انجاز األستاذ عبد الفتاح بــــرى الوضعية. جاركم عبد الرحمان رجل متدين ،كثير المالزمة للمسجد ،لكنه سيء الخلق مع زوجته مريم ،كثير التعنيف له لها ،لم تعد مريم تطيق الصبر على سلوكه ،فتوجهت إلى صديقه أحمد راجية منه نصحه .تقدم أحمد إلى عبدالرحمان ناصحا إياه رجاء أن يحسن معاملة زوجته ،وقال له :إن المشاكل الزوجية ال تحل بالشتم والضرب ،ولكن بالحوار والتفاهم .رد عبد الرحمان قائال :إنها امرأة كثير الجدل ،ال تكاد تطيعني في أمر ،والضرب هو األسلوب األنسب لمثلها .قال أحمد معقبا :أنت رجل متدين ،وتعلم أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كان حسن المعاملة مع أهله ،وهو القائل" :خيركم خيركم ألهله ،وأنا خيركم ألهلي" .رد عبد الرحمان ذاك النبي صلى هللا عليه وسلم ،ومن يماثله في التصرفات. حدد القضية األساس للوضعية. استخرج المواقف. حدد اإلشكالية. ما موقفك من عبد الرحمان مع التعليل واالستدالل. محاور الدرس حسب االطار المرجعي.
محمد صلى هللا عليه
سمو أخالق الرسول وسلم الرسول صلى هللا عليه وسلم االنسان. تجلي إيمان المؤمن في معاملته ألهله. وقيمه في معاملته ألهل بيته. المحور األول :محمد صلى هللا عليه وسلم الرسول اإلنسان. كان النبي صلى هللا عليه وسلم االنسان الرحيم ،صدق فيه قول هللا تعالىِ { :ب ْالمُو ِم ِن َ ين ُوف رَّ ِح ٞۖٞيم ( ،})129كان عليه الصالة والسالم يتألم آلالم أصحابه ،ويحزن ألحزانهم ، َرء ٞ يشاطرهم الجوع ،جاء في الحديث عن أبي طلحة رضي هللا تعالى عنه قال َ " :ش َك ْو َنا إِلَى هللا ُوع َو َر َفعْ َنا َعنْ ب ُ ُطو ِن َنا َعنْ َح َج ٍر َح َج ٍر َف َر َف َع َر ُسو ُل َّ ِ هللا ُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم الج َصلَّى َّهللا َ ُول َّ ِ َرس ِ ْن" ،كان إذا غاب أحدهم تفقده ،وإذا مرض عاده ،كان مع ِ ي ر َ ج َ حَ نْ عَ م َ َّ ل س َ و َ ه ِ يْ َ لعَ ُ َّ هللا صلَّى َ رفعة قدره ،وعلو منزلته عند ربه متواضعا ،ال يتميز عن أصحابه ،إذا دخل الغريب ال يكاد يعرفه ،جسد الكمال البشري في االخالق ،وكيف ال وهو الممدوح في القرآن بقول هللا ك لَ َعلَ ٰي ُخل ُ ٍق َع ِظ ۖٞيم (} )4 تعالى َ {:وإِ َّن َ المحور الثاني :سمو أخالق الرسول صلى هللا عليه وسلم في معاملته ألهله. -1النبي صلى هللا عليه وسلم قدوة المسلمين في الحياة في بيوتهم. من رحمة هللا تعالى بعباده أن بعث فيهم رسوله الكريم ،يتلو عليهم كتابه ،وفكان لهم قدوة، ك لَ َعلَ ٰي ُخل ُ ٍق َع ِظ ۖٞيم ( ،} )4ومن مكارم األخالق التي يجب على أثنى عليه القرآن فقالَ { :وإِ َّن َ المسلم الحرص عليها حسن خلقه مع أهل بيته. -2سمو أخالق النبي صلى هللا عليه وسلم مع زوجاته. -ضرب النبي صلى هللا عليه وسلم أروع المثل في حسن التعامل مع النساء ،فقد كان حسن بضر َ العشرة ،محبا لهن ،يالطفهن ،وال يعنفهن ،قالت عائشة رضي هللا عنها " :ما َ هللا صلَّى هللا ُ عليه وسلَّ َم ب َي ِده امْ َرأ ًة له َق ُّط " وقال صلى هللا عليه وسلم وهو يوصي رسو ُل ِ بالمرأة خيرا " :استوصوا بالنساء خيرا" المشاركة في أعمال البيت-. من صور تواضع النبي صلى هللا عليه وسلم مساعدته زوجاته في أعمال البيت ،وكان ال يجد في ذلك حرجا ،سئلت عائشة رضي هللا عنها " :ما كان النبي صلى هللا عليه وسلم يصنع في ت الصالة خرج إلى حضر َِ بيته؟ قالت :كان يكون في مهنة أهله -تعني :خدم َة أهله -فإذا ويخصفُ نعلَه ويع َم ُل ما يع َم ُل الرِّ جا ُل في بيو ِتهم" ِ الصالة" .وقالت " :كان َي ُ خيط ثو َبه 3سمو أخالقه صلى هللا عليه وسلم مع أبنائه. كانت معاملته ألبنائه تجسد المعنى الحقيقي لألبوة ،يحنو عليهم ،ويحسن تربيتهم ،وينشئهم على مكارم األخالق ،ومن المواقف التي تدل على ذلك ،ما جاء عن عائشة وهي تتحدث عن فاطمة الزهراء رضي هللا عنها ،قالت " :كانت إذا دخلت علي ِه قا َم إليها فأخ َذ بي ِدها وق َّبلَها جلسها" ،وكان كان إذا دخ َل عليها قامت فأخذت بي ِده فقبَّلت ُه وأجلست ُه في م ِمجلسه َو َ ِ وأجل َسها في يالعب الحسن والحسين. -4سمو أخالقه صلى هللا عليه وسلم مع الخدم. كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حسن الخلق مع الخدم ،ال يعنفهم بالقول أول الفعل ، نين ،فما َمت ال َّنبيَّ صلَّى هللا ُ عليه وسلَّم َع َ شر ِس َ قال أنس بن مالك رضي هللا عنه َ " :خد ُ فتوانيت عنه أو ضيَّع ُته ،فال َمني . "...وكان يوصي بهم خيرأ ،فعن أبي ُ بأمر أ َم َرني ٍ فسمعت من خلفي صو ًتا اعلم أبا مسعو ٍد ،هلل ُ ُ كنت أضربُ غال ًما لي ُ مسعود األنصاري- : هللا هو ُ فقلت :يا رسو َل ِ فالتفت فإذا هو النبيُّ صلى هللا عليه وسلم ، ُّ أقد ُر عليك منك عليه. ك النا ُر – أو لمس ْتك النا ُر –". هللا تعالى .قال :أما لو لم تفعل للَ َف َع ْت َ حرٌّ لوجه ِ المحور الثالث :تجلي إيمان المؤمن وقيمه في معاملته ألهل بيته. ال يكون المؤمن رفيع القدر عند هللا تعالى ،قريبا من النبي صلى هللا عليه وسلم يوم القيامة، حتى يكون حسن المعاملة ،جميل األخالق مع الناس ،قال النبي صلى هللا عليه وسلم " : إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخالقا."....وأحق الناس بحسن المعاملة وجميل األخالق األهل ،قال النبي صلى هللا عليه وسلم " :خيركم خيركم ألهله، وأنا خيركم ألهلي" .وجدير بالمؤمن أن يقتدي بالنبي صلى هللا عليه وسلم ،فيجعل عالقته مع زوجته مبنية على المودة والمحبة واالحترام ،وان يتمثل اخالق رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مع أبنائه ،وان يكون ابعد الناس عن العنف في عالقة مع الخدم ،حتى يكون اصدق في إيمانه. الربط بسورة يوسف ضرب لنا يعقوب عليه السالم أروع مثال لألبوة الصادقة ،فقد كان أبا محبا ألبنائه ،ناصحا وموجها ،ويشهد على ذلك إيصاؤه يوسف بكتمان الرؤيا تفاديا لكيد إخوته ،قال هللا تعالى: ك َك ْي ًدا ۖ .} ٞولما أراد أن يودع ابناءه، ك َف َي ِكي ُدوا لَ َ ك َعلَ ٰى إِ ْخ َو ِت َ{ َقا َل َيا ُب َنيَّ َال َت ْقصُصْ ر ُْؤ َيا َ أبى إال أن يوجههم إلى ما فيه نفعهم وسالمتهم فقال لهم َ { :و َقا َل ٰ َي َب ِنيَّ َال َت ْد ُخلُو ْا ِم ۢن َباب ٰ َو ِحد َو ْاد ُخلُو ْا ِم َن اَب ٰ َْوب ُّم َت َفرِّ َق ۖٞة َو َما ٓ أ ُ ْغ ِنے َعن ُكم م َِّن َ َ َّ ِ هللا ِمن َش ْے ٍۖ ٞء ِا ِن َ ِا ْلح ُْك ُم إِ َّال ِ ِۖ ٞ هلل َعلَ ْي ِه ون}َ ُ لكِّ و َ َ ت ُ م لْ ا ِ َ ل َّ ك و َ ت ي ْ ل َ ف ه ِ ْ ي َ لع و ُ ت ۖٞ َت َو َّك ْل َ َ َ َ ِ