Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

Tishreen University Journal for Research and Scientific Studies -Economic and Legal Sciences Series Vol.

(45) No. (4) 2023

Collective disputes in the Syrian labor law


Dr. Safaa Junaidi*

(Received 14 / 6 / 2023. Accepted 20 / 8 / 2023)

 ABSTRACT 

Labor disputes are the focus of attention in various modern labor legislations, and labor
disputes appear in the form of individual disputes or collective disputes.
The concept of collective labor disputes raises a problem in terms of defining its concept in
view of its dangerous repercussions on the labor sector, which makes the study of this topic
extremely important in terms of defining and limiting the concept of collective disputes on
the one hand, and determining ways to solve them legally in order to avoid their negative
effects on the labor establishment and the interests of workers in general. Therefore, this
research revolved around two important points, the first is the concept of collective labor
disputes and distinguishing them from individual labor disputes, and the second point is
represented by examining the methods of settling collective disputes for work consensual,
administrative and judicial in accordance with the provisions of the labor law currently in
force in Syria.
As a result, we reached several points, the most important of which is that the collective
dispute is its basic criterion is the collective character of the parties and the collective
interest of the workers. Likewise, the legislator made negotiation a compulsory stage
before moving on to other amicable ways to settle the dispute through the intervention of
the administrative authority. Therefore, when any dispute or disagreement occurs, it must
be resolved amicably through collective bargaining. As for the last solution, it is
represented by resorting to the method of arbitration, which is binding on both sides, even
if it was unfair to one of them.

key words: Individual dispute, collective dispute, amicable settlement, collective


bargaining, arbitration, administrative mediation, joint labor contract

Copyright :Tishreen University journal-Syria, The authors retain the


copyright under a CC BY-NC-SA 04

*
Assistant Professor - Faculty of Law - Tishreen University- Lattakia- Syria. Loi.s@hotmail.com

journal.tishreen.edu.sy Print ISSN: 2079-3073 , Online ISSN:2663-4295


931
‫مجمة جامعة تشرين‪ .‬العموم االقتصادية والقانونية المجمد (‪ )54‬العدد (‪Tishreen University Journal Eco. & Leg. Sciences Series 0203 )4‬‬

‫المنازعات الجماعية في ظل قانون العمل السوري‬

‫*‬
‫د‪ .‬صفاء جنيدي‬

‫(تاريخ اإليداع ‪ .2023 / 6 / 14‬قبم نهىشر في ‪)2023 / 8 / 20‬‬

‫‪ ‬مم ّخص ‪‬‬

‫تعتبر المنازعات العمالية محط اىتمام مختمف التشريعات العمالية الحديثة وتظير منازعات العمل بصورة منازعات‬
‫فردية أو منازعات جماعية‪.‬‬
‫يثير مفيوم منازعات العمل الجماعي مشكمة لجية تحديد مفيومو بالنظر الى منعكساتيا الخطرة عمى القطاع العمالي‬
‫األمر الذي يجعل من بحث ىذا الموضوع أم اًر في غاية األىمية لجية تحديد وحصر مفيوم المنازعة الجماعية من جية‬
‫وتحديد طرق حميا قانوناً بيدف تالفي اآلثار السمبية ليا عمى المنشأة العمالية ومصالح العمال عامةً بالتالي فقد تمحور‬
‫ىذا البحث حول نقطتين ىامتين األولى مفيوم منازعات العمل الجماعية وتمييزىا عن منازعات العمل الفردية‪ ،‬والنقطة‬
‫الثانية فتمثمت ببحث أساليب تسوية المنازعات الجماعية لمعمل رضائياً وادارياً وقضائياً وفقاً ألحكام قانون العمل النافذ‬
‫حالياً في سوريا‪.‬‬
‫وتوصمنا بالنتيجة الى عدة نقاط اىميا أن المنازعة الجماعية معيارىا األساسي ىو الصفة الجماعية في األطراف و‬
‫المشرع جعل التفاوض مرحمة اجبارية قبل المرور إلى غيرىا من الطرق الودية‬
‫ّ‬ ‫المصمحة الجماعية لمعمال‪ .‬كذلك فإن‬
‫لتسوية المنازعة عبر تدخل الجية االدارية بالتالي عند حدوث أي نزاع أو خالف يجب المجوء إلى حمو وديا عن طريق‬
‫المفاوضة الجماعية‪ .‬وأما الحل األخير فيتمثل بالمجوء الى اسموب التحكيم وىو ُممزم لمجانبين ولو جاء مجحفاً بحق‬
‫أحدىما وىو يعتبر حجة بما فصل فيو من وقائع ويقبل الطعن بطريق النقض‪.‬‬

‫الكممات المفتاحية‪ :‬المنازعة الفردية‪ ،‬المنازعة الجماعية‪ ،‬التسوية الودية ‪ ،‬المفاوضة الجماعية‪ ،‬التحكيم‪ ،‬الوساطة‬
‫اإلدارية‪ ،‬عقد العمل المشترك‬

‫‪ :‬مجمة جامعة تشرين‪ -‬سورية‪ ،‬يحتفظ المؤلفون بحقوق النشر بموجب الترخيص‬ ‫حقوق النشر‬
‫‪CC BY-NC-SA 04‬‬

‫مدرس ‪ -‬كمية الحقوق – جامعة تشرين‪ -‬الالذقية‪ -‬سورية ‪Loi.s@hotmail.com‬‬


‫*‬

‫‪journal.tishreen.edu.sy‬‬ ‫‪Print ISSN: 2079-3073 , Online ISSN:2663-4295‬‬


‫‪952‬‬
‫جنيدي‬ ‫المنازعات الجماعية في ظل قانون العمل السوري‬

‫مقدمت‪:‬‬
‫تتضمن مقدمة ىذا البحث ‪ :‬التعريف بالموضوع وأىميتو واشكالية البحث وأخي ار خطة البحث‪.‬‬
‫ارتبطت ظاىرة "منازعات العمل الجماعية"‪ ،‬بتطور الحركة العمالية ونضاليا ضد استغالل أرباب العمل وجاء ذلك في‬
‫سبيل انتزاع حقوقيا‪ ،‬وتحسين ظروف العمل‪ .‬لذلك فقد اىتمت مختمف التشريعات العمالية الحديثة بيذا الجانب ونظمت‬
‫الطرق والوسائل المختمفة لتسوية المنازعات العمالية سواء بالطرق الودية كالمفاوضات‪ ،‬والمصالحة والتحكيم‪ .‬والحقيقة‬
‫أن منازعات العمل تتبدى بأحد شكمين األول ىو منازعات العمل الفردية والثاني ىو منازعات العمل الجماعية ومفيوم‬
‫المنازعات الفردية ال يكاد يثير أي إشكال فيو نزاع فردي الطابع بين عامل ورب عمل كما أنو ال ينطوي عمى‬
‫منعكسات ىامة أو خطرة عمى مجمل المصمحة العامة لمعمال في المنشأة أو القطاع العمالي ويختمف األمر بالنسبة‬
‫لمنازعات العمل الجماعي ذات التعدد الطرفي واآلثار اليامة عمى القطاع العمالي األمر الذي يجعل من بحث ىذا‬
‫الموضوع أم اًر في غاية األىمية لجية تحديد وحصر مفيوم المنازعة الجماعية من جية وتحديد طرق حميا قانوناً بيدف‬
‫تالفي اآلثار السمبية ليا عمى المنشأة العمالية ومصالح العمال عامةً بالتالي‪ :‬فالسؤال األول الذي يثور ىنا ىو ما‬
‫المقصود بمنازعات العمل الجماعية وبم تمتاز عن المنازعات الفردية؟‬
‫والسؤال الثاني ىو كيف يمكن تسوية منازعات العمل الجماعية وماىي األحكام القانونية الناظمة ليا حالياً في القانون‬
‫السوري ؟‬
‫مكرس لإلجابة عن ىذه األسئمة اليامة في ميدان حقوق العمل وىذه األسئمة بالتالي تمثل إشكالية‬‫ٌ‬ ‫بحثنا التالي إذن‬
‫البحث المراد حميا وفق الخطة التالية‪:‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مفيوم المنازعات الجماعية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أساليب تسوية المنازعات الجماعية‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم منازعات العمل الجماعية‬
‫قد تط أر بعض الخالفات بين العامل وصاحب العمل أثناء قيام عالقة العمل ‪ ،‬وتكون عائدة ألسباب مختمفة‪ ،‬وىي تدور‬
‫أساساً حول إخالل أحد األطراف بالتزام قانوني أو تنظيمي أو اتفاقي‪ .‬لذلك وضعت بعض تشريعات العمل الحديثة‬
‫بعض األحكام واإلجراءات التي من شأنيا معالجة ىذه الخالفات وحمّيا‪ .‬وذلك حماية لمصالح طرفي العالقة‪ .‬وتقسم‬
‫‪1‬‬
‫ىذه اإلجراءات إلى نوعين‪ :‬األولى تتعمق بوسائل التسوية الودية لممنازعة الفردية‪ ،‬والثانية تتعمق بالتسوية القضائية‪.‬‬
‫بالمقابل ثمة ما يعرف بالمنازعات الجماعية في نطاق حقوق العمل و نظ اًر ألىمية ىذا الموضوع فقد اىتمت منظمة‬
‫العمل الدولية بتنظيم ىذه الظاىرة التي يمكن أن توجد في أي دولة وتيدد بالتالي األمن والسمم االجتماعي‪ .‬ومن ثم‬
‫‪2‬‬
‫أصدرت بعض التوصيات لمنع تطور المنازعات الجماعية لمعمل‪ ،‬وحمّيا بالطرق التفاوضية أو بالتحكيم‪.‬‬
‫وانطالقاً من ىذا االىتمام الدولي بالمنازعات الجماعية لمعمل‪ ،‬الذي يعبر عن وجود تفاوت واختالف بين مصالح طرفي‬
‫عالقة العمل‪ ،‬وموقع العمال الضعيف في ىذه العالقة‪ ،‬يمكن مالحظة االرتباط الوثيق لموضوع المنازعة الجماعية‪،‬‬
‫بالعمل المشترك لمعمال في مواجية صاحب العمل وحميا بعمل جماعي‪ .‬كما أن النضال العمالي المتواصل كان الدافع‬

‫‪1‬‬
‫محمد فاروق الباشا‪ ،‬التشرٌعات االجتماعٌة (قانون العمل) طبعة منقحة‪ ،‬جامعة دمشق كلٌة الحقوق‪ ،‬طبعة عام ‪ .3123 -3122‬ص‬
‫‪334‬‬
‫حسين عبد المطيف حمدان‪-‬قانون العمال‪-‬منشوارت الحقوقي‪-‬لبنان‪ ، ٣٠٠٢-‬ص ‪256‬‬
‫‪2‬‬

‫‪journal.tishreen.edu.sy‬‬ ‫‪Print ISSN: 2079-3073 , Online ISSN:2663-4295‬‬


‫‪959‬‬
‫مجمة جامعة تشرين‪ .‬العموم االقتصادية والقانونية المجمد (‪ )54‬العدد (‪Tishreen University Journal Eco. & Leg. Sciences Series 0203 )4‬‬

‫القوي لمختمف التشريعات العمالية المقارنة‪ ،‬لالعتراف بالمنازعات الجماعية لمعمل‪ ،‬ولتكوين الطرق الكفيمة بإحداث‬
‫التوازن في العالقات العمالية وتحقيق األمن والسمم االجتماعي‪.‬‬
‫من ىذا المنطمق‪ ،‬فإن المنازعات الجماعية لمعمل‪ ،‬تمثل كل خالف يتعمق بالعالقات االجتماعية والمينية في عالقة‬
‫العمل والشروط العامة لمعمل‪ ،‬والذي يقع بين العمال أو بعضيم وبين صاحب العمل‪ ،‬أو بين عمال عدة مؤسسات‬
‫ومجموعة أصحاب العمل‪.‬‬
‫وحتى تكون المنازعة جماعية يجب أن يتوافر الشرطان التاليان‪:‬‬
‫أن يكون النزاع جماعيا في أطرافه‪ :‬حيث يشمل الخالف جميع عمال المؤسسة أو مجموعة منيم‪ ،‬سواء‬ ‫‪‬‬
‫كانت ىذه المجموعة منتسبة إلى نقابة أو عدة نقابات أو غير منتسبة‪ .‬وقد يكون الطرف الثاني في النزاع صاحب عمل‬
‫واحد أو عدة أصحاب عمل‪.‬‬
‫أن يكون موضوع المنازعة جماعيا‪ :‬حيث يتعمق سبب النزاع بمصمحة مشتركة بين العمال‪ ،‬وتشمل عادة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫المطالبة بتطبيق نص قانوني في صالح العمال‪ ،‬أو تحسين شروط العمل‪ ،‬أو زيادة في األجور‪...‬الخ‬
‫عموماً‪ ،‬فإن شرط جماعية أطراف المنازعة‪ ،‬يعبر لوحده عن وجود التضامن العمالي‪ ،‬وتحقيق المصمحة المشتركة‬
‫لمعمال‪ .‬سواء تعمقت ىذه المصمحة بتطبيق نص قانوني معين‪ ،‬أو تعديمو‪ ،‬أو مراجعتو‪.‬‬
‫ونستطيع أن نضيف أيضاً ان المرحمة التي يبمغيا االختالف في وجيات النظر بين الطرفين‪ ،‬ىي التي تحدد أن‬
‫اعا جماعياً‪ ،‬أي أن يكون قد بمغ مرحمة يستعصي فييا حمّو بصورة ودية‪ .‬وبذلك يتيح القانون‬
‫الخالف قد أصبح نز ً‬
‫وديا‪ ،‬قبل أن تضفي عميو‬
‫لممثمي الفريقين المتنازعين ومنظماتيما النقابية أن تبذل ما تستطيع من جيد لحل الخالف ً‬
‫وصف النزاع الجماعي‪ ،‬فإذا فشمت في ذلك اكتسب الخالف ىذا الوصف‪ ،‬ووجب حمّو وفقًا لألسموب الذي رسمو‬
‫‪3‬‬
‫القانون‪.‬‬
‫يعرف الفقياء منازعة العمل الجماعية عمى أنيا '' ذلك الخالف القائم بين مجموعة العمال أو فريق منيم ‪ ،‬و بين‬
‫صاحب العمل أو مجموعة أصحاب العمل حول تطبيق أو تفسير قانون أو تنظيم أو اتفاق بينيم يتعمق بظروف أو‬
‫شروط العمل االجتماعية منيا و المينية ‪ 4.‬كما يعرفيا الفقو عمى أنيا '' ذلك النزاع الذي تثيره مجموعة من العمال‬
‫بصفة جماعية بقصد تحقيق مصمحة جماعية أي مصمحة عمالية عامة أو مشتركة و ليست مصمحة شخصية أو فردية‬
‫"‪5‬‬
‫من خالل ىذين التعريفين نستخمص أن جانباً من الفقو ركز عمى أطراف و محل المنازعة كما‬ ‫و لو كانت عمالية ‪.‬‬
‫أكد عمى أنو ولكي تكون المنازعة جماعية ال بد أن تكون منازعة عمالية من جية وأن تكون جماعية من جية أخرى ‪.‬‬
‫كما يعرف البعض اآلخر المنازعة الجماعية عمى أنيا '' ذلك النزاع الذي ينشب بين رب العمل أو منظمة تمثل‬
‫أصحاب األعمال من جية و بين مجموعة أو فريق منيم سواء كانوا منظمين تنظيما نقابيا أو مجرد مجموعة فعمية من‬
‫‪6‬‬
‫جية ثانية ‪ ،‬وتدور حول الحقوق و االمتيازات التي تمس المصمحة الجماعية المخولة ليم قانونا أو اتفاق‪".‬‬

‫‪ 3‬د‪ .‬معزيز عبد انسال و‪-‬محاضرا ث في قاوىن انعمم‪-‬انجزائر‪2016 -‬ص ‪.126‬‬


‫‪4‬‬
‫مخلوف كمال‪ -‬اإلطار التنظٌمً التفاقٌة العمل الجماعٌة فً التشرٌع الجزائري ‪-‬المركز الجامعً بالبوٌرة ‪-‬العدد الرابع‪ -‬الجزائر – بال‬
‫تارٌخ‪ -‬ص ‪.64‬‬
‫‪ 5‬صادق مهدي انسعيد‪ ،‬انعمم وتشغيم انعمال وانسكان وانقىي انعامهت (مطبعت مؤسست انثقافت انعمانيت‪ ،‬بغداد ‪ ،)1978‬ص ‪.120‬‬
‫‪ 6‬ـ محمد عزيز‪ ،‬اقتصاد انعمم ‪ ،‬بغداد‪ ،1958 ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪journal.tishreen.edu.sy‬‬ ‫‪Print ISSN: 2079-3073 , Online ISSN:2663-4295‬‬


‫‪950‬‬
‫جنيدي‬ ‫المنازعات الجماعية في ظل قانون العمل السوري‬

‫أما من الناحية القانونية فقد ميز قانون العمل رقم‪ /17/‬لعام ‪ 2010‬بين المنازعات الفردية من جية والجماعية من جية‬
‫ثانية‪ ،‬ووضع أحكاماً خاصة لكل منيما‪ .‬وبناء عمى ىذا التمييز أصبحت المنازعات الفردية من اخصاص المحاكم‬
‫العمالية‪ ،‬بينما أخضع الجماعية منيا إلى إجراءات وىيئات خاصة تتمثل في التوفيق والتحكيم‪.‬‬
‫فقد عرفت المادة ‪/203/‬من قانون العمل منازعات العمل الفردية‪(:‬يقصد بمنازعات العمل الفردية الخالفات التي تنشأ‬
‫بين صاحب العمل والعامل في معرض تطبيق أحكام ىذا القانون وعقد العمل الفردي‪).‬‬
‫كما عرفت المادة ‪ /210 /‬منازعات العمل الجماعية بأنيا ‪(:‬قصد بمنازعات العمل الجماعية كل نزاع ينشأ بين صاحب‬
‫عمل أو مجموعة من أصحاب العمل وبين منظمة واحدة أو عدة منظمات عمالية بشأن شروط العمل أو ظروفو أو‬
‫قواعد االستخدام‪.).‬‬
‫تختمف أسباب المنازعات في العمل من حالة ألخرى‪ ،‬إال أنيا ترتبط كميا باإلخالل بااللتزام أو التقصير في تطبيق‬
‫قانوني أو تنظيمي أو اتفاقي مما يؤدي إلى نشوب نزاع بين اطراف النزاع‪ 7،‬لكن قد يحدث التباس بين النزاع الجماعي‬
‫والنزاع الفردي‪ ،‬األمر الذي إلى التمييز بينيما من حيث الموضوع ومن حيث أطراف النزاع ومن حيث إجراءات تسوية‬
‫النزاع‪.‬‬
‫اوال ‪ :‬من حيث الموضوع‬
‫يدور الن ازع الفردي حول مسألة قانون نتيجة إخالل أحد طرفي العقد بالتزام من االلتزامات التعاقدية‪ ،‬مثال األجير الذي‬
‫يعارض مستخدمو كون ىذا األخير اعتمد عمى الخطأ الذي من خاللو وقع العقوبة‪ ،‬وفي ىذا المثال ىناك تناقض بين‬
‫‪8‬‬
‫ادعائيين إذ أن كل طرف يدعي أن الحق معو‪ ،‬إننا إذا أمام نزاع بين أفراد حول نقطة قانون ‪.‬‬
‫في حين أن النزاع الجماعي يتمحور حول حقوق ومصالح جماعية لمعمال وتنشأ من مطالب أو مقترحات نقابية‪،‬‬
‫كالمطالبة بالزيادة في األجور أو تحسينات عمى ظروف العمل‪ ،‬وكل ىذه المطالب تثار عادة ضمن االتفاقيات‬
‫الجماعية‪ ،‬ويحدث النزاع الجماعي بشأنيا عند فشل الطرفين في الوصول إلى عقد مثل ىذه االتفاقيات وعميو فإن‬
‫موضوع منازعات العمل الفردية ىو خرق حق شخصي لمعامل الواحد أو لصاحب العمل‪ ،‬والذي ال يؤثر عمى المركز‬
‫القانوني لمجموع العمال‪ ،‬أما موضوع منازعات العمل الجماعية فيو يخص جميع العمال؛ أي أنو يمثل مصمحة‬
‫مشتركة لجميع العمال المعنيين ‪.‬‬
‫كذلك يمكن القول بأنو ليست كل منازعة تقع بين العمال و صاحب العمل تعد من قبيل المنازعات الجماعية ‪ ،‬و عمى‬
‫ذلك فال يشترط أن تكون كل منازعة تتعمق بالعمل أو بشروطو من قبيل منازعات العمل الجماعية بل يمزم بجانب ذلك‬
‫أن تخضع ىذه المنازعة مصمحة مشتركة لمعمال جميعا أو لعدد كبير منيم ‪ .‬إال أنو ال يكفي لمقول بوجود النزاع‬
‫العمالي توافر المصمحة المشتركة أو الجماعية ‪ ،‬بل يجب أن يتوافر المقوم الثاني و ىو السمة الجماعية ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬من حيث األطراف ‪:‬‬
‫فبالنسبة لمنازعات العمل الفردية يقوم النزاع فييا بين عامل واحد ومستخدميو‪ ،‬أما منازعات العمل الجماعية فيقوم النزاع‬
‫‪9‬‬
‫فييا بين مجموعة من العمال ورب العمل‪.‬‬

‫‪ 7‬واضح رشيد‪ ،‬انطبيعت انقاوىويت نعالقت انعمم في إطار انمصانحاث االقتصاديت‪ ،‬بحث نىيم شهادة انماجستير‪ ،‬فرع قاوىن انمؤسساث‪ ،‬كهيت‬
‫انحقىق‪ ،‬جامعت به عكىىن‪ ،‬انجزائر‪، 2001/2000 ،‬ص ‪.226‬‬
‫‪8‬‬
‫أمل شربا ‪،‬التشرٌعات االجتماعٌة ‪ 3‬قانون العمل‪ ،‬منشورات جامعة دمشق‪ ،‬الطبعة األولى ‪ .3132.‬ص ‪.461‬‬
‫‪9‬‬
‫أمل شربا ‪،‬التشرٌعات االجتماعٌة ‪ 3‬قانون العمل‪ ،‬منشورات جامعة دمشق‪ ،‬الطبعة األولى ‪،.3132.‬ص ‪.453‬‬
‫‪journal.tishreen.edu.sy‬‬ ‫‪Print ISSN: 2079-3073 , Online ISSN:2663-4295‬‬
‫‪953‬‬
‫مجمة جامعة تشرين‪ .‬العموم االقتصادية والقانونية المجمد (‪ )54‬العدد (‪Tishreen University Journal Eco. & Leg. Sciences Series 0203 )4‬‬

‫فاالختالف إذن واضح بين الخالفات الفردية والجماعية‪ ،‬فالنزاع الفردي يتعمق بمسألة قانونية حول حقوق فردية‪ ،‬بينما‬
‫يتناول النزاع الجماعي مصمحة جماعية تتعمق أو تمس عدداً أو مجموعة من العمال ‪ ،‬وييدف أساساً إلى تعديل النظام‬
‫األساسي لممنشأة أو تعديل اتفاق العمل الجماعي الى اتفاق جديد أو تنفيذ اتفاق مبرم امتنع أرباب العمل عن تنفيذه ‪،‬‬
‫أما المنازعة الفردية فيدفيا ىو تطبيق النظام االساسي أو االتفاق القائم كما أنو يعد النزاع جماعياً إذا رفعت الدعوى‬
‫من المنظمات النقابية ونقابات أصحاب األعمال المرتبطة بعقد العمل الجماعي‪ ،‬والعمال الممثمين الذين ينتخبيم‬
‫‪10‬‬
‫العمال‪ ،‬بينما في النزاع الفردي ال يجوز رفعو إال ممن تكون لو مصمحة محققة‬
‫ثالثا‪ -‬ارتباط المنازعة بالعمل‪:‬‬
‫لتكون المنازعة جماعية كما جاء في قانون العمل فإن ىذه المنازعة يجب أن ترتبط بالعمل نفسو أو بشروطو‪ ،‬ومثال‬
‫ذلك أن يقرر صاحب مصنع نسيج التحول من الطريقة اليدوية إلى استخدام المكينة في كافة مراحل اإلنتاج ثم قرر‬
‫بالتبعية لذلك فصل عدد معين من العمال لعدم حاجتو ليم أو لعدم قدرتيم عمى التعامل مع المعدات الحديثة ‪.‬‬
‫في ىذه الحالة إذا طالب العمال بحقوقيم في متابعة تنفيذ عقد العمل فيعتبر النزاع القائم ىنا نزاعاً من أجل العمل ‪،‬‬
‫وىذه النزاعات تعد من قبيل اإلف ارزات الطبيعية لعالقة العمل الجماعية بحكم المصالح المتناقضة لكل من العمال و‬
‫‪11‬‬
‫أصحاب العمل من جية‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬من حيث إجراءات تسوية النزاع ‪:‬‬
‫لقد حدد المشرع إجراءات وطرق ووسائل خاصة لفض واتقاء ومعالجة منازعات العمل الجماعية‪ ،‬ىذه اإلجراءات‬
‫والطرق والوسائل ىي األخرى ال تخضع ليا تسوية منازعة العمل الفردية ففي النزاعات الفردية كل خالف قائم بين‬
‫العامل واألجير والمستخدم بشأن تنفيذ عالقة العمل‪ ،‬يتم حمو في إطار عمميات تسوية داخل المؤسسة المستخدمة عن‬
‫طريق التسوية الودية أو إدارية داخمية لمنزاع‪ ،‬دون تدخل من أية جية خارجية‪ ،‬وذلك وفقا لإلجراءات الداخمية لمعالجة‬
‫النزاع المحددة في المعاىدات أو االتفاقيات أو بواسطة التظمم ‪ ،‬والمصالحة‪ .‬أما بعد استنفاذ إجراءات المعالجة الداخمية‬
‫داخل الييئة المستخدمة‪ ،‬فيمكن لمعامل إخطار مفتش العمل ‪ ،‬أو لجنة المصالحة‪ ،‬بيدف التقريب أو التوفيق بين‬
‫الطرفين‪ ،‬ويكون فييا مفتش العمل وسيمة اتصال بين العمال ولجنة المصالحة أما فيما يخص النزاعات الجماعية فمقد‬
‫ميز المشرع بين األحكام التي تطبق عمى الهيئات المستخدمة غير المؤسسات واإلدارات‪ ،‬وبين األحكام التي تطبق‬
‫ِ‬
‫المستخدمة الخاصة أي العاممة في‬ ‫عمى المؤسسات واإلدارات العمومية‪ ,‬ما ييمنا في ىذا المقام ىو بال شك الييئات‬
‫القطاع الخاص‪.‬‬
‫وبنتيجة ما سبق يمكن أن يثور سؤال حول طبيعة المنازعات الناجمة عن اتفاق العمل المشترك وما إذا كانت تستوفي‬
‫شروط المنازعة الجماعية دائماً؟‬
‫والحقيقة أن الدافع األساسي لتنظيم عالقات العمل الجماعية باتفاقات جماعية يكمن في مجموعة من المميزات التي‬
‫يوفرىا ىذا النوع من العقود ‪ ،‬حيث نجد أن عقد العمل المشترك ينظم العالقة بين طرفي االنتاج أي العمال من جية‬
‫وصاحب العمل من جية أخرى وعمى نطاق اقميمي كما أن استخدام عدد كبير من العمال لدى ذات المنشأة يؤىميم‬
‫إلنشاء نقابة خاصة بيم تدافع عن حقوقيم وتنظم عالقتيم مع أصحاب العمل ‪ ،‬وبذلك يمكن تنظيم ىذه العالقة بموجب‬
‫عقد عمل مشترك‪ ،‬وىذا ما من شأنو أن يجعل كفتي التعاقد متكافئة مما يكسب العمال باتحادىم أو من خالل نقابتيم‬

‫‪ 10‬واضح رشيد‪ ،‬انطبيعت انقاوىويت نعالقاث انعمم في إطار االصالحاث االقتصاديت‪ ،‬انمرجع انسابق‪ ،‬ص ‪.227‬‬
‫‪11‬‬
‫عبد الباسط عبد المحسن‪ -‬دور الوساطة فً المنازعات الجماعٌة‪ -‬مصر‪ -‬دار النهضة العربٌة ‪ ،3111-‬ص ‪34‬‬

‫‪journal.tishreen.edu.sy‬‬ ‫‪Print ISSN: 2079-3073 , Online ISSN:2663-4295‬‬


‫‪955‬‬
‫جنيدي‬ ‫المنازعات الجماعية في ظل قانون العمل السوري‬

‫مرك اًز تفاوضياً أقوى ويحد بشكل ممحوظ من التجاوزات التي ترتكب بحق العمال أو الخروقات التي قد تنتقص من‬
‫الحقوق التي أوجبيا القانون كما يتميز عقد العمل المشترك بتوحيد ظروف العمل وشروط العقد والحقوق وااللتزامات‬
‫المتقابمة فيزيل الفوارق ويمنح الجميع ذات االمتيازات دون محاباة ‪ ،‬كما يحد عقد العمل المشترك من الخالفات التي قد‬
‫تعصف بالمؤسسة حيث تعمل النقابات العمالية عمى حل المشاكل العالقة مع صاحب العمل قبل أن تتشعب وتتفاقم‪،‬‬
‫ومما يساعد في ذلك أن العمال ممثمون بموجب نقابتيم فيي التي توحد كممتيم وتنقل مطالباتيم بعكس ما تكون ىذه‬
‫المطالبات فردية مما قد يضعفيا ويجعميا غير ذات أىمية أو أولوية لدى أصحاب العمل‪.‬‬
‫مع ذلك قد ينشأ خالف بين العمال ورب العمل بصدد تطبيق عقد العمل المشترك ومراعاة لعنصري الصفة الجماعية‬
‫في األطراف والمصمحة الذي اعتمدناه في تحديد طبيعة المنازعة الجماعية فيمكن القول أنو المجال لمتعميم والقول بأن‬
‫االخالل بتطبيق وتنفيذ عقد العمل المشترك يؤدي حكما الى نزاع جماعي مالم يتحقق شرطا الجماعية في األطراف‬
‫والمصمحة ولكن يمكن القول أن أغمب المنازعات الناجمة عن تطبيق عقد عمل مشترك يفترض أن تكون منازعات‬
‫جماعية بسبب صمتيا المباشرة بمصالح العمال عموماً فمتى توافرت الصفة الجماعية ألطراف النزاع إضافة لممصمحة‬
‫ٍ‬
‫عندئذ جماعياً وال يبدو ىذا بعيداً في الواقع العممي اذ يمتاز ىذا العقد بجماعية الطرف لجية‬ ‫الجماعية اعتبر النزاع‬
‫التمثيل فأطراف العقد نقابات أو اتحادات‪ ،‬فإذا كانت النقابة تمثل العمال فصالحياتيا قد تشمل حدود المحافظة‪ ،‬ويمكن‬
‫أن يقتصر االتفاق عمى مؤسسة واحدة في المينة أو جميع مؤسساتيا‪ .‬أما إذا كان اتحاد نقابات العمال ىو الطرف في‬
‫العقد فيمكن أن يشمل تطبيق العقد القطر بأكممو‪ .‬واذا تعاقد اتحاد نقابة مينة معينة مع غرفة تجارة في محافظة معينة‬
‫فإن العقد يقتصر عمى حدود تمك المحافظة وعمى عمال تمك المينة‪ ،‬االمر الذي يعكس الجماعية األطراف والمصمحة‬
‫في ىذا العقد وبالتالي فقيام نزاع ضمن ىذه الشروط يقتضي خضوعو ألساليب خاصة في التسوية وفقاً لما سنبينو في‬
‫المبحث الثاني‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تسوية المنازعات الجماعية‬
‫رسم قانون العمل رقم ‪ 17‬لعام ‪ 2010‬خطوات حل المنازعات الجماعية من المواد (‪ )222- 211‬وفق الخطوات‬
‫التالية‪:‬‬
‫المادة ‪:/211/‬‬
‫أ‪-‬عمى طرفي النزاع المجوء إلى حمو ودياً عن طريق المفاوضة الجماعية‪.‬‬
‫ب‪-‬إذا لم تتم تسوية النزاع كمياً أو جزئياً بصورة ودية جاز ألي من الطرفين أو لمن يمثميما قانوناً التقدم إلى المديرية‬
‫المختصة بطمب اتخاذ إجراءات الوساطة‪.‬‬
‫المادة ‪:/212/‬‬
‫أ‪-‬تتولى المديرية المختصة ممثمة بمديرىا أو من يكمفو بذلك من العاممين في المديرية أو من الخبراء المتمرسين في‬
‫القضايا العمالية مساعي الوساطة بين الطرفين لتقريب وجيات النظر بيدف الوصول إلى اتفاق لتسوية النزاع‪.‬‬
‫ب ‪-‬يتمتع الوسيط بكافة الصالحيات الالزمة لالطالع عمى أوجو النزاع وعمى مستندات الطرفين وأوجو الخالف‬
‫وأسبابو ولو في سبيل ذلك دعوة طرفي النزاع لسماع وجية نظر كل منيما وطمب البيانات والمعمومات التي تعينو عمى‬
‫أداء ميمتو‪.‬‬
‫ج‪-‬عمى المدير أو من ينوب عنو أو الخبير المكمف بالوساطة إنجاز ميمتو خالل مدة أقصاىا ثالثون يوما من تاريخ‬
‫تسجيل الطمب لدى المديرية المختصة أو من تاريخ تبميغ المكمف بالوساطة حسب الحال‪.‬‬

‫‪journal.tishreen.edu.sy‬‬ ‫‪Print ISSN: 2079-3073 , Online ISSN:2663-4295‬‬


‫‪954‬‬
‫مجمة جامعة تشرين‪ .‬العموم االقتصادية والقانونية المجمد (‪ )54‬العدد (‪Tishreen University Journal Eco. & Leg. Sciences Series 0203 )4‬‬

‫المادة ‪:/213/‬‬
‫أ ‪-‬إذا لم يتمكن الوسيط من تقريب وجيات النظر كان عميو أن يقدم لمطرفين كتابة ما يقترحو من توصيات لحل النزاع‪.‬‬
‫ب‪-‬إذا قبل الطرفان التوصيات التي قدميا الوسيط وجب عمى األخير تثبيت ذلك في اتفاق خطي يوقعو مع الطرفين‪.‬‬
‫ج‪-‬إذا قبل أحد الطرفين توصيات الوسيط ورفضيا اآلخر وجب عمى من رفضيا بيان أسباب ىذا الرفض ويجوز‬
‫لموسيط في ىذه الحالة منح الطرف الرافض ميمة ال تزيد عمى سبعة أيام لتعديل موقفو‪.‬‬
‫فإذا استجاب الطرف الرافض وعدل موقفو لجية قبول ىذه التوصيات جرى تثبيت ذلك في اتفاق خطي يوقعو الطرفان‬
‫والوسيط‪.‬‬
‫د‪-‬إذا توافق الطرفان عمى قبول بعض توصيات الوسيط دون بعضيا اآلخر جرى تثبيت ما تمت الموافقة عميو باتفاق‬
‫خطي يوقعو الطرفان والوسيط وتنطبق عمى ما لم يتم التوافق عميو أحكام الفقرة ج من المادة ‪ 214‬من ىذا القانون‪.‬‬
‫ىـ‪-‬يكون االتفاق المشار إليو في الفقرات الثالث السابقة ممزماً لمطرفين ويتم تنفيذه عن طريق دائرة التنفيذ المختصة في‬
‫منطقة عمل المديرية المختصة بعد تسجيمو لدييا أصوالً‬
‫المادة ‪:/214/‬‬
‫أ‪-‬إذا لم تنتو الوساطة إلى حل مقبول من الطرفين كالا أو جزءاً وجب عمى الوسيط تقديم تقرير بذلك إلى المديرية‬
‫المختصة يتضمن ممخص النزاع والتوصيات المقترحة وموقف الطرفين منيا‪.‬‬
‫ب ‪-‬يحق في ىذه الحالة ألي من الطرفين أن يتقدم إلى المديرية المختصةٍ بطمب التخاذ اإلجراءات الالزمة لحل النزاع‬
‫عن طريق التحكيم‪.‬‬
‫ج ‪-‬تحيل المديرية المختصة ىذا الطمب مع تقرير الوسيط إلى ىيئة التحكيم خالل سبعة أيام من تاريخ تسجيل الطمب‬
‫لدييا‪.‬‬
‫المادة ‪:/215/‬‬
‫أ ‪-‬تشكل بقرار من الوزير في كل محافظة ىيئة تحكيم‪:‬‬
‫‪- 1‬قاضي بمرتبة مستشار يسميو وزير العدل رئيسا‬
‫‪- 2‬قاضي صمح يسميو وزير العدل عضوا‬
‫‪- 3‬محكم ممثال عن التنظيم النقابي يسميو المكتب التنفيذي لالتحاد العام لنقابات العمال عضوا‬
‫‪-4‬محكم عن أصحاب العمل يسميو اتحاد غرف الصناعة أو اتحاد غرف التجارة أو اتحاد غرف السياحة أو ممثل‬
‫نقابة مقاولي اإلنشاءات في المحافظة حسب مقتضى الحال عضوا‬
‫‪- 5‬محكم عن الو ازرة يسميو الوزير عضوا‬
‫ب ‪-‬يحمف كل عضو من أعضاء ىيئة التحكيم من غير القضاة أمام رئيسيا وقبل مباشرة عممو اليمين عمى أداء‬
‫ميمتو بصدق وأمانة‬
‫ج ‪-‬يسمي رئيس الييئة أحد العاممين في المديرية المختصة كمقرر ليا وآخر كمحضر بناء عمى اقتراح المدير‬
‫المختص‪.‬‬
‫المادة ‪:/216/‬‬
‫تعقد ىيئة التحكيم جمساتيا في مقر المديرية المختصة ما لم تقرر ىيئة التحكيم خالف ذلك‪.‬‬
‫المادة ‪:/217/‬‬

‫‪journal.tishreen.edu.sy‬‬ ‫‪Print ISSN: 2079-3073 , Online ISSN:2663-4295‬‬


‫‪951‬‬
‫جنيدي‬ ‫المنازعات الجماعية في ظل قانون العمل السوري‬

‫أ ‪-‬يحدد رئيس ىيئة التحكيم خالل أسبوع عمى األكثر من تاريخ وصول طمب التحكيم إليو جمسةً لمنظر في النزاع‪.‬‬
‫ب ‪-‬يخطر رئيس الييئة أعضاءىا كتابياً بالموعد المحدد لمجمسة قبل ثالثة أيام عمى األقل من موعد انعقادىا عن‬
‫طريق المحضر‪.‬‬
‫المادة ‪:/218/‬‬
‫أ ‪-‬تفصل ىيئة التحكيم في النزاع خالل ثالثة أشير من تاريخ أول جمسة ليا‪.‬‬
‫ب ‪-‬يجوز لييئة التحكيم عند الضرورة مد ىذا األجل لمدة مماثمة وعمى الييئة في ىذه الحالة الفصل في النزاع عمى‬
‫وضعو الراىن ما‬
‫لم يتفق الطرفان عمى تمديد مدة التحكيم لفترة أو لفترات أخرى‪.‬‬
‫المادة ‪:/219/‬‬
‫أ‪-‬يصدر قرار ىيئة التحكيم بأغمبية أصوات األعضاء‪.‬‬
‫ب ‪-‬يحرر قرار ىيئة التحكيم عمى أربع نسخ توقع من جميع أعضائيا الحاضرين الجمسة تسمم نسخة منيا لكل من‬
‫طرفي النزاع والثالثة لممديرية مع الممف‪ ،‬أما الرابعة فترسل إلى الو ازرة‪.‬‬
‫ج‪-‬تتولى المديرية المختصة تسجيل الحكم التحكيمية في سجل خاص ويكون ألطراف النزاع ولكل ذي شأن حق‬
‫الحصول عمى صورة عن ىذا الحكم‪.‬‬
‫المادة ‪:/220/‬‬
‫تطبق عمى األحكام الصادرة عن ىيئة التحكيم القواعد الخاصة بتصحيح األحكام وتفسيرىا المنصوص عمييا في قانون‬
‫أصول المحاكمات‪.‬‬
‫المادة ‪:/221/‬‬
‫لكل من طرفي النزاع أن يطعن في حكم المحكمين أمام محكمة النقض خالل ثالثين يوماً من اليوم التالي لتاريخ تبميغو‬
‫ما لم يتنازل الطرفان عن ىذا الحق‪.‬‬
‫المادة ‪:/222/‬‬
‫يكون حكم ىيئة التحكيم ممزماً لمطرفين بعد تسجيمو في المديرية المختصة ويتم تنفيذه بعد اكتسابو الدرجة القطعية عن‬
‫بناء عمى طمب أي من الطرفين‪.‬‬
‫طريق دائرة التنفيذ المختصة ً‬
‫يستنتج من النصوص السابقة مايمي‪:‬‬
‫اوال ‪ -‬الحل الرضائي‪:‬‬
‫استنادا الى المادة (‪ )211‬أ‪ -‬عمى طرفي النزاع المجوء إلى حمو ودياً عن طريق المفاوضة الجماعية فالتفاوض كطريق‬
‫رب عمل أو عامل ألجل تسوية الخالف‬ ‫الجماعية ّأول طريق يمكن أن يسمكو المتنازعان‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫ودي لتسوية منازعة العمل‬
‫ّ‬
‫الذي يجمعو بالطّرف اآلخر ىو التفاوض ‪.‬و يقوم التفاوض عمى أساس الحوار المباشر بين طرفي المنازعة الجماعية ‪،‬‬
‫رب العمل أو أرباب العمل‪ ،‬لمناقشة ىادئة‬
‫العمال‪ ،‬سواء أكانوا نقابيين أو منتخبين من قبميم‪ ،‬مع ّ‬
‫حيث يمتقي ممثمو ّ‬
‫‪12‬‬
‫تتدخل ّأية جية‬
‫لإلشكال المطروح بينيما‪ ،‬فيتم التوصل في النياية إلى الحمول الممكنة لمنزاع القائم ‪ .‬في التفاوض ال ّ‬
‫سبب النزاع أو تراجعو عنو‪،‬‬
‫رب العمل ق ارره الذي ّ‬
‫المؤسسة‪ ،‬ويمكن أن تكون الحمول عمى شاكمة سحب ّ‬‫ّ‬ ‫خارجية عن‬
‫رب العمل حول موضوع‬ ‫أو تعديمو لكي ينسجم مع مطالب العمال ورغباتيم ‪ ،‬أو قيام العمال بإجراءات تستيدف طمأنة ّ‬

‫‪12‬‬
‫محمد عبد هللا نصارة‪-‬المفاوضات الجماعٌة ودور منظمة العمل العربً ة‪ -‬القاهر ة‪ .2377 -‬ص ‪263‬‬
‫‪journal.tishreen.edu.sy‬‬ ‫‪Print ISSN: 2079-3073 , Online ISSN:2663-4295‬‬
‫‪951‬‬
‫مجمة جامعة تشرين‪ .‬العموم االقتصادية والقانونية المجمد (‪ )54‬العدد (‪Tishreen University Journal Eco. & Leg. Sciences Series 0203 )4‬‬

‫تنص عمى إجبارّية إجراء التفاوض بين أطراف المنازعة الجماعية قبل‬
‫النزاع الدائر بينيما ‪.‬بعض التشريعات المقارنة ّ‬
‫الودية‪ ،‬ومنيا ما يضعو إجراء اختياريا ‪.‬التفاوض بوصفو أول طريق يتّخذه أطراف المنازعة‬
‫ّ‬ ‫طرق‬
‫المرور إلى باقي ال ّ‬
‫ليتوصموا‬
‫ّ‬ ‫ألية شروط أو إجراءات مسبقة يمكنيا أن تعيق مختمف األطراف‬
‫مقيد‪ ،‬وال يخضع ّ‬
‫الجماعية يعتبر إجراء غير ّ‬
‫إلى اتفاق ينيي الخالف القائم بينيما‪.‬‬
‫والبد من االشارة في ىذا المقام الى لجوء المشرع ألسموب المفاوضة أيضا ليس فقط لحل المنازعات التي قد تنجم عن‬
‫تطبيق عقد عمل مشترك بل لممنازعات التي يمكن أن تحدث لتجديده ‪ .‬إذ يتبين من نص المادة (‪ )193‬من قانون‬
‫العمل الجديد أن اتفاق العمل الجماعي يبرم لمدة محددة ال تزيد عمى ثالث سنوات أو المدة الالزمة لتنفيذ مشروع‬
‫معين‪ .‬ويتوجب عمى طرفي االتفاق سموك طريق المفاوضة الجماعية من أجل تجديده قبل انتياء مدتو بثالثة أشير‪.‬‬
‫وفي حال انقضاء ىذه المدة من دون الوصول إلى تجديد لالتفاق يمتد العمل بو مدة ثالثة أشير ويستمر التفاوض من‬
‫أجل تجديده‪ .‬واذا انقضت ىذه األشير الثالثة من دون الوصول إلى اتفاق يحق ألي من طرفي االتفاق عرض األمر‬
‫عمى مديرية الشؤون االجتماعية والعمل المختصة من أجل ما يمزم من تدابير التباع إجراءات الوساطة وفق أحكام‬
‫قانون العمل الجديد‪.‬‬
‫ثانيا – الحل اإلداري ‪:‬‬
‫من نص المادة ‪ 211‬فقرة الثانية " إذا لم تتم تسوية النزاع كمياً أو جزئياً بصورة ودية جاز ألي من الطرفين أو لمن‬
‫يمثميما قانوناً التقدم إلى المديرية المختصة بطمب اتخاذ إجراءات الوساطة"‪.‬‬
‫المشرع ألجل تسوية النزاع‬
‫ّ‬ ‫أقرىا‬
‫التي ّ‬
‫تعد الوساطة ثاني الطرق ّ‬
‫الجماعية ّ‬
‫ّ‬ ‫فالوساطة كطريق لتسوية منازعة العمل‬
‫وتدخل طرف ثالث أجنبي عنيا‪ ،‬ال‬‫ّ‬ ‫المؤسسة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الجماعي تسوية رضائية حيث تفيد الوساطة خروج النزاع عن إطار‬
‫تربطو ّأية عالقة بيا في محاولة لتسوية المنازعة الجماعية ‪.‬يقوم الوسيط بتقديم اقتراحات عممية في محاولتو لمتوفيق‬
‫بين طرفي النزاع الجماعي‪ ،‬وال يشترط عميو الوصول إلى مصالحة كاممة بينيما‪ ،‬بل يكفيو تقريب وجيات النظر‬
‫المتعارضة والوصول إلى ترضية لمطرفين حول الحمول المقترحة من قبمو ‪.‬‬
‫وبذلك تعتبر الوساطة االدارية مرحمة إجبارية يتعين المرور بيا في حالة استمرار الخالف بين طرفي النزاع الجماعي‬
‫في العمل و قد قيدىا المشرع بمواعيد قصيرة تسمح بفض النزاع في أقرب اآلجال‪ .‬و تقوم مديرية العمل المعنية وجوبا‬
‫بمحاولة المصالحة بين المستخدم و ممثمي العمال‪.‬‬
‫إذن يمكن حل الخالف الجماعي بإسناد ميمة اقتراح تسوية ودية لمنزاع إلى شخص من الغير يدعى الوسيط و يشتركان‬
‫في تعيينو و تساعد الوسيط في عممو و بناء عمى طمب مديرية العمل المختصة إقميميا ‪ ،‬حيث ألنو يمكن لموسيط أن‬
‫يطمب من الطرفين كل المعمومات المفيدة التي تساعده في القيام بميمتو ‪ ،‬و يعرض الوسيط خالل األجل المحدد من‬
‫‪13‬‬
‫شكل توصية معممة و يرسل نسخة من ىذه التوصية إلى مديرية‬ ‫الطرفين اقتراحات لتسوية النزاع المعروض عميو في‬
‫ال عمل المختصة إقميميا و يرجع تاريخ بداية العمل بنظام الوساطة إلى عيد قريب نسبيا‪ ،‬بالمقارنة إلى األساليب األخرى‬
‫حيث استعممت في البداية في إطار ضيق و محدود كإجراء لتسوية النزاعات التي تقوم في مجال األجور عند التفاوض‬
‫‪14‬‬
‫أو تعديل االتفاقيات الجماعية ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ـ محمد عزٌز‪ ،‬اقتصاد العمل ‪ ،‬بغداد‪ ،2363 .‬ص ‪.170‬‬
‫‪14‬‬
‫عبد الباسط عبد المحسن‪ -‬دور الوساطة فً المنازعات الجماعٌة‪ -‬مصر‪ -‬دار النهضة العربٌة ‪ .3111-‬ص ‪345‬‬

‫‪journal.tishreen.edu.sy‬‬ ‫‪Print ISSN: 2079-3073 , Online ISSN:2663-4295‬‬


‫‪951‬‬
‫جنيدي‬ ‫المنازعات الجماعية في ظل قانون العمل السوري‬

‫ثالثا – الحل التحكيمي ‪:‬‬


‫(أ‪ -‬إذا لم تنتو الوساطة إلى حل مقبول من الطرفين كالً أو جزءاً وجب عمى الوسيط تقديم‬ ‫من نص المادة (‪214‬‬
‫تقرير بذلك إلى المديرية المختصة يتضمن ممخصاً لمنزاع والتوصيات المقترحة وموقف الطرفين منيا‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بطمب التخاذ اإلجراءات الالزمة لحل النزاع‬ ‫بيحق في ىذه الحالة ألي من الطرفين أن يتقدم إلى المديرية المختصة‬
‫عن طريق التحكيم‪.‬‬
‫يسوى النزاع الجماعي‬
‫فالتحكيم كطريق لتسوية منازعة العمل في حالة الفشل في الوساطة كميا أو جزئيا‪ ،‬يجب أن ّ‬
‫بواسطة التحكيم ‪ ،‬بناء عمى طمب أو بناء عمى اتفاق الطّرفين المتنازعين ‪.‬يستيدف التحكيم انياء النزاع بقرار تصدره‬
‫يتضمن إجحافا بحق أحدىم ‪.‬يختمف التحكيم‬ ‫ّ‬ ‫بالرغم من كونو قد‬
‫لجنة تحكيمية‪ ،‬ويكون القرار ممزما ألطراف النزاع ّ‬
‫أن ىذه األخيرة تعمل عمى محو آثار الخصومة من قموب المتنازعين‪ ،‬بينما قد يزيد التحكيم‬
‫عن الوساطة عمى اعتبار ّ‬
‫ألن الوساطة تسعى لتقريب وجيات النظر‪ ،‬بينما التحكيم يسعى إلنياء النزاع بإصدار قرار تحكيمي ‪.‬‬
‫من تراكميا‪ّ ،‬‬
‫عمى غرار الوساطة‪ ،‬يشترط لمتحكيم شرطان‪ ،‬وىما‪ :‬أن تكون المنازعة جماعية‪ ،‬أي أن تكون بين مجموعة من العمال‬
‫و بين واحد أو أكثر من أرباب العمل‪ ،‬و أن تكون متعمّقة بمصمحة جماعية كتنظيم العمل أو شروطو أو الحرية‬
‫النقابية وغيرىا من المصالح النموذجية و المبدئية‪.‬‬
‫إذن في حال فشل الوساطة كميا أو جزئيا بالنسبة لمجزء الباقي من النزاع تجري تسوية النزاع الجماعي بواسطة التحكيم‬
‫و ذلك حتما و مباشرة فور انتياء عممية الوساطة خاصة إذا كان النزاع حاصال في المصانع الكبيرة أو المنشآت اليامة‬
‫‪15‬‬
‫اقتصادياً وذلك لمنع توقف العمل فييا وذلك في أي وقت كان بناء عمى طمب أو اتفاق الطرفين المتنازعين معا ‪.‬‬
‫ولعل ما يميز التحكيم ىنا أنو طريق إجباري فرضو المشرع بالنص القانوني في حين أن التحكيم في األصل أسموب ال‬
‫يمجأ اليو عادة اال بموجب اتفاق بين الطرفين المتنازعين‪ .‬ولعل المشرع قد ارتأى أن ىذا األسموب ربما يوفر السرعة‬
‫والعدالة لمعامل وبكمفة أقل مقارنة مع أنظمة القضاء واجراءاتو‪.‬‬
‫حكم ىيئة التحكيم ‪:‬‬
‫يصدر قرار ىيئة التحكيم بأغمبية أصوات األعضاء بموجب المادة ‪ 219‬من قانون العمل ‪.‬‬
‫ويحرر القرار عمى أربع نسخ توقع من جميع أعضائيا الحاضرين الجمسة تسمم نسخة منيا لكل‬
‫الربعة فترسل إلى و ازرة العمل ‪.‬‬
‫من طرفي النزاع والثالثة لممديرية مع الممف‪ ،‬أما ا‬
‫تتولى المديرية المختصة تسجيل الحكم التحكيمي في سجل خاص ويكون ألط ارف النزاع ولكل ذي شأن حق الحصول‬
‫عمى صورة عن ىذا الحكم‪ .‬وتطبق عمى األحكام الصادرة عن ىيئة التحكيم القواعد الخاصة بتصحيح األحكام وتفسيرىا‬
‫المنصوص عمييا في قانون أصول المحاكمات ‪.‬‬
‫بعد استنفاذه طرق الطعن يعتبر قرار ىيئة التحكيم بمثابة الحكم الحائز لقوة األمر المقضي بو ويكون حجة بما فصل‬
‫فيو من حقوق وال يجوز قبول دليل ينقض ىذه القرينة‪ .‬ولكن ال يكون لذلك القرار الحجة إال في نزاع قام بين الخصوم‬
‫أنفسيم دون أن تتغير صفاتيم وتعمق بذات الحق محالً وسبباً‪ .‬لذلك فإن ىيئة التحكيم تصدر ق ار اًر بحسم النزاع‬
‫الجماعي بشكل ممزم وواجب التنفيذ طالما بقيت الظروف التي صدر فييا دون أن يطر أ عمييا تغيير جوىري‪.‬‬
‫وبالعكس فاذا حدث تغيير جوىري في الظروف العامة أو الخاصة التي صدر فييا القرار فإنو يستنفذ آثاره وتسقط‬

‫‪15‬‬
‫عبد الحمٌد الشواربً‪-‬التحكٌم والتصالح فً ضوء الفقه والقضاء‪ -‬منشأة المعارف باإلسكندرٌة‪ 3111. -‬ص ‪267‬‬
‫‪journal.tishreen.edu.sy‬‬ ‫‪Print ISSN: 2079-3073 , Online ISSN:2663-4295‬‬
‫‪951‬‬
‫مجمة جامعة تشرين‪ .‬العموم االقتصادية والقانونية المجمد (‪ )54‬العدد (‪Tishreen University Journal Eco. & Leg. Sciences Series 0203 )4‬‬

‫حجيتو ويعتبر ما قد ينشأ في ظل الظروف الجديدة ن ازعاً جديداً ولو اتحد في أطرافو وموضوعو وسببو مع النزاع‬
‫‪16‬‬
‫األول‪.‬‬
‫لكل من طرفي المنازعة أن يطعن في حكم المحكمين أمام محكمة النقض خالل ثالثين يوماً من اليوم التالي لتاريخ‬
‫تبميغو ما لم يتنازل الطرفان عن ىذا الحق سنداً لممادة ‪ 221‬من قانون العمل‪ .‬ويكون حكم ىيئة التحكيم ممزماً لمطرفين‬
‫بناء عمى‬
‫بعد تسجيمو في المديرية المختصة ويتم تنفيذه بعد اكتسابو الدرجة القطعية عن طريق دائرة التنفيذ المختصة ً‬
‫طمب أي من الطرفين وفقاً لممادة ‪ 222‬من قانون العمل‪.‬‬
‫مثال عممي عن حل المنازعات الجماعية لمعمل عن طريق المفاوضات‪:‬‬
‫توصمت نقابة عمال النقل البري الممثمة لعمال نقل في مرفأ طرطوس‪ ،‬والشركة الروسية المشغمة لمرفأ طرطوس‬ ‫‪-‬‬
‫(ستروي ترانس غاز) إلى اتفاق لحل المشكمة التي ظيرت بين الطرفين مع بداية عمل الشركة في المرفأ‪.‬‬
‫وظير الخالف بين الطرفين عندما اجتمعت إحدى الشركات الخاصة المتعاقدة مع الشركة الروسية المستثمرة مع‬ ‫‪-‬‬
‫العمال بعيدا عن تنظيميم النقابي في محاولة منيا إلبرام عقود عمل جديدة معيم بعيدًا عن قانون العمل المعينين عمى‬
‫أساسو ما دفع بالعمال إلى الشكوى بسبب الخوف من فصميم واالستغناء عنيم خالفاً لمعقد‪.‬‬
‫ونقمت صحيفة “الوطن” تفاصيل االتفاق الذي نتج عن المجنة التي ضمت عدة مسؤولين معنيين بالقضية في‬ ‫‪-‬‬
‫المرفأ والنقابة والرقابة المالية والتأمينات االجتماعية لحل الخالف وفقا لألنظمة والقوانين النافذة‪.‬‬
‫وتوصمت المجنة إلى عدة مقترحات لضمان حقوق العاممين‪ ،‬وفيما يخص العقد المقترح إبرامو مع العاممين بينت أن‬ ‫‪-‬‬
‫مشروع عقد العمل الفردي المتفق عميو ال يتعارض مع قانون العمل رقم ‪ /17/‬لعام ‪ 2010‬كما أنو يحافظ عمى الحقوق‬
‫التأمينية لمعاممين وحقوقيم المكتسبة‪.‬‬
‫ويعود لطرفي العقد بحسب االتفاق إدراج ما يتفقان عميو من مزايا وأجور إضافية ومنيا قيام الشركة المستثمرة بدفع‬ ‫‪-‬‬
‫الحصتين التأمينيتين عن العامل ورب العمل إلى مؤسسة التأمينات االجتماعية إضافة إلى تسديد الضرائب المقررة عمى‬
‫األجور والتعويضات‪.‬‬
‫ووجدت المجنة أن مشروع العقد المتفق عميو يحفظ حقوق العاممين وباإلمكان اعتماده عمى أن يوقع عمى ثالثة‬ ‫‪-‬‬
‫نسخ وتودع إحداىا لدى فرع المؤسسة العامة لمتأمينات االجتماعية بطرطوس‪.‬‬
‫وقضى االتفاق بمنح العاممين دائمين ومتعاقدين إجازة بال أجر لمدة سنة بغرض التعاقد مع الشركة المستثمرة فقط‬ ‫‪-‬‬
‫عمى أن تجدد تمقائيًا سنة فسنة ذلك لحين انتياء خدمة العامل لدى الشركة المستثمرة لألسباب الواردة بالعقد المتفق عميو‪.‬‬
‫واعتبر االتفاق أن الخدمة التي يؤدييا العامل لدى الشركة المستثمرة مع خدماتو السابقة في الشركة العامة لمرفأ‬ ‫‪-‬‬
‫طرطوس بمثابة خدمة تأمينية واحدة مستمرة بالرقم التأمينية ذاتو‪.‬‬
‫وألزم االتفاق الشركة المستثمرة بتسديد الضرائب والرسوم المقررة عمى األجور والتعويضات إلى و ازرة المالية بعد‬ ‫‪-‬‬
‫انتياء مدة اإلعفاء‪.‬‬
‫ولحظ االتفاق تحويل االشتراكات التأمينية أصوالً من قبل الشركة المستثمرة بوصفيا صاحب العمل بموجب أحكام‬ ‫‪-‬‬
‫العقد‪ ،‬تتم تصفية حقوق العاممين التأمينية وفق أحكام قانون التأمينات االجتماعية وتعديالتو‪.‬‬
‫وأشار االتفاق إلى استمرار استفادة العاممين من أحكام المرسوم التشريعي رقم ‪ /8/‬لعام ‪ 2011‬عمى أن تحول‬ ‫‪-‬‬
‫الشركة المستثمرة االشتراكات التأمينية عمييم إلى فرع التأمينات االجتماعية بطرطوس‪.‬‬

‫قرر نقض رقم ‪ 562‬أساس ‪ 2934‬تاريخ ‪ 22‬ا ‪ 4‬ا ‪ 1972‬مشار الٌه فً كتاب قانون العمل –د أمل شربا مرجع سابق ص‪463‬‬
‫ا‬
‫‪16‬‬

‫‪journal.tishreen.edu.sy‬‬ ‫‪Print ISSN: 2079-3073 , Online ISSN:2663-4295‬‬


‫‪942‬‬
‫جنيدي‬ ‫المنازعات الجماعية في ظل قانون العمل السوري‬

‫وشدد االتفاق عمى استمرار استفادة العاممين المشمولين بأحكام المرسوم ‪ /346/‬لعام ‪ 2006‬الخاص باألعمال‬ ‫‪-‬‬
‫الشاقة والخطرة ضمن شروط التشميل بالمرسوم المذكور بعد التعاقد الجديد وحيازة شروطو لجية نوع العمل المكمف بو والمدة‬
‫واالستمرار بالعمل الشاق والخطر وفقاً لمتعميمات الصادرة‪.‬‬
‫ويحتفظ العمال الممتحقون بالخدمة اإللزامية أو االحتياطية بموجب االتفاق بحقيم في إبرام العقود مع الشركة‬ ‫‪-‬‬
‫المستثمرة عند انتياء خدماتيم العسكرية كما يعامل العاممون المفرغون ‪-‬رئيس وأعضاء مكتب نقابة عمال النقل البحري‬
‫والجوي بطرطوس‪-‬معاممة العاممين عمى رأس عمميم‪.‬‬
‫وأشار االتفاق إلى أنو في حال حصول خالف بين العامل ورب العمل يتم حمو ودياً بمشاركة التنظيم النقابي في‬ ‫‪-‬‬
‫مرفأ طرطوس‪ ،‬وعند تعذر ذلك يتم المجوء إلى محكمة البداية المدنية الناظرة بالقضايا العمالية في محافظة طرطوس وبما‬
‫(‪)17‬‬
‫يتوافق مع القوانين واألنظمة النافذة‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫وىنا نصل إلى ختام دراستنا حول موضوع منازعات العمل الجماعية والتي استعرضنا فييا مفيوم منازعات العمل الجماعية‬
‫رضائيا‬
‫ً‬ ‫ومنازعات العمل الفردية‪ ،‬وكيفية التمييز بينيما‪ ،‬وانتقمنا بعدىا لمحديث عن كيفية تسوية المنازعات الجماعية لمعمل‬
‫وقضائيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وادارًيا‬
‫ونستطيع أن نستخمص عدة نتائج توصمنا إلييا في ىذا البحث‪:‬‬
‫‪ ‬تؤثر النزاعات الجماعية سمبًا في سير العالقات المينية‪ ،‬و قد ينجم عنيا أخطار وأضرار اقتصادية واجتماعية عمى‬
‫مصالح العمال وأرباب العمل عمى حد سواء أقميا توقف العمل في المنشأة أو في جزء منيا‪.‬‬
‫‪ ‬المنازعة الجماعية معيارىا األساسي ىو الصفة الجماعية في األطراف و المصمحة الجماعية لمعمال‪.‬‬
‫‪ ‬غالبًا ما تكون المنازعات ذات صفة جماعية عندما تتعمق بتنفيذ عقد عمل جماعي نظ ًار لتوافر الصفة الجماعية في‬
‫عنصري األطراف والمصمحة‪.‬‬
‫ودي بين أطراف المنازعة الجماعية‪ ،‬قبل أن‬
‫المشرع قد وضع مجموعة من الطرق التي تؤدي إلى إنياء النزاع بشكل ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬إن‬
‫يصل إلى الجية القضائية‪.‬‬
‫‪ ‬جعل التفاوض مرحمة اجبارية قبل المرور إلى غيرىا من الطرق الودية لتسوية المنازعة بالتالي عند حدوث أي نزاع أو‬
‫خالف يجب المجوء إلى حمو وديا عن طريق المفاوضة الجماعية‪.‬‬
‫تمسك كل طرف برأيو ورفض مطالب الطرف اآلخر األمر الذي يستمزم استخدام‬ ‫‪ ‬قد ال ُيجدي التفاوض نفعًا بسبب ّ‬
‫وساطة طرف ثالث أجنبي لتقريب وجيات النظر بين الطرفين المتنازعين‪.‬‬
‫‪ ‬يعتبر التحكيم آخر الطرق لحل النزاع الجماعي‪ ،‬يمكن أن ُيمجأ إليو بناء عمى طمب أو نتيجة اتفاق الطرفين المتنازعين‪.‬‬
‫‪ ‬لعل ما يميز التحكيم ىنا أنو طريق إجباري فرضو المشرع بالنص القانوني في حين أن التحكيم في األصل أسموب ال‬
‫يمجأ اليو عادة إ ال بموجب اتفاق بين الطرفين المتنازعين‪ .‬ولعل المشرع قد ارتأى أن ىذا األسموب ربما يوفر السرعة والعدالة‬
‫لمعامل وبكمفة أقل مقارنة مع أنظمة القضاء واجراءاتو‪.‬‬
‫‪ ‬قرار التحكيم ُممزم لمجانبين ولو جاء مجحفاً بحق أحدىما وىو يعتبر حجة بما فصل فيو من وقائع ويقبل الطعن بطريق‬
‫النقض‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫مقالة (نقابة عمال مرفأ طرطوس تصل التفاق مع الشركة الروسٌة المشغلة حول حقوق العمال) ‪ 23‬فبراٌر ‪ ،3131‬وكالة أوقات الشام‬
‫اإلخبارٌة‬
‫‪journal.tishreen.edu.sy‬‬ ‫‪Print ISSN: 2079-3073 , Online ISSN:2663-4295‬‬
‫‪949‬‬
Tishreen University Journal Eco. & Leg. Sciences Series 0203 )4( ‫) العدد‬54( ‫ العموم االقتصادية والقانونية المجمد‬.‫مجمة جامعة تشرين‬

:‫المراجع‬
٣٠٠٢-‫لبنان‬-‫منشوارت الحقوقي‬-‫قانون العمال‬-‫ حسين عبد المطيف حمدان‬-1
.2021. ‫ الطبعة األولى‬،‫ منشورات جامعة دمشق‬،‫ قانون العمل‬2 ‫التشريعات االجتماعية‬، ‫ أمل شربا‬-2
‫ بغداد‬،‫ مطبعة مؤسسة الثقافة العمالية‬، ‫ العمل وتشغيل العمال والسكان والقوى العاممة‬،‫ ـ صادق ميدي السعيد‬-3
.1978
.2000- ‫ دار النيضة العربية‬-‫ مصر‬-‫ دور الوساطة في المنازعات الجماعية‬-‫ عبد الباسط عبد المحسن‬-4
2000. -‫ منشأة المعارف باإلسكندرية‬-‫التحكيم والتصالح في ضوء الفقو والقضاء‬-‫ عبد الحميد الشواربي‬-5
1966 -‫ القاىر ة‬-‫المفاوضات الجماعية ودور منظمة العمل العربي ة‬-‫ محمد عبد اهلل نصارة‬-6
2016 -‫الجزائر‬-‫محاض ار ت في قانون العمل‬-‫ معزيز عبد السال م‬-7
‫العدد‬- ‫المركز الجامعي بالبويرة‬- ‫ اإلطار التنظيمي التفاقية العمل الجماعية في التشريع الجازئري‬-‫ مخموف كمال‬-8
‫ الجزائر – بال تاريخ‬-‫الربع‬
‫ا‬
‫ فرع‬،‫ بحث لنيل شيادة الماجستير‬،‫ الطبيعة القانونية لعالقة العمل في إطار المصالح االقتصادية‬،‫ واضح رشيد‬-9
. 2001/2000 ،‫ الجزائر‬،‫ جامعة بن عكنون‬،‫ كمية الحقوق‬،‫قانون المؤسسات‬
.1958 ‫ بغداد‬،‫ اقتصاد العمل‬،‫محمد عزيز‬ -10
:‫القوانين‬
.2010 ‫ لعام‬/17/ ‫قانون العمل السوري‬
the reviewer:
1- Hussein Abdul Latif Hamdan - Labor Law - Human Rights Publications - Lebanon -
2003
2- Amal Sherba, Social Legislations 2, Labor Law, Damascus University Publications, first
edition, 2021.
3- Sadiq Mahdi Al-Saeed, Work and Employment of Workers, the Population and the
Workforce, Workers' Culture Foundation Press, Baghdad 1978.
4- Abdel Basset Abdel Mohsen - The Role of Mediation in Collective Disputes - Egypt -
Arab Renaissance House - 2000.
5- Abdel-Hamid Al-Shawarbi - Arbitration and Reconciliation in the Light of
Jurisprudence and Judiciary - Knowledge Foundation in Alexandria - 2000
6- Muhammad Abdullah Nasara - Collective Negotiations and the Role of the Arab Labor
Organization - Cairo - 1966
7- Moaziz Abdel Salam M - Lectures in Labor Law - Algeria - 2016
8- Makhlouf Kamal - The Regulatory Framework for the Collective Labor Agreement in
Algerian Legislation - University Center in Bouira - Fourth Issue - Algeria - undated
9- Wadhi Rasheed, The Legal Nature of the Work Relationship within the Framework of
Economic Interests, Research for a Master's Degree, Corporate Law Branch, Faculty of
Law, Ben Aknoun University, Algeria, 2000/2001.
10- Muhammad Aziz, Economics of Labor, Baghdad 1958.
Laws:
Syrian Labor Law /17/ of 2010.

journal.tishreen.edu.sy Print ISSN: 2079-3073 , Online ISSN:2663-4295


940

You might also like