Professional Documents
Culture Documents
مفهوم قانون الإجراءات المدنية والإدارية
مفهوم قانون الإجراءات المدنية والإدارية
مفهوم قانون الإجراءات المدنية والإدارية
نتناول فيما يلي التعريف التشريعي والفقهي لقانون االجراءات ادلدنية واالدارية:
مل يتصد ادلشرع اجلزائري لتعريف قانون اإلجراءات بصفة عامة نظرا لطبيعة تدخل وعمل وظيفة
التشريع ،على غرار التشريعات ادلماثلة لدى الدول األخرى ،اليت أغفلت بدورىا وضع أي تعريف لو.
مل يتمكن الفقو من وضع تعريف دقيق لو ،باستثناء بعض احملاوالت اليت ذىبت إىل تعريفو على
أنو(:مجموعة القواعد التي تحكم تنظيم وسير القضاء من أجل ضمان حماية حقوق
األشخاص)
وىو تعريف ضيق ،القتصاره على القواعد ادلنظمة لسَت القضاء ،دون القواعد اإلجرائية األخرى
ادلتعلقة بالدعوى واخلصومة ،لذلك يعرف بأنو( :مجموعة القواعد المنظمة لمرفق القضاء،
ولإلجراءات الواجب اتخاذىا عند اللجوء إليو ،لضمان وحماية حقوق األشخاص الطبيعية
والمعنوية) .بتعبَت آخر ىو القانون الذي يتضمن القواعد اإلجرائية اليت تبُت كيفية نشوء احلق يف
الدعوى وكيفية اللجوء إىل القضاء من خالل حتديد األدوات اإلجرائية اليت يتم استعماذلا أمام
اجلهات القضائية ،العادية أو اإلدارية ،وحتديد شكل وطريقة استعمال ىذه األدوات.
وىذا تعريف يتناول قواعد إنشاء احملاكم ،وتوزيع االختصاص فيما بينها ،وكيفية تعيُت القضاة،
ومعاوين القضاء ،ونقلهم وترقيتهم وتأديبهم ،وحتديد اإلجراءات الواجب اختاذىا عند اللجوء إىل
القضاء ،ووسائل الدفاع وطرق اإلثبات وكيفية الفصل يف ادلنازعات ،وكيفية االستفادة من القرارات
الصادرة حلماية احلقوق وادلراكز القانونية لألشخاص الطبيعية منها وادلعنوية.
مثة اختالف يف تشريعات الدول حوا تسمية القانون االجرائي ،مما دعا الفقو القانوين إىل اقًتاح
تسميات لو.
يسمى يف مصر(قانون ادلرافعات ادلدنية والتجارية) ،ويف سوريا ولبنان(قانون أصول احملاكمات
ادلدنية)،ويف السودان(قانون القضاء ادلدين)،ويف ادلغرب( ادلسطرة ادلدنية) ،ويف تونس
(رللة اإلجراءات ادلدنية والتجارية) ،ويف بلجيكا(القانون القضائي) ،ويف فرنسا وايطاليا واجلزائر
(قانون اإلجراءات ادلدنية) ،لتضاف إىل امسو يف اجلزائر بعد التعديل عبارة (اإلدارية)
ولعل اختالف ىذه التسميات ،يرجع بالدرجة األوىل إىل مضمون ىذا الفرع القانوين لدى كل دولة
على حدة:
في مصر:
أفرد ادلشرع قانونا خاصا جمللس شورى الدولة ،يشتمل على اإلجراءات ادلتبعة أمام جهات القضاء
اإلداري ،وأفرد قانون ادلرافعات ادلدنية والتجارية لتنظيم اإلجراءات القضائية أمام القضاء العادي،
يشتمل على القواعد ادلتعلقة بتوزيع االختصاص ،ورفع الدعوى ،باستثناء قواعد اإلثبات اليت جاءت
يف قانون خاص ،لذلك تبقى تلك التسمية غَت معربة عن القواعد ادلتعلقة بالتنظيم القضائي.
في لبنان:
أما ادلشرع اللبناين فقد أدرج قواعد اإلثبات يف الكتاب الثالث من قانون أصول احملاكمات.
في الجزائر:
مت إدراج معظم قواعد اإلثبات يف القانون ادلدين ويف التشريعات ادلوضوعية ادلماثلة ،وأخضع مجيع
اخلصومات القائمة أمام اجلهات القضائية إدارية كانت أم عادية إىل قواعد ىذا القانون ،كما جاءت
القواعد ادلتعلقة بتنظيم السلطة القضائية يف نصوص خاصة ،لذلك فتسمية ىذا القانون تتوقف على
ضيق واتساع مضمونو ،وىي تبقى يف مجيع األحوال قاصرة يف التعبَت عن خمتلف قواعده.
لعبارة ادلرافعات معٌت ضيق ،ألهنا ال تشمل كل ادلسائل اليت يتناوذلا ىذا القانون ،ألن مضموهنا -
على األقل من الناحية اللغوية -إمنا يعرب فقط عما يديل بو اخلصوم ووكالئهم من أقوال شفوية وكتابية
يف الدعوى ادلعروضة أمام القضاء ،وليس ىذا ىو ادلعٌت الذي يعرب عنو ىذا القانون ،ذلك أنو وحىت
لو أخذنا ىذه العبارة مبدلوذلا اإلجرائي -وىو ما يستفاد من التعبَت الفرنسي -فان مدلوذلا سيظل
قاصرا عن استيعاب خمتلف قواعد ىذا القانون ،اليت وان عدت قواعد شكلية بالدرجة األوىل ،فإهنا
مع ذلك تستبعد قواعده ادلوضوعية ادلتعلقة بالتنظيم القضائي والدعوى
وردت ىذه العبارة يف التشريع :الفرنسي واإليطايل واجلزائري ،فإهنا مل تسلم من النقد ،ألن مدلول
عبارة اإلجراءات ،يظل قاصرا على القواعد الشكلية ادلتبعة يف عرض ادلنازعات على القضاء ،وبذلك
فإهنا ال تستوعب القواعد اإلجرائية األخرى ،ادلوجودة يف التشريعات ادلوضوعية ،كادلتعلقة بإجراءات
إبرام عقود الشركات ادلدنية والتجارية ،وإجراءات إبرام عقد الزواج مثال.
-1الفقيو موريل:
اقًتح استبدال عبارة قانون ادلرافعات ،بعبارة القانون القضائي ادلدين ،ألهنا أصدق يف التعبَت عن
حقيقة ما حيتويو ىذا الفرع القانوين على حد تعليلو.
اتفقا يف اقًتاح تسمية) ، (droit judiciaire priveألن عبارة قانون ادلرافعات ،على حد ما
ذىبا إليو ،ال تعٍت سوى بيان جزاء اإلخالل باحلقوق اليت يقررىا القانون ادلدين ،أو أي فرع آخر من
فروع القانون اخلاص.
- 1أن مدلوذلا يعرب فقط على نشاط القضاء ادلدين ،دون القضاء اجلنائي والقضاء اإلداري،
وىو أمر ال يصح يف الواقع ،إال بالنسبة للقضاء اجلنائي ،ألن القضاء اإلداري -على األقل يف
- 2أن عموم تلك العبارة ،يبقى شامال جلميع القوانُت اليت يطبقها القضاء ادلدين ،سواء ما تعلق
منها بتقرير احلقوق ،أي القواعد ادلوضوعية :كقواعد القانون ادلدين ،أو ما تعلق منها باحلماية
القضائية ذلذه احلقوق ،أي القواعد الشكلية ،وىذه ىي اليت يتناوذلا ىذا القانون ،الذي تعمل
الدراسات الفقهية على إجياد تسمية لو تعرب عن مضمونو.