Professional Documents
Culture Documents
Noor-Bookcom المرأة في حديث رسول الله صلى الله ع - 240331 - 234750
Noor-Bookcom المرأة في حديث رسول الله صلى الله ع - 240331 - 234750
Noor-Bookcom المرأة في حديث رسول الله صلى الله ع - 240331 - 234750
في حديث
رسول الله صلى الله
عليه وسلم
أن رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه قال )) :الدنيا متاع ،وخير متاعها
) (1عن عبدال بن عمرو بن العاص رضي ال عنهما ّ
المرأة الصالحة (( رواه مسلم برقم ) . ( 1467
المرأة مربية وداعية
الدكتور عثمان قدري مكانسي
النبي ه صلى ال عليه وسلم : - ّ لكل إنسان في هذه الحياة دو ٌر مهم ل يقوم به غيره ،يقول
)) كلكم راع ،وكلكم مسؤول عن رعيته ،والمير راع ،والرجل راع على أهل بيته ،والمرأة راعية
على بيت زوجها وولده ،فكلكم راع ،وكلكم مسؤول عن رعيته (( ). (1
وعليهن ما على الرجال في مجمل الحوال ّ لهن ما للرجال والنساء في السلم شقائق الرجال ّ ،
وحد ُه ّن ،ورسخ القرآن المساوة بين الطرفين في قوله َ إل أمورا منوطة بالرجال وحدهم أو بالنساء
ينقانإت إ َ وال ْ َ ات َ
من َ إ ؤ إ م ْ وال ْ ُ ين َ من إ َ ؤ إ م ْوال ْ ُ ات َ م إ سل إ َ م ْ و ال ْ ُ ين َ م َ سل إ إ م ْ ن ال ْ ُ تعالى ) :إ إ ّ
ات الصَََاب إ َر إ ّ و
ين َ ر َ الصَََاب إ إ ّ و
ات َ ق إ والصَََا إد َ ين َ ق َ الصَََا إد إ ّ و
َََات َإ قانإت َوال ْ َ َ
ين م
ّ إ إ َ ئ ا َ
والصَ ات
إ َ
ق د َ
صَ ت م ْ ال و
إ َ إ َ ُ َ َ ّ إ َ َ ُ َ َ ّ ين ق د َ ص ت م ْ ال و ات ع َ َاش خْ ال و
إ إ َ َين ع َ َاش خ ْ ال و َ
ه كَث إََيرا ً ّ
ين الل َ ر َ والذاك إ إ َ ات َ فظ إ َ حا إ ْ
وال َ م َ ه ْج ُين ف ُرو َ ُ فظإ َ حا إ ْ
وال َ ات َ م إ صائ إ َ وال ّ
،ونرى المساواة بين ً َ َ ّ َ
)(2
عظإيما ( جرا َ وأ ْ ْف َرةً َ مغ إ هم ّ ه ل ُ عدّ الل ُ ت أ َ والذَاك إ َر إ َ
الرجال والنساء في آيات عديدة أخرى وأحاديث شريفة .
المحرفة والديانات المصطنعةه ّ فالمرأة في السلم معززة مكرمة ولن تجد مثل هذا في الشرائع
،فشريعة ال تعالى ل يرقى إلى مثلها أهواء البشر ول شرائعهم الرضية .
ولها فضل في الرواية عن رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه والخذ عنه مما جعل الصحابة
منهن الدين والحكام ،فهذه أم المؤمنين عائشة رضي ال عنها روت عن ّ والتابعين يروون عن كثير
زوجها الحبيب ألفين ومئتين وعشرة أحاديث ،وأم سلمة رضي ال عنها تروي عن زوجها سيد الخلق
ثلثة مئة وسبعة وثمانين حديثا ،وكانت ذا رأي صائب ،وهي التي أشارت على رسول ال ه صلى ال
عليه وسلم ه يوم الحديبية أن يحلق وينحر في ّتبعه الناس .
ولقد كان المرأة حريصة على التز ّود بالعلم والعمل به ،فهذه أسماء بنت يزيد بن السكن رضي ال
عنها أتت النبي ه صلى ال عليه وسلم ه وهو في أصحابه فقالت :
عز وجل ّ بعثك إلى الرجال والنساء إن ال ّ بأبي أنت وأمي يا رسول ال ،أنا وافدة النساء إليك ّ ،
كافة ،فآم ّنا بك وبإلهك ،وإ ّنا – معشر النساء – محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ،ومقضى ً
الج َم ِع والجماعات ،وعيادة وحاملتأولدكم ،وإنكم ه معشر الرجال ه ُف ّضلْتم عليناه في ُ ُ شهواتكم ،
وجل ،وإن الرجل منكم عز ّ وأفضل من ذلك ،الجها ُد في سبيل ال ّ َ المرضى ،وشهود الجنائز ،والحج ،
حاجا أو مجاهدا حفظنا لكم أموالكم ،وغزلنا أثوابكم ،وربينا لكم أولدكم ،أفل نشارككم إذا خرج ّ
في هذا الجر ؟
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه إلى أصحابه بوجهه كله ،ثم قال : ّ فالتفت
هل سمعتم بمقالة امرأة قط أحسن من مسائلها في أمر دينها من هذه ؟ فقالوا :يا رسول ال ؛ ما
النبي -صلى ال عليه وسلم ه إليها فقال )) :افهمي أيتها ّ أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا .فالتفت ظننا ّ
واتباعهاه
َ أن حسن تب ّع ِل المرأة لزوجها ،وطلبها مرضاته ، المرأة وأعلميه َم ْن خلفك من النساء ّ
النبي -صلى ال عليه وسلم ه واحدا ّ موافقتـه يعدل ذلك كله (( .فانصرفت وهي تهلل وروت عن
)(3
) (1رواه البخاري برقم ) ، ( 5200 ، 2554 ، 2409 ، 893ومسلم برقم ) ( 1829وغيرهما .
) (2الحزاب . 35 :
) (3نساء فاضلت ص 62لعبد البديع صقر
وثمانين حديثا ،وروى عنها ِجّلة من التابعين ،وشهدت أسماء بنت يزيد هذه معركة اليرموك وقتلت
تسعة من الروم بعمود خبائها ،رضي ال عنها . ً يومئذ
أبناءهن
والصحابيات اللواتي طلبن الحديث الشريف وروينه كثيرات اهتممن كذلك بتعليمهه َ
ليكن على
أموره ّن ُّ وأبناء المسلمين .وكانت الصحابياته يسألن رسول ال -صلى ال عليه وسلم ه
تصرفاتهن ،فقد روى ابن عباس رضي ال عنه ما في قصة بريرة وزوجها قال :قال لها ّ صواب في
النبي -صلى ال عليه وسلم )) : -لو راجع ِته ؟ (( قالت :يا رسول ال ،تأمرني ؟ قال )) :إنما ّ
تدخ َل رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه للشفعة أشفع (( قالت :ل حاجة لي فيه ) . (1فحين علمت أن ّ
وليس أمرا منه ه صلى ال عليه وسلم ه بالعودة إلى زوجها أنِ َفت الرجوع إليه .
للنبي ه صلى ال عليه وسلم ه ه وهي وهذه أسماء رضي ال عنها بنت الصديقه رضي ال عنه تقول ّ
أفأصل
ُ عليأمي وهي راغبة ، التصرف السليم ه حين قدمت أمها عليها ،وهي كافرة ! قدمت ّ ّ تنشد
أمي ؟ قال )) :نعم صلي أمك (( .
)(2
حاجين مع رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه مكة ّ وينطلق المسلمون من أطراف الجزيرة قاصدين ّ
بالروحاء (( وهو مكان قرب المدينة المنورة ، ويلتقي ركب منهم رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه )) ّ
آمنوا برسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه دون أن يروه ،فيقول النبي ه صلى ال عليه وسلم ه َ )) :من
أنت؟ قال )) :رسول ال (( ،فرفعت إليه امرأ ٌة صب ّيا القوم (( ؟ قالوا :المسلمون ،فقالوا َ :م ْن َ
فقالت :ألهذا حج ؟ قال ))نعم ولك أجر(( فكان سؤالها وجوابه ه صلى ال عليه وسلم ه دافعا
)(3
ثوابت
َ للمسلمين أن يع ّو دوا أبناءهم منذ الصغر مناسك السلم وشعائره حتى يتمثلوها في حياتهم
يعملون بها ،ل يحيدون عنها .
قيسرجلن هما أبو الجهم ،ومعاويةُ ،فتحتار أ ّيهما تختار ؟ ولتقف على بنت ٍ َ
فاطمة َ ويخطب
ه خبريهما تنطلقه إلى الرسول الكريم ه صلى ال عليه وسلم ه تستفتيه فيهما ،وتعرف أمرهما ،فهو
رسول ال ،ولن يخذلها . . .قالت :إن أبا الجهم ومعاوية خطبانيه ؟ ول تقول ُ صلى ال عليه وسلم ه
النبيه ،المعلّم ،الناصح ،ماتريد .فيقول )) :أما معاويةُ ُه الريب،
ُ أكثر من هذه الجملة ،ويعرف
ضراب للنساء(( . . . الجهم فل يضع العصا عن عاتقه (( )) ّ
)(5
فصعلوك ل مال له ،وأما أبو ْ
)(4
هاتان إذا أبرز صفتين في الرجلين ،إن شاءت اختارت أحدهما وإن شاءت رغبت عنهما ،ثم
ينصحها أن تتزوج أسامة بن زيد رضي ال عنهما .
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه دخل عليها فزعا يقول: أن ّ وتروي أم المؤمنين زينب رضي ال عنها ّ
مثل هذه (( ُ شر قد اقترب ،فتح اليوم ردم يأجوج ومأجوج ))ل إله إل ال . . .ويل للعرب من ّ
وحّلق بإصبعيه البهام والتي تليها ،فقلت :يا رسول ال أنهلك وفينا الصالحون ؟! قال )) :نعم إذا
الخ َب ُث(( ). (6كثر َ
فينبغيه أن يكون الصالحون مصلحين ،أما إذا كان موقفهم سلبا ،ونشط المفسدون يهدمون
انزووا ،ولم َي ْدعوا إلى ال تعالى وتركوا المجالَ فأول ما ُيبدأ بهؤلء الذين
وحقعليها العذاب ّ ّ المة،
ّ
ونسوا قوله ه صلى ال عليه وسلم ه )) :كلكم راع للمفسدين ينخرون في المجتمع وينشرون فيه الفساد ُ ،
والنظر إليه ،كما أنه يجوز للمراة أن تخرج للسوق والمسجد متن ّقبة لئل يراها الرجال .
أن عورة المرأة إلى المرأة كعورة الرجل إلى الرجل ،فل ينبغيه كما أن كثيرا من النساء يجهلن ّ
أن تنظر المرأة إلى جسد امرأة أخرى فترى منها إل ما تحت ركبتها وفوق سرتها . . .ولن درهم
النبي ه صلى ال عليه وسلم هه عناية الرجل والمرأة إلى ذلك فقال )) : ّ وجه
وقاية خير من قنطار علج ّ
ل ينظر الرجل إلى عورة الرجل ،ول المرأة إلى عورة المرأة ،ول يفضي الرجل إلى الرجل في
ثوب واحد ،ول تفضي المرأة إلى المراة في الثوب الواحد (( ) (5)(4فالمرأة المسلمة المر ّبية تعي
خطورة النزلق ،وتبتعد عن خطوات الشيطان .
والمرأة المسلمة ترى حياتها في السلم وسعادتها في العمل بما يرضي ربها ،وتدعو إلى ال على
بصيرة ،وتجد راحتها في بناء بيت إسلمي دعائمه التقوى وأساساته الخلص ،هذه أم ُسليم بنت
ملحان بن خالد مجاهدة جليلة ذات عقل ورأي ،أسلمت مع السابقين إلى السلم ،وبايعت الرسول
ت ه صلى ال عليه وسلم ه ،فغضب زوجها مالك بن النضر غضبا شديدا من إسلمها ،وقال لها :أص َب ْو ِ
صبوتولك ّني آمنت بهذا الرجل . .ثم جعلت تل ّقن ابنها أنسا وتشير اليه بقولها :قل : ُ ؟ قالت :ما
علي ابني ،فتقول :ل أن محمدا رسول ال ،فكان مالك يقول لها :ل تفسدي ّ ل إله إل ال ،قل أشهد ّ
أفسده .
الثدي
َ ثم خرج زوجها إلى الشام فلقيه عدو فقتله ،فلما بلغها قتله قالت :ل أفطم أنسا حتى يدع
وكان ابنها أنَ ٌسغلما حدثا . .هذه المرأة يخطبها أبو طلحة وهو مشرك ،فتقول له :يا أبا طلحة ،
عائشة :أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق ال (( ). (5
فماذا نقول نحن الن وقد امتلت بيوتنا بالتماثيله والرسوم على الجدران والطنافس ،وأصبح
اقتناء مثل هذه المور أمرا دا ًل على الحضارة والتقدم !!؟
وجل الهداية والعفو والغفران ،وسألته من خيره وفضله ّ عز2ه وقامت الليل فصّلته وسألت ال ّ
وكانت خير شريك وصاحب لزوجها تامره بالمعروف وتنهاه عن المنكر .
قال ه صلى ال عليه وسلم ه )) :رحم ال رج ًل قام من الليل فصلّى وأيقظ امرأته ،فإن أبت نضح
في وجهها الماء .رحم ال امرأة قامت من الليل فص ّلته وأيقظت زوجها ،فإن أبى نضحت في وجهه
الماء (( ). (6
اليوم ،وكم نسب ُتهم إلى من يقوم الليل على القنوات الفضائية َ فكم من أمثال هؤلء يفعل ذلك
يتابعون الفلم الخليعة ،والتمثيلياته الهابطة ،والرقصاته الماجنة ،والغانيه الصفيقة ،والسهرات
غطوا في سبات عميقه ل يعرفون صلة فرض ول قيام نفل ... التافهة ،فإذا ما أذن الصبح بانبلج ّ
وكان صلى ال عليه وسلم يقول )) :إذا أيقظ الرجل اهله من الليل ،فصليا . .أو صلى ركعتين
جميعا كتبا من الذاكرين والذاكرات (( ). (1
وتصدقته على الفقراء والمساكين ،وساعدت زوجها بمالها إن كان فقيرا ، ّ وآتـتزكاة مالها
ْ 3ه
والمعروفمع القربين أولى . .هذا ما فعلته زينب زوجة عبدال بن مسعود رضي ال ُ فهو أبو أولدها ،
تصدقن يا معشر النساء ،ولو من ّ عنهما حين سمعت رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه يقول )) :
وإن رسول ال ه صلى
ّ )(2
ُحلّيكُن (( فرجعت إلى عبده ال بن مسعود فقالت :إنك رجل خفيف ذات اليد
)(3
ال عليه وسلم ه قد أمرنا بالصدقة ،فأ ِته ،فاسأل ُْه إن كانت صدقتي إليك وإلى أولدك تجزئ عني
َت فإذا امرأة من النصار بباب رسول وإل صرفتها إلى غيركم .قال عبدال :بل ائتيه أنت ،فانطلق ْه،
ه صلى ال عليه وسلم ه تمل ال ه صلى ال عليه وسلم ه حاج ُتها كحاجة زينب ،وكانت مهابةُ رسول ال
ايترسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه فاخبره أن امرأتين بالباب ِ القلوب ،فخرج عليهماه بلل فقالتا له :
تسألنك :أتجزئ الصدقةهعنهما على أزواجهما ،وعلى أيتام في حجورهما ؟ ول تخبره من نحن .
)(4
فدخل بلل على رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه فسأله ،فقال رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه )) :من
هما ؟ (( قال بلل :امرأة من النصار وزينب .فقال رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه )) :أي
ه صلى ال عليه وسلم ه )) :لهما أجران :أجر الزيانب هي ؟ (( قال :امرأة عبدال ،فقال رسول ال
القرابة ،وأجر الصدقة (( ). (5
عليه وسلم ه حين زار سعد بن عبادة ،فجاء بخبز وزيت ،ولم يكن لديه اللحم مرصوصا فوق الرز ،
ول أنواع الحلوى التي يشبع لرؤيتها الناظرون قبل أن يأكلوا ،أكل رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه
وصحبه ولم يأنفوا من خبز وزيت .ودعا رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه لهل البيت قائ ًل )) :أفطر
عندكم الصائمون ،وأكل طعامكم البرار ،وصّلت عليكم الملئكة (( ). (7
وتقربت إليهم ،وأكرمتهم إن استطاعته ،ف َمن أكرم أقاربه كان أقدر على ص َل ْترحمها ّ ، 5ه َو َو َ
إكرام الخرين ،ومن أحسن إلى أرحامه سّهل ال له إكرام َمن دونهم ،والنبع يروي ما حوله ثم
يصل إلى ما َب ُعد .
ه النبي
ّ فعن أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي ال عنها أنها أعتقت وليدة ولم تستأذن
)(1
أعتقدت
ُ صلى ال عليه وسلم ه ،فلماه كان يو ُمها الذي يدور عليها فيه ،قالت :أش َع ْرت يا رسول ال أني
أو َف َعل ِْت ؟(( قالت :نعم .قال )) :أما إ ّنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم وليدتي؟ قال َ )) :
لجرك (( ). (2
والحسان إليهم أعلى فض ًل ُ فعلى الرغم أن العتق من أفضل القربات كانت صلة الرحم ،
وأجزل مثوبة .
بر أسماء ذات النطاقين بأمها المشركة . مر بنا قبل صفحات ّ وقد ّ
تد ِع ما لم يكن ،ولم تفخر بما ل ينبغي ،ولم تسئ إلى وص َدق ْهَتفي قولها وفي فعلها ،فلم ّ َ 6ه
مشاعر الخرين وإن سابقتهم ورغبت أن تكون خيرا منهم ،إن المنافسة سمة من سمات النسان ،
ولكن يجب أن تكون في الحق وبالحق ،وإل كانت خداعا ومكرا ل يليق بالمسلم أن يتصف بهما ،
يبألم يقل ال سبحانه وتعالى َ ) :و َل َت ْق ُف َما لَ ْي َس ل ََك ِب ِه ِعل ٌْم ( و ) َما َي ْل ِف ُظ ِمن ق َْو ٍل ِإلّا ل ََد ْي ِه َر ِق ٌ
)(3
رواه احمد برقم ) ، ( 26926والترمذي برقم ) ، ( 785وقال :هذا حديث حسن صحيح . )(6
رواه البخاري برقم ) ، ( 2592ومسلم برقم ) ، ( 999وأحمد برقم ) ، ( 26277وأبو داود برقم ) . ( 1690 )(2
ق . 18 : )(4
علي إن
ض ّرة فهل ّ
)(5
إن لي َأن امرأة قالت :يا رسول ال ّ كذلك روت أسماء رضي ال عنها ّ
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه )) :المتش ّبع بما لم ُيعط
ّ ت (6من زوجي غير الذي يعطيني ؟ فقال )
تشّب ْع ُ
َ
كلبس ثوبَ ْيزور (( .
)(7
ضرتها أن زوجها يفضلها عليها ،ويميل إليها ،فيعطيها ما ل يعطي فهي تريد أن تظهر أمام ّ
الخرى ،لتكيدها وتؤذي مشاعرها ،فبماذاه شبهها النبي ّ ه صلى ال عليه وسلم ه إن فعلت ذلك ؟ إنه ه
بزي أهل الزهد أو العلم أو الثروة ليغتر به ّ صلى ال عليه وسلم ه ص ّور هذه الفعلة الشائنة بمن يتز ّيا
الناس ،وهو غير ذلك .
7ه وتو ّك َل ْتعلى ال ولجأت إليه في العسر واليسر ووصلت حبلها بحبله فكانت أه ًل للسوة الحسنة
فاستنالناس بسنّتها ،واقتدوا بسيرتها .
ّ والقدوة الطيبةه،
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه قصة هاجر أم إسماعيلهعليه السلم ،فقد جاء إبراهيم ه ّ وقد حدثنا
صلى ال عليه وسلم ه بأم إسماعيل وبابنها إسماعيله ،وهي ترضعه حتى وضعها عند البيتهالحرام ،عند
دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد ،وليس بمكة يومئذ أحد ،وليس بها ماء ،فوضعها هناك ،ووضع
وسقاء فيه ماء ،ثم ق ّفى إبراهيم منطلقا ،فتبعته أم إسماعيله فقالت :يا ٌ عندها ِجرابا فيه تمر ،
إبراهيم ،أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ول شيئ ؟ فقالت ذلك مرارا ،وجعل
ل يلتفت إليها ،فقالت له :آل ُ أمرك بهذا ؟ قال :نعم .قالت :إذا ل يض ّيعنا ،ثم رجعت .
يدل على عظيم اليمان بال سبحانه ،وجميل التوكل عليه ،والرضا بقضائه ، جواب رائع ،رائع ّ ،
فهو سبحانه خي ٌر حافظا ،وهو أرحم الراحمين .
وقال الملك الذي حفر بجناحه زمزم )) :ل تخافوا الضيعة فإن ههنا بيتا يبنيهه هذا الغلم وأبوه ،
وإن ال ل يض ّيع أهله (() . (1نعم إن ال ل يض ّيع أهله .
ّ
فإن فعلت تلك التي تندرج تحت سمة التقوى كانت امرأة صالحة مصلحة ،ودرجت في مرابع
اليمان ،وكانت َح ِر ّية أن تبنيه جي ًل عظيما وأ ّمة ثابتة الركان ورجا ًل يبنون بسواعدهم المؤمنة
وعقولهم الراجحة مجد أمتهم .نسأل ال ذلك .
ض ّرتها ( .
الذي ُيظهر الشبع وليس بشبعان ) الدعاء بما ليس كائنا لتكيد َ )(6
رواه البخاري برقم ) ، ( 5219ومسلم برقم ) ، ( 2130وأحمد برقم ) ، ( 26381وأبو داود برقم ) . ( 4997 )(7
أحاديث رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه حافلة بذكر المرأة التق ّية التي تنأى بنفسها عن ُّ
التبذل ،
وتلتزم بأمر ال ورسوله وتنتهي عما ُيغضب ال تعالى ،وتحاول أن تتمثّل السمات الخ ّيرة ،وتقواها
ألمونقاء ،وعلى الحياة صلحا وإصلحا ْ . . ً صفاء
ً ينعكس على البيت رحمة وسعادة ،وعلى المجتمع
)(1
يقل الرسول الكريم ه صلى ال عليه وسلم ه )):الدنيا متاع ،وخير متاعها المرأة الصالحة ؟((
يوصالزوج المؤمن بامرأته المؤمنةه خيرا ))ل يف َر ْك مؤمن مؤمنة ،إن كره منها ُخلُقا رضي ِ ألم
ْ
منها آخر (( .
)(2
وفي حجة الوداع قال )) :أل واستوصوا بالنساء خيرا . (3) (( . .
أقدم صورا من النساء التقيات في أحاديثه صلى ال عليه وسلم . وها أنا ّ
ففي الحديث الذي رواه عبدال بن عمر بن الخطاب رضي ال عنهما في النفر الثلثة الذين باتوا
ينجيهم فذكروا فتوسلوا إلى ال تعالى أن ّ ّ فسدت عليهم الغارفي الغار ،فانحدرت صخرة من الجبل ّ
إليه وفي رواية أحبالناس ّ ّ صالح أعمالهم ،يقول الثاني منهم )) :اللهم إنه كانت لي ابنة عم كانت
ه كنت أحّبها كأشد ما يحب الرجال النساء ،فأرد ُتها على نفسها ،فامتنعت مني حتي ألَ ّمت بها َسنةُ من
السنين ،فجاءتني فأعطي ُتها عشرين ومئة دينار على أن ُتخّلي بيني وبين نفسها ،ففعلت ،حتى إذا
تفضالخاتم إل ّ قدرت عليها ه وفي رواية ه فلما قعدت بين رجليها قالت :ا ّتق ال ،ول ُ
ابتداء فلما ضعفت لفقرها ه وكاد الفقر أن يكون ً بحقه ، (( . . .فقد كانت تق ّية لم تمكنه من نفسها
)(4
كفرا ه اضطرت إلى ما طلب ،وذ ّكرته بال وتقواه ،وهزت فيه المشاعر اليمانيةه وأن عليه ه إن
أرادها ه أن يتزوجها حل ًل ول يقع عليها زنا ،فارعوى وتاب إلى ال تعالى فكان لها الفضل الكبر
سدت باب الغار . عليه ه حقيقة ه في انفراج شيء من الصخرة يوم ّ
الج َهن ّية زلّ ْتفوقعت في الزنا وهي ُمحصنةٌ ثم ذكرت ال فتابت وأنابت وجاءت إلى وهذه المرأة ُ
رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه تريد أن يرجمها فيط ّهرها . .جاءته حبلى من الزنا ،فقالت :يا
أحس ْنإليها ، ِ النبي ه صلى ال عليه وسلم ه ولّيها فقال )) : علي ،فدعاه ّحدا ،ف َأ ِق ْمهه ّ
أصبت ّ
ُ رسول ال إني
ُ
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه َ ،ف ُش ّد ْتعليها ثيابُها ،ثم أ ِم َر بها ّ فإذا وض َع ْت فأتنيه (( ،ففعل فأمر بها
زنت؟! قال )) :لقد تابت َف ُر ِجمت ،ثم صلّى عليها ،فقال له عمر :تصلّي عليها يا رسول ال وقد ْ
أفضل من أن جادت بنفسها ل َ توج ْد َ
توبة ،لو قُسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ،وهل َ ً
وجل؟(( .
)(5
عز ّ ّ
دفعةٌ إيمان ّية قو ّية دفعتها إلى التط ّهر ،واختيار الجلة على العاجلة ،ولو لم تكن ذات إيمان
ضعيفاليمان ُ ولعل قائ ًل يقول :فلماذا زنت وهل يفعل ذلك إل ّ قوي ما آثرت الموت رجما ، ّ
فيقع في المحظور ،لنه ُخ ِل َق من ضعف ،و َي ِز ّل ،لنه ُ مهزو ُزه ؟! ،فأقول :قد يضعف النسان
َ
وارفة باسقة
ً شجرة
ً لكن ِبذرة اليمان حين تنمو في قلبه لحظة لنه ناقص ّ ، ً ُخلق من َع َجل ،ويضل
) (1رواه مسلم برقم ) ، ( 1467وأحمد برقم ) ، ( 6531والنسائي برقم ) ( 3232وغيرهم .
) (2رواه مسلم برقم ) ، ( 1469وأحمد برقم ) . ( 8163
) (3رواه الترمذي برقم ) ( 1163وقال :حديث حسن صحيح ،ورواه ابن ماجه برقم ) ، ( 1851وانظر :آداب
الزفاف ص . 270
) (4أخرجه البخاري برقم ) ( 2333 ، 2272 ، 2215ومسلم برقم ) ، ( 2743وأحمد برقم ) . ( 5937
) (5رواه مسلم برقم ) ، ( 1696واحمد برقم ) ، ( 19402 ، 19360وأبو داود برقم ) ( 4440وغيرهم .
المتين ،وهذا ما جعلها تسرع إلى رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه َ الصيل ،ويقي َنه َ معدنهالظلل ُتظهر ِ
تسأله أن يط ّهرها ،وجادت بروحها ابتغاء مرضاة ال ورحمته وغفرانه .
وما أروع ما قالته السيدة هاجر رضي ال عنها زوج إبراهيم وأم إسماعيل عليهما السلم حين
تبعت زوجها ه بعد أن وضعها وابنها في وادٍ غير ذي زرع ومضى ه تكرر على مسامعه )) يا إبراهيم ،
أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ول شيئ ؟(( وجعل ل يلتفت إليها ،فقالت :
له )) :آل أمرك بهذا ؟ (( قال )) :نعم (( . .قالت ] واليمان رفيقها ،والتسليم لقضاء ال غايت ُها ،
والعتماد عليه سبحانه وتعالى رائدها [ )) :إذا ل يضيّعنا (( ) (6نعم ،إنّ ال ل يضيّع عباده الصالحين
.ألم يعوّض ال سبحانه وتعالى الرجل وزوجته في سورة الكهف بخير ممن ُق ِتل ) َ
م ما الْغ َُل ُ وأ ّ َ
فأ َ َردْنَا فرا ً ) َ (80 وك ُ ْ غيَانا ً َ ما ط ُ ْ ه َ ه َ
ق ُ
َ
َشينَا أن ي ُ ْر إ فخ إ ن َ إ منَي ْ ؤ إ م ْ واه ُ ُ َ
َ
ان أب َ فك َ َ َ
حما ) ( (81؟ !! . ً وأ َْ َ ً َ َ
)(7
ب ُر ْ ق َر َ ه َزكاةً َ من ْ ُ خيْرا ّ ما َ ه َ ما َرب ّ ُ ه َ دل ُ أن يُب ْ إ
صاحبموسى أن يبني َ ألم يحفظ ال تعالى صاحب الكنز ه الرجل الصالح ه في ولديه حين أمر
الجدار من جديد ،فيثبته حتى يكبر ولداه فيأخذا كنز والدهماه؟
ْ َ
نز ه ك ٌَ حت َ ُ ان ت َ ْ وك َ َ ة َ دين َ إ
م إ في ال َ ن إ إ مي ْ ن يَتإي َ إ مي ْان لإغ َُل َ فك َ َ ار َ ُ جد َ إ ما ال ْ وأ ّ ) َ
َ ُ َ َ ً َ
جا ْر َستَخ إ وي َ ْ ما َ ه َشد ّ ُ ن يَبْلغَا أ ُ ك أ ْ فأ َرادَ َرب ّ َ صالإحا َ ما َ ه َان أبُو ُ وك َ َ ما َ ه َلّ ُ
ك ( ). (8 من ّرب ّ َ ة ّ م ً ح َ ما َر ْ ه َ نز ُ كَ َ
ومن بعض سمات المرأة التق ّية التي ذكرت في أحاديث رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه أنها :
1ه تصبر على لواء الدنيا وما ابتلها به ال فيها لتدخل جنة عرضها السموات والرض .
فقد روى عطاء بن أبي رباح قال :قال لي ابن عباس رضي ال عنهماه :أل أريك امرأة من أهل
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه فقالت :إني ّ فقلت بلى ،قال :هذه المرأة السوداء أتت ُ الجنة ؟
شئت
ِ صبرتولك الجنة ،وإن ِ شئت
ِ ،قال )) :إن )(10
أتكش ُف ،فادع ال َ تعالى لي ّ ُأص َرع ،وإني )(9
أتكشف ،فدعا أتكشف ،فادع ال أن ل ّ يعافيك((فقالت :أصب ُر . . .فقالت :إني ّ ِه دعوتال تعالى أن ُ
لها). (11
أن لها الجنة . .وقد ربح رضيتهذه المرأة المؤمنة التق ّية ببل ٍء يصاحبها حيا َتها الفانية على ّ ْ
تتكشف فيرى الناس من عورتها ما ل ّ أن ه التقوى وهكذا ه
ت َِ ْف ن َ
أ ها نّ ولك ، الجنة أهل من فكانت البيع ،
ّن في إبداء يليق بالمرأة المسلمة المحتشمة التق ّية ،فماذا نقول لهؤلء الكاسيات العاريات اللواتي يتفن ّ
التعري ،إل من ورقة التوت ،إن كان هناك ورق ّ محاسنهن ويجهدن في خلع برقع الحياء ،وفي ّ
التوت . .
جر ثوبه النبيه صلى ال عليه وسلم ه تسمعه يقول َ )) :من َّ ّه 2ه وهذه أم سلمة رضي ال عنها زوج
بذيولهن ؟ قال : ّ فقالت أم سلمة :فكيف تصنع النساء )(12
ُخ َيلء لم ينظر ال إليه يوم القيامة ((
...ل )(13
)) يرخين شبرا (( ،فقالت :إذا تنكشف أقدا ُم ُه ّن .قال )) :فيرخينه ذراعا ول يزدن ((
لستمن أهل الخيلء ول التكّبر ،فل يجوز إسبال الثوب ِ أم المؤمنين !! ل د ّرك يا أم سلمة ، د ّرك يا ّ
ولكن نساء المسلمين َح ِيياته عفيفات ،طاهرات شريفات ،ل ينبغي أن ُترى ّ إلى الرض . .
) (6رواه البخاري برقم ) . ( 3364
) (7الكهف . 81 ، 80 :
) (8الكهف . 82 :
) ُأصرع :يصيبها ّ
الص َر ُع فتقع على الرض غائبة عن الوجود ،ويخرج من فمها الزبد ،وقد تتصّلب أطرافها ،وقد (9
ول أعلم رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه دعا على أحد إل في مواطن معدودة ،منها ما ورد في
هذا الحديث ،وكأنه عليه الصلة والسلم يدعو على َم ْن يختار أحد النواع الثلثة الولى دون
هباء ل قيمة له ،فصار كل ما ً المرأة ذات الدين أن ل يوفّقه ال في حياته ،فينقلب كل ما يفعله
يلمسه ترابا ،ولعله يدعو عليه بالفقر ه وال أعلم ه .
فب َي ِده جن ُتها لقول رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه )) : حقزوجها عليها ِ فالمرأة ذات الدين تعرف ّ
،ولقوله صلى ال عليه وسلم )) :لو كنت )(16
أ ّيما امرأة ماتت ،وزوجها عنها راض دخلت الج ّنة ((
آمرا أحدا أن يسجد لحد لمرت المرأة أن تسجد لزوجها (( .
)(17
حق زوجها عليها فهي تعرف أن مخالفتها إياه ينتج عنه إثم كبير ، ولن المرأة الصالحة تعرف ّ ّ
فلم تأته ،فبات )(18
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه )) :إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه ّ فقد قال
غضبان عليها لعنتها الملئكة حتى تصبح (( .
)(19
) (14رواه البخاري برقم ) ، (5240وأحمد برقم ) ، (4393 ، 4179، 3659وأبو داود برقم ) ، (2150والترمذي
برقم ) (2792وغيرهم .
) (15أخرجه البخاري برقم ) ، ( 5090ومسلم برقم ) ، ( 1466وأحمد برقم ) ، ( 9237وأبو داود برقم ) ( 2047
وغيرهم .
) (16أخرجه الترمذي برقم ) ، ( 1161وابن ماجه برقم ) ، ( 1854والحاكم برقم ) ، ( 7328وانظر :المشكاة برقم
) . ( 3256
) (17أخرجه الترمذي برقم ) ، ( 1159وانظر :المشكاة برقم ) . ( 3255
) (18كناية عن الجماعه ،وهو أدب من آداب السلم الرائعة .
) (19أخرجه البخاري برقم ) ، (3237ومسلم برقم ) ، ( 1436وأحمد برقم ) ، ( 9865 ، 9379وأبو داود برقم )
( 2141وغيرهم .
يحل لمرأة ل ّ النبي ه صلى ال عليه وسلم ه )) : ّ ومن حقه عليها أن ل تؤدي النافلةه إل بإذنه لقول
أن تصوم وزوجها شاهد إل بإذنه ) (20ول تأذن في بيته إل بإذنه (( .
)(21
تبر والد َتها الكافرة ،ولكن ل ّبد من استئذان 5ه وترغب أسماء بنت الصديق رضي ال عنهما أن ّ
النبي ه
ّ خوفأن يكون استقبالها لمها وهي كافرة غير مقبول ،فيجيبها َ النبي ه صلى ال عليه وسلم ه ، ّ
أفأص ُل أمي ؟ قائ ًل )) :نعم ِ علي أمي وهي راغبةٌ ، ّ ت م
َ قدِ : له تقول أن بعد ه وسلم عليه ا
ل صلى
ويحضعليه ، ّ أص ٌل في المجتمع السلمي ،يدعو إليه السلم ، َف ِصلةُ الرحام ْ
)(22
صلي أمك (( ِ
ويرفع ال صاحبه في عليين ،وهذا ما يصبو إليه كل مسلم تقي .
أن الصلة صلة بين العبد وربه ،أفلح فيها الخاشعون ) ق َْد َأ ْفل ََح 6ه وقد عرفت المسلمات الوائل ّ
ون ( . اش ُع َ
صل ِت ِه ْم َخ ِين ُه ْم ِفي َون ) (1الّ ِذ َ ا ْل ُم ْؤ ِمنُ َ
)(23
أن من أفضل الزاد إلى الخرة ،والزاد الذي فكن يقمن الليالي متبتلت خاشعات ،وعرفن ّ ّ
يعين على إيصال الدعوة إلى الناس هو الصلة التي تهب صاحبها قوة وعزيمة على مقابلة الصعاب
جل وعل وتخط ي الشدائد ،وأن قيام الليل من أفضل القربات إلى ال سبحانه وتعالى حيث يقول ّ ّ
مخاطبا الداعية الول ه صلى ال عليه وسلم ه َ ) :و ِم َن الّل ْي ِل َف َت َه ّج ْد ِب ِه نَا ِفل ًَة ل ََك َع َسى َأ ْن َي ْب َع َث َك َر ّب َك
ويمدح من قام الليل َ ) :كانُوا َق ِليلًا ّم َن الّل ْي ِل َما َي ْه َج ُع َ
ون ( ). (25 ودا (َاما َم ْح ُم ً َمق ً
)(24
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه دخل المسجد ،فإذا حبل مشدود بين أن ّ وقد روى أنس رضي ال عنه ّ
إذا فترت )(26
حبل لزينبٌ الحبل (( قالوا :هذا ُ ساريتين من سواري المسجد فقال )) :ما هذا
أحدكم نشاطَ ُه ،فإذا فتر فليقعد (( إذا
)(27
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه ُ )):حلّوه ،ل ُي َص ّل ُ ّ تعلق َْتبه ،قال
النبي ه صلى ال أمرهن ّّ فقد كانت النساء المؤمنات يشددن على أنفسهن ابتغاء مرضاة ال تعالى ،وقد
قل ،ونحن نعلم أن نساء العصر عليه وسلم ه أن يكلفن أنفسهن طاقتهن ،فخير العبادة ما دام وإن ّ
أقل أن يركعن ركعتين في جوف الليل يغالبن فيها ملن أوقاتهن لي ًل ونهارا بأمور الدنيا ،فل ّ
قالها الرسول عليه الصلة والسلم )(28
الشيطان ،فخير المور أوسطها .و )) هلك المتنطعون ((
ثلثا .
وزينب
َ َه
حبيبة كل من أم 7ه ومن اللتزام الرائع بهدي الرسول ه صلى ال عليه وسلم ه ما فعلته ّ
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه حين مات أبو سفيان ابن ّ النبي ه صلى ال عليه وسلم ه امتثا ًل لمر ّ زوجتي
حرب أبو أم حبيبة ،وعبدال أخو زينب رضي ال عنهم جميعا ،فماذا فعلت المرأتان العظيمتان بعد
كل منهما بعد أن دعت بالطيب ،و َم ّس ْتمنه :أما وال ِ ، كل منهما بثلثة أيام ؟! تقول ّ موت قريب ّ
وما لي بالطيب من حاجة ،غير أني سمعت رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه يقول من على المنبر :
))ل َي ِح ّل لمرأة تؤمن بال واليوم الخر أن ُت ِح ّد على ميت فوق ثلث ،إل على زوج أربعة أشهر
وعشرا (( ). (29
هكذا يكون اللتزام ،وهكذا تكون التقوى .
) (20صيام النافلة ،أما صيام الفرض فل يستأذن الزوج فيه .
) (21رواه البخاري برقم ) ، ( 5195 ، 5192ومسلم برقم ) ، ( 1026وأحمد برقم ) . ( 27405
) (22أخرجه البخاري برقم ) ، ( 3183 ، 2620ومسلم برقم ) ، ( 1003وأحمد برقم ) ( 26399وأبو داود برقم )
( 1668وغيرهم .
) (23المؤمنون . 2 ، 1 :
) (24السراء . 79 :
) (25الذاريات . 17 :
أم المساكينهلكرمها وجودها رضي ال عنها .
) هي أم المؤمنين زينب بنت جحش تكنى ّ
(26
) (27رواه البخاري برقم ) ، ( 1150ومسلم برقم ) ، ( 784وأحمد برقم ) ، ( 12504 ، 11575وأبو داود برقم )
( 1312وغيرهم .
) (28رواه مسلم برقم ) ، ( 2670وأحمد برقم ) ، ( 3647وأبو داود برقم ) . ( 4608
) (29رواه البخاري برقم ) ، ( 5334 ، 1282ومسلم برقم ) ، ( 1486وأحمد برقم ) ، ( 26226 ، 26225وأبو
داود برقم ) ( 2299وغيرهم .
كرم المرأة المسلمة
الدكتور عثمان قدري مكانسي
بالحضعلى الجود والنفاق ، ّ إن
أحاديث رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه في كرم المرأة وفيرة ْ
وإن باليثار على النفس وسعادتها بضيافها الصدقاء والحباب ،فقد روت أم ْ وإن بالمدح والثناء ،
ْ
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه )) :ما بقي ّ فقال )(1
شاة
ً ذبحوا هم ن
ّ أ عنها ا
ل رضي عائشة المؤمنين
منها ؟ (( قالت :ما بقي منها إل كت ُفها .
النبيه صلى ال عليه وسلم ه )) :بقي كّلها غير كت ِفها (( .
)(2
ّ قال
تصدقوا به بقي أجره إلى يوم القيامة ،وأن ما فهو عليه الصلة والسلم يوضح لل بيته أن ما ّ
الحضعلى الصدقةه ّ بقي في الدنيا فأكلوه لم يستفيدوا من أجره في الخرة .وهذه لفتة كريمة إلى
ابتغاء رضوان ال سبحانه وتعالى .
بالتصدق كي
ّ النبي ه صلى ال عليه وسلم ه
ّ وهذه السيدة أسماء أخت عائشة رضي ال عنهما ينصحها
)(3
يزيدها ال من فضله فتقول :قال لي رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه )) :ل تو ِكي فيوكى عليك ((
وفي رواية )) أنفقي أو انفحي ،أو انضحي ول ُتحصي ) (4ف ُيحصيه ال عليك ،ول توعي ) (5فيوعي ال
عليك (( ) (6فهي دعوة إذا إلى النفاق ف ُيفيدهمنه اثنان :
ويدخر له أجره في الخرة . أه المن ِفق في سبيل ال تعالى ،فإن ال يبارك في رزقه في الدنيا ّ ،
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه )) :ما من يوم يصبح العباد فيه إل ملكان ينزلن ،فيقول ّ يقول
اللهم أعط ممسكا تلفا (( .
)(7
اللهم أعط منفقا خلفا ،ويقول الخر ّ : أحدهماّ :
ب ه المن َفق عليه .فل يبقى في المجتمع السلمي فقير ،ويشعر كل فردٍ في المجتمع السلمي غن ّيه
بعضهم بعضا ،ويدفع بعضهم عن بعض غائلة وفقيره أنهم إخوة متحابون متضامنون متكافلون ُ ،يعين ُ
قوي يكون مثا ًل ح ّيا للنسانية جمعاء ، ّ الجوع والحرمان ،ويس َعون جميعا إلى بناء صرح إسلمي
وقدوة صالحة للحياة البشرية الممتدة إلى ماشاء ال تعالى .
رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه :يا رسول ال هل َ وقد سألت أم سلمة ه إحدى أمهات المسلمين ) (8ه
بني . .فقال : لي أج ٌر في بني أبي سلمة أن أنفق عليهم ؟ ولست بتاركتهم هكذا وهكذا إنما هم ّ
)(9
ووزعوا أكثرها على الفقراء .) (1آل النبي ه صلى ال عليه وسلم ه ،فقد ذبحوا الشاة ّ
) (2رواه أحمد برقم ) ، ( 23720والترمذي برقم ) ، ( 2470وقال :هذا حديث صحيح ،وانظر المشكاةهبرقم )
. ( 1919
تد خري ما عندك ،وتمنعي ما في يدك ،فيقطع ال عنك رزقه ،وهذا لفظ البخاري برقم ) . ( 1433 ) ل ّ
(3
عمن هو يحتاج إليه ،فيحيجك ال إلى مثله فل تجديه . ل تمنعي ما زاد عنك ّ
)(5
) (6رواه البخاري برقم ) ، ( 2591ومسلم برقم ) ( 1029واللفظ له ،وأحمد برقم ) ( 26395وغيرهم .
) (7رواه البخاري برقم ) ، ( 1442ومسلم برقم ) ، ( 1010وأحمد برقم ) . ( 7993
) (8زوجها أبو سلمة رضي ال عنهما من أوائل المهاجرين إلى المدينة ،وأصابه جرح في إحدى الغزوات فكان سببا
في موته ،فتزوجها
النبي ه صلى ال عليه وسلم .نساء فاضلت ص 42ه ، 43والعلم ج / 8ص . 97 ّ
يتفرقوا عنها في طلب الرزق يمينا وشما ًل .
ل ترضى أن ّ
)(9
) (10رواه البخاري برقم ) ، ( 5369 ، 1467ومسلم برقم ) ، ( 1001وأحمد برقم ) . ( 26102 ، 25970
مر في موضوع )) المرأة المربية الداعيةه (( سؤال امرأة من النصار وزينب زوجة عبد لا وقد ّ
بن مسعود رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه :أتجزئ الصدقةُ عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في
حجورهما ؟ فقال ه صلى ال عليه وسلم ه )) لهما أجران :
أه أجر القرابة .
)(11
ب ه وأجر الصدقة ((
وتعال معي نقرأ قصة الرجل وزوجته اللذين أكرما ضيف رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه :
فقد روى أبو هريرة رضي ال عنه قال :
فأرسل إلى بعض نسائه )(12
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه ،فقال )) :إني مجهود (( ّ جاء رجل إلى
فقالت :والذي بعثك بالحق ما عندي إل ماء .
بالحقما
ّ ثم أرسل إلى الخرى ،فقالت مثل ذلك ،حتى قُلن كل ُه ّن مثل ذلك :ل والذي بعثك
عندي إل ماء .
اليلة (( ؟
َ ضيفهذاالنبيه صلى ال عليه وسلم ه َ )) :من ُي ُ ّ فقال
فانطلق به إلى رحله ،فقال لمرأته :أكرمي ضيف َ فقال رجل من النصار :أنا يا رسول ال .
رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه .
وفي رواية قال لمرأته :هل عندك شيء ؟ فقالت :ل ،إل قوت صبياني .قال :علّليهم بشيء
إذا أرادوا العشاء َ ،ف َن ّوميهم ،وإذا دخل ضيفناه ،فأطفئي السراج ،وأريه أ ّنا نأكل .فقعدوا ،وأكل
الضيف ،وباتا طاويين). (13
ُ
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه فقال الرسول ه صلى ال عليه وسلم ه )) :لقد ّ فلما أصبح غدا على
عجب ) (14ال من صنيعكما بضيفكما الليلة (( .
)(15
يأتي فقير إلى مجلس الرسول ه صلى ال عليه وسلم ه ،س ّيد المدينةه وحاكمها ،موقنا أنه سيلقى
المال كلّه
ُ أوليس
قر حها جوعه الشديد وأضعفه ،فما عاد يقوى على الحركة َ . طعاما يمل معدته ،فقد ّ
ومن بيدهم مقاليد المور ؟!! لقد وقع إذا على والطعام جلّه في بيوت المالكين وأصحاب القرار َ ،
ِطلبته ،ووصل إلى مكان راحته . .
الطعام
ُ همه
لكن رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه ليس ّ نعم ،لقد وصل إلى طلبته ،ومكان راحته ّ ،
الشراب ،ولم يكن يحفل بملذات الدنيا ،فما كان يوقد في بيته نار ول ُيطهى طعام إل في ُ ول
جل طعامه السودان )) الماء والتمر (( كما روت السيدة عائشة رضي ال عنها متفرقة ،وكان ّ ّ أوقات
الرد :) ، (16فليس غريبا ه إذا ه أن يرسل إلى زوجاته يسألهن ما يمل معدة هذا الرجل الفقير فيأتيهه ّ
ل والذي بعثك بالحق ،ما عندي إل الماء .
وكان ه صلى ال عليه وسلم ه حين يعود من صلة الفجر ويسأل زوجاته ما يأكله فل يجد ،ينوي
الصيام . . .فإذا لم يكن في بيوت أزواجه ما يقري به ضيفه ،التفت إلى أصحابه يسألهم َمن
ُيضيف ضي َف ه ؟ فيلبيه أحد أصحابه من النصار فرحا مسرورا ،فمن يحوز مثل هذه الغنيمةه ؟ إنه
ضيف رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه .
) (11أخرجه البخاري برقم ) ، ( 1466ومسلم برقم ) ، (1000وأحمد برقم ) ، ( 26508 ، 15652والنسائي برقم )
(2583وغيرهم .
) (12أصابه الجهده :وهو المشقة والحاجة وسوء العيش والجوعه .
) (13جائ َعين :معدتهما خاويتين .شّبه المعدة الخاوية بشيء ُيطوى لفراغه .
) (14المراد بالعجب الرضا ،فقد رضي ال سبحانه ه وهو الكريم ه عن فعلهما الذي يدل على الكرم .
) (15رواه البخاري برقم ) ، ( 4889 ، 3798ومسلم برقم ) . ( 2054
) (16كما ورد في صحيح البخاري برقم ) ، ( 6459 ، 2567ومسلم برقم ) . ( 2972
وينطلق الرجل بضيف رسول ال إلى بيته ،ويسأل زوجته :ما عندنا من طعام ؟ فتجيبه :ما
عندنا من شيء سوى قوت الطفال ،فأنا وأنت نصبر على الجوع ،أما الطفال فل يصبرون .فماذا
يفعلن ؟ ل ّبد من قرى الضيف ،ويتفتق ذهنه بخطة محبوكة ،و ُيعّل ُل الولد ويمن ّْون بطعام طيب
إن صبروا ،وتحاول الم صرفهم لحظة وراء لحظة وبطرق مختلفة عن العشاء إلى أن يأخذهم
أعد فيه
البيتالذي ّ ِه سلطان النوم فيستسلموا له . . .وهذا ما كان ،ويدخل الضيف إذ ذاك إلى ُ
ولن الكل قليل ل يكاد يكفي واحدا فإن الضيف سيشعر بالخجل والحراج . . . ّ الطعام ليأكل ،
ولن يأكل إل قلي ًل إذ ل ّبد أن يؤاكله أهل البيت ،فماذا يفعل الزوجان كي ل يشعر أن الطعام قليل
ثم يجلس الرجل . .؟! فليطفأه ِ السراج ،ول بأس أن يعتذر الزوجان بأي عذر لنطفائه ،ومن ّ
وامرأته يوهمان الضيف أنهما ياكلن ،فينشرح صدره ،ويمل معدته . . .وهكذا كان . . .لقد بات
أولدهما جائعين وباتا بعد ذلك جائ َعين مثلهم ،وأكل الضيف ،وشبع ،ونام قرير العين .
ويذهب الضائف والضيف كلهما إلى صلة الفجر حيث ينظر الرسول الكريم إلى النصاري
نظرة إعجاب وتقدير . . .إعجاب بحسن تصرفه وزوجته ،وتقدير لكرمهما .
أما الزوجة فقد ضبطت عاطفتها ولم ترفض عرض زوجها أن ينام أولدهما دون عشاء ،إنما
ضيفرسول ِ مهم ته لتحفظ ماء وجهه ،وتعينه على حسن ضيافةهالرجل الفقير كانت له خير عون في ّ
ال ه صلى ال عليه وسلم ه ،وهكذا تكون المرأة الصالحة ،والزوجة الصيلة ،لقد قاما بعمل جليل
أرضى ال سبحانه وتعالى ،فأنزل ملكا يخبر نب ّيه صلوات ال عليه وسلمه برضا الملك الجليل ،وهو
أعظم مكانة للنسان أن يرضى ال سبحانه عنه ؟
وروى أبو هريرة رضي ال عنه قال :
خرج رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه ذات يوم أو ليلة ،فإذا هو بأبي بكر وعمر رضي ال عنهما ،
الجوع يا رسول ال ،فقال )) :وأنا ،والذي
ُ فقال )) :ما أخرجكما من بيتكما هذه الساعة ؟ (( قال :
نفسي بيده ،لخرجني الذي أخرجكما ُُ .قوما (( فقاما معه ،فأتى رج ًل من النصار ،فإذا هو ليس
في بيته ،فلما رأته المرأة قالت :مرحبا وأه ًل .فقال لها رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه )) :أين
فلن ؟ (( قالت :ذهب يستعذب لنا الماء ،إذ جاء النصاري ،فنظر إلى رسول ال ه صلى ال عليه
بعذق فيه بُسر
ٍ أكرم أضيافا مني ،فانطلق فجاءهم
َ أحد اليوم
وسلم ه وصاحبيه ،ثم قال الحمد ل ،ما ٌ
وتمر ورطب ) ، (17فقال كلوا ،وأخذ ال ُمدية ،فقال له رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه )) :إياك
والحلوب (( ) (18فذبح لهم ،فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق ،وشربوا ،فلما أن شبعوا َو َر ُووا قال
رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه لبي بكر وعمر رضي ال عنهما )) :والذي نفسي بيده لتسأل ُّن عن هذا
النعيم يوم القيامة ،أخرجكم من بيوتكم الجوع ،ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم (( ). (19
فامرأة هذا الرجل طيبة النفس ،كريمة ،تحب الضيفان ،لم تعتذر لرسول ال ه صلى ال عليه وسلم
مؤهلة ،واست ْبقتـهم إلى حين وصول زوجها ،وذكرت مرحبة ّ ه عن استقباله وصاحبيه ،بل استقبلتهم ّ
أنه لن يغيب طوي ًل فقد ذهب إلى إحدى البار العذبة ليأتي بماء عذبة ط ّيبة ،وقد حان وقت عودته
،مما يجعل الضيفان يأنسون لهذه الحفاوة فل يغادرون .
نصفال ِقرى إن لم يكن ال ِقرى كلّه ،وهذا يذكرنا بالحديث الطويل الذي ُ )) إن ُح ْس َنالستقبال
رواه البخاري رحمه ال ) (20وقد جاء فيه أن إسماعيله عليه السلم تزوج من قبيلةه جرهم امرأة ،
تزوج إسماعيله يطالع تركته ) ، (21فلم يجد إسماعيل ، وماتت أم إسماعيله ،فجاء إبراهيم بعدما ّ
الرطب .
العذق :الغصن ،وال ُبسر :ثمر النخيل قبل أن ينضج ،والرطب :نضيج ال ُبسر ،والتمر :يابس ّ )(17
الحلوبة :الشاة ذات اللبن ،فذبحها خسارة ،وغيرها أولى بالذبح . )(18
فعلى الرغم ِم ْنأنها صائمة رأت أن ِقرى الضيف واجب ،فأكرمت ضيفها ،وأحسنت وفادته ،
فكان جزاؤها أن الملئكة تدعو لها وتستغفر لها ما دام الضيف يأكل زادها وهي تخدمه وترعاه . .
إذن هي دعوة إلى الكرم في كل الحوال . .الكرم الذي يقارب بين الرواح فتصفو النفوس ،
وتتمازج القلوب ،و ُتستل السخائم ،وتزول الشحناء من الصدور ،و . . .
وهذا الصاحب الجليل جابر بن عبدال يرى رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه في غزوة الخندق وبطنه
معصوب بحجر ،فيستأذنه أن يعود للبيت يسأل زوجته إن كان عندهاهشيء ،فتجيبه أن عندهاهصاعا
من شعير وأنثى ماعز ،فذبح الماعز وعجنت هي الشعير بعدما طحنته ،وبدأت تصنع الطعام ،
وانطلق زوجها إلى رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه يدعوه مع رجل أو رجلين يتخ ّيرهما ،فما كان من
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه إل أن نادى )) :يا أهل الخندق ،إن جابرا قد صنع سؤرا ) (24فح ّيهل ّ
بكم (( وجاء يقدم الناس ،وقال لجابر :انطلق ،ف ُم ْر زوجتك أن ل ترفع الغطاء عن اللحم ،ول تخبز
أخرجه البخاري برقم ) . ( 5403 ، 2349 ، 938 )(22
رواه أحمد برقم ) ، ( 26926والترمذي برقم ) ، ( 785وقال :هذا حديث حسن صحيح . )(23
وق ُش ّح نَ ْف ِس ِه َف ُأ ْولَ ِئ َك ُه ُم والمسلم والمسلمة كريمان جوادان ل بخيلن شحيحان ) َو َمن ُي َ
ون ( ). (29ال ُم ْف ِل ُح َ
) (25رواه البخاري برقم ) ، ( 4102 ، 4101ومسلم برقم ) ، ( 2039وأحمد برقم ) ( 14610وغيرهم .
) (26رواه البخاري برقم ) ، ( 6688 ، 5381 ، 3578ومسلم برقم ) ، ( 2040وأحمد برقم ) ( 12870 ، 12082
وغيرهم .
) (27الذاريات . 27 ، 26 :
) (28متفق عليه .
) (29الحشر . 9 :
الم الرحيمة
ّ
إن ل روى أبو هريرة رضي ال تعالى عنه قال :سمعت رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه يقول ّ )) :
تعالى مئة رحمة ،أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والنس والبهائم والهوام ،فبها يتعاطفون ،وبها
وأخر ال تعالى تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم الوحشعلى ولدها ّ ، ُ بتراحمون ،وبها تعطف
القيامة (( وفي رواية )) جعل ال الرحمة مئة جزء ،فأمسك عنده تسعة وتسعين ،وأنزل في الرض
جزءا واحدا ،فمن ذلك الجزء يتراحم الخلئق حتى ترفع الدا ّبة حافرها عن ولدها خشية أن
تصيبه (( ). (1
وتظهر رحمة الم ببنيها في أحاديث رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه واضحة جل ّية ،فهي مثال
العطف والحنان ،ونبع الشفقة والرأفة ،خلقها ال سبحانه وتعالى ينبوعا يفيض على أبنائها بالحب ،
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه صورة حية ،ينفذ منها إلى توضيح ّ ويؤثرهم بالرفد والعطاء ،فقد جعلها
رحمة ال سبحانه وتعالى بعباده ،فقد روى أمير المؤمنين عمر بن الخطابه رضي ال عنه قال :قدم
وج َد ْتصبيا في السبي )، (2 بسبي ،فإذا امرأة من السبي تسعى ،إذ َ ٍ رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه ، ُ
طارحةً
ً فألزقته ببطنها ،فأرضعته ،فقال رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه )) :أترون هذه المرأة )(3
ولدها في النار ؟ (( قلناهل وال ،فقال )):لَّله أرحم بعباده من هذه بولدها (( ).(4
حرة في السر ،حزينة كاسفةُ البال ،كانت سيدة في أهلها وعشيرتها ّ ، ِ ذلامرأة وقعت في ّ
أمة مملوكة وجارية مأمورة . .حالةٌ كنف رجال قبيلتها ،مطاعةٌ في بيت زوجها ،فجعلها السر ً
ولكنهذا كلّه لم يلهها عن ابنها وفلذة
ّ النسان بها عما حوله ،ويعتصر اللم قلبه ، ُ ذهل
نفس ّية صعبة َي ُ
وضمته إلى
ّ حانية ،
ً كبدها ،فقد بحثت عنه جاهدة حتى رأته ،فاحتضنته راغبة ،وألقمته ثديها
صدرها بين ذراعيها مشفقة ،امرأة كهذه ل ُتس ِل ُم ابنها إلى مكروه مهما ص ُغر ،وتدفع عنه الذى مهما
ضر .
حقـر ،وتفديه بنفسها من كل ّ
كل ما لديها ،وتسعى جاهدة ما وسعها الجهد إلى الذود عنه . .إنها الرحمة امراة كهذه َت َه ُبابنها ّ
ما بعدها رحمة . .فحين انتبه المسلمون إليها ،ورأوا ما فعلته بولدها قالوا بصوت واحد :ل وال ،ل
تسلمه إلى النار ول تطرحه فيها .
أشد رحمة بهم من هذه الم يلفتالرسول الكريم نظر المسلمين إلى رحمة ال بهم ،لهو تعالى ّ ُ وهنا
والربالعظيم الغفور لمن آمن به وأطاعه ّ يدخرها الرحيم الرحمن لعباده ؟ أيرحمة إذا ّ بولدها ّ . .
،وامتثل أمره ؟
فتود أن يحضر أبوها ه صلى ال عليه حتضر ابنُها ّ النبي ه صلى ال عليه وسلم ه ُي َ ّ وهذه إحدى بنات
إن ابني قد اح ُت ِض َر فاشهدنا ،فأرسل ُيقرئها
)(5
وسلم ه وفاته ،فترسل إليه ه صلى ال عليه وسلم ه ّ :
)(6
مسمى ،فلتصبر ولتحتسب إن ل ما أخذ ،وله ما أعطى ،وكل شيء عنده بأجل ّ السلم ويقول ّ )) :
فأرسلت إليه تـقسم عليه ليأتي ّنها . (( . . .
)(7
فهذه ابنة الرسول الكريم ه صلى ال عليه وسلم ه شأنها شأن المهات جميعا ،ترى ابنها يذوي
ويموت . .وبمن تستعين في هذا المصابه الجلل ؟ إنه أبوها رسول ال ه صلى ل عليه وسلم ه ،فحين
رواه البخاري برقم ) ، ( 6469 ، 6000ومسلم برقم ) ، ( 2752وأحمد برقم ) . ( 9326 )(1
تنوي بصبرها طلب الثواب من ال وأن يجعل ذلك في صالح عملها . )(6
رواه البخاري برقم ) ، ( 6655 ، 5655 ، 1284ومسلم برقم ) ، ( 923وأحمد برقم ) ( 21282وغيرهم . )(7
يرسل إليها أن تصبر وتحتسب تفزع إليه مقسمة عليه أن ل يخ ّيب رجاءها ،وأن يوافيها ،فهي في
يسري عنها في فلذة كبدها . . ليهون عليها المصاب أو ّ أشد الحاجة إليه ّ ّ
وهذه أم الربيع بنت البراء ،وهي أم حارثة بن سراقة الذي قتل في بدر تأتي إلى الرسول ه
صلى ال عليه وسلم ه ترجو أن تسمع منه عن ابنها الشهيد ما يثلج صدرها فقالت :يا رسول ال أل
اجتهدتعليه في البكاء ، ُ تحدثني عن حارثة ؟ . .فإن كان في الج ّنة صبرت ،وإن كان غير ذلك
جنان في الج ّنة ،وإن ابنك أصاب الفردوس العلى (( .
)(8
ٌ فقال )) :يا أم حارثة ،إنها
النبي ه
ّ إن فقدان الولد أمر عظيم يمزق القلب ،ويقطع الحشاء ،ويفتت الكبد . . .وهي تسأل
رفع لدرجتها
ٌ صلى ال عليه وسلم ه إن كان في الجنة فسوف تلقاه إن شاء ال ،وصب ُرها على فراقه
ودرجته ) (9في الجنة ،وإن لم يكن كذلك لتبكي ّنه بحرقة َمن يفقد العزيز الغالي إلى البد . .وهذا ما
وجل ما تقدر عليه . .إنها الم الثكلى والراحمة العطوف . ّ تستطيعه ،
وتعال معي إلى هذه الصورة الرائعة المتجسدة رحمة فيما روته السيدة عائشة رضي ال عنها قالت
:
أ ه جاءتني مسكينة تحمل ابنيتن لها . .
ب ه فأطعمتها ثلث تمرات .
جه ه فأعطتهكل واحدة منهما تمرة .
د ه ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها .
هه ه فاستطعمتها ابنتاها .
و ه فش ّقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما .
إن ال قد أوجب صنعتلرسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه فقال ّ )) : ْ فاعجبني شأنها ،فذكرت الذي
لها بها الج ّنة ،أو أعتقها من النار (( .
)(10
إنه اليثار الرائع الذي جعلها ه عن رضا ه تتخلّى عن نصيبهاه لبنتيها ،ولهذا كانت الج ّنة تحت
النبيه صلى ال عليه وسلم ه بها ثلث مرات ور ّبع بالب بعد ذلك . ّ قدميها ،وأوصى
مر في بحث المرأة الكريمة ما فعلته السيدة أم سلمة رضي ال عنها حين سألت رسول ال ه وقد ّ
صلى ال عليه وسلم ه في إنفاقها على بنيها حين قالت :
أ ه هل لي أجر في بني أبي سلمة أن أنفق عليهم ؟
ب ه ولست بتاركهم هكذا وهكذا .
ني. . .
جه ه إنما هم َب ّ
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه باليجاب ،فالفطرة أجابتها قبل ّ وتقرر أنها لن تتركهم قبله أن يجيبها ّ
إجابته .
المبرات ،وفعل الخيرات ،والعطف على الرحام وصلتهم ،وغرس ّ يحضالسلم إل على ّ وهل
والود في المجتمع كي ينشأ البناء صالحين أبرارا . ّ الرحمة
تحبأن
ّ النبي ه صلى ال عليه وسلم ه قصةه المرأة كان ابنها يرضع من ثديها ه وكل أم ّ وقد أورد
فم َّر رجل راكب على دا ّبة فارهة وشا َرةٍ حس َنةٍ ،فقالت يكون ابنها وجيها ،عظيما ُ ،يشار إليه بالبنانهه َ
وكل امرأة ل ترضى لبنها أن يكون خسيسا فاسدا مرذو ًل . . ّ اللهم اجعل ابني مثل هذا ، ّ )) :
رواه البخاري برقم ) ، ( 6550 ، 3982 ، 2809وأحمد برقم ) ، ( 12838 ، 12788والترمذي برقم ) 3174 )(8
(.
ْ َ ّ
م
ه ْ ح ْ
قنَا ب إ إ ان أل َ
م ٍ
م بإإإي َ
ه ْ
م ذ ُّريّت ُ ُ
ه ْ
عت ْ ُ
واتّب َ َ
منُوا َ ين آ َ
ذ َوال إ قال تعالى في َسورة الطور الية َ ) : 21
)(9
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه وهي تكبره س ّنا بست سنوات ه ّ أما أم أيمن رضي ال عنها حاضنة
شب وبلغ مبلغ الرجال ،وكان يناديها أمي . .كان يجّلها عليه الصلة خدمته رضي ال عنها حتى ّ
والسلم ،وز ّو َجها من أنصاري فولدت له أيمن ،فلما مات زوجها َز ّوجها من زيد بن حارثة رضي ال
ه الح ّب(( ،وكان ه صلى ال عليه وسلم ه يزورها لفضلها الح ّبابن ِ عنه فولدت له أسامة )) ِ
يقول أبو بكر لعمر رضي ال عنهما ه بعد وفاة رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه :انطلق بنا إلى أم أيمن
بكت ،فقال
ْ رضي ال عنها نزورها كما كان رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه يزورها ،فلما انتهينا إليها
يبكيك ؟ أل تعلمين أن ما عند ال خير لرسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه ! قالت :إني ل أبكي ِ لها :ما
أن ما عند ال خير لرسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه ،ولكني أبكي أن الوحي قد انقطع من أني ل أعلم ّ
السماء ،فه ّيجتـهما على البكاء ،فجعل يبكيان معها .
)(12
فقد أحبته كأفضل ما تحب أم ابنها ،وترجو الخير بوجوده ،وانقطع الوحي حين التحق الرسول
الكريم ه صلى ال عليه وسلم ه بالرفيق العلى ،أفل تبكي أغلى البناء وأفضل الرجال !! ؟
لن الراحمين في الرض يرحمهم والرحمة تنفع صاحبتها ولو اقترفت ملء قراب الدنيا آثاما ّ ،
. .فعن أبي هريرة رضي ال )(13
الرحمن )) وارحموا َمن في الرض يرحمكم َم ْن في السماء ((
تعالى عنه أن ّ رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه قال )) :بينماه كلب ُيطيف ِب َرك ّية ،قد كاد يقتله العطش
)1
بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقَها ) (14فاستسقت له به ،فسقته َ ،ف ُغ ِف َر لها به (( إذ رأته ّ
. (5
اللهم ارحم نساء
تتحدث عن رحمة المرأة بمن حولها ّ . . . ّ وهناك كثير من الحاديث الشريفة
وحبدينك ورسولك ،ونحن معهن يا رب العالمين ّ المسلمين ،ودلّ ُه ّنعلى الخير ،وامل قلوبهن بحبك
.
متوليدها ص ، 49والقصة رواها البخاري برقم ) ، ( 3466 ، 3436ومسلم برقم ) ، ( 2550وأحمد التي كّل ْ
برقم ) . ( 8010
رواه مسلم برقم ) . ( 2454 )(12
(13كما في الحديث الذي أخرجه أحمد برقم ) ، ( 6458وأبو داود برقم ) ، ( 4941والترمذي برقم ) )
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه المرأة التي تمتنع عن زوجها فقال : ّ حذر لو سألنا أنفسنا :لماذا ّ
)) إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه ،فلم تأته ،فبات غضبان عليها لعنتها الملئكة حتى
تصبح (( ) (1؟ وأ ّكد المعنى مقسما بال تعالى فقال ه صلى ال عليه وسلم ه )) :والذي نفسي بيده ،ما من
رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إل كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها ((
) (2؟ .ولماذا دعا الرسول ه صلى ال عليه وسلم ه المرأة أن تجيب زوجها ،ولو كانت غارقة في عملها
المنزلي مشغولة به في قوله ه صلى ال عليه وسلم ه )) :إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته ،وإن
كانت على التنّور (( ) (3؟ ،بل إنه عليه الصلة والسلم يمنعها من أداء عبادة النافلةه إل بإذن زوجها
يحل لمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إل بإذنه (4) (( . .؟ في قوله )) :ل ّ
الجواب :إن المرأة شهوة الرجل وموطن راحته ،فقد ر ّكب ال تعالى هذه الشهوة الشديدة فيه
إلى المرأة ،فإذا رغبها ولم ينلْها ضاقته نفسه ،وفسدت أخلقُه ،وساءت تصرفا ُته ،واعتصر اللم
قلبه ،فإن استجابت زوجته له فتم ّتع بها ،ارتاحت نفسه ،وهدأت بلبله ،وسكنت لواعجه ،فكان
تصرفه سليما وتفكيره سديدا .
وعلى هذا حث الرسول الكريم الشاب المسلم على الزواج ليجد راحته في زوجته يسكن إليها ،
أغض ّ فلينزوج ،فإنه ّ
)(5
ويأنس إلى صحبتها .فقال )) :يا معشر الشباب ،من استطاع منكم الباءة
وم ْن لم يستطع فعليه بالصوم ،فإنه له وجاء (( فالصوم والجوع
)(7 )(6
للبصر ،وأحصن للفرج َ ،
يخففان شبق النسان ،وحدة شهوته .
ويسير النسان في شوارع المدينة وأزقتها فيرى من النساء الستّيرة والمتهتكة ،والنظرة سهم من
ين َي ُغ ّضوا ِم ْن ونساء ،فقال ) :قُل لّ ْل ُم ْؤ ِم ِن َ ً نغضالبصر رجا ًل ّ سهام إبليس ،وقد أمرنا ال تعالى أن
ون )َ ( 30وقُل لّ ْل ُم ْؤ ِم َن ِه
ات َي ْغ ُض ْض َن وج ُه ْم َذلِ َك َأ ْز َكى لَ ُه ْم ِإ ّن الّل َه َخ ِبي ٌر ِب َما َي ْص َن ُع َ َأ ْب َص ِ
ار ِه ْم َو َي ْح َفظُ وا ُف ُر َ
وج ُه ّن ( . .أما الرسول الكريم ه صلى ال عليه وسلم ه فإنه حين نهى عن ِم ْن َأ ْب َص ِ
ار ِه ّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُر َ
)(8
غضّ الجلوس في الطرقات ،ثم رأى أنه ل ّبد لبعض المسلمين أن يجلسوا فيها لعمالهم ،اشترط ))
البصر . . . (9) (( . . .
) (1أخرجه البخاري برقم ) ، ( 3237ومسلم برقم ) ، ( 1436وأحمد برقم ) ، ( 9865 ، 9379وأبو داود برقم )
( 2141وغيرهم .
) (2رواه مسلم برقم ) . ( 1736
) (3رواه أحمد برقم ) ، ( 15853والترمذي برقم ) ( 1160وقال :هذا حديث حسن غريب ،وانظر :المشكاةه
برقم ) . ( 3257
) (4رواه البخاري برقم ) ، ( 5195 ، 5192ومسلم برقم ) ، ( 1026وأحمد برقم ) . ( 27405
) (5الباءة :مؤن الزواج وواجباته .
) (6الوجاء :الوقاية والصيانة .
) (7رواه البخاري برقم ) ، ( 5066 ، 5065 ، 1905ومسلم برقم ) ، ( 1400وأحمد برقم ) ( 4013 ، 3581
وغيرهم .
) (8النور . 31 ، 30 :
) (9رواه البخاري برقم ) ، ( 6229 ، 2465ومسلم برقم ) ، ( 2121وأحمد برقم ) ( 11044 ، 10916
وغيرهم .
النبي ه صلى لا
ّ ويرى الرجل من النساء ما يشغل فكره ،فيزين الشيطان له الزنا ،فيذكر قول
عليه وسلم ه )) :إن المرأة تقبل في صورة شيطانه ،وتدبر في صورة شيطان ،فإذا رأى أحدكم
من امرأةٍ ما يعجبه فليأتهأهله ،فإن ذلك ي ُر ّد ما في نفسه (( ). (10
ولعل الرجل يصبر على الفقر ،ويتح ّم ُل الجوع وكثيرا من الشدائد ،ويعرض عن المغريات ّ
إليهن ويرغب
ّ هن ،فتراه يميل ودلّ ّ
ورقتهن َ
ّ بجمالهن
ّ ويأباها إل فتنة النساء حين يظهرن متبخترات
عرفأعداؤنا نقطة الضعف هذه فاستغّلوها ،وهذه بروتوكولت حكماء صهيون تؤكد )) َ فيهن ،وقد
أن النحلل الخلقي وخاصة بمساعدة النساء اليهوديات المتنكرات في صور الفرنسيات
أضمن ناشرات للخلعة والتهتك في حيوات ُ وإن هؤلء النساء ّ واليطالياته ومن إليهن . . .
المتزعمين على رؤوس المم ،والنساء في خدمة صهيون يعملن كأحابيل ومصايده لمن يكونون
بفضلهنفي حاجة إلى المال . (11)(( . . . ّ
أضر على الرجال من ّ تركت بعدي فتنة هي ُ النبي ه صلى ال عليه وسلم ه )):ما ّ ويقول
النساء (( ). (12
وتراه ه صلى ال عليه وسلم ه يحذر من الخلد إلى الدنيا والركون إلى الشهوة هذه في حديثه
وإن ال مستخلفكم فيها ،فينظ ُر كيف تعملون ،فاتقوا إن الدنيا حلوة َخ ِضر ٌة ّ ، المشهور حيث يقول ّ )) :
،فأول فساد بني إسرائيل )(13
أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء (( فإن ّ
النساء ّ ،
َ الدنيا ،واتقوا
النبي
ّ كان في فتنتهم بالنساء ،وهم يريدون للمسلمين أن يقعوا في المستنقع الذي سقطوا فيه .ويحذر
الكريم والمعّلم العظيم المسلمين أن يترخصوا في الدخول على النساء والخل ّو ِبه ّن ولو كانوا أتقياء ،
ه فقال )) :إ ّياكم والدخول على النساء (( ،فقال رجل من النصار :أفرأيت الحمو ) (14قال
صلى ال عليه وسلم ه )) :الحمو الموت (( ). (15
إن الناس يرون الداخل بيت جيرانهم والخارج منه ،فإذا كان غريبا أنكروه وسألوا عنه ،فيكون
أما إن كان من أقارب هذا النكار وهذا السؤال دافعا إلى البعد عن الشبهات والوقوع في المفاسدهّ ،
الزوج كأخيه وابن أخيه فإنهم يتغاضون عن ذلك ،ويتساهلون فيه ،فل يرى حرجا أن يدخل البيته
الطامة .
ّ في غياب صاحبه ،فيلقي الشيطان حبائله ،ويز ّين الخلوة بينهما ،فتحدث
ولو التزم الناس شرعة ر ّبهم ،فلم يدخل على المرأة في غيابه زوجها إل محارمها ،لكان أدعى
إلى الطهارة والع ّفة وحفظ الدين والعرض ،والبعد عن الريبة والمفاسد .
الموي عمر بن عبدالعزيز رضي ال عنه حين يقول :ل ّ ويؤكد هذا المعنى الخليفة الخامس
َي ْخل َُو ن رجل بامرأة ولو كان يعلمها القرآن . . .ودرهم وقاية خير من قنطار علج .
وكفرهنمحتشمات يجررن أثوابهن على الرض ، ّ شركهن
ّ في الجاهلية الولى كانت النساء على
صنفي ذلك . ويترخ َ
ّ هن ،وكانت الماء يتخفّفن من الخمار بخ ُم ِر ّ
وغالب ُه ّنيسترن رؤوسهن ُ
فحدث ول َح َرج ،فما تستره وخفر ،أما في الجاهلية الحديثة ّ ، أعرافهنذات حياء َ ّ فالشريفة في
ثوبعصري ُيظهر ٌ أقل مما تكشفه ،ول تخرج من بيتها إل بعد أن تتحلّى بأفضل زينتها !!.. المرأة ّ
حر كه الهواء ضاع الحياء ،تنبئك رائحتها أنها قادمة ،وأثر العطر مفاتنها ،ورقته يريك ما تحته ،فإن ّ
رواه مسلم برقم ) ، ( 1403واحمد برقم ) ، ( 14128وأبو داود برقم ) ، ( 2151والترمذي برقم ) ( 1158 )(10
.
) (11بروتوكولت حكماء صهيون ،ترجمة :خليفة التونسي ،طبع مؤسسة دار العلوم 1977ص . 266
) (12رواه البخاري برقم ) ، ( 5096ومسلم برقم ) ، ( 2740وأحمد برقم ) ، ( 21322 ، 21239والترمذي برقم
) ( 2780وغيرهم .
) (13رواه مسلم برقم ) ، ( 2742وأحمد برقم ) ( 10785وغيرهما .
) (14الحمو :قريب الزوج كأخيه وابن أخيه وابن أخته وعمه وابن عمه .
) (15رواه البخاري برقم ) ، ( 5232ومسلم برقم ) ، ( 2172وأحمد برقم ) ، ( 16945 ، 16896والترمذي برقم
) ،( 1171وغيرهم.
مرت من هنا ،تمشي متمايلة تدعو الناس إليها ،صبغت وجهها وما ظهر من يخبر َمن لم يرها أ ّنها ّ
كالدمية ،شعرها يتماوج مع النسيم . . جسمها ،فبدت ّ
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه على صنفين من أهل النار لم يرهما في حياته ه صلى ال عليه ّ لقد اطلع
وسلم ه لنهما لم يكونا في عصره إنما حظينا في هذا الزمان الكئيب بهما !!! فاسمع وصفه للصنف
رؤوسهن
ّ الثاني )) صنفان من أهل النار لم أرهما . . .ونسا ٌء كاسيات عاريات مائلت ،مميلت ،
يدخلْن الج ّنة ،ول يجدن ريحها ،وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا كأسنمة البخت المائلة ) ، (16ل ُ
(( ).(17
يقول النووي رحمه ال :معنى )) كاسيات (( أي :من نعمة ال )) ،عاريات (( من شكرها ،وقيل
معناه :تستر بعض بدنها ،وتكشف بعضه إظهارا لجمالها ونحوه .وقيل :تلبس ثوبا رقيقا يصف لون
بدنها .
أن زمانا بعد زمانه ستظهر فيه نساء كاللواتي وصفهن ثانيا ولم يكن رحمه ال تعالى يتص ّور ّ
زمانهن،
ّ منهنومن
ّ وثالثا ،فاستعمل كلمة )) قيل (( ولو أنه تأكد من ذلك لستعاذ بال سبحانه وتعالى
يدركهن.
ّ وحمد ال تعالى أ ّنه مات ولم
ويقول النووي رحمه ال تعالى أيضا عن )) مائلت (( :عن طاعة ال تعالى وما يلزمهن حفظه )) .
لكتافهن.
ّ فعلهن المذموم .وقيل :مائلت :يمشين متبخترات ،مميلت ّ غيرهن
ّ مميلت (( يعلّمن
وقيل :مائلت :يمتشطن ال ِمشطة الميلء ،وهي ِمشطة )) البغاياه (( ،ومميلت ُي ًم ّشطن غيرهن تلك
كل ما ذكرت يا إمام ،ناهيك عن انتشار الماشطاته المشطة . . .وأقوله له ه يرحمه ال ه :بل المعنى ّ
يسوين ال َب َدن ويغسلنه وينتفن الشعر في كل مكان من هضاب وصوبّ ،ٍ ب)) الكوافير (( في كل َح َد ٍ
بشبر ،وذراعا
ٍ قبلهن شبرا
ّ وتبعن س َن َن من
ووديانهن في أماكن الع ّفة وغيرها ْ . . . ّ وجبالهن
ّ النساء
الشر ِ ،قبلته هواه ،وهدفه شهوته ،
بذراع ،اتباع المفتون الذي ل يفكر بعقله ،ول يعرف الخير من ّ
ويتصرفون كالدواب ) نَ ُسوا
ّ وفهمه ل يتجاوز ما حوله ،ونظر ل يتعدى أرنبة أنفه ،يعيشون كالنعام
ُون ( ). (18
اسق َ اه ْم َأن ُف َس ُه ْم ُأ ْولَ ِئ َك ُه ُم ا ْل َف ِ الّل َه َف َأ َ
نس ُ
قدمها القرآن الكريم على الرجل في ولن للمرأة الدو َر الكبر في اقتراف جريمة الزنا ،فقد ّ ّ
الزانِى ( . و
ّ َِ َ ّ ةُي ن االز ) : فقال ، العقوبة ذكر
صفّف
رؤوسهن ُ
ّ (16البخت :إبل خراسان ّية ،السنام :الكتلة الشخمية على ظهر الجمل ،والمقصود بذلك :أن )
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه في قصة النفر الثلثة الذين آواهم المبيت إلى غار ، ّ ومثله ما رواه
فسدت عليهم الغار فقالوا :إ ّنه ل ينجيكم من هذه الصخرة إل فدخلوه ،فانحدرت صخرة من الجبل ّ ،
أحبالناس ّ عم ،كانت فدعوا فقال الثاني )) :اللهم إنه كانت لي ابنةُ ّ أن تدعوا ال بصالح أعمالكم َ ،
الرجال النسا َء ،فأردتها على نفسها ،فامتن َع ْتمني ُ كأشد ما يحب ّ إلي (( ه وفي رواية ه )) كنت أحبها ّ
حتي ألَ ّمت بها سنةُ من السنين ،فجاءتني ،فأعطي ُتها عشرين ومئة دينار على أن ُت َخّلي بيني وبين
تبين رجليها قالت :اتّق ال ،ول قعد ُتعليها (( ،وفي رواية )) فلماه ْ نفسها ،ففعلت ،حتى إذا ق ََد ْر ُ
اللهم
الذهبالذي أعطي ُتها ّ ، َ إلي ،وتركت أحبالناس ّ ّ تفضالخا َت َم إل بحقه فانصرفت عنها ،وهي ّ
فعلتذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ،فانفرجته الصخرة غير انهم ل يستطيعون ُ كنت
ُ إن
الخروج منها . (( . .
)(27
فقد غفر ال له رغبته في الزنا ،بل أكرمه حين خاف ال سبحانه وتعالى وترك ابنة عمه ولم يست ِعد
ففر ج عنهم الصخرة ،وهذا ما يفعله الخلص ل تعالى والقلع عن الذنب واستغفار المولى المال ّ
الكريم .
العابد فإنه ُفتن بامرأتين ،أما الولى فأ ّمه حين نادته وهو يصلي النافلةه ه قيام الليل ه ُ أما ُجريج
أمه التي ّ
يرد عليها ظنا منه أن صلة النافلة كصلة الفرض ل ينبغيه لمصليها أن يل ّبي نداء ّ فلم ّ
فلم ا لم يجبها دعت عليه أن يرى وجوه المومسات ،وأما الثانية فتلك المومس الفاتنة كررت النداء ّ ،
التي ُذكر العابد جريح أمامها بتقواه وورعه ،فراه َن ْت على اليقاع به ،كما أوقعت بالكثير من
طرفا النهار :الغدوة والعش ّية .الزل َُفمن الليل :ساعات منه قريبة من النهار . )(24
رواه البخاري برقم ) ، ( 4687 ، 526ومسلم برقم ) ، ( 2763وأحمد برقم ) ( 4083 ، 3645وغيرهم . )(26
رواه البخاري برقم ) ، ( 2333 ، 2272 ، 2215ومسلم برقم ) ، ( 2743واحمد برقم ) . ( 5937 )(27
تبدته له بزينتها ودللها وحاولت إغراءه أعرض عنها الرجال ،وفيهم الوجهاء والنبلء !! ،فلما ّ
لراع كان تحت صومعته وترددت ٍ وتجاهلها ،فأعقبها رغبة في النتقام منه والكيد له ،فأسلمته نفسها
عليه فحملت منه ،فلما وضعت الغلم نسبته إلى جريح العابد ،فأنقذه ال من كيدها ومكرها .
)(28
نبي ال يوشع بن نون عليه السلم أراد أن يغزو قوما برجال ل تشغلهم الدنيا عن فإن ّ
وأخيرا ّ
الجهاد في سبيل ال ،فاشترط للمجاهدين معه أن تكون قلوبهم خاوية من المل في الحياة الدنيا
يبن
ليتفرغوا للقتال ،وكان مما اشترط عليهم أن ل يكون منهم ّم ْن خطب امرأة وعقد عليها ثم لم ِ ّ
ظل قلبه متعلقا بها ،وانتظر الفرصة كي يعود إليها ،وأمثال هذا لن َي ْص ُدقوا في
بها ،فإن فعل ذلك ّ
القتال ،والعتما ُد عليهم سراب ،وأولى بهم أن يكونوا بعيدين عن ساحة المعركة .
)(29
رواه البخاري برقم ) ، ( 3436 ، 2482ومسلم برقم ) ، ( 2550وأحمد برقم ) . ( 8768 ، 8010 )(28
النبي ه صلى ال ّ هن في الدرجة الثانية في القيادة البيتية وتحمل التبعات .قال وف( إنما ّ )(3
ِبال َْم ْع ُر ِ
عليه وسلم ه )) :والمرأة راعية على بيت زوجها وولده ، (( . .فالزوج زوجها ،والبيت بيتها ،
)(4
أن البيته لزوجها والولد أولده للتأكيد على مكانتها لكن الحديث جاء مؤكدا ّ والولد أولدها ّ ،
الولى بعد زوجها في البيته ،وأن مسؤوليتها تأتي بعد مسؤوليته .
فكيف عّبر الحديث عن مكانة الزوج في المقام الول ؟
عظموا أحدا سجدوا له ،ولما كان السجود في السلم ل كانت العرب وغيرهم من المم إذا ّ
تعالى وحده فما ينبغي أن نسجد إل ل سبحانه ،فالسجود خاص به ،خالص له .ولتعظيم حق الزوج
على زوجته قال الرسول الكريم ه صلى ال عليه وسلم ه )) :لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لحد ،
أن جنّة المرأة بيد لمرت المرأة أن تسجد لزوجها (( ) ، (5وقال كذلك عليه الصلة والسلم موضح ُا ّ
زوجها ،فإذا رضي عنها دخلت الجنة )) :أ ّيما امرأة ماتت ،وزوجها عنها راض دخلت الجنة (( )، (6
والمقصود هنا الزوج المسلم الصالح والمرأة المسلمة الصالحة فهو يكرمها ويؤدي حقّها وهي تفعل
كذلك .
وخير ما يحوزه المرء زوجة صالحة تعينه على أمور دنياه ،تودعه بابتسامة المحب وتأمره أن
يتخ ّي ر الرزق الحلل ،وأن ينأى بنفسه وزوجته وولده عن الحرام ،وتدعو له بظهر الغيب ،وتجعل
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه : ّ بيتها ج ّنته ،وتستقبله حين يعود بحفاوة تنسيه ما لقيه خارج البيت .قال
)) الدنيا متاع ،وخير متاعها المرأة الصالحة (( ). (7
النبي أن تمتنع المرأة عن زوجها إذا دعاها ،ولو كانت منشغلة عنه بما يصلح ّ مر معنا نهي وقد ّ
البيت من غسيل وطعام وتظيف و . . .
النساء . 34 : )(1
رواه البخاري برقم ) ، ( 2554 ، 2409 ، 893ومسلم برقم ) ( 1829وغيرهما . )(4
رواه الترمذي برقم ) ( 1159وقال :حديث حسن غريب ،وانظر :المشكاة برقم ) . ( 3255 )(5
(6أخرجه الترمذي برقم ) ، ( 1161وابن ماجه برقم ) ، ( 1854وقال الترمذي :هذا حديث حسن )
وهذه أم الدرداء رضي ال عنها آخى رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه بين زوجها أبي الدرداء وسلمان
متبذلة تلبس ثياب المهنة تاركة الفارسي رضي ال عنهما ،فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء ّ
ضربالحجاب فقال لها :ما شأنك ؟ َلم أنت هكذا ل تهتمين بنفسك َ ثياب الزينة وذلك قبل أن ُي
أليس لزوجك عليك حقا ؟ قالت له :ولمن تتزين المرأة ؟ أليس لزوجها ؟ قال :بلى .قالت :فهذا
صواما بالنهار .قواما بالليل ّ أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا ،ول نسائها ،فتراه ّ
ورحب به ،وصنع له طعاما ،وقال له :قم يا سلمان َفك ُْلفإني صائم . فجاء أبو الدرداء ّ ،
قال سلمان :ما أنا بآكل حتى تأكل معي ،فأكل أبو الدرداء حفاظا لحق الضيف ورغبة في
فط َر نهاره . إكرامه ،لك ّنه وجد في نفسه إذ اضطر أن ُي ِ
وقتٌ فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقومه فأمره سلمان أن يذهب إلى مخدعه فينام ،وللقيام
أن لزوجته حقا فيه ل ينبغي التفريط فيه ،فانصاعهلمره . آخر ،وأخبره ّ
ثم قام يريد صلة الليل ،وما زال في الوقت متسع ،فأمره أخوه سلمان أن يعود إلى فراشه
فأجابه متأففا ،فلما كان من آخر الليل قال سلمان :قم الن ،فصلّيا جميعا ،ثم انطلقا إلى مسجد
إن لربك عليك حقا ،وإن لنفسك عليك رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه وسلمان يقول لبي الدرداء ّ :
حقحقّه . حقا ،ولهلك عليك حق ّا ،فأعط كل ذي ّ
النبي
ّ للنبي ما فعل به سلمان ،فقد منعه صوم يومه ،وقيام ليله ،فما كان من لكنأبا الدرداء شكا ّ ّ
ه صلى ال عليه وسلم ه إل أن ُس ّر من فقه سلمان رضي ال عنه ووافقه على فهمه وحسن تصرفه ،وقال
لبي الدرداء )) :صدق سلمان (( ). (11
رغبة عنها ،أذعنت لذلك على الرغم أنه ً فالمرأة حين رأت من زوجها عزوفا عنها ،ل كرها ول
وضحت له سبب ابتذالها ،واجتهدت أن ترضي انتقص حقها دون أن يدري ،ولم تشكُه لسلمان إنما ّ
زوجها وتطيعه ما أمكنها . .وما ذاك إل لحبها إياه وطاعتها له ،والنزول عن رغبته .
ف امرأة هلل بن أم ّية ،أحد الثلثة أدل على حب المرأة المسلمة زوجها من َت َص ّر ِ ّ ول
،حين أمر رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه نساءهم ه معشر الثلثة ه أن يعتزلنهم ،فذهبته )(12
المخلفين
إلى رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه مشفقة على زوجها ،خائفة عليه وهو الشيخ الهرم ل يستطيع خدمة
إن هلل بن أم ّية شيخ ضائع ليس له خادم ،فهل نفسه إذا اعتزلته زوج ُته ،فقالت له :يا رسول ال ّ
ولكنل يق َربنّك (( ،فقالت :إنه وال ما به من حركة إلى شيء )ل ْ أخدمه ؟ قال )) :ل , تكره أن ُ
يشتهي النساء ( ووال ما زال يبكي منذ أن كان من أمره ما كان ،إلى يومه هذا .
)(13
(10أخرجه أحمد برقم ) ، ( 21596والترمذي برقم ) ، ( 1174وابن ماجه برقم ) ، ( 2014وقال الترمذي : )
النصاري.
ّ مالك
ٍ وكعببن
ُ الواقفي،
ّ وهلل بن أمّية
ُ هم مرار بن الربيع ال َع ْم ِر ّي، )(12
القصة أخرجها البخاري برقم ) ، ( 4418ومسلم برقم ) ، ( 2769وأحمد برقم ) ( 26634وغيرهم . ّ
)(13
أمر رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه أهل المدينة أل يتعاملوا مع هؤلء الثلثة الذين تخّلفوا عن
مد ة أربعين يوما ،ثم أمر النساء فابتعدن عن أزواجهن إل زوجة هلل بقية غزوة تبوك دون عذر ّ
الخمسين يوما ،وامرأة مح ّبة لزوجها امتثلت لمر رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه لكنها استأذنته في
والشهد والعلقم ،فكانت مؤمنة تق ّية في
َ والمر ،
ّ سني عمرها ،وذاقت معه الحلو
ّ خدمة من عاشت معه
طاعة رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه ،ومحّب ًة وفّية لزوجها ورفيقهعمرها .
الحبالمتبادل بين الزوجين ما قاله ه صلى ال عليه وسلم ه )) :رحم ال ّ ومن الصور الجميلة في
رج ًل قام من الليل فصلّى ،وأيقظ امرأته ،فإن أبت نضح في وجهها الماء ،رحم ال امرأة قامت من
وأيقظتزوجها ،فإن أبى نضحت في وجهه الماء (( ). (14
ْ الليل فص ّلته،
وقال ه صلى ال عليه وسلم ه )) :إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصلّياه أو صلّى ركعتين جميعا
كتبا في الذاكرين والذاكرات (( ). (15
إنها حياة مثالية رائعة للزوجين المسلمين الصالحين ،وإنها وال امرأة من أهل الجنة إن أح ّبت
زوجها وأطاعته .
) (14أخرجه أحمد برقم ) ، ( 9344 , 7362وأبو داود برقم ) ، ( 1308والنسائي برقم ) ، ( 1610وانظر :
المشكاة برقم ) . ( 1230
) (15أخرجه أبو داود برفم ) ، ( 1309وابن ماجه برقم ) ، ( 1335وانظر :المشكاة برقم ) . ( 1238
وصية الرجال في النساء
الدكتور عثمان قدري مكانسي
والود والسكن والرحمة .قال تعالى َ ) :و ِم ْن آ َيا ِت ِه ّ علقة الزوجين أحدهما بالخر قائمة على المحبة
ات لّق َْو ٍماجا لّ َت ْس ُكنُوا ِإلَ ْي َها َو َج َع َل بَ ْي َنكُم ّم َو ّد ًة َو َر ْح َم ًة ِإ ّن ِفي َذلِ َك لَآ َي ٍَأ ْن َخل ََق لَكُم ّم ْن َأن ُف ِسك ُْم َأ ْز َو ً
ون ) (1) ( (21فهما صنوان يكمل أحدهما الخر ،فالرجل حريص على إسعاد شريكه في العمل َي َت َف ّك ُر َ
يكون الزوجان خارج البيت ،والمرأة حريصة على تهيئة ما يسعد زوجها داخله ،وعلى مر اليام ّ
فريق عمل متكاف ًل يبذل كل منهما جهده فيماهيعود على الثنينهبالحياة الطيبةه .
والمرأة أضعف الطرفين ،ونصفهما اللطيف ،ينضوي تحت جناح الرجل القوي ،و ُي ْس ِلم له قياده
راحة ،ويرى ذاته فيه ، ً ،ويلقي إليه زمامه ويذوب فيه حنانا ورقة ولطفا ،ويؤثره على نفسه
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه بها دائما فقال )) :إني ّ وصىوأمانه بين يديه . . .هذه هي المرأة التي ّ
حق الضعيفين :اليتيم والمرأة (( ،وتراه في حجة الوداع بعد أن حمد ال تعالى )(2
أحرج عليكم ّ ّ
عوان عندكم ،ليس ٌ هن
وأثنى عليه ،وذكـر ،ووعظ قال )) :أل واستوصوا بالنساء خيرا فإنما ّ
منهنشيئا غير ذلك (( ). (3 ّ تملكون
إليهن من سمات المسلمين ذوي اليمان الكامل والخلق العالي والشمائل الحميدة ّ وجعل الحسان
فقال )) :أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم (( ،وقد كان عليه
)(5 )(4
الصلة والسلم يمشي فتأتي الفتاة الصغيرة تأخذ بيده وتكلمه ،وتنطلق به حيث شاءت ،وهو ل
يخالفها إلى أن تنتهي منه فتتركه ). (6
حقالمرأة على زوجها فقال حين سأله أحدهم :يا رسول ال وحدد رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه ّ ّ
حقزوجة أحدنا عليه ؟ . ما ّ
طعم َت،
ْ أ ه )) أن تطعمها إذا
اكتسيت ، َ وتكسوها إذا َ به
جه ه ول تضرب الوجه ،
ول تق ّب ْح)، (7 ده
هه ه ول تهجر إل في البيت (( .
)(8
) (9رواه الترمذي برقم ) ، ( 3087 ، 1163وابن ماجه برقم ) ، ( 1851وانظر :آداب الزفاف للشيخ اللباني
ص . 270
) (10رواه البخاري برقم ) ، ( 5090ومسلم برقم ) ، ( 1466وأحمد برقم ) ، ( 9237وأبو داود برقم ) ( 2047
وغيرهم .
) (11جذماء :مقطوعة اليد ،أو شوهاء الخلقة .
) (12رواه ابن ماجه برقم ) ، ( 1859وعبد بن حميد في مسنده برقم ) ، ( 328والبزاز برقم ) ، ( 2438
والبيهقي في السنن الكبرى برقم ) . ( 13247
) (14البيات للمؤلف من ديوانه الثالث ،وهو مخطوط .
ذهبت تقيمها كسرتها ،وكسرها َ استمتعت بها وفيها ِع َوج ،وإن َ على طريقة ،فإن استمتعت بها
اللبيبالعاقل ؟
ُ فأيالمرين يختار طلقها (( )ّ (15
يحرصعلى إكرامها ُ وعلى هذا فالمرأة المؤمنة الصالحة كن ٌز يحافظ الزوج عليه ،وصاحبة ٌ
والحسان إليها ،وقد يبدو منها ما يسيء فهي من بنات آدم وحواء ،مركـبة كالرجال من النقصان ،
التوابون ،فإن بدا منها ما ل يسر أحيانا فقد بدا منها أشياء خطاء ،وخير الخطائين ّ وكل ابن آدم ّ
يحسن أن يكرهها الرجل ويسيء معاملتها ، ُ تسر ،وترفع مقامها في عينيه الزوج وأهله ،فل كثيرة ّ
وأيالناس معصوم عن الخطأه؟ . ّ
ومن ذا الذي ُترضى سجاياه كلها َ
)(16
كفى المرء نب ًل أن ُت َع ّد معايبهه
مؤمن مؤمنة ً ،إن كره منها ُخلُقا رضي منها ٌ يفر ْك
َ النبي ه صلى ال عليه وسلم ه )) :ل ّ قال
غيره (( .
)(17
آخ َر (( أو قال َ )) :
النبيه صلى ال عليه وسلم ه ضرب النساء ))ل تضربوا إماء ال (( جاء عمر رضي ال عنه ّ وحين نهى
)(19
ضربهن ((
ّ فرخص في ّ )(18
إليه ه صلى ال عليه وسلم ه يقول َ )) :ذئِ ْر َن النساء على أزواجهن
فأطاف بآل رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه نساء كثير يشكون أزواجهن ،فقال رسول ال ه صلى ال عليه
أزواجهن ،ليس أولئك بخياركم (( ). (20 ّ وسلم ه )) :لقد طاف بآل بيت محمد نساء كثير يشكون
بضربهن ضربا تأديبيا ل يترك أثرا ول يصيب الوجه ، ّ فرخص رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه ّ
ويظهر الغضب فقط دون أن يؤذي الجسد والنفسه معا ،إذ كيف يضرب الرجل زوجته أو يجلدها
ثم ل يجد حرجا في آخر مبرحا دون رأفة ول رحمة وكأنها عبد من عبيده أو ملك يمينه ّ ، جلدا ّ
جلد
الليل أو آخر يومه أن ينام معها ؟!! قال ه صلى ال عليه وسلم ه )) :يع ِمد أحدكم فيجلد امرأته َ
العبد ،فلعلّه يضاجعها من آخر يومه (( ) (21وفي رواية للبخاري )) :يجامعها (( ) (22وكثيرا ما يقع
الرجال في هذا الثم نسأل ال السداد والرشاد .
بالضرب الذي ل ْ بل إنه ه صلى ال عليه وسلم ه جعل الهجران قبل الضرب فإن لم ينفع سمح
ُفالزوج عن هجرانها وليمتنع عن ضربها . أقرت المرأة بالخطأ فلْيك ّ ودا ،فإن ّ يؤذي ول يفسد ّ
واضربوهن ضربا غير
ّ فاهجروهن في المضاجع ، ّ قال ه صلى ال عليه وسلم ه )) :فإن فعلن
عليهن سبي ًل . (( . . .
)(23
ّ مبرح ،فإن أطعنكم فل تبغوا ّ
والرسول عليه الصلة والسلم لم يتجاوز في تأديب النساء ما قرره القرآن الكريم الذي ل يأتيه
الباطل من بين يديه ول من خلفه حيث قال سبحانه َ ) :وال ّل ِتي َت َخا ُف َ
ون نُ ُشو َز ُه ّن( .
وه ّن( . أ ه ) َف ِعظُ ُ
اج ِع ( .
وه ّن ِفي ال َْم َض ِ اه ُج ُر ُ
ب ه ) َو ْ
وه ّن( .اض ِربُ ُج ه ) َو ْ
) (15رواه البخاري برقم ) ، ( 3331ومسلم برقم ) ( 1468واللفظ له .
) (16البيت للشاعر العباسي بشار بن برد .
) (17رواه مسلم برقم ) ، ( 1469وأحمد برقم ) . ( 8163
) (18ذئرن :اجترأن على أزواجهن .
) (19لم يكن رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه يضرب نساءه ،إنما اكتفى بالهجر .
) (20رواه أبو داود برقم ) ، ( 2146وابن ماجه برقم ) ، ( 1985والدرامي برقم ) ، ( 2219وانظر :المشكاةه
برقم ) . ( 3261
) (21رواه البخاري برقم ) ، ( 4942ومسلم برقم ) ، ( 2855وأحمد برقم ) ، ( 15788والترمذي برقم ) ( 3343
وغيرهم .
) (22برقم ) . ( 5204
) (23رواه الترمذي برقم ) ، ( 3087 ، 1161وابن ماجه برقم ) ، ( 1851وانظر :آداب الزفاف ص . 270
) َف ِإ ْن َأطَ ْع َنك ُْم َف َل َت ْب ُغو ْا َع َل ْي ِه ّن َس ِبي ًل ِإ ّن الّله َك َ
ان َع ِل ّيا َك ِبي ًرا ( ). (24 ده
رواه البخاري برقم ) ، ( 5970 ، 527ومسلم برقم ) ، ( 85وأحمد برقم ) ( 4175 ، 3988 ، 3880وغيرهم )(5
.
) (6رواه البخاري برقم ) ، ( 6870 ، 6675وأحمد برقم ) ، ( 6845والترمذي برقم ) ، ( 3021والنسائي برقم )
( 4011وغيرهم .
وقد نهى رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه أن يشتم الرجل والديه . .وشتمهما بإحدى طريقتين ه
وبر الوالدين ه .نسأل ال الهداية ّ
ذمة ول يخاف ال فيهما ،وقد يضربهما ، الولى :الشتم المباشر الوقح دون أن يرعى لهما ّ
يدلعل فجوره وعقوقه . ويؤذيهما مما ّ
النبي
ّ الثانية :الشتم غير المباشر ،فهو ل يذكرهما بسوء لكنه يسبب لهما الشتم واليذاء ،فقد قال
ه صلى ال عليه وسلم ه )) :من الكبائر شتم الرجل والديه (( ،قالوا :يا رسول ال وهل يشتم الرجل
أمه (( ) ، (7فإذا شتم فيسب ّ
ّ أمه ،
ويسب ّ
ّ فيسبأباه ،
ّ الرجل
َ يسبأباّ والديه ؟! قال )) :نعم ؛
يردون وهم يشعرون أو ل النسان آباء الخرين شتموا أبويه . .هذا أمر درج عليه الناس ّ ،
يستفز الناس في حالة كهذه . يشعرون ،وسرعان ما ُ ّ
أن أبا هريرة رضي ال البر للوالدين في أحاديث رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه ّ 1ه ومن صور ّ
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه فقال :يا رسول ال َمن أحق الناس بحسن ّ عنه يقول :جاء رجل إلى
صحابتي ؟ قال )) :أ ّمك (( قال :ثم َم ْن ؟ قال )) :أ ّمك (( قال :ثم َم ْن ؟ قال )) :أ ّمك ((
البر ،ثلثة المثال والربع قال :ثم َم ْن ؟ قال )) أبوك (( ،فالم تستحق الحظ الوفر من ّ
)(8
رواه البخاري برقم ) ، ( 5971ومسلم برقم ) ، ( 2548وأحمد برقم ) ( 8838 ، 8144وغيرهم . )(8
رواه البخاري برقم ) ، ( 3004ومسلم برقم ) ( 2549واللفظ له ،وأحمد برقم ) ( 6489وغيرهم . )(10
ذلك البابه أو أحفظه (( ) ، (11ول ّبد من كلمة نقولها دفعا للفهم الخاطئ :فلن تطلب أم من ابنها أن
تحرض يطلّق زوجته ما لم تكن الزوجة مسيئة بطريقة ما للم ،كأن تترفـع عنها ،أو تهملها ،أو ّ
وتود َدت إليها ابنها عليها . . .وسوف تعاملها كما تعامل ابنتها إن رأت منها تواضعا وتقديرا واحتراما ّ
كأنها أمها .
وإن قيل إن الم ذات خلق سيء فالجواب على ش ّقين :
أمه ،وذلك قدر يبر ّ
الول :تتحملها احتراما لزوجها ورغبة في العيش معه ،ورجاء أن ّ
المكان ،وتتغاضى عن مضايقات الم ما استطاعتهإلى ذلك سبي ًل .
أن الزوجة مخطئة حاول الزوج تقويمها الثاني :يقول العلماء :هذا ندب وليس أمرا ،فإن ثبت ّ
أن الم متجنية لطفها ابنها وزوجته واحتملها إلى أن يجدا ح ّل مناسبا لهذه وإل طلّقها ،وإن ثبت ّ
القض ّية .
أن امرأة جاءت إلى الرسول ه صلى ال عليه وسلم ه فقالت : 5ه وروى ابن عباسه رضي ال عنهما ّ
أدركتأبي شيخا كبيرا ،ل يثبت على الراحلة ، ُ يا رسول ال ؛ إن فريضة ال على عباده في الحج ،
يقرها
تبر أباها ورسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه ّ فالمرأة تريد أن ّ
)(12
أفأحج عنه ؟ قال )) :نعم (( ّ
على ذلك .
البر بالوالدين ، 6ه وهذا س ّيد الخلق ورسول الحق يعلّمنا وابنته رضي ال عنها صورة من صور ّ
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه يوم أتيت ّ ُ بنتأبي طالب رضي ال عنها ،قالت : ِ فعن أم هانئ ،فاختة
الفتح وهو يغتسل ،وفاطمةهتستره بثوب . (( . . .
)(13
لقد كان خدم رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه كثيرين ،يحوطونه بعيونهم ويسهرون على خدمته ،
لكن ابنته الفاضلة تريد أن ترضيه ،وترضي ال تعالى ببره وخدمته فتكون أسوة حسنة لبنات جنسها ، ّ
وللمسلمين جميعا .
أن أسماء بنت أبي بكر رضي ال عنهما مر في حديثنا في )) المرأة المربية والداعيةه (( ّ 7ه وقد ّ
فيحضها ه صلى ال عليه وسلم ه على ذلك ّ بر والدتها الكافرة ، تستفتي رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه في ّ
ويدفعها إليه ،فديننا دين الرحمة ،ودين الصلة ،وما بُ ِعث رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه إل ليتم
بر الوالدين والحسان إليهما مكارم الخلق ،ويؤصلها في النفس النسانية ،وأعظم هذه الخلق ّ
اك َعلى َأن ُت ْش ِر َك ِبي
اه َد َ
وطاعتهما ولو كانا مشركين إل في توحيد ال وعبادته .قال تعالى َ ) :و ِإن َج َ
الد ْن َيا َم ْع ُرو ًفا ( ). (14
اح ْب ُه َما ِفي ّ
ص ِ َما لَ ْي َس ل ََك ِب ِه ِعل ٌْم َفلَا ُت ِط ْع ُه َما َو َ
البر الرائع للوالدين أن تصل من يحبانه ويأنسان إليه ،وتكرمه رغبة في إسعادهما 8ه ومن ّ
أن رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه وإدخال السرور إلى قلبيهما . . .قد روى ابن عمر رضي ال عنهماه ّ
وصلتأصحابهما في حياتهما َ ود أبيه (( ) (15فلئن البر أن يصل الرجل أهل ّ أبر ّ إن ِم ْن ّ يقول ّ )) :
أو بعد مماتهما لنت با ّر بهما ،مطيع لهما ،ثوابك عند ال تعالى كبير ،وأجرك خطير ،لنك فعلت ما
إنحّي ْين وإن مّي َت ْي ِن. يرضيانه ْ
) (11رواه أحمد برقم ) ، ( 26965والترمذي برقم ) ، ( 1900وابن ماجه برقم ) ، ( 2089وانظر :المشكاةهبرقم
) . ( 4928
) (12رواه البخاري برقم ) ، ( 4399 ، 1854 ، 1513ومسلم برقم ) ، ( 1334وأحمد برقم ) ( 1825 ، 1815
وغيرهم .
) (13رواه البخاري برقم ) ، ( 3171 ، 357 ، 280ومسلم برقم ) ، ( 336وأحمد برقم ) ( 26842وغيرهم .
) (14لقمان . 15 :
) (15رواه مسلم برقم ) ، ( 2552وأحمد برقم ) ، ( 5862 ، 5621 ، 5580وأبو داود برقم ) ، ( 5143والترمذي
برقم ) ( 1903
وغيرهم .
9ه وجاء رجل من بني سلمة والرسول ه صلى ال عليه وسلم ه جالس مع أصحابه يسأله :يا رسول
أبرهما به بعد موتهما ؟ فقال )) :نعم : أبويشيء ّ ّ بر
ال ؛ هل بقي من ّ
أ ه الصلة عليهما .
)(16
رواه ابو داود برقم ) ، ( 5142وابن ماجه برقم ) ، ( 3664وانظر المشكاةهبرقم ) . ( 4936 )(17
قصته عند البخاري برقم ) ، ( 3436 ، 2482ومسلم برقم ) ، ( 2550وأحمد برقم ) . ( 8768 ، 8010 )(18
وصلهن
ّ بهن القرآن الكريم ،وجعل وصانا ّ المهات والزوجات والبناته والخوات أرحامنا ّ ،
ام ِإ ّن الّله َك َ
ان ُون ِب ِه َوا َل ْر َح َإليهن من التقوى فقال سبحانه َ ) :وا ّتقُو ْا الّله الّ ِذي َت َساءل َ ّ والحسان
إن ال تعالى النبي ه صلى ال عليه وسلم ه قال ّ )) : أن ّ َع َل ْيك ُْم َر ِقي ًباه ( ،ه وروى أبو هريرة رضي ال عنه ّ )(1
خلق الخلق ،حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت :هذا مقام العائذ بك من القطيعة ،قال :نعم ؛
لك ،ثم قال أص َل َم ْن وصلك ،وأقطع َم ْن قطعك ؟ قالت :بلى ،قال :فذلك ِ أما ترضين أن ِ
رسول ال ه صلى ال عليه وسلم :اقرؤوا إن شئتم َ ):ف َه ْل َع َس ْي ُت ْم ِإن َت َولّ ْي ُت ْم َأن ُت ْف ِس ُدوا ِفي ا ْل َأ ْر ِ
ض
ص ّم ُه ْم َو َأ ْع َمى َأ ْب َصا َر ُه ْم ).(3) (( (2) ( (23 ين لَ َع َن ُه ُم الّل ُه َف َأ َامك ُْم)ُ (22أ ْولَ ِئ َك الّ ِذ َ َو ُتق َّط ُعوا َأ ْر َح َ
يدل على عظيم اهتمام هذا الدين وللنساء في حديث رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه نصيب وافر ّ
بخاصة .
ّ وفصلهفيهن فتحدث عنهن بعامة ّ ، ّ بأمورهن،
ّ العظيم
قوله ه صلى ال عليه وسلم ه يوصي بهن في حجة الوداع )) . . .أل ُ و ِم ْن أمثلة الحديث العام
مكانتهن في المجتمع السلمي وطريقة التعامل معهن ، ّ واستوصوا بالنساء خيرا ، (( . .وذكر
)(4
وحقوقهن ،وواجباتهن . . .وقولُه ه صلى ال عليه وسلم ه يوصي المرأة أن تحسن معاملة جارتها حتى
تحقر ّن جار ٌة لجارتها ولو ِف ْر َس َنشاة (( ). (5 َ الود بينهما )) يا نساء المسلمات ؛ ل ينمو ّّ
َ
وقوله ه صلى ال عليه وسلم ه واصفا حالة النساء في النار ،كي تتج ّنب الواعياته الصالحات منهن
وقمتعلى باب النار ،فإذا عا ّمة َم ْندخلها النساء (( ) ، (6وفي رواية )) . ُ يكنمن أهلها )) . . . أن ّ
أثرهنعلى ّ النساء (( ،وقوله ه صلى ال عليه وسلم ه موضحا )(7
َ فرأيتأكثر أهلها ُ واط ْلع ُتفي النار ّ .
أضر على الرجال من النساء (( .
)(8
ّ محطشهوتهم )) ما تركت بعدي فتنة هي لنهن ّ ّ الرجال
عنهنبخاصة -وهذا ما أرمي إليه في هذا المقام -فأرحامنا من النساء . . . ّ أما الحديث
1ه وأبدأ بالم لعظيم فضلها ،وجليل خطرها ،ورفعة مكانتها .وقد شغلت في حديث رسول ال ه
توض ُح هذه المكانة السامية .ففي ّ صلى ال عليه وسلم ه ح ّيزا كبيرا ، . .أختار من هذا الح ّيز أحاديث
قصة جريج العابد تدعوه أمه وهو يصلي فل يلتفت إليها ظا ّنا أن الصلة النافلةه أهم من إجابة
دعوة الم ،وسيجيبها حين ينتهي من صلته فتدعو ه من حزنها لهماله إياها ه أن يرى وجوه
التقدمي
ّ والقرفعلى العكس مما نراه في هذا العصر َ التقزز رؤيتهن تورث ّ ّ المومسات ،وقد كانت
وتشوقوا للوصول إلى ّ لهن الصدارة ،وتش ّوف الناس ، المتحرر !! حيث ارتفعت أسهمهن ،وصارت ّ
رواه البخاري برقم ) ، ( 3436 ، 2482ومسلم برقم ) ، ( 2550وأحمد برقم ) . ( 9319 ، 8768 ، 8010 )(9
رواه البخاري برقم ) ، ( 6473 ، 5975ومسلم برقم ) ، ( 593وأحمد برقم ) ( 17766 ، 17681وغيرهم . )(10
رواه البخاري برقم ) ، ( 5971ومسلم برقم ) ، ( 2548وأحمد برقم ) ( 8838 ، 8144وغيرهم . )(11
مر في فصل )) كرم المرأة المسلمة (( كيف أجابت الزوجة الولى لسماعيله عليه د ه وقد ّ
السلم أباه حين زاره فأمره أن يفارقها ،ففعل ،وكيف أجابت الزوجة الثانية إجابة تدل على طيب
نفسها فأمره أن يمسكها ،وفي القصة نفسها نجد السيدة هاجر المرأة المؤمنة التي تسأل زوجها حين
تركها وابنها في واد غير ذي زرع :آل أمرك بهذا ؟ فيقول :نعم ،فتقول إذا ل يضّيعنا ). (17
هه ه ولِ ُي حافظ الرجل على عرض أخيه وجاره في غيابه يعظم الرسول ه صلى ال عليه وسلم ه
المانة والشرف والطهارة فيقول حا ّثا على حرمة نساء المجاهدين في سبيل ال تعالى )) :حرمة نساء
رجل من القاعدين يخلُف رج ًل من المجاهدين ٍ المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم ،ما ِم ْن
في أهله ،فيخونه فيهم إل وقف له يوم القيامة ،فيأخذ من حسناته ما شاء حتى يرضى (( ،ثم
التفت إلينا رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه فقال )) :ما ظنكم ؟ (( ). (18
فبماذاهنجيب بعد هذا التهديد الواضح الذي يأخذ باللباب ؟ رجل يجاهد العداء ويبذل دمه في
جل في عله ،هل يخونه في أهله إل متغرب عن أهله ،ترك الدنيا وراءه ،يريد رضا ال ّ ّ سبيل ال ،
حدا ؟!! فاسق فاجر ،ل يرعى للمسلم حرمة ،ول يعرف ل ّ
3ه وأثلـث بالبنته فلذة الكبد وح ّبة القلب ،فقد حباها الحديث الشريف بعشرات الحكام ،
وحبأبيها لها .
ّ وصور حبها لبيها ّ
يقول النبي ه صلى ال عليه وسلم ه )) :فاطمةهبضعة مني ،فمن أغضبها أغضبني (( .
)(19
) (14رواه البخاري برقم ) ، ( 5090ومسلم برقم ) ، ( 1466وأحمد برقم ) ، ( 9237وأبو داود برقم ) ( 2047
وغيرهم .
) (15رواه البخاري برقم ) ، ( 3818ومسلم برقم ) . ( 2435
) (16رواه البخاري برقم ) ، ( 5283وأحمد برقم ) ، ( 1847وأبو داود برقم ) ، ( 2231والنسائي برقم ) ( 5417
وغيرهم .
) (17رواه البخاري برقم ) . ( 3365 ، 3364
) (18رواه مسلم برقم ) ، ( 1897وأحمد برقم ) ،( 22495 ، 22468وأبو داود برقم ) ، ( 2496والنسائي برقم )
3189ه . ( 3191
) (19رواه البخاري برقم ) ، ( 3767 ، 3714ورواه مسلم برقم ) . ( 2449
أبوي عارم ،ل يرى رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه بأسا أن يظهره ليعلّم الناس أن الفطرة حب ّ ّ
وأن محاولة طمس هذه الفطرة يورث ال ُعقَد النفسية . بر متبادل بين الباء والبناء ّ ، الصحيحة ّ
علي امرأة ،ومعها ابنتان لها تسأل ،فلم تجد عندي ورورت عائشة رضي ال عنها قالت :دخلت ّ
شيئا غير تمرة واحدة ،فأعطي ُتها إياها ،فقسمتها بين ابنتيها ،ولم تأكل منها شيئا ،ثم قامته
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه عليناه ،فأخبر ُته ،فقال َ )) :من اب ُتلي من هذه البنات ّ فخرجت ،فدخل
كنله سترا من النار (( .
)(20
فأحسنإليهن ّ َ بشيء ،
سر أبيها ه صلى ال عليه وسلم ه فقد روت السيدة عائشة حديثا وهذه فاطمة رضي ال عنها تحفظ ّ
النبي صلى ال عليه وسلم ه فأقبلت ّ كن -أزواج يدل على العلقة الرائعة بين الب وابنته . .تقول ّ : ّ
فاطمة رضي ال عنها تمشي ،ما تخطئ ِم ْش َي ُتها من مشية رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه شيئا ،فلماهرآها
بكاء شديدا ، رحب بها وقال )) :مرحبا بابنتي (( ثم أجلسها عن يمينه أو شماله ،ثم سا ّرها ،فبكت ً ّ
خص ِكرسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه من بين ّ : لها فقلت ،ت ْ ك
َ فضح
ِ ، الثانية
َ ها رّ سا جزعها رأى فلما
نسائه بالسرار ،ثم أنت تبكين ؟ فل ّماه قام رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه سألتها :ما قال لك رسول ال
سره . لفشي على رسول ال هصلى ال عليه وسلم ّ كنت ُ ُ صلى ال عليه وسلم ؟ قالت :ما
حدث ِتني عليكبما لي عليك من الحق لّما ّ ِ قلت :عزمت ُ فلما توفي رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه
ما قال لك رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه ؟ قالت :أما الن فن َع ْم ،أما حين سا ّرني في المرة الولى
مرتين مرتين ،وأنه عارضه الن ّ أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة ،أو ّ فأخبرني )) ّ
رأيت.
ِ ،وإني ل ُأرى الجل إل اقترب ،فاتقي ال واصبري (( فبكيت بكائي الذي
فلما رأى جزعي سا ّرني الثانية ،فقال )) :يا فاطمةُ أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين ،
رأيت). (21
ِ ضحكي الذي فضحكت َ ُ أو سيدة نساء هذه المة ؟ ((
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه فتسأله حين عاد ّ أم سليم ترى ابنها انسا رضي ال عنهما ت ّأخر عند وهذه ّ
أمه :ما حبسك ؟ فيقول لها :بعثني رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه لحاجة ،قالت :ما حاج ُته ؟ إلى ّ
بسر رسول ال ه صلى ال عله وسلم ه أحدا . . .
)(22
سر .قالت :ل تخب َرن ّ قلت :إنها ّ ُ
مر معنا تحريم القرآن الكريم وأد البنات والتشنيع على من يفعله ،يقول ال تعالى َ ) :و ِإ َذا ّ وقد
مر معنا في هذا الفصل قوله ه صلى ال عليه ّ وقد ه
، )(23
( ( 9 ) َت لت ق
ُ نب
ِ ّ َ ٍ ِ ْ ذ ي َ
أ ب ( 8 )َتود ُة ُ ِ ْ
لئس ال َْم ْو ُؤ َ
حرم عليكم : إن ال تعالى ّ وسلم ه ّ )) :
أ ه عقوق المهات .
ب ه ومنعا وهات .
ده ّنناتج عن وأد النفس أو ًل ،فما يفعل ذلك إل رجل ل خلق له إن و َأ ُ جه ه ووأد البناته ّ (( . . .
،ول قلب عنده .
البنتكأ ّمها ح ّبا وكرامة .
ِ أما الحفيدة فهي البنت الصغيرة المدلّلة ،وابنة
وهذا رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه الرحيم بأمته ،وشأنـه شأن كل الباء يخفق قلبه حنانا
بنترسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه فيحملها ويصلّي ،فإذا سجد ِ وعطفا حين يرى أمامة بنت زينب
وضعها ،وإذا قام حملها ). (24
) (20رواه البخاري برقم ) ، ( 5995 ، 1418ومسلم برقم ) ، ( 2629وأحمد برقم ) ( 24051 ، 23535
وغيرهم .
) (21رواه البخاري برقم ) ، ( 6285 ، 3624ومسلم برقم ) ، ( 2450والترمذي برقم ) ( 3872وغيرهم .
) (22رواه مسلم برقم ) ، ( 2482وأحمد برقم ) . ( 12373 ، 11649
) (23التكوير . 9 ، 8 :
) (24رواه البخاري برقم ) ، ( 5996 ، 516ومسلم برقم ) ، ( 543وأحمد برقم ) ( 22139 ، 22073وغيرهم .
دفع لما كانت العرب تألفه من السر في حمله أمامة في الصلة ٌ يقول العلمة الفاكهاني :وكأن ّ
والبيانبالفعل أقوى
ُه كراهة البنات وحملهن ،فخالفهم في ذلك ،حتى في الصلة للمبالغة في ردعهم ،
)(25
من القول .
ويخصابنته
ّ ونراه ه صلى ال عليه وسلم ه يدعو الناس إلى السلم لينقذوا أنفسهم من النار ،
فاطمة التي يحبها كثيرا بهذه الدعوة )) يا فاطمة أنقذي نفسك من النار ، (26) (( . .فهو عليه الصلة
للمة السلمية ،بل للناس جميعا . راع في بيته فض ًل عن رعايته ّ والسلم ٍ
4ه ورابعة الرحام الخت التي ل ترى أفضل من أخيها ،وتفخر به قبل زواجها ،وتر ّبي أبناءها
على ح ّب ه ،وتلجأ إليه حين تضيق الدنيا بها ،وقد حفل الحديث الشريف بذكرها ول س ّيما في علم
الفرائض .
لكنني أقف في حقّها على ثلثة أحاديث :
النبي سليمان في حكمه بين الختين ،فقد روى أبو هريرة رضي ال عنه أنه سمع ّ أولها :قصة
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه يقول )) :كانت امرأتان معهما ابناهما ،جاء الذئب فذهب بابن إحداهما ،
فقالت لصاحبتها :إنما ذهب بابنك ،وقالت الخرى :إنما ذهب بابنك ،فتحاكما إلى داود ه صلى ال
عليه وسلم ه ،فقضى به للكبرى ،فخرجتا على سليمان بن داود ه صلى ال عليه وسلم ه فأخبرتاه.
فقال :ائتوني بالسكين أش ّقه بينهما ،فقالت الصغرى :ل تفعل ،رحمك ال ،هو ابنها .فقضى به
للصغرى (( ). (27
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه قال )) :ليس أحد ّ ثانيها :ما روته السيدة عائشة رضي ال عنها عن
وهذ )(28
كن له سترا من النار (( من أمتي يعول ثلث بنات أو ثلث أخوات ،فيحسن إليهن إل ّ
دعوى إلى :
جادا .
تحمل مسؤولية السرة تحم ًل ّ ّ أه
بناء قائما على التراحم والتربية الجتماعيةهالمتكافلة . ب ه بنا ِء أسرة ً
العمل على إرضاء المولى سبحانه ورعاية عباده الضعفاء . ِ جه ه
د ه التقوى التي توجب الجنة وتبتعد عن النار .
)(29
للنبي ه صلى ال عليه وسلم ه وقد سم َع ْت ثالثها :ما قالته السيدة أم حبيبة أم المؤمنين رضي ال عنها ّ
بد ّرة بنت أم سلمة ،يا رسول ال :انكح أختي بنت أبي سفيان ،قال : يتزوج ُ ّ أنه قد
خير أختي .فقال ٍ و َأ َح ّبمن شاركني في (30 )
أوتحبين ذلك ؟ (( قالت :نعم ؛ لست لك بمخ ِل َية )) َ
حدثأنك تريد أن تنكح د ّرة يحل لي (( فقالت :فإ ّنا نُ ُ إن ذلك ل ّ النبي ه صلى ال عليه وسلم ه ّ )) : ّ
بنتأم سلمة ؟ (( قالت :نعم .فقال )) :لو أنها لم تكن ببيتي في حجري َ )) : قال . سلمة ابي بنت
بناتكنول
ّ علي
ض َن ّ تعر ْ
ما حلّت لي )(31،إنها لبنةُ أخي من الرضاعة ،أرضعتني وأبا سلمة ثُوي َبةُ ،فل ِ
أخواتكن((
ّ
هذه أم حبيبة رضي ال عنها في السنوات الولى للسلم في هجرة المصطفى ه صلى ال عليه وسلم
إلى المدينة تسمع :
أن رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه سيتزوج د ّرة بنت زوجته أم سلمة . 1ه ّ
) (25من كتاب :تحرير المرأة في عصر الرسالة ،الطبعة الخامسة ،الجزء الول ص 132ه . 133
) (26رواه مسلم برقم ) ، ( 204وأحمد برقم ) ، ( 10347 ، 8509 ، 8197والنسائي برقم ) ( 3644وغيرهم .
) (27رواه البخاري برقم ) ، ( 6769 ، 3427ومسلم برقم ) ، ( 1720وأحمد برقم ) ( 8275 ، 8081وغيرهم .
) (28رواه البيهقي في الشعب برقم ) . ( 11023
) (29من كتاب تحرير المرأة المسلمة في عصر الرسالة ، 1/134الطبعة الخامسة .
) (30ل تقف عائقا أمام زواجه ه صلى ال عليه وسلم ه ،وهي سعيدة بزواجها منه .
) (31رواه البخاري برقم ) ، ( 5107 ، 5106 ، 5101ومسلم برقم ) ، ( 1449وأحمد برقم ) ( 26866 ، 25954
وغيرهم .
الخير لختها فتسأل رسول ال َ وتحب
ّ 2ه أم حبيبة سعيدة بزواجها من رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه ،
ه صلى ال عليه وسلم ه أن يتزوجها كي ترى أختها من الخير في كنفه ه صلى ال عليه وسلم ه ما
تراه هي .
3ه يخبرها رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه أ ّنه ل يجوز الجمع بين الختين في شريعة السلم .
4ه تقول له ه صلى ال عليه وسلم ه إنها سمعت أنه سيتزوج من د ّرة بنت أم سلمة فهل يجوز الجمع
بين الم وابنتها ول يجوز الجمع بين الختين .
5ه ينكر رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه أنه سيضم د ّرة إلى نسائه لسببين كل منهما وحده يمنع
القتران بدرة .
الول :أنها ربيبته ) ابنة زوجته ( .
أن د ّر ة ابنة أخيه من الرضاعة فقد رضع ه صلى ال عليه وسلم ه وأبو سلمة من ثويبة الثاني ّ :
أمة أبي لهب التي أعتقها حين ولد رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه .
وقرأ رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه قوله تعالى ُ ) :ح ّر َم ْت َع َل ْيك ُْم ُأ ّم َها ُتك ُْم َو َب َنا ُتك ُْم َو َأ َخ َوا ُتك ُْم
اع ِةض َ ض ْع َنك ُْم َو َأ َخ َوا ُتكُم ّم َن ّ
الر َ ل ْخ ِت َو ُأ ّم َها ُتك ُُم ال ّل ِتي َأ ْر َات ا ُ ات ا َل ِخ َو َب َن ُ َو َع ّما ُتك ُْم َو َخا َل ُتك ُْم َو َب َن ُ
ّسآئِك ُُم ال ّل ِتي َد َخ ْل ُتم ِب ِه ّن َف ِإن لّ ْم َتكُونُو ْا َد َخ ْل ُتم ِب ِه ّن وركُم ّمن ن َ ات نِ َسآئِك ُْم َو َر َبائِ ُبك ُُم ال ّل ِتي ِفي ُح ُج ِ َو ُأ ّم َه ُ
ل ْخ َت ْي ِن َإ ّل َما ق َْد َسل ََف ِإ ّن الّله صل َِبك ُْم َو َأن َت ْج َم ُعو ْا َب ْي َن ا ُ ين ِم ْن َأ ْاح َع َل ْيك ُْم َو َح َلئِ ُل َأ ْب َنائِك ُُم الّ ِذ َ
َف َل ُج َن َ
يما ( .
)(32
ان َغ ُفو ًرا ّر ِح ً َك َ
علمناه إياه ، لم يترك لنا رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه أمرا ينفعنا في دينناه ودنيانا وآخرتنا إل َ
ووض حه لنا ،وكان عليه الصلة والسلم يضع نصب عينيه الشريفتين قول ال تعالى َ ) :يا َأ ّي َها ّ
نز َل ِإلَ ْي َك ِمن ّر ّب َك َو ِإن لّ ْم َت ْف َع ْل َف َما َبّل ْغ َت ِر َسالَ َت ُه ( ) (1فاجتهد صلى ال عليه وسلم أن
ِ ُ
أ ام غ ّ
الر ُ ُ َ ْ َ
ل ب ول س ّ
يوصل أوامر ال تعالى ونواهيه إلى الناس جميعا ،مسلمهم وكافرهم ،كي يقيم الحجة عليهم .وكثير
من أحاديثه ه صلى ال عليه وسلم ه انتهت به )) :أل هل بلّغت ؟ اللهم فاشهد (( إلى أن بلّغ الرسالة
أن الدين وأد ى المانة كما أمره بذلك المولى العظيم ،فأعلن ال سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ّ ّ
يت لَك ُُم ض ر و يت مع ن ُمك ي لع ت
ه ممت َ
أ و ُم
ك نيد ُم
ك
َْ ْ َ ْ َ ُ َ ْ ِ َ ْ َ ْ َ ْ ُ َ َْ ْ ِْ َ ِ َ َ ِ ُل ْتلمك َ
أ م و يل ا ) تامة أضحت السلم ونعمة ل ً كام نزل
ال ْسل ََم ِدي ًنا ( .
)(2
ِ
ونواهي للنساء َ أوامر
َ ، الرشادات هذه من كثير ه وسلم عليه ا
ل صلى ه الشريفة أحاديثه وفي
خاصة ،وكذلك للرجال في النساء ،نقف على بعض منها لكثرة ورودها في الحاديث الشريفة :
1ه ففي التنفير من الزنا وعاقبته نجده ه صلى ال عليه وسلم ه يصف من وقع فيه وصفا مخيفا في
حديثه الطويل في ُحلُ ِمه ،وما رأى فيه من محاذي َر على المسلمين أن يتجنبوها )) . .فانطلقتنا ،فأتينا
على مثل التنور (( )) . . .فإذا لغط وأصوات ،فاطّ لعناه فيه ،فإذا رجال ونساء عرا ٌة ،وإذا هم
ضوا (( وفي رواية )) . . .فانطلقنا إلى مثل ض ْو َ
لهبمن أسفل منهم ،فإذا أتاهم ذلك اللهب َ ٌ يأتيهم
التنور ،أعله ض ّيق ،وأسفله واسع ؛ يتوقّد تحته نارا ،فإذا ارتفعت ارتفعوا حتى كادوا أن
يخرجوا ،وإذا خمدت رجعوا فيها ،وفيها رجال ونساء عراة (( ) ، (3ويب ّين الرسول الكريم ه صلى ال
أن هذه عقوبة الزناة والزواني نسأل ال الطهارة والعفاف . عليه وسلم ه ّ
ويقول عليه الصلة والسلم محذر ُا من الزنا بعامة ،والفاحشة بنساء المجاهدين خاصة هؤلء
المجاهدين الذين نذروا أنفسهم لقتال العداء ،والدفاع عن حرمة السلم ،وتركوا ذراريهم
ونساءهم أمانة بيد الخرين ،فوجب على هؤلء حفظ أولئك المجاهدين في أولدهم ونسائهم ،وأداء
يلوثا حرمة نساء المجاهدين على القاعدين التي هذه المانة بإخلص وصيانة للعرض والشرف أن ّ
وصلت إلى درجة حرمة أمهاتهم )) ،ما من رجل من القاعدين يخلف رج ًل من المجاهدين في
أهله فيخونه فيهم إل :
أ ه وقف له يوم القيامة .
ب ه فيأخذ من حسناته ما شاء حتى يرضى !! (( .
يقول بريدة رضي ال عنه ه راوي الحديث ه :ثم التفت إلينا رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه فقال :
)) ما ظنّكم ؟ (( ) (4أي ل تتعجبوا من هذا العقاب الشديد لمن يعتدي على حرمات المسلمين فالمر
خطير ،ومن حارب في سبيل ال مدافعا عن دينه دافع ال عنه ،وخذل من خانه .
حثعلى متابعة الماء ه لنهن جزء من السرة والمجتمع حضالسلم على طهارة الحرائر ّ ّ وكما
بن ورجعن إلى الع ّفة ومرتين ،فإن ُت َ مرة ّ ، ه وحض على تقويمهن ومعاقبتهن إن وقعن في الزنا ّ
بخس ،ودرهم وقاية خير من قنطار ٍ أشد خسارة من بيعها بثمن للتخلص منها ،فبقاؤها في السرة ّ
علج .
ه وفي حديث رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه في الصنفينه من أهل النار لم يرهما نجد قوله
رؤوسهنكأسنمة البخت المائلة ، ّ صلى ال عليه وسلم ه )) :ونساء كاسيات عاريات ،مميلت مائلت ،
ل يدخلن الجنة ،ول يجدن ريحها ،وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا (( .
)(9
وهنفي الحقيقةيلبس َن ّ ْ إنهن النساء اللواتي خلعن برقع الحياة ،وأمطن حجاب الطهر والعفاف ، ّ
أجساده ّن.
ُ يسترن
َ ل
يرتدين الثياب الرقيقة ،فل تحجب عن العيون الن ِّه َم ِة والذئاب الجائعة شيئا .
ويرتدين الثياب القصيرة ،فل َت ُر ّد عن السوق والفخاد وقاحة الغربان الجائعة .
فكأنهنعاريات . ّ ويلبسن الثياب الضيقة التي ترسم هضاب أجسادهن ووديانها ،
عارضات الشع َر والعناق ،والصدور والنهود لكل من يرغب ،فل ٍ ويرتدين الثياب الفاضحة ،
يتز ّي ّن للزنا ،ويتهّي ْأن للخناه . . .فسق ودعار ٌة ، َ يتمنّعن عن لمس الفاسقين ،وإجابة الفاجرين ،
ودعو ٌة إلى الفساد ،وترويج للفجور على صفحات المجلت والجرائد ،وفي وسائل العلم المسموعة
هن الصنف الثاني ) (10الذي حذر والمرئية ،في الشوراع والطرقات . .بلء . .بلء . .هؤلء ّ
منهن.
ّ الرسول الكريم صلوات ال عليه وسلمه
2ه وفي النهي عن تغيير الخلقة يقول المصطفى ه صلى ال عليه وسلم ه لمرأة استفتنته في شعر
فانتشر شعرها ،وسقط ،فأرادت أن َت ِصلها بشعر غيرها لتبدو َ ابنتها المخطوبة ،وقد أصابتها الحصبةُ
مقبولة في عين من يطلبها )) :لعن ال الواصلة والموصولة (( .
)(12 )(11
أن رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه لعن الواصلة والمستوصلة ، وروى ابن عمر رضي ال عنهما ّ
والمستوشمة ). (13
ِ والواشمة
صات والمتفّلجات
والمتنم ِه ،
ّ والمستوشمات
ِه ، وعن ابن مسعود رضي ال عنه قال :لعن ال الواشمات
للح ْس ِن ،المغّيرات َخل َْقال). (14
ُ
) (5المةُ :الرقيقة ُ ،ملك اليمينه ،والحد :خمسون سوطا ه نصف ما على الحرار من العقوبة ه
) (6التثريب :التوبيخ .
) (7يبيعها مع بيان عيبها للمشتري ،وفي الحديث مفارقة أرباب المعاصي ،وترك مخالطتهم لضررهم .
) (8رواه البخاري برقم ) ، ( 2233 ، 2154 ، 2152ومسلم برقم ) ، ( 1703وأحمد برقم ) ( 10033 ، 8669
وغيرهم .
) (9رواه مسلم برقم ) ، ( 2128وأحمد برقم ) . ( 9388 ، 8451
) (10التربية النبوية للمؤلف ص 42ه . 43
) (11الواصلة :التي تصل شعرها ،أو شعر غيرها بشعر آخر .
يوص ُل شعرها .
َ والموصولة :التي
) (12رواه البخاري برقم ) ، ( 5941 ، 5935ومسلم برقم ) ، ( 2122وأحمد برقم ) ( 26378 ، 24282
وغيرهم .
) (13رواه البخاري برقم ) ، ( 5940 ، 5937ومسمل برقم ) ( 2124وغيرهما .
) (14رواه البخاري برقم ) ، ( 5939 ، 5931 ، 4886ومسلم برقم ) ، ( 2125وأحمد برقم ) ( 4218 ، 4118
وغيرهم .
)(15
وعن علي رضي ال تعالى عنه قال :نهى رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه أن تحلق المرأة رأسها
،فهو عنوان جمالها ،وعلى هذا روى داود عن ابن عمر مرفوعا )) ليس على النساء الحلق ،إنما على
النساء التقصير ،وذلك في مناسك الحج والعمرة (( .
يدل 3ه ومنع رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه المرأة أن تنوح على الميت ،أما البكاء والحزن فمما ّ
وشق الثياب ،وتمزيق الجيوب وضرب ّ لكن رفع صوتها بالنياحة والندب ّ على إنسانية المرأة .
عذب الخدود ليس من سمات المرأة المسلمة ،وقد قال رسول ال ه صلى ال علي وسلم ه )) :الميته ُي ّ
ضرب
َ نيح عليه (( وفي رواية )) ما نيح عليه (( ) ، (16وقال أيضا )) :ليس منا َم ْن في قبره بما َ
الجيوب ،ودعا بدعوى الجاهل ّية (( .
)(17
َ وشق
ّ الخدود ،
َ
وعن أبي بردة قال َ :و ِج َع أبو موسى ،ف ُغ ِش َي عليه ،ورأسه في حجر امرأة من أهله ،فأقبل ْهَت
تصيح ِب َرنّةٍ ) ، (18فلم يستطع أن َي ُر ّد عليها شيئا ،فلما أفاق قال :أنا بريء ممن برىء منه رسول ال ه
إن رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه بري ٌء من الصالقة والحالقة و الشاقّة ). (19 صلى ال عليه وسلم ه ّ ،
وحين أغمي على عبدال بن رواحة رضي ال عنه جعلت أخته تبكي عليه وتقول :واجبله ،وكذا
أنتكذلك ؟! ). (20
َ قلتشيئا إل قيل لي :
ِ تعد ُد عليه .فقال حين أفاق :ما وكذا ّ ،
أن رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه ويؤكد هذا المعنى ما رواه أبو موسى الشعري رضي ال عنه ّ
ّل به يموت ،فيقوم باكيهم ،فيقول :واجبل ُه ،واسيداه (( أو نحو ذلك إل ُوك َ ُ ميت
ٍ قال )) :ما ِمن
كنت؟! استنكارا لما قيل ،ومنعا له .
)(22
َ ملكان َيلْهزانه :أهكذا
)(21
توع د رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه النائحة والتي تستأجر لهذا الغرض ه إذا ماتت وهي على وقد ّ
هذا المر ه بالعذاب الشديد يوم القيامة فقال ه صلى ال عليه وسلم ه )) :النائحة إذا لم َت ُت ْب قبله موتها
ودرع من جرب (( ). (23 ُتقام يوم القيامة وعليها سربال من ق َِطران ِ ،
وحذ ر رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه من عمل يفضي إلى فساد ،فقد أقبل ابن أم مكتوم وهو 4ه ّ
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه ،وذلك بعد المر بالحجاب فقال لثنتين من ّ أعمى إلى إحدى بيوتات
نسائه كانتا موجودتين )) :احتجبا منه (( فقالتا له :يا رسول ال أليس هو أعمى ل يبصرنا ول
النبي ه صلى ال عليه وسلم ه )) :أفعمياوانه أنتما ،ألستما تبصرانه !؟ (( ) ، (24فالحجاب ّ يعرفنا ،فقال
إذا عن الرجال ومنهم ،فل تقع أعين النساء على الرجال ،ول أعين الرجال على النساء ،فل يبقى
للنفس أن تقع في حبائل الشيطان و )) العينان زناهما النظر (( ). (25
وقال ه صلى ال عليه وسلم ه محذرا أيضا من النظر والفضاء ))) : (26ل ينظر الرجل إلى عورة
الرجل ،ول المرأة إلى عورة المرأة ،ول يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد ،ول تفضي
) (15رواه النسائي برقم ) ، ( 5049والترمذي برقم ) ، ( 914وانظر :المشكاةهبرقم ) . ( 4485 ، 2653
) (16رواه البخاري برقم ) ، ( 1292مسلم برقم ) ( 927وغيرهما .
) (17رواه البخاري برقم ) ، ( 1298 ، 1297 ، 1294ومسلم برقم ) ، ( 103وأحمد برقم ) ( 4100 ، 3650
وغيرهم .
) (18الر ّنة :الصيحة .الصالقة :التي ترفع صوتها بالنياحة والندب .
) (19رواه البخاري يرقم ) ، ( 1296ومسلم برقم ) . ( 104
) (20رواه البخاري برقم ) . ( 4268
بجمع اليد في الصدر غضبا واستنكارا .يلهزانه :يدفعانه ُ
)(21
) (22رواه الترمذي برقم ) ، ( 1003وابن ماجه برقم ) ، ( 1594وانظر :المشكاةهبرقم ) . ( 1746
) (23السربال :القميص .القطران :الزفت .الدرع :زرد الحديد يلبسه المحارب ،لكن هنا درع من الجرب .
) (24رواه أحمد برقم ) ، ( 25997وابو داود برقم ) ، ( 4112والترمذي برقم ) ، ( 2778وانظر المشكاة برقم )
. ( 3116
) (25رواه البخاري برقم ) ، ( 6612 ، 6243ومسلم برقم ) ، ( 2657وأحمد برقم ) ( 7662وغيرهم .
) (26الفضاء :الضجاع متجردين تحت ثوب واحد .
المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد (( ) (27فتنتفي الشهوة الحرام إذ ذاك فل لِواط ،ول ِسحاق ،
نعوذ بال من ذلكما العملين المشؤو َم ْين المغضبينه ل تعالى المهد َر ْين لنسانية النسان وشرفه وكرامته .
وحذر كذلك من دخول أقارب الزوج على الزوجة في غيابه فقال ه صلى ال عليه وسلم ه :
الح ْم َو ؟ قال )) :الحمو والدخول على النسا ِء ! (( فقال رجل من النصار :أفرأيت َ َ )) إ ّياكم
الموت (( ،وقد توقفناه عند هذا الحديث في فصل سابق وبّيناه خطر الختلط وأثره على الحياة )(28
يم ( .
اب َع ِظ ٌ
ْآخ َر ِة َولَ ُه ْم َع َذ ٌ
الد ْن َيا َوال ِ
اتُ ِعنُوا ِفي ّ
َات ا ْل ُم ْؤ ِم َن ِه ل
ا ْل َغا ِفل ِه
أن زوجها تدعي ّ النبي ه صلى ال عليه وسلم ه المرأة التي رغبت أن تكيد لضرتها بأن ّ ّ وحذر 7ه ّ
فتدعي فضلها عليها ومكانتها الثيرة عند الزوج ،فقد روت أسماء رضي ال ُيعطيها مال يعطيه الثانية ّ
علي ُجناح ) أي ذنب ( إن تشّبعت من زوجي ض ّرة ،فهل ّ عنها أن امرأة قالت :يا رسول ال ،إن لي َ
)3
ثوبيزور (( ْ النبي ه صلى ال عليه وسلم ه )) :المتشّب ُع بما لم ُي ْعط كلبس ّ غير الذي يعطينيه؟ فقال
(7فل ينبغيهأن تتظاهر بفضلها على ضرتها لتؤذي مشاعرها .
كما ل ينبغيه للمرأة إذا خطبها رجل قد بنى بأخرى أن تربط موافقتها الزواج منه بطلق امرأته
عامدة
ً الولى ،أو أن تسأله بعد الزواج أن يطلق الخرى وت َعنته في ذلك ليصفو لها الجو فتؤذيها
وغير متعمدة .
طلق
َ تسأل المرأة
ُ أن رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه نهى عن )) . . .ول يروي أبو هريرة ّ
أخ ِتها لتكفأ ما في إنائها (( . . .وفي رواية )) :وأن تشترط المرأة طلق أختها (( .
)(39 )(38
وتكفأ المرأة القدر حين تك ّبه على فمه فيفرغ ما فيه فتصب فيه ما تريد ،والمقصود أنه ل ينبغيه
أن تطلب طلق ضرتها المسلمة ليكون الخي ُر بعد هذا كلّه لها .
8ه وأخيرا نهى رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه ْلعن الحيوانات المفيدة ،وإيذاء غير الضا ّر منها :
أ ه ففي الولى ما رواه عمران بن الحصين رضي ال عنهما قال :بينما رسول ال ه صلى ال عليه
فضجرت ) (40فلعنتها ،فسمع ذلك رسول ال ْ وسلم ه في بعض أسفاره ،وامرأة من النصار على ناقة ،
ه صلى ال عليه وسلم ه فقال )) :خذوا ما عليها ،ودعوها ،فإنها ملعونة (( ،قال عمران :فكأني
أراها الن تمشي في الناس ،ما يعرض لها أحد ). (41
نضلة بن عبيد السلمي رضي ال عنه قال :بينما جارية على ناقة ،عليها بعض َ وعن أبي برزة
اللهم ال َع ْنها.
بالنبيه صلى ال عليه وسلم ه ،وتضايق بهم الجبل ،فقالت َ :ح ْل ّ ّه متاع القوم ،إذ َب ُص َرت
النبيه صلى ال عليه وسلم ه )) :ل تصاحبنا ناقة عليها لعنة (( .
)(42
ّ فقال
فهذه شابة من النصار في سفر ،اقتربت بناقتها من رسول ال ه صلى ال عليه وسلم ه في مضيق
بين جبلين ،وص ُع ب عليها أن تقود ناقتها في هذا المكان والرسول ه صلى ال عليه وسلم ه قريب منها ،
رواه البخاري برقم ) ، ( 6857 ، 2767ومسلم برقم ) ، ( 89وأبو داود برقم ) ( 2874وغيرهم . )(36
رواه البخاري برقم ) ، ( 5219ومسلم برقم ) ، ( 2130وأحمد برقم ) ( 26389 ، 26381وغيرهم . )(37
رواه البخاري برقم ) ، ( 6601 ، 2140ومسلم برقم ) ، ( 1413وأحمد برقم ) ( 8039 ، 7207وغيرهم . )(38
مسلم برقم ) ، ( 2595وأحمد برقم ) ، ( 19369وأبو داود برقم ) ( 2561وغيرهم . )(41