10 Yajri Thawabuha Badal Mamat

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 3

‫‪‬‬ ‫♫‬

‫‪‬‬ ‫والجامع بين األحاديث السابقة هو اشرتاكها يف الفضل‪‬‬


‫ه‬ ‫‪‬‬
‫نفس هه؛ وهو جريان أج ه‬
‫ورها يف الحياة وبعد الممات‪.‬‬ ‫ه‬

‫لل رب العالمين‪ ،‬وصلى الل وسلم على أشرف‬ ‫الحمد ه‬ ‫لنفس هه إذا تأمل هذه األعمال م هلـ ًّيا‪،‬‬
‫الناصح ه‬
‫ه‬ ‫فالمسلم‬
‫المرسلين؛ نبينا محم ٍد‪ ،‬وعلى آلهه وأصحا هبه أجمعين‪.‬‬ ‫سيرجع عليه يف ه‬
‫حياته‬ ‫ه‬ ‫وأيقن أن ثوابها الجزيل وأجرها الكبير‬
‫مماته؛ حرص على أن يكون له منها حظ ونصيب‪ ،‬وبادر‬‫وبعد ه‬
‫‪:î‬‬
‫هال‪ ،‬قبل أن ه‬
‫تنقضي األعمار‪،‬‬ ‫الم ه‬
‫دار ه‬ ‫إليها أشد الم ه‬
‫بادرة ما دام يف ه‬
‫عظيم نهع هم الل ╡ على ه‬
‫عباده المؤمنين أن هيـأ‬ ‫ه‬ ‫فمن‬
‫وتنص هرم اآلجال‪.‬‬
‫ه‬
‫حسان‪ ،‬يقوم هبا العبد الموفق يف هذه‬ ‫لهم أبوا ًبا همن الخ هير ه‬
‫وال‬
‫ه‬
‫القبور يف‬ ‫الحياة‪ ،‬ويجري ثوابها عليه بعد الممات‪ ،‬فإن أهل‬‫ه‬ ‫فعن ابن عباس☻ قال‪ :‬قال رسول الل ‪ ‬لرج ٍل ‪-‬وهو‬

‫األعمال منق هطعون‪ ،‬وعلى ما قدموا يف‬


‫ه‬ ‫قـبورهم مرتهنون‪ ،‬وعن‬ ‫ي هع ظه‪« :-‬اغت نم خم ًسا قبل خمس ‪ :‬شباب ك قبل هر مك ‪،‬‬

‫حياهتم محاسبون مج هزيون‪.‬‬ ‫وص َّحتـك قبل سقمك‪ ،‬وغناك قـبل فقرك‪ ،‬وفراغك قبل‬
‫شغلك‪ ،‬وحياتك قبل موتك»(‪.)1‬‬
‫بينما هذا الموفق يف قبـ هره الحسنات عليه متوالهيـة‪ ،‬واألجور‬
‫ٍ‬
‫أعمال قد ثبت فيها‬ ‫ه‬
‫الرسالة عشرة‬ ‫وقد جمعت يف هذه‬
‫دار العم هل ول ه‬
‫ينقطع عنه الثواب‪،‬‬ ‫واألفضال عليه متتالية‪ ،‬ينتـ هقل من ه‬
‫ه‬
‫حديث‬ ‫الفضل المتقدم‪ ،‬منها األعمال السبعة التي وردت يف‬
‫فتزداد درجاته‪ ،‬وتتنامى حسناته‪ ،‬وتتضاعف أجوره وهو يف قبـ هره‪.‬‬

‫فما أكرمها من حال‪ ،‬وما أجمله وما أطيـبـه من مآل!!‬ ‫(‪ )1‬أخرجه الحاكم يف «المستدرك» (‪ ،)7846‬وصححه‪ ،‬ووافقه الذهبي‪،‬‬

‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪‬‬
‫وصححه األلباين يف «صحيح الجامع» (‪.)1077‬‬
‫أعمال وردت يف األحاديث‪‬‬
‫ٍ‬ ‫ه‬
‫السابق‪ ،‬وثالثة‬ ‫‪‬ه‬
‫أنس بن مالك ╩‬ ‫‪ ‬فقد قال رسول الل ‪« :‬من دعا إلى هدً ى كان له من‪‬‬
‫األخرى بعده‪.‬‬ ‫األجر مثل أجور من تبعه‪ِ ،‬ل ينقص ذلك من أجورهم شيئًا»(‪.)1‬‬
‫ه‬
‫أبواب الخير التي تندرج تحت هذه‬ ‫وحرصت على ه‬
‫بيان‬ ‫ومن العلم النافع الذي يجري أجره للعبد بعد موته‪:‬‬
‫األعمال‪ ،‬وتدخل يف معناها؛ ليبادر إليها المؤمنون‪ ،‬ويحرص‬ ‫شراء الكتب النافعة المفيدة‪ ،‬ووقفها أو بذلها لمن ينتفع هبا‬
‫ه‬
‫حسناتهم‪،‬‬ ‫عليها المجتهدون‪ ،‬فتعظم أجورهم‪ ،‬وتثـقل موازين‬ ‫ه‬
‫طلبة العل هم والباحثين والق ـر اء‪ ،‬فما دامت هذه الكتب‬ ‫من‬
‫مال ول بنون‪ ،‬إل من أتى الل ٍ‬
‫بقلب سليم(‪.)1‬‬ ‫يوم ل ينفع ٌ‬ ‫موجود ًة فهي صدقة جارية يتجدد ثوابها لمؤل هفها ه‬
‫وواقفها‪.‬‬

‫ويدخل ف ذلك‪ :‬إنشاء الكتب اللكرتونية ونشرها عرب‬


‫تطبيقات القراءة والبحث ونحوها؛ فالكتب والربامج اللكرتونية‬
‫هي كالكتب الورقية يف النتفاع ونشر العلم إن لم تكن أكثر‬
‫انتشارا ونف ًعا‪.‬‬
‫ً‬

‫(‪ )1‬أصل هذه الرسالة خطبة جمعة ألقيت يف تاريخ ‪1421 /11 /1‬هـ ‪ ،‬يف المدينة‬
‫ه‬
‫وتنسيقها‪ ،‬وقمت بمراجعتها‪،‬‬ ‫النبوية‪ ،‬وقد اجتهد بعض الفضالء يف تفريغها‬
‫ه‬
‫وإضافة بعض الفوائد عليها‪.‬‬
‫ه‬
‫ونشرها بين‬ ‫والل أسأل أن يجزي كل من اجتهد يف إخراج هذه المادة‬
‫المسلمين خير الجزاء‪ ،‬وأخص منهم الخوة يف مكتب إتقان يف دولة‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬


‫الكويت لمزيد عنايتهم وجهدهم يف إخراجها‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه مسلم يف «صحيحه» (‪.)2674‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪‬‬ ‫العمل السابع‪ :‬تربية األبناء على الصَّـالح‬
‫‪‬‬
‫وهذا العمل قد ورد هذكره يف جميع أحاديث الباب‬
‫ه‬
‫األبناء‬ ‫المتقدمة(‪ ،)1‬ويدل هذا على أهميته البالغة؛ فإن تربية‬
‫وحسن تأدي هبهم‪ ،‬والحرص على تنشئ هتهم على التقوى والصالح‬
‫يعد من أهم الواجبات التي ينبغي على المسلم أن يرعاها‪ ،‬وهي‬
‫من جملة األمانات العظيمة التي أمر اللٌ‪ٌ‬بحفظها‪ ،‬كما قال ‪ٌ‬‬
‫صف المؤمنين‪(ٌٌ:‬ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ)ٌ‬ ‫يف و ه‬

‫[املعارج‪.]ٌ 32ٌ:‬‬
‫ه‬
‫األبناء صالح للمجتمعات واألس هر‬ ‫وذلك ألن صالح‬
‫والبالده‪ ،‬ه‬
‫ومن ثمرات صالحهم‪ :‬أن يكونوا برر ًة آلبائهم يف‬
‫حياهتم وبعد مماهتم؛ فيدعون لهم بالخير‪ ،‬ويسألون الل لهم‬
‫المغفرة والرحمة‪ ،‬وهذا مما ينتفع به الميت يف قربه‪ ،‬بل جميع‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫(‪ )1‬انظر‪( :‬ص‪.)7-6‬‬

‫‪23‬‬

You might also like