Professional Documents
Culture Documents
دراسة الفصلين الثالث والرابع من كتاب إظهار الحق لصاحبه رحمت الله الكيرانوي
دراسة الفصلين الثالث والرابع من كتاب إظهار الحق لصاحبه رحمت الله الكيرانوي
دراسة الفصلين الثالث والرابع من كتاب إظهار الحق لصاحبه رحمت الله الكيرانوي
إعداد الطالبات:
أميمة الطوب
املوسم اجلامعي:
2024/2023م –1445/1444ھ
بسم اهلل الرمحن الرحيم
والحمد هلل رب العاملين ،نحمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ،ومن سيئات أعمالنا؛
من يهده هللا فال مضل له ،ومن يضلل فال هادي له ،ونشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له ،ونشهد أن
سيدنا محمدا عبده ورسوله صلى هللا عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. َ
أما بعد:
فمن نعمة هللا على هذه األمة املسلمة أنه تعالى تكفل بحفظ كتابه فقال" :انا نحن نزلنا الذكر وانا له
لحافظون"[ .الحجر ،]9/في حين لم يحظ كتاب رباني سابق بهذه امليزة ،ومن املعلوم لدى املسلمين وغير
املسلمين أن الكتب جميعا سوى القرآن الكريم قد ثبت أن الغلط واالختالف والتناقض والتحريف واقعة
فيها جزما ،حتى ال يمكن نسبة كتاب منها الى هللا تعالى بعد ذلك ،من هنا كان البد لعلماء املسلمين ودعاة
الحق أن يبينوا ضالالتهم ويكشفوا تحريفهم ،فظهرت على إثر ذلك ردود عدة ملؤلفين مسلمين أظهرت الكثير
من االختالفات واألخطاء ردا على تلك الطعون في حق اإلسالم ،فجاء هذا الكتاب "إظهار الحق" الذي يعد
ّ
املنصرين ومطاعنهم. من أعظم ما ألف للرد على النصارى ،وكشف زيف مزاعم
وبفضل هللا تعالى تلقته األمة بالقبول والثناء ،فكان مما قاله أبو الحسن الندوي" :ومن الكتب التي اعتنى
بها العلماء في األقطار اإلسالمية ،وعدوها من خيرة ما كتب في املوضوع :كتاب "إظهار الحق" و"إزالة األوهام"
للشيخ رحمت هللا الكيرانوي".1
إشكاالت البحث:
خطة البحث:
جعلنا عنوان العرض " :دراسة الفصلين الثالث والرابع من كتاب إظهارالحق لصاحبه رحمت هللا
الكيرانوي"
وقد جعله قسمين :قسم االختالفات :وذكر فيه مئة وخمسة وعشرين اختالفا ،منها خمسة وأربعون في كتب
العهد القديم والباقي في كتب العهد الجديد ،وقسم األغالط :وذكر فيه مئة غلط وعشرة أغالط ،منها سبعة
االختالف : 1اآلية الثالثة عشرة من الباب الرابع والعشرين من سفر صموئيل الثاني هكذا" :وأتى جاد إلى
داود وأخبره قائال :إما أن يكون سبعة سنين جوعا لك في أرضك أم تهرب ثالثة أشهر من أمام خصومك وهم
يطاردونك أم يكون وبأ ثالثة أيام في أرضك؟ فاآلن اعرف وانظر ماذا أجيب ِ
مرس ِلي " ،2وفي اآلية الثانية عشرة
من الباب الحادي والعشرين من السفر األول من أخبار األيام هكذا( :فدخل جاد إلى داود وقال له " :هكذا
قال يهوه {اختر إما ثالث سنين مجاعة أو ثالثة أشهر هالك من أمام خصومك وسيف أعدائك يدركك أو
ثالثة أيام يكون فيها سيف يهوه ووبأ في األرض ومالك يهوه يهلك في جميع أراض ي إسرائيل} واآلن انظر ماذا
أجيب مرسلي )" 3فبعدما أخطأ داود مع الرب وأدرك خطأه جاءه جاد النبي يعرض عليه حق اختيار العصا
التي ُيضرب بها من قبل هللا للتأديب[ :سبع سنوات جوع ،هروب ثالثة شهور أمام أعدائه وهم يتبعونه ،ثالثة
أيام وباء في أرضه].
ففي النص األول سبع سنين ،وفي الثاني ثالث سنين وقد أقر مفسروهم أن األول غلط 4.فبين النصين
اختالف في مدة الجوع .وقال آدم كالرك :إن نص سفر األخبار صادق بال ريب ،وهو موافق ملا في اليونانية.
ْ ُ ُ
االختالف : 2اآلية ١٩و ٢٠من الباب السادس من سفر التكوينَ ( :و ِم ْن ك ِ ّل َح ّ ٍّي ِم ْن ك ِ ّل ِذي َج َس ٍّد ،اث َن ْي ِن ِم ْن
ََ ْ َ َ َ ْ الط ُي َ َ ْ َ َ ُّ َ ُ ُ َ َ ُْ َ ْ َ
الس ِت ْبق ِائ َها َم َع َك .تكون ذكرا َوأنثىِ 20 .من
َ ْ ْ ُ ُ
ك ّل ت ْد ِخ ُل ِإلى ال ُفل ِك
ور كأجنا ِس َها ،و ِمن ال َب َها ِئ ِم كأجن ِ
اس َها، ِ
َْ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ ُ ّ ُ ْ ُ َ ْ َ ْ َ َ ْ ُ َ
الس ِت ْبق ِائ َها ).ومن اآلية 9 – 6من الباب السابع اسها .اثني ِن ِمن كل تد ِخل ِإليك ض كأجن ِ ات األر ِ و ِمن ك ِ ّل د َّب َاب ِ
2الكتاب المقدس ترجمة العالم الجديد ،سفر صموئيل الثاني ،الباب 24اآلية .13
3الكتاب المقدس ترجمة العالم الجديد ،سفر أخبار األيام األول ،الباب 21اآلية 11و.12
4كتاب إظهار الحق ،لمحمد رحمت هللا الهندي ،تحقيق د .محمد أحمد ملكاوي ،طبعة الرئاسة العامة إلدارات البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة
واإلرشاد _ السعودية .الطبعة األولى 1410هـ 1989 -م ،ج 1ص .171 – 170
َ َ َ َ ُ ٌ ََُ ُ َُ َ َ َّ َ َ ُ ٌ ْ َ ّ َ َ َ َ َ ُ َ ُ ْ َ َ َ َ
وه َو ْام َرأت ُه ض 7،فدخل نوح وبن ِ ر األ ْ من سفر التكوين( :وملا كان نوح ابن ِس ِت ِمئ ِة سن ٍّة صار طوفان امل ِاء على
َ َ َّ ْ َّ ْ ُّ َ َ ْ ْ
َو ِن َس ُاء َب ِن ِيه َم َع ُه ِإلى ال ُفل ِك ِم ْن َو ْج ِه ِم َي ِاه الطوف ِانَ 8.و ِم َن ال َب َها ِئ ِم الط ِاه َر ِة َوال َب َها ِئ ِم ال ِتي ل ْي َس ْت ِبط ِاه َر ٍّةَ ،و ِم َن
َ َ َ َْ َْ َ ُ َ ْ ُ ْ َ َ َُْ َ َ َ َ َ َ ُ ُ ُّ ُ َ ُ ّ َ َ ُّ َ َ َ
األ ْ
هللا نوحا). وح ِإلى الفل ِك ،ذكرا وأنثى ،كما أمر ٍّ ن ى ل إ ان
ِ ِ ناث ان ِ ناث ل خ د 9 : ضِ ر ور وك ِل ما ي ِدب على الطي ِ
يعلم من هذه اآليات أن هللا كان أمر نوحا عليه السالم أن يأخذ من كل طير وبهيمة وحشرات األرض اثنين
اثنين ذكرا وأنثى5.
فليس في النصين األول والثاني ذكر للسبعة ،واتفقا بذكر االثنين اثنين في الجميع ،وفي النص الثالث قيد
االثنين بالبهائم غير الطاهرة ،ونص على السبعة وفي الطيور وباقي البهائم ،وهو مناقض للنصين األول
والثاني ،وهذا اختالف عظيم7.
أورد أقوال املفسرين من علماء النصارى لالختالف الواقع في األناجيل بصفة عامة وخاصة األناجيل األربعة.
_يقول الدكتور روبرت« :ال يوجد كتاب على اإلطالق به من التغييرات واألخطاء و التحريفات مثل ما في
الكتاب املقدس» ،وينقل روبرت أن آباء الكنيسة يعترفون بوقوع التحريف عن عمد ،و أن الخالف بينهم
بهذا التحريف8. محصور فيمن قام
-ويقول كينرايم ":إن علماء الدين اليوم على اتفاق واحد يقتض ي بأن الكتاب املقدس ووصل إلينا منه
أجزاء ضئيلة جدا فقط هي التي لم يتم تحريرها".9
- 8هل العهد الجديد كلمة هللا؟،منقذ بن محمود السقار ،سلسلة الهدى والنور،دار اإلسالم،ط1428 ،1ه2008-م،ص.17
-2 9إظهار الحق،رحمة هللا الهندي،تحقيق :محمد أحمد ملكاوي ،ط،1دار الحديث ،القاهرة1404،ه،ج،2ص.543-542
ويحاول النصارى تبرير هذه االختالفات الكثيرة من املخطوطات فيقول دكتور سمعان كهلون في
كتابه(مرشد الطالبين):ال تعجب من وجود اختالفات في نسخ الكتب املقدسة،ألن قبل ظهور صناعة الطبع
في القرن الخامس عشر من امليالد كانت تنسخ بالخط،فكان بعض النساخ جاهال وبعضهم غافال وساهيا»10
االختالف في العقيدة:
االختالف ":51☆46:من قابل بيان نسب املسيح الذي في إنجيل متى بالبيان الذي في إنجيل لوقا".وجد ستة
اختالفات:
-االختالف في بيان نسب املسيح عليه السالم 11:
نسب املسيح عليه السالم مذكور في إنجيل متى ( ،)17-1/1وفي إنجيل لوقا (.)38-23 /3
وجد اختالف في األسماء بين الطبقات القديمة والحديثة دون التقيد برقم في الفقرات،ليتضح بجالء سياق
النسب من عيس ى إلى داود بحصول االتفاق في سلسلة النسب بعد داود إلى إبراهيم.
-نجد في نسب املسيح حسب انجيل متى وانجيل لوقا ستة اختالفات عظيمة وهي:
-1نجد في إنجيل متى()16/1أن رجل مريم والدة املسيح هو يوسف بن يعقوب .وفي إنجيل لوقا ( )23 \3أنه
يوسف بن هالي.
-2وفي إنجيل متى (:)6/ 1أن عيس ى من نسل سليمان بن داود عليهم السالم .وفي إنجيل لوقا(:)31/ 3أنه من
نسل ناثان بن داود عليه السالم[.ناثان هو ثالث أنباء داود الذين ولدوا في القدس،ويظن أهل الكتاب أنه
نبي،ويعتقدون أنه كان موظفا عند داود وسليمان كمستشار].12
-3يعلم من إنجيل متى (:)11-6 /1أن جميع آباء املسيح من داود إلى سبي سابل( )3بأنهم ملوك وسالطين
مشهورين ،بحيث نجد في إنجيل لوقا( )31- 27/ 3بأنهم ليسوا ملوكا وال مشهورين غير داود عليه السالم
وابنه ناثان.
-4وفي إنجيل متى(:)12 /1أن شألتئيل ابن يكنيا .وفي إنجيل لوقا(:) 27/ 3أن شألتئيل ابن نيري[وهو أحد
أسالف املسيح حسب إنجيل لوقا].
_ والعجب أن أسماء أبناء زربابل مكتوبة في سفر أخبار األيام األول( )19 /3وليس فيهم أبيهود وال ريسا [ريسا
أغفل كتاب قاموس الكتاب املقدس اسم أبيهود ولم يترجموا له نهائيا-أما في ترجمة ريسا ص 18قالوا:أنه
أحد أسالف زربابل وذكر ضمن سلسلة نسب املسيح،فبعد النظر في سفر أخبار األيام األول يظهر أنه ليس
شألتئيل أوالد وليس في اسمه أبيهود والريسا،ولهذا ورد في أخبار(:)19-17 -3يذكر أن شألتئيل مات بدون
ذرية ولعل فدايا أخو شألتئيل تزوج بامرأته وأقام نسال أخيه حسب الناموس فصار بذلك زربابل ابن
شألتئيل .
-6يعلم من سياق النسب في إنجيل متى( )17-6 /1أن عدد األجيال بين داود واملسيح عليهما السالم[ستة
وعشرون جيال].أما في إنجيل لوقا( ) 31-23 /3أن عدد األجيال بينهما[ واحد وأربعون جيال بدون املسيح
وداود عليهما السالم ]14.
وقد تحير العلماء النصارى املحققون القدماء في هذا االختالف منذ اشتهار هذين اإلنجلين في القرن الثالث
ولم يستطيعوا إزالته وطمعوا في أن يزول هذا االختالف بمرور الزمان ولكن خاب أملهم وال يزال االختالف
في هذا النسب إلى اآلن موجودا ومحيرا للمتأخرين أيضا.
_ كما اعترف جماعة من املحققين مثل أكهارن وكيسر وهيس و ديوت وفرش وغيرهم 15بأن كل من انجيل
متى وإنجيل لوقا مختلفان اختالفا معنويا ،وأنه قد صدر من االنجلين أغالط واختالفات في مواضع آخر.
بمعنى أوضح لو كان هذا املوضع الوحيد الذي اختالفا فيه كان التأويل مناسبا وإن كان بعيدا ،ولكن
اإلناجيل مليئة باالختالفات و التناقضات.
_ رد الشيخ رحمة هللا الهندي على أشهر االدعاءات فيما يخص تبرير هذا االختالف:
• نجد أن إنجيل متى ()16/ 1أنه يبرر أنه كتب نسب يوسف[ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي
ُولد منها يسوع الذي يدعى املسيح].أما إنجيل لوقا( )23/ 3يبرر أنه كتب نسب مريم.
كان من املفترض أن يقال أن إنجيل متى هو من سرد اسم مريم في نسب -لكن لوقا وهو يسرد النسب لم
يأتي بسيرة مريم ابتداءا .وهذا التوجيه مردود أصال:
13سبي بابل :أي من داود إلى يكينا حفيده الرابع عشر وفي الكتاب المقدس ص 11ذكر هؤالء األربعة عشر في تعداد ملوك مملكة يهوذا.
14نفس المراجع اعاله:إظهار الحق،ج،1ص.190المسيح في مصادر العقائد المسيحية،ص.83-82.
15إظهار الحق،ج،1ص.192-190
• قال لو فرضنا جدال أن لوقا كان يرصد نسب مريم لم قال أن يوسف ابن هالي -ولو ازلنا يوسف
لنضع بدله مريم بنت هالي نجد أنفسنا أمام إشكال.وهو هل هالي اب مريم؟
_بعد البحث تبين أن في إنجيل يعقوب أن أبوي مريم (أباها اسمه (يهويا قيم*يواكيم) أما أمها( حنة-حانا)
وهذا ينافي ادعاء لوقا أنه كان يرصد نسب مريم لكن األحق بهذا القول إنما هو إنجيل متى الذي جاءبسيرتها.
• نخلص مما سبق إال أن إنجيل متى لم يكن مشهورا معتبرا في عهد لوقا وإال فكيف يتصور أن يكتب
لوقا رصد نسب املسيح بحيث يخالف تحرير متى في بادي الرأي مخالفة ،وهذا ما تحير فيها
املحققون من القدماء واملتأخرين سلفا وخلفا .16ويبقى السؤال املطروح :هل كاتب إنجيل لوقا كان
ُ
يعرف كاتب إنجيل متى؟ غالبا ال ،ألن كالهما كتب في نفس الوقت وأن كل منهما لم يطلع على
مكتبه اآلخر -لو افترضنا أن كل منهم إطالع على ما دونه اآلخر في نسب املسيح عليه السالم ال
علق على االختالف،ما كنا لنجد هذه االختالفات .
االختالف في العبادات:
مائدة الرب أو شركة جسد الرب ودمه،عشاء الرب،كأس الرب،شركة جسد املسيح ودمه،كأس البركة.
-جاء في كتاب "أصول االيمان"أن العشاء الرباني سر يدل على موت املسيح بإعطاء خبز وخمر - 18ويعتقدون
أن من يأكل هذا العشاء في موعده من كل سنة فإن الخبز يتحول إلى لحم املسيح في لحومهم والخمر يتحول
إلى دم املسيح في دمائهم،فيحصل االشتراك بين املسيحي واملسيح .
العشاء الرباني ذكر في األناجيل الثالثة :مرقس-لوقا-متى في حين لم يذكر في إنجيل يوحنا مع أنه من أكثر
األناجيل اعتبارا.
16إظهار الحق،ج،1ص.197
17ظهار الحق،ج،1ص[239حاشية صفحة].المسيح في مصادر العقائد المسيحية ،أحمد عبد الوهاب،ص135-134-133
18موقع الخدمة العربية بالكرازة باالنجيل ،مقال :ماهو العشاء الرباني وما داللته؟،كتب بواسطة قاسم ابراهيمwww.arabicible.com.
و قد تفرع عن هذه املشكلة التاريخية اختالفين:
-1اإلختالف األول في عدد الكؤوس؛ فبالنسبة إلنجيل لوقا فقد ذكر كأسين واحد على العشاء واآلخر بعده،
أما بالنسبة إلنجيل متى ومرقس فقد اكتفيا بذكر كأس.
-2أما اإلختالف الثاني فهو في سبيل ماذا بذل جسد عيس ى عليه السالم ؟
فحسب رواية "لوقا" تبين أن جسد عيس ى بذل للتالميذ بمعنى فداء لهم ،و في رواية "مرقس" فهي تفيد أن
جسد عيس ى هو مبذول عن الجميع فداء لهم ،أما رواية "متى" تفيد أن جسده هو مبذول في سبيل العهد
الجديد.
-تعليق رحمة هللا الهندي عن االختالفات19:
يرى رحمة هللا الهندي أن يوحنا تجاهل ولم يذكر هذا األمر الذي عندهم من أعظم أركان الدين ،في حين
أنه ذكر قصة إضافة الطيب و ركوب الحمار وأمور أخرى ذكرها األناجيل الثالثة أيضا.
وبعد االنتهاء من االختالفات املوجودة في العهدين القديم والجديد ،ننتقل لبيان األغالط املذكورة في
العهدين ،حيث أشار الشيخ رحمت هللا الهندي أن االختالفات غير األغالط؛ ألن االختالفات تحصل باملقابلة
بين النسخ واإلصحاحات ...أما األغالط فتدرك بعدم مطابقتها للواقع ،أو العقل ،أو التاريخ ،أو
الحسابات...أو ألي علم اخر.
قيل ان املدة التي قضاها اإلسرائيليون في مصر كانت أربعمائة وثالثين سنة ،وفي هذه العبارة نجد خطأ ،وهو
أن الحسابات تظهر أن املدة كانت أقل بكثير من ذلك ،وتتراوح بين مئتان الى مئتان وخمسة عشر سنة.20
وأيضا في سفر الخروج (« :)41/12وكان عند نهاية أربع مئة وثالثين سنة ،في ذلك اليوم عينه ،أن جميع
أجناد الرب خرجت من أرض مصر».22
وهذا الذي ذكرته األسفار التوراتية خطأ الريب فاملدة الصحيحة هي نصف املدة املذكورة وهي مائتين وخمس
عشرة سنة في مصر فقط ،وأما أربع مئة وثالثين سنة فهو مجموع إقامة بني إسرائيل في أرض كنعان وأرض
مصر ،وقد أقر علماء النصرانية ومحققوها بذلك ،واجتهدوا في تصحيح الخطأ ،23وكذلك جاء في نص فقرة
سفر الخروج ( )40/12في التوراة السامرية" :وسكنى بني إسرائيل و آبائهم ما سكنوا في أرض كنعان وفي
أرض مصر ثالثين سنة وأربع مائة سنة"؛ فمدة سكنى بني إسرائيل في مصر كانت مائتان وخمس عشرة
( )215سنة فقط ،وأما مدة سكناهم وسكنى آبائهم في أرض كنعان وأرض مصر فكانت أربع مئة وثالثين
( )430سنة ،ألن الزمان من دخول إبراهيم عليه السالم أرض كنعان (فلسطين) إلى والدة ابنه إسحاق عليه
السالم خمسة وعشرون ( )25سنة ،ومن والدة إسحاق إلى والدة يعقوب عليهما السالم ستون ( )60سنة،
وكان عمر يعقوب عليه السالم عندما دخل أرض مصر مائة وثالثون ( )130سنة ،فيكون مجموع السنوات
من دخول إبراهيم عليه السالم أرض كنعان إلى دخول حفيده يعقوب عليه السالم أرض مصر مائتين
وخمس عشرة سنة.
أما بالنسبة لحساب مدة إقامة بني إسرائيل في مصر؛ فبحساب املدة الزمنية الواقعة بين دخول اخوة
يوسف وأبيه يعقوب الى مصر (عام 1706م) وعبور اإلسرائيليين بحر القلزم وغرق فرعون عام (1491م).
وبذلك يثبت أن أربع مئة وثالثين ( )430سنة كانت مدة إقامة بني إسرائيل في مصر وفلسطين ،وليست مصر
وحدها .كما أكد ذلك القس الدكتور منيس عبد النور في كتابه "شبهات وهمية" ،وبه قال آدم كالرك في
تفسيره.25
وقد أقر علماء أهل الكتاب من املفسرين واملؤرخين واملحققين بهذا الغلط ،ووافقهم في ذلك جامعو تفسير
هنري واسكات بعدما سلموا أن مدة إقامة بني إسرائيل في مصر مائتان وخمس عشرة سنة فنقلوا عبارة
السامرية التي تجعل أربعمائة وثالثون سنة ملجموع االقامتين في فلسطين ومصر .فقالوا" :ال شبهة أن هذه
العبارة صادقة وتزيل كل مشكل وقع في املتن ،26وهذا ما ذهب اليه صاحب الكتاب املعتمد عند محققي
النصارى واملسمى "مرشد الطالبين الى الكتاب املقدس الثمين".27
فظهر أن مفسريهم ال توجيه عندهم لعبارة الخروج التي في النسخة العبرانية (أي فقرة سفر الخروج) سوى
االعتراف بأنها غلط.28
جاء في سفر التكوين (« :)3/6فقال الرب ال يدين في االنسان الى البد لزيغانه ،هو بشر ،وتكون أيامه مئة
وعشرين سنة».29
يذكر سفر التكوين أن هللا قرر أن يكون عمر اإلنسان مائة وعشرون ( )120سنة ،وهذا خطأ ألن جميع من
جاءوا بعد هذا الوعد لفترة طويلة عاشوا أكثر من هذه املدة.30
وبهذا يظهر أن تحديد عمر أوالد ادم بمائة وعشرين سنة غلط.34
الغلط :50
في الباب األول من إنجيل "متى"" :وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل هو ذا العذراء تحبل
وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره هللا معنا".
واملراد بالنبي في هذا النص إشعيا ،و إشعيا مشهور ذكره عند أهل الكتاب كنبي من بني إسرائيل ،بل له سفر
باسمه فيما يدعى بالعهد القديم يسمى":سفر أشعياء".
وهذا النص السالف الذكر الذي أورده الشيخ من إنجيل "متى" أراد به صاحبه اإلشارة إلى أنه موجود في
سفر إشعيا ،للداللة على أن النبي إشعيا تنبأ في العهد القديم بميالد املسيح35.
باختصار وبمعنى آخر أراد النصارى من خالل هذا النص إثبات أن نبوة عيس ى عليه السالم متنبأ بها في
العهد القديم مع النبي إشعيا ودليلهم النص السابق .
بين الشيخ الهندي رحمة هللا عليه أن هذا غلط عندهم بثالثة أوجه:
األول :أن هناك خطأ في اللفظ الذي ترجمه اإلنجيلي ومترجم كتاب إشعيا بالعذراء املذكورة بالعبرية بلفظ
ْ
( َعل َم ْـه ) almah
الثاني :يقول الشيخ فيه ما سمى أحد عيس ى عليه السالم بعمانوئيل ال أمه وال أبوه سمياه بهذا بل سمياه
اليسوع ،الدليل من إنجيل متى :وكان امللك جبريل قال ألبيه في الرؤيا ":وتدعو اسمه يسوع" وكان جبريل قال
ألمه " ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع" كما هو مصرح به في إنجيا لوقا .
الثالث :أن هذا النص ال ينبأ عن املسيح القادم بل هو وعد هللا ألحاز بن يوثان ملك يهوذا 37على لسان النبي
اشعيا بأنه سوف يعطيه آية وعالمة لزوال ملك أعدائه وقد بين له النبي إشعياء آية خراب ملك أعدائه وهي
أن امرأة شابة تحبل وتلد ابنا يسمى عمانوئيل ثم تصبح أرض أعداءه خرابا ،واملسيح ال عالقة له بهذه
الحادثة فبالفعل أن أرض األعداء خربت في مدة عشرين سنة من هذا الخبر لكن عيس ى عليه السالم ولد
بعد سبعمائة وإحدى وعشرين سنة من خرابها ( كان من املفروض أن يلد قبل وقوع الحدث ليكون هو
العالمة على وقوعه)
الغلط :52
كذلك ذكر الشيخ نصا يعتمدونه لصالح إثبات نبوءة املسيح عيس ى عليه السالم وهو مذكور في إنجيل "متى"
2-16كما يلي " :حينئذ ملا رأى هيرودس أن املجوس سخروا به غضب جدا فأرسل وقتل جميع الصبيان
الذين في بيت لحم وفي كل تخومها"
ّ
وعد الشيخ هذا غلطا من ناحيتين :نقال وعقال .
فأما نقال :فلم ينقل املؤرخون هذا الحدث مع أنه مهم ومن العجب والغرابة أن يغفل عنه علماء اليهود وهم
اللذين لم يغفلوا عن صغائر جرائم هيرودس ال سيما هذا الحدث الجسيم .
عقال :هل هيرودس كان بحاجة ألن يقتل جميع األطفال ؟38
بالطبع ال؛ ألن كما قال الشيخ بيت لحم كانت بلدة صغيرة الكبيرة ثم إنها كانت تحت سلطته وبالتالي كان من
السهل جدا أن يعلم البيت الذي جاء إليه املجوس وقدموا فيه الهدايا لفالن ابن فالن وما كان وفقا لهذا
محتاجا لقتل كل األطفال .
36شرح األستاذ محمد شاهين لكتاب إظهار الحق -قناة الدعوة اإلسالمية -اليوتيوب.
Http://www.callfhope.com 37نداء الرجاء شبكة الحوار اإلسالمية المسيحي
38شرح األستاذ محمد شاهين لكتاب إظهار الحق -قناة الدعوة اإلسالمية -اليوتيوب.
الفصل الثاني :بيان أنه ال مجال لهل الكتاب أن ّيدعوا أن كل كتاب من كتب العهد العتيق والجديد
كتب باإللهام ،وأن كل حال من الحوال املندرجة فيه إلهامي.
ويدل على بطالنه وجوه كثيرة أكتفي منها هنا على خمسة أوجه:
-الول :أنه يوجد فيها االختالفات املعنوية الكثيرة واضطر محققوهم ومفسروهم في هذه االختالفات،
فسلموا في بعضها أن إحدى العباراتين أو العبارات صادقة وغيرها كاذبة إما بسبب التحريف القصدي أو
بسبب سهو الكاتب ،ووجهوا بعضها بتوجيهات ركيكة بشعة ال يقبلها الذهن السليم.وقد عرفت في القسم
األول من الفصل الثالث أزيد من مائة اختالف.
-الثاني :أنه يوجد فيها أغالط كثيرة .وقد عرفت في القسم الثاني من الفصل الثالث أيضا أكثر من مائة
غلط .والكالم اإللهامي بعيد بمراحل عن وقوع الغلط واالختالف املعنوي.
ومما يدل على أن هذه الكتب يوجد فيها العديد من التناقضات و االختالفات واألغالط ماجاء في كتاب "هل
العهد الجديد كلمة هللا ؟ للدكتور منقذ بن محمود السقار حيث قال :توقف املحققون كليا عند التناقض
في نسب املسيح ،وقد استوقفتهم مالحظات منها :
أن متى ولوقا اتفقا في ابتداء النسب بيوسف النجار ،ثم افترقا ليلتقيا من جديد بزربابل بن شألتئيل ،حيث
جعله متى الجد العاشر ليوسف النجار ،فيما جعله لوقا الجد التاسع عشر ليوسف.
ثم اختلف االنجيليان من جديد اختالفا كبيرا ،فقد جعل متى املسيح من ذرية ملوك بني إسرائيل سليمان
ثم رحبعام ثم أبيا ثم آسا ثم يهوشافاط ...بينما جعله لوقا من نسل ناثان بن داوود ،وليس في أبنائه من ملك
على بني إسرائيل.
وال يعقل أن يكون املسيح من ذرية أخوين ،أي سليمان وناثان الناس داوود عليه السالم ،كما ال يقال أيضا
ذات األمر بخصوص زربابل وأبوه شألتئيل ،فإما أن يكونوا ( املسيح وزربابل وشألتئيل ) من نسل سليمان
أو من ذرية أخيه ناثان.
وأيضا بلغ االختالف بين القوائم الثالث مدى يستحيل الجمع فيه على صورة من الصور ،فاالختالف في
أعداد األجيال كما األسماء وثمة خلل في األنساب وإسقاط لعدد من اآلباء.39
-الثالث :أنه وقع فيها التحريفات القصدية وغير القصدية في مواضع غير محصورة ،بحيث ال مجال
للمسيحيين أن ينكروها .وظاهرة أن املواضع املحرفة ليست بإلهامية عندهم يقينا.
كتاب "هل العهد الجديد كلمة هللا؟" ،د.منقد بن محمود السقار ،ص ,192الطبعة األولى 1428ه2007 /م ,دار االسالم للنشر والتوزيع. 39
و قد اعترف املفسر جون فتون في تفسيره إلنجيل متى(ص )271:بتالعبه باألناجيل ،ويحاول تبرير نفسه
فيقول «:لقد حدث تطوير ملحوظ في مخططات ( األناجيل ) ،وذلك في املواضع التي ذكرت فيها ألقاب الرب»
(يسوع) .40فهو يعترف بوقوع التحريف ،لكنه يتهم نساخ املخطوطات ،ويبرئ متى الكاتب.
والصحيح أن التالعب يرجع الى كتاب األناجيل ،وليس نساخ املخطوطات ،إذ أن الزيادة تطرد دائما في متى
عما في مرقس ،ولو كان الخلل في املخطوطات ملا اطردت الزيادة في متى دائما41
-الرابع :إن كتاب باروخ وكتاب طوليا كتاب يهوديت وكتاب وزدم وكتاب ايكليزياستيكس ،وعشر آيات في
البار العاشر ،وستة أبواب من الحادي عشر الى السادس عشر من كتاب استير ،وغناء االطفال الثالثة في
الباب الثالث من كتاب دانيال ،والباب الثالث عشر والرابع عشر من هذا الكتاب ،أجزاء من العهد العتيق
عند فرقة كاتلك .وقد بين فرقة پروتستنت بالبيانات الشافية أنها ليست إلهامية واجبة التسليم .فال حاجة
لنا إلى إبطالها .فمن شاء فلينظر إليها واليهود أيضا ال يسلمونها إلهامية.
والسفر الثالث لعزرا أجزاء من العهد العتيق عند كنيسة كريك .وقد بين فرقة كاتلك وپروتستنت بأدلة
واضحة أنه ليس إلهاميا.
والباب الثالثون و الحادي والثالثون من كتاب أمثال سليمان ليسا بإلهاميين .و انجيل متى وانجيل يوحنا
ليسا إلهاميين .
وأما عندنا نحن املسلمين فنحن نعتقد أن التوراة واإلنجيل قد وقع فيهما من التحريف الش يء الكثير في
ألفاظهما ومعانيهما ،وال يحل نسبة ما فيهما للوحي اإللهي ،بل هي أشبه ما تكون بكتب تاريخية فيها صواب
وخطأ وحق وباطل .
وفي " مختصر إظهار الحق " ( ص - ) 15وهو اختصار للكتاب النافع املفيد " إظهار الحق " للشيخ رحمة هللا
الهندي رحمه هللا : -
" والحق الذي ال شك فيه :أن هذه التوراة الحالية مجموعة من الروايات والقصص التي اشتهرت بين اليهود،
ثم جمعها أحبارهم بال تمحيص للروايات ،ووضعوها في هذا املجموع املسمى بكتب " العهد القديم " ،الذي
يضم األسفار الخمسة املنسوبة ملوس ى عليه السالم واألسفار امللحقة بها ،وهذا الرأي منتشر انتشارا بليغا
اآلن في أوربا ،وبخاصة بين علماء األملان " .
40عقائد النصارى الموحدين بين االسالم والمسيحية ،حسني األطير ،ص .208
41كتاب "هل العهد الجديد كلمة هللا؟" ،د.منقد بن محمود السقار،ص ,192الطبعة األولى 1428ه2007 /م ,دار االسالم للنشر والتوزيع.
ومثله يقال في اإلنجيل ،وقد َّأيد ذلك علماء وباحثون من النصارى أنفسهم .
" وجاء في " دائرة املعارف البريطانية " :أن كثيرين من العلماء قالوا :إنه ليس كل قول مندرج في الكتب
املقدسة وال كل حال من الحاالت الواردة فيها إله ّ
اميا ،والذين يقولون بأن كل قول مندرج فيها إلهامي ال
يقدر.
الخامس :قال هورن في الصفحة ۱۳۱من املجلد األول من تفسيره املطبوع سنة " : ۱۸۲۲و ان سلمنا أن
بعض كتب األنبياء فقدت ،فقلنا إن هذه الكتب ما كانت مكتوبة باإللهام وأثبت كتائن بالدليل القوي هذا
األمر ،وقال إنه وجد ذكر كثير من األشياء في كتب تواريخ ملوك يهودا واسرائيل ،ولم تبين هذه األشباء فيها،
بل أحيل بيانها الى كتب األنبياء اآلخرين".
ثم قال في الصفحة ١٣٣املجلد األول فقدان سفر حروف الرب الذي جاء ذكره في اآلية الرابعة عشر من
الباب الحادي والعشرين من سفر العدد ( :إن هذا الكتاب الذي فقد أنه مظنون كان على تحقيق املحقق
الكبير داكتر الئت ،فت كتابا كتبه موس ى عليه السالم بأمر هللا بعدما كسر عماليق على طريق التذكرة
ليوشع ،فيعلم أن هذا الكتاب كان مشتمال على بيان حال هذا الظفر وعلى بيان التدابير للحروب املستقبلة،
وما كان الهاميا وال جزءا من الكتب القانونية » .انتهى .ثم قال في الضميمة األولى من املجلد األول ( :إذا قيل
إن الكتب املقدسة أوحيت من جانب هللا ،فال يراد أن كل لفظ والعبارة كلها من الهام هللا بل يعلم من
اختالف محاولة املصنفين واختالف بيانهم أنهم كانوا مجازين أن يكتبوا على حسب طبائعهم وعاداتهم
ومفهومهم واستعمل علم اإللهام على طريق استعمال العلوم الرسمية .وال يتخيل انهم كانوا يلهمون في كل
أمر يبينونه أو في كل حكم كانوا يحكمون به .انتهى ملخصا ثم قال ( :هذا األمر محقق ان مصنفي تواريخ
العهد العتيق كانوا يلهمون في بعض األوقات).
وجاء في كتاب هل العهد القديم كلمة هللا ؟ في الصفحة " :53ال يملك اليهود وال النصارى أي دليل -ولو كان
ضعيفا ـ يثبت صحة نسبة األسفار املقدسة إلى أصحابها ،إذ هذه الكتب خالية من األسانيد التي توثقها ،
بل إن األدلة تثبت عكس ذلك42.
42كتاب هل العهد القديم كلمة هللا ؟ د .بن محمود السقار ،ص ،53الطبعة األولى 1428ه2007 /م ,دار االسالم للنشر والتوزيع.