بحث

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 31

‫خطة بحث بعنوان‬

‫" اإلعتداء المادي فى القانون اإلداري " تحت‬


‫إشراف الدكتور‬
‫محمود ماهر جبر‬
‫أستاذ القانون العام‬
‫بكلية الحقوق – جامعة المنصورة إعداد‬
‫الباحث‪ /‬نبيل السيد بهيج حسن الملط‬
‫دبلوم القانون العام‬
‫العام الدراسي ‪2024‬‬

‫‪1‬‬
‫خطة البحث‬

‫المقدمة‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية اإلعتداء المادي وحاالته وعناصره‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهية اإلعتداء المادي وحاالته‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عناصر اإلعتداء المادي‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اآلثار القانونية لإلعتداء المادي وسلطات القاضي اإلداري فى حالة اإلعتداء‬

‫المادي المطلب األول‪ :‬اآلثار القانونية لإلعتداء المادي‬


‫المطلب الثاني‪ :‬سلطات القاضي اإلداري فى حالة اإلعتداء المادي‬
‫الخاتمة‬
‫التوصيات‬
‫المراجع‬
‫الفهرس‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة‬
‫يعتبر اإلعتداء المادي نظرية قانونية لعب اإلجتهاد والفه الفرنسيان دورا بارزا فى بلورة معالمه ويعد أدق‬
‫النظريات فى القانون اإلداري وقد أولى اإلجتهاد القضائي خصوصًا بعد إحداث المحاكم اإلدارية إهتمامًا‬
‫بالغًا على إعتبار من الوسائل التى تحمي حقوق وحريات األفراد ويكاد‬
‫يجمع الفقه الفرنسي على إعتبار اإلعتداء المادي عم غير شرعى تأتيه اإلدارة فى مواجهة‬
‫األفراد اإلدارة تتواجد فى مركز مختلف عن مركز الفرد فهى فى وضع يسمو على وضع الفرد ويتفوق عليه‬
‫بحكم وظيفيتها وهى نت هض فى مهامها البد لها أن تمسك بمبدأ المشروعية وبمدأ‬
‫سيادة القانون‬
‫ويترتب على تنفيذ اإلدارة للقرارات المنعدمة تجريد التصرف من الوصف اإلداري وتزوله إلى مرتبة الفعل‬
‫المادي كما أن خطأ اإلدارة فى إجراءات التنفيذ ينتج عنه أيضًا إعتداء مادى وذلكم إذا تعلق األمر بمساس‬
‫اإلدارة بحث الملكية أو حرية أساسية لألفراد‬
‫وتطبيقًا لدولة وليسادة القانون وضع رقابة على األعمال الشرعية وغير الشرعية لإلدارة األمر الذي يترتب‬
‫عليه مسئوليتها أمام القضاء بحيث يمكن لمن تضررت حقوقه من جراء تصرفاً أن‬
‫يلجأ إليه مطالباً إياه بالتدخل العاجل لوضع حد لها‬
‫‪ -‬أهمية البحث‪:‬‬
‫توضح فكرة اإلعتداء امالدي ال تزال غامضة فى القضاء اإلداري لقلة ما فصل فيها من أحكام‬
‫‪ -‬إشكالية البحث‪:‬‬
‫يثير هذا البحث العديد من التساؤالت أال وهى‪:‬‬
‫ماهية اإلعتداء المادي ؟ ماهية اآلثار القانونية لإلعتداء المادي ؟‬
‫‪ -‬منهجية البحث‪:‬‬
‫سوف أقوم بإستخدام المنهج الوصفي التحليلي لكل جزئية من جزئيات البحث‪.‬‬
‫‪ -‬خطة البحث‪:‬‬
‫سوف أقوم بتقسيم هذا البحث إلى مبحثين وهم اآلتى‪ :‬المبحث‬
‫األول‪ :‬ماهية اإلعتداء المادي وحاالته وعناصره‬
‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية اآلثار القانونية لإلعتداء المادي وسلطات القاضي اإلداري فى حالة‬
‫اإلعتداء المادي‬

‫‪3‬‬
‫المبحث االول إلعتداء‬
‫المادي وحاالته وعناصره‬
‫المطلب األول اإلعتداء‬
‫المادي‬
‫تعريف اإلعتداء المادي فى الفقه وهو‪:‬‬
‫" اإلعتداء المادي هى تكون حالة اإلعتداء المادي عندما ترتكب اإلدارة أثناء قيامها بنشاط مادي‬
‫تنفيذي مخالفة جسيمة تمس بحث الملكية أو حرية عمومية "‬
‫كما يمكن تعريفه أيضًا على أنه‪" :‬‬
‫يكمن اإلعتداء المادي فى تصرف إداري مشوب بمخالفة جسيمة تمس بحق ملكية أو حرية‬
‫أساسية "‬
‫توجد قواسم مشتركة فى تعريف اإلعتداء المادي والمتمثلة أساساً فى عمل من أعمال اإلدارة مشوب‬
‫بمخالفة جسيمة وظاهرة من شأنه أن يمس بالحريات والحقوق األساسية والسيما حق‬
‫الملكية‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف اإلعتداء المادي فى القضاء‪:‬‬
‫يعرفه مجلس الدولة الفرنسي بأنه هو‪:‬‬
‫" تصرف متميز بالخطورة صادر عن اإلدارة والذي بموجبه تمس هذه األخيرة بحق أساسي أو‬
‫بالملكية الخاصة "‬
‫وبالتالي ينزل التصرف إلى مرتبة العمل المادي مما يخول للقضاء العادي فى فرنسا النظر فى‬
‫(‪)1‬‬
‫ذلك‪.‬‬

‫) ‪ (1‬د‪ /‬سليمان محمد الطماوى‪ ،‬دروس في القضاء اإلداري‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،1976 ،‬ص ‪286‬‬

‫‪4‬‬
‫وعرفته محكمة التنازع الفرنسية بأنه‪" :‬‬
‫تصرف صادر عن اإلدارة ال يمكن ربطه بتطبيق نص قانوني أو نت ظيمي "‬
‫أما الفرقة اإلداريه بالمجلس األعلى فترى بأنه هو‪:‬‬
‫" كل تصرف إداري ليس له عالقة إطالقًا مع السلطة التى تملكها اإلدارة ‪".‬‬
‫وفى حالة أخرى أقرب بأن اإلعتداء المادي هو " عملية مادية مشوبة بمخالفة جسيمة وتمس بحق أساسي للفرد‬
‫" أو هو تصرف مادي لإلدارة مشوب بعيب جسيم وماس بإحدى الحريات األساسية للفرد بشكل يفقد التصرف‬
‫الصادر عن اإلدارة طابعة اإلدارى ويجعله فى حكم القرار المنعدم‬
‫وتعامل اإلدارة بشأنه معاملة األفراد ال بصفتها تمتع بإمتيازات السلطة العامة ‪".‬‬
‫يقصد باإلعتداء المادي سلوك طريق مخالف للقانون من قبل اإلدارة أثناء قيامها بتنفيذ نشاط مادي أو‬
‫قانوني ويتصف خروجها عن القانون بأنه خرف سافر لحق الملكية أو إلحدى الحريات العامة األساسية ما‬
‫يجعل تصرفها متجرداً من الصفة اإلدارية وينزل إلى مرتبة تصرفات األفراد وبذلك تحرم اإلدارية من‬
‫إمتيازات السلطة العامة التى يمنحها إياها القانون اإلداري وتنزل إلى مرتبة األفراد ما يمكن القضاء العادي‬
‫فى فرنسا من اإلختصاص بالنظر فى النزاع بشأن التعدى خالفًا لوضع الذي يستند إليه المعيار العضوي فيختص‬
‫بذلك القضاء اإلداري نب زاعات اإلدارة‬
‫(‪)1‬‬
‫حتى لو كان تصرفها يشكل إعتداء مادي‪.‬‬

‫د‪ /‬صالج الدين بيومي‪ ،‬و د‪ /‬اسكندر سعد زغلول‪ ،‬الموسوعة في قضاء األمور المستعجلة‪ ،‬ط‪ ،2‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1971 ،‬ص‪137‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪5‬‬
‫حاالت اإلعتداء المادي‪:‬‬
‫)‪ 1‬القرار المنعدم مصدرًا لإلعتداء المادي‪:‬‬
‫تمثل هذه الحالة فى تنفيذ اإلدارة لقرار إداري منعدم ولتحديد ذلك إستعمال القضاء عدة معا ير فيعتبر إعتداء‬
‫مادي كل تصرف ال يندرج ضمن تطبيق نص تشريعي أو نت ظيمي وينبغى أن‬
‫يكون عدم شرعية التصرف جسيمة من شأنها أن تهدم التصرف فيحدث اإلعتداء المادي عندما‬
‫يكون التصرف فاقداً ألي أساس أو سند قانوني ويتم نت فيذه‪.‬‬
‫أما فى حالة عدم تنفيذه فال يترتب على القرار إعتداء مادي مهما كانت درجة الجسامة أي التعدى‬
‫ينتج عن نت فيذ قرار كانت عدم المشروعية فيه ظاهرة وواضحة وجسيمة‪.‬‬
‫تبقى فكرة اإلعتداء المادي مستقلة عن مشروعية التصرف فليس أي تصرف إداري منعدماً يشكل إعتداء مادي‬
‫حيث رفض مجلس الدولة الفرنسي المساواة بين اإلنعدام والتعدي فاعتبر بعض القرارات التى تشكل تعديًا‬
‫قرارات غير مشروعة وليست قرارات منعدمة إال أن محكمة التنازع‬
‫الفرنسية ربطت بين المفهومين حيث اعتبرت أن القرارات التى تشكل تعدياً هى قرارات منعدمة‪.‬‬
‫)‪ 2‬اإلعتداء الناشئ عن التنفيذ الجبري للقرار اإلداري‪:‬‬
‫تسمى هذه الحالة باإلعتداء المادي إلنعدام اإلجراءات فهى تحقق إذا أهملت اإلدارة كلية اإلجراءات‬
‫التى حددها القانون لتنفيذ قراراتها فإذا لجأت اإلدارة إلى إستعمال حق التنفيذ الجبري فى غير الحاالت التى يسمح‬
‫بها القانون كان تصرفها منعدماً وكانت كل إجراءات التنفي‪ZZ‬ذ منعدمة وتش ‪Z‬كل إعت‪Z Z‬داء مادي رغم أنها أنص ‪Z‬بت‬
‫على تنفيذ تصرف صحيح ألن القانون ال يسمح بمثل هذا‬
‫(‪)1‬‬
‫التنفيذ‪.‬‬

‫د‪ /‬سعيد الحكيم‪ ،‬الرقابة على أعمال اإلدارة في الشريعة اإلسالمية والنظم الوضعية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،1987 ،‬ص‪468‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪6‬‬
‫)‪ 3‬اإلعتداء على الملكية أو حرية أساسية‪:‬‬
‫الب ‪Z Z‬د أن يشكل التصرف اإلداري المادي مساس‪ًZZ‬ا خطيرًا المادي أوس‪ZZ‬ع من حال‪Z Z‬ة الغص ‪Z‬ب ويختل‪Z Z‬ف عنها‬
‫تمامًا إذا يس‪ZZ‬توى األمر ب ‪Z Z‬أن يك ‪Z‬ون الح ‪Z‬ق عيني‪ًZ Z‬ا أو شخص ‪Z‬ياً أو لص ‪Z‬يقاً بالش‪ZZ‬خص ك‪ZZ‬أن يق‪Z Z‬ع على المنق‪Z Z‬والت‬
‫كتحطيمها وإقتحام المنازل السكنية واإلعتداء على حق شخصي كاإلنتفاع من العين‬
‫المؤجرة‪.‬‬
‫‪ -‬المساس بحق الملكية‪:‬‬
‫تستوى فى مثل هذه الحالة الملكية العقارية والملكية المنقولة ولإلعتداء هنا عدة صور أهمها اإلستيالء‬
‫على ملكية الغير أو حرمان صاحبها من التمتع بها أو نزعها أو نقلها إلى الملكية العامة بطريقة غير‬
‫مشروعة مثل قيام اإلدارة بهدم منزل أو اإلستحواذ على ملكية خاصة بدون وجه الحق وقد تقوم اإلدارة‬
‫بحجز أموال منقولة لغير مثل الحجز على الكتب أو الصحف أو تحطيم‬
‫لمال المنقول وتدخل فى اإلعتداءات على الملكية الفكرية أو المعنوية‪.‬‬
‫‪ -‬المساس بالحريات‪:‬‬
‫يعتبر المجال الحقيقي نل ظرية التعدى حيث يعتبر اإلجتهاد القضائي أن المساس بحرية التنقل يشكل تعدياً يس‪ZZ‬توجب‬
‫رفع ‪Z‬ه من قب ‪Z Z‬ل القض ‪Z‬اء اإلس ‪Z‬تعجالي ففى هذه الحال‪Z Z‬ة يمكن أمر اإل ‪Z‬دارة ال‪Z Z‬تى تح ‪Z‬وز ج‪Z‬واز الس‪ZZ‬فر (وزارة‬
‫الداخلية) بتسليمه ألن ممارسة سلطة الضبط اإلداري البد أن تس نت د‬
‫إلى القانون ودون المساس بالحريات الفردية‪.‬‬
‫لم يشأ المشرع أن يحدد مفهوم الحرية األساسية تاركاً مسألة التحديد لقاضي ليقدر كل حالة تبعاً لظروفها إذا‬
‫حدد القاضي الفرنسي الحريات األساسية التى يقع عليها اإلعتداء فى الحريات‬
‫(‪)1‬‬
‫الدستورية سواء تضمنتها النصوص أو الديباجة‪.‬‬
‫أن هذا المفهوم الواسع لإلعتداء المادي الذي ال يشمل فقط التصرفات المادية لإلدارة وإنما يشمل أيضًا ك‪Z‬ل نت في ‪Z‬ذ‬
‫لتصرف قانوني إنفرادي مشوب بعيب هو المنحنى الذي سلكه القضاء اإلداري المصري إقت‪Z Z Z‬داء بما ق ‪Z Z‬رره‬
‫القضاء الفرنسي حول مفهوم هذه النظرية غير أن القضاء المصري‬
‫خالفت الوضع السائد فى فرنسا فى بعض قراراتها وال سيما فى حالة التنفيذ الجبري‪.‬‬

‫د‪ /‬سليمان محمد الطماوى‪ ،‬مبادء القانون اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب الثالث‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص‪118‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪7‬‬
‫المطلب الثاني ماهية‬
‫عناصر اإلعتداء المادي‬

‫)‪ 1‬عمل مادي ناتج عن تصرف تنفيذي تقوم به اإلدارة‪:‬‬


‫يشترط فى التعدى أن تقوم اإلدارة بعمل مادي واألعمال المادية هى التى ال تستهدف قصدًا خاصًا وال يترتب‬
‫عليها أثر قانونيًا فى العالقات القانونية بصرف النظر عما إذا كان صاحبها يريد‬
‫النتيجة المادية لتصرفه أو ال يريدها وذلك بخالف األعمال القانونية التى تتجه إرادة صاحبها إلى‬
‫إحداث أثر قانوني معين‪.‬‬
‫ولتحقيق اإلعتداء المادي البد أن نكون بصدد عمل تنفيذي وهذا الشرط كان محل جدل كب ‪Z Z‬ير فى أوس ‪Z‬اط الفق ‪ZZ‬ه‬
‫حول ما إذا كان اإلعتداء المادي يقوم لمجرد صدور قرار إداري غير مشروع ودون حاجة إلى تنفيذه من‬
‫طرف اإل‪ZZ‬دارة حيث فى هذا الخص ‪Z‬وص ذهب بعض الش‪Z Z‬راح ب ‪Z Z‬دعم من محكمة التن‪Z Z‬ازل الفرنس‪Z Z‬ية إلى أن‬
‫القرار المعيب بعيب جسيم يمكن أن يرتب بذاته إعتداء مادي دون حاجة إلى نت فيذه غير أن الرأي الراجح فقهًا‬
‫يشترط لقيام اإلعتداء المادي وجود عمل نت فيذي صادر عن‬
‫اإلدارة‪.‬‬
‫يرى الدكتور " مصطفى كمال وصفى " فى مقال بعنوان اإلستيالء فى القانون اإلداري أنه يتعين أن يكون التنفيذ‬
‫منطويًا على صفات من العنف والجسامة الظاهرة كأعمال الطرد والهدم‬
‫واإلحتالل بالقوة واإلعتداء على حرمات المساكن الخاصة وغير ذلك من أعمال العدوان العنيف‬
‫(‪)1‬‬
‫الظاهر‪.‬‬
‫يمكن القول أن الدكتور مصطفى كمال وصفى بهذا الموقف يكون قد وقع فى حالة الخلط بين اإلستيالء‬
‫واإلعتداء المادي فمجرد قيام اإلدارة بإصدار قرار معين ال يعتبر من أعمال اإلعتداء المادي ذلك أن قرارات‬
‫اإلدارة ال تعتبر بذاتها تشكل إعتداء مادي حتى ولو كانت قرارات منعدمة إذا يتعين أن نت تقل اإلدارة من‬
‫مرحلة اإلصدار إلى مرحلة التنفيذ فعالً أو على األقل محاولة التنفيذ حتى نكون أمام حالة اإلعتداء المادي أما‬
‫بالنسبة للقرار المنعدم يمكن أن يرتب بذاته اإلعتداء المادي فإن هذا الموقف من شأنه أن يهدم نظرية اإلعتداء‬
‫المادي من أساسها إذا تغنى عنها‬
‫وتوجبها نظرية اإلنعدام وبالتالي يصبح من غير المجدي التفرقة بين اإلنعدام واإلعتداء المادي‪.‬‬

‫د‪ /‬محمد أنس قاسم‪ ،‬الوسيط في القانون العام‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬دار النهضة الع ربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1987 ،‬ص‪101‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪8‬‬
‫)‪ 2‬تصرف مشوب بمخالفة جسيمة‪:‬‬
‫يشترط اإلعتداء المادي أن يكون العمل اإلداري مخالفًا لقانون وأن تكتسب هذه المخالفة طابعًا جسيمًا‬
‫وظاهرًا مما ينحدر بالتصرف إلى درجة اإلنعدام ويكون فاقدًا لطابعه اإلداري و تجسد‬
‫المخالفة الجسيمة فى حالتين‪:‬‬
‫‪ 1 .‬جسامة متعلقة بالقرار محل التنفيذ من طرف اإلدارة‪.‬‬
‫‪ 2 .‬جسامة إجراءات تنفيذ القرار اإلداري ومثال ذلك أن يصدر قرار إداري فى موضوع من‬
‫إختصاص القضاء فيعتبر التصرف اإلداري منعدمًا ويحمل من الجسامة ما يجعله إعتداء‬
‫مادي‪.‬‬
‫وفى ظل عدم تحديد المشرع لمفهوم اإلعتداء ولدرجة الجسامة وجد القاضي اإلستعجالي اإلداري نفسه مضطراً‬
‫إلى فحص كل حالة على حدى وتقدير مدى جسامتها من خالل الوثائق واألدلة‬
‫المعروضة عليه والمقدمة من قبل المدعى وذلك بالنظر إلى‪:‬‬
‫‪ 1-‬األدلة الواقعية والقانونية وليس األقوال المجردة وبالتالي تحديد أنواع األضرار الالحقة تحديدًا‬
‫ً (‪)1‬‬
‫دقيقا ‪.‬‬
‫‪ 2-‬التصرف اإلداري فى حد ذاته وما ينال المدعى من ضرر مثل عدم تجديد جواز السفر ألنه‬
‫(‪)2‬‬
‫يقيد حرية أساسية دستورية وهى حرية التنقل‪.‬‬
‫‪ 3-‬أسباب التصرف عن طريق البحث فيها مثل فصل موظف آلرائه المعارضة‪ 4- .‬طبيعة‬
‫التصرف اإلداري وما يترتب على نت فيذه من نتائج تزيد من جسامة اإلعتداء على‬
‫الحرية الملكية مثل قرار طرد أجنبي من التراب الوطني‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬عبد الغني بسيوني‪ ،‬والية القضاء اإلداري على أعمال اإلدارة‪ ،‬فضاة اإللغاء‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬األسكندرية‪ ،1983 ،‬ص‪235‬‬
‫(‪ )2‬د‪ /‬عبد الغني بسيوني‪ ،‬مرجع سابق‬

‫‪9‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫اآلثار القانونية على اإلعتداء المادي وسلطات القاضي اإلداري لإلعتداء المادي المطلب‬
‫األول‬
‫اآلثار القانونية المترتبة على اإلعتداء المادي‬
‫)‪ 1‬مسؤولية اإلدارة عن فعل االعتداء‪:‬‬
‫المسؤولية هي تلك التقنية القانونية التي تكون أساسا من تداخل إدارى ينقل بمقتضاه عبئ الضرر‬
‫الذى وقع على شخص مباشرة فب عل القوانين الطبيعية أو البيولوجيا أو البسيكولوجيا أو القوانين‬
‫االجتماعية إلى شخص أخر ينظر إليه على أنه هو الشخص الذي يجب أن يتحمل هذا العبء"‪.‬‬
‫فنجد المسؤولية المدنية فى القانون المدنى المسؤولية الجنائية في القانون الجنائى والمسؤولية الدستورية في‬
‫القانون الدستوري وفي القانون اإلدارى نجد المسؤولية اإلدارية والتي ترتب في‬
‫حالة حدوث ضرر ما من جراء أعمال اإلدارة العامة‬
‫فمسؤولية اإلدارة العامة نجدها في الوقت الراهن في معظم التشريعات إال الحديثة النشأة إذا أنه لم بيدأ األخذ‬
‫سوى في أواخر القرن الماضي خاصة مع اتساع مجال تدخل الدولة في جميع الميادين فنظرا لما تمتع به‬
‫اإلدارة من امتيازات السلطة العامة فإن المشرع منحها لها ألجل تحقيق المنفعة العامة واألمن العام‬
‫باعتبارها أهم االلتزامات التي تلتزم الدولة بتحقيقها بهدف احترام‬
‫(‪)1‬‬
‫سيادة والحفاظ على استمرارها ‪.‬‬

‫) ‪ (1‬د‪ /‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬األسكندرية‪ ،1995 ،‬ص‪9‬‬

‫‪10‬‬
‫إن االجتهاد القضائي في مجال القضاء اإلدارى عمل عبر مراحل م تالية اليجاد حلول خاصة‬
‫معينة‬ ‫لهذه المس ؤولية فوضع نظام قائما بذاته يتعلق أما التشريع فلم يتدخل سوى في حاالت‬
‫لتغطية أضرار خاصة‪.‬‬
‫أجمعت مختلف الدراسات أن القانون اإلدارى ظهر في فرنسا وهو مرتبط بتاريخها ونظام الحكم‬
‫فيها فقد ظلت الدولة بصفة عامة واإلدارة بصفة خاصة ولحقبة طويلة من الزمن غير مسؤولة‬
‫عن أعمالها ووظائفها المختلفة وكذا عن أخطاء موظفبها ويعود ذلك إلى الفكرة التي كانت سائدة‬
‫أنذاك وهى أن الدولة شخص معنوى مجسدة في شخص الملك الذى ال يخطأ ابدا إنطالقا من فكرة‬
‫أنه امتدادا إلرادة لال‪.‬‬
‫إال أنه في نهاية القرن ‪ ۹۱‬وبداية القرن ‪ ۰۲‬بدأ المفهوم المطلق لعدم مسؤولية الدولة يندثر خاصة‬
‫مع اتساع تدخل الدولة في جميع حاالت مما ينتج عنه تعدد األضرار على األشخاص واألموال‬
‫وبدأت فكرة المسؤولية تشق طريقها نحو التطبيق إذا لجأ فى بعض القوانين إلى منح تعويضات‬
‫عن األضرار الناتجة عن نشاط اإلدارة دون أن يعترف بمسؤولية اإلدارة وطبق القضاء هذا المبدأ‬
‫بعد مدة طويلة إذ تطورت مفاهيمه ولجأ الى عدة نظرءي ات حاول من خاللها إيجاد أساس‬
‫(‪)1‬‬
‫قانوني لهذه المسؤولية‪.‬‬

‫) ‪ (1‬د‪ /‬مصطفى أبوزيد فهمى ‪ ،‬القض اء اإلدارى ومجلس الدولة قضاء اإللغاء ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لنشر ‪ ،‬االسكندرية ‪ ، ٤۰۰۲ ،‬ص‪322‬‬

‫‪11‬‬
‫حيث أن المسؤولية التي يمكن أن تتحملها الدولة بسبب األضرار التي يلحقها أعوان المرفق العام‬
‫باألفراد ال يمكن أن تخضع لمبادئ القانون المدني التي تضبط عالقة األفراد فيما بينها حيث أن‬
‫عامة أو مطلقة بل لها قواعدها التي تغير حسب مقتضيات المرفق العام‬ ‫هذه المسؤولية ليست‬
‫وضرورة التوفيق بين مصلحة الدولة وحقوق األفراد وحيث أصبحت بالتالى السلطة اإلدارية وحدها‬
‫المختصة بالنظر في هذا النزا ع وهو ما يجعل القرار هو رئيس المقاطعة في رفع القضية‬
‫أمام المحكمة قرار صائبا يستوجب إقراره‪.‬‬
‫وعليه فالحكم انتهى إلى جعل االختصاص فى هذا الشأن لدولة وليس للقضاء العادى واستقرار‬
‫األمر من ذلك الحين وحتى اآلن على أن دعاوى المسؤولية عن األعمال المادية الضارة التي‬
‫تصدر من اإلدارة أو أحد موظفيه ا تعد من قبيل المنازعات اإلدارية التي تدخل في اختصاص‬
‫مجلس الدولة وهو مبدأ عام وتم بذلك الفصل بين القضاء اإلدارى والقضاء العادى‪.‬‬
‫فقد خصص الفقه اإلدارى دراسات العديدة لهذه المسألة واتقسم إلى مدارس مختلفة منها من يعتبر‬
‫أن الخطأ والمخاطر هي شروط المسؤولية اإلدارية ويكمن أساها فى مبدأ المساواة أمام األعباء‬
‫العامة ومنها من يعتبر أن أسس المسؤولية تكمن في الخطأ المرفقى والمخاطر‪.‬‬
‫ولألستاذ محيو موقفا يشير فيه إلى أن بعض الفقهاء يتحدثون عن الخطأ والمخاطر كأساس‬
‫لمسؤولية اإلدارية بينما البعض األخر يشيرون إلى الخطأ والمخاطر كشروط المسؤولية وأن‬
‫(‪)1‬‬
‫أساس المسؤولية اإلدارية يوجد فى مساواة الجميع أمام األعباء العامة‪.‬‬

‫) ‪ (1‬د‪ /‬مصطفى أبو زيد فهمى ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪٤۲٣‬‬

‫‪12‬‬
‫فالمسؤولية اإلدارية على أساس الخطأ تميز في الفرق بين طبيعة الخطأ والنتائج المترتبة عنه في‬
‫كل من القانون المدني وقانون المسؤولية اإلدارية‪.‬‬
‫فإذا كان كل خطأ في القانون المدنى يؤدى إلى مسؤولية مرتكبه ويلزمة بتعويض الضرر الذى‬
‫ألحقه بالضحية فإن هذه القاعدة المطلقة في القانون المدنى ال تجد نفس القوة في قانون المسؤولية‬
‫اإلدارية بحيث ال تكون اإلدارة مسؤولية اإلدارة فى حالة االعتداء المادى وقد القضاء اإلدارى‬
‫موقفه على أساس أن اإلدارة هي التي سمحت برد لموظف أن يقوم بهذا العمل ‪.‬‬
‫وأن الموظف لم يستخدم في ذلك سلطة خاصة وإنما كان ممثالً لمرفق العام وبذلك يكون السبب للضرر‬
‫الذي حدث يكمن وراء المرفق العام وفي هذه الشأن يذكر األستاذ ليوم بلوم أن أساس المسؤولية اإلدارية‬
‫في حالة االعتداء المادى أن الخطأ قد أنفصل عن المرفق ولكن المرفق ال ينفصل عن الخطأ وباعتبار أن‬
‫الخطأ المرفقى هو األساس الوحيد لقيام مسؤولية اإلدارة‬
‫فيستوجب أن يكون جسيما وذلك العتبارات عديدة كالعراقيل التي تواجهها اإلدارة بمناسبة حماية‬
‫النظام العام‪.‬‬
‫فإذا كان الخطأ هو األساس األصيل الذى يمكن االس نت اد عليه لتحري ‪Z Z‬ك مسؤولية اإلدارة فإنه أمام تطور وظيف‪ZZZ‬ة‬
‫الدولة ب ‪Z‬ات من الضرورى إيجاد أساس تكميلي لج‪Z‬بر الض‪Z‬رر ال ‪Z‬ذي يلح ‪Z‬ق ب ‪Z‬األفراد وق‪Z‬د يح ‪Z‬دث أن تق ‪Z‬وم اإلدارة‬
‫بأعمال قانونية أو مادية مشروعة ودون أى خطأ إال تحل‪Z Z‬ق أضرار ب ‪Z Z‬األفراد فإنه ليس من الع‪ZZ‬دل أن يتحمل‬
‫الف‪Z Z‬رد وحده تبعة هذه المسؤولية فعلى هذا األس ‪Z‬اس جاءت نظري ‪Z‬ة المخ ‪Z‬اطر ال‪Z Z‬تي ابتكرها القض‪ZZ‬اء اإل ‪Z‬دارى‬
‫الفرنسى كأساس تكميلى لتحريك مسؤولية اإلدارة‬
‫(‪)1‬‬
‫بحيث تحمل األضرار المترتبة عن تصرفاً حتى لو لم ترتكب خطأ من جانبها‪.‬‬

‫) ‪ (1‬د‪ /‬محمد فؤاد عبدالباسط ‪ ،‬القرار اإلدارى ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬بدون سنة لنشر ‪ ،‬ص‪٤۹‬‬

‫‪13‬‬
‫وعليه فاإلدارة تكون مسؤولة عن تصرف إذا ما شأن خطأ جسيم ترتب عنه المساس بحقوق األفراد‬
‫وحرياتهم األساسية سواء كان ناشئ عن عمل الغير (أي عمل موظفيها) أم عن اإلياء‬
‫(مثالً فى مجال األشغال اليومية) فمتى تحقق التعدى انعقدت مسئولية اإلدارة أمام القضاء‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫سلطات القاضي اإلداري فى حالة اإلعتداء المادي‬
‫‪ -‬سلطات القاضي اإلداري فى القضاء الفرنسي‪:‬‬
‫تعد فرنسا مهد القضاء اإلداري وبعدها انتشر الدول األخرى وكان ظهور هذا النظام نتيجة لألفكار التى‬
‫جاءت الثورة الفرنسية ‪ 1789‬التى تقوم على أساس مبدأ الفصل بين السلطات ومن مقتضياته منح المحاكم القض‪Z‬ائية‬
‫التى كانت قائمة آنذاك من الفصل فى المنازعات اإلدارية لحفاظ‬
‫على إستقالل اإلدارة تجاه السلطة القضائية‪.‬‬
‫فاإلجتهاد القضائي الفرنسي وإلى غاية ‪ 1966‬كان يعتبر أن المحاكم العادية إال فى حاالت خاصة كحالة الضرورة‬
‫وحالة الظروف اإلستثنائية هى المختصة نب ظر الدعاوى الناتجة عن اإلعتداء‬
‫المادي مستندًا فى ذلك إلى التبريرات اآلتية‪:‬‬
‫‪ 1 .‬كون أن المحاكم هى الحامية الطبيعية لملكية الخاصة والحري‪ZZ‬ات األساس ‪Z‬ية‪ 2 . .‬ك ‪Z‬ون‬
‫أن القاضي العادى فى هذه المحاكم ويملك سلطة قوية وإستثنائية ال يملكها القاضي‬
‫اإلداري لوقاية من اإلعتداء أو إيقافه أو تعويض األضرار الناتجة عنه بل تمتد هذه السلطة إلى حد فحص‬
‫شرعية القرارات اإلدارية أو األعمال المادية التنفيذية المتعلقة باإلعت‪Z Z‬داء المادي وذل‪Z Z‬ك إس ‪Z‬تثناءًا وخروجًا عن‬
‫القاعدة العامة التى تمنح اإلختصاص لقاضي اإلداري كلما تعلق‬
‫بعمل أو نشاط إداري‪3 . .‬‬
‫كون اإلعتداء المادي وطبيعته والشكل الذي صدر عليه أو الطريقة التى نفذ هو الذي أنزل اإلدارة ؟؟؟‬
‫األفراد العاد ين وأفقدها ميزة التقاضي أمام القضاء اإلداري وأخضعها لرقابة‬
‫(‪)1‬‬
‫القضاء العادي الذي بحاكم تصرفها هذا وكأنها صادر من الخواص‪.‬‬

‫د‪ /‬سعد عصفور – و د‪ /‬محسن خليل‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬األسكندرية‪ ،‬بدون سنة لنشر‪ ،‬ص‪100‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -‬سلطة القاضي اإلداري فى النظام القضائي المصري‪:‬‬
‫إن القاضي اإلداري هو القاضي الطبيعي لإلدارة إذا استمد إختصاصه من الدستور ذاته وكذا‬
‫القوانين المنشأة له والتى حددت إختصاصاته‪.‬‬
‫فتدخل القاضي اإلداري لرقابة االعمال اإلدارية يسهر على إحترام القوانين والمقا يس اإلجبارية‬
‫ومن ثم ضمان المشروعية والتأكد من توفرها فى األعمال اإلدارية‪.‬‬
‫فرغم كون القاضي اإلداري هو القاضي الطبيعي لإلدارة حامي الحقوق والحريات الفردية ومجسداً‬
‫مبدأ سيادة القانون فى عالقات اإلدارة باألفراد إال أنه ال يتدخل من تلقاء نفسه لحماية تلك الحريات حتى ولو وقع‬
‫إعتداء عليها بل األمر متوقف بتحريك دعوى قضائية من طرف‬
‫المتضرر‪.‬‬
‫وعليه فالرقابة القضائية تعتبر كأساس لضمان عدم خروج اإلدارة عند ممارسة نشاطات وأعمالها عن إطار‬
‫المشروعية وهذا ما يساهم فى نب اء مجتمع يسوده العدل وذلك بهدف تحقيق دولة القانون بمعناها الحقيقي‬
‫فالقاضي اإلداري مثله مثل القاضي العادي يعتبر ضامناً لحقوق األفراد‬
‫وحرياتهم‪.‬‬
‫وتعتبر دعوى اإللغاء من أهم الدعاوى القضائية التى يملكها األفراد فى مواجهة اإلدارة وذلك لحماية‬
‫حرياتهم وحقوقهم وهى تلك الدعاوى التى يطلب فيها من القاضي اإلداري المختص وذلك طبقاً لشروط‬
‫واإلجراءات القانونية المقررة الحكم بعدم مشروعية قرار إداري وبالتالي إلغائه‬
‫(‪)1‬‬
‫على أساس وقوع مساس خطير بملكية خاصة أو بحرية فردية‪.‬‬

‫د‪ /‬مازن ليلو راضي‪ ،‬دور القضاء اإلداري في حماية حقوق اإلنسان‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬األسكندرية‪ ،2002 ،‬ص‪5‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪16‬‬
‫وبالرجوع إلى القوانين المنظمة للقضاء اإلداري نجد أن مجلس الدولة بإعتباره أعلى هيئة فى هرم‬
‫القضاء اإلداري ينظر فى الطعون باإللغاء المرفوعة ضد القرارات اإلدارية الصادرة عن السلطات اإلدارية‬
‫المركزية بينما تختص المحاكم اإلدارية بالفصل فى الطعون باإللغاء ضد القرارات اإلدارية التنظيمية أو الفردية‬
‫الصادرة عن السلطات اإلدارية المركزية بينما تختص المحاكم اإلدارية بالفصل فى الطعون باإللغاء ضد‬
‫القرارات اإلدارية التنظيمية أو الفردية‬
‫الصادرة عن سلطة اإلدارة المحلية‪.‬‬
‫فالقاضي اإلداري بموجب دعوى اإللغاء يتمتع بسلطة فحص مدى مشروعية العناصر الخارجية للقرار اإلداري‬
‫من جهة ومن جهة أخرى فإن رقابته تمتد إلى فحص مشروعية العناصر الداخلية‬
‫وذلك بفرض رقابة كاملة وفعالة‪.‬‬
‫)‪ 1‬رقابة المشروعية الخارجية‪:‬‬
‫يقصد بالعناصر الخارجية فى القرار اإلداري كل من ركن اإلختصاص الشكل واإلجراءات بحيث‬
‫تلتزم اإلدارة فى إطار ممارسة نشاطها بالتصرف وفقاً لقواعد اإلختصاص المحددة ووفقًا‬
‫لإلجراءات والشكليات التى حددها القانون‪.‬‬
‫‪ 1-‬رقابة مشروعية ركن اإلختصاص‪:‬‬
‫يعتبر عيب عدم اإلختصاص أ‪,‬ل عيب استهل به مجلس الدولة الفرنسي رقابته على مشروعية‬
‫القرارات اإلدارية‪.‬‬
‫ولقد حدد المشرع مسبقاً السلطات المكلفة بممارسة نشاط اإلدارة بموجب نصوص قانونية‬
‫صريحة فال يجوز لهذه األخيرة أن تقوم بأي عمل أو تتخذ أي إجراء خارج حدود إختصاصها(‪.)1‬‬

‫د‪ /‬حلمي الدقدوقي‪ ،‬رقابة القضاء على مشروعية الداخلية ألعمال الضبط اإلد ار ي‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬األسكندرية‪ ،1989 ،‬ص‪22‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪17‬‬
‫فإن ال يستطيع رئيس البلدية أن يتخذ قرار إدارى يتضمن المنع المطلق من ممارسة نشاط معين حتى ولو كان‬
‫هدف حماية النظام العام وباعتبار أن هذا اإلجراء يشكل عقوبة ال يحق اتخاذه إال‬
‫من طرف جهة قضائية‪.‬‬
‫‪ -‬رقابة مشروعية الشكل واإلجراءات‪:‬‬
‫يقصد بالشكل في القرار اإلدارى المظهر الخارجي الذي تسبقه اإلدارة على القرار لإلفصاح عن‬
‫إرادة واإلجراءات التي تبعها في إصداره‪.‬‬
‫فالقرار اإلداري كمبدأ عام ال يخضع لشكليات معينة في إصداره بحيث تمتع اإلدارة بسلطة‬
‫تقديرية في اإلفصاح عن إرادة وفقا للشكل الذي تراه مالئما‪.‬‬
‫إتباعها إلصدار القرار اإلدارى‬
‫ويحدد الشكل واإلجراءات الواجب‬ ‫غير أن المشرع قد يتدخل‬
‫وذلك حماية لحقوق اإلنسان والحريات األساسية بحيث يترتب على صدور القرار اإلدارى دون االلتزام بالشكل‬
‫الذى حدده القانون أو دون إتباع اإلجراءات المنصوص عليها قانونا بأن يكون‬
‫معيب ويصبح ع رضه لإللغاء‬
‫فرقابة القاضى اإلدارى على المشروعية الخارجية للقرارات اإلدارية رقابة موضوعية غير أنه‬
‫إذا طرأت ظر وف استثنائية أجار القاضي اإلداري لإلدارة أن تتجاهل قواعد االختصاص‬
‫القوانين السارية وذلك لمواجهة متطلبات تلك‬ ‫واإلجراءات والشكليات المحددة مسبقا بموجب‬
‫الظروف‪.‬‬
‫ودون التقليل من شأن كل فحص يؤدى إلى تقدير المشروعية فإن رقابة المشروعية الخارجية محدودة الفعالية‬
‫إذا تستطيع اإلدارة أن تعيد إصدار نفس القرار المحكوم بعدم مشروعيته تحت‬
‫مظهر خارجی مشروع لهذه األسباب فإن القاضي اإلدارى ال يتوقف عن هذا الحد بل يتوسع‬
‫(‪)1‬‬
‫رقابته لتشمل حت العناصر الداخلية ‪.‬‬

‫) ‪ (1‬د‪ /‬سامي جمال الدين ‪ ،‬أص ول القانون اإلدارى ‪ ،‬نظرية العمل اإلدارى ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، ٣۹۹۱ ،‬ص‪۰٧٦‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ -‬رقابة المشروعية الداخلية‪:‬‬
‫إن سالمة القرار اإلدارى ال يتوقف فقط على مشروعية أركانه الخارجية بل مقترن بمشروعية‬
‫أركانه الداخلية أيضا والمتمثلة في كل من السبب المحل والغاية‪.‬‬
‫الرقابة على ركن السبب‪:‬‬
‫يقصد بالسبب في القرار اإلدارى الواقعة المادية أو القانونية التي تقع مستقلة وبعيدة عن نية‬
‫وإرادة السلطة اإلدارية المختصة فتدفعها إلى إصدار قرار إدارى معين‪.‬‬
‫وإن رقابة القاضى اإلدارى على سبب القرار اإلدارى رقابة دقيقة ومتفاوته بحيث قد يكتفى‬
‫القاضى اإلدارى برقابة الحد األدنى لتأكد من الوجود المادي والقانوني لوقائع دون فحص مدى‬
‫خطورة هذه الوقائع بإع تباها تخضع لتقدير اإلدارة إال أن القاضي اإلداري يوسع من رقابته‬
‫لتشمل تقدير مدى خطورة هذه الوقائع ذلك لكون المالئمة تعد شرط من شروط المشروعية‪.‬‬
‫الرقابة على ركن الغاية‪:‬‬
‫إن غاية القرار اإلدارى هى أصل صدوره حيث أن جميع القرارات اإلدارية بهدف كأصل عام‬
‫‪ ۱/٣ /۸٧۹۱‬فى‬ ‫تحقيق المصلحة العامة ولقد أكدت هذه القاعدة المحكمة العليا في قرارها بتاريخ‬
‫(‪)1‬‬
‫قضية خيال عبدالحميد ضد رئيس بلدية عين البنيان ‪.‬‬

‫د‪ /‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة ‪ ،‬القرارات اإلدارية فى الفقه وقضاء مجلس الدولة ‪ ،‬دار الفكر ال جامعي ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،٧۰۰۲ ،‬ص‪232‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ -‬الرقابة على ركن المحل‪:‬‬
‫يقصد بمحل القرار اإلدارى المركز الذى تتجه إرادة مصدر القرار إلى إحداثة واألثر القانونى‬
‫الذى يترتب عليه مباشر وحاال سواء كان بإنشاء أو إلغاء أو تعديل لهذا المركز فيتضح مما سبق أن رقابة‬
‫المشروعية الداخلية في القرارات اإلدارية تعبر وسيلة فعالة إذا ال يقف القاضى اإلدارى‬
‫عند حد فحص المشروعية القرار(‪ )1‬بل تمتد سلطته إلى فحص مدى مالئمة هذا اإلجراء ومدى‬
‫ضرورته لمواجهة كل ما يهدد النظام العام‪.‬‬
‫غير أنه مهما كانت أهمية رقابة مشروعية القرارات اإلدارية إال أن تظل غير كافية ذلك لكون سلطات‬
‫القاضي اإلداري تنحصر في اإللغاء إذا ما تبين له أن اإلجراء غير مشروع دون أن‬
‫من أضرار إال إذا طلب منه ذلك الطرف‬ ‫يكون له الحكم بالتعويض عما قد ينجم من هذا اإلجراء‬
‫الطاعن‪.‬‬
‫وعليه فإن الرقابة القضائية هى رقابة قانونية يسلطها القضاء لتعرف على مدى مشروعية العمل‬
‫اإلدارى فيقف نشاطه فى فحص األعمال اإلدارية عند حد المشروعية أو عدمها دون تجاوزها‬
‫إلى وزن مناسبات القرار وغير ذلك مما يدخل في نطاق المالئمة التقديرية التي تملكها اإلدارة‪.‬‬
‫ورأى األستاذين الطماوى وجمال ال‪Z Z‬دين في هذا أن قض ‪Z‬اء اإللغ ‪Z‬اء يقتص‪ZZ‬ر دوره في مجال ممارس ‪Z‬ته لرقاب‪ZZ‬ة‬
‫على أعمال اإلدارة فى الحكم بمشروعية أو عدم مشروعيته التص‪ZZ‬رف اإل‪ZZ‬دارى حيث يلغى هذا األخ ‪Z‬ير وبيث‬
‫في تعويض األضرار الناتجة عنه إذا ما طلب الطاعن ذل‪ZZ‬ك ف‪Z Z‬ال يج ‪Z‬وز ل‪ZZ‬ه إذن الت‪Z Z‬دخل في عمل اإل ‪Z‬دارة‬
‫كأن يحل محلها في إصدار قرار أو أن يأمرها بالقيام بعمل معين أو‬
‫باالمتناع عن القيام به‬

‫) ‪ (1‬د‪ /‬نبيلة عبد الحليم كامل ‪ ،‬الدعاوى اإلدارية والدستورية‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، ٧۹۹۱ ،‬ص ‪۱۱٣‬‬

‫‪20‬‬
‫فاإلدارة تظل حرة في نطاق سلطتي المالئمة والتقدير في اتخاذ ما تراه مناسبا من القرارات‬
‫بمقتضى وظيفيتها اإلدارية طالما هذه القرارات غير مخالفة للقانون ومستندة إلى الشرعية غير أنه في مجال‬
‫التعدى قد خرج القضاء اإلداري عن هذا المبدأ بحيث قد توسع سلطة القاضى اإل ‪Z‬داري في ك ‪Z‬ل من‬
‫االعتداء واالستيالء غير شرعي في مواجهة اإلدارة وخول له سلطة توجيه‬
‫أوامر لإلدارة لوضع حد لحالة االعتداء‪.‬‬
‫فكقاعدة عامة يعود االختصاص نب ظر منازعات التعدى إلى القضاء االستعجالى لما ينطوي عليه‬
‫التعدى من عنصر االستعجال وهذا نص عليه قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫وعليه فإذا ما تبين لقاضي لالستعجال اإلدارى أن اختصاص منعقد وأن فعل االعتداء قائم يمكنه‬
‫أن يتخذ اإلجراء الالزم لوقف التعدى أولرفعه دون المساس بأصل الحق‪.‬‬
‫‪ -‬ويختلف اإلجراء الذى يمكن أن يأمر به فيما إذا كان التعدى ناتجا عن القرار أو عن األعمال‬
‫المادية‪:‬‬

‫‪ 1.‬فى حالة التعدى الناتج عن القرار‪:‬‬


‫إذا ماكان القرار لم ينفذ يعد يستطيع القاضي أن يأمر بوقف تنفيذه إلى حين البث في شرعيته أما إذا كان تنفيذ القرار‬
‫متواصال أمر بوقف التنفيذ واكتفى لهذا الحد إن كانت أثار القرار س توقف‬
‫بمجرد وقف التنفيذ أما إذا كانت أثار القرار التي نفذت ستعجل من وقف التنفيذ استطاع فصال‬
‫(‪)1‬‬
‫عن ذلك أن يأمر بإرجاع الحال إلى ما كان عليه قبل البدئ في التنفيذ ‪.‬‬

‫د‪ /‬محمود محمد حافظ ‪ ،‬القضاء اإلدارى فى القانون المص رى المقارن ‪ ،‬دار النهض ة العر بية ‪ ،‬ط ا ‪ ،‬االسكندرية ‪، ۳۹۹۱ ،‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫ص ‪٤۱‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ 2.‬فى حالة التعدى الناتج عن األعمال المادية‪:‬‬
‫إن التعدى الناتج عن األعمال المادية إما أن يكون نت فيذا لقرار أو غير مرتبط بأى قرار إدارى وفى كلتا‬
‫الحالتين يستطيع القاضي أن يأمر بأى إجراء لرفع التعدى والسبب في ذلك أن اإلدارة‬
‫إذا ما أتت عمال معتبرا تعديا تكون قد جردته من صفته اإلدارية‪.‬‬
‫كما يمكن لقاضى االستعجال أن يوجه لإلدارة إن‪Z Z‬ذار بن‪Z Z‬اءا على طلب صاحب الشأن ين‪Z Z‬ذرها فيه على عدم‬
‫إقدامها على تصرف معين وقد أشار إلى هذه اإلمكانية ق ‪Z‬انون اإلجراءات المدنية واإلداري ‪Z‬ة واإلن ‪Z‬ذار‬
‫كإثبات الحالة يكون نب اءا على أمر على ذيل عريضة الذي يتقدم صاحب الشأن‬
‫وهو الذي يحدد محتواه‪.‬‬
‫‪ -‬الحكم على اإلدارة بالطرد‪:‬‬
‫في حالة احتالل اإلدارة لملكية الغير يمكن للقاضى أن يأمرها بإخالء األماكن‪.‬‬
‫يمكن للقاضي اإلداري في حالة التعدى الحكم على اإلدارة بإخالء األماكن التي احتلها من دون وجه حق‬
‫مادامت ال تس نت د إلى نص قانوني في احتاللها وهذا ما الحظناه من خالل قرار مجلس‬
‫الدولة حيث أنه أمرها بوقف التعدي وإرجاع المحل الى الشركة المستأجرة‪.‬‬
‫‪ -‬الحكم على اإلدارة بالرد‪:‬‬
‫يجوز للقاضى أن يأمر اإلدارة التي حجزت منقوالت بطريقة غير مشروعة أن ترجعها إلى‬
‫حرية أساسية تمثل في‬ ‫أصحابها كأن تحجز اإلدارة على جواز سفر مثل حارمي المواطن من‬
‫(‪)1‬‬
‫حرية التنقل فالقاضى اإلدارى هنا بإمكانه أن يأمرها برد ذلك ‪.‬‬

‫) ‪ (1‬د‪ /‬رشيد خلوقی ‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية ‪ ،‬ديوان الم طبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ط‪ ،٥۰۰۲ ، ۲‬ص‪330‬‬

‫‪22‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أن القضاء اإلدارى على ذلك حيث اعتبر التصرف الصادر من اإلدارة يشكل تعديا يجب رفعه‪.‬‬
‫‪ -‬الحكم على اإلدارة بالغرامة المالية‪:‬‬
‫يجوز للقاضي أن يحكم على اإلدارو بغرامة مالية وأساس منح القاضى هذه السلطة أن اإلدارة نب تفذها‬
‫لتصرف المنعدم تكون متساوية مع األفراد أمام القضاء العادى وتخضع لقواعد القانون الخاص وبالتالى الحكم‬
‫عليها بالغرامات المالية كتهديد إلرغامها على الوفاء‬
‫إذا يعود االختصاص بفرضها وتقديرها للقاضى اإلدارى الذي يتمتع بالسلطات األساسية األتية‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد مبلغ الغرامة التهديدية وبدأ سريانها ‪-‬‬
‫تصفيتها فى حالة عدم التنفيذ من طرف اإلدارة ‪ -‬تخفيض‬
‫الغرامة التهديدية أو إلغائها كليا عند االقتضاء‬

‫‪ ‬األمر بهدم المنشأت التي تقيمها اإلدارة‪:‬‬


‫يستطيع القضاء أن يأمر بهدم المنشأت التي تقيمها اإلدارة على أرض اغتبتها بغير سند من‬
‫القانون ووقف هذه األعمال حتى وإن كانت قد تمت فالقضاء في هذا الشأن يفرق بين حالتين‪:‬‬
‫‪ 1 .‬إذا كان الغرض من التعدى تحقيق مصلحة عامة‪:‬‬
‫في هذه الحالة ال يمكن للقضاء الحكم بهدم المنشأت التي شيدتها اإلدارة على تلك األرض التي اغتصبتها‬
‫مادامت هذه المبانى خصصت لمصلحة العامة شرط أن يكون البناء قد تم غير أنه إذا‬
‫لم يتم البناء فإن القضاء يستطيع أن يحكم بوقفه وإزالته ‪.‬‬

‫) ‪ (1‬د‪ /‬محمد على راتب‪ ،‬قضاء األمور المستعجلة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬ط‪ ،7‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،1985 ،‬ص‪30‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ 2 .‬إذا كان الغرض منه تحقيق أغراض شخصية‪-:‬‬
‫تمت بصله‬
‫يمكن هنا للقضاء الحكم على اإلدارة بهدم البناء الذى أقامته ألغراض خاصة ال‬
‫لمصلحة العامة‬
‫‪ -‬الحكم على اإلدارة بكافة اإلجراءات الالزمة‪:‬‬
‫أن لقاضى االستعجال اإلداري في جميع حاالت االستعجال األمر باتخاذ كافة اإلجراءات والتدابير الالزمة لحماية‬
‫الحريات األساسية المنتهكة من طرف الهيئات اإلدارية متى كانت هذه االنتهاكات‬
‫تشكل مساسا خطيرا وغير مشروع بتلك الحريات‪.‬‬
‫األصلى قانونا هو تحريم اعتداء اإلدارة على الملكية الخاصة إال أنه يجوز لها بموجب القانون وطبقا‬
‫إلجراءات وشروط معينة أن تلجأ إلى االستيالء على الملكية ونزعها جبرا على صاحبها‬
‫لمنفعة وصاحب الملكية الذي يرى في عملها ذلك عدم الشرعية المنطوي على األعتداء‪.‬‬
‫يجوز له االتجاه للقضاء المستعجل لمطالبة أمام القاضى اإلداري بتع ين خبير ويكون القاضى‬
‫المذكور مختصا لألمر بصفة مستعجلة باتخاذ كافة اإلجراءات الالزمة متى ثبت له من خالل‬
‫الدعوى أن تصرف اإلدارة يحمل وصف الحالة تعدى أو استيالء‪.‬‬
‫‪۱٧۱‬‬
‫األولى الذى يصرح بعدم اختصاصه يكون قد خالفت مقتيضات المادة‬ ‫وأن قاضي الدرجة‬
‫من قانون اإلجراءات المدنية التي بموجبها يحق له ذلك مهما كانت تبريرات اإلدارة المقدمة‬
‫(‪)1‬‬
‫بخصوص سبب المنفعة العامة الذي أسست عليه تصرفها‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫) ‪ (1‬د‪ /‬أحمد عطية ‪ ،‬الطلب ات المستعجلة أمام محاكم مجلس الدولة ‪ ،‬منشأة المع ارف‪ ،‬االسكندرية ‪ ، ٤۹۹۱ ،‬ص ‪۰۲۱‬‬

‫‪25‬‬
‫فالقاضي االستعجالى يمكنه إلزام اإلدارة برفع اليد مثال عن القعارات التي استولت عليها من دون وجه حق وذلك‬
‫تحت طائلة غرامة تهديدية عن كل يوم تأخير والسبب في ذلك هو خشية تدهور‬
‫حالة العقارات ألن ترك المباني على حالها يشكل خطرا عليها لكونها تبقى محرومة من الصيانة‪.‬‬
‫فالقاضي المختص باألمور المستعجلة له سلطة مطلقة في اتخاذ اإلجراءات المناسبة والالزمة حتى بدون‬
‫طلب من صاحب الشأن خالف لمشرع الفرنسي الذي منح هذه السلطة بموجب قانون‬
‫للقاضي اإلدارى المستعجل نب اء على طلب يقدم إليه ويبرره‬ ‫العدالة اإلدارية لسنة ‪2000‬‬
‫االستعجال فله أن يأمر باتخاذ كافة اإلجراءات التي يراها ضرورية قصد حماية الحريات‬
‫األساسية التي تعرضت لالعتداء من قبل اإلدارة أو من قبل من هو مكلف بإدارة المرفق العام وأثناء‬
‫ممارسة إحدى سلطاته شرط أن يكون هذا االعتداء جسيما وأن تكون عدم المشروعية‬
‫(‪)1‬‬
‫ظاهرة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬أحمد عطيه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪٣۰۱‬‬

‫‪26‬‬
‫الخاتمة‬
‫تعتبر نظرية االعتداء المادي من أدق نظريات القانون اإلداري وذلك من لما تحمله ضمانات‬
‫لحقوق وحريات األفراد مما جعلها تحضى من باهتمام الفقه الفرنسى والمصرى غير أنها لم‬
‫تحظى نب فس االهتمام كما يعتبر التصرف المنعدم إحدى مصادر هذه النظرية ولقد أثبتت التجربة‬
‫من خالل التطبيقات القضائية لشروط النظرية أنها مطاطة تفتح احتماالت عديدة وأنها قابلة‬
‫لتجديد والتغيير بل وحتى التغير الجذرى إن اقتضى األمر إذا تعتبر صفة المطاطية سبب وجود‬
‫نظرية االعتداء المادي‪.‬‬
‫تكون حالة االعتداء المادى عندما ترتكب اإلدارة أثناء قيامها بنشاط مادي تنفيذى مخالفة جسيمة‬
‫يمس بحق ملكية أو حرية عمومية‪.‬‬
‫وكذا تعريف االستاذ الطماوى الذى يعرفه بإرتكاب اإلدارة لخطأ جسيم أثناء قيامها بعمل مادى يتضمن اعتداء‬
‫على حرية فردية أو ملكية خاصة وعليه نتوصل إلى أن االعتداء المادي يقوم‬
‫على شرطان أساسيان وهما تصرف اإلدارة غير المشروع والخطير ومثال ذلك أن تتخذ قرارا‬
‫ليست لها سلطة اتخاذه أو أن تقوم اإلدارة بتنف يذ القرار بالقوة دون أن يكون لها في الح‪Z‬ق في ذل ‪Z‬ك بحيث ينتج عن‬
‫هذا التصرف مساسا خطيرا بحق الملكية أو بحرية أساس ‪Z‬ية ك ‪Z‬ان تق‪Z Z‬وم اإلدارة دون وجه ح‪Z‬ق با حتال ‪Z‬ل ارض‬
‫للخواص انتهاك حرمة منز ل تحطيم مال منقول وغير ذلك من الحقوق‬
‫والحريات األساسية‪.‬‬
‫فالدولة مهيمنة على مختل ‪Z‬ف الشؤون الحياتية والتنظيمية مستقدمة نش ‪Z‬اطها لض ‪Z‬مان حسن س ‪Z‬ير المراف ‪Z‬ق‬
‫العامة فيها عن طريق اإلدارة فاإلدارة وهى نت هض في مهامها البد لها تمسك بمبدأ الموضوعية‬
‫مبدأ سيادة القانون وإذا ما خرجت عنه وخالفت أحكامه كان تصرفها معيبا وشاب‬
‫قرارها البطالن ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫التوصيات‬
‫‪ 1-‬تعتبر نظرية إنعدام القرارات اإلدارية مصدراً من مصادر اإلعتداء المادي إال أنها‬
‫ليست المصدر الوحيد لذلك‪ 2- .‬تعتبر‬
‫الحقوق والحريات األساسية عنصراً جوهريًا فى بناء نظرية اإلعتداء‬
‫المادي‪.‬‬
‫‪ 3-‬إرتباط نظرية اإلعتداء المادي بمخالفة التصرف اإلداري للقانون مخالفة جسيمة‬
‫وعليه ال يمكن أن يترتب على المخالفة البسيطة قيام فعل التعدي‪ 4- .‬نأمل أن‬
‫يأخذ هذا الموضوع أهمية أكبر من قبل الفقه كما نأمل أن يكون محل‬
‫بحث نظراً ألهميته‪.‬‬
‫‪ 5-‬ضرورة تدخل المشرع بنصوص صريحة تتضمن معالجة هذه المسألة وذلك لعدم‬
‫كفاية المادتين ‪ 920‬و ‪ 921‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ 6-‬ضرورة نشر كل األحكام والقرارات القضائية التى تخص هذا الموضوع ليتمكن‬
‫كل باحث من الوقوفة عليها وتحليلها واإلستعانة بها‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ 1-‬د‪ /‬أحمد عطية‪ ،‬الطلبات المستعجلة أمام محاكم مجلس الدولة‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬األسكندرية‪،‬‬
‫‪1994‬‬
‫‪ 2-‬د‪ /‬حلمي الدقوقي‪ ،‬رقابة القضاء على المشروعية الداخلية ألعمال الضبط اإلداري‪ ،‬دار‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬األسكندرية‪1989 ،‬‬
‫‪ 3-‬د‪ /‬رشيد خلوقي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪ 4-‬د‪ /‬سليمان محمد الطماوي‪ ،‬دروس فى القضاء اإلداري‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ 5- 1976 ،‬د‪/‬‬
‫سعيد الحكيم‪ ،‬الرقابة على أعمال اإلدارة فى الشريعة اإلسالمية والنظم الوضعية‪ ،‬ط‪ ،3‬دار‬
‫الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ 6- 1987 ،‬د‪/‬‬
‫سليمان الطماوي‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب الثالث‪ ،‬دار الفكر‬
‫العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون سنة لنشر‪.‬‬
‫‪ 7-‬د‪ /‬سعد عصفور‪ ،‬ود‪ /‬محسن خليل‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬األسكندرية‪ ،‬بدون سنة‬
‫لنشر‪.‬‬
‫‪ 8-‬د‪ /‬سامي جمال الدين‪ ،‬أصول القانون اإلداري‪ ،‬نظرية العمل اإلداري‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪1993 ،‬‬
‫‪ 9-‬د‪ /‬صالح الدين بيومي‪ ،‬ود‪ /‬اسكندر سعد رغلول‪ ،‬الموسوعة فى قضاء األموال المستعجلة‪،‬‬
‫ط‪ ،2‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪1971 ،‬‬
‫‪ -10‬د‪ /‬عبد الغني بسيوني‪ ،‬والية القضاء اإلداري على أعمال اإلدارة‪ ،‬قضاء اإللغاء‪ ،‬منشأة‬
‫المعارف‪ ،‬األسكندرية‪1983 ،‬‬
‫‪ -11‬د‪ /‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬القرارات اإلدارية فى الفقه والقضاء‪ ،‬مجلس الدولة‪ ،‬دار‬
‫الفكر العربي‪ ،‬األسكندرية‪2007 ،‬‬
‫‪ -12‬د‪ /‬محمد أنس قاسم‪ ،‬الوسيط فى القانون العام‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪1987 ،‬‬
‫‪ -13‬د‪ /‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬األسكندرية‪1995 ،‬‬
‫‪ -14‬د‪ /‬مصطفى أبو زيد‪ ،‬القضاء اإلداري ومجلس الدولة وقضاء اإللغاء‪ ،‬دار الجامعية لنشر‪،‬‬
‫األسكندرية‪2004 ،‬‬
‫‪ -15‬د‪ /‬محمد فؤاد عبدالباسط‪ ،‬القرار اإلداري‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬األسكندرية‪ ،‬بدون دار‬
‫لنشر‪.‬‬
‫‪ -16‬د‪ /‬مازن ليلو راضي‪ ،‬دور القضاء اإلداري فى حماية حقوق اإلنسان‪ ،‬دار المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬األسكندرية‪2002 ،‬‬
‫‪29‬‬
‫‪ -17‬د‪ /‬محمود محمد حافظ‪ ،‬القضاء اإلداري فى القانون المصري المقارن‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬ط‪ ،1‬األسكندرية‪1993 ،‬‬
‫‪ -18‬د‪ /‬محمد على راتب‪ ،‬قضاء األمور المستعجلة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬ط‪ ،7‬عالم الكتاب‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1985‬‬
‫‪ -19‬د‪ /‬نبيلة عبدالحليم كامل‪ ،‬الدعاوى اإلدارية والدستورية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1997‬‬

‫‪30‬‬
31

You might also like