Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الاخيرة
المحاضرة الاخيرة
ُيعت بر الفع ل المق اوالتي كغ يره من األفع ال ال تي تتط ور باس تمرار م ع تط ور العلم
والّتكنولوجيا ،فهو نشاٌط ذو أس ٍس وقواع ٍد ثابت ٍة ؛ يفرض على من يمارسه التقّي د بمجموعة من المبادِئ
واألس ِس ،ومن ثّم ة العمل بموجبها كي يضمن لنفسه الّتقدم والّنجاح الذي يريده ،وهذا من أجل البقاء
ألط ول ف ترة ممكن ة في الّس وق وه ذا طبع ًا من خالل اّتب اع أس لوب اإلب داع والّتمّي ز في ظ ّل المنافس ة
الح اّد ة الموج ودة بين مختل ف الف اعلين الموج ودين في بيئ ة األعم ال ،ومن خالل ه ذا الم دخل سنس عى
جاهدين لتقديم بعَض هذه األسس أو المتطّلبات التي يفرضها هذا الفعل ،وإ ن كان هذا األخير يتشّك ل من
عنص رين أساس يين ورئيس يين من الّص عب الفص ل والتفريق بينهم ا من المنظور العملي؛ وهم ا المقاول
كفاعل والمقاولة في حّد ذاتها كفعل يتم القيام به من قبل هذا األخير ،وذلك كما يأتي:
الّر وُح المقاوالتية :لقد أصبح موضوع ال ّر وح المقاوالتية وتطويرها يشغل حّي ز اهتمام كبير لدى -1
المهتمين بالّش أن المق اوالتي ،األم ر ال ذي يض عنا أم ام ه ذا الّس ؤال ال ذي يط رح نفس ه هن ا :م اذا نـعني
بالروح المقاوالتية كمفهوم؟ واإلجابة على السؤال نختصرها في إظهار أوجه االختالف بين مصطلحين
غالب ًا م ا يتم الم زج بينهم ا في االس تعمال ،وهم ا روح المؤسس ة ( )L’esprit d’entrepriseوروح
المقاول ة ( ( L’esprit d’entreprendreففي ه ذا يف رق المؤلف ون بين المفه ومين من خالل تعري ف
روح المؤسسة بأّنها" :مجموعة من المواقف العاّم ة واإليجابية إّز اء مفهوم المؤسسة والمقاول ،أّم ا روح
المقاول ة فه و أش مل من مفه وم روح المؤسس ة ،فه و مرتب ط أك ثر بالمب ادرة والنش اط؛ ف األفراد ال ذين
يملك ون روح المقاول ة لهم إرادة تج ريب أش ياء جدي دة ،أو القي ام باألش ياء بش كل مختل ف ،وه ذا نظ رًا
لوجود إمكانية للتغيير ،وهؤالء األفراد ليس بالضرورة أن يكون لهم اتجاه أو رغبة إلنشاء مؤسسة ،أو
ح تى تك وين مس ار مه ني مق اوالتي ،ألّن ه دفهم يس عى لتط وير ق درات خاص ة للّتماش ي والّتكي ف م ع
التغي ير ،وه ذا عن طري ق ع رض أفك ارهم والّتص رف بكث ير من االنفت اح والمرون ة ،والبعض اآلخ ر
يتعمقون ويعتبرون أّن روح المقاولة تتطلب تحديد الفرص وجمع الموارد الّالزمة والمختلفة من أجل
تحويلها لمؤسسة ،ومن خالل هذا يتبين لنا أّن الروح المقاوالتية هي مجموع الدوافع والبوادر ،والع زائم
التي تتولد –تتش كل -لدى األفراد من أج ل التوج ه نحو عالم المقاوالتي ة ،فهي إذن عوامل –مس ببات-
تس اعد الّش اب على األخ ذ بالمب ادرة في انش اء مؤسس ته الخاص ة من خالل مختل ف الص يغ القانوني ة
الموج ودة في البالد وبواس طة االعتم اد على مختل ف ط رق التموي ل المتع ارف عليه ا اقتص اديًا ،كله ا
عوام ل ومحف زات ي رى فيه ا المتخصص ون واجب ة الت وفر في الفع ل المق اوالتي وه ذا باعتباره ا تمث ل
مصدرًا أساسيًا يتغذى منه هذا األخير من الّناحية المعنوية ،فهي إذن انعكاس للذهنية والعقلية الموجودة
ل دى األف راد المق اولين وال تي تحم ل في طياته ا الخص ائص الّس الفة ال ّذ كر ،وه ذا من خالل تجس يدها
وتطبيقها في الميدان من خالل ممارسة مختلف األنشطة والمهام المتعلقة بالفعل المقاوالتي ومن خالل
التعام ل بكث ير من االنفت اح والمرون ة ،وه ذا المالح ظ على مس توى دول الع الم المتق دم ،حيث أّن ه ذه
المجتمع ات تتمت ع ببن اء ونس يج مق اوالتي ق وي مث ل م ا ن راه في ايطالي ا ،الوالي ات المتح دة األمريكي ة،
فرنسا.....،الخ ،ولعّله من بين األسباب الرئيسية التي أّد ت بهذه المجتمعات الى تحقيق نتائج مميزة في
المج ال المق اوالتي ه و نقط ة االنطالق ال تي يس ير منه ا ش باب ه ذه المجتمع ات ،فهم يتوجه ون نح و
المش اريع المقاوالتي ة كخي ار أولي وأساس ي وبك ل قناع ٍة شخص يٍة ،وذل ك من خالل انش اء مؤسس اتهم
المصغرة الخاصة والمستقلة كخيار أولي ال كبديل عن وضعية البطالة التي يعيشها أو قد يعيشها ،وهذا
عكس مجتمعات العالم الثالث التي يتوجه غالبية أفراده نحو المسار المقاوالتي كخيار بديل ،وهذا إّم ا
من بعد معاناة هذا األخير من فترة بطالة ،بمعنى؛ من بعد فشله في الحصول على منصب عمل قار،
ومن خالل االعتم اد على المص ادر التمويلي ة ذات الط ابع الحك ومي ،وال تي تك ون أحيان ًا بمب الغ مالي ة
كبيرة ولفترات زمنية طويلة ،وبامتيازات أخرى ،وهذا ما نعيشه في الجزائر ،وهذا الذي قّلما نجده لدى
دول العالم المتقدم.
-2الّثقافُة المقاوالتيَـة :ه و مفه وم في واق ع األم ر ال يختل ف عن ماهي ة ال روح المقاوالتي ة بالش كل الكب ير،
إض افة لت أثير المحي ط وبعض العوام ل الخارجي ة ،فهي تعت بر من بين المح ددات الرئيس ية واألساس ية
للمبادرات الفردية ،حيث عّر فها البعض على أّنها" :مجمل المهارات والمعلومات المكتسبة من فرد أو
مجموعة من األفراد ومحاولة استغاللها وذلك بتطبيقها في االستثمار في رؤوس األموال وذلك بإيجاد
أفكار مبتكرة (جديدة) ،إبداع في مجمل القطاعات الموجودة -إضافة إلى وجود هيكل تسييري تنظيمي،
وهي تتض من الّتص رفات ،الّتحف يز ،ردود أفع ال المق اولين ،باإلض افة للتخطي ط واّتخ اذ ق رارات التنظيم
والمراقبة ،وإ دخال الّتكنولوجيا والتزام اإلدارة بإجراءات الّر يادية في المنظمة ورصد األفكار وتنفيذها
في إطاٍر زمنٍّي محّد ٍد ،فثقافة المقاولة التي نراها نحن من متطّلبات الفعل المقاوالتي هي مجموع ُة القيِم
والمكتس باِت الموجودِة ل دى المقاول وفري ق العم ِل اّل ذي مع ه ،ثّم يتّم معايش تها من خالل تجس يدها على
أرض الواقع في المقاولة من خالل مختلف الممارسات اليومية ،والتي نذكر منها على سبيل المثال ال
على س بيل الحص ر :االس تقاللية ،اإلب داع ،المس ؤولية والّر غب ة في األخ ذ بالمخ اطر ،باإلض افة إلى أّنه ا
مجموعة من المبادئ والقيم التنظيمية التي تصبغ المسار المقاوالتي من الفكرة إلى التجسيد ،فهي التي
تنظم الممارسة التسييرية وتوجهها لتحقيق األهداف المس ّطرة ُم ْس بقًا وهي التي تعطي للمقاولة ميزاتها
التنافسية وهي التي تؤثر على سلوك أعضائها وتحدد كيفية تعامل فريق العمل مع بعضهم البعض ومع
األطراف الموجودة في بيئة أعمالها ،فهي إذن ذلك التعبير عن الفكر المؤسساتي والقيم الّثقافية الفردية
والجماعية منها على حد سواء.
ٌ-3بنيوية رأس المَـال االجتمَـاعي :لق د أص بح من الض روري في ظ ِّل المعطي ات البيئي ة الّر اهن ة ،وب الّنظر
إلى م ا تحمل ه من متغ يرات ومف اهيم جدي دة وك ذا بالس رعة غ ير المتوقع ة إطالق ًا ،على المق اول تعبئ ة
رأسماله االجتماعي كمورد فكري معنوي ،من أجل انجاح سيرورة مقاولته ،وكذا لضمان بقائها ألطول
ف ترة ممكن ة في الس وق على األق ل ،ألّن ه ذه التعبئ ة أص بحت من بين العوام ل األساس ية وال تي تص نع
الفارق أحيانًا ،خصوصًا إذا أخذنا بنظر االعتبار عنصر أو عامل التكافؤ الموجود بين أغلب المقاولين
وال ذي ه و مرتب ط ب الموارد البش رية والمالي ة والمادي ة (رؤوس أم وال ،ي د عامل ة ،ش هادات
جامعي ة... ،الخ) ،وال ذي ه و يعت بر بمثاب ة قاس م مش ترك بين أغلب أو جمي ع المق اولين ،بمع نى أّنه ا
عناص ر قائم ة ومت وفرة ل دى أغلب الناش طين في البيئ ة الحالي ة ،وه ذا ال ذي تؤك ده وتدعم ه تل ك الفك رة
التي جاء بها روبرت بوتنام روبرت " "Robertحول هذا المفهوم ،فهي نظرة تحيل وتقول بأّن رأس
المال االجتماعي وقوته هي ترتبط بِح ّد ة وكثافة الروابط والعالقات االجتماعية داخل المجتمع ،والذي
ُيْم ِك ُنن ا أن ُنترجم ه من إط اره النظ ري إلى ص ياغه العملي من خالل الثق ة في اآلخ رين (أف راد
ومؤسس ات) ،ثم التواص ل م ع ه ؤالء الف اعلين بش كل مس تمر ومتواص ل ،في إط ار التب ادل والتكام ل
االجتم اعيين أو في إط ار تب ادل المص الح من المنظ ور السوس يو اقتص ادي على األق لُ ،خ صوص ًا في
األوقات أو المراحل الّص عبة والحرجة.
إّن مختل ف المش اركات واالنتم اءات ال تي يعيش ها الف رد داخ ل مختل ف مؤسس ات المجتم ع
المدني مثل األحزاب ،الجمعيات ،النقابات... ،الخ ،يمكنها أن تقوي من شبكية رأس المال االجتماعي
خاصة إذا كانت هذه األخيرة متعددة األبعاد ،ومتنوعة المداخل .فهي تمكن المقاول وتساعده من ج ّر اء
تفعيلها واستثمارها بالشكل المطلوب (الفّعال) على تحقيق األهداف المرجوة ولو على المستوى القريب
–العاجل -وهذا في ظل الظروف البيئية الراهنة.
إذن ومن خالل هذا الذي سبق يتبين لنا قوة رأس المال االجتماعي ال تقاس بعدد العالقات
المباشرة أو غير المباشرة للفرد وفق ًا للمنظور الخلدوني الذي يرى في االنسان بأّن ه اجتماعي بطبعه،
ب ل إّن آلي ات الض بط االجتم اعي ق د تغ يرت في ذل ك وانتقلت بن ا إلى مفه وم سوس يولوجي آخ ر مف اده
ماهية طبيعة الخصائص البنيوية لهذه العالقات بمعنى :هل هي :قوية؟؛ ممتدة؛ متنوعة أم ال...؟؟!!
دراسَـَـة الجَـَـدوى من المشَـَـروعُ :يعتَب ُر اإلع داد للمش اريع االقتص ادية من أهّم الخط وات لنجاحه ا، -4
حيث أّن التخطي َط الّس ليَم للمش اريِع يض من م دى نج اح وفاعلي ة ه ذه المش اريع ،باإلض افة إلى العائ د
الم اّد ي الجّي د المتوّق ع من ه ذه المش اريع .ل ذا وقب ل الب دء ب أي مش روع اقتص ادي يجب عم ل ج دوى
اقتصادية له ،والتي تّم تعريفها من قبل المختصين بأّنها عبارة عن" :عملية جمع المعلومات والبيانات
عن مش روع مق ترح ومن ثّم ة تحليله ا من الّن واحي المالي ة واالقتص ادية والفنّي ة إض افة إلى تحلي ل
حساس يته وذل ك لمعرف ة م دى نج اح ه ذا المش روع في ظ ّل الوض ع الس ائد في الّس وق ،وبالّت الي تقري ر
استمرار أو وقف هذا المشروع" ،كما يوجد من يعرفها بأّنها" :تلك الّد راسة الّنظرية والعملية التي تبحث
في م دى الفوائ د ال تي يمكن تحقيقه ا من خالل تنفي ذ مش روع م ا ،على أُس ٍس تحليلي ٍة للب دائِل المتاح ِة ،
بغ رض تبّني الق رار الّس ليم" ،إذن فمن خالل ه ذا اّل ذي س بق يت بين لن ا أّن دراس ة الج دوى من المش اريع
هي عملية جمع المعلومات عن مشروع مقترح ومن ثّم ة تحليلها لمعرفة إمكانية تنفيذه ،وتقليل المخ اطر
وتعظيم ربحي ة ه ذا المش روع ،وبالّت الي يجب معرف ة م دى نج اح ه ذا المش روع أو خس ارته مقارن ة
بالسوق المحلي واحتياجاته.
-5االبتكار؛ واالبداع :تش غل ك ل من المقاوالتي ة؛ االبتك ار واالب داع؛ مكان ة أساس ية في معادل ة الديناميكي ة
السوسيواقتصادية ،وهذا منذ أن جعل العالم الّنمساوي :جوزيف شومبيتر ) (Joseph Schumpeter
من المق اول المبتك ر ع امًال أساس يًا في الّتنمي ة ،فمن ثَّم َة رّك زت أبح اُث الخ براِء والمهتّم يِن بالّش أِن
المق اوالتي على األهمّي ة المتزاي دِة للعوام ِل التنظيمّي ِة والم واهِب الفردّي ِة كمص دٍر لنج اِح للنش اِط
المق اوالتي ،وبالّت الي ع ّز زت هذه الرؤي ة دعم المؤسس ات المبتكرة وك ذا الحث على خل ِق سياساِت دعٍم
لألف راد المبتك رين بص فة عام ة وفي المج ال المق اوالتي بص فة خاص ة ،ويع رف المهتمين به ذا الّش أن
االبتك ار بأّن ه" :وس يلة لعم ل ش يء يحم ل بص متهم الخاّص ة" ،وفيهم من يعرف ه بأبس ط من ذل ك بأّن ه:
"األفكار المطبقة بنجاح" ،فلهذا ُهم يرونه من الخصائص الواجبة التوفر في الفعل المقاوالتي.
اإلب داع من المتطلب ات األساس ية للفع ل المق اوالتي ألّن ه على ح ِّد ق وِل يمكنن ا الق وٌل من هن ا ب أّن
عنه بصراحٍة بأّن االبتكار" :يق ِّد م جزرة المكافأة الرائعة أو عصا الفقر جوزيف شومبيتر والذي عّب ر
المدقع" .فهو يمثل بعدًا مشتركًا بين االستراتيجية والمقاوالتية ،ألّنه ُيعد مصدرًا لص ياغة االس تراتيجيات
المقاوالتي ة وتنفي ذها في اط ار اس تغالل الف رص ومواجه ة التهدي دات ،وفي ه ذا الص دد يع د (
)Drucker,1986من أوائ ل المتخصص ين بع د ش ومبيتر ال ذين ق اموا بتحلي ل ووص ف عالق ة االرتب اط
القوي ة بين اإلب داع والمقاوالتي ة ،فالمنظم ات الريادي ة هي كيان ات مبدع ة تنّف ذ التغي ير داخ ل الس وق من
خالل إيجاد عالقات وطرق جديدة غير تلك المعتادة ،وإ ّن تنفيذ هذه الطرق والعالقات الحديثة يمكن أن
يتخذ أشكاًال؛ وبذلك يمكن القول بأّن اإلبداع يسهم في المحافظة على مكانة المقاولة وموقعها في مقدمة
المتنافسين ،وكذلك في حصولها على الميزة التنافسية التي تثمر عن المزيد من العوائد المالية في غالب
األحيان ،فاإلبداع إذن يمكنه أن يحدث تغييرًا في أبعاد المعرفة في أِّي وقت كان لخلق القيمة من خالل
تغيير نمط الموارد المخصصة فيها والتركيز على التجديد والتميز في عملياتها من خالل اعتم اد أنش طة
البحث والتط وير والتجدي د في قرارته ا االس تثمارية الخاص ة بتط وير مختل ف العملي ات ،وه ذا باالعتم اد
على الّت راكم المع رفي والموج ودات المادّي ة والم وارد المالي ة ،وال تي يمكنه ا أن تس هم جميعه ا في خل ق
القدرة االستراتيجية للمقاولة كونها تمكنها من تقديم منتجات أو خدمات جديدة مستجيبة للظروف البيئية
المتغيرة.
-6المبادرة :هي القدرة على اتخاذ المبادأة واألسبقية متى تطلب الموقف ذلك .لذلك ،فالمبادرة أو المبادأة
هي ليست في الّد فاع فحسب ،وإ ّنما في الهجوم كذلك ،فمن الّناحية الفعلية ،مبادأة المنظمات الّر يادية هي
كفاءته ا في التق ييم والمعالج ة ع بر تحلي ل والتنب ؤ بكاف ة مص ادر الخط ر ال تي ته دد إلى تحقي ق األه داف
االستراتيجية لها وااليجاد الفاعل للحلول الّالزمة لهذه المخاطر قبل حدوثها ،وهي تعد من المتطلبات
األساس ية للفع ل المق اوالتي ألنه ا تس اعد في منح المقاول ة الق درة على تق ديم ع روض جدي دة لألس واق
تتفوق من خاللها على المنافسين ،كما يمكن أن تظهر مبادرات األفراد نتيجة لحافز معين (مادي و/أو
معنوي) أو أن يكون الحافز خارجي بتأثير الثقافة التنظيمية المقاوالتية ،ودائما ما تؤكد نظريات حوافز
العاملين على المصلحة االقتصادية الخاصة للمنظمة بوصفها تمثل الحافز األساسي للع املين .ويمكن أن
يحصل الحافز من خالل إيجاد العالقات الجيدة بين المقاول والعاملين وشعورهم باالنتماء التنظيمي من
خالل الرض ا ال وظيفي ،إّن المنظم ات ذات االتج اه المق اوالتي الفّع ال تحف ز وتط ور إمكانياته ا الريادي ة
على جميع المستويات من خالل خلق وتعزيز الشعور بالملكية لدى األفراد ،وتقوية إحساسهم بالحرية
والس يطرة ،ومنحهم ق درًا من الّتس امح في ح االت ع دم ال تيقن ،وتنمي ة النزع ة نح و تحم ل المس ؤولية
والبحث عن تفاص يل األش ياء ،وبن اء االل تزام ل ديهم بم رور ال وقت ،وحّثهم على الّتعلم وتجنب األنظم ة
الص ارمة ،وتش جيع التفك ير االس تراتيجي على حس اب التخطيطي الرس مي ،فض ًال عن تعمي ق ح االت
التواصل بين األفراد كأساس لبناء الثقة لديهم ،وهذا الذي يتم ويكون من خالل مجموعة النشاطات التي
تؤديه ا المق اوالت من أج ل تحقي ق الّنج اح والري ادة في عمله ا من خالل التخص يص األمث ل للم وارد
والمهم ات ،وك ذا من خالل االعتم اد على عنص ر المب ادأة ه ذا ،األم ر الذي ي ؤدي إلى تطوره ا ونموها
في المدى البعيد ،انطالقا مّم ا هو موجود اآلن.
-7المخاطرة :تتحمل؛ وستتحمل مقاوالت اليوم المخاطرة ألّنها تسعى من خالل هذا الى اس تغالل الفرص،
وغالب ًا ما يصاحب ذلك نشاطات إبداعية وخالقة ،إذ دائم ًا ما تتدخل هذه المقاوالت في مواجهات مع
بيئة األعمال سواء كانت طوعية أم إجبارية ،وهي تحديات في حاالت عدم التأكد مرتفعة (عدم اليقين
بالمس تقبل) وفض ًال عن ظه ور احتمالي ة للخس ائر االجتماعي ة والمالي ة المحتمل ة أثن اء إدارة أعماله ا.
والمق اولون هم س الكو طري ق المخ اطرة ألّن روَح المخ اطرِة ه ذه هي ال تي تش جعهم على ص رف
اهتمام اتهم ونش اطاتهم نح و اكتش اف م واطن إدراك األرب اح .وعلى أّي ة ح اِل ،وعلى عكس المفه وم
الّش ائع ،تخت ار المق اوالت ع ادة المخ اطر ال تي تجنبه ا المغ امرة الّض خمة .فه ذه المنظم ات فاعل ة في
مع ايرة وتك ييف مس توى المخ اطرة ال تي تالئم العائ د المحتم ل ،وتنس جم م ع ق دراتها الجوهري ة إلدارة
حاالت عدم التيّقن .وعلى المقاولين أن ال يكونوا متحملي المخاطر فحسب ،وإ ّنما معالجين لها كذلك،
من خالل قياسها بشكل عقالني وواقعي ومنهجي.
ومن هنا ،يبرز مصطلح استباقية المخاطرة ،والذي يعني القدرة على المنع أو التقليل المسبق
إلى أدنى ح د ممكن من حص ول الخط ر ،فهي الس يطرة المس بقة للتنظيم على بعض ن واحي ع دم التأك د.
وتعد نشاطات معالجة المخاطرة المسبقة التصور (تحديد الخطر ،تقييم الخطر ،رقابة الخطر ،وتقويمه)
وال تي يتم اتخاذه ا قب ل ح دوث الخط ر إج راءات اس تباقية ض د المخ اطر .ومن تل ك اإلج راءات :الفهم
المسبق للبيئة التي تكمن فيها المخاطرة ،تقويم المخاطر المحتملة بجميع أنواعها ومدى احتمالي ة ح دوثها
ودرجة تأثيرها ،تحديد اإلجراءات المطلوبة للتعامل مع هذا الخطر واألسلوب الفاعل في استخدام تلك
اإلجراءات ،فض ًال عن تعديل وتحسين النشاطات الالزمة للمعالجة ،وفي هذ الصياغ نعتمد على تقديم
مدخل متعلق باستغالل الفرص.
اسَـَـتغالل الفرصَـَـة :في ه ذا اإلط ار ،يجب التفرق ة بين الّس لوك ال ذي يرتب ط باكتش اف الفرص ة والس لوك
الذي يرتبط باستغالل الفرصة .والهدف من ذلك هو االهتمام بطبيعة وجود واستغالل الفرص المربحة
الظ اهرة أو ال تي س تظهر في بيئ ة الس وق الحقيقي ة من خالل اعتم اد الس لوك المق اوالتي اتج اه ه ذه
الفرصة ،ألّن المقاولين يفترض بهم أن يكونوا أفرادًا على درجة عالية من الوعي والحذر ذوي قدرة
تتجاوز النظرة الملخصة ألبعاد الفرصة وما تحتويه من تفاصيل ،ويتم تحفيز الوعي المقاوالتي حينها
من خالل إشارات حول الربح المحتمل من خالل استغالل تلك الفرصة مع مراعاة المخاطر المحتملة
ايض ًا ،ألّن المقاوالت المعاصرة هي تلك المؤسسات القادرة على تحديد واستغالل الفرص التي لم يتم
استغاللها سابقًا ،فعندما يقوم المقاولون مثًال بتطوير فكرة ما ،فإّن عليهم بدء عملية تقييم لمعرفة ما إذا
ك انت ه ذه الفك رة هي فرص ة عم ل مالئم ة في الواق ع أم ال ،وهن ا يمكن له ذه المق اوالت خل ق ال ثروة
والقيمة المضافة من خالل تحديد الفرص ومن َثَّم تطوير المزايا التنافسية الستغالل هذه الفرص بالشكل
األحسن وفي الوقت المناسب.
إّن قائمة العمليات المنظمة والمتصلة التي يستخدمها المقاولون لتقييم الفرص المربحة يمكن أن
تش تمل على مخ زون من النش اطات أو القواعد التي يص نفها علم اء الس لوك تحت عن وان "االستكش افات
اإلدراكي ة" .وأّن النتيج ة األساس ية هي أّن اكتش اف الفرص ة مش روٌط بالمعرف ة المس بقة الخصوص ية
للمق اول .فالمعرف ة المس بقة ،س واء تم تطويره ا من خالل الخ برة أو التجرب ة العملي ة ،الثقاف ة ،أو بأي ة
وس يلة أخ رى ،ت ؤثر على ق درة المق اول في اس تيعاب ،اس تقراء ،تفس ير ،وتط بيق المعلوم ات الجدي دة
بطرائ ق ال يمكن لغ يره تقلي دها ،ويمكن تمي يز الف رص المربح ة ال تي تش كل انف راد المق اول وتم يزه من
خالل اآلتي:
وعموما يمكننا القول بأن المقاول الناجح هو ذلك الذي يحسن استغالل الفرص أو يعمل على خلقها من
أول فرصة تتاح له ،وهذا كي تتحول أفكاره إلى حقيقة.
القَـدرة على توليَـد المَـوارد وامتالكهَـا :تعتم د الق درة االس تراتيجية للمقاول ة على م دى ق درتها على -8
تولي د الم وارد من خالل انش طتها اليومي ة والحص ول على ال دعم االس تراتيجي من بيئته ا الخارجي ة،
فقدرتها على توليد الموارد وامتالكها يعتمد على مركزها السوقي وطبيعة المنافسة فيها ،أما قدرتها في
الحص ول على ال دعم االس تراتيجي من بيئته ا الخارجي ة وخصوص ًا الم وارد المالي ة ،يعتم د على فئ ات
المستثمرين وأصحاب المصالح الذين لديهم رغبة في تقديم الدعم المالي ،أو االستثمار فيها من خالل
مختلف الطرق القانوني ة والتنظيمية المتعارف عليها ،إض افة إلى العالقات مع المستهلكين والمجهزين
واالتحادات والنقابات والوكاالت الحكومية التي تساهم في خلق القدرة االستراتيجية لها.
-9التقنيَـَـات اإلداريَـَـة والفنيَـَـة المسَـَـتخدمة :تعت بر التقني ات واآللي ات المعاص رة والحديث ة وم دى اس تخدامها
بص ورة منظم ة وديناميكي ة من بين المتطلب ات األساس ية للفع ل المق اوالتي الي وم ،ذل ك ألّنه ا تتض من
المعرفة والخبرة والترتيبات الّالزمة لتوجيه الجهود نحو تحقيق األهداف ،ويمثل هذا البعد ناحي ة من
ن واحي الق درات االس تراتيجية كون ه يه دف لتحقي ق حال ة الموائم ة بين المعرف ة بالعالق ات التنافس ية
األساس ية ونم ط متغ يرات البيئ ة الخارجي ة والمرتبط ة بالعوام ل االجتماعي ة والقانوني ة والتقني ة
واالقتص ادية ،إض افة إلى الترتيب ات اإلداري ة الرس مية وغ ير الّر س مية الّالزم ة لتحف يز الم وارد البش رية
فيها ،ويساهم العامالن بصورة اساسية في خلق القيمة المضافة للمقاولة ،والتي تساهم بدورها في خلق
الق درة االس تراتيجية فيه ا ،ف امتالك المقاول ة له ذه المع ارف تعتم د على م دى تفوقه ا في نش اط معين من
أنشطتها الخاصة لخلق القيمة.
إن المتطلبات هاته التي سبقت معنا أعاله هي في غالبها مرتبطة بفعل المقاولة في ح ّد ذاته ،وهذ الذي
ال ين ف ب دوره ض رورة وج ود أو ت وفر مجموع ة من الخص ائص والمتطلب ات في فاع ل المقاول ة -
المقاول ،-وهذا باعتباره الشخص المركزي والمحوري الذي يتمحور ويرتكز عليه فعل المقاولة ،والتي
من بينها وأهمها نذكر ما يأتي وهذا على سبيل الذكر ال الحصر:
الّص حة والقدرة الجسدية والتي يمكنها أن تظهر من خالل الّطاقُة َو الحركيُة؛
الّذ كاُء والقّو ُة العلميُة؛
الّثقة في النفس؛
القيمُة األخالقيُة؛
تقّب ل الفشل؛
الُقدرُة على احتواِء الوْقِت ؛
القدرُة على تقليِد منصِب القائِد ؛
قياس المخاطر؛
الّثقافة العاّم ة؛
المعرفة االدارية؛
المعرفة المتخصصة.