‫قد حددت أركانها بموجب قانون مطبق وقت ارتكابها ‪ ،‬وال يجوز معاقبة شخص على فعل كان مباًح ا وقت‬
‫ارتكابه ثم صدر قانون يجرمه‪.‬‬
‫‪ 2-‬حصر مصادر التجريم والعقاب في نصوص تشريعية مكتوبة‪ :‬وهذا استبعاد كافة المصادر المألوفة في فروع‬
‫القوانين األخرى (كالعرف‪ ،‬ومبادئ القانون الطبيعي‪ ،)...‬والنص التشريعي المكتوب هو الصادر عن البرلمان أو‬
‫رئيس الجمهورية‪ ،‬أو السلطة التنفيذية في مجال المخالفات) لوائح تنظيمية(‪.‬‬
‫‪ 3-‬حصر القياس في تفسير النصوص التجريم‪ :‬ليس للقاضي أن يقيس فعال لم يرد نص بتجريمه على فعل ورد‬
‫نصبت جريمه فيقرر األول عقوبة الثاني(قياس(‪.‬‬
‫هذا ال يمنع إمكانية خضوع النص التجريمي للتفسير الضيق أي البحث عن المعنى الذي يرمي إليه المشرع من‬
‫وراء األلفاظ المستعملة في النص ويجب على القاضي أن يلتزم بحرفية النص الجنائي حتى ال يجرم فعال لم‬
‫يقصده المشرع‪.‬‬
‫‪ - 4‬قاعدة الشك تفسر لصالح المتهم‪ :‬في حالة وجود غموض في النص الجنائي واستحال على القاضي تحديد‬
‫التفسير وتساوت في نظره وجوه متعددة‪ ،‬في هذه الحالة الشك يفسر لصالح المتهم والمجال الرئيسي لتطبيق هذه‬
‫القاعدة اإلثبات في المواد الجنائية‪ ،‬حيث إذا تعادلت أدلة اإلدانة مع البراءة رجح الثانية‪ ،‬ألن اإلدانة تبنى على‬
‫‪1‬‬
‫اليقين واألصل في إثبات البراءة‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬اإلنتقادات الموجهة للمبدأ‪:‬‬


‫على الرغم من أهمية هذا المبدأ والقيمة الحقيقية له إال أنه لم يسلم من النقد ‪:‬‬
‫النق‪..‬د األول ‪:‬ذهب البعض بأنه‪..‬ا قاع‪..‬دة جام‪..‬دة ورجعي‪..‬ة أم‪..‬ا الجام‪..‬دة ألن‪..‬ه ال يس‪..‬تطيع مواكب‪..‬ة التط‪..‬ورات والمس‪..‬تجدات‬
‫التي تط‪.‬رأ على المجتم‪.‬ع بحيث تظه‪.‬ر أفع‪.‬ال جدي‪.‬دة مخل‪.‬ة ب‪.‬أمن ونظ‪.‬ام المجتم‪.‬ع ولم ينص الق‪.‬انون على تجريم‪.‬ه ‪ ,‬و‬
‫ي‪.. .‬زداد ه‪.. .‬ذا األم‪.. .‬ر ص‪.. .‬عوبة في العص‪.. .‬ر الح‪.. .‬ديث حيث خلفت الحض‪.. .‬ارة اإلنس‪.. .‬انية المتش‪.. .‬عبة و الحي‪.. .‬اة االجتماعي‪.. .‬ة‬
‫المتش‪.. .‬ابكة أنواع‪.. .‬ا مختلف‪.. .‬ة من أنم‪.. .‬اط الس‪.. .‬لوك البش‪.. .‬ري س‪.. .‬ريعة التغي‪.. .‬ير و التج‪.. .‬دد بحيث ال يمكن مواجهت‪.. .‬ه بجم‪.. .‬ود‬
‫النص‪.. .‬وص و ثبات‪...‬ه ولكن يمكنن‪...‬ا ال‪...‬رد عليهم ب‪...‬أن المش‪...‬كلة ليس‪...‬ت من النص الق ‪..‬انوني و إنم ‪..‬ا المش‪...‬كلة من الس‪...‬لطة‬
‫التش ‪..‬ريعية ال ‪..‬تي تنص الق ‪..‬وانين بحيث تتق ‪..‬اعس احيان ‪..‬ا عن ص ‪..‬دور الق ‪..‬وانين لمواجه ‪..‬ة المس ‪..‬تجدات إال أنن ‪..‬ا نس ‪..‬تطيع‬

‫عمر خوري‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.36‬‬ ‫‪1‬‬


‫التغلب على هذه المشكلة بوج‪.‬ود س‪.‬لطة تش‪.‬ريعية يقظ‪.‬ة و تزوي‪.‬ده بجمي‪.‬ع الوس‪.‬ائل ال‪.‬تي تتمكن من خالل‪.‬ه من مالحق‪.‬ة‬
‫الصور اإلجرامية المستحدثة ‪.‬‬

‫أما الق‪.‬ول بأنه‪.‬ا رجعي‪.‬ة ألن‪.‬ه يف‪.‬رض الجريم‪.‬ة ككي‪.‬ان ق‪.‬انوني متج‪.‬رًا من ش‪.‬خص المج‪.‬رم بحيث يح‪.‬دد العقوب‪.‬ة في ك‪.‬ل‬
‫جريمة حسب األضرار المادية المترتبة عليه ال وف‪.‬ق الخط‪.‬ورة الكامن‪.‬ة في ش‪.‬خص المج‪.‬رم مثًال في جريم‪.‬ة الس‪.‬رقة‬
‫يفرض العقوبة بنفس القدر دون أن يراعي الظروف المحيطة بالمجرم فالشخص الذي يقدم على السرقة بدافع الفقر‬
‫هو أقل خطورة عن الشخص الذي يقدم عليه بدافع حسب المال والجشع ‪.‬‬

‫لذلك نادو بضرورة تقسيم المجرمين بدًال من تقسيم الج‪..‬رائم فليس المهم هي الجريم‪..‬ة كواقع‪..‬ة مادي‪..‬ة وإ نم‪..‬ا المهم ه‪..‬و‬
‫المتهم الذي هو محور الدعوى الجنائية ولذلك نجد أن المش‪.‬رع رجعت عن نظ‪.‬ام العقوب‪.‬ات المح‪.‬ددة إلى نظ‪.‬ام تفري‪.‬د‬
‫العقوب ‪..‬ة حيث أعطى القاض ‪..‬ي س ‪..‬لطة تقديري ‪..‬ة واس ‪..‬عة نوع ‪ً.‬ا م ‪..‬ا في ه ‪..‬ذا الش ‪..‬أن بحيث ح ‪..‬دد في بعض الج ‪..‬رائم ح ‪..‬دين‬
‫للعقوبة ( حد أدنى – حد أعلى ) وترك للقاضي سلطة اختيار العقوبة المالئمة ضمن ه‪..‬ذين الح‪..‬دين حس‪..‬ب شخص‪..‬ية‬
‫المتهم والظروف المحيط‪.‬ة بالجريم‪.‬ة كم‪.‬ا ح‪.‬دد لبعض الج‪.‬رائم ع‪.‬دة عقوب‪.‬ات وت‪.‬رك الحري‪.‬ة للقاض‪.‬ي باختي‪.‬ار العقوب‪.‬ة‬
‫المناسبة لشخص كل مجرم ‪.‬‬

‫ولكن س‪..‬لطة القاض‪..‬ي في ه‪..‬ذا الش‪..‬أن ليس‪..‬ت مطلق‪..‬ة ألن الق‪..‬انون ه‪..‬و ال‪..‬ذي يح‪..‬دد ح‪..‬دود المالئم‪..‬ة ويجب على القاض‪..‬ي‬
‫مراعاة هذه الحدود وبالتالي ال يوجد تعارض بين تفريد العقاب ومبدأ الشرعية ‪ .‬كما يمكن ال‪..‬رد عليهم ب‪..‬أن الس‪..‬لطة‬
‫الواس‪..‬عة قاض‪..‬ي ص‪..‬حيح تجعل‪..‬ه ق‪..‬ادرا على فهم شخص‪..‬ية المج‪..‬رم و عالجه‪..‬ا إال أن ه‪..‬ذه الس‪..‬لطة ق‪..‬د تس‪..‬اء اس‪..‬تخدامها‬
‫ومن المستحسن أن ينوع المشرع العقوبات و التدابير لكل جرعة و أن يمنح القاضي سلطة تقديرية لكي يخت‪..‬ار من‬
‫‪1‬‬
‫بينها ما يالءم شخصية المجرم ‪.‬‬
‫النق‪..‬د الث‪..‬اني ‪ :‬وذهب اآلخ‪..‬رون إلى أن ه‪..‬ذا المب‪..‬دأ ال ي‪..‬وفر الحماي‪..‬ة الكامل‪..‬ة لألف‪..‬راد ض‪..‬د األفع‪..‬ال الج‪..‬ديرة في ذاته‪..‬ا‬
‫ب ‪..‬التجريم كونه ‪..‬ا قاص ‪..‬رة عن اإلحاط ‪..‬ة بجمي ‪..‬ع األفع ‪..‬ال المخل ‪..‬ة ب ‪..‬األمن واالس ‪..‬تقرار في المجتم ‪..‬ع ‪ ،‬ون ‪..‬زع أي ‪..‬ة س ‪..‬لطة‬
‫تقديرية للقاضي في معاقبة العابثين باألمن والنظام بحجة عدم وجود نص يجرم هذا الفعل سواء‬
‫تعلق بالسلوك الفردي أو بالسلوك الجماعي‬

‫فيم‪..‬ا يتعل‪..‬ق بالس‪..‬لوك الف‪..‬ردي فكث‪..‬يرًا م‪..‬ا تق‪..‬ع من األف‪..‬راد أفع‪..‬ال مخل‪..‬ة بالنظ‪..‬ام ومنافي‪..‬ة لألخالق ال تجرمه‪..‬ا الكث‪..‬ير من‬
‫الق‪..‬وانين فمن يتن‪..‬اول طعام ‪ً.‬ا في مك‪..‬ان خ‪..‬اص كالمط‪..‬اعم والمق‪..‬اهي ثم يمتن‪..‬ع عن دف‪..‬ع ثمن الطع‪..‬ام ففعل‪..‬ه ه‪..‬ذا ال يق‪..‬ل‬

‫عبداهلل أوهايبية‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.112‬‬ ‫‪1‬‬


‫خط ‪.. . . . . . . . . .‬ورة عن الس ‪.. . . . . . . . . .‬رقة وم ‪.. . . . . . . . . .‬ع ذل ‪.. . . . . . . . . .‬ك ف ‪.. . . . . . . . . .‬إن الكث ‪.. . . . . . . . . .‬ير من الق ‪.. . . . . . . . . .‬وانين ال تنص على تجريمه ‪.. . . . . . . . . .‬ا ‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بالسلوك االجتماعي ‪ :‬فالمشرع ليس في وسعه حصر جميع األفعال الضارة والمخلة‬
‫‪1‬‬
‫بالنظام السياسي واالجتماعي واالقتصادي للدولة ‪.‬‬

‫الرد على اإلنتقادات ‪ :‬إن المشرع يستطيع أن يستعمل في نصوص التجريم والعقاب عب‪..‬ارات بحيث يحق‪..‬ق الت‪..‬وازن‬
‫بين مصلحة المجتمع وحق‪.‬وق األف‪..‬راد فال تك‪.‬ون ه‪.‬ذه العب‪.‬ارات ض‪..‬يقة بحيث يطبق‪.‬ه القاض‪..‬ي حرفي‪ً.‬ا وال واس‪.‬عًا بحيث‬
‫يستغل القاضي هذه النقطة ويجرم أفعال لم ينص عليه القانون وبالتالي إهدار حقوق األفراد ‪ ،‬كما يمكننا القول ب‪..‬أن‬
‫االس‪..‬تقرار الق‪.‬انوني يعل‪.‬و على حماي‪.‬ة المص‪..‬الح المش‪.‬تركة ‪ ،‬ف‪..‬إذا ت‪.‬بين للمش‪.‬رع أن فعًال م‪.‬ا من‪.‬افي للنظ‪.‬ام السياس‪.‬ي أو‬
‫االقتصادي أو االجتماعي بادر إلى تجريمه بنص‪.‬‬

‫خاتم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪.‬‬
‫تقسم الجريمة بالنظر إلى الركن الش‪..‬رعي إلى ج‪..‬رائم سياس‪..‬ية وج‪..‬رائم عادي‪..‬ة‪ ،‬العادي‪..‬ة هي ال‪..‬تي تق‪.‬ع على األش‪..‬خاص‬
‫والممتلكات أما السياسيةفهي كل عمل سياسي يجرمه القانون‪.‬‬

‫وللتمييز بين الجريمتين وضع الفقه معيارين أولهما شخصي‪ :‬يتعلق بالدافع من وراء ارتكابه‪.‬ا‪ ،‬أه‪.‬و سياس‪.‬ي أم ال ؟‬
‫و آخر موضوعي يبحث في موضوع الجريمة‪.‬‬

‫عبداهلل أوهايبية‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.114‬‬ ‫‪1‬‬


‫والمشرع الجزائري لم يعرف هاته الطائفة من الجرائم‪.‬‬

‫ومن نت ‪..‬ائج التمي ‪..‬يز بين الج ‪..‬رائم السياس ‪..‬ية والعادي ‪..‬ة ه ‪..‬و ع ‪..‬دم تس ‪..‬ليم الالج ‪..‬ئين المج ‪..‬رمين السياس ‪..‬يين بين ال ‪..‬دول‪ ،‬أم ‪..‬ا‬
‫العاديين فحسب اتفاق الدول بينها أما في النطاق الداخلي لم يميز المشرع الجزائري بين الج‪..‬رائم السياس‪..‬ية والعادي‪..‬ة‬
‫على مستوى العقوبة‪.‬‬

‫كم‪..‬ا تقس‪..‬م الج‪..‬رائم حس‪..‬ب ال‪..‬ركن الم‪..‬ادي دائم‪..‬ا إلى ج‪..‬رائم عس‪..‬كرية وج‪..‬رائم عادي‪..‬ة‪،‬أم‪..‬ا العس‪..‬كرية فهي تل‪..‬ك األفع‪..‬ال‬
‫المجرم‪..‬ة ال‪..‬تي تق‪..‬ع من ش‪..‬خص خاض‪..‬ع للنظ‪..‬ام العس‪..‬كري إخال ال بالق‪..‬انون العس‪..‬كري وتقس‪..‬م الجريم‪..‬ة العس‪..‬كرية إلى‬
‫نوعين جرائم عسكرية بحتة ترتبط مباشرة بالنظام العسكري نص عليه‪.‬ا القض‪.‬اء العس‪.‬كري و لم ينص عليه‪.‬ا ق‪.‬انون‬
‫العقوب‪..‬ات و ج‪..‬رائم عس‪..‬كرية مختلط‪..‬ة وهي ج‪..‬رائم الق‪..‬انون الع‪..‬ام المرتكب‪..‬ة من قب‪..‬ل أف‪..‬راد الجيش والش‪..‬به عس‪..‬كريين‬
‫أثن‪..‬اء تأدي‪..‬ة الوظيف‪..‬ة وهن‪..‬ا يجب أن نم‪..‬يز بين الج‪..‬رائم ال‪..‬تي تق‪..‬ع في الخدم‪..‬ة وداخ‪..‬ل المؤسس‪..‬ات العس‪..‬كرية فهي تع‪..‬د‬
‫جرائم عسكرية ‪.‬‬

‫وبين التي ترتكب خارج الخدمة وخارج المؤسسات العسكرية وهي ال تعد جرائم عسكرية و أهمية التمي‪.‬يز الج‪.‬رائم‬
‫العسكرية والجرائم العادية على المستوى الدولي تسليم المجرمين العسكريين غ‪.‬ير ج‪..‬ائز أم‪..‬ا على المس‪..‬توى ال‪..‬داخلي‬
‫هذا التمييز ل‪.‬ه أث‪.‬ر على االختص‪.‬اص فالقض‪.‬اء الع‪.‬ادي ينظ‪.‬ر في ج‪.‬رائم الق‪.‬انون الع‪.‬ام‪ ،‬والقض‪.‬اء العس‪.‬كري ينظ‪.‬ر في‬
‫الجرائم العسكرية‪.‬‬

‫و ختام‪..‬ا نق‪..‬ول أن‪..‬ه على ال‪..‬رغم من االنتق‪..‬ادات الموجه‪..‬ة لمب‪..‬دأ الش‪..‬رعية في الج‪..‬رائم إال أن‪..‬ه م‪..‬ازال ص‪..‬امدًا إلى وقتن‪..‬ا‬
‫الحالي ويجد تطبيقًا له في كثير من الدول بل اعتبره بعض الدول من المب‪.‬ادئ الدس‪.‬تورية ونص علي‪.‬ه في دس‪.‬اتيرها‬
‫‪.‬‬

‫نظرًا لألهمية العملية لهذا المبدأ س‪.‬واء بالنس‪.‬بة لألف‪.‬راد أو للقض‪.‬اء فأم‪.‬ا بالنس‪.‬بة لألف‪.‬راد تمث‪.‬ل ه‪.‬ذا المب‪.‬دأ إن‪.‬ذار مس‪.‬بق‬
‫للعلم باألفعال المجرمة والعقوبة المقررة لها وبالتالي ترك الحرية لألفراد بإتيان األفعال الغير منصوصة عليه ‪.‬‬

‫أما بالنسبة للقضاء فإنهم يجدون في مبدأ الشرعية األساس الق‪.‬انوني لتج‪..‬ريم األفع‪..‬ال وتحدي‪..‬د العقوب‪..‬ات ‪ .‬فض‪ً.‬ال على‬
‫أنه أفضل حل لمنع تسلط القضاة في األحكام ‪.‬‬

‫قائمة المراجع‬

‫إسحاق إبراهيم منصور‪،‬موجز في علم اإلجرام و العقاب‪،‬ط‪،2‬ديوان الطبوعات الجامعية‪،‬الجزائر‪،‬سنة‬ ‫‪-‬‬


‫‪،1991‬ص‪.12‬‬
‫إسحاق إبراهيم منصور‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.14‬‬ ‫‪-‬‬
‫عمر خوري‪ ،‬شرح قانون العقوبات –القسم العام‪ -‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2007 ،‬ص‪.18‬‬ ‫‪-‬‬
‫عبداهلل أوهايبية‪،‬شرح قانون العقوبات الجزائري القسم العام ‪،‬بدون ط‪،‬موفم للنشر‪،‬الجزائر‪،‬سنة‪،2009‬ص‬ ‫‪-‬‬
‫‪.88،89‬‬
‫سورة اإلسراء اآلية‪.15‬‬ ‫‪-‬‬
‫سورة النساء اآلية ‪.165‬‬ ‫‪-‬‬
‫سورة األنعام اآلية‪.19‬‬ ‫‪-‬‬
‫عبداهلل أوهايبية‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.90،91،92‬‬ ‫‪-‬‬
‫األمر رقم ‪ 89‬المتضمن التعديل الدستوري و المؤرخ في ‪23‬فبراير ‪.1989‬‬ ‫‪-‬‬
‫فتوح عبد اهلل الشادلي وعبد القادر القهوجي‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬القسم العام‪ ،‬النظرية العامة‬ ‫‪-‬‬
‫للجريمةبدون ط‪ ،‬دار الهدى للمطبوعات‪،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪،1998‬ص‪.196،197‬‬
‫حمد فتحي سرور ‪ ،‬القانون الجنائي الدستوري (الشرعية الدستورية في قانون العقوبات‪ ،‬الشرعية‬ ‫‪-‬‬
‫الدستورية في قانون اإلجراءات الجزائية )‪ ،‬الطبعة ‪ ، 2002‬دار الشروق ‪ 2008‬دار هوما‬
‫فتوح عبد اهلل الشادلي وعبد القادر القهوجي‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.198‬‬ ‫‪-‬‬
‫لحسن بوسقسعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي العام‪ ،‬الطبعة ‪ 6‬الجزائر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫محمود محمود مصطفى‪،‬شرح قانون العقوبات المصري العام‪،‬منتديات الحقوق و العلوم القانونية‪،‬تاريخ‬ ‫‪-‬‬
‫الزيارة ‪27‬أكتوبر‪.2013‬‬
‫محمود محمود مصطفى‪،‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ابراهيم الشبابي‪ ،‬الوجيز في شرح القانون العقوبات الجزائري ‪ ،‬ط‪ ،1‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجزائر‪،‬بدون سنة‪،‬ص‪.143‬‬
‫ابراهيم الشبابي‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.145‬‬ ‫‪-‬‬
‫عمر خوري‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.36‬‬ ‫‪-‬‬
‫عبداهلل أوهايبية‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.112‬‬ ‫‪-‬‬
‫عبداهلل أوهايبية‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.114‬‬ ‫‪-‬‬

You might also like