Httpsdspace.univ Guelma.dzjspuibitstream123456789139491قانون20السيناتوس20كونسيلت202220افريل201863م PDF

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 98

‫و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 1945‬قالمة‬


‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫قسم التاريخ‬

‫قانون السيناتوس كونسيلت ‪ 22‬افريل ‪1863‬م‬

‫وآثاره على الجزائريين‬

‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في تاريخ المغرب العربي المعاصر‬

‫اشراف األستاذ الدكتور ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبتين‪:‬‬

‫‪-‬عبد الكريم قرين‬ ‫‪ -‬صفية لمواسي‬

‫‪ -‬هبة زغدودي‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬


‫الجامعة‬ ‫الصفة‬ ‫الرتبة‬ ‫األستاذ‬
‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 1945‬قالمة‬ ‫رئيسا‬ ‫أستاذ محاضر "أ"‬ ‫الحواس غربي‬
‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 1945‬قالمة‬ ‫مشرفا ومقر ار‬ ‫أستاذ محاضر "أ"‬ ‫عبد الكريم قرين‬
‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 1945‬قالمة‬ ‫مناقشا‬ ‫أستاذ محاضر "أ"‬ ‫ياسر فركوس‬

‫السنة الجامعية ‪2022-2021‬م‬


‫ي‬‫ل‬‫ف ك عل ع‬
‫)و وق ل ذي م م(‬
‫ع‬‫ل‬‫ا‬
‫صدق الله ظ مي‬

‫سورة يوسف‪ :‬الآية ‪76‬‬


‫ي‬ ‫ق‬‫ي‬
‫ر و در‬‫ك‬‫س‬
‫ي‬ ‫لي‬ ‫س‬ ‫م‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ش‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫س‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫لص‬ ‫ا‬ ‫مي‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ال‬
‫ع‬
‫د لله رب ا ن و لاة و لام ى ا رف ر ن و د‪:‬‬ ‫م‬

‫ض‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ب‬‫ل‬‫ا‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫م‬‫ع‬‫ي‬ ‫ص‬ ‫ف‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫ك‬‫ش‬‫ن‬ ‫ح‬ ‫ن‬
‫مد الله و رة ى له و تة ى ا ام هدا ث وا ع‪.‬‬

‫ومما يدعونا واجث الوفاء والعرفان نالحميل‪ ،‬ان يتقدم نالشكر العمتق الى اسياذ ان‬
‫ت‬
‫الفاضل المشرف الرسمى على نحتيا عتد الك ترم ق يرن الدي لم يبخل علتيا معلوما ةي‬
‫القيمة واراءة الصايتة‪ ،‬كما يتوجة نشكر خالص الى كل من ساهم من ق يرث او‬
‫يعتد فى مساعدييا على اتمام البحث‪.‬‬

‫كما لآ يفوييا ان نشكر كل اسايدة قسم اليارنخ الدين اطرونا خلال المسار الخامعى‬
‫ل‬‫ع‬ ‫ه‬‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫فقه ف عم‬ ‫ي‬‫ت‬ ‫م‬‫ي‬ ‫م‬
‫كب‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫خ‬ ‫خ‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫و ن ان و م الله ى م وان رد م وق ذرا ا م ذر اب ة ا ر‬ ‫ي‬

‫مما عتدهم‪.‬‬

‫من لآ نشكر الياس لآ نشكر الله‬


‫الآهداء‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫إننا في هذه الحياة على األغلب ندين لكثير من الناس الذين علمونا خالل المسار‬
‫الدراسي ولعل أصغر شيء يمكننا فعله من أجلهم هو شكرهم‪.‬‬

‫أنا أنتهز هذه الفرصة لشكر كل من كان له دورا في تعليمي وبلوغي هذا‬
‫المستوى‬

‫وأبتدئ بشكر المولى عز وجل الذي رزقني العق ل وحسن التوكل عليه سبحانه‬
‫وتعالى وعلى نعمه الكثيرة التي رزقني إياها‪.‬‬

‫إلى من أنارا لي درب العلم والمعرفة وحرصا عليا منذ الصغر واجتهدا في تربيتي‬
‫واالعتناء بي والديا الحبيبان أرجو لكما دوام الصحة والعافية‪.‬‬

‫إلى إخوتي وكل أفراد عائلتي فردا فردا‪.‬‬

‫إلى كل أصدق ائي وزمالئي بالدراسة‬

‫إلى كل هؤالء اهدي ثمرة جهدي‪.‬‬

‫**صفية**‬
‫الآهداء‬
‫بسم هللا الرحمان الرحيم‬
‫إلهي ال يطيب الليل إال بشكرك‪ ،‬وال يطيب النهار إال بطاعتك‬
‫وال تطيب الدنيا إال بذكرك‪ ،‬وال تطيب اآلخرة إال بعفوك‬
‫إلى معنى الحب والحنان واألنس واألمان إلى بسمة الحياة وسر‬
‫الوجود إلى من كان دعاؤها سر نجاحي‪ ،‬إلى اغلب الحبايب‬
‫"أمي‪.........‬أمي " أمي‪.........‬أمي"‬
‫إلى تاج راسي وقرة عيني‪ ،‬إلى صاحب الفضل الجزيل‬
‫والدعم المتواصل إلى من خطى لي المبادئ واألخالق على‬
‫صفحة بيضاء "أبي العزيز‪".‬‬
‫إلى جميع األصدق اء واألهل واألحباب‬
‫إلى من هم في ق لبي ولم يكتبهم ق لمي‬
‫إلى كل من وسعتهم ذاكرتي ولم تحملهم مذكرتي‬
‫إلى كل من يساهم في نشر رسالة العلم والدين‬
‫إلى كل هؤالء اهدي ثمرة جهدي‪.‬‬

‫**هبة**‬
‫قدمة‬‫م‬ ‫ل‬‫ا‬
‫المقدمة‬

‫اختلفت أشكال و أساليب اإلدارة االستعمارية الفرنسية في الجزائر منذ‬


‫االحتالل ‪ ,‬اال أن الغاية واحدة و هي القضاء على كيان الدولة الجزائرية ‪ ,‬و فرض‬
‫السيطرة عليها و لتحقيق أهدافها عملت على جلب المستوطنين الى أرض الوطن‬
‫الستنزاف خيرات الجزائر و محاربة المقاومة الوطنية عن طريق اإلجراءات التعسفية‬
‫و القوانين القمعية ‪ ,‬فمنذ ‪1830‬م شرعت في سن مجموعة من القوانين التي تعمل‬
‫لصالح فرنسا و تتعارض مع المصالح الجزائرية ‪ ,‬فبمجرد أن وضعت أقدامها في‬
‫الجزائر سعت إلى تجريد األهالي من أمالكهم و ذلك بتحويل الملكية الجماعية الى‬
‫الملكية الخاصة ‪.‬‬

‫فباإلضافة الى القوانين التي أصدرتها فرنسا هناك مجموعة من المراسيم و الق اررات‬
‫التي استهدفت ضم المزيد من األراضي و توفير المساحات الالزمة الستيعاب‬
‫المهاجرين األوروبيين و تأمين مصدر العيش لهم‪ ،‬ومن أهم الق اررات التي شكلت‬
‫خطورة على مستقبل ملكية األرض في الجزائر نجد قانون السيناتوس كونسيلت ‪22‬‬
‫افريل ‪1863‬م‪ ،‬الذي اعتبرته اإلدارة االستعمارية الوسيلة االنجح لتسهيل مهمتها في‬
‫السيطرة على األراضي و تحقيق غاية االستعمار وهو موضوع مذكرتنا ‪.‬‬

‫‪ -1‬أسباب اختيار الموضوع ‪:‬‬


‫دفعتنا الختيار هذا الموضوع مجموعة من األسباب‪:‬‬
‫‪-‬الرغبة الذاتية في التطرق لهذا الموضوع خاصة أنه يتناول الجانب العقاري الذي‬
‫تقل فيه الدراسات‪.‬‬
‫‪-‬تخصصنا في مجال التاريخ المعاصر أيضا أوجد لدينا الدافع الختيار الموضوع‪.‬‬
‫‪-‬األهمية البالغة التي يكتسبها الموضوع‪ ،‬حيث أنه يلقي الضوء على أهم القوانين‬
‫التي استعملتها فرنسا في مصادرة األراضي‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫المقدمة‬

‫‪-2‬اإلشكالية‪:‬‬

‫ولمعالجة هذا الموضوع قمنا بطرح إشكالية تتمثل في دراسة السياسة العقارية‬
‫الفرنسية في الجزائر والتي تجسدت في قانون السيناتوس كونسيلت ‪ 22‬أفريل‬
‫‪1863‬م‪ ،‬فما هي أهم إنعكاسات السياسة العقارية الفرنسية في الجزائر؟‬
‫ويندرج تحتها عدة تساؤالت فرعية والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪-‬ماذا نعني بالقرار المشيخي ‪ 22‬أفريل ‪1863‬م وماهي ظروف صدوره ؟‬

‫‪-‬فيما تجسدت أهم ردود الفعل حول القانون؟‬

‫‪-‬وماهي اآلثار المترتبة عن القانون؟‬

‫‪ -3‬مناهج الدراسة‪:‬‬
‫من أجل مناقشة اإلشكالية التي سبق صياغتها‪ ،‬واإلجابة عن بقية التساؤالت‬
‫استلزمت الدراسة إتباع المناهج التالية‪:‬‬
‫المنهج التاريخي الوصفي ‪:‬تم استخدامه نظ ار لما تحتمه طبيعة المواضيع‬
‫التاريخية‪ ،‬من أجل الوقوف على أهم المحطات التاريخية في إطارها الزماني‬
‫والمكاني ومن أجل تقرير األحداث وذكر الوقائع وتتبع تسلسلها وترتيبها‪ ،‬فعلى‬
‫سبيل المثال تم استخدامه في ذكر ظروف صدور القانون أو لوصف طريقة أهدافه‪،‬‬
‫وردود الفعل حوله‪.‬‬
‫المنهج التحليلي ‪:‬وذلك لتحليل مضمون القرار المشيخي والغاية التي كانت ترمي‬
‫اليها اإلدارة االستعمارية من ورائه باإلضافة الى االنعكاسات التي خلفها على‬
‫المجتمع الجزائري‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المقدمة‬

‫‪ -4‬خطة البحث‬
‫ولإلحاطة بالموضوع من جوانبه المختلفة‪ ،‬ولإلجابة كذلك على تلك اإلشكالية قمنا‬
‫بهيكلة الموضوع وفق خطة تتألف من مقدمة وثالثة فصول وخاتمة‪.‬‬
‫‪ ‬أما الفصل األول‪ :‬معنون بترجمة لحياة نابليون الثالث فتطرقنا الى نبذة او لمحة‬
‫على أهم شخصية والتي كانت سببا في صدور القانون وكيف كانت سياسته وكيف‬
‫تم بعث رسالة منه الى الماريشال بيليسي‪.‬‬
‫‪ ‬أما الفصل الثاني‪ :‬المعنون بقانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م فقد خصصناه‬
‫لتطرق لظروف صدور القانون ومحتوى القانون أو مضمونه باإلضافة الى أهداف‬
‫القانون‪.‬‬
‫‪ ‬أما الفصل الثالث‪ :‬حاولنا تسليط الضوء على أهم المواقف الناجمة عن القانون‬
‫وحول آثاره اإلجتماعية واإلقتصادية التي تهدد بنية الجزائريين‪.‬‬
‫‪ -5‬أهم المراجع المستخدمة‪:‬‬
‫تنوعت المراجع والتي استخدمناها في معالجة هذا الموضوع واعداده بين كتب‬
‫والرسائل الجامعية ومجاالت وغيرها‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬
‫‪-‬عدة بن داهة‪ ،‬اإلستيطان والصراع حول ملكية األرض إبان االحتالل الفرنسي‬
‫‪.1962-1830‬‬
‫‪ -‬عمار بوحوش‪ ،‬التاريخ السياسي للجزائر من البداية ولغاية ‪1962‬م‪.‬‬
‫‪ -‬يحي بوعزيز‪ ،‬سياسة التسلط اإلستعماري والحركة الوطنية الجزائرية من ‪-1830‬‬
‫‪.1954‬‬
‫أما عن الرسائل الجامعية اعتمدنا عليها‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫المقدمة‬

‫‪-‬صالح حيمر‪ ،‬السياسة العقارية الفرنسية في الجزائر ‪.1930-1830‬‬


‫‪-‬بسمة غربي‪ ,‬قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و آثاره اإلجتماعية و اإلقتصادية‬
‫على الجزائر‪.‬‬
‫‪-‬نور الدين إيالل‪ ,‬قانون سيناتوس كونسلت وأثره على الملكية والسكان في منطقة‬
‫سور الغزالن من خالل الوثائق الرسمية الفرنسية‪(1863 – 1914).‬‬
‫أما بالنسبة لإلحاطة بالمجالت فقد اعتمدنا على‪:‬‬
‫‪-‬صالح حيمر‪ ،‬قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م حول الملكية العقارية في‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪ -6‬الصعوبات والعوائق‬
‫ال يخلو أي بحث من العوائق والصعوبات‪ ،‬ومن أهم الصعوبات التي واجهتنا في‬
‫إنجاز مذكرتنا هي‪:‬‬
‫‪ -‬قلة الدراسات األكاديمية التي تناولت الموضوع بشكل ممنهج ومعمق‪.‬‬
‫‪-‬التباين في المعلومات واختالفها من مرجع الى اخر‪.‬‬
‫‪-‬صعوبة ترجمة المصادر األجنبية وذلك لما تتطلبه من مهارات ووقت‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ل‬ ‫ي‬‫ل‬‫ا‬ ‫ت‬‫ل‬‫ن‬ ‫ن‬ ‫ي‬‫ح‬‫ل‬
‫ا ل لآول ‪ :‬ر مة اة ا ون ا ث‬
‫ج‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ف‬‫ل‬

‫ل‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ب‬‫م‬‫ل‬ ‫ا‬


‫ل‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ت‬
‫ث الآول ‪ :‬دة ن ا ون ا ث‬‫ح‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ب‬‫م‬‫ال‬
‫ي‬ ‫ج‬ ‫خ‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ي‬
‫ث ا ا ى ‪ :‬اسة ا ون ا ا ث ا اة را ر‬‫ل‬ ‫ح‬

‫س‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫س ن نلت ل لم نس ن‬ ‫ب‬‫م‬‫ال‬


‫ي‬
‫حث ال الث ‪ :‬ر اله ا ون ا ى ا ار ال ى‬
‫ترجمة لحياة نابليون الثالث‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬نبذة عن نابليون الثالث‬

‫هو ش ا ا ا ا ا ا ااارل لويس نابليون ولد في ‪ 20‬افريل ‪ 1808‬م‪ ،‬بباريس وهو ابن‬
‫نابليون لويس بونابرت ملك هولندا‪ ،‬وابن ش ااقيق نابليون األول‪ ،‬تربى في س ااويسا ا ار‬
‫‪1‬‬
‫بعد سقوط النظام االمبراطوري ‪1815‬م‪.‬‬

‫إلتحق بالمدرسة العسكرية بسويس ار حيث تخرج برتبة ضابط في سالح المدفعية‪.‬‬

‫ففي عام ‪1816‬م صا ا ا اادر قانون بنفي أس ا ا ا ارة بونابرت من فرنسا ا ا ااا فقضا ا ا ااى لويس‬
‫‪2‬‬
‫بونابرت شبابه في إيطاليا وألمانيا وسويسرا‪.‬‬

‫حاول اإلطاحة بحكومة لويس فيليب الملكية عام ‪1836‬م في ساات ارساابورع ثم أعاد‬
‫محاولته في بولونيا عام ‪1840‬م‪ ،‬جراء ذلك سجن بحصن إ سمه هام‪ ،‬لكنه تمكن‬
‫من الفرار الى إنجلت ار عام ‪1846‬م هذه المرحلة كتب األفكار‪.‬‬

‫النااابوليونيااة ‪1839‬م‪ ،‬ج ااعال من سا ا ا ا ا ا اايرة عمااه مثال‪ ،‬كمااا كتااب إنقراض الفقر‬
‫‪3‬‬
‫‪1944‬م مقترحا العمل على وضع حد للفقر واأللم‪.‬‬

‫نادية طرشون‪" ،‬سياسة نابليون الثالث العربية"‪ ،‬مجلة دراسات وأبحاث‪ ،‬جامعة الدكتور يحي فارس المدية‪ ،‬العدد ‪26‬‬ ‫‪1‬‬

‫مارس ‪ ,2017‬السنة التاسعة‪ ،‬ص‪.8‬‬


‫محمد قاسم‪ ،‬حسني حسين‪ ،‬تاريخ القرن التاسع عشر في أوروبا) من عهد الثورة الفرنسية حتى نهاية الحرب العظمى‬ ‫‪2‬‬

‫(‪,‬مطبعة الكتب المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ , 1929 ,6‬ص ‪.150‬‬


‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.151‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪13‬‬
‫ترجمة لحياة نابليون الثالث‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فعندما إنتهت الثورة في فرنس ا ا ااا س ا ا اانة ‪1848‬م‪ ،‬رأى لويس فرص ا ا ااة جديدة لتحقيق‬
‫أمله‪ ،‬فعاد الى بالده وأخذ يس ا ااتخدم إس ا اامه والمبادئ التي كان ينادي بها عمه‪ ،‬ثم‬
‫إنتخابه في المجلس وبفض اال ش ااهرته أنتخب رئيس ااا وفاز بخمس ااة ماليين ونص ااف‬
‫المليون صوت من سبعة ماليين ونصف المليون مقترع وأدى اليمين للجمهورية‪.‬‬

‫ففي شهر ديسمبر ‪1851‬م إستطاع ان يجمع كل الصالحيات بين يديه وأعلن‬
‫‪1‬‬
‫نفسه إمبراطو ار عام ‪1852‬م‪ ،‬حيث كان مسي ار للتغيرات السياسية األوروبية‪.‬‬

‫وقد تميزت فترة حكمه بصفتين منها‪:‬‬

‫‪-‬إمبراطورية سلطوية‪ :‬حيث ظهرت سياسات نابليون الداخلية متضاربة‪ ،‬حيث‬


‫حكم حكما ديكتاتوريا وكان محاط بمغامرين غير أمناء ورغم إمكانية تصويت كل‬
‫الرجال إال أن سلطات الهيئة التشريعية كانت غير نافذة كما فرض على‬
‫الصحافة عدم نشر أي مناقشات‪.‬‬

‫‪-‬إمبراطورية ليبيرالية‪ :‬في الوقت الذي تحول فيه نابليون بعد ‪1860‬م الى تكوين‬

‫إمبراطورية ليبيرالية‪ ،‬كان الوقت قد فات‪ ،‬وفي عام ‪1869‬م نشر ليون جاميتا‬

‫بيان بلفيل مطالبا بديموقراطية جذرية‪ ،‬حينها تيقن نابليون مشاكل عصر‬

‫‪2‬‬
‫الصناعة‪.‬‬

‫عمر عبد العزيز عمر‪ ،‬تاريخ أوروبا الحديث والمعاصر )‪ ،(1919-1815‬دار المعرفة الجامعية ‪ ,2000,‬ص ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.93 ,90‬‬
‫‪ 2‬فاطمة الزهراء لفيف‪ ،‬سعاد خليفي‪ ،‬سياسة نابليون الثالث اتجاه الجزائر )‪ ،(1870-1852‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪،‬‬
‫تاريخ حديث ومعاصر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة خميس مليانة‪ ،‬عين الدفلى ‪ , 2014 ,‬ص‪.30‬‬

‫‪14‬‬
‫ترجمة لحياة نابليون الثالث‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-‬الشؤون الخارجية‪ :‬كان من بين األوائل الذين اقترحوا نزع السالح العالمي‬
‫وحاول تسوية األوضاع من خالل المؤتمرات الدولية وتعاطف مع المطالبين‬
‫بالقومية وأدى دو ار فعاال في يد مد المساعدة باستقالل رومانيا وتوحيد إيطاليا‪.‬‬

‫أعلن نابليون ان إمبراطورية تعني السلم‪ ،‬حيث قاد فرنسا نحو سلسلة متتالية من‬
‫المغامرات الفاشلة في بلدان أخرى‪ ،‬ففي سنة ‪1849‬م ساعد نابليون على إسقاط‬
‫الجمهورية الكاثوليكية واعادة البابا‪.‬‬

‫كما التحق بإنجلت ار وتركيا ‪1854‬م في حرب القرم ضد روسيا ووعد س ار في سنة‬
‫‪1859‬م بمساعدة الكوت دي كافور على إخراج النمساويين من إيطاليا مقابل‬
‫التعهد على تسليم نيس و سافوي كما ساعد الشعب البولندي في ثورته ‪1863‬م‬
‫ضد روسيا وحاول مساعدة‪.‬‬

‫ماكسيم يليان ليصبح إمبراطور على المكسيك لكنه لم ينجح واغتيل ماكسيم‬
‫‪1‬‬
‫يليان رميا بالرصاص ‪1867‬م‪.‬‬

‫فاطمة الزهراء لفيف‪ ،‬سعاد خليفي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.30‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪15‬‬
‫ترجمة لحياة نابليون الثالث‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أما فيما يخص تسميته بنابليون الثالث فهذا نتيجة للحركة النابليونية التي كانت‬
‫تتطلع الى استعادة أحد أفراد أسرة نابليون العرش وفق قانون اإلرث النابليوني ‪,‬‬
‫فكانت لهم أربعة اختيارات كان نابليون الثاني الذي ترعرع معهم معظم حياته‬
‫بموجب أحكام السجن الظاهري في فيينا ‪ ,‬و هذا ما أدى بهم الى اختيار الشقيق‬
‫األكبر جوزيف بونابرت و لويس بونابرت ‪ ,‬أما لوسيان و ذريته قد استبعدوا ذلك‬
‫بسبب معارضتهم لنابليون األول و قد كان جوزيف ليس لديه أطفال ذكور ‪,‬و‬
‫بموت نابليون الثاني في ‪1832‬م و موت الشقيق األكبر ‪1831‬م ‪,‬لم يبقى سوى‬
‫لويس بونابرت و بهذا يكون ولي العهد في ساللة بونابرت هو شارل لويس‬
‫نابليون ‪.‬‬

‫إستسلم نابليون الثالث في ‪ 02‬سبتمبر ‪1870‬م مع االلزاس و أسقط اللوريين‬


‫‪1‬‬
‫بتاريخ ‪ 09‬جانفي ‪1873‬م بإنجلت ار‪.‬‬

‫عمر عبد العزيز عمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪16‬‬
‫ترجمة لحياة نابليون الثالث‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬سياسة نابليون الثالث اتجاه الجزائر‬

‫إتبعت فرنسا إتجاه الجزائر خالل الجمهورية الثانية سياسة مضطربة‪ ،‬فقد‬
‫شجعت الحكومة الفرنسية جيشها منذ مطلع الخمسينات الى إتباع أسلوب األرض‬
‫المحروقة وطرد السكان من مناطق سكناتهم واحراق العشرات من القرى وقطع‬
‫آالف األشجار من التين والزيتون التي هي مصدر غذائهم‪ ،‬أمال في قهرهم‬
‫‪1‬‬
‫وارغامهم على الخضوع للسيطرة الفرنسية ‪.‬‬

‫بعدما تم إنتخاب لويس نابليون في شهر ديسمبر ‪1848‬م غير مجرى األمور‬
‫ألن الجمهوريين اليساريين كانوا يظنون أنه يستخدمهم ويعمل على تحقيق‬
‫مطالبهم فأيدوه‪ ،‬لكن نابليون قام بانتهاج سياسة خاصة به مخالفة لسياسة عمه‬
‫نابليون بونابرت األول ‪ ,2‬حيث قام باإلستعانة بالفالحين ورجال األعمال وجندهم‬
‫للعمل من أجل المحافظة على اإلستقرار واألمن والتخلص من أعدائه‪ ،‬وعمل‬
‫‪3‬‬
‫على كسب تأييد الجيش والشرطة وكبار المسؤولين في الدولة‪.‬‬

‫ففي سنة ‪1851‬م صدر قانون يهدف الى تنظيم عمليات تمليك أراضي‬
‫األوروبيين‪.4‬‬

‫نابليون بونابرت األول ‪ :‬ولد في ‪ 15‬أغسطس ‪1769‬م في مدينة اجاكسيو من أعمال جزيرة كورسيكا‪ ،‬اشتهرت بعدة‬ ‫‪1‬‬

‫انتصارات من بينها في ايطاليا والنمسا واشهرهم حملته على مصر ‪.‬ينظر ‪:‬أحمد حافظ عوض‪ ،‬نابليون بونابرت في‬
‫مصر‪ ،‬كلمات عربية للترجمة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،2012 ،‬ص ‪.126‬‬
‫عمار بوحوش ‪ ,‬التاريخ السياسي للجزائر من البداية و لغاية ‪1962‬م ‪ ,‬دار الغرب اإلسالمي ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ص ‪.126‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه ‪ ,‬ص ‪.127‬‬ ‫‪3‬‬

‫يحي بوعزيز‪ ,‬سياسة التسلط االستعماري و الحركة الوطنية الجزائرية من ‪ , 1954-1830‬ديوان المطبوعات‬ ‫‪4‬‬

‫الجامعية ‪ ,‬الجزائر ‪, 2007 ,‬ص ‪.15‬‬

‫‪17‬‬
‫ترجمة لحياة نابليون الثالث‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثم إتجهت حكومة اإلمبراطورية الى تشجيع اإلستيطان الرأسمالي بواسطة الشركات‬
‫الرأسمالية‪ ،‬فقد حصلت ‪ 51‬شركة رأسمالية على ‪ 50‬ألف هكتار‪ ،‬خالل ‪ 10‬سنوات‬
‫وحصل المهاجرين األوروبيين على حوالي ‪ 250‬ألف هكتار ‪.1‬‬

‫في حين حصلت الشركة العامة الجزائرية عام ‪1865‬م على ‪ 100‬ألف هكتار‬
‫بإيجار فرنك واحد للهكتار‪ ،‬وأغلبها في مقاطعة قسنطينة‪ ،‬وحصلت جمعية الغابات‬
‫‪2‬‬
‫على ‪ 160‬ألف هكتار من أراضي الغابات لتستغلها لمدة تسعين عاما‪.‬‬

‫غير أنها باعت إمتيازها هذا الى ‪ 30‬مستوطنا أوروبيا‪ ،‬غير أنه كان من المستحسن‬
‫أن تعمل هذه الشركات على إستغالل األراضي وتهجير العناصر األوروبية لتوطينها‬
‫بالجزائر‪ ،‬لكنها لم تعمل بذلك‪ ،‬واستحسنت إستخدام األهالي بأجور قليلة بأعداد كبيرة‬
‫لتوفير المزيد من األرباح ومن أجل المستوطنين أكثر رخاء تم إلغاء الحواجز‬
‫الجمركية بين الجزائر وفرنسا‪.‬‬

‫ومن خالل سياسة اإلدماج ‪,‬لقد أعطى نابليون الثالث إنطباعا لألوروبيين في الجزائر‬
‫بأنه يؤيد فكرة إدماج الجزائر في فرنسا ‪.3‬‬

‫يحي بوعزيز ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.16‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه ‪ ,‬ص ‪.16‬‬ ‫‪2‬‬

‫عمار بوحوش ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.127‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪18‬‬
‫ترجمة لحياة نابليون الثالث‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و قد أكدت هذه الحقيقة عالنية في خطابه المشهور بمدينة "بوردو الفرنسية‬


‫"سنة ‪1852‬م حيث أعلن أن هناك مملكة مواجهة لمدينة مرسيليا يجب ادماجها‬
‫في فرنسا‪,‬‬

‫و عندما أراد الفرنسيون أن يسلطوا نفوذهم في مختلف مناطق الجزائر ‪ ,‬فواجهتهم‬


‫العديد من الصعوبات ‪ ,‬من بينها إمتناع الجزائريين مد يد المساعدة معهم و بذلك‬
‫قرر الجيش الفرنسي إنشاء هيئة خاصة بجمع المعلومات عن الجزائريين و جعل‬
‫هذه الهيئة حلقة وصل بين الجزائر و فرنسا‪. 1‬‬

‫وهذا ما أدى بنابليون الثالث بطلب من الماريشال فيون()‪ ،vaillant‬وزير الخزينة‬


‫يمضي مرسوما يتعلق بإنشاء المكاتب العربية بصفة رسمية او تحت إسم مكاتب‬
‫الشؤون العربية‪ ،‬فجاء هذا التعيين طبقا لجملة من المستجدات نذكر منها‪:‬‬

‫‪-‬كثرة األراضي التي استولى عليها االستعمار‪ ،‬خاصة في اقليمي قسنطينة‬


‫ووهران‪.‬‬

‫‪-‬تطبيقا لما جاء في مرسوم ‪ 12‬سبتمبر ‪1853‬م الذي نص على وضع أغلب‬
‫‪2‬‬
‫السكان األصليين تحت التصرف المباشر لسيادة والي الوالية‪.‬‬

‫‪1‬عمار بوحوش المرحع السابق ‪,‬ص ‪.129‬‬


‫احميدة عميراوي ‪ ,‬قضايا مختصرة في تاريخ الجزائر الحديث ‪ ,‬دار الهدى للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ,‬الجزائر ‪,‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ,2005‬ص ‪.115‬‬

‫‪19‬‬
‫ترجمة لحياة نابليون الثالث‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-‬نجاح السياسة التي مارستها مكاتب الشؤون العربية في إدارة شؤون السكان‬
‫وعلى هذا األساس تم التوسيع في المكاتب العربية‪ 1‬فارتفع عددها من ‪ 40‬مكتب‬
‫عام ‪1857‬م ليصبح ‪ 206‬ضابط عام ‪1866‬م‪ ،‬ويضم كل مكتب‪ :‬رئيس‪،‬‬
‫ضابط‪ ،‬مسؤول‪ ،‬ضابط مسؤول عن دفع الكفاءات المالية‪ ،‬مترجمان‪ ،‬ضابط‬
‫‪2‬‬
‫صف‪ ،‬خوجة) كاتب عربي (‪,‬وكيل للضياف وحاجبان) شاويش( ‪.‬‬

‫من المهام الرئيسية لمدير كل مكتب تتمثل في متابعة ومراقبة اإلدارية المحلية‬
‫في كل منطقة ريفية يسيرها القادة ورؤساء العشائر الجزائريين في حين ال وجود‬
‫ألي أخطاء او مخالفات‪ ،‬فبإمكانها اتخاذ اإلجراءات الالزمة اتجاه ذلك االنسان‬
‫الذين يرونه مذنبا‪.3‬‬

‫المكاتب العربية ‪ :‬تعرف بانها المؤسسة التي يتمثل موضوعها في ضمان التهدئة في القبائل بصفة دائمة ‪ ,‬و ذلك بإدارة‬ ‫‪1‬‬

‫عامة و منتظمة ‪ ,‬و كذلك تهيئة السبل باالستيطان الفرنسي ‪ ,‬و ذلك عن طريق توفير االمن العام و حماية كل المصالح‬
‫الشرعية و زيادة الرخاء لدى األهالي ‪ ,‬و هذا التعريف يعود الى الضابط الفرنسي" دوماس " ينظر ‪ :‬عبد الحميد زوزو ‪,‬‬
‫نصوص ووثائق في تاريخ الجزائر الحديث ‪ ,‬المؤسسة الوطنية للكتاب ‪ ,‬الجزائر ‪1984 ,‬م ‪ ,‬ص ‪.177‬‬
‫احميدة عميراوي ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.115‬‬ ‫‪2‬‬

‫بشير بالح ‪ ,‬تاريخ الجزائر المعاصر من ‪1989-1830‬م ‪ ,‬دار المعرفة ‪ ,‬الجزائر ‪ , 2006 ,‬ص ‪.141‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪20‬‬
‫ترجمة لحياة نابليون الثالث‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما قام نابليون الثالث بإنشاء و ازرة الجزائر والمستعمرات‪ 1‬في ‪ 24‬جوان ‪1858‬م‬
‫وعين على أرسها جيروم نابليون أصغر اشقاء نابليون بونابرت وتكمن مهام هذه‬
‫الو ازرة فيمايلي‪:‬‬

‫‪-‬توحيد جميع المصالح لسلطة مركزية واحدة‪.‬‬

‫‪-‬أنها تحل محل الحاكم العام للجزائر‪.‬‬

‫‪-‬إعادة تنظيم األمور اإلدارية بالجزائر حيث تقرر إنشاء أمانة عامة في الو ازرة‬
‫تشرف على قضايا العدالة والشؤون الدينية والتعليم‪.‬‬

‫وهذا باإلضافة الى ثالث إدارات رئيسية هي‪:‬‬

‫‪ .1‬إدارة الشؤون الداخلية‪.‬‬


‫‪ .2‬إدارة الشؤون المالية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .3‬إدارة الشؤون العسكرية‪.‬‬

‫و ازرة الجزائر و المستعمرات ‪ :‬مهمتها األولى توحيد المصالح الحكومية و الهيئات التي تعمل في الجزائر بحيث تخضع‬ ‫‪1‬‬

‫جميع المصالح لسلطة مركزية واحدة ‪ ,‬مهمتها الثانية نقل مهام الحاكم العام و تتخذ الق اررات في مقرها الموجود في باريس ‪,‬‬
‫مهمتها الثالثة إعادة تنظيم األمور في الجزائر ‪ ,‬ينظر ‪,‬عمار بوحوش ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.127‬‬
‫المرجع نفسه ‪ ,‬ص ‪.128‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪21‬‬
‫ترجمة لحياة نابليون الثالث‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كنتيجة لمطالب المعمرين بمزيد من األراضي و ضغطها الكبير على السياسة‬


‫اإلمبراطورية‪ ،‬تأسست و ازرة القطر الجزائري في ‪ 24‬جوان ‪1858‬م بهدف تحقيق‬
‫مصالح المعمرين‪ ،‬اذ تم إلغاء منصب الحاكم العام ‪ ,‬لكن هذه الو ازرة لم تستمر‬
‫سوى عامين ‪ ,‬حيث قدم نابليون استقالته في ‪ 07‬مارس ‪1859‬م ليخلفه الكونت‬
‫دي شاسلوب ‪ compte de chasseloup laubat‬والذي لم يكن انجح من‬
‫سابقه‪.‬‬

‫بعد فترة قصيرة قام فيها روهي ‪ Rouher‬بالنيابة كوزير للفالحة والتجارة‪ ,‬كان‬
‫"شاسلوب "يختلف عن نابليون فقد إلتزم بالسياسة االستعمارية الرأسمالية التي‬
‫تتجاوب مع أفكار االمبراطور نابليون الثالث‪ ،‬لم يعارض اإلستيطان إال أن‬
‫إصالحات نابليون كانت مستوحاة من عداوته لنظام السيف‪ ،‬حيث تبنى فكرة‬
‫المعمرين بالملكية الفردية‪.1‬‬

‫ذلك أن المعمرين كانوا يرغبون في حكومة مستقلة بالقطر الجزائري حسب‬


‫مزاجهم‪ ،‬أي كانوا يرفضون بشدة كل استبداد عسكري‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪CH.A ,Julien.Histoire de l‘algerie contemporaine ,paris ,1964,p 405.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪A-Rey Goldzeiguer ,le naume arabe,la politique Algèrienne de napolèon 3,1861-1870,‬‬
‫‪Alger , 1977, p 70.‬‬

‫‪22‬‬
‫ترجمة لحياة نابليون الثالث‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و خالل السنتين اللتين استمرت فيها و ازرة القطر الجزائري‪ ،‬تم الموافقة على‬
‫‪ 4600‬قطعة أرضية تدخل في إطار الهبات و ‪ 17‬مرك از إستيطانيا بمقاطعة‬
‫الشرق منها‪ :‬مركز هنشير السعيد غالييني‪ ،‬و قاستي على بعد ‪ 19‬و ‪ 34‬كلم‬
‫في الشمال الغربي لمدينة قالمة و مادجيبة بمقربة من الخروب‪ ،‬و مجاز الصفا‬
‫على بعد ‪ 9‬كلم في الجنوب الشرقي من قرية دفيفي على بعد ‪ 32‬كلم في‬
‫الشمال الغربي من مدينة سوق اهراس‪ ،‬والمبالش على بعد ‪ 12‬كلم شرق مدينة‬
‫قسنطينة‪ ،‬الخروب و أوالد رحمون على بعد ‪ 16‬و ‪ 28‬كلم في الجنوب‬
‫‪1‬‬
‫الشرقي‪.‬‬

‫ومن هنا نالحظ معارضة شديدة من طرف العسكريين وضباط المكاتب العربية‬
‫الذين يعلوه‪ ،‬ويقرر القيام بأول زيارة له الى الجزائر سنة ‪1860‬م لإلطالع على‬
‫أحوال المستعمرة‪ ،‬حيث قام بعد ذلك بإلغاء و ازرة الجزائر والمستعمرات يوم ‪24‬‬
‫نوفمبر ‪1860‬م والعودة الى النظام العسكري من جديد ثم قام بتعيين الماريشال‬
‫بيليسي‪ ،2‬حاكما عاما جديدا على الجزائر‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪CH.A ,Julien.opcit,p 417.‬‬
‫بيلسي ‪:‬ولد في منطقة ماروم في ‪ 06‬نوفمبر ‪ 1794‬م‪ ،‬وتوفي في الجزائر في ‪ 22‬ماي ‪ 1864‬م ‪ ،‬تقلد مناصب‬ ‫‪2‬‬

‫عديدة‪ ،‬خريج المدرسة العسكرية" سان سير "‪ ،‬تولى منصب حاكم الجزائر في الفترة **‪**1864-1860‬ينظر‪,‬كمال بن‬
‫صحراوي ‪ ,‬معجم المقاومة الجزائرية عند بداية االحتالل الفرنسي حتى منتصف القرن ‪19‬م – أماكن – احداث ‪ ,‬معارك‬
‫‪,‬منشورات الفا للوثائق ‪ ,‬الجزائر ‪ ,2020,‬ص ‪.68‬‬
‫‪3‬صالح حيمر ‪ ,‬السياسة العقارية الفرنسية في الجزائر )‪ ,(1930-1830‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في التاريخ‬
‫الحديث و المعاصر ‪,‬جامعة الحاج لخضر ‪,‬باتنة ‪2014 ,‬م‪ ,‬ص ‪.113‬‬

‫‪23‬‬
‫ترجمة لحياة نابليون الثالث‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫حيث سار الماريشال بيليسي على طريقة راندون التي تتعلق بمصادرة األراضي‬
‫ودعم التوسع االستعماري من خالل مد الطرق المعبدة والسكك الحديدية‪.‬‬

‫ومن هنا نالحظ أن نابليون الثالث إقتنع بفكرة المملكة العربية‪ , 1‬ففي سنة تم‬
‫التنازل عن ‪ 251556‬هكتار جديد ‪ ,‬و إرتفع عدد السكان الريفيين الى ‪86538‬‬
‫شخص و هنا فالزيادة السكانية لم تكن متناسبة و متماثلة مع المساحات المتنازل‬
‫‪2‬‬
‫عنها و ذلك أن المضاربة في األراضي قد عطلت و عرقلت جهود اإلستيطان ‪.‬‬

‫عمل اإلستيطان األوروبي تناقضا كبي ار بين الجزائريين و المستوطنين األوروبيين‬


‫كما حاول نابليون الثالث أن يخفف من حدته بما أطلق عليه إسم المملكة‬
‫العربية‪ ،‬أراد أن يجعل نفسه حاكما بين المستوطنين و الجزائريين ‪,‬فقد جاء في‬
‫رسالته المشهورة الى الحاكم العام بيليسي في ‪ 6‬فيفري ‪1863‬م بالزام إقناع‬
‫العرب بأننا لم نأت إلى الجزائر الضطهادهم و نهبهم و السيطرة عليهم بل من‬
‫أجل جلب منافع الحضارة لهم ‪ ,‬فالجزائر ليست مستعمرة بمعنى الكلمة ‪ ,‬بل هي‬
‫مملكة عربية و يجب خلق المساواة بين العنصر األوروبي و العنصر الجزائري ‪,‬‬
‫‪3‬‬
‫المساواة في الحماية اإلمبراطورية ‪.‬‬

‫المملكة العربية ‪ :‬و تعني سياسة نابليون الثالث التي تدعو بضرورة جمع المجتمع الجزائري في المجتمع األوروبي‬ ‫‪1‬‬

‫بالجزائر عن طريق جملة من اإلجراءات الذهنية و المادية للوصول الى إقامة مجتمع تشاركي ينظر ‪.‬بشير بالح ‪ ,‬المرجع‬
‫السابق ‪ ,‬ص ‪.143‬‬
‫‪2‬صالح حيمر ‪ ,‬السياسة العقارية الفرنسية في الجزائر )‪ ,(1930-1830‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.113‬‬

‫‪3‬صالح عباد ‪,‬الجزائريين فرنسا و المستوطنين ‪ ,1930-1830‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ,‬قسنطينة ‪ ,1984 ,‬ص‬
‫‪.429‬‬

‫‪24‬‬
‫ترجمة لحياة نابليون الثالث‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و كوننا سوف نتطرق الى الرسالة التي بعثها نابليون الثالث الى الحاكم العام‬
‫بيليسي نحاول أن نشير إلى فترة حكم بيليسي بما أنها متعلقة بالرسالة ‪,‬‬
‫فالمعروف عن بيليسي )‪ (1864-1794‬درس في االكاديمية العسكرية "الفالش‬
‫و سان سير " شارك في حملة اسبانيا ‪1823‬م و حملة الجزائر ‪1830‬م ‪ ,‬قائد‬
‫األركان حتى حرب القرم بوهران ‪ ,‬أباد قبيلة جزائرية بأكملها في الظهرة قرب‬
‫مستغانم في ‪ 18‬جوان ‪1845‬م ‪ ,‬عينه في أعقابها الحاكم العام للجزائر "بيجو"‬
‫في رتبة جنرال ‪ ,‬شارك في حرب القرم ‪1855‬م ‪ ,‬عين عضوا في مجلس الشيوخ‬
‫عقب عودته الى باريس و سفير لفرنسا بلندن )‪ , (1859-1828‬و في ‪1860‬م‬
‫عين حاكما على الجزائر ‪.1‬‬

‫كذلك أنه معروف برجل حرب وبطش و هو صاحب مجزرة غار الفراشيش‬
‫بجبال الظهرة التي راح ضحيتها حوالي ألف شخص من النساء و األطفال حين‬
‫جمع الحطب و أضرم النار في مدخل الغار حتى وجدت األمهات مختنقات و‬
‫هن يحضن أبناءهن و مات الجميع على ذلك‪. 2‬‬

‫بسمة غربي ‪,‬قانون سيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و آثاره االجتماعية و االقتصادية على الجزائر ‪,‬مذكرة‬ ‫‪1‬‬

‫لنيل شهادة الماستر ‪ ,‬تخصص تاريخ المعاصر ‪,‬جامعة محمد خيضر ‪ ,‬كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية‬
‫‪ , 2016 ,‬ص ‪.46‬‬
‫المرجع نفسه ‪ ,‬ص ‪.47‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪25‬‬
‫ترجمة لحياة نابليون الثالث‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وعندما عينه نابليون حاكما عاما على الجزائر ‪,‬كان قد بلغ سبعة و الستين سنة‬
‫و لم يعد له إهتمام بالشؤون اإلدارية و ال بتنفيذ أفكار نابليون ‪ ,‬و كان تعيينه‬
‫هذا يهدف إلى العودة إلى الحكم العسكري بالجزائر بعد تجربة و ازرة الجزائر و‬
‫المستعمرات من ‪1860-1858‬م و التي نادت بتمكين المعمرين و إرساء حكم‬
‫مدني بالجزائر فأنشأت خالل هذه الفترة القصيرة سبع عشرة قرية فالحية للكولون‬
‫و تنازالت مجانية عن األرض بلغت ‪ 4600‬تنازال من أراضي الجزائريين‪. 1‬‬

‫‪2‬‬
‫شهد عهد بيليسي صعوبة في تطبيق األفكار التي أراد االمبراطور اوربان‬
‫‪3‬‬
‫تطبيقها ألنه لم يكن له إهتمام بالشؤون اإلدارية كما ذكرها‪.‬‬

‫مصطفى عبيد ‪,‬الجزائر في كتابات توماس )إسماعيل اوربان ( ‪ 1884-1812‬دراسة تاريخية تحليلية ‪ ,‬مذكرة لنيل‬ ‫‪1‬‬

‫شهادة الماجيستير في التاريخ كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية ‪ ,‬جامعة الجزائر ‪ ,2008 ,‬ص ‪.42‬‬
‫اوربان ‪:‬ولد بمدينة كايان عاصمة غويانا بتاريخ ‪ 31‬ديسمبر ‪ 1812‬اتجه رفقة مجموعة من السانسيمونيين بقيادة ايميل‬ ‫‪2‬‬

‫باردو الى تركيا الكتشاف الشرق الذي حلم طويال بتحقيق التعايش بينه و بين الغرب يبنظر ‪ ,‬مصطفى عبيد‪ ,‬الفكر‬
‫االستعماري السانسيموني في مصر و الجزاىر ‪ 1870 1833‬دراسة في مشاريع و نشاط السانسيمونيين بمصر و‬
‫تجربة توماس إسماعيل اوربان و اثرها في الجزاىر ‪ ,‬دار المعرفة الدولية ‪ ,‬الجزاىر‪ ,2013 ,‬ص ‪61‬‬
‫مصطفى عبيد ‪,‬الجزائر في كتابات توماس )إسماعيل اوربان ( ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.43‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪26‬‬
‫ترجمة لحياة نابليون الثالث‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ولما تميزت به فترة حكمه من صراع بين العسكريين والمدنيين‪ ،‬فهذا مدير‬
‫الشؤون األهلية السيد" ميرسي الكومب" كان عازما على مواصلة عمليات حشد‬
‫األهالي بحيث نالحظ أن وارني كان يدعو إلى العودة إلى اإلدارة المدنية بدال‬
‫عن العسكرية التي انتقصها و هاجمها بقوة السيما المكاتب العربية التي اتهم‬
‫العاملين بها بالحرص على خدمة مصالحهم الخاصة بدال عن خدمة المصلحة‬
‫الفرنسية‪ ،‬ألنه كان يرى أن االحتالل يقتصر على خدمة مصالح فرنسا و‬
‫اإلحتالل فقط على عكس ما كان يدعو به أوربان من اإلهتمام باألهالي حتى‬
‫يتمكن من االحتالل الفرنسي ‪.1‬‬

‫مصطفى عبيد ‪,‬الجزائر في كتابات توماس )إسماعيل اوربان ( ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.43‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪27‬‬
‫ترجمة لحياة نابليون الثالث‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬رسالة نابليون الثالث الى الماريشال بيليسي‬

‫قام اإلمبراطور نابليون الثالث ببعث رسالة الى الحاكم العام بالجزائر‬
‫الماريشال بيليسي بتاريخ ‪ 06‬فيفري ‪1863‬م و نظ ار ألهميتها فقد نشرت على‬
‫الجريدة الرسمية ‪moniteuruniversel le‬لإلمبراطورية الفرنسية ‪ ,‬في اليوم‬
‫الموالي بالعدد ‪ 58‬الصادر بتاريخ ‪ 07‬فيفري ‪1863‬م على صفحتها األولى ‪,‬‬
‫وقد جاءت هذه الرسالة في عمودين من الصفحة األولى و قليل من العمود‬
‫الثاني بحجم ‪ 07×52.5‬سم كما كتبت باللغة الفرنسية ثم عربت للعربية‪. 1‬‬

‫كانت هذه الرسالة تحتوي على برنامج سياسي و عنوان المملكة العربية و يمكن‬
‫تقسيم محتواها الى ثالثة أقسام ‪:‬‬

‫‪-‬عموميات تتمحور حول التذكير بمهام فرنسا االستعمارية في الجزائر ‪.‬‬

‫‪-‬حول الجزائريين‪.‬‬

‫‪-‬حول واجبات الحكومة العامة‪.‬‬

‫كما ان الرسالة متفقة مع أفكار اوربان الذي كان يصر على ضرورة إحترام‬
‫األهالي و إحترام ممتلكاتهم‪.‬‬

‫فقد جاءت الرسالة أوال بالتذكير من اإلمبراطور الى الماريشال بيليسي مفادها ان‬
‫‪2‬‬
‫فرنسا قد وعدت األهالي أثناء حملة ‪1830‬م على العاصمة أنها سوف‬

‫مصطفى عبيد ‪",‬دراسة في رسالة االمبراطور نابليون الثالث الى الماريشال بيليسي بتاريخ ‪ 06‬فيفري ‪1863‬م "‪ ,‬مجلة‬ ‫‪1‬‬

‫مصادر المركز الوطني للدراسات و البحث في الحركة الوطنية و ثورة اول نوفمبر ‪ , 1954‬العدد ‪ ,25‬جامعة المسيلة ‪,‬‬
‫‪, 2012‬ص ‪.245‬‬
‫بسمة غربي ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.39‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪28‬‬
‫ترجمة لحياة نابليون الثالث‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تحترم عقيدتهم وممتلكاتهم‪ ,‬ثم بين االمبراطور "ان درجة إهتمام اإلدارة الفرنسية‬
‫بملكية األهالي يعد من أكبر العوامل الخادمة للمصلحة الفرنسية بالجزائر من‬
‫خالل تحويل جزء هام منها إلى ملكية المعمرين " وهي الفكرة التي كان قد دعا‬
‫إليها أوربان حين إعتبر أن مهمة فرنسا بالجزائر هي نشر الحضارة و ليس نشر‬
‫الظلم و االستبداد ‪.1‬‬

‫أهم جزء في الرسالة هو القسم الثاني الذي يبحث فيه عن صيغة قانونية لتسهيل‬
‫إنتقال الملكية من األهالي الى المعمرين و عن طريقة إلقناع األهالي بقوانين نزع‬
‫ملكياتهم من أجل المحافظة عليها و كيفية التنمية و االزدهار‪.‬‬

‫فقد رأى نابليون الثالث أن فرنسا تأخرت في السيطرة على ملكية األهالي و نقلها‬
‫بصفة شرعية و دائمة إلى المعمرين و التمتع بها على عكس ما كانت عليه منذ‬
‫‪1830‬م فقد كان التحلي مؤقتا سواء عن طريق اإليجار أو القوة‪.2‬‬

‫بفضل أوربان تبين أن أحسن طريقة لتحقيق ذلك تتمثل في تطبيق اإلجراءات‬
‫األساسية و هي كالتالي ‪:‬‬

‫‪-‬تفتيت االسر العريقة ‪.‬‬ ‫‪ -‬تقسيم القبائل الى الدواوير‬


‫‪ -‬انشاء المحتشدات )الكنتونات(‬
‫‪ -‬ذحر األهالي لكي يتراجعوا الى الصحراء‪.3‬‬

‫بسمة غربي ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.49‬‬ ‫‪1‬‬

‫مصطفى عبيد ‪,‬الجزائر في كتابات توماس )إسماعيل اوربان ( ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.43‬‬ ‫‪2‬‬

‫شارل اندري جوليان ‪,‬تاريخ الجزائر المعاصر الغزو وبدايات االستعمار )‪ , (1871-1827‬تر‪ ,‬معهد العرب العالي ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫دار االمة للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ,‬الجزائر ‪ , 2008,‬ص ‪.693‬‬

‫‪29‬‬
‫ترجمة لحياة نابليون الثالث‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫هذا فيما يخص القسم الثاني أما القسم األخير أي الثالث فتجسد حول واجبات‬
‫الحكومة العامة ‪,‬فقد جاء في الرسالة أن مهمتها األساسية هي نشر تعاليم‬
‫الحضارة في أوساط المجتمع األهلي بعيدا عن التقهقر و االستبداد‪. 1‬‬

‫فمن خالل الرسالة يمكن أن يتبين لنا انه وضح الكيفية التي كان يتصور بها‬
‫توزيع المهام ‪ ,‬و أهم توصياته في النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪-‬ال يمكن أن تقبل اإلستفادة من األهالي ‪ ,‬أي االستيالء و السيطرة على جزء من‬
‫أراضيهم لتوسيع المستعمرات ‪.‬‬

‫‪ -‬إقناع العرب بأننا لم نأتي الى الجزائر الضطهادهم و سرقتهم و إنما قدمنا لنحمل‬
‫لهم منافع الحضارة ‪.‬‬
‫‪ -‬تربية الخيل و المواشي و الزراعات الطبيعية لألرض لألهالي و لنشاط و الذكاء‬
‫األوروبيين ‪.‬‬
‫‪ -‬قاموا باستغالل الغابات و المناجم ‪ ,‬و الري و إستيراد تلك الصناعات التي تسبق‬
‫أو تزامن دائما رقي اإلستعمار ‪.‬‬
‫‪ -‬الجزائر ليست مستعمرة بمعنى الكلمة لكنها مملكة عربية ‪ ,‬فاألهالي مثل‬
‫المعمرين و إمبراطور العرب مثل اإلمبراطور الفرنسي‪. 2‬‬

‫مصطفى عبيد ‪ ,‬الجزائر في كتابات توماس) إسماعيل اوربان ( ‪,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.43‬‬ ‫‪1‬‬

‫محفوظ قداش ‪ ,‬جزائر جزائريين تاريخ الجزائر ‪, 1954-1830‬تر ‪ ,‬محمد العربي ‪ ,‬منشورات ‪ ,2008, ANEP‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪.164‬‬

‫‪30‬‬
‫ترجمة لحياة نابليون الثالث‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-‬تكليف الماريشال راندون بإعداد قانون عقاري جديد يهدف أن األع ارش لها ملك‬
‫مطلق في األوطان التي إستقروا فيها و إنتفعوا من خيراتها ‪.1‬‬

‫أما فما يخص األجواء العامة التي صدر فيها قانون السيناتوس كونسيلت ‪ 22‬افريل‬
‫‪1863‬م يمكن أن نجملها فيمايلي ‪:‬‬

‫‪-‬تدفق ما بين سنتي ‪1858-1851‬م المعارضين لسياسة لويس نابليون على‬


‫الجزائر و الذين هم بحاجة ماسة الى األراضي ‪.‬‬

‫‪-‬إزدياد إهتمام األدباء الفرنسيين بالجزائر‪ ،‬فأصبحت مصدر إلهامهم‪.‬‬

‫‪-‬إنجاز خط السكة الحديدية الواصل بين الجزائر و البليدة سنة ‪1862‬م‪ ,‬مما زاد‬
‫إهتمام أرباب الشركات اإلحتكارية على اإلستثمار بالجزائر خاصة في متيجة و‬
‫إستغالل الثروات الغابية المحيطة بالسهل ‪.‬‬

‫‪-‬سعي االمبراطور الى وضع نقطة النهاية للصراعات األيديولوجية حول السياسة‬
‫التي كان أصحاب النفوذ يعملون النتهاجها بالجزائر ‪.‬‬

‫‪-‬تأثر نابليون الثالث بالموقف الحسن الذي سار عليه األمير عبد القادر إتجاه‬
‫المسيحين بدمشق ‪1860‬م‪.2.‬‬

‫يحي بوعزيز ‪",‬سياسة نابليون اتجاه الجزائر من خالل أقواله و رسائله ‪ ," 1870-1852‬مجلة الثقافة ‪ ,‬العدد ‪, 50‬‬ ‫‪1‬‬

‫افريل ‪ , 1979‬ص ‪.28‬‬

‫بسمة غربي ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.49‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪31‬‬
‫ترجمة لحياة نابليون الثالث‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-‬زيارة نابليون الثالث الجزائر سنة‪1860‬م ‪,‬كان مستقبل المستعمرة عند رجوع‬
‫النظام اإلمبراطوري بفرنسا في خطر لعدم تكافئ القوى بين عدد األوروبيين‬
‫‪ 200000‬شخص منهم ‪ 120000‬فرنسي فقط مقابل ‪ 5000000‬من األهالي‬
‫‪-.‬من بين أهم التشريعات التي أصدرها نابليون الثالث في ‪ 22‬افريل ‪1863‬‬
‫القرار المشيخي الخاص بالعقار الذي كان أصال مرتبطا في بداية اإلحتالل ‪.‬‬

‫إذ إتبعت الجمهورية طرق جديدة و مهذبة للسيطرة على الممتلكات و الثروات إال‬
‫أن المعمرين كانوا مستائين من إدماج الجزائريين معهم ‪ ,‬فهم يرون بأنهم‬
‫محاصرون لهم بل طالبوا بامتيازات واسعة ‪.1‬‬

‫ففي بداية شهر مارس ‪1863‬م قامت هيئة مجلس الشيوخ للمناقشة ‪ ,‬حيث قام‬
‫الجنرال االرد شرح األوضاع الداعية إلصدار المشروع بحيث يتبين لنا أن اإلدارة‬
‫كانت تريد إقامة المملكة العربية لكن مشكلة التشريع و آثاره وضع إشكالية حل‬
‫مسألة العقار في الجزائر و حصول دومين الدولة و طرح أيضا إشكالية اإلرث‬
‫العثماني في ضل غياب علل الملكية من خالل طبيعة و مساحة ووضعية كل ما‬
‫هو تابع للدومين فقد كانت اإلدارة اإلستعمارية تضع إيداعات بخصوص وضعية‬
‫العقار في األراضي الجزائرية مما جعلها تجتهد لوضع حد لهذا االضطراب و‬
‫الغموض ‪ ,‬حيث كانت المساحة العامة للجزائر تمثل ‪ 60‬مليون هكتار في‬
‫منطقة الهضاب و تشغل الصحراء ‪ 40‬مليون هكتار‪. 2‬‬

‫بسمة غربي ‪ ,‬المرجع السابق ‪,‬ص ‪.50‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬المرجع نفسه ‪ ,‬ص ‪.51‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل اليانى ‪ :‬فايون السييايوس كونسيلث ‪1863‬م‬

‫ي‬ ‫س‬‫ن‬ ‫س‬‫ل‬‫ا‬ ‫ب‬‫م‬‫ال‬


‫ل‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ط‬
‫ث الآول ‪ :‬روف صدور ا ون ا وس و ث ‪1863‬م‪.‬‬‫ح‬
‫ي‬ ‫س‬‫ن‬ ‫س‬‫ل‬‫ا‬ ‫ض‬‫م‬ ‫ن‬ ‫ب‬‫م‬‫ال‬
‫ك‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ي‬
‫حث ال ا ى ‪ :‬ون ا ون ي ا وس و لث ‪1863‬م‬
‫ي‬ ‫س‬‫ن‬ ‫س‬‫ل‬‫ا‬ ‫ب‬‫م‬‫ال‬
‫حث اليالث ‪ :‬اهداف فايون ييايوس كو لث ‪1863‬م‬
‫قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ظروف صدور قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬

‫تميزت ظرفية هذا القانون بسقوط الجمهورية الفرنسية الثانية‪ ،‬وقيام‬


‫اإلمبراطورية الثانية‪ ،‬بزعامة نابليون الثالث‪ ،‬وذلك في أوائل ‪1852‬م ‪,‬ففي عهده‬
‫إستعاد العسكريون نفوذهم بالجزائر وهذا منذ تعيين الجنرال راندون ‪1‬الذي شجع‬
‫اإلستيطان األوربي‪ ،‬وقام ببناء حوالي ‪ 56‬قرية استيطانية ‪1859-1853‬م‪, 2‬‬

‫و قد تميزت سياسة هذا األخير إتجاه الجزائر بالتوتر و عدم اإلستقرار على نهج‬
‫معين ‪ ,‬و إن كانت الميزة األساسية لهذه السياسة هي محاولة دمج العنصر‬
‫المحلي الجزائري في المنظومة الفرنسية فقد حاول نابليون الثالث أن يرضي‬
‫األهالي الجزائريين ببعض اإلجراءات ‪ ,‬وفي نفس الوقت حاول إرضاء‬
‫المستوطنين من خالل تشجيع اإلستعمار الرسمي الرأسمالي ‪.3‬‬

‫راندون ‪:‬هو جاك لويس راندون‪ ،‬عسكري سياسي فرنسي‪ ،‬عين حاكم عام للجزائر من ‪ 11‬ديسمبر ‪ 1851‬م إلى غاية‬ ‫‪1‬‬

‫‪31‬أوت ‪ 1858‬م‪ ،‬وفي عهده توسع االحتالل الفرنسي جنوب الجزائر‪ ،‬مات في جانفي ‪ 1871‬م في جنيف ‪.‬ينظر إلى‪,‬‬
‫عدة بن داهة ‪ ,‬االستيطان و الصراع حول ملكية األرض ابان االحتالل الفرنسي للجزائر ‪ ,1962-1830‬ج‪ ,2‬المؤلفات‬
‫للنشر و التوزيع ‪ ,‬الجزائر ‪2013 ,‬م ‪ ,‬ص ‪.470‬‬
‫‪2‬يحيى بوعزيز‪ ،‬سياسة التسلط االستعماري والحركة الوطنية الجزائرية‪ ،‬المرجع السابق ‪ ,‬ص‪. 15‬‬

‫صالح حيمر ‪,‬السياسة العقارية الفرنسية في الجزائر )‪(1930-1830‬م ‪,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.113‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪34‬‬
‫قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أصدر نابليون الثالث و ازرة الجزائر و المستعمرات ‪ 24‬جوان ‪1858‬م ‪,‬التي عملت‬
‫بدورها على تشجيع اإلستيطان األوروبي وتم في عهدها انشاء ‪ 17‬قرية إستيطانية و‬
‫توزيع ‪ 4600‬قطعة أرضية زراعية مجانا على المستوطنين مما يكشف مزايا هذه‬
‫الو ازرة و خدماتها الالمحدودة للمستوطنين األوروبيين سياسيا و اقتصاديا و إداريا ‪,‬‬
‫‪1‬‬
‫وكان لذلك آثار سلبية حيث عارض العسكريون و ضباط المكاتب العربية هذه‬

‫السياسة وشرحوا لنابليون مساوئها‪ ،‬فحضر إلى الجزائر عام ‪ 1860‬م وتأكد مما‬
‫قيل له‪ ،‬فقام بإلغاء و ازرة الجزائر والمستعمرات يوم ‪ 26‬نوفمبر ‪ 1860‬م وعين‬
‫الماريشال بيلسي حاكما عاما جديدا‪1864- 1860‬م‪ ,‬الذي جمعت في يده كل‬
‫السلطات تقريبا ‪ ،‬حيث عمل على مد الطرق البرية والسكك الحديدية لخدمة مشاريع‬
‫األوروبيين اإلقتصادية ومستقبلهم السياسي التوسعي‪ ،‬كما إتبع سياسة راندون فيما‬
‫‪2‬‬
‫يخص مصادرة االراضي و تهجير األوروبيون إلى الجزائر وتوطينهم‪.‬‬

‫‪1‬يحيى بوعزيز‪ ،‬سياسة التسلط االستعماري والحركة الوطنية الجزائرية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.19‬‬
‫المرجع نفسه ‪ ,‬ص ‪.20‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪35‬‬
‫قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بعد زيارة اإلمبراطور نابليون الثالث الخاصة للجزائر عام ‪1860‬م‪ ،‬كان يفكر في‬
‫سياسة جديدة إتجاه الجزائريين‪ ،‬وقد انشغل باله بمشكلة الملكية الشخصية‬
‫لألراضي بالنسبة للجزائريين بعد ان اشتدت عمليات انتزاعها منهم‪.‬‬

‫واستقر أريه على ضرورة إقرارهم في األراضي التي يستغلونها و يستقرون بها ‪ ,‬و‬
‫شرح ذلك في رسالته الموجهة الى الماريشال بيليسي التي قام بإرسالها في ‪6‬‬
‫فيفري ‪1863‬م ‪1,‬والتي يمكن اعتبارها بمثابة الخطوة التمهيدية لقانون سيناتوس‬
‫كونسيلت ‪، 1863‬ويمكن تلخيص أهم األفكار التي وردت في هذه الرسالة في‬
‫النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪-‬التذكير بالتعهدات التي أخذتها الحكومة الفرنسية على نفسها تجاه الج ازئريين‬
‫فيما يتعلق باحتًرام ديانتهم وممتلكاتهم‬

‫‪-‬من أجل راحة وازدهار الجزائر‪ ،‬البد من تمتين الملكية بت أيدي من يحوزونها‪.‬‬

‫‪-‬االنشغال بحالة الغموض التي تكتنف الملكية العقارية في الجزائر‪.‬‬

‫‪ -‬إظهار أن التظاهر بنوع من العطف تجاه العرب حيث قال اإلمبراطور ‪:‬‬
‫"يجب أن نقنع العرب بأننا لم نأت الضطهادهم وسلب ممتلكاتهم‪ ،‬وانما جئنا‬
‫‪2‬‬
‫لنجلب لهم مزايا الحضارة"‪.‬‬

‫يحي بوعزيز‪ ,‬كفاح الجزائر من خالل الوثائق ‪ ,‬دار البصائر ‪ ,‬الجزائر ‪ ,2008 ,‬ص‪.123‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬صالح حيمر‪ "،‬قانون سيتانوس ‪-‬كونسيلت ‪ 1863‬م حول الملكية العقارية في الجزائر‪ ,‬قراءة تاريخية"‪ ،‬مجلة‬
‫العصور‪ ،‬العدد ‪ ,18‬جانفي‪ ،2012‬ص ‪.2‬‬

‫‪36‬‬
‫قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫"‪ ...‬ثم أضاف قائال‪:‬‬

‫"الجزائر ليست مستعمرة بمعنى الكلمة وانما هي مملكة عربية‪ ،‬واألهالي هم‬
‫مثل المعمرين لهم نفس الحقوق تحت حمايتي‪ ،‬وأنا إمبراطور العرب مثلما أنا‬
‫إمبراطور الفرنسيون"‪.‬‬

‫‪-‬تكليف الماريشال راندون بإعداد قانون جديد يكون من أهم الفصول التي‬
‫يشتمل عليها‪ ،‬الفصل الذي معناه أن األعراش وفروع األعراش لهما ملك مطلق‬
‫‪1‬‬
‫في األوطان التي استقروا فيها وانتفعوا بها أبا عن جد بحجة ما‪.‬‬

‫ونزوال عند رغبة اإلمبراطور نابليون بشأن اإلصالحات التي يجب إدخالها على‬
‫النظام العقاري بالجزائر‪ ،‬تم إعداد مشروع في مطلع شهر مارس ‪ 1863‬م‪،‬‬
‫وبعد إطالع مجلس الحكومة الفرنسي عليه تم عرضه على مجلس الشيوخ في‬
‫‪09‬مارس ‪ 1863‬م‪ ،‬تولى تقديمه الجنرال أالر‪ ،‬الذي قدم عرضا مفصال حول‬
‫طبيعة الملكية العقارية في الجزائر موضحا األهداف التي يريد تحقيقها من وراء‬
‫هذا القانون‪ ،‬وفي األخير تم ضبط المشروع بعدما تمت المصادقة عليه يوم ‪13‬‬
‫أفريل ‪ 1863‬م‪ 117 ،‬صوت‪ ،‬مقابل صوتين رفضين‪ ،‬ليتم اإلعالن عنه في‬
‫‪2‬‬
‫‪22‬أفريل ‪ 1863‬م‬

‫‪1‬صالح حيمر‪ "،‬قانون سيتانوس ‪-‬كونسيلت ‪ 1863‬م حول الملكية العقارية في الجزائر"‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.3‬‬
‫هدى احمد بهاليل ‪ ,‬سارة عمراوي ‪ ,‬السياسة العقارية الفرنسية و تأثيرها على المجتمع الجزائري )‪(1900-1830‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪,‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في تاريخ المغرب العربي المعاصر ‪ ,‬كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية ‪,‬جامعة ‪ 8‬ماي‬
‫‪ , 1945‬قالمة ‪2020 ,‬م ‪,‬ص ‪.63‬‬

‫‪37‬‬
‫قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تعريفه‪:‬‬

‫قانون سيناتوس كونسيلت ‪ 22‬أفريل ‪ 1863‬م كلمة مشتقة من لفظ سيدات‬


‫وهو مصطلح يطلق على البرلمان وهو مشتق من لفظ سيناتور و معناه نائب‬
‫البرلمان ‪ ,‬أما السيناتوس كونسيلت فهي مجموعة من الق اررات التي يصدرها‬
‫السيدات لتدعيم و تقوية القانون ‪,1‬‬
‫ويعرف أيضا بمجلس الشيوخ ‪ ,‬هو قانون امبراطوري في عهد نابليون الثالث‪،‬‬
‫مكن األوروبيين من السيطرة على األرض‪ ،‬حيث جاء هذا المرسوم بهدف‬
‫تطوير القوانين المتعلقة بتنظيم األحوال الشخصية وحيازة األرض ‪.‬فقد وجد‬
‫االستعمار الفرنسي في القرار المشيخي ‪1863‬م الذي أباح للجزائريين بيع‬
‫ممتلكاتهم‪ ،‬األسلوب المنهجي لتفكيك العائلة الجزائرية المسلمة المحافظة‪،‬‬
‫وأفقدها شخصيتها وضرب عاداتها وتقاليدها المستمدة من روح الدين اإلسالمي‬
‫‪2‬‬
‫ومن التراث الحضاري العريق‪.‬‬

‫احالم عاشوري ‪ ,‬دالل دقيش ‪ ,‬منظومة األلقاب العائلية الجزائرية في الريف الشرقي القسنطيني أواخر القرن ‪ 19‬من‬ ‫‪1‬‬

‫خالل أرشيف الحالة المدنية –دوار أوالد ناصر و دوار أوالد جحيش ‪-‬نموذجا ‪ , -‬مذكرة لنيل درجة الماستر ‪ ,‬تخصص‬
‫تاريخ المغرب العربي المعاصر ‪ ,‬جامعة العربي بن مهيدي ‪ ,‬ام البواقي ‪ 2020 ,‬م‪ ,‬ص ‪.29‬‬
‫هدى احمد بهاليل ‪ ,‬سارة عمراوي ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.63‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪38‬‬
‫قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مضمون قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬

‫يتألف قانون مجلس الشيوخ أو سيناتوس كونسيلت من سبعة فصول‬


‫يمكن تلخيص أهم ما جاء في كل منها في النقاط التالية ‪:‬‬

‫الفصل األول أن األرض المشاعة التي تستغلها القبائل المختلفة في الجزائر‬


‫بصفة رسمية منذ زمن طويل إنما هي ملك رسمي للقبائل ‪.1‬‬

‫‪-‬تثبيت كل أعمال التقسيم وغيرها التي تمت في السابق بين الدولة واألهالي‬
‫فيما يتعلق بملكية األرض‪.2‬‬

‫الفصل الثاني ‪:‬يتعلق بكيفية تطبيق هذا القانون‪ ،‬حيث نص على أنه سيتم تنفيذ‬
‫إداريا وفي أقرب وقت ممكن‪:‬‬

‫‪-1‬تحديد مناطق القبائل‪.‬‬

‫‪-2‬تقسيم أراضي القبائل بين مختلف دواوير كل قبيلة في منطقة التل الجزائري‬
‫وأراضي فالحية أخرى‪ ،‬مع اإلحتفاظ باألراضي التي يجب أن تبقى كأمالك‬
‫بلدية‪.‬‬

‫‪-3‬تأسيس الملكية الفردية بين أعضاء هذه الدواوير‪ ،‬كلما تبين ان هذا األمر‬
‫ممكنا ومفيدا‪ ،‬وفق مراسيم إمبراطورية ستصدر الحقا‪.3‬‬

‫‪1‬فارس كعوان ‪ ,‬القرار المشيخي و انحطاط االرستقراطية التقليدية ‪ ,‬انظر ‪https://www.academia.edu‬‬


‫‪2‬هدى احمد بهاليل ‪,‬سارة عمراوي ‪,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص‪.63‬‬
‫احالم عاشوري ‪ ,‬دالل دقيش ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.29‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪39‬‬
‫قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفصل الثالث ‪:‬سيتم إصدار الئحة إدارية تحدد‪:‬‬

‫‪-1‬أشكال تحديد مناطق القبائل‪.‬‬

‫‪-2‬أشكال وشروط تقسيمها بين الدواوير والتصرف في األمالك الخاصة‬


‫بالدواوير‪.‬‬

‫‪-3‬األشكال والشروط التي يتم في إطارها تأسيس الملكية الفردية وطريقة إصدار‬
‫عقود الملكية‪.1‬‬

‫الفصل الرابع ‪:‬تبقى القبائل المقيمة بهذه األراضي ملزمة بدفع ما عليها من‬
‫ضرائب مرسوم تجاه الدولة‪.2‬‬

‫الفصل الخامس ‪:‬يحتفظ بحقوق الدولة في ملكية أراضي البايلك وحقوق األفراد‬
‫في أراضي الملك‪ ،‬كما يحتفظ بالدومين العام كما حددته المادة ‪ 2‬من قانون‪16‬‬
‫جوان‪ ، 1851‬باإلضافة إلى دومين الدولة خاصة ما يتعلق بالغابات‪.3‬‬

‫فوزية بولقرون‪ ,‬بودرع ثلجة ‪,‬السياسة العقارية الفرنسية في الجزائر) ‪ , (1940-1840‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‬ ‫‪1‬‬

‫‪,‬تخصص تاريخ المغرب العربي الحديث و المعاصر ‪ ,‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ , 1945‬قالمة ‪2011 ,‬م ‪ ,‬ص ‪.27‬‬
‫‪2‬نصيرة غنياوي ‪ ,‬اثر عادات و تقاليد المجتمع القبائلي في الحفاظ على الهوية الجزائرية ابان الفترة الكولونيالية‬
‫)‪ , (1900-1830‬مذكرة لنيل شهادة الماستر ‪ ,‬تخصص تاريخ الوطن العربي المعاصر ‪,‬جامعة محمد خيضر ‪ ,‬بسكرة ‪,‬‬
‫‪2019‬م‪ ,‬ص ‪.80‬‬
‫‪3‬ياسمين حوادسي‪ ,‬صغير حفصة ‪,‬السياسة االستعمارية بالجزائر على عهد نابليون الثالث ‪1870-1852‬م ‪,‬مذكرة‬
‫مكملة لنيل شهادة الماستر ‪,‬تخصص تاريخ المغرب العربي المعاصر ‪ ,‬جامعة العربي بن مهيدي ‪ ,‬ام البواقي ‪2021 ,‬م‪,‬‬
‫ص ‪.62‬‬

‫‪40‬‬
‫قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفصل السادس ‪:‬إلغاء الفقرتين الثانية والثالثة من المادة ‪ 14‬من قانون ‪16‬‬
‫جوان ‪ 1851‬حول تأسيس الملكية في الجزائر‪ ،‬ومع ذلك ال يمكن التصرف في‬
‫األراضي التي ستقسم على أعضاء الدواوير إال بعد صدور عقود الملكية الفردية‪.‬‬

‫الفصل السابع ‪:‬اإلبقاء على األحكام القانونية األخرى التي جاء بها قانون ‪16‬‬
‫جوان ‪ ، 1851‬خاصة ما يتعلق بنزع الملكية لغرض المصلحة العامة و‬
‫إجراءات الحجر‪.1‬‬

‫فيروز مناصر ‪ ,‬هجيرة بن شعاعة ‪ ,‬القضاء اإلسالمي في الجزائر اثناء فترة االحتالل الفرنسي ‪1907-1830‬م ‪,‬‬ ‫‪1‬‬

‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر ‪ ,‬تخصص تاريخ المغرب العربي المعاصر ‪ ,‬جامعة الشهيد حمة لخضر ‪ ,‬الوادي ‪,‬‬
‫‪2020‬م ‪ ,‬ص ‪.68‬‬

‫‪41‬‬
‫قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إجراءات تطبيقه‪:‬‬

‫من المعلوم أن قانون السيناتوس كونسيلت لم يستهدف سوى األراضي التي كان‬
‫لألهالي فيها حق اإلنتفاع ‪ ,‬يعني أراضي العرش او السيقة و أراضي المخزن ‪,‬‬
‫و لم يتطرق الى أراضي الملك إال في حالة واحدة فقط ‪ ,‬وهي التي تسمح‬
‫لألهالي في اإلقليم العسكري بالتصرف في أمالكهم ‪ ,‬مما يسمح للمعمرين‬
‫بشرائها بحرية ‪ ,‬وقد صدر مرسوم امبراطوري في ‪ 23‬ماي ‪1863‬م ‪ ,‬يتضمن‬
‫الئحة اإلدارة العامة المتعلقة بكيفية تطبيق قانون السيناتوس كونسيلت ‪ ,‬و يمكن‬
‫‪1‬‬
‫إيجاز ما جاء فيه في النقاط التالية ‪:‬‬

‫ا‪ -‬اإلجراءات األولية‪:‬‬

‫وهي تلك اإلجراءات التي ال تخرج عن إطار سياسة الحاكم العام و كذا‬
‫تقرير وزير الحربين الخاص بتعيين المناطق التي يمسها القانون و العمل على‬
‫إبالع سكانها عبر المواضع التي يترددون عليها كاألسواق و المؤسسات‬
‫الحكومية ‪ ,‬و تتكفل بهذه األمور اللجان الفرعية التي تعمل تحت اشراف اللجان‬
‫اإلدارية التي تقوم بالعمليات التمهيدية المتعلقة بوضع الحدود و التقسيم و تهيئة‬
‫التعليمة الخاصة بالشكاوى يساعدهم في ذلك أعيان العرش ‪.‬‬

‫وقد كانت اللجان اإلدارية يعينها الحاكم العام ‪ ,‬يتولى مسؤوليات العمليات‬
‫التحضيرية مع تعيينهم امتداد أراضي الملك التي كانت تملكها الدولة الجزائرية‬
‫‪2‬‬
‫اكثر من ‪ 2840591‬هكتار عكس ‪ 1523013‬من أراضي قوس ‪,‬‬

‫‪ 1‬صالح حيمر‪ "،‬قانون سيتانوس ‪-‬كونسيلت ‪ 1863‬م حول الملكية العقارية في الجزائر‪ ,‬قراءة تاريخية"‪ ،‬المرجع السابق‬
‫‪ ,‬ص ‪.9‬‬
‫بسمة غربي ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.64‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪42‬‬
‫قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫حيث نالحظ في مقاطعة قسنطينة وحدها كانت أراضي القوس أي ضعفين من‬
‫أراضي الملك أي حوالي ‪ 1103363‬هكتار عكس ‪ , 523162‬وقد يمكن فتح‬
‫أراضي البايلك لإلستيطان بما أنها تابعة لإلدارة الفرنسية و قد سهلت المكاتب‬
‫العربية للوصول الى ذلك ‪.1‬‬

‫ب‪ -‬تحديد أراضي القبائل ‪:‬‬

‫تنطلق هذه اللجان المتفرعة عنها في إنجاز أعمالها في عين المكان ‪ ,‬حيث تقوم‬
‫بجمع المعلومات الالزمة و السماع لكل الشهود المفيدين في عملية تحديد و‬
‫تقسيم المناطق و تصنيف األراضي ‪ ,‬بعدما تقوم هذه اللجان بجمع أعمالها في‬
‫تقرير إجمالي يرفق بمذكرة وصفية لحدود القبيلة و الدواوير ‪ ,‬ثم يرسل هذا‬
‫التقرير إلى الجنرال المسير بالمنطقة العسكرية أو إلى عامل العمالة بالمنطقة‬
‫المدنية ‪ ,‬الذي يقوم بإرساله مشفوعا برايه الى الحاكم العام ‪ ,‬الذي يقوم بدوره‬
‫بالتحقق من صحة و نظامية العمليات ‪ ,‬و ال ترسم حدود لقبيلة بشكل نهائي إال‬
‫بعد المصادقة عليها بموجب مرسوم بناء على إقتراح الحاكم العام و تقرير وزير‬
‫‪2‬‬
‫الحربية ‪.‬‬

‫ج‪ -‬تقسيم أراضي القبائل على الدواوير ‪:‬‬

‫فأراضي العرش أو األراضي الجماعية هي األراضي التي تستغل من طرف‬


‫الجميع وهذا النظام يحميها من الرهن أو اإليجار أو البيع ‪.‬‬

‫بسمة غربي ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.64‬‬ ‫‪1‬‬

‫صالح حيمر ‪ ,‬السياسة العقارية الفرنسية في الجزائر )‪ ,(1930-1830‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.122‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪43‬‬
‫قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و بالتالي فهي رمز التضامن أو التماسك االجتماعي مما جعلها تشكل حاجز‬
‫أمام اإلمتداد اإلستعماري و لكن بتقسيمها يتحطم هذا السد فسهل البيع للمعمرين‬
‫و تم إنشاء قوى إستعمارية على حساب أراضي القبائل ‪ ,‬و كانت السلطات‬
‫أحيانا تعوض الذين صودرت أراضيهم بأراضي تسلبها من قبائل أخرى بموجب‬
‫مرسوم ‪ 23‬ماي ‪1863‬م وعمليا لتطبيق مرسوم ‪ 22‬افريل عينت لجنات حكومية‬
‫مكونة من رئيس و مهندس كانت تزور األراضي و تضع الحدود و تعلن‬
‫ألصحابها مساحتها شفويا بدون إعطاء أي وثيقة ألنه للحصول على عقد ملكية‬
‫كان يتطلب إرسال بيانات إلى العاصمة حيث تستغرق اإلجراءات وقتا طويال ‪ ,‬و‬
‫بهذا ضاعت الكثير من حقوق مئات الفالحين ‪ ,‬و هنا برزت العديد من الشكاوي‬
‫منها شكاوي خاصة بالمالكين الذين كانوا غائبين أثناء وجود اللجنات و بالتالي‬
‫ضمت أراضيهم ألمالك الدولة ‪,‬و شكاوي خاصة بالتحديد حيث اتهم فيها القياد‬
‫أو الشيوخ بالتأثير على أعضاء اللجنة نظ ار لنفوذهم للتغيير في مساحات‬
‫أراضيهم كل هذا يلخص في تقرير و ملحق بالمحاضر الرسمية ‪ ,‬و الخرائط‬
‫الطبوغرافية و الوثائق األخرى المتعلقة بالعمليات المقررة و يرسل الملف كامال‬
‫غير منقوص إلى الجنرال المسير أو المحافظ السياسي مع إبداء أريه فيه ثم يقوم‬
‫‪1‬‬
‫هذا األخير بتحويله إلى الحاكم العام ‪.‬‬

‫‪1‬فتيحة سيفو‪,‬عرائض الجزائريين ضد السياسة العقارية االستعمارية ‪,‬اعمال الملتقى الوطني األول و الثاني حول العقار في‬
‫الجزائر ابان االحتالل الفرنسي )‪ , (1962-1830‬منشورات و ازرة المجاهدين ‪ ,‬الجزائر ‪ ,2007 ,‬ص‪.182‬‬

‫‪44‬‬
‫قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫د‪ -‬نقل األمالك التابعة للدواوير‪:‬‬

‫لقد تم ضبط آليات نقل الملكية بالنسبة ألمالك البلدية‪ ،‬وقد أوكلت مهمة اإلشراف عليها إلى‬

‫الجماعات التي يعينها الجنرال أو عامل العمالة‪ ،‬حيث خولت لها مهمة الموافقة على نقل‬
‫الملكية إما عن طريق التبادل أو عن طريق البيع بالتًاضي أو بالمزاد‪ ,‬يتم تثمين الممتلكات‬
‫من طرف خبراء مختصين ‪ ،‬إذا كانت قيمة العقار تقل عن ‪ 5000‬فرنك فإن الحاكم العام‬
‫هو الذي يتولى المصادقة على العقد‪ ،‬أما إذا كانت هذه القيمة تفوت المبلغ المذكور فإن‬
‫عملية المصادقة تخضع لموافقة اإلمبراطور‪.1‬‬

‫و‪ -‬تشكيل الملكية الفردية و اصدار العقود ‪:‬‬

‫يكون توزيع الحصص تحت اشراف اللجان اإلدارية و الجماعات المحلية بعد انقضاء‬
‫األجل المحدد بشهر إلبالع المعنيين كما نقوم في نفس الوقت بالبحث في القضايا الخاصة‬
‫بالملكية ‪,‬بعدها توضع التخوم بصفة نهائية و تكون مصاريفها على عاتق األطراف المعنية‬
‫ثم تقوم مصلحة الضرائب بإصدار الدفاتر العقارية التي تتضمن الملكية و موضعها و‬
‫‪2‬‬
‫تسميتها و إسم صاحبها و كل عقود نقل الملكية التي تمت بين الخواص بالتراضي ‪.‬‬

‫‪ 1‬صالح حيمر‪ "،‬قانون سيتانوس ‪-‬كونسيلت ‪ 1863‬م حول الملكية العقارية في الجزائر‪ ,‬قراءة تاريخية"‪ ،‬المرجع السابق‬
‫‪ ,‬ص ‪.10‬‬

‫‪ 2‬بثينة قروي ‪ ,‬بشرى بن قويسم ‪ ,‬السياسة االستعمارية الفرنسية في الجزائر )قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م(‬
‫نموذجا ‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في تاريخ المغرب العربي المعاصر ‪ ,‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ,1845‬قالمة ‪2020 ,‬م ‪ ,‬ص‬
‫‪.47‬‬

‫‪45‬‬
‫قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ه‪-‬تدابير عامة‬
‫تقوم القبائل او الدواوير بدفع مصاريف وضع حدود األراضي و كذا مصاريف العدالة و‬
‫تقوم اإلدارة سنويا بترتيب الشروط التي تخص بدو الصحراء و حركة الهجرة السنوية الى‬
‫المناطق التلية التي ترعى فيها مواشيهم كما تقوم بالموازنة بتحديد األراضي المحجورة‬
‫الموجودة في البيانات األهلية لتجمع قوافل الوافدين و مواشيهم ‪.‬‬
‫و هنا نالحظ أنه خالل الفترة الممتدة من ‪1870-1865‬م تمكنت اللجان القائمة من توزيع‬
‫‪ 7‬ماليين هكتار من األراضي على ‪ 372‬عرشا مشكلة في ‪ 667‬دوار ‪ ,‬قد سرقت الدولة‬
‫المستعمرة للجزائريين ‪ 2.520.207‬هكتا ار يعني ‪ 36‬من أراضيهم ‪.‬‬
‫وقد تعلق قرار مجلس الشيوخ ب ‪ 6883811‬هكتا ار موزعة كمايلي ‪:1‬‬

‫‪ 2840591‬هكتا ار‬ ‫أرض الملك‬


‫‪ 1523013‬هكتا ار‬ ‫أرض العرش‬
‫‪ 1336492‬هكتا ار‬ ‫أرض المجاالت البلدية‬
‫‪ 180643‬هكتا ار‬ ‫ملك الدولة‬

‫‪1 1‬بثينة قروي ‪ ,‬بشرى بن قويسم ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.48‬‬

‫‪46‬‬
‫قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثالث ‪:‬أهداف قانون السيناتوس كونسلت ‪ 22‬افريل ‪1863‬م‬

‫لقد قيل الكثير حول قانون سيناتوس كونسيلت و أهميته ‪ ,‬حتى أن بعض‬
‫الكتاب الفرنسيين وصفوا القرار المشيخي ‪ 22‬أفريل ‪ 1863‬م بالصرح العظيم‬
‫المنظم والمميز في التشريعات العقارية التي سنتها فرنسا في الجزائر ‪ ،‬ألنه‬
‫‪1‬‬
‫سمح وألول مرة بممارسة نشاط غير مشروع‪.‬‬
‫ولقد ترتب عن هذا القانون األهداف التالية‪:‬‬
‫األهداف المعلنة‪:‬‬
‫‪-‬إنشاء الدوار الذي قد أصبح عبارة عن مفتاح للتنظيم اإلداري والعقاري‬
‫واالجتماعي الذي جاء به نابليون الثالث لتسيير شؤون الجزائر‪.‬‬
‫‪-‬تشكيل مجموعات من السكان في الدواوير غير متجانسة والتي قد تهدف إلى‬
‫إنشاء ملكية فردية‪.‬‬
‫‪-‬العمل على إقرار الملكية الفردية وحصر العالقات االجتماعية في حدود‬
‫العالقات العائلية دون نشوء روابط جديدة‪.2‬‬

‫‪1‬عدة بن داهة‪ ،‬الخلفيات الحقيقية للتشريعات العقارية في الجزائر إبان االحتالل الفرنسي*‪ , "1872- 1830‬أعمال‬
‫الملتقى األول حول العقار في الجزائر إبان االحتالل الفرنسي للجزائر ‪1962-1830‬م ‪ ,‬منشورات و ازرة المجاهدين ‪,‬‬
‫الجزائر‪ 2007 ،‬م‪ ,‬ص‪.147‬‬
‫بسمة غربي ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.67‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪47‬‬
‫قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬طمأنة الجزائريين الذين شعروا بالخطر يهددهم من جراء عمليات إغتصاب‬


‫األراضي وتجميع سكان األرياف في مساحات معينة‪ ،‬والبد من اإلشارة هنا إلى‬
‫النقطة الهامة التي وردت في رسالة اإلمبراطور الموجهة إلى الماريشال" بيلسي "‬
‫‪1‬‬
‫في تاريخ ‪ 06‬فبراير ‪1863‬م‪.‬‬
‫والتي تضمنت العبارات التالية" ‪:‬يبدو لي ضروريا من أجل راحة وازدهار‬
‫الجزائر‪ ،‬دعم وتعزيز الملكية بين أيدي ممتلكيها" ودعما لتصريح اإلمبراطور‬
‫جاءت المادة األولى من القرار المشيخي ‪ 1863‬م لتنص على أن الملكيات‬
‫األرضية التي بحوزة القبائل في الجزائر‪ ،‬والتي ظلوا يتمتعون بها بشكل دائم‬
‫‪2‬‬
‫وتقليدي مهما كانت الصفة تعتبر ملكية مثبتة قانونيا‪.‬‬
‫‪-‬التعرف على ملكية األهالي وانشاء الملكية الفردية كلما كان ذلك ممكنا‪.‬‬
‫‪ -‬وضع حد لحالة الغموض التي ظلت تكتنف الملكية العقارية في الجزائر‪.‬‬
‫‪-‬جلب الحضارة الفرنسية للجزائريين التي تستند إلى الملكية الفردية وذلك من‬
‫خالل ترقية الفرد الجزائري بالملكية الفردية التي تحقق تطوير الفرد‪.‬‬
‫‪-‬إسترجاع القيمة الحقيقة لألرض الجزائرية سواء في اإلستغالل الزراعي أو في‬
‫المعامالت العقارية‪.3‬‬

‫ليلى بلقاسم ‪,‬تطبيق التشريعات العقارية على قبائل منطقة غليزان )الضفة اليسرى لواد الشلف و سهل مينا( فيما بين‬ ‫‪1‬‬

‫‪ , 1900-1863‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ‪,‬تخصص التاريخ الحديث و المعاصر ‪ ,‬جامعة احمد بن بلة ‪ ,‬وهران ‪,‬‬
‫‪ , 2018‬ص ‪.145‬‬
‫عدة بن داهة ‪,‬االستيطان و الصراع حول ملكية األرض ابان االحتالل الفرنسي للجزائر ‪ , 1962-1830‬ج‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪,‬المؤلفات للنشر و التوزيع ‪,‬الجزائر ‪ , 2013 ,‬ص ‪.367‬‬


‫صالح حيمر ‪,‬السياسة العقارية الفرنسية في الجزائر )‪ ,(1930-1830‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.118‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪48‬‬
‫قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫األهداف الخفية‪:‬‬

‫‪-‬إقرار السلم واألمن في المجتمع الجزائري الذي يسمح بتوطيد الوجود الفرنسي‬
‫بالجزائر واخضاع األهالي لهم و هذا ما عبر عنه في اللجنة المشيخية المكلفة‬
‫بدراسة المرسوم الكونت دوكا از بيانكا يوم ‪ 08‬أ فريل ‪1863‬م قائال " ‪:‬إن‬
‫مستقبل االستعمار ال خوف عليه بعدما تقرر إستهالك األراضي التي كانت‬
‫للعرب " ‪.....‬كما أن اإلمبراطور كشف بنفسه عن هذا الهدف في رسالته إلى‬
‫الجنرال بيليسي بتاريخ ‪ 06‬فيفري‪" : 1863‬وكيف يتحقق لدينا دوام السلم في‬
‫الناحية مادام الخوف والقلق نازالن بقلوب اهلها في شأن ما يملكون من‬
‫العقار"‪.1‬‬
‫‪-‬يسمح بإكتشاف األ ارضي الشاغرة لإلستيالء عليها‪.‬‬
‫‪-‬تفتيت القبيلة واحالل الملكية الفردية محل الملكية الجماعية‪ ،‬فاإلدارة‬
‫اإلستعمارية تعي جيدا أن إمكانيات الجزائريين المحدودة لخدمة األرض تقودهم‬
‫حتما إلى التعاون مع بعضهم واستخدام اإلمكانيات بصفة جماعية‪ ،‬يضاف إلى‬
‫ذلك طبيعة السكان المنحدرين من عائلة واحدة‪. 2‬‬

‫ابراهيم لونيسي‪ ،‬الملكية العقارية في الجزائر من خالل جريدة المبشر في ظل الحكم العسكري ‪ ،‬الملتقى الوطني حول‬ ‫‪1‬‬

‫العقار في الجزائر إبان االحتالل الفرنسي ‪ ،1962-1830‬منشورات و ازرة المجاهدين ‪ ،‬الجزائر‪ ، 2007 ،‬ص‪. 148‬‬

‫‪2‬الطاهر مالخسو ‪ ،‬نظام التوثيق في ظل التشريعات العقارية‪، 1962-1830‬اعمال الملتقى األول حول العقار في‬
‫الجزائر إبان االحتالل الفرنسي للجزائر ‪1962-1830‬م منشورات و ازرة المجاهدين‪ ،‬الجزائر‪ 2007 ،‬م‪ ,‬ص ‪.35‬‬

‫‪49‬‬
‫قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وهذا ما خلق نوعا من التضامن والتكافل بين أفراد القبيلة وهو الشيء الذي كان‬
‫بمثابة الدرع الواقي الذي حال دون تغلغل النظام االستعماري داخل المجتمع‬
‫الجزائري لذلك وجدت اإلدارة اإلستعمارية بأن الحل الوحيد إلختراق المجتمع‬
‫الجزائري هو كسر شوكة األعراش وفصم عرى التضامن والتآزر القائمة بين‬
‫أفرادها وهذا ال يأتي لها إال من خالل تقسيم الملكية العقارية واحالل الملكية‬
‫الفردية محل الملكية الجماعية‪ ،‬وهذا ما من شأنه أن يضعف القبيلة ماديا‬
‫‪1‬‬
‫ومعنويا‪.‬‬
‫‪-‬يعمل على تهديم التنظيم العتيق للقبيلة ألن لهذه األخيرة قوانينها وتاريخها‬
‫وعاداتها وتقاليدها‪ ،‬فيؤدي ذلك إلى تقلص مساحة المراعي ثم تعزل عن بعضها‬
‫البعض لتنتهي الحياة تدريجيا بداخل القبيلة ثم ينتهي الحال إلى خلق فراع قيادي‬
‫الذي ال يمأله سوى الوجود اإلستعماري وذلك بإضعاف زعماء القبائل واألعراش‬
‫وكذا األعيان الذي يطلق عليهم تسمية " القضاة المحليين"‪.‬‬

‫‪-‬ولتكريس هذه األهداف قامت اإلدارة الفرنسية عام ‪1858‬م بإجراء عدة‬
‫تعديالت تنظيمية وقيادية على مستوى االعراش والقبائل حيث كانت هذه‬
‫‪2‬‬
‫اإلجراءات تهيئ الظروف لتشريع قانون ‪1863‬م‪.‬‬

‫صالح حيمر ‪,‬السياسة العقارية الفرنسية في الجزائر )‪ ,(1930-1830‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.119‬‬ ‫‪1‬‬

‫بسمة غربي ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪68‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل اليالث ‪ :‬رذوذ الفعل على فايون السييايوس كونسيلث ‪1863‬م‬

‫و ايعكاساية على الجراي يرين‬

‫ي‬ ‫ن‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ل‬ ‫ب‬‫م‬‫ل‬ ‫ا‬
‫ل‬ ‫س‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ح‬ ‫ل‬
‫ث الآول ‪ :‬وا ف قة ول ا ون ا وس و ث‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ح‬

‫‪1863‬م‬
‫ح‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ال‬
‫ي‬ ‫ج‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬‫ي‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫س‬ ‫ك‬ ‫ي‬
‫ث ال ا ى ‪ :‬ا ع ا اية ى ع را ري‬‫ن‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫ب‬‫م‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫المبحث األول ‪ :‬المواقف المختلفة حول قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬

‫ظهرت عدة مواقف بعد صدور قانون ‪ 22‬افريل ‪1863‬م و عرضه للمناقشة و‬
‫االثراء و التي أثارت جدال واسعا خاصة حول المادة األولى منه و التي تنص على‬
‫أن األعراش معترف لها بملكية األرض التي يقطنون بها ‪ ,‬و هنا يفهم أن سياسة‬
‫اإلمبراطور جلبت له عداء من كافة األطراف ‪.1‬‬

‫‪ -1‬موقف أعضاء المجلس‬

‫بعدما عقد مجلس الشيوخ الفرنسي يوم ‪ 09‬مارس ‪1863‬م جلسته لمناقشة‬
‫القانون االمبراطوري الذي وضعه الجنرال آالرد الذي قام بشرح األسباب الداعية‬
‫لتقديم هذا المشروع ‪ ,‬أن العرب بعد أن آلت أراضيهم الى الدولة نتيجة تطبيق‬
‫‪2‬‬
‫قرار حصر الملكية ‪.‬‬

‫حيث أن المناقشات التي دارت داخل المجلس لم تكن تحمل بشارة الخير التي‬
‫كان ينتظرها األهالي أصحاب األرض الذين كانوا يعيشون تحت طائلة سياسة‬
‫اإلدارة الدخيلة والمظالم التي مورست في حقهم‪.3‬‬

‫نور الدين إيالل ‪ ,‬قانون السيناتوس كونسيلت و أثره على الملكية و السكان في منطقة سور الغزالن من خالل‬ ‫‪1‬‬

‫الوثائق الرسمية الفرنسية )‪1914-1863‬م(‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في التاريخ المعاصر ‪ ,‬كلية العلوم اإلنسانية‬
‫و االجتماعية ‪ ,‬جامعة الجزائر ‪2007 ,‬م ‪ ,‬ص ‪.33‬‬
‫بسمة غربي ‪,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.71‬‬ ‫‪2‬‬

‫نور الدين إيالل ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.35‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫وانما إنصب الجدل حول الدفاع عن الدخالء األجانب وتحصين المصالح الفرنسية ‪,‬‬
‫ففي جلسة يوم ‪ 13‬أفريل صرح الكونت فرديناند بمايلي ‪" :‬عبر خريطة الجزائر ‪،‬‬
‫يمكنني أن أضع أصبعي فوق عدد كبير من المناطق حيث أنشأت الثروة بفعل‬
‫الكولون"‪.1.‬‬
‫ومن الشخصيات التي أطفأت ثورة الكولون ‪ ,‬الكونت كازابيانكا الذي وعد بمنح ‪900‬‬
‫ألف هكتار لألوروبيين ‪ ,‬و قد كان واضحا ذلك من خالل رسالة نابليون إلى بيليسي‬
‫والتي جاء فيها أنه بعد أن تخرج األرض من الملكية الجماعية يصبح األهالي‬
‫كاألفراد قادرين على التصرف فيها حسب رغباتهم ‪ ,‬و بذلك تنشأ بينهم و بين‬
‫الكولون المبادالت و الصفقات و هذا يعني أن للجزائريين الفالحة فيقومون بالزراعة‬
‫و تربية الخيول و المواشي و ذلك لمهارتهم فيها‪ ,‬أما األوروبيين فمهمتهم العمل على‬
‫تطوير المناجم و الغابات و جلب الصناعات التي هي ضرورية للتقدم الزراعي ‪ ,‬و‬
‫بهذه الرسالة يموه أن الجزائر ليست مستعمرة كبقية المستعمرات و إنما هي مملكة‬
‫عربية يتقاسم فيها األهالي و الكولون حق الحماية و الرعاية من جانب نابليون و‬
‫رغم ذلك فإن المعارضة التي لقيها المشروع أو القانون في البداية لم تنته بعد بل‬
‫كانت موجودة في عمق الهجومات ضد الحكومة و بسبب ضغوط العسكريين تم‬
‫إصدار قانون ‪ 7‬جويلية ‪1864‬م ‪ ,‬الذي يعيد السلطة الى الحكام العسكريين على‬
‫‪2‬‬
‫الحكام المدنيين ‪,‬‬

‫نور الدين إيالل ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.35‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬المرجع نفسه ‪ ,‬ص ‪.35‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫إذا لم يكن الفرنسيون على أري واحد من هذه السياسة ‪ ,‬حيث الحظ‬
‫الدكتور "وارنيه" الذي كان يمثل رأي الكولون أن العملية كانت تسير ببطء شديد ‪,‬‬
‫و الكولون كانوا يتحرشون باألرض العرشية و ال يتحمسون لمرسوم ‪1863‬م وال‬
‫سياسة نابليون نحو األهالي ‪ ,‬ألنهم يرون فيها سياسة مضادة إلستعمار األرض‬
‫من جهة و موالية لألهالي على حسابهم من جهة أخرى ‪,‬و قد إعترف " ميرانت "‬
‫الذي كان مدي ار للشؤون األهلية الجزائرية فترة طويلة بأن مرسوم ‪1863‬م قد قيد‬
‫حركة اإلستعمار و اإلستيالء على األرض ‪ ,‬وزال ذلك بزوال اإلمبراطورية الثانية‬
‫‪1870‬م و ظهور النظام الجمهوري الذي كان يمثل إنتصار في الجزائر للكولون‬
‫‪1‬‬
‫‪ ,‬فسارعوا إلى التخلص من مرسوم ‪1863‬م‪.‬‬

‫‪ -2‬موقف المعمرين ‪:‬في إحدى جلسات مجلس الشيوخ تلقى هذا األخير حركة‬
‫إحتجاج واسعة و تذمر بحجة غياب فقرة تعيينهم في نص القانون ‪ ,‬لهذا رأى‬
‫البعض منهم بأن هذا القانون سيقطع الطريق أمامهم ‪ ,‬غير أن الدكتور "فارين"‬
‫دافع عنهم و إنتقد قانون ‪1863‬م و إعتبره بمثابة ميثاق الملكية العربية يفرض‬
‫على ضباط المكاتب العربية عمال شاقا و جهدا إضافيا ‪.2‬‬

‫‪1‬بثينة قروي ‪ ,‬بشرى بن قويسم ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.53‬‬


‫نور الدين إيالل ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.37‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫لم يخف الكولون مطالبهم و أمانيهم الواسعة ‪ ,‬فبقدر ما تلهفوا على األرض ‪,‬‬
‫إنتقدوا حتى تركيبة العضوية في مجلس الشيوخ و أروا بأن غياب من يمثلهم في‬
‫هذه الهيئة هو تهميش لهم و دعم للعسكريين ‪,‬وفي هذا المضمار ‪ ,‬صرح‬
‫المحامي اندريو في جريدة " بريد الجزائر " الصادرة في ‪ 10‬جوان ‪1863‬م ‪" :‬إن‬
‫غياب الحقوق السياسية و الحرية بما في ذلك غياب مشاركة المواطنين في‬
‫‪1‬‬
‫قضاياهم و إنشغاالتهم ‪ ,‬كان الجرح العميق للمستعمر "‪.‬‬

‫وحسب المصادر الفرنسية فإن مطالب المعمرين فيما يتعلق باألرض تنقسم الى‬
‫قسمين ‪ ,‬األول يدعو إلى اإلستقاللية و اآلخر يدعو إلى اإلدماج ‪ ,‬و اإلستقاللية‬
‫التي كان ينادي بها اإلتجاه األول إباحية ‪ ,‬حيث كانت ترى بأن مصالح البالد‬
‫ستكون مصانة إذا ما أنشئ مجلس إستعماري مستقل يصوت على الميزانية ثم‬
‫يعرضه على الهيئة التشريعية ‪ ,‬أما اإلتجاه اإلدماجي فيمثله "وارني" و "جول‬
‫دوفال" و آخرون يروا بأن الجزائر إمتدادا لفرنسا مثلما كانت عليه مرسيليا‬
‫‪2‬‬
‫بالنسبة لباريس قبل إنشاء السكك الحديدية ‪.‬‬

‫إن السانسيمونيين المتحمسين الرتباط الجزائر قلبا و قالبا بفرنسا ‪ ,‬عبروا عن‬
‫موقفهم المتباين ‪ ,‬فكانت نظرة المقيمين في فرنسا على رأسهم ‪pére enfantin‬‬
‫على عكس نظرة سانسيمونيي الجزائر ‪ ,‬فكانت الفئة األولى تهتم بالجانب المالي‬
‫‪3‬‬
‫و الصناعي بتدعيم سياسة اإلستيطان الرأسمالي ‪.‬‬

‫نور الدين ايالل ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.37‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬بثينة قروي ‪ ,‬بشرى بن قويسم ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.54‬‬


‫‪3‬نور الدين ايالل ‪,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.39‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫أما الفئة الثانية فكانت تدعوا إلى دعم سياسة الكولون فكان الدكتور وارني‬
‫الناطق الرسمي بإسم هؤوالء بالجزائر ‪ ,‬لكن إسماعيل أربان الذي كان مستشا ار‬
‫لإلمبراطور ‪ ,‬كان يؤمن بفكرة إحتفاظ العرب باألرض ألنهم اكثر إرتباطا بها في‬
‫الزراعة و الرعي إيمانا منه بإرتباط الجزائر بفرنسا ‪ ,‬ومن السانسيمونيين‬
‫اإلدماجيين "دوفال" الذي ذهب إلى القول بإستحالة فصل الجزائر عن فرنسا فهي‬
‫جزء ال يتج أز منها إذ قال ‪":‬ستكون الجزائر مملكة فرنسية و ليس مملكة عربية ‪,‬‬
‫‪1‬‬
‫مستعمرة فرنسية و ليس أوروبية ‪ ,‬حامية فرنسية و ليس معسك ار فرنسيا "‪.‬‬

‫ففي عام ‪1864‬م ‪ ,‬أرسل المعمرون مندوبين و ممثلين عنهم إلى فرنسا لعرض‬
‫مطالبهم ‪,‬لكن اإلمبراطور رفض إستقبال هؤالء وبقيت مطالبهم دون رد ‪ ,‬سبقها‬
‫بنحو عامين ‪ ,‬عريضة تحمل ‪ 2000‬توقيع ‪ ,‬توضح مطالب استقاللية و أخرى‬
‫إدماجيه ‪ ,‬أودعتها في مكتب اإلستعالمات ‪.‬‬

‫أن الموقف السلبي لإلمبراطور من المندوبين ومن العريضة زاد في هيجان‬


‫أوروبيو الجزائر خاصة بعد رسالته تلك التي خيبت امالهم ‪ ,‬الشيء الذي زاد في‬
‫‪2‬‬
‫حركة اإلحتجاجات التي أصبحت تحارب عالنية سياسة اإلمبراطور ‪.‬‬

‫نور الدين إيالل ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.39‬‬ ‫‪1‬‬

‫بسمة غربي ‪,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.75‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫و حملوا العسكريين مسؤولية االزمة التي حلت بالبالد ما بين ) ‪-1868‬‬


‫‪1869‬م( ‪ ,‬كما اعتبروا أيضا الملكية المشتركة لألرض سبب البالء ‪ ,‬و تجنبا‬
‫لهذه األزمات أرت اإلدارة الفرنسية بوجوب تنظيم الملكية الفردية و تسهيل إنتقالها‬
‫و بذلك رأى المعمرون بأن ذلك سيخرج الجزائر من وضع سيء إلى أحسن و‬
‫هذا يمكن األوروبيين من الحصول على أراضي الجزائريين بسرعة ‪ ,‬و إحتواءا‬
‫لغضب الكولون تضمن تقرير لجنة مجلس الشيوخ على لسان الكونت "كازابيانكا"‬
‫وعود يؤكد فيها على عطف األوروبيين على مواطنيهم و حماية اإلمبراطور لهم‬
‫‪1‬‬
‫و مساعدة كبار الدولة لن تخيب امالهم و طموحاتهم في الجزائر ‪.‬‬

‫‪-3‬موقف العسكريين‬

‫لما أنتخب لويس نابليون كرئيس للدولة من طرف الجمعية الوطنية الفرنسية في‬
‫‪1848‬م إنتهج سياسة خاصة حسب مزاجه حيث كان ساعيا للمحافظة على‬
‫األمن و اإلستقرار و التخلص من أعدائه و العمل على كسب والء الجيش و‬
‫الشرطة و كبار المسؤولين بالدولة ‪.‬‬

‫إال أن مجيء نابليون الثالث بعده جاء بسياسة إستعمارية جديدة إتجاه الجزائر‬
‫تتسم بالتقلب و اإلضطراب حيث قام بإنشاء إدارة جديدة تحت إسم و ازرة الج ازئر‬
‫‪2‬‬
‫و المستعمرات سنة ‪1858‬م إال أن هذه األخيرة فكت سنة ‪1860‬م ‪,‬‬

‫بثينة قروي ‪ ,‬بشرى بن قويسم ‪,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.54‬‬ ‫‪1‬‬

‫عمار بوحوش ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.126‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫ورغم ذلك لم يكن عائقا لدى نابليون فكرة إنشاء المملكة العربية التي كانت‬
‫مؤيدة من طرف العسكريين ‪.‬‬

‫ظل هذا األخير مستصغ ار أصحاب األرض ومياال لسياسة اإلستيطان ففي رده‬
‫على رسالة اإلمبراطور المؤرخة في ‪ 25‬نوفمبر‪ , 1861‬ضم هذا األخير صوته‬
‫إلى بقية المحبين لسياسة التغيير لصالح الكولون حيث صرح في رسالته هذه‬
‫بمايلي ‪ ":‬يجب ان يكون العربي المسلم الذراع وال يمكن في أي حال من‬
‫األحوال أن يكون راس اإلستيطان "‪.‬‬

‫فكان موقف العسكريين واضحا ولم يلق قانون ‪1863‬م تجاوبا كبي ار و ظل هؤالء‬
‫يدافعون على مصالح الكولون ‪ ,‬ففي إحدى جلسات المناقشة تكلم الجنرال شارون‬
‫بإسم الكولون مطالبا بإدارة خاصة و تمثيل كولونيالي شبيه بما يتمتع به اإلنجليز‬
‫في مستعمراتهم ‪.1‬‬

‫وفي تقرير سري لعام ‪ 1870‬كتب الجنرال ‪ voulgrenat‬بان سيناتوس كونسلت‬


‫هو نتاج فطنة سياسية طرحت قمة غضب حقيقي ألنه جاء مخيبا للعديد من‬
‫الرغبات ‪.2‬‬

‫نور الدين إيالل ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.36‬‬ ‫‪1‬‬

‫نور الدين إيالل ‪ ,‬المرجع نفسه ‪ ,‬ص ‪.37‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫‪-4‬موقف الصحافة‬

‫عبرت الصحافة الفرنسية عن موقفها إتجاه المرسوم المشيخي في العديد من المرات‬


‫‪,‬كما طرحت إنشغاالت الكولون في الجزائر و شكت أحوالهم ‪ ,‬سواء تعلق االمر‬
‫بصحافة المتروبول مثل صحيفة ‪ le temps‬التي كان يديرها كليمون ديفرنوا و‬
‫صحيفة "‪ "la presse‬التي كان ي أرسها تولغوي الذي كان محافظا في قسنطينة و‬
‫صحيفة" فرنسا " لصاحبها جون كوهين ‪,‬الى جانب الصحابة المتروبولية ‪ ,‬كتبت‬
‫أيضا الصحافة الجهوية في موضوع الملكية ‪,‬من بينها جريدة ‪le nouvelliste‬‬
‫الذي كان مقرها مرسيليا و جريدة "بريد مرسيليا " و يومية ‪. le progrés lyon‬‬

‫ويبدو أن الصحافة المعادية لسياسة نابليون الثالث بشأن الملكية ‪ ,‬قد لقيت تأثي ار من‬
‫قبل الكولون الرأسماليين و العسكريين ‪ ,‬فقد كانت هذه األخيرة تدعو إلى العرائض‬
‫مدعمة بذلك الكولون و مدافعة عن حقوقهم المزعومة في الجزائر ‪.‬‬

‫ومن الصحفيين من أبدى موقفا معتدال من ذلك ‪ ,‬أمثال سوزان ديستارن و هنريات‬
‫شاندي في أريهما السيناتوس كونسيلت حماية للملكية الجماعية لألعراش و العمل‬
‫على تطبيقه يتطلب عملية مسح دقيقة و طويلة كما أنه يرمي إلى سياسة تعاون مع‬
‫‪1‬‬
‫العرب ‪.‬‬

‫‪ 1‬نور الدين إيالل ‪,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.41‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫‪-5‬موقف الجزائريين‬

‫إن أغلبية الجزائريين رفضوا هذا المرسوم ألنه عمل على أحداث تغييرات‬
‫جذرية على الطبيعة اإلجتماعية التي تعود عليها األهالي ‪ ,‬فمعظم األهالي لم‬
‫يسبق لهم معرفة أسلوب العمل في إطار الملكية الفردية ‪ ,‬و لم يفهموا األهداف‬
‫البعيدة للمرسوم وال طريقة تطبيقه ‪,‬بل حتى بعض أعيان األهالي و القيادات‬
‫‪1‬‬
‫العربية لم تفهم جيدا محتوى المرسوم ‪.‬‬

‫غير أن ماأحدثته هذه السياسة من تقنين و نهب ممتلكات الجزائريين و ماأحدثته‬


‫من تغيرات على األنظمة اإلقتصادية و اإلجتماعية التي كانت سائدة ومتعارف‬
‫عليها في المجتمع الجزائري ‪ ,‬بسبب ذلك جاءت ردود الفعل الجزائرية في مظاهر‬
‫مختلفة منها المقاومة المسلحة و الهجرات ‪ ,‬كذلك عمليات اإلنتقام التي تعرض‬
‫‪2‬‬
‫لها المعمرون و عمالء الحكومة الفرنسية من طرف الجزائريين ‪.‬‬

‫وعن الرفض القاطع لهذا القانون يكفينا استشهادا بالحركة اإلحتجاجية التي قامت‬
‫بها قبيلة أوالد رشاش خنشلة إحدى قبائل اإلقليم القسنطيني ‪ ,‬حيث نادى أعيانها‬
‫و مشايخها معربين عن أسفهم و استيائهم لصدور هذا القانون ‪ ,‬و أكدوا بقوة عن‬
‫‪3‬‬
‫موقفهم الرافض لهذا القانون‬

‫إبراهيم لونيسي ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.150-149‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬فتيحة سيفو‪,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.178‬‬


‫بثينة قروي ‪ ,‬بشرى بن قويسم ‪,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص‪.57‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫على لسان أحد مشايخهم قائال ‪":‬فال الهزائم التي ألحقها بنا جيش االحتالل‬
‫الفرنسي في سهل سبيخة قتل صغار رجالنا ‪ ,‬وال الغرامات الحربية التي‬
‫فرضتها فرنسا علينا تساوي شيئا في نظرنا ‪ ,‬أل ن الجراح تشفى وتعالج مقارنة‬
‫بإنشاء الملكية الفردية و السماح لألشخاص ببيع حقوقهم ضمن الملكية‬
‫األرضية الجماعية ‪,‬فهذا أمر غير مقبول ألنه يقضي على القبيلة و يزيلها‬
‫‪ "....‬و ليست الغاية من هذه التكهنات سوى إظهار معارضة الفالحين‬
‫الجزائريين الشديدة لتفكيك فرنسا للقبائل و تجريدها من أراضيها ‪.1‬‬

‫ومن هنا يمكننا القول بأن الجزائريين قد عارضوا قانون األرض ‪1863‬م حيث‬
‫كان أسلوب كتابة الشكاية أو العريضة إستراتيجية مميزة إتخذها أبناء األرض‬
‫للتعبير عن رفضهم و إستيائهم و للدفاع عن وجودهم ‪ ,‬فاألرض لم تكن مجرد‬
‫‪2‬‬
‫رزق لهم ‪ ,‬بل كانت رم از للتاريخ ‪ ,‬الشرف ‪,‬الوطن ‪ ,‬الهوية ‪.‬‬

‫بثينة قروي ‪ ,‬بشرى بن قويسم ‪,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص‪.57‬‬ ‫‪1‬‬

‫فتيحة سيفو ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.178‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬إنعكاساته على المجتمع الجزائري‬

‫‪ ‬اإل نعكاسات االقتصادية‬

‫لعبت التشريعات العقارية اإلستعمارية دو ار بار از في هدم البنية اإلقتصادية التي‬


‫كانت تعرفها الجزائر قبل اإلحتالل الفرنسي ‪ ,1‬حيث أن أول مبادرة قامت بها‬
‫فرنسا هي إلحاق الجزائر لها سنة ‪1834‬م ‪ ,‬ليتم بعدها توزيع األراضي على‬
‫المستوطنين و طرد الجزائريين من أرضهم ‪ ,‬مما نجم عنها معانات شديدة‬
‫للجزائريين من مجاعات و فقر ‪ ,‬في المقابل كان المستوطنون ال يكترثون بشيء‬
‫سوى تحقيق منفعتهم الخاصة ‪,‬حيث كان هدفهم الوحيد هو إنتفاع السوق‬
‫‪2‬‬
‫الفرنسي ‪.‬‬

‫حيث عملوا على تشجيع اإلستثمار في الجزائر ‪ ,‬فقد تم إستثمار ‪167‬‬


‫مليون فرنك في الفترة الممتدة ) ‪, (1840-1830‬كما عملوا على تشجيع‬
‫‪ ,‬و قاموا بإلغاء النقود العثمانية و‬ ‫‪3‬‬
‫الشركات الرأسمالية إلستغالل الجزائر‬
‫إنشاء بنك الجزائر فرنسا ‪,‬و صك عملة إستعمارية بموجب قانون ‪ 1‬اوت‬
‫‪1851‬م ‪.4‬‬

‫عدة بن داهة ‪ ,‬االستيطان و الصراع حول ملكية األرض ابان االحتالل الفرنسي للجزائر ج‪ , 1‬المرجع السابق ‪ ,‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.21‬‬
‫بسمة غربي ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.88‬‬ ‫‪2‬‬

‫بثينة قروي ‪ ,‬بشرى بن قويسم ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.58‬‬ ‫‪3‬‬

‫بشير بالح ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.160‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫أما المرحلة الممتدة ما بين ‪1871-1860‬م فقد أصبح نظام بيع األراضي هو‬
‫النظام السائد و الغالب بموجب قانون ‪ 25‬جويلية ‪1860‬م ‪,‬حيث أصبحت عملية‬
‫البيع تخضع لقاعدة السعر الثابت ‪ ,‬و في حاالت إستثنائية تباع بالتراضي أو في‬
‫المزاد العلني ‪ ,‬لكن نظام التنازل المجاني أصبح يمثل األراضي البعيدة فقط‬
‫ليلغي هذا النظام بموجب قانون ‪ 30‬سبتمبر ‪1864‬م ‪ ,1‬لكن في سنة ‪1871‬م‬
‫عاد العمل بنظام التنازل المجاني كما كان معموال به سابقا في سنة‪1860‬م‪ ,‬في‬
‫هذه الفترة تدفق المستوطنين على الجزائر و حصل هؤوالء على ‪ 100‬الف‬
‫هكتار ‪ ,‬و في هذه األثناء بدأت عملية إقامة القرى اإلستعمارية لإلستقرار فيها و‬
‫اإلستثمار و ذلك بناءا على التسهيالت التي وجدها المستوطنين من مساعدات‬
‫)من خدمات و تخفيض الضرائب ( ثم إنتشرت التجمعات السكانية بالمدن و‬
‫‪2‬‬
‫األرياف ‪.‬‬

‫بعد صدور القرار المشيخي أو قانون األرض سنة ‪1863‬م ‪ ,‬تم تأسيس لجان‬
‫التحديد التي توصلت الى تحديد ‪ 6833.751‬هكتار من األراضي العرشية حيث‬
‫‪3‬‬
‫شملت ‪ 374‬عرش من اصل ‪, 643‬‬

‫بسمة غربي ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.88‬‬ ‫‪1‬‬

‫بثينة قروي ‪ ,‬بشرى بن قويسم ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.59‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬المرجع نفسه ‪ ,‬ص ‪.59‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫حيث إستطاعت فرنسا أن تضع يدها على ‪ 180‬ألف هكتار ‪ ,‬وقد استهلك‬
‫المعمرين هذه األراضي التي إستحوذوا عليها في زراعات تجارية التي تعود لهم‬
‫بعائد مالي ضخم ‪ ,‬والتي تركزت في زراعة األشجار المثمرة التي برزت في‬
‫المناطق الجبلية بالقبائل ‪ ,‬كما زخرت البساتين بأراضي الفحوص بالمدن الرئيسية‬
‫كوهران ‪ ,‬معسكر ‪ ,‬تلمسان ‪ ,‬قسنطينة ‪, ....‬باإلضافة الى إنتاج البساتين بعض‬
‫المزروعات النادرة كالقطن بنواحي مستغانم ‪ ,‬و التبغ بالقرب من الجزائر و‬
‫‪1‬‬
‫عنابة و األرز في األراضي المروية بسهول الشلف ‪.‬‬

‫كما نرى أن مدينة البليدة قد كانت مزدهرة باألشجار المثمرة و خاصة البرتقال و‬
‫كان بها اكثر من ‪ 400‬هكتار ‪ ,‬أما المدية فكانت بها في الجانب الجنوبي‬
‫البساتين الكثيفة و الخضراء المكدسة و ما يحيط بها من الهضاب الخصبة‬
‫‪2‬‬
‫فكانت توجد بها الكروم بكثرة و أشجار الزيتون ‪.‬‬

‫كما أن اإلقتصاد الجزائري قبل سنة ‪1830‬م يرتكز على اإلنتاج الزراعي و‬
‫الرعوي الذي جعل الجزائر قبل اإلحتالل بلد تصدر القمح ‪ ,‬حيث كان إلتساع‬
‫‪3‬‬
‫مساحة الجزائر دو ار بار از في ظهور هذا النمط اإلنتاجي ‪.‬‬

‫بثينة قروي ‪ ,‬بشرى بن قويسم ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.59‬‬ ‫‪1‬‬

‫بسمة غربي ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.89‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد الحكيم رواحنة ‪ ,‬السياسة االقتصادية الفرنسية في الجزائر ‪1930-1870‬م ‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في‬ ‫‪3‬‬

‫التاريخ الحديث و المعاصر ‪ ,‬جامعة الحاج لخضر ‪ ,‬كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية و اإلسالمية ‪ ,‬باتنة ‪, 2014 ,‬‬
‫ص ‪.33‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫رغم األساليب العتيقة و الغير متطورة التي تعتمد عليها في الزراعة ‪ ,‬فقد كانت‬
‫تستعمل المحراث و الحرث العميق و األسمدة الكيماوية ‪...‬‬

‫حيث كان النوع الزراعي الغالب فيها هو بترك األرض سنة بسنة أي تسريح "سنة‬
‫بسنة " ‪ ,‬حتى تستطيع أن تجدد كميات اآلزوت الضرورية لزراعة الحبوب ‪ ,‬وهذا‬
‫ماأدى إلى إنخفاض مردود الزراعة و الرعي إلى أقصى حد ‪.1‬‬

‫فهذا النمط اإلقتصادي لم يكن منطويا في منظور تطوري و إنما يتكرر عبر‬
‫حلقة روبينية ‪ ,‬فلم يكن يعتمد على معدالت إنتاجية للحفاظ على التوازن بين‬
‫السنة و األخرى ‪ ,‬وانما يخضع للتغيرات الدائمة فكانت المساحات الرعوية تتوسع‬
‫أو تنحصر بحسب كميات المطر أو األوبئة و عمليات الحرث التي تحددها‬
‫‪2‬‬
‫ملزمات اإلقتصاد اإلستهالكي ‪.‬‬

‫إال أنه يتبين لنا أنها بدأت في التوسع الكبير في زراعة العنب )الكروم ( و ذلك‬
‫بسبب تراجع مساحتها من ‪ 2.5‬مليون هكتار سنة ‪1870‬م الى ‪ 1.8‬مليون‬
‫هكتار سنة ‪1890‬م في فرنسا نتيجة اإلصابات بمرض الفيلو كسي ار‬
‫‪ phylloxera‬على أشجار العنب عام ‪1885‬م ‪ ,‬أي أن فرنسا أرادت أن تعوض‬
‫خسارتها لهذه الزراعة في فرنسا و ذلك بتوسيعها بالجزائر على حساب محصول‬
‫‪3‬‬
‫القمح الذي كان مصدر أساسي في الزراعة الجزائرية ‪.‬‬

‫عبد الحكيم رواحنة ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪33‬‬ ‫‪1‬‬

‫شارل روبير أجرون ‪,‬المرجع السابق ‪.671 ,‬‬ ‫‪2‬‬

‫بسمة غربي ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.90‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫أما فيما يخص النشاط الصناعي و التجاري فقد بقي متواضعا ال يتجاوز‬
‫الصناعات التقليدية المحلية اليدوية و بعض الصناعات المعدنية التحويلية‬
‫المتمثلة في الحرف مثل) صناعة االغطية الصوفية ‪ ,‬البرانس ‪ ,‬الفخار ‪ ,‬و‬
‫األسلحة ( إال أنها تعرضت للتفكيك من طرف السلطات الفرنسية و هو ما أدى‬
‫الى إنعدام شبه كلي للصناعة التقليدية في حدود سنة ‪1870‬م الذي نجم عنه‬
‫إنقراض اليد العاملة الحرفية في المدن ‪ ,‬كما تم إستغالل المعادن كالحديد و‬
‫النحاس و الرصاص منذ القرن ‪19‬م ‪ ,‬و كانت اهم المناجم األولى منجم الحديد‬
‫مقطع) حديد ( غربي عنابة الذي افتتح سنة ‪1860‬م و منجم الرصاص و‬
‫النحاس بكاف أم الطبول بالقالة ‪ ,‬الذي بدا العمل به رسميا عام ‪1858‬م و قد‬
‫بلغ إنتاج الرصاص عام ‪1858‬م حوالي ‪ 800‬طن و كانت هذه المواد تصدر‬
‫خاما لتلبية حاجيات الصناعة الفرنسية ‪ ,‬كما تم تأسيس سكك حديدية بين مناجم‬
‫و موانئ التصدير لتسهيل إستخراج المعادن و تصديرها خاما الى فرنسا ‪.1‬‬

‫إال أنه بالرغم من تعرض العديد من نواحي الجزائر للدمار و الخسائر الناجمة‬
‫عن انتفاضة ‪1865-1864‬م ‪ ,‬إثر قطع األشجار ‪ ,‬إتالف المحاصيل ‪ ,‬سلب و‬
‫نهب الثروة الحيوانية ‪ ,‬باإلضافة عن الخسائر البشرية ‪ ,‬فإن سلطة االحتالل لم‬
‫‪2‬‬
‫تعف الجزائريين من دفع الضرائب بالرغم من طلب المعارضة عنها ‪.‬‬

‫بشير بالح ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.160‬‬ ‫‪1‬‬

‫بسمة غربي ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.91‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫بدأت السنة الفالحية في أسوء األوضاع ‪ ,‬خلو المخازن من الحبوب و تقلص‬


‫القطعان و كانت المحاصيل الزراعية في مستوى رديء و مبيعات مكثفة و‬
‫مفروضة ‪ ,‬باإلضافة إلى نقص األراضي المزروعة و بالرغم من التعويضات‬
‫التي قدمها اإلمبراطور نابليون الثالث عن الخسائر التي ألحقتها اإلنتفاضة و‬
‫التي قدرت ‪ 2168226‬فرنك إضافة الى المليون فرنك الذي تبرع به اإلمبراطور‬
‫أثناء زيارته للجزائر سنة ‪1865‬م ‪ ,‬فإن المالحظ أن هذه التعويضات لم تمس‬
‫ماعدا األوروبيين و المعمرين و بعض األهالي و موظفي فرنسا من الجزائريين ‪,‬‬
‫األعيان ‪ ,‬االشرف ‪ ,‬الباشا ‪ ,‬اآلغوات و القياد و الجنود ‪.1‬‬

‫كما تجدر بنا اإلشارة إلى مشكلة الضرائب التي تعتبر من أحد أخطر المسائل‬
‫التي تعرض إليها الجزائريين أثناء فترة اإلحتالل ‪ ,‬ألن الشعب الجزائري خضع‬
‫لقانون ضريبي خاص دون مقابل يستفيد منه ‪ ,‬وكان األهالي يدفعون الضرائب‬
‫الفرنسية إضافة الى مجموعة أخرى سميت بالضرائب العربية سنة ‪1860‬م‬
‫حوالي ‪ 12‬فرنك سنويا و كانت الضرائب العربية )العشور ‪ ,‬الزكاة ‪ ,‬ضريبة‬
‫الصخرة ‪ ,‬ضريبة االكواخ و المساكن ( في بداية اإلحتالل تسلم بشكل عشوائي‬
‫و كانت تجمع هذه الضرائب عن طريق القياد و شيوخ القبائل تحت تصرف‬
‫المكاتب العربية في المناطق العسكرية و بواسطة مفتش الضرائب في المناطق‬
‫‪2‬‬
‫المدنية ‪,‬‬

‫‪ 1‬بسمة غربي ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.91‬‬


‫‪ 2‬بشير بالح ‪ ,‬المرجع السابق ‪.161 ,‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫كما أمر الكثير من القبائل على تسويق جزء من إنتاجهم لدفع الضريبة و‬
‫أصبحت الضرائب أكثر إنحطاط على السكان بعد سنة ‪1870‬م ‪ ,‬إال أنه عندما‬
‫حول قسم كبير من القبائل إلى األراضي المدنية كانت ملزمة بدفع الضرائب‬
‫‪1‬‬
‫تعرف بالسنتيمات اإلضافية ‪.‬‬

‫كما شددت المكاتب العربية و البلديات المحلية ضد الممتنعين أو غير القادرين‬


‫على دفعها فكانت تؤمن أراضيهم و تباع أو يسخروا للعمل لدى المستوطنين أو‬
‫يتم سجنهم لعدة سنوات ‪ ,‬الذي زاد من صعوبة النظام الضريبي على الجزائريين ‪,‬‬
‫و بالرغم من ذلك لم تفكر السلطات االستعمارية الفرنسية في تخفيضها حتى في‬
‫أوضاع األزمات اإلقتصادية و المجاعات‪, 2‬‬

‫مما أدى إلى إرهاق الطبقة البرجوازية الغنية ولجوء الفالحين إلى إقتراض األموال‬
‫بالربا مما زاد األمر صعوبة فاضطروا لبيع أراضيهم لليهود و المستوطنين‪.‬‬

‫و هذا يبين أن الخزينة الفرنسية كانت تجمع أموالها و مواردها من جباية‬


‫الضرائب التي يدفعها الجزائريين مما عاد بالسلب على الوضعية اإلجتماعية‬
‫للسكان الجزائريين ‪ ,‬مما أدى إلى إزدياد معدل الوفيات بسبب سوء التغذية و‬
‫المجاعة و خاصة مجاعة ‪1860‬م‪1869-‬م باإلضافة إلى إرتفاع معدالت الفقر‬
‫الذي أصبح مالزما للمجتمع الجزائري ‪.3‬‬

‫بشير بالح ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.161‬‬ ‫‪1‬‬

‫بثينة قروي ‪ ,‬بشرى بن قويسم ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.61‬‬ ‫‪2‬‬

‫بثينة قروي ‪ ,‬و بشرى بن قويسم ‪ ,‬المرجع نفسه‪ ,‬ص‪.62‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫‪ ‬اإل نعكاسات االجتماعية‬

‫كان المجتمع الجزائري قبيل اإلحتالل الفرنسي يرتكز أساسا على ازدواجية‬
‫النشاط المتمثلة في ممارسة زراعة الحبوب و حرفة الرعي في إطار التنظيم‬
‫القبلي ‪ ,‬و معنى هذا أن القبيلة التي كانت تمثل اإلطار الجماعي السياسي‬
‫للشعب الجزائري وجدت توازنها ضمن هذه المنظومة يجمعها العامل الديني و‬
‫األراضي الزراعية المشتركة و ليس الروابط العائلية البيولوجية أي اإلنتماء الى‬
‫‪1‬‬
‫نفس الجد ‪.‬‬

‫كما أنه ال ينبغي أن يفهم من ذلك أن الملكيات الخاصة لم يكن لها وجود ‪ ,‬وأن‬
‫اإلستعمار الفرنسي هو الذي نفى وجودها ‪ ,‬و إال من أين كانت مؤسسات دينية‬
‫و األوقاف تحصل على مواردها ‪ ,‬و كذا العامل الديني كان لهما دخل في ربط‬
‫المجتمع الجزائري باألرض –وسطا طبيعيا و اقتصاديا ‪ -‬و بالقبيلة – وسطا‬
‫اجتماعيا و سياسيا – و هذا ما دفع سلطات اإلحتالل إلى البحث عن أحسن‬
‫السبل التي تفك اللحمة التي تجمع بين الجزائريين ‪ ,‬و من هنا نجدها توجه‬
‫ضغطها صوب المجتمع الريفي عن طريق سن قوانين عقارية تكسبها شرعية في‬
‫‪2‬‬
‫إنتزاع األراضي الزراعية من أصحابها و تجريدهم منها‪.‬‬

‫عدة بن داهة ‪ ,‬االستيطان و الصراع حول ملكية األرض ابان االحتالل الفرنسي ‪ ,‬ج‪ , 1‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪-21‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.22‬‬
‫المرجع نفسه ‪ ,‬ص ‪.23‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫حيث بعد صدور قانون سيناتوس كونسيلت ‪ 1863‬أصيب المجتمع الجزائري‬


‫بالهدف المنشود من اإلدارة اإلستعمارية إال و هو تفكيك القبلي حيث تم تشتيته‬
‫‪1‬‬
‫شظايا قبائل مختلفة ‪.‬‬

‫و من أمثلة ذلك تفكيك قبيلة عكرمة الغرابة الى ‪ 16‬فصيلة بعدما كانت تجمعها‬
‫من قبل ثالثة أقسام كبرى ‪ ,‬و قبيلة الفرافة دائرة معسكر – إقليم وهران التي‬
‫قسمت أراضيها بمقتضى المرسوم االمبراطوري الصادر في ‪ 16‬جوان ‪1866‬‬
‫إلى دوارين يجمع كل منهما ثالثة فصائل ‪ ,‬كما أن مساحة األراضي الجماعية‬
‫التي كانت بحوزة هذه القبيلة و المقدرة ب ‪ 12.556‬هكتار و تضمن العيش ل‬
‫‪ 2385‬ساكنا قسمت إلى ملكيات فردية على ‪ 948‬شخصا و بتفكيكها للقبيلة‬
‫‪2‬‬
‫تكون فرنسا قد حطمت البنية اإلجتماعية للشعب الجزائري ‪,‬و ضربت و حدته‪.‬‬

‫حيث أن اإلستعمار عن طريق القوانين التشريعية و الحالة المدنية سعى إلى‬


‫التشتيت القبلي حيث تم إبادة قبائل بأكملها و تشريد الباقي و حظرهم لأل ارضي‬
‫السهبية و قليلة الخصوبة ‪.‬‬

‫ومن هنا يتبين لنا أن اإلستعمار عن طريق التشريعات العقارية التي أصدرها و‬
‫الحالة المدنية رمى إلى تفتيت البنية االجتماعية و التقليدية للمجتمع الج ازئري‬
‫‪3‬‬
‫التي تتمحور في القبيلة و األعراش المشكلة لها ‪.‬‬

‫بسمة غربي ‪ ,‬المرجع السابق ‪,‬ص ‪.81‬‬ ‫‪1‬‬

‫عدة بن داهة ‪ ,‬االستيطان و الصراع حول ملكية األرض ابان االحتالل الفرنسي ‪ ,‬ج‪ ,1‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.26‬‬ ‫‪2‬‬

‫بثينة قروي ‪ ,‬بشرى بن قويسم ‪,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.63‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫حيث شجع العائالت الصغيرة بالمفهوم الغربي ‪ ,‬بموجب قانون ‪ 23‬مارس‬


‫‪1882‬م **قانون الحالة المدنية** و بواسطة تشجيع الملكية الفردية و التشجيع‬
‫على الخروج عن حاالت الشيوع العامة خالل القرن ‪19‬م قامت السلطة‬
‫اإلستعمارية على اإلستحواذ و السيطرة على األراضي العمومية التابعة للدولة‬
‫العثمانية و مصادرة القبائل الثائرة و االستيالء على ممتلكاتهم و نهب األوقاف‬
‫التابعة ألماكن العبادة و التعليم و المؤسسات الخيرية و هذا ما أدى إلى اختالل‬
‫توازن البنية اإلجتماعية التقليدية التي كانت الطريق المسدود أمام تعميم الملكية‬
‫‪1‬‬
‫الخاصة ‪.‬‬

‫فإن التوصية بإنشاء الملكية الفردية يهدف إلى القضاء على الملكية المشاعة‬
‫‪,‬ومن ثم تفتيتها و إخضاعها بمختلف التعامالت التعاقدية و كانت النتيجة توغل‬
‫العنصر األوروبي الذي كان يهدف في اإلستحواذ على كل أراضي العرش بدليل‬
‫أن كل األراضي كانت ملكا للدولة العثمانية وهي من حق الدولة الفرنسية التي‬
‫خلفتها و ما على الجزائريين إال الخضوع إلى األمر الواقع و توزيعها على‬
‫‪2‬‬
‫األوروبيين ‪.‬‬

‫‪1‬بثينة قروي ‪ ,‬و بشرى بن قويسم ‪,‬المرجع السابق ص ‪.64‬‬


‫‪2‬عيسى يزير ‪ ,‬السياسة الفرنسية اتجاه الملكية العقارية في الجزائر ‪1914-1830‬م ‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في‬
‫التاريخ المعاصر ‪ ,‬جامعة الجزائر ‪ , 2009 ,‬ص ‪.65‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫وفي ظل قانون السيناتوس كونسيلت شرعت اإلدارة الفرنسية بضم الدواوير‬


‫إداريا بالبلديات المختلطة ‪ ,‬فاألهالي حسب تصورهم لم يرتقوا إلى المستوى‬
‫المطلوب الذي يمكنهم من تسيير شؤون بلدياتهم الوهمية ومن خالل ذلك جاء‬
‫ربط الدواوير بالبلديات المختلطة من أجل تعويد األهالي و هذا ما أدى إلى زيادة‬
‫عدد الدواوير بالبلديات المختلطة المشكلة من طرف اإلدارة االستعمارية في‬
‫‪1‬‬
‫مختلف المناطق ‪.‬‬

‫وهو ماسيوضحه الجدول التالي ‪:‬‬

‫عدد الدواوير‬ ‫مساحتها‬ ‫عدد سكانها‬ ‫أسماء القبائل‬ ‫المقاطعة‬


‫التي تم انشاءها‬ ‫بالهكتار‬

‫‪6‬‬ ‫‪22.552‬‬ ‫‪ 4.600‬نسمة‬ ‫حسني بن علي‬ ‫الجزائر‬

‫‪2‬‬ ‫‪4.567‬‬ ‫‪ 1.822‬نسمة‬ ‫هشام بن داروع‬ ‫وهران‬

‫‪6‬‬ ‫‪14.050‬‬ ‫‪ 4.444‬نسمة‬ ‫أوالد عطاية‬ ‫قسنطينة‬


‫‪4‬‬ ‫‪7.304‬‬ ‫‪ 1.968‬نسمة‬ ‫السواحلية‬

‫بثينة قروي ‪ ,‬و بشرى بن قويسم ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪.64‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫ومن خالل الجدول نالحظ أن قانون سيناتوس كونسيلت قد إستهدف أساسا‬


‫القبائل الكبرى ذات اإلمكانيات الهامة ‪ ,‬كما إستهدف القبائل ذات اإلمتداد‬
‫الجغرافي الواسع حيث أن مجموعة المساحة التي تشملها هذه القبائل األربعة فقد‬
‫تجاوز ‪ 47‬الف هكتار ‪.‬‬

‫من خالل تقسيم هذه القبائل الى ‪ 18‬دوا ار تبين مصلحة اإلدارة اإلستعمارية في‬
‫تفكيك القبائل الكبرى نتيجة إضعافها ‪ ,‬كما تم تحديد حوالي ‪ 32‬قبيلة على‬
‫مستوى القطر الجغرافي الجزائري ‪ ,‬منها ‪ 10‬قبائل في مقاطعة الجزائر ‪11 ,‬‬
‫قبيلة في مقاطعة وهران ‪ 11 ,‬قبيلة في مقاطعة قسنطينة ‪ ,‬و هذا من إجمال‬
‫‪ 1200‬قبيلة جزائرية المعنية بعملية التقسيم ‪ ,‬وقد تمت العمليات األولى بتماطل‬
‫نظ ار للعراقيل التي واجهتها منها قلة اللجان اإلدارية المكلفة بتنفيذ العمليات ‪,‬‬
‫‪1‬‬
‫حيث كانت محددة بلجنتين لكل مقاطعة ‪.‬‬

‫ومن هنا يتضح أن الجزائريين فقدوا ‪ % 37‬من مساحة أراضيهم إضافة الى‬
‫توسع الملكية الفردية )ملك( و أصبحت عرضة للتصرف فيها و هو ما يعني في‬
‫إمكانية إنتقالها إلى األوروبيين في الحاالت التي تحاصر فيها العراقيل المالية‬
‫‪2‬‬
‫للفالحين الجزائريين ‪.‬‬

‫صالح حيمر ‪ ,‬السياسة العقارية في الجزائر ‪ , 1930-1830‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.127‬‬ ‫‪1‬‬

‫بسمة غربي ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص‪.83‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫ومن خالل ذلك إنتقلت مساحات كبيرة من األراضي إلى السلطات اإلستعمارية و‬
‫الكولون بلغت حوالي ‪ 6‬ماليين هكتار سنة ‪1866‬م ‪ ,‬منها ‪ 508000‬من‬
‫األراضي الزراعية للكولون ‪ ,‬وهنا يتضح تحول كبير من الجزائريين من مالكين‬
‫إلى عمال في حقولهم ال يتقاضون سوى ما يلبي حاجياتهم حيث إضطر الكثير‬
‫ممن إحتفظ ببعض الملكيات الصغيرة إلى اإلقتراب لشراء البذور من األوروبيين‬
‫‪1‬‬
‫أو الياهود بفوائد بلغ بعضها الى ‪ %20‬شهريا أي ‪ %240‬سنويا ‪.‬‬

‫وهذا ما أدى الى صدور العديد من المراسيم التي سوف تخضع لقانون‬
‫السيناتوس كونسيلت منها مرسوم ‪ 22‬مارس ‪1865‬م الذي عين ‪ 124‬قبيلة على‬
‫مستوى القطر الجزائري و مرسوم ‪ 12‬أوت ‪1865‬م الذي عين ‪ 32‬قبيلة و قرار‬
‫‪ 20‬جانفي ‪1866‬م الذي عين ‪ 73‬قبيلة‪ , 2‬فبعد أن كانت القبيلة هي نواة‬
‫المجتمع الجزائري و إطاره التنظيمي الذي إستطاع التصدي في وجه المخطط‬
‫اإلستعماري ‪ ,‬فعملت فرنسا على تهديم النظام القبلي حيث قامت بتفكيك القبيلة‬
‫إلى أعراش و من ثم إلى دواوير و عائالت ‪ ,‬و تقسيم الممتلكات الجماعية بين‬
‫دواوير و عائالت لتتحول إلى ملكيات فردية خاصة ‪.‬‬

‫وبعد ذلك تشجيع الخماس على ترك الفالح الجزائري ألراضيه و العمل في‬
‫المستثمرات األوروبية و هذا ما أدى إلى بروز األمراض و األوبئة و المجاعات‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬‬

‫بشير بالح ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.127‬‬ ‫‪1‬‬

‫صالح حيمر ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.127‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬بثينة قروي ‪ ,‬و بشرى بن قويسم ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.65‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫ففي سنتي ‪1869-1863‬م حصل جفاف و هجمة جراد و حدوث زلزال مدمر‬
‫وهذا ما أدى بالجزائريين إلى المجاعة لحقت بهم إلى أكل بعض جذور الحشائش‬
‫و أوراق الشجر و اإلعتداء على المستوطنين ليسجنوا لعلهم يجدون ما يأكلون‬
‫خلف قضبان السجون ‪.‬‬

‫و يضيف االب برزي قائال ‪ " :‬أنه ال يصعب علينا التعرف على العدد الحقيقي‬
‫للضحايا "وهو يقدره بحوالي ‪ 250‬ألف ضحية بالنسبة للمجاعة التي ضربت‬
‫الجزائر ‪ 1869-1867‬و تذكر جريدة المرشد الجزائري بان العدد بلغ ‪128812‬‬
‫‪1‬‬
‫ضحية في األشهر األربعة األولى من عام ‪1868‬م ‪.‬‬

‫‪ 1‬بسمة غربي ‪,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.86‬‬

‫‪75‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫من خالل ما سبق نخلص إلى القول بأن قانون السيناتوس كونسلت لم يكن‬
‫قانونا عقاريا عاديا ‪ ،‬فمن خالل تطبيقه أرادت سلطات اإلحتالل مواصلة عملية‬
‫اإلستيالء على أراضي الجزائريين‪ ،‬واختراق القبيلة التي شكلت حاج از في وجه‬
‫التوسع الفرنسي‪ ،‬ولم يكن لهذا القانون أبعادا سياسية فحسب‪ ،‬إنما أراد منظرو‬
‫السيناتوس كونسيلت العقاري‪ ،‬توجيه المسألة العقارية في الجزائر بما يخدم‬
‫المصالح الفرنسية الرأسمالية‪.‬‬
‫إستخلصنا في األخير النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬أن نابليون الثالث بسبب نسبه للعائلة النابليونية مكنه من تقلد منصب إمبراطور‬
‫بالجزائر وهو ما ساهم في إنتهاجه سياسة خاصة بالجزائريين و ذلك عن طريق‬
‫سن مجموعة من الق اررات و اإلجراءات التي كانت لصالح المعمرين و تتعارض‬
‫مع مصالح الجزائريين ‪.‬‬
‫‪ ‬أن فكرة دمج ملكية الجزائر بفرنسا ليست وليدة ‪1863‬م بل فكرت فيها اإلدارة‬
‫الفرنسية منذ دخولها الجزائر ‪.‬‬
‫‪ ‬أن الرسالة التي بعثها نابليون الثالث إلى بيليسي ‪1863‬م و التي أعلن فيها بأن‬
‫الجزائر هي مملكة عربية و خير دليل على ذلك قانون السيناتوس كونسيلت‬
‫‪1863‬م الذي شكل نقطة تحول بارزة في الملكية العقارية بالجزائر و تطبيقه‬
‫الذي مكن من تفكيك الملكية الجماعية إلى ملكية فردية يستطيعون سلبها بسهولة‬
‫‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ ‬ومن األهداف التي خلص إليها القانون هي تفكيك المجتمع الجزائري المتماسك ‪.‬‬
‫‪ ‬أما بالنسبة للمواقف حول القانون فكان بعض منها مؤيدا لإلدارة اإلستعمارية‬
‫والبعض اآلخر معارضا فقد كانت أطماع المعمرين في الجزائر بال حدود وذلك‬
‫باإلستيالء على أكبر عدد من األارضي ‪.‬‬
‫أما موقف الجزائريين من القانون كان غير واضح لعدم وجود براهين رسمية إال‬
‫أنه كانت هناك بعض المراسالت و العرائض التي كشفت عن موقفهم المعارض‬
‫و خاصة أنه يمس األرض و هي شيء ضروري في حياتهم ‪.‬‬
‫‪ ‬أما اإلنعكاسات التي مست جميع جوانب المجتمع الجزائري خاصة اإلجتماعية و‬
‫اإلقتصادية من خالل ‪:‬‬
‫‪ ‬توسع اإلستيطان األوروبي و سيطرة المستوطنين على كل القطاعات الحيوية في‬
‫الجزائر ‪.‬‬
‫‪ ‬تشويه بنية اإلقتصاد الجزائري و إلحاقه باإلقتصاد الفرنسي ‪.‬‬
‫‪ ‬إفقار الجزائريين و إنخفاض مستويات معيشتهم الى حد أدنى ‪.‬‬
‫‪ ‬ثقل الضرائب المفروضة على الجزائريين من كل ناحية و التي أدت بهم الى حد‬
‫التخلي عن أراضيهم مقابل دفعهم للضرائب و لجوئهم الى المناطق القاحلة او‬
‫المفروضة عليهم ‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫م‬‫ل‬‫ا‬ ‫ت‬
‫فا مة لا ق‬
‫ح‬
‫المالحق‬

.‫ صورة لنابليون امبراطور فرنسا‬: 1‫ملحق رقم‬

http: H Bahrain forums.com www.achkaboimilat.com

80
‫المالحق‬

‫ صورة الماريشال بيليسي‬: 2‫ملحق‬

1 - Amar Belkhoja : Barbarie coloniale en Afrique, préface de Djilali sari, Editions


ANEP,Alger, 2010,p161.

81
‫المالحق‬

‫ملحق رقم ‪ : 3‬من رسالة نابليون الثالث الى سعادة المرشال بيميسي بتاريخ ‪ 16‬فيفري‬
‫‪.1863‬‬

‫‪82‬‬
‫المالحق‬

‫عبد الحميد زوز‪ ،‬نصوص ووثائق في تاريخ الجزائر المعاصر‪, 1900-1830‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‬
‫‪382 383‬‬

‫‪83‬‬
‫المالحق‬

‫ملحق رقم‪: 4‬النص الكامل لقانون سيناتوس كونسيلت بالفرنسية‬

‫‪84‬‬
‫المالحق‬

‫‪.‬صالح حيمر ‪ ،‬السياسة العقارية الفرنسية في الجزائر‪ ,‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.316‬‬

‫‪85‬‬
‫المالحق‬

‫الملحق ‪ : 5‬النص الكامل لقانون السيناتوس كونسيلت ‪ 22‬افريل ‪1863‬م بالغة العربية ‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫المالحق‬

‫‪87‬‬
‫المالحق‬

‫صالح حيمر‪ ،‬السياسة العقارية الفرنسية‪ ،‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.313‬‬

‫‪88‬‬
‫ح‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫م‬ ‫ل‬
‫فاتمة ا اذر و مرا ع‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫المصادر و المراجع بالعربية‬

‫‪ -1‬اندري جوليان شارل‪,‬تاريخ الجزائر المعاصر الغزو وبدايات االستعمار )‪-1827‬‬


‫‪ , (1871‬تر ‪ :‬معهد العرب العالي ‪ .‬دار االمة للطباعة و النشر و التوزيع ‪,‬‬
‫الجزائر ‪. 2008,‬‬
‫‪ -2‬بالح بشير‪ ,‬تاريخ الجزائر المعاصر من ‪1989-1830‬م ‪ ,‬دار المعرفة ‪ ,‬الجزائر‬
‫‪. 2006 ,‬‬
‫‪ -3‬بن داهة عدة‪ ,‬االستيطان و الصراع حول ملكية األرض ابان االحتالل الفرنسي‬
‫للجزائر ‪ ,1962-1830‬ج‪ ,1‬المؤلفات للنشر و التوزيع ‪ ,‬الجزائر ‪.2013 ,‬‬
‫‪ -4‬بن داهة عدة‪,‬االستيطان و الصراع حول ملكية األرض ابان االحتالل الفرنسي‬
‫للجزائر ‪ , 1962-1830‬ج‪, 2‬المؤلفات للنشر و التوزيع ‪,‬الجزائر ‪. 2013 ,‬‬
‫‪ -5‬كمال بن صحراوي ‪ ,‬معجم المقاومة الجزائرية عند بداية االحتالل الفرنسي حتى‬
‫منتصف القرن ‪19‬م – أماكن – احداث ‪ ,‬معارك‪ ,‬منشورات الفا للوثائق ‪ ,‬الجزائر‬
‫‪.2020,‬‬
‫‪ -6‬بوحوش عمار ‪ ,‬التاريخ السياسي للجزائر من البداية و لغاية ‪1962‬م ‪ ,‬دار‬
‫الغرب اإلسالمي ‪ ,‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ -7‬بوعزيز يحي‪ ,‬سياسة التسلط االستعماري و الحركة الوطنية الجزائرية من ‪-1830‬‬
‫‪1954‬م ‪ ,‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ,‬الجزائر ‪. 2007 ,‬‬
‫‪ -8‬زوزو عبد الحميد ‪ ,‬نصوص ووثائق في تاريخ الجزائر الحديث ‪ ,‬المؤسسة الوطنية‬
‫للكتاب ‪ ,‬الجزائر ‪.1984 ,‬‬

‫‪91‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ -9‬عباد صالح‪ ,‬الجزائريين فرنسا و المستوطنين ‪ ,1930-1830‬ديوان‬


‫المطبوعات الجامعية ‪ ,‬قسنطينة ‪.1984 ,‬‬
‫عبيد مصطفى‪ ,‬الفكر االستعماري السانسيموني في مصر و الجزاىر‬ ‫‪-10‬‬
‫‪ 1870 1833‬دراسة في مشاريع و نشاط السانسيمونيين بمصر و تجربة‬
‫توماس إسماعيل اوربان و اثرها في الجزاىر ‪ ,‬دار المعرفة الدولية ‪ ,‬الجزاىر‪,‬‬
‫‪.2013‬‬
‫عمر عبد العزيز عمر‪ ،‬تاريخ أوروبا الحديث والمعاصر ‪(1919-‬‬ ‫‪-11‬‬
‫)‪ ،1815‬دار المعرفة الجامعية ‪. 2000 ,‬‬
‫عميراوي احميدة‪ ,‬قضايا مختصرة في تاريخ الجزائر الحديث ‪ ,‬دار‬ ‫‪-12‬‬
‫الهدى للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ,‬الجزائر ‪.2005 ,‬‬
‫عوض أحمد حافظ ‪ ،‬نابليون بونابرت في مصر‪ ،‬كلمات عربية‬ ‫‪-13‬‬
‫للترجمة والنشر‪ ،‬القاهرة‪.2012،‬‬
‫قاسم محمد ‪ ،‬حسني حسين‪ ،‬تاريخ القرن التاسع عشر في أوروبا)‬ ‫‪-14‬‬
‫من عهد الثورة الفرنسية حتى نهاية الحرب العظمى (‪,‬مطبعة الكتب المصرية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ط‪. 1929 ,6‬‬
‫قداش محفوظ‪ ,‬جزائر جزائريين تاريخ الجزائر ‪, 1954-1830‬تر ‪:‬‬ ‫‪-15‬‬
‫محمد العربي ‪ ,‬منشورات ‪.2008, ANEP‬‬
‫يحي بوعزيز‪ ,‬كفاح الجزائر من خالل الوثائق ‪ ,‬دار البصائر ‪ ,‬الجزائر‬ ‫‪-16‬‬
‫‪.2008 ,‬‬

‫‪92‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫المصادر و المراجع باللغة األجنبية‬


‫‪1- A-Rey Goldzeiguer ,le naume arabe,la politique Algèrienne‬‬
‫‪de napolèon 3,1861-1870, Alger , 1977‬‬
‫‪2- CH.A ,Julien.Histoire de l‘algerie contemporaine ,paris‬‬
‫‪,1964..‬‬
‫المجالت‬
‫‪ -1‬بوعزيز يحي ‪" ,‬سياسة نابليون اتجاه الجزائر من خالل أقواله و رسائله‬
‫‪," 1870-1852‬مجلة الثقافة ‪ ,‬العدد ‪ , 50‬افريل ‪. 1979 ,‬‬
‫‪ -2‬حيمرصالح ‪ "،‬قانون سيتانوس ‪-‬كونسيلت ‪ 1863‬م حول الملكية العقارية‬
‫في الجزائر‪ ,‬قراءة تاريخية"‪ ،‬مجلة العصور‪ ،‬ع‪ ,18‬جانفي‪.2012،‬‬
‫‪ -3‬طرشون نادية ‪" ،‬سياسة نابليون الثالث العربية‪ ،‬مجلة دراسات وأبحاث"‪،‬‬
‫جامعة الدكتور يحي فارس المدية‪ ،‬العدد ‪ 26‬مارس ‪ ,2017‬السنة التاسعة‪.‬‬
‫‪ -4‬عبيد مصطفى ‪",‬دراسة في رسالة االمبراطور نابليون الثالث الى الماريشال‬
‫بيليسي ‪,‬بتاريخ ‪ 06‬فيفري ‪1863‬م" ‪ ,‬مجلة مصادر المركز الوطني للدراسات و‬
‫البحث في الحركة الوطنية و ثورة اول نوفمبر ‪ , 1954‬العدد ‪ ,25‬جامعة‬
‫المسيلة ‪. 2012 ,‬‬

‫الملتقيات‬
‫‪ -1‬بن داهة عدة ‪ ،‬الخلفيات الحقيقية للتشريعات العقارية في الجزائر إبان‬
‫االحتالل الفرنسي*‪ ،*1872- 1830‬أعمال الملتقى األول حول العقار في‬
‫الجزائر إبان االحتالل الفرنسي للجزائر ‪1962-1830‬م ‪ ,‬منشورات و ازرة‬
‫المجاهدين ‪ ,‬الجزائر‪.. 2007 ،‬‬
‫‪93‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ -2‬سيفو فتيحة ‪,‬عرائض الجزائريين ضد السياسة العقارية االستعمارية ‪,‬اعمال‬


‫الملتقى الوطني األول و الثاني حول العقار في الجزائر ابان االحتالل الفرنسي‬
‫)‪ , (1962-1830‬منشورات و ازرة المجاهدين ‪ ,‬الجزائر ‪.2007 ,‬‬
‫‪ -3‬لونيسي ابراهيم ‪ ،‬الملكية العقارية في الجزائر من خالل جريدة المبشر في ظل‬
‫الحكم العسكري ‪ ،‬الملتقى الوطني حول العقار في الجزائر إبان االحتالل‬
‫الفرنسي ‪ ،1962-1830‬منشورات و ازرة المجاهدين ‪ ،‬الجزائر‪. 2007 ،‬‬
‫‪ -4‬مالخسو الطاهر ‪ ،‬نظام التوثيق في ظل التشريعات العقارية‪1962-1830‬‬
‫‪،‬اعمال الملتقى األول حول العقار في الجزائر إبان االحتالل الفرنسي للجزائر‬
‫‪1962-1830‬م منشورات و ازرة المجاهدين‪ ،‬الجزائر‪. 2007 ،‬‬
‫الرسائل الجامعية‬
‫‪ -1‬احمد بهاليل هدى‪ ,‬سارة عمراوي ‪ ,‬السياسة العقارية الفرنسية و تأثيرها على‬
‫المجتمع الجزائري )‪, (1900-1830‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في تاريخ‬
‫المغرب العربي المعاصر ‪ ,‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ , 1945‬قالمة ‪. 2020 ,‬‬
‫‪ -2‬ايالل نور الدين‪ ,‬قانون السيناتوس كونسيلت و أثره على الملكية و السكان‬
‫في منطقة سور الغزالن من خالل الوثائق الرسمية الفرنسية )‪-1863‬‬
‫‪1914‬م(‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في التاريخ المعاصر ‪ ,‬كلية العلوم‬
‫اإلنسانية و االجتماعية ‪ ,‬جامعة الجزائر ‪.2007 ,‬‬
‫‪ -3‬بلقاسم ليلى ‪,‬تطبيق التشريعات العقارية على قبائل منطقة غليزان )الضفة‬
‫اليسرى لواد الشلف و سهل مينا( فيما بين ‪ ,1900-1863‬أطروحة لنيل‬
‫شهادة الدكتوراه ‪,‬تخصص التاريخ الحديث و المعاصر ‪ ,‬جامعة احمد بن بلة ‪,‬‬
‫وهران ‪. 2018 ,‬‬

‫‪94‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ -4‬بولقرون فوزية ‪,‬بودرع ثلجة ‪,‬السياسة العقارية الفرنسية في الجزائر) ‪-1840‬‬


‫‪ ,(1940‬مذكرة لنيل شهادة الماستر ‪,‬تخصص تاريخ المغرب العربي الحديث و‬
‫المعاصر ‪ ,‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ , 1945‬قالمة ‪. 2011 ,‬‬
‫‪ -5‬حوادسي ياسمين ‪ ,‬صغير حفصة ‪,‬السياسة االستعمارية بالجزائر على عهد‬
‫نابليون الثالث ‪1870-1852‬م ‪,‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر ‪,‬تخصص‬
‫تاريخ المغرب العربي المعاصر ‪ ,‬جامعة العربي بن مهيدي ‪ ,‬ام البواقي ‪,‬‬
‫‪.2021‬‬
‫‪ -6‬حيمر صالح ‪ ,‬السياسة العقارية الفرنسية في الجزائر )‪,(1930-1830‬‬
‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في التاريخ الحديث و المعاصر ‪,‬جامعة الحاج‬
‫لخضر ‪,‬باتنة ‪2014 ,‬م‪.‬‬
‫‪ -7‬رواحنة عبد الحكيم‪ ,‬السياسة االقتصادية الفرنسية في الجزائر ‪-1870‬‬
‫‪1930‬م ‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ الحديث و المعاصر ‪,‬‬
‫جامعة الحاج لخضر ‪ ,‬كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية و اإلسالمية ‪ ,‬باتنة ‪,‬‬
‫‪. 2014‬‬
‫‪ -8‬عاشوري احالم ‪ ,‬دالل دقيش ‪ ,‬منظومة األلقاب العائلية الجزائرية في الريف‬
‫الشرقي القسنطيني أواخر القرن ‪ 19‬من خالل أرشيف الحالة المدنية –دوار‬
‫أوالد ناصر و دوار أوالد جحيش ‪-‬نموذجا ‪ , -‬مذكرة لنيل درجة الماستر ‪,‬‬
‫تخصص تاريخ المغرب العربي المعاصر ‪ ,‬جامعة العربي بن مهيدي ‪ ,‬ام البواقي‬
‫‪2020 ,‬‬
‫‪ -9‬عبيد مصطفى‪,‬الج ازئر في كتابات توماس )إسماعيل اوربان ( ‪1884-1812‬‬
‫دراسة تاريخية تحليلية ‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في التاريخ كلية العلوم‬
‫اإلنسانية و االجتماعية ‪ ,‬جامعة الجزائر ‪.2008 ,‬‬
‫‪95‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ -10‬غربي بسمة ‪,‬قانون سيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و آثاره االجتماعية و‬


‫االقتصادية على الجزائر ‪,‬مذكرة لنيل شهادة الماستر ‪ ,‬تخصص تاريخ المعاصر‬
‫‪,‬جامعة محمد خيضر ‪ ,‬كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية ‪. 2016 ,‬‬
‫‪ -11‬غنياوي نصيرة ‪,‬اثر عادات و تقاليد المجتمع القبائلي في الحفاظ على الهوية‬
‫الجزائرية ابان الفترة الكولونيالية )‪ , (1900-1830‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‬
‫‪ ,‬تخصص تاريخ الوطن العربي المعاصر ‪,‬جامعة محمد خيضر ‪ ,‬بسكرة ‪,‬‬
‫‪.2019‬‬
‫‪ -12‬قروي بثينة‪ ,‬بشرى بن قويسم ‪ ,‬السياسة االستعمارية الفرنسية في الجزائر‬
‫)قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م( نموذجا ‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في‬
‫تاريخ المغرب العربي المعاصر ‪ ,‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ,1845‬قالمة ‪.2020 ,‬‬
‫‪ -13‬لفيف فاطمة الزهراء ‪ ،‬سعاد خليفي‪ ،‬سياسة نابليون الثالث اتجاه الجزائر‬
‫)‪ ،(1870-1852‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬تاريخ حديث ومعاصر‪ ،‬كلية‬
‫العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة خميس مليانة‪ ،‬عين الدفلى ‪. 2014 ,‬‬
‫‪ -14‬مناصر فيروز ‪ ,‬هجيرة بن شعاعة ‪ ,‬القضاء اإلسالمي في الجزائر اثناء فترة‬
‫االحتالل الفرنسي ‪1907-1830‬م ‪ ,‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر ‪,‬‬
‫تخصص تاريخ المغرب العربي المعاصر ‪ ,‬جامعة الشهيد حمة لخضر ‪ ,‬الوادي‬
‫‪.2020,‬‬
‫‪ -15‬يزير عيسى‪ ,‬السياسة الفرنسية اتجاه الملكية العقارية في الجزائر ‪-1830‬‬
‫‪1914‬م ‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في التاريخ المعاصر ‪ ,‬جامعة الجزائر ‪,‬‬
‫‪. 2009‬‬

‫‪96‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫المواقع االلكترونية‬

‫‪ -1‬فارس كعوان ‪ ,‬القرار المشيخي و انحطاط االرستقراطية التقليدية ‪ ,‬انظر‬


‫‪https://www.academia.edu‬‬

‫‪97‬‬
‫الفهرس المحتويات‬

‫ق‬ ‫ل‬‫ا‬
‫هرس‬

‫‪98‬‬
‫الفهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اوان‬

‫‪2‬‬ ‫البسملة‬

‫‪3‬‬ ‫الشكر والتقدير‬

‫‪4‬‬ ‫اإلهداء‬

‫‪5‬‬ ‫االهداء‬

‫‪6‬‬ ‫مقدمة‬

‫‪12‬‬ ‫‪ ‬الفصل األول‪ :‬ترجمة لحياة نابليون الثالث‬

‫‪13‬‬ ‫‪ o‬المبحث األول‪ :‬نبذة عن نابليون الثالث‬

‫‪17‬‬ ‫‪ o‬المبحث الثاني‪ :‬سياسة نابليون الثالث اتجاه الجزائر‬

‫‪28‬‬ ‫‪ o‬المبحث الثالث‪ :‬رسالة نابليون الى الماريشال بيليسي‬

‫‪33‬‬ ‫‪ ‬الفصل الثاني‪ :‬قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬

‫‪34‬‬ ‫‪ o‬المبحث األول‪ :‬ظروف صدور قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬

‫‪39‬‬ ‫‪ o‬المبحث الثاني‪ :‬مضمون قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬

‫‪46‬‬ ‫‪ o‬المبحث الثالث‪ :‬اهداف قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬

‫‪51‬‬ ‫‪ ‬الفصل الثالث‪:‬ردود الفعل على قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م و انعكاساته على الجزائريين‬

‫‪52‬‬ ‫‪ o‬المبحث األول‪ :‬المواقف المختلفة حول قانون السيناتوس كونسيلت ‪1863‬م‬

‫‪62‬‬ ‫‪ o‬المبحث الثاني‪ :‬إنعكاساته على المجتمع الجزائري‬

‫‪76‬‬ ‫خاتمة‬

‫‪79‬‬ ‫المالحق‬

‫‪90‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪99‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪100‬‬ ‫الملخص‬

‫‪99‬‬
‫الملخص‬

‫الملخص بالعربية‬

‫م نقطة تحول بارزة في تاريخ‬1863 ‫شكل قانون السيناتوس كونسيلت‬


‫التشريع العقاري اإلستعماري الفرنسي في الجزائر و هذا نظ ار للنتائج التي ترتبت‬
‫ و التي مست مختلف نواحي الحياة اإلجتماعية و اإلقتصادية و السياسية‬, ‫عنه‬
‫ وهذا ما أورث الجزائريين وضعية عقارية غير مستقرة من‬, ‫للمجتمع الجزائري‬
‫خالل توزيع ملكية القبيلة المجتمعة والمشتركة إلى ملكية فردية و تفريق وتشتيت‬
‫المجتمع الموحد من الناحية البيئية والهيكل االجتماعي فكان القرار المشيخي‬
. ‫بمثابة العملية الجراحية في بنية تلك القبائل و المجتمع الجزائري عموما‬

Abstract

The Senatus Consult law 1863 consituted a prominent


turning point in the history of French colonial real estate
legislation in Algeria . due to the results that resulted from it ,
which affected the various aspectes of the social , econimic
and political life of the Algerian society ,and this is what left
the Algerians with an unstable real estate situation through
Distributing the collective and joint ownership of the tribe
into individual ownership and the dispersal of the united
community in terms of the environment and the social
structure , so the Presbyterian decision was like a surgical
operation in the structure of these tribes and the Algerian
society in general.

100

You might also like