التشخيص و التصنيف في علم النفس المرضي

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 17

265-249 .‫ ص‬.

‫ ص‬،2021 ‫ ديسمرب‬،03 ‫ العدد‬،07 ‫اجمللد‬

‫التشخيص والتصنيف يف علم النفس املرضي‬


Diagnosis and Classification in Abnormal Psychology
Diagnostic et Classification en Psychopathologie
2
‫ عيسى توايت إبراهيم‬،* 1‫فتحي وادة‬

2021/12/02 :‫اتريخ النشر‬ 2021/07/05 :‫اتريخ القبول‬ 2019/09/11:‫اتريخ اإلرسال‬


:‫ملخص‬
‫يعترب التشخيص أحد أهم املراحل الرئيسية واألولية يف عملية العالج النفسي وهو عملية هامة تتضمن الكشف عن ديناميات شخصية‬
‫ وهو الطريقة اليت تسمح لنا مبعرفة أصل وطبيعة املرض الذي يعانيه الفرد انطالقا من دالالت ومؤشرات اكلينيكية معينة ميكن‬،‫املريض‬
‫ ويتم ذلك ابالستناد إىل دليل‬.‫ حىت يتسىن تصنيفها وحتديد نوع االضطراب النفسي‬،‫الكشف عنها من خالل استخدام أدوات خاصة‬
.‫تشخيصي وتصنيفي للوصول إىل وصف دقيق للمشكلة واقرتاح العالج األنسب‬
.‫ التشخيص؛ التصنيف؛ علم النفس املرضي؛ دليل تشخيصي‬:‫الكلمات املفتاحية‬
Abstract :
Diagnosis is one of the most important and fundamental stages in the process of psychotherapy. It
is an important process that involves revealing the personality dynamics of the patient, which
allows us to know the origin and nature of the mental illness which the individual suffers from
based on certain clinical indications that can be detected through the use of certain tools , in order to
classify and identify the type of psychological disorder. This is done on the basis of a diagnostic and
taxonomic guide to arrive at a precise description of the problem and suggest the most appropriate
therapy.
Keywords: Diagnosis; Classification; Psychopathology; Diagnostic Manual.

Résumé :
Le diagnostic est l'une des étapes les plus importantes et fondamentales du processus de
psychothérapie. C'est un processus important qui implique de révéler la dynamique de la
personnalité du patient, ce qui nous permet de connaître l'origine et la nature de la maladie mentale
dont souffre l'individu en fonction de certaines indications cliniques pouvant être détectées à l'aide
de certains outils, notamment afin de classifier et d’identifier le type de trouble psychologique. Ceci
est fait sur la base d'un guide de diagnostic et de taxonomie pour arriver à une description précise
du problème et suggérer le traitement le plus approprié.
Mots clés : Diagnostic; Classification; Psychopathologie; Manuel de diagnostic.

‫*املؤلف املراسل‬

1
Fethi Ouada, Abdelhamid MEHRI – Constantine 2 university, fathi.ouada@univ-constantine2.dz
2
Aissa Touati Brahim, 08 Mai 1945 guelma university, touatibrahim.aissa@univ-guelma.dz
- 249 -
2392-5140 :‫ردمد‬ ‫عبد احلميد مهري‬-2 ‫جامعة قسنطينة‬
‫ا فتحي وادة‪ ،‬عيسى توايت إبراهيم ‪... ،2‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يرتبط التشخيص مبصطلح الشخصية والذي أُشتق منه لغواي‪ ،‬وهذا يدل على أن التشخيص عملية تتعلق بشخصية‬
‫اإلنسان‪ ،‬وتتضمن التعرف على هذه الشخصية وسرب أغوارها وحتديد خصائصها ووصفها وصفا دقيقا‪ .‬وهذا يعين أن‬
‫عملية التشخيص النفسي ال تقتصر على التعامل مع حاالت مرضية فقط‪ ،‬وإمنا تتجاوز ذلك يف الكشف على اجلوانب‬
‫السوية من شخصية الفرد‪ ،‬كما أهنا تُستخدم ألغراض أخرى عدا العالج‪ ،‬كالتأهيل أو اإلرشاد أو التوجيه املهين‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التشخيص النفسي يف علم النفس املرضي‪:‬‬
‫‪ -1‬مفهوم التشخيص النفسي‪:‬‬
‫تعترب إجراءات التعرف والفحص والتشخيص عملية معقدة وحتتاج إىل جهد كبري وذلك بسبب عدم االتفاق التام‬
‫على تعريفات االضطراابت النفسية أو حىت بسبب تفسري التعريف بشكل خمتلف‪ .‬كذلك‪ ،‬ختتلف طرائق‬
‫وإجراءات وفلسفات الذين يقومون ابلفحص والتشخيص اعتمادا على اجتاهاهتم النظرية وخرباهتم يف املمارسة امليدانية‬
‫(القمش واملعايطة‪.)2009 ،‬‬
‫التشخيص يف الطب هو عبارة عن معرفة "كم وكيف" املرض الذي يعاين منه املريض‪ ،‬وذلك عن طريق فحص‬
‫األعراض واستنتاج األسباب ومجع املالحظات وتكاملها ووضعها يف فئة معينة والتشخيص يف علم النفس املرضي ال‬
‫خيتلف كثريا عن هذا املضمون (الفخراين ‪.)2015،‬‬
‫يُعرف زهران (‪ )2005‬التشخيص على أنه الفن أو السبيل الذي من خالله يتسىن التعرف على أصل وطبيعة‬
‫ونوع املرض وتتضمن عملية التشخيص حماولة الكشف عن ديناميات الشخصية لدى املريض وأسباب وأعراض مرضه‪.‬‬
‫ف التشخيص على أنه "الوصول لفهم مشكلة العميل من خالل التحديد الدقيق للمشكلة وحتديد العوامل‬
‫كذلك يُ َعَّر ُ‬
‫اليت أدت حلدوثها وذلك من أجل الوصول لتقرير وحكم سليم لوضع العميل وبيان حالته للوصول إىل اختيار أفضل‬
‫األساليب العالجية " (الفخراين ‪)2015،‬‬
‫يضيف رضوان (‪ ،)2013‬إىل أن التشخيص اإلكلينيكي هو " االستقصاء أو السرب املؤسس علميا للظواهر ذات‬
‫الصلة من الناحية النفسية اإلكلينيكية مبساعدة طرق صادقة واثبتة وموضوعية‪ ،‬تستخدم مستوايت ومظاهر خمتلفة ملا‬
‫ينبغي تشخيصه ومصادر بياانت للمساعدة على االستنتاجات واختاذ القرارات‪ ،‬وال يقتصر التشخيص على التعرف على‬
‫األمراض واالضطراابت النفسية فحسب‪ ،‬وإمنا ميتد ليشتمل على ما ينجم عن ذلك من قرارات‪ .‬على عكس التشخيص‬
‫النفسي فإن منظومات التصنيف العاملية لالضطراابت النفسية ‪ ICD-10‬و‪ DSM-IV-TR‬تقوم على التصنيف‬
‫فقط وليس على التدخل"‪.‬‬

‫‪- 250 -‬‬


‫اجمللد ‪ ،07‬العدد ‪ ،03‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫التشخيص والتصنيف يف علم النفس املرضي‬

‫مما سبق‪ ،‬ميكن تعريف التشخيص على أنه "تلك العملية اليت يقوم هبا السيكولوجي‪ ،‬هبدف مجع البياانت‬
‫واملعلومات عن الفرد ليعاجلها معاجلة خاصة متكنه من أن يرسم صورة متكاملة لشخصية املريض‪ ،‬وتتضمن وصفا دقيقي‬
‫لقدراته ومشكالته وأسباهبا وذلك هبدف وضع تصور أو إسرتاتيجية معينة خلطة عالجية تتناسب مع مشكلة الفرد"‬
‫يتطلب التشخيص فهم كامل للمريض يف إطار نظريتني‪:‬‬
‫‪ -‬نظرية رأسية‪ :‬وهي دراسة مراحل منو الشخص وارتقائه منذ املرحلة اجلنينية حىت اللحظة احلالية‪ ،‬وذلك من خمتلف‬
‫اجلوانب اجلسمية والطبية واالنفعالية واالجتماعية والرتبوية‪.‬‬
‫‪ -‬نظرية أفقية‪ :‬وهي دراسة التأثري املتبادل بني الفرد وبيئته الداخلية واخلارجية للتعرف على حاالت سوء التكيف‬
‫واألعراض عنده‪( .‬صاحل‪.)2014 ،‬‬
‫‪ -2‬أمهية التشخيص وأهدافه‪:‬‬
‫للتشخيص النفسي أمهية كبرية يف ميدان علم النفس املرضي‪ ،‬فعن طريقه ميكن حتديد نوع ومشكلة الفرد واضطرابه‬
‫ومدى خطورته عند التعرف على زملة األعراض اليت يعاين منها‪ .‬وكلما كان التشخيص مبكرا‪ ،‬تصبح فرصة العالج أفضل‬
‫(زهران‪ .)2005 ،‬يوجز الفخراين (‪ )2015‬أهداف التشخيص يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يتم من خالل التشخيص حتديد االحتياجات الفريدة للعمالء واليت ال توجد لدى غريهم هبدف إشباع تلك احلاجات‪.‬‬
‫‪ -‬ميكن من خالل التشخيص الربط بني اجلزئيات املتفرقة للمشكلة بطريقة تُ َوضح العالقة بني هذه اجلزئيات لتكوين نظرة‬
‫عامة ومتكاملة عن مشكلة املريض‪.‬‬
‫‪ -‬يُقدم التشخيص أحكام وقيم وتصنيفات لألشخاص والسلوك واملعايري‪.‬‬
‫‪ -‬يؤدي التشخيص إىل التعرف على العوامل واألسباب اليت أدت لوقوع املشكلة‪.‬‬
‫‪ -‬يقدم التشخيص تفسريا للمشكالت النفسية واالجتماعية مبا يتضمنه ذلك من عواطف وانفعاالت وظروف شخصية‬
‫يصعب الوصول إليها عن طريق آخر‪.‬‬
‫‪ -‬يوفر التشخيص أساسا منطقيا وموثوقا به للعالج‪.‬‬
‫‪ -3‬مراحله‪:‬‬
‫َح َّد َد كل من "ساندبريغ وتيلر" نقال عن الفخراين (‪ )2015‬مراحل التشخيص يف اخلطوات األربع التالية‪:‬‬
‫‪ -1-3‬مرحلة اإلعداد ‪ :Préparation Stage‬وتشتمل بدورها على أربع خطوات فرعية‪:‬‬
‫‪ -‬االتصال بني األخصائي وكافة املؤسسات لتعرف على تفاصيل املشكلة اخلاصة ابملريض وجتمع كافة التقارير‪.‬‬
‫‪ -‬املعلومات األولية اليت جيمعها األخصائي يف املقابلة املبدئية‪.‬‬
‫‪- 251 -‬‬
‫ردمد‪2392-5140 :‬‬ ‫جامعة قسنطينة ‪-2‬عبد احلميد مهري‬
‫ا فتحي وادة‪ ،‬عيسى توايت إبراهيم ‪... ،2‬‬

‫‪ -‬القرارات األولية يف قبول احلالة أو عدم قبوهلا‪ ،‬وأهداف التقييم اإلكلينيكي‪.‬‬


‫‪ -‬اختيار أدوات التشخيص‪ ،‬من اختبارات ووسائل قياس وزايرات وغريها‪.‬‬
‫‪ -2-3‬مرحلة التزود ابملعلومات ‪ :Input Stage‬وتتضمن خطوتني فرعيتني‪:‬‬
‫‪ -‬املقابالت التشخيصية اليت تتم بني األخصائي واملريض‪ ،‬واليت قد تستلزم تعديالت يف أهداف التشخيص ووسائله‪ ،‬كما‬
‫تشتمل كذلك على استخدام االختبارات اليت يراها األخصائي تناسب احلالة‪.‬‬
‫‪ -‬تصحيح االختبارات وتنظيم نتائج املقابالت وتنسيقها ووضعها يف صورة كمية‪ ،‬كما تتضمن أيضا جمموعة من األحكام‬
‫اجلزئية الوصفية‪.‬‬
‫‪ -3-3‬مرحلة معاجلة املعلومات ‪:Processing Stage‬‬
‫يقوم فيها األخصائي بتنظيم املعلومات اليت حصل عليها وتوضيح املعاين املتضمنة هلا وهي خطوة استخراج النتائج‬
‫اإلحصائية وما يتصل هبا من تنبؤات وتفسريها متهيدا لالستفادة منها‪.‬‬
‫‪ -4-3‬مرحلة اختاذ القرارات ‪ :Output Stage‬وتتضمن كتابة التقارير واجتماعات مناقشة احلالة‪ ،‬مث اختاذ قرارات‬
‫هنائية ترتبط بشأن العالج وأسلوب العمل‪.‬‬
‫‪ -4‬شروط ومبادئ التشخيص‪:‬‬
‫تتمثل شروط التشخيص ومبادئه حسب الروسان (‪ )1999‬يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬جيب أن تتم عملية التشخيص من قبل متخصصني مؤهلني علميا ومرخصني للعمل يف هذا امليدان‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن يتم مجع املعلومات التشخيصية من مصادر متنوعة مثل األسرة‪ ،‬واألقران‪ ،‬واملعلمني‪ ،‬وأرابب العمل‪.‬‬
‫‪ -‬جيب احلصول على موافقة ويل األمر على إجراءات التشخيص‪.‬‬
‫‪ -‬جيب احلفاظ على سرية معلومات القياس والتشخيص‪.‬‬
‫‪ -‬جيب استعمال أدوات وأساليب متنوعة وأن تكون االختبارات واملقاييس املستخدمة مقننة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم االكتفاء بنتائج مقياس واحد عند حتديد أهلية الفرد خلدمات العالج النفسي‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن يوضع املشخص حتت املالحظة– عند احلاجة‪ -‬بغرض التحقق من صحة نتائج القياس والتشخيص‬
‫ُ‬
‫(يف‪ :‬صاحل‪ ،2014 ،‬ص ‪.) 141‬‬
‫‪ -5‬أشكال التشخيص‪:‬‬
‫يذكر صاحل (‪ )2014‬أبن التشخيص يتخذ شكلني‪:‬‬

‫‪- 252 -‬‬


‫اجمللد ‪ ،07‬العدد ‪ ،03‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫التشخيص والتصنيف يف علم النفس املرضي‬

‫‪ -1-5‬الشكل التصنيفي الطيب‪:‬‬


‫يعتمد هذا الشكل على التصنيف ‪ Classification‬كأساس له وينحصر يف تسمية املرض أو شكوى املريض‬
‫ومييل بعض األخصائيني اإلكلينيكيني لألخذ به رغم أنه أسلوب طيب‪ ،‬ولقد أثبت جدارته يف احلاالت املرضية اليت تتطلب‬
‫تدخل جراحي‪ .‬أما يف احلاالت النفسية فإن األمر خيتلف اختالفا كليا‪ .‬ويرى الكثري من النقاد أن األسلوب الطيب حمدود‬
‫يف نطاق خاص‪.‬‬
‫‪ -2-5‬الشكل السيكودينامي‪:‬‬
‫القاعدة اليت يتخذها التشخيص يف هذا الشكل هي ديناميات املرض النفسي؛ ويف هذا النوع لبد من دراسة احلالة‬
‫دراسة مستفيضة ‪ Compréhensive‬من مجيع جوانبها‪ ،‬وخاصة من انحية القدرات‪ ،‬والدوافع‪ ،‬واالنفعاالت والقيم‪،‬‬
‫واالجتاهات‪ ،‬أساليب السلوك الدفاعية لدى الفرد؛ فضال عن آاثر البيئة اليت نشأ فيها‬
‫‪ -6‬أدواته‪:‬‬
‫تعتمد عملية التشخيص على عدد من اإلجراءات‪،‬و األساليب‪ ،‬واألدوات حىت تكون عملية التشخيص دقيقة‬
‫وُحمكمة‪ ،‬ومن هذه األدوات واألساليب‪:‬‬
‫‪ -1-6‬املقابلة العيادية‪:‬‬
‫تُعرف املقابلة على أهنا تواصل لفظي هادف بني طرفني حيتل مجع املعلومات حول السلوك واخلربة عند الشخص مركز‬
‫الصدارة‪ .‬وجيري احلوار بشكل رمسي وفق حمكات حمددة للحوار‪ .‬وميكن النظر إىل املقابلة من أربع زوااي‪:‬‬
‫‪ -‬احلصول على املعلومات من خالل تبادل احلديث بني شخصني على األقل‪.‬‬
‫‪ -‬يسري اجتاه املعلومات بشكل أساسي يف اجتاه من املسؤول إىل السائل‪.‬‬
‫‪ -‬جتري بني املسؤول والسائل تفاعالت على مستوايت خمتلفة‪ :‬على أساس مستوى نفسي عام‪ ،‬على مستوى نفسي‬
‫اجتماعي‪ ،‬نفسي تعليمي‪ ،‬نفسي أعماقي‪.‬‬
‫‪ -‬يتم تصميم احلوار من السائل حبيث ميكن من خالله احلصول بياانت أو معلومات ُمتكن املشخص من إجراء تقومي‬
‫ُ‬
‫منطقي (رضوان‪،2014،‬ص ‪.)149‬‬
‫‪ -1-1-6‬أمهية املقابلة‪:‬‬
‫تربز أمهية املقابلة يف كوهنا تسمح للمختص من مالحظة الكثري من التعبريات واحلركات و االنفعاالت أثناء حديث‬
‫العميل‪ ،‬ويتعرف عن طريقها على قدرات وإمكاانت والظروف البيئية واالجتماعية للعميل‪ .‬كما ميكن تطبيق كافة‬

‫‪- 253 -‬‬


‫ردمد‪2392-5140 :‬‬ ‫جامعة قسنطينة ‪-2‬عبد احلميد مهري‬
‫ا فتحي وادة‪ ،‬عيسى توايت إبراهيم ‪... ،2‬‬

‫والعقلية بغية‬ ‫االختبارات واملقاييس خالهلا‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬يتم فيها تقييم مجيع جوانب الشخصية اجلسمية والنفسية‬
‫الوصول إىل تشخيص مشكلة العميل بشكل أدق‪.‬‬
‫‪ -2-1-6‬خطوات املقابلة‪:‬‬
‫متر املقابلة العيادية املرضية عرب خطوات متسلسلة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مرحلة االفتتاح‪ :‬وهي مرحلة البدء وتقرير احلالة وفيها حياول املختص أن يوفر جوا من الدفء واملودة من أجل بناء‬
‫عالقة اجيابية وكسب ثقة املريض‪ .‬وغالبا ما تبدأ بطرح األسئلة التشجيعية واملناقشة هبدف افتتاح املقابلة ودعم العالقة مع‬
‫املريض‪.‬‬
‫ب‪ -‬مرحلة الوعي الفكري‪ :‬فيها يبدأ املختص ابلدخول يف مضمون املقابلة واليت تشمل توضيح سبب طلب املريض‬
‫وفهم أويل ملشكلته‪ .‬ويتم فيها جتميع املعلومات وتطبيق االختبارات وتفسري نتائجها لكي يتم التعرف أكثر على احلالة‬
‫املرضية لطالب املقابلة‪.‬‬
‫ج‪ -‬مرحلة البناء‪ :‬ال تتم هذه املرحلة إال بعد املرور ابملرحلتني السابقتني ومناقشة املريض وعائلته وأقرانه جبميع التفاصيل‬
‫عن مرضه؛ كما يسعى فيها املختص للتوصل إىل أسباب ودوافع اليت أدت ابلعميل إىل حالته‪ ،‬من أجل حتقيق عالجا‬
‫فعاال‪.‬‬
‫د‪ -‬مرحلة االقفال‪ :‬يصل فيها الطرفان املختص والعميل إىل قرار مشرتك إبهناء املقابلة بناء على طلب املختص الذي‬
‫رأى أن العميل أصبح قادرا على التوافق السليم‪ ،‬أو بناء على طلب املريض الذي وجد نفسه معاىف أو مل ينفعه العالج‬
‫(صاحل‪.)2014 ،‬‬
‫‪ -3-1-6‬أشكال املقابلة‪:‬‬
‫يذكر فايد (‪ )2005‬شكلني للمقابلة العيادية‪ ،‬إما أن تكون بنائية أو غري بنائية‪ .‬ففي املقابلة غري البنائية يسأل‬
‫اإلكلينيكي أسئلة ذات هناية مفتوحة (هل ستخربين عن نفسك ؟)‪ ،‬وتضع قيود قليلة على ما ميكن أن يناقشه العميل‪.‬‬
‫ويسمح نقص البناء اإلكلينيكي أبن يتم الرتكيز على حماور هامة ال ميكن توقعها من قبل‪ .‬كذلك تعطي تقديرا أكثر‬
‫للموضوعات اهلامة ابلنسبة للعميل‪ .‬أما يف املقابلة البنائية تُطرح جمموعة من األسئلة املعدة مسبقا‪ .‬ويستخدم فيها أحياان‬
‫جمموعة معيارية من األسئلة أو حماور مصممة لالستخدام يف كل املقابالت‪ .‬ويسمح هذا الشكل من املقابالت مبقارنة‬
‫استجاابت األفراد خآخرين‪ .‬وهي مصممة للكشف عن الطبيعة الدقيقة والدرجة اخلاصة ابألداء الشاذ للعميل‪.‬‬
‫أما زهران (‪ )2005‬يقسم املقابلة إىل‪ :‬املقابلة املبدئية (اليت متهد للمقابالت التالية)‪ ،‬واملقابلة القصرية (اليت ال تستغرق‬
‫وقتا طويال)‪ ،‬واملقابلة الفردية (تتم بني األخصائي واملريض فقط)‪ ،‬واملقابلة اجلماعية (جتمع مجاعة من املرضى)‪ ،‬واملقابلة‬

‫‪- 254 -‬‬


‫اجمللد ‪ ،07‬العدد ‪ ،03‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫التشخيص والتصنيف يف علم النفس املرضي‬

‫املقيدة أو املقننة (اليت يكون مقيدة أبسئلة مقننة)‪ ،‬واملقابلة احلرة (تكون غري مقيدة أبسئلة معينة)‪ .‬من أنواع املقابلة‬
‫حسب هدفها‪ :‬مقابلة املعلومات‪ ،‬واملقابالت العالجية (اإلكلينيكية) واملقابلة الشخصية‪ .‬ومن أنواع املقابالت حسب‬
‫األسلوب املتبع فيها‪ :‬املقابلة املمركزة حول العميل‪ ،‬واملقابلة املمركزة حول املعاجل‪.‬‬
‫‪ -2-6‬املالحظة العيادية‪:‬‬
‫هي طريقة منظمة حياول فيها املختص أن جيمع معلومات عن سلوك معني على النحو الذي حيدث فيه املوقف‬
‫وتسجيل هذا السلوك‪ .‬لذا تقوم املالحظة العيادية على مالحظة الوضع احلايل للعميل يف جانب حمدد من جوانب‬
‫سلوكه‪ ،‬وتشمل مالحظة السلوك يف مواقف احلياة الطبيعية‪ ،‬ومواقف التفاعل االجتماعي بكل أنواعها‪ .‬بذلك تكمن‬
‫فائدة هذه األداة لكوهنا أداة تشخيصية هلا درجة عالية من الثقة والثبات وميكن االعتماد عليها يف الوصول حلقائق واقعية‬
‫وصادقة يف رصد سلوكيات األفراد‪ .‬وبتحديد موضوعات دقيقة وحمددة مرتبطة ابملوقف أو احلالة أو املوضوع الذي تتم‬
‫مالحظته‪ ،‬جلمع معلومات وحقائق يف إطار تلك املوضوعات (صاحل‪ ،2014 ،‬ص ‪.)154‬‬
‫‪ -1-2-6‬أنواع املالحظة العيادية‪:‬‬
‫من أنواع املالحظة‪ :‬املالحظة املباشرة (وجها لوجه مع املريض)‪ ،‬واملالحظة غري املباشرة (دون اتصال مباشر مع‬
‫املريض)‪ ،‬واملالحظة املنظمة اخلارجية (يقوم هبا املختص ومساعدوه)‪ ،‬واملالحظة املنظمة الداخلية (من الشخص نفسه‬
‫لنفسه)‪ ،‬واملالحظة العرضية (العابرة وغري املقصودة)‪ ،‬واملالحظة الدورية (على فرتات زمنية حمدودة)‪ ،‬واملالحظة املقيدة‬
‫(مبجال أو موقف وفرتات معينة) (زهران‪ ،2005 ،‬ص ‪.)160‬‬
‫‪ -2-2-6‬خطوات إجراء املالحظة‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلعداد‪ :‬وذلك ابلتخطيط املنظم هلا والتحديد املسبق للسلوك املراد مالحظته‪ ،‬وحتديد املعلومات املطلوبة‬
‫وهدف املالحظة‪ ،‬وحتضري األدوات الالزمة للتسجيل‪ ،‬وحتديد الزمان واملكان‪.‬‬
‫ب‪ -‬اختيار عينات سلوكية خمتلفة للمالحظة‪ :‬وذلك ابختيار عينات متنوعة ومتعددة وشاملة وممثلة ألكرب عدد من‬
‫مواقف احلياة ومناسبات خمتلفة ومواقف فردية ومجاعية‪.‬‬
‫ج‪ -‬عملية املالحظة‪ :‬تتم عملية املالحظة مع مريض واحد يف وقت واحد‪ .‬أما يف حالة مالحظة سلوك اجلماعة‬
‫يستحسن استخدام أجهزة التسجيل وتعدد املالحظني ضماان للموضوعية والدقة‪.‬‬
‫د‪ -‬التسجيل‪ :‬جيب أن تسجل املالحظة بعدها مباشرة وليس أثنائها‪ ،‬وجيب اإلسراع بتسجيل وتلخيص كل ما دار يف‬
‫املالحظة‪ .‬كذلك تسجيل اتريخ ومكان وزمان املالحظة وأمساء املالحظني‪.‬‬

‫‪- 255 -‬‬


‫ردمد‪2392-5140 :‬‬ ‫جامعة قسنطينة ‪-2‬عبد احلميد مهري‬
‫ا فتحي وادة‪ ،‬عيسى توايت إبراهيم ‪... ،2‬‬

‫هـ‪ -‬التفسري‪ :‬يتم تفسري السلوك املالحظ يف ضوء اخللفية الرتبوية واالجتماعية واالقتصادية للمريض‪ ،‬وخرباته‬
‫وإطاره املرجعي (سرى‪ ،2000 ،‬ص ‪)65-64‬‬
‫‪ -3-2-6‬أدوات املالحظة‪ :‬تعتمد امل الحظة على عدد من األدوات وهي‪ :‬لوحات املشاركة (تستعمل لتسجيل مشاركة‬
‫الفرد يف نشاط أو مناقشة)‪ ،‬قوائم السلوك (قائمة تستعمل لتسجيل السلوك املالحظ فور حدوثه)‪ ،‬مقاييس الشخصية‬
‫والتقدير (قائمة تشتمل على جمموعة من الفقرات والبدائل اليت تعرب عن مسة ما)‪ ،‬التسجيالت القصصية (تسجل أحدااث‬
‫معينة خالل فرتة حمدودة) (صاحل‪.) 2014 ،‬‬
‫‪ -4-2-6‬عوامل جناح املالحظة‪:‬‬
‫من بني عوامل جناح املالحظة‪ :‬السرية واملوضوعية والدقة واخلربة‪ ،‬والشمول لعينات متنوعة من السلوك تتناول‬
‫اإلجيابيات والسلبيات‪ ،‬ونقاط القوة والضعف وانتقاء السلوك املتكرر الثابت نسبيا (زهران‪ ،2005 ،‬ص ‪.)160‬‬
‫‪ -3-6‬االختبارات واملقاييس النفسية‪:‬‬
‫إن االختبار النفسي ما هو إال أداة للحصول على عينة من سلوك الفرد يف موقف مقنن؛ وهبذا الشكل ميكننا تقييم‬
‫املالحظات املضبوطة للسلوك تقييما موحدا‪ ،‬لذا كان لالختبار النفسي مزااي ال توجد أصال يف املقابلة أو املالحظة أو يف‬
‫إجراءات دراسة احلالة‪ .‬واالختبارات دون شك هي وسائل ذات قيمة كبرية يف عمليات التشخيص والتوجيه اإلرشاد‬
‫النفسي والعالج؛ وهي كأي وسيلة ميكن االستفادة منها إذا أحسن استخدامها ووضعت حوهلا الضوابط وأمكن معرفة‬
‫معايري ثباهتا وصدقها ودالالهتا اإلكلينيكية وحدودها اليت ال تستطيع جتاوزها حبكم طبيعتها أو طبيعة القدرات اليت‬
‫تقيسها (رضوان‪.)2014،‬‬
‫‪ -1-3-6‬أهداف االختبارات النفسية‪:‬‬
‫ميكن حتديد دور االختبارات النفسية يف عملية التشخيص النفسي على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ -‬تقييم قدرات الفرد وإمكانياته من حيث ذكائه العام وقدراته العقلية اخلاصة‪.‬‬
‫‪ -‬كشف اجلوانب املختلفة من شخصية الفرد‪ ،‬ومشاعره‪ ،‬وافكاره ورغباته‪ ،‬واجتاهاته‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم ديناميات السلوك لدى الفرد‪ ،‬وكشف الشعورية أو الالشعورية اليت حترك هذا السلوك‪.‬‬
‫‪ -‬تشخيص االضطراب أو املرض النفسي أو العقلي الذي يعاين منه الفرد (عباس‪ ،1996 ،‬ص ‪.)18‬‬
‫‪ -2-3-6‬أنواع االختبارات واملقاييس النفسية‪:‬‬
‫يورد فايد (‪ )2005‬مخسة أنواع من االختبارات اليت يستخدمها اإلكلينيكيون بشكل متكرر وهي‪:‬‬

‫‪- 256 -‬‬


‫اجمللد ‪ ،07‬العدد ‪ ،03‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫التشخيص والتصنيف يف علم النفس املرضي‬

‫أ‪ -‬اختبارات إسقاطيه ‪ :Projective tests‬وتتكون من مادة غري بنائية أو من مادة غامضة‪ ،‬يُطلب من املفحوص‬
‫أن يستجيب هلا‪ .‬وتكون املادة غامضة إىل حد أن االستجاابت حيتمل أن تعكس البناء النفسي للفرد‪.‬‬
‫ب‪ -‬قوائم التقرير الذايت ‪ :Self-report inventories‬تتكون من قوائم بنود خيتارها الشخص حسب درجة‬
‫انطباقها عليه‪ ،‬وتكشف هذه البنود على شخصيات األفراد ومناذج سلوكهم وانفعاالهتم واعتقاداهتم‪.‬‬
‫ج‪ -‬اختبارات نفسوفسيولوجية ‪ :Psychophysiological tests‬تقيس مثل هذه االختبارات االستجاابت‬
‫البدنية مثل معدل نبضات القلب والتوتر العضلي كمؤشرات ممكنة لالضطراابت النفسية‪.‬‬
‫د‪ -‬اختبارات نفسوعصبية ‪ :Neuropsychological tests‬تكشف عن أي تلف عصيب ممكن‪.‬‬
‫هـ‪ -‬اختبارات الذكاء ‪ :Intelligence tests‬وهي مصممة لقياس القدرة العقلية للشخص‪.‬‬

‫‪ -3-3-6‬شروط االختبارات النفسية‪:‬‬


‫حىت تكون االختبارات صاحلة للقياس لبد أن تتوفر فيها جمموعة من احملكات األساسية‪ .‬ميكن تقسيم هذه الشروط‬
‫إىل شروط أولية وشروط سيكومرتية‪.‬‬
‫أ‪ -‬الشروط األولية لالختبار‪ :‬وتشمل املوضوعية والشمول والتقنني‪ .‬فاملقصود ابملوضوعية ‪ Objectivity‬عدم تدخل‬
‫اجلانب الذايت يف تقدير الدرجات وتفسريها وابلتايل عدم اختالف املصححني يف تقدير الدرجات‪ .‬أما الشمول‬
‫‪ Globalization‬يعين أن يقيس االختبار مجيع جوانب اجملال (اجلانب العقلي‪ ،‬اجلانب االنفعايل‪ ،‬اجلانب النفس‬
‫حركي) يف حالة االختبارات النفسية‪ .‬ابلنسبة للتقنني ‪ Standardization‬هو توحيد إجراءات التطبيق على مجيع األفراد‬
‫املشاركني (طريقة التصحيح‪ ،‬طريقة التفسري)‪ ،‬وكذلك حتديد اخلصائص السيكومرتية اليت تدل على جودة االختبار (مراد‬
‫وسليمان‪.)2005 ،‬‬
‫ب‪ -‬الشروط السيكومرتية‪ :‬وتتضمن الصدق والثبات واملعايري‪ .‬فالصدق يتعلق مبا يقيسه االختبار وإىل أي حد ينجح‬
‫يف قياسه ويرتبط أيضا مبدى وصولنا إىل تنبؤ دقيق واستنتاج صحيح من الدرجة اليت حيصل عليها املفحوص‪ .‬ومن أنواعه‪:‬‬
‫صدق احملتوى‪ ،‬والصدق املرتبط ابحملكات‪ ،‬وصدق التكوين الفرضي‪ .‬ويقصد ابلثبات دقة االختبار يف القياس أو‬
‫املالحظة وعدم تناقضه مع نفسه‪ ،‬واتساقه واطراده فيما يزودان به من معلومات عن سلوك املريض‪ ،‬وطرق حسابه إعادة‬
‫االختبار‪ ،‬والصور املتكافئة‪ ،‬والتجزئة النصفية‪ ،‬ومعامل ألفا لكرونباخ وغريها (أبوحطب‪ ،‬وعثمان‪ ،‬وصادق‪.)2008 ،‬‬

‫‪- 257 -‬‬


‫ردمد‪2392-5140 :‬‬ ‫جامعة قسنطينة ‪-2‬عبد احلميد مهري‬
‫ا فتحي وادة‪ ،‬عيسى توايت إبراهيم ‪... ،2‬‬

‫‪ -7‬التقرير النفسي‪:‬‬
‫التقرير النفسي جزء مهم وأساسي من التشخيص النفسي‪ ،‬وفيه تتجلى العملية التشخيصية خبطواهتا‪ ،‬أي تلك‬
‫اإلجراءات اليت قام هبا الفاحص بدءا من طرح األسئلة وانتهاء ابإلجاابت التشخيصية واقرتاح اإلجراءات أو التدخالت‪.‬‬
‫كما ميكن تعريف التقرير النفسي أبنه التوثيق املنهجي لنتائج الفحص النفسي مبجمله‪ ،‬وهو بوصفه كذلك جزء من‬
‫العملية التشخيصية (رضوان‪.)2014 ،‬‬
‫‪ -8‬معوقات التشخيص النفسي‪:‬‬
‫‪ -‬عدم استكمال عملية التشخيص لعجز املريض عن التعبري عن مشكلته كما يف حاالت ضعاف العقول أو الصغار‬
‫أو احلاالت احلادة من املرض النفسي‪.‬‬
‫‪ -‬عدم استكمال التشخيص نتيجة تعمد العميل أو احمليطني به تضليل األخصائي إبخفاء احلقيقة خوفا من اخلزي‬
‫أو العار‪.‬‬
‫‪ -‬تسرع األخصائي يف احلكم بسبب الضغوط واألعباء أو وجود قصور يف القدرة على التطبيق العملي ألسس‬
‫النظرايت العلمية خاصة إذا كان املمارس جديدا أو قليل اخلربة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم استخدام أو معرفة األخصائي ابألساليب العلمية احلديثة يف التشخيص كطرق مزاوجة القياس الكمي والكيفي‬
‫لتحديد أبعاد املشكلة الفردية أو ضعف مهارته يف التسجيل أثناء أو بعد املقابالت‪.‬‬
‫‪ -‬تعقد بعض املشكالت مما جيعل من الصعب اإلملام بكل جوانبها ووضع تشخيص يراعي فرديتها‪.‬‬
‫‪ -‬غياب بعض األفراد األكثر أمهية يف حياة العميل واألكثر دراية ابخلربات اليت مر هبا يف املاضي مثل حاالت وفاة‬
‫الوالدين أو األجداد أو األخوة‪.‬‬
‫‪ -‬قصور الذاكرة البشرية لدى األخصائي أو العميل مما جيعل بعض العوامل املرتبطة ابملشكلة قد تتعرض للنسيان‬
‫أو اإلمهال دون قصد‪.‬‬
‫‪ -‬نقص أو غياب أو عدم مهارة بعض املتخصصني واخلرباء الذين حيتاجهم األخصائي يف املؤسسات االجتماعية‬
‫كاخلرباء النفسيني‪ ،‬االقتصاديني‪ ،‬القانونيني‪ ،‬الدينيني‪ ،‬األطباء وغريهم‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد بعض املؤسسات املهنية على استمارات أو مناذج تقليدية جتعل التشخيص تصنيفيا أكثر من كونه تفسرياي‬
‫وصفيا لتفاعل عوامل املشكلة‪.‬‬
‫‪ -‬حاجة التشخيص إىل جهد عقلي كبري ووقت مناسب قد ال يتوافر لدى بعض املمارسني (الفخراين‪ ،2015 ،‬ص‬
‫‪.)40 -39‬‬

‫‪- 258 -‬‬


‫اجمللد ‪ ،07‬العدد ‪ ،03‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫التشخيص والتصنيف يف علم النفس املرضي‬

‫اثنيا‪ :‬التصنيف يف علم النفس املرضي‪:‬‬


‫‪ -1‬مفهوم التصنيف‪:‬‬
‫التصنيف مبعناه العام هو تقسيم جمموعة من األشخاص أو األشياء إىل أقسام أو فئات وفقا ألساس معني كتصنيف‬
‫املواد الكيميائية مثال‪ .‬والتصنيف يف علم النفس هو إدخال نوع من النظام والرتتيب على جمموعة من االضطراابت‬
‫النفسية ووضعها يف فئات حبيث يتيسر التعامل معها والتقليل من تعقدها ما يسمح لنا مبزيد من الفهم (صاحل‪،‬‬
‫‪،2014‬ص ‪.)110‬‬
‫يعترب ايسني (‪ )1986‬التصنيف عملية تنظيم ذات تقسيم نوعي يفرز هبا األخصائي األعراض‪ ،‬أو األمراض إىل‬
‫أصناف وجمموعات وتصنيف احلاالت إىل أنواع مشاهبة‪ ،‬واألفراد املرضى إىل مستوايت حمددة أو درجات مرضية‪ .‬ومن‬
‫اخلطورة مبكان أن يستخدم األخصائيون التصنيف كبديل لعملية التشخيص فيصبح عنونة وتسميات تصنيفية للناس‪.‬‬
‫يعرف احلجاوي (‪ )2004‬التصنيف أبنه ختفيض عدد األعراض وحتديدها على أساس خواص مشرتكة بني مفردات‬
‫الصنف الواحد‪ ،‬حبيث يسهل إخضاعها لقوانني عامة تُسهل فهمها والتعامل معها‪.‬‬
‫‪ -2‬أهداف التصنيف‪:‬‬
‫‪ -‬اختزال األوصاف السلوكية‪.‬‬
‫‪ -‬توحيد املصطلحات اليت يفرتض اتسامها ابلثبات‪ ،‬وتيسري التواصل بني اإلكلينيكيني يف البحوث واملمارسات بصرف‬
‫النظر عن توجهاهتم النظرية‪.‬‬
‫‪ -‬عمل أساسي للبحث يف الوابئيات لتحديد الفروق يف تواتر االضطراابت العقلية عرب الثقافات واألعراق والطبقات‬
‫االقتصادية واالجتماعية املختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬وصف أوجه الشبه واالختالف اهلامة بني املرضى السيكاتريني حبيث يؤدي معرفة التشخيص إىل معرفة األعراض اليت‬
‫ُحيتمل ظهورها لدى املريض (صاحل‪ ،2014 ،‬ص ‪.)110‬‬
‫‪ -3‬طرق التصنيف‪:‬‬
‫بينما يشري التشخيص لسريورة أخذ القرار لنسب شخص ما إىل فئة نوزولوجية (تصنيفية) حمددة وفقا جملموعة من‬
‫املعايري اخلاصة‪ ،‬فإن التصنيف يشري إىل الرتتيب يف فئات نوزولوجية يف عالقاهتا ببعضها البعض‪ .‬وقد قامت العديد من‬
‫احملاوالت يف فرنسا وأملانيا ألجل وضع تصنيفا ت لالضطراابت العقلية‪ ،‬توالت بعدها التصنيفات العاملية يف سعيها لتوحيد‬
‫هذه التصنيفات‪ .‬وعموما توجد مقاربتني وصفيتني‪ :‬السيميولوجيا (األعراضية) التحليلية (عصاابت‪ ،‬ذهاانت‪ ،‬شذوذات‬
‫البنائية) والسيميولوجيا الالنظرية مثل التصنيفات ‪( DSM, ICD‬حافري‪ ،2016/2015 ،‬ص ‪.)17‬‬
‫‪- 259 -‬‬
‫ردمد‪2392-5140 :‬‬ ‫جامعة قسنطينة ‪-2‬عبد احلميد مهري‬
‫ا فتحي وادة‪ ،‬عيسى توايت إبراهيم ‪... ،2‬‬

‫‪ -1-3‬التصنيفات النفسومرضية‪ :‬هي ذات منحى حتليلي‪ ،‬كانت متيز بني العصاابت‪ ،‬الذهاانت والشذوذات‪ .‬ويعترب‬
‫األوديب نقطة تنظيمها‪ ،‬فإن مت قبوله مع قلق اخلصاء‪ ،‬فنحن يف سجل العصاابت‪ .‬وإن مت إنكاره فنحن يف سجل‬
‫الشذوذ‪ ،‬وإن مت رفضه فهذا سجل الذهاانت‪ .‬أما "كارل ابراهام" فقد قدم تصنيفا منائيا ينتظم حول تكامل مراحل النمو‬
‫واملراحل الفرعية‪ .‬حيث تظهر الباثولوجية حسب التوقف يف مرحلة ما من النمو ويرتكز على التثبيتات‬
‫والنكوصات‪ .‬وسامهت منطلقات "أبراهام" لظهور ابحثني آخرين مثل "كرينبريغ" ‪ Kernberg‬من املدرسة األمريكية‬
‫الذي أضاف توضيحات عن البنية احلدية‪ ،‬وأعمال "بريجريي" حول البنيات من املدرسة الفرنسية (حافري‪،‬‬
‫‪ ،2016/2015‬ص ‪.)19‬‬
‫‪ -2-3‬التصنيفات العرضية‪:‬‬
‫ترتكز هذه التصنيفات على األعراضية‪ .‬فهي موضوعية وال تستند إىل نظرية حمددة‪ .‬ويعترب التصنيف الدويل لألمراض‬
‫‪ ICD‬والتصنيف التشخيصي اإلحصائي ‪ DSM‬من أهم التصنيفات العاملية‪.‬‬
‫يُعد "كريبلني " أول من ابتكر نظاما تصنيفيا للسلوك الشاذ عام ‪ 1883‬والذي شكل األساس للجانب النفسي من‬
‫نظام تصنيف منظمة الصحة العاملية ‪ .ICD‬كما أدمج هذا النظام أيضا يف الدليل التشخيصي واإلحصائي جلمعية الطب‬
‫النفسي األمريكية ‪ ،DSM‬والذي ميكن مبقتضاه حتديد مخسة أنواع رئيسية من األمراض النفسية والعقلية‪ :‬األعصبة‬
‫‪ ،Neuroses‬الذهان الوظيفي ‪ ،Functional Psychosis‬الذهان العضوي‪،Organic Psychosis‬اضطراابت‬
‫الشخصية ‪ ،Personnality Disorders‬التخلف العقلي ‪( Mental Retardation‬فايد‪2005 ،‬؛ ابراهيم‬
‫وعسكر‪.)2008 ،‬‬
‫‪ -1-2-3‬التصنيف الدويل لألمراض واملشاكل املتعلقة ابلصحة ‪:ICD‬‬
‫هو تصنيف تقوم منظمة الصحة العاملية بنشره‪ ،‬يتم فيه تصنيف األمراض واألعراض والعالمات واملسببات على شكل‬
‫رمز يتكون من أحد احلروف اهلجائية الالتينية وعدد من رقمني (مثال‪ .)A23 :‬فكل مرض (أو جمموعة األمراض ذات‬
‫العالقة) موصوف برمز فريد‪ .‬وينشر هذا الدليل بشكل دوري كل ‪ 10‬سنوات (صاحل‪2014 ،‬؛ منظمة الصحة العاملية‪،‬‬
‫‪.)1996‬‬
‫مل يتم التطرق لألمراض العقلية حىت عام ‪ ،1936‬عندما صدرت القائمة اخلامسة (‪ )ICD.5‬اليت أدرجت األمراض‬
‫العقلية ضمن أمراض اجلهاز العصيب‪ ،‬وقد ذُكر منها وقتئذ أربع جمموعات فقط (النقص العقلي‪ ،‬الفصام‪ ،‬ذهان اهلوس‬
‫واالكتئاب‪ ،‬كل األمراض العقلية األخرى)‪ .‬وصدرت القائمة السادسة (‪ )ICD.6‬عام (‪ )1947‬واليت اشتملت ألول مرة‬
‫على فصل خاص ابألمراض العقلية (الفصل اخلامس ‪ )F‬متضمنة أسباب املرض والوفاة‪ .‬أما القائمة السابعة (‪)ICD.7‬‬

‫‪- 260 -‬‬


‫اجمللد ‪ ،07‬العدد ‪ ،03‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫التشخيص والتصنيف يف علم النفس املرضي‬

‫عام ‪ 1955‬مل تضف جديدا خبصوص األمراض العقلية والنفسية‪ .‬ومبساعدة منظمة الصحة العاملية )‪ (WHO‬صدرت‬
‫وعالج االضطراابت‬ ‫القائمة الثامنة (‪ )ICD.8‬عام ‪ ،1965‬حيث تضمنت وصف األعراض والتشخيص الفارق‬
‫العقلية‪ ،‬وتوالت القوائم حيث مشلت إضافات وتصنيفات عديدة حىت صدور القائمة العاشرة (‪ )ICD.10‬عام ‪1992‬‬
‫(احلجاوي‪2004 ،‬؛ منظمة الصحة العاملية‪.)1996 ،‬‬
‫يتضمن الفصل اخلامس االضطراابت العقلية والسلوكية من املراجعة العاشرة )‪ (ICD.10‬على عشر جمموعات‬
‫رئيسية وتشمل كل جمموعة تصنيفات فرعية معينة‪.‬‬
‫(‪ :)F00-F09‬االضطراابت العقلية العضوية مبا يف ذلك االضطراابت األعراضية‪.‬‬
‫(‪ :)F10-F19‬االضطراابت العقلية والسلوكية نتيجة استخدام مواد نفسانية املفعول‪.‬‬
‫(‪ :)F20-F29‬الفصام واالضطراابت فصامية النمط واالضطراابت التومهية‪.‬‬
‫(‪ :)F30-F39‬اضطراابت املزاج‪ -‬االضطراابت الوجدانية (العاطفية)‪.‬‬
‫(‪ :)F40-F48‬االضطراابت العصابية واملرتبطة ابلكرب واالضطراابت جسدية الصور‪.‬‬
‫(‪ :)F50-F59‬املتالزمات السلوكية املرتبطة ابضطراابت وظيفية وعوامل بدنية‪.‬‬
‫(‪ :)F60-F69‬اضطراابت يف شخصية وسلوكيات البالغ‪.‬‬
‫(‪ :)F70-F79‬التخلف العقلي‪.‬‬
‫(‪ :)F80-F89‬اضطراابت التطور النفسي‪.‬‬
‫(‪ :)F90-F98‬اضطراابت سلوكية وعاطفية (انفعالية) تكون غالبا بدايتها يف الطفولة أو املراهقة‪.‬‬
‫(‪ :)F99‬االضطراابت العقلية غري احملددة‪( .‬منظمة الصحة العاملية‪)1996 ،‬‬
‫لقد أصدرت منظمة الصحة الدولية النسخة احلادية عشر )‪ (ICD.11‬يف ‪ 18‬جوان ‪ 2018‬واليت سوف تُعرض‬
‫على جملس الصحة الدويل يف ماي ‪ 2019‬للموافقة من قبل الدول األعضاء مث تدخل حيز التنفيذ يف ‪ 01‬جانفي ‪2022‬‬
‫(‪.)World Health Organization, 2018‬‬
‫‪ -2-2-3‬الدليل التشخيصي واإلحصائي لالضطراابت العقلية ‪:DSM‬‬
‫يف عام ‪ ،1952‬قامت مجعية الطب النفسي األمريكية ‪ APA‬بنشر نظامها التصنيفي اخلاص واملتمثل ابلدليل‬
‫التشخيصي واإلحصائي ‪ ،Diagnostic and Statistical Manual‬وقد احتوى هذا الدليل على مصطلحات تصف‬
‫كل فئة من الفئات التشخيصية اليت يتضمنها‪ .‬وقد أُتبعت الطبعة األوىل )‪ (DSM-I‬بعدة مراجعات ظهرت يف األعوام‬
‫‪ ،(DSM-III) 1980 ،(DSM-II) 1968‬ويف هذا النظام التشخيصي أُدخلت أكثر التغريات ثورية‪ ،‬حيث تضمن‬
‫‪- 261 -‬‬
‫ردمد‪2392-5140 :‬‬ ‫جامعة قسنطينة ‪-2‬عبد احلميد مهري‬
‫ا فتحي وادة‪ ،‬عيسى توايت إبراهيم ‪... ،2‬‬

‫استخدام حمكات تشخيصية واضحة لالضطراابت النفسية‪ ،‬ونظاما تشخيصيا متعدد احملاور‪ ،‬ومنحى وصفيا للتشخيص‬
‫مييل إىل احليادية يف ما يتعلق ابلنظرايت اليت تبحث يف أسباب األمراض‪ ،‬وتركيز متزايدا على الفائدة اإلكلينيكية للنظام‬
‫التشخيصي‪ .‬مث مت تعديل هذا الدليل عام ‪ ،(DSM-III-R) 1987‬ويف ‪ 1994‬صدرت الدليل الرابع )‪(DSM-IV‬‬
‫(ترول‪ ،2007 ،‬ص ‪ ،)2018‬والذي ُوزعت فيه االضطراابت العصابية يف االضطراابت العاطفية احلصرية‪...‬اخل‪ .‬واختفت‬
‫فيه تسميات عصاب الفوبيا والقلق‪ ،‬واستبدل مصطلح عصاب اهلسترياي التحويلية مبصطلح االضطراابت جسدية‬
‫الشكل‪ .‬كما حل مصطلح اسرتاتيجيات املقاومة حمل امليكانيزمات الدفاعية (حافري‪.)2016/2015 ،‬‬
‫متت مراجعته‪ ،‬وصدر الدليل التشخيصي الرابع املعدل )‪ (DSM-IV-TR‬عام ‪ ،2000‬الذي يعترب نظام‬
‫التصنيف األكثر استخداما‪ .‬وهو تقييم متعدد احملاور ‪ .multiaxial assessment‬إذ يتم فيه تقييم املرضى وفقا خلمسة‬
‫حماور أو جماالت من املعلومات‪ .‬وكل حمور من شأنه أن يساعد يف التخطيط للعالج والتنبؤ ابلنتائج‪ .‬وتزودان هذه احملاور‬
‫جمتمعة بوصف شامل ملشكالت املريض األساسية‪ ،‬وضغوطه النفسية ومستواه الوظيفي (ترول‪ ،2007 ،‬ص ‪.)220‬‬
‫أخريا صدر النظام التشخيصي اخلامس )‪ (DSM-V‬يف ‪ ،2013‬وهو نتاج عمل ‪ 14‬فرقة عمل كل منها مسؤول‬
‫عن نوع من األمراضية يف هذا الدليل‪ .‬حيتوي على تعليمات كيفية االستخدام واالحتياطات الواجب اتباعها يليها معايري‬
‫)‪ (ICD-10‬بني‬ ‫التشخيص وقائمة الرموز وفئات خاصة بكل مرض ويدرج كذلك رموز التصنيف الدويل لألمراض‬
‫قوسني‪ ،‬يلي ذلك وصف للنظام التشخيصي متعدد احملاور يف هذا الدليل ويقدم احملكات اليت جيب توافرها لدى املريض‬
‫من أجل تصنيفه يف فئة معينة أم ال‪ ،‬مث يقدم شرحا مصغر لكل اضطراب‪ .‬وبعدها حمور خيص إدماج القياس وبعض‬
‫النماذج كالنموذج الثقايف وغريها‪ .‬يشتمل الدليل التشخيصي اخلامس على ‪ 297‬فئة تشخيصية ويتوفر على مخسة‬
‫حماور تسمح بتقييم شامل لالضطراابت العقلية‪ :‬احملور األول خاص ابالضطراابت اإلكلينيكية‪ ،‬احملور الثاين يتعلق‬
‫ابضطراابت الشخصية والتخلف العقلي‪ ،‬احملور الثالث أبمراض الطب العام‪ ،‬واحملور الرابع خاص ابملشاكل النفس‬
‫اجتماعية والبيئية‪ ،‬واحملور اخلامس التقييم العام للتوظيف (حافري‪ ،2016/2015 ،‬ص ‪.)21‬‬
‫‪ -3-2-3‬التصنيف الفرنكفوين لالضطراابت العقلية للطفل واملراهق ‪:CFTMEA‬‬
‫يف الثمانينات من القرن املاضي‪ ،‬قام فريق فرنسي مكون من أطباء أطفال نفسيني حتت رائسة "روجر ميزيه" ‪Roger‬‬
‫‪ Misès‬بتأسيس تصنيف فرنسي لالضطراابت العقلية خاص ابلطفل واملراهق ‪ .CFTMEA‬ويف سنة ‪ ،2013‬مت إضافة‬
‫البالغني هلذا التصنيف بعد سعي كل من "ميزيه" ‪ Misès‬و"جون جاربيه" ‪ .Jean Garrabé‬يتجنب هذا التصنيف‬
‫االعتماد على افرتاضات نظرية معينة للسببية املرضية بل يرتكز على علم النفس املرضي لتصنيف االضطراابت العقلية دون‬
‫إنكار فائدة املنهج الوصفي للسلوكيات املالحظة يف الطب النفسي اليت يتبناها كل من ‪ DSM 5‬و‪ .ICD 10‬ويتناول‬

‫‪- 262 -‬‬


‫اجمللد ‪ ،07‬العدد ‪ ،03‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫التشخيص والتصنيف يف علم النفس املرضي‬

‫‪ CFTMEA‬مفهوم "البنيات" ‪ structures‬الذي ميكن أن يوضح بعض املشكالت اإلكلينيكية اليت ليس هلا حل‬
‫يف الطب النفسي الوصفي‪ ،‬وهي العصاابت‪ ،‬والذهاانت واحلاالت احلدية‪ .‬ويضع تصنيف ‪ CFTMEA‬يف االعتبار‬
‫سياق املريض وتنظيمه النفسي واترخيه من اجل االبتعاد على املبالغة يف التشخيص غري املالئم‪ .‬كما يرتكز هذا التصنيف‬
‫على حمورين‪ :‬احملور األول خيص التصنيفات اإلكلينيكية األساسية‪ ،‬أما الثاين يتعلق ابلعوامل السابقة ذات العالقة أو‬
‫احملتملة للسببية املرضية )‪.(Landman & Portelli, 2017‬‬
‫‪ -4‬صعوابت ومآخذ التصنيف يف علم النفس املرضي‪:‬‬
‫يلخص جفري وزمالئه (‪ )2009‬بعض املآخذ عن التصنيف يف علم النفس املرضي‪:‬‬
‫‪ -‬ال ميكن للتصنيف أن يضم جممل البياانت اخلاصة ابملريض واألسباب املؤدية لالضطراب‪ ،‬فهو ال يعكس تعقد‬
‫وفردانية الشخص‪.‬‬
‫‪ -‬قد يؤدي استخدام التصنيف إىل تغري منط حياة املريض واحلكم على سلوكياته السوية وغري السوية هبذا التصنيف‬
‫ابلتايل قد يعرقل ذلك عملية العالج‪.‬‬
‫‪ -‬تكون عملية التنبؤ ابلسلوك على أساس التصنيف التشخيصي وليس على اساس السلوك املالحظ للمريض‪.‬‬
‫‪ -‬يركز التشخيص ابلتأكيد على جوانب الضعف أكثر من جوانب القوة وهذا ما يؤثر سلبيا على عالقة املريض‬
‫ابآلخرين‪ - .‬قد يؤدي استخدام االسم التصنيفي إىل إيهام املختص بفهم حالة املريض ولكنه يف الواقع هو بعيد عن‬
‫معاانته احلقيقية (يف‪ :‬حافري‪ ،2016/2015 ،‬ص ‪.)18‬‬
‫خامتة‪:‬‬
‫أتسيسا على ما سبق‪ ،‬تعترب عملييت التشخيص والتصنيف يف علم النفس املرضي عملتني متالزمتني ومتكاملتني‪.‬‬
‫للوصول إىل تشخيص دقيق وفهم كاف ملشكلة املريض على املمارس اإلكلينيكي أن يُلم أبصول الفحص والتقييم النفسي‬
‫من مجيع جوانبه من حيث االستخدام العلمي والسليم ألدوات التشخيص ومجع أكرب قدر ممكن من البياانت واملعلومات‬
‫ذات العالقة ابملشكلة‪ ،‬مث حتليلها وتفسريها ضمن األطر النظرية والعلمية اليت ختدم عملية التشخيص‪ .‬من جهة أخرى‪،‬‬
‫جيب على األخصائي أن يكون على دراية واسعة بطرق التصنيف املعتمدة عامليا وكيفية تطبيقها واستغالهلا يف وضع‬
‫املرضية املناسبة‪ ،‬وكشف االضطراب الذي يعاين منه‪ ،‬مع مراعاة اخلصوصيات الثقافية واالجتماعية‪،‬‬
‫الشخص يف الفئة َ‬
‫والروحية للعميل‪ ،‬للمساعدة يف وضع أساليب عالجية مالئمة لكل حالة مرضية‪.‬‬

‫‪- 263 -‬‬


‫ردمد‪2392-5140 :‬‬ ‫جامعة قسنطينة ‪-2‬عبد احلميد مهري‬
‫ا فتحي وادة‪ ،‬عيسى توايت إبراهيم ‪... ،2‬‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬

‫‪ -‬إبراهيم‪ ،‬عبد الستار‪.)2008( ،‬علم النفس اإلكلينيكي‪ :‬يف ميدان الطب النفسي‪.‬ط‪.4‬القاهرة‪ :‬مكتبة األجنلو‬
‫املصرية‪.‬‬
‫‪-‬أبوحطب‪ ،‬فؤاد وعثمان‪ ،‬سيد أمحد وصادق‪ ،‬آمال‪ .)2008( ،‬التقومي النفسي‪.‬ط‪.4‬القاهرة‪ :‬مكتبة األجنلو‬
‫املصرية‪.‬‬
‫‪ -‬الفخراين‪ ،‬خالد إبراهيم‪ .)2015( ،‬أسس تشخيص االضطراابت السلوكية‪.‬القاهرة‪ :‬دار الرشاد للطبع والنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬القمش‪ ،‬مصطفى نوري و املعايطة‪ ،‬خليل عبدالرمحن‪ .)2009( ،‬االضطراابت السلوكية واالنفعالية‪ .‬ط ‪.2‬‬
‫األردن‪ :‬دار املسرية‪.‬‬
‫‪-‬احلجاوي‪ ،‬عبد الكرمي‪.)2004( ،‬موسوعة الطب النفسي‪ .‬األردن‪ :‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬ترول‪،‬تيموثي‪.)2007( ،‬علم النفس اإلكلينيكي‪.‬ترمجة‪ :‬فوزي شاكر طعيمة داود وحنان لطفي زين الدين‪ .‬عمان‪:‬‬
‫‪-‬‬ ‫دار الشروق‪.‬‬
‫حافري‪ ،‬زهية غنية‪ .)2016/2015( ،‬مطبوعة الدعم البيداغوجي يف مقياس علم النفس املرضي‪ .‬جامعة‬
‫سطيف‪.2‬‬
‫‪ -‬رضوان‪ ،‬سامر مجيل‪.)2013( ،‬التشخيص النفسي‪ .‬جامعة دمشق‪ :‬كلية الرتبية‪.‬‬
‫‪ -‬زهران‪ ،‬حامد عبد السالم ‪ .)2005( ،‬الصحة النفسية والعالج النفسي‪.‬ط ‪ .4‬القاهرة‪ :‬عامل الكتب‪.‬‬
‫‪ -‬سرى‪ ،‬إجالل حممد ‪ .)2000( ،‬علم النفس العالجي‪.‬ط ‪ .2‬القاهرة‪ :‬عامل الكتب‪.‬‬
‫‪ -‬صاحل‪ ،‬علي عبد الرحيم‪.)2014( ،‬علم نفس الشواذ‪ :‬االضطراابت النفسية والعقلية‪.‬عمان‪ :‬دار صفاء للنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬عباس‪ ،‬فيصل‪.)1996( ،‬االختبارات النفسية‪ :‬تقنياهتا وإجراءاهتا‪.‬بريوت‪ :‬دار الفكر العريب‪.‬‬
‫‪ -‬فايد‪ ،‬حسن ‪ .)2005( ،‬علم النفس اإلكلينيكي‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬مؤسسة حورس الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬مراد‪ ،‬صالح أمحد وسليمان‪ ،‬أمني علي‪ .)2005( ،‬االختبارات واملقاييس يف العلوم النفسية والرتبوية‪ :‬خطوات‬
‫إعدادها وخصائصها‪.‬ط‪.2‬القاهرة‪ :‬دار الكتاب احلديث‪.‬‬
‫‪ -‬منظمة الصحة العاملية‪ .)1996( ،‬التصنيف الدويل لألمراض واملشاكل الصحية ذات العالقة‪ -‬املراجعة العاشرة‬
‫اجلزء األول (عريب‪-‬فرنسي‪ -‬إنكليزي)‪.‬تعريب عصمت إبراهيم محود‪ .‬املكتب اإلقليمي للشرق املتوسط‪.‬‬
‫‪- 264 -‬‬
‫اجمللد ‪ ،07‬العدد ‪ ،03‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫التشخيص والتصنيف يف علم النفس املرضي‬

- Landman, P., & Portelli, C. (2017, February). Pourquoi une classification française
des troubles mentaux chez l’adulte (CFTMA)?. In Annales Médico-psychologiques,
revue psychiatrique (Vol. 175, No. 2, pp. 163-164). Elsevier Masson.

-WHO releases new (ICD 11)". (2018, October 18). Retrieved from"-

http://www.who.int/news-room/detail/18-06-2018-who-releases-new-international-
classification-of-diseases-(icd-11).

- 265 -
2392-5140 :‫ردمد‬ ‫عبد احلميد مهري‬-2 ‫جامعة قسنطينة‬

You might also like