Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 21

‫كلية الحقوق جامعة خميس مليانة‬

‫ندوة وطنية حول العالمة التجارية‬


‫مداخلة تندرج ضمن المحور الثاني الموسوم ب‪:‬‬
‫تسجيل العالمات التجارية‬
‫عنوان المداخلة‪:‬‬
‫تسجيل العالمة التجارية في القانون الجزائري‬

‫االسم ‪ :‬سفيان‬
‫اللقب ‪:‬ذبيح‬
‫الرتبة العلمية‪ :‬طالب دكتوراه‬
‫رقم الهاتف‪6076318960:‬‬
‫البريد االلكتروني‪debihsoufiane@gmail.com:‬‬

‫الملخص ‪:‬‬

‫تعتبر العالمة التجارية الواجهة األولى للمحل التجاري؛ حيث ترتبط بنوعية‬
‫السلع والخدمات التي يقدمها التاجر‪ ،‬فهي ترتبط بالجودة وبالتالي االنتشار الواسع‬
‫على الصعيدين المحلي والخارجي‪ ،‬فهي ذلك العنصر الفعال والموجه للمستهلك نحو‬
‫التاجر فهي المعيار الذي يمكن من خالله كذلك قياس مدى نجاح أو فشل الشركة‬
‫أو المحل التجاري‪.‬‬

‫‪Abstract :‬‬

‫‪The brand is the first interface of a business, as it is related to the quality‬‬


‫‪of the goods and services provided by the merchant. It is related to quality‬‬
‫‪and therefore the wide spread locally and externally. This is the effective‬‬
‫‪and consumer oriented element towards the trader. It is the standard by‬‬
‫‪which the success or failure of the company can be measured. The shop.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫تك تسي العالمة التجارية أهمية بالغة كونها تعد الواجهة األولى للسلعة التجارية أو‬
‫الخدمة المقدمة من قبل التاجر سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا‪ ،‬فهي األداة التي‬
‫بواسطتها يتعرف المستهلك على السلعة أو الخدمة المعروضة‪ ،‬فهي بمثابة الدليل‬
‫والموجه لهذا الزبون المستهلك حيث يمكنه من خاللها تمييز السلعة التي يطلبها عن‬
‫غيرها من السلع والخدمات‪ ،‬وكونها ترتبط بنوعية الخدمة أو السلعة المعروضة يعني‬
‫ارتباطها بالجودة والنوعية وبالتالي انتشار واسع من حيث الشهرة وتحقيق المداخيل‬
‫واألرباح‪ ،‬وهذا ما يعرضها لمخاطر تتمثل في التقليد‪.‬‬

‫والعالمة التجارية تتعلق بالمحل التجاري وتمثل إلى جانب عناصره‬


‫األخرى مقوماته‪ ،‬والتاجر عندما يريد بداية البدأ في مشروع ما واعطاء عالمة مميزة‬
‫لمنتجاته أو خدماته البد له من تسجيل العالمة لدى المصالح المختصة‪ ،‬وال شك أن‬
‫هذه العملية تخضع لشروط وضوابط حيث أنها تتعلق بحقوق الغير؛ فتسجيل العالمة‬
‫في حقيقة األمر هو حماية لها ولغيرها من العالمات وبالتالي حماية لحقوق الغير‪،‬‬
‫والمشرع الجزائري لم يغفل هذا الجانب حيث نضم هذه العملية وخصص جهاز‬
‫خاص لها حماية ألصحاب الحقوق من تجار وشركات‪ ،‬وقد حاولنا في مداخلتنا هاته‬
‫تسليط الضوء على عملية التسجيل والهيئة المكلفة بها في القانون الجزائري‪ ،‬حيث‬
‫حاولنا االجابة على اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫فيما تتمثل شروط واجراءات تسجيل العالمة التجارية في القانون الجزائري ؟‬


‫وماهي الهيئة المكلفة بها؟ وفيما تتجلى أبرز اآلثار المترتبة عليها؟‬

‫حيث قسمنا المداخلة إلى مبحثين؛ تطرقنا في األول إلى مفهوم العالمة التجارية‬
‫وخصائصها وفي الثاني تناولنا تسجيل العالمة التجارية في القانون الجزائري وآثاره‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم العالمة التجارية وخصائصها‬

‫حيث سنتطرق في هذا المبحث الذي قسمناه إلى ثالثة مطالب إلى مفهوم العالمة‬
‫التجارية وتمييزها عن بعض التسميات في األول أما في الثاني سنتطرق إلى الحق‬
‫في العالمة وأهميتها‪ ،‬وفي الثالث سنتناول خصائصها‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم العالمة التجارية‬

‫حيث سنتناول في هذا المطلب تعريف العالمة التجارية من الناحيتين الفقهية‬


‫والقانونية إلى جانب تمييزها عن بعض التسميات التجارية‪.‬‬

‫الفرع األول‪-‬تعريف العالمة التجارية‪ :‬تعرف الدكتورة سميحة القليوبي العالمة بأنها‬
‫‪":‬كل إشارة أو داللة يضعها التاجر أو الصانع على المنتجات التي يقوم ببيعها أو‬
‫وضعها لتمييز هذه المنتجات عن غيرها من السلع المماثلة"‪ ،‬أما الدكتور محمد‬
‫حسن عباس فقد عرفها على أنها‪" :‬رمز يوضع غلى المنتجات أو يتخذ شعا ار‬
‫للخدمات ويهدف إلى تيسير التعرف على مصدر صناعة المنتجات أو مصدر بيعها‬
‫أو مصدر الخدمات مما يساعد على اجتذاب العمالء ‪ ، 3‬كما عرفها الفقيه جاك أزيما‬
‫( )‬

‫بأنها‪ ":‬كل إشارة توضع على منتجات أو خدمات مؤسسة صد تمييزها عن تلك‬
‫‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫"‬ ‫المنافسة لها‬

‫أما من الناحية القانونية فقد عرفتها المادة ‪ 2‬من األمر رقم ‪ ": 79/00‬تعتبر‬
‫عالمات مصنع أو عالمات تجارية أو عالمات خدمة ‪ :‬األسماء العائلية أو األسماء‬
‫المستعارة أو التسميات الخاصة أو االختيارية أو المبتكرة والشكل المميز للمنتجات أو‬
‫شكلها الظاهر والبطاقات واألغشية والرموز والبصمات والطوابع واألختام وطوابع‬
‫الرسوم المميزة واألشرة والحواشي وتركيبات األلوان والرسوم والصور أو النقوش الناتئة‬
‫والحروف واألرقام والشعارات وبصفة عامة جميع السمات المادية التي تصلح لتمييز‬

‫‪3‬‬
‫المنتجات أو األشياء أو الخدمات لكل مؤسسة" (‪ ،)1‬هذا فيما يخص األمر السابق أما‬
‫األمر ‪ 60/61‬المتعلق بالعالمات التجارية فقد عرفها في المادة الثانية فقرة ‪ 3‬كما‬
‫يلي ‪ ":‬كل الرموز القابلة للتمثيل الخطي السيما الكلمات بما فيها أسماء األشخاص‬
‫واألحرف واألرقام والرسومات أو الصور واألشكال المميزة للسلع أو توضيبها واأللوان‬
‫بمفردها أو مركبة التي يستعملها كلها لتمييز سلع أو خدمات شخص طبيعي أو‬
‫معنوي على سلع وخدمات أخرى" (‪.)8‬‬

‫يالحظ أن المشرع قد عرف العالمة بأنها كل الرموز القابلة للتمثيل الخطي‬


‫والتي تستخدم لتمييز السلع أو الخدمات التابعة لشخص طبيعي أو معنوي خطيا‪،‬‬
‫وبذلك يكون المشرع قد سلك مسلك المشرع الفرنسي في تعريفه للعالمة وذلك في‬
‫المادة ‪ 933‬من القانون الفرنسي والتي جاء فيها أن عالمة المصنع والتجارة أو‬
‫الخدمات هي إشارة قابلة للتمثيل الخطي تستخدم لتمييز منتجات أو خدمات شخص‬
‫طبيعي أو معنوي‪ ،‬وعليه فإن الوظيفة األساسية للعالمة تكمن في تمييز المنتجات‬
‫والخدمات عن غيرها من المنتجات والخدمات المنافسة لها‪ ،‬ويشترط فيها أن تكون‬
‫قابلة للتمثيل الخطي‪.‬‬

‫وهكذا إن العالمة في التشريع الجزائري هي كل إشارة سواء كانت كلمة أو‬


‫اسم أو رسم أو صورة إلى غير ذلك من األشكال التي يمكن اتخاذها كعالمة تجارية‬
‫شرط أن تكون مميزة حتى تؤدي وظيفتها في تمييز المنتجات والخدمات عن غيرها‬
‫هذا من جهة ومن جهة أخرى يشترط المشرع أن تكون العالمة قابلة للتمثيل الخطي‬
‫إذ أن اإلشارات التي ال يمكن تمثيلها خطيا ال يمكن تسجيلها وبالتالي ال تحظى‬
‫بحماية القانون تلك العالمات التجارية الخاصة بحاستي الشم والسمع‪ ،‬وهنا يعاب‬
‫على الم شرع الجزائري أنه لم يعط تعريفا واسعا للعالمة التجارية فكان يجب عليه‬
‫عدم حصرها في تلك القابلة للتمثيل الخطي فقط وأن يسلك مسلك التشريعات المقارنة‬

‫‪4‬‬
‫التي اعتبرتها قابلة للتمثيل؛ وعليه يمكن اعتبار العالمة التجارية كل إشارة من شأنها‬
‫تمييز منتجات أو خدمات شخص طبيعي أو معنوي عن منتجات أو خدمات غيره(‪.)7‬‬

‫الفرع الثاني‪ -‬تمييز العالمة عن بعض التسميات التجارية‪:‬‬

‫‪ -10‬تمييز العالمة عن االسم التجاري‪ :‬العالمة هي كل رمز قابل للتمثيل الخطي‬


‫يستعمل من أجل تمييز سلع وخدمات شخص طبيعي أو معنوي عن سلع وخدمات‬
‫غيره‪ ،‬أما االسم التجاري فهو العبارة التي يستخدمها التاجر لتمييز محله‪ ،‬ويعتبر‬
‫وجوبي وتعود ملكيته لألسبق في استعماله ‪ ،‬بينما تعود ملكية العالمة التجارية‬
‫لألسبقية في التسجيل‪ ،‬وتقتصر حماية االسم التجاري على النطاق المكاني الذي‬
‫يتسع له نشاطه عن طريق دعوى المنافسة غير المشروعة‪ ،‬فيحق للتاجر أن يستل‬
‫استعماله‪ ،‬بينما العالمة تتمتع بحماية قانونية مدنية وجزائية على كافة التراب‬
‫‪.‬‬ ‫الوطني‬
‫(‪)0‬‬

‫‪ -10‬العالمة والعنوان التجاري‪ :‬العنوان التجاري أو عنوان المحل هو تسمية أو‬


‫إشارة أو رمز أو عبارة مبتكرة تسمح بتمييز المتجر عن غيره‪ ،‬والسم التجاري ال‬
‫يمكن أن يكون إال اسما بعكس العنوان التجاري الذي يمكن أن يكون اسما أو رم از أو‬
‫رسما‪ ،‬كما أن العنوان يعتبر اختياريا وليس وجوبيا كما هو الحال بالنسبة لالسم‬
‫التجاري‪ ،‬وشروط العنوان التجاري بوصفه تسمية مبتكرة هي شروط العالمة التجارية‬
‫لكنه يختلف من حيث الغرض مع العالمة التجارية‪ ،‬فالغرض من العالمة هو تمييز‬
‫السلع والخدمات عن مثيالتها‪ ،‬بينما الغرض من العنوان التجاري هو تمييز المحل‬
‫التجاري عن غيره أمام جمهور العمالء وملكية العنوان تعود لمن استعمله أوال أما‬
‫العالمة فتعود ملكيتها لمن سجلها أوال‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -10‬تمييز العالمة عن البيان التجاري‪ :‬البيان التجاري هو اإليضاح الذي يضعه‬
‫التاجر أو الصانع على منتجاته أو بضائعه لبيانها كما وكيفا ونوعا ومصدرا‪ ،‬ال‬
‫يتمتع التاجر الذي يضع بيانا تجاريا معينا على منتجاته بحق احتكار استغالله في‬
‫حين أن العالمة تخول لصاحبها الحق في احتكارها واستعمالها وااللتزام بوضع البيان‬
‫التجاري يجد مصدره في المراسيم التنظيمية التي جاءت تطبيقا ألحكام القانون‬
‫‪ 62/67‬المتعلق بالقواعد العامة لحماية المستهلك‪ ،‬وهذا يقابل إلزامية استخدام‬
‫‪.‬‬ ‫العالمة على كل سلعة أو خدمة مقدمة‬
‫(‪)9‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬الحق في العالمة وأهدافها‬

‫سنتطرق في هذا المطلب إلى الحق في العالمة التجارية هل هو لمستخدمها‬


‫(مستعملها األول) أم لصاحب التسجيل في الفرع األول أما الثاني فسنتطرق فيه إلى‬
‫وضيفتا وأهدافها‬

‫الفرع األول ‪ -‬الحق في العالمة‪ :‬يمكن رد اكتساب الحق في العالمة إلى أحد‬
‫أمرين حسب فقهاء القانون‪ ،‬األول للواقعة المادية والثاني للواقعة القانونية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الواقعة المادية‪ :‬تتمثل في استعمال العالمات التجارية حيث يرجع اكتساب‬
‫الحق في العالمة ألول مستعمل لها استعماال جديا ومستم ار في تمييز السلع‬
‫والخدمات ويشترط أن يكون استعماال علنيا ومنتظما بال انقطاع‪ ،‬أما االستعمال غير‬
‫الجدي والمنقطع فإنه ال يكسب الحق في العالمة وال يمكن االحتجاج به في مواجهة‬
‫منافس يقوم باستعمال العالمة استعماال مستم ار أو منتظما وهذا ما كان يأخذ به‬
‫المشرع الفرنسي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الواقعة القانونية‪ :‬يعتبر هذا المبدأ بأن تسجيل العالمة يترتب عليه كسب‬
‫الحق فيها ويقصد بالتسجيل هنا قيام صاحب العالمة بتسجيل عالمته لدى الجهة‬

‫‪6‬‬
‫المختصة وفقا لإلجراءات القانونية المعمول بها ‪،‬ويترتب على تسجيل العالمة نشؤ‬
‫الحق في العالمة وليس تقرير الحق فيها‪ ،‬أي أن التسجيل يفيد ملكية العالمة‬
‫بصرف النظر عن التصرف السابق لها‪ ،‬وهذا ما أخذ به المشرع الجزائري في‬
‫المادتين ‪ 7‬و‪ 0‬من األمر ‪ ،60/61‬ويخول التسجيل لصاحب العالمة جميع الحقوق‬
‫‪.‬‬ ‫الواردة عليها‬
‫(‪)6‬‬

‫الفرع الثاني‪ -‬أهداف ووظائف العالمة التجارية‪ :‬تتمثل هاته األهداف والوظائف‬
‫التي تؤديها العالمة التجارية في النقاط التالية‪:‬‬

‫أوال‪ -‬العالمة التجارية وسيلة من وسائل المنافسة المشروعة حيث تلعب دو ار كبي ار‬
‫في تحقيق العدالة بين المشتغلين في القطاع التجاري والصناعي والخدماتي لنيل ثقة‬
‫جمهور المستهلكين‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬العالمة التجارية وسيلة هامة إلنجاح المشاريع االقتصادية هي وسيلتها ي‬


‫مجال المنافسة مع غيرها من المشروعات على الصعيد الدولي والمحلي على حد‬
‫سواء‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬هي األداة التي تدفع خطر السقوط في الملك العام للعالمة بسبب شيوعها‬
‫على لسان العامة ي الوقت الذي هي فيه عالمات تجارية وليست تسمية فقط تطلق‬
‫على الشيء‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬هي أداة لتحديد مصدر البضائع والخدمات والسلع ويكون ذلك من خالل إبراز‬
‫ذاتيتها ببيان الجهة المنتجة لها‪.‬‬

‫خامسا‪ -‬هي وسيلة اإلعالن عن المنتجات والبضائع فهي وسيلة التاجر أو الصانع‬
‫لإلعالن عن بضائعه أو خدماته‪ ،‬قصد ترويجها لضمان نجاح مشروعه‪ ،‬عن طريق‬

‫‪7‬‬
‫استعمال وسائل اإلعالن المتاحة إليصال العالمة إلى المستهلكين وتثبيتها ي‬
‫ذاكرتهم‪.‬‬

‫سادسا‪ -‬هي رمز الثقة بصفات المنتجات والبضائع والخدمات‪ ،‬فهي أداة لتحديد‬
‫وبيان مركز المنتج أو الصانع أو مقدم الخدمة ين غيره من المنافسين له‪ ،‬وثي ار ما‬
‫تستمد قوتها من الجودة التي يرمز لها وتعبر عن صفات المنتجات أو البضائع التي‬
‫تميزها سواء من حيث النوع أو المرتبة أو الضمان أو طريقة التحضير‪.‬‬

‫سابعا‪ -‬العالمة أداة لحماية جمهور المستهلكين من مختل صور الغش والخداع‬
‫بتحديد المسؤوليات القانونية على المنتجين والمصنعين في حال قيامهم بتضليل‬
‫الجمهور واستعمال االحتيال والغش لترويج البضائع بإخفاء عيوبها واظهارها على‬
‫‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫حقيقتها‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬خصائص العالمة‬

‫تتميز العالمة التجارية بمجموعة من الخصائص تتمثل في كون الحق فيها هو حق‬
‫معنوي‪ ،‬والزامية طابعها إضافة إلى خصوصية مجاالت استعمالها وكذا استقالليتها‬
‫عن المنتوج‪ ،‬وسنخصص في هذا المطلب فرعا مستقال لكل منها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ -‬الحق في العالمة هو حق معنوي‪ :‬حيث يمنح الحق في العالمة‬


‫لصاحبه سلطة استغالل نسبي سواء تعلق األمر بالعالمة أو بموضوعها‪ ،‬أي المنتوج‬
‫أو الخدمة التي تميزها‪ ،‬فالغير له أن يستعمل ذات العالمة أو عالمة مشابهة لتمييز‬
‫منتجات مختلفة ما دامت ال تثير الخلط في ذهن المستهلك‪ ،‬كما أن الحق في‬
‫العالمة ال يمنح حق استغالل السلعة بل يتعلق بتقديم السلعة أو الخدمة للجمهور‪،‬‬
‫فالمنافس يستطيع أن يبيع ذات السلعة أو الخدمة من نفس الطبيعة ولكن بعالمات‬

‫‪8‬‬
‫مختلفة أو حتى دون عالمة ويستطيع ممارسة نفس النشاط التجاري لكن تحت اسم‬
‫تجاري مختلف ويمكن أن يبيع التاجر نفس البضاعة ولن دون التسمية المحمية‪.‬‬

‫وعليه يتميز الحق في العالمة التجارية عن باقي الحقوق خاصة االبتكارات‬


‫الجديدة باعتباره حق نسبي‪ ،‬كما أن استئثار العالمة يكون في إطار تخصصها‪،‬‬
‫وصاحب الحق فيها ال يستطيع منع الغير من استعمال نفس العالمة على منتجات‬
‫وخدمات مختلفة عن تلك التي حددها أثناء إيداعها دون أن يشل ذلك اعتداء على‬
‫‪.‬‬ ‫حق الملكية‬
‫(‪)36‬‬

‫الفرع الثاني‪ -‬الطابع اإللزامي للعالمة‪ :‬حيث أن المشرع الجزائري جعل العالمة‬
‫بأنواعها الثالثة (عالمة المصنع والعالمة التجارية وعالمة الخدمة) إلزامية بعد ما‬
‫ميز بينها في التشريع السابق حيث كان يلزم فقط عالمة المصنع أما عالمة الخدمة‬
‫والعالمة التجارية فد جعلهما اختياريين‪ ،‬إلى جانب ذلك فإن انون حماية المستهلك‬
‫وقمع الغش نص على وجوب استعمال العالمة وسيلة العالم المستهلك عن المنتوج‪،‬‬
‫وذلك في نص المادة ‪ ":39‬يجب على كل متدخل أن يعلم المستهلك بكل المعلومات‬
‫المتعلقة بالمنتوج الذي يضعه لالستهالك بواسطة الوسم ووضع العالمات أو بأية‬
‫‪.‬‬
‫(‪)33‬‬
‫وسيلة أخرى مناسبة‬

‫الفرع الثالث‪ -‬مجال استخدام العالمة‪ :‬نصت المادة ‪ 2‬من األمر ‪ 60/61‬المتعلق‬
‫بالعالمات على ‪":‬كل الرموز القابلة للتمثيل الخطي السيما الكلمات بما فيها أسماء‬
‫األشخاص واألحرف ‪...‬التي تستعمل كلها لتمييز سلع أو خدمات شخص طبيعي أو‬
‫معنوي"‪ ،‬والسلعة حسب الفقرة ‪ 1‬من المادة ذاتها تتمثل في كل منتوج طبيعي أو‬
‫زراعي أو تقليدي أو صناعي‪ ،‬خاما كان أو مصنعا‪ ،‬ويعتبر حكم هذه المادة مطابقا‬
‫لما ورد في اتفاقية باريس الدولية لحماية الملكية الصناعية(‪.)32‬‬

‫‪9‬‬
‫الفرع الرابع‪ -‬استقاللية العالمة عن المنتوج‪ :‬إن محل العالمة سواء إن منتجا أو‬
‫خدمات مستل تماما عن العالمة بحد ذاتها إذ أن صحة هذه األخيرة مستقلة عن‬
‫مشروعية المنتوج التي توضع عليه العالمة‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 6‬من األمر‬
‫‪ 60/61‬المتعلق بالعالمات التجارية ‪ ":‬ال تكون طبيعة السلع والخدمات التي تشملها‬
‫العالمة بأي حال من األحوال عائقا أمام تسجيل العالمة"‪ ،‬وعليه ال يجوز رفض‬
‫تسجيل العالمة على أساس أن الخدمة أو طبيعة المنتوج يعتبر غير مشروع‪،‬‬
‫فالعالمة مستقلة عن المنتجات والخدمات المعنية بها‪ ،‬كما ال يجوز رفض تسجيل‬
‫عالمة على أساس أن المنتوج المخصص لها يحضر صنعه في الدولة‪ ،‬واستقاللية‬
‫العالمة ال تقتصر على المنتوج فقط بل تتعداه إلى مالكها‪ ،‬ويقصد بذلك أن صحة‬
‫العالمة ال يتوقف على ما إذا كان مالكها أهال الستغالل المنتوج أو الخدمة المعنية‬
‫بالعالمة‪ ،‬وعليه فالشخص الذي يحضر عليه بيع المنتجات الصيدالنية ال يمكن أن‬
‫يكون مالكا للعالمة ويضاف إلى ذلك استقاللية العالمة عن المؤسسة التي‬
‫‪.‬‬ ‫تستغلها‬
‫(‪)31‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تسجيل العالمة في القانون الجزائري وآثاره‪.‬‬

‫حيث قسمنا هذا المبحث إلى ثالثة مطالب تناولنا في األول الشروط الواجب‬
‫توفرها في العالمة التجارية حتى يتم تسجيله وفي الثاني تطرقنا إلى الهيئة المختصة‬
‫بعملية تسجيل العالمات وحاالت رفض تسجيلها‪ ،‬وفي المطلب الثالث تناولنا اآلثار‬
‫المترتبة على عملية التسجيل‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬شروط تسجيل العالمة‬

‫حيث سنتطرق في هذا المطلب إلى كل من الشروط الموضوعية والشروط الشكلية‬


‫التي يتطلبها القانون‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفرع األول‪ -‬الشروط الموضوعية للعالمة‪ :‬يتفق القانون الجزائري مع كافة‬
‫االتفاقيات الدولية وكذا الوانين المقارنة على ضرورة أن تتوفر في العالمة شروط‬
‫موضوعية‪ ،‬وتتمثل هته الشروط في‪:‬‬

‫أوال‪ -‬التميز‪ :‬إن العالمة التجارية المراد تسجيلها والمؤلفة من كلمات أو أسماء أو‬
‫أحرف أو أرقام أو رسومات أو أشكال أو خليط منها يشترط أن تكون ذات صفة‬
‫مميزة وهو ما يطلق عليه "بالصفة الفارقة" وهو ما ورد في نص المادة ‪ 2‬من األمر‬
‫‪ ،60/61‬ويقصد بشرط التميز أن يكون للعالمة التجارية شكل يميزها عن غيرها من‬
‫العالمات األخرى أي تكون لها ذاتية تحول بينها وبين التشابه مع العالمات األخرى‬
‫وعليه فألشكال والرموز العادية أو الشائعة االستعمال ال يمكن أن تتخذ صورة‬
‫للعالمة التجارية‪ ،‬وشرط التميز الذي يتطلبه القانون في العالمة التجارية يختلف عن‬
‫شرط االبتكار الذي يتطلبه في حقوق الملكية الصناعية األخرى كالبراءات والرسوم‬
‫‪.‬‬ ‫والنماذج الصناعية‬
‫(‪)38‬‬

‫ثانيا‪ -‬أن تكون العالمة جديدة‪ :‬لم ينص المشرع صراحة على هذا الشرط ولكن‬
‫يمكن أن نستنتجه من خالل نص المادة ‪ 9‬فقرة ‪ 7‬من األم ‪ ": 60/61‬تستثنى من‬
‫التسجيل الرموز المطابقة أو المشابهة لعالمة كانت محل طلب تسجيل"‪ ،‬أي بمفهوم‬
‫المخالفة يتم تسجيل الرموز غير المطابقة وال المشابهة لعالمة كانت محل طلب‬
‫تسجيل؛ بمعنى أن ال يقبل بعالمة ليست جديدة عن تلك التي تم إيداع طلب‬
‫‪.‬‬ ‫تسجيلها ومن باب أولى تلك التي تم تسجيلها والتي تتمتع بحماية قانونية‬
‫(‪)37‬‬

‫ثالثا‪ -‬التمثيل الخطي‪ :‬بين المشرع الجزائري في المادة ‪ 2‬من األمر‪ 60/61‬المتعلق‬
‫بالعالمات التجارية أن العالمات هي كل الرموز القابلة للتمثيل الخطي والمقصود‬
‫بذلك أن تكون مكتوبة من جهة وظاهرة بصورة مادية ملموسة من جهة ثانية ولم‬
‫يشترط المشرع اللغة العربية للكتابة‪ ،‬كما أخرج العالمات غير الملموسة (شم وسمع)‬
‫‪11‬‬
‫من دائرة العالمة التجارية كونها ال تمثل خطيا‪ ،‬وهذا خالف التشريعات األوروبية‬
‫‪.‬‬ ‫التي يمكن حسبها تمثيلها خطيا‬
‫(‪)30‬‬

‫رابعا‪ -‬عدم مخافة النظام العام واآلداب العامة‪ :‬تقضي القواعد العامة أن جميع‬
‫التصرفات وكذا المعامالت بين األفراد مهما كان نوعها ال تكون صحيحة ونافذة إذا‬
‫ثبت مخالفتها للنظام العام واآلداب العامة‪ ،‬وانطالقا من هذه المبدأ فقد نصت المادة‬
‫‪ 9‬فقرة ‪ 8‬من األمر ‪ 60/61‬على منع هذا النوع من العالمات ‪ ":‬يستثنى من‬
‫التسجيل الرموز المخالفة للنظام العام واآلداب العامة والرموز التي يحظر استعمالها‬
‫بموجب القانون أو االتفاقيات الثنائية أو المتعددة األطراف التي تكون الجزائر طرفا‬
‫فيها"‪ ،‬وفكرة النظام العام واآلداب العامة هي فكرة نسبية بمعنى أنها تختلف من‬
‫مجتمع آلخر ومن نظام آلخر‪ ،‬فالتاجر أو مقدم الخدمة األجنبي يمكن أن يصطدم‬
‫برفض التسجيل لعالمته التجارية في الجزائر حتى وان كان قانون دولته يجيزها‬
‫كعالمة‪ ،‬بل حتى وان سبق وسجلها في بلده األصلي كون ذلك يصطدم بالنظام العام‬
‫واآلداب العامة وهو ما أشارت إليه المادة ‪ 31‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪299/67‬‬
‫المحدد لكيفيات إيداع العالمات وتسجيلها والتي نصت على ‪ ":‬تخضع التسجيالت‬
‫الدولية للعالمات الممتدة حمايتها إلى الجزائر في إطار االتفاقيات الدولية التي‬
‫انضمت إليها الجزائر إلى الفحص التلقائي بهدف التحقق من أنها غير مستثناة من‬
‫التسجيل بسبب أو عدة أسباب من أسباب الرفض المذكورة في المادة ‪ 9‬من األمر‬
‫‪.‬‬
‫"(‪)39‬‬
‫‪ 60/61‬المتعلق بالعالمات التجارية‬

‫الفرع الثاني ‪ -‬الشروط الشكلية للعالمة‪ :‬إن تسجيل العالمة التجارية يجب أن يتم‬
‫على مستوى المصالح المختصة‪ ،‬إضافة إلى عدم وضع أية عالمة لسلع أو خدمات‬
‫قبل تسجيلها‪ ،‬كما أن المشرع قد حدد إجراءات إيداع وفحص وتسيل العالمة التجارية‬

‫‪12‬‬
‫والتي ال يستطيع مالك العالمة االستفادة من الحماية المقررة لها إال بعد استيفائه‬
‫للشروط الشكلية والمتمثلة في‪:‬‬

‫أوال‪ -‬إيداع العالمة التجارية‪ :‬حددت المادة ‪ 1‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪299/67‬‬
‫كيفية إيداع العالمة التجارية وذلك بتقديم طلب لدى الهيئة المختصة شخصيا أو‬
‫يرسل عن طريق البريد‪ ،‬أو بأية وسيلة أخرى مناسبة تثبت االستالم وذلك إما من‬
‫صاحب العالمة شخصيا أو من قبل موكله‪ ،‬واذا كان صاحب الطلب مقيما بالخارج‬
‫يتوجب عليه تعيين وكيل وفق اإلجراءات المعمول ها في الوكالة‪ ،‬ويجب أن يتم طل‬
‫اإليداع قصد تسجيل العالمة وفقا الستمارة رسمية تتضمن اسم المودع ولقبه وعنوانه‬
‫وكذا قائمة واضحة وكاملة للسلع والخدمات‪ ،‬كما يجب أن يرفق الطلب ببعض‬
‫الوثائق اإلدارية كالوكالة الخاصة المسلمة للوكيل الذي ينوب عن صاحب الطلب‬
‫المقيم بالخارج والوثائق المتعلقة بأولوية إيداع سابق ووصل تسديد رسوم اإليداع‬
‫‪.‬‬ ‫والنشر‬
‫(‪)36‬‬

‫ثانيا‪ -‬فحص اإليداع ‪ :‬يلعب اإليداع دو ار مهما في اكتساب ملكية العالمة لهذا يقوم‬
‫المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية بفحص الطلب من حيث الشكل‬
‫والمضمون‪ ،‬فإذا كان الفحص ايجابيا من الناحيتين يعد اإليداع مقبوال‪ ،‬وعلى إثر‬
‫ذلك تقوم الهيئة المختصة بتحرير محضر يثبت تاريخ اإليداع وساعته ومكانه‪ ،‬وكذا‬
‫رقم التسجيل ودفع الرسوم‪ ،‬ونظ ار للبيانات المدرجة فيها تعد هذه الوثيقة ذات أهمية‬
‫بالغة لفض النزاعات المحتملة والتي يمكن أن تقع بين عدة مودعين(‪.)37‬‬

‫ثالثا‪ -‬التسجيل ‪ :‬يقصد بالتسجيل القرار الذي يتخذه مدير المعهد الوطني الجزائري‬
‫للملكية الصناعية والذي يؤدي إلى قيد العالمة في السجل الخاص الذي يمسكه‬
‫المعهد‪ ،‬والذي تقيد فيه العالمات وكافة العقود األخرى التي نص عليها األمر‬
‫‪ 60/61‬سالف الذكر‪ ،‬وهنا يظهر الفرق بين التسجيل واإليداع؛ فاإليداع هو عملية‬
‫‪13‬‬
‫تسليم الملف للمعهد الوطني للملكية الصناعية حضوريا أو عن طريق البريد‬
‫والتسجيل هو اإلجراء الذي يقوم به مدير المعهد وهذا ما يجعل تاريخ اإليداع سابق‬
‫لتاريخ التسجيل ‪ ،‬غير أن المشرع الجزائري بين أن للتسجيل أثر رجعي أي أن مدة‬
‫التسجيل يبدأ حسابها من تاريخ إيداع الملف وذلك حماية لمصالح المودع‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬النشر ‪ :‬بعد تسجيل العالمة وقيدها يتكفل المعهد الوطني للملكية الصناعية‬
‫بهذه المهمة المتمثلة في النشر‪ ،‬ويقصد بها عملية شهر وايداع العالمة التجارية في‬
‫‪.‬‬
‫(‪)26‬‬
‫المنشور الرسمي للملكية الصناعية‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المصلحة المختصة بتسجيل العالمة‬

‫وحاالت رفض تسجيلها‬

‫حيث سنتطرق في هذا المطلب كما هو واضح في العنوان إلى دراسة واستعراض كل‬
‫من المصلحة المختصة بتسجيل العالمات التجارية وكذا الحاالت التي يرفض فيها‬
‫ذلك‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ -‬المصلحة المختصة بتسجيل العالمة‪ :‬وتتمثل في المعهد الوطني‬


‫للملكية الصناعية )‪ )I.N.A.P.I‬حدده المشرع بموجب المرسوم التنفيذي ‪06/76‬‬
‫المؤرخ في ‪ 3776-33-23‬م ‪ ،‬المتعلق بإنشاء المعهد الوطني للملكية الصناعية‪،‬‬
‫والذي جاء بديال عن المعهد الجزائري للتوحيد الصناعي والملكية الصناعية‪ ،‬هذا‬
‫األخير بدوره حل محل أول هيئة مختصة بتسجيل العالمات في الجزائر وهي‬
‫المكتب الوطني للملكية الصناعية؛ حيث يعتبر الهيئة الوحيدة المختصة التي خولها‬
‫القانون هذه المهام‪ ،‬وان كان له شخصية معنوية ويخضع للقانون الخاص في‬
‫معامالته ويتميز بطابعه التجاري والصناعي إال أنه يمارس صالحيات السلطة‬

‫‪14‬‬
‫العامة في مال الملكية الصناعية كونه له مهام تسيير الخدمة العمومية المتعلقة‬
‫‪.‬‬ ‫بتنفيذ السياسة الوطنية في مجال الملكية الصناعية‬
‫(‪)23‬‬

‫الفرع الثاني‪ -‬حاالت رفض تسجيل العالمة التجارية‪ :‬أورد المشرع الجزائري في‬
‫المادة ‪ 9‬من األمر ‪ 60/61‬المتعلق بالعالمات الحاالت التي يتوجب فيها رفض‬
‫تسجيل العالمة وأسباب الرفض والمتمثلة في ‪:‬‬

‫أوال‪ -‬الرموز التي تمثل شكل السلع أو غالفها ‪ :‬نص المشرع في المادة ‪ 9‬فقرة ‪1‬‬
‫من األمر ‪ 60/61‬على‪ ":‬تستثنى من التسجيل الرموز التي تمثل شكل السلع أو‬
‫غالفها إذا كانت طبيعة أو وظيفة السلع أو التغليف تفرضها "‪ ،‬فالعبرة في الرموز‬
‫والعبارات الوصفية هو أن ال يكون اللفظ أو الرمز عاما وشائعا لدى الجمهور‪ ،‬أما‬
‫إذا كان المنتوج أو الخدمة موجهة لفئة معينة فيكفي أن ال يكون معروفا لدى‬
‫األوساط التجارية المتخصصة‪.‬‬

‫فالرموز أو السمات أو الكتابات أو اإلشارات ‪ ،...‬التي تظهر على غالف‬


‫أو الفتة أو ملصقة أو بطاقة تدل على طبيعتها‪ ،‬وشكل المنتج أو غالفه المكون من‬
‫مواد أيا كانت طبيعتها والموجهة لتوظيب وحفظ وحماية وعرض المنتوج والسماح‬
‫بشحنه وتفريغه وتخزينه ونقله وضمان سالمته يتعين على الهيئة المختصة استبعادها‬
‫من التسجيل وذلك ألن وظيفة السلعة أو الخدمة تتطلبها‪ ،‬فهي تعد عنص ار أساسي‬
‫أو ضروري تتطلبه طبيعة المنتوج‪ ،‬أو عناصر وصفية أو نوعية مرفقة بالمنتوج ودالة‬
‫على خصائصه‪ ،‬فتغليف المنتجات والوسم الذي يوضع عليها كلها ال تصلح كعالمة‬
‫تجارية‪ ،‬وقد رفض القضاء الجزائري في أحد ق ارراته وهو قرار المحكمة العليا ملف‬
‫رقم ‪ ،29 89 27‬مؤرخ في ‪( ،2663-60-26‬المجلة القضائية العدد‬
‫الثاني‪2661،‬م‪ ،‬ص ‪ )236-266‬رفض استعمال عبارة ((كوكونت)) التي تعني‬

‫‪15‬‬
‫جوز الهند وذلك ألنها مشتركة بين جميع منتجي مواد التجميل‪ ،‬وال يمكن ألحد‬
‫االستئثار بها‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬الرموز المماثلة لعالمة مشهورة‪ :‬حيث نصت المادة ‪ 9‬فقرة ‪ 6‬من األمر‬
‫‪ 60/61‬على‪ ":‬تستثنى من التسجيل الرموز المماثلة أو المشابهة لعالمة أو السم‬
‫تجاري يتميز بالشهرة في الجزائر وتم استخدامه لسلع مماثلة ومشابهة تنتمي لمؤسسة‬
‫أخرى إلى درجة إحداث تضليل بينهما أو الرموز التي هي بمثابة ترجمة للعالمة أو‬
‫االسم التجاري "‪.‬‬

‫والعالمة المشهورة هي عالمة تجارية عادية‪ ،‬إال أن لها انتشا ار واسعا لدى‬
‫الجمهور وفي السوق وذلك الرتباطها بالجودة وتميزها بخصائص ومميزات عن غيره‬
‫من العالمات‪ ،‬فالرموز المشابهة أو المماثلة التي من شأنها أن تحدث لبس أو تمس‬
‫حقوق سابقة خاصة إذا تعلق األمر بعالمة تجارية مشهورة أو اسم تجاري معروف‬
‫في الجزائر‪ ،‬وكذا الرموز التي هي مجرد ترجمة لهما مستثناة من التسجيل‪ ،‬حيث‬
‫نصت المادة ‪ 7‬من األمر ‪ 60/61‬في الفقرة ‪ 8‬على حماية العالمات المشهورة‪":‬‬
‫لصاحب عالمة ذات شهرة في الجزائر حق منع الغير من استعمال عالمته دون‬
‫رضاه وفقا للشروط المنصوص عليها ي المادة ‪ 9‬فقرة ‪ 6‬المذكورة أعاله"‪ ،‬إال أن‬
‫المشرع لم يحدد المعايير التي يمكن األخذ بها لتقرير شهرة العالمة وترك األمر‬
‫‪.‬‬
‫(‪)22‬‬
‫للقضاة‬

‫ثالثا‪ -‬العالمات المحظورة والمضللة والمشابهة والمقلدة‪ :‬حيث استثناها المشرع‬


‫بموجب المادة ‪ 9‬من األمر ‪ ،60/61‬الرموز الخاصة بالملك العام والرموز التي‬
‫يحضر استعمالها بموجب القانون الوطني أو االتفاقيات الدولية (ثنائية أو جماعية)‬
‫تكون الجزائر طرفا فيها‪ ،‬والرموز التي يمكن أن تضلل الجمهور أو األوساط التجارية‬
‫فيما يخص طبيعة أو جودة أو مصدر السلع والخدمات والخصائص األخرى‬
‫‪16‬‬
‫المتصلة بها والرموز التي تشكل حصريا أو جزئيا بيانا قد يحدث لسامع المصدر‬
‫الجغرافي لسلع أو خدمات معينة‪ ،‬واذا تم تسجيل هذه الرموز كعالمة بغير حق‬
‫تعرقل استعمال ذلك البيان الجغرافي من قبل أشخاص آخرين لهم الحق في‬
‫استعماله‪.‬‬

‫كما استثنى المشرع تسجيل العالمات التي تتكون من رموز تحمل من بين‬
‫عناصرها نقال أو تقليد ‪ :‬لشعارات رسمية أو أعالم وطنية أو شعارات أخرى أو اسم‬
‫مختصر ‪ ،‬أو رمز أو إشارة أو دمغة رسمية تستخدم للرقابة أو الضمان من بل دولة‬
‫أو منظمة مشتركة بين الحكومات أنشأت بموجب اتفاقية دولية إال إذا رخصت لها‬
‫السلطات المختصة لهذه الدول أو المنظمات بذلك‪ ،‬مثال ( األعالم والرايات الوطنية‬
‫‪.‬‬
‫(‪)21‬‬
‫وشعارات المنظمات كالهالل األحمر ‪...،‬الخ)‬

‫المطلب الثالث ‪:‬آثار تسجيل العالمة‬

‫يترتب على تسجيل العالمة آثار قانونية هامة تتمثل في حقوق صاحب العالمة الذي‬
‫يستوفي اإلجراءات القانونية لتسجيلها‪.‬‬

‫باستيفاء جميع الشروط الموضوعية‬ ‫الفرع األول‪ -‬اكتساب الحق في العالمة‪:‬‬


‫للتسجيل يصبح صاحب العالمة متمتعا بحماية قانونية لحقه في العالمة‪ ،‬وهو ما‬
‫يخوله جملة من الحقوق عليها تتمثل في ‪:‬‬

‫أوال‪ -‬احتكار استغالل العالمة‪ :‬يعتبر من قام بتسجيل العالمة لدى المصلحة‬
‫المختصة مالكا لها‪ ،‬وله وحده أن يستعملها على السلع والخدمات التي يعينها لها‬
‫طيلة المدة القانونية المحددة ب ‪ 36:‬سنوات قابلة للتجديد لفترات متتالية‪ ،‬وهذا بنص‬
‫المادة ‪ 7‬من األمر ‪ 60/61‬فهو حق مؤقت وليس دائم ‪،‬مادام توف المالك عن‬
‫التسجيل يفقده حقه على العالمة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ثانيا‪ -‬حق التصرف ‪:‬يترتب لصاحبها الحق في استغاللها‪ ،‬كما يخول له ذلك الحق‬
‫في التصرف فيها ‪ ،‬وترد على العامة عدة تصرفات‪ (،‬فيمكن التنازل عنها بالبيع أو‬
‫رهنها‪ ،‬كما يمكن أن تكون موضوع رخصة)‪ ،‬وهو ما ورد في نص المادة ‪ 38‬من‬
‫األمر ‪ 60/61‬سالف الذكر‪ ،‬حيث جاء فيها‪ ":‬بمعزل عن التحويل الكلي أو الجزئي‬
‫للمؤسسة‪ ،‬يمكن نقل الحقوق المخولة عن طلب التسجيل أو تسجيل العالمة كليا أو‬
‫جزئيا أو رهنها"؛ أما الرهن فيكون ذلك عن طريق رهن المحل التجاري باعتبارها‬
‫عنص ار من عناصره‪ ،‬وفي هذه الحالة يجب على األفراد أن يدرجوها في قائمة‬
‫العناصر المرهونة وهو ما نصت عليه المادة ‪ 337‬من القانون التجاري‪.‬‬

‫كما يجوز الترخيص باستعمال العالمة وهذا ما يفهم من نص المادة ‪ 30‬من‬


‫األمر‪ ": 60/61‬يمكن أن تكون الحقوق المرتبطة بالعالمة موضوع رخصة استغالل‬
‫واحدة‪ ،‬أو استئثارية أو غير استئثارية‪ ،‬لكل أو جزء من السلع أو الخدمات التي تم‬
‫إيداع أو تسجيل العالمة بشأنها"‪ ،‬ويقصد برخصة االستغالل العقد الذي يمنح‬
‫بموجبه صاحب العالمة الغير الحق في استغالل عالمته كليا أو جزئيا بصورة‬
‫(‪.)28‬‬ ‫استئثارية أو غير استئثارية وذلك بمقابل يكون على شكل إتاوات‬

‫الفرع الثاني ‪-‬انقضاء العالمة‪ :‬تنقضي العالمة التجارية بطريقين إما بإرادة صاحبها‬
‫أم بغير إرادته‪.‬‬

‫أوال ‪ -‬بإرادة صاحبها‪ :‬وذلك في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -0‬عدم تجديد التسجيل ‪ :‬وذلك بعد انقضاء ‪ 36‬سنوات وال يجوز له إدخال أي‬
‫تغيير عليها أو شطب أو إضافة سلع أو خدمات غير التي سجلت من أجلها العالمة‬
‫مسبقا ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -0‬التخلي عن العالمة‪ :‬يجوز لصاحبها أن يطلب من المعهد الوطني الجزائري‬
‫للملكية الصناعية التخلي عن العالمة أو العدول عن تسجيلها لكل أو جزء من السلع‬
‫أو الخدمات التي سجلت من أجلها عن طريق تقديم طل وارساله بواسطة رسالة‬
‫موصى عليها بإشعار علم الوصول ‪ ،‬وفي حالة ما إذا قدم الطلب من قبل الوكيل‬
‫يرفق بوكالة خاصة مؤرخة وممضاة تتضمن اسم الوكيل وعنوانه‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬بغير إرادة صاحبها‪ :‬وذلك ي الحاالت التالية ‪:‬‬

‫‪ -0‬بطالن التسجيل ‪ :‬يمكن للجهة القضائية المختصة أن تبطل تسجيل العالمة‬


‫بأثر رجعي من تاريخ اإليداع وذلك بطلب من المصلحة المختصة أو من الغير‬
‫عندما يتبين لها بأن التسجيل جاء مخالفا لألحكام القانونية المقررة في المادة ‪ 9‬من‬
‫األمر ‪ 60/61‬سالف الذكر‪ ،‬إذ ال يمكن للمعهد الوطني للملكية الصناعية أن يدم‬
‫من تلقاء نفسه بإبطال عالمة مسجلة إال بموجب حكم قضائي‪.‬‬

‫‪ -0‬عدم االستعمال‪ :‬إذا لم يقم مالك العالمة المسجلة باستعمال هذه العالمة‬
‫استعماال جديا لمدة ‪ 1‬سنوات متتالية أي دون انقطاع ترتب عن ذلك ابطالها وبالتالي‬
‫(‪.)27‬‬ ‫سقوط حقه في العالمة إال إذا دم مالك العالمة مبر ار قبل انتهاء هذا األجل‬

‫خاتمة ‪:‬‬

‫ما يمكن قوله في األخير أن المشرع الجزائري ومن خالل سعيه لتنظيم عملية‬
‫تسجيل العالمة التجارية وضبط معالمها قد وفق إلى حد بعيد ‪،‬فباستثناء تعريفه الذي‬
‫جاء منقوصا من عدم إدراجه للعالمات التي تعتمد على الحواس كالسمع والشم وذلك‬
‫ألنه وضع ضابط القابلية للتخطيط‪ ،‬نجد أنه رسم أهم الخطوط العريضة والمعالم‬
‫التي تمكنه من ضبط هذا المجال الذي يتميز بالدقة والحساسية كونه يتعلق بالذمة‬
‫المالية للتجار‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ -3‬راشدي سعيدة‪ ،‬العالمات في القانون الجزائري الجديد‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫جامعة تيزي وزو‪2638 ،‬م‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ -2‬رمزي حوحو وكاهنة زواوي‪ ،‬التنظيم القانوني للعالمات في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة المنتدى القانوني‪،‬‬
‫العدد ‪ ،7‬قسم الكفاءة المهنية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ -1‬انظر المادة ‪ 2‬من األمر رقم ‪.79/00‬‬
‫‪ -8‬انظر المادة ‪ 2‬من األمر ‪ 60/61‬المتعلق بالعالمات التجارية‪.‬‬
‫‪ -7‬راشدي سعيدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.31-32‬‬
‫‪ -0‬رمزي حوحو وكاهنة زواوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -9‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -6‬وليد كحول‪ ،‬المسؤولية القانونية عن جرائم التعدي على العالمات في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬تخصص قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة بسكرة‪2637-2638،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪ -7‬دكدوك هودة ‪ ،‬أهمية العالمة التجارية ودور تسجيلها في إضفاء الحماية القانونية الالزمة لها‪ ،‬جلة‬
‫اآلفاق للعلوم‪ ،‬جامعة الجلفة‪ ،‬العدد الرابع‪2630 ،‬م‪ ،‬ص ص‪.1-2‬‬
‫راشدي سعيدة ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.38‬‬ ‫‪-36‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.26‬‬ ‫‪-33‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.26‬‬ ‫‪-32‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.23‬‬ ‫‪-31‬‬
‫ميلود سالمي‪ ،‬النظام القانوني للعالمات التجارية في القانون الجزائري واالتفاقيات الدولية‪،‬‬ ‫‪-38‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬تخصص قانون خاص‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة‪-2633 ،‬‬
‫‪2632‬م‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫رمزي حوحو وكاهنة زواوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬ ‫‪-37‬‬
‫ميلود سالمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.91-92‬‬ ‫‪-30‬‬
‫المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.99‬‬ ‫‪-39‬‬
‫المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.69‬‬ ‫‪-36‬‬
‫رمزي حوحو وكاهنة زواوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬ ‫‪-37‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.86‬‬ ‫‪-26‬‬
‫ميلود سالمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.67‬‬ ‫‪-23‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.61‬‬ ‫‪-22‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.61‬‬ ‫‪-21‬‬

‫‪21‬‬
‫رمزي حوحو وكاهنة زواوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.86‬‬ ‫‪-28‬‬
‫وليد كحول‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.73-76‬‬ ‫‪-27‬‬

‫‪21‬‬

You might also like