Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 49

‫املختصر يف التسبيح‬

‫إعداد‬
‫د‪ .‬حممد بن مقعد العصيمي‬

‫الطبعة األوىل‬
‫‪ 1445‬هـ‪2024/‬م‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫‪ J‬املختصر يف التسبيح ‪L‬‬


‫الحمد هلل‪ ،‬القائل (ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ) [ إْ ِ‬
‫ال ْس َر ِاء‪ ]44 :‬وأشهد‬
‫أال إل��ه إال اهلل وحده ال ش��ريك له‪ ،‬ما لقي مؤمن نعم��ة أعظم من األنس‬
‫بذك��ره‪ ،‬وتس��بيحه وحمده‪ ،‬وأش��هد أن محم��د ًا عبد اهلل ورس��وله‪ ،‬أكثر‬
‫الخل��ق إجالال له وتس��بيحًا وش��كر ًا ‪ ،‬وعلى آل��ه وأصحابه‬
‫الطيبين الطاهرين‪ ،‬وأزواجه أمهات المؤمنين‪ ،‬ومن تبعهم بإحس��ان إلى‬
‫يوم الدين‪.‬‬

‫َّ‬
‫فإن ذكر اهلل تعالى عباد ٌة جليلة القدر عظيمة الثواب واألثر وهو خير ما‬
‫ُأمضيت فيه األوقات ُ‬
‫وصرفت فيه األنفاس‪ ،‬وهو من ِّ‬
‫أجل المقاصد وأنفع‬
‫يس��رها اهلل ذو الجالل واإلكرام لعباده‪،‬‬
‫المقربة إلى اهلل تعالى‪َّ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫األعم��ال‬
‫كبيرا؛ قال اهلل تعالى‪:‬‬
‫ً‬ ‫عظيما‪ ،‬وفض�ًل�اً‬
‫ً‬ ‫أجرا‬ ‫ِ‬
‫والذاكرات ً‬ ‫ووع��د الذاكرين‬
‫(ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩﮪﮫﮬﮭﮮ‬
‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ‬
‫ﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜ‬
‫ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ) [األحزاب‪]35 :‬‬

‫‪3‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫وه��و يتن��وع بين هتلي��ل وتكبير وتحميد وتس��بيح واس��تغفار وتالوة‬


‫لكتابه وما إلى ذلك‪.‬‬

‫فأحبب��ت ذكر نوع من أنواعه وهو التس��بيح على س��بيل االس��تقصاء‬


‫ُ‬
‫واالختصار يوجز ما انتظم عليه من فضائل وفوائد ومسائل‪ ،‬واهلل الموفق‬
‫لكل خير‪.‬‬

‫***‬

‫‪4‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫‪ J‬أصل التسبيح يف اللغة ‪L‬‬


‫تنزيه اهلل‪ ،‬و(س��بحان) مأخوذ من َس�� َب َح والس��باحة‪ :‬الع��وم يف الماء‬
‫فكما ّ‬
‫أن الس��ابح يبتعد يف الماء ويتنظف بذلك جسده من جميع األدران‬
‫فكذلك المس ِّبح هلل سبحانه ينزه المولى عن جميع النقائص(((‪.‬‬

‫ والتسبيح وهو تنزيه اهلل يكون بأمور ثالثة‪:‬‬

‫األول‪ :‬تنزي��ه س��بحانه ع��ن كل عي��ب‪ .‬مثال��ه‪ :‬العم��ى‪ ،‬والصم��م‪،‬‬


‫والجهل‪ ،‬وما أشبه ذلك‪.‬‬

‫الث��اين‪ :‬تنزيه��ه عن كل نق��ص يف صفات كماله‪ ،‬ومثال��ه‪ :‬التعب عند‬


‫ين��زه اهلل عنه‪ ،‬قال اهلل‬
‫الفع��ل‪ ،‬أي‪ :‬يقدر عل��ى الفعل لكن مع تعب‪ ،‬فهذا ّ‬
‫تعال��ى‪( :‬ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬
‫ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ) [سورة ق‪ :‬آية ‪.]38‬‬

‫الثالث‪ :‬تنزيهه عن مماثل��ة المخلوقين‪ .‬كقوله تعالى‪( :‬ﭡ ﭢ‬


‫ﭣﭤﭥﭦﭧﭨ) [الشورى‪ :‬آية ‪ ،]11‬وألنه لو ماثل المخلوق‬
‫ناقصا(((‪.‬‬
‫ناقصا‪ ،‬فإلحاق الكامل بالناقص يجعله ً‬
‫لكان ً‬

‫((( تاج اللغة وصحاح العربية ‪/١‬‏‪ - ٣٧٢‬الجوهري‬


‫((( الشرح الممتع على زاد المستقنع ‪/٥‬‏‪ — ١٤٢‬ابن عثيمين (ت ‪)١٤٢١‬‬

‫‪5‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫‪ J‬اطالقات التسبيح ‪L‬‬


‫ يطلق التسبيح يف القرآن الكريم ويراد به مخسة أشياء‪:‬‬
‫األول‪ :‬يطل��ق على التنزيه مع التعظيم‪ ،‬وه��و أكثر ما ورد يف القرآن‪،‬‬
‫وهو المراد عند اإلطالق‪ ،‬ومنه قوله تعالى (ﭰﭱﭲﭳ ﭴ)‬
‫[الصافات‪ :‬آية ‪.]159‬‬
‫الث��اين‪ :‬يطلق على الصالة‪ ،‬ق��ال تعالى (ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬
‫ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ‬
‫ﮙ ﮚ ﮛ) [طه‪ :‬آية ‪ ]130‬أي صلي الصلوات الخمس المفروضة‪.‬‬
‫ِ‬
‫يفس��رها قول النبي ‪…« ‬إِن ْ‬
‫اس َت َط ْعت ُْم َأ ْن َ‬
‫ال ُت ْغ َل ُبوا َع َلى‬
‫«و َس ِّب ْح بِ َح ْم ِد‬
‫س َو َق ْب َل ُغ ُروبِ َها‪َ ،‬فا ْف َع ُلوا» ُث َّم َق َال‪َ :‬‬
‫��م ِ‬ ‫َصالَ ٍة َق ْب َل ُط ُلو ِع َّ‬
‫الش ْ‬
‫ِ (((‬ ‫الش ْم ِ‬
‫س َو َق ْب َل ُغ ُروب َها»‬ ‫َر ِّب َك َق ْب َل ُط ُلو ِع َّ‬
‫ويطل��ق على الصالة النافلة كما يف صحيح مس��لم ع��ن ابن عمر؛ َّ‬
‫أن‬
‫(كان ُي َص ِّلي ُس ْب َح َت ُه َح ْي ُثما َت َو َّج َه ْت به نَا َق ُت ُه)(((‪.‬‬
‫رسول اهلل ‪َ :‬‬

‫( ُي َص ِّل��ي ُس�� ْب َح َت ُه) أي يتنفل‪ .‬والس��بحة النافلة‪َ .‬‬


‫(ح ْي ُثم��ا َت َو َّج َه ْت به‬
‫نَا َق ُت ُه) يعني يف جهة مقصده‪.‬‬

‫((( [رواه البخاري‪ ،573 :‬ومسلم‪]633 :‬‬


‫((( صحيح مسلم ( ‪)700‬‬

‫‪6‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫الثالث‪ :‬يطلق على عموم الذكر‪ ،‬ومنه قول المالئكة عليهم الس�لام‬
‫(ﭣ ﭤ ﭥ) [البقرة‪ :‬آية ‪.]30‬‬

‫قال الطربي ‪ :‬يعني‪ :‬إنا نعظمك بالحمد لك والشكر … وكل‬


‫ذكر هلل عند العرب فتس��بيح وصالة‪ .‬يقول الرجل منهم‪ :‬قضيت سبحتي‬
‫من الذكر والصالة‪ .‬وقد قيل‪ :‬إن التسبيح صالة المالئكة(((‪.‬‬

‫وقال ش��يخ اإلس�لام ‪ :‬ويراد بالتس��بيح جنس ذكر اهلل تعالى‪،‬‬


‫يقال‪ :‬فالن ُيس�� ِّبح‪ ،‬إذا كان يذكر اهلل‪ .‬ويدخل يف ذلك التهليل والتحميد‪،‬‬
‫��ميت «الس�� َّباحة»‪.‬لإلصبع التي يش��ير هبا‪ ،‬وإن كان يش��ير هبا يف‬
‫ومن��ه ُس ِّ‬
‫التوحيد(((‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬يطلق على عموم العبادة‪ ،‬ومنه قول اهلل تعالى (ﮠ ﮡ ﮢ‬


‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ) [الصافات‪ :‬اآليات ‪-143‬‬

‫‪ ]144‬أي له طاعة سابقة(((‪.‬‬

‫الخامس‪ :‬يطلق على االستثناء‪ ،‬ومنه قول اهلل تعالى (ﭛ ﭜ ﭝ‬


‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ) [القل��م‪ :‬اآليات ‪ ]18-17‬والمراد به قول‪ :‬إن شاء‬

‫((( [‪.]472/1‬‬
‫((( [جامع المسائل‪ ،‬ت‪ :‬عزير شمس‪.]292/3 :‬‬
‫((( [تفسير عبدالرزاق‪.]103/2 :‬‬

‫‪7‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫اهلل‪ ،‬لك��ن دلت اآليات على أهنم كانوا يس��بحون مكاهنا (ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬


‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ) [القلم‪ :‬آية ‪.]28‬‬

‫قا ل الس��دي‪ :‬كان اس��تثناؤهم يف ذلك الزمان التسبيح(((‪ .‬فيقولون‪:‬‬


‫سبحان اهلل‪ ،‬بدل‪ :‬إن شاء اهلل‪ ،‬فقوله لوال تسبحون‪ ،‬أي‪ :‬تستثنون‪.‬‬

‫***‬

‫((( [تفسير ابن أبي حاتم‪]2366/10 :‬‬

‫‪8‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫‪ J‬الفائدة من اختالف اشتقاقات التسبيح ‪L‬‬


‫اخت�لاف الصي��غ يف اللغ��ة العربي��ة دالل��ة عل��ى اخت�لاف المعاين‪،‬‬
‫«والشك أنه لو لم يختلف المعنى لم تختلف الصيغة‪ ،‬إذ كل عدول عن‬
‫صيغ��ة إلى أخ��رى البد أن يصحبه عدول عن معنى إل��ى آخر إال إذا كان‬
‫ذلك لغة»(((‪.‬‬

‫(مسبح)‬
‫ صيغة اسم الفاعل ِّ‬
‫*مثاله‪( :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ) [الصافات‪ :‬اآلية ‪]143‬‬

‫واس��م الفاع��ل يدل يف كثي��ر من المواض��ع على ثب��وت المصدر يف‬


‫الفاعل ورس��وخه فيه‪ ،‬فالفعل الماضي مثالً ال يدل عليه كما يقال‪ :‬فالن‬
‫ش��رب الخمر وفالن ش��ارب الخمر‪ ،‬وفالن نفذ أمره‪ ،‬وفالن نافذ األمر‪،‬‬
‫فإنه ال يفهم من صيغة الفعل التكرار والرس��وخ‪ ،‬وأما اسم الفاعل فيفهم‬
‫منه ذلك‪ ،‬فقولنا مسبح أي كثير التسبيح كأنما استقر عنده لكثرته‪.‬‬

‫ املصدر (تسبيح)‬
‫*مثاله‪( :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ) [اإلسراء‪ :‬آية ‪]44‬‬

‫((( فاضل صالح الس��امرائي‪ ،‬مع��اين األبنية يف العربية‪( ،‬عمان‪ :‬دار عمار للنش��ر والتوزيع‪،‬‬
‫‪2005‬م)‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫ذك��ر المص��در توكيد ًا للفع��ل‪ ،‬وبيانًا ل��ه فال�براءة والتنزيه حاصلة‬


‫ُي ُ‬
‫ال محال��ة والوصف بالمصدر أبلغ يف التعبي��ر واظهر يف األثر من وصف‬
‫الفعل‪.‬‬

‫(س ْبحان)‬
‫ االسم بصيغة ُ‬

‫*وردت ‪ ٤١‬مرة هبذه الصيغة كقوله‪( :‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬


‫ﮆ ﮇ) [البقرة‪ :‬آية ‪]32‬‬

‫عل��ى وزن فع�لان ومن المق��رر يف علم التصريف يف اللغ��ة العربية أن‬
‫الصفة فعالن تمثل الحدوث والتجدد واالمتالء واالتصاف بالوصف إلى‬
‫ح��ده األقصى فيق��ال غضبان بمعنى امت�لأ غضبًا وش��عبان أي امتال بطنه‬
‫شبعا‪ ،‬فاستخدام هذه الصيغة مع حادثة اإلسراء مثالً تحمل مطلق التسبيح‬
‫يف كل وقت ومن كل ذرة يف الكون إنما يدل على عظمة هذا الحدث‪.‬‬

‫ الفعل املاضي‬

‫(و َس َّب ُحوا بِ َح ْم ِد َر ِّب ِه ْم َو ُه ْم لاَ َي ْس َت ْكبِ ُر َ‬


‫ون)‬ ‫*مثاله‪َ :‬‬
‫فالفع��ل الماض��ي يس��تعمل للدالل��ة على الزم��ن الماض��ي هذا هو‬
‫األصل‪ ،‬وقد جاء استعماله للداللة على الحال واالستقبال لتأكد المعنى‬
‫المراد تحقيقه‪ ،‬فتفيد صيغة الماضي معنى الحتمية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫ الفعل املضارع‬

‫*مثاله‪( :‬ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ) [األنبياء‪ :‬آية ‪.]20‬‬


‫*(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ)‬
‫[الجمعة‪ :‬آية ‪]1‬‬

‫ويفيد المضارع هنا معنى االس��تمرارية والتجدد والديمومة فتسبيح‬


‫اهلل كائن متجدد مستمر ال ينقطع يسبح له كل شيء حتى الجمادات على‬
‫سبيل االستمرار ويسبح له اإلنس والجن من امن منهم باهلل‪.‬‬

‫ فعل األمر‬

‫*مثاله‪( :‬ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ) [آل عمران‪:‬‬


‫آية ‪]41‬‬

‫*(ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ) [األعلى‪ :‬آية ‪]1‬‬

‫فع��ل األمر ي��دل يف أصل الوضع يدل على طل��ب حصوله كذلك يف‬
‫المس��تقبل فالمسلم مطالب بالتسبيح قدر ًا ش��رعيًا والكائنات مطالبة به‬
‫قدرا كونيا‪ ،‬وهو كائن ال محالة حاال واستقباال‪.‬‬

‫***‬
‫‪11‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫‪ J‬التسبيح وحضوره يف حياة األنبياء‪L ،‬‬


‫دليل على أهمية وعلو قدره وعظيم أثره‬

‫ نوح ‪:‬‬
‫*كان يف وصية نوح البنه وصيته بالتسبيح فأوصاه بكلمة‪« :‬سبحان‬
‫اهلل وبحمده»‪.‬‬
‫*فع��ن عب��داهلل بن عم��رو ‪ ‬عن النب��ي ‪ ‬قال‪( :‬إن‬
‫قاص‬
‫نوحا ‪ ‬لما حضرت��ه الوفا ُة قال البنه‪ :‬إين ٌّ‬ ‫نب��ي اهلل ً‬
‫َّ‬
‫آم��ر َك باثنتين‪ ،‬وأهناك عن اثنتين‪ :‬آمرك بال إله إال‬ ‫عليك الوصية‪ُ :‬‬
‫اهلل؛ فإن الس��ماوات السبع واألرضين الس��بع لو ُوضعت يف كِ َّفة‪،‬‬
‫ووضع��ت ال إله إال اهلل يف كِ َّفة‪ ،‬رجحت هب َّن ال إله إال اهلل‪ ،‬ولو أن‬ ‫ُ‬
‫السماوات السبع واألرضين السبع ك َّن حلق ًة مبهمةً‪ ،‬قصمتهن ال‬
‫إل��ه إال اهلل ‪ -‬وس��بحان اهلل وبحم��ده؛ فإهنا صالة كل ش��يء‪ ،‬وهبا‬
‫ُيرزق الخلق‪ ،‬وأهناك عن الشرك والكرب‪.((()...‬‬

‫ موسى ‪:‬‬
‫*قال موس��ى ‪ ‬مخاط ًبا ربه ‪( :‬ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬

‫((( إسناده صحيح‪ ،‬أخرجه أحمد (‪ ،)170/2‬والبخاري يف األدب المفرد (‪)548‬‬

‫‪12‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫ﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾ‬
‫ﯿ ﰀ) [طه‪.]34 - 29 :‬‬
‫وق��دّ م التس��بيح عل��ى الذك��ر مع أن��ه داخل في��ه ّ‬
‫ألن التخلي��ة مقدمة‬
‫عل��ى التحلية فالتس��بيح تنزيه اهلل ع��ن النقص والذكر وص��ف للمحامد‬
‫والكماالت‪.‬‬

‫ داود ‪:‬‬

‫*قال س��بحانه‪( :‬ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬


‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ) [ص‪.]19 ،18 :‬‬
‫وتس��بيحهن مما يكون الئق هب ّن نظير تس��بيح الحصى المس��موع يف‬
‫كف النبي ‪.‬‬

‫ زكريا ‪:‬‬

‫*قال اهلل تعالى يف ش��أن زكري��ا ‪( :‬ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬


‫ﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ‬
‫ﮟ ﮠ ﮡ) [آل عمران‪.]41 :‬‬

‫*وق��ال س��بحانه‪( :‬ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬


‫ﯪ ﯫ ﯬ) [مريم‪.]11 :‬‬

‫‪13‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫فمن��ع اهلل زكريا من تكلي��م الناس قدر ًا كونيًا فال يس��تطيع الحديث‬
‫مع الناس لثالث أيام ولكن جعل لس��انه منطلقًا بالذكر‪ .‬وخص التسبيح‬
‫دون غي��ره م��ن األذكار ألن المقام تنزي��ة فمقام النبي مق��ام دعوة وتبليغ‬
‫للرس��الة وال يتناسب ذلك مع منع الكالم مما قد يقدح عند الجاهلين يف‬
‫رس��الة النبوة فنزه المولى سبحانه نفس��ه عن ذلك‪ .‬فلو منعه الكالم كافة‬
‫لم يأمره بالذكر والتسبيح‪.‬‬

‫ يونس ‪‬‬

‫*(ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ) [األنبياء‪:‬‬
‫آية ‪]87‬‬

‫ نبينا حممد ‪:‬‬

‫*لق��د أم��ر اهلل س��بحانه نبين��ا ‪ ‬بكث��رة التس��بيح؛ فق��ال‬


‫‪ ( :‬ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬
‫ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ) [غافر‪.]55 :‬‬

‫*وقال ‪( :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬
‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ) [ق‪.]39 :‬‬

‫‪14‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫*وق��ال س��بحانه‪( :‬ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬


‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ)‬
‫[طه‪.]130 :‬‬

‫*وق��ال اهلل س��بحانه‪( :‬ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬


‫ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ)‬
‫[الحجر‪.]99 - 97 :‬‬

‫***‬

‫‪15‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫‪ J‬مواضع التسبيح ‪L‬‬


‫™ ™املواضع اليت يشرع فيه التسبيح يف الصالة مثانية‪:‬‬

‫ ‪ ) 1‬التسبيح يف افتتاح الصالة‪.‬‬

‫«س�� ْب َحان ََك ال َّل ُه َّ‬


‫��م‬ ‫��ال‪ُ :‬‬ ‫الص�َل�اَ َة َق َ‬
‫َ��ح َّ‬‫��ي ‪ ‬إِ َذا ا ْف َتت َ‬ ‫َ ِ‬
‫كَان النَّب ُّ‬
‫اس ُم َك‪َ ،‬و َت َعا َلى َجدُّ َك‪َ ،‬ولاَ إِ َل َه َغ ْي ُر َك»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َوبِ َح ْمد َك‪َ ،‬و َت َب َار َك ْ‬

‫ ‪ ) 2‬التسبيح عند قراءة آية فيها تنزيه هلل تعاىل‪.‬‬


‫ات َلي َل ٍ‬
‫��ة‪َ ،‬فا ْف َتت ََح‬ ‫«ص َّل ْي ُ‬
‫النبي ‪َ ‬ذ َ ْ‬ ‫��ت مع ِّ‬ ‫فع��ن حذيفة قال‪َ :‬‬
‫لت‪ُ :‬ي َص ِّلي َبها في َر ْك َع ٍة‪،‬‬ ‫المائ َِة‪ُ ،‬ث َّم َم َض��ى‪َ ،‬ف ُق ُ‬ ‫لت‪ :‬يركَع ِعنْدَ ِ‬
‫��رةَ‪َ ،‬ف ُق ُ َ ْ ُ‬ ‫ال َب َق َ‬
‫ان‪،‬‬‫لت‪َ :‬ي ْرك َُع َبها‪ُ ،‬ث َّم ا ْف َتت ََح الن َِّس��ا َء‪َ ،‬ف َق َر َأ َها‪ُ ،‬ث َّم ا ْف َتت ََح َآل ِع ْم َر َ‬ ‫َف َم َضى‪َ ،‬ف ُق ُ‬
‫ال َس َأ َل‪،‬‬ ‫يح س َّب َح‪ ،‬وإ َذا مر بس َؤ ٍ‬ ‫ٍ ِ‬
‫َ َّ ُ‬ ‫يها َت ْس��بِ ٌ َ‬ ‫َف َق َر َأ َها‪َ ،‬ي ْق َر ُأ ُمت ََر ِّس�ًل�اً ؛ إ َذا َم َّر بآ َية ف َ‬
‫وإ َذا َم َّر ب َت َع ُّو ٍذ َت َع َّو َذ ‪.(((»...‬‬

‫فلو مر المصلي بآية فيها تذكير بالتسبيح فيشرع له التسبيح يف كل صالة‬


‫نافلة كما يف قوله سبحانه‪( :‬ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ‬

‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ) [األنبياء‪. ]27-26 :‬‬

‫((( (الرتمذي‪)243‬‬
‫((( مسلم (‪)772‬‬

‫‪16‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫وق��ال تعال��ى‪( :‬ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ)‬


‫[آل عمران‪]١٩١ :‬‬

‫ ‪ ) 3‬التسبيح بد ًال من القراءة ملن ال حيسن شي ًئا من القرآن‪.‬‬


‫فقد جاء ٌ‬
‫رجل إلى النبي ‪ ،‬فشكى إليه أنه ال يستطيع شي ًئا‬
‫النبي ‪ ‬ق��ل‪« :‬س��بحان اهلل‪ ،‬والحمد هلل‪،‬‬
‫م��ن القرآن‪ ،‬فق��ال له ُّ‬
‫وال إل��ه إال اهلل‪ ،‬واهلل أك�بر‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل»(((‪ ،‬يقوم هذا مقام‬
‫فمن عجز عنها يأيت هبذا التَّسبيح‪.‬‬
‫لمن عجز‪َ ،‬‬
‫الفاتحة َ‬

‫ ‪ ) 4‬التسبيح يف الصالة ألمر طارئ‪.‬‬


‫مثل ان ينس��ى االمام ركن من اركان الصالة او يزيد ركعة خامسة يف‬
‫الصالة فيش��رع التس��بيح من الرجال‪ ،‬ق��ال ‪« :‬إِ َذا نَا َب ُك ْم َأ ْم ٌر‪،‬‬
‫الر َج ُال َو ْل ُي َص ِّفحِ الن َِّسا ُء»(((‪.‬‬
‫َف ْل ُي َس ِّبحِ ِّ‬

‫ ‪ ) 5‬التسبيح بعد الصالة‪.‬‬


‫ق��ال ‪َ « :‬ألاَ ُأ َحدِّ ُث ُك ْم إِ ْن َأ َخ ْذ ُت ْم َأ ْد َر ْكت ُْم َم ْن َس�� َب َق ُك ْم َو َل ْم‬
‫ُيدْ ِر ْك ُك ْم َأ َحدٌ َب ْعدَ ك ُْم‪َ ،‬و ُكنْت ُْم َخ ْي َر َم ْن َأ ْنت ُْم َب ْي َن َظ ْه َرا َن ْي ِه إِلاَّ َم ْن َع ِم َل مِ ْث َل ُه‪:‬‬

‫((( (سنن ابي داوود ‪)832‬‬


‫((( (البخاري ‪)7190‬‬

‫‪17‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫اخ َت َل ْفنَا‬ ‫ف ك ُِّل َصلاَ ٍة َثلاَ ًثا َو َثلاَ ثِي َن»‪َ .‬ف ْ‬ ‫ون َخ ْل َ‬ ‫ون َو ُت َك ِّب ُر َ‬ ‫ون َو َت ْح َمدُ َ‬‫ُت َس�� ِّب ُح َ‬
‫َب ْينَنَ��ا‪َ ،‬ف َق َال َب ْع ُضنَا‪ :‬ن َُس�� ِّب ُح َثلاَ ًث��ا َو َثلاَ ثِي َن‪َ ،‬ون َْح َمدُ َثلاَ ًث��ا َو َثلاَ ثِي َن‪َ ،‬و ُن َك ِّب ُر‬
‫ِ ِ‬ ‫ول‪ :‬س��بح َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان اهَّلل َوا ْل َح ْمدُ ل َّله َو ُ‬
‫اهَّلل‬ ‫َأ ْر َب ًع��ا َو َثلاَ ثي َن‪َ ،‬ف َر َج ْع ُت إِ َل ْيه َف َق َال‪َ « :‬ت ُق ُ ُ ْ َ‬
‫ون مِن ُْه َّن ُك ِّل ِه َّن َثلاَ ًثا َو َثلاَ ثِي َن»(((‪.‬‬
‫َأ ْك َب ُر‪َ ،‬حتَّى َي ُك َ‬

‫™ ™والتسبيح خلف الصلوات ورد على أربعة أنواع‪:‬‬


‫*سبحان اهلل عشر ًا‪ ،‬والحمد هلل عشر ًا‪ ،‬واهلل أكرب عشر ًا(((‪.‬‬
‫*س��بحان اهلل والحم��د هلل واهلل أكرب ثالثًا وثالثين‪ ،‬فالجميع تس��ع‬
‫وتسعون‪ ،‬ويختم بال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬له الملك وله‬
‫الحمد وهو على كل شيء قدير(((‪.‬‬
‫*س��بحان اهلل ثالثًا وثالثين‪ ،‬والحمد هلل ثالث��ًا وثالثين‪ ،‬واهلل أكرب‬
‫أربعًا وثالثين(((‪.‬‬
‫*س��بحان اهلل والحمد هلل وال إله إال اهلل واهلل أكرب خمس��ًا وعشرين‬
‫مرة‪ ،‬فالجميع مائة مرة(((‪.‬‬

‫((( (البخاري‪)843‬‬
‫((( رواه أبو داود (‪)5065‬‬
‫((( مسلم (‪)597‬‬
‫((( البخاري (‪ )843‬ومسلم (‪)595‬‬
‫((( رواه النسائي (‪)1350‬‬

‫‪18‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫ ‪ ) 6‬التسبيح الوارد يف الركوع ما يلي‪:‬‬

‫*قول‪« :‬سبحان ربي العظيم»‬


‫ات َل ْي َل ٍة‬
‫��ي ‪َ ‬ذ َ‬‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫َع�� ْن ُحذ ْيف َة ‪ ‬قال‪َ :‬صل ْي ُت َم َع النَّب ِّ‬
‫ث��م ذكر الحديث ‪ ....‬وفيه‪ُ ( :‬ث َّم َرك ََع‪َ ،‬ف َج َع َل َي ُق ُ‬
‫ول‪ُ :‬س�� ْب َح َ‬
‫ان َر ِّب َي‬
‫ا ْل َعظِ ِ‬
‫يم)(((‪.‬‬

‫*قول‪« :‬سبحان ربي العظيم وبحمده»‬


‫��ول اهَّللِ ‪ ‬إِ َذا‬ ‫ان َر ُس ُ‬‫عن عقبة بن عامر ‪ ‬قال‪َ ( :‬ف َك َ‬
‫ِِ‬ ‫ان َر ِّبي ا ْل َعظِ ِ‬
‫ي��م َوبِ َح ْمده َثال ًثا‪َ ،‬وإِ َذا َس َ‬
‫��جدَ َق َال‪:‬‬ ‫َ‬
‫َ��ع َق َال‪ُ :‬س�� ْب َح َ‬
‫َرك َ‬
‫ان َر ِّب َي األَ ْع َلى َوبِ َح ْم ِد ِه َثال ًثا)(((‪.‬‬
‫ُس ْب َح َ‬

‫*قول‪« :‬سبوح قدوس رب المالئكة والروح»‬


‫ُوع ِه‬
‫ول فِي رك ِ‬
‫ُ‬ ‫ول اهَّللِ ‪ ‬ك َ‬
‫َان َي ُق ُ‬ ‫عن عائشة ‪َ ‬أ َّن َر ُس َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫الروحِ )(((‪.‬‬ ‫وس َر ُّب ا ْل َمالئ َكة َو ُّ‬‫وح ُقدُّ ٌ‬ ‫(س ُّب ٌ‬
‫َو ُس ُجوده‪ُ :‬‬
‫*قول‪« :‬سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي»‬

‫((( مسلم (‪)772‬‬


‫((( ضعي��ف أخرج��ه أبو داود (‪ )٨٧٠‬قال أبو داود (ثالثا) وه��ذه الزيادة نخاف أن ال تكون‬
‫محفوظة‪.‬‬
‫((( مسلم (‪)487‬‬

‫‪19‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫ُوع ِه‬
‫ول فِي رك ِ‬
‫ُ‬ ‫َان النَّبِي ‪َ ‬ي ُق ُ‬
‫ُّ‬
‫َع ْن َعائِ َش َة ‪َ ‬قا َل ْت‪ :‬ك َ‬
‫(س ْب َحان ََك ال َّل ُه َّم َر َّبنَا َوبِ َح ْم ِد َك ال َّل ُه َّم ا ْغ ِف ْر لِي)(((‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫َو ُس ُجوده‪ُ :‬‬
‫مة»‬ ‫كوت والكِب ِ‬
‫رياء والع َظ ِ‬ ‫روت والم َل ِ‬ ‫بحان ذي الجب ِ‬ ‫«س َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫*قول‪ُ :‬‬
‫رس��ول اهللِ‬
‫ِ‬ ‫مت م��ع‬ ‫ع��ن ع��وف ب��ن مال��ك األش��جعي ق��ال‪ُ ( :‬ق ُ‬
‫مت م َعه‪،‬‬ ‫��م َت َو َّضأ‪ُ ،‬ث َّم قا َم ُيص ِّل��ي و ُق ُ‬ ‫فاس َ‬
‫��تاك‪ُ ،‬ث َّ‬ ‫‪ ‬ف َبدَ أ ْ‬
‫فس َ‬
‫��أل‪ ،‬وال َي ُم ُّر‬ ‫بآية ر ٍ‬
‫حمة إلاّ َو َق َ‬ ‫فبدَ أ فاس�� َت ْفتَح الب َق��ر َة ال يمر ِ‬
‫ف َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫فم َك َث راكِ ًعا ب َق��دْ ِر قِيامِه‪،‬‬ ‫��ف ي َت َع َّو ُذ‪ُ ،‬ث َّم َرك َ‬
‫َ��ع َ‬ ‫ذاب إلاّ َو َق َ‬ ‫ِ‬
‫بآي��ة َع ٍ‬
‫ك��وت والكِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫والم َل‬ ‫ِ‬ ‫يق��ول يف ر ِ‬
‫رياء‬ ‫ْ‬ ‫الج َب��روت َ‬ ‫��بحان ذي َ‬ ‫َ‬ ‫كوعه‪ُ :‬س‬ ‫ُ ُ‬
‫ران‪ُ ،‬ث َّم ُسورةً‪ ،‬ف َف َع َل مِ ْث َل ذلك)(((‪.‬‬ ‫مة‪ُ ،‬ث َّم َق َرأ َآل ِع ْم َ‬
‫والع َظ ِ‬
‫َ‬
‫*ولما نزلت س��ورة النص��ر أكثر النبي ‪ ‬من التس��بيح يف‬
‫الصالة‬
‫س��ول اهللِ ‪ُ ‬يكثِ ُر‬ ‫فعن عائِش�� َة ‪ ،‬قال��ت‪( :‬كان َر ُ‬
‫لت‪:‬‬ ‫وأت��وب إليه‪ .‬ف ُق ُ‬ ‫اهلل‬ ‫ر‬ ‫��بحان اهللِ وبحم ِده‪ ،‬أس��ت ِ‬
‫َغف‬ ‫َ‬ ‫مِن َق ِ‬
‫ول‪ُ :‬س‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫��بحان اهللِ وبحم ِده‪ ،‬أست ِ‬
‫َغف ُر‬ ‫َ‬ ‫س��ول اهللِ‪َ ،‬أراك ُتكثِر مِن َق ِ‬
‫ول‪ُ :‬س‬ ‫يا َر َ‬
‫َ ْ‬ ‫ُ‬

‫((( البخاري (‪ )794‬ومسلم (‪)484‬‬


‫((( أخرجه أبو داود (‪ ،)٨٧٣‬والنس��ائي (‪ ،)١١٣٢‬وأحم��د (‪ )٢٣٩٨٠‬واللفظ له الراوي‪:‬‬
‫قال شعيب األرنؤوط‪ ،‬يف تخريج المسند لشعيب (‪( )٢٣٩٨٠‬إسناده قوي)‬

‫‪20‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫وأت��وب إليه‪ .‬فق��ال‪َ :‬خ َّب َرين ر ِّبي أنِّي س��أرى عالم�� ًة يف أ َّمتي‪،‬‬
‫ُ‬ ‫اهلل‬
‫َ‬
‫اهلل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ف��إذا رأيتُه��ا أك َثر ُت مِن َق ِ‬
‫وبح ْمده‪ ،‬أس��تَغف ُر َ‬
‫��بحان اهلل َ‬ ‫��ول‪ُ :‬س‬ ‫ْ‬
‫تح م َّكةَ‪،‬‬
‫وأتوب إلي��ه‪ ،‬فقد رأيتُه��ا‪( :‬ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ) َف ُ‬ ‫ُ‬
‫(ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ‬
‫ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ))(((‪.‬‬
‫سول اهللِ ‪ُ ‬يكثِ ُر أن‬ ‫وعن عائِش َة ‪ ،‬قالت‪( :‬كان َر ُ‬
‫وبح ْم ِد َك‪ ،‬ال َّل ُه َّم‬ ‫ِ‬
‫وس��جوده‪ُ :‬س��بحانَك ال َّل َّ‬
‫هم َر َّبنا َ‬
‫ِ‬
‫يقول يف ُركوعه ُ‬ ‫َ‬
‫تأو ُل ال ُق َ‬
‫رآن)(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اغف ْر لي؛ َي َّ‬

‫ ‪ ) 7‬التسبيح الوارد يف السجود ما يلي‪:‬‬

‫* ُ‬
‫قول‪ُ :‬س َ‬
‫بحان ر ِّب َي األعلى‬
‫ات َل ْي َل ٍة ثم‬
‫َع ْن ُح َذ ْي َف َة ‪َ ‬ق َال‪َ :‬ص َّل ْي ُت َم َع النَّبِ ِّي ‪َ ‬ذ َ‬
‫ان َر ِّب َي الأْ َ ْع َلى)(((‪.‬‬
‫(ثم َس َجدَ َف َق َال‪ُ :‬س ْب َح َ‬
‫ذكر الحديث ‪ ....‬وفيه‪َّ :‬‬
‫ِ‬ ‫* ُ‬
‫والروحِ‬
‫رب المالئكة ُّ‬ ‫وح ُقدُّ ٌ‬
‫وس‪ُّ ،‬‬ ‫قول‪ُ :‬س ُّب ٌ‬
‫ُ‬
‫يق��ول يف‬ ‫رس��ول اهللِ ‪ ‬كان‬ ‫َ‬ ‫فع��ن عائش�� َة ‪َّ :‬‬
‫(أن‬

‫((( رواه مسلم (‪)484‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)4968‬ومسلم (‪.)484‬‬
‫((( مسلم (‪)772‬‬

‫‪21‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫والروحِ )(((‪.‬‬‫رب المالئكة ُّ‬ ‫وس‪ُّ ،‬‬‫وح ُقدُّ ٌ‬‫وسجوده‪ُ ،‬س ُّب ٌ‬ ‫ركوعه ُ‬
‫وبحمدك‪ ،‬اللهم ِ‬
‫اغف ْر لي‬ ‫ِ‬ ‫اللهم ر َّبنا‬ ‫قول‪ُ :‬سبحانَك‬ ‫* ُ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫أن َ‬
‫يقول‬ ‫عن عائش�� َة ‪ ‬قالت‪( :‬كان النب��ي ‪ُ ‬يكثِ ُر ْ‬
‫ُّ‬
‫وبحمدك‪ ،‬اللهم اغفرِ‬ ‫ِ‬ ‫اللهم ر َّبنا‬ ‫ِ‬
‫وس��جوده‪ُ :‬س��بحان ََك‬ ‫ِ‬
‫ركوعه‬ ‫يف‬
‫َّ ْ‬ ‫َّ‬
‫يتأو ُل ال ُق َ‬
‫رآن)(((‪.‬‬ ‫لي‪َّ ،‬‬
‫™ ™من ترك التسبيح يف الركوع أو السجود ناسي ًا ‪:‬‬
‫*إن كان إماما أو منفرد ًا‪:‬‬
‫فإن تذكره قبل أن يعتدل من الركوع أو السجود فيأيت به‪.‬‬
‫فإن اعتدل لم يرجع إليه وسجد للسهو‪.‬‬
‫*إن كان مأمومًا‪:‬‬
‫لو نس��ي المأموم أن يقول‪( :‬س��بحان ربي األعلى) يف السجود أو‬
‫(سبحان ربي العظيم) يف الركوع‪ ،‬فإنه ال سجود عليه؛ ألن اإلمام‬
‫يتحمله عنه‪.‬‬

‫™ ™دليل وجوب التسبيح يف الركوع والسجود‪:‬‬


‫بن ٍ‬
‫عامر ‪ ‬ق��ال‪َ ( :‬ل َّما نز َل ْ‬
‫ت‪( :‬ﯶ ﯷ ﯸ‬ ‫*لحدي��ث ُعقب َة ِ‬

‫((( رواه مسلم (‪.)487‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)817‬ومسلم (‪.)484‬‬

‫‪22‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫رس��ول اهللِ ‪( :‬اجعلوه��ا يف ر ِ‬


‫كوعكم)‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ﯹ)‪ ،‬قال‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫سجودكم)(((‪.‬‬ ‫فلما نز َل ْت‪( :‬ﮟﮠﮡﮢ)‪ ،‬قال‪( :‬اج َعلوها يف‬
‫َّ‬
‫*قال ش��يخ اإلس�لام اب��ن تيمي��ة ‪( :‬فأمر النب��ي ‪‌ ‬بجعل‬
‫‌هذين‌التسبيحين يف الركوع والسجود ‪ ،‬وأمره على الوجوب)(((‪.‬‬
‫*وقال النووي‪( :‬من واظب على ترك الراتبة أو تس��بيحات الركوع‬
‫والسجود ردت شهادته لتهاونه بالدين)(((‪.‬‬

‫™ ™حكم زيادة (وحبمده) على ذكر الركوع والسجود (سبحان ربي العظيم وحبمده)‬
‫و(سبحان ربي األعلى وحبمده)‬
‫*قال ابن قدامة (وإن قال‪ :‬سبحان ربي العظيم وبحمده‪ .‬فال بأس‪،‬‬
‫فإن أحمد بن نصر روى عن أحمد‪ ،‬أنه س��ئل عن تس��بيح الركوع‬
‫والس��جود‪ ،‬س��بحان ربي العظيم‪ ،‬أعجب إليك‪ ،‬أو س��بحان ربي‬
‫العظيم وبحمده؟ فقال‪ :‬قد جاء هذا وجاء هذا‪ ،‬وما أدفع منه شيئا‪.‬‬
‫*وق��ال أيضا‪ :‬إن قال‪« :‬وبحمده»‪ .‬يف الركوع والس��جود‪ ،‬أرجو أن‬

‫وحس��ن إس��ناده الن��ووي يف المجم��وع (‪ ، )413/3‬وصححه‬


‫((( رواه أب��و داود (‪َّ ،)869‬‬
‫وحس��نه ابن عثيمين يف ش��رح مس��لم‬
‫ابن القيم يف مختصر الصواعق المرس��لة (‪َّ ،)213‬‬
‫(‪.)140/3‬‬
‫((( مجموع الفتاوى (‪.)550 /22‬‬
‫((( المجموع (‪.)30/4‬‬

‫‪23‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫ال يك��ون به بأس؛ وذل��ك ألن حذيفة روى يف بعض طرق حديثه‪،‬‬
‫أن النب��ي ‪ ‬كان يقول يف ركوعه‪« :‬س��بحان ربي العظيم‬
‫وبحمده»‪ ،‬ويف سجوده‪« :‬سبحان ربي األعلى وبحمده»)(((‪.‬‬

‫ ‪ ) 8‬التسبيح الوارد بعد الوتر‪:‬‬


‫المل��ك القدُّ وس‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫س��بحان‬ ‫الس�لام مِن ِ‬
‫الوتر‪:‬‬ ‫*يس�� ُّن أن َ‬
‫يقول بعدَ َّ‬
‫ِ‬
‫الملك القدُّ وس؛ و َي ْر َف ُع صو َته‬ ‫َ‬
‫سبحان‬ ‫ِ‬
‫الملك القدُّ وس‪،‬‬ ‫َ‬
‫س��بحان‬
‫بال َّثالثة‬
‫النب��ي ‪ ‬كان يقول إذا‬ ‫أب��زى‪َّ :‬‬
‫أن‬ ‫*ع��ن عب��د الرحمن بن َ‬
‫َّ‬
‫بحان الملِ ِ‬
‫ك ال ُقدُّ ِ‬
‫وس) ثال ًثا‪ ،‬و َي ْر َف ُع صو َته بال َّثالثة(((‪.‬‬ ‫(س َ َ‬ ‫س َّلم‪ُ :‬‬
‫*وأم��ا زيادة (رب المالئكة وال��روح) فال تصح انفرد بالزيادة علي‬
‫بن خش��رم عن عيس��ى بن يونس عن فطر عن زبيد عن س��عيد بن‬
‫عبدالرحم��ن به ورواه جماعة عن س��عيد ولم يذكروا هذه الزيادة‬
‫ق��ال المال عل��ي ق��اري (وزاد بعضه��م‪ :‬رب المالئك��ة والروح‪،‬‬
‫وليس له أصل يف الحديث على ما قاله ابن حجر)(((‪.‬‬

‫((( المغني البن قدامه ‪٣٦١/١‬‬


‫((( صحيح أخرجه النسائي (‪ ،)245/3‬وأحمد (‪.)15398‬‬
‫((( مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ‪/٣‬‏‪٩٥١‬‬

‫‪24‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫‪ J‬املواضع اليت يشرع فيها التسبيح مفر ًدا يف غري الصالة ‪L‬‬
‫ التسبيح عند اهلبوط يف األماكن املنخفضة‪.‬‬
‫جابر َق َال‪ُ ( :‬كنَّا إِذا ِ‬
‫صعدْ نَا َك َّب ْرنَا‪ ،‬وإِذا ن ََز ْلنَا س َّب ْحنا)(((‪.‬‬ ‫* عن ٍ‬

‫وارتفاعا‪،‬‬
‫ً‬ ‫عل��وا‬
‫مرتفع��ا ي��رى يف نفس��ه ً‬
‫ً‬ ‫ذل��ك ّ‬
‫أن اإلنس��ان إذا ع�لا‬
‫فالمالئم أن يذكر اهلل بكربيائه‪ ،‬وعكس��ه إذا ُ‬
‫س��فل فيذك��ره بصفة التنزيه‬
‫والتقديس‪.‬‬

‫ التسبيح عند مساع الرعد‪.‬‬


‫*ورد أن ابن الزبير ‪ ‬كان إذا سمع الرعد‪ ،‬لهى عن حديثه‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬س��بحان الذي يسبح الرعد بحمده والمالئكة من خيفته‪ ،‬ثم‬
‫يقول‪ :‬إن هذا وعيد ألهل األرض شديد‪ .‬اهـ(((‪.‬‬

‫ التسبيح عند التعجب مما ينايف االعتقاد الصحيح يف اهلل تعاىل‪.‬‬

‫*ق��ال تعال��ى‪( :‬ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ‬


‫ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ) [الزمر‪]٤ :‬‬

‫((( رواه البخاري ح(‪.)٢٩٩٣‬‬


‫((( وسنده صحيح‪ ،‬رواه أحمد يف الزهد [‪.]١١١٥‬‬

‫‪25‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫ التسبيح عند التعجب من الفهم اخلاطئ‪.‬‬


‫التس��بيح يس��تعمل عند التعجب‪ ،‬فإذا استغربت من فع ٍل أو ٍ‬
‫قول فإنه‬
‫يشرع لك التسبيح‪ ،‬وهذا من المواطن التي يسبح فيها اإلنسان‪.‬‬

‫*وق��د ج��اء يف الصحيحي��ن ع��ن أب��ي هري��رة ‪( :‬أن النب��ي‬


‫‪ ‬لق��ي أبا هريرة وأب��و هريرة جنب‪ ،‬فانس��ل أبو هريرة‬
‫وذهب خفية فاغتس��ل فتفقده النبي ‪ ‬وسأل عنه قال‪:‬‬
‫كنت يا أب��ا هريرة؟ ق��ال‪ :‬يا رس��ول اهلل! لقيتن��ي وأنا جنب‪،‬‬
‫أي��ن َ‬
‫فكرهت أن أجالسك حتى أغتسل‪ ،‬فقال‪ :‬سبحان اهلل! إن المؤمن‬
‫ال ينجس) فقد تعجب ‪ ‬مما قاله أبو هريرة إذ كان أبو‬
‫هريرة يظن أن الجنب ال يجالس وال يصافح‪ ،‬فقال (س��بحان اهلل!‬
‫إن المؤمن ال ينجس)(((‪.‬‬

‫ التسبيح مطل ًقا يف األحوال واألوقات‪.‬‬

‫* قال تعال��ى (ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ‬
‫ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ) [النور‪]٣٦ :‬‬

‫ال ُأ ْخبِ ُر َك‬ ‫ُ‬


‫رسول اهلل ‪« :‬أ َ‬ ‫*وعن َأبي َذ ٍّر ‪َ ‬ق َال‪َ :‬ق َال‬

‫((( البخاري ح (‪)٢٩‬و مسلم ح (‪)٣‬‬

‫‪26‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫ان اهللِ‬
‫��ب ال�� َكالَ ِم إِ َلى اهللِ‪ُ :‬س�� ْب َح َ‬ ‫��ب ال�� َكالَ ِم إِ َل��ى اهللِ؟ َّ‬
‫إن َأ َح َّ‬ ‫بِ َأ َح ِّ‬
‫َوبِ َح ْم ِد ِه»(((‪.‬‬

‫ التسبيح عند العجائب الدالة على عظمة اهلل تعاىل‪.‬‬

‫*قال تعالى‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬


‫ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦ‬
‫ﭧ) (اإلسراء‪.)١:‬‬

‫*وقال تعالى‪( :‬ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬


‫ﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ‬
‫ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦ‬
‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ) [آل عمران‪]191 - 190 :‬‬

‫ التسبيح عند الغلو يف النيب ‪ ‬وإطرائه‪ ،‬ورفعه فوق مقام النبوة‪.‬‬

‫َ‬
‫رس��ول‬ ‫*وم��ن ذلك ما ورد ع��ن جبير بن مطعم ‪ ‬قال‪( :‬أتى‬
‫األنف��س‬ ‫ِ‬
‫جه��دت‬ ‫رس��ول اهللِ‬
‫َ‬ ‫أعراب��ي فق��ال ي��ا‬ ‫اهلل ‪‬‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌّ‬
‫اهلل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫فاستس��ق َ‬ ‫وهلكت األنعا ُم‬ ‫األم��وال‬ ‫وهنكت‬ ‫العيال‬ ‫وضاع��ت‬
‫رسول اهللِ‬
‫ُ‬ ‫ونستشفع باهللِ عليك قال‬ ‫لنا فإنا نستش��فع بك على اهللِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬

‫((( رواه مسلم(‪)٨٥‬‬

‫‪27‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ‪‬‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬ويحك أتدري ما ُ‬
‫تقول وس َّبح‬
‫فما زال ُيس�� ِّب ُح حتى عرف ذلك يف وجوه أصحابِه ثم قال ويحك‬
‫أعظم من ذلك‬ ‫ش��أن اهللِ‬
‫ُ‬ ‫خلقه‬ ‫إنه ال يستش��فع باهللِ عل��ى ٍ‬
‫أحد من ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫بأصابعه‬ ‫عرشه على سماواتِه لهكذا وقال‬ ‫إن َ‬ ‫اهلل َّ‬‫ويحك أتدري ما ُ‬
‫ِ‬
‫بالراكب)(((‪.‬‬ ‫الرح ِل‬ ‫َ‬
‫أطيط َّ‬ ‫مثل ال ُق َّب ِة عليه وإنه َل َيئِ ُّط به‬
‫ُ‬

‫ التسبيح يف طريف النهار‪.‬‬


‫*كالتس��بيح يف الصباح والمس��اء قال تعال��ى‪( :‬ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬
‫ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖ‬
‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ) (طه‪.)١٣٠:‬‬

‫وكم��ا ورد ع��ن جويري��ة ‪ ،‬أن النب��ي ‪ ‬خ��رج من‬


‫عنده��ا بك��رة حي��ن صلى الصب��ح‪ ،‬وهي يف مس��جدها‪ ،‬ثم رج��ع بعد أن‬
‫أضح��ى‪ ،‬وهي جالس��ة‪ ،‬فقال‪ :‬ما زلت على الحال الت��ي فارقتك عليها؟‬
‫قالت‪ :‬نع��م‪ ،‬قال النبي ‪ :‬لقد قلت بعدك أربع كلمات‪ ،‬ثالث‬
‫مرات‪ ،‬لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن‪ :‬س��بحان اهلل وبحمده‪ ،‬عدد‬
‫خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته)(((‪.‬‬

‫((( (سنن أبي داود‪ 4726 :‬وفيه ضعف)‪.‬‬


‫((( رواه مسلم ح (‪)2726‬‬

‫‪28‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫ التسبيح عند النوم‬

‫��ب ‪َ ‬أ َّن َفاطِ َم َة ‪َ ‬أ َت ْ‬


‫��ت النَّبِ َّي‬ ‫��ن َأبِ��ي َطال ِ ٍ‬ ‫* َع�� ْن َعلِي ْب ِ‬
‫ِّ‬
‫��ال‪َ ( :‬ألاَ ُأ ْخبِ��ر ِك م��ا ُه��و َخير َل ِ‬ ‫��أ ُله َخ ِ‬
‫ك‬ ‫َ ٌْ‬ ‫ُ َ‬ ‫اد ًم��ا‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫‪َ ‬ت ْس َ ُ‬
‫اهَّلل َثلاَ ًثا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهَّلل عنْدَ َمنَامك َثلاَ ًثا َو َثلاَ ثي�� َن‪َ ،‬و َت ْح َمدي َن َ‬ ‫منْ ُه‪ُ ،‬ت َس�� ِّبحي َن َ‬
‫اهَّلل َأ ْر َب ًع��ا َو َثلاَ ثِي َن ‪َ .‬ف َما َت َر ْكت َُها َب ْعدُ ‪ .‬قِ َيل‪َ :‬ولاَ‬ ‫ِ‬
‫َو َثلاَ ثي�� َن‪َ ،‬و ُت َك ِّب ِري َن َ‬
‫َل ْي َل َة ِص ِّفي َن؟ َق َال‪َ :‬ولاَ َل ْي َل َة ِص ِّفي َن)(((‪.‬‬

‫ التسبيح عند االنتباه من النوم‬

‫��ن النَّبِ ِّي ‪َ ‬ق َال‪َ ( :‬م�� ْن َت َع َّار‬ ‫ت‪َ ،‬ع ِ‬ ‫*عن ُعب��اد ُة ب��ن الصامِ ِ‬
‫َ َ ْ ُ َّ‬
‫الم ْل ُك َو َل ُه‬‫يك َل ُه‪َ ،‬ل ُه ُ‬ ‫��ر َ‬‫ال َش ِ‬ ‫اهَّلل َو ْحدَ ُه َ‬ ‫مِ�� َن ال َّل ْيلِ‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬‬
‫ال إِ َل َه إِلاَّ ُ‬
‫ان اهَّللِ‪َ ،‬و َ‬
‫ال إِ َل َه‬ ‫الح ْمدُ ل ِ َّل ِه‪َ ،‬و ُس ْب َح َ‬ ‫ٍ ِ‬
‫الح ْمدُ َو ُه َو َع َلى ك ُِّل َش ْيء َقد ٌير‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫ال ُق َّو َة إِلاَّ بِاهَّللِ‪ُ ،‬ث َّم َق َال‪ :‬ال َّل ُه َّم ا ْغ ِف ْر‬
‫ال َح ْو َل َو َ‬‫��ر‪َ ،‬و َ‬ ‫اهَّلل َأ ْك َب ُ‬ ‫إِلاَّ ُ‬
‫اهَّلل‪َ ،‬و ُ‬
‫يب َل ُه‪َ ،‬فإِ ْن َت َو َّض َأ َو َص َّلى ُقبِ َل ْت َصالَ ُت ُه)(((‪.‬‬ ‫ُج َ‬‫لِي‪َ ،‬أ ْو َد َعا‪ ،‬است ِ‬
‫ْ‬
‫تعار‪ :‬أي استيقظ‬

‫((( رواه البخاري (‪)5362‬‬


‫((( رواه البخاري (‪.)1154‬‬

‫‪29‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫ التسبيح عند الفراغ من الوضوء‬


‫*عن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬من قال إذا فرغ من وضوئه سبحانك‬
‫اللهم وبحمدك أش��هد أن ال إله إال أنت أس��تغفرك وأتوب إليك‪،‬‬
‫ختم��ت بخات��م‪ ،‬ث��م رفعت تح��ت الع��رش‪ ،‬فلم تكس��ر إلى يوم‬
‫القيامة(((‪.‬‬

‫ق��ال الحافظ ابن حجر‪« :‬والس��ند صحيح بال ري��ب‪ ،‬إنما اختلف يف‬
‫رفع المتن ووقفه‪ ،‬وهذا مما ال مجال للرأي فيه فله حكم الرفع»(((‪‍.‬‬

‫ التسبيح عند االستواء على املركوب‬


‫ان ا َّل ِذي‬
‫يقول‪( :‬بس��م اهلل‪ ،‬والحم��د هلل‪ ،‬ويكرب ثال ًث��ا ويقول‪ُ :‬س�� ْب َح َ‬
‫ون اللهم إنا نسألك يف‬ ‫َس َّخ َر َلنَا َه َذا َو َما ُكنَّا َل ُه ُم ْق ِرنِي َن َوإِنَّا إِ َلى َر ِّبنَا َل ُمنْ َقلِ ُب َ‬
‫س��فرنا هذا الرب والتقوى‪ ،‬ومن العمل ما ترضى‪ ،‬اللهم هون علينا سفرنا‬
‫ه��ذا واطو عنا بعده‪ ،‬اللهم أنت الصاحب يف الس��فر والخليفة يف األهل‪،‬‬
‫اللهم إين أعوذ بك من وعثاء الس��فر‪ ،‬ومن كآبة المنظر‪ ،‬وس��وء المنقلب‬
‫يف المال واألهل)(((‪.‬‬

‫((( صحيح موقوف‪ ،‬أخرجه النسائي يف عمل اليوم والليلة (‪.)٨٢‬‬


‫((( «الفتوحات الربانية» (‪/٢‬‏‪)٢١‬‬
‫((( مسلم ح(‪)1342‬‬

‫‪30‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫ودعاء الركوب إنما يستحب عند ركوب الدابة أو السيارة أو الطائرة‬


‫أو الباخ��رة أو غيره��ا لقصد الس��فر‪ .‬أم��ا الركوب الع��ادي يف البلد أو يف‬
‫المصع��د فلي��س عليه دليل والعب��ادات توقيفية‪ ،‬ال يش��رع منها إال ما دل‬
‫عليه الدليل من الكتاب أو الس��نة أو اإلجماع وهذا اختيار شيخنا ابن باز‬
‫(((‬
‫‪.‬‬

‫ التسبيح عند االهالل حبج أو عمرة‪.‬‬

‫��ول اهَّلل ِ ‪َ - ‬و َن ْح ُن َم َع ُه‬ ‫(ص َّلى َر ُس ُ‬ ‫ال‪َ :‬‬ ‫س ‪َ ‬ق َ‬ ‫��ن َأ َن ٍ‬
‫َع ْ‬
‫ات بِ َها َح َّتى‬ ‫الظ ْه َر َأ ْر َب ًعا َوا ْل َع ْص َر بِ ِ‬
‫��ذي ا ْل ُح َل ْي َف ِة َر ْك َع َت ْي ِن‪ُ ،‬ث َّم َب َ‬ ‫َ��ة ‪ُّ -‬‬ ‫بِا ْل َم ِدين ِ‬
‫اس َت َو ْت بِ ِه َع َلى ا ْل َب ْيدَ ِاء‪َ ،‬ح ِمدَ اهَّللَ َو َس َّب َح‪َ ،‬و َك َّب َر‪ُ ،‬ث َّم‬ ‫َأ ْص َب َح‪ُ ،‬ث َّم َر ِك َب َح َّتى ْ‬
‫اس بِ ِه َما‪َ ،‬ف َل َّما َق ِد ْمنَا َأ َم َر ال َّن َ‬
‫اس َف َح ُّلوا‪َ ،‬ح َّتى‬ ‫َأ َه َّل بِ َح ٍّج َو ُع ْم َر ٍة‪َ ،‬و َأ َه َّل ال َّن ُ‬
‫ات بِ َي ِد ِه‬
‫ال‪َ :‬و َن َح َر ال َّنبِ ُّي ‪َ ‬بدَ َن ٍ‬ ‫��و ُم ال َّت ْر ِو َي ِة َأ َه ُّلوا بِا ْل َح ِّج‪َ ،‬ق َ‬ ‫َك َ‬
‫ان َي ْ‬
‫ول اهَّلل ِ ‪ ‬بِا ْل َم ِدين َِة َك ْب َش ْي ِن َأ ْم َل َح ْي ِن)(((‪.‬‬ ‫ِق َيا ًما‪َ ،‬و َذ َب َح َر ُس ُ‬

‫وب��وب عليه البخاري فقال (باب‪ :‬التحميد والتس��بيح والتكبير قبل‬


‫اإلهالل عند الركوب على الدابة)‪.‬‬

‫((( مجموع فتاوى ومقاالت الشيخ ابن باز (‪.)306/9‬‬


‫((( البخاري (‪ ،)1712‬ومسلم (‪)690‬‬

‫‪31‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫قال الحافظ ابن حجر‪( :‬وهذا الحكم وهو اس��تحباب التس��بيح وما‬
‫ذكر معه قبل اإلهالل قل من تعرض لذكره مع ثبوته)(((‪.‬‬

‫ التسبيح قبل الدعاء‪.‬‬


‫ت ُأ ُّم ُس َل ْي ٍم إِ َلى النَّبِي ‪‬‬ ‫َس ب ِن مال ِ ٍ‬
‫ِّ‬ ‫ك ‪َ ‬ق َال‪َ :‬جا َء ْ‬ ‫َع ْن َأن ِ ْ َ‬
‫اهَّلل ‪‬‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫��ول اهَّللِ َع ِّلمنِي كَلِم ٍ‬
‫ات َأد ُعو بِ ِهن ‪َ .‬ق َال‪ُ ( :‬تسب ِ‬ ‫َف َقا َل ْت َيا َر ُس َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َك َفإِ َّن ُه َي ُق ُ‬
‫ول‪َ :‬قدْ‬ ‫َع ْش��را و َتحم ِدينَه َع ْش��را و ُت َكب ِرينَه َع ْشرا ُثم س��لِي حاجت ِ‬
‫َ َ‬ ‫ً َ ِّ ُ ً َّ َ‬ ‫ً َ ْ َ ُ‬
‫َف َع ْل ُت َقدْ َف َع ْلت)(((‪.‬‬

‫ التسبيح عند الكرب‪.‬‬


‫*وه��ي دعوة ذي النون ‪ ‬يف ق��ول اهلل ‪( :‬ﮎ ﮏ‬
‫ﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝ‬
‫ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧ‬
‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ) [األنبي��اء‪ :‬االي��ات‬

‫‪]88-87‬‬

‫*وق��ال تعال��ى‪( :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ‬


‫ﮪ ﮫ ﮬ) [سورة الصافات‪ :‬اآليات ‪]144-143‬‬

‫((( فتح الباري البن حجر ‪/٣‬‏‪( ٤١٢‬رقم‪)١٥٥١ :‬‬


‫((( (صحيح رواه اإلمام أحمد يف المسند (‪)11797‬‬

‫‪32‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫وذك ُر التس��بيح ليس خاصًا باإلنس��ان بل َ‬


‫ذك��ره اهلل تعالى عن جميع‬ ‫ْ‬
‫المخلوق��ات وه��ذا يدل على أن التس��بيح محب��وب هلل ‪ ،‬ومن‬
‫ذلك‪:‬‬

‫ تسبيح املالئكة‪:‬‬

‫* قال تعالى‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬


‫ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦ‬
‫ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ‬
‫ﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂ‬

‫ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ) [البقرة‪ :‬اآليات ‪]32-30‬‬

‫*قال تعال��ى‪( :‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ) [الصافات‪:‬‬


‫اآليات ‪]166-165‬‬

‫واالصل أن كل عمل ورد ذكره عن المالئكة فإنه يشجع المؤمن على‬


‫مزي��د االهتمام هبذا العمل واالقتداء هبم ولهذا ورد أن النبي ‪‬‬

‫ق��ال‪« :‬أال تصفون كما تصف المالئكة عند رهب��ا» قالوا‪ :‬وكيف يصفون‬
‫عند رهبم؟ قال‪« :‬يكملون الصف األول فاألول يرتاصون يف الصف»(((‪.‬‬

‫((( أخرجه مسلم (‪)٤٣٠‬‬

‫‪33‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫وذلك ّ‬
‫أن المالئكة مطبوعون على طاعة اهَّلل‪ ،‬وليس لهم القدرة على‬
‫العصي��ان‪ ،‬فرتكه��م للمعصية وفعله��م للطاعة جبلة‪ ،‬وم��ن عبادهتم التي‬
‫جاء خربها يف الوحي المعصوم‪ :‬التسبيح‪.‬‬

‫ تسبيح عوامل األرض والسماء‪:‬‬

‫*ق��ال تعال��ى (ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ)‬
‫[اإلسراء‪ :‬آية ‪]44‬‬

‫ تسبيح الرعد‪:‬‬

‫*قال تعالى‪( :‬ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬


‫ﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ‬
‫ﰄ ﰅ) [الرعد‪ :‬آية ‪]13‬‬

‫وإِنما ُخص الرعد بالتسبيح‪ ،‬ألنه من أعظم األصوات التي تخلع لها‬
‫القلوب فيتذكر السبيح ‪ .‬كما ورد عن ابن عباس ‪ ‬أنه كان إذا سمع‬
‫الرعد قال‪« :‬سبحان الذي سبحت له»(((‪.‬‬

‫((( صحيح أخرجه البخاري يف األدب المفرد (‪.)٧٢٢‬‬

‫‪34‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫ التسبيح عالمة اإلميان‪:‬‬

‫*قال تعال��ى‪( :‬ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬


‫ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ) [السجدة‪ :‬آية ‪.]15‬‬

‫فه��ذه كلها جعلها اهلل عالمة على اإليمان‪ ،‬يعني‪ :‬إنما المؤمنون ح ًقا‬
‫ه��م الذين يفعلون هذه األش��ياء‪.‬فهذا كله دليل على أن هذه األعمال من‬
‫اإليمان‪.‬‬

‫ التسبيح معني على أداء وحت ّمل الدعوة إىل اهلل‬


‫*قال تعالى‪( :‬ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬
‫ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ‬
‫ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ) [الفرقان‪ :‬اآليات ‪.]58-57‬‬

‫*وقال تعالى‪( :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬


‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ)‬
‫[ق‪ :‬االيات ‪.]40-39‬‬

‫*وق��ال تعال��ى‪( :‬ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ‬


‫ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ) [الطور‪ :‬االيات ‪.]49-48‬‬

‫‪35‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫قال ابن س��عدي ‪( :‬أمر اهلل رسوله بالصرب على أذيتهم بالقول‪،‬‬
‫وأمره أن يتعوض عن ذلك‪ ،‬ويس��تعين عليه بالتس��بيح بحمد ربه‪ ،‬يف هذه‬
‫األوقات الفاضلة‪ ،‬قبل طلوع الشمس وغروهبا‪ ،‬ويف أطراف النهار)(((‪.‬‬

‫ عند األذى وضيق الصدر يشرع التسبيح‬


‫*قال تعالى‪( :‬ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬
‫ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ) [غافر‪ :‬آية ‪.]55‬‬

‫*ق��ال تعال��ى‪( :‬ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬


‫ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ‬
‫ﮇ) [الحجر‪ :‬اآليات ‪.]99-97‬‬

‫*ق��ال تعال��ى‪( :‬ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬


‫ﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚ‬
‫ﮛ) [طه‪]١٣٠ :‬‬

‫*قال تعال��ى‪( :‬ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ‬


‫ﰊ) [الطور ‪]٤٨‬‬

‫*قال تعال��ى‪( :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬


‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ) [ق ‪]٣٩‬‬

‫((( تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (‪/١‬‏‪)٥١٦‬‬

‫‪36‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫وقد كان شيخنا ابن باز ‪ ‬يف دروسه إذا انزعج من بعض األسئلة‬
‫س��بح قال الش��يخ الدكتور‪/‬عبدالعزيز السدحان‪:‬‬
‫س��بح ّ‬
‫يقول للس��ائل‪ّ :‬‬
‫فبحثن��ا عن س��ر ودليل هذا التس��بيح ق��ال‪ :‬فوجدناه يف الق��رآن يف ثالث‬
‫مواضع وهي المواضع السالفة الذكر‪.‬‬

‫ دفع العقوبة بالتسبيح‪:‬‬

‫* ق��ال تعال��ى (ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ‬
‫ﭿ ﮀ ﮁ) [الش��ورى‪ :‬آية ‪ .]5‬فدلت اآلية على من تنزيه اهلل‬
‫عما وصفه به الجاهلون فإن اهلل يغفر عن هذه العقوبة بس��بب هذا‬
‫التسبيح ‪.‬‬

‫قال الش��نقيطي‪( :‬لشدة خوفهم من اهلل وإجاللهم له يسبحون بحمد‬


‫رهبم‪ ،‬ويخافون على أهل األرض‪ ،‬ولذا يستغفرون لهم خوفا عليهم من‬
‫سخط اهلل وعقابه)(((‪.‬‬

‫((( أض��واء البي��ان يف إيضاح الق��رآن بالقرآن ‪ -‬ط عط��اءات العل��م ‪/٧‬‏‪ ١٦٣‬محمد األمين‬
‫الشنقيطي (ت ‪)١٣٩٣‬‬

‫‪37‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫ يشرع التسبيح بعد متام النعمة‪:‬‬

‫*قال تعالى‪( :‬ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬

‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ)‬

‫[سورة النصر]‬

‫ سور افتتحت بالتسبيح‪:‬‬

‫ومما يدل على أهمية التس��بيح وعظم شأنه أن المولى سبحانه افتتح‬
‫به سبع سور يف القرآن‪ ،‬واختلفت يف صيغ افتتاحها فمرة بصيغة المصدر‬
‫��بحان)‪ ،‬ومرة بصيغة الفعل الماضي كما يف‬
‫(س ْ‬‫كما يف س��ورة‪ :‬اإلس��راء ُ‬
‫(س َّ��ب َح)‪ ،‬ومرة بصيغة الفعل المضارع‬
‫س��ورة الحديد والحشر والصف َ‬
‫كما يف س��ورة الجمعة والتغابن ( ُي َس ِّبح)‪ ،‬ومرة بصيغة االمر كما يف سورة‬
‫(س�� ِّبح)‪ ،‬واألمر هو للنب��ي ‪ ‬وألمته من ب��اب أولى‪.‬‬
‫األعل��ى َ‬
‫ومعلوم أن اإلسراء بداية الجزء الخامس عشر‪ ،‬والحديد هي آخر الجزء‬
‫السابع والعشرين‪ ،‬والحشر والصف والجمعة والتغابن من الجزء الثامن‬
‫والعشرين‪ ،‬واألعلى من الجزء األخير‪.‬‬

‫***‬
‫‪38‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫‪ J‬فضل التسبيح ‪L‬‬


‫ التسبيح من أحب الكالم إىل اهلل ‪.‬‬
‫ثب��ت يف الصحي��ح م��ن حديث أب��ي ذر ‪ ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل‬
‫‪( :‬أال أخ�برك بأح��ب ال��كالم إلى اهلل؟)‪ ،‬قلت يا رس��ول اهلل‬
‫أخ�برين بأحب الكالم إلى اهلل‪ ،‬فقال‪( :‬إن أحب الكالم إلى اهلل‪ :‬س��بحان‬
‫اهلل وبحمده)(((‪.‬‬
‫ِ‬
‫وعن س��مرة ب��ن جن��دب ‪ ‬قال‪:‬ق��ال رس��ول اهَّلل ‪‬‬
‫ِ ِ‬ ‫( َأح��ب ا ْل�� َكلاَ ِم إِ َلى اهَّللِ َأربع‪ :‬س��بح َ ِ‬
‫ان اهَّلل‪َ ،‬وا ْل َح ْمدُ ل َّل��ه‪َ ،‬ولاَ إِ َل َه إِلاَّ ُ‬
‫اهَّلل‪،‬‬ ‫ٌَْ ُ ْ َ‬ ‫َ ُّ‬
‫اهَّلل َأ ْك َب ُر‪ .‬لاَ َي ُض ُّر َك بِ َأ ِّي ِه َّن َبدَ ْأ َت)(((‪.‬‬
‫َو ُ‬
‫وإنما كان التس��بيح من أحب ال��كالم إلى اهلل ‪ ‬ألنه يدل على‬
‫التنزيه الكامل والتعظيم البالغ هلل ‪.‬‬

‫ التسبيح حيط اخلطايا وإن كثرت‪:‬‬


‫ع��ن أب��ي هري��رة ‪ :‬أن رس��ول اهلل ‪ ‬قال‪( :‬من قال‬
‫ال إله إال اهلل وحده ال شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء‬

‫((( صحيح مسلم (‪)٢٧٣١‬‬


‫((( رواه مسلم (‪)٢١٣٧‬‬

‫‪39‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫قدي��ر يف يوم مائة مرة كانت له عدل عش��ر رقاب‪ ،‬وكتبت له مائة حس��نة‪،‬‬
‫ومحي��ت عنه مائة س��يئة‪ ،‬وكانت له ح��رز ًا من الش��يطان يومه ذلك حتى‬
‫يمس��ي‪ ،‬ولم ي��أت أحد أفضل مما ج��اء به إال أحد عم��ل أكثر من ذلك‪،‬‬
‫ومن قال س��بحان اهلل وبحمده يف يوم مائة م��رة حطت خطاياه ولو كانت‬
‫مثل زبد البحر)(((‪.‬‬

‫ أن املسبح تغرس له بكل تسبيحة خنلة يف اجلنة‪.‬‬


‫ع��ن جابر بن عبد اهلل ‪ :‬ع��ن النبي ‪ ‬قال‪( :‬من قال‬
‫سبحان اهلل العظيم وبحمده غرست له نخلة يف الجنة)(((‪.‬‬

‫ التسبيح وسيلة لكسب احلسنات‪:‬‬


‫عن سعد بن أبي وقاص ‪ ‬قال‪ :‬كنا عند رسول اهلل ‪‬‬

‫فقال‪( :‬أيعجز أحدكم أن يكس��ب كل يوم ألف حس��نة؟ فسأله سائل من‬
‫جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال‪ :‬يسبح مائة تسبيحة فيكتب‬
‫له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة)(((‪.‬‬

‫((( صحيح مسلم (‪)٢٦٩١‬‬


‫((( أخرجه الرتمذي (‪ )٣٤٦٤‬واللفظ له‪ ،‬والنس��ائي يف ((الس��نن الكربى)) (‪ )١٠٦٦٣‬قال‬
‫الحافظ ابن حجر العسقالين يف هداية الرواة (‪“ )٤٣٥/٢‬حسن”‬
‫((( صحيح مسلم (‪)٢٦٩٨‬‬

‫‪40‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫وع��ن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ‪( :‬من قال‬


‫حين يصبح وحين يمس��ي سبحان اهلل وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم‬
‫القيامة بأفضل مما جاء به إال أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه)(((‪.‬‬

‫كم��ا يف قوله ‪( :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬

‫ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ) [األحزاب‪]35 :‬‬

‫ التسبيح ثقيل يف امليزان يوم القيامة‪:‬‬


‫عن أبي هريرة ‪ :‬عن النبي ‪ ‬قال‪( :‬كلمتان خفيفتان‬
‫على اللس��ان ثقيلتان يف الميزان حبيبتان إلى الرحمن س��بحان اهلل العظيم‬
‫سبحان اهلل وبحمده)(((‪.‬‬

‫ التسبيح حيط اخلطايا وإن كثرت‪:‬‬


‫عن أبي هريرة ‪ ‬قال رسول اهلل ‪( :‬من قال‪ :‬سبحان‬
‫اهلل وبحم��ده يف ي��وم مائ��ة مرة حط��ت عنه خطاي��اه وإن كان��ت مثل زبد‬
‫البحر)(((‪.‬‬

‫((( صحيح مسلم (‪)٢٦٩٢‬‬


‫((( أخرجه البخاري (‪ ،)٧٥٦٣‬ومسلم (‪)٢٦٩٤‬‬
‫((( صحيح مسلم (‪)٢٦٩١‬‬

‫‪41‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫ التسيح أفضل ما يأتي به العبد يوم القيامة‪:‬‬


‫فع��ن أب��ي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ‪( :‬من قال‬
‫حين يصبح وحين يمس��ى‪ :‬س��بحان اهلل وبحمده‪ ،‬مائة مرة‪ ،‬لم يأت أحد‬
‫يوم القيامة بأفضل مما جاء به‪ ،‬إال أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه)(((‪.‬‬

‫ التسبيح من نعيم أهل اجلنة‪:‬‬


‫فف��ي حدي��ث جابر ب��ن عب��د اهلل ‪ ‬يف ذكر نعيم الجن��ة وفيه أن‬
‫رس��ول اهلل ‪ ‬قال‪( :‬يلهمون التس��بيح والتحميد‪ ،‬كما يلهمون‬
‫النفس)(((‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬يتنعم أهل الجنة بالتسبيح فإهنم يلهمون التسبيح كما‬
‫يلهم الناس يف الدنيا النفس؛ فهذا ليس من عمل التكليف الذي يطلب له‬
‫ث��واب منفصل‪ ،‬بل نفس هذا العمل هو من النعيم الذي تتنعم به األنفس‬
‫وتتلذذ به)(((‪.‬‬

‫***‬

‫((( صحيح مسلم (‪)٢٦٩٢‬‬


‫((( أخرجه مسلم (‪.)2835‬‬
‫((( مجموع الفتاوى (‪)330 /4‬‬

‫‪42‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫‪ J‬فضل اقرتان التسبيح باحلمد ‪L‬‬


‫التسبيح هو التنزيه عن كل صفات النقص‪ ،‬وبالحمد يكون االتصاف‬
‫بصف��ات الكم��ال‪ ،‬فيكون من قال‪« :‬س��بحان اهلل والحم��د هلل» جام ًعا هلل‬
‫تعالى بين النفي واإلثبات‪ ،‬بين نفي النقص الذي دل عليه‪« :‬سبحان اهلل»‬
‫وإثبات الكمال الذي دل عليه «الحمد هلل)(((‪.‬‬
‫يفوت الثواب‬
‫الزيادة أو النقص على العدد المنصوص عليه يف الذكر ِّ‬
‫المترتب عليه‪.‬‬
‫الذك��ر قد يأيت مطلقًا مثل س��بحان اهلل وبحمده س��بحان اهلل العظيم‬
‫فه��ذه الزيادة والنق��ص ال تأثير على الفض��ل الوارد فيها لكن اإلش��كال‬
‫يف األذكار الت��ي خص فيه��ا الفضل بعدد معين‪ ،‬ق��ال الحافظ ابن حجر‪:‬‬
‫«إن مراع��اة الع��دد المخصوص يف األذكار معت�برة‪ ،‬وإال لكان يمكن أن‬
‫يق��ال له��م‪ :‬أضيفوا له��ا التهليل ثالث��ا وثالثين‪ ،‬وقد كان بع��ض العلماء‬
‫يق��ول‪ :‬إن األعداد الواردة كالذكر عق��ب الصلوات إذا رتب عليها ثواب‬
‫مخصوص‪ ،‬فزاد اآليت هبا على العدد المذكور ال يحصل له ذلك الثواب‬
‫المخص��وص؛ الحتمال أن يكون لتلك األع��داد حكمة وخاصية تفوت‬

‫((( تفسير الطربي (‪)٢٢١/١‬‬

‫‪43‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫بمجاوزة ذلك العدد»(((‪.‬‬


‫وج��اء يف «فتاوى اللجن��ة الدائمة» أم��ا األدعي��ة واألذكار المأثورة‪،‬‬
‫فاألص��ل فيه��ا التوقيف‪ ،‬م��ن جهة الصيغ��ة والعدد‪ ،‬فينبغي للمس��لم أن‬
‫يراعي ذلك‪ ،‬ويحافظ عليه‪ ،‬فال يزيد يف العدد المحدد وال يف الصيغة وال‬
‫ينقص من ذلك وال يحرف فيه(((‪.‬‬

‫***‬

‫((( فتح الباري البن حجر (‪)330/2‬‬


‫((( المجموعة األولى (‪)203/24‬‬

‫‪44‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫‪ J‬حكم استعمال املسبحة ‪L‬‬


‫الس��بحة ليس بدعة يف ذاهت��ا ألن لها أصل وهو الع��د بالحصى ورد‬
‫عند بعض الصحابة‪.‬‬

‫فعن سعد بن أبي وقاص ‪ :‬أنه دخل مع رسول اهلل ‪‬‬

‫على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به‪ ،‬فقال‪« :‬أخربك بما هو أيسر‬
‫عليك من هذا أو أفضل‪ .‬س��بحان اهلل عدد ما خلق يف الس��ماء‪ ،‬وس��بحان‬
‫اهلل عدد ما خلق يف األرض‪ ،‬وس��بحان اهلل عدد ما بين ذلك‪ ،‬وسبحان اهلل‬
‫ع��دد ما هو خالق‪ ،‬واهلل أكرب مثل ذلك‪ ،‬والحمد هلل مثل ذلك‪ ،‬وال إله إال‬
‫اهلل مثل ذلك‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل مثل ذلك»(((‪.‬‬
‫والذي يس��بح بالمس��بحة لم يتعبد اهلل هبذه السبحة‪ ،‬وإنما أراد ضبط‬
‫األوراد ال سيما األوراد الطويلة مثل األوراد التي فيها التسبيح والتحميد‬
‫والتهليل تس��ع وتس��عون ومثل ق��ول ال اله اال اهلل وحده ال ش��ريك له له‬
‫المل��ك ول��ه الحمد وهو على كل ش��ي قدير مائة مرة ألهن��ا مظنة تضييع‬
‫العدد فلو اس��تعمل مس��بحة الكرتونيه أو س��بحة فال شيء فيها وهو رأي‬

‫((( أخرج��ه أبو داود (رق��م‪ )١٥٠٠ :‬والرتمذي (رق��م‪ )٣٥٦٨ :‬والحاك��م (رقم‪)٢٠٠٩ :‬‬
‫وقال‪ :‬صحيح اإلسناد‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫الشيخين ابن باز وابن عثيمين(((‪.‬‬


‫ولكن مع ذلك فإن التسبيح بعقد اليد أفضل لزيادة األجر لقول النبي‬
‫‪ ‬يف حديث يس��يرة بنت ياس��ر ‪ ‬قالت‪ :‬قال لنا رس��ول‬
‫اهلل ‪( ‬عليكن بالتس��بيح والتهليل والتقديس واعقدن باألنامل‬
‫فإهنن مسئوالت مستنطقات وال تغفلن فتنسين الرحمة)(((‪.‬‬
‫وقد ذكر ش��يخ اإلس�لام ابن تيمية ان��ه ينبغي لم��ن كان يقتدى به أن‬
‫يخفي سبحته حفظًا لقلبه من الرياء والسمعة فهذا أحفظ لقلبه وأخلص‬
‫لعمله‪.‬‬
‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ :‬وأما اتخاذه – أي‪ :‬التسبيح بالمسبحة ‪-‬‬
‫من غير حاجة‪ ،‬أو إظهاره للناس‪ ،‬مثل تعليقه يف العنق‪ ،‬أو جعله كالسوار‬
‫يف الي��د‪ ،‬أو نح��و ذلك‪ :‬فهذا إما ري��اء للناس‪ ،‬أو مظنة المراءاة ومش��اهبة‬
‫المرائين من غير حاجة‪ ،‬األول‪ :‬محرم‪ ،‬والثاين‪ :‬أقل أحواله الكراهة؛ فإن‬
‫مراءاة الناس يف العبادات المختصة‪ ،‬كالصالة‪ ،‬والصيام‪ِّ ،‬‬
‫والذكر‪ ،‬وقراءة‬
‫القرآن‪ :‬من أعظم الذنوب(((‪.‬‬

‫((( ينظر‪ :‬فتاوى الشيخ ابن باز(‪( )٢٣٩/٢٣‬اللقاء المفتوح ‪)30/3‬‬


‫((( رواه الرتمذي (‪ )3583‬أبو داود (‪ )1501‬وحسنه ابن حجر يف نتائج األفكار (‪،)٨٧/١‬‬
‫والنووي يف األذكار (‪.)٨٧/١‬‬
‫ّ‬
‫((( مجموع الفتاوى (‪)506/22‬‬

‫‪46‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫‪ J‬ما حكم صالة التسابيح؟ ‪L‬‬


‫قال ش��يخ اإلس�لام ابن تيمية ‪ ‬عن صالة التسبيح (إن حديثها‬
‫باطل) وقال إنه لم يستحبها أحد من األئمة(((‪.‬‬

‫و ذكر شيخنا ابن عثيمين ‪ ‬أنه ال ينبغي لإلنسان أن يشغل نفسه‬


‫هب��ذه الصالة ألهنا لم تثبت مش��روعيتها عن النبي ‪ ‬ويش��تغل‬
‫المس��لم بما هو مش��روع وواضح وكل األحاديث الضعيفة يف إثبات سنة‬
‫من الس��نن ال يجوز العمل هبا ألن من شرط العبادات أن تكون مشروعة‬
‫وإذا كان الحدي��ث ضعيف��ًا ل��م تثبت المش��روعية وعلى ه��ذا فال يعمل‬
‫بأي حديث ضعيف يف مش��روعية ش��يء من الس��نن ال يف صالة وال زكاة‬
‫وال حج وال صوم(((‪.‬‬

‫***‬

‫((( ينظر‪« :‬الفتاوى» البن تيمية ‪٥٧٩/١١‬‬


‫((( ينظر‪ :‬مجموع فتاوى ابن عثيمين‪327/14‬‬
‫راجع لالس��تزادة‪« :‬مس��ائل اإلم��ام أحمد» رواية عبد اهَّلل (‪« ،)٣١٥‬مس��ائل الكوس��ج»‬
‫(‪ .)٣٣٠٩‬و«المغني» ‪.٧٦٨/١‬و «بدائع الفوائد» ‪114/٤‬‬

‫‪47‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫‪ J‬التسبيح يف ختم اجمللس ‪L‬‬


‫ونخت��م آخر ه��ذا البحث هبذا الحديث ع��ن جبير بن مطعم ‪‬‬
‫ان اهللِ وبِحم ِ‬
‫��د ِه‪،‬‬ ‫��ال‪ُ :‬س�� ْب َح َ‬ ‫ق��ال‪ :‬ق��ال رس��ول اهلل ‪َ ( :‬م�� ْن َق َ‬
‫َ َ ْ‬
‫وب إِ َل ْي َك‪َ ،‬ف َقا َل َها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الله َّم َوبِ َح ْمد َك‪ ،‬لاَ إِ َل َه إِلاَّ َأن َْت‪َ ،‬أ ْس َت ْغف ُر َك َو َأ ُت ُ‬
‫ُس ْب َحان ََك ُ‬
‫س َل ْغ ٍو‬‫��ع َع َل ْي ِه‪َ ،‬و َم ْن َقا َل َها فِ��ي َم ْجلِ ِ‬
‫ْ��ر كَان َْت كَال َّطا َب ِع ُي ْط َب ُ‬‫س ِذك ٍ‬ ‫فِ��ي َم ْجلِ ِ‬

‫كَان َْت َك َّف َار َت ُه)(((‪.‬‬

‫***‬

‫((( صحيح رواه أحمد (‪ )10415‬والرتمذي (‪ )3433‬وقال‪« :‬حسن صحيح غريب»‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫املختصر يف التسبيح‬

‫‪ J‬الفهرس ‪L‬‬
‫■ ■املختصر يف التسبيح‪3....................................................................................................‬‬
‫■ ■أصل التسبيح يف اللغة ‪5................................................................................................‬‬
‫■ ■اطالقات التسبيح ‪6........................................................................................................‬‬
‫■ ■الفائدة من اختالف اشتقاقات التسبيح ‪9..................................................................‬‬
‫■ ■التسبيح وحضوره يف حياة األنبياء‪12....................................................................... ،‬‬
‫■ ■دليل على أهمية وعلو قدره وعظيم أثره ‪12...............................................................‬‬
‫■ ■مواضع التسبيح ‪16............................................................................................................‬‬
‫■ ■املواضع اليت يشرع فيها التسبيح مفر ًدا يف غري الصالة‪25........................................‬‬
‫■ ■فضل التسبيح ‪39...............................................................................................................‬‬
‫■ ■فضل اقرتان التسبيح باحلمد‪43....................................................................................‬‬
‫■ ■حكم استعمال املسبحة ‪45...............................................................................................‬‬
‫■ ■ما حكم صالة التسابيح؟ ‪47............................................................................................‬‬
‫■ ■التسبيح يف ختم اجمللس‪48............................................................................................‬‬

‫‪49‬‬

You might also like