المسؤولية المدنية لجراح التجميل في القانون الجزائري

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫تاريخ اإلستقبال‪ 14 :‬جانفي‪ 2017‬تاريخ التحكيم ‪ 11‬فيفري ‪ ،2017‬تاريخ القبول‪ 22‬فيفري‪ ،2017‬تاريخ النشرعلى املوقع ‪/‬‬

‫املسؤولية املدنية لجراح التجميل في القانون الجزائري‪.‬‬

‫عيساوي فاطمة‪.‬‬
‫أستاذة مساعدة قسم «أ»‪.‬‬
‫جامعة العقيد أكلي محند أولحاج ‪ -‬البويرة‪.‬‬

‫امللخص باللغة العربية‪.‬‬


‫تعرف جراحة التجميل تطورا سريعا وانتشارا واسعا في الجزائر‪ ،‬وذلك في غياب النصوص القانونية املنظمة لهذا النوع من‬
‫الجراحة‪ ،‬فالجامعة الجزائرية ال تمنح شهادة طبيب أو جراح تجميل‪ ،‬كما أن وزارة الصحة ال تمنح تراخيص بفتح عيادات‬
‫تجميل‪.‬‬
‫نتج عن انتشار عيادات التجميل بشكل واسع الكثير من األضرار التي تصيب الشخص الخاضع لهذه الجراحة لعدم نجاح‬
‫العملية‪ ،‬هذا ما دفعنا إلى البحث في مشروعية هذه الجراحة ومدى مسؤولية جراح التجميل‪.‬‬
‫يختلف حكم جراحة التجميل في القوانين الوضعية عنه في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فاألولى تعتبرهذه العمليات من الحرية الفردية‬
‫التي تخضع إلرادة الفرد‪ ،‬أما الثانية فميزت بين أنواعها وبينت حكم كل نوع منها‪.‬‬
‫لم ينظم املشرع الجزائري هذه العمليات واكتفى بوضع قواعد وشروط ممارسة العمل الطبي بصفة عامة‪ ،‬لكن هذه الشروط‬
‫ال تنطبق على كل أنواع جراحة التجميل‪ ،‬خاصة شرط قصد العالج‪ ،‬مما يستوجب تدخل املشرع لتنظيمها بنصوص خاصة‪.‬‬
‫قد تفشل عملية التجميل مما يؤدي إلى الحاق أضرار مادية ومعنوية كبيرة بالشخص‪ ،‬مما يطرح مسؤولية جراح التجميل في‬
‫غياب قواعد خاصة باملسؤولية الطبية وعجزقواعد املسؤولية املدنية التقليدية عن استيعاب جميع حاالت املسؤولية الطبية‬
‫خاصة مسؤولية جراح التجميل‪.‬‬
‫في هذا املقال يسعى الباحث إلى معرفة مدى مشروعية هذه العمليات في القانون الجزائري ومدى استيعاب قواعد املسؤولية‬
‫املدنية لحماية األشخاص الخاضعين لها ‪.‬‬
‫‪Résumé‬‬
‫‪La chirurgie esthétique ,en Algérie ,connait un développement considérable ,en l’absence de textes juridiques‬‬
‫‪régissant ce type de chirurgie .Car l’université algérienne ne délivre pas de diplômes de médecin ou chirurgien‬‬
‫‪d’esthétique ,et le ministère de la santé n’accorde pas de licences pour ouvrir des cliniques spécialisées dans ce‬‬
‫‪domaine.‬‬
‫‪Les Cliniques de chirurgie esthétique sont largement répandues ,ce qui a entraîné beaucoup de dommages à‬‬

‫‪205‬‬
l’assujetti pour cette chirurgie vu l’échec d’un nombre important d’interventions chirurgicales dans ce domaine.
C’est ce qui nous a incités à étudier la légalité de ces interventions chirurgicales et la responsabilité du chirur-
gien qui la pratique.
La chirurgie esthétique est régit en droit positif d’une manière différente qu’en chari’a islamique .Le premier
considère ces opérations comme une partie de la liberté individuelle qui est soumise à la volonté de l’individu,
alors que la seconde a fait une distinction entre ces différents types et a défini les règles applicables sur chaque
type.
Le législateur algérien n’a pas réglementé ce type d’opérations ,il s’est contenté de poser des règles régissant les
conditions d’exercice de la médecine en général .Mais ces règles ne s’appliquent pas à tous les types de chirurgie
esthétique ,d’où il doit intervenir pour régler cette situation.
L’opération de la chirurgie esthétique peut échouer ,menant à grands préjudices matériels et moraux de la per-
sonne ,ce qui soulève la responsabilité du chirurgien esthétique ,en l’absence de règles de responsabilité médi-
cale et l’incapacité de règles traditionnelles de la responsabilité civile pour absorber tous les cas de responsabi-
lité médicale notamment celle du chirurgien esthétique.
Dans cet article on cherche à savoir la légalité de ces interventions en droit algérien ,et la capacité des règles de
la responsabilité civile dans la protection des personnes qui les subissent.
‫مقدمة‬
ّ ّ
‫وإنما تجرى‬ ‫أدى التطور الطبي إلى وجود نوع من الجراحة ال يقصد منه عالج الجسم من مرض أو علة تسبب له األلم‬
ّ ،‫لتحسين املظهروإبرازجمال الجسم‬
.‫تسمى هذه الجراحة بجراحة التجميل‬
ّ
‫ النوع األول يسمى بجراحة التجميل التقويمية أو التعويضية وهي تهدف إلى عالج العيوب‬:‫تقسم جراحة التجميل إلى نوعين‬
‫ ّأما النوع األخرفيسمى بجراحة التجميل التحسينية وهي جراحة تهدف إلى تحسين عضومعافى من الناحية‬،‫الخلقية أواملكتسبة‬
.‫الصحية من أجل تحقيق غرض جمالي بحت‬
‫تعرف الجزائرتطورا كبيرا وانتشارا متزايدا لجراحة التجميل التي أصبحت تشهد إقباال واسعا من طرف األفراد وظهرت عيادات‬
‫ يضاف إلى ذلك عدم‬،‫ كل ذلك في غياب نصوص قانونية خاصة تنظم هذه املمارسات‬،‫متخصصة في هذا النوع من الجراحة‬
.‫ فهذه األخيرة ال تمنح شهادة طبيب أو جراح في طب التجميل‬،‫وجود تخصص طب التجميل في الجامعة‬
ّ ‫ والطب احتمالي بطبيعته‬،‫جراحة التجميل من األعمال الطبية التي تقع على جسم اإلنسان‬
‫مما يعني أن هذه العمليات قد‬
. ‫ بل قد تؤدي إلى نتائج خطيرة على صحة الشخص الخاضع لها وعلى حياته في بعض األحيان‬،‫تفشل وال تحقق النتيجة املطلوبة‬
‫ مع خطورتها على صحة األشخاص الخاضعين لها يدفعنا‬،‫تطور هذه العمليات وانتشارها في بالدنا في غياب النصوص القانونية‬

206
‫إلى التساؤل حول مشروعية جراحة التجميل ومدى مسؤولية جراح التجميل في القانون الجزائري؟‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬مشروعية جراحه التجميل في القانون الجزائري‬
‫رغم غياب النص القانوني الصريح الذي ينظم جراحة التجميل في الجزائرفهذا ال يعني عدم مشروعيتها‪ ،‬فهذه األخيرة مرتبطة‬
‫بموقف املشرع منها (املطلب األول) وبمدى توافرشروط ممارستها (املطلب الثاني)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬جراحة التجميل في القانون الجزائري‬
‫يمكننا استنتاج موقف املشرع الجزائري من جراحة التجميل من خالل استقراء النصوص التشريعية(الفرع األول)‪ ،‬ثم من‬
‫مبادئ الشريعة اإلسالمية (الفرع الثاني) وأيضا من خالل موقف القضاء والفقه(الفرع الثالث)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬جراحة التجميل في التشريع الجزائري‬
‫لم ينظم املشرع الجزائري جراحة التجميل بنصوص خاصة‪ ،‬واكتفى بتنظيم األعمال الطبية بصفة عامة‪.‬‬
‫حتى يكون العمل الطبي مشروعا في القانون الجزائري‪ ،‬يجب أوال الحصول على ترخيص من وزارة الصحة بممارسة مهنة‬
‫الطب‪ ،‬وأن يحصل الطبيب على موافقة املريض الحرة واملتبصرة‪ ،‬وأن يكون الغاية من العمل الطبي هي عالج املريض وتخفيف‬
‫يعرض حياة املريض للخطر‪.‬بالنسبة لجراحة التجميل يطرح اإلشكال حول الحصول على الترخيص‪ ,‬وأيضا عدم‬ ‫أالمه وألاّ ّ‬

‫توافرقصد العالج‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الترخيص القانوني‬
‫جراحة التجميل نوع من األعمال الطبية‪ ،‬لذا يجب أن يحصل جراح التجميل على ترخيص بممارسة مهنة الطب وفقا للمادة‬
‫‪ 197‬من قانون حماية الصحة وترقيتها ‪ ،1‬وذلك بعد أن ّ‬
‫يسجل لدى املجلس الجهوري لآلداب الطبية ‪ ,‬لكن إذا أراد الطبيب‬
‫أن يمارس مهنة طبيب اختصا�صي عليه أن يحصل على شهادة في االختصاص وترخيص بممارسة هذا االختصاص‪.2‬‬
‫جراحة التجميل تعتبر عمال طبيا متخصصا يحتاج إلى تخصص الطبيب فيه وعليه ال يكفي الترخيص بمزاولة مهنة الطب‬
‫ملمارسة هذه العمليات بل يجب الحصول على ترخيص آخربممارستها‪ ،‬وأن يكون املكان الذي تجرى فيه هذه العمليات مرخصا‬
‫له إداريا بإجراء هذه الجراحة فيه سواء كان مستقال أو ملحقا باملستشفى‪.3‬‬
‫عدم توافرالجامعة الجزائرية على تخصص جراح التجميل يحول دون منحها لشهادة طبيب تجميل‪ ،‬وعليه فإن وزارة الصحة‬
‫ال يمكنها أيضا منح ترخيص بمزاولة جراحة التجميل أو فتح عيادة تجميل ما عدا الحالة التي يكون فيها الجراح قد تحصل على‬
‫شهادة تخصص في طب التجميل في الخارج وتم اعتماد هذه الشهادة في الجزائر‪.4‬‬
‫يرى البعض أن يسمح للجراحين العامين بإجراء عمليات التجميل ألن الجراحة العامة في حد ذاتها تخصص يدرس في الجامعة‬
‫الجزائرية‪ 5،‬لكن في رأينا ال يكفي ذلك فجراحة التجميل تحتاج إلى التحكم في التقنية والدقة في التطبيق وهذا ال يتوافر عند‬
‫الجراح العام‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬قصد العالج‬
‫جاءت املادة السابعة من مدونه أخالقيات الطب‪ 6‬كما يلي‪»:‬تتمثل رسالة الطبيب وجراح األسنان في الدفاع عن صحة اإلنسان‬

‫‪207‬‬
‫البدنية والعقلية‪ ،‬وفي التخفيف من املعاناة ضمن احترام حياة الفرد وكرامته اإلنسانية‪ .»...‬وعليه فإن العمل الطبي ال يعتبر‬
‫مشروعا إال إذا كان القصد منه عالج املريض وتخفيف أالمه‪.‬‬
‫ّ‬
‫جراحة التجميل ال يقصد منها عالج علة أو مرض معين بل الغاية منها هي تخليص الشخص من عيب خلقي أو مكتسب في‬
‫شكله‪ ،‬أو تحسين املظهروإبرازجمال الجسم فهي إذن تخرج عن قصد العالج باملعنى الضيق‪ ،‬لكن مفهوم العالج تطور وأصبح‬
‫يشمل التخلص من املعاناة النفسية وتحقيق سعادة الفرد وراحته ‪.‬‬
‫ال شك أن جراحة التجميل التقويمية أو التعويضية التي تهدف إلى عالج التشوهات الجسمية الخلقية واملكتسبة تحقق هذه‬
‫ّ‬
‫ومظهره‪،‬أما في غيرذلك من الحاالت كأن تجرى هذه العمليات‬ ‫الغاية ألنها تؤدي إلى راحة نفسية للفرد وشعور بالرضا عن شكله‬
‫(‪.)7‬‬
‫فقط لتغييرالشكل إشباعا لنزوة أو تهربا من العدالة فهي تعتبرغيرمشروعة‪ ،‬حتى ولو تمت برضاء الشخص وموافقته‬
‫قد يقول البعض أن املشرع نظم بعض األعمال الطبية رغم أنها ال تقصد إلى شفاء الشخص الخاضع لها مثل عمليات نقل‬
‫األعضاء البشرية‪ 8‬والتجارب الطبية‪ 9‬ونحن نرى أن إباحة هذه األعمال يعتبر استثناء و االستثناء ال يقاس عليه‪ ،‬كما أن هذه‬
‫األعمال فيها مصلحة عامة للمجتمع وفي بعض األحيان لإلنسانية ككل‪ ،‬عكس عمليات التجميل التي ال تخص سوى الشخص‬
‫الذي تجرى عليه‪.‬‬
‫نستنتج ّمما سبق أن عمليات التجميل التي تهدف إلى إصالح العيوب والتشوهات الخلقية واملكتسبة يمكن القول بمشروعيتها‬
‫ّ‬
‫ألنها تعتبر من الجراحة العالجية التي تخلص الشخص من األألم النفسية التي تسببها له هذه التشوهات‪ ،‬وبالتالي تعتبر من‬
‫‪.‬أما جراحة التجميل التي تهدف إلى تحقيق هدف جمالى بحت فتعتبر غير‬ ‫الجراحة العامة ويمارسها الجراحون العموميون ّ‬

‫مشروعة لخروجها عن قصد العالج أوال وانعدام الترخيص بممارستها ثانيا‪.‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬حكم جراحة التجميل في الشريعة اإلسالمية‬
‫تعتبر الشريعة اإلسالمية جزء من النظام العام في الجزائر واملصدر الرسمي الثاني للقانون الجزائري حسب نص املادة األولى‬
‫الفقرة الثانية من القانون املدني‪10‬التي تنص‪« :‬إذا لم يوجد نص تشريعي‪ ،‬حكم القا�ضي بمقت�ضى مبادئ الشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫فإذا لم يوجد فبمقت�ضى العرف‪».‬‬
‫بالنسبة ملوقف الشريعة اإلسالمية ليس هناك خالف حول مشروعية عمليات التجميل التقويمية أوالتعويضية‪ ،‬ألنها تدخل‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫في إطار العالج املباح شرعا‪ ،‬فقد أجاز الرسول صلى الله عليه وسلم لعجرفة بن سعد‪ -‬أحد الصحابة الذي أصيب في أنفه في‬
‫إحدى الغزوات‪ -‬أن يتخذ أنفا من ذهب‪ .11‬فهذا دليل من السنة النبوية الشريفة على جوازإصالح وإزالة التشوهات التي تصيب‬
‫أعضاء الجسم ‪.‬‬
‫ّأما عمليات التجميل التحسينية فهناك خالف في حكمها‪ ،‬إذ هناك من يرى عدم مشروعيتها على اإلطالق ألن فيها تغيير‬
‫لخلق هللا‪ ،21‬بينما يرى غالبية الفقهاء أنه يجب التمييز بين عمليات التجميل املنصوص على تحريمها في القرآن والسنة وهي‬
‫الوشم والنص والوصل وتفليج األسنان‪ 13‬وكل ما يتضمن التغيير في الخلقة‪ ،14‬فهذه تعتبر أعمال غير مشروعة ومحرمة أصال‪،‬‬
‫والعمليات التي تحمل معنى التزيين وليس فيها تغيير لخلق هللا فهذه تعتبر مباحة ألن اإلسالم ال يرفض التجمل الطبيعي وال‬

‫‪208‬‬
‫يرفض التجمل الصناعي أيضا ما لم يكن فيه تغييرفي الخلقة‪.15‬‬
‫ناقش مجمع الفقه اإلسالمي‪16‬موضوع مشروعية جراحة التجميل وتوصل إلى أن هذه العمليات تكون مشروعة إذا ما تمت في‬
‫إطارالقواعد و الضوابط الشرعية وبتوافرالشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪1‬أن يتوخى نجاح العملية ؛‬ ‫‪1-‬‬
‫ّ‬
‫‪2‬أال تكون مبنية الغش أو الخداع أو التدليس؛‬ ‫‪2-‬‬
‫ّ‬
‫‪3‬أال تكون مشمولة بالتغييرالذي نهى عنه الشرعة وهو التغييرفي الخلقة األصلية؛‬ ‫‪3-‬‬

‫‪4‬أن يراعى فيها ّأن النفع املتوقع من العملية أرجح من الضرر املترتب عنها؛‬ ‫‪4-‬‬

‫‪5‬موافقة الشخص الخاضع للعملية موافقة حرة ومستنيرة؛‬ ‫‪5-‬‬

‫‪6‬أن يبذل الطبيب قصارى جهده لنجاح العملية؛‬ ‫‪6-‬‬

‫إذن جراحة التجميل التقويمية أو التعويضية هناك إجماع وال خالف حول مشروعيتها‪ ،‬كذلك جراحة التجميل التحسينية‬
‫التي فيها تغيير في الخلقة هي محرمة شرعا بالقرآن والسنة واإلجماع‪ ،‬أما جراحة التجميل التحسينية التي ليس فيها تغيير في‬
‫الخلقة فهناك خالف بين فقهاء الشريعة اإلسالمية حول إباحتها أو تحريمها‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬موقف القضاء والفقه من جراحة التجميل‬
‫رغم انتشارجراحة التجميل في املجتمع الجزائر‪ ،‬فإننا ال نجد موقفا صريحا للقضاء الجزائري في املوضوع بحيث يضع قواعد‬
‫تميز جراحة التجميل عن الجراحة العامة‪ ،‬عكس ما حصل في فرنسا حيث لعب القضاء الدور الرئي�سي في إضفاء املشروعية‬
‫على جراحة التجميل‪17‬رغم أن املشرع الفرن�سي لم يضع لها قواعد تنظمها حتى سنة ‪ 2002‬وذلك بصدور قانون حقوق املر�ضى‬
‫ونوعية الخدمات الصحية املشارإليه سابقا‪.‬‬
‫لم يختلف دور الفقه عن دور القضاء في الجزائر‪ ،‬إذ لم يبدي موقفا مميزا في املوضوع‪ ،‬فمع قلة الكتابات يظهر جليا تأثرها‬
‫بموقف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬حيث اقتصرت على بيان حجج التحليل وأدلة التحريم لكل نوع من هذه العمليات‪.‬‬
‫في ختام هذا املطلب يتضح لنا جليا أن تنظيم جراحة التجميل بنصوص تشريعية خاصة أصبح ضرورة يفرضها الواقع ‪،‬من‬
‫أجل حماية األشخاص الخاضعين لها من جهة‪ ،‬وتنويرالجراحين القائمين بها حول قواعد املسؤولية من جهة أخرى‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬شروط إجراء عمليات التجميل‬
‫جراحة التجميل من األعمال الطبية التي تقع على جسم اإلنسان‪ ،‬وبما أنه ال يوجد نص قانوني خاص ينظمها ويحدد شروط‬
‫ممارستها‪ ،‬فإنها تخضع للشروط العامة التي تحكم األعمال الطبية وهي‪ :‬الترخيص القانوني و قصد العالج اللذين ناقشناهما في‬
‫املطلب السابق باإلضافة إلى رضاء املريض (الفرع األول)‪ ،‬تبصيره(الفرع الثاني) والتناسب بين مخاطر العملية وفوائدها (الفرع‬
‫الثالث)‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬رضاء املريض‬
‫يعتبر الحصول على رضاء املريض من الشروط العامة ملباشرة أي عمل طبي‪ ،‬وال يمكن االستغناء عن هذا الشرط إال في حالة‬

‫‪209‬‬
‫ّ‬
‫الضرورة واالستعجال من أجل املحافظة على صحة املريض وربما حياته‪ ،‬هذا ما أكد عليه املشرع الجزائري في قانون حماية‬
‫الصحة وترقيتها ‪ 18‬الذي جاء فيه‪»:‬يقدم العالج الطبي بموافقة املريض أو من يخولهم القانون إعطاء موافقتهم على ذلك‪،»...‬‬
‫وأيضا في مدونة أخالقيات الطب‪19‬التي نصت على‪ »:‬يخضع كل عمل طبي يكون فيه خطر جدي على املريض ملوافقة املريض‬
‫موافقة حرة ومتبصرة أو موافقة األشخاص املخولين منه أو من القانون»‪.‬‬
‫يكت�سي شرط الرضا أهمية بالغة في جراحة التجميل‪ ،‬فهي من األعمال الطبية التي فيها خطر جدي على املريض من جهة و في‬
‫نفس الوقت ال يقصد منها عالج الشخص أو شفاءه من ّعلة معينة‪ ،‬كما أن هذه الجراحة ليس فيها ثمة استعجال أو ضرورة‬
‫ّ‬
‫تحتم التدخل السريع بل تتم بتأني وروية‪ ،‬لذلك يجب على ّ‬
‫جراح التجميل الحصول على موافقة الشخص قبل أجراء العملية‬
‫‪ ،‬وأن تكون هذه املوافقة حرة إي خالية من أي ضغط مادي أو معنوي‪ ،‬وأن تكون صريحة وواضحة ليس فيها لبس فال يعتد‬
‫باملوافقة الضمنية في هذه العمليات وال سبيل إلعفائه من هذا االلتزام في أية حالة من الحاالت‪.‬‬
‫من األفضل أن يكون املوافقة في جراحة التجميل مكتوبة حتى يسهل إثباتها أمام القضاء وأيضا لخطورة هذه العمليات‪ ،‬فقد‬
‫اشترط املشرع املوافقة الكتابية في عمليات نقل وزرع األعضاء البشرية لنفس السبب‪20‬وهو املعمول به لدى عيادات التجميل‬
‫بصفة عامة‪.‬‬
‫إذا كان الشخص قاصرا مميزا فإنه يجب الحصول على موافقته مع موافقة ممثله القانوني وليس موافقة هذا األخيرفقط‪ ،‬ألن‬
‫املوضوع هنا يتعلق بالحق في سالمة الجسم وليس بالحقوق املالية للشخص‪ّ ،‬أما إذا كان عديم التمييزلصغرفي السن أو لعاهة‬
‫ما فهنا ال بد من الحصول على موافقة ممثله القانوني‪.21‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تبصيراملريض‬
‫االلتزام بتبصير املريض من االلتزامات التي تفرضها القواعد العامة املنظمة للعمل الطبي‪ ،‬فالطبيب ملزم ببذل جهده إلفادة‬
‫مريضه بمعلومات واضحة وصادقة بشأن كل عمل طبي‪ 22‬حتى تكون موافقة املريض حرة ومتبصرة‪.‬‬
‫نظرا لكون جراحة التجميل من األعمال الطبية الفنية التي ال تستدعيها ضرورة العالج بمفهومه الضيق فإن االلتزام بالتبصير‬
‫فيها يكون مشددا للغاية‪ ،‬إذ يجب إعالم الشخص الخاضع لها بجميع املخاطرالتي يمكن أن تنجم عن العملية حتى تلك املخاطر‬
‫االستثنائية النادرة الحدوث‪ ،‬فضال عن إعالمه بالظروف التي تتم فيها هذه العملية وما تقتضيه من أعباء وتكاليف‪ ،‬وفترة‬
‫النقاهة‪ ،‬واإلرشادات الواجب إتباعها بعد الجراحة لضمان نجاحها‪ .‬حبذا لو يكون هذا اإلعالم مكتوبا وموقعا من الطرفين حتى‬
‫نتجنب أي نزاع حول توافره في املستقبل‪.‬‬
‫بالنسبة إلثبات الرضاء املتبصر ال يوجد نص خاص وبالتالي نطبق القواعد العامة في القانون املدني‪23‬حيث نجد املادة ‪323‬‬
‫تنص كما يلي ‪»:‬على الدائن إثبات االلتزام وعلى املدين إثبات التخلص منه»‪ ،‬والدائن هنا هو الشخص الخاضع للجراحة ّأما‬
‫املدين فهو الجراح حيث يجب على املريض إثبات العالقة الطبية بينه وبين الجراح أما االلتزام بالحصول على رضاء املريض‬
‫وتبصيره فهو التزام قانوني ال يحتاج إلى إثبات‪ ،‬ولكي يدفع الجراح املسؤولية عليه أن يثبت أنه حصل على رضاء املريض بعد‬
‫تبصيره بعواقب العملية تبصيرا كامال‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التناسب بين مخاطرالعملية وفوائدها‬
‫الغاية من العمل الطبي هي تحسين الصحة وتخفيف املعانات البدنية والنفسية للمريض في إطار احترام كرامته وسالمة‬
‫ّ‬
‫شخصه‪ .‬لذا يجب على الطبيب أن يمتنع عن تعريض املريض لخطر ال مبرر له خالل فحوصه الطبية أو عالجه‪ ،‬وأال يستعمل‬
‫‪24‬‬
‫عالجا جديدا إال عند التأكد من أن هذا العالج يعود على املريض بفائدة مباشرة‪.‬‬
‫باعتبارجراحة التجميل عمال طبيا ال يقصد منه الشفاء من مرض معين فإنه يجب عليه أن يمتنع عن إجراء العملية إذا تبين‬
‫أصر الشخص على إجرائها‪ ،‬فصحيح ّأن الجراح ال يلتزم بتحقيق‬ ‫له ّأن املخاطر املتوقعة تفوق املنفعة املرجوة منها حتى ولو ّ‬
‫الجمال على النحو الكامل لكن عليه أن يمتنع عن إجراء العملية إذا تبين له أنها سوف تؤدي إلى شكل أكثرسوءا ّ‬
‫مما كان الحال‬
‫مما كانت عليه من قبل حتى تقوم مسؤولية الطبيب ولو أجرى‬ ‫قبل إجرائها‪ .‬فيكفي أن تكون حالة الشخص بعد العملية أسوأ ّ‬

‫العملية وفقا لألصول املتفق عليها في الطب‪.‬‬


‫أخل ّ‬
‫الجراح بأحدها يعتبر عمله غير مشروع ويتحمل املسؤولية‬ ‫أي عملية تجميل‪ ،‬وإذا ّ‬
‫هذه الشروط يجب توافرها جميعا في ّ‬

‫عن جميع األضرارالتي تلحق املريض نتيجة إجراء العملية على جسمه‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬قيام املسؤولية املدنية لجراح التجميل‬
‫ال يوجد نص خاص ينظم مسؤولية الطبيب أو جراح التجميل‪ ،‬لذا فهو يخضع لنفس القواعد التي تقوم عليها املسؤولية‬
‫املدنية الطبية بصفة عامة مع بعض التشدد نظرا لخطورة هذه العمليات وخروجها عن قصد العالج‪.‬‬
‫املسؤولية املدنية للطبيب ترتبط بطبيعة التزامه (املطلب األول)‪ ،‬وأيضا بتوافرعناصرها (املطلب الثاني)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬طبيعة التزام جراح التجميل‬
‫األصل في التزام الطبيب أنه التزام ببذل عناية‪ ،‬حيث يلتزم الطبيب ببذل عناية صادقة ويقظة تتفق والظروف القائمة‬
‫ّ‬
‫إال ّأن هناك من يرى أن التزام جراح التجميل يكون‬ ‫واألصول العلمية الثابتة بهدف شفاء املريض وتحسين حالته الصحية ‪،25‬‬
‫بتحقيق نتيجة وهي أن تكون حالة املريض بعد العملية أفضل وأجمل مما كانت عليه قبلها(‪ ،)26‬بينما يرى فريق آخر‪ -‬وهو الرأي‬
‫الذي نؤيده ‪ -‬أنه يجب التمييز بين نوعي جراحة التجميل فالعمليات التقويمية أو التعويضية يكون التزام الجراح فيها التزاما‬
‫ببذل عناية ألنها تخضع للقواعد العامة التي تحكم األعمال الطبية العالجية‪ّ ،‬أما العمليات التحسينية التي يكون الهدف منها‬
‫جمالي بحت‪ّ ،‬‬
‫فإن التزام الجراح فيها يكون بتحقيق نتيجة وهي أن تكون حالة الشخص بعد العملية أجمل ّ‬
‫مما كانت عليه من‬
‫قبل‪.27‬‬
‫أكد القضاء في أحكامه على أن االلتزام الواجب على جراح التجميل هو التزام ببذل عناية وليس بتحقيق نتيجة‪ ،‬ولكنها عناية‬
‫(‪.)28‬‬
‫مؤكدة ومشددة أكثرمن العناية املطلوبة منه في أحوال الجراحة األخرى‬
‫تختلف املسؤولية حسبما إذا كان التزام الجراح التزاما ببذل عناية أم بتحقيق نتيجة‪ ،‬ففي الحالة األولى ال تقوم مسؤوليته إال‬
‫إذا أثبت املريض ّأن الجراح قد قصرفي العناية الالزمة‪ّ ،‬أما بالنسبة إلى اللتزام بتحقيق نتيجة فيكفي عدم تحقق النتيجة ليقوم‬

‫‪211‬‬
‫خطأ الجراح‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬عناصراملسؤولية املدنية لجراح التجميل‬
‫جاءت املادة ‪ 124‬من القانون املدني الجزائري‪ 29‬كما يلي‪« :‬كل فعل أي كان يرتكبه املرء بخطئه ويسبب ضررا للغير يلزم من‬
‫كان سببا في حدوثه بالتعويض»‪ ،‬فاملسؤولية املدنية تقوم إذا ما توافرت عناصرها املتمثلة في الخطأ(الفرع األول)‪ ،‬الضرر(الفرع‬
‫الثاني)‪،‬والعالقة السببية(الفرع الثالث)‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬عنصرالخطأ‬
‫يتميزركن الخطأ في جراحة التجميل عنه في املسؤولية املدنية بصفة عامة سواء من حيث تحديده أو من حيث إثباته‪.‬‬
‫أوال‪ :‬املقصود بالخطأ في جراحة التجميل‬
‫يتمثل الخطأ في جراحة التجميل في إخالل الجراح بااللتزامات التي تقع عليه تجاه املريض‪ ،‬سواء كانت التزامات عقدية أم‬
‫التزامات قانونية‪.‬‬
‫املعيارفي تحديد خطأ جراح التجميل هو قياس السلوك الصادرمنه بسلوك جراح تجميل آخرفي نفس مستواه وتخصصه‪،‬‬
‫مع مراعاة الظروف الخارجية املحيطة بالجراح املخطئ‪ ،‬ومدى بذله للعناية الصادقة واليقظة التي تفرضها عليه أصول املهنة‬
‫وكذلك بحالة املريض وسنه ومهنته‪ ،‬فعملية تجميل لفتاة في العشرين تختلف عن عملية لعجوز في السبعين‪ ،‬وعملية تجميل‬
‫لشخص عادي تختلف عن عملية تجميل لفنان مشهور وهكذا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إثبات الخطأ‬
‫يعتبرالتزام جراح التجميل التزاما ببذل عناية –في األصل‪ -‬حتى ولو كانت هذه العناية مشددة أكثرمنها في الجراحة العادية‪،‬‬
‫لاّ‬
‫وعليه فإنه يقع على املريض إثبات خطأ الجراح وتقصيره في بذل العناية الواجبة عليه لتقوم مسؤولية هذا األخير‪ ،‬إ ّأن‬
‫القضاء ونظرا للعناية املشددة الواجبة في هذه الجراحات اعتبر ّأن مجرد وقوع الضرر يعتبرقرينة على خطأ الجراح‪.‬‬
‫فضال عن االلتزام بالتبصير و بالحصول على رضاء املريض وبالحفاظ على السر الطبي و بضرورة التناسب بين مخاطر العملية‬
‫وفوائدها‪ ،‬التي اعتبرت كلها التزامات بتحقيق نتيجة وجعلت عبء اإلثبات على عاتق الجراح‪ ،‬الذي عليه إثبات وقوع السبب‬
‫األجنبي الذي ال يد له فيه إذ أراد التخلص من املسؤولية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عنصرالضرر‬
‫ال يكفي وقوع خطأ من جانب جراح التجميل لتقوم مسؤوليته‪ ،‬بل يجب أن يترتب على هذا الخطأ ضرر يصيب الشخص‬
‫الخاضع للعملية‪.‬‬
‫دراسة ركن الضرر تستدعي التطرق إلى تعريفه وتحديد أنواعه‪ ،‬ثم بيان شروطه‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الضرر وأنواعه‬
‫يقصد بالضرر األذى الذي يصيب الشخص في حياته أو سالمة جسده أو شعوره أو عاطفته أو كرامته أو شرفه(‪ )30‬ويسمى ضررا‬
‫معنويا أو يصيبه في ذمته املالية ويسمى ضررا ماديا‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫قد يتعرض املريض في جراحة التجميل إلى ضرر مادي يتمثل في مصاريف العملية والتوقف عن العمل لفترة معينة‪ ،‬ومصاريف‬
‫النقل وغيرها‪ ،‬كما قد يتعرض إلى أضرارمعنوية في حالة فشل العملية ّ‬
‫مما قد يسبب له آالما نفسية وإحباطا‪ ،‬خاصة إذا كانت‬
‫النتيجة بعد العملية أسوا مما كان عليه الحال قبل إجرائها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط الضرر‬
‫يشترط في الضرر بصفة عامة‪ :‬أن يكون محققا أي وقع فعال أو أنه سيقع في املستقبل‪ ،‬وأن يكون مباشرا أي ناتجا مباشرة عن‬
‫خطأ الجراح‪ ،‬وأن يكون متوقعا إذا كانت املسؤولية عقدية ّأما في املسؤولية التقصيرية فيتم التعويض عن الضرر املتوقع وغير‬
‫املتوقع‪.31‬‬
‫ّ‬
‫�ل�ما كانت العالقة بين جراح التجميل واملريض هي في الغالب عالقة تعاقدية يحكمها العقد املبرم بينهما‪ ،‬فإنه يترتب على ذلك أن‬
‫الضرر املوجب للتعويض في هذه العمليات هو فقط الضرر املتوقع أي الضرر الذي كان يمكن توقعه وقت التعاقد مع املريض‬
‫حتى لو كان نادرالحدوث عادة‪ ،‬وذلك في غيرحالتي الغش والخطأ الجسيم‪.32‬‬
‫يراعي القا�ضي عند تقدير التعويض عن الضرر الذي لحق املضرور الظروف املالبسة كمكان إجراء العملية وسن املضرور‬
‫وجنسه ومهنته وغيرها من األمور التي تؤثرفي تقديرالتعويض‪. 33‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬عنصرالسببية‬
‫يشترط لقيام املسؤولية املدنية الطبية أن توجد عالقة مباشرة بين الخطأ الذي ارتكبه الطبيب والضرر الذي أصاب املضرور‪،‬‬
‫ويعتبرإثبات ركن السببية في مجال املسؤولية الطبية من األمور الشاقة التي يصعب على املريض إثباتها‪ ،‬لذا فالقا�ضي في غالب‬
‫األحيان يستعين بخبيرملعرفة سبب األضرارالتي أصابت املريض‪.‬‬
‫يميل القضاء إلى التساهل في إثبات عالقة السببية مراعاة ملصلحة املضرور من أجل تمكينه من الحصول على التعويض‪،‬‬
‫وذلك إما بإقامة قرينة على توافرالسببية بين الخطأ والضرر أو اعتماد الخطأ املقدر أو املضمر(‪ )34‬بل أن القضاء يلجأ في بعض‬
‫األحيان إلى فكرة تفويت الفرصة في الحاالت التي ال تثبت عالقة السببية فيها بين الخطأ والضرر الذي أصاب املريض‪ ،‬فإذا كانت‬
‫الفرصة أمرا محتمال فإن تفويتها أمرمحقق‪ ،‬ويكون التعويض في هذه الحالة جزئيا‪.‬‬
‫تنعدم عالقة السببية إذا أثبت الجراح أن الضرر الذي أصاب املضروركان نتيجة لحادث مفاجئ أو قوة قاهرة‪ ،‬أو أنه صدرمن‬
‫املضرورنفسه أو من الغير‪ ،‬وفي هذه الحالة ال يكون ملزما بالتعويض‪.35‬‬
‫هكذا يتضح لنا ّأن القضاء يتجه نحو تقريب مسؤولية جراح التجميل من املسؤولية املوضوعية التي تجعل من الضرر أساسا‬
‫لقيام املسؤولية‪.‬‬
‫قبل أن نختم هذا املبحث نشيرإلى أنه إذا كان القانون يعطي لطرفي العقد االتفاق على إعفاء املدين من أية مسؤولية تترتب عن‬
‫ّ‬
‫عدم تنفيذ التزامه التعاقدي‪ ،‬إال ما ينشأ عن غشه أو عن خطئه الجسيم(‪ ،)36‬فإنه ال يجوز االتفاق على إعفاء جراح التجميل‬
‫من مسؤوليته عن األضرار التي يسببها للمريض‪ ،‬وكل اتفاق على ذلك يعتبر باطال ألن هذه العمليات تمس بحق الشخص في‬
‫سالمة جسمه الذي تعتبرحمايته من النظام العام‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫حتى يسهل على املريض الحصول على التعويض أوجب املشرع على جراح التجميل أن يؤمن على مسؤوليته الطبية عن األضرار‬
‫التي يسببها للغيرنتيجة عمليات التجميل‪ ،‬وبموجب هذا العقد تتعهد شركة التأمين بأن تدفع للمضرورمبلغ التعويض املحكوم‬
‫به نظير قيام الجراح بدفع أقساط التأمين‪,‬هذا ما نصت عليه املادة ‪ 176‬من قانون التأمينات‪ 73‬التي جاءت كما يلي‪ « :‬يجب‬
‫على املؤسسات الصحية وكل أعضاء السلك الطبي والشبه الطبي والصيدالني واملمارسين لحسابهم الخاص أن يكتتبوا تأمينا‬
‫لتغطية مسؤوليتهم املدنية املهنية تجاه مرضاهم وتجاه الغير‪ ,».‬واملادة ‪ 12‬من املرسوم رقم‪ 8388-204‬التي تنص‪»:‬يجب على‬
‫ّ‬
‫كل عيادة أن تكتتب تأمينا لتغطية مسؤولية املؤسسة ومستخدميها مدنيا»‪.‬لقد وفق املشرع عندما جعل هذا التأمين إلزاميا في‬
‫املجال الطبي ملا فيه من فائدة لألطباء واملر�ضى على السواء‪ ،‬وبالتالي تحقيق الفائدة للمجتمع ككل‪.‬‬
‫وحتى يضمن املشرع حق املضرور في التعويض جعل الدولة هي امللزمة بالتعويض عن األضرار الجسمانية في حالة انعدام‬
‫املسؤول عن الضرر الجسماني‪ ،‬ولم يكن للمضروريد في إحداثه‪.39‬‬
‫خاتمة‬
‫ال يقصد من جراحة التجميل عالج عضو مريض أو تخفيف آالم الشخص ومعاناته‪ ،‬وإنما تهدف إلى تقويم التشوهات بالجسم‬
‫أو مجرد تحسينه والزيادة في إظهارجماله‪ .‬هذا ما أثارجدال حول مشروعيتها لتخلف قصد العالج منها‪ ،‬ورفضها من طرف الفقه‬
‫والقضاء املقارن في البداية‪ .‬لكن انتشارهذه العمليات على نطاق واسع جعلهما ّ‬
‫يقران بمشروعيتها فيما بعد‪ ،‬كما نظمت بعض‬
‫التشريعات هذه العمليات بنصوص خاصة وبينت شروطها وقواعد املسؤولية عنها‪.‬‬
‫لم ينظم القانون الجزائري هذه العمليات بنصوص خاصة لذا فهي تخضع للقواعد املنظمة للعمل الطبي‪ ،‬أي أنه يجب توافر‬
‫الترخيص بإجرائها‪ ،‬وضرورة توافر قصد العالج باإلضافة إلى إتباع األصول الطبية املتعارف عليها في الطب وضرورة التناسب‬
‫بين مخاطر العملية وفوائدها‪ ،‬هذه الشروط يصعب توافرها جميعا في جراحة التجميل خاصة تلك العمليات التي ال يقصد‬
‫منها سوى تحسين املظهروإبرازجمال الجسم‪ .‬كما أن قواعد املسؤولية املدنية التقليدية لم تعد قادرة على استيعاب هذا النوع‬
‫من العمليات‪.‬‬
‫نختم بحثنا هذا بالتأكيد على أن جراحة التجميل أصبحت اليوم واقع فرضته علينا ظروف الحياة ووسائل اإلعالم‪ ،‬وهي‬
‫يعرض سالمة وحياة األشخاص الخاضعين لها‬‫تمارس على نطاق واسع وربما من طرف أشخاص ليس لهم الكفاءة الالزمة مما ّ‬
‫للخطر‪ ،‬لذا نناشد ّ‬
‫املشرع بالتدخل السريع لتنظيم هذه العمليات وبيان شروطها وقواعد املسؤولية عنها‪ ،‬ملا في ذلك من حماية‬
‫لألشخاص الخاضعين لها واألطباء اللذين يجرونها على السواء‪.‬‬
‫قائمة املصادرواملراجع‬
‫‪ -I‬املصادر‬
‫‪1‬القرآن الكريم‬ ‫‪1-‬‬

‫‪2‬اإلمام الحافظ أبوعبيد هللا محمد بن إسماعيل البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬املجلد الرابع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬املكتبة العصرية‪،‬‬ ‫‪2-‬‬

‫صيدا‪ ،‬لبنان‪1422 ،‬ه‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫‪-II‬املراجع باللغة العربية‬
‫أوال‪:‬الكتب‬
‫‪-1‬أبو بكرهواني الجاف أنور‪ ،‬مدى شرعية جراحة التجميل‪ ،‬ط‪ ،1‬دارالكتب القانونية‪ ،‬القاهرة‪ 2010 ،‬م‪.‬‬
‫‪-2‬القرضاوي يوسف‪ ،‬الحالل والحرام في اإلسالم‪ ،‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬القاهرة ‪ 2010‬م‬
‫بيروت‪ 2011،‬م‪.‬‬ ‫‪-3‬املحمدي علي يوسف‪،‬فقه القضايا الطبية املعاصرة‪ ،‬ط‪ ،1‬دارالبشائراإلسالمي‪،‬‬
‫‪-4‬محمد قرمازنادية‪ ،‬الجراحة التجهيلية‪ ،‬الجوانب القانونية والشرعية( دراسة مقارنة)‪ ،‬ط‪ ، 1‬دارالثقافة للنشروالتوزيع‪.‬‬
‫‪-5‬منذرالفضل‪ ،‬املسؤولية الطبية‪ ،‬ط‪ ،1‬دارالثقافة للنشروالتوزيع‪ ،‬عمان‪ 2010،‬م‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مذكرة ماجستير‬
‫‪1‬دوادي صحراء‪ ،‬مسؤولية الطبيب في الجراحة التجميلية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستيرفي العلوم القانونية‪ ،‬كلية الحقوق‬ ‫‪1-‬‬

‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ورقلة‪2006 ،‬‬


‫ثالثا‪ :‬النصوص القانونية‬
‫‪-1‬أمر رقم‪ ،75-58‬مؤرخ في‪ 26‬سبتمبر‪ 1975‬م‪ ،‬يتضمن القانون املدني‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‪ ،78‬صادر بتاريخ‪30‬‬
‫سبتمبر‪1975‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬أمر رقم ‪ ،95-07‬مؤرخ في‪ 25‬يناير ‪ 1995‬م‪ ،‬يتعلق بالتأمينات‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‪ ،13‬صادر بتاريخ ‪ 08‬مارس‪ 1995‬م‪،‬‬
‫معدل و متمم بالقانون رقم ‪ ،04- 06‬مؤرخ في‪ 20‬فبراير‪ 2006‬م‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‪ 15‬صادربتاريخ‪ 12‬مارس‪ 2006‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ ،85-05‬مؤرخ في‪ 16‬فبراير‪ 1985‬م‪ ،‬يتعلق بحماية الصحة وترقيتها‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‪ ،08‬صادر بتاريخ‪18‬‬
‫فبراير‪ 1985‬م‪.‬‬
‫‪-4‬مرسوم رقم‪ ، 88-402‬مؤرخ في‪ 18‬أكتوبر‪ 1988‬م‪ ،‬يحدد شروط انجاز العيادات الخاصة وفتحها وعملها‪،‬املعدل باملرسوم‬
‫التنفيذي‪ 02-60‬املؤرخ في ‪ 06‬فبراير‪ ،2002‬الجريدة الرسمية عدد‪ ،42‬صادربتاريخ‪ 19‬أكتوبر‪ 1988‬م‪.‬‬
‫‪-5‬مرسوم تنفيذي رقم‪ ، 92-276‬مؤرخ في‪ 06‬جويلية ‪ 1992‬م‪ ،‬يتضمن مدونة أخالقيات الطب الجريدة الرسمية عدد‪ 52‬صادر‬
‫بتارخ‪ 08‬جويلية‪ 1992‬م‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬قرارمن املحكمة العليا‬
‫‪-‬قرار املحكمة العليا في امللف رقم‪ ،399828‬صادر عن الغرفة املدنية القسم األول‪ ،‬بتاريخ‪ 23‬جافني ‪ 2008‬م‪ ،‬منشور بمجلة‬
‫املحكمة العليا‪ ،‬عدد ‪ ، 2/2008‬ص‪ 175‬وما بعدها‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬قرارمجمع الفقه اإلسالمي‬
‫‪-‬مؤتمرمجمع الفقه اإلسالمي‪ ،‬املنعقد في دورته الثامن عشر‪ ،‬في ماليزيا‪ ،‬في الفترة ‪ 14‬إلى‪19‬سبتمبر‪ 2007‬م‪ ،‬قراربشأن جراحة‬
‫التجميل‪.‬‬
‫الهوامش‬

‫‪215‬‬
‫‪ 1‬قانون رقم‪ ,05- 85‬مؤرخ في‪ 16‬فبراير‪1985‬م‪ ،‬يتعلق بحماية الصحة وترقيتها‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،08‬صادرفي ‪ 18‬فبراير‬
‫‪1985‬م‪( ،‬معدل ومتمم)‪.‬‬
‫‪ 2‬أنظراملادة ‪ 198‬من القانون رقم ‪ ،05- 85‬مشاراليه سابقا‪.‬‬
‫‪3‬انظر املادة‪ 02‬من مرسوم رقم ‪ ،402- 88‬مؤرخ في‪ 18‬أكتوبر‪ ،1988‬يحدد شروط إنجاز العيادات الخاصة وفتحها وعملها‪،‬‬
‫املعدل باملرسوم التنفيذي رقم ‪ ،69- 02‬املؤرخ في ‪ 06‬فبراير ‪ 2002‬م‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‪ ،42‬صادرفي ‪ 19‬أكتوبر‪ 1988‬م‪.‬‬
‫‪ 4‬املادة‪ 198‬من قانون حماية الصحة وترقيتها‪ ،‬مشارإليها سابقا‪.‬‬
‫‪ 5‬دوادي صحراء‪ ،‬مسؤولية الطبيب في الجراحة التجميلية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير في العلوم القانونية‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ‪ ،‬ورقلة‪ 2006،‬م‪،‬ص‪.27‬‬
‫‪ 6‬مرسوم تنفيذي رقم‪ ، 276- 92‬مؤرخ في ‪ 06‬جويلية ‪ 1992‬م‪ ،‬يتضمن مدونة أخالقيات الطب‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‪، 52‬‬
‫صادربتاريخ ‪ 08‬جويلية ‪ 1992‬م‪.‬‬
‫‪ 7‬ملزيد من التفصيل أنظر‪ :‬محمد قرماز نادية‪ ،‬الجراحة التجميلية‪ ،‬الجوانب القانونية والشرعية (دراسة مقارنة)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الثقافة للنشروالتوزيع‪ ،‬عمان‪ 2010،‬م‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪ 8‬أنظراملواد من ‪ 161‬الى‪ 168‬من قانون حماية الصحة وترقيتها‪ ،‬مشارإليه سابقا‪.‬‬
‫‪9‬املواد ‪ 4/ 168، 168/3 ، 2/ 168 ، 168/1‬من قانون حماية الصحة وترقيتها‪ ،‬مشارإليه سابقا‪.‬‬
‫‪ 10‬أمر رقم ‪ ، 58- 75‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬م‪ ،‬يتضمن القانون املدني‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‪ ، 78‬صادر بتاريخ‪30‬‬
‫سبتمبر‪ 1975‬م‪ ،‬معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪ 11‬مشار إليه في‪ :‬أبو بكر هواني الجاف أنور‪ ،‬مدى شرعية جراحة التجميل‪ ,‬ط‪ ،1‬دار الكتب القانونية‪ ،‬القاهرة‪2010 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.586‬‬
‫‪ 12‬أنظرالشيخ القرضاوي يوسف‪ ،‬الحالل والحرام في اإلسالم‪ ،‬ط‪ ،1‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ 1978 ،‬م‪ ،‬ص‪. 78‬‬
‫‪13‬يقول الرسول صلى هللا عليه وسلم‪« :‬لعن هللا الواشمات واملستوشمات واملتنمصات واملتفلجات للحسن املغيرات لخلق‬
‫هللا»‪ ،‬رواه البخاري في كتاب اللباس‪ ،‬باب‪ :‬املوصولة (‪ ،)5942‬ومسلم‪ .‬في كتاب اللباس و الزينة‪ ،‬باب تحريم فعل الواصلة‬
‫واملستوصلة(‪.)2124‬‬
‫‪ 14‬يقول هللا تعالى‪ »:‬وال أمرنهم فليغيرن خلق هللا»‪ ،‬سورة النساء اآلية ‪. 119‬‬
‫‪ 15‬أنظر علي محي الدين العزة داني‪ ,‬املحمدي علي يوسف‪ ،‬فقه القضايا الطبية املعاصرة‪ ،‬دار البشائر اإلسالمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪ 2011‬م‪ ،‬ص‪.562‬‬
‫‪16‬أنظرمجمع الفقه اإلسالمي‪ ،‬املنعقد في دورة مؤتمره الثامن عشرفي ماليزيا في الفترة من ‪ 14‬إلى‪ 19‬سبتمبر ‪2007‬م‪ ،‬قراربشأن‬
‫جراحة التجميل‬
‫‪17‬نذكر في هذا الصدد حكم محكمة السين الفرنسية الصادر بتاريخ ‪ 1929‬م الذي اعتبر مجرد إجراء جراحة تجميل لعضو‬

‫‪216‬‬
‫سليم يعتبر خطأ في حد ذاته يستوجب التعويض‪ ،‬تم استئناف هذا الحكم أمام محكمة استئناف باريس‪ ،‬التي أصدرت قرارها‬
‫بتاريخ ‪ 12‬مارس‪ 1931‬م أين قضت بمشروعية جراحة التجميل‪ ،‬مشارإليه في مرجع دوادي صحراء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ 18‬أنظراملادة ‪ 154‬من قانون ‪ 05- 85‬مؤرخ في ‪ 16‬فبراير‪ ،1985‬يتعلق بحماية الصحة وترقيتها‪ ،‬مشارإليه سابقا‪.‬‬
‫‪ 19‬أنظراملادة ‪ 44‬من مرسوم تنفيذي رقم‪ ،276- 92‬مؤرخ في ‪ 06‬جويلية‪ 1992‬م‪ ،‬يتضمن مدونة أخالقيات الطب‪ ،‬مشارإليه‬
‫سابقا‪.‬‬
‫‪ 20‬أنظراملادة ‪ 162‬من قانون حماية الصحة وترقيتها‪ ،‬مشارإليه سابقا‪.‬‬
‫‪21‬أنظراملادة ‪ 154‬من قانون حماية الصحة وترقيتها‪ ،‬مشارإليها سابقا‪.‬‬
‫‪ 22‬أنظراملواد ‪ 47 ،44 ،43‬من مدونة أخالقيات الطب‪ ،‬مشارإليه سابقا‪.‬‬
‫‪ 23‬أمررقم ‪ ،58- 75‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر‪ 1975‬م‪ ،‬يتضمن القانون املدني‪ ،‬مشارإليه سابقا‪.‬‬
‫‪24‬أنظراملادتين ‪ 17‬و‪ 18‬من مدونة أخالقيات الطب‪ ،‬مشارإليه سابقا‪.‬‬
‫‪25‬نظر قرار املحكمة العليا في امللف رقم‪ ،399828‬الصادر عن الغرفة املدنية‪ ،‬القسم األول‪ ،‬بتاريخ ‪ 23‬جانفي ‪ ،2008‬منشور‬
‫بمجلة املحكمة العليا‪ ،‬عدد‪ ،2/2008‬ص‪ 175‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 26‬منذرالفضل‪ ،‬املسؤولية الطبية‪،‬ط‪ ،1‬دارالثقافة للنشروالتوزيع‪ ،‬عمان‪ 2010،‬م‪ ،‬ص‪.37‬‬
‫‪ 27‬أنظرأنصارهذا الرأي وحججه في‪ :‬محمد قرمازنادية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 261‬‬
‫‪ 28‬أنظرقرارمحكمة النقض املصرية بتاريخ ‪26/06/1969‬م‪ ،‬مشارإليه في ‪:‬صحراء دوادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪ 29‬أمررقم ‪ 58- 75‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬م‪ ،‬يتضمن القانون املدني مشارإليه سابقا‪.‬‬
‫مكرر من القانون املدني‪»:‬يشمل التعويض عن الضرر املعنوي كل مساس بالحرية أو الشرف أو السمعة «‬‫‪ 30‬تنص املادة ‪ّ 182‬‬

‫‪ 31‬املادة ‪ 182‬من القانون املدني‪ ،‬مشارإليه سابقا‪.‬‬


‫‪ 32‬أنظراملادة ‪ 182‬فقرة‪ 2‬من القانون املدني مشارإليه سابقا‪.‬‬
‫‪ 33‬أنظراملادة‪ 131‬من القانون املدني‪ ،‬مشارإليه سابقا‪.‬‬
‫‪ 34‬محمد قرمازنادية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.172‬‬
‫‪ 35‬أنظراملادة‪ 127‬من القانون املدني مشارإليه سابقا‪.‬‬
‫‪ 36‬جاءت املادة ‪ 178/2‬مدني جزائري كما يلي‪« :‬يجوز االتفاق على إعفاء املدين من أية مسؤولية تترتب على عدم تنفيذ التزامه‬
‫التعاقدي‪ ،‬إال ما ينشأ عن غشه أو عن خطئه الجسيم‪.»...‬‬
‫‪ 37‬أمر رقم ‪ ،95-07‬مؤرخ في‪ 25‬يناير‪ 1995‬م‪ ،‬يتعلق بالتأمينات‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‪ ،13‬صادر بتاريخ ‪ 08‬مارس‪1995‬م‪،‬‬
‫معدل ومتمم بالقانون رقم‪ ،04- 06‬مؤرخ في‪ 20‬فبراير‪ 2006‬م‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‪ ،15‬صادربتاريخ‪ 12‬مارس‪ 2006‬م‪.‬‬
‫‪ 38‬مرسوم رقم ‪ 204- 88‬مؤرخ في‪ 18‬أكتوبر‪ 1988‬م يحدد شروط إنجازالعيادات الخاصة وفتحها وعملها‪ ،‬مشارإليه سابقا‪.‬‬
‫‪39‬أنظر املادة ‪ 140‬مكرر من القانون املدني التي تنص‪»:‬إذا انعدم املسؤول عن الضرر الجسماني ولم تكن للمتضرر يد‬
‫فيه‪،‬تتكفل الدولة بالتعويض عن هذا الضرر»‪.‬‬

‫‪217‬‬

You might also like