الضمان الاجتماعي

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 25

‫الضمان االجتماعي‬

‫عبيد حليـ ــمة ‪ /‬طالبة دكتوراه‪ /‬جامعة أدرار‬


‫بوحادة سمية‪/‬طالبة دكتوراه‪ /‬جامعة أدرار‬
‫مقدمـة‪:‬‬
‫قد يتعرض اإلنسان لكثير من المخاطر التي تواجهه أثناء حياته اليومية‪ ،‬والتي تهدده سواء في مصدر رزقه أو في‬
‫صحته من مرض وعجز وشيخوخة‪...‬‬
‫إال أنه ونتيجة للثورة الصناعية التي شهدها العالم في أواخر القرن التاسع عشر‪ ،‬ظهرت الحاجة إلى إيجاد آليات‬
‫قانونية لمواجهة األخطار المتزايدة التي تعرض لها العمال آنذاك‪ ،‬غير أن هذه الحماية لم تكن كافية إال في أواسط القرن‬
‫(‪)1‬‬
‫العشرين‪ ،‬وهذا التطور‪ -‬أي الحماية في مجال الضمان االجتماعي‪ -‬هو الذي دفع باإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‬
‫إلى الدعوة بضرورة تبني أنظمة الضمان االجتماعي لكونها تعد شكل من أشكال التقيد بحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس يعتبر نظام الضمان االجتماعي من أحد وأهم صور الحماية االجتماعية التي نصت عليها‬
‫المعاهدات والدساتير الدولية‪ ،‬والتي تبنتها التشريعات المقارنة في قوانينها‪ ،‬وذلك بالنظر إلى أهميته القانونية واالجتماعية‪،‬‬
‫وكذا االقتصادية لكونه يهدف إلى تغطية كافة المخاطر االجتماعية والمهنية التي يتعرض لها األفراد في المجتمعات‪.‬‬
‫ومن خالل كل ما سبق يمكن طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ما مدى فعالية نظام الضمان االجتماعي في توفير الحماية االجتماعية؟‪ .‬وهل كان لهذا النظام أثر على االقتصاد‬
‫الوطني؟‪.‬‬
‫ومن هذه اإلشكالية تتفرع عدة تساؤالت‪:‬‬
‫‪ -‬ما المقصود بالضمان االجتماعي؟‪.‬‬
‫‪ -‬ما هي األسس التي يقوم عليها نظام الضمان االجتماعي؟‪.‬‬
‫‪ -‬ما هو مجال تطبيق الضمان االجتماعي؟‪.‬‬
‫ومن أجل اإلجابة على هذه اإلشكالية حاولنا تقسيم هذا البحث إلى مبحثين‪ ،‬حيث سنتطرق في المبحث األول إلى‬
‫تحديد اإلطار القانوني للضمان االجتماعي‪ ،‬وهذا بدوره قسمناه إلى ثالث مطالب‪ ،‬أما المبحث الثاني فخصصناه ألهم‬
‫األحكام المتعلقة بنظام الضمان االجتماعي بما في ذلك تحديد نطاق الضمان االجتماعي وكذا التطرق إلى التنظيم‬
‫اإلداري له‪.‬‬

‫(‪ )1‬باألخص المادة ‪ 22‬منه التي تنص على أنه‪ «:‬لكل شخص وبصفته فرد من المجتمع الحق في الضمان االجتماعي‪ ،»...‬وكذلك المادة ‪ 1/25‬التي‬
‫تنص على أن‪ « :‬لكل شخص الحق في‪...‬تأمين معيشته في حاالت البطالة والمرض والعجز والترمل والشيخوخة وغير ذلك من فقدان وسائل العيش‬
‫نتيجة لظروف خارجة عن إرادته»‪ .‬نقال عن أورسوال كولك‪ :‬الضمان االجتماعي للعمال المهاجرين‪ ،‬تدريب النقابة العمالية على الضمان االجتماعي في‬
‫الدول العربية‪ ،‬بيروت‪ ،2012 ،‬ص‪.3‬‬
‫‪2‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تحديد اإلطار القانوني للضمان االجتماعي‬
‫سنحاول من خالل هذا المبحث تحديد اإلطار القانوني لنظام الضمان االجتماعي‪ ،‬وذلك من خالل التطرق إلى مفهومه‬
‫في المطلب األول‪ ،‬ثم بيان أهم األسس التي يقوم عليها الضمان االجتماعي وذلك في المطلب الثاني‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الضمان االجتماعي‬
‫إن تحديد مفهوم الضمان االجتماعي يقتضي منا تحديد تعريفه‪ ،‬ثم بيان الخصائص المميزة له وأخي ار تمييزه عن غيره‬
‫من األنظمة المشابهة له‪ ،‬وكل هذه العناصر سنتطرق إليها بشيء من التفصيل في الفروع اآلتية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الضمان االجتماعي‬
‫هناك عدة تعاريف جاء بها الفقه بخصوص تعريف الضمان(‪ )1‬االجتماعي‪ ،‬من بينها‪:‬‬
‫* الضمان االجتماعي يعرف على أنه‪ ":‬نظام لضمان عيش الفرد في حده األدنى المعقول‪ ،‬عن طريق تأمين العمل‬
‫له‪ ،‬وحماية قدرته عليه‪ ،‬وتعويضه عن دخله المفقود في حالة انقطاعه عنه ألسباب خارجة عن إرادته‪ ،‬وتغطية النفقات‬
‫االستثنائية التي تترتب على المرض أو اإلصابة أو العجز أو الوفاة‪ ،‬وكذلك نفقات األعباء العائلية"(‪.)2‬‬
‫* وهناك من عرفه على أنه‪ ":‬كل تأمين إجباري من الدولة يهدف إلى توفير الحماية المادية للطبقات الضعيفة للمجتمع‬
‫في حالة تعرضهم ألخطار ليس في قدرتهم تحملها كأخطار المرض أو حوادث العمل‪ ،‬العجز أو الوفاة المبكرة‪ ،‬البطالة‪،‬‬
‫أو وصولهم سن الشيخوخة"(‪.)3‬‬
‫أو أنه كل تأمين إجباري يفرض على فئة معينة‪ ،‬ولكن لصالح فئة أخرى ضعيفة في المجتمع‪ ،‬قد يتعرضون لإلصابة‬
‫في أموالهم أو شخصهم نتيجة لخطأ من فئة أخرى‪ ،‬أو أنه يشمل كل تأمين ال يمكن مزاولته بواسطة الهيئات الخاصة‬
‫وتضطر الحكومة لمزاولته واعنائه باألهداف االجتماعية"(‪.)4‬‬
‫* وهناك من عرفه أيضا على أنه‪ " :‬نظام قانوني يرمي إلى ضمان عيش المواطنين في حد أدنى تليق بالكرامة‬
‫اإلنسانية عن طريق حماية قدرتهم على العمل وتأمين دخل بديل يعوضهم عن الدخل المنقطع بسبب البطالة أو المرض‬
‫أو اإلصابات أو العجز أو الشيخوخة‪ ،‬ومساعدتهم على تغطية األعباء العائلية الناشئة عن الزواج والوالدة والنفقات‬
‫االستثنائية الناشئة عن العجز والمرض والوفاة‪ ،‬وكل ذلك ضمن الحدود التي يقررها القانون"(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬إن كلمة "الضمان" في األصل تعني‪ «:‬وجود خطر معين يجب الحيطة والحذر منه ومواجهته بوسائل تحمي الشخص المهدد بذلك الخطر»‪ .‬وللمزيد‬
‫من التفاصيل‪ ،‬أنظر فراس ملحم‪ :‬اإلطار القانوني للضمان االجتماعي في فلسطين‪ ،‬سلسلة مشروع تطوير القوانين‪ ،‬رام هللا‪ ،‬أيلول ‪ ،1999‬ص‪.12‬‬
‫(‪ )2‬حسين حمدان عبد اللطيف‪ :‬الضمان االجتماعي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،1986 ،‬ص‪ .17‬وأنظر كذلك‪ ،‬فراس ملحم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13 ،12‬‬
‫(‪ )3‬درار عياش‪ :‬أثر نظام الضمان االجتماعي على حركية االقتصاد الوطني‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬تحت إشراف الدكتور بوكبوس سعدون‪ ،‬جامعة يوسف بن خدة‪ -‬الجزائر‪ ،2005-2004 ،‬ص‪.39‬‬
‫(‪ )4‬درار عياش‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .40 ،39‬وأنظر كذلك‪ ،‬د‪ .‬محمد زيدان ومحمد يعقوبي‪ :‬فعالية الموارد التمويلية المتاحة لمؤسسات التأمين‬
‫االجتماعي الجزائري في تحقيق السالمة المالية لنظام الضمان االجتماعي‪ ،‬الملتقى الدولي السابع حول " الصناعة التأمينية‪ ،‬الواقع العملي وآفاق‬
‫التطوير‪ -‬تجارب الدول‪ ،‬المنعقد يومي ‪ 3‬و‪ 4‬ديسمبر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة حسيبة بوعلي‪ -‬الشلف‪ ،2012 ،‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )5‬حسين عبد اللطيف حمدان‪ :‬الضمان االجتماعي‪ -‬أحكامه وتطبيقاته‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،2007 ،‬ص‪ .39‬وفي نفس‬
‫المعنى أنظر‪ ،‬أورسوال كولك‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫ومن خالل من كل ما سبق‪ ،‬أن الضمان االجتماعي ما هو إال وسيلة من وسائل الحماية غايتها توفير األمان والحماية‬
‫للفرد من األخطار أو المخاطر التي قد تواجهه في حياته اليومية‪ ،‬والتي تهدد مصدر رزقه‪ ،‬وهذه األخطار تتمثل في‪:‬‬
‫حوادث العمل واألمراض المهنية‪ ،‬وحاالت العجز والمرض‪ ،‬وحالة الوفاة والوالدة‪ ،...‬ولهذا فالضمان االجتماعي يوفر‬
‫الحماية ضد كل المخاطر الناجمة عن فقدان الدخل أو انتقاصه عند األفراد‪ ،‬أو بمعنى آخر أن الضمان االجتماعي‬
‫مرتبط باألمن االقتصادي‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫يتميز الضمان االجتماعي عن غيره من األنظمة المشابهة بعدة خصائص أهمها‪:‬‬
‫البند األول‪ :‬الضمان االجتماعي قائم على التكافل االجتماعي‪.‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫التي قد تلحق باألفراد‪ ،‬بحيث أن‬ ‫على أساس التكافل االجتماعي‪ ،‬وذلك ضد المخاطر االجتماعية‬ ‫ضمان االجتماعي‬
‫المتحملين لعبء الضمان ال يكونون بالضرورة من المستفيدين منه بل القادرين على المساهمة فيه‪ ،‬السيما وأن الفئات‬
‫المحتاجة إلى الضمان هي أقل الفئات قدرة على دفع نفقاته‪.‬‬

‫كذلك أن اشتراكات الضمان ال تتحدد على الخطر المضمون منه من حيث درجة احتماله‪ ،‬وانما على أساس الضرر‬
‫الناشئ عن تحقق الخطر(‪.)3‬‬
‫وبالتالي ما يمكن قوله أن الضمان االجتماعي جاء أساسا لتحقيق العدالة االجتماعية بين جميع أفراد المجتمع‪ ،‬وهذا ما‬
‫يؤكد بأن الضمان االجتماعي يعتبر مظهر من مظاهر التكافل االجتماعي‪.‬‬

‫(‪ )1‬ما تجدر اإلشارة إليه أن هناك من يطلق على نظام الضمان االجتماعي بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬والسبب في ذلك يرجع إلى أن فكرة التأمين هي التي‬
‫كانت تسيطر على ذلك في القديم‪ ،‬بحيث كان الناس يعتمدون باألساس على فكرة التأمين التبادلي وكذا التأمين الخاص لمواجهة األخطار التي كانت‬
‫تواجههم‪ ،‬إال أن تدخل الدولة في وضع أنظمة التأمين وكذا إنشاء صناديق خاصة بالتعويض تتكفل بالحماية‪ ،‬هذا ما جعل فكرة الضمان تطغى لكون أن‬
‫اإلنسان يجد نفسه مجبرا على التعاون مع اآلخرين‪ ،‬وذلك عن طريق فرض دفع اشتراكات إجبارية لهذه المؤسسات‪ -‬أي مؤسسات الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫أنظر في ذلك د‪ .‬محمد حسن قاسم‪ :‬قانون التأمين االجتماعي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2003 ،‬ص‪.30‬‬
‫(‪ )2‬يمكن تعريف األخطر االجتماعي بأنه‪ ":‬كل خطر أو حدث يمنع العامل من أداء عمله بصفة مؤقتة أو نهائية‪ ،‬وبذلك يدخل في هذا المفهوم المرض‬
‫والعجز والشيخوخة والوفاة والمرض المهني"‪ ،‬أو " هو ما يشكل مساسا بذمة الفرد المالية سواء كان ذلك بإنقاص الدخل أو بزيادة نفقاته‪ ،‬وهذا‬
‫ينطبق على كافة المخاطر أيا كانت أسبابها شخصية‪ ،‬مهنية أو اجتماعية"‪ ،‬وهناك من يعرف الخطر االجتماعي بالنظر إلى أسبابه أو بالنظر إلى آثاره‬
‫ونتائجه‪ .‬وللمزيد من التفاصيل أنظر في ذلك‪ ،‬الطيب سماتي‪ :‬اإلطار القانوني للتأمينات االجتماعية في التشريع الجزائري ومشاكله العملية‪ ،‬ندوة حول‬
‫مؤسسات التأمين التكافلي والتأمين التقليدي بين األسس النظرية والتجربة التطبيقية‪ ،‬المنعقدة يومي ‪ 25‬و‪ 26‬أفريل‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ -‬سطيف‪ ،2011 ،‬ص‪ .5 ،4‬وحسين عبد اللطيف حمدان‪ :‬الضمان االجتماعي‪ -‬أحكامه وتطبيقاته‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪ .155 ،154‬د‪ .‬محمد حسن قاسم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10-9‬‬
‫(‪ )3‬حسين عبد اللطيف حمدان‪ :‬أحكام الضمان االجتماعي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪.151‬‬
‫‪4‬‬
‫البند الثاني‪ :‬الضمان االجتماعي نظام إلزامي‪.‬‬
‫إن نظام الضمان االجتماعي هو نظام إلزامي‪ ،‬وهذا بالنظر إلى طبيعة الدور الذي يؤديه من خالل إضفاء الحماية‬
‫على أشخاص وفئات تقتضي مصلحة المجتمع حمايتهم‪ ،‬وهذا القصد لن يتحقق إال بفرض إلزامية هذا النظام‪ ،‬وذلك‬
‫بإجبار هذه الفئات على دفع اشتراكات إجبارية(‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫االجتماعي تحديد المخاطر واألعباء التي يجب تغطيتها‬ ‫وعلى هذا األساس تولى الضمان‬
‫وتعيين األشخاص المعنيين بهذه التغطية سواء كمستفيدين أو كممولين(‪ ،)3‬كما حدد لهؤالء الحقوق التي يتمتعون بها‬
‫وااللتزامات الملقاة على عاتقهم‪.‬‬
‫البند الثالث‪ :‬الضمان االجتماعي هو نظام قانوني‪.‬‬
‫الضمان االجتماعي نظام قانوني‪ ،‬بمعنى أنه يتقرر بموجب قانون بصدر عن السلطة التشريعية في الدولة‪ ،‬وباعتباره‬
‫كذلك فإنه يقوم أساسا على تحديد أهداف هذا النظام ونطاق تطبيقه سواء من حيث األشخاص المستفيدين منه أو من‬
‫حيث األخطار المضمونة بموجبه (‪.)4‬‬
‫كما يعمل على تحديد تقديمات الضمان وشروط االستفادة منها‪ ،‬وبهذا يمكن القول أن الضمان االجتماعي هو نظام‬
‫تنظيمي‪.‬‬
‫البند الرابع‪ :‬الضمان االجتماعي من النظام العام‪.‬‬
‫إن الدور الذي يقوم به الضمان االجتماعي في تحقيق أهداف المجتمع‪ ،‬وذلك من خالل تحقيق العدالة وتوفير األمن‬
‫االجتماعيين هذا ما جعل قواعده آمرة وملزمة‪ ،‬وبالتالي جعل منه ركيزة من ركائز النظام العام الذي يقوم عليه المجتمع(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 72‬من القانون رقم ‪ 11-83‬المؤرخ في ‪ 2‬يوليو‪ 1983‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬المنشور في الجريدة الرسمية العدد ‪ 28‬السنة ‪20‬‬
‫المؤرخة في ‪ 5‬يوليو‪ ،1983‬المعدل بآخر تعديل بالقانون رقم ‪ 01-08‬المؤرخ في ‪ 2‬يوليو‪ ،2008‬المنشور في الجريدة الرسمية العدد ‪ 4‬السنة ‪ 4‬المؤرخة‬
‫في ‪ 27‬يناير‪.2008‬‬
‫(‪ )2‬كلمة الضمان في اللغة‪ :‬من فعل ضمن في معنى االلتزام برد مثل الهالك إن كان مثليا أو قيمته إن كان قيميا‪ ،‬والضامن أو الضمين معناه الكفيل أو‬
‫الملتزم‪ ،‬وضمن الشيء معناه كفله‪.‬‬
‫أما الضمان اصطالحا‪ :‬فتعني التأمين‪ ،‬فيقال التأمين االجتماعي‪ ،‬بمعنى الضمان االجتماعي‪ ،‬كتأمين العجز أو تأمين المرض مثال‪ .‬أنظر في ذلك‪ ،‬حسين‬
‫عبد اللطيف حمدان‪ :‬الضمان االجتماعي‪ -‬أحكامه وتطبيقاته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫(‪ )3‬حسين عبد اللطيف حمدان‪ :‬أحكام الضمان االجتماعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.153 ،152‬‬
‫(‪ )4‬حسين عبد اللطيف حمدان‪ :‬الضمان االجتماعي‪ -‬أحكامه وتطبيقاته‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.41 ،40‬‬
‫(‪ )5‬حسين عبد اللطيف حمدان‪ :‬أحكام الضمان االجتماعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.153‬‬
‫‪5‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تمييز الضمان االجتماعي عن غيره من األنظمة المشابهة‬
‫البند األول‪ :‬تمييز الضمان االجتماعي عن التأمين االجتماعي‬
‫* أوجه االختالف‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫هو "مجموعة من الميكانزمات القانونية‪ ،‬والتدخالت اإلنسانية لضمان تغطية األخطار‬ ‫الضمان االجتماعي‬
‫االجتماعية أو غير من صنوف الخدمات والرعاية التي تكفل رفاهية المواطنين وأمنهم وعلى األخص بالنسبة لألطفال‪،‬‬
‫وكبار السن والمعوقين‪ ،‬وغير ذلك من الجهود التي تبذلها الدولة في الحقل االجتماعي"(‪.)2‬‬

‫في حين يقصد بالتأمينات االجتماعية " النظم التي تحقق حماية للمؤمن له الذي غالبا ما يكون عامال من الخطر المؤمن‬
‫منه‪ ،‬وذلك عن طريق ترميم نتائج تحقق هذا الخطر"(‪.)3‬‬
‫‪ -‬كذلك يختلف نظام الضمان االجتماعي يسعى دائما إلى تحقيق العدالة االجتماعية لجميع الفئات‪ ،‬بينما نظام‬
‫التأمينات االجتماعية سواء أكانت عامة أو حتى خاصة فإنها تسعى إلى تحقيق الربح‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أوجه االختالف أيضا‪ ،‬أن نظام الضمان االجتماعي أكثر شمولية من نظام التأمينات االجتماعية‪ ،‬باعتبار أن‬
‫الضمان االجتماعي هو مجموعة من الوسائل القانونية التي تهدف إلى تحقيق الحماية واألمن االجتماعي‪ ،‬في حين أن‬
‫التأمينات االجتماعية هي جزء من هذه الوسائل(‪.)4‬‬
‫* أوجه الشبه‪:‬‬
‫‪ -‬أن كل من نظام الضمان االجتماعي والتأمينات االجتماعية يعتبران من األنظمة القانونية ذات الطابع الحمائي(‪،)5‬‬
‫وهذا لكونهما يهدفان إلى توفير األمن والحماية لألفراد‪ ،‬وذلك عن طريق تقديم تعويضات نقدية أو عينية عن الخسارة التي‬
‫قد تلحق بهم نتيجة تحقق بعض المخاطر االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬كذلك أن المؤمن له ال يستفيد من مزايا نظام الضمان االجتماعي أو التأمينات االجتماعية إال بعد دفع اشتراكات‬
‫إجبارية من قبل العمال أو أصحاب العمل أو حتى من طرف الدولة في بعض األحيان(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬ما تجدر اإلشارة إليه أنه قبل ظهور نظام الضمان االجتماعي‪ ،‬كان األفراد يعتمدون على بعض الطرق والوسائل التقليدية لمواجهة المخاطر‬
‫االجتماعية التي كانت تواجههم في حياتهم اليومية‪ ،‬ومن بين هذه الطرق أو الوسائل‪ :‬االدخار‪ ،‬المساعدة االجتماعية‪ ،‬والمسؤولية المدنية والتأمين الخاص‪.‬‬
‫وللتفصيل أكثر في ذلك‪ ،‬أنظر د‪ .‬محمد حسن قاسم‪ :‬ص‪ .‬د‪ .‬محمد حسين منصور‪ :‬قانون التأمين االجتماعي‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،1996 ،‬‬
‫ص‪ .20-17‬حسين عبد اللطيف حمدان‪ :‬الضمان االجتماعي‪ -‬أحكامه وتطبيقاته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .73-54‬د‪ .‬محمد حسن قاسم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪-13‬‬
‫‪.17‬‬
‫(‪ )2‬زيرمي نعيمة وزيان مسعودة‪ :‬الحماية االجتماعية بين المفهوم والمخاطر والتطور في الجزائر‪ ،‬الملتقى الدولي السابع حول" الصناعة التأمينية‪،‬‬
‫الواقع العملي وآفاق التطوير‪ -‬تجارب الدول‪ ،‬المنعقد يومي ‪ 3‬و‪ 4‬ديسمبر كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة حسيبة بوعلي‪ -‬الشلف‪،‬‬
‫‪ ،2012‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )3‬زرارة الصالحي الواسعة‪ :‬المخاطر المضمونة في قانون التأمينات االجتماعية‪ ،‬رسالة لنيل شهادة دكتوراء الدولة في القانون الخاص‪ ،‬تحت إشراف‬
‫الدكتور راشد راشد‪ ،‬جامعة منتوري‪ -‬قسنطينة‪ ،2007-2006 ،‬ص‪.45‬‬
‫(‪ )4‬د‪ .‬محمد شريف عبد الرحمن أحمد عبد الرحمن‪ :‬قانون التأمين االجتماعي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،2004 ،‬ص‪.48‬‬
‫(‪ )5‬زرارة الصالحي الواسعة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .45‬وأنظر كذلك‪ ،‬فراس ملحم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫(‪ )6‬المادة ‪ 72‬من القانون رقم ‪ 11-83‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫البند الثاني‪ :‬تمييز الضمان االجتماعي عن التأمين الخاص‬
‫* أوجه االختالف‪:‬‬
‫يقصد بالضمان االجتماعي كما سبق وأشرنا على أنه‪ " :‬كل تأمين إجباري من الدولة يهدف إلى توفير الحماية المادية‬
‫للطبقات الضعيفة للمجتمع في حالة تعرضهم ألخطار ليس في قدرتهم تحملها كأخطار المرض أو حوادث العمل‪ ،‬العجز‬
‫أو الوفاة‪.)1("...‬‬
‫في حين يعرف التأمين الخاص على أنه‪ ":‬الضمان الذي تقوم به شركات الضمان التجارية لتغطية خطر معين مقابل‬
‫مبلغ معين يلتزم بدفعه طالب الضمان يسمى قسط الضمان"(‪.)2‬‬
‫‪ -‬يختلف نظام الضمان االجتماعي عن نظام التأمين الخاص‪ ،‬بحيث أن األول يقوم بتغطية المخاطر المضمونة بناء‬
‫على حاجة المجتمع في صيانة أمن أفراده‪ ،‬بينما الثاني يقوم بتغطية المخاطر المضمونة بناء على حاجة طالب‬
‫الضمان(‪.)3‬‬
‫* أوجه الشبه‪:‬‬
‫يتفق الضمان االجتماعي مع التأمين الخاص في أن كل منهما يقوم على تغطية المخاطر التي قد يتعرض لها األفراد‪،‬‬
‫وذلك مقابل استقطاع معين يتمثل في االشتراك في الضمان االجتماعي‪ ،‬والقسط في الضمان الخاص‪.‬‬

‫البند الثالث‪ :‬تمييز الضمان االجتماعي عن المساعدات االجتماعية‬


‫* أوجه االختالف‪:‬‬
‫يعرف نظام الضمان االجتماعي بأنه‪ " :‬شكل من أشكال التأمين الحكومي ينظمه قانون الضمان االجتماعي للدولة‪،‬‬
‫وهو إلزامي ألصحاب األعمال والعمال وفق نسب وقواعد محددة"(‪.)4‬‬
‫‪ -‬في حين تعرف المساعدة االجتماعية بأنها‪ " :‬تقديم يد العون لمن أصابته كارثة‪ ،‬وتكون إما في صورة مبلغ نقدية أو‬
‫خدمات عينية‪ ،‬وقد تصدر هذه المساعدة من أفراد بناء ا على باعث داخلي بدافع الخير واإلحسان‪ ،‬وقد تصدر من هيئات‬
‫خاصة بنفس الباعث‪ ،‬كما يمكن أن تصدر هذه المساعدة من طرف الدولة"(‪.)5‬‬
‫‪ -‬إن الضمان االجتماعي يهدف أساسا إلى حماية فئة معينة تتمثل في العمال سواء كانوا أجراء أو غير أجراء(‪ ،)6‬في‬
‫حين أن المساعدة االجتماعية تهدف إلى حماية طبقة معينة تتمثل في طبقة المعوزين أو الفقراء فقط‬

‫(‪ )1‬حسين حمدان عبد اللطيف‪ :‬الضمان االجتماعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13 ،12‬‬
‫(‪ )2‬حسين عبد اللطيف حمدان‪ :‬الضمان االجتماعي‪ -‬أحكامه وتطبيقاته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫(‪ )3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫(‪ )4‬زياد رمضان‪ :‬دراسة عن واقع التأمين‪ ،‬دار الصفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1998 ،‬ص‪ .115‬نقال عن درار عياش‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫(‪ )5‬الطيب سماتي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .12‬وفي نفس المعنى أنظر تقرير بعنوان "الضمان االجتماعي من أجل العدالة االجتماعية وعولمة عادلة"‪ ،‬مؤتمر‬
‫العمل الدولي‪ ،‬الدورة المائة‪ ،‬مكتب العمل الدولي‪ ،‬جنيف‪ ،2011 ،‬ص‪.7‬‬
‫(‪ )6‬أنظر المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 11-83‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪ ،‬والتي تنص على أنه‪ «:‬يستفيد من أحكام هذا القانون‪ ،‬كل العمال سواء كانوا‬
‫أجراء أم ملحقين باألجراء أيا كان قطاع النشاط الذي ينتمون إليه‪ ،‬والنظام الذي كان يسري عليهم قبل تاريخ دخول هذا القانون حيز التطبيق‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬كذلك قد يختلف نظام الضمان االجتماعي عن نظام المساعدة االجتماعية‪ ،‬في كون أن األول يهدف إلى توفير‬
‫(‪)2‬‬
‫أو بالنسبة‬ ‫حماية دائمة للمؤمن له عند تحقق الخطر المؤمن منه(‪ ،)1‬كأن يتلقى المريض مرض مزمن دخال لمدى حياته‬
‫للمرأة الحامل التي تستفيد من الراتب طيلة عطلة األمومة(‪ ،)3‬بينما الثاني يهدف إلى توفير حماية ولكن بصورة مؤقتة‬
‫وغالبا ما تكون في المناسبات كما هو الحال بالنسبة لقفة رمضان التي تمنحها الدولة للفقراء والمعوزين خالل شهر‬
‫رمضان‪.‬‬
‫‪ -‬كذلك قد يختلف نظام الضمان االجتماعي عن نظام المساعدة االجتماعية‪ ،‬في كون أن األول يهدف إلى توفير‬
‫(‪)5‬‬
‫أو بالنسبة‬ ‫حماية دائمة للمؤمن له عند تحقق الخطر المؤمن منه(‪ ،)4‬كأن يتلقى المريض مرض مزمن دخال لمدى حياته‬
‫للمرأة الحامل التي تستفيد من الراتب طيلة عطلة األمومة(‪ ،)6‬بينما الثاني يهدف إلى توفير حماية ولكن بصورة مؤقتة‬
‫وغالبا ما تكون في المناسبات كما هو الحال بالنسبة لقفة رمضان التي تمنحها الدولة للفقراء والمعوزين خالل شهر‬
‫رمضان‬
‫* أوجه الشبه‪:‬‬
‫يتفق كل من الضمان االجتماعي والمساعدة االجتماعية على أن كالهما يهدفان إلى تحقيق الحماية واألمن االقتصادي‬
‫لفئة معينة في المجتمع‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األساس التي يقوم عليها الضمان االجتماعي‬
‫لقد اختلف الفقه حول تحديد األساس الذي يقوم عليه الضمان االجتماعي‪ ،‬مما نتج عن ذلك ظهور عدة نظريات‬
‫فقهية‪ ،‬وعلى هذا األساس سنحاول التطرق إلى مختلف هذه النظريات بشيء من التفصيل فيما يلي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬النظرية القانونية‬
‫ترى هذه النظرية أن نظام الضمان االجتماعي يقوم على أساس العناصر المكونة للتأمين خصوصا ما تعلق بمعيار‬
‫الضرر والتعويض(‪.)7‬‬
‫بالنسبة لمعيار الضرر‪ ،‬أن التأمين أيا كان نوعه يهدف باألساس إلى إصالح الضرر الناتج عن األخطار سواء كانت‬
‫متوقعة أو محتملة‪ ،‬وهذا لكونه نظام حمائي يسعى دائما إلى إصالح األضرار سواء تعلق األمر بتأمين على األشخاص‬
‫أو األشياء(‪.)8‬‬

‫تطبق أحكام هذه المادة بموجب مرسوم»‪.‬‬


‫(‪ )1‬زرارة الصالحي الواسعة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫(‪ )2‬أنظر المادة ‪ 7‬وما يليها المتعلقة بالتأمين على المرض من القانون رقم ‪ 11-83‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫(‪ )3‬أنظر المادة ‪ 30-23‬المتعلقة بالتأمين على الوالدة من القانون رقم ‪ 11-83‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫(‪ )4‬زرارة الصالحي الواسعة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫(‪ )5‬أنظر المادة ‪ 7‬وما يليها المتعلقة بالتأمين على المرض من القانون رقم ‪ 11-83‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫(‪ )6‬أنظر المادة ‪ 30-23‬المتعلقة بالتأمين على الوالدة من القانون رقم ‪ 11-83‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫(‪ )7‬الطيب سماتي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .8‬وأنظر كذلك‪ ،‬محاضرة بعنوان " دروس في قانون التأمين"‪ ،‬ص‪ 3‬على الموقع االلكتروني‪:‬‬
‫‪http://www.algeriedroit.fb.dz‬‬
‫(‪ )8‬الطيب سماتي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫‪8‬‬
‫أما بالن سبة لمعيار التعويض فيرى أصحاب هذا الرأي أن التأمين أو الضمان االجتماعي يقوم في األساس على‬
‫التعويض الذي يترتب على جميع أنواع التأمين سواء كان تأمين على األشخاص أو األضرار‪ ،‬ألن بدون التعويض ال‬
‫يكون للتأمين أو الضمان االجتماعي أي معنى‪ ،‬وعلى هذا األساس فإن معيار التعويض يتفق مع الطبيعة القانونية لعقد‬
‫التأمين لكونه من العقود الملزمة لجانبين‪.‬‬
‫غير أن هذه النظرية تعرضت النتقادات من قبل الفقه على أساس أن الضرر ال يمكن تعميمه على جميع أنواع‬
‫التأمين‪ ،‬باعتبار أن تأمين المؤمن له على حياة الغير ال يلحقه أي ضرر بل بالعكس فإنه يعود عليه بالمنفعة‪ .‬أما‬
‫بخصوص معيار التعويض فإنها ركزت على األسس القانونية دون الفنية كإجراء المقاصة أو جمع المساهمات الخاصة‬
‫بالمؤمن لهم‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬النظرية االقتصادية‬
‫تذهب هذه النظرية إلى القول بأن نظام الضمان االجتماعي أو التأمين يستند في األساس على العناصر الجوانب‬
‫(‪)1‬‬
‫من ذلك ما تعلق بمعيار الحاجة والضمان‪.‬‬ ‫االقتصادية المتعلقة بالتأمين‬
‫فيما يتعلق بمعيار الحاجة‪ :‬معنى ذلك أن أي تأمين يقوم أساسا على فكرة الحاجة إلى الحماية واألمان من أي خطر‬
‫محتمل أو وشيك الوقوع‪ ،‬سواء أحدث ذلك في الحاضر أو المستقبل (‪.)2‬‬
‫أما فيما يتعلق بمعيار الضمان‪ :‬أن الضمان يعتبر من أفضل المعايير كأساس للتأمين أو الضمان االجتماعي‪ ،‬لكونه‬
‫يضمن عدم تهديد المركز المالي واالقتصادي للمؤمن له هذا من جهة‪ ،‬وباعتباره يشمل كافة أنواع التأمين من جهة أخرى‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬النظرية التقنية‬
‫ت ذهب هذه النظرية إلى القول أن التأمين أو الضمان االجتماعي يقوم أساسا على فكرة التعاون أو التكافل التي يقوم بها‬
‫المؤمن ضد األخطار التي قد يتعرض لها المؤمن لهم‪ ،‬وانقسم أصحاب هذه النظرية بدورهم إلى اتجاهين‪:‬‬
‫‪ -‬االتجاه األول‪ :‬يرى أن التأمين أو الضمان االجتماعي يستند في األساس على فكرة التعاون بين مجموعة من‬
‫األشخاص يواجههم نفس الخطر‪ ،‬بمعنى آخر أن هؤالء تقع عليهم مسؤولية تحمل كافة نتائج األخطار التي قد تلحق‬
‫أحدهم‪.‬‬
‫‪ -‬االتجاه الثاني‪ :‬يرى أن التأمين أو الضمان االجتماعي يقوم على عملية فنية‪ ،‬تتمثل هذه األخيرة في تجميع المخاطر‬
‫واجراء المقاصة‪ ،‬لكن هذا ال يتم إال في إطار مشروع منظم يعمل بوسائل فنية ويلتزم هذا المشروع بتغطية المخاطر التي‬
‫قد تلحق بالمؤمن لهم(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬التأمين عرفه المشرع الجزائري في المادة ‪ 619‬من القانون المدني الجزائري‪«:‬التأمين عقد يلتزم المؤمن بمقتضاه أن يؤدي إلى المؤمن له أو إلى‬
‫المستفيد الذي اشترط التأمين لصالحه مبلغا من المال أو إيراد أو أي عوض مالي آخر في حالة وقوع الحادث أو تحقق الخطر المبين في العقد وذلك‬
‫مقابل قسط أو أية دفعة مالية أخرى يؤديها المؤمن له للمؤمن»‪.‬‬
‫(‪ )2‬فمثال في التأمين عن األضرار والتأمين من خطر الحريق أو السرقة‪ ،‬فإن حاجة المؤمن له بشأن ذلك تتمثل في إجراء نوع من الوقاية تضمن له‬
‫الحماية واألمان عند وقوع هذه المخاطر أو األضرار‪ .‬أنظر في ذلك‪ ،‬الطيب سماتي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫(‪ )3‬الطيب سماتي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.7‬‬
‫‪9‬‬
‫ومن خالل عرضنا لمجموع هذه النظريات الحظنا أنها قد ركزت فقط على جانب معين للتأمين أو الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬إال أنه ما يمكنه قوله أن الضمان االجتماعي في الواقع يجد أساسه في جميع هاته المعايير‪ ،‬وبالتالي ال يمكن‬
‫االستغناء على أي واحد منها‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أحكــام الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫سنحاول من خالل هذا المبحث التعرض إلى أهم األحكام التي ينطوي عليها الضمان االجتماعي‪ ،‬من ذلك تحديد‬
‫نطاق أو مجال هذا األخير سواء من حيث المخاطر التي يغطيها أو األشخاص المستفيدين من الضمان في المطلب‬
‫األول‪ ،‬ثم التطرق إلى التنظيم اإلداري ألجهزة هذا النظام في المطلب الثاني‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تحديد نطاق الضمان االجتماعي‬
‫يتحدد نطاق أو مجال الضمان االجتماعي بعنصرين اثنين‪ ،‬أولهما األخطار أو المخاطر التي يغطيها هذا النظام‪ -‬أي‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬أما الثاني فهم األشخاص المستفيدين منه‪ ،‬وكل ذلك سنتطرق إليه في الفرعين اآلتيين‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المخاطر التي يغطيها الضمان االجتماعي‬
‫البند األول‪ :‬التأمين على المرض‪.‬‬
‫يم كن تعريف المرض بأنه‪ " :‬كل خطر من األخطار االجتماعية التي قد تصيب الفرد إما في جسمه أو نفسه أو حتى‬
‫عقله‪ ،‬ويرجع ذلك إما بسبب عوامل خارجية كمرض الزكام‪ ،‬أو عوامل داخلية كاألمراض العقلية"(‪،)1‬‬
‫وبهذا يعتبر التأمين على المرض من أهم فروع نظام الضمان االجتماعي الذي يهدف إلى تعويض العامل المريض‬
‫(‪)2‬‬
‫كالعالج والجراحة‬ ‫الذي أقعده المرض على العمل‪ ،‬وذلك بتقديم له تعويضات أو أداءات سواء كانت أداءات عينية‬
‫(‪)3‬‬
‫تتمثل في منح تعويضة يومية للعامل الذي انقطع عن عمله بسبب‬ ‫واألدوية واإلقامة في المستشفى‪ ،‬أو أداءات مالية‬
‫المرض‪.‬‬
‫ويتم ا لتصريح عن المرض بإيداع المؤمن له المريض أو من يمثله وصف التوقف عن العمل لدى هيئة الضمان‬
‫االجتماعي المختصة‪ ،‬أو يتم إرسالها عن طريق البريد‪ ،‬وذلك ضمن اآلجال المحددة قانونا‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن هيئة الضمان االجتماعي تقوم بإجراء مراقبتين على العامل المريض‪ ،‬أولهما المراقبة الطبية التي‬
‫يقوم الطبيب المستشار التابع لصندوق الضمان االجتماعي‪ ،‬وذلك بعد تقديم وصفة طبية تثبت توقفه عن العمل(‪ ،)4‬أما‬
‫فهي المراقبة اإلدارية التي يقوم أعوان هيئة الضمان االجتماعي بمقر إقامة المريض‪ ،‬وذلك للتأكد من مدى التزام هذا‬
‫األخير بما ورد في المادة ‪ 26‬من المرسوم ‪ .27-84‬وفي هذا السياق صدر قرار عن اللجنة الوطنية للطعن المسبق يؤيد‬

‫(‪ )1‬زرارة الصالحي الواسعة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.155‬‬


‫‪2‬‬
‫( ) المادة ‪ 1/7‬و‪ 8‬من القانون رقم ‪ 11-83‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫( ) المادة ‪ 2/7‬و‪ 9‬من القانون رقم ‪ 11-83‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫( ) باديس كشيدة‪ :‬المخاطر المضمونة وآليات فض المنازعات في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬مذكرة لنيل الماجستير في العلوم القانونية‪ ،‬فرع قانون األعمال‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬تحت إشراف الدكتورة شادية رحاب‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ -‬باتنة‪ ،2010-2009 ،‬ص‪.29 ،28‬‬
‫‪10‬‬
‫قرار اللجنة الوالئية للطعن المسبق القاضي برفض تسديد التعويضات النقدية الخاصة بإجازة مرضية مقدرة ب ‪ 30‬يوم‬
‫بسبب غياب المؤمنة لها عن مقر سكناها إثر المراقبة اإلدارية التي تمت من طرف أعوان الضمان االجتماعي والذي جاء‬
‫فيه‪ «:‬نظ ار لعدم امتثال المؤمنة االجتماعية اللتزاماتها إزاء هيئة الضمان االجتماعي المنصوص عليها في المادة ‪ 26‬من‬
‫المرسوم ‪ 27-84‬المؤرخ في ‪ 1984/02/11‬إثر غيابها عن مقر سكناها‪ ،‬لهذه األسباب تقرر اللجنة الوطنية للطعن‬
‫المسبق برفض الطعن لعدم التأسيس»(‪.)1‬‬
‫البند الثاني‪ :‬التأمين على الوالدة‬
‫يرمي التأمين على الوالدة إلى ضمان تمتع المرأة العاملة بمدة حمل هادئة‪ ،‬وكذا ضمان ظروف والدة حسنة‪ ،‬والعمل‬
‫على ضمان صحتها وصحة طفلها‪ ،‬وذلك من خالل تغطية وضمان كافة المصاريف أو النفقات المترتبة على الحمل‬
‫والوالدة سواء تعلق األمر بنفقات العالج أو الرعاية الصحية لها(‪ ،)2‬أو التعويض عن دخلها الذي فقدته بسبب انقطاعها‬
‫عن العمل بسبب الوالدة‪ ،‬حيث تستفيد من تعويضة يومية‪ ،‬وهذه التعويضة تقدر ب ‪ %100‬من األجر اليومي بعد انقطاع‬
‫اشتراك الضمان االجتماعي(‪.)3‬‬
‫أما بالنسبة للمدة التي تنقطع فيها المرأة العاملة عن عملها فتقدر ب ‪ 14‬أسبوعا متتالية(‪ ،)4‬حيث تبدأ على األقل ستة‬
‫أسابيع قبل التاريخ المحتمل للوالدة‪ ،‬وعندما تتم الوالدة قبل التاريخ المحتمل ال تقلص فترة التعويض المقدرة ب ‪ 14‬أسبوع‪،‬‬
‫ويجب على المرأة العاملة أن تنقطع وجوبا عن العمل لفترة معينة قبل التاريخ المحتمل للوضع فبناءا على شهادة طبية‬
‫على أن تقل هذه المدة عن أسبوع(‪.)5‬‬
‫والجدير بالمالحظة أن المشرع الجزائري قد وسع من نطاق التغطية االجتماعية لفئة أخرى‪ ،‬وذلك من أجل االستفادة‬
‫من مزايا التأمين على الوالدة‪ ،‬وهذا بالنسبة للمرأة الحامل المتوفي عنها زوجها متى ثبت شرط العمل المطلوب في المتوفي‬
‫عند تاريخ الوفاة‪ ،‬كما منح هذا الحق أيضا بالنسبة للمرأة المطلقة أو التي فارقها زوجها‪ ،‬وذلك إذا وقع الطالق بين‬
‫المحتمل للحمل وتاريخ الوالدة‪.‬‬
‫البند الثالث‪ :‬التأمين على العجز‪.‬‬
‫يقصد بالعجز بصفة عامة على أنه كل حالة تصيب اإلنسان في سالمته الجسدية‪ ،‬مما يؤثر ذلك على قواه البدنية‬
‫وقدرته على العمل‪ ،‬وتقاس عدم القدرة على العمل بالنظر إلى الشخص السليم‪ ،‬إال أن العجز الذي يستحق التعويض هو‬
‫الذي يفقد المصاب به عن الكسب بصفة عامة‪ ،‬وهذا ما يبرر هدف التأمين على العجز(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬قرار اللجنة الوطنية للطعن المسبق الصادر بتاريخ ‪ 20‬فيفري‪ 2007‬رقم ‪ 2006-1169‬بين المؤمنة لها( د‪.‬س) وصندوق الضمان االجتماعي للعمال‬
‫األجراء لوالية برج بوعريريج‪ .‬نقال عن الطيب سماتي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35 ،34‬‬
‫(‪ )2‬زيرمي نعيمة وزيان مسعودة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 29 ،28‬من القانون رقم ‪ 11-83‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫(‪ )4‬المادة ‪ 1/29‬من القانون رقم ‪ 11-83‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫(‪ )5‬المادة ‪ 2/29‬من القانون رقم ‪ 11-83‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫(‪ )6‬باديس كشيدة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪11‬‬
‫أما تقدير قيمة العجز فتكون من قبل طبيب مختص‪ ،‬والتي على أساسها تحسب مبلغ المعاش‪ ،‬وذلك وفقا للقواعد‬
‫المبينة في قانون التأمينات االجتماعية‪ ،‬كما تأخذ بعين االعتبار عند تحديد هذا المبلغ الحالة البدنية والعقلية للعامل‪،‬‬
‫باإلضافة إلى كفاءته وتكوينه(‪ ، )1‬وبذلك فالهدف الجوهري للتأمين على العجز هو منح معاش للمؤمن له الذي يضطره‬
‫العجز إلى االنقطاع عن عمله‪ ،‬كما أن هذا األخير – أي المؤمن له‪ -‬ال يستفيد من طلب معاش العجز إال إذا كان عمره‬
‫أقل من السن التي تخول له الحق في التقاعد‪ ،‬وبمفهوم المخالفة إذا لم يستوف هذا السن ال يحصل على معاش العجز(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫عن المرض أو عن حادث العمل التي قد تصيب الشخص‪ ،‬ففي ما يتعلق بالعجز‬ ‫كما أنه يمكن أن ينتج العجز‬
‫الناتج عن المرض فإن المؤمن له بعدما يستفيد من التعويضات المنصوص عليها في المادة ‪ 15‬من القانون رقم ‪11-83‬‬
‫المتعلق ب التأمينات االجتماعية‪ ،‬وعليه إذا كان األمر يتعلق بعلل األمد الطويل‪ ،‬فهنا تدفع التعويضات اليومية طيلة مدة‬
‫ثالث سنوات وهذا طبقا لنص المادة ‪ 16‬من القانون رقم ‪ 11-83‬السابق ذكره‪ ،‬أما إذا تعلق األمر بعلل قصيرة األمد‪،‬‬
‫فهنا تدفع التعويضات خالل مدة سنتين متتاليتين يتقاضى فيها العامل ثالثة مائة تعويضة يومية على األكثر وذلك طبقا‬
‫لما نصت عليه المادة ‪ 2/16‬القانون رقم ‪ 11-83‬السابق ذكره المعدل والمتمم‪.‬‬
‫وعليه فإنه بعد انقضاء المدة التي قدمت خاللها األداءات النقدية للتأمين على المرض تتولى تلقائيا هيئة الضمان‬
‫االجتماعي ا لنظر في الحقوق المتعلقة بالتأمين على العجز‪ ،‬وذلك دون انتظار طلب المعني باألمر‪ ،‬وهذا ما نصت المادة‬
‫‪ 35‬من القانون رقم ‪ 11-83‬السابق ذكره المعدل والمتمم‪.‬‬
‫أما بالنسبة للعجز الناتج عن حادث عمل(‪ ،)4‬فيستفيد المؤمن له في هذه الحالة من أداءات العجز المؤقت أو العجز‬
‫(‪)5‬‬
‫وفق‬ ‫ا لكلي‪ ،‬حيث يحصل على نسبة العجز عن العمل على يد طبيب مستشار التابع لدى هيئة الضمان االجتماعي‬
‫جدول يحدد عن طريق التنظيم‪ ،‬وهذا بعد تحديد تاريخ الجبر‪.‬‬
‫البند الرابع‪ :‬التأمين على الوفاة‬
‫تعد الوفاة أمر مؤكد الوقوع‪ ،‬إال أن التنبؤ به يبقى في حدود مجهول‪ ،‬وعلى هذا اعتبرتها التشريعات ومن بينها التشريع‬
‫الجزائري من بين المخاطر االجتماعية التي تغطيها قوانين الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫وبذلك فالتأمين على الوفاة وجد أساسا لحماية عائلة المؤمن له في حالة وفاته(‪ ،)1‬وذلك بتوفير الحماية الالزمة لها‬
‫نتيجة األضرار أو الخسارة التي قد تتكبدها‪ ،‬وباألخص فقدها للدخل التي كانت تعتمد عليه في توفير احتياجاتها اليومية‪.‬‬

‫(‪ )1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.33‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ 34‬من القانون رقم ‪ 11-83‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫(‪ )3‬للعلم فإن هناك ثالث أنواع للعجز نصت المواد ‪ 39-36‬من القانون رقم ‪ 11-83‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪ ،‬وهي‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬العجزة الذين مازالوا قادرين على ممارسة نشاط مأجور‪ ،‬حيث تقدر نسبة العجز عندهم ب ‪ %60‬من األجر السنوي المتوسط للمنصب‪.‬‬
‫‪ -2‬العجزة الذين يتعذر عليهم إطالق القيام بأي نشاط مأجور‪ ،‬حيث تقدر نسبة العجز عندهم ب ‪ %80‬من األجر السنوي المتوسط للمنصب‪.‬‬
‫‪ -3‬العجزة الذين يتعذر عليهم إطالق القيام بأي نشاط مأجور ويحتاجون إلى مساعدة من غيرهم‪ ،‬حيث تقدر نسبة العجز عندهم ب ‪ %80‬من األجر‬
‫السنوي المتوسط للمنصب يضاف لها أيضا نسبة ‪ %40‬تمنح للشخص المساعد‪.‬‬
‫(‪ )4‬نظمه المشرع الجزائري في نظمه القانون رقم ‪ 12-83‬المؤرخ في ‪ 2‬يوليو‪ 1983‬المتعلق بالتقاعد‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫(‪ )5‬سماتي الطيب‪ :‬منازعات الضمان االجتماعي في التشريع الجزائري‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪.43‬‬
‫‪12‬‬
‫وعلى هذا األساس تعتبر منحة الوفاة الضمان الذي فرضه المشرع لحماية ذوي حقوق المتوفي(‪ ،)2‬ويقصد بذوي الحقوق‬
‫طبقا لنص المادة ‪ 30‬من األمر رقم ‪ 17-96‬ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬زوج المؤمن له‪ ،‬إال أنه ال يستفيد من األداءات العينية إذا كان تمارس نشاطا مهنيا مأجور‪.‬‬
‫‪ -2‬األوالد المكفولين البالغين أقل من ‪ 18‬سنة حسب التنظيم المتعلق بالضمان االجتماعي‪ ،‬يعتبر أوالد مكفولين‪:‬‬
‫أجر يقل عن نصف األجر‬
‫‪ -‬األوالد البالغين األقل من خمس وعشرين سنة والذين أبرم بشأنهم عقد تمهين يمنحهم ا‬
‫الوطني األدنى المضمون‪.‬‬
‫‪ -‬األوالد البالغون أقل من واحد وعشرين(‪ )21‬سنة والذين يواصلون دراستهم‪ ،‬وفي حالة ما إذا بدأ العالج الطبي قبل‬
‫سن الواحدة والعشرين ال يعتد بشرط السن قبل نهاية العالج‪.‬‬
‫‪ -‬األوالد المكفولين والحواشي من الدرجة الثالثة المكفولين من اإلناث بدون دخل مهما كان سنهم‪.‬‬
‫‪ -‬األوالد مهما كان سنهم الذين يتعذر عليهم ممارسة أي نشاط مأجور بسبب عاهة أو مرض مزمن‪ ،‬ويحتفظ بصفة‬
‫ذوي الحقوق األوالد المستوفون شرط السن المطلوبة الذين تحتم عليهم التوقف عن التمهين أو الدراسة بحكم حالتهم‬
‫الصحية‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر مكفولين أصول المؤمن له أو أصول زوجه عندما ال تتجاوز مواردهم الشخصية المبلغ األدنى لمعاش التقاعد‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫فيقدر باثني عشر مرة مبلغ آخر أجر شهري في المنصب‪ ،‬إال أنه ال يجوز في أي حال‬ ‫أما عن تقدير مبلغ الوفاة‬
‫من األحوال أن يقل هذا المبلغ عن قيمة المبلغ الشهري لألجر الوطني األدنى المضمون‪ ،‬وتدفع منحة الوفاة دفعة واحدة‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬محمد زيدان ومحمد يعقوبي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13‬‬


‫(‪ )2‬المادتين ‪ 47‬و ‪ 67‬من القانون رقم ‪ 11-83‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 48‬من القانون رقم ‪ 11-83‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األشخاص المستفيدين من نظام الضمان االجتماعي وااللتزامات الملقاة عليهم‪.‬‬
‫البند األول‪ :‬تحديد األشخاص المستفيدين من الضمان االجتماعي‬
‫األشخاص المستفيدين من امتيازات الضمان االجتماعي هم‪:‬‬
‫أوال‪ :‬العمال األجراء والعمال غير األجراء والعمال الملحقين باألجراء‪:‬‬
‫ويقصد بهم العمال الذين يؤدون عمال يدويا أو فكريا لحساب صاحب العمل وتحت إشرافه وتوجيهه ورقابته‪ ،‬وذلك‬
‫مقابل أجر معين‪ ،‬وهذا لكون أن هؤالء األشخاص يقومون بنشاطات لحساب مشروع اقتصادي معين أو لحساب صاحب‬
‫العمل‪.‬‬
‫أما العمال غير األجراء‪ ،‬ويقصد بهم األشخاص الذين يمارسون نشاطا مهنيا غير مأجور أي األشخاص الذين‬
‫(‪)1‬‬
‫يمارسون نشاطا مهنيا لصالحهم ولحسابهم‪ ،‬ودون أي إشراف أو توجيه من أحد كالتجار والمحامون واألطباء‪...‬‬
‫بينما العمال الملحقين باألجراء فيقصد بهم‪:‬‬
‫‪ -‬العمال الذين يباشرون عملهم في المنزل‪.‬‬
‫‪ -‬األشخاص الذين يستخدمهم الخواص كالبوابون والخادمات‬
‫‪ -‬الممتهنون الذين تدفع لهم رواتب شهرية تساوي نصف األجر الوطني األدنى المضمون‪.‬‬
‫‪ -‬الفنانون والممثلون الناطقون وغير الناطقون في المسرح والسينما والمؤسسات الترفيهية الذين تدفع لهم مكافآت في‬
‫شكل أجور(‪.)2‬‬
‫ثانيا‪ :‬ذوي الحقوق‪ :‬يقصد بذوي الحقوق كل من‪:‬‬
‫‪ -1‬زوج المؤمن له‪ :‬هو الذي يستفيد من األداءات العينية‪ ،‬ولكن بشرط أن ال يمارس أي نشاط مهني مأجور‪.‬‬
‫‪ -2‬األوالد المكفولون وهم‪:‬‬
‫‪ -‬األوالد المكفولون الذين تقل أعمارهم عن ‪ 18‬سنة‪.‬‬
‫‪ -‬األوالد البالغون أقل من ‪ 25‬سنة الذين لهم عقد التمهين بأجر يقل عن نصف األجر الوصي األدنى المضمون‪.‬‬
‫‪ -‬األوالد البالغون أقل من ‪ 21‬سنة الذين يواصلون دراستهم‪.‬‬
‫‪ -‬األوالد المكفولون من الحواشي من الدرجة الثالثة واإلناث بدون دخل مهما كان سنهن‪.‬‬
‫‪ -‬األوالد المصابين بعاهة أو مرض مزمن تمنعهم ممارسة أي نشاط مأجور‪.‬‬
‫‪ -3‬األصول المكفولون وهم‪ :‬أصول المؤمن له‪ ،‬أصول الزوجة ال تتجاوز مواردهم الشخصية المبلغ األدنى لمعاش‬
‫التقاعد(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬زرارة الصالحي الواسعة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 57‬و‪ .79‬وأنظر كذلك المادتين ‪ 3‬و‪ 4‬من القانون رقم ‪ 11-83‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬المعدل‬
‫والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫(‪ )2‬الطيب سماتي‪ :‬اإلطار القانوني للتأمينات االجتماعية في التشريع الجزائري ومشاكله العملية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫(‪ )3‬المادتين ‪ 47‬و‪ 67‬من القانون رقم ‪ 11-83‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫ثالثا‪ :‬فئة الطلبة والعمال المقبولين للتكوين في الخارج وهم(‪:)1‬‬
‫‪ -‬األعوان العاملون في البعثات الدبلوماسية‪.‬‬
‫‪ -‬العمال العاملون في الخارج في إطار التعاون‪.‬‬
‫‪ -‬موظفو التعليم والتأطير التربوي في الخارج‪.‬‬
‫‪ -‬أعوان الممثليات الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -‬الطلبة والعمال الذين يقبلون المتابعة والتكوين في الخارج‪.‬‬
‫وبهذا يمكن القول أن المشرع الجزائري قد وسع من نطاق االستفادة من امتيازات الضمان االجتماعي من حيث‬
‫األشخاص‪ ،‬بمعنى أنه لم يعد يقتصر على العمال األجراء‪ ،‬وانما يشمل حتى العمال غير األجراء أو الملحقين باألجراء‬
‫وغيرهم‪ ،‬ولعل غاية المشرع من ذلك هي تطبيق الحماية التأمينية على أكبر عدد من األشخاص الذين ال يمكنهم مواجهة‬
‫ما قد يتعرضون له مخاطر في حياتهم اليومية‪ ،‬وكذا محاولة منه القضاء على التفرقة بين ما هم من فئة العمال أو ليسوا‬
‫من فئة العمال‪.‬‬
‫البند الثاني‪ :‬االلتزامات الملقاة على عاتق المستفيدين من الضمان االجتماعي والجزاءات المترتبة على مخالفتها‪.‬‬
‫لقد فرض القانون على المستفيدين من االلتزامات على عاتقهم‪ ،‬وذلك مقابل االستفادة من المزايا التي يمنحها لهم‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬إال أن اإلخالل بها قد يترتب عليه جزاءات مالية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االلتزامات الملقاة على عاتق المستفيدين من الضمان االجتماعي‬
‫من بين االلتزامات التي تقع على عاتق المستفيدين من الضمان االجتماعي ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التصريح بالنشاط‪:‬‬
‫يلتزم المكلف في إطار االستفادة في مجال الضمان االجتماعي طبقا لنص المادتين ‪ 7‬و‪ 6‬من القانون رقم ‪14-83‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بالتزامين هما‪:‬‬ ‫المتعلق بالتزامات المكلفين في مجال الضمان االجتماعي المعدل والمتمم‬
‫‪ -‬التصريح بالنشاط‪ :‬وهو قيام المكلف باإلعالن عن نفسه بمزاولة نشاط غير مأجور أو تشغيل الغير‪ ،‬وذلك خالل‬
‫‪ 10‬أيام من بداية النشاط أو تشغيل الغير أمام هيئة الضمان المختصة(‪.)3‬‬
‫ويتم التصريح في استمارة تسلم من طرف مصالح هيئات الضمان االجتماعي‪ ،‬حيث تتضمن التعريف بالمصرح‬
‫والنشاط الذي يمارسه‪ ،‬إال أن هذا التصريح يختلف باختالف الهيئة التي يتم التصريح أمامها‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادتين ‪ 3/5‬و ‪ 6‬من القانون رقم ‪ 11-83‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫(‪ )2‬القانون رقم ‪ 14-83‬المؤرخ في ‪ 2‬يوليو‪ 1983‬المتعلق بالتزامات المكلفين في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬المنشور في الجريدة الرسمية العدد ‪28‬‬
‫السنة ‪ 20‬المؤرخة في ‪ 5‬يوليو‪ ،1983‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 17-04‬المؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر‪ ،2004‬المنشور في الجريدة الرسمية العدد ‪.72‬‬
‫(‪ )3‬المواد ‪ 7 ،6 ،5‬القانون رقم ‪ 14-83‬المتعلق بالتزامات المكلفين في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫* التصريح لدى هيئة التأمين لغير األجراء‪:‬‬
‫يقع على عاتق كل خاص يمارس نشاطا ح ار غير مأجور‪ -‬سواء كان فرد أو شريك‪ -‬االلتزام بالتصريح بالنشاط لدى‬
‫الصندوق الوطني للعمال غير األجراء(‪ ،)1‬ويتضمن هذا األخير‪ -‬أي التصريح‪ -‬الوثائق التالية‪:‬‬
‫‪ -‬نسخة من السجل التجاري أو المهني أو الحرفي‪.‬‬
‫‪ -‬شهادة بداية النشاط‪ ،‬تسلم من طرف إدارة الضرائب‪.‬‬
‫– شهادة الحالة العائلية‪.‬‬ ‫‪ -‬عقد المحل التجاري‪.‬‬
‫– تقديم نسخة من عقد الشركة بالنسبة للشريك‪.‬‬
‫* التصريح بالنشاط لدى هيئة الضمان االجتماعي لألجراء‪:‬‬
‫يقع على عاتق صاحب العمل‪ -‬سواء كان شخص طبيعي أو معنوي‪ -‬إذا كان هو صاحب النشاط التصريح لدى هيئة‬
‫الضمان االجتماعي لألجراء‪.‬‬
‫‪ -2‬التصريح بالعمال‪:‬‬
‫لقد فرض المشرع على صاحب العمل االلتزام بالتصريح عن كل عامل يشتغل لديه(‪ ،)2‬وذلك خالل أجل محدد‪ ،‬وذلك‬
‫بتقديم طلب االنتساب العمال ومن في حكمهم وفق نماذج تسلمها إلى هيئة الضمان االجتماعي ألصحاب العمل‪ ،‬وهؤالء‬
‫الفئات هم‪:‬‬
‫‪ -‬العمال‪:‬‬
‫* كل عامل يمارس في الجزائر عمال مأجورا‪ ،‬أو ما يشبه ذلك‪.‬‬
‫* المتمرنون لحساب مستخدم واحد أو أكثر‪ ،‬ومهما كانت طبيعة العقد أو العالقة التي تربط بينهما‪ ،‬ومهما كانت‬
‫طبيعة األجر‪.‬‬
‫‪ -‬الفئات الخاصة‪:‬‬
‫كما يلتزم صاحب العمل أيضا بالتصريح بالمؤمنين من الفئات الخاصة‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للعمال المشبهون‬
‫باألجراء أو من في حكمهم‪ ،‬وذلك وفق المرسوم رقم ‪ 34-85‬المتعلق بتحديد اشتراكات الضمان االجتماعي للفئات‬
‫(‪)3‬‬
‫هم‪:‬‬ ‫الخاصة وهذه الفئات‬
‫‪ -‬المعوقون ( نسبة اشتراكهم تقدر ب‪.)%5‬‬
‫‪ -‬الطلبة الجامعيون ( نسبة اشتراكهم تقدر ب‪.)%2.5‬‬
‫‪ -‬األشخاص الذين يستخدمهم الخواص لحسابهم الخاص ( نسبة اشتراكهم تقدر ب ‪.)%6‬‬

‫(‪ )1‬باديس كشيدة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.42‬‬


‫(‪ )2‬أنظر المواد ‪ 13 ،12 ،10 ،8‬القانون رقم ‪ 14-83‬المتعلق بالتزامات المكلفين في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫(‪ )3‬باديس كشيدة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.44 ،43‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ -‬المتمرنون ( نسبة اشتراكهم تقدر ب‪.)%2‬‬
‫‪ -‬العمال الخاضعين للبطالة بسبب الظروف المناخية‪:‬‬
‫يتعلق هذا االلتزام بتأمين صاحب العمل البطالة الناتجة عن الظروف المناخية‪ ،‬وهذا التأمين يقتصر فقط على عمال‬
‫البناء واألشغال العمومية والري‪ ،‬حيث يلتزم صاحب العمل بالتصريح عن هؤالء العمال خالل ‪ 48‬ساعة من التوقف عن‬
‫العمل بسبب الظروف المناخية‪ ،‬وذلك طبقا لألمر رقم‪ 01-97‬المؤرخ في ‪ 1997/10/11‬المتعلق بتأسيس تعويض‬
‫البطالة الناجمة عن سوء األحوال الجوية لعمال قطاعات البناء واألشغال العمومية والري(‪.)1‬‬
‫وعليه فإن الغاية من التصريح هو ضمان حقوق المستفيدين من مزايا الضمان االجتماعي‪ ،‬وكذا ضمان موارد هيئات‬
‫الضمان ا الجتماعي‪ ،‬خاصة وأن تمويل هذه األخيرة مصدره مساهمات أصحاب العمل والعمال‪ ،‬ويجب التصريح من‬
‫طرف المكلف خالل عشرة أيام ابتداء من تاريخ بدء النشاط أو تشغيل العامل(‪.)2‬‬
‫أما فيما يتعلق بالطلبة‪ ،‬فإن يلزم مؤسسات التعليم العالي‪ ،‬والتقني والتكوين المهني بالتصريح عن هؤالء في ظرف‬
‫عشرين يوم من تاريخ التسجيل‪.‬‬
‫‪ -3‬التصريح بالمداخيل واألجور‪:‬‬
‫لقد فرض على المستفيدين من امتيازات الضمان االجتماعي بااللتزام بالتصريح عن المداخيل بالنسبة لغير األجراء‬
‫وكذا األجور بالنسبة ألصحاب العمل(‪ ،)3‬حيث يتم التصريح كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التصريح بالمداخيل‪:‬‬
‫يلتزم أصحاب المهن الحرة التابعين لهيئة الضمان االجتماعي لغير األجراء بالتصريح بالمداخيل السنوية المعدة من قبل‬
‫(‪)4‬‬
‫لدى هيئة الضمان‬ ‫مصالح الضرائب‪ ،‬باعتبار أن الدخل هو األساس الذي يعتمد عليه في حساب نسبة االشتراك‬
‫االجتماعي‪ ،‬ويجب التصريح عن المداخيل في مدة أقصاها ‪ 30‬أفريل من السنة التي تلي االستحقاق‪.‬‬
‫‪ -‬التصريح باألجور‪:‬‬
‫يفرض القانون على صاحب العمل كذلك التصريح باألجور(‪ ،)5‬وذلك بحسب العمال الذين يعملون لديه‪ ،‬والتصريح عن‬
‫األجور يكون إما تصريحا شهريا واما تصريحا سنويا(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬باديس كشيدة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.44‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ 14-83‬المتعلق بالتزامات المكلفين في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫(‪ )3‬أنظر المواد ‪ 21 ،16 ،15 ،14‬من القانون رقم ‪ 14-83‬المتعلق بالتزامات المكلفين في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫(‪ )4‬باديس كشيدة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫(‪ )5‬أنظر المواد المواد ‪ 21 ،16 ،15 ،14‬من القانون رقم ‪ 14-83‬المتعلق بالتزامات المكلفين في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬المعدل والمتمم السابق‬
‫ذكره‪.‬‬
‫(‪ )6‬للمزبد من التفاصيل في التصريح الشهري والفصلي‪ ،‬أنظر باديس كشيدة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -4‬دفع االشتراكات‪:‬‬
‫من االلتزامات الملقا ة على عاتق المستفيدين من الضمان االجتماعي أيضا االلتزام بدفع االشتراكات المستحقة لهيئات‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬لكن دفع هذه األخيرة‪ -‬أي االشتراكات‪ -‬يختلف فيما إذا الشخص المستفيد من فئة العمال األجراء أو‬
‫غير األجراء‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة الشتراكات العمال غير األجراء‪:‬‬
‫يتم دفع االشتراكات فيما يتعلق بالعمال غير األجراء سنويا‪ ،‬وذلك خالل مدة استحقاق من ‪ 1‬مارس إلى ‪ 30‬أفريل من‬
‫السنة التي تلي سنة االستحقاق‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة الشتراكات العمال األجراء‪:‬‬
‫يتم دفع االشتراكات بالنسبة للنسبة للعمال األجراء بناء على عنصرين‪ :‬األول عدد العمال والثاني األجور المصرح‬
‫بها(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجزاءات المترتبة على مخالفة التكليف في مجال الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫لقد رتب القانون على المستفيدين من مزايا الضمان االجتماعي مجموعة من الجزاءات نص عليها القانون رقم ‪14-83‬‬
‫المتعلق بالتزامات المكلفين في مجال الضمان االجتماعي المعدل والمتمم‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ -1‬جزاء عدم التصريح بالنشاط‪:‬‬
‫لقد رتب القانون على الخواص الذين يمارسون نشاطا غير مأجور وكذا أصحاب العمل في حالة عدم التصريح أو‬
‫التأخير فيه‪ ،‬جزائين هما‪:‬‬
‫‪ -‬جزاء عدم التصريح ابتداء‪ ،‬يعاقب بغرامة خمسة آالف دينار‪.‬‬
‫‪ -‬وجزاء آخر يتمثل في زيادات تأخير تقدر بنسبة ‪ %20‬عن كل شهر تأخير(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬جزاء عدم التصريح بالعمال‪:‬‬
‫يترتب على عدم تقديم صاحب العمل طلب انتساب العمال لديه خالل المدة المحددة جزائين هما‪:‬‬
‫‪ -‬غرامة تأخير تقدر ب ‪ 1000‬دج عن كل عامل لم يتم انتسابه‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة تأخير تقدر ب ‪ %20‬عن كل شهر‪.‬‬
‫فضال ع لى ذلك يعاقب صاحب العمل أيضا في حالة ما إذا لم يصرح بانتساب العمال الذين يشتغلون عنده لهيئة‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬وهذا بغرامة تتراوح مابين ‪10000‬دج و‪ 20000‬دج عن كل عامل غير منتسب‪ ،‬وبالحبس من‬

‫(‪ )1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.50‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ 7‬من القانون رقم ‪ 14-83‬المؤرخ في ‪ 2‬يوليو‪ 1983‬المتعلق بالتزامات المكلفين في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬المنشور في الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪ 28‬السنة ‪ 20‬المؤرخة في ‪ 5‬يوليو‪ ،1983‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 17-04‬المؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر‪ ،2004‬المنشور في الجريدة الرسمية العدد‬
‫‪.72‬‬
‫‪18‬‬
‫شهرين إلى ستة أشهر أو بإحدى هاتين العقوبتين‪ ،‬أما في حالة العود فيعاقب بغرامة تتراوح بين ‪ 20000‬دج إلى‬
‫‪ 50000‬دج‪ ،‬وبالحبس من شهرين إلى أربعة وعشرين شهر(‪.)1‬‬
‫‪ -3‬جزاء عدم التصريح باألجراء واألجور‪:‬‬
‫يترتب على عدم التزام صاحب العمل بالتصريح باألجور خالل المدة القانونية‪ ،‬الجزاءات التالية‪:‬‬
‫‪ %15 -‬من مبلغ االشتراكات‪ ،‬والتي تعد كغرامة عن عدم التزامه بالتصريح‪.‬‬
‫يضاف إلى ذلك زيادة إضافية تقدر ب ‪ %2‬عن كل شهر تأخير تحسب من مبلغ االشتراكات المستحقة‪.‬‬
‫فضال عن ذلك تتعرض الهيئة المستخدمة في حالة ما إذا أغفلت ذكر عامل أجير في التصريح باألجور أو قامت بذلك‬
‫عمدا لغرامة تفرضها عليها هيئة الضمن االجتماعي تقدر ب ‪ 1000‬دج عن كل عامل(‪.)2‬‬
‫‪ -4‬جزاء عدم دفع االشتراكات‪:‬‬
‫يترتب على عدم التزام صاحب العمل بدفع االشتراكات جزائين هما‪:‬‬
‫‪ % 5 -‬من مبلغ االشتراكات كغرامة عن التأخر‪.‬‬
‫‪ -‬يضاف إليها ‪ % 1‬عن كل شهر تأخير‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إدارة وأجهزة الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫تنص المادة األولى من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 07-92‬المتضمن الوضع القانوني لصناديق الضمان االجتماعي‬
‫(‪)3‬‬
‫على أن‪« :‬هيئات الضمان االجتماعي المقررة في المادة‬ ‫والتنظيم اإلداري والمالي للضمان االجتماعي المعدل والمتمم‬
‫‪ 49‬من القانون رقم ‪ 01-88‬المؤرخ في ‪ 12‬يناير‪ 1988‬وفي المواد ‪ 78‬و‪ 49‬و‪ 81‬من القوانين رقم ‪ 11-83‬و ‪-83‬‬
‫‪ 12‬و‪ 13-83‬المؤرخ في ‪ 2‬جويلية ‪ 1983‬المذكور سابقا هي‪:‬‬
‫‪ -‬الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء‪.‬‬
‫‪ -‬الصندوق الوطني للتقاعد‪.‬‬
‫‪ -‬الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء»‪.‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 2‬من المرسوم السابق ذكره على أنه‪ «:‬تخضع ألحكام هذا المرسوم والقوانين والتنظيمات السارية‪،‬‬
‫الصناديق التي تتولى تسيير األخطار المنصوص عليها في قوانين الضمان االستقاللية المالية‪.‬‬
‫وتخضع في عالقاتها مع اآلخرين للتشريع التجاري وكذا القوانين والتنظيمات السارية المفعول وألحكام هذا المرسوم»‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 41‬من القانون رقم ‪ 14-83‬المتعلق بالتزامات المكلفين في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫(‪ )2‬المادة ‪ 16‬مكرر من القانون رقم ‪ 14-83‬المتعلق بالتزامات المكلفين في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫(‪ )3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 07-92‬المؤرخ في ‪ 4‬جانفي ‪ 1994‬المتضمن الوضع القانوني لصناديق الضمان االجتماعي والتنظيم اإلداري والمالي للضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬المنشور في الجريدة الرسمية العدد ‪ 2‬السنة ‪ 29‬المؤرخة في ‪ 8‬يناير‪ ،1994‬المعدل والمتمم بالقرار المؤرخ ‪ 16‬فبراير ‪ ،2014‬المنشور في‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪ 39‬السنة ‪ 51‬المؤرخة في ‪ 25‬يونيو‪.2014‬‬
‫‪19‬‬
‫وانطالقا مما سبق‪ ،‬سنحاول من خالل هذا المطلب التعرض ولو بإيجاز إلى إدارة هيئة الضمان االجتماعي‪ ،‬وذلك من‬
‫دراسة مختلف الصناديق التابعة لها‪ ،‬وكل ذلك فيما يلي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء (‪.)CNAS‬‬
‫يعتبر الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء من أقدم الصناديق الموجودة في نظام التأمينات‬
‫االجتماعية الجزائري‪ ،‬إذ تم تأسيسه منذ عام ‪ ،1957‬وهو مؤسسة عمومية ذات تسيير خاص‪ ،‬ويخضع هذا الصندوق‬
‫لوصاية و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي(‪ ،)1‬كما أنه يتكون من مديرية و‪ 49‬وكالة والئية‪ ،‬اثنان منها في الجزائر‬
‫العاصمة‪ ،‬باإلضافة إلى مراكز الدفع الموزعة في كامل التراب الوطني(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ما يلي‪:‬‬ ‫أما عن المهام الموكلة لهذا الصندوق‬
‫‪ -‬تسيير األداءات العينية والنقدية للتأمينات االجتماعية وحوادث العمل واألمراض‪.‬‬
‫‪ -‬تسيير األداءات العائلية‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان الت حصيل والمراقبة ونزاعات تحصيل االشتراكات المخصصة لتمويل األداءات المنصوص عليها في الفقرات‬
‫السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬المساهمة في ترقية سياسة الوقاية من حوادث العمل واألمراض المهنية وتسيير صندوق الوقاية من حوادث العمل‬
‫واألمراض المهنية‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم وتنسيق وممارسة المراقبة الطبية‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بأعمال في شكل إنجازات ذات طابع صحي واجتماعي‪ ،‬كما هو منصوص عليه في المادة ‪ 92‬من القانون‬
‫رقم ‪ 11-83‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬وذلك بعد اقتراح من مجلس إدارة الصندوق‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بأعمال تخص الوقاية والتربية واإلعالم الصحي بعد اقتراح من مجلس إدارة الصندوق‪.‬‬
‫‪ -‬تسيير صندوق المساعدة واإلغاثة المنصوص عليه في المادة ‪ 90‬من القانون رقم ‪ 11-83‬المتعلق بالتأمينات‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء (‪:)CASNOS‬‬
‫تم إنشاؤه وفق القانون رقم ‪ 92-07‬المؤرخ في ‪ 4‬جانفي‪ 1992‬المتعلق بكيفية تسيير صناديق الضمان االجتماعي‬
‫والتنظيم واإلداري والمالي للتأمين‪ ،‬وذلك من خالل التغطية االجتماعية لغير األجراء ( التعويضات)‪ ،‬تحصيل االشتراك من‬
‫غير األجراء‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 07-92‬المتضمن الوضع القانوني لصناديق الضمان االجتماعي والتنظيم اإلداري والمالي للضمان االجتماعي‪،‬‬
‫المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬محمد زيدان ومحمد يعقوبي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11 ،10‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 07-92‬المتضمن الوضع القانوني لصناديق الضمان االجتماعي والتنظيم اإلداري والمالي للضمان االجتماعي‪،‬‬
‫المعدل والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫أما عن تكوينه‪ ،‬فيكون من وكالة مركزية و‪ 13‬وكالة جهوية و‪ 35‬شبكة والئية‪ ،‬وللعلم فقد حصل هذا الصندوق على‬
‫استقالليته عام ‪.)1(1995‬‬
‫أما عن المهام الموكولة لهذا الصندوق فهي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬التنظيم والمراقبة والمتابعة لنشاط الوكالة الوطنية‪،‬‬
‫‪ -‬إصدار التعليمات وتنظيمات العمل واللوائح المسيرة لنشاط بقية الوحدات‪،‬‬
‫‪ -‬ترقية نظام التسيير لفروع الصندوق‪،‬‬
‫‪ -‬وضع نظام إعالمي آلي للمراقبة والمتابعة من أجل تحقيق أهداف الصندوق‪،‬‬
‫‪ -‬ضمان التوازن المالي للقطاع‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الصندوق الوطني للتقاعد (‪)CNR‬‬
‫هو هيئة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية القانونية واالستقالل المالي‪ ،‬وأنشأ بموجب القانون رقم ‪ 92-07‬المتعلق‬
‫بتنظيم اإلطار القانوني واإلداري والمالي‪ ،‬والهدف من إنشائه هو تسيير مختلف أنظمة التقاعد التي كانت موجودة قبل‬
‫دستور‪ ، )2(1983‬وكذا توحيدها في نظام تقاعد موحد يمنح نفس الحقوق لكافة العمال‪ ،‬وذلك بغض النظر عن النشاط‬
‫الذي يمارسونه‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫فهي كاآلتي‪:‬‬ ‫ومن المهام المخولة لهذا الصندوق‬
‫‪ -‬تسيير معاشات ومنح التقاعد‪ ،‬وكذا معاشات ذوي الحقوق‪،‬‬
‫‪ -‬تسيير المعاشات والمنح الممنوحة بسند التشريع السابق لفاتح جانفي ‪ 1984‬إلى غاية نفاذ حقوق المستفيدين‪،‬‬
‫‪ -‬ضمان عملية التحصيل والمراقبة ونزاعات تحصيل االشتراكات المخصصة لتمويل أداءات التقاعد‪،‬‬
‫الضمان‬ ‫‪ -‬تطبيق األحكام المتعلقة بالتقاعد المنصوص عليها في المعاهدات واالتفاقيات الدولية في مجال‬
‫االجتماعي‪،‬‬
‫‪ -‬القيام بضمان إعالم المستفيدين والمستخدمين‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫وفي األخير ما يمكن قوله أن نظام الضمان االجتماعي يعتبر نظام قانوني اجتماعي واقتصادي‪ ،‬وهذا بالنظر األهمية‬
‫القانونية التي يح تلها لكونه يسعى إلى توفير الحماية االجتماعية لمختلف أفراد المجتمع ضد المخاطر التي قد يتعرض لها‬
‫هؤالء هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى يعد أداة اقتصادية فعالة في يد الدولة في سبيل تحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬محمد زيدان ومحمد يعقوبي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫(‪ )2‬د‪ .‬محمد زيدان ومحمد يعقوبي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 9‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 07-92‬المتضمن الوضع القانوني لصناديق الضمان االجتماعي والتنظيم اإلداري والمالي للضمان االجتماعي‪ ،‬المعدل‬
‫والمتمم السابق ذكره‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫فضال عن ذلك فقد عرف قطاع الضمان االجتماعي في الجزائر تطو ار ملحوظا‪ ،‬وهذا يرجع إلى اإلصالحات‬
‫والمجهودات التي بذلتها الدولة من أجل تحقيق األهداف المرجوة لهذا القطاع‪ ،‬وذلك من خالل عصرنة وتحديث إدارة هيئة‬
‫الضمان االجتماعي بإدراج البطاقة االلكترونية أو ما يصطلح عليها ببطاقة الشفاء وتعميمها في كافة أنحاء الوطن‪ ،‬وكذا‬
‫الع مل على تطوير قواعد بيانات الضمان االجتماعي وغيرها من اإلصالحات األخرى‪ .‬إال أنه بالرغم من كل هذه‬
‫المجهودات واإلصالحات فإن نظام الضمان االجتماعي يبقى عاج از عن أهدافه‪ ،‬وذلك نتيجة للصعوبات التي قد تعترضه‪،‬‬
‫وباألخص قلة اإلمكانيات المالية المحدودة المقدمة من قبل المستفيدين لهيئات الضمان االجتماعي‪ ،‬وكذلك االرتفاع‬
‫السريع لفاتورة تعويض األدوية‪.‬‬
‫وفي الختام نخلص إلى بعض النتائج والتوصيات‪:‬‬
‫* النتائج‪:‬‬
‫‪ -‬يعتبر الضمان االجتماعي من أهم الحقوق المخولة لإلنسان التي أقرها اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان في‬
‫نصوصه لهذا ينبغي على كل شخص في المجتمع أن يتمتع بهذا الحق‪.‬‬
‫‪ -‬أن نظام الضمان االجتماعي يعد آلية فعالة للحد من الفقر‪ ،‬وكذا تعزيز مبدأ المساواة واإلنصاف‪.‬‬
‫‪ -‬أن نظام الضمان االجتماعي يعتبر من الركائز األساسية التي تعتمد عليها الدولة في تحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬
‫* التوصيات‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد االشتراكات وفق للقدرة على السداد‪.‬‬
‫‪ -‬كذلك أنه ال يجوز االقتصار على االشتراكات التي يقدمها العمال أو أصحاب العمل أو حتى التي تقدمها الدولة‪،‬‬
‫وانما البد من البحث عن طرق أخرى كمصدر لتمويل هيئات الضمان االجتماعي‪ ،‬وذلك للحفاظ على استم ارريتها‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫* الكتب القانونية‪:‬‬
‫‪ -1‬حسين عبد اللطيف حمدان‪ :‬أحكام الضمان االجتماعي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -2‬حسين عبد اللطيف حمدان‪ :‬الضمان االجتماعي‪ -‬أحكامه وتطبيقاته‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫بيروت‪2007. ،‬‬
‫‪ -3‬حسين حمدان عبد اللطيف‪ :‬الضمان االجتماعي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪1986. ،‬‬
‫‪ -4‬د‪ .‬محمد شريف عبد الرحمن أحمد عبد الرحمن‪ :‬قانون التأمين االجتماعي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪،‬‬
‫القاهرة‪2004. ،‬‬
‫‪ -5‬د‪ .‬محمد حسن قاسم‪ :‬قانون التأمين االجتماعي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.2003 ،‬‬
‫‪ -6‬د‪ .‬محمد حسين منصور‪ :‬قانون التأمين االجتماعي‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪1996. ،‬‬
‫‪ -7‬سماتي الطيب‪ :‬منازعات الضمان االجتماعي في التشريع الجزائري‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫* الرسائل والمذكرات‪:‬‬
‫‪ -‬الرسائل‪:‬‬
‫‪ -1‬ز اررة الصالحي الواسعة‪ :‬المخاطر المضمونة في قانون التأمينات االجتماعية‪ ،‬رسالة لنيل شهادة دكتوراء الدولة في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬تحت إشراف الدكتور راشد راشد‪ ،‬جامعة منتوري‪ -‬قسنطينة‪.2007-2006 ،‬‬
‫‪ -‬المذكرات‪:‬‬
‫‪ -1‬باديس كشيدة‪ :‬المخاطر المضمونة وآليات فض المنازعات في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬مذكرة لنيل الماجستير‬
‫في العلوم القانونية‪ ،‬فرع قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬تحت إشراف الدكتورة شادية رحاب‪ ،‬جامعة الحاج‬
‫لخضر‪ -‬باتنة‪2010.-2009 ،‬‬
‫‪ -2‬درار عياش‪ :‬أثر نظام الضمان االجتماعي على حركية االقتصاد الوطني‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬تحت إشراف الدكتور بوكبوس سعدون‪ ،‬جامعة يوسف بن خدة‪-‬‬
‫الجزائر‪.2005-2004 ،‬‬
‫* الملتقيات والندوات والمؤتمرات‪:‬‬
‫‪ -1‬أورسوال كولك‪ :‬الضمان االجتماعي للعمال المهاجرين‪ ،‬تدريب النقابة العمالية على الضمان االجتماعي في الدول‬
‫العربية‪ ،‬بيروت‪2012. ،‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -2‬الطيب سماتي‪ :‬اإلطار القانوني للتأمينات االجتماعية في التشريع الجزائري ومشاكله العملية‪ ،‬ندوة حول مؤسسات‬
‫التأمين التكافلي والتأمين التقليدي بين األسس النظرية والتجربة التطبيقية‪ ،‬المنعقدة يومي ‪ 25‬و‪ 26‬أفريل‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ -‬سطيف‪2011. ،‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬محمد زيدان ومحمد يعقوبي‪ :‬فعالية الموارد التمويلية المتاحة لمؤسسات التأمين االجتماعي الجزائري في تحقيق‬
‫السالمة المالية لنظام الضمان االجتماعي‪ ،‬الملتقى الدولي السابع حول " الصناعة التأمينية‪ ،‬الواقع العملي وآفاق‬
‫التطوير‪ -‬تجارب الدول‪ ،‬المنعقد يومي ‪ 3‬و‪ 4‬ديسمبر كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة حسيبة‬
‫بوعلي‪ -‬الشلف‪.2012 ،‬‬
‫‪ -4‬زيرمي نعيمة وزيان مسعودة‪ :‬الحماية االجتماعية بين المفهوم والمخاطر والتطور في الجزائر الملتقى الدولي السابع‬
‫حول" الصناعة التأمينية‪ ،‬الواقع العملي وآفاق التطوير‪ -‬تجارب الدول‪ ،‬المنعقد يومي ‪ 3‬و‪ 4‬ديسمبر كلية العلوم‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة حسيبة بوعلي‪ -‬الشلف‪2012. ،‬‬
‫‪ -5‬تقرير بعنوان "الضمان االجتماعي من أجل العدالة االجتماعية وعولمة عادلة"‪ ،‬مؤتمر العمل الدولي‪ ،‬الدورة المائة‪،‬‬
‫مكتب العمل الدولي‪ ،‬جنيف‪.2011 ،‬‬
‫* المقاالت‪:‬‬
‫‪ -1‬فراس ملحم‪ :‬اإلطار القانوني للضمان االجتماعي في فلسطين‪ ،‬سلسلة مشروع تطوير القوانين‪ ،‬رام اهلل‪ ،‬أيلول‬
‫‪.1999‬‬
‫* المحاضرات‪:‬‬
‫‪ -‬محاضرة بعنوان " دروس في قانون التأمين"‪.‬‬
‫‪http://www.algeriedroit.fb.dz‬‬
‫* النصوص القانونية‪:‬‬
‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 11-83‬المؤرخ في ‪ 2‬يوليو‪ 1983‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬المنشور في الجريدة الرسمية العدد‬
‫‪ 28‬السنة ‪ 20‬المؤرخة في ‪ 5‬يوليو‪ ،1983‬المعدل بآخر تعديل بالقانون رقم ‪ 01-08‬المؤرخ في ‪ 2‬يوليو‪،2008‬‬
‫المنشور في الجريدة الرسمية العدد ‪ 4‬السنة ‪ 4‬المؤرخة في ‪ 27‬يناير‪2008.‬‬
‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 12-83‬المؤرخ في ‪ 2‬يوليو‪ 1983‬المتعلق بالتقاعد‪ ،‬المنشور في الجريدة الرسمية العدد ‪ 28‬السنة‬
‫‪ 20‬المؤرخة في ‪ 5‬يوليو‪ ،1983‬المعدل والمتمم بالقرار المؤرخ في‪ 3‬ماي‪ ،2011‬المنشور في الجريدة الرسمية العدد ‪28‬‬
‫السنة ‪ 48‬المؤرخة في ‪ 18‬ماي ‪2011.‬‬
‫‪ -3‬القانون رقم ‪ 13-83‬المؤرخ في ‪ 2‬يوليو‪ 1983‬المتعلق بحوادث العمل واألمراض المهنية‪ ،‬المنشور في الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ 28‬السنة ‪ 20‬المؤرخة في ‪ 5‬يوليو‪ ،1983‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -4‬القانون رقم ‪ 14-83‬المؤرخ في ‪ 2‬يوليو‪ 1983‬المتعلق بالتزامات المكلفين في مجال الضمان االجتماعي‪،‬‬
‫المنشور في الجريدة الرسمية العدد ‪ 28‬السنة ‪ 20‬المؤرخة في ‪ 5‬يوليو‪ ،1983‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪13-10‬‬
‫المؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر‪ ،2010‬المنشور في الجريدة الرسمية العدد ‪ 80‬السنة المؤرخة في ‪ 30‬ديسمبر‪.2010‬‬
‫‪ -5‬األمر رقم ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬المتضمن القانون المدني الجزائري المنشور في الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ 78‬السنة ‪ 12‬المؤرخة في ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،1975‬المعدل والمتمم باألمر رقم ‪ 05-07‬المؤرخ في ‪ 13‬ماي‬
‫‪ ،2007‬المنشور في الجريدة الرسمية العدد‪ 31‬السنة ‪ 12‬المؤرخة في ‪ 13‬ماي ‪2007.‬‬
‫‪ -6‬القانون رقم ‪ 01-88‬المؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ 1988‬المتعلق المنشور في الجريدة الرسمية العدد ‪ 2‬السنة ‪25‬‬
‫المؤرخة في ‪ 13‬يناير‪ ،1988‬المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 363-13‬المؤرخ في ‪ 28‬أكتوبر‪ ،2013‬المنشور‬
‫في الجريدة الرسمية العدد ‪ 56‬السنة ‪ 50‬المؤرخة في ‪ 10‬نوفمبر ‪2013.‬‬
‫‪ -7‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 07-92‬المؤرخ في ‪ 4‬جانفي ‪ 1994‬المتضمن الوضع القانوني لصناديق الضمان‬
‫االجتماعي والتنظيم اإلداري والمالي للضمان االجتماعي‪ ،‬المنشور في الجريدة الرسمية العدد ‪ 2‬السنة ‪ 29‬المؤرخة في ‪8‬‬
‫يناير‪ ،1994‬المعدل والمتمم بالقرار المؤرخ ‪ 16‬فبراير ‪ ،2014‬المنشور في الجريدة الرسمية العدد ‪ 39‬السنة ‪ 51‬المؤرخة‬
‫في ‪ 25‬يونيو‪.2014‬‬

‫‪25‬‬

You might also like