Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 15

‫تحت إشراف فضيلة الدكتور‪:‬‬ ‫من إنجاز الطالبات‪:‬‬

‫صفاء السامع ‪ /‬سلمى روجدامي‬


‫عبد الرحيم‬ ‫شيماء العمراني ‪ /‬فرح اسماعيلي‬
‫العبدالوي‬
‫فاطمة الزهراء اربيعي‪/‬سمية األطراسي‬
‫الوصف البيبليوغرافي للكتاب‪:‬‬
‫عنوان الكتاب‪ :‬إظهار الحق‪.‬‬
‫املؤلف‪ :‬الشيخ العالمة رحمة هللا بن خليل الرحمان الكيرانوي العثماني الهندي الحنفي املتوفى‬
‫سنة‪1308:‬ه‪.‬‬
‫املحقق‪ :‬الدكتور محمد أحمد محمد عبد القادر خليل ملكاوي‪.‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الغد الجديد‪ ،‬القاهرة‪ -‬مصر‪،‬الطبعة ألاولى ‪1436‬ه‪2015/‬م‪ ،‬مج ‪1‬‬
‫نبذة موجزة عن املؤلف‬
‫اسمه ونسبه‪ :‬هو محمد رحمت هللا بن خليل الرحمان الكيرانوي العثماني الهندي‬ ‫‪.1‬‬
‫الحنفي‪ ،‬نزيل الحرمين‪ :‬باحث‪ ،‬عالم بالدين‪ ،‬ينتهي نسبه عند الجد الرابع والثالثين‬
‫إلى ذي النورين عثمان بن عفان رض ي هللا عنه‪ ،‬وكان جده الرابع والعشرون عبد‬
‫الرحمان أول من قدم الهند من آل عثمان‪ ،‬وعينه السلطان محمود الغرنوي قاضيا‬
‫للعسكر‪ ،‬وقد صاحبه في حمالت فتح الهند‪.‬‬
‫مولده ونشأته‪ :‬ولد في كيرانة في الهند جمادى ألاولى ‪1233‬ه املوافق ل‪1818‬م‪ ،‬وبدأ‬ ‫‪.2‬‬
‫تعليمه في بلدته على يد والده وكبار أفراد العائلة املشهورين بالعلم والفضل والدين‪،‬‬
‫حسب النظام املتبع في ذلك العهد‪ ،‬فحفظ القرآن الكريم وهو في الثانية عشرة من‬
‫عمره‪ ،‬وكان يتقن عدة لغات منها‪ :‬العبرية وألاوردية والفارسية‪ ،‬واهتم أيضا بدراسة‬
‫العلوم الشرعية واللغة‪ .‬إذ درس الشريعة واللغة على آبائه‪ ،‬ولم يكتف بهذا بل ارتحل‬
‫إلى دلهي لدراسة التعليم العالي‪ ،‬وتعلم أيضا آداب الفرس والطب والهندسة‪.‬‬
‫وفاته رحمه هللا‪ :‬توفي الشيخ رحمت هللا الهندي بمكة ليلة الجمعة ‪ 22‬من شهر رمضان‬ ‫‪.3‬‬
‫املبارك عام ‪1308‬ه املوافق من مايو ‪1891‬م‪ ،‬ودفن في املعالة (مقبرة في مكة‬
‫املكرمة)‪،‬عن عمر يقارب خمسا وسبعين سنة‪،‬رحمة هللا عليه‪.‬‬
‫شيوخه‪ :‬تتلمذ الشيخ رحمت هللا الهندي على مجموعة من العلماء من أبرزهم‪ :‬املفتي‬ ‫‪.4‬‬
‫سعد هللا املراد آبادي والشيخ إمام بخش الصهبائي الدهخلوي‪.‬‬
‫تالميذه‪ :‬ليس من السهل حصر جميع من تلقوا العلم على يديه ولكن نذكر بعضا منهم‬ ‫‪.5‬‬
‫امللك الشريف حسين بن علي الهاشمي‪.‬‬
‫العالمة الشيخ أحمد الدين جكوالي‪.‬‬
‫العالمة الشيخ أحمد أبو الخير مرداد‪.‬‬
‫مؤلفاته‪* :‬املناظرة التقريرية بين الشيخ رحمت هللا الهندي والقسيس بفندر‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫‪ ‬التنبيهات في إثبات الاحتياج إلى البعثة والحشر وامليقات‪.‬‬
‫‪ ‬كتاب إزالة ألاوهام‪.‬‬
‫‪ ‬كتاب إلاعجاز العيسوي مكانته العلمية‬
‫سبب تأليف الكتاب‪ :‬يمكننا القول بأن كتاب إظهار الحق هو الكتاب الذي كانت‬ ‫‪.7‬‬
‫املناظرة سببا في تأليفه‪ ،‬فقد طلب السلطان العثماني عبد العزيز خان حضور الشيخ‬
‫رحمت هللا الهندي إلى تركيا ملناظرة فندر بعد أن أوهم السلطان بغلبته على الشيخ‪،‬‬
‫لكنه هرب قبل نزول الشيخ إلى الاستبانة‪ ،‬فلما استبين السلطان وقائع املناظرة طلب‬
‫من الشيخ رحمت هللا الهندي تأليف كتابه باللغة العبرية‪ ،‬لكي يكون سدا منيعا في‬
‫وجه املنظرين وافتراءاتهم على إلاسالم‪ ،‬ومرجعا للطالب‪.‬‬
‫أهم ما تناوله الكاتب في الكتاب‪ :‬اشتمل الكتاب على دراسة نقدية في إثبات وقوع‬ ‫‪.8‬‬
‫التحريف‪ ،‬والنسخ في التوراة وإلانجيل‪ ،‬وإبطال عقيدة التثليث وألوهية املسيح‪،‬‬
‫وإثبات إعجاز القرآن وصدق نبوة النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬والرد على شبه‬
‫املستشرقين واملنظرين التي أثاروها بمنهج علمي دقيق‪.‬‬
‫القيمة العلمية للكتاب‪ :‬لقد ظهر هذا الكتاب في وقت كانت الحاجة إليه ماسة‪،‬‬ ‫‪.9‬‬
‫حيث كان سلطان النصارى غالبا على معظم أنحاء العالم‪ ،‬وكان املنظرون يألفون‬
‫الكتب التي يتهجمون فيها على إلاسالم وكتابه ونبيه صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وكانت‬
‫هذه الكتب تطبع بجميع اللغات العاملية‪ ،‬فجاء هذا الكتاب الذي يعد من أعظم ما‬
‫ألف للرد على النصارى‪ ،‬وكشف زيف مزاعم املنصرين ومطاعنهم‪.‬‬
‫الباب ألاول‪ :‬في بيان كتب العهد العتيق والجديد‬
‫الفصل ألاول‪ :‬في بيان أسمائها وتعدادها‪.‬‬
‫الكتاب املقدس‬

‫العهد الجديد‪ :‬كتب بااللهام بعد‬ ‫العهد القديم‪ :‬وصل بواسطة‬


‫عيسى عليه السالم‬ ‫االنبياء قبل عيسى عليه السالم‬

‫القسم األول‪ 38 :‬كتاب‬


‫القسم األول‪ 20 :‬كتابا‬
‫س التكوين‪ ،‬الخروج‪ ،‬االحبار‪ ،‬العدد‪ ،‬التثنية‪ ،‬ك‬
‫االناجيل ‪ ،4‬ك أعمال الحواريين‪ ،‬ر بولس‬ ‫يوشع‪ ،‬القضاة‪ ،‬راعوث‪ ،‬صموئيل‪ ،1‬ص‪،2‬‬
‫الى أهل رومية‪ ،‬ر‪ 1‬الى أهل كورنثوس‪،‬‬ ‫الملوك‪ ،1‬م‪ ،2‬س‪1‬من أخبار االيام‪ ،‬س‪ 2‬من أأ‪،‬‬
‫ر‪2‬اليهم‪ ،‬ر الى أهل غالطية‪ ،‬رإأ أفسس‪،‬‬ ‫س‪ 1‬لعزرا‪ ،‬س‪ 2‬نحميا‪ ،‬أيوب‪ ،‬الزبور‪،‬‬
‫رإأ فيلبى‪ ،‬رإأ كولوسى‪ ،‬ر‪ 1‬إأتسلونيكى‪،‬‬ ‫سليمان‪ ،‬الجامعة‪ ،‬نشيد األنشاد‪ ،‬اشعيا‪ ،‬ارميا‪2،‬‬
‫ر‪2‬اليهم‪ ،‬ر ‪1‬إ وتيموثاوس‪ ،‬ر‪2‬اليه‪ ،‬ر أ‬ ‫ارميا‪ ،‬حزقيال‪ ،‬دانيال‪ ،‬هوشع‪ ،‬يوئيل‪ ،‬عاموص‪،‬‬
‫تيطس‪ ،‬رإ فليمون‪ ،‬ر ‪1‬لبطرس‪ ،‬ر‪1‬ليوحنا‬ ‫عوبديا‪ ،‬يونان‪ ،‬ميخا‪ ،‬ناحوم‪ ،‬حبقون‪ ،‬صفينا‪،‬‬
‫سوى بعض الفقرات‬ ‫حجى‪ ،‬زكريا‪ ،‬مالخيا‬

‫القسم الثاني‪7 :‬‬ ‫القسم الثاني‪ 9:‬كتب‬


‫كتب ربولس الى العبرانيين‪ ،‬ر‪2‬لبطرس‪،‬‬ ‫ك أستير‪ ،‬ك باروخ‪ ،‬جزء من ك دانيال‪ ،‬ك‬
‫ر‪ 2‬ليوحنا‪ ،‬ر‪ 3‬ليوحنا‪ ،‬ريعقوب‪،‬‬ ‫طوبيا‪ ،‬ك يهودبت‪ ،‬ك وزدم‪ ،‬ك‬
‫ريهوذا‪ ،‬مشاهدات يوحنا‪.‬‬ ‫ايكليزياستكس‪ ،‬ك مكابين‪ ،1‬ك م‪2‬ن‬

‫‪ ‬انعقد مجلس في ‪325‬م برئاسة ملك قسطنطين من أجل املشاورات في الكتب املشكوك‬
‫فيها‪ ،‬و ختم بالتسليم لكتاب يهوديت‪.‬‬
‫‪ ‬وفي مجلس لوديسيا سنة ‪364‬م‪ :‬أبقوا كتاب يهوديت وأضافوا كتاب أستير‪ -‬رسالة‬
‫يعقوب‪-‬الرسالة الثانية لبطرس‪-‬الرسالة الثانية ليوحنا – رسالة يهوذا‪ -‬رسالة بولس إلى‬
‫العبرانيين‪.‬‬
‫‪ ‬انعقد بعده مجلس كارتهيج سنه ‪ 397‬م ‪:‬أبقوا على حكم ألاولين وزادوا على حكمهما هذه‬
‫الكتب‪ :‬كتاب وزدم ‪ -‬كتاب طوبيا ‪ -‬كتاب باروخ ‪ -‬كتاب ايكليزيا ستيكس ‪ -‬كتابي املكابين ‪-‬‬
‫كتاب مشاهدات يوحنا‪.‬‬
‫لكن أهل هذا املجلس لم يكتبوا اسم باروخ على حدة في فهرست ألاسماء بل جعلوه بمنزلة‬
‫جزء من كتاب إرميا ألن باروخ عليه السالم كان بمنزلة النائب والخليفة إلرميا عليه السالم‪.‬‬

‫‪ ‬وانعقد بعد ذلك ثالث مجالس (ترلو ‪ -‬فلورنس ‪ -‬ترنت) وعلماء هذه الثالث من املجالس‬
‫أبقوا حكم كارتهيج على حاله‪ ،‬لكن أهل ألاخيرين كتبوا اسم باروخ على حدة في فهرست‬
‫أسماء الكتب‪ .‬بقيت هذه الكتب املشكوكة مسلمة بين جمهور املسيحيين ملدة ‪ ،1200‬إلى‬
‫أن ظهرت فرقة البروتستانت فردوا حكم ألاسالف في باب كتاب باروخ‪ ،‬كتاب طوبيا‪،‬‬
‫كتاب يهوديت‪ ،‬كتاب وزدم‪ ،‬كتاب ايكليزيا ستيكس‪ ،‬كتاب املكابين‪ ،‬وقالوا أنها واجبة الرد‬
‫وغير مسلمة‪.‬‬
‫‪ ‬وردوا حكمهم في بعض أبواب كتاب أستير وسلموا في البعض ألن الكتاب كان ستة عشر‬
‫بابا فقالوا إن ألابواب التسعه ألاولى وثالث آيات من الباب العاشر واجبة التسليم‪ ،‬وعشر‬
‫آيات من الباب العاشر وستة أبواب فيه واجبه الرد‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬في بيان أن أهل الكتاب اليوجد عندهم سند متصل للكتاب‬
‫يبين املؤلف في الفصل الثاني مجموعة من ألادلة التي تظهر عدم اتصال السند لديهم‬
‫وقد طلب منهم اظهار السند لكنهم اعتذروا بعدم الاتيان به ملا وقع لهم من املحن والفتن‪،‬‬
‫ومن نماذج ذلك ألاتي‪:‬‬
‫‪ ‬حال التوراة‬

‫يقول املؤلف أنه ال سند ‪ ،‬لكون هذه التوراة املنسوبة إلى موس ى عليه السالم من تصنيفاته‪ ،‬ويدل‬
‫على ذلك بأمور‪:‬‬

‫‪ 1‬التعبير بضمير الغائب في قول موس ى مما يدل على أنه ليس بكاتبه‪.‬‬
‫‪ 2‬تحريف بعض الفقرات وألابواب جعل فرقهم على اختالف الكاثوليك‪/‬البروتستانت تعترف‬
‫ب‪ 7‬كتب فقط البقية التسلم بها ص ‪245‬‬
‫‪3‬أتبث بعض علمائهم أنها ليست من تصنيف موس ى‪ ،‬وأنها كتبت في كنعان أو أورشليم‪،‬أي أنها‬
‫ألفت في زمن داوود عليه السالم أو بعده ‪500‬سنة بعد وفاة موس ى‬
‫‪4‬اللسان الذي كتبت به التوراة وسائر الكتب من العهد القديم واحد أي أنهم كتبوا في نفس‬
‫املرحلة‬
‫‪5‬اللغة التي كتبت بها أسفار موس ى الخمس في الاصل هي العبرية وبعدها ترجمت الى الارامية‬
‫‪6‬وجود مغالطات كثيرة بين ألابواب نمودج أوالد بنيامين‬
‫‪ ‬حال كتاب يوشع‬

‫وهو بمنزلة الثانية من التوراة فيقول املؤلف بالجزم أنه لم يظهر إلى آلان اسم مصنفه وال زمان تصنيفه‬
‫وافترقوا إلى عدة أقوال‪:‬‬
‫قال كالون‪ :‬أنه تصنيف العازرا‪ ،‬وقال هنري‪ :‬أنه تصنيف أرميا‪ ،‬وقال وانتل‪ :‬أنه تصنيف صموئيل‪،‬‬
‫وقالت مجموعة منهم‪ :‬أنه تصنيف يوشع‪.‬‬
‫مع العلم أن بين أرميا ويوسع مدة ‪850‬سنة فانظر إلى اختالفهم الفاحش ووقوع هذا‪ ،‬دليل كامل على‬
‫عدم إسناد هذا الكتاب عندهم‪ ،‬وأن كل منهم يقول بالظن‪ ،‬وأنه هو السند عندهم‪.‬‬

‫‪ ‬حال كتاب القضاة‬

‫هو في املنزلة الثالثة‪ ،‬فيه اختالف عظيم لم يعلم مصنفه وال زمان تصنيفه‪.‬‬
‫فقال بعضهم‪ :‬أنه تصنيف فينحاس‬
‫وقال بعضهم‪ :‬أنه تصنيف ٰ‬
‫حزقيا‪ ،‬وعلى هذين القولين ال يكون الكتاب إلهاميا‬
‫وقال بعضهم‪ :‬أنه تصنيف ِع ْزرا؛ وما بين فينحاص وعزرا زمان أزيد من ‪900‬سنة‪ ،‬ولوكان عندهم سند‬
‫ملا وقع هذا الاختالف الفاحش‪ ،‬وهذه ألاقوال غير صحيحة عند اليهود وهم ينسبونه رجما بالغيب إلى‬
‫صموئيل‪.‬‬

‫‪ ‬حال كتاب راعوث‬

‫هذا الكتاب في املنزلة الرابعة‪ ،‬وفي اختالف أيضا‪ ،‬فقد قال فيه بعضهم‪ :‬أنه تصنيف حزقيا وعلى هذا ال‬
‫يكون إلهاميا‪ ،‬وقال البعض‪ :‬أنه تصنيف عزرا‪ ،‬وقال اليهود وجمهور املسيحيين‪ :‬أنه تصنيف صموئيل‪.‬‬

‫‪ ‬حال كتاب نحميا‬

‫مع أن فيه اختالف ‪ ،‬إال أن مختار ألاكثر‪ :‬أنه تصنيف نحميا‪ ،‬وقال أتهانيسيش وغيره أنه تصنيف عزرا‪،‬‬
‫وعلى ألاول ال يكون هذا الكتاب إلهاميا وال يصح أن يكون ست وعشرون آية من أول الباب الثاني عشر‬
‫من هذا الكتاب من تصنيفه وفي اثنان وعشرين آية منها ذكر دارا سلطان إيران وهو كان بعد ‪ 100‬سنة‬
‫من موت نحميا‪.‬‬

‫‪ ‬حال كتاب أيوب‬


‫وحال هذا الكتاب أشنع مما ذكر وفيه اختالف من أربعة وعشرين وجها ‪ ،‬وقال فيه العالم املشهور من‬
‫علماء اليهود (الربى ممائى ديز) و (ميكايلس) وغيره من العلماء املسيحيين ‪،‬على أن أيوب اسم فرض ى‬
‫وكتابه حكاية باطلة وقصة كاذبة وذمه (تهيودور) ذما كثيرا‪ .‬ولو فرضنا أنه تصنيف (أليهو) أو رجل من‬
‫أهله أو رجل مجهول إلاسم معاصر ملنس ى بن حزقيا هذا ال يثبت كونه إلهاميا‪ .‬وهذا دليل كاف على أن‬
‫أهل الكتاب ال يوجد عندهم سند متصل لكتبهم‪ ،‬ويقولون بالظن والتخمين ما يقولون‪.‬‬

‫‪ ‬حال زبور داود عليه السالم‬


‫حالة مزامير سيدنا داود عليه السالم قريبة من حالة سفر سيدنا أيوب عليه السالم‪ ،‬ولم يثبت بالسند‬
‫الكامل أن مصنفه فالن‪ ،‬وال يعرف متى جمعت املزامير في مجلد واحد ولم يتحقق أن أسمائها إلهامية أو‬
‫غير الهامية‪ .‬وقد اختلف العلماء املسيحيون في مصنفه إلى قولين‪:‬‬
‫‪ ‬القول ألاول‪ :‬أن هذا الكتاب كله تصنيف سيدنا داود عليه السالم وهو قول أروجن وأكستاين‬
‫وغيرهم وقال هورن‪ ":‬إن القول ألاول غلط محظ‪ ،‬وقال بعض املفسرين‪ :‬إن بعض الزبورات‬
‫صنفت في زمان يهوذا بن متانياس لكن قوله ضعيف‪".‬‬
‫‪ ‬أما القول الثاني ‪:‬لم يعلم اسم مصنف زبورات هي أزيد من ثالثين ‪،‬وعشرة زبورات من تصنيف‬
‫موس ى من الزبور التسعين إلى الزبور التاسع والتسعين ‪،‬وواحد وسبعون زبورا من تصنيف‬
‫سيدنا داود‪ ،‬أما الزبور الثامن والثمانون من تصنيف (همان) بينما الزبور التاسع والثمانون من‬
‫تصنيف (إتهان) والزبور الثاني والسبعون والزبور املائة والسابع والعشرون من تصنيف سيدنا‬
‫(سليمان) عليه السالم وثالثة مزامير من تصنيف (جدوتهن)واثنا عشر زبورا من تصنيف‬
‫(آساف)وقيل إن الزابور الرابع والسبعين والتاسع والسبعين ليسا من تصنيفه وأحد عشر زبورا‬
‫من تصنيف ثالثة أبناء قورح وقيل إن شخصا اخر صنفها ونسبها إليهم وقيل إن املزامير التي‬
‫صنفها سيدنا داود هي خمسة وأربعون فقط و الزبورات الباقية من تصنيفات سيدنا آدم ‪،‬‬
‫وإبراهيم ‪ ،‬وموس ى‪ ،‬وآساف وهمان ‪ ،‬وجدوتهن‪ ،‬ثالثة أبناء قورح في حين أن سيدنا داود فقد‬
‫جمعها ولم يصنفها‪.‬‬

‫وقال هورن ‪":‬أن هذا الكتاب هو تصنيف هؤالء ألاشخاص وهم موس ى ‪ ،‬وداود ‪ ،‬وسليمان ‪ ،‬وآساف ‪،‬‬
‫همان‪ ،‬إتهان‪ ،‬وجدوتهن ‪،‬ثالثة أبناء قورح‪".‬‬
‫كذلك وقعت الاختالفات في جمع الزبورات في مجلد واحد فقال البعض‪ :‬إنها جمعت في زمن داود‪ ،‬وقيل‬
‫جمعها أحباء حزقيا في عصره وقيل إنما جمعت في أزمنة مختلفة‪.‬‬
‫وكذلك الاختالف في أسمائها فقال البعض ‪:‬إنها إلهامية ‪،‬وقال البعض الاخر ‪:‬إن شخصا من غير ألانبياء‬
‫سماها بهذه ألاسماء ‪.‬‬
‫‪1‬‬‫حال كتاب أمثال سليمان‬ ‫‪‬‬
‫بالنسبة لسفر أمثال سيدنا سليمان فحاله كحال سفر سيدنا أيوب عليهم وعلى سيدنا أفضل‬
‫الصالة وأزكى السالم فقد زعم البعض أن هذا الكتاب كله من تصنيفات سيدنا سليمان عليه السالم‬
‫وهذا الزعم باطل يرده اختالف املحاورة وتكرار الفقرات ‪ 2‬من غير حاجة ملزمة لذلك ‪.‬‬
‫ومن الشواهد على بطالن نسبة هذا السفر إلى نبي هللا سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصالة والسالم‬
‫ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬أوال‪ :‬جاء في إلاصحاح الخامس والعشرين منه‪" 3:‬فهذه أيضا من أمثال سليمان التي استكتبها‬
‫أصدقاء حزقيا ملك يهوذا"‪ .4‬وفيه تصريح واضح بأن جزءا من هذه ألامثال ‪ -‬إنما ُأ ّلف ّ‬
‫ودون‬
‫بعد وفاة سيدنا سليمان عليه السالم بأكثر من قرنين من الزمن‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫‪ ‬ثانيا‪ :‬جاء من شهادة آلاباء القدماء للكنيسة حيث قالوا ‪":‬وضع سليمان قسما وافرا من ألامثال‪،‬‬
‫على أنه ال يمكننا أن نقول إن كتاب املزامير كله هو تأليف امللك داود ‪،‬و أن سفر ألامثال برمته‬
‫‪5‬‬
‫هو من وضع سليمان الحكيم "‪.‬‬
‫‪ ‬حال كتاب الجامعة‬
‫وحال كتاب الجامعة ليس بأحسن من حال سابقه فقد اختلفوا في مصنفه الحقيقي اختالفا عظيما‬
‫قيل إنه من تصنيف سليمان عليه السالم وقال "الربى قمجي " ‪:‬إنه تصنيف إشعيا ؛وقال علماء التلمود‬
‫إنه سفر حزقيا وقال كروتس ‪":‬إن أحدا صنفه بأمر (زوربال) ألجل تعليم ابنه أبيهود‪ 6‬؛وذهب بعض‬
‫علمائهم إلى أنه كتب بعد ألاسر البابلي وأيا كان من هذه ألاقوال‪ ،‬فإن الذي يجب تقريره واعتقاده أن‬
‫هذا السفر ال يمكن أن يكون من تصنيف نبي هللا سليمان عليه السالم ويشهد لهذا ما جاء عن بعض‬
‫رؤساء الكنيسة عن هذا السفر ومؤلفه الحقيقي ‪ ":‬يبتدئ الغموض بشخص املؤلف نفسه الذي يدعي‬
‫في الفصل ألاول أنه ابن داود ‪،‬و ملك في أورشليم ‪ ، ...‬وكان يجب أن ال تغش هذه التسمية الوهمية‬
‫أحدا "‪7.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪ 2‬إظهار الحق ‪ ،‬لخليل الرحمان الهندي ‪ ،‬تحقيق عبد الرحمان فهمي الزواوي ‪ ،‬الجزء ألاول ‪،‬دار الغد‬
‫الجديد ‪ ،‬الطبعة ‪،‬ألاولى ‪1436‬ه‪2015-‬م‪(-‬ص)‪.95:‬‬
‫‪ 3‬مصادر النصرانية دراسة ونقدا لعبد الرزاق عبد املجيد أالرو ‪،‬الجزءألاول ‪ ،‬دار التوحيد للنشر ‪،‬‬
‫الطبعة ألاولى ‪1428،‬ه‪2007-‬م‪(-‬ص)‪183 :‬‬
‫‪ 4‬إظهار الحق ‪ ،‬لخليل الرحمان الهندي ‪(،‬ص)‪96‬‬
‫‪ 5‬مصادر النصرانية دراسة ونقدا لعبد الرزاق عبد املجيد أالرو‪ ،‬ج ‪(1‬ص)‪184‬‬
‫‪ 6‬إظهار الحق ‪،‬لخليل الرحمان الهندي ‪ ،‬ج ‪(1‬ص)‪97‬‬
‫‪ 7‬مصادر النصرانية دراسة ونقدا‪ ،‬لعبد الرزاق عبد املجيد أالرو ‪،‬ج‪(1‬ص)‪185‬‬
‫‪ ‬حال كتاب نشيد ألانشاد‪:‬‬
‫وهو عبارة عن قصائد غزلية ولهذا سمي بهذا إلاسم ويسمى أيضا ب(نشيد سليمان) ‪ ،8‬غير أن هناك‬
‫السالم غلط محض‪،‬‬ ‫رأي آخر لبعض املتأخرين وهو‪":‬أن القول بهذا الكتاب هو من تصنيف سليمان عليه ّ‬
‫سق ّي‪ ،‬فليخرج من الكتب‬ ‫ٌ‬
‫كتاب ِف ِ‬ ‫صنف هذا الكتاب بعد ُم ّدة من وفاته ‪ ".‬وهناك من قال‪ :‬إنه‬ ‫بل ُ‬
‫جعلي‪ ،‬وألاقرب للصواب أن هذا الكتاب ال ُيمكن أن ُينسب ّ‬
‫لنبي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املقدسة‪ ،‬وهناك من قال بأنه كتاب‬
‫السالم‪ ،‬فنحن نبرىء سليمان عليه ّ‬
‫السالم من مثل هذه ألامور‪ ،‬إلحتوائه على أغاني‬ ‫هللا سليمان عليه ّ‬
‫شعبية‪ ،‬ومواضيع غرامية وغزلية مخجلة‪ ،‬فال ينبغي أن تكون هذه ألامور في كتاب ُينسب إلى ّ‬
‫نبي‪ .‬فقد‬
‫ذهب عدد من علمائهم إلى أن السفر موضوع ومزور وملحق‪ ،‬وحكم بعضهم بإخراجه من كتابهم ّ‬
‫املقدس‪9‬‬
‫النقد واللغة والبيئة ّ‬
‫التاريخية وضحوا أن السفر يعود إلى القرن الرابع‬ ‫وخالصة القول فإن علماء ّ‬
‫قبل امليالد‪ ،‬وليس إلى عهد سليمان عليه ّ‬
‫السالم‪.‬‬

‫‪ ‬حال كتاب دانيال‬


‫ينسب هذا السفر لدانيال‪ 10‬الذي عاش حتى زمن سقوط بابل‪ 11‬في ‪538‬ق‪.‬م ‪ ،‬ويستبعد كثير من الباحثين‬
‫السفر قد ُألف في ذلك ّ‬
‫الزمان البعيد‪ ،‬أو أن يكون دانيال هو املؤلف الحقيقي له‪12.‬‬ ‫أن يكون ّ‬
‫ُ‬
‫كما أن الكتاب لم يدون في كتب ألانبياء‪ ،‬وهذا دليل على تأليفه املتأخر‪ ،‬وكتاب دانيال ترجم بعدة لغات‪،‬‬
‫فنجد الترجمة اليونانية‪ ،‬والترجمة الالتينية‪ ،‬وجميع تراجم الروم الكاثوليك‪ ،‬وكتاب دانيال لم يخلو من‬
‫ص‬‫النص العبري‪-‬آلارامي والن ّ‬
‫ّ‬ ‫ألاخطاء والاختالفات والتناقضات كغيره من الكتب ألاخرى‪ ،‬وخصوصا بين‬
‫اليوناني‪.‬‬
‫ويتضح لنا مما سبق أن كتاب دانيال من غير املمكن أن ينسب إلى دانيال‪ ،‬وذلك راجع إلى السياق ّ‬
‫الزمني‬ ‫ّ‬
‫فهو بعيد كل البعد عن زمن دانيال عليه ّ‬
‫السالم‪ ،‬ربما هو من تأليف رجل فاقد إلاتزان‪ ،‬أراد به الفتنة‬
‫فقط‪.‬‬

‫‪ ‬حال كتاب أستير‬

‫‪ 8‬كتاب العهد القديم دراسة نقدية‪-‬للدكتور علي سري محمود املدرس‪ -‬ص‪. 362‬‬
‫‪9‬كتاب مصادر النصرانية دراسة ونقدا تأليف د‪.‬عبد الرزاق بن عبد املجيد أالرو دار التوحيد للنشرج‪ 1-‬ص‪186.‬‬
‫الصالة ّ‬
‫والسالم وأنه كان من املسبين في بابل‪ .‬انظر قاموس‬ ‫‪10‬دانيال ‪:‬قيل إنه كان أحد أنبياء بني إسرائيل عليهم ّ‬
‫ك‪.‬م‪.‬ص‪357‬‬
‫‪11‬بابل‪ :‬مدينة شهيرة في العالم القديم‪ ،‬كانت تقع على ضفتي نهر الفرات‪ ،‬بالقرب من مدينة الحلة الحالية في‬
‫العراق‪ ،‬وكانت تعرف قديما بأرض شنعار‪ .‬انظر قاموس ك‪.‬م ص‪157‬‬
‫النصرانية د اسة ونقدا تأليف عبد ّ‬
‫الرزاق عبد املجيد د‪.‬عبد الرزاق بن عبد املجيد أالرو دار التوحيد‬ ‫‪ 12‬كتاب مصادر ّ‬
‫ِر‬
‫للنشر ج‪ 1-‬ص ‪186‬‬
‫سفر أستير هو آخر ألاسفار التاريخية السابعة عشر في العهد القديم ‪ .‬وهو يتضمن ما يقارب اثنا عشر‬
‫سنة من تاريخ اليهود الذين ظلوا في بالد فارس بعد انقضاء مدة السبي التي امتدت سبع سنوات‪.‬‬
‫ومعظم هؤالء اليهود كانوا قد ولدوا في السبي وبالتالي لم يكن لهم والء الورشليم ‪ 13‬وعلى ألارجح أنهم‬
‫‪14‬‬
‫لم يدركوا ألاهمية النبوية للجنس اليهودي‪.‬‬
‫مان تصنيفه‪،‬فهناك من قال‪:‬بأنه من تصنيف علماء املعبد الذين‬ ‫وكتاب أستير لم ُيعلم إسم مصنفه وال ُ‬
‫ز‬
‫كانوا من عهد ِع ْزرا‪ ،‬وقال البعض‪:‬إنه تصنيف(يهوكين) الذي هو ابن َيسوع‪ ،‬وقال آخرون أنه من‬
‫مستمدة من أسطورة خيالية تحكي عن إلالهة‬ ‫ّ‬ ‫تصنيف(مردكى وأستير)‪،‬والخالصة أنه عبارة عن رواية‬
‫عشتار(أستير)‪ ،‬وإلاله مردوخ(مردخاي)‪15 .‬وذهب آخرون إلى أنه يمثل ما حدث بين اليهود وامللك السلوقي‬
‫أنطيوخس الرابع أبيفانوس في القرن الثاني ق‪.‬م‪.‬‬
‫شابة تعيش في ّ‬
‫الشتات الفارس ي والتي تجد حضوة‬ ‫املقدس أن أستير هي امرأة يهودية ّ‬‫وماجاء به الكتاب ّ‬
‫اليهودي من الخراب ّ‬
‫والدمار‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لدى امللك‪ ،‬وتصبح ملكة‪ ،‬وتخاطر بحياتها إلنقاذ الشعب‬
‫‪ ‬حال كتاب إرميا‬
‫‪52‬باب ليس من تصنيف إرميا قطع ‪ ،‬ألاية ‪10\11‬باب ليست منه وإنما ألحقت به وال يعلم اسم من‬
‫ألحقها ‪،‬جميع ملفوظات هذا النبي بالعبرية الا ألاية ‪ 11‬فإنها باللسان الكسدي‪.‬‬
‫‪ ‬حال كتاب إشعيا‬
‫من الباب ‪ 40‬إلى الباب ‪ 66‬ال يمكن أن يكون من تصنيف اشعيا‬
‫‪ ‬حال إنجيل متى‬
‫أن إنجيل متى كان باللسان العبري وقد فقد وال يوجد إال ترجمته وال يعلم اسم من ترجمها‬
‫‪ ‬حال إنجيلي مرقس ولوقا‬
‫قال وارد الكاثوليكي في كتابه‪ :‬صرح جيروم في مكتوبه أن بعض العلماء املتقدمون كانوا يشكون في الباب‬
‫آلاخر من إنجيل مرقس‪ ،‬وكذلك في بعض آلايات من الباب الثاني والعشرين من إنجيل لوقا‪ ،‬وفي البابين‬
‫ألاولين من هذا إلانجيل‪ ،‬وما كان هذان البابان في نسخة فرقة مارسيوني‪.‬‬

‫املقدس ُأ ْور َشليم بأنها كانت عاصمة يهوذا وفلسطين ّ‬


‫السياسية لزمن طويل‪.‬‬ ‫‪ 13‬عرف قاموس الكتاب ّ‬
‫ِ‬
‫‪ 14‬د اسة كتاب مقدس‪ :‬عهد قديم‪-‬القس أنطونيوس‪ّ -‬‬
‫مقدمة في سفر أستير"‪"Esther‬مقدمة ومحور ّ‬
‫السفر‪:‬سفر أستير‬ ‫ر‬
‫هو آخر ألاسفار‪-1.‬مؤامرة هامان‪-‬ص‪.3‬‬
‫‪ 15‬كتاب العهد القديم دراسة نقدية‪-‬د‪.‬علي سري محمود املدرس‪-‬ص‪.381‬‬
‫أما املحقق نورتن في الصفحة سبعين من كتابه املطبوع سنة ‪1837‬م قال‪ :‬في إنجيل مرقس عبارة واحدة‬
‫قابلة للتحقيق من آلاية التاسعة إلى آخر الباب آلاخر‪ ،‬بينما كريسباخ وهو من العلماء املعتبرين في فرقة‬
‫البروتستانت أورد في شرحه أدلة على كونها إلحاقية‪.‬‬

‫‪ ‬حال إنجيل يوحنا‬


‫لم يثبت أن هذا إلانجيل من تصنيف يوحنا‪ ،‬ومما يدل على ذلك‪:‬‬
‫‪-‬ال يظهر من هذا إلانجيل أن يوحنا يكتب الحاالت التي رآها بعينه‪.‬‬
‫‪-‬أن املحقق برطشنيدر قال ‪ :‬إن هذا إلانجيل كله وكذا رسائل يوحنا ليست من تصنيفه‪ ،‬بل صنفها أحد‬
‫في ابتداء القرن الثاني‪.‬‬
‫‪-‬وفي كاثوليك هرلد في صفحة مئتين وخمسة املجلد السابع املطبوع سنة ‪1844‬م أن كاتب إنجيل يوحنا‬
‫طالب من طلبة املدرسة إلاسكندرية‪.‬‬
‫‪-‬أن تلميذ يوحنا الحواري بوليكارب لم يقل أن هذا إلانجيل من تصنيف يوحنا في القرن الثاني ملا أنكر‬
‫هذا إلانجيل‪.‬‬
‫‪-‬كذلك فاستس من أعظم علماء فرقة ماني كيز كان يصيح في القرن الرابع أن هذا العهد الجديد لم‬
‫يصنفه املسيح وال الحواريون بل صنفه رجل مجهول الاسم‪.‬‬
‫‪-‬قال املحقق كروتيس إن هذا إلانجيل كان عشرين بابا فألحقت كنيسة أفسس الباب واحد وعشرين‬
‫بعد موت يوحنا‪.‬‬
‫‪-‬إن فرقة ألوجين كانت في القرن الثاني تنكر هذا الانجيل وجميع تصانيف يوحنا‪.‬‬
‫‪-‬توجد في زمن تأليف ألاناجيل ألاربعة روايات واهية ضعيفة بال سند‪ ،‬يعلم منها أيضا أنه ال سند عندهم‬
‫لهذه الكتب‪.‬‬

‫‪ ‬حال بعض الرسائل‬


‫قال‪ :‬هورن في صفحة‪ 207-206 :‬من املجلد الثاني في تفسيره املطبوع سنة ‪1822‬م ال توجد في الترجمة‬
‫السريانية الرسالة الثانية لبطرس‪ ،‬ورسالة يهودا‪ ،‬والرسالة الثانية والثالثة ليوحنا‪ ،‬ومشاهدات يوحنا‪،‬‬
‫ومن آلاية الثانية إلى آلاية الحادية عشر من الباب الثامن من إنجيل يوحنا‪ ،‬وآلاية السابعة من الباب‬
‫الخامس من الرسالة ألاولى ليوحنا‪ .‬فمترجم الترجمة السريانية أسقط هذه ألاشياء لعدم صحتها عنده‪.‬‬
‫وقال راجرس من علماء البروتستانت كثيرين من علماء فرقته أخرجوا الكتب املقدسة باعتقاد أنها كاذبة‪،‬‬
‫وهي‪:‬‬
‫الرسالة العبرانية‪ ،‬ورسالة يعقوب‪ ،‬والرسالة الثانية والثالثة ليوحنا‪ ،‬ورسالة يهوذا‪ ،‬ومشاهدات يوحنا‪.‬‬
‫وأكد بلس من علماء البروتستانت أن هذه الرسائل ليست من تصنيف الحواريين‪ ،‬وأوجبوا تسليم بكتاب‬
‫املشاهدات‪.‬‬
‫وقال الردنر في صفحة ‪ 175‬من املجلد الرابع من تفسيره‪ :‬سرل وكنيسة أورشليم ما كانوا يسلمون كتاب‬
‫املشاهدات ثم قال إن مشاهدات يوحنا ال توجد في الترجمة السريانية القديمة‪.‬‬
‫وقال يوس ي بيس في الباب الخامس والعشرين من الكتاب السابع من تاريخه‪ :‬قال ديونيسيش أخرج‬
‫بعض القدماء كتاب املشاهدات عن الكتب املقدسة‪ ،‬ثم قال نسبته إلى يوحنا الحواري غلط‪ ،‬ومصنفه‬
‫ليس بحواري وال رجل صالح وال مسيحي‪ ،‬بل نسبه سرن تهس امللحد إلى يوحنا‪.‬‬
‫قال أيضا يوس ي بيس في الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه‪ :‬قال أريجن في املجلد‬
‫الخامس من شرح إنجيل يوحنا‪ :‬إن بولس ما كتب شيئا إلى جميع الكنائس‪ ،‬والذي كتبه إلى بعضها‬
‫فسطران أو أربعة سطور‪ ،‬وأكد في مقولة أخرى أن هذه الرسائل نسبت إليه‪.‬‬
‫أما عن قبول بعض الرسائل في املجلسين آلاخرين كما تبين في الفصل ألاول‪ ،‬فليس حجة‪:‬‬
‫‪ -‬ألن علماء املحافل الستة تسلموا الكتب على التدرج‪ ،‬فلو كان حكمهم بدليل لتم تسليم الكل من‬
‫البداية‪ ،‬وإن كان ال يوجد دليل كان لزم الرد‪.‬‬
‫‪-‬قد ثبت بإقرار هورن أنه ما كان تنقيد الروايات في قدمائهم‪ ،‬وكانوا يصدقون الروايات الواهية‬
‫ويكتبونها‪ ،‬فاألغلب أنها وصلت إلى علماء املحافل أيضا بعض الروايات الواهية في باب هذه الكتب‪،‬‬
‫فسلموها بعدما كانت مردودة إلى قرون‪.‬‬
‫‪-‬وألن حال الكتب املقدسة عندهم كحال الانتظامات والقوانين‪ ،‬ومثال ذلك‪:‬‬
‫‪-‬أن الترجمة الالتينية معتبرة عند الكاثوليك ومحرفة غير معتبرة عند البروتستانت‪.‬‬
‫‪-‬أن رسالة أرس تيس كانت مسلمة إلى القرن السادس عشر ثم في القرن السابع عشر صارت كاذبة عند‬
‫جمهور علماء البروتستانت‪.‬‬
‫‪-‬أن كتاب دنيال كان معتبرا عند أسالفهم على وفق الترجمة اليونانية‪ ،‬وملا حكم أريجن بعدم صحته‬
‫تركوه وأخذوا من ترجمة تهيودشن‪.‬‬
‫‪-‬أن الكتاب الثالث لعزرا تسلمه كنيسة كريك إلى آلان وفرقة الكاثوليك والبروتستانت ترودانه‪.‬‬
‫‪ -‬وكذلك زابور سليمان سلمه قدماؤهم‪ ،‬وآلان يعد جعليا‪.‬‬

‫خالصة القول‪:‬‬
‫أكد املؤلف أنه ال يوجد سند متصل ال في العهد العتيق وال في العهد الجديد‪ ،‬وقد أرجع بعض‬
‫علمائهم ان سبب فقدانه هو وقوع املصائب والفتن على املسيحيين مدة ‪313‬سنة وهذا ما‬
‫جعل أغلب كتبهم مبنية على الظن والتخمين‪ ،‬أما عن قولهم أن املسيح شهد بأحقية كتب‬
‫العهد العتيق فهذا ما سيتطرق إليه املؤلف في الباب الثاني‬
‫والجديد‪16‬‬ ‫ترجمات العهد القديم‬
‫‪ ‬أول ترجمة للعهد القديم هي الترجمة اليونانية قام بها ‪ 72‬حبرا من يهود مصر بأمر‬
‫من بطليموس فيالدلف سنتي ‪283/282‬قبل امليالد‬
‫‪ ‬ثم ترجم أحبار بيت املقدس من اللغة العبرية الى اللهجة الارامية الفلسطينية الحديثة‬
‫نسخة أخرى كانوا يدونون الاية بنصها العبري ثم يلحقونها بترجمتها باالرامية وقد‬
‫أطلق على كتابهم اسم الترجوم من أشهرها ترجوم أنقلوس وهي ترجمة لألسفار‬
‫الخمس وحدها‪ ،‬وترجوم يوناثان وهو لبقية اسفار العهد القديم‪ ،‬وقد ألفت هذه‬
‫الترجمات في أوائل القرن الثاني وأواخر القرن الخامس بعد امليالد‪.‬‬
‫‪ ‬في نفس الفترة (من أوائل ق‪ 2‬وأواخر ق‪ )5‬ترجمت مدرسة الكنيسة املسيحية‬
‫السريانية العهد القديم مع العهد الجديد الى اللغة السريانية وهي احدى شعب اللغة‬
‫الارامية‪ ،‬وترجموه من النسخة السبعينية‪ ،‬وليس عن ألاصلية العبرية‪.‬‬
‫وترجم كذلك املسيحيون بفلسطين العهد القديم مع العهد الجديد الى اللغة الارامية‬
‫الفلسطينية الحديثة‪ ،‬وهي من اللهجات املستعملة بفلسطين أنذاك‪ ،‬وذلك بعد‬
‫استقاللهم عن الكنيسة السريانية‪ ،‬استغرقت كلتا الترجمتين للعهد القديم والجديد‬
‫مدة طويلة من القرن ‪8‬الى القرن ‪11‬بعد امليالد‪.‬‬
‫‪ ‬وفي القرون ألاولى بعد امليالد ترجمت أسفار العهد القديم من ترجمتها اليونانية‬
‫السبعينية الى اللغة الالتينية‪ ،‬وعن الترجمة اليونانية والالتينية ترجمت هذه ألاسفار‬
‫الى معظم لغات العالم قديما وحديثا‪.‬‬
‫ألاربعة‪17‬‬ ‫ألاناجيل‬

‫‪ 16‬األسفار المقدسة في األديان السابقة لإلسالم‪ ،‬للدكتور علي عبد الواحد وافي‪ ،‬دار نهضة مصر للطبع والنشر القاهرة‪-‬مصر‪ ،‬ط‪1384 ،1‬ه‪-‬‬
‫‪1964‬م‪ ،‬ص‪20-15‬‬
‫‪ 17‬نفس المصدر من ص ‪67-64‬‬
‫‪ -‬إنجيل متى‪ :‬مؤلفه هو متى أحد الحواريين الاثني عشر وهو أقدم ألاناجيل يرجع‬
‫تاريخ تأليفه إلى سنة ستين بعد امليالد باللهجة آلارامية‪ ،‬إال أن هذا ألاصل آلارمي لم‬
‫يصل إلينا‪ ،‬وإنما وصلت ترجمته اليونانية‪.‬‬
‫وهناك قول أن يوحنا هو من ترجمه‪ ،‬وهذا قول دون سند‪.‬‬
‫إنجيل مرقص‪:‬‬
‫مؤلفه هو القديس مرقص أحد تالميذ السبعين وألفه سنة ثالث وستين أو خمسة‬
‫وستين باللغة اليونانية تحت إشراف أستاذه بطرس‪ ،‬وقيل بطرس هو من كتبه ونسبه‬
‫إلى مرقص‪ ،‬وهذا قول دون سند‪.‬‬
‫إنجيل لوقا‪:‬‬
‫مؤلفه هو القديس لوقا‪ ،‬وهو أحد التابعين‪ ،‬ألف سنة ثالث وستين أو خمسة وستين‬
‫باللغة اليونانية‪ ،‬وقال أنه كتبه ألحد العظماء يسمى ثيوفيلوس دون أن يعرف به‪،‬‬
‫وقيل هو أحد علماء الروم‪ ،‬والعرب يطلقونها على اليونان‪.‬‬
‫إنجيل يوحنا‪:‬‬
‫ألفه الرسول يوحنا وهو أحد الحواريين إلاثني عشر باللغة اليونانية سنة تسعين بعد‬
‫امليالد‪ ،‬فهو أحدث ألاناجيل مجمعة عليه النحل املسيحية في العصر الحاضر بينما‬
‫بعض القدامى كانوا ينكرون هذا إلانجيل وجميع ما أسند إلى يوحنا من بقية ألاسفار‪.‬‬
‫ان كل هذه الانقطاعات في السند وكثرة الظنون وعدم معرفة القائل تظهر تحريف اليهود‬
‫واملسيحين لكتبهم‪ ،‬وقد بين ذلك العديد من الباحثين الحالين من خالل مالحظة اللغة‬
‫َ‬
‫وألاساليب التي كتبت بها ألاسفار قديما في عهد موس ى وعيس ى عليها السالم‪ ،‬قال تعالى‪ ":‬ف َو ْي ٌل‬
‫ُ‬ ‫َ َ ً َ ً َ َ ْ ٌ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ َّ َ َ ْ ُ ُ َن ْ َ َ َ ْ ْ ُ َّ َ ُ ُ َن َ َ‬
‫ند الل ِه ِليشتروا ِب ِه ثمنا ق ِليال فويل لهم‬
‫ِلل ِذين يكتبو ال ِكتاب ِبأي ِد ِيهم ثم يقولو هذا ِمن ِع ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِّم َّما ك َت َب ْت أ ْي ِد ِيه ْم َو َو ْي ٌل ل ُهم ِّم َّما َيك ِس ُبون" سورة البقرة ألاية ‪.78‬‬

‫شكرا جزيال لحسن استماعكم‬

You might also like