Professional Documents
Culture Documents
بحث
بحث
بحث
1
خطة البحث
المقدمة
المبحث األول :ماهية اإلعتداء المادي وحاالته وعناصره
المطلب األول :ماهية اإلعتداء المادي وحاالته
المطلب الثاني :عناصر اإلعتداء المادي
المبحث الثاني :اآلثار القانونية لإلعتداء المادي وسلطات القاضي اإلداري فى حالة اإلعتداء
2
المقدمة
يعتبر اإلعتداء المادي نظرية قانونية لعب اإلجتهاد والفه الفرنسيان دورا بارزا فى بلورة معالمه ويعد أدق
النظريات فى القانون اإلداري وقد أولى اإلجتهاد القضائي خصوصًا بعد إحداث المحاكم اإلدارية إهتمامًا
بالغًا على إعتبار من الوسائل التى تحمي حقوق وحريات األفراد ويكاد
يجمع الفقه الفرنسي على إعتبار اإلعتداء المادي عم غير شرعى تأتيه اإلدارة فى مواجهة
األفراد اإلدارة تتواجد فى مركز مختلف عن مركز الفرد فهى فى وضع يسمو على وضع الفرد ويتفوق عليه
بحكم وظيفيتها وهى نت هض فى مهامها البد لها أن تمسك بمبدأ المشروعية وبمدأ
سيادة القانون
ويترتب على تنفيذ اإلدارة للقرارات المنعدمة تجريد التصرف من الوصف اإلداري وتزوله إلى مرتبة الفعل
المادي كما أن خطأ اإلدارة فى إجراءات التنفيذ ينتج عنه أيضًا إعتداء مادى وذلكم إذا تعلق األمر بمساس
اإلدارة بحث الملكية أو حرية أساسية لألفراد
وتطبيقًا لدولة وليسادة القانون وضع رقابة على األعمال الشرعية وغير الشرعية لإلدارة األمر الذي يترتب
عليه مسئوليتها أمام القضاء بحيث يمكن لمن تضررت حقوقه من جراء تصرفاً أن
يلجأ إليه مطالباً إياه بالتدخل العاجل لوضع حد لها
-أهمية البحث:
توضح فكرة اإلعتداء امالدي ال تزال غامضة فى القضاء اإلداري لقلة ما فصل فيها من أحكام
-إشكالية البحث:
يثير هذا البحث العديد من التساؤالت أال وهى:
ماهية اإلعتداء المادي ؟ ماهية اآلثار القانونية لإلعتداء المادي ؟
-منهجية البحث:
سوف أقوم بإستخدام المنهج الوصفي التحليلي لكل جزئية من جزئيات البحث.
-خطة البحث:
سوف أقوم بتقسيم هذا البحث إلى مبحثين وهم اآلتى :المبحث
األول :ماهية اإلعتداء المادي وحاالته وعناصره
المبحث الثاني :ماهية اآلثار القانونية لإلعتداء المادي وسلطات القاضي اإلداري فى حالة
اإلعتداء المادي
3
المبحث االول إلعتداء
المادي وحاالته وعناصره
المطلب األول اإلعتداء
المادي
تعريف اإلعتداء المادي فى الفقه وهو:
" اإلعتداء المادي هى تكون حالة اإلعتداء المادي عندما ترتكب اإلدارة أثناء قيامها بنشاط مادي
تنفيذي مخالفة جسيمة تمس بحث الملكية أو حرية عمومية "
كما يمكن تعريفه أيضًا على أنه" :
يكمن اإلعتداء المادي فى تصرف إداري مشوب بمخالفة جسيمة تمس بحق ملكية أو حرية
أساسية "
توجد قواسم مشتركة فى تعريف اإلعتداء المادي والمتمثلة أساساً فى عمل من أعمال اإلدارة مشوب
بمخالفة جسيمة وظاهرة من شأنه أن يمس بالحريات والحقوق األساسية والسيما حق
الملكية.
-تعريف اإلعتداء المادي فى القضاء:
يعرفه مجلس الدولة الفرنسي بأنه هو:
" تصرف متميز بالخطورة صادر عن اإلدارة والذي بموجبه تمس هذه األخيرة بحق أساسي أو
بالملكية الخاصة "
وبالتالي ينزل التصرف إلى مرتبة العمل المادي مما يخول للقضاء العادي فى فرنسا النظر فى
()1
ذلك.
) (1د /سليمان محمد الطماوى ،دروس في القضاء اإلداري ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،1976 ،ص 286
4
وعرفته محكمة التنازع الفرنسية بأنه" :
تصرف صادر عن اإلدارة ال يمكن ربطه بتطبيق نص قانوني أو نت ظيمي "
أما الفرقة اإلداريه بالمجلس األعلى فترى بأنه هو:
" كل تصرف إداري ليس له عالقة إطالقًا مع السلطة التى تملكها اإلدارة ".
وفى حالة أخرى أقرب بأن اإلعتداء المادي هو " عملية مادية مشوبة بمخالفة جسيمة وتمس بحق أساسي للفرد
" أو هو تصرف مادي لإلدارة مشوب بعيب جسيم وماس بإحدى الحريات األساسية للفرد بشكل يفقد التصرف
الصادر عن اإلدارة طابعة اإلدارى ويجعله فى حكم القرار المنعدم
وتعامل اإلدارة بشأنه معاملة األفراد ال بصفتها تمتع بإمتيازات السلطة العامة ".
يقصد باإلعتداء المادي سلوك طريق مخالف للقانون من قبل اإلدارة أثناء قيامها بتنفيذ نشاط مادي أو
قانوني ويتصف خروجها عن القانون بأنه خرف سافر لحق الملكية أو إلحدى الحريات العامة األساسية ما
يجعل تصرفها متجرداً من الصفة اإلدارية وينزل إلى مرتبة تصرفات األفراد وبذلك تحرم اإلدارية من
إمتيازات السلطة العامة التى يمنحها إياها القانون اإلداري وتنزل إلى مرتبة األفراد ما يمكن القضاء العادي
فى فرنسا من اإلختصاص بالنظر فى النزاع بشأن التعدى خالفًا لوضع الذي يستند إليه المعيار العضوي فيختص
بذلك القضاء اإلداري نب زاعات اإلدارة
()1
حتى لو كان تصرفها يشكل إعتداء مادي.
د /صالج الدين بيومي ،و د /اسكندر سعد زغلول ،الموسوعة في قضاء األمور المستعجلة ،ط ،2دار النهضة العربية ،القاهرة ،1971 ،ص137 ()1
5
حاالت اإلعتداء المادي:
) 1القرار المنعدم مصدرًا لإلعتداء المادي:
تمثل هذه الحالة فى تنفيذ اإلدارة لقرار إداري منعدم ولتحديد ذلك إستعمال القضاء عدة معا ير فيعتبر إعتداء
مادي كل تصرف ال يندرج ضمن تطبيق نص تشريعي أو نت ظيمي وينبغى أن
يكون عدم شرعية التصرف جسيمة من شأنها أن تهدم التصرف فيحدث اإلعتداء المادي عندما
يكون التصرف فاقداً ألي أساس أو سند قانوني ويتم نت فيذه.
أما فى حالة عدم تنفيذه فال يترتب على القرار إعتداء مادي مهما كانت درجة الجسامة أي التعدى
ينتج عن نت فيذ قرار كانت عدم المشروعية فيه ظاهرة وواضحة وجسيمة.
تبقى فكرة اإلعتداء المادي مستقلة عن مشروعية التصرف فليس أي تصرف إداري منعدماً يشكل إعتداء مادي
حيث رفض مجلس الدولة الفرنسي المساواة بين اإلنعدام والتعدي فاعتبر بعض القرارات التى تشكل تعديًا
قرارات غير مشروعة وليست قرارات منعدمة إال أن محكمة التنازع
الفرنسية ربطت بين المفهومين حيث اعتبرت أن القرارات التى تشكل تعدياً هى قرارات منعدمة.
) 2اإلعتداء الناشئ عن التنفيذ الجبري للقرار اإلداري:
تسمى هذه الحالة باإلعتداء المادي إلنعدام اإلجراءات فهى تحقق إذا أهملت اإلدارة كلية اإلجراءات
التى حددها القانون لتنفيذ قراراتها فإذا لجأت اإلدارة إلى إستعمال حق التنفيذ الجبري فى غير الحاالت التى يسمح
بها القانون كان تصرفها منعدماً وكانت كل إجراءات التنفيZZذ منعدمة وتش Zكل إعتZ Zداء مادي رغم أنها أنص Zبت
على تنفيذ تصرف صحيح ألن القانون ال يسمح بمثل هذا
()1
التنفيذ.
د /سعيد الحكيم ،الرقابة على أعمال اإلدارة في الشريعة اإلسالمية والنظم الوضعية ،ط ،2دار الفكر العربي ،القاهرة ،1987 ،ص468 ()1
6
) 3اإلعتداء على الملكية أو حرية أساسية:
الب Z Zد أن يشكل التصرف اإلداري المادي مساسًZZا خطيرًا المادي أوسZZع من حالZ Zة الغص Zب ويختلZ Zف عنها
تمامًا إذا يسZZتوى األمر ب Z Zأن يك Zون الح Zق عينيًZ Zا أو شخص Zياً أو لص Zيقاً بالشZZخص كZZأن يقZ Zع على المنقZ Zوالت
كتحطيمها وإقتحام المنازل السكنية واإلعتداء على حق شخصي كاإلنتفاع من العين
المؤجرة.
-المساس بحق الملكية:
تستوى فى مثل هذه الحالة الملكية العقارية والملكية المنقولة ولإلعتداء هنا عدة صور أهمها اإلستيالء
على ملكية الغير أو حرمان صاحبها من التمتع بها أو نزعها أو نقلها إلى الملكية العامة بطريقة غير
مشروعة مثل قيام اإلدارة بهدم منزل أو اإلستحواذ على ملكية خاصة بدون وجه الحق وقد تقوم اإلدارة
بحجز أموال منقولة لغير مثل الحجز على الكتب أو الصحف أو تحطيم
لمال المنقول وتدخل فى اإلعتداءات على الملكية الفكرية أو المعنوية.
-المساس بالحريات:
يعتبر المجال الحقيقي نل ظرية التعدى حيث يعتبر اإلجتهاد القضائي أن المساس بحرية التنقل يشكل تعدياً يسZZتوجب
رفع Zه من قب Z Zل القض Zاء اإلس Zتعجالي ففى هذه الحالZ Zة يمكن أمر اإل Zدارة الZ Zتى تح Zوز جZواز السZZفر (وزارة
الداخلية) بتسليمه ألن ممارسة سلطة الضبط اإلداري البد أن تس نت د
إلى القانون ودون المساس بالحريات الفردية.
لم يشأ المشرع أن يحدد مفهوم الحرية األساسية تاركاً مسألة التحديد لقاضي ليقدر كل حالة تبعاً لظروفها إذا
حدد القاضي الفرنسي الحريات األساسية التى يقع عليها اإلعتداء فى الحريات
()1
الدستورية سواء تضمنتها النصوص أو الديباجة.
أن هذا المفهوم الواسع لإلعتداء المادي الذي ال يشمل فقط التصرفات المادية لإلدارة وإنما يشمل أيضًا كZل نت في Zذ
لتصرف قانوني إنفرادي مشوب بعيب هو المنحنى الذي سلكه القضاء اإلداري المصري إقتZ Z Zداء بما ق Z Zرره
القضاء الفرنسي حول مفهوم هذه النظرية غير أن القضاء المصري
خالفت الوضع السائد فى فرنسا فى بعض قراراتها وال سيما فى حالة التنفيذ الجبري.
د /سليمان محمد الطماوى ،مبادء القانون اإلداري ،دراسة مقارنة ،الكتاب الثالث ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،بدون سنة نشر ،ص118 ()1
7
المطلب الثاني ماهية
عناصر اإلعتداء المادي
د /محمد أنس قاسم ،الوسيط في القانون العام ،القضاء اإلداري ،دار النهضة الع ربية ،القاهرة ،1987 ،ص101 ()1
8
) 2تصرف مشوب بمخالفة جسيمة:
يشترط اإلعتداء المادي أن يكون العمل اإلداري مخالفًا لقانون وأن تكتسب هذه المخالفة طابعًا جسيمًا
وظاهرًا مما ينحدر بالتصرف إلى درجة اإلنعدام ويكون فاقدًا لطابعه اإلداري و تجسد
المخالفة الجسيمة فى حالتين:
1 .جسامة متعلقة بالقرار محل التنفيذ من طرف اإلدارة.
2 .جسامة إجراءات تنفيذ القرار اإلداري ومثال ذلك أن يصدر قرار إداري فى موضوع من
إختصاص القضاء فيعتبر التصرف اإلداري منعدمًا ويحمل من الجسامة ما يجعله إعتداء
مادي.
وفى ظل عدم تحديد المشرع لمفهوم اإلعتداء ولدرجة الجسامة وجد القاضي اإلستعجالي اإلداري نفسه مضطراً
إلى فحص كل حالة على حدى وتقدير مدى جسامتها من خالل الوثائق واألدلة
المعروضة عليه والمقدمة من قبل المدعى وذلك بالنظر إلى:
1-األدلة الواقعية والقانونية وليس األقوال المجردة وبالتالي تحديد أنواع األضرار الالحقة تحديدًا
ً ()1
دقيقا .
2-التصرف اإلداري فى حد ذاته وما ينال المدعى من ضرر مثل عدم تجديد جواز السفر ألنه
()2
يقيد حرية أساسية دستورية وهى حرية التنقل.
3-أسباب التصرف عن طريق البحث فيها مثل فصل موظف آلرائه المعارضة 4- .طبيعة
التصرف اإلداري وما يترتب على نت فيذه من نتائج تزيد من جسامة اإلعتداء على
الحرية الملكية مثل قرار طرد أجنبي من التراب الوطني.
( )1د /عبد الغني بسيوني ،والية القضاء اإلداري على أعمال اإلدارة ،فضاة اإللغاء ،منشأة المعارف ،األسكندرية ،1983 ،ص235
( )2د /عبد الغني بسيوني ،مرجع سابق
9
المبحث الثاني
اآلثار القانونية على اإلعتداء المادي وسلطات القاضي اإلداري لإلعتداء المادي المطلب
األول
اآلثار القانونية المترتبة على اإلعتداء المادي
) 1مسؤولية اإلدارة عن فعل االعتداء:
المسؤولية هي تلك التقنية القانونية التي تكون أساسا من تداخل إدارى ينقل بمقتضاه عبئ الضرر
الذى وقع على شخص مباشرة فب عل القوانين الطبيعية أو البيولوجيا أو البسيكولوجيا أو القوانين
االجتماعية إلى شخص أخر ينظر إليه على أنه هو الشخص الذي يجب أن يتحمل هذا العبء".
فنجد المسؤولية المدنية فى القانون المدنى المسؤولية الجنائية في القانون الجنائى والمسؤولية الدستورية في
القانون الدستوري وفي القانون اإلدارى نجد المسؤولية اإلدارية والتي ترتب في
حالة حدوث ضرر ما من جراء أعمال اإلدارة العامة
فمسؤولية اإلدارة العامة نجدها في الوقت الراهن في معظم التشريعات إال الحديثة النشأة إذا أنه لم بيدأ األخذ
سوى في أواخر القرن الماضي خاصة مع اتساع مجال تدخل الدولة في جميع الميادين فنظرا لما تمتع به
اإلدارة من امتيازات السلطة العامة فإن المشرع منحها لها ألجل تحقيق المنفعة العامة واألمن العام
باعتبارها أهم االلتزامات التي تلتزم الدولة بتحقيقها بهدف احترام
()1
سيادة والحفاظ على استمرارها .
) (1د /ماجد راغب الحلو ،القضاء اإلداري ،دار المطبوعات الجامعية ،األسكندرية ،1995 ،ص9
10
إن االجتهاد القضائي في مجال القضاء اإلدارى عمل عبر مراحل م تالية اليجاد حلول خاصة
معينة لهذه المس ؤولية فوضع نظام قائما بذاته يتعلق أما التشريع فلم يتدخل سوى في حاالت
لتغطية أضرار خاصة.
أجمعت مختلف الدراسات أن القانون اإلدارى ظهر في فرنسا وهو مرتبط بتاريخها ونظام الحكم
فيها فقد ظلت الدولة بصفة عامة واإلدارة بصفة خاصة ولحقبة طويلة من الزمن غير مسؤولة
عن أعمالها ووظائفها المختلفة وكذا عن أخطاء موظفبها ويعود ذلك إلى الفكرة التي كانت سائدة
أنذاك وهى أن الدولة شخص معنوى مجسدة في شخص الملك الذى ال يخطأ ابدا إنطالقا من فكرة
أنه امتدادا إلرادة لال.
إال أنه في نهاية القرن ۹۱وبداية القرن ۰۲بدأ المفهوم المطلق لعدم مسؤولية الدولة يندثر خاصة
مع اتساع تدخل الدولة في جميع حاالت مما ينتج عنه تعدد األضرار على األشخاص واألموال
وبدأت فكرة المسؤولية تشق طريقها نحو التطبيق إذا لجأ فى بعض القوانين إلى منح تعويضات
عن األضرار الناتجة عن نشاط اإلدارة دون أن يعترف بمسؤولية اإلدارة وطبق القضاء هذا المبدأ
بعد مدة طويلة إذ تطورت مفاهيمه ولجأ الى عدة نظرءي ات حاول من خاللها إيجاد أساس
()1
قانوني لهذه المسؤولية.
) (1د /مصطفى أبوزيد فهمى ،القض اء اإلدارى ومجلس الدولة قضاء اإللغاء ،دار الجامعة الجديدة لنشر ،االسكندرية ، ٤۰۰۲ ،ص322
11
حيث أن المسؤولية التي يمكن أن تتحملها الدولة بسبب األضرار التي يلحقها أعوان المرفق العام
باألفراد ال يمكن أن تخضع لمبادئ القانون المدني التي تضبط عالقة األفراد فيما بينها حيث أن
عامة أو مطلقة بل لها قواعدها التي تغير حسب مقتضيات المرفق العام هذه المسؤولية ليست
وضرورة التوفيق بين مصلحة الدولة وحقوق األفراد وحيث أصبحت بالتالى السلطة اإلدارية وحدها
المختصة بالنظر في هذا النزا ع وهو ما يجعل القرار هو رئيس المقاطعة في رفع القضية
أمام المحكمة قرار صائبا يستوجب إقراره.
وعليه فالحكم انتهى إلى جعل االختصاص فى هذا الشأن لدولة وليس للقضاء العادى واستقرار
األمر من ذلك الحين وحتى اآلن على أن دعاوى المسؤولية عن األعمال المادية الضارة التي
تصدر من اإلدارة أو أحد موظفيه ا تعد من قبيل المنازعات اإلدارية التي تدخل في اختصاص
مجلس الدولة وهو مبدأ عام وتم بذلك الفصل بين القضاء اإلدارى والقضاء العادى.
فقد خصص الفقه اإلدارى دراسات العديدة لهذه المسألة واتقسم إلى مدارس مختلفة منها من يعتبر
أن الخطأ والمخاطر هي شروط المسؤولية اإلدارية ويكمن أساها فى مبدأ المساواة أمام األعباء
العامة ومنها من يعتبر أن أسس المسؤولية تكمن في الخطأ المرفقى والمخاطر.
ولألستاذ محيو موقفا يشير فيه إلى أن بعض الفقهاء يتحدثون عن الخطأ والمخاطر كأساس
لمسؤولية اإلدارية بينما البعض األخر يشيرون إلى الخطأ والمخاطر كشروط المسؤولية وأن
()1
أساس المسؤولية اإلدارية يوجد فى مساواة الجميع أمام األعباء العامة.
12
فالمسؤولية اإلدارية على أساس الخطأ تميز في الفرق بين طبيعة الخطأ والنتائج المترتبة عنه في
كل من القانون المدني وقانون المسؤولية اإلدارية.
فإذا كان كل خطأ في القانون المدنى يؤدى إلى مسؤولية مرتكبه ويلزمة بتعويض الضرر الذى
ألحقه بالضحية فإن هذه القاعدة المطلقة في القانون المدنى ال تجد نفس القوة في قانون المسؤولية
اإلدارية بحيث ال تكون اإلدارة مسؤولية اإلدارة فى حالة االعتداء المادى وقد القضاء اإلدارى
موقفه على أساس أن اإلدارة هي التي سمحت برد لموظف أن يقوم بهذا العمل .
وأن الموظف لم يستخدم في ذلك سلطة خاصة وإنما كان ممثالً لمرفق العام وبذلك يكون السبب للضرر
الذي حدث يكمن وراء المرفق العام وفي هذه الشأن يذكر األستاذ ليوم بلوم أن أساس المسؤولية اإلدارية
في حالة االعتداء المادى أن الخطأ قد أنفصل عن المرفق ولكن المرفق ال ينفصل عن الخطأ وباعتبار أن
الخطأ المرفقى هو األساس الوحيد لقيام مسؤولية اإلدارة
فيستوجب أن يكون جسيما وذلك العتبارات عديدة كالعراقيل التي تواجهها اإلدارة بمناسبة حماية
النظام العام.
فإذا كان الخطأ هو األساس األصيل الذى يمكن االس نت اد عليه لتحري Z Zك مسؤولية اإلدارة فإنه أمام تطور وظيفZZZة
الدولة ب Zات من الضرورى إيجاد أساس تكميلي لجZبر الضZرر ال Zذي يلح Zق ب Zاألفراد وقZد يح Zدث أن تق Zوم اإلدارة
بأعمال قانونية أو مادية مشروعة ودون أى خطأ إال تحلZ Zق أضرار ب Z Zاألفراد فإنه ليس من العZZدل أن يتحمل
الفZ Zرد وحده تبعة هذه المسؤولية فعلى هذا األس Zاس جاءت نظري Zة المخ Zاطر الZ Zتي ابتكرها القضZZاء اإل Zدارى
الفرنسى كأساس تكميلى لتحريك مسؤولية اإلدارة
()1
بحيث تحمل األضرار المترتبة عن تصرفاً حتى لو لم ترتكب خطأ من جانبها.
) (1د /محمد فؤاد عبدالباسط ،القرار اإلدارى ،دار الفكر العربي ،االسكندرية ،بدون سنة لنشر ،ص٤۹
13
وعليه فاإلدارة تكون مسؤولة عن تصرف إذا ما شأن خطأ جسيم ترتب عنه المساس بحقوق األفراد
وحرياتهم األساسية سواء كان ناشئ عن عمل الغير (أي عمل موظفيها) أم عن اإلياء
(مثالً فى مجال األشغال اليومية) فمتى تحقق التعدى انعقدت مسئولية اإلدارة أمام القضاء.
14
المطلب الثاني
سلطات القاضي اإلداري فى حالة اإلعتداء المادي
-سلطات القاضي اإلداري فى القضاء الفرنسي:
تعد فرنسا مهد القضاء اإلداري وبعدها انتشر الدول األخرى وكان ظهور هذا النظام نتيجة لألفكار التى
جاءت الثورة الفرنسية 1789التى تقوم على أساس مبدأ الفصل بين السلطات ومن مقتضياته منح المحاكم القضZائية
التى كانت قائمة آنذاك من الفصل فى المنازعات اإلدارية لحفاظ
على إستقالل اإلدارة تجاه السلطة القضائية.
فاإلجتهاد القضائي الفرنسي وإلى غاية 1966كان يعتبر أن المحاكم العادية إال فى حاالت خاصة كحالة الضرورة
وحالة الظروف اإلستثنائية هى المختصة نب ظر الدعاوى الناتجة عن اإلعتداء
المادي مستندًا فى ذلك إلى التبريرات اآلتية:
1 .كون أن المحاكم هى الحامية الطبيعية لملكية الخاصة والحريZZات األساس Zية 2 . .ك Zون
أن القاضي العادى فى هذه المحاكم ويملك سلطة قوية وإستثنائية ال يملكها القاضي
اإلداري لوقاية من اإلعتداء أو إيقافه أو تعويض األضرار الناتجة عنه بل تمتد هذه السلطة إلى حد فحص
شرعية القرارات اإلدارية أو األعمال المادية التنفيذية المتعلقة باإلعتZ Zداء المادي وذلZ Zك إس Zتثناءًا وخروجًا عن
القاعدة العامة التى تمنح اإلختصاص لقاضي اإلداري كلما تعلق
بعمل أو نشاط إداري3 . .
كون اإلعتداء المادي وطبيعته والشكل الذي صدر عليه أو الطريقة التى نفذ هو الذي أنزل اإلدارة ؟؟؟
األفراد العاد ين وأفقدها ميزة التقاضي أمام القضاء اإلداري وأخضعها لرقابة
()1
القضاء العادي الذي بحاكم تصرفها هذا وكأنها صادر من الخواص.
د /سعد عصفور – و د /محسن خليل ،القضاء اإلداري ،منشأة المعارف ،األسكندرية ،بدون سنة لنشر ،ص100 ()1
15
-سلطة القاضي اإلداري فى النظام القضائي المصري:
إن القاضي اإلداري هو القاضي الطبيعي لإلدارة إذا استمد إختصاصه من الدستور ذاته وكذا
القوانين المنشأة له والتى حددت إختصاصاته.
فتدخل القاضي اإلداري لرقابة االعمال اإلدارية يسهر على إحترام القوانين والمقا يس اإلجبارية
ومن ثم ضمان المشروعية والتأكد من توفرها فى األعمال اإلدارية.
فرغم كون القاضي اإلداري هو القاضي الطبيعي لإلدارة حامي الحقوق والحريات الفردية ومجسداً
مبدأ سيادة القانون فى عالقات اإلدارة باألفراد إال أنه ال يتدخل من تلقاء نفسه لحماية تلك الحريات حتى ولو وقع
إعتداء عليها بل األمر متوقف بتحريك دعوى قضائية من طرف
المتضرر.
وعليه فالرقابة القضائية تعتبر كأساس لضمان عدم خروج اإلدارة عند ممارسة نشاطات وأعمالها عن إطار
المشروعية وهذا ما يساهم فى نب اء مجتمع يسوده العدل وذلك بهدف تحقيق دولة القانون بمعناها الحقيقي
فالقاضي اإلداري مثله مثل القاضي العادي يعتبر ضامناً لحقوق األفراد
وحرياتهم.
وتعتبر دعوى اإللغاء من أهم الدعاوى القضائية التى يملكها األفراد فى مواجهة اإلدارة وذلك لحماية
حرياتهم وحقوقهم وهى تلك الدعاوى التى يطلب فيها من القاضي اإلداري المختص وذلك طبقاً لشروط
واإلجراءات القانونية المقررة الحكم بعدم مشروعية قرار إداري وبالتالي إلغائه
()1
على أساس وقوع مساس خطير بملكية خاصة أو بحرية فردية.
د /مازن ليلو راضي ،دور القضاء اإلداري في حماية حقوق اإلنسان ،دار المطبوعات الجامعية ،األسكندرية ،2002 ،ص5 ()1
16
وبالرجوع إلى القوانين المنظمة للقضاء اإلداري نجد أن مجلس الدولة بإعتباره أعلى هيئة فى هرم
القضاء اإلداري ينظر فى الطعون باإللغاء المرفوعة ضد القرارات اإلدارية الصادرة عن السلطات اإلدارية
المركزية بينما تختص المحاكم اإلدارية بالفصل فى الطعون باإللغاء ضد القرارات اإلدارية التنظيمية أو الفردية
الصادرة عن السلطات اإلدارية المركزية بينما تختص المحاكم اإلدارية بالفصل فى الطعون باإللغاء ضد
القرارات اإلدارية التنظيمية أو الفردية
الصادرة عن سلطة اإلدارة المحلية.
فالقاضي اإلداري بموجب دعوى اإللغاء يتمتع بسلطة فحص مدى مشروعية العناصر الخارجية للقرار اإلداري
من جهة ومن جهة أخرى فإن رقابته تمتد إلى فحص مشروعية العناصر الداخلية
وذلك بفرض رقابة كاملة وفعالة.
) 1رقابة المشروعية الخارجية:
يقصد بالعناصر الخارجية فى القرار اإلداري كل من ركن اإلختصاص الشكل واإلجراءات بحيث
تلتزم اإلدارة فى إطار ممارسة نشاطها بالتصرف وفقاً لقواعد اإلختصاص المحددة ووفقًا
لإلجراءات والشكليات التى حددها القانون.
1-رقابة مشروعية ركن اإلختصاص:
يعتبر عيب عدم اإلختصاص أ,ل عيب استهل به مجلس الدولة الفرنسي رقابته على مشروعية
القرارات اإلدارية.
ولقد حدد المشرع مسبقاً السلطات المكلفة بممارسة نشاط اإلدارة بموجب نصوص قانونية
صريحة فال يجوز لهذه األخيرة أن تقوم بأي عمل أو تتخذ أي إجراء خارج حدود إختصاصها(.)1
د /حلمي الدقدوقي ،رقابة القضاء على مشروعية الداخلية ألعمال الضبط اإلد ار ي ،دار المطبوعات الجامعية ،األسكندرية ،1989 ،ص22 ()1
17
فإن ال يستطيع رئيس البلدية أن يتخذ قرار إدارى يتضمن المنع المطلق من ممارسة نشاط معين حتى ولو كان
هدف حماية النظام العام وباعتبار أن هذا اإلجراء يشكل عقوبة ال يحق اتخاذه إال
من طرف جهة قضائية.
-رقابة مشروعية الشكل واإلجراءات:
يقصد بالشكل في القرار اإلدارى المظهر الخارجي الذي تسبقه اإلدارة على القرار لإلفصاح عن
إرادة واإلجراءات التي تبعها في إصداره.
فالقرار اإلداري كمبدأ عام ال يخضع لشكليات معينة في إصداره بحيث تمتع اإلدارة بسلطة
تقديرية في اإلفصاح عن إرادة وفقا للشكل الذي تراه مالئما.
إتباعها إلصدار القرار اإلدارى
ويحدد الشكل واإلجراءات الواجب غير أن المشرع قد يتدخل
وذلك حماية لحقوق اإلنسان والحريات األساسية بحيث يترتب على صدور القرار اإلدارى دون االلتزام بالشكل
الذى حدده القانون أو دون إتباع اإلجراءات المنصوص عليها قانونا بأن يكون
معيب ويصبح ع رضه لإللغاء
فرقابة القاضى اإلدارى على المشروعية الخارجية للقرارات اإلدارية رقابة موضوعية غير أنه
إذا طرأت ظر وف استثنائية أجار القاضي اإلداري لإلدارة أن تتجاهل قواعد االختصاص
القوانين السارية وذلك لمواجهة متطلبات تلك واإلجراءات والشكليات المحددة مسبقا بموجب
الظروف.
ودون التقليل من شأن كل فحص يؤدى إلى تقدير المشروعية فإن رقابة المشروعية الخارجية محدودة الفعالية
إذا تستطيع اإلدارة أن تعيد إصدار نفس القرار المحكوم بعدم مشروعيته تحت
مظهر خارجی مشروع لهذه األسباب فإن القاضي اإلدارى ال يتوقف عن هذا الحد بل يتوسع
()1
رقابته لتشمل حت العناصر الداخلية .
) (1د /سامي جمال الدين ،أص ول القانون اإلدارى ،نظرية العمل اإلدارى ،دار النهضة العربية ،القاهرة ، ٣۹۹۱ ،ص۰٧٦
18
-رقابة المشروعية الداخلية:
إن سالمة القرار اإلدارى ال يتوقف فقط على مشروعية أركانه الخارجية بل مقترن بمشروعية
أركانه الداخلية أيضا والمتمثلة في كل من السبب المحل والغاية.
الرقابة على ركن السبب:
يقصد بالسبب في القرار اإلدارى الواقعة المادية أو القانونية التي تقع مستقلة وبعيدة عن نية
وإرادة السلطة اإلدارية المختصة فتدفعها إلى إصدار قرار إدارى معين.
وإن رقابة القاضى اإلدارى على سبب القرار اإلدارى رقابة دقيقة ومتفاوته بحيث قد يكتفى
القاضى اإلدارى برقابة الحد األدنى لتأكد من الوجود المادي والقانوني لوقائع دون فحص مدى
خطورة هذه الوقائع بإع تباها تخضع لتقدير اإلدارة إال أن القاضي اإلداري يوسع من رقابته
لتشمل تقدير مدى خطورة هذه الوقائع ذلك لكون المالئمة تعد شرط من شروط المشروعية.
الرقابة على ركن الغاية:
إن غاية القرار اإلدارى هى أصل صدوره حيث أن جميع القرارات اإلدارية بهدف كأصل عام
۱/٣ /۸٧۹۱فى تحقيق المصلحة العامة ولقد أكدت هذه القاعدة المحكمة العليا في قرارها بتاريخ
()1
قضية خيال عبدالحميد ضد رئيس بلدية عين البنيان .
د /عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،القرارات اإلدارية فى الفقه وقضاء مجلس الدولة ،دار الفكر ال جامعي ،االسكندرية ،٧۰۰۲ ،ص232
()1
19
-الرقابة على ركن المحل:
يقصد بمحل القرار اإلدارى المركز الذى تتجه إرادة مصدر القرار إلى إحداثة واألثر القانونى
الذى يترتب عليه مباشر وحاال سواء كان بإنشاء أو إلغاء أو تعديل لهذا المركز فيتضح مما سبق أن رقابة
المشروعية الداخلية في القرارات اإلدارية تعبر وسيلة فعالة إذا ال يقف القاضى اإلدارى
عند حد فحص المشروعية القرار( )1بل تمتد سلطته إلى فحص مدى مالئمة هذا اإلجراء ومدى
ضرورته لمواجهة كل ما يهدد النظام العام.
غير أنه مهما كانت أهمية رقابة مشروعية القرارات اإلدارية إال أن تظل غير كافية ذلك لكون سلطات
القاضي اإلداري تنحصر في اإللغاء إذا ما تبين له أن اإلجراء غير مشروع دون أن
من أضرار إال إذا طلب منه ذلك الطرف يكون له الحكم بالتعويض عما قد ينجم من هذا اإلجراء
الطاعن.
وعليه فإن الرقابة القضائية هى رقابة قانونية يسلطها القضاء لتعرف على مدى مشروعية العمل
اإلدارى فيقف نشاطه فى فحص األعمال اإلدارية عند حد المشروعية أو عدمها دون تجاوزها
إلى وزن مناسبات القرار وغير ذلك مما يدخل في نطاق المالئمة التقديرية التي تملكها اإلدارة.
ورأى األستاذين الطماوى وجمال الZ Zدين في هذا أن قض Zاء اإللغ Zاء يقتصZZر دوره في مجال ممارس Zته لرقابZZة
على أعمال اإلدارة فى الحكم بمشروعية أو عدم مشروعيته التصZZرف اإلZZدارى حيث يلغى هذا األخ Zير وبيث
في تعويض األضرار الناتجة عنه إذا ما طلب الطاعن ذلZZك فZ Zال يج Zوز لZZه إذن التZ Zدخل في عمل اإل Zدارة
كأن يحل محلها في إصدار قرار أو أن يأمرها بالقيام بعمل معين أو
باالمتناع عن القيام به
) (1د /نبيلة عبد الحليم كامل ،الدعاوى اإلدارية والدستورية ،دار النهضة العربية ،القاهرة ، ٧۹۹۱ ،ص ۱۱٣
20
فاإلدارة تظل حرة في نطاق سلطتي المالئمة والتقدير في اتخاذ ما تراه مناسبا من القرارات
بمقتضى وظيفيتها اإلدارية طالما هذه القرارات غير مخالفة للقانون ومستندة إلى الشرعية غير أنه في مجال
التعدى قد خرج القضاء اإلداري عن هذا المبدأ بحيث قد توسع سلطة القاضى اإل Zداري في ك Zل من
االعتداء واالستيالء غير شرعي في مواجهة اإلدارة وخول له سلطة توجيه
أوامر لإلدارة لوضع حد لحالة االعتداء.
فكقاعدة عامة يعود االختصاص نب ظر منازعات التعدى إلى القضاء االستعجالى لما ينطوي عليه
التعدى من عنصر االستعجال وهذا نص عليه قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.
وعليه فإذا ما تبين لقاضي لالستعجال اإلدارى أن اختصاص منعقد وأن فعل االعتداء قائم يمكنه
أن يتخذ اإلجراء الالزم لوقف التعدى أولرفعه دون المساس بأصل الحق.
-ويختلف اإلجراء الذى يمكن أن يأمر به فيما إذا كان التعدى ناتجا عن القرار أو عن األعمال
المادية:
د /محمود محمد حافظ ،القضاء اإلدارى فى القانون المص رى المقارن ،دار النهض ة العر بية ،ط ا ،االسكندرية ، ۳۹۹۱ ، )(1
ص ٤۱
21
2.فى حالة التعدى الناتج عن األعمال المادية:
إن التعدى الناتج عن األعمال المادية إما أن يكون نت فيذا لقرار أو غير مرتبط بأى قرار إدارى وفى كلتا
الحالتين يستطيع القاضي أن يأمر بأى إجراء لرفع التعدى والسبب في ذلك أن اإلدارة
إذا ما أتت عمال معتبرا تعديا تكون قد جردته من صفته اإلدارية.
كما يمكن لقاضى االستعجال أن يوجه لإلدارة إنZ Zذار بنZ Zاءا على طلب صاحب الشأن ينZ Zذرها فيه على عدم
إقدامها على تصرف معين وقد أشار إلى هذه اإلمكانية ق Zانون اإلجراءات المدنية واإلداري Zة واإلن Zذار
كإثبات الحالة يكون نب اءا على أمر على ذيل عريضة الذي يتقدم صاحب الشأن
وهو الذي يحدد محتواه.
-الحكم على اإلدارة بالطرد:
في حالة احتالل اإلدارة لملكية الغير يمكن للقاضى أن يأمرها بإخالء األماكن.
يمكن للقاضي اإلداري في حالة التعدى الحكم على اإلدارة بإخالء األماكن التي احتلها من دون وجه حق
مادامت ال تس نت د إلى نص قانوني في احتاللها وهذا ما الحظناه من خالل قرار مجلس
الدولة حيث أنه أمرها بوقف التعدي وإرجاع المحل الى الشركة المستأجرة.
-الحكم على اإلدارة بالرد:
يجوز للقاضى أن يأمر اإلدارة التي حجزت منقوالت بطريقة غير مشروعة أن ترجعها إلى
حرية أساسية تمثل في أصحابها كأن تحجز اإلدارة على جواز سفر مثل حارمي المواطن من
()1
حرية التنقل فالقاضى اإلدارى هنا بإمكانه أن يأمرها برد ذلك .
) (1د /رشيد خلوقی ،قانون المنازعات اإلدارية ،ديوان الم طبوعات الجامعية ،الجزائر ،ط ،٥۰۰۲ ، ۲ص330
22
()1
أن القضاء اإلدارى على ذلك حيث اعتبر التصرف الصادر من اإلدارة يشكل تعديا يجب رفعه.
-الحكم على اإلدارة بالغرامة المالية:
يجوز للقاضي أن يحكم على اإلدارو بغرامة مالية وأساس منح القاضى هذه السلطة أن اإلدارة نب تفذها
لتصرف المنعدم تكون متساوية مع األفراد أمام القضاء العادى وتخضع لقواعد القانون الخاص وبالتالى الحكم
عليها بالغرامات المالية كتهديد إلرغامها على الوفاء
إذا يعود االختصاص بفرضها وتقديرها للقاضى اإلدارى الذي يتمتع بالسلطات األساسية األتية:
-تحديد مبلغ الغرامة التهديدية وبدأ سريانها -
تصفيتها فى حالة عدم التنفيذ من طرف اإلدارة -تخفيض
الغرامة التهديدية أو إلغائها كليا عند االقتضاء
) (1د /محمد على راتب ،قضاء األمور المستعجلة ،الكتاب األول ،ط ،7عالم الكتب ،القاهرة ،1985 ،ص30
23
2 .إذا كان الغرض منه تحقيق أغراض شخصية-:
تمت بصله
يمكن هنا للقضاء الحكم على اإلدارة بهدم البناء الذى أقامته ألغراض خاصة ال
لمصلحة العامة
-الحكم على اإلدارة بكافة اإلجراءات الالزمة:
أن لقاضى االستعجال اإلداري في جميع حاالت االستعجال األمر باتخاذ كافة اإلجراءات والتدابير الالزمة لحماية
الحريات األساسية المنتهكة من طرف الهيئات اإلدارية متى كانت هذه االنتهاكات
تشكل مساسا خطيرا وغير مشروع بتلك الحريات.
األصلى قانونا هو تحريم اعتداء اإلدارة على الملكية الخاصة إال أنه يجوز لها بموجب القانون وطبقا
إلجراءات وشروط معينة أن تلجأ إلى االستيالء على الملكية ونزعها جبرا على صاحبها
لمنفعة وصاحب الملكية الذي يرى في عملها ذلك عدم الشرعية المنطوي على األعتداء.
يجوز له االتجاه للقضاء المستعجل لمطالبة أمام القاضى اإلداري بتع ين خبير ويكون القاضى
المذكور مختصا لألمر بصفة مستعجلة باتخاذ كافة اإلجراءات الالزمة متى ثبت له من خالل
الدعوى أن تصرف اإلدارة يحمل وصف الحالة تعدى أو استيالء.
۱٧۱
األولى الذى يصرح بعدم اختصاصه يكون قد خالفت مقتيضات المادة وأن قاضي الدرجة
من قانون اإلجراءات المدنية التي بموجبها يحق له ذلك مهما كانت تبريرات اإلدارة المقدمة
()1
بخصوص سبب المنفعة العامة الذي أسست عليه تصرفها.
24
) (1د /أحمد عطية ،الطلب ات المستعجلة أمام محاكم مجلس الدولة ،منشأة المع ارف ،االسكندرية ، ٤۹۹۱ ،ص ۰۲۱
25
فالقاضي االستعجالى يمكنه إلزام اإلدارة برفع اليد مثال عن القعارات التي استولت عليها من دون وجه حق وذلك
تحت طائلة غرامة تهديدية عن كل يوم تأخير والسبب في ذلك هو خشية تدهور
حالة العقارات ألن ترك المباني على حالها يشكل خطرا عليها لكونها تبقى محرومة من الصيانة.
فالقاضي المختص باألمور المستعجلة له سلطة مطلقة في اتخاذ اإلجراءات المناسبة والالزمة حتى بدون
طلب من صاحب الشأن خالف لمشرع الفرنسي الذي منح هذه السلطة بموجب قانون
للقاضي اإلدارى المستعجل نب اء على طلب يقدم إليه ويبرره العدالة اإلدارية لسنة 2000
االستعجال فله أن يأمر باتخاذ كافة اإلجراءات التي يراها ضرورية قصد حماية الحريات
األساسية التي تعرضت لالعتداء من قبل اإلدارة أو من قبل من هو مكلف بإدارة المرفق العام وأثناء
ممارسة إحدى سلطاته شرط أن يكون هذا االعتداء جسيما وأن تكون عدم المشروعية
()1
ظاهرة .
26
الخاتمة
تعتبر نظرية االعتداء المادي من أدق نظريات القانون اإلداري وذلك من لما تحمله ضمانات
لحقوق وحريات األفراد مما جعلها تحضى من باهتمام الفقه الفرنسى والمصرى غير أنها لم
تحظى نب فس االهتمام كما يعتبر التصرف المنعدم إحدى مصادر هذه النظرية ولقد أثبتت التجربة
من خالل التطبيقات القضائية لشروط النظرية أنها مطاطة تفتح احتماالت عديدة وأنها قابلة
لتجديد والتغيير بل وحتى التغير الجذرى إن اقتضى األمر إذا تعتبر صفة المطاطية سبب وجود
نظرية االعتداء المادي.
تكون حالة االعتداء المادى عندما ترتكب اإلدارة أثناء قيامها بنشاط مادي تنفيذى مخالفة جسيمة
يمس بحق ملكية أو حرية عمومية.
وكذا تعريف االستاذ الطماوى الذى يعرفه بإرتكاب اإلدارة لخطأ جسيم أثناء قيامها بعمل مادى يتضمن اعتداء
على حرية فردية أو ملكية خاصة وعليه نتوصل إلى أن االعتداء المادي يقوم
على شرطان أساسيان وهما تصرف اإلدارة غير المشروع والخطير ومثال ذلك أن تتخذ قرارا
ليست لها سلطة اتخاذه أو أن تقوم اإلدارة بتنف يذ القرار بالقوة دون أن يكون لها في الحZق في ذل Zك بحيث ينتج عن
هذا التصرف مساسا خطيرا بحق الملكية أو بحرية أساس Zية ك Zان تقZ Zوم اإلدارة دون وجه حZق با حتال Zل ارض
للخواص انتهاك حرمة منز ل تحطيم مال منقول وغير ذلك من الحقوق
والحريات األساسية.
فالدولة مهيمنة على مختل Zف الشؤون الحياتية والتنظيمية مستقدمة نش Zاطها لض Zمان حسن س Zير المراف Zق
العامة فيها عن طريق اإلدارة فاإلدارة وهى نت هض في مهامها البد لها تمسك بمبدأ الموضوعية
مبدأ سيادة القانون وإذا ما خرجت عنه وخالفت أحكامه كان تصرفها معيبا وشاب
قرارها البطالن .
27
التوصيات
1-تعتبر نظرية إنعدام القرارات اإلدارية مصدراً من مصادر اإلعتداء المادي إال أنها
ليست المصدر الوحيد لذلك 2- .تعتبر
الحقوق والحريات األساسية عنصراً جوهريًا فى بناء نظرية اإلعتداء
المادي.
3-إرتباط نظرية اإلعتداء المادي بمخالفة التصرف اإلداري للقانون مخالفة جسيمة
وعليه ال يمكن أن يترتب على المخالفة البسيطة قيام فعل التعدي 4- .نأمل أن
يأخذ هذا الموضوع أهمية أكبر من قبل الفقه كما نأمل أن يكون محل
بحث نظراً ألهميته.
5-ضرورة تدخل المشرع بنصوص صريحة تتضمن معالجة هذه المسألة وذلك لعدم
كفاية المادتين 920و 921من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.
6-ضرورة نشر كل األحكام والقرارات القضائية التى تخص هذا الموضوع ليتمكن
كل باحث من الوقوفة عليها وتحليلها واإلستعانة بها.
28
قائمة المراجع
1-د /أحمد عطية ،الطلبات المستعجلة أمام محاكم مجلس الدولة ،منشأة المعارف ،األسكندرية،
1994
2-د /حلمي الدقوقي ،رقابة القضاء على المشروعية الداخلية ألعمال الضبط اإلداري ،دار
المطبوعات الجامعية ،األسكندرية1989 ،
3-د /رشيد خلوقي ،قانون المنازعات اإلدارية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ط،2
2005
4-د /سليمان محمد الطماوي ،دروس فى القضاء اإلداري ،دار الفكر العربي ،القاهرة 5- 1976 ،د/
سعيد الحكيم ،الرقابة على أعمال اإلدارة فى الشريعة اإلسالمية والنظم الوضعية ،ط ،3دار
الفكر العربي ،القاهرة 6- 1987 ،د/
سليمان الطماوي ،مبادئ القانون اإلداري ،دراسة مقارنة ،الكتاب الثالث ،دار الفكر
العربي ،القاهرة ،بدون سنة لنشر.
7-د /سعد عصفور ،ود /محسن خليل ،القضاء اإلداري ،منشأة المعارف ،األسكندرية ،بدون سنة
لنشر.
8-د /سامي جمال الدين ،أصول القانون اإلداري ،نظرية العمل اإلداري ،دار النهضة العربية،
القاهرة1993 ،
9-د /صالح الدين بيومي ،ود /اسكندر سعد رغلول ،الموسوعة فى قضاء األموال المستعجلة،
ط ،2دار النهضة العربية ،القاهرة1971 ،
-10د /عبد الغني بسيوني ،والية القضاء اإلداري على أعمال اإلدارة ،قضاء اإللغاء ،منشأة
المعارف ،األسكندرية1983 ،
-11د /عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،القرارات اإلدارية فى الفقه والقضاء ،مجلس الدولة ،دار
الفكر العربي ،األسكندرية2007 ،
-12د /محمد أنس قاسم ،الوسيط فى القانون العام ،القضاء اإلداري ،دار النهضة العربية،
القاهرة1987 ،
-13د /ماجد راغب الحلو ،القضاء اإلداري ،دار المطبوعات الجامعية ،األسكندرية1995 ،
-14د /مصطفى أبو زيد ،القضاء اإلداري ومجلس الدولة وقضاء اإللغاء ،دار الجامعية لنشر،
األسكندرية2004 ،
-15د /محمد فؤاد عبدالباسط ،القرار اإلداري ،دار الفكر العربي ،األسكندرية ،بدون دار
لنشر.
-16د /مازن ليلو راضي ،دور القضاء اإلداري فى حماية حقوق اإلنسان ،دار المطبوعات
الجامعية ،األسكندرية2002 ،
29
-17د /محمود محمد حافظ ،القضاء اإلداري فى القانون المصري المقارن ،دار النهضة
العربية ،ط ،1األسكندرية1993 ،
-18د /محمد على راتب ،قضاء األمور المستعجلة ،الكتاب األول ،ط ،7عالم الكتاب ،القاهرة،
1985
-19د /نبيلة عبدالحليم كامل ،الدعاوى اإلدارية والدستورية ،دار النهضة العربية ،القاهرة،
1997
30
31