في منهجيّة تحليل النصّ ​

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫في منهجّية تحليل النّص‬

‫‪:‬مدخل ‪1‬‬
‫قيل (اتفق العرب على أّال يتفقوا) و عدم االتفاق هذا حاصل حتى في مستوى المنهج رغم ما تعنيه هذه‬
‫الكلمة من بيـان و وضوح لغة‪ ،‬فمنهج الّط ريِق َو َض ُح ُه و المنهـاُج كالمنهج و في التنزيـل ﴿ ِلُك ـّل َج َع ْلَن ا مْنُك م‬
‫ِش ْر َع ًة َو مْن َه اَج ا﴾ ونحن ال نزعم بأّننا سنحّقق التوّح د في اآلراء‪ ،‬و إنما هدفنا الّر ئيس هو تقديم تصّو ر لما‬
‫يجب على التلميذ أن يسلكه في عمله حتى ال ينعت عمله باختالل أو باضطراب المنهج‪ ،‬علما و أّننا قد‬
‫احتكمنا ‪،‬في انجاز هذا العمل‪ ،‬إلى مقاييس إصالح الباكالوريا وبعض الكتب المختّصة‪ ،‬عّلنا بذلك نْج َم ع‬
‫‪.‬شتات اآلراء‪ ،‬و نحّقق اتفاقا نكسر به مقولة عدم االتفاق‬
‫‪:‬مدخل ‪2‬‬
‫إن العنـاصر الكبرى التي يبنى عليهـا تحليل النّص ال تختلف عن مثيلتهـا في تحلـيل المقال و هي المقّد مة و‬
‫‪.‬الجوهر و الخاتمة وهذه المحّط ات الكبرى تتفّر ع داخلّيا إلى عناصر صغرى سنفّصل فيها القول‬
‫صناعة المقّد مة‬
‫ّط‬
‫‪:‬تنقسم المقّد مة إلى مجموعة من المح ات التي يجب على التلميذ أن يتوقف عندها و هي على التوالي‬
‫التمهيد‪ :‬هو فاتحة المقّد مة و التحليل ككّل و وظيفته وضع النّص في إطاره التاريخي و في سياقه الفكري‪1-‬‬
‫و ال يجب أن يكون التمهيد ُم َط َّو ال و يجب أن نتجّن ب فيه األحكام المسبقة من قبيل (نجح‪ ،‬أبدع‪ )...‬أو الحكم‬
‫على النّص كمـا يجب أن نتجّن ب فيه األحكـام االنطباعّية من قبيل (أحسن‪ ،‬أجمـل‪ ،‬أروع‪ ،‬خير‪ )...‬و نشير‬
‫‪..‬في هذا الّسياق إلى أّن التمهيد ليس بطاقة هوّية تعّر ف بالّشخصّية محور الّد رس‬
‫التقديم المادّي للنّص ‪ :‬وهي عملّية تأطيرّية للنّص و مدار االهتمام فيها نوع النّص و مؤّلفه و المصدر‪2-‬‬
‫‪.‬الذي أخذ منه‪ ،‬مع ضرورة كتابة األرقام بلسان القلم عند إشارتنا إلى الّصفحات التي أخذ منها النّص‬
‫التقديم المعنوّي ‪ :‬و يكون ذلك بضبط موضوع النّص و من المستحسن أن تكون صياغة الموضوع في‪3-‬‬
‫‪.‬شكل جملة فعلّية‬
‫اإلشكالّية أو محاور االهتمـام‪ :‬هي المرحلة الختامّية في المقّد مة و المعلنة عن التحّو ل من التقديم إلى‪4-‬‬
‫الجوهر و يمكن االستعانة باألسئلة التي ترفق بالنّص كما يمكننا التصّر ف في هذه األسئلة بالّز يادة أو‬
‫النقصان أو إعادة الّصياغة‪ ،‬و يجب في اإلشكالّية تجنب كثرة األسئلة كما يجب علينا أن نلتزم باإلجابة عن‬
‫‪.‬كّل األسئلة التي نطرحها‬
‫‪:‬صناعة الجوهر‬
‫بنية النّص ‪/‬الوحدات‪ /‬التفكيك‪ :‬هذه مسّميات عّد ة لنفس المسّمى‪ ،‬و يرى البعض أّن هذه المرحلة هي‪1-‬‬
‫ركن من أركان المقّد مة في حين أّن البعض اآلخر يرى أّن ها أّو ل محّط ات الجوهر و قد انتصرنا إلى الرأي‬
‫الثاني لعّد ة أسباب منها‪ ،‬أن استهالل الجوهر بالوحدات يمّك ن التلميذ من تجاوز صعوبة بداية هذا القسم‬
‫إضافة إلى أّن تقسيم النّص إلى وحداته المعنوّية و التعليق على هذا التقسيم ‪،‬متى كان في المقّد مة‪ ،‬من شأنه‬
‫أن يطيلها و يجعلها تتجاوز قدَر ها كًّم ا‪ ،‬هذا و أنه متى اعتمدنا المواضيع معيارا فإّن نا قد نسقط في فّخ‬
‫األحكام المسبقة‪ ،‬لهذا و تفاديا لكّل هذه المزالق فإّن نا ننصح بجعل تفكيك النّص إلى وحداته فاتحة الجوهر‬
‫فيكون ذلك لنا ال علينا و ننّبه إلى أّن التقسيم يكون وفق معيار يجب الّت صريح به و يجب التعليق على هذا‬
‫‪.‬التقسيم بمعنى النظر في بنية النّص الكبرى‬
‫التحليل‪ :‬هو أكبر مراحل العمل كّما و أغزرهـا ماّد ة‪ ،‬و يكون التحليل بالنظر في وحدات النّص وحدة‪2-‬‬
‫فوحدة و يتّم االنطالق في التحليل من األساليب إلى الّد الالت أو المعاني وصوال إلى المقاصد‪ ،‬و في هذه‬
‫المرحلة نحن مطالبون باالستشهـاد بقرائن من النّص كي يشعر المصّح ح بأّن نا نتعـامل مع نّص و لسنا بصدد‬
‫كتابة مقـال حّر ‪ ،‬و يجب أن ننهي تحليل كّل وحدة بتأليف جزئي نجمع فيه أهّم االستنتاجات التي انتهينا‬
‫إليها‪ ،‬و هذا التأليف الجزئي سيكون بمثابة عنصر التخّلص إلى تحليل الوحدة الثانية‪ ،‬و هكذا إلى أن ننتهي‬
‫من تحليل الوحدات التي أعلّن ا عنها منذ البداية‬
‫التأليف الكّلي‪ :‬كثيرا ما يقع التالميذ في إهمال هذا القسم رغم أهمّيته الفائقة‪ ،‬و في التأليف الكلي نجمع‪3-‬‬
‫أهم ما انتهينا إليه بعد تحليلنا للنّص و ذلك في مستوى األساليب و المضامين و لنا أن نستنير بمجموع‬
‫التآليف الجزئّية التي ذّيلنا بها تحليل الوحدات و ال يجب علينا أن نعتبر هذا القسم بمثابة الفرصة لتحليل‬
‫‪.‬فكرة فاتنا التوّقف عندها في التحليل‬
‫‪:‬التقويم‪ :‬هو آخر أقسام الجوهر و ينقسم إلى قسمين‪4-‬‬
‫أ‪ -‬التقويم الداخلّي ‪ :‬و يكون ذلك بالبحث في طرافة النّص و ما حّققه من إضافات و مكاسب‪ ،‬كما لنا أن نبدي‬
‫‪..‬رأينا في بعض مباني النّص و معانيه‬
‫ب‪ -‬التقويم الخارجي‪ :‬لنـا في هذا القسم أن نخرج من حدود النّص المدروس لنقارنه بنصوص أخرى لنفس‬
‫المؤلف بينهـا و بين النّص موضوع الدرس روابط و وشائج‪ ،‬و لن أيضا أن نقارنه بنصوص أخرى لغيره‬
‫‪.‬من المؤّلفين شرط إيجاد رابط منطقّي جامع بينها‬
‫‪:‬صناعة الخاتمة‬
‫ننّبه في البداية إلى أن الخاتمة هي آخر مرحلة نختم بها مقاربتنا للنّص وهي قسم ضرورّي و هاّم و تشتمل‬
‫الخاتمة على عصارة ما توّصلنا إليه من أفكار في الجوهر و ذلك بإيجاز شديد دون الخوض فيها مجّد دا ثم‬
‫نفتح آفاقا على مداخل جديدة أو نّص آخر قريب من النّص المدروس قد يشترك معه في الداللة و يختلف في‬
‫‪...‬طرق التعبير‬
‫لم أقصد بما قّد مت مقاربة لنّص معّين من الّن صوص و إّن ما قّد مت منهجا للتلميذ أن يسلكه في عمله كي ال‬
‫‪...‬ينعت عمله باختالل المنهج‪ ،‬فهي مقاربة لمنهجّية حسب المطلوب في الباكالوريا‬

You might also like